17
1
بسم الله الرحمن الرحيم
2
وما توفيقي إلّا بالله، عليه توكلت، أما بعد:
3
ينبغي للإنسان أن يدرّب عقله في الصناعات التي يعرف منها جملًا
4
ينتفع بها عند الحاجة إليها في الوقت الذي يعرض فيها، فإنه لا يستغني
5
عن شيء من الصناعات بحاجته إليها بحال ما يحتاح إليه، ويجب عليه
6
معرفة ما به الحاجة إليه أشد من تقويم جسده وسياسته، وحفظه، وذلك
7
علم غامض دقيق يحتاج في مذهبه إلى فهم ذكي وفِطْنة لطيفة. ثم يعرف
8
بعد ذلك سائر الصناعات التي يستعين بها على ما ينفعه. فالصناعة التي
9
يحتاج إليها في سياسة، جسده وتقويمه، تسمى الطب. وينقسم قسمين:
10
أحدهما تدبير الجسد الصحيح ليثبت له صحته، والآخر ردّ الجسم السقيم
18
1
إلى حال الصحة. والواجب على الإنسان العناية بالعلم الذي به
2
وبمعرفته يمكن سياسة جسده في حالتي الصحة والمرض، وأن يتدرب في
3
ذلك ويلزم نفسه العناية به لينتفع بذلك وقت الحاجة إليه، فإنه لا يدري
4
متى يعرض حاجته إليه من الأوقات والأزمنة والمواضع والأماكن فليس
5
يقدر في كل وقت ولا في كل زمان ولا في كل بلد وموضع يعرض فيه على
6
طبيب يعالجه. فاذا لم يعلم الإنسان علم الطب، ولم يعرف من ذلك ما
7
يعالج به داءً اعتراه ولم يجد مطببًا يتولى ذلك منه، تأدى أمره في مرضه
8
إلى موت أو إلى داء مزمن لا يعذر له على شفاء ولا برؤ. فليحرص
9
الإنسان على علم ما يكسبه صحة وعافية ويدفع عنه مرضًا وعلة. وقد
10
جمعت في كتابي هذا جملًا وعيونًا ونكتًا من صناعة الطب مما استخرجته من
11
كتب بقراط وجالينوس وأرماسوس ومن دونهم من القدماء وفلاسفة الأطباء
12
ومن بعدهم من المحدّثين في إحكام الطب والمفاقهة فيه مثل بولس
13
وأهرون وحنين بن إسحق ويحيى بن ماسويه وغيرهم. وفصلت ذلك
14
على غاية الإيجاز والاختصار مع الاستقصاء لأقاويلهم واستخراج نصوص
15
كلامهم، وجعلت كتابي هذا عشر مقالات. وفي كل مقالة فصولًا
16
معلّمة بالحروف على ما ينبغي من مراتب عددها ليسهل إصابة ما يراد
17
منها. والله أسأل العون والتوفيق على ما يرضيه ويقرّب إليه ويدني منه.
18
أغراض مقالات الكتاب:
19
المقالة الأولى: في المدخل في الطب. وفي شكل الأعضاء وهيئتها.
19
1
المقالة الثانية: في تعرّف مزاج الأبدان والأخلاط الغالبة عليها
2
والاستدلالات الوجيزة الجامعة من الفراسة.
3
المقالة الثالثة: في قوى الأغذية والأدوية.
4
المقالة الرابعة: في حفظ الصحة.
5
المقالة الخامسة: في الزينة.
6
المقالة السادسة: في تدبير المسافرين.
7
المقالة السابعة: جمل وجوامع من صناعة الجبر والخراجات والقروح.
8
المقالة الثامنة: في السموم والهوام.
9
المقالة التاسعة: في الأمراض الحادثة من القرن إلى القدم.
10
المقالة العاشرة: في الحُمّيات وما يتبع ذلك مما يحتاج إلى معرفته في تجويد
11
علاجها.
12
فصول المقالة الأولى: وهي سبعة وعشرون فصلًا:
13
جمل وجوامع احتيج إلى تقديمها في صدر هذه المقالة. في هيئة
14
الأعضاء وخواصها. في هيئة العظام. في هيئة العضل. في العصب. في
15
العروق. في الشرايين. في هيئة الدماغ. في هيئة العين. في هيئة الأذن.
16
في هيئة الأنف. في هيئة الصماخ. في هيئة اللسان. في هيئة الحلق. في
17
هيئة الصدر والرئة. في هيئة القلب. في هيئة المريء والمعدة. في هيئة
18
الأمعاء. في هيئة الكبد. في هيئة الطحال. في هيئة المرارة. في هيئة
19
الكلى. في هيئة المثانة. في ذكر جمل وجوامع من منافع آلات الغذاء. في
20
هيئة المراق. في هيئة الأنثيين والقضيب. في هيئة الثدي. في هيئة الرحم.
21
فصول المقالة الثانية: وهي سبعة وخمسون فصلًا:
20
1
جمل وجوامع في تعرّفِ الأمزجة. في علامات البدن المعتدل. في
2
علامات المزاج الحار. في علامات المزاج البارد. في علامات المزاج
3
الرطب. في علامات المزاج اليابس. في علامات المزاج الحار اليابس. في
4
علامات المزاج البارد الرطب. في علامات مزاج الدماغ. في علامات
5
مزاج القلب. في الاستدلال على مزاج المعدة. في الاستدلال على مزاج
6
الأنثيين. ذكر نكت ولواحق يستعان بها على تعرُّف الأمزجة. ذكر علامات
7
جزئية يستشهد بها مع سائر الدلائل ويستعان بها في بعض الأحوال على
8
تعرّف الأمزجة المختلطة. في علامات ضعف العصب. في مزاج الأعضاء
9
والأخلاط. في تعرُّف الامتلاء. في تعرّف الخلط الغالب في دلائل غلبة
10
الصفراء. في دلائل غلبة السوداء. في دلائل غلبة البلغم. في شراء
21
1
الماليك. في دلائل الشعر. في دلائل اللون. في دلائل العين. في دلائل
2
الحاجب. في دلائل الأنف. في دلائل الجبهة. في دلائل الشفة والفم
3
والأسنان. في دلائل الوجه والصورة. في دلائل الأذن. في دلائل الكلام
4
والصوت. في دلائل اللحم. في دلائل الضحك. في دلائل الحركات. في
5
دلائل العنق. في دلائل البطن. في دلائل الظهر. في دلائل الكتف. في
6
دلائل الذراع. في دلائل الكف. في دلائل الحقو والورك والساق والقدم.
7
في دلائل الرجل والخطى. في علامات الشجاعة. في دلائل الجبن. في
8
دلائل الرجل الجيد الفهم الرقيق الطبع. في دلائل الرجل الفيلسوف. في
9
دلائل الرجال الغليظ الطبع. في دلائل الرجل الوقح. في دلائل الرجل
10
المر النفس. في دلائل الشبق. في دلائل أخلاق الأنثى. في أخلاق
11
الَخصي. جمل وجوامع يحتاج إليها في أحكام الفراسة واستقصائها.
12
فصول المقالة الثالثة: وهي أربعة وعشرون فصلًا:
13
قول مجمل كلّي يستعان به على تعرّف قوى الأغذية والأدوية. في
14
قوى الاغذية والأدوية. في قوى الحبوب المألوفة التي يتخذ منها الخبز. فيما
15
يتخذ من الحنطة والشعير. في قوة الماء. في قوة الشراب. في قوة الأشربة
16
غير المسكرة. في قوة اللحمان. في قوة أعضاء الحيوان. في القوة التي
17
يكتسبها الطعام من الصنعة. في الحلوى. في قوة البيض. في قوة اللبن
18
الرائب والزبد والجبن ومائه والمصل والرحنين والمخيض والسمن. في قوة
19
السمك. في قوة التوابل والأبازير. في البقول وما يستعمل منها في الطبخ.
20
في قوة الكواميخ والرواصيل والبهارات والصباغات. في الفواكه والثمار.
21
في الرياحين. في الطيب. في الأدهان. في الملابس. في الرياح والأهوية.
22
في البلدان. في قوة المربّيات. في الأدوية التي يكثر استعمالها.
22
1
فصول المقالة الرابعة: وهي إحدى وثلاثون فصلًا.
2
ذكر جمل حفظ الصحة وجوامعها. في تقدير الحركة وحالها ووقتها.
3
في تقدير النوم ووقته ومنافعه ومضاره. في تدبير المطعم. في تدبير
4
المشرب. في تنقية البدن من الفضول. في اختيار المجالس والمساكن. في
5
الإنذار بالحوادث الرديئة قبل أن تقوى وتعظم. في الهمم النفسية. في
6
العادات. فيما يدفع ضرر الأغذية غير الموافقة. فيما يدفع ضرر الشراب.
7
فيما ينوب عن النبيذ. في منافع إخراج الدم ومضاره وجهة استعماله. في
8
منافع الإسهال ومضاره وجهة استعماله. في القيء. في منافع الجماع
9
ومضاره. في منافع الحمام ومضاره. في سحنة البدن المحمودة. في السواك
10
ومنافعه. في حفظ الأسنان. في حفظ العين. في حفظ السمع. في
11
الأمراض المعدية. في الوباء والاحتراس منه. في تدبير البدن بحسب
12
الأزمنة. في تدبير المرأة الحبلى وحفظ الجنين. في تسهيل الولادة. في تدبير
13
النفساء. في تدبير الطفل. في اختيار الظئر وتدبيرها. في جملة تدبير سائر
14
الإنسان. في محنة الطبيب.
15
فصول المقالة الخامسة: وهي خمسة وسبعون فصلًا
16
في الزينة. في الحزاز. في تمرّط الشعر. في إنبات الشعر. في المواضع
17
التي تراد في حفظ الشعر المتساقط وتطويله وعلاج ابتداء الصلع. في تشقق
18
أطراف الشعر. في تجعيد الشعر. في تبسيط الشعر. في خضاب يسوّد
19
الشعر. في تدبير من يريد ألا يسرع إليه الشيب. في تحمير الشعر
20
وتشقيره. في تبييض الشعر. في الذي يحلق الشعر ويرقه ويمرّطه ويمنع
21
نباته. فيما ينطل الشعر من أصله. فيما يقلع رائحة النورة. فيما يمنع حرق
23
1
النورة للبدن وعلاج ما احترق. في السعفة. فيما يبيض الوجه ويبرّق
2
البشرة ويرقها ويصفّيها. فيما يحمّر اللون. فيما يصفرّ اللون. فيما يسود
3
اللون. في الكلف. في البرش والنمش. فيما يقلع البثور والقروح. في
4
السعفة الحمراء الكائنة في الوجه. في الخضرة الكائنة عن ضربة. في
5
الوشم. فيما يذهب بآثاره الجدري. في الحكة والجرب. في الشري. في
6
الحصف. في القوباء. في البهق الأبيض في البرص الكائن في الأشفار. في
7
البهق الأسود. في الجذام. في الثآليل. في إنبات الشعر في الأشفار. في
8
القمل الكائن في الأشفار. في الشعيرة. في الجسا. في نتوء العين. في
9
صلابة الأجفان. في بخر الأنف. في البخر في الفم. فيما يكسر رائحة
10
الثوم والبصل والكراث إذا أُكلت. فيما يخفي رائحة الشراب ويكسر منه
11
رائحته. فيما يقطع اللعاب السائل من الفم. في النوم واليقظة. فيما يجلو
12
الأسنان ويذهب بالحفر. فيما يمنع من تآكل الأسنان. فيما يمنع من سقوط
13
الأسنان المتحركة. فيما يذهب بالضَّرس. في تنقية وسخ الأذن. فيما يذهب
14
بالصنان. فيما يمنع عرق الرجل. فيما يطيب عرق البدن. فيما يذهب نتن
15
البول والبخر. في حفظ جثة الميت لئلا تَنْتُنَ وتَعْفُنَ. فيما يمنع خصى
16
الغلمان وثدي الجواري أن يسرع إليها العِظَم. فيما يحدث في الأظفار من
17
السماجة. في شقاق الشفة والوجه وظهر الكف. في الانتفاخ والحكة التي
18
تعرض للأصابع في أيام الخريف والشتاء. فيما يخصب البدن. فيما يهزل
19
البدن. فيما يزيد في المني والإنعاظ. فيما يعظّم الذكر. فيما يضيّق القبل.
20
فيما يذهب الرطوبة التي فيه. فيما يسخن القبل. فيما يزيد في اللذة. في
21
علاج العذيوط. في علاج مّنْ ضعف عن الإكثار من الجماع في تقليل المني
22
والإنعاظ. فيما يعين على الحبل. فيما يمنع من الحمل ويسقط الأجنة. فيما
23
يُعين على الاستكثار من الجماع المفرط الكثير. فيما يعين على الاستكثار من
24
1
الشراب. فيما يسرع بالسكر. فيما يخفف عن السكران ويعجل صحوه. في
2
علاج الخمار.
3
فصول المقالة السادسة: وهي تسعة عشر فصلًا:
4
في تدبير المسافرين. في الاحتراس من الحر وتلاحق ما يحدث من
5
ضرره بالمسافرين. في الاحتراس من السموم وتلاحق ما يحدث عنها ومن
6
نكايتها. في تسكين العطش ودفع مضاره. في تدبير من احتاج أن يسافر في
7
البرد والحر الشديد. في علاج من أصابه جمود من البرد. في الغشي من
8
الجوع. في حفظ الأطراف وعلاج ما بدا يفسد منها. في العين إذا قمرت
9
من الثلج وعلاج ما فسد منها. في الحرقة والوجع الحادثين في العين من
10
شدة البرد والريح. في التعب والإعياء. في إعداد البدن للسفر وتدبير
11
الغذاء فيه. فيما يدفع ضرر الأمياه ورداءتها. في تدبير العساكر. في تدبير
12
راكب البحر. فيما يمنع تولد القمل. فيما يمنع شحوب الوجه من الشمس
13
والريح. فيما يمنع من الشقاق في العقب. في السحج الحادث من الركوب
14
أو من الخف أو من النعل. في السقطة والضربة على الرأس.
15
فصول المقالة السابعة: وهي سبعة وعشرون فصلًا:
16
جملٌ وجوامعُ من صناعة الجبر. في تليين الصلابات الباقية في
17
الأعضاء بعد انجبارها. جمل وعيون وجوامع من علاجات القروح
18
والخراجات. في الأدوية التي تنبت اللحم. في التي تدمل القروح. في
19
التي تنقص اللحم الزائد. في التي تفجّر الخراجات وتغني عن البط
20
بالحديد. في الخنازير. في السرطان. في الدماميل. في الورم الحار. في
21
الورم الرخو. في الورم الصلب. في السلع. في العقد الغددية. في
22
النملة. في النار الفارسي. في حرق النار والماء والدهن. في الداحس. في
23
نزف الدم عن جراحة. في الفصد في الحجامة. في العلق. في العِرْق
25
1
الَمدَني. في إخراج النصول والشوك والسلي. في الشجاج. في مخارق
2
المائتين.
3
فصول المقالة الثامنة: وهي خمسة وخمسون فصلًا:
4
جمل وجوامع من علاج السموم ونهش الهوام والاحتراس منها. في
5
نهش الأفاعي. في لدغ العقارب. في لدغ الجرارات. في نهش الرتيلا
6
والشبث والعنكبوت. في لدغ الزنابير والنحل والنمل الطيار ذي الحمّة. في
7
نهش العضاية والوزغة. فيما يطرد الحشرات والهوام والسباع ويقتلها. في
8
عض الكلاب غير الكلبة والسباع والنمور والإنسان. في عض الكلْب
9
الكلِب. فيمن سُقي البيش. فيمن سقي قرون السنبل. فيمن سقي مرارة
10
النمر. فيمن سقي مرارة الأفعى. فيمن سقي طرف ذنب الأيل. فيمن
11
سقي عَرَق الدابة. فيمن سقي الذراريح. فيمن سقي الزبيب الجبلي.
12
فيمن سقي الأفيون. فيمن سقي الشوكران. فيمن سقي اليبروح. فيمن
13
سقي جوز ماثل. فيمن شرب البنج. فيمن شرب ماء الكزبرة الرطبة.
14
فيمن سقي البزر قطونا. فيمن سقي الفطر والكمأة القتالين. في اللبن إذا
15
تجمّد في المعدة. في الشواء المغموم. في أكل السمك البارد. في اللبن
16
الفاسد. في اللبوب التي قد خَمَّت والأدهان التي قد زنخت ونحوها. في
17
سقي الضفادع الآجامية والنهرية. في سقي الأرنب البحري. في سقي
18
الجند بيد ستر الرديىء. في سقي صمغ السذاب الجبلي. في سقي
19
البلاذر. فيمن أضرّ به شرب البلاذر. فيمن سقي الدُّفلى. فيمن أضرّ به
20
شرب العنصل. فيمن أضرّ به شرب بزر الأنجرة. فيمن أضرّ به شرب
21
الماء البارد. فيمن شرب الجبسين. فيمن شرب المرتك. فيمن شرب
22
الزيبق أو صُب منه في أُذنه. فيمن سقي الأسفيداج. فيمن سقي النورة
23
والزرنيخ. فيمن أضر به خبث الحديد أو سقي من برادته. فيمن سقي
24
الزنجار. فيمن صقي الزاج والشب وأكثر منه. فيمن سقي اليتوعات.
26
1
فيمن سقي الخربق الأبيض والجبهلنك والكندس والعرطنيثا. فيمن سقي
2
التربد. فيمن سقي الفرفيون. فيمن سقي المازريون بإفراط. في قوى
3
الأدوية المسهلة ومقاديرها وإصلاحها. مثال في تركيب الأدوية المسهلة.
4
فصول المقالة التاسعة: وهي خمسة وتسعون فصلًا:
5
في الصداع والشقيقة. في الدّوار. في السرسام. في السكتة. في
6
السبات. في الشخوص. في الفالج. في الخدر. في الرعشة. في اللقوة. في
7
التشنج. في النسيان. في الصرَّع. في الكابوس. في الماليخوليا. في
8
الزكام. في الرمد. في القروح في العين. في البياض الحادث في العين. في
9
الجرب والسبل في العين. في الحكة في المآق والجفن. في الظفرة. في
10
الطرفة. في الدمعة. في ضعف البصر. في انتفاخ الأجفان. في الشعر
11
المنقلب الذي ينخس العين. في الماء النازل في العين. في العشا. في
12
الانتثار. في الناصور الكائن في الآماق. في الوجع الحادث في الأذن. في
13
القرحة الكائنة في الأذن. في الدَّوي والطنين في الأذن. في ثقل السمع. في
14
الدود والهوام الداخلة في الأذن. فيما ينشب في الأذن. في الرعاف. في
15
القروح في الأنف. في البواسير الحادثة في الأنف. في الخَشَم. في وجع
16
الأسنان. في قلع الأسنان وتفتيتها. في الضرس والخدر في الأسنان. في
17
القلاع. في اللثة الدامية والعفنة. في الضرس الذي يتوجع إذا مسه شيء
18
بارد. في سقوط اللهاة. في العلق المبتلع. فيما ينشب في الحلق من شوك أو
19
عظم أو غيره. في ثقل اللسان. في اندلاع اللسان. في الغدة التي تنعقد
20
تحت اللسان وتسمى الضفدع. في الأورام الحادثة في اللسان. في
21
الخوانيق. في السعال. في الربو. في ذات الجنب. في ذات الرئة. في نفث
22
الدم. وتنخّعه. في السل. في الخفقان. في الهيضة. في سوء الهضم. في
23
أوجاع المعدة. في الفواق. في الشهوة الكلبية. في أوجاع الكبد. في
24
اليرقان. في الاستسقاء. في أوجاع الطحال. في القولنج. في الخلفة. في
25
عسر البول. في الحصاة. في الورم الحادث في الكلي والمثانة. في حرقة
27
1
البول. في بول الدم والمدّة. في سلس البول. في الدود الكائن في البطن
2
والمقعدة. في نتوء المقعدة. في البواسير والنواصير والشقاق. في قطع
3
الطمث. في إدرار الطمث. في الشقاق في القبل. في الورم الحادث في
4
الرحم. في القروح في الأرحام. في اختناق الأرحام. في العلة المسماة
5
الرجا. في الفتق والقرو. في النقرس وعرق النسا. في الحدبة. في الدوالي.
6
في داء الفيل. في القطاة. في الوجع الحادث في الأعضاء الظاهرة.
7
فصول المقالة العاشرة: وهي أربعة وثلاثون فصلًا:
8
في الحمى التي يسميها الأطباء حمى يوم. في حمى الدق. في الحمى
9
التي تنوب يومًا ويومًا ويسميها الأطباء حمى الغب. في الحمى الحارة
10
اللازمة التي يسميها الأطباء الحمى المحرقة. في الحمى المطبقة. في الحمى
11
النائبة كل يوم والمسماة البلغمية. في حمى الربع. في الحميات المختلفة التي
12
تنوب خمسًا وسدسًا. في الحميات الدائمة. في الحمى الي يعرض معها
13
الحر والبرد في حالة واحدة. في النافض التي لا تسخن. في الحمى الغشية
14
التي مع رقة الأخلاط وحدتها. في الحمى الغشية التي مع كثرة الأخلاط
15
اللينة. في الحميات الكائنة عن الأورام. في الحمى الوبائية. في الحميات
16
المركبة. في الجدري والحصبة. فيما يحتاج إلى معرفته في تدبير الأمراض
17
الحادة في العلامات الجيدة. في العلامات الرديئة. في معرفة أزمان
18
الحمى. في معرفة النضج. في البحران. في معرفة أنواع الاستفراغ الذي
19
يكون به البحران. في معرفة العلامات الدالة على جودة البحران ورداءته
20
وتامّه وناقصه. في البول. في البراز. في النبض. في تدبير الأمراض
21
الحادة. في تدبير الناقِه. فتلك جميع فصول المقالات وهي معمول بها.
29
1
|I|المقالة الأولى
2
جمل وجوامع احتيج إلى تقديمها في صدر هذه المقالة:
3
المدخل في الطب
4
الطب حفظ الصحة في الأجساد الصحيحة، ودفع المرض عن
5
الأجسام السقيمة، وردّها إلى صحتها. ويتجزأ إلى جزأين وهما العلم
6
والعمل.
7
فالجزء الأول ينقسم إلى ثلاثة اقسام: أحدها معرفة الأشياء
8
الطبيعية، والثاني معرفة العلل، والثالث معرفة الدلائل.
9
فالأشياء الطبيعية سبعة: استقصات، ومزاجات،
10
وأخلاط، وأعضاء، وقوى، وأرواح، وأفعال.
11
والاستقصات، أربعة: نار حارة يابسة. وهواءٌ حارٌ رطب.
12
وماء بارد رطب. وأرض باردة يابسة. وقد خالف مادريوس هذا القول
30
1
وقال: إن الاستقصات التي هي العناصر الأولى أربعة: نار حارة، وهواء
2
بارد، وماء رطب، وتراب يابس. وأن الهيولى والبسائط التي وصفها
3
بعض القدماء وذكروا أنها موجودة بالوهم باطلة. والأصول هذه هي
4
التي توجد حواسنا. ومنها خلق الله جميع الخلق والبهائم. وإليها ترجع إذا
5
انحلت تراكيبها. وقوام كل شيء في هذا العالم، بهذه الأربع أمهات،
6
ومنها يتكون ويتراكب. ولا يستغني عنها حيوان ولا نبات. والزمان مفصل
7
على عدد هذه الأمهات وكذلك الآفاق. فأفق المشرق حار يابس، وأفق
8
الجنوب حار رطب. وأفق المغرب بارد رطب وأفق الشمال بارد يابس.
9
والمزاجات، تسعة: واحد منها مستوي، وهو المزاج المعتدل.
10
وثمانية غير مستوية وهي المزاجات الخارجة عن الاعتدال. أربعة منها
11
مفردة: حار، بارد، رطب، يابس. وأربعة مؤلفة: حار يابس، وحار
12
رطب، وبارد يابس، وبارد رطب.
13
والأخلاط (الأمشاج) أربعة: دم، بلغم، مرة صفراء، ومرة سوداء.
14
والبلغم؛ منه حلو وهو حار رطب. ومنه مالح. وهو حار يابس. ومنه
15
حامض وهو بارد يابس. ومنه مسيخ وهو بارد رطب. ومنه نوع خامس
16
زجاجي، وهو أبرد أنواع البلغم وأرطبها. ولا يستحيل إلى الدم. وكل
17
خلط يخرج من الفم بالقيء أو بالبصاق أو ينحدر من الرأس أويخرج من
18
الفم بالتنخّع، ولا طعم له في طبيعته يسمى بلغمًا. فإذا خالف مزاجه
19
واكتسب طعمًا بحرارة مفرطة، نسب إلى الطعم الذي يغلب عليه. فإن
20
كانت الحرارة التي تعمل في البلغم حرارة طبيعية هضمته وصيرته عذبًا
21
حلوًا كطعم الدم. وهذا اصنف من البلغم لا تغتذي به الطبيعة كما
31
1
تغتذى من الدم. فإن كانت الحرارة العاملة في البلغم حرارة خارجة عن
2
الطبيعة قهرته وهضمته وصيّرته مالحًا. وإن قهرها صار البلغم حامضًا. وأما
3
إن كانت الحرارة التي تعمل في البلغم حرارة طبيعية. هضمته وصيّرته
4
عذبًا حلوًا كطعم الدم. وهذا الصنف من البلغم تغتذي به الطبيعة كما
5
تغتذي من الدم.
6
والبلغم يتولد في البدن من أطعمة باردة رطبة في الهضم الأول
7
الكائن في المعدة. وهو يتولد من غذاء لم يستحكم انهضامه. ولذلك لم
8
تُحدث الطبيعة له وعاء يقبله كالعروق والأوردة التي هي وعاء للدم،
9
وكالمرارة التي هي وعاء للصفراء، وكالطحال الذي هو وعاء للسوداء. فما
10
صار منه إلى الكبد وجداوله استحال وصار دمًا، وما بقي منه في
11
الأمعاء ولم ينحدر إلى الكبد، اندفع من الأمعاء وانغسل بالمرة الصفراء
12
المنقية للأمعاء الغاسلة لها بحدّتها وحرافتها كالبورق الغاسل الجالي.
13
والبلغم الحلو العذب لا يخرج من البدن لحاجة البدن إليه لأنه
14
يغذوه كالدم. وكذلك البلغم الطبيعي الذي لا طعم له. وهذان النوعان
15
من البلغم، أعني البلغم الحلو والبلغم الذي لا طعم له كالماء، لا يخرجان
16
من البدن لحاجة البدن إليهما لحركة المفاصل وترطيب الأعضاء والدماغ
17
خاصة لئلا يجف فيصيرإلى الفساد.
18
وأما النوعان الآخران من البلغم أعني المالح والحامض، فإنهما
19
خارجان من الطبيعة فينقيّان البدن ويُنقى البدن منهما.
20
والمرة الصفراء: منها ما يتولد في الكبد ومنها ما يتولد في المعدة…
21
أما المتولدة في الكبد فهي أربعة أنواع: النوع الأول القرمزية،
22
والنوع الثاني المرة الصفراء وهي أرق من القرمزية وتصير في مثل هذه
23
الحال لمخالطة المائية للقرمزية، والنوع الثالث المِحيّة وهي كمح البيض
32
1
والتي تشبه صفرتها صفرته، وهي أغلظ من القرمزية وتكون على هذه
2
الحال لانعدام المائية فيها. والنوع الرابع هي المرة الحمراء، وهي
3
تشبه الدم الرقيق، وتكون على هذه الحال إما لانعدام المائية اليسيرة التي في
4
المرة المسماة القرمزية وإما لمخالطة الرهل الدمي.
5
أما المتولدة في المعدة فهي ثلاثة أنواع: النوع الأول منها يسمى
6
الكرّاثي لأن خضرته تشبه لون الكراث. والنوع الثاني يسمى الصديء أو
7
الزنجاري لأن لونه شبيه بلون الزنجار والنوع الثالث يسمى النَيلجي لأن
8
لونه يشبه لون النيلج.
9
والمرة السوداء نوعان: النوع الأول المرة السوداء الطبيعية، وهي
10
عكر الدم ويسميها الحكماء الخلط الأسود ولا يسمونها المرة السوداء
11
ليفصلوا ما بين المرة السوداء الطبيعية والمرة السوداء الخارجة عن الطبيعة.
12
والنوع الثاني من المرة السوداء خارج عن الطبيعة ويكون من الاحتراق،
13
وهذا النوع لا يخلو أن يكون إما من احتراق الخلط المسمى الخلط الأسود
14
الذي هو عكر الدم، وإما من احتراق المرة الصفراء بإفراط الحرارة عليها،
15
وإما من احتراق الدم إذا احتدَّ وفسد. وقال بعض العلماء إنه يكون من
16
احتراق البلغم إذا عفن وطالت عفونته وكثرت الحرارة فيه وصيّرته عكرًا
17
غليظًا أسودًا أرضيًا. فالمرة السوداء التي تسمى الخلط الأسود الشبيه بعكر
18
الدم، منفعتها في البدن كثيرة، وأنها إذا خرجت بالقيء أو غير ذلك لم
19
يوجد لها طعم معلوم ينسب إليه، وإذا صارت على الأرض لم تغل الأرض
20
كما تغلي من الخل إذا لاقاها. ولم تتقرح الأعضاء التي فيها. ولها خاصية
21
ثالثة وهي أن الذباب والبعوض وسائر الحيوانات إذا شمّتها وذاقتها لم
22
تهرب منها. ولها خاصية رابعة، وهي أنها إذا كثرت في البدن وفاضت
23
واندفعت من الطبيعة خف لها البدن وسرّ بخروجها ولم يتأذ بذلك بل
33
1
يقوى على أفعاله الطبيعية بخروج بعضها. ويستدل على المرة السوداء
2
الخارجة من الطبيعية بخواصها المخالفة لخواص المرة السوداء الطبيعية
3
المسماة الخلط الأسود. وذلك أن أول خاصيتها أن طعمها طعم عفصي
4
حامضي. ولها خاصية أخرى أنها تقرّح جميع الأعضاء التي تمرّ فيها.
5
وخاصيتها. الثالثة أنها إذا لاقت الأرض غَلَت عليها وانتفخت وفعلت
6
كفعل الخل بها. ولها خاصية رابعة، وهي أن الذباب والبعوض وسائر
7
الحيوانات إذا شمّتها هربت منها وتنحَّت عنها. كما أنها لها خاصية خامسة
8
وهي أن في خروجها هلاك للبدن وبواره لصعوبة مخرجها وتقرح الأعضاء
9
التي تمرّ بها. كما قال أبقراط إن سحج الأمعاء الذي يكون من المرة
10
السوداء قتال مميت.
11
في هيئة الأعضاء:
12
الأعضاء منها ما يشبه بعض أجزائها بعضًا وتدعى المتشابهة
13
الأجزاء، كالعظام والعصب والعروق واللحم والشحم. ومنها ما لايشبه
14
بعض أجزائها بعضًا، كالرأس والصدر واليدين والرجلين.
15
وأيضًا فإن الأعضاء منها رئيس شريف وهي أربعة: الدماغ والقلب
16
والكبد والأنثيين. ومنها خادم نايب وهي أربعة: العصب والعروق
17
والنوابض والأوردة ومعابر المني. ومنها ما ليس برئيس ولا خادم وتدبّرها
18
القوى الطبيعية فقط: كالعظام والغضاريف واللحم البسيط والشحم
19
والحجب وما أشبه ذلك. ومنها ماله القوى الطبيعية ويأتيها قوى من
20
الأعضاء الرئيسية كالمعدة التي لها القوة الجاذبة والممسكة. وتأتي إليها القوة
21
الحسِّية من الدماغ والأعضاء الباطنة، وهي المعطية قوة الحركة للأعضاء
22
الظاهرة والمحركة. وهي فقيرة بالحسّ للأعضاء غنية بالقوة. والأعضاء
23
البرَّانية غنية بالحس فقيرة بالقوة ليس لها في طباعها قوة، ولكنها تقبل قوة
34
1
الحرارة والحياة من القلب بالعروق وتقبل الدم من الكبد بالأوردة
2
والجداول لغذائها وقوتها، وتقبل الحس والحركة من الدماغ بالأعصاب.
3
ولو كان للأعضاء الرئيسية حسن كثير في نفسها وغريزتها، وكانت
4
الأعضاء البرانية قوية لا ينقص الجسد وفد الأفعال. وذلك كالكبد الذي
5
لو كان له حس كحس الأصابع واليدين والرجلين لكان متى عرض له
6
وجع امتنع عن أفعاله ولم يقدر أن يكمّل فعله من جذب الكيلوس
7
وتغييره وتصيّيره دمًا وإجرائه إلى الأعضاء ليغتذي بها. وكان الجسد إذا
8
عدم الغداء تلف وباد. فلذلك أنقص الأعضاء الرئيسية من الحس الكثير
9
لكي لا يمنع لأجل كثرة الحس عن إكمال أفعالها وإذا عرض لها وجع
10
فيهلك الجسد. وخلقة الأعضاء تختلف على قدر مكان العضو والفعل
11
الذي جعل له. فالعظام التي في الجسد لها أنواع من طويل وقصير
12
وعريض ودقيق ومصمت ومجّوف. وكذلك الأعصاب مختلفة، فمنها صلب
13
ومنها ليّن. والعروق منها ليّن يجري فيها الدم إلى الأعضاء، ومنها جاسي
14
يجري فيها الدم والروح جميعًا
15
|I.1|في هيئة العظام وشكلها:
16
نقول: إن الخالق الباري جل وعز جعل العظام عماد للبدن ودعائم
17
له، ولأنه يحتاج أن يتحرك في وقت دون وقت، وجزء من البدن دون
18
جزء، ولم يجعل ما في البدن منها عظمًا واحدًا بل عظامًا كثيرة، وهيّأَ وشكّلَ
19
كل واحد منها بالشكل الموافق لما أراد به، ووصل ما يحتاج منها أن يتحرك
20
في بعض الأحوال معًا، أو في بعضها فرادى بشيء أنبته من أحد طرفي
21
العظم، ووصله بالطرف الآخر، ويسمى هذا الشيء الرباط. وهو جسم
22
أبيض صلب عديم الحس، وجعل لأحد طرفي العظمين زوائد وفي الطرف
35
1
الآخر، نقرًا موافقة لدخول هذه الزوائد وتمكنها فيها. فالتأمت بهذه الهيئة
2
بين العظام مفاصل وصار للأعضاء من أجل المفاصل أن يتحرك منها
3
بعض دون بعض. ومن أجل الرُبُط الواصلة بين العظام أن يتحرك معًا
4
كعظم واحد. وإنا إذا أردنا أن نحرك جملة اليد حركناها من حيث مفصل
5
الكتف حركة واحدة كحالها لو كان ما فيها من العظام عظمًا واحدًا من غير
6
أن يعوقنا ويمنعنا من ذلك مفصل المرفق ولا مفصل الرسغ ولا مفصل
7
الأصابع. وإذا أردنا أن نحرك منها جزءًا واحدًا دون جزء فعلنا ذلك
8
بالمفصل المهيأ له. وقد تم بهذا التدبير ضربا الحركة أعني الكلية والجزئية
9
يستعمل منها أيّما شاء بحسب ما تدعو إليه الحاجة ومن أجل أن العظام
10
ليس لها أن تتحرك بذاتها بل بمحرك لها يحركها على سبيل جهة الإنفعال
11
وصل بها من مبدأ الحس والحركة وينبوعها الذي هو الدماغ وصولًا. وهذه
12
الوصول هي العصب وليس يتصل بالعظام مفردة لكن بعد الاختلاط منها
13
باللحم والرباط. وذلك أن العصبة لو اتصلت مفردة بعضو عظيم لكانت
14
إما أن لا تقدر أن تحركه البتة، وإما أن يكون تحريكها له تحريكًا ضعيفًا.
15
ومن أجل ذلك تنقسم العصبة قبل بلوغها العضو الذي أريد تحريكه بها
16
وينتسج فيما بين تلك الأقسام من اللحم وشظايا من الرباط فيكون من
17
جميع ذلك شيء يسمى العضل. ويكون عِظَم الجسم الذي سمي
18
العضل، بمقدار العضو الذي أريد تحريكه به ووضعه في الجهة التي يراد أن
19
يتحرك إليها ذلك العضو، ثم ينبت من الطرف الذي يلي العضو المتحرك
20
من طرفي العضلة شيء يسمى الوتر وهو جسم مركب من العصب الجائي
21
إلى ذلك العضو ومن الرُبُط النابتة من العظام قد تخلص من اللحم الذي
22
كان منتسجًا بينهما عند وسط العضلة فيمر حتى يتصل من العضو الذي
23
يريد تحريكه بطرفه الأسفل فيلتئم بهذا التدبير. إن قليلًا من تشنج العضلة
24
نحو أصلها يجذب الوتر جذبًا قويًا. وأن العضو يتحرك بكليته لأن الوتر
25
متصل منه بطرفه الأسفل. وجعل الله عز وجل الدماغ عنصر الحس
26
والحركة الإرادية، وأنبت منه أعصابًا تتصل بالأعضاء لتعطيها ضروب
36
1
الحس والحركة. ونحن ذاكرون منابت الأعصاب عند ذكرنا لتشريح
2
العصب. ولما كان أسافل البدن وما بَعُد عن الدماغ يحتاج إلى أن ينال
3
الحس والحركة كان نزول العصب إليها من الدماغ بعيد المسلك غير حريز
4
ولا وثيق. وجعل الباري عز وجل في أسفل القِحْف ثقبًا وأخرج
5
منه شيئًا من الدماغ وهو النخاع وحصّنه لشرفه بخرز الظهر
6
والستاسن كما حصّن الدماغ بالقحف وأجراه في طول البدن وهو
7
محصّن موقى، وأنبت منه شيئًا متى قارب وحاذى عضوًا ما عصبًا يخرج من
8
ثقوب فيما بين الخرز ويتصل بتلك الأعصاب فيعطيها الحس والحركة. فإن
9
حدث على الدماغ حادثة عظيمة، فقد البدن كله الحس والحركة. أما إن
10
حدث على النخاع حادثة عظيمة، فقدت الأعضاء التي يجيئها العصب من
11
ذلك الموضع وما دونها الحس والحركة. وذلك أن الدماغ بمنزلة عين وينبوع
12
للحس والحركة الإرادية، وأن النخاع بمنزلة نهر عظيم والأعصاب النابتة
13
من النخاع هي بمنزلة جداول تأخذ من ذلك النهر. فمتى حدث على العين
14
نفسها حادث، كان في ذلك ضرر عام. ومتى حدث على بعض الجداول
15
حادث، كان الضرر في الموضع الذي تجيء إليه تلك الجداول. ومن أجل
16
ذلك صار العلم بمواضع مخارج الأعصاب والأعضاء التي تجيئها نافع في
17
المداواة والمعالجة كما ذكر ذلك الفاضل جالينوس:
37
1
وذلك أن رجلًا سقط عن دابته، فصكّ بعض فقراته حجرٌ،
2
فحدث على الرجل بعد مدّة عسر حركة في بعض أصابع يده، وكان
3
الأطبّاء يضمّدون تلك الأصابع ويضعون عليها الأدوية، فلا يتبين لها أثر
4
نجاح. فأخذ جالينوس تلك الأدوية بأعيانها فوضعها على موضع تلك
5
الفقرات التي منها مخرج العصب إلى تلك الأصابع. فأنجحت في أسرع
6
وقت. وأول مبادىء الأعصاب الخارجة من الدماغ والنخاع تكون لينة
7
شبيهة بالدماغ والنخاع، ثم أنها تصلب متى تباعدت عنها حتى تصير
8
عصبًا تامًا.
9
فجملة منافع الأعصاب أنها الآلة والطريق الذي يتأدّى وينفد فيه
10
الحس والحركة إلى الأعضاء، وذلك أنه إن شُدَّت أو قُطعت عرضًا بطل
11
عن العضو الذي يجيئه إما الحس وإما الحركة وإما كليهما. وإن شدخ
12
النخاع أو بُتر عرضًا بطل عن الأعضاء التي منبت عصبها دون ذلك القطع
13
الحس والحركة البتة. وإن وقع القطع في طول النخاع لم يضر ذلك،
14
وكذلك إن وقع في طول العصب. وأما الواقع منه بالعرض فإنه يبطل
15
به من الفعل بمقدار إمعان القطع في الجانب الذي يقع فيه. وأما الدماغ
16
فمع أنه ينبوع الحس والحركة الإرادية وهو أيضًا على رأي جالينوس معدن
17
التخيّل والفكر والذكر، ويكون التخيل منه بالبطن المقدم والفكر بالبطن
18
الأوسط والذكر بالبطن المؤخر، وجعل الخالق عز وجلّ القلب معدنًا
19
وينبوعًا للحرارة الغريزية ومنه يكتسب سائر البدن وينال الحرارة بالشرايين
20
التي تنبت منه وتتصل بالأعضاء. فأي عضو عَدِم الشرايين التي تجيئه،
21
خدر وعسرت حركته وحسّه، ثم إنه يفقدهما البتة ويبرد ويصير في حكم
38
1
الموات. وذلك أن العضل والأعصاب والدماغ نفسه يحتاج في أن يبقى على
2
طبعه الذي يتمُ به الفعل إلى مقدار ما من الحرارة. فمن أجل ذلك وصل
3
لها شرايين. وهذه المنفعة التي ينالها الجسد من القلب هي المنفعة الأولى
4
التي يفضل بها الحيوان على النبات. وأما المنفعة التي ينالها الجسد من
5
الدماغ فهي المنفعة الثانية التي بها الكمال وإليها أجرى وهو كان الغرض.
6
أما المنفعة التي ينالها الجسد من الكبد فشيء يعمّه الحيوان والنبات. وذلك
7
أنه إنما ينال منه الاغتذاء والنمو. ومن أجل أن القلب يحتاج لبقائه على
8
طباعه إلى تنسّم هواء بارد أبرد منه، وإخراج ما قد سخن في تجاويفه من
9
الهواء سخونة مفرطة، خلقت آلات التنفس أعني الصدر والرئة،
10
وجعل بينهما وبين القلب وصلٌ ومجارٍ ينفذ فيها ما ينتشق من الهواء على ما
11
نحن ذاكروه عند ذكرنا هيئة هذه الأعضاء. وجعل الكبد أصلًا ومولّدًا
12
للدم، ووصل منه العروق بالأعضاء ليُسْقَى كل عضو ويتوزع الدم عليها
13
بقدر حاجتها إليه فيكون لذلك غذاءها وبقاء ما يبقى بحاله ونمو ما ينمو
14
منها وذلك أن الشيء إنما يبقى بحاله إما لأنه لا ينفش ولا يتحلل منه شيء
15
كالحال في الحجارة نحو الياقوت والذهب والزجاج وإما لأنه لا يخلف فيه
16
بدلًا مما يتحلل وينفش منه كماء البحر الذي ينفش منه كل يوم ويتحلل منه
17
شيء كثير وينصب فيه من الأدوية بدلًا مما يتحلل فتكون صورته أبدًا
18
محفوظة على حاله متقاربة. ولما كانت أبدان الحيوان مركبة من الجواهر التي
19
تتحلل لم يمكن أن تنمو ولا أن تبقى بحالها إلا بالاغتذاء. ولما كان ما
20
يغتذي به ليس من نوع ما يتحلل منها احتيج أن يكون لها عضو يحيل ما
21
يغتذي به إلى مثل الجوهر الذي يتحلل منه ولأن ما يغتذي به أيضًا لا
22
يستحيل عن آخره بل إنما يستحيل ويتشبه به منه طائفة ويبقى الباقي
23
فضلًا غير قابل للاستحالة والتشبه بالذي تحلل منه. وكانت هذه الفضول
24
إن يقيت في أبدانها أورثتها ضروب الأسقام أعدَّ وهيىء لدفعها وإخراجها
39
1
عن البدن آلات ومنافذ. ولأن الهضم في الغذاء يكون في ثلاثة أماكن،
2
صارت أجناس الفضول ثلاثة: أحدها فضل الهضم الكائن في المعدة
3
والأمعاء وهو النجو والآخر فضل الهضم الكائن في الكبد عند تولد
4
الدم وهو المرار الأصفر والأسود والبول. ويخرج هذه عن الدم إلى المرارة
5
والطحال والكليتين على ما نحن ذاكروه بشرح أبلغ حيث نذكر هيئة
6
الأعضاء هذه وفضل الهضم الكائن في الأعضاء عند تشبه الدم الذي توزع
7
عليها بها وهو العَرَق والوسخ ونحوهما من الفضول السائلة من الأعضاء
8
كالمخاط والرمص وما أشبههما. وللبدن أربعة ضروب من الأعضاء. ثلاثة
9
منها رئيسة والحاجة إليها في بقاء الحياة اضطرارية وهي آلات الغذاء،
10
وهي المعدة والكبد وجداولهما والعروق والطرق إليها كالفم والمري، ومنها
11
كالأمعاء والدبر وآلات الحرارة الغريزية وحفظها وأولها القلب والشرايين
12
ثم الصدر والرئة وسائر ما يعين على التنفس مما نحن ذاكروه في موضعه.
13
ومنها آلات الحس والحركة والأفعال العقلية وهي الدماغ والنخاع
14
والعصب والعضل والأوتار ونحوها مما يحتاج إليها في المعونة على تمام فعل
15
الحس والحركة والتصور العقلي. وأحد هذه الآلات من كل نوع منها ما هو
16
الفاعل الرئيس، وسائرها كالخدم والأعوان له على تمام فعله. فرئيس
17
آلات الغذاء هو الكبد، ورئيس آلات الحرارة الغريزية هو القلب،
18
ورئيس آلات الحس والحركة والأفعال العقلية والنفسية هو الدماغ. وكل
19
واحد منها مشتبك بالآخر ومحتاج إليه. وإنه لولا الكبد وإمداده لسائر
20
الأعضاء بالغذاء لانحلت ويبست وانفنت. ولولا ما يتصل بالكبد من
21
حرارة القلب، لم يبقَ له جوهره الذي يتم به فعله، ولولا تسخين القلب
22
للدماغ بالشرايين وإغذاء الكبد بالعروق الصاعدة إليه، لم يدم للدماغ
23
طبعه الذي يكون به فعله، ولولا تحريك الدماغ لعضل الصدر لم يكن
24
التنفس ولم يبقَ للقلب جوهره الذي منه ينعش الحرارة الغريزية في أبداننا.
25
وأما النوع الرابع من الأعضاء فهي آلات التناسل. وهى الأرحام
40
1
والذكروالأنثيين وأوعية المني والطرق إليها. وليست الحاجة إليها
2
اضطرارية في بقاء حياة الشخص الواحد، ولكنها اضطرارية في بقاء
3
النوع. وذلك أن الخالق جلّ ذكره لما ركّب جثة الإنسان من أجسام
4
متحللة غير دائمة البقاء والثبات، لم يمكن أن يبقي الشخص الواحد دائمًا.
5
فلما هيأ آلات التناسل كان في استعمالها بقاء النوع بحاله.
6
هذه جمل وجوامع من أحوال الأعضاء وأفعالها ومنافعها. ونحن
7
ذاكرون بعد الآن ذكرًا أوسع وأكثر تفصيلًا على أنّا لا ندع الإيجاز
8
والاختصار في كتابنا هذا، إذ لم نجعله كتاب استقصاء واتساع بل كتاب
9
إيجاز واختصار.
10
|I.2|في هيئة العظام:
11
القحف الطبيعي مستدير إلا أنه ليس بصحيح الاستدارة. وفيه
12
ثقُبٌ كثيرة يخرج منها أعصاب كثيرة ويدخل فيها عروق وشرايين. وله
13
نتوء في مقدمه من ناحية الجبهة وفي مؤخره من ناحية الأذنين. وأعظم ثقب
41
1
فيه هو الذي من أسفل عند نقرة الفقار وهو مخرج النخاع. وهو مؤلف من
2
قطع كثيرة يتصل بعضها ببعض. وملتقى هذه القطع يسمى الشِئون.
3
ويتصل به اللحى الأعلى وهو الذي فيه الخَدَّان والأُذنان والأسنان
4
العليا، وهو أيضًا قطع كثيرة يتصل بعضها ببعض بدروز ثم
5
اللحى الأسفل وهو الذي فيه الأسنان السفلى إلا أنه لا يتصل به اتصال
6
التحام وركز بل اتصال مفصل وذلك أن اللحى الأسفل احتيج منه إلى
7
حركة وسمى موضع اتصال جزئيه الرُزْفَين. وهو ــ أعني اللحى الأسفل
8
ــ مركّب سَوي الأسنان من عظمين بينهما شأز في وسط الذقن وتحت
9
القحف من ناحية خلف. فيما بينه وبين اللحى الأعلى عظم مركوز قد
10
ملىء به الخلل الحادث من تفنّن أشكال هذه العظام ويسمى الوتد.
11
فجميع عظام الرأس إذا عدت خلا الأسنان كانت ثلاث وعشرين عظمًا،
12
منها ستة تخص القحف وأربعة عشر للِّحى الأعلى واثنين للِّحى الأسفل
13
وواحد هو الوتد. والأسنان ستة عشر سنًا. في كل لحى منها ثنيتان
14
ورباعيتان ونابان وخمسة أضراس يمنة وخمسة أضراس يسرة. وربما
42
1
نقصت الأضراس فكانت أربعًا. وأصول الأضراس في الفك الأعلى ثلاثة
2
وربما كانت أربعة وأما التي في الفك الأسفل فلها أصلان. وأما سائر
3
الأسنان فإنما لها أصل واحد. فيكون جملة عظام الرأس خمسة وخمسين
4
عظمًا. ويتصل بالرأس عند الثقب الأعظم وهو مخرج النخاع الخرزة الأولى
5
من خرز العنق وهي سبع خرزات فيها ثقب من الجانبين يخرج منها
6
أعصاب تجيء إلى الجانب الأيمن وإلى الجانب الأيسر من البدن. ويتلو هذه
7
الخرزات خرز الظهر وهي سبع عشرة خرزة أخرى. اثنا عشرة منها تنسب
8
إلى أنها خرز الظهر وذلك أن حد الصدر من الأسفل ينتهي عند قبالتها.
9
وخمس منها هي خرز القطن. فيكون جميع الخرز من لون منبت النخاع إلى
10
حيث عظم العجزُ أربعًا وعشرين خرزة، وربما زادت أو نقصت واحدة في
11
الندرة. ويتصل بالخرز من هذا الموضع عظم العجز وهو مؤلف من ثلاثة
43
1
أجزاء تشبه الخرز ويتصل به من أسفله عظم العصعص، والجزء الثالث
2
منها بالحقيقة هو العصعص، كأنه غضروف عظمي، وجميع هذه الخرز
3
وتتصل اتصالًا مفصليًا. ويخرج من ملتقى كل خرزتين من هذه في كل
4
واحد من الجانبين عصبة تمر وتنقسم في ذلك الجانب من البدن ويخرج من
5
الجانب العصعصي عصبة مفردة تنقسم في الموضع الذي هناك. أما من
6
الجانبين فإنه يتصل به أعني بعظم العجز عظما الخاصرتين من كل جانب
7
واحد، وفيهما حِقُّ الورك الذي يدخل فيه رأس الفخذ المسمى رمانة
8
الفخذ. وهذه هي هيئة العظام والخرز التي في المؤخر من لدن منبت
9
النخاع إلى منتهى العصعص. فلنرجع الآن ونذكر هيئة العظام الأُخر التي
10
من دون الرقبة فنقول: إن دون الرقبة من العظام مما لم نذكرها بعد
11
الترقوتين وعظم الكتف والأضلاع وعظام الصدر وعظام اليد وعظم
12
العانة وعظام الرجل.
13
فالترقوة عظم محدب الخارج مقعّر الباطن يتصل أحد رأسيه مع
14
المنكب ورأس العضد والطرف الآخر يتصل بأعلى الصدر حيث نقرة
15
الحلق. وأما الكتف فإنه من حيث موضوع على الظهر فهو عريض يتصل
16
به رأس غضروفي، ومن حيث أنه يقارب الترقوة، يستدير وله هناك نقرة
17
يدخل فيها رأس العضد.
18
وأما عظام الصدر: فالقِصُّ. وهو مؤلف من سبعة أعظم وفي طرفه
19
غضروف، وابتداؤه من حيث نقرة الحلق وانتهاؤه أسفل من الثدي بقليل.
20
وحيث أضيق موضع من المواضع التي يُحَسّ في البطن، لينة المغمز لا عظم
21
تحتها ولا أضلاع. وهو من كل جانب اثنا عشر ضلعًا محدّبًا أطولها
22
أوسطها. سبع منها يتّصل أحد طرفيها من الخلف بخرز الظهر ومن قدام
23
بأحد عظام القص برؤوس غضروفية. وخمس منها ينقطع دون الاتصال
24
بالقص. وإذا غمز على أطرافها وجدت تنغمز إلى داخل، وتسمى ضلوع
44
1
الخلف. وما دون ذلك أعني دون رأس القص من البطن لين المغمز إلى أن
2
ينتهي إلى الموضع الذي فيه عظم العانة.
3
ولنذكر الآن عظام اليد وعظام الرجل. فأول عظام اليد هو
4
العضد. وهو عظم واحد محدّب من خارج ومقعّر من داخل. له رأس
5
يدخل في نقرة الكتف بمقدار قد أعدّ له وهُيىء، فهذا أحد طرفيه،
6
والطرف الثاني عند المرفق. وفيه هناك حَزٌّ شبيه بالبكرة يدخل فيه رأس
7
الزند الأسفل، ونقرة يدخل فيها زائدة طرف الزند الأعلى. والزندان
8
طولهما من المرفق إلى الرسغ. أحدهما أصغر من الآخر ويسمى الزند
9
الأعلى، والآخر أكبر ويسمى الزند الأسفل. ولهما في طرفيهما اللذين يليان
10
الرسغ زوائد يلتئم بها، فيما بينها وبين الرسغ مفصل. والرسغ مركب من
11
ثمانية أعظم منضودة في صفّين وهي عظام صلبة صلدة عديمة المخ متفننة
12
الشكل تفننًا يلتئم من اجتماعهما هيئة موافقة لما ينبغي أن يكون عليه
13
الرسغ. ويتلو الرسغ المشط وهو مركب من أربعة أعظم ويتصل بأعظم
14
الرسغ بأربطة موثقة. ويتصل بعظام المشط السُّلاميات. وهي في كل
15
إصبع ثلاث يتصل بعضها ببعض بمفاصل موثقة بربط. فتكون جملة عظام
16
اليد ثلاثون عظمًا وهي: عظم العضد وعظما الزندين وثمانية أعظم الرسغ
17
وأربعة أعظم المشط وخمسة عشر عظمًا الأصابع الخمس. إلا أن السُّلامية
18
الأولى من الإبهام تتصل بطرف الزند الأعلى بمفصل واسع سلس لأنه
19
يحتاج إلى حركة واسعة ليلقي به الأصابع الأربعة.
20
وأما عظام الرجل فأولها عظم الفخذ. وهو عظم واحد محدّب الخارج
21
أخمص الداخل، له طرف مستدير في أعلاه يسمى رمانة الفخذ يدخل في
22
النقرة المسماة حق الورك. ويحدث فيما بينهما أول مفاصل الرجل. وله
23
في ناحيته السفلى طرف يدخل في نقرة الزند الأعظم من زندي
45
1
الساق. وفي حدّ الزندين من لدن الركبة إلى عظم الكعب. والأعظم
2
منها يسمى الزند الأسفل، وهو مع ذلك أطول. والأصغر يسمى الزند
3
الأعلى. وطرفا الزندين يلتقيان عند الكعب، ويحدث فيما بينهما المفصل
4
الثالث من مفاصل الرجل. وعلى مفصل الركبة عظم مطبق عليه مستدير
5
فيه غضروفية يسمى عين الركبة أو الرحا ويلاصق الكعب من قدام
6
بعظم يسمى العظم الزورقي. ومن أسفله بعظم يسمى العقب. ويتصل
7
بهذين رسغ الرجل وهو مؤلف من ثلاثة أعظم يلتئم منها شكل موافق
8
للهيئة التي احتيج إليها في هذا الموضع. ثم يتصل بهذه مشط القدم
9
وهو مركب من خمسة أعظم، ثم سلاميات الأصابع وهي ثلاث لكل واحد
10
منها خلا الإبهام فإن له سلاميتان. فيكون مبلغ جملة عظام الرجل كلها
11
تسعة وعشرين عظمًا هي: عظم الفخذ وعظما الساق والكعب والعقب
12
والعظم الزورقي والثلاثة أعظم التي يلتئم منها رسغ الرجل والخمسة
13
أعظم التي يلتئم منها مشط الرجل وأربعة عشر سلّامية وعين الركبة.
14
ويكون مبلغ جملة العظام إذا عُدّت على ما فصلها جالينوس مائتي عظم
15
وثمانية وأربعين عظمًا سوى العظم الذي في الحنجرة الشبيه باللام في كتابة
16
اليونانيين والعظم الذي في القلب ويقول بعض المشرّحين: إنه
17
غضروف، وسوى العظام الصغار التي قد حشيت بها خلل المفاصل
18
وتسمى السمسمانية.
46
1
|I.3|في هيئة العضل:
2
العضل إذا عُدَّ وفصّل على رأي جالينوس بلغ جملة ما في البدن
3
خمسائة عضلة وتسع وعشرين عضلة. ونحن ذاكرون من ذلك مقدار ما
4
يليق بغرض كتابنا هذا وقصده فنقول:
5
إن العَضَلات مركّبة من لحم وعصب وربط. وأنها آلة الحركات
6
الإرادية وتختلف أشكالها بحسب مواضعها والحاجة إليها. وأن العضلة لا
7
تزال لحمية إلى أن ينتهي إلى طرفها الأسفل ثم ينبت من هذا الطرف
8
الجسم المسمى الوتر. ويمر حتى يتصل بالعضو الذي يحركه بالطرف
9
الأسفل منه. ويكون تحريكه له بأن تتقلّص وتنجذب نحو أصلها فيمتد
10
لذلك جملة ذلك العضو إلى الجهة التي فيها تلك العضلة. والعضلة التي
11
تحرك عضوًا كبيرًا هي أعظم وأضخم. وبنيت منها إما وتر واحد وإما عدة
12
أوتار، وتتصل بالعضو الذي تحركه. وربما تعاونت عدة عضلات على
13
تحريك عضو واحد. والتي تحرك عضوًا صغيرًا تكون أيضًا صغيرةً لطيفة.
14
والتي تحرك عضوًا كبيرًا تكون أيضًا عظيمةً كبيرةً كالعضلة التي في الفخذ
15
وتحرك جملة الساق. فإنها عضلة لها مقدار كبير من العِظَم. أما العضلات
47
1
التي تحرك الأجفان العليا فهي صغار جدًا لطاف وليس لها وتر. وكل عضو
2
يتحرك حركة إرادية فإن له عضلة يكون بها حركته تلك. فإن كان يتحرك
3
إلى جهات متضادة كانت له عضلات متضادة الوضع تجذبه كل واحدة منها
4
إلى ناحيتها عند كون تلك الحركة. وتمسك المتضادة لها عن فعلها. وإن
5
عملت العضلتان المتضادتان في الوضع في وقت واحد استوى العضو وتمدد
6
وقام. مثال ذلك أن الكف إذا مدّها العضل الموضوع في باطن الساعد
7
انثنى، وإن مدَّه العضل الموضوع في ظاهر الكف انقلب إلى خلف، وإن
8
مُدت جميعًا استوى وقام بينهما. والذي للبدن من الحركات الإرادية هي:
9
حركة جلدة الجبهة وحركة العين والخدين وطرف الأنف والشفتين واللسان
10
وحركة الحنجرة والفك وحركة الرأس والعنق وحركة الكتف وحركة مفصل
11
العضد مع الساعد وحركة مفصل الساعد مع الرسغ وحركة جملة الأصابع
12
وكل واحد من مفاصلها وحركة الأعضاء التي في الحلق وحركة الصدر
13
للتنفس وحركة القضيب وحركة المثانة في غلقها على البول وفتحها وسدّها
14
وحركة طرف المعي المستقيم في منعه خروج الثفل وحركة مراق البطن
15
وحركة مفصل الورك والفخذ وحركة مفصل الفخذ والساق وحركة مفصل
16
الساق والقدم وحركة أصابع القدم. ولكل واحد من هذه الحركات عضل
17
موافق في الشكل والعِظم والوضع الذي تكون به هذه الحركات. وإن
18
نحن ذكرناها بتفصيل طال به كتابنا هذا من غير أن يكون في ذلك كثير
19
نفع لأنه ليس يمكن أن يصور في النفس بالكلام من حال العضل ما يمكن
20
أن يصور لها من حال العظام والعصب والعروق والشرايين بل يحتاج في
21
ذلك إلى مشاهدة ودراية كبيرة وبالغة. ومن أجل ذلك نحن مقتصرون على
22
عدد عضل الأعضاء فقط فنقول: إن في الوجه من العضل خمسًا وأربعون
23
عضلة، أربع وعشرون منها لحركات العين وأجفانها، واثنا عشر لحركات
24
الفك، وتسع لحركات سائر ما يتحرك من أعضاء الوجه بالإرادة، منها
25
عضلة مبطّنة لجلد الجبهة تعين على شدة فتح العين، وعضلتان تحركان
26
طرف الأنف، وعضلتان تحركان الشفة العليا إلى فوق، وعضلتان تحركان
48
1
الشفة السفلى إلى أسفل وعضلتان تحركان الخد، والعضل الذي يحرك
2
الرأس والعنق وهي ثلاث وعشرون عضلة منها ما يجذب الرأس وحده إلى
3
الجهة التي هي موضوعة فيها. ومنها ما يجذب الرأس والعنق. ومنها ما
4
يكون جذبه إلى قدّام، ومنها ما يكون جذبه. إلى خلف، ومنها ما يجذبه إلى
5
ناحية اليمين، ومنها ما يجذبه إلى ناحية الشمال. وتسع عضلات لحركات
6
اللسان. واثنان وثلاثون عضلة لحركات الحلق والحنجرة، وسبع عضلات
7
لكل كتف في كل جانب يحركه جميع حركاته. وثلاث عشرة عضلة في كل
8
ناحية تحرك العضد جميع حركاته في كل جانب، وأربع عضلات موضوعة
9
على العضد في كل يد اثنتان موضوعتان من داخل يثنيان الذراع، واثنتان
10
من خارج يبسطانه. وسبع عشرة عضلة في كل ساعد، عشرة منها
11
موضوعة على ظهر الساعد، وسبع في باطنه تكون بها حركة الكف إلى
12
داخل وإلى خارج وإلى ناحية الإبهام وإلى ناحية الخنصر وتثني الأصابع
13
الأربع وتبسطها وثمان عشرة عضلة في الكف في كل جانب يكون بها ميل
14
الأصابع إلى ناحية الإبهام وإلى ناحية الخنصر كما تُقعِّر الكف. ومائة وسبع
15
عضلات لحركات الصدر منها ما تقبضه ومنها ما تبسطه. وثمان وأربعون
16
تحرك الصلب بجميع حركاته. وثمان عضلات ممدودة على البطن من لدن
17
القصّ إلى عظم العانة منها بالطول ومنها بالعرض ومنها بالتأريب تفعل
18
جميع حركات البطن من الضَم والعصر، وتعين على حركات أخر، وأربع
19
عضلات للانثيين في الذكور واثنتنان في النساء، وأربع عضلات تحرك
20
الذ كر، وعضلة تضبط فم المثانة لئلا يخرج البول بغير إرادة، وأربع
21
عضلات تضبط المقعدة لئلا يخرج النجو بغير إرادة، وست وعشرون عضلة
22
لحركات الفخذين. وعشرون عضلة لحركة الساقين ووضعها على
23
الفخذين. وثمان وعشرون عضلة لحركة القدم وبعض حركات الأصابع
24
ووضعها على الساقين، واثنان وعشرون لبقية حركات أصابع الرجل
25
ووضعها على القدمين.
49
1
|I.4|في هيئة الأعصاب:
2
الأعصاب تنبت إما من الدماغ وإما من النخاع. والنخاع يخرج من
3
مؤخر الدماغ ويُسْجن بغشائي الدماغ اللذين سنذكرهما عند ذكرنا
4
لتشريح الدماغ وما تحرر منه ليمر بالخرز إلى أن يبلغ العظم المسمى
5
العصعص ويخرج من النخاع عند ملتقى كل خرزتين منه زوج
6
عصب يأخذ أحدهما يمنة والآخر يسرة حتى ينتهي إلى آخر العصعص.
7
فيخرج من أسفله فرد عصب لا مقابل له. وكذلك يخرج العصب من
8
الدماغ أزواجًا إحداها يأخذ إلى ناحية اليمين والأخرى إلى ناحية اليسار.
9
وينشأ من الدماغ سبعة أزواج من العصب الزوج الأول ينشأ من مقدم
10
الدماغ، ويجيئ إلى العينين ليعطيهما حس البصر. وهاتان العصبتان
11
مجوّفتان. وإذا نشأتا من الدماغ وبُعدتا عنه قليلًا اتصلتا. وأفضى ثقب كل
12
واحد منهما إلى صاحبه، ثم يفترقان أيضًا وهما بعد داخل القحف. ثم
50
1
يخرجان ويصير كل واحد منهما إلى العين التي بجانبه. والزوج الثاني ينشأ
2
من خلف منشأ الزوج الأول ويخرج من القحف في الثقب الذي في قعر
3
العين ويتفرّق في عضل العين، فيكون به حركاتها. والزوج الثالث منشأه
4
من خلف الزوج الثاني من حيث ينتهي البطن المقدم من الدماغ إلى البطن
5
الثاني وسنشرح هيأة هذه البطون فيما بعد إن شاء الله.
6
ويخالط الزوج الرابع الذي بعده ثم يفارقه. وينقسم أربعة أقسام:
7
أحدها ينزل إلى البطن إلى ما دون الحجاب والباقية منها تتفرق في أماكن
8
من الوجه والأنف والفم، ومنها ما يتصل بالزوج الذي بعده. والزوج
9
الرابع منشؤه من خلف منشأ الثالث، ويتفرّق في الحنك فيعطيه الحس
10
الخاص به. والزوج الخامس يكون ببعضه حس السمع، وببعضه حركة
11
العضل الذي يحرك الخد. والزوج السادس يصير بعضه إلى الحلق واللسان
12
وبعضه يصير إلى العضل الذي في ناحية الكتف وما حواليه، وبعضه
13
ينحدر إلى العنق. ويتشعب منه في مروره شعب يتصل بعضها بعضل
14
الحنجرة، وإذا بلغت إلى الصدر انقسمت أيضًا فرجع بعضها مصعدًا حتى
15
يتصل بعضل الحنجرة، ويتفرق شيء منها في غلاف القلب والرئة
16
والمري وما جاورها. ويمر الباقي وهو أكثره حتى ينفذ الحجاب ويتصل بفم
17
المعدة منه أكثره ويتصل الباقي بغشاء الكبد والطحال وسائر الأحشاء.
18
ويتصل به هناك بعض أقسام الزوج الثالث. والزوج السابع يبتدئ من
19
مؤخر الدماغ حيث منشأ النخاع ويتفرق في عضل اللسان والحنجرة.
51
1
وينشأ من النخاع أحد وثلاثون زوجًا من العصب، وفرد لا مقابل له.
2
ثمان أزواج منها تخرج ما بين خزر العنق واثنا عشر زوجًا من خرز الظهر
3
إلى حيث يقابل من الظهر الصدر، وخمسة أزواج من خرز القطن وهو
4
أسفل الظهر وثلاثة من عظم العجز، وثلاثة من عظم العصعص من
5
وسطه وفرد لا مقابل له يخرج من طرف عظم العصعص.
6
فالزوج الأول يخرج من الثقب الذي في الفقارة الأولى من فقار
7
العنق. ويصعد حتى يتفرق في عضل الرأس. والثاني يخرج فيما بين الثقب
8
الملتئم فيما بين الفقرة الأولى والثانية ويتصل بجلدة الرأس فيعطيها حسّ
9
اللمس، وبعضل العين وعضل الخد ويعطيهما الحركة. والزوج الثالث
10
مخرجه من الثقب الملتئم فيما بين الفقرتين الثانية والثالثة. وينقسم قسمين
11
فبعضه يصير إلى العضل المحرك للخد وبعضه يتفرق في العضل الذي بين
12
الكتفين. والزوج الرابع منشؤه فيما بين الفقرة الثالثة والرابعة وينقسم
13
قسمين أحدهما في العضل الذي في الظهر. والآخر يأخذ إلى قدّام ويتفرق
14
في العضل الموضوع بحذاء الظهر وفوقه والخامس يخرج فيما بين الفقرة
15
الرابعة والخامسة. وينقسم أقسامًا بعضها يصير إلى الحجاب وبعضها يصير
16
إلى العضل الذي يحرك الرأس والرقبة وبعضها إلى عضل الكتف.
17
والسادس منشؤه فيما بين الفقرة الخامسة والسادسة. والسابع فيما بين
18
السادسة والسابعة والثامن فيما بين السابعة والثامنة وهي آخر فقار العنق.
19
وينقسم العصب الخارج من هذه كلها، بعضٌ في عضل الرأس والرقبة،
20
وبعضٌ في عضل الصلب وفي الحجاب خلا الزوج الثامن فإنه لا يأتي
21
الحجاب منه شيء وبعضها يصير إلى العضد وإلى الذراع وإلى الكتف،
22
فيتصل من الزوج السادس بعضٌ بعضل الكتف ويحرك العضد وبعضٌ
23
يُنيل أعالي العضد الحسّ. ومن السابع يصير بعضٌ إلى العضل الذي في
24
العضد ويكوّن به حركة الذراع. وبعضٌ يتفرق في جلد العضل الباقي
52
1
وينيل الحسّ. وبعضٌ من الزوج الثامن ينبت في جلد الذراع ويعطيها
2
الحس. وبعضه يصير في عضل الذراع ويحرك الكف. والزوج التاسع
3
يخرج فيما بين الخرزة الثامنة والتاسعة وهو أول خرز الظهر وبعضه ينقسم
4
في العضل الذي فيما بين الأضلاع. وبعضه في عضل الصلب وبعضه
5
ينزل إلى الكف وينبت فيه فينيله الحس وبعض الحركة. والزوج العاشر
6
يخرج فيما بين الخرزة التاسعة والعاشرة ويصير منه جزء إلى جلد العضد
7
فيعطيه الحس وباقيه ينقسم فيأخذ منه قسم إلى قدّام ويتفرق في العضل
8
الذي فيما بين الأضلاع والعضل الملبّس على الصدر. والآخر يتفرق في
9
عضل الظهر والكتف وعلى نحو هذا يكون خروج العصب وتفرّقه إلى
10
الزوج التاسع والزوج العشرين وهو أول العصب الخارج من خرز القطن
11
يخرج فيما بين الفقرة التاسع عشرة والعشرين وعلى هذا القياس يخرج خمسة
12
أزواج من بين هذه الخرز ويصير بعضها إلى قدام فيتفرّق في العضل الذي
13
على البطن. وبعض يتفرّق في العضل الذي على المتن. ويخالط الثلاثة
14
أزواج العليا منه عصب ينحدر من الدماغ. والزوجان اللذان تحت هذه
15
الثلاثة ينحدر منها شعب كبار إلى الساق حتى يبلغ طرف القدم. والزوج
16
الخامس والعشرون، وهو أول العصب الخارج من عظم العجز، يخرج من
17
العظم الأول من عظام العجز. ويخرج الثاني من الثاني والثالث من
18
الثالث، وكلها تخالط العصب الخارج من أسفل الظهر وينزل منها إلى
19
الرجلين أيضًا شيء كثير. وأما الثلاثة الخارجة من عظم العصعص والفرد
20
فكلها تنبثُّ في القضيب وفي عضل المقعدة والمثانة وفي العضل الموضوع
21
بقرب هذا الموضع.
22
|I.5|في العروق:
23
إن العروق كلها تنبت من جانب الكبد المحدّب. وإن الكبد مقعّر
24
الباطن محدّب الخارج. ويطلع من موضع تحدبه عرق عظيم. وإذا طلع لم
25
يمر كثير شيء حتى ينقسم قسمين أحدهما وهو الأعظم يأخذ منه إلى أسافل
53
1
البدن ليسقي جميع الأعضاء التي هناك. والثاني يأخذ إلى أعاليه ليسقي
2
جميع الأعضاء العالية. وهذا القسم الأعلى يمرّ حتى يلاصق الحجاب.
3
وينقسم منه هناك عرقان يتفرقان في الحجاب ليغذوانه ثم ينفذا إلى
4
الحجاب. فإذا نفذاه انقسمت منه عروق دقيقة اتصلت بالغشاء الذي
5
يقسم الصدر بنصفين وبغلاف القلب وبالغدة التي تسمى التوثة
6
وتفرقت فيها ــ وأنا ذاكر هيئة هذه الأعضاء فيما بعد ــ ثم يتشعب منه شعبة
7
عظيمة تتصل بالأذن اليمنى من أذني القلب. وتنقسم هذه الشعبة ثلاثة
8
أقسام أحدها يدخل إلى التجويف الأيمن من تجويفي القلب وهو أعظم
9
هذه الأقسام. والثاني يستدير حول القلب من ظاهره، وينبت فيه كلّه.
10
والثالث يتصل بالناحية السفلى من الصدر ويغذي ما هناك من الأجسام
11
وإذا جاوز القلب مرّ على استقامة إلى أن يحاذي الترقوتين وينقسم منه في
12
مسلكه هذا شعب صغار في كل واحد من الجانبين ليسقي ما يحاذيها
13
ويقرب منها. ويخرج منه شعب صغار إلى خارج فيسقي العضل
54
1
الخارج المحاذي لتلك الأعضاء الداخلة. وعند محاذاته للأبط يخرج منه إلى
2
خارج شعبة عظيمة تأتي إليه من ناحية الأبط وتسمى الباسليق فإذا
3
حاذى من الترقوة الوسط منها وهو موضع اللبَّة انقسم قسمين فصار
4
أحدهما إلى ناحية اليمين والآخر إلى ناحية اليسار. وانقسم كل واحد من
5
هذين القسمين إلى قسمين. فركب أحد القسمين الكتف وجاء إلى اليد
6
من الجانب الوحشي. وهو العرق المسمى القيفال. وانقسم الثاني
7
قسمين في كل جانب. فمرَّ أحدهما غائرًا مصعدًا في العنق حتى يدخل
8
القحف ويسقي ما هناك من أعضاء الدماغ وأغشيته. وفي مروره في العنق
9
إلى أن يدخل الدماغ يتشعَّب منه شعب صغار تسقي ما في العنق من
10
الأعضاء الداخلة، ويسمى هذا القسم الوداج الغائر. وأما الثاني فيمر
11
مصعدًا في الظاهر حتى ينقسم في الرأس والوجه والعين والأنف ويسقي
12
جميع هذه الأعضاء وهو الوداج الظاهر. ويتشعب من العرق الكتفي
13
في مروره بالعضد شعب صغار تسقي ظاهر العضد. ويتشعب من الأبطي
14
شعب صغار تسقي باطنه. وإذا قارب العرق الكتفي والعرق الأبطي
15
مفصل المرفق انقسما أقسامًا عظامًا. فأحد أقسام العرق الكتفي يمازج قسماٌ
16
من أقسام العرق الأبطي وينحدر القسمان ويكون منهما عند المرفق
17
العرق المسمى الأكحل. والقسم الثاني من أقسام العرق الكتفي يمتد في
55
1
ظاهر الساعد ويركب بعد ذلك الزند الأعلى. وهو المسمى حبل الذراع.
2
وقسم آخر من العرق الأبطي وهو الأسفل مكانًا يمر في الجانب
3
الداخل من الساعد حتى يبلغ رأس الزند الأسفل. ويكون من بعض
4
شعبه العرق الذي بين الخنصر والبنصر ويسمى الأسيلم.
5
وأما القسم الذي يأخذ إلى أسافل البدن فإنه يركب خرز الظهر
6
آخذًا إلى أسفل، ويتشعب منه أولًا شعب تأتي لفائف الكلي وأغشيتها
7
والأجسام التي بالقرب منها فتسقيها. ثم يتشعب منه ــ أي من هذا
8
القسم ــ شعبتان عظيمتان تدخلان تجويف الكلى، ثم شعبتان تصيران إلى
9
الانثيين. ثم يتشعب منه عند كل خرزة عرقان يمرّان في الجانبين فيسقيان
10
الأعضاء القريبة منهما ما كان منها داخلًا كالرحم والمثانة وما كان خارجًا
11
كمراق البطن والخاصرتين حتى إذا بلغ آخر الخرز انقسم قسمين وأخذ
12
أحدهما إلى الرجل اليمنى والآخر إلى الرجل اليسرى، وتتشعب منه شعب
13
تّسقي عضل الفخذين، منها ظاهرة تسقي العضل الظاهر ومنها غائرة
14
تسقي العضل الغائر حتى إذا بلغ الركبة انقسم ثلاثة أقسام. فيمر قسم
15
منها إلى الوسط ويسقي العضل الغائر، ومنها ظاهرة تسقي بشعب لها جميع
16
عضل الساق الداخل والخارج. ويمر قسم في الجانب الداخل من الساق
17
حتى يظهر عند الكعب الداخل وهو الصافن. والقسم الآخر يمر في الجانب
18
الظاهر من الساق وهو غائر حتى يأتي إلى ناحية الكعب الخارج وهو عرق
19
النسا. ويتشعب من كل واحد من هذين عند بلوغه القدم شعب
20
تتفرق في ظهر القدم لتكون الشعب التي هي من القدم في ناحية الخنصر
21
والبنصر من شعب عرق النسا. والتي في ناحية الإبهام من شعب الصافن.
22
هذه هي جملة العروق الناشئة من الكبد، الساقية لجميع أعضاء البدن.
56
1
|I.6|في الشرايين:
2
تنبت الشرايين من القلب من تجويفه الأيسر. ويخرج من هذا
3
التجويف شريانان أحدهما أصغر من الآخر وطبقته واحدة. وهو مع ذلك
4
أرق من إحدى طبقتي سائر الشرايين. وهذا الشريان يدخل إلى الرئة
5
وينقسم فيها. أما الآخر فهو أكبر كثيرًا ويسمى أورنطي. وهذا يطلع
6
فيتشعب منه شعبتان، فتصير أحداهما إلى التجويف الأيمن من تجويفي
7
القلب وهو أصغر الشعبتين. والآخر يستدير حول القلب كما يدور ثم
8
يدخل إليه ويتفرق فيه. ثم إن الباقي من العروق النابتة من تجويف
9
القلب الأيسر بعد انشعاب هاتين الشعبتين منه ينقسم قسمين، فيأخذ
10
أحدهما إلى أسفل البدن ويأخذ الآخر إلى أعاليه. وهذا القسم الآخذ إلى
11
أعالي البدن ينقسم منه في الجانبين شعب يتصل بما يحاذيها من الأعضاء
12
ليعطيها الحرارة الغريزية حتى إذا حاذى الأبط خرجت منه شعبة مع العرق
13
الأبطي إلى اليد وينقسم فيه كتقسيمه. فاتصلت منه شعب صغار بالعضل
14
الظاهر والباطن من العضد وهو مع ذلك غائر مندفن حتى إذا صار عند
15
المرفق صعد إلى فوق حتى أن نَبضه يظهر في هذا الموضع في كثير من
16
الأبدان ولم يزل تحت الأبطي ملاصقًا له حتى ينزل من المرفق قليلًا ثم إنه
17
يغوص في العمق أيضًا ويتشعب منه شعب شعرية ويتصل بعضل الساعد
18
إلى أن يقطع من الساعد مسافة صالحة. ثم إنه ينقسم قسمين يأخذ
19
أحدهما إلى الرسغ مارًا على الزند الأعلى وهو العرق الذى تجسّه الأطباء.
20
ويأخذ الآخر إلى الرسغ أيضًا مارًا على الزند الأسفل وهو أصغرهما
21
ويتفرقان في الكف، وربما ظهر لهما نبض في ظهر الكف. وإذا بلغ هذا
22
القسم الأعلى موضع اللبّة انقسم قسمين وانقسم كل واحد من هذين
23
القسمين إلى قسمين آخرين وجاوز أحد هذين القسمين الوداج الغائر ومرّ
24
مصعّدًا حتى يدخل القحف ويتصل في مروره منه شعب بالأعضاء الغائرة
57
1
التي هناك كما وصفنا في ذكر العروق. وإذا دخل القحف انقسم هناك
2
تقسيمًا عجيبًا وصار منه الشيء المعروف بالشبكة المفروشة تحت الدماغ،
3
وهو جسم يشبه شباكًا كثيرة قد ألقي بعضها على بعض ثم إنه من بعد
4
تقسيمه إلى هذه الشبكة يجتمع ويعود أيضًا فتخرج من هذه الشبكة عرقان
5
متساويان في العظم كحالهما قبل الانقسام إليها ويدخلان حينئذٍ جرم
6
الدماغ فينقسمان فيه وأما القسم الآخر من هذين القسمين وهو أصغرهما
7
فإنه يصعد إلى ظاهر الوجه والرأس ويتفرق فيما هناك من الأعضاء الظاهرة
8
كتفرق الوداج الظاهر. وقد يظهر نبض هذا القسم خلف الأذن وفي
9
الصدغ. فأما النبض الظاهر عند الوداجين فإنه نبض القسم العظيم
10
المجاور للوداج الغائر. ويسمى هذان الشريانان شرياني السبات. وأما
11
القسم النازل من قسمي العرق النابت من القلب إلى أسافل البدن فإنه
12
يركب خرز الظهر نازلًا إلى أسفل ويتشعب منه عند كل خرزة شعب يمنة
13
ويسرة ويتصل بالأعضاء المحاذية لها. وأول شعبة انشعبت منه شعبة تأتي
14
الرئة ثم شعبة تأتي العضل الذي بين الأعضاء ثم شعبتان تأتيان الحجاب
15
ثم شعب تأتي المعدة والكبد والطحال والثرب والأمعاء والكلى والأرحام
16
والانتثيين والمثانة والقضيب. وشعبة تخرج حتى تتصل بالعضل الخارج
17
المحاذي لهذه المواضع حتى إذا جاءت إلى آخر الخرز انقسمت قسمين.
18
يأخذ كل واحد منهما نحو إحدى الرجلين وينقسم فيها كتقسيم العروق،
19
إلّا أنهما غائران ويظهر نبضهما عند الأربتين وعند العقب تحت الكعبين
20
الداخلين وفي ظهر القدمين بالقرب من الوتر العظيم.
21
|I.7|في هيئة الدماغ:
22
إن الدماغ ليس بمصمت، لكن له تجاويف. وهي على رأي
23
جالينوس أربعة تجاويف يفضي بعضها إلى بعض وتسمى بطون الدماغ.
24
إثنان منها في مقدم الدماغ وواحد في وسطه وآخر في مؤخره على هذا
58
1
الشكل وعند هذه المجاري أجسام متشكّلة بشكل موافق
2
يسدها في بعض الأحايين ويفتحها في أخرى وله زائدتان تنبتان من
3
بطنية المقدمين شبيهتان بحلمتي الثدي يبلغان إلى العظم الشبيه بالمصفاة.
4
وبهاتين الزائدتين يكون حسّ الشم. وهذا عظم مثقب ثقبًا كثيرة على غير
5
استواء بل مشاشي وموضعه من القحف حيث ينتهي إليه أقصى
6
الأنف.
7
وللدماغ غشاءان أحدهما صلب غليظ، والآخر رقيق. والرقيق
8
ملاصق للدماغ ومخالط له في مواضع كثيرة. والغليظ ملازق للقحف
9
وملازق للدماغ في أمكنة منه وهذا الغشاء الصلب مثقب ثقبًا كثيرة في
10
موضعين. أحدهما عند الثقب الذي في أقصى الأنف المسمى المصفاة.
11
والآخر عند العظم الذي في الحنك. وهذا العظم أيضًا مثقب. ويسيل من
12
العظم المثقب الذي في أقصى الأنف فضول البطنين المقدمين من الدماغ
13
إلى الأنف ومن الذي في الحنك فضول البطن المتوسط والبطن المتأخر.
14
فيكون بذلك السلامة من أمراض رديئة كثيرة وتحت الدماغ وتحت الغشاء
15
الغليظة النسيجة الشبيهة بالشبكة التي تكون من الشرايين الصاعدة إلى
16
الرأس وهذه النسجة يخرج منها عرقان كما ذكرنا في باب الشرايين فيدخلان
17
في الغشاء الصلب ويتصلان بالدماغ. وأما منبت الأعصاب منه فقد
18
ذكرناها عند ذكرنا للعصب.
59
1
|I.8|في هيئة العين:
2
العين مركبة من سبع طبقات وثلاث رطوبات. وتركيبها على ما
3
أصف: إن العصبة المجوّفة التي هي أول العصب الخارج من الدماغ تخرج
4
من القحف إلى حيث قعر العين وعليها غشاءان هما غشاءا الدماغ. فإذا
5
برزت من القحف وصارت في جوبة عظم العين، فارقها الغشاء
6
الغليظ وصار لباسًا وغشاءً على بعض عظم العين الأعلى لا على كله.
7
ويسمي المشرّحون هذا الغشاء الطبقة الصلبة. ويفارقها أيضًا
8
الغشاء الرقيق فيصير لباسًا وغشاءً دون الطبقة الصلبة ويسمى الطبقة
9
المشيمية لشبهها بالمشيمة. ويعترض بالعصبة نفسها ويصير منها غشاء دون
10
هذين ويسمى الغشاء الشبكي. ثم يتكون في وسط هذا الغشاء جسم ليّن
11
رطب في لون الزجاج الذائب يسمى الرطوبة الزجاجية ويتكون في وسط
12
هذا الجسم جسم آخر مستدير إلا أنه في أدنى تفرطح شبيه بالجليد في
13
صفائه ويسمى الرطوبة الجليدية. وتحيط الزجاجية بمقدار النصف من
14
الجليدية. ويعلو النصف الآخر جسم شبيه بنسيج العنكبوت، شديد
15
الصفاء والصقال ويسمى الطبقة العنكبوتية. ثم يعلو هذا جسم سائل في
16
لون بياض البيض ويسمى الرطوبة البيضية. ويعلو الرطوبة البيضية جسم
17
رقيق مخملي الداخل حيث يلي البيضية أملس الخارج ويختلف لونه في
18
الأبدان، فربما كان شديد السواد وربما كان دون ذلك. وفي وسطه حيث
19
يحاذي الجليدية ثقب يتسع ويضيق في حال دون حال بمقدار حاجة
20
الجليدية إلى الضوء. فيضيق عند الضوء الشديد ويتسع في الظلمة. وهذا
21
الثقب هو الحدقة، ويسمى هذا الغشاء الطبقة العنبية. ويعلو هذه الطبقة
22
ويغشاها جسم كثيف صلب صاف يشبه صفحة رقيقة لطيفة من قرن
23
أبيض منحوت. ويسمى القرنية، غير أنها تتلون بلون الطبقة التي تحتها
24
المسماة العنبية كما يلصق وراء جام من زجاجٍ شىء ذو لون فيخيل
60
1
ذلك المكان من الزجاج بلون ذلك الشيء. ونبات هذه الطبقة من
2
الصلبة. ويعلو هذا ويغشاه لكن لا لِكُلِّه بل إلى موضع سواد العين جسم
3
أبيض اللون يسمى الملتحم وهو بياض العين ونباته من الجلد المغشى الذي
4
على القحف من خارج. ونبات القرنية من الطبقة الصلبة، ونبات العنبية
5
من الطبقة المشيمية، ونبات العنكبوتية من الطبقة الشبكية.
6
|I.9|في هيئة الأنف:
7
مجرى الأنف إذا علا انقسم قسمين. فيفضي أحدهما إلى أقصى الفم
8
ويمر الآخر صاعدًا حتى ينتهي إلى العظم الشبيه بالمصفاة الموضوع في وجه
9
زائدتي الدماغ المشبهتين بحلمتي الثدي. ويكون بهذا المجرى الشم.
10
وبالأول التنفس الجاري على العادة لا الكائن بالفم.
11
|I.10|في هيئة الأذن والصماخ:
12
إن مجرى الأذن في عظم صلب يسمى العظم الحجري وهو كثير
13
التعاريج والعطفات ويمر كذلك إلى أن يلقى العصبة الخامسة النابتة من
14
الدماغ التي بها يكون السمع.
15
|I.11|في هيئة اللسان:
16
اللسان (عضو لحمي رخو أبيض قد التفّت به عروق صغار
17
كثيرة فيها دم. ومن ذلك أتت حمرة لونه. وتجيئه عروق وشريانات
18
وأعصاب كثيرة فوق ما يستحقه قدره من العظم. وتحته فوهتان يخرج منهما
19
اللعاب يفيضان إلى اللحم الغددي الرخو الموضوع عند أصله. وهذا
61
1
اللحم يسمى مولّد اللعاب. وهاتان الفوهتان ساكبتا اللعاب، تبقيان في
2
اللسان وما حواليه النداوة الطبيعية.
3
|I.12|في هيئة الحلق:
4
إن الفم يفضي إلى مجريين أحدهما من قُدّام وهو الحلقوم ويسميه
5
المشرّحون قصبة الرئة. والآخر موضوع من خلف ناحية القفا على خرز
6
العنق ويسمى المريء وفيه ينفذ الطعام والشراب. وأما الحلقوم فإنما يخترقه
7
وينفذ فيه ومنه الريح الذي يدخل ويخرج بالتنفس. وقد جُعل له صَمَّام
8
يلزمه وينطبق عليه في وقت الازدراد لئلا يدخل شيء مما يُزدرد فيه. وإن
9
دخل فيه في وقت ما شيء يسير مما يؤكل أو يُشرب حدثت منه في قصبة
10
الرئة دغدغة وحالة ألم مؤذية شبيهة بما يحدث في الأنف عند اجتلاب
11
العطاس بإدخال سحاءة وما أشبهها فيه وهاج لذلك سعال شديد حتى
12
يقذف ويرمي ما دخل فيها. وقد هيئت هذه الهيئة بغاية الصواب وذلك
13
أن هذا المجرى لما كان نافذًا إلى الرئة، وليست الرئة من آلات الغذاء
14
بل من آلات التنفس، ولا لها منفذ من أسفل، وكان كل ما يقع فيها
15
يضيّق النفس، وكان واجبًا أن يحتاط في ذلك. وقد احتيط فيه وأحكم
16
غاية الإحكام حتى لا يكاد يحدث ذلك إلا في الندرة. وذلك أنه إذا كان
62
1
الإنسان يبتلع ويصيح، أو يتكلم ويتنفس في حالة واحدة، ثم لا يزال
2
السعال هائجًا حتى يخرج ذلك منه عن آخره.
3
وقد هيىء في هذا الموضع آلة يكون بها الصوت. وذلك أن الصوت
4
إنما يكون من النفس، وهو مادته. وهي في هذه المواضع آلات موافقة
5
لكون الصوت، وليس لكون ضرب واحد منه فقط بل لكون جميع
6
ضروبه فيها العضو المسمى الحنجرة. وهي مؤلفة من ثلاثة غضاريف تأليفًا
7
موافقًا لكون الصوت والجسم الشبيه بلسان المزمار وهي أشرف آلات
8
الصوت. والعضل الكثير العدد المهيأ لكون الحركات التي يحتاج إليها في
9
هذا الموضع يتكوَّن عن ضروب تشكله ضروب الصوت. وهذه الأعضاء،
10
أعني قصبة الرئة والرئة كلها والصدر كله بجميع عضله وأغشيته
11
والحجاب، هيئت من أجل التنفس، ويكون بعد عمل التنفس الصوت
12
بالحنجرة والجسم الشبيه بلسان المزمار وبعد ذلك النغم والحروف بمعونة
13
اللسان والشفة والأسنان وغيرها مما في الفم.
14
|I.13|في هيئة الصدر والرئة:
15
إن تجويف البطن من لدن الترقوة إلى عظم الخاصرة ينقسم إلى
16
تجويفين عظيمين أحدهما فوق يحوي الرئة والقلب. والثاني أسفل يحوي
17
المعدة والأمعاء والكبد والطحال والمرارة والكلى والمثانة والأرحام. ويفصل
18
بين هذين التجويفين العضو الذي يُسمى الحجاب. وهذا الحجاب
19
يأخذ من رأس القص ويمر بالتاريب إلى أسفل في كل واحد من الجانبين
20
حتى يتصل بخرز الظهر عند الخرزة الثانية عشرة. ويصير حاجزًا بين ما
21
فوقه وما تحته. ثم ينقسم هذا التجويف إلى قسمين يفصل بينهما حجاب
22
آخر. ويمرّ في الوسط حتى يلتصق أيضًا بخرز الظهر فيكون هيئة التجاويف
63
1
الثلاثة كهيئة هذا الشكل ويسمى هذا التجويف الأعلى كله
2
صدرًا، وحدُّه من فوق الترقوتين ومن أسفل الحجاب القاسم للبطن
3
عرضًا. وهذه هي هيئة الصدر.
4
أما الرئة فإن قصبتها تبتدئ من أقصى الفم على ما ذكرنا حتى إذا
5
جاءت إلى ما دون الترقوة انقسمت قسمين. وينقسم كل قسم منها أقسامًا
6
كثيرة. وانتسج واحتشى حواليها لحم الرئة، فصار من جملة هذا، القصبة
7
والعروق التي تحتها واللحم الذي احتشى حواليها بدن الرئة. فنصف الرئة
8
في تجويف الصدر الأيمن والنصف الآخر في الأيسر. وأما قصبة الرئة فإنها
9
مؤلفة من غضاريف مهيأة في شكل الدوائر لكنها ليست بدوائر تامة بل
10
مقدار ثلثي دائرة ويصل ما بين طرفيها غشاء ليّن يمر على خط مستقيم
11
كهذا الشكل. ويصل مابين هذه الحلق أغشية لينة. فأما
12
الحلق نفسها فصلبة غضروفية وحدبة هذه الحلق تلي ظاهر البدن وتلمس
13
باليد. وأما الموضع المستقيم منها فيلاصق المريء، وإن أنت توهمت أنبوبتي
14
قصب، شُق أحدهما على الثلث أو الثلثين، والزق على ما شُقَّ منه كاغد،
15
ثم جيء به فَضُمّ إلى الأنبوبة الأخرى وأُلصق بها حيث هذا الكاغد كنت
16
قد لاحظت هيئة قصبة الرئة والمريء في وضعهما ملاحظة كاملة. فهذا
17
التجويف الأعلى كله إنما هيىء من أجل التنفس. وذلك أن الصدر إذا
18
انبسط جذب الرئة وبسطها وإذا انبسطت الرئة اجتذبت الهواء من خارج
19
فكان ذلك أحد جزئي التنفس. وهو تنشّق الهواء ثم أن الصدر ينقبض
20
فتنقبض الرئة ويكون بانقباضها إخراج التنفس وهو الجزء الثاني. واحتيج
21
إلى تنشق الهواء الخارج وإخراجه بعد ذلك للترويح عن القلب. فإن الهواء
22
الذي يستنشق يصل شيء منه إلى القلب في المنافذ التي بينها وبين القلب
23
وإذا سخن ذلك الهواء الذي اجتذب احتيج إلى إخراجه للاستبدال به
24
فانقبض الصدر وقبض الرئة وأخرجه ثم عاد فانبسط وبسط الرئة فدخلها
25
هواء آخر على مثال الزقاق التي ينفخ بها النار. فإنها إذا انبسطت
64
1
امتلأت من الهواء ثم إذا انقبضت انفرغت منه. وقُسّم الصدر في طوله إلى
2
تجويفين، وجُعل في كل تجويف منه نصف الرئة لكي يكون للتنفس
3
آلتان، فإن حدث على واحدة منهما حادثة قامت الأخرى بما يحتاج إليه
4
كالحال في العينين. وذلك أن هذا الفعل ــ أعني التنفسي ــ لشرفه وشدة
5
الاضطرار إليه في بقاء الحياة، كان واجبًا أن يُحتاط فيه غاية الاحتياط.
6
ولعمري قد فعل ذلك في غاية الإحكام. فإنه كثيرًا ما يصيب الصدر
7
جراحة نافذة في أحد جانبيه فيقوم الجانب الآخر بالحاجة إلى التنفس. وأما
8
إذا حدث على الجانبين معًا ذلك فإن الحيوان يعيش بمقدار ما يعيش
9
المخنوق فقط.
10
وأما قصبة الرئة فلما كانت ملاصقة للمريء من باطنها، وكان
11
المريء منفذًا للطعام والشراب جُعل الذي بينهما منه غشاء لين ليندفع في
12
حال بلع الشيء ولا يضيق على المريء. ولولا كراهية خروج هذا الكتاب
13
عن حده ومقداره الذي قصدنا له لذكُرنا هيئة الأعضاء ومنافعها ذكرًا
14
أوسع. ولكننا من أجل ذلك نختصر ونقتصر ما أمكن.
15
|I.14|في هيئة القلب:
16
شكل القلب كشكل صنوبرة منكوسة رأسها المخروط إلى أسفل
17
البدن وأصلها إلى أعاليه وله غلاف من غشاء كثيف يحيط به غير أنه ليس
18
بملتصق به كله لكن عند أصله وهو موضوع في وسط الصدر إلا أن رأسه
19
المخروط يميل إلى ناحية اليسار، والشريان الكبير إنما ينبت من الجانب
20
الأيسر منه، فلذلك يتبين النبض في الجانب الأيسر. وللقلب بطنان
21
عظيمان أحدهما في الجانب الأيمن والآخر في الأيسر وعند أصله ومنبته شيء
22
شبيه بالغضروف كأنه قاعدة لجميع القلب. ومن البطن الأيمن إلى البطن
65
1
الأيسر منافذ. وللبطن الأيمن فوهتان إحداهما التي منها تدخل العروق
2
النابتة من الكبد. وينصب الدم من هذه الفوهة في البطن الأيمن من بطني
3
القلب. وعلى هذه الفوهة أغشية بيض تشققها من خارج إلى داخل كي
4
ترتد وتَتَنَحَّى للشيء الذي يدخل القلب. والثانية فوهة العرق الذي يتصل
5
من هذا التجويف بالرئة. وهو عرق غير ضارب إلا أن أغشيته غلاظ
6
تخان ولذلك يسميه المشرحون العرق الشرياني لأن الشرايين أبدًا أغلظ
7
وأثخن وأصلب أغشيه من العروق، وحقَّ لها ذلك إذ كانت دائمة الحركة
8
مدة عمر الإنسان كله، وفي انخراقها من الخطر أكثر مما في إنخراق
9
العروق. وعلى الفوهة التي يخرج منها هذا العرق أغشية إلا أن تشققها من
10
داخل إلى خارج كيما ترتد وتتنحَّى للذي يخرج من القلب. وفي البطين
11
الأيسر فوهتان إحداهما فوهة الشريان العظيم الذي منه تنبت شرايين
12
البدن كلها. وعلى فمه أغشية تشققها من داخل الى خارج لكي ترتد
13
وتتنحَّى لما يخرج من القلب من الروح والدم. والثانية فوهة الشريان
14
الذي يتصل بالرئة. وفيه يكون نفوذ الهواء من الرئة إلى القلب. وعلى هذه
15
الفوهة غشاءان تشققهما من خارج إلى داخل لينفتح ويرتد للهواء الذي
16
يدخل إلى القلب وله زائدتان شبيهتان بالأذنين إحداهما يمنة والأخرى
17
يسرى. والرئة مجللة للقلب مانعة أن تلقاه عظام الصدر من قُدّام.
66
1
|I.15|في هيئة المريء والمعدة:
2
قد قلنا إن في أقصى الفم منفذين أحدهما منفذ للنفس إلى الرئة وهو
3
قصبة الرئة. والثاني منفذ للطعام والشراب إلى المعدة وهو المريء. وهذا
4
المجرى المسمى المريء موضوع من خلف على خرز العنق ويمر نازلًا إلى
5
أسفل حتى ينفذ الحجاب. وهو مشدود مع الخرز بأغشية تربطه حتى إذا
6
نفذ الحجاب اتسع، ويكوّن هناك العضو المسمى المعدة. وإذا هو نفذ
7
بعد الحجاب مال إلى الجانب الأيسر قليلًا. لذلك فرأس المعدة مائل إلى
8
الجاتب الأيسر قليلًا. وأما قعرها فمائل إلى الجانب الأيمن. وإن أنت
9
توهمت قرعة مستديرة طويلة العنق يتصل بها من أسفلها عنق آخر، كنت
10
قد لاحظت هيئة المعدة والمريء، غير أن المعدة من الجانب الذي يلي
11
الظهر مسطحة قليلًا وأحد رأسيها وهو الأعلى هو المريء. والرأس الآخر
12
هو ايتداء المعاء وهي مربوطة مع الفقار ومع غيره من الأحشاء بأربطة
13
وثيقة تمسكها وكذلك جميع الأحشاء. وقد أحكم ربطها ودعائمها بمقدار
14
شرفها وشدة الحاجة إليها والخوف عليها. والمجرى الذي أسفل المعدة
15
يسمى البواب وذلك أنه إذا احتوت المعدة على الطعام انضمّ وانغلق هذا
16
المنفذ حتى لا يخرج منه شيء حتى ولا الماء حتى يتم الهضم أو يفسد ثم
17
ينفتح حتى يصير ما في المعدة إلى المِعاء. وهذا الموضع هو أول منبت
18
المِعاء. وجسم المعدة مؤلف من ثلاث طبقات، إحداها تأخذ بأليافها
19
طولًا، والثانية عرضًا والثالثة ورايًا. ولها منافع يطول ذكرها.
20
|I.16|في هيئة الأمعاء:
21
للأمعاء طبقتان. وعلى الطبقة الداخلة لزوجات قد لبستها بمنزلة
67
1
الترصيص. وجميع الأمعاء ستة، ثلاثة دقاق وهي أعلى وثلاثة غلاظ وهي
2
أسفل وأول الدقاق هو المِعاء المتصل بأسفل المعدة ويسمى الاثني
3
عشري. ويتلوه معاء يسمى الصائم. وهذان جميعًا منتصبان قائمان ممتدان
4
في طول البدن، إلا أن الفوهات التي بها يكون جذب الغذاء إلى الكبد في
5
ّهّذا المعاء أكثر منه في سائر الأمعاء. وسأذكر هذه الفوهات عند ذكرنا
6
الكبد. ويتلوه معاء يسمى الدقيق. وهذا المعاء ملتفّ تلافيف كثيرة.
7
وسعة هذه الأمعاء الثلاثة كلها بقدر سعة البواب. ويتلوه المعاء
8
المعروف بالأعورٍ، وهو معاء ليس له منفذ ومجرى ما، لكنه كأنه وعاء أو
9
كيس، لأن له فمًا واحدًا يدخل إليه ما ينزل في وقت ويخرج منه في آخر من
10
ذلك الفم بعينه وهو موضوع في الجانب الأيمن ويتلوه القولون
11
وابتداؤه من الجانب الأيمن ويأخذ في عرض البطن إلى الجانب الأيسر
12
ويتلوه المعاء المستقيم. وهذا المعاء له تجويف واسع يجتمع فيه الثفل
68
1
كما يجتمع البول في المثانة. وطرف هذا المعاء هو الدبر. وعليه العضلة
2
المانعة من خروج الثفل حتى تطلقه الإرادة.
3
|I.17|في هيئة الكبد:
4
الكبد موضوعة تحت الضلوع العالية من ضلوع الخلف. وشكلها
5
هلامي لها تقعير في الجانب الذي يلي المعدة، وزوائد ربما كانت أربعًا وربما
6
كانت خمسًا. ويحتوي على الجانب الأيمن من المعدة. وحدبتها تلي
7
الحجاب وهي مربوطة بأربطة تتصل بالغشاء الذي عليها. وينبت من
8
تقعير الكبد قناة تسمى باب الكبد. وصورتها صورة عرق. لكنها
9
لاتحوي دمًا. وتنقسم أقسامًا. ثم تنقسم تلك الأقسام إلى أقسام كثيرة.
10
ويأتي منها أقسام يسيرة إلى قعر المعدة والاثني عشري من الأمعاء وأقسام
11
كثيرة إلى المعاء الصائم ثم إلى سائر الأمعاء حتى يبلغ المعاء المستقيم. وهذه
12
هي الفوهات التي ذكرناها. وفيها ينجذب الغذاء إلى الكبد. ولا يزال كل
13
ما ينجذب في تلك الفوهات يصير من الأضيق إلى الأوسع حتى يجتمع في
14
القناة المسماة باب الكبد. ثم إن تلك القناة تنقسم أيضًا في داخل الكبد
15
إلى أقسام في دقة الشعر. ويتفرق ما انجذب من الغذاء فيها. ويطبخه
16
لحم الكبد ويحيله حتى يصير دمًا. وينبت من حدبة الكبد عرق عظيم، منه
17
تنبت جميع العروق التي في البدن على ما ذكرنا في تشريح العروق. وأصل
18
هذا العرق ينقسم في الكبد إلى أقسام في دقة الشعر ويلتقي مع الأقسام
19
المنقسمة من المجرى الذي يسمى الباب. فيرتفع الدم منها إلى أقسام
20
العرق النابت من الحدبة ثم يجتمع من أَدّقها إلى أوسعها حتى يحصل جملة
21
الدم كله في العرق الطالع من حدبة الكبد.
69
1
|I.18|في هيئة الطحال:
2
الطحال مطاول الشكل، وهو موضوع في الجانب الأيسر، ومربوط
3
برباط يتصل بالغشاء الذي عليه، ويلزم المعدة من جانب، وضلوع
4
الخلف من جانب آخر. وينبت منه قناتان إحداهما تتصل بالكبد عند
5
تقعيرها والأخرى تتصل بفم المعدة.
6
|I.19|في هيئة المرارة:
7
المرارة موضوعة على الكبد. ولها مجريان أحدهما يتصل بتقعير
8
الكبد والآخر يتشعب فيتصل بالأمعاء العليا وباسفل المعدة.
9
|I.20|في هيئة الكلى:
10
الكليتان موضوعتان على جانبي خرز الصلب بالقرب من
11
الكبد. والكلية اليمنى أرفع موضعًا. ولكل واحدة منهما عنقان. أحدهما
12
يتصل بالعرق العظيم الطالع من حدبة الكبد. لكل واحد من جانبه.
13
والثاني يمر مستقلًا حتى يتصل بالمثانة اتصالًا عجيبًا. وهما مجريا البول
14
ويسمّيان الحالبين.
15
|I.21|في هيئة المتانة:
16
المثانة وعاء للبول ومغيضه. وموضعها بين الدبر والعانة. وهي
17
مؤلفة من طبقتين وعلى فمها عضل يضمّها ويمنع من خروج البول حتى
18
تطلقه الإرادة. والبول يأتيها من الكلى في عنقيها اللذين سميناهما
70
1
الحالبين. وإذا بلغ هذان المجريان إلى المثانة خرقا إحدى طبقتيها ومرّا فيما
2
بين الطبقتين حتى يبلغا عنق المثانة. ثم يخرقان الطبقة الأخرى ويفضيان
3
إلى تجويف المثانة.
4
|I.22|جُمَلٌ وجوامع من منافع آلات الغذاء:
5
إن الفم قد خُصّ بحس اللمس المشترك مع حس الذوق. وذلك
6
ليميز به الأشياء اللذيذة من الأشياء البشعة، لأن اللذيذة هي الغاذية
7
والموافقة في الأمر الأكثر. واللسان مع عظم نفعه في الكلام، يقلّب الطعام
8
في الفم عند المضغ ضروب التقليب الموافقة المحتاج إليها حتى ينطحن
9
بالسوية كرحى يقلب على آخر ما يحتاج إلى دقّه وطحنه. والأسنان قد
10
هُيئت ثلاثة ضروب. منها ما يصلح للقطع وهي الثنايا والرباعيات. ومنها
11
ما يصلح لكسر الأشياء وهي الأنياب ومنها طواحن وهي الأضراس.
12
ومن عجيب الحكمة في هيئة الأسنان أن الثنايا والرباعيات تماس وتلاقي
13
بعضها بعضًا في حالة الحاجة إلى ذلك. وهي عند العضُّ على الأشياء
14
ينحني بعضها على بعض عند الحاجة إلى ذلك التماس. ولو لم يكن كذلك
15
لم يتم العضُّ على الأشياء. ويكون ذلك بجذب الفك الأسفل إلى قُدَّام
16
حتى تلاقي هذه بعضها بعضًا. وعند المضغ والطحن يرجع الفك إلى
17
مكانه فتدخل الثنايا والرباعيات السفلانية إلى داخل وتحيد عن موازاة
18
العالية فيتم بذلك للأضراس وقوع بعضها على بعض وذلك أنه لا يمكن
71
1
مع تلاقي الثنايا والرباعيات التي في اللِّحى الأعلى والتي في اللحى الأسفل
2
أن تتلاقى الأضراس كالحالة عند التكسير. وأصول الأضراس أكبر من
3
أصول سائر الأسنان بحسب شدة عملها ودوامه. وما كان منها في العلو
4
جعلت أصولها أكثر لتعلقها به. وقد أحكم الأمر في دخول شيء مما
5
يؤكل إلى قصبة الرئة على ما بيّناه وذلك أنه في حالة البلع يمتد المريء إلى
6
أسقل فتنجذب الحنجرة إلى فوق فتلزم طَبْقِها لزومًا محكمًا. ويكون مرور
7
الشيء الذي يُبلع على ظهر هذا الطَبْق حتى يفضي إلى المريء. وإذا ورد
8
والطعام المعدة لزمته واحتوت عليه وانغلق البواب، فلا يزال كذلك حتى
9
يتم الهضم. ويحيط بالمعدة من الجانب الأيمن الكبد. ومن الأيسر
10
الطحال، ومن قدّام الثرب، ومن خلف لحم الصلب. فتكون
11
هذه كلها حاقنة للحرارة فيها وتسخنها أيضًا فضل إسخان. فينطبخ
12
الطعام فيها حتى يصير شبيهًا بعصارة تصلح للنفوذ في تلك الفوهات التي
13
ذكرناها إلى الكبد وجعلت تلك الفوهات كثيرة لأنها لو كانت واحدة
14
وأفضت إلى موضع واحد لفاتها ما انحدر من الغذاء عن ذلك الموضع
15
وخرج ضياعًا. فاكثرت هذه الفوهات ووصلت بأكثر تجاويف الأمعاء
16
ليكون ما فات جذبه في موضع اجتذب من فوهة أخرى وجعلت للأمعاء
17
استدارات وتلافيف ليطول بقاء ذلك الشيء فيها ولا يبادر بالخروج ويتم
18
هذا الفعل خاصة في المعاء الأعور. فإن ما فاته لا يكون قد بقي فيه
72
1
كثير شيء مما يصلح للغذاء وتكون العفونة قد غلبت عليه ولأن لحم الكبد
2
هو الذي يطبخ هذا الشيء الذي ينجذب حتى يصير دمًا احتيج أن
3
يفرّق حتى يحتوي على القليل منه، الكثير من لحم الكبد. فتسرع فيه
4
الاستحالة وتسهل. فمن أجل ذلك تنقسم القناة المسماة باب الكبد الذي
5
إليها يجتمع ما ينجذب من الغذاء إلى أقسام دقاق في تجويف الكبد
6
ليستحيل إلى الدم بسرعة وسهولة، وذلك لأن غذاء الأعضاء ونمائها يكون
7
بالدم النقي الموافق. وكان يتولد مع تولد الدم فضلتان لا بد منهما كما يتولد
8
في جميع ما ينطبخ وينضج، أحدهما شبيه الدردي والعكر، والآخر
9
شبيه الطفاوة والرغوة، احتيج إلى تنقية الدم منها فجلعت المرارة وجعل لها
10
عنق حتى يدخل في تجويف الكبد فتجذب به المرة الصفراء المتولدة عن
11
تولد الدم، وخلق الطحال وجعل له عنق يجيء إلى ما هناك لجذب الفضلة
12
الأخرى التي منها تكون المرة السوداء فيبقى الدم حينئذ نقيًّا ليس فيه من
13
المرّة الصفراء ولا من السوداء إلّا بقدر ما يحتاج إليه، إلّا أنه بعد أرقُّ مما
14
يحتاج إليه، فلذلك يحتاج أن يجتذب منه فضل ما فيه من المائية حتى يصير
15
من الغلظ والمثانة إلى الحد الموافق لتكوّن اللحم، فخلقت الكليتان وُمَّد
16
من كل واحدة منهما عنق طويل يوصل بالعرق الطالع من حدبة الكبد
17
ليجتذب ما في الدم من المائية قبل أن يرتقي ويسقي الأعضاء. فاذا نقي
18
الدم من هذه الفضلات الثلاثة فقد كمل نقاؤه وصلح أن تغتذي به
19
الأعضاء وتنمو به نموًا مشاكلًا موافقًا لها. ويعرف عظم المنفعة في تغذية
20
البدن بفعل تنقية الدم من هذه الفضلات عند الحوادث الحادثة في هذه
21
الآلات. فإن المرارة إذا لم تجذب المرة الصفراء أو أبقتها في الدم حتى ينفذ
73
1
مع الغذاء إلى الأعضاء حدثت صنوف الأمراض الكائنة عن المرار
2
الأصفر كاليرقان والبثور والحمرة والنملة والحميات الحادة ونحوها. وإن لم
3
يجتذب الطحال المرة السوداء حدثت الأمراض السوداوية كاليرقان الأسود
4
والبهق الأسود والقوابي والتقشر والجذام والماليخوليا ونحوها. وإن لم تندفع
5
المائية نحو الكلى حدث أحد الاستسقائين إما الزقي وإما اللحمي. ولولا
6
مكان هذه الآلات لكانت هذه دائمة متصلة. ومن عجيب الحكمة أيضًا
7
في اجتذاب هذه الفضلات أن عنق المرارة والطحال يجيئان إلى تقعير الكبد
8
ويجذبان ما يجذبان من هناك. وأما عنقا الكليتين فيجيئان إلى العرق الطالع
9
من حدبة الكبد ويجذبان المائية منه، وذلك من أجل أن الدم يحتاج إلى أن
10
يرتقي إلى هذا الوضع من منافذ دقاق في دقة الشعر. فوجب أن تترك فيه
11
هذه المائية لتبقى له رقته المعينة له على سرعة ارتفاعه ونفوذه في هذه
12
المنافذ. فلم يوصل لذلك الآلة الجاذبة لهذه المائية هناك لكن بعد أن
13
ارتقى الدم ونفذ من هذه المجاري الدقاق. ووصل إلى مجرى واسع استغنى
14
عن رقّته واحتيج إلى غلظه ومتانته فوصل به هناك. وإذا ارتقى الدم النقي
15
إلى هذا العرق توزع بعده في البدن على القسط والعدل وسقى كل عضو
16
وأعطاه نصيبه على ما ذكرنا في تقسيم العروق. واستحال في كل عضو إلى
17
طبيعته وغذّاه وأنماه إن كان مما ينمي وإلا أخلف عليه مثل ما تحلل منه أو
18
أقل مما تحلل منه وذاك في الأبدان المنحطة. وهذا الفعل كان آخر القصد
19
والغرض الذي أريد بآلات الغذاء كلها ثم صرف الخالق عز وجل هذه
20
الفضلات التي نقَّى منها الدم إلى منافع أخر جليلة أيضًا. وذلك أن المرارة
21
تنقى وبأحد عنقيها الدم من المرة الصفراء ويقذفه بعنق آخر في الأمعاء
22
فيحث بجدته الأمعاء على دفع الأثفال وإخراجها بما يلذعها ويهيجها
23
فيكون سببًا للنقاء من الثفل والأمن من تعقده واحتباسه. وأما الطحال
24
فيجذب الفضلة العكرة وينقي الدم منها ويحيلها هو من بعد حتى يكتسب
25
قبضًا وحموضة ثم يرسل منها في كل يوم شيئًا إلى فم المعدة فيحرك الشهوة
74
1
بحموضته وقبضه ويثيرها وينبهها ثم يخرج أيضًا مع خروج الثفل.
2
وأما الكلى فتجذب مائية الدم وتغتذي بما فيه مما يصلح لها ثم تدفع
3
الباقي في المجريين اللذين ذكرناهما إلى المثانة. وجعلت المثانة واسعة لئلا
4
يحتاج الإنسان إلى مواترة القيام للبول وجُعل على فمها عضل يقبضها
5
ويضمها فلا يخرج منها شيء حتى تمتلىء. وتتأذى بكثرة البول لثقله أو
6
لحدَّته، فتطلقه حيئنذ الإرادة حتى يخرج البول. وأما نفوذ مجرى الكلى إلى
7
المثانة ففيه حكمة بالغة، وذلك أنه قد ترى المثانة تنتفخ فلا يخرج منها
8
الريح. على أن فيها ثقبين يدخل فيهما الميل ومنهما تدخل مائية الدم التي
9
هي البول من الكلى إليهما. وذلك من أجل أن هذين المجريين يخرقان
10
إحدى طبقتي المثانة ويمّر الخرق فيما بين طبقتيها حتى ينتهي إلى عنقها ثم
11
يخرق الطبقة الثانية فيصير من أجل ذلك كل ما دخل في تجويف المثانة
12
مُلزقًا للطبقة الداخلة بالخارجة. ومتى امتلأت كان أشد التزاق طبقتيها
13
وضم ذلك المجرى فلا يمكن أن يرجع شيء من البول الحاصل في المثانة
14
إلى ورائه ويسهل التجلب فيها، ولا يزال التجلب فيها حتى يثقلها. فإذا
15
أحست بذلك الأذى كفت تلك العضلة عن إمساك فم المثانة، فانضمت
16
المثانة على ما فيها فخرج البول.
17
وأما الأثفال الغليظة فإنه إذا استنظفت ما فيها مما يصلح للاغتذاء
18
اندفع الباقي إلى المعاء المستقيم. ولهذا المعاء هناك تجويف واسع لكي
19
يحتمل اجتماع الثفل فلا يلجأ الإنسان إلى القيام للإنجاء كل ساعة. فإذا
20
اثفله ما اجتمع فيه أو لذعه أحسّ بذلك الأذى فكفّ الحيوان بإرادته
75
1
عن العضل المغلق له، فخرج الثفل. فعلى هذا يجري تدبير الغذاء من
2
حين يدخل البدن إلى أن يغذو منه ما يغذو ويخرج فضلته عنه بمشيئة الله.
3
|I.23|في هيئة مراق البطن:
4
إن وراء الجلد الملبَّس على البطن، العضلات الثمان التي ذكرناها.
5
ووراء ذلك العضل غشاء مدمج يسمى الصفاق. ووراء ذلك
6
الصفاق الثرب. ووراء ذلك الثرب الأحشاء، والفتق الحادث في المراق
7
يكون إذا انخرق هذا الصفاق.
8
|I.24|في هيئة الأُنثيين والقضيب:
9
ينبت من عظم العانة جسم عصبي كثير التجاويف واسعها. ويجيئه
10
شريانات كثيرة واسعة فوق ما يستحقه قدره. وهذا الجسم هو
11
القضيب. وينزل من الصفاق مجريان شبه البربخين ثم
12
يتسعان. فيكون منها الطبقة الداخلة من طبقتي كيسي البيضتين وفيهما
13
البيضتان. وتجيء إلى ناحية البيضتين من أقسام العروق السفلية شعب،
14
وتلتف تلافيف كثيرة. ويحتوي عليها لحم غددي أبيض فيحيل ما فيه
15
مين الدم حتى يبيض ويصير له رسم المني، ثم يصير من هناك إلى الأنثيين
16
فيستحكم استحالته ويكتمل نوعه ثم يصير منيًّا تامًّا. ويصير له من هناك
17
مجريان يفضيان إلى القضيب. والإنعاظ يكون بامتلاء تلك التجاويف التي
76
1
في القضيب من ريح غليظة وامتلاء عروقه من الدم. والإنزال يكون
2
عندما تتمدد الأوعية التي فيها المني وتهتاج لتقذف ما فيها لكثرته أو للذعه.
3
وأحد الأسباب الداعية إلى ذلك احتكاك الكمرة وتدغدغها من
4
الجسم المصاكك لها. فإن ذلك يدعو إلى تمدد أوعية المني وقذف ما فيها.
5
|I.25|في هيئة الثدي:
6
الثدي مركب من شرايين وعروق وعصب يُحتشى ما بينها نوع من
7
اللحم غددي أبيض، طبيعته طبيعة اللبن، خَلَقه الله تبارك وتعالى ليكون
8
مُحيلًا للدم ومولّدًا للّبن. وهذه الشرايين والعروق تنقسم في الثدي إلى
9
أقسام دقاق وتستدير وتلتف لفايف كثيرة. ويحتوي عليها ذلك اللحم الذي
10
هو مولّد للّبن فيحيل ما في تجويفها من الدم حتى يصير لبنًا بتشبيهه له
11
بطبيعته. كما يحيل لحم الكبد ما يجذب من الغذاء من المعدة والأمعاء حتى
12
يصير دمًا بتشبيهه إياه بنفسه.
13
|I.26|في هيئة الرحم:
14
الرحم موضوع فيما بين المثانة والمعاء المستقيم، إلّا أنه يفضل على
15
المثانة إلى ناحية فوق. وهو من الأبكار ممن لم يلدن، صغيرٌ، ويعظم من
16
التي قد حبلت وولدت. وهو مربوط برباطات سلسلية وهي في
77
1
نفسها عصبية تمكنه فيها أن يمتد ويتوسع عند الحاجة إلى ذلك وينضم
2
ويتقلص عند الاستغناء عن التمدد. وذلك أنه يحتاج أن يتمدد تمددات
3
كثيرة عند الولادة لذلك جعل الرحم عصبي أيضًا وجعلت رباطاته
4
سلسلية واسعة. وله بطنان ينتهيان إلى فم واحد، وزائدتان تسميان
5
قرني الرحم. وخلف هاتين الزائدتين بيضتا المرأة وهما أصغر
6
من التي للرجل وأشد تفرطحًا وينصب منهما مني المرأة إلى تجويف الرحم
7
ورقبة الرحم وينتهي إلى فم الفرج من المرأة. وهو من المرأة بمنزلة الإحليل
8
من الرجل، وفم الرحم من البكر منضَمّ متغضِّنٌ منقبضٌ، وقد انتسجت
9
فيما بين تلك الغضون عروق دقاق تنقطع عند افتضاض البكر، ويتسع
10
ذلك التغضّن بالبضع، وإذا عَلِقت المرأة انضم فم الرحم حتى لا يدخله
11
الميل وإذا حضر وقت الولادة أو حدث على الجنين آفة أفسدته، اتسع حتى
12
تنفذ منه جثة الجنين. والجنين يتكون على رأي جالينوس من المني، وينمو
13
ويزيد من دم الطمث. ويتم ويكمل خلقة الذكر أسرع من خلقة
78
1
الانثى، ويتصل بالجنين من العروق التي تجيء الرحم فتغدوه حتى يتم
2
ويكتمل. فإذا اكتمل لم يكتف بما يجيئه منها فيتحرك حركات صعبة قوية
3
وانهتكت أربطة الرحم فكان الولادة
4
تمت المقالة الأولى ولله الحمد
79
1
|II|المقالة الثانية
2
جمل جامعة في تعرّف مزاج الأبدان والأخلاط الغالبة عليها
3
والاستدلالات الوجيزة الجامعة من الفراسة
4
|II.1|جُملٌ وجوامع في تعرّف المزاج:
5
مزاج البدن يُعرف من اللون والسحنة والهيئة واللمس والأفعال
6
والأشياء التي تبرز عنه. اما من اللون، فالأبيض والكمد والعاجي والجصّي
7
والرصاصي، تدل على برد المزاج. والحُمرة والشقرة والصفرة والأُدمة، تدل
8
على حرّ المزاج. والصافي الرقيق يدل على رقة الأخلاط. والكدر الغليظ
9
يدل على غلظ الأخلاط. واللون الأبيض المشرّب حمرة معتدلة يدل
10
على اعتدال. والرقيق الصافي يدل على مزاج معتدل. وإن كانت الحمرة
81
1
أكثر والصفاء أقل دلَّ على استيلاء الدم، وإن كانت الحمرة ناقصة حتى أنه
2
يضرب إلى العاجية دلّ على قلة الدم. وإن نقصت أكثر حتى يكاد بعدم
3
أكثرها فإن الأطباء يسمّون هذا اللون الجصيّ، ويدل على قلة المُرَّتين والدم
4
واستيلاء البلغم على البدن. وإذا كان اللون يضرب إلى البياض ويشوبه
5
خضرة كان اللون الذي يسميه الأطباء الرصاصي ويدل على قلة الصفراء
6
والدم واستيلاء السوداء والبلغم. وأما اللون الكمد، فإذا كان يشوبه
7
صفرة ويضرب فيه مع ذلك حمرة فإنه يدل على استيلاء الدم الغليظ بمقدار
8
ما يشوبه ويضرب فيه من تلك الحمرة وإذا كان مخضرّ الكمودة تضرب
9
فيه خضرة، دلَّ على غلبة المرار الأسود.
10
وأما الأبدان الشقر الألوان، فما كان منها يضرب إلى البياض فهي
11
أبرد مزاجًا. وما كان منها يضرب إلى الحمرة والصفرة فإنها أسخن مزاجًا
12
بقدر ذلك.
13
وأما الصفرة فمنها ما يضرب إلى البياض والرقّة نحو ما يكون عليه
14
لون الناقة. ومن قد استفرغ دمًا كثيرًا. وهذا النحو من اللون الأصفر
15
يكون لقلة الدم لا لغلبة المرار. وهذه الأبدان إنما هي صفر لعرض. ومنها
16
صادقة الصفرة قليلة الصفاء ثابتة على ذلك دهرها الأطول. وهذه هي
17
الأبدان المرارية. ومنها ما يضرب فيه مع الصفرة خضرة وكمودة وقلة
18
نضارة والغالب في هذه الأبدان المُرَّتان، وهي أشرّ الأبدان مزاجًا. والكبد
19
والطحال من هذه على الأمر الأكثر عليلان وصحتها صحة غير وثيقة ولا
20
دائمة. وأما الأُدم فما ضربت فيها صفرة فهي أَحرّ مزاجًا وأميل إلى
21
المرارة. وما شابتها خضرة فهي أقل حرارة وأميل إلى السوداء.
22
وأما السحنات فالغِلظ والعَبْل يدلان دائمًا على مزاج أرطب.
23
والرِقَّة والنحافة يدلّان على مزاج أيبس. إلا أنه إذا كان العبل من اللحم
24
المكتنز الصلب وكانت الحمرة الدموية ظاهرة في اللون فإن في المزاج مع
82
1
رطوبته حرارة بمقدار ذلك. وإذا كان العبل من الشحم وكان البدن رهلًا
2
قليل الدم فالمزاج مع رطوبته بارد. واعتدال الأعضاء وحفظها للمناسبة في
3
المقادير عند قياس بعضها ببعض يدل على تقارب استواء مزاجها.
4
واختلافها في ذلك يدل على أن مزاج الأعضاء ليس بمزاج واحد ولا
5
متقارب. وسعة تجاويف الأعضاء ومجاريها ومباعثها يدل على حرارة المزاج.
6
ودقّتها وضيقها على برودته.
7
وأما اللمس، فالبدن الحار الملمس يدل على حرارته، والبارد يدل
8
على برودته، واللين الملمس يدل على رطوبته، والخشن يدل على يبوسته.
9
فإذا اجتمع إلى حر الملمس لين، دل على مزاج حار رطب. وإذا كان مع
10
خشونة فعلى مزاج حار يابس، وإذا كان مع برد الملمس لين، دل على
11
مزاج بارد رطب. وإذا كان مع خشونة فعلى مزاج بارد يابس. إلا أن
12
الأبدان التي يجتمع لها إلى برد الملمس لين أكثر من التي يجتمع لها إلى برد
13
الملمس خشونة، فإنه لا يكاد يوجد بدن بارد المزاج خشن.
14
والرَهَل والرخاوة يدلان على رطوبة المزاج، والاكتناز والصلابة على
15
يبسه.
16
وأما الأفعال، فالطبيعية منها كالشهوة والهضم والنمو والشَبَق
17
والنشوة والنبض، فإنها إذا كانت قوية سريعة دلَّت على مزاج حار، وإذا
18
كانت ضعيفة بطيئة خاملة دلت على مزاج بارد. وأما النفسية كالذكاء
19
وسرعة الكلام والحركات والإقدام والشجاعة تدل على مزاج حار،
20
وأضدادها على مزاج بارد.
21
وأما الفضول التي تبرز عن البدن كالنجو والبول والعرق والشعر،
22
فكثرة الشعر وسرعة نباته وتكاثفه وسواده وجعودته وغلظه وخشونته يدل
83
1
على مزاج حار، وأضدادها على مزاج بارد ونتن العرق ويدل على مزاج
2
حار وكثرته تدل على مزاج رطب وبالضد. ويبس البراز وقلّته، وانصباغ
3
البول ونتنه يدل على مزاج حار وبالضد.
4
|II.2|علامات البدن المعتدل:
5
اللون من صاحب البدن المعتدل، أبيض مشرب حمرة، وملمسه
6
ليس ببارد ولا مفرط في الحر ولا في اللين، إلا أنه إليهما أكثر منه إلى
7
البرودة والخشونة، وبدنه بين القضيف واللحيم إلا أنه إلى اللحيم
8
أقرب منه إلى القضيف لاسيما إن كان تدبيره تدبير خفض ودعة وسعة.
9
والشعر منه معتدل في التكاثف والرقَّة والسواد والشقره والجعودة والسبوطة
10
ليس بآزب ولا زَعِر وهو في أفعاله الطبيعية والنفسية على اعتدال منها،
11
ليس بشهواني ولا خامل من الشهوات، بل ما بينهما. ولا سَهِرٌ ولا نَؤُوم،
12
ولا عَجُول ولا مُتَثبّط. والفضول التي تبرز من بدنه على اعتدال من
13
الحالات التي ذكرناها. وبالجملة فحاله قائمة بين الأحوال الخارجة عن
14
الاعتدال. وعروقه ليست بالخفية الضيقة ولا بالواسعة البارزة. وصوته
15
وتنفسه ونبضه وحركاته متوسطة بين العظيم والصغير والبطيء منها
16
والسريع.
84
1
|II.3|علامات البدن الحار:
2
هذا سريع النمو جدًا، حار الملمس، قضيف ونحيف، ظاهر
3
العروق، سريع الحركات متهور، قليل النوم، كثير الشعر جعد شديد
4
السواد، آدَم، أصفر.
5
|II.4|علامات البدن البارد:
6
هذا بطيء النشوء ونبات الشعر، بليد، بطيء الأفعال، خامل
7
النبض، خفي النَفَس، بارد الملمس، قليل الباه والإنجاب، ضعيف
8
الشهوات، كثير النوم.
9
|II.5|علامات البدن الرطب:
10
هذا لين الملمس جدًا، رهل اللحم، رخو الأعصاب، خفيف
11
المفاصل، عظامه قليلة القوة والجَلَدِ خوارة عن التعب والكدر، سريع
12
الضمور، عبل، نؤوم، بليد.
13
|II.6|علامات البدن اليابس:
14
وهذا خشن نحيف، صلب، قوي، كثير الجلد، صبور على
15
التعب، ظاهر المفاصل والأوتار، كثير الشعر، أزب، آدم.
16
|II.7|علامات البدن الحار اليابس:
17
هذا في الغاية من الزبب وسواد الشعر وتكاثفه وقضف البدن
85
1
وحرارة الملمس وغلظ الجلد وخشونته وقوة العصب وظهور الأوتار والعظام
2
والمفاصل وقلة النوم وسرعة النبض والحركات وحرارة اللمس والشجاعة
3
والإقدام.
4
|II.8|علامات البدن البارد الرطب:
5
وهذا على غاية لين الملمس والزعر وسبوطة الشعر وضيق العروق
6
وخفاء المفاصل كثير الشحم عبل، رهل، نؤوم، كسول، بطيء
7
الحركات.
8
وأما البدن البارد اليابس والبدن الحار الرطب فأحوالهما بين أحوال
9
المفردات التي منها تركيبة بقدر ميله إلى أحدهما وقيامه بينهما.
10
|II.9|في الاستدلال على مزاج الدماغ وهيئته:
11
أما هيئة الدماغ فيتبع هيئة القحف، وذلك أنه إن صغر القحف
12
صغر الدماغ، وإن فسد شكله فسد بذلك شكل الدماغ. ومن أجل ذلك
13
صار الرأس المفرط في الصغر والمفرط في الكبر رديئين ضرورة. والسَمج
14
الشكل كالسفط ونحوه وأَحْمَد الرؤوس المعتدلة في العظم
15
الحسنة الاستدارة التي لها أدنى نتوء من مقدمها ومؤخرها وأدنى غَمْز ولَطَأ
16
من الجانبين عند الأذنين. فأما مزاج الدماغ، فالحار منه يكسب ملمس
17
الرأس والوجه فضل حرّ، وحمرة في العينين وظهور العروق فيها ويسرع
18
نبات الشعر على الرأس فيكون متكاثفًا قويًا اسودًا جعدًا، ويقل النوم
19
ويجف، ويسرع تأدي أصحاب هذا المزاج بالأراييح الحادة، ويسرع
20
الثقل والامتلاء إلى رؤوسهم، ويكون الرأي منهم سريعًا غير ثابت بل كثير
21
التلون، ولهم فضل ذكاء وسرعة في الأفعال النفسية.
86
1
وأما البارد فحاله بالضد من هذه. حتى أنه يكون نؤومًا بليدًا بطيء
2
الفهم، ويكون الشعر على رأسه سبطًا قليل السواد، ويتواتر عليه النزل
3
والزكام، ويتأذى بكشف الرأس، وتكون حركة أجفانه بطيئة بليدة.
4
وأما اليابس فإن الشعر ينبت على رأسه سريعًا، ويسرع إليه الصلع
5
ويكثر سهره، ولا يسيل من منخره شيء البتة إلا ما ينال به ولا تصيبه
6
النوازل ولا الزكام.
7
وأما الرطب فبالضد من ذلك. فإن شعره رقيق بطيء النبات ولا
8
يصلع، ويسيل من منخريه دائمًا رطوبات ويتأذى بالنوازل والزكام. وهو
9
نؤوم كدر الحواس.
10
وأما المزاج الحار اليابس فإنه يكون على غاية قوة الشعر على الرأس
11
وسرعة نباته وسواده وجعودته ويسرع إليه الصلع جدًا، وهو في الغاية من
12
قلة النوم ومن قلة الاستغراق فيه ومن سرعة الأفعال النفسية والعجلة في
13
الرأي وصفاء الحواس وقلة سيلان الفضول.
14
وأما البارد الرطب فبالضد من هذه الحالة فإنه يكون نؤومًا كسلانًا
15
بطيئًا بليدًا، ولا يصلع البتة ويسرع إليه النزل والزكام جدًا ويتواتر عليه.
16
وأما الحار الرطب والبارد اليابس فبقدر الميل إلى أحد المفردين يكون
17
ظهور دلائله وإن تكافيا تكافأت الدلائل.
18
|II.10|في الاستدلال على مزاج القلب:
19
إذا كان مزاج القلب حارًا كان النبض سريعًا متواترا، والنَفَس
20
كذلك، وكان الشعر على الصدر كثيرًا متكاثفًا ويكون ملمسه حارًا ويكون
21
صاحبه شجاعًا جريئا قوي العضد، وحال الصدر في عظمه وصغره يدل
22
على مزاج القلب. فعِظمه دليل خاص لحرارة القلب وعظمه، لا سيما إذا
23
كان الرأس مع ذلك صغيرًا ولم يكن عظيمًا فإنه في هذه الحال لا يحتاج إلى
87
1
النظر في دليل غيره، وكذلك فصغر الصدر مع عظم الرأس واعتداله
2
أخص الدلائل بصغر القلب وبرد مزاجه، وأما إذا كان عظم الصدر مع
3
عظم الرأس، وصغره مع صغره، فينبغي أن ينظر في سائر الدلائل..
4
وأما مزاج القلب البارد فإن النبض يكون معه صغيرًا والتنفس كذلك
5
ويكون الشعر على الصدر رقيقًا قليلًا وملمسه باردًا وصاحبه جبانًا
6
كسلانًا. وأما مزاجه اليابس فيجعل النبض صلبًا والبدن كله قحلًا
7
والصدر قليل اللحم مُعرّقًا أزبَّ جافّ الجلد صلبه. وأما الرطب فيجعل
8
النبض لينًا والصّدر مُعرّى من الشعر لينًا خصبًا، وأما المزاج الحار اليابس
9
فإنه يجعل النبض صلبًا سريعًا متواترًا. والشعر في الصدر كثيرًا وفي العانة
10
قويًا ومتكاثِفًا، والنفس عظيمًا متواترًا، والبدن كله حار الملمس عَضلًا معرّقًا
11
ويكون غضوبًا جريئًا عجولًا متهورًا مقدامًا جدًا. وأما المزاج البارد الرطب
12
فبالضد من هذه الحال.
13
|II.11|في الاستدلال على مزاج الكبد:
14
يستدل على حرارة الكبد بعظم العروق وسعتها ويبس الطبيعة في
15
الأمر الأكثر. وقوة الشهوة وكثرة تولد الصفراء في البدن وانصباغ البول
16
والبراز وكثرة العطش والتأذّي بالأغذية الحارة وكثرة الشعر في ما دون
17
الشراسيف. وعلى بردها بأضداد هذه العلامات. وعلى يبسها بقلة
18
الدم وقضف البدن وهزال مراق البطن وقلة نضارة اللون. وعلى رطوبتها
19
باضداد هذه العلامات. وعلى حرها ويبسها بأن يكون دلائل المزاج الحار
20
ظاهرة قوية غاية القوة وعلى رطوبتها مع بردها بأن يكون دلائل المزاج
21
البارد ظاهرة غاية الظهور.
22
|II.12|في الاستدلال على مزاج الرئة:
23
إذا كانت الرئة حارة كان الصوت غليظًا والنفس عظيمًا والصدر
88
1
واسعًا كبيرًا، وقلَّ مضرة تنشق الهواء البارد له، وعظم ضرر تنشق الهواء
2
الحار له. وإذا كانت باردة كان الأمر بالضد. وإن كانت يابسة كان
3
الصوت صافيًا ونفث الفضول والتشاغل عديمًا أو قليلًا. وإن كانت رطبة
4
كان الأمر بالضد وتؤخذ علامات المركبة من المفردة.
5
|II.13|في الاستدلال على مزاج المعدة:
6
إن كانت المعدة حارة المزاج كان الهضم فيها أكثر من الشهوة
7
وفسدت فيها الأطعمة الرقيقة كلحوم الطير والجداء واستحكم فيها هضم
8
الأغذية الغليظة كلحوم البقر والهرايس ويكثر العطش ولا يمكن
9
صاحبه المدافعة بالطعام ويَعْتَريه من ذلك الصداع والدوار ويكون غضوبًا
10
جدًا. وإذا كانت باردة كان الأمر بالضد، فتكون الشهوة أكثر من الهضم
11
والإِمراء، ويفسد فيها الأغذية الغليظة. ويكون الجشأ عند فسادها في
12
المعدة حامضًا كما أنه يكون عند فسادها في المعدة الحارة دخانيًا. ويشتهي
13
الأغذية الباردة ويضرّه الإكثار منها. وإذا كانت المعدة رطبة المزاج قل
14
العطش ورطب البراز وأسرع إلى صاحبها الغثي والقيء وعرض له
15
السدر والدوار وظلمة البصر كثيرًا. وإذا كانت يابسة كانت بالضد
16
وكثر العطش ويبس البراز. ومتى كانت المعدة يبطىء فيها قيام الأغذية
17
ويعسر نزولها عنها ولم تكن الشهوة أيضًا بقوية ولا صادقة فهي ضعيفة.
18
وإذا كانت الحال بضد ذلك فهي قوية. وإذا كان الإنسان يثقل عليه
19
الاكثار من الغذاء في مرة واحدة ولا يثقل عليه الكثير إذا فَرَّقه في مرات بل
20
يسهل عليه ويستمر به فإنه يدل على أن المعدة قوية غير أنها صغيرة.
21
|II.14|في الاستدلال على مزاج الأنثيين:
22
إذا كانت حارة، كان الشعر فيما حولها كثيرًا متكاثفًا وكان الإنعاظ
89
1
قويًا والمني غليظًا، والإدراك والبلوغ سريعًا والعروق على القضيب ظاهرة
2
وأوتاره غليظة قوية والجلدة المحيطة به وبالأُنثيين غليظة متينة خشنة. وإذا
3
كانت باردة كان الأمر بالضد. وإذا كانت يابسة قل المني، وكان غليظًا
4
وقل الإنعاظ إلا أنه لا يكون ضعيفًا. وإذا كانت رطبة كثر المني ورقَّ وكان
5
الإنعاظ ضعيفًا والقضيب رخوًا غير قوي الأوتار كذلك. وكان لين الجلد
6
أزعر المكان. وإذا كانت حارة رطبة كثر الإنعاظ والمني وكان صاحبها شبقًا
7
قويًا على الجماع. وإذا برد ويبس كان الأمر بالضد من ذلك.
8
|II.15|في ذكر نكت ولواحق يحتاج إليها ويستعان بها على تعرّف
9
الأمزجة:
10
إن مزاج جملة البدن شبيه بمزاج الأعضاء الرئيسة، أعني مزاج
11
الدماغ والقلب والكبد والانثيين. وأصلح الأبدان ما كان شبيهًا بهذه
12
الأعضاء وخاصة بمزاج القلب والدماغ. وشر الأبدان ما اختلف فيه مزاج
13
هذه الأعضاء. فإن هذه الأبدان لا تزال مستقامة. وللأسنان والبلدان
14
والتدبير في الأمزجة حظ عظيم. فإن سن الصبي أرطب الأسنان كلها.
15
وسن الشيوخ أيبس الأسنان كلها. وذلك أن الإنسان لا يزال يزداد يبسًا
16
منذ أن يولد إلى أن يهرم ويفنى. وليس الهرم شيء سوى استيلاء اليبس
17
على البدن. وأما الفضول الكثيرة البارزة من المشايخ بالسعال والمخاط
18
فلأن تجاويف الأعضاء منهم مملوءة فضولًا ورطوباتًا نيئة (كنقصان الحرارة
19
الغريزية وعجزها عن الهضم والتحليل). وأما نفس أجرام الأعضاء،
20
فإنها منهم يابسة في الغاية ظاهر عليها الكمودة والقحل وقلة الرونق والماء
21
والنضارة. وحرارة الصبيان أكثر وحرارة الشبان أقوى. وأما الكهول
22
فمزاجهم بالقياس إلى المشايخ حار رطب وبالقياس إلى الفتيان بارد يابس.
23
وأما البلدان فالحارة منها تجعل المزاج أيبس وتحرق ظاهر البدن
90
1
وتشيطه. وأما الأحشاء والأعضاء الداخلة فيها فإنها تبردها، والبلدان
2
الباردة تبقي على الرطوبات وتجعل ظاهر البدن من اللين والزعر بالحالة
3
التي تكون عليها الأبدان الباردة لكنها تكسب الأحشاء والأعضاء الداخلة
4
فضل حر ولذلك ليست جعودة شعر الحبشان وأدمة العرب دليلٌ
5
بالإطلاق على حر أمزجتهم. ولا لين جلود الأتراك وزعرها وبياضها دليل
6
بالإطلاق على برودة مزاجهم. بل الأحشاء من الأتراك أسخن منها من
7
الحبشان كثيرًا. وجملة أجساد الحبشان أيبس من أجساد الأتراك كثيرًا. وأما
8
البلدان المعتدلة في الحر والبرد فإن الاستدلال بظاهر البدن على باطنه
9
صحيح ثابت والتدبير أيضًا مما يكسب أمزجة مختلفة. فإن التوسع في
10
الطعام والشراب والنوم والدعة يكسب مزاجًا رطبًا وأضدادها مزاجًا
11
يابسًا. ومن أجل ذلك متى رأينا إنسانًا عبل البدن كثير اللحم وكان مع
12
ذلك واسع العروق علمنا أن غلظ جثته تلك مكتسبة لا أصلية. وينبغي
13
أن يفرّق بين البدن اللحيم والبدن الشحيم. فإن كثرة اللحم تابع لكثرة
14
الدم والمزاج الحار الرطب. وأما كثرة الشحم فلكثرة الرطوبات والمزاج
15
البارد.
16
|II.16|في ذكر علامات جزئية يستشهد بها مع سائر الدلائل ويستعان بها
17
في بعض الأحوال على تعرف الأمزجة المختلفة:
18
الصوت الجهير يدل على حرارة المزاج. والخامل اللين يدل على
19
برودته. وسرعة الكلام تدل على حرارة المزاج. وسرعة الطرف تدل على
20
حرارة المزاج. والأنف المسنون الحسن والعنق الطويل والحنجرة البارزة
21
النابتة والصوت الحاد الخشن يدل على يبس المزاج. وعظم العين وسحنها
91
1
ووفورها ونتوءها يدل على رطوبة المزاج. والعين الكبيرة الآخذة في الذهاب
2
في عرض البدن كأعين الأتراك تدل على رطوبة المزاج. وخشونة الشعر
3
وانتصابه تدل على حرارة المزاج. وفطسة الأنف وكثرة لحم الخدين وخفة
4
الشعر في العارضين تدل على رطوبة المزاج. واللثغة تدل على رطوبة
5
المزاج. وذفرة البدن وبخره يدلان على مزاج حار. واللون الخامل مع تهيج
6
الوجه والورم في الجفن الأسفل يدل على ضعف الكبد. وتفرّق الأسنان
7
ورقَّتها وضعفها يدل على ضعف الجَسَدِ وقلة العمر. وقصر الأصابع
8
وضخامتها تدل على برد المزاج ورطوبته. ولين الأظفار ورقتها
9
واستواؤها يدل على رطوبة المزاج. ولطافة الكفين والقدمين تدل على
10
ضعف البنية وقلة الحرارة الغريزية.
11
|II.17|في علامات ضعف القوة:
12
قلَّة الجَلَدِ، والرعشة عند الأفعال القوية، والضعف بعد الجماع،
13
والاسترخاء بعد شرب الماء البارد، ولطافة المفاصل، ودقة الأوتار، ورقة
14
الجلد والبشرة. وأكثر ما يتفق ذلك في ذوي الأمزجة الرطبة.
15
|II.18|في مزاج الأعضاء والأخلاط:
16
القلب أحرّ أعضاء البدن. ومنه يكتسب جميع البدن الحرارة. وهو
17
بمنزلة عنصر وينبوع للحرارة الغريزية. والكبد يتلو القلب في الحرارة،
18
واللحم يتلو الكبد، والشحم أبرد من اللحم. ومزاج الدماغ بارد رطب.
19
ومزاج العظم بارد يابس. ومزاج الغضاريف والربط والأوتار وأجرام
20
العروق والأغشية كلها باردة يابسة إلّا أنها دون العظم. ومزاج الجلد
21
معتدل وخاصة موضع الكف من الإنسان المعتدل. ومزاج الأعصاب،
22
فالنابتة منها من الدماغ فإنها أرطب، والنابتة من النخاع قريبة من مزاج
92
1
الجلد. ومزاج الغدد المولّده للّبن والمني والريق باردة رطبة، وجوهر اللحم
2
يختلف في الأعضاء، فيختص كل واحد منها بمزاج. ينفرد به. فإن مزاج
3
لحم الرئة بخلاف مزاج لحم الكلى غير أن الكلام في تحديد مثل هذا
4
وتفصيله خارج عن مقدار غرض كتابنا هذا.
5
أما الرطوبات والأخلاط فالمرة الصفراء أسخن الأخلاط وهي مع
6
ذلك يابسة بالإضافة إلى البلغم والدم. والبلغم أبرد الأخلاط وأرطبها.
7
والمرة السوداء باردة بالقياس إلى الدم ويابسة بالقياس إلى سائر الأخلاط.
8
وأما الدم فإنه حار بالقياس إلى البلغم. والسوداء أرطب بالإضافة إلى
9
المرّتين. إلّا أن فيها أصناف مختلف، على أن بعض أصناف البلغم أبرد من
10
بعض. وبعض المرار أحدٌّ وأشرٌّ كيفية من بعض. وبعض الدم أعدل
11
وأجود، وبعضه أميل إلى خلط ما من بعض حتى. كون بالإضافة إلى الدم
12
الجيد صفراويًا أو سوداويًا أو بلغميًا.
13
|II.19|في تعرّف الامتلاء:
14
إذا كان ما في تجويف العروق كثيرًا حتى أنه يمددها وينفخها، فإن
15
الأطباء يسمون هذه الحالة امتلاء بحسب فضاء التجاويف. فإذا كان
16
ما فيها يفضل عن المقدار الذي يحتاج إليه لتغذية البدن، حتى إن الطبيعة
17
تبقى منه أشياء لا تصرفه إلى اغتذاء البدن عجزًا عن إحالته والاستيلاء
18
عليه، فإنهم يسمّون هذه الحالة امتلاء بحسب القوة. وكلتا الحالتين
19
يولدان أمراضًا. ودلائل الامتلاء الذي بحسب فضاء التجاويف: حمرة
20
اللون وسخونة البدن وتمددها وكثرة التمطّي والتثاؤب والنوم وامتلاء
21
العروق وتمددها وقطر الدم من الأنف وسيلانه من اللثة عند أدنى عبث بها
22
وثقل الرأس والعين والإصداع خاصة وكدر الذهن والحواس والنبض
23
العظيم. وأن تكون حالة البدن شبيهة بحاله عند الإعياء، وأن يكون قد
93
1
تقدم ذلك استكثار من الأغذية والشراب وفضل في النوم والدّعة. وأما
2
الذي بحسب القوة، فسقوط الشهوة والثقل عن الحركات والفتور. وإن
3
كان الكسل والفتور من غير حمرة اللون وتمدد الأعضاء، خاص بهذا
4
الامتلاء والنبض في هذا الصنف من الامتلاء غير عظيم والماء قليل الصبغ
5
غير نضيح.
6
|II.20|في تعرّف الخلط الغالب:
7
أما دلائل غلبة الدم فدلائل الصنف الأول من صنفي الامتلاء
8
والحكاك في المواضع التي اعتيد إخراج الدم منها وحلاوة في الفم لم يُعهد
9
وبثور فيه والدماميل والبول الأحمر الغليظ. فإن انضمّ إلى ذلك أن يكون
10
السنُّ سنَّ الفتيان والبدن خصيبًا لحيمًا والأغذية فيما تقدم مما يولد الدم
11
فلتكن الثقة بغلبتها أكثر.
12
|II.21|في دلائل غلبة الصفراء:
13
صفرة في اللون ومرارة في الفم مع يبس وشدة العطش وضعف
14
شهوة الطعام والغثي والقيء الأصفر والمرار الأخضر واختلاف اللذع
15
ويبس اللسان وخشونته وصفرة بياض العين والبول الناري الرقيق. فإذا
16
ظهرت هذه العلامات أو بعضها وساعد ذلك أن يكون الزمان صيفًا
17
والسن سن الشباب والأغذية يسيرة أو جارة والتعب كثيرًا والنوم يسيرًا
18
ومزاج البدن حارًا فتكون الثقة بغلبتها أكثر.
19
|II.22|في دلائل غلبة السوداء:
20
حرقة في المعدة وهيجان الشهوة الكاذبة وكمد اللون وسواد دمه
21
وغلظه والبول الأسود أو الأحمر الكمد والذي يضرب إلى الخضرة وأن
22
يكون البدن بَدِنًا يكثر فيه تولد السوداء. وإنها قلَّ ما تتولد في الأبدان
94
1
البيض السمان الزعر، ولا يتولد البتة. ويكثر تولدها في الأبدان السمر
2
القضاف الزَبّ. وفي الأبدان الشقر والحمر إذا أدمنت التعب وأساءت
3
التدبير، فإن ساعد ذلك أن تكون الأغذية فيما مضت مولدة للسوداء
4
والتدبير كذلك، ويولد في البدن الجرب والبهق الأسود والقروح
5
الرديئة وعظم الطحال ونحوها وأمراض السوداء فلتكن الثقة بغلبتها أكثر.
6
|II.23|دلائل غلبة البلغم:
7
كثرة الريق ولزوجته وقلة العطش والبول الأبيض والكسل والبلادة
8
وغلبة النعاس ورهل البطن وبطء الهضم. فإن انضم إلى ذلك أن يكون
9
المزاج باردًا والوقت شتاء أو يكون الإنسان فيما تقدم قليل الحركة والرياضة
10
أو أكثر من الأغذية ولا سيما البلغمية، وأكثر من الاستحمام بالمياه
11
العذبة. كانت الدلائل أثبت وأقوى. |II.24|وقد تُضم دلائل الأحلام إلى
12
هذه العلامات أيضًا، حيث إن مَنْ كثرت رؤيته للأمطار والبحار
13
والأودية، دلَّ على غلبة الرطوبة عليه. ومن كثرت رؤيته للنيران والصواعق
14
والحروب دلَّ على غلبة الصفراء. وإذا كثرت رؤيته للألوان الحمراء
15
والمصبغات والملاهي والأغذية الحلوة والحجامة وفصد وخروج الدم، دلَّ
16
على غلبة الدم. وإذا كثرت رؤيته للسواد والظُلَم والمهاوِل والمخاوف دلَّ
17
على غلبة السوداء. ومن رأى كأنه قائم في الثلج أو في مكان بارد يتأذى به
18
دلَّ على غلبة البرد عليه. وبالضد فيمن رأى كأنه في حمام أو شمس أو
19
تلفحه سموم حارة أو نار دلَّ على غلبة الحرارة عليه. ومن كان يرى في
20
منامه كثيرًا كأنه يطير ويسفّ دل على يبس الدماغ وخفة في الأخلاط
95
1
ورقتها. ومن رأى كأنه ينهض بحمل ثقيل دل على ممتلئ. ومن رأى
2
كأنه يسير في مواضع قذرة منتنة الريح فإنه في بدنه أخلاط عفنة. وبالضد
3
من رأى كأنه يسير في رياض مورقة ومواضع طيبة الريح دل على اعتدال
4
الأخلاط وبعدها من العفن. ومن يرى كثيرًا كأنه قد تضمَّر وشمَّر ويسير
5
في مضائق وأحجار، فإن آلات التنفس منه فيها علة مسدّدة مانعة من
6
اشتمام النفس.
7
|II.25|في شري المماليك:
8
ينبغي أن يتفقد أولًا لونه بعناية شديدة. فإن اللون إذا كان حائلًا
9
دلَّ على علة في الكبد والطحال، أو في المعدة أو أن به بواسير ينزف منها دم
10
كثير. ثم يتفقد ظاهر البدن منه كله في موضع نيّر مضيء كي لا يخفي بهق
11
رقيق إن كان به أو ابتداء قوباء. فإن البهق في ابتدائه خفي وإنما
12
يكون بياضًا رقيقًا أو سوادًا في المواضع ثم يستحكم ويقوى. وأما القوباء
13
فإن في ابتدائها خشونةٌ، تحدث في المواضع ثم تقوى وتنمو على الأيام.
14
وإن كان في موضع من بدنه شبه شامة أو كيّ، فليتفقد ذلك
15
بعناية شديدة، فإنه ربما كان في ذلك الموضع برصٌّ قد كُوِي أو وُشِم أو
16
صُبغ ليخفى. فإذا امتدت الأيام به امتحى الصبغ واتسع البرص عن موضع
17
الكي والوشم. وإذا كانت شامة يشك فيها فليدخل الحمام وليغسل بالماء
18
الحار باستقصاء ثم بالأشنان والبورق والخل، ثم يتفقد فإن كان كيّ أو
19
وشم في موضع منكر بديع، فليُتهم ذلك وليدلك دلكًا جيدًا ويُتفقد
20
حدوده وأطرافه بعناية شديدة فإنه في هذا الموضع يستبين أكثر ثم يُسأل
96
1
ويُستنطق ويتفقد ذكاء سمعه وحال كلامه وعقله ثم يتفقد شعر رأسه
2
وجلدته هل فيها حزاز أو سعفة، ويتفقد حدقته هل هي صافية
3
معتدلة في العظم ومبلغ حدة بصره وصفاء بياض العين، فإن كدورته
4
وظلمته منذران بالجذام. وإن كانت فيه صفرة دل على رداءة الكبد،
5
وإن كانت فيه عروق حمر كثيرة ظاهرة فإنها سبلة ويتفقد أجفانه هل هي
6
نقية وكيف سهولة حركتها، فإن الغليظة جربة في الأكثر أو مستعدة له.
7
والعَسِرة الحركة رديَّة وذلك أن من هذه حالة يحتاج أن تدلك أجفانه
8
عند الانتباه من النوم مدة طويلة حتى تنفتح، وليُغمز على المآق الذي
9
عند الأنف، فإنه ربما سال منه عند الغمز رطوبة لنواصير هناك، ويتفقد
10
باستقصاء أشفاره وحواجبه، فإن خفتها رديئة وخاصة إن كانت مع بَحَّة
11
الصوت وحمرة الوجه. ويتفقد حال نَفَسه من أنفه وفمه لئلا يكونا
12
أَبَخَرين. وينظر إلى شكل أنفه فإن غلظه واحتشاءه واعوجاجه يدل على أن
13
في داخله بواسير فلينظر فيها في الشمس. وينظر إلى سهولة تنفسه. ويتفقد
14
حال أسنانه في الاستواء والقوة والنقاء، وهل فيها ما يتحرك أو ما قد
15
تآكل. فإن الأسنان القوية طويلة البقاء والرقيقة سريعة السقوط، وينذر
16
مع ذلك بضعف البدن كله. ويتفقد رقبته واستواؤها ويغمز عليها وتجسّ
17
وينظر هل فيها موضع نتوء أو أثر قرحة. فإن كان هناك غدد يتولد فيها
18
الخنازير بسرعة. وينظر إلى الصدر هل هو عريض لحيم. فإن الدقيق
19
النحيف مع الأكتاف البارزة ينذر بالسل. وليلقى على قفاه وتجس بطنه
20
كله، هل في موضع منه نتوء وتوجع إذا غمز عليه وخاصة مع موضع كبده
97
1
وطحاله وفم معدته. ويؤمر بالمشي، ويتفقد قوة وطائه. ويؤمر بالقبض على
2
شيء ويتفقد قوة قبضة، فإن ضعف ذلك دليل على ضعف العصب
3
واستعداده للفالج. ويؤمر بالعدو وينظر هل يعتريه بعقبه ربو أو سعال
4
سمح. وتقدّر يديه ورجليه بعضًا ببعض فإنه ربما ينقص إحداهما عن
5
الأخرى. ويتفقد حال مفاصله وسلاستها للحركات. ويتفقد الساق منه
6
هل فيه عروق كبار واسعة، فإن ذلك يؤدي إلى الدوالي وإلى داء
7
الفيل وأما سائر أموره الأخرى فاستعن عليها من تعرف الأمزجة
8
بالفراسة.
9
|II.26|في دلائل الشعر:
10
الشعر الليّن يدل على الجبن، والخشن على الشجاعة. وكثرة الشعر
11
على البطن يدل على الشبق وكثرة الشعر على الصلب يدل على
12
الشجاعة. وكثرة الشعر على الكتفين والعنق دليل على الحمق والجرأة.
13
وكثرة الشعر على الصدر والبطن دليل على قلة الفطنة. والشعر القائم على
14
الرأس وعلى جميع البدن دليل على الجبن.
15
|II.27|في دلائل اللون:
16
اللون الأشقر الأحمر يدل على كثرة الدم والحرارة. واللون الذي بين
17
الأبيض والأحمر يدل على اعتدال المزاج، وإذا كان الجلد معه أزعر. ومن
18
كان لونه مثل لهيب النار فهوعجول مجنون. ومن كان لونه أحمر رقيقًا فهو
19
مستحٍ. من كان لونه أخضر أسود فهو سيىء الخلق.
98
1
|II.28|في دلائل العين:
2
من عظمت عيناه فهو كسلان. ومن كانت عيناه غائرتين فهو داهية
3
خبيث. ومن كانت عيناه جاحظتين فهو وقح مهزال جاهل على الأكثر
4
وإذا كانت العين ذاهبة في طول البدن فصاحبها مكّار خبيث. ومن كانت
5
حدقته شديدة السواد فهو جبان. ومن كانت عينه تشبه أعين الأعنز في
6
لونها فهو جاهل. ومن كانت عيناه تتحركان بسرعة وحَدّة وكان حاد النظر
7
فهو مكّار محتال لص. ومن كانت حركة عينيه بطيئة كأنها جامدة فهو صاحب
8
فكر ومكر. ومن كان في نظره مشابهة لنظر النساء من غير تخنيث فهو شبق
9
صلف. وإذا كان في نظر الرجل مشابهة من نظر الصبيان وكان فيها وفي
10
جملة الوجه ضحك وفرح فإنه طويل العمر. وإذا كانت العين عظيمة
11
مرتعدة فصاحبها كسلان بطّال محب للنساء. وإذا كانت العين صغيرة
12
زرقاء مرتعدة فصاحبها قليل الحياء جدًا محتال محب للنساء. وإذا كانت
13
العين حمراء مثل الجمر فصاحبها شرير مقدام. والحدقة السوداء دليل على
14
كسل وبلادة. والعين الزرقاء التي في زرقتها صفرة كأنما قد صبغت
15
بالزعفران تدل على رداءة الأخلاق جدًا. ومن كانت حدقتاه مائلتان إلى
16
البياض لشدة زرقتهما فهو جبان. ومن كانت عيناه صفراوين فهو جبان.
17
والنقط الكثيرة في العين حوالي الحدقة تدل على أن صاحبها شرير. وإن
18
كانت في عين زرقاء كانت أشر. والعين التي حولها مثل الطوق تدل على
19
أن صاحبها حسود حقود ومهزال وجبان شرير. والعين الشبيهة بأعين البقر
20
تدل على الحمق. وإذا كانت الحدقة سوداء فيها صفرة كأنها مذهَّبة
21
فصاحبها قتال سفاك للدماء. والعين المنقلبة إلى فوق شبه أعين البقر، إذا
22
كانت مع ذلك حمراء عظيمة كان صاحبها جاهلًا زانيًا سكّيرًا. وأحمد
23
العيون هي الشهل. وإذا لم تكن الشهلة شديدة البريق ولا يظهر عليها
24
صفرة ولا حمرة فإنها تدل على طبع جيد. والعين الزرقاء التي تبرق بصفرة
99
1
والخضراء كالفيروزج أصحابها أردياء. فإن كان فيها مع ذلك نقط حمر مثل
2
الدم أو بيض، فإن صاحبها شر الناس وأدهاهم. وإذا كانت الحدقة كأنها
3
ناتئة وسائر العين لاطئ فصاحبها أحمق. وإذا كانت العين صغيرة غائرة
4
فصاحبها مكار حسود خبيث. وإذا كانت العين ناتئة صغيرة بمنزلة أعين
5
السرطان دلّ على الجهل والميل إلى الشهوات. وإذا كانت العين صغيرة
6
خفيفة الحركة كثيرة الطرف فصاحبها رديء خدّاع وإذا كان الجفن من
7
العين منكسرًا أو ملتويًا من غير علة فصاحبها كذاب مكار أحمق.
8
وصاحب العين الكثيرة الرعدة شرير إن كانت عينة صغيرة. وإن كانت
9
عظيمة، نقص من الشرر وزاد في الحمق. وصاحب العين الزرقاء الشديدة
10
الزرقة شرير خائن. العين الدائمة الطرف تدل على الجبن والجنون. ومن
11
كانت حدقتاه مائلتان إلى البياض لشدة الزرقة فهو جبان.
12
|II.29|في دلائل الحاجب:
13
الحاجب الكثير الشعر، صاحبه كثير الهم والحزن، غثّ الكلام.
14
وإذا كان الحاجب طويلًا ممتدًا إلى الصدغ فصاحبه تيَّاه متكبّر صلف.
15
وكذلك من كان حاجبه يميل من ناحية الأنف إلى أسفل ومن ناحية الصدغ
16
إلى فوق فإنه صلف ابله.
17
|II.30|في دلائل الأنف:
18
من كان طرف الأنف منه دقيقًا فهو محب للخصومة. ومن كان أنفه
19
غليظًا ممتليًا فهو قليل الفهم. ومن كان طرف أنفه دقيقًا طويلًا فهو طيّاش
100
1
خفيف. ومن كان أفطس فهو شبق. ومن كان ثقبا أنفه شديدي الانتفاخ
2
فهو غضوب.
3
|II.31|في دلائل الجبهة:
4
من كانت جبهته منبسطة لا غضون فيها فهو مخاصم شغب. ومن
5
كان مقطب الجبهة مائلًا إلى الوسط فهو غضوب. ومن كانت جبهته
6
عظيمة فهو كسلان. ومن كانت جبهته صغيرة فهو جاهل. ومن كانت
7
جبهته كثيرة الغضون فهو صلف.
8
|II.32|في دلائل الفم والشفة والأسنان:
9
من كان واسع الفم فهو فهيم شجاع. ومن كان غليظ الشفة فهو
10
أحمق غليظ الطبع. ومن كان قليل صبغ الشفة فهو ممراض. ومن كان
11
ضعيف الأسنان رقيقها متفرّقها فهو ضعيف البنية. ومن كان طويل
12
الأنياب قويّها فهو نهم شرير.
13
|II.33|في دلائل الوجه والصورة:
14
إذا كانت صورة الإنسان بالحالة التي تكون عليها صورة السكران
15
فهو سكّير. وإذا كانت بحالة الغضبان فهو غضوب. وإذا كانت بحالة
16
الخجل فهو حيي خجل. ومن كان لحيم الوجه فهو كسلان جاهل. ومن
17
كان كثير لحم الخدين فهو غليظ الطبع. ومن كان نحيف الوجه فهو فهيم
18
مهتم بالأمور.. ومن صغر وجهه فهو دنيء خفيف مَلِقٌ خبيث. ومن كان
19
شديد استدارة الوجه فهو جاهل. ومن أفرط عظم وجهه فهو كسلان. ومن
20
كان طويل الوجه فهو وقح. ومن كان سمج الوجه لا يكون حسن الخلق إلا في
101
1
الندرة ومن كانت أصداغه منتفخة وأوداجه ممتلئة فهو غضوب.
2
|II.34|في دلائل الأذن:
3
من عظمت أذنه فهو جاهل طويل العمر. وصغر الأذن يدل على
4
خبث وقصر عمر. ومن كان أغضف الأذن فهو قصير العمر.
5
|II.35|في دلائل الصوت والكلام والنفس:
6
من كان صوته غليظًا جهورًا فهو شجاع. ومن كان كلامه سريعًا
7
فهو عجول قليل الفهم. ومن كان كلامه عاليًا سريعًا فهو عجول سيىء
8
الخلق غضوب. ومن كان نفسه طويلًا فهو رديء الهمة. ومن كان صوته
9
ثقيلًا فهو رغيب البطن. ومن كان أغَن الصوت فهو حسود مضمر
10
الشر للناس. وخشن الصوت دليل على الحمق وقلّة الفطنة.
11
|II.36|في دلائل اللحم:
12
اللحم الكثير الغليظ الصلب يدل على غلظ الفهم والحس. واللحم
13
اللين يدل على جودة الفهم والطبع.
14
|II.37|في دلائل الضحك:
15
من كان كثير الضحك فهو دمث مساعد قليل العناية والاهتمام
102
1
بالأمور. ومن كان قليل الضحك فهو مضاد مخالف لا يرضى بما يعمل
2
الناس. ومن كان عالي الضحك فهو وقح. ومن كان يقع عليه سعال عند
3
الضحك أو ربو فإنه سليط صخّاب.
4
|II.38|في دلائل الحركات:
5
الحركات البطيئة تدل على البلادة. والسريعة تدل على الطيش.
6
|II.39|في دلائل العنق:
7
من كان عنقه قصيرًا جدًا فهو مكار خبيث. ومن كان عنقه طويلًا
8
دقيقًا فهو صيَّاح أحمق سيىء الخلق جبان. ومن كان عنقه غليظًا قويًا
9
شديدًا فهو قوي غضوب بطّاش.
10
|II.40|في دلائل البطن:
11
شدة الأضلاع وكثرة لحمها يدلان على الجهل، ولطافة البطن تدل
12
على جودة العقل. وعظم البطن يدل على كثرة النكاح. ودقة الأضلاع
13
ورقتها تدل على ضعف القلب.
14
|II.41|في دلائل الظهر:
15
عرض الظهر يدل على الشدة والكبر وشدة الغضب. وانحناء الظهر
16
يدل على رداءة الخلق. واستواء الظهر علامة محمودة.
17
|II.42|في دلائل الكتفين:
18
الكتف الدقيق يدل على قلة العقل. والكتف العريض يدل على
19
جودة العقل. وشخوص رأس الكتف جدًا يدل على الحمق.
103
1
|II.43|في دلائل الذراع:
2
إذا كان الذراعان طويلين حتى يبلغ الكف الركبة دل على نبل
3
النفس والكبر وحب الناس. وإذا قصر الذراعان جدًا فصاحبهما محب للشر
4
جبان مع ذلك.
5
|II.44|في دلائل الكف:
6
الكف اللينة اللطيفة تدل على سرعة العلم والفهم. والكف
7
الفاحشة القصر تدل على الحمق. والكف الدقيقة الطويلة جدًا تدل على
8
السلامة والرعونة.
9
|II.45|في دلائل الحَقْو والورك والساق والقدم:
10
القدم اللحيم الصلب يدل على سوء الفهم. والقدم الصغير الحقير
11
يدل على أن صاحبه صاحب فجور ومزاح. ودقة العَقِب تدل على
12
الجبن. وغلظه وقوته يدلان على الشِدَّة، وغلظ الساقين والعرقوبين دليل
13
على البله والنفخة. وكثرة لحم الورك يدل على ضعف القوة
14
والاسترخاء. وشخوص عظم الوركين يدل على الشجاعة. وإذا كان
15
الحقوان شاخصي العظام فتلك علامة الشدّة والجبروت. ودقة الحَقْو تدل
16
على حب النساء وضعف البدن والجبن.
104
1
|II.46|في دلائل الخطى:
2
من كانت خطاه واسعة بطيئة فهو متأَنٍ منجح. ومن كانت خطاهُ
3
قصيرة سريعة فهو عجول ذو عناية بالأمور غير محكم لها.
4
|II.47|في دلائل الشجاعة:
5
أن يكون قوي الشعر، خشنه، منتصب القامة، شديد العظام
6
والأطراف والأضلاع والمفاصل، شديدها وقويّها وكبيرها. عظيم الصدر
7
والبطن والأكتاف قوي الرقبة وقليل اللحم عليها. عريض القصّ. ضامر
8
الورك. ويكون العضل الذي في بطن ساقه منحدرًا إلى أسفل. والجلد منه
9
واللحم أزيد يبسًا. وجبهته معرَّقة لا غضون فيها وليست عديمة الشعر
10
أيضًا.
11
ومن دلائل الشجاعة أيضًا الاعتدال في اللحم وانتصاب القامة وقوة
12
المفاصل والأضلاع وأن يكون ممسوح الأليتين، بعيد ما بين المنكبين، ممدود
13
الحاجبين، أملس الجبهة له شدة حقد وغضب، أزبّ الصدر والكتف،
14
قوى العرقوبين.
15
|II.48|في دلائل الجبن:
16
الجبان يكون شعره لينًا. وقامته منحنية وعضل بطن ساقه منجذب
17
إلى فوق ولونه أصفر وعيناه ضعيفتان يطرفان طرفًا متواترًا. ويداه ورجلاه
18
قضيفتان، ونظره نظرٌ كئيب حزين.
19
|II.49|في دلائل الرجل الجيد الفهم والطبع:
20
أن يكون لحمه لينًا رطبًا قليلًا، ويكون بين العبل والقضيف ولا
105
1
يكون لحيم الوجه. ويكون شايل الأكتاف، عديم اللحم في الصلب،
2
لونه بين الأبيض والأحمر، للونه رونقٌ وبريق، رقيق الجلد، ليس شعره
3
بالكثير ولا بالصلب ولا بالشديد السواد، عيناه شهلاوتان رطبتان فيهما
4
رطوبة وصفاء.
5
|II.50|ومن علامات الرجل المعتدل الجيد الفهم والطبع أيضًا، أن
6
يكون بين الطويل والقصير، والقضيف واللحيم، أبيض مشرب حمرة،
7
معتدل الكف والرجل في الصغر والكبر وقلة اللحم وكثرته، معتدل الرأس
8
في العظم، في رقبته غلظ قليل، وشعره يميل إلى الحمرة قليلًا بين السبط
9
والجعودة، ووجهه مستدير، وأنفه مستوٍ حسن جدًا معتدل في العظم،
10
وعينه شهلاء فيها رطوبة وصفاء.
11
|II.51|في دلائل الرجل الفيلسوف:
12
استواء القامة واعتدال اللحم، أبيضٌ مشرب حمرة، معتدل الشعر
13
في القلة والكثرة والسبوطة والجعودة والسواد والحمرة، سبط الكف منفرج
14
ما بين الأصابع، عظيم الجبهة، أَشْهَل العين رطبها كأنما يخالطها أبدًا
15
نظرة ضحك وسرور.
16
|II.52|في دلائل الرجل الغليظ الطبع:
17
أن يكون مفرط البياض أو السمرة أو الكمدة، عظيم البطن، قصير
18
الأصابع، مستدير الوجه جدًا، كثير لحم الخدين. ومن علاماته أيضًا أن
106
1
يكون كثير اللحم في العنق والرجلين وما بينهما، وبطنه تأتي باستدارة،
2
وأكتافه منجذبة إلى فوق، وجبهته مستديرة كأنها حدبة نصف كرة. ولحياه
3
عظيمان وساقاه طويلتان، ووجهه طويل ورقبته غليظة.
4
|II.53|في دلائل الرجل الوقح:
5
أن تكون عيناه مفتوحتين مبرقتين وأجفانه غليظة وقامته قصيرة
6
منجذبة إلى قدّام قليلًا وأكتافه منجذبة إلى فوق، سريع الحركة، أشقر
7
اللون، كثير الدم، مدور الوجه، منجذب القص إلى فوق. ومن علاماته
8
أيضًا أن يكون مفتوح العين جدًا شديد التحديق طويل الأشفار معوجّها
9
شديد الكلام.
10
|II.54|في دلائل الرجل المر النفس:
11
أن يكون كالح الوجه، أدم اللون، قحل جلدة الوجه والجسد،
12
قضيضها، سمح الوجه شعره سبط أسود.
13
|II.55|في دلائل الشبق:
14
أن يكون أبيض اللون أحمره، شعره كثير سبط أسود، وعلى أصداغه
15
شعر كثير وعيناه سمينتان كبيرتان فيهما رعونة.
16
|II.56|في دلائل أخلاق الأُنثى:
17
الأُنثى من كل جنس أَمْوَت نفسًا وأقل جلدًا وأسهل انخداعًا
18
وانقيادًا وأسرع غضبًا وأسرع سكونًا وأشد مكرًا وتهوّرًا وقحة. وأيضًا
19
فالأنثى أصغر وألطف وجهًا وأدق عنقًا وأضيق صدرًا وكتفًا وأقل أضلاعًا
107
1
وأعظم وركًا وألحَم فخذًا وأدق ساقًا وألطف كفًا وقدمًا وأشد جنبًا وأسوأ
2
أخلاقًا من الذكر في كل جنس.
3
|II.57|في أخلاق الخصي:
4
الخصي سيىء الخلق أحمق، شَرِهٌ، متهور، ومن لم يُخْصِه الناس لكنه
5
وُلد بلا خصيتين، أو كان له منهما ما لا يكاد يتبين لصغره. ومن لم تنبت له
6
لحية فهو أشر وأخبث.
7
|II.58|جملة يحتاج إليها في أحكام أمر الفراسة واستقصائها:
8
ينبغي أن لا يسرع الحكم بدليل واحد، لكن يجمع منها ما أمكن.
9
ثم تكون قضيتك في الحكم عليه بحسب ذلك. ومتى جاءتك دلائل
10
متضادّة وزنت قواها وشهادتها ثم ملت إلى الأرجح. واعلم أن دلائل
11
الوجه والعين خاصة أقوى الدلائل وأصحّها.
12
كملت المقالة الثانية والحمد لله رب العالمين.
109
1
|III|المقالة الثالثة
2
|III.1|قولٌ مجملٌ كلّي يستعان به في تعرّف قوى الأغذية والأدوية
3
|III.1a|الحلو:
4
الحلو حارٌّ، إلّا أنه ليس بشديد الحرارة ولا يظهر منه إسخان قَوي
5
إلّا أن يُدْمَن أو يكون الآكل له متهيئًا لذلك كالمحمومين وأصحاب
6
الأمزجة الحارة. والإدمان له يكثر الصفراء والدم ويهيج الأمراض
7
الكائنة منها ويولِّد السدد والورم في الكبد والطحال لا سيما إذا كانت
8
مستعدّة لذلك، ويطلق البطن ويرخي المعدة، صالح للصدر والرئة،
9
مخصب للبدن، مكثر للمني.
10
|III.1b|الحامض:
11
بارد إلّا أنه ليس بقوي البرد، يقمع الصفراء والدم ويعقل البطن
12
إذا كانت المعدة والأمعاء نقية، ويُطلقها إذا كان فيها بلا غم كثيرة. ويبرّد
13
البدن ويوهن قوة الهضم في الكبد خاصة. ويضرّ بالأعصاب والأعضاء
14
العصبية. ويجفف البدن إلّا أنه يثير وينبه الشهوة.
110
1
|III.1c|الدسم:
2
يرخي المعدة ويطلق البطن ويشبع سريعًا قبل الاكتفاء من الغذاء،
3
ويسخِّن لا سيما المحمومين وأصحاب الأكباد والمعدة الحارة، ويرطب البدن
4
ويلينه ويزيد في البلغم ويبلّد الفكر ويكثر النوم.
5
|III.1d|القابض:
6
يبرّد البدن ويجفّفه ويقل لحمه ودمه إن أدمن ويقوي المعدة ويعقل
7
البطن على الأمر الأكثر ويولد دمًا سوداويًا.
8
|III.1e|المر:
9
يسخن ويجفف إسخانًا وتجفيفًا قويًا ويسرع بالدم إلى الاحتراق
10
والرداءة وتكثر فيه المرة الصفراء.
11
|III.1f|الحريف:
12
يسخن أكثر مما يسخن المر. فهو لذلك يهيج الحرارة ويلهب البدن
13
سريعًا ويحرق الدم ويشيّطه ويميل به أولًا إلى الصفراء ثم إلى السوداء.
14
المالح:
15
يسخن أيضًا ويجفف ويقطع ويلطّف ويجلو. وغذاؤه لطيف مع
16
حرارة قوية ويولد المرة الصفراء والسوداء إذا أدمن. ويطلق البطن إذا لم
17
يدمن.
18
|III.1g|التَفِه:
19
وهو الذي لا طعم له، أكثر منه إغذاء، وهو قريب من
111
1
الاعتدال. ومنه ما يُسخّن باعتدال. ومنه ما يبرد مثل ذلك التبريد، وإن
2
كانت معه رطوبة كثيرة رطَّب. وإن كان يابس القوام جفف. وإن كان
3
أحد هذه الطعوم هو الغالب على الشيء حتى لا يُحَسّ فيه من غيره بشيء،
4
أو يُحسّ فيه من غيره بالشيء الخفي اليسير. فإن فعله في البدن الفعل
5
الذي ذكرنا. وإن تكافأ فيه طعمان صار فعله متكافئًا بحسب ذلك.
6
في قوى الأغذية:
7
الأغذية متفاوتة في قواها. فمنها لطيفة ومنها غليظة ومنها متوسطة
8
بين الغليظة واللطيفة. أما الأغذية اللطيفة فهي ثلاثة أجناس:
9
منها ما يتولد منها دم لطيف فيقال لها ملطّفة، لأن الدم المتولد منها
10
إذا خالط الدم الذي في البدن صار الكل أرقّ وألطف مما كان. كلباب
11
جسم الحنطة المغسول غسلات. ولحم الفراريج والدراج
12
والطَيْهوج والحَجَل وأجنحة الطيور. وما لانَ لحمه من صغار السمك
13
ولم يكن فيه لزوجة. والقرع وما أشبه ذلك.. وهذا جنس من الأطعمة
14
نافع لمن ليست له حركة وكانت الحرارة الغريزية في بدنه ضعيفة ولم يأمن
15
أن يتولد في بدنه كَيْموس غليظ أو يتولد في كبده أو في طحاله سُدَد أو
112
1
في كلاه أو دماغه أو يكون في بعض مفاصله علة من البلغم.
2
ومن الأغذية الملطفة جنس آخر يلطف ما بقي من الشيء الغليظ
3
بما فيه من الحدة والحرافة. وهو في نفسه غليظ مولد للكيموس الغليظ.
4
كالبصل والجزر والشلجم والفجل وما أشبه ذلك. وهذا الصنف من
5
الأطعمة متى طبخ أو شوي ذهبت عنه قوة الحرارة والتقطيع وبقي جرمه
6
غليظًا رديئًا. وقد يمكن أن ينال هذه المنفعة من تقطيع مثل هذه الأطعمة
7
وتلطيفها. ويسلم من غلظ جرمها على ثلاث جهات. إما أن يطبخ مع ما
8
فيه من الغلظ فيلطفه كالذي يفعل بالبصل. وإما بأن يعصر أو يطبخ
9
ويستعمل ماؤها كالذي يفعل بالفجل. وإما بأن يؤكل منه شيء نيىء
10
ليقطع البلغم كالذي يفعل بها جميعًا.
11
ومن الأغذية الملطفة جنس آخر ثالث يكون الذي يتولد منه
12
لطيفًا ويلطف ما يلقاه في البدن من الكيموس الغليظ اللزج. وفي هذا
13
الجنس من الأطعمة أربعة أصناف:
14
الصنف الأول منها عذب حلو يلطف بما فيه من قوة الحلاوة كماء
15
الشعير والبطيخ والتين اليابس والجوز والفستق والعسل وما يعمل منه من
16
التلطيف. وهذا الصنف قريب في منفعته من الجنس الأول من الأطعمة
17
الملطفة إلّا أنه أبلغ منه في تلطيف البدن.
113
1
الصنف الثاني: حار حرِّيف مقطع كالخردل والحُرّف والثوم
2
والكراث والكرفس والجرجير والسعتر والنعنع والفوتنج والرازيانج
3
والسذاب والشبت والكمون والكراويا والكَبَر والشراب
4
الأصفر الصافي اللطيف العتيق الريحاني. وهذا الصنف بليغ لمن احتاج إلى
5
نضج سدد الكبد والطحال والصدر والدماغ وتقطيع البلغم وترقيقه ولا
6
ينبغي لأحد أن يستعمله دائمًا. لأنه يرقق الدم أولًا ويصيّره مائيًا فيقل
7
لذلك غذاء البدن ويضعف. ثم إنه من بعد ذلك يسخن الدم سخونة
8
مفرطة فيصير أكثره مرة صفراء.
9
الصنف الثالث: يذيب ويطلف بملوحته كالمري وما لان لحمه وقلَّ
10
شحمه مثل السمك إذا ملّح والسلق وماء الجبن وكل ما يجعل فيه من
11
الأطعمة الملح والمري والبورق ومنافع هذا الصنف ومضاره قريبة من منافع
12
ومضار الأشياء الحارة الحريِّفة. إلّا أن هذا الصنف في تنقية المعدة وتليين
13
الطبيعة أبلغ.
14
الصنف الرابع: يقطّع ويلطف بحموضته كالخل والسكنجبين
15
وحماض الأترج وماء الرمان الحامض وكل ما يتخذ منها من الأطعمة.
16
وهذا الصنف نافع لمن كانت معدته وسائر بدنه حارًّا إذا تولد فيه بلغم من
17
الغلظ ما يتناول من الأغذية أو من كثرتها. والأطعمة الغليظة إن صادفت
18
بدنًا حارًا كثير التعب قليل الطعام كثير النوم بعد الطعام، انهضمت
19
وغذّت البدن غذاء كثيرًا باقيًا وقوته بقوة كثيرة. وأجود ما تستعمل هذه
20
الأغذية في الشتاء لاجتماع الحرارة في باطن البدن وطول النوم. ومتى أحسّ
114
1
أحد في بدنه نقصانًا بيّنًا، أو أكلها أحدٌ، كانت الحرارة في بدنه قليلة
2
وخاصة في المعدة، أو تعبه قليل، كثير الطعام، ونومه بعده قليل لم
3
يستحكم انهضامها وتولد منها في البدن كيموس غليظ، يتولد منه في البدن
4
سدد في الكبد والطحال فينبغي لمن أكل طعامًا غليظًا من غير حاجته إليه
5
لغلبة الشهرة، عليه أن يقلل منه ولا يُفرده ولا يُدمنه. ومن كان بدنه
6
معتدلًا صحيحًا ولم يكن له تعب كثير أو لم يكن يحتاج إلى قوة البطش،
7
فأجود الأغذية له المتوسطة فيما بين اللطافة والغلظ لأنها لا تنهك البدن ولا
8
تضعفه كالأغذية اللطيفة ولا تولد خامًا ولا سددًا غليظة. وهي ما أحكم
9
صنعته من الخبز ولحوم الدجاج والجداء والحولية من الماعز. وإما لحوم
10
الخرفان والضان فكلها رطب لزج. ولحم فراخ الحمام والعصافير يولد دمًا
11
أسخن وأغلظ من الدم المعتدل. وأما الأوز فالأجنحة منها معتدلة وسائر
12
البدن كثير الفضول. وكل ما كثرت حركته من الطير وكان مرعاه في موضع
13
جيد الغذاء صافي الهواء حار أو جاف كان أجود غذاء وألطف. وكل ما
14
كان على خلاف ذلك فهو أردأ وأوسخ غذاء. وكل ما لم يستحكم نضجه
15
من البيض وخاصة ما ألقي منه على الماء الحار وأخذ قبل أن يشتد فهو
16
معتدل الغلظ. وكل ما كان من السمك ليس بصلب اللحم ولا بكثير
17
اللزوجة ولا له زهومة وكان طيب الطعم وكان مرعاه في ماء نقي من
18
الأوساخ والحماة فهو جيد الإغذاء. ومن الفواكه العنب والتين، فإنهما إذا
19
استحكم نضجهما على الشجر وأسرع انحدارها إلى الجوف، كان ما يتولد
20
من ذلك معتدلًا في اللطافة. وإن لم ينحدرا فلا ضرر منهما. ومن البقول
21
الهندبا والخس والهليون. ومن الأشربة ما كان لونه ياقوتيًا صافيًا
22
ولم يكن بعتيق جدًا.
23
وأما الأطعمة الكثيرة الفضول فلحم الأوز خلا الأجنحة، والأحشاء
115
1
في كل الحيوان، والدماغ، وطيور الغِياض والآجام والمزارع،
2
والحمص الطري، والباقلّي، ولحم الضان، ولحم الرضع من كل حيوان،
3
ولحم كل ساكن غير مرتاض، وما كان من السمك في الماء الوسخ
4
والحمأة.
5
والأطعمة التي لا ثفل لها كأجنحة الطيور وأكارع المواشي
6
ورقابها، وما يرتع في البر من الحيوان في المواضع الجافة.
7
والأغذية المتوسطة بين ما يولد الكيموس الجيد وما يولد الكيموس
8
الردىء: خبز الخُشكار، ولحم الخصيتان من المعز والضأن. ومن
9
الأعضاء اللسان والأمعاء والثرب. ومن الفواكه العنب النضيج وخاصة
10
المعلق والتين النضيج والرطب والجوز والشاه بلوط. ومن البقول الخس
11
وبعده الهندبا وبعده الخيار وبعده القَطَف ثم بقلة الحمقاء ثم
12
الحماض ثم ما لم يكن فيه حدة وكثرة من الأصول.
116
1
والأغذية الحارة: يحتاج إليها من كان عليه البرد في الأوقات الباردة
2
وفي البلاد الباردة. منها الحنطة المطبوخة والخبز المتخذ من الحنطة والحمص
3
والحلبة والتمر والسمسم والشهدانَج والعنب الحلو والزبيب الحلو
4
والكرفس والجرجير والفجل والخردل والحرّف والجوز والثوم والبصل
5
والكرات والجبن العتيق والشراب الحلو وأسخن الأشربة الحار العتيق
6
الأصفر.
7
والأغذية الباردة: يحتاج إليها من كان حار البدن وفي الأوقات
8
والبلدان الحارة وهي الشعير وكل ما يتخذ منه والجاورس والقرع
9
والبطيخ والقتاء والإجاص والخيار والخوخ وما إلى الحموضة والعُفوصة من
10
العنب والزبيب والطلع والحماض والبلح والخس والهندبا وبقلة الحمقاء
11
والخشخاش والتفاح والكمثرى والرمان. فما كان منها عفصًا فهو بارد غليظ
12
وما كان حامضًا فهو بارد لطيف. وأما الخل فإنه بارد لطيف ضار
13
للعصب. وما كان من الشراب أبيضًا عفصًا فهو أقل الأشربة حرارة. فإن
14
كان ذلك غليظًا حديثًا فهو بارد.
15
والأغذية اليابسة: يحتاج إليها من كان الغالب على بدنه الرطوبة،
16
وفي الأوقات الرطبة والبلدان الرطبة. وهي كالعدس والكرنب
17
والسويق الجاف وكل ما يشوى وكل ما يطجّن وكل ما يُقلى وكل
18
ما أكثر فيه من السذاب والإبزار والخردل والخل والمري واللحوم المسنَّة
19
من جميع الحيوان.
20
والأغذية الرطبة: يحتاج إليها من قد أفرط عليه اليبس وفي الأوقات
117
1
والبلدان اليابسة ومنها ماء الشعير والقرع والقثاء والبطيخ والخيار والبقلة
2
اليمانية والقطف والباقلّي الرطب والحمص الرطب واللوبياء الرطب
3
وكل ما يطبخ بالماء ويسلق ويقلل فيه من الأبزار والخل والمري والسذاب
4
ولحوم الصغار من كل الحيوان.
5
والأغذية التي تصلح للمعدة: السفرجل وزيتون الماء وخاصة ما
6
عمل منه بالخل والزيت والعفص والعنب المدفون في تفل العصير
7
والبسر والشراب الطيب الرائحة. وقشور الأترج الأصفر إذا أخذ منه
8
اليسير، قوّى المعدة، ومتى أخذ منه الكثير اتخم لأن جرمه صلب بطيء
9
الانهضام. وكل طعام وشراب قابض إن قُدِّم أخذه قبل سائر الأطعمة
10
والأشربة أمسك البطن، وأن أخذ منه بعد سائر الأطعمة والأشربة أسهل
11
البطن لعصبيّة المعدة وإعانته إياها عند ذلك على دفع الطعام وربما اجتمع
12
في المعدة بلغَم لزج فلطّخها وأفسد الشهوة معها، فيصلحها منه. ومن
13
الأغذية ما يقطع البلغم ويجلو المعدة كالخل والفجل والشراب الحديث
14
والجوز مع التين. وربما كانت مسترخية ضعيفة فيها لطخ من البلغم
15
فيحتاج إلى ما يقطع البلغم وينقيها لقبض جرمه وتقويته كالكبر المعمول
16
بالخل وحده أو بالخل والعسل والشاهترج إذا كان بالخل والشراب
17
العتيق الحار الطيب الرائحة، ومتى تولدت في المعدة مرة فالكشوت
18
ينفعها والكرفس.
19
الأغدية الضارة للمعدة: السلق. للذعه إياها لما فيه من الحدة
20
والبَوْرَقيّة، والباذروج والشلجم (ما لم يستقص فيها من لذع)، والبقلة
118
1
اليمانية، والقَطَف (يُفتّران المعدة للزوجتهما، لذلك ينبغي أن يؤكلا بالخل
2
والمري)، والحلبة (رديئة للمعدة للزوجتها وكثرة دهنها)، والتين (لسرعة
3
استحالته لأنه يحمض في المعدة الباردة ويستحيل إلى الصفراء في المعدة
4
الحارة) والعسل (متى أكثر منه لذع المعدة وغثّى) والبطيخ، أيضًا يغثي.
5
وإذا لم ينضج في المعدة تولد منه كيموس رديء ولذلك فهو يفعل
6
الهيضة فينبغي بعد أكل البطيخ أن يؤكل طعام كثير جيد الكيموس،
7
والأدمغة (كلها رديئة للمعدة لذلك ينبغي أن تؤكل مع الخبز بالصعتر
8
والفوتج البري والخردل والملح)، الشراب الغليظ الحديث الأسود العفص
9
(تسرع الحموضة إليه في المعدة ويغثي).
10
الأغذية التي تصدع الرأس: اللبن، والسُمُون كلها، والعنب
11
الذي يُدفن في ثفل العصير، والجرجير، والحلبة، والشهدانج، كلها
12
تصدع الرأس. والشراب الأصفر العفص يصدع الرأس ويُغثي أكثر من
13
الأسود العفص. وأما الشراب الأبيض الرقيق فإنه لا يصدع الرأس،
14
ولكنه ربما يسكّن الصداع وكان للرأس أصلح من الماء، إذا كان
15
الصداع من فضلٍ في المعدة.
16
الأغذية التي تنفخ: الحمص والباقلاء وخاصة أن طبخ صحيحًا،
17
فإن طبخ مقشرًا أو مسحوقًا كان أقل نفخًا، وإن قلي أيضًا قلَّ نفخه.
18
وبعد هذه اللوبيا والماش والشعير والعدس إذا لم يحكم طبخها.
119
1
والفقاح والانجدان والحلتيت المحروق والتين الرطب يولد نفخًا
2
إلا أن نفخه يتحلل سريعًا لسرعة انحداره. وما استحكم نضجه من التين
3
ليس له نفخ. والرطب نافخ، والتين يولد في المعدة رياحًا، والعسل إذا لم
4
يُطبخ يولد رياحًا، ومتى طبخ ونزعت رغوته لم ينفخ. والشراب الحلو إذا
5
كانت فيه حلاوة، والعصير، وكل طعام نافخ، وأن إحكام صنعته وإحكام
6
طبخه ونضجه ينقص من نفخه، وما يُقلى منها أيضًا يقل نفخه، وما يخلط
7
به الإبزار المحللة للرياح كالكمون والأينسون والكاشم والسذاب يقل
8
نفخه والخل الممزوج بالعسل أيضًا يلطف الرياح ويذهب النفخ.
9
الأدوية التي تلطف وتجلو وتذهب بالسدد: ماء كِشْك
10
الشعير والحلبة والبطيخ الحلو والباقلاء والحمص (الأسود منه ينقي
11
الكلى ويفتت الحجارة المتولدة فيها) والكبر بالخل، والعنصل إذا أكل
12
قبل الطعام فإنه يجلو وينقي المعدة والأمعاء ويفتح السدد في الكلي،
13
وخاصة إن أُكل بالخردل والبصل والثوم والكراث. والفجل، يقطع
14
ويلطف الكيموس الغليظ، وماء الجبن، أيضًا يلطف. والتين رطبه ويابسه
15
ينقي ويجلو الكلى. واللوز وخاصة المرّ منه يلطف ويجلو ويفتح سدد الكبد.
16
والطحال يعين على نفث الرطوبة من الصدر والرئة، والفستق، يقوّي
17
الكبد ويفتح سددها. وعسل النحل يلطف ويجلو وخاصة ما التقط من
18
شجر حار يابس كالصعتر وما أشبه. وماء العسل يلطف البزاق الغليظ
120
1
ويعين على نفثه. والسكنجبين يلطف ويقطع الرطوبة الغليظة اللّزجة
2
ويفتح سدد الكبد. والطحال ينقي الصدر والرئة.. والشراب اللطيف
3
ينقي العروق من الكيموس الغليظ والعتيق إذا كانت له حدة وحرافة
4
وينتفع به من كان في كبده وبدنه كيموس غليظ بارد. وأما الشراب
5
الرقيق المائي فإنه يعين على نفث الرطوبة من الرئة بتقويته للأعضاء
6
وترطيبه وتلطيفه لما فيها من الفضل الغليظ، وقد يفعل ذلك الشراب
7
الحلو.
8
الأغذية التي تولد السدد: اللبن إذا كانت المائية فيه قليلة والجبنية
9
فيه كثيرة، ربما أحدث سدد في الكبد وحجارة في الكلى في مَن أكثر من
10
استعماله وكانت كلاه وكبده مستعدة لقبول الآفة. وجميع الأطعمة الحارة
11
رديئة للكبد والطحال إذا كانت فيها صلابة وغلظ. والتين، إن أُكل
12
وحده زاد في غلظ الكبد والطحال وأن أُكل مع ما يلطف ويجلو كالفودنج
13
الجبلي والسعتر والفلفل، يفتح سدد الكبد والطحال. والتمر والرطب
14
وجميع ما يتخذ من الحنطة سوى الخبز المحكم الصنعة والأشربة الحلوة تولد
15
سددًا في الكبد وحجارة في الكلى وتغلظ الطحال.
16
الأغذية البطيئة الانحدار: كل ما يتخذ من لباب الحنطة والباقلي
17
والأدمغة والكبود والأفئدة وكل ما اشتدَّ من البيض المسلوق والمشوي والمقلي
18
واللوبيا والسمسم والبلوط والتفاح والكمثرى العَفِص والشراب الحلو
19
العَفِيص الحديث الغليظ والمياه كلها.
20
الأغذية التي يسرع إليها الفساد في المعدة: المشمش والتوت
21
والبطيخ والقرع إن لم يسرع بالانحدار عن المعدة وصادف فيها كيموسًا
22
رديئًا أسرع إليها الفساد فيجب لذلك أن تؤكل قبل الطعام على نقاء من
23
المعدة ليسرع الإنحدار عنها ويسهل الطريق لما يؤكل بعدها. ومتى أُكلت
121
1
بعد الطعام فسدت لبقائها في المعدة وأفسدت سائر الطعام بفسادها. وربما
2
بلغ هذا الفساد أن يصير بمنزلة السم القاتل.
3
الأغذية التي لا تفسد سريعًا: من كان الطعام يفسد في معدته،
4
فأجود الأطعمة له ما غلظ وتصلّب وأبطأ في استحالته كلحم البقر
5
والأكارع خاصة ولا سيما أكارع البقر وما أشبه ذلك.
6
الأغذية التي تليّن البطن: متى كان فضل الطعام بطيء الانحدار
7
عن المعدة والأمعاء احتيج إلى استعمال الأطعمة الملينة والمسهلة وهي ما
8
كان فيها حلاوة أو حدّة أو ملوحة، من ذلك ماء العدس وماء الكُرُنْب ــ
9
فإنهما يلينان البطن وجرمهما يمسك بالبطن ــ ومرقة الديوك العتيقة والخبز
10
الخشكار وماء الحلبة مع العسل وزيتون الماء إذا أكل قبل الطعام مع المري
11
يلين البطن وإن أُكل بعد الطعام وبلامري يفسد الطعام وخاصة الغض
12
منه. وما عمل بالخل قوّى المعدة على دفع الطعام لما ذكرنا آنفًا في الأشياء
13
القابضة المقوية للمعدة. ومارَقَّ من اللبن وكثر ماؤه، وماء الجبن خاصة
14
إذا خلط به الملح والعسل، ولحم الصغير من الحيوان، والسلق،
15
والقطف، والبقلة اليمانية، والقرع، والبطيخ والزبيب الحلو، والتوت،
16
والجوز الرطب واليابس ــ إذا نقع وطبخ بماء العسل وأُكل وشرب خلفه
17
شراب حلو فإنه يهضم الطعام حتى يلين البطن ــ وأما ماء العسل والشراب
18
فربما جريا سريعًا إلى العروق وأنفذا معهما جل الغذاء فحبسا البطن وأدرّا
19
البول وربما بقيا في المعدة فلذعاها وهيجاها لدفع الطعام وأسهلا البطن.
20
والعسل إذا لم يطبخ ليّن البطن وإن طبخ لم يلينها. وكذلك فإن ماء العسل
21
إن أَكثر طبخه، والسكنجبين يجلو المعدة والأمعاء وربما أحدث في الأمعاء
22
سحجًا. والشراب الحلو والعصير يلينان البطن.
23
الأغذية التي تمسك البطن: إذا كان الطعام ينحدر عن المعدة قبل
24
انهضامه احتجنا إلى الأطعمة الممسكة الحابسة وهي ما غلب عليه اليبس
25
والعفوصة والغلظ. والسفرجل والكمثرى وحَبّ الآس وثمرة الفوتنج
122
1
وجرم العدس والبلوط والشاهبلوط والشراب العفصي، تُمسك البطن
2
بعفوصتها وقبضها. والأرز والجاورس والدخن وسويق الشعير تمسك البطن
3
وتيبسها، ولحم الأرنب والكرنب بعد طبخه وصبّ مائه الأول عنه ربما
4
يلين. واللبن المطبوخ والجبن يمسكان البطن لغلظهما. وينبغي أن يطبخ
5
اللبن حتى يذهب ماؤه. فإن مائية اللبن تلين البطن، وقد يمكن أن يصلح
6
بأن يلقي فيه حصى أو قطع حديد محماة. فإذا ذهب عنه الماء نفع من يجد
7
لذعًا في المعدة أو في الأمعاء من فضل حار إلا أنه يغلظ جدًا، فإذا فعل به
8
ذلك فربما جمد وتجبّن في المعدة وربما نفذ عن المعدة فولد سددًا في الكبد
9
أو حجارة في الكلى. فيجب لذلك أن يلقى عليه بعد أن تُنقّى عنه مائيته ليرق
10
ولا يثخن ولا يولد سددًا ولا حجارة. وأما الأشياء الحامضة كماء التفاح
11
الحامض والرمان الحامض فإذا صادفت من المعدة كيموسًا رديئًا غليظًا قطعته
12
وأحدرته وليّنت البطن. وإن صادفتها نقية أمسكت البطن.
13
|III.2|في قوى الحبوب المألوفة التي يتخذ الخبز منها:
14
الحنطة: مقاربة للاعتدال إلى الحرارة ما هي. وأكثرها إغذاءً أرزنها
15
واشدها تلذّذًا وهي ألوَم الحبوب للناس وأخصُّها بهم. والدم المتولد
16
منها أعدل من الدم المتولد من جميع الحبوب.
17
الشعير: قريب من الاعتدال إلى البرد. وهو قليل الإغذاء بالإضافة
18
إلى الحنطة. منفخ مبرِّد ضار لمن يشكو الرياح والأمراض الباردة والقولنج.
19
صالح لمن هو محرور ومن يريد أن ينقص لحمه ويولد دمًا مائلًا إلى
20
السواد.
123
1
الأرز: قريب من الاعتدال في الحر والبرد، عاقل للبطن، رديء
2
لمن يتأذى بالقولنج، كثير الإغذاء، لا يسهل انحداره عن البطن إلا أن
3
يطبخ مع دسم كثير. وإذا طبخ مع اللبن وأُكل مع السكر كان كثير
4
الإغذاء جدًا. زايدًا في الدم.
5
الباقلّي: قريب من الاعتدال إلا أنه مائل إلى البرد، كثير النفخ،
6
يسدر ويثقل الرأس ويولد تكسيرًا في البدن،، يلين الحلق والصدر إذا
7
شرب ماؤه وأُكل بغير ملح. وإذا أُكل مع الخل عقل البطن. رديء لمن
8
يتأذى برياح القولنج والفتق. والرطب منه يولد أخلاطًا نيّة، ويكثر البلغم
9
في المعدة والأمعاء ويهيج فيهما الرياح
10
الحمص: حار منفخ يدر البول والطمث ويزيد في المني. والرطب
11
منه يولد في المعدة والأمعاء فضولًا كثيرة. والمقلو منه أقل نفخًا.
12
العدس: بارد يابس يولد دمًا أسودًا ويجفف البدن ويقطع الباه
13
ويسكن الدم ويطفي ويبرد وقد يحدث ظلمة البصر إذا أُدْمِن والأمراض
14
السوداوية. والمقلو منه أقل نفخًا وأشد يبسًا.
15
الماش: بارد يابس وهو أخف من العدس والباقلي. وليس ينفخ
124
1
كإنفاخهما. وأغذاؤه أقل من إغذاء الباقلي. (وإذا ضمّد به الأعضاء
2
الموهونة المرضوضة نفعها).
3
التُّرمس: غليظ، عسر الهضم، وإذا طُيّب ثم أُكل لم يسخن،
4
وليس يصلح ما دامت فيه مرارة ــ للغذاء بل للدواء، ويحلل الخنازير ويجلو
5
جلاءً كثيرًا قويًا إذا استعمل غير مطيب ويدرّ البول والطمث ويسقط
6
الأجنة ويخرج الحيّات ويفتح أفواه البواسير.
7
اللوبيا: تنفخ وتخصب البدن، وتدرّ البول، والطمث، وتليّن
8
البطن وخاصة الأحمر منها وتسخن البدن وتسدر الرأس فتُري أحلامًا
9
رديئة.
10
الجُلبان: بارد مجفف قليل الإغذاء رديء للدم يضر بالعصب
11
الذرة: باردة يابسة قليلة الإغذاء عاقلة للبطن.
12
الجاوَرس والدخن: باردان يابسان قليلا الإغذاء عاقلان
13
للبطن.
14
|III.3|فيما يتخذ من الحنطة والشعير:
15
الخبز: المتخذ من الحنطة أشد الأغذية ملاءمة للناس موافق
16
للطبائع كلها. وما أكثر فيه من الخمير والملح وأُجيد تخميره وإنضاجه كان
17
أخف وأسرع هضمًا وأرقُّ. وأما الفطير فإن هضمه يعسر وانحداره عن
125
1
المعدة يبطىء ويهيج وجعًا في البطن ويولد السدد في الكبد والحصى في
2
الكلى
3
الحُوَّارى والسَّميد: أكثر إغذاء وأبطأُ نزولًا. والخشكار أسرع
4
نزولًا وأقل إغذاء إلا أن الدم المتولّد منه يميل إلى السوداء. وأما الخبز المَلَّه
5
والطابق وكل ما لم يستوف شيّه أو لم ينضج فإنه عسر الهضم مهيج
6
لوجع البطن. ولا يحتمل إدمانه إلا أصحاب الكدر والتعب الشديد
7
الدائم. وأما الأطرية وخبز الخُشْكُنانك والقطايف والسنبوسك
8
والأحشية فالحال فيها كالحال في الخبز الفطير إلا أن ما عُجن منه بدهن
9
أو لبن كان ارخم وأغلظ وأكثر إغذاء.
10
وأما خبز الشعير فإنه بالقياس إلى خبز الحنطة بارد قليل الإغذاء
11
مهيج للرياح والأمراض الباردة عاقل للبطن.
12
وأما الخبز المتخذ من سائر الحبوب التي ذكرناها فطبعه في نحو طبع
13
الحب الذي اتخذ منه.
14
النشا: معه تغذية وتليين للحلق والصدر إذا اتخذ منه حساء بسكر
15
ودهن لوز. وإدمانه يولد سددًا في الكبد.
16
النخالة: معها جلاء وتنقية للرئة إذا اتخذ من مائها حساء.
17
محللة للأورام المتولدة من البلغم والريح وما تحت الجلد إذا ضمد بها بعد
18
طبخها بالماء ودقيقها إذا مُرس بالماء وطبخ جلا ما يعرض في الصدر
126
1
والرئة من الخشونة الحادثة فيهما ومن السعال وثقل الصدر ومراق الرئة.
2
ماء الشعير المطبوخ: ينفع أصحاب الحميات الحادة ويلين الصدر
3
والرئة ويسكن العطش واللهيب، خفيف ليس بلزج ولا غليظ وله خاصيته
4
في الجلاء وهو بارد رطب، سريع الانحدار عن المعدة جلّاء لما فيها،
5
غسّال للفضول، مدر للبول، محلل للغلظ، نافع من البرسام إذا
6
شرب بالسكر والسكنجبين.
7
الخمير: المتخذ من دقيق الحنطة فيه بعض حرارة. وقال جالينوس
8
فيه قوة البرد لمكان الحموضة مع ما فيه من الحرارة. وهو يحلل الورم
9
وينضج الخراجات إذا وضع عليها مع الدهن وهو ينفع من لذع
10
العقرب إذا لم يجاوز حد الاختمار بأن يطلى به موضع اللذعة. وقد يطبخ
11
حتى يغلظ ويطلى به موضع اللذعة.
12
خمير الحواري: إذا مرس بالماء وصُفي وجعل وزن دانق طباشير
13
ومثله سكر طبرزد وقيراطين زعفران، وسُقى للصبي إذا كانت به حمّى
14
وعطش، سكّن ذلك عنه.
15
الأسوقة:
16
سويق الحنطة: يطفىء الحرارة والعطش، ينفع أصحاب الأكباد
17
الحارة إذا شرب بالماء البارد الكثير والسكر بعد غسله بالماء الحار. وفيه
127
1
بعض القبض لقبوله اليبس من النار وهو نافع لمن اعتدلت طبيعته وكان
2
الغالب عليه البرد، وشربه بالنبيذ يعقل البطن. وبالسكر والعسل يطلق
3
البطن.
4
سويق الشعير: أَحمد للمحرورين من سويق الحنطة، إلا أنه أكثر
5
تبريدًا واغتذاء وأعدل. من أجل ذلك يعالج به المحموم للين طبعه. وهو
6
يعقل البطن.
7
سويق التفاح: يسكن القيء والغثيان العارض من الصفراء. دابغ
8
للمعدة عاقل للطبيعة، قامع للصفراء ما لم يكن فيه سكر.
9
سويق النبق: نافع للمعدة، عاقل للطبيعة، صالح للمحرورين،
10
نافع من الصفراء.
11
سويق السُلْت: بارد نافع من السعال، مليّن للصدر وللطبيعة،
12
نافع من الصفراء وهيجانها.
13
سويق السماق: دابغ للمعدة، عاقل للطبيعة، مشهي للطعام، نافع
14
من هيجان الصفراء، مسهلٌ لها. وكل الأسوقة على ما وصفنا، ما لم يكن
15
فيه سكر.
16
|III.4|في قوة المياه:
17
الماء يحفظ للبدن رطوبته الأصلية، ويرق الغذاء ويُنفذه ويقمع
18
الحرارة، وهو أوفق للمحمومين وأصحاب الأمزاج الحارة من الشراب.
19
وأجود الماء أخفّه وزنًا وأسرعه قبولًا للسخونة والبرودة، وأعذبه طعمًا الذي
20
يضرب في طعمه شيء من الحلاوة، والبطيء الاستحالة يدل على غلظه.
21
ومما يدل على خفته سرعة نضوبه وجفاف الأرض إذا سقي منه. فإن
128
1
الأرض إذا سقيت ماء خفيفًا طيبًا عطشت أسرع من تعطش الأرض
2
المسقية بالماء الغليظ.
3
وأما المياه التي لها طعم أو روائح مكروهة فإنها رديئة لا تصلح
4
للشرب. وقد تستعمل للتداوي بها.
5
وأما الماء الكدر فإنه يولد السدد في الكبد والحجارة في الكلى. وقد
6
ينفع من شربه أكل الثوم.
7
والماء المالح يطلق البطن أولًا ثم أنه يعقلها إذا أدمن واعتيد ويجفف
8
الجسد ويولد فيه الجرب والشقاق.
9
والماء القائم العفن يعظم الطحال ويفسد المزاج ويولد الحميّات.
10
والماء المبرد بالثلج والذي له من ذاته مثل هذا البرد، فإنه يفرغ
11
المعدة إن شرب على الريق ويضرها ويبرد الكبد جدًا. لذا ينبغي أن يشربه
12
المحرورون على الريق فإنهم ينتفعون به. وأما على الطعام فإنه يقوي المعدة
13
وينهض الشهوة ويُجزي قليلة. وأما الماء الذي لا يبلغ من برده أن يستلذ به
14
فإنه ينفخ البطن ولا يبلغ من كسره العطش مبلغًا، ويسقط الشهوة ويرخي
15
الجسد. وبالجملة فهو ليس بالصالح.
16
والماء الذي يطبخ حتى يذهب بعضه فإنه أقل نفخًا وأسرع
17
انحدارًا.
18
وماء المطر رديء لمن تسرع إليه الحميات ولا سيما إذا كان عتيقًا.
19
وأما في سائر خلاله فهو صالح.
20
وأما الماء الفاتر فإنه يغثي. والماء الحار فإنه إذا تجرّع منه على الريق
21
غسل المعدة من فضول الغذاء المتقدم وربما أطلق البطن غير أن السرف في
22
استعماله يجلو المعدة ويوهنها. وأما الاستحمام فليس الماء الحار جدًا أو
23
البارد جدًا بصالح له بل المعتدل بين ذلك هو الصالح للأبدان المعتدلة.
129
1
أما الماء البارد فإنه يقوي الأبدان الخصبة ويجعلها أسخن، ويضر بالمشائخ
2
وأصحاب الأبدان المنهوكة. وأما الحار فيذهب بالأعياء ويسكن الأوجاع
3
ويزيد في نضارة الجسد ويحميه ويدر البول إلا أنه يرخي ويهيج انبعاث
4
الدم ويسقط القوة.
5
أما مياه الحمّات: فالقيرية والكبريتية يسخنان العصب. وينفع من
6
أمراضه الباردة إذا دخل فيها. وينفع من الجرب والبثور. غير أنها
7
تحمي الأحشاء حماء شديدًا لا سيما الكبد. وأما النوشادرية والرُخامية
8
فإنها تطلق البطن إذا شرب منها أو جلس فيها أو حقن بها. وأما الشَّبِّيَّة
9
فإنها تنفع من نفث الدم وسيلان الطمث والبواسير، غير أنها تثير الحميات
10
في الأبدان الحارة. والمياه الحارة التي تغلي وتسمط فإنها تحلل القولنج وتفش
11
الرياح الغليظة المشتبكة في الأعضاء والتشنج الرطب. وأما الذي في معادن
12
الحديد فإنه صالح لعظم الطحال. والذي في معدن النحاس صالح لفساد
13
المزاج. وأما المياه الزفتية والنظرونية والكبريتية والتي في معادن الفضة
14
والنحاس والشَبه فإنها تورث عسر البول وكثرة الاختلاف لغلظها ولأن هذه
15
الجواهر إنما تتولد في الأرض من شدة البرد فلذلك تذوّبها النار. وأجودها
16
ما نبع من معادن الحديد لأنه يأخذ من قوتها وهو صالح لمن عظم طحاله.
17
والذي في معدن النحاس صالح لفساد المزاج.
18
|III.5|في قوة الشراب:
19
الشراب كثير الاختلاف والتعفن على قدر جواهره وحاله من
130
1
الزمان. وكل شراب مسكر فإنه يسخن البدن. وأقلّه إسخانًا هو الأبيض
2
الرقيق القليل الاحتمال للماء. وهذا الصنف أكثرها إدرارًا للبول. وأشدها
3
إسخانًا هو الناري المر الكثير الاحتمال للماء. وأغلظها الأسود الحلو الغليظ
4
الذي معه قبض. والشراب الحديث أكثرها توليدًا للدم وأكثر إملاءً
5
للعروق. والعتيق بضد ذلك. والشراب بالجملة يسخن المعدة والكبد
6
وينفذ الغذاء ويزيد في الدم واللحم والحرارة الغريزية ويقوي الطبيعة على
7
أفعالها الخاصة فيُجوِّد لذلك الهضم كله. ويُسهّل دفع الفضول وخروجها
8
فيصير ذلك سببًا لدوام الصحة والخصب والجلد والإبطاء بالهرم. والسرف
9
فيه ومواترة السكر يضر بالكبد والدماغ والعصب ويورث الرعشة والتشنج
10
والفالج والسكتة والموت فجأة. وأما الشرب منه باعتدال فيسبب الحرارات
11
الكثيرة في البدن ولا سيما للمشائخ. والصرف منه والقليل المزاج ينفع من
12
يعتاده الرياح الغليظة في بطنه ومن كان كبده ومعدته باردتين والكثير
13
المزاج. والمروَّق ينفع من يشتد عليه صداعه وخماره ويهيج النفخ في
14
البطن. والأشربة الحلوة الغليظة الحديثة غير موافقة لمن يشكو سددًا أو
15
غلظًا في أحشائه وهي موافقة لمن يريد أن يخصب بدنه بسرعة. ونبيذ
16
الزبيب المجرّد، قوته كقوة الشراب الغليظ الأسود غير أنه أقل حرارة منه.
17
وأما النبيذ المعسّل فإنه أسخن منه بمقدار كثرة العسل وقلته. ونبيذ العسل
18
يقوي الحرارة المتولدة في الصفراء ولا يصلح لأصحاب الأمزجة الحارة
19
وينفع من العلل الباردة. ونبيذ التمر غليظ يولد دمًا سوداويًا ويولد في
20
الإِحشاء السدد وخاصة إن كان حديثًا حلوًا إلا أنه يخصب البدن ويكثر
21
الدم.
22
|III.6|في قوة الأشربة غير المسكرة:
23
الفُقَّاع: المتخذ من الشعير يضرّ بالعصب ويصدع وينفخ ويدرّ
131
1
البول ويطفىء ثائرة الخمار. والمتخذ من الأرز قريب منه إلا أنه أقلّ
2
إنفاخًا. والمتخذ من الخبز الحواري الملقى فيه النعنع والكرفس أصلحها
3
إلا أنه ليس بجيد للمحرورين في الحالات والأوقات الحارة.
4
السكنجبين: بارد يطفىء الحرارة الصفراوية والدم ويكسر العطش
5
إذا لم يكن مفرط الحلاوة. ويقطع مع ذلك البلغم، ويلطف ويجلو ويفتح
6
السدد ويدر البول إلا أنه يخشّن الحلق وخاصة إذا كان حامضًا ويضر
7
بالذين في عصبهم ضعفًا أو علة والذين بهم سحج أو قد قاربوه.
8
والذين يتجشؤون جشاء حامضًا والذين معدهم وأكبادهم باردة.
9
الجُلَّاب: معتدل إلى البرد ما هو. يطفىء ويلين الحلق وينفع
10
المعدة الملتهبة ويكسر الحمى الحارة إذا شرب بالثلج.
11
ماء العسل الساذج: حار نافع إذا سُقي منه في العلل الباردة والذي
12
بالأفاويه أبلغ في ذلك وأكثر حرارة. رديء للمحرورين، ينقي المعدة من
13
البلغم ويسخنها ويسخن العصب ويحرك الصفراء.
14
|III.7|المزوَّرات: كل ما يتخذ من الزبيب والسكر والعسل للشرب
15
مكان النبيذ مما لم ينشر ويغلي ويسكر، فإنه ينفخ ويعطش ويتخم ويلين
16
البطن ويهيج الصفراء والدم. إلا أن ما اتخذ منه من العسل وجوّد طبخه
17
كان أقل إنفاخًا.
18
|III.8|شراب البنفسج: جيد للحلق والصدر، رديء للمعدة مطلق
19
للبطن.
132
1
شراب الورد: مكرب مغثي مطلق للبطن.
2
رُبّ السفرجل الحامض: يعقل البطن ويقوي المعدة ويسكن
3
العطش.
4
رُبّ الرمان الحامض: يمسك القيء ويعقل البطن، جيد للخمار
5
والغثي والقيء والصداع الذي مع الإلتهاب.
6
رُبّ التفاح الحامض: جيد للخفقان والتلهّب والتهاب المعدة
7
والعطش الذي مع حرارة، ممسك للإختلاف والقيء.
8
رُبّ الحصرم: قامع للدم والصفراء. مسكن لالتهاب المعدة
9
والعطش.
10
رُبّ الريباس: مثله في ذلك بل أبلغ.
11
رُبّ حماض الأترج: يفعل مثل ذلك إلا أنه لا يعقل البطن
12
عقل هذه، ويقمع ويطفىء أكثر منها. وكل هذه الربوب تضر بمن في
13
صدره خشونة.
14
شراب الإجاص: يطفىء الدم والصفراء ويسهل البطن، ومع ذلك
15
لا يضرّ بالحلق كثير ضرر.
16
|III.9|في قوة اللحوم:
17
اللحم أقوى الأغذية وأكثرها إغذاء، يخصب البدن ويقويه. ومَنْ
18
أدمنه كثر في الامتلاء واحتاج إلى مواترة الفصد ولا سيما إن أدمن الشراب
19
معه.
20
لحوم الحيوانات المسنّة الهرمة والأجنَّة التي تستخرج من بطون
21
الحيوانات:
133
1
الحاملة المذبوحة: رديئة لا خير فيها ولا في أكلها. وأما ما بين
2
ذلك. فكلما كان الحيوان أطرى فلحمه أرطب وهو خير، وكلما كان أسَن
3
فلحمه أيبس وهو شر. وكلها تسخن ولا تصلح للمحمومين ولا من به
4
امتلاء.
5
اللحم الأحمر: أغذى من السمين وأقل فضولًا وأشد زيادة في
6
القوة. والغليظ منها يصلح لمن يكدّ ويتعب. واللطيف لمن حاله بضد
7
ذلك.
8
لحوم الجدي: معتدلة تبرئ من كل داء، تولد دمًا معتدلًا جيدًا
9
غير أنه لا يصلح لمن كثر تعبه ونَصَبه. ولا ينبغي أن يختار عليه من حاله
10
ضد هذه الحال. فإنه ليس يبلغ من ضعفه أن يسقط القوة ويهدمها البتة.
11
ولا يبلغ من كثرة إغذائه ومن غلظه أن يملأ البدن ويولد فيه دمًا غليظًا.
12
بل الدم المتولد منه بين الرقيق والغليظ والحار والبارد.
13
لحوم الحملان: أغلظ من لحوم الجداء وأقوى وأسخن وأكثر
14
فضولًا. وهو تالٍ للحم الجداء في الجودة.
15
لحوم الماعز: أبرد من لحم الضأن وأقل فضولًا وأقل قوة وإغذاء ولا
16
تصلح لأصحاب الأمزجة الباردة. والذين تعتريهم العلل الباردة فإن لحوم
17
الضأن أوفق لهم. كما أن لحم الماعز أوفق للذين أمزجتهم حارة رطبة
18
وتتقاعدهم الأمراض الحارة الامتلائية.
19
لحم البقر: غليظ كثير الإغذاء يتولد منه دم مُنتن غليظ ولا يصلح
20
إلا لمن يكثر كدّه وتعبه ولا ينبغي أن يأكله من يعتريه أمراض سوداوية.
134
1
لحم الدابة: حار غليظ يتولد منه دم غليظ تؤول عاقبته إلى
2
السوداء.
3
لحم الجَزُور: شديد الحرارة يتولد منه دم غليظ أيضًا، وتؤول
4
عاقبته إلى السوداء وليس من هذه اللحوم الثلاثة شيء يصلح لمن لا يكد
5
ولا يتعب. ولحم البقر أصلحها على كل حال.
6
لحم الظباء: أصلح لحوم الصيد. والدم المتولد منه قليل الفضول
7
يابس يميل إلى السوداء.
8
لحوم التيوس الجبلية: أغلظ وأقرب إلى السوداوية وكذلك لحم
9
الأيل والحمر الوحشية. إلا أن لحم الحمر الوحشية يسخن مع ذلك
10
إسخانًا ظاهرًا. وكل هذه اللحوم تولد دمًا سوداويًا ولا سيما لحوم الأرانب
11
فإنها أكثر توليدًا للسوداء.
12
|III.10|لحم الطُّيْهوج: أخف لحوم الطير وأجودها لمن يريد أن يلطّف
13
تدبيره.
14
لحم الدُرَّاج: تالٍ له في ذلك. وهو قليل الفضول. ليس له كثير
15
إسخان. ويتلوه لحم فراريج الدجاج ثم التدارج فإنها مثل لحم
16
الدجاج.
135
1
لحم الدجاج: يولد دمًا جيدًا ويزيد في المني إلا أنه أيبس وأقل
2
غذاء.
3
لحم القَبَج: أغلظ من هذه ويمسك البطن. وهو قوي الإغذاء
4
جدًا.
5
لحوم القنابر: تمسك البطن.
6
لحوم العصافير: حارة تهيج الباه. وكذلك لحم الفراخ فإنها قوية
7
الحرارة ويتولد منها دم مشتعل يسرع إلى الحميات.
8
لحوم البط: أكثر هذه كلها فضولًا وأوخم وأشد حرارة. وليس هو
9
أكثر إغذاء من لحم الدجاج.
10
لحوم الكراكي: غليظة عضلية تولد دمًا سوداويًا.
11
لحم النعام: أغلظ منه.
12
لحم القطا والطيور الجبلية: كلما كان أشد حمرة وسوادًا، فهو أشد
13
إسخانًا وأميل إلى توليد الدم السوداوي. وما كان منه له رائحة كريهة فإن
14
ما يتولد منه من الدم فهو رديء ولا ينبغي أن يؤكل منه البتة.
15
لحوم طيور الماء والآجام: كثيرة الفضول وما كان منها له رائحة
16
كريهة فهو أردأ.
17
|III.11|في قوة أعضاء الحيوان:
18
الرؤوس: غليظة كثيرة الإغذاء مسخنة ولا ينبغي أن تؤكل إلا
19
في الزمان البارد. وكثير ما يهيج معها الحمى والقولنج لكنها تقوّي غاية
20
القوة وتزيد في المني والدم.
136
1
الدماغ: بارد رطب مغثي للمعدة. وينبغي أن يؤكل قبل سائر
2
الطعام إلَّا مَن عَزَم على العلاج، ويصلح لصاحب المزاج الحار. ويصلح
3
لمن يعتريه العلل الباردة.
4
المخ: قريب إلى الاعتدال من الحر والبرد إلا أنه مائل إلى الحرارة.
5
ويزيد في المني ويرخي المعدة.
6
الشحم: أبرد وأكثر فضولًا من المخ والإكثار منه يولد في الأمعاء
7
البلغم الغليظ.
8
الضرع: بارد غليظ كثير الإغذاء بطيء الهضم. صالح لأصحاب
9
المعدة والأكباد الحارة.
10
الكبد: حار كثير الإغذاء ثقيل بطيء الهضم.
11
الكلى: بطيئة الهضم غير جيدة الدم وليس لها كثير إغذاء.
12
الطحال: رديء الإغذاء يولد دمًا أسودًا ويلطخ المعدة ويشبع
13
سريعًا.
14
البطون: عسرة الهضم قليلة الإغذاء باردة تولد دمًا بلغميًا.
15
القلب: حار صلب عسر الهضم ليس بكثير الإغذاء.
16
الرئة: عسرة الهضم قليلة الإغذاء باردة.
17
لحم العضل: يولد دمًا فيه لزوجة. ويكون قليل الحرارة.
18
اللحم الأحمر: يولد دمًا يابسًا قليل الفضول. وهو أكثر إغذاء
19
من السمين.
137
1
اللحم السمين: يولد دمًا كثير الرطوبة والفضول. وهو أقل
2
إغذاء من اللحم اللحيم.
3
اللحم المَجزَّع: يولد دمًا معتدلًا.
4
الإِلية: حارة رديئة للمعدة متخمة تولد الصفراء.
5
الجلود: تولد دمًا باردًا فيه لزوجة كثيرة تورث السدد.
6
الأكارع: تولد دمًا أبرد وأَلزَج وأخف ما يولد اللحم.
7
مقاديم الحيوان: أخف وأسخن ومؤخره أثقل وأبرد.
8
|III.12|في القوة التي تكتسبها الأطعمة من الصنعة:
9
اللحم المكبب على النار: كثير الإغذاء يقوي البدن ويغذوه
10
بسرعة ويصلح لمن استفرغ بدنه غير أنه بطيء الهضم لا يكاد يستولي عليه
11
الهضم عن آخره ولا ينبغي أن يؤكل على طعام قد تقدم ولا يخلط بغيره
12
ولا يشرب عليه ساعة يؤكل إلا شيء قليل إن لم يكن منه بدّ. وأما ما قلي منه
13
من اللحم السمين فهو وخم بطيء النزول قوي الإِغذاء. وهو أثقل من
14
المكبب على النار. وما قلي منه بالزيت كان أخف وأمرى.
15
المطَجَّن: رديء الإغذاء قليله. يصلح لمن يتجشأ جشاء
16
حامضًا. وكل ضروب القلايا والمطجنات قليلة الإغذاء بالإضافة إلى
17
الألوان التي لها ثرود وأمراق وتصلح للذين يشكون الرطوبات ويُحبّون
18
تجفيف أبدانهم وتلطيفها.
138
1
الشواء: غليظ كثير الإغذاء لا يستمر به إلّا أصحاب المعدة القوية
2
الحارة. يمسك البطن وخاصة إذا لم يؤكل السمين منه.
3
الجُوذاب: ما تقدم قبله أو يؤكل معه، يطلق البطن. وكثيرًا ما
4
يتولد عنه القولنج وخاصة إذا أُكل مع بقل كثير وشُرب عليه الماء.
5
الهريسة: أكثر الأطعمة كلها إغذاء لا سيما إذا اتخذت باللبن. وهي
6
تصلح لمن يحتاج أن يقوّي ويُخصب بدنه وللمحرورين والنحفاء ولمن يكثر
7
الكدّ والرياضة. وأما الذين أحوالهم بالضد من هؤلاء. فإنها تملأ عروقهم
8
سريعًا وتلقيهم في الحمّيات وأوجاع المفاصل وتولد الحصى في الكلى
9
والخراجات والأورام.
10
السكباج: بارد قامع للصفراء والدم. يصلح لأصحاب الأكباد
11
الحارة والذين يعتريهم فيها السدد واليرقان والمحتجمين والمفتصدين. ولا
12
يصلح لشارب الدواء. رديء لمن به علة في العصب ولأصحاب الأبدان
13
الضعيفة النحيفة التي تحتاج إلى تقوية وإخصاب لأنه يجفف ويلطف. جيد
14
لأصحاب اللحوم والدماء الكثيرة والذين يتأذون دائما بكثرة الدم والمرة
15
ويعقل البطن.
16
الحصرمية: باردة قامعة للصفراء والدم. مُمسكة للبطن غير أنها
17
لا تلطفه ولا تفتح السدد كما يفعل السكباج وفي نحوها.
18
الريباسية والسماقية: وهي من الأغذية النافعة في الصيف إذا جعل
19
فيها القرع والبقلة الحمقاء والخيار ونحوها. وكل هذه وكذلك السكباج
20
رديء لمن به خشونة في صدره.
21
الزيرباج: يغذو إغذاء معتدلًا موافقًا للمعدة والكبد. يجمع
139
1
منافع السكباج ويسلم من مضاره.
2
المَضِيرة: باردة غليظة كثيرة الإغذاء موافقة للمحرورين
3
والنحفاء رديئة لمن يعتريه أمراض بلغمية. جيدة لمن يكثر به الحميات
4
المحرقة والغب.
5
الكِشكِيّة: في نحو الحصرمية. غير أن معها نفخ.
6
الأسفيذباجات: بالجملة حارة. وهي من أطعمة الشتاء.
7
وتقويتها للبدن وإغذاؤها أكثر من سائر الطبيخ ويختلف على قدر كثرة
8
التوابل الحارة وقلتها. تزيد في الدم والمني. وتقوي الجسد وترطبه وتحسن
9
اللون وتكسبه خصبًا وجلدًا وحرارة وهي في الصيف وخمة مسخِّنة جالبة
10
للحمى.
11
|III.13|في الحلواء:
12
الفالوذج: كثير الإغذاء طويل الوقوف يورث إدمانه السدد في
13
الكبد. وهو صالح للحلق وللرئة ولمن قد نهك بدنه واستفرغ.
14
الخبيص: أخف من الفالوذج وأقل إغذاء وأبعد إلى توليد
15
السدد.
16
البَهَطَّة: كثيرة الإغذاء مقوية للبدن جدًا زائدة في المني والدم.
17
القطائف: غليظة وخمة كثيرة الإغذاء مخصّبة للبدن.
18
اللوزينج: في نحوها غير أنه أخف منها كثيرًا.
140
1
الزلابية والروغن خرديك: يسخن ويعطش ويورث
2
الجشأ الدخاني.
3
وبالجملة فجميع الحلواء تزيد في الدم والمني، مخصبة للبدن، رديئة
4
للكبد والطحال المتهيئين للسد والورم، جيدة للحلق والرئة، زائدة
5
في المخ والدماغ. وما اتخذ منها بالسكر كان أقلّ حرًّا من المتخذ بالعسل.
6
وأصلح الأدهان التي تستعمل فيها هو دهن اللوز. أما المتخدة بالعسل
7
والنارجيل والفستق والجوز فمفرط الحرارة.
8
|III.14|في قوة البيض:
9
الوَم البيض للناس بيض الدجاج والتدارج. ومن بعدها
10
بيض البط، على أنه رديء الغذاء سهك. أما سائر البيض كبيض
11
العصافير والطيور فإنها تصلح أن تؤخذ على سبيل الدواء. وهذان يزيدان
12
في المني زيادة كثيرة ويحركان الشهوة. وبيض الأوز وخم سهك. أما بيض
13
الدجاج والتدارج فمعتدلة موافقة. وصفرة البيض حارة باعتدال جيدة
14
الغذاء. وبياضه بارد لزج عسر الهضم ليس بجيد الدم. والبيض السليق
15
المشتد أكثر إغذاء لأنه أعسر انهضامًا وأبطأ نزولًا. والرقيق سريع الإغذاء
16
والنزول صالح لمن استفرع وسقطت قوته والرعاد متوسط بينهما.
17
والبيض جيد لخشونة الحلق. والدم المتولد منه معتدل صالح القوة ينوب
18
عن اللحم في بعض الأحوال ولا ينبغي للمرطوبين أن يدمنوه.
141
1
|III.15|في قوة اللبن:
2
والرائب. والزبد. والجبن ومائيته واللور والرخبين
3
والمخيض والسمن.
4
اللبن الحليب: قريب من الاعتدال إلّا أنه مائل إلى البرودة
5
والرطوبة. يخصّب البدن ويرطبه، نافع من الدق والسل والسعال
6
اليابس وحرقة البول ولمن يشرب البنج والذراريح. يغذو
7
الأبدان اليابسة أفضل إغذاء. ويميل بها إلى الاعتدال ويزيد في الدم والمني
8
واستحالته سريعة فلذلك لا يسقى منه أصحاب الحميات الحارة. ويضرّ
9
بمن يعتريه الصداع والقولنج والأمراض الباردة. واختلافه كثير بحسب
10
نوع الحيوان وسنّه ومرعاه وقرب عهده بالولادة. ولبن البقر أغلظها وأوفقها
11
لمن يريد أن يخصب بدنه. ولبن الأتن أرقّها وإياه يسقى في علل
12
الرئة. ولبن المعز معتدل بينها. ولبن النعاج أكثر فضولًا. ولبن اللقاح
13
يسقى في أوجاع الكبد وفساد المزاج. ألبان الحيوانات الفتية الخصبة التي
14
تتحرك للرعي وتغتذي من حشائش جيدة وعهدها بالولادة عهد قريب
15
معتدل أجود. وبالعكس غيرها.
16
الماست: أبرد من اللبن الحليب. يطفىء الحرارة ويصلح أن
17
يؤكل قبل الطعام في يوم تعب وكد.
142
1
الرائب: أبرد من الماست كثيرًا وأوفق للمحرورين وللمعدة
2
الحارة غير أنه رديء للعصب والعلل الباردة، وهو أقل نفخًا من الماست.
3
المخيض: جيد للخِلفة الصفراوية الحارة ونهوك البدن وضعفه
4
وأجوده في ذلك ما طبخ بعد استخراج ونزع زبده بقطع حديد محماة تلقى
5
فيه حتى يغلظ قليلًا. فإن هذا جيد للخلفة الصفراوية وقروح الأمعاء.
6
ماء الجبن: يسهل الصفراء وينفع من الجرب والبثور والسعفة
7
واليرقان، ولمن قد أضرّ به شرب الشراب الصرف.
8
الزبد: نافع لخشونة الحلق والقوباء والسعفة اليابسة الخشنة إذا
9
دلكت بها. وهو وخم يطفو في فم المعدة.
10
السمن: مُرخ للمعدة، ملين للصلابات إذا ضمدت به، نافع من
11
نهش الأفاعي والسموم الحارة الحريفة. ويهيج إدمانه الأمراض البلغمية.
12
وهو أقوى الأدهان وأغذاها كلها.
13
الجبن: حديثه بارد غليظ يزيد في اللحم ويكسر لهيب المعدة ولا
14
يصلح للمبرودين وعتيقه يختلف بمقدار عتقة. فالحريف منه حار ملهب
15
معطش رديء الغذاء غير أنه يقوي فم المعدة إذا تلقم منه بلقم بعد
16
الطعام. ويذهب بالبشم والوخامة التي تخلفها الأغذية الحلوة الدسمة
17
في فم المعدة. وينبغي أن يترك حديثه وعتيقه. واللبن الغليظ أيضًا من
18
يعتاده يولد الحصى في كلاه.
19
اللور: وخم ثقيل لا يبعث الشهوة كما يبعث الجبن لكنه أيضًا لا
20
يعطش. وهو أدسم من الجبن واللبن.
143
1
المصل: قوي البرد مسكن للعطش مطفي للصفراء رديء للعصب
2
والأمراض الباردة.
3
الرخبين: أقل مضرة بالعصب من المصل.
4
|III.16|في قوة السمك:
5
الطري منه بارد رطب. وكله عسر الهضم بطيء الوقوف في المعدة
6
معطش. ويتولد من الطري دم بلغمي يرطب البدن ويزيد من المني رديء
7
للقولنج ولن يعتريه الأمراض الباردة. صالح للمحرورين وأصحاب
8
الصفراء. على أنه في الجملة يسير الغذاء. ولا تُطفأ المرة الصفراء بغيره من
9
الأطعمة ولا خير وأصلح، لأنه لا يعدم منه طول الوقوف في المعدة،
10
والأعطاش. وجميع اللزوجات الرديئة في البدن تتولد منها ضروب
11
الأمراض. وأصلحه الهازبا والبنّي وما جانسها. وبالجملة يختار
12
منه ما لم يكن لزج اللحم ولا مفرط السمن، ولا سهك يسرع إليه العفن
13
والنتن، ولا ما صيد من الآجام والمياه الراكدة أو من مواضع فيها أقذار
14
وحماة وحشائش رديئة نابتة في تلك المياه. وما لم يكن بعظيم الجثة جدًا.
15
وشرَّه وأردأه ما جمع ضد هذه الخلال.
16
وأما المالح منه فليس بصالح أن يؤكل إلّا في يوم تَعْزم فيه على
17
العلاجِ، أو يؤكل القليل منه مع الأغذية الدسمة البشعة وهو بحاله أو
18
ممقورا ليقوّى الشهوة قليلًا. وأما القريت وهو الذي يجعل
19
عليه الملح ويؤكل بعد يومين أو ثلاثة وهو من سمكٍ قريب العهد بالملح.
144
1
فهو لا يُبرِّد ولا يُطفىء ولا يُقطع ولا يلطف. فقد عدم منه هاتان المنفعتان
2
جميعًا فلا يبرد ويطفىء. ولا هو يقطع ويلطف ولا يعدم طول الوقوف
3
والإِعطاش.
4
|III.17|في التوابل والأبازير:
5
الملح: حار يابس يُذهب بوخامة الطبيخ ويُلطفه ويهيج الشهوة
6
ويشحذها. والإكثار منه يحرق الدم ويضعف البصر ويقلل المني ويورث
7
الحكة والجرب.
8
الخل: بارد يابس يهزل ويذهب بوخامة الطبيخ ويسقط الشهوة ويقلل المني
9
ويقوي السوداء ويُضعف الصفراء والدم ويُلطف الأطعمة إذا عملت به.
10
المِري: يعمل عمل الملح إلّا أنه أقوى وألطف منه ويسهل البطن
11
ويقطع اللزوجات ويلطف الأغذية الغليظة غير أنه يسخن ويعطش.
12
الفلفل: قوي في الحرارة واليبس يسخن المعدة والكبد ويهضم
13
الطعام ويحلل النفخ غير أن إسخانه قوي فهو من أجل ذلك يضر بالأبدان
14
الحارة ولا سيما في الصيف.
15
الكُزبَرَة: باردة يابسة شأنها أن توقف الغذاء في المعدة ليتمّ هضمه.
16
ولذلك ينبغي أن لا يكثر منها في الأغذية الغليظة.
17
الكمُّون: حار يابس دون الفلفل. يهضم الطعام ويحلل النفخ.
18
الكَرَاويا: مثل الكمون في الحر واليبس غير أنه أمرأ وأوفق
19
للمعدة ويعقل البطن.
20
الكاشِم: حار يابس دون الفلفل يعين على الهضم مُفِشٌ للنفخ.
21
السَعتر: حار يابس ممرىء جدًا باعث للشهوة طارد للرياح.
145
1
الأنْجِدان: حار يابس إلّا أنه طويل الوقوف في المعدة ولا يحلل
2
النفخ ويحرك الباه.
3
الدار صيني: حار يابس مقوي للمعدة والكبد معين على الهضم
4
طارد للرياح.
5
الخُولِنْجان: طارد للرياح معين على الهضم.
6
قُرْفَة: قريبة من الدار صيني غير أنها أضعف.
7
المحروث: حار يابس مقوي للمعدة والكبد معين على الهضم.
8
|III.18|في البقول وما يستعمل منها في الطبخ:
9
الخس: بارد مسكن للهيب المعدة الحارة. قاطع للباه. جالب
10
للنوم.
11
الهِندبا: بارد مطفىء جيد للكبد والمعدة الملتهبة ويحلل السدد.
12
الكراث: حار يابس باعث للشهوة مصدّع، يري أحلامًا رديئة.
13
رديء لمن يسرع إليه الصداع ويتأذى بالحرارة.
14
الكزبرة الرطبة: باردة. ولا ينبغي أن يكثر منها، فإنها ربما قتلت.
15
والقليل منها يعمل ما يعمل الخس غير أنها لا ترطب.
16
الجَرجير: حار يابس له نفخ وتصديع للرأس ويبطىء بالهضم
17
وينفط.
18
الحُرَّف والرشاد: يابسان حاران يبعثان الشهوة.
19
الحُلبَة: حارة منفخة مصدّعة.
20
الحَنْدَقوقا: حار مصدع غير أنه لا ينفخ.
21
الطَرخون: حار، غليظ منفخ بطيء الهضم.
146
1
السذاب: حار يابس لطيف محلل للرياح والنفخ.
2
الباذرَ نْجَبوية: حار لطيف جيد للخفقان والهم والوحشة.
3
النعناع: حار لطيف معه نفخ وينفط ويشهي للطعام ويسكن القيء
4
والفواق.
5
الباذرُوج: حار مصدع رديء الغذاء يظلم البصر إن أدمن ويجفف
6
المني واللبن إلّا أنه جيد لفم المعدة يقويها وينفع القلب.
7
الكُرفس: حارٌّ فَتّاح للسدد. ينفخ ويهيج الباه وينفع من البخران.
8
وينبغي أن يجتنب أكله إذا خيف من لدغ العقارب (ومن يعتريه
9
الصرع).
10
الكرفس الرومي: مثله إلّا أنه ألطف وأبلع. رديء للمرضعة.
11
الثوم: حار يابس يسكن العطش ويسخن البدن ويطرد الرياح.
12
رديء في البلدان والأبدان والأزمان الحارة. صالح فيما ضادها.
13
البصل: حار يابس معطش باعث للشهوة مهيج للباه. مصدّع أن
14
أُكل نيٌّا. ويولد في المعدة رطوبات وبلاغم.
15
الكُرُنْب الهمداني والكرنب النبطي والقنبيط الموصلي: الكرنب
16
النبطي: حار يابس يولد الصفراء ويفسد الأحلام غير أنه يلين الحلق
17
والصدر ويطلق البطن ويخفف الخمار والسُكن، والقنبيط كمثله إلّا أنه أقل
18
حرًّا. والكرنب الهمداني أبرد ويجري قريبًا من مجرى اللفت ويزيد في
19
المني.
20
الباذنجان: حار شديد اليبس، يولد السوداء إذا أدمن، ويحرق
147
1
الدم ويُبْثر الفم إلّا إذا طبخ بالخل فإنه لم يبثر الفم، ويطفىء الصفراء بقوة
2
ويفتح سدد الكبد والطحال. وشر ما أكل منه النيىء ثم المشوي في النار
3
ثم المطجّن بالزيت.
4
اللفت: حار لين منفخ، يهيج الباه ويلين الحلق والصدر ويسخن
5
الكلى والظهر.
6
الجزر: حار منفخ عسر الهضم يحرك الباه ويدرّ البول.
7
الهَليون: حار رطب يزيد في الباه ويسخن الكلى ليس بجيد للمعدة
8
بل ربما غَثَا
9
الكمأة: باردة غليظة. والحمراء منها رديئة، الإكثار منها يولد
10
القولنج. وينبغي أن تؤكل بالتوابل.
11
الفطر: شر من الكمأة كثيرًا وفيه أصناف قاتلة تخنق الإنسان،
12
وينبغي إن حدث ذلك أن يشرب عليه مُرِّي أو بورق ويتقيأ. والجيد منه
13
يولد بلغمًا لزجًا.
14
الحُرشُف: حار يابس مُهيج زائد في الباه ومدرّ للبول ومذهب
15
بنتن العرق إذا أكثر منه ويُسخن الكلى.
16
الغَوَشْته: باردة رطبة قريبة من الكمأة بل هي أقل بردًا وأصلح
17
الكَشَنج: باردة قريبة من الغوشته.
18
الكُلَيكان: حار منفخ زائد في الباه يصدّع ويغثي
19
السُخَّر: حار يابس يجفف المعدة ويضر بالرأس.
148
1
الكَشُوت: حار باعتدال يابس مقوي للمعدة والكبد.
2
الطَلَع: بارد يابس يقوي المعدة ويجففها ويسكن فائرة الدم.
3
السلق: بارد رديء للمعدة مطلق للبطن منفخ مقطع للبلغم.
4
الفَرْفير: بارد مطفىء للعطش واللهيب عاقل للبطن مذهب
5
بالضَرَسْ جيد لأصحاب الصفراء والخلفة قاطع للباه.
6
القُطُف: بارد رطب ملين للبطن جيد الغذاء نافع لأصحاب اليرقان
7
واصحاب الاكباد الحارة.
8
البَقلة اليمانية: قريبة منها إلَّا أنها أسخن وأقل رطوبة.
9
المِلوكية: قريبة من القطف إلّا أنها أخف منها.
10
الأسفاناخ: معتدل جيد للحلق والرئة والمعدة والكبد ويلين البطن
11
وغذاؤه حميد جيد.
12
اللّبلاب: بارد رديء للمعدة ويطلق البطن ويغثي ويكرب
13
الحُماض: بارد يابس يعقل البطن ويدبغ المعدة ويطفىء الصفراء
14
والعطش.
15
القرع: بارد رطب رديء للمعدة ويسكن العطش ويطفىء
16
لهيب المعدة والكبد الحارين.
17
الشِبِت: حار رديء للمعدة مغثي، يزيد في اللبن والباه ويلين
18
البطن.
19
الفجل: حار غليظ بطيء الوقوف يقطع البلغم ويبطىء بالطعام في
20
فم المعدة ويهيج القيء وأما ورقه فإنه يهضم الطعام ويبعث الشهوة أدنى
21
بعث ويفتح سدد الكبد ويهضم.
149
1
القنَّة برّي: حار مطلق للبطن يفتح سدد الكبد والطحال.
2
الراسن: حار يابس جيد للمعدة التي فيها رطوبات. يفتح السدد
3
في الكبد والطحال. والإكثار منه يفسد الدم ويقلل المني.
4
|III.19|في قوة الكواميخ والرواصير والصباغات:
5
اللبن: حار يابس جيد للمعدة وينقيها من البلغم إلّا أنه معطش
6
وينفع من البخر.
7
الصَحْناة: حارة يابسة معطشة تجلو المعدة من البلغم الغليظ وتنفع
8
من البخر وإدمانها يفسد الدم ويولد الجرب ونحوه من الأمراض.
9
الرُبَيثاء: حارة مشهية للطعام منقية للمعدة وتهيج الباه.
150
1
السُمَيكا: حارة جلاءة لما في المعدة من الرطوبات، مُعَطِّشة.
2
كامِخ الكبر: حار يابس رديء للمعدة معطش مهزّل للبدن.
3
كامخ الأَنجدان: شديد الحرارة مصدّع جيد للمعدة الكثيرة الرطوبة
4
ولمن في هضمه تخلف شديد.
5
كامخ الشبت: حار جيد لمن يريد أن يتقيأ. رديء إذا أكل فوق
6
الطعام.
7
وبالجملة فجميع الكواميخ تناسب الشيء المتخذ منه، وتكتسب من
8
الملح والعفن طبيعة ثانية لها فضل يبس وحرارة وحدّة. وأما المخلالات
9
فإنها تكتسب من الخل فضل لطافة وبرد.
10
الكَبَر المخلل: أقل حرارة من المكبوس بالملح، جيد للسدد في الكبد
11
والطحال.
12
البصل المخلل: لا يعطش ولا يسخن ويبعث الشهوة.
13
الخيار والقِثَّاء المخللان: يبردان تبريدًا قويًا وهما مع ذلك لطيفان.
14
وكل الكواميخ المالحة والمخللات ضارة لمن في حلقه خشونة. والمالحة
15
منها خاصة رديئة لمن يعتريه الجرب والحكة والسعفة ونحوها من الأمراض
16
الكائنة عن احتراق الدم وفساده.
17
الخردل: حار جدًا حِرِّيف يهلك البلغم ويسخن الكبد والمعدة ولا
151
1
ينبغي أن يدمن فإنه شديد الحرارة ولا يؤكل إلّا مع أغذية غليظة.
2
الشلجم المخلل: بارد لا نفخة فيه يطفىء المرة.
3
الزيتون: أما زيتون الماء فحار يابس يطلق البطن إذا قُدِّم قبل
4
الطعام ويقوي فم المعدة.
5
وأما زيتون الزيت فان إسخانه أكثر وتقويته لفم المعدة وإطلاقه
6
للبطن أقل.
7
الأَشترغار المخلل: يسخن ويعين على الهضم.
8
الروبيان: ما لم يملح منه يسخن قليلًا وينفخ ويزيد في الباه.
9
والمالح منه حاله كحال السمك المالح.
10
الجراد: غير المالح منه يسخن. وهو رديء الغذاء. والمالح منه
11
يسخن أكثر ويعطش ويحرق الدم.
12
الصِبَاغ: المتخذ بالخل والكراويا يهضم الطعام ولا يسخن كثير
13
إسخان. وما اتخذ بالثوم وبالخردل ولم يدخله خل فإنه قوي الإسخان. وما
14
كان منه معه رحنين كثر من حرارته أيضًا.
15
البَازات: بارد رديء الخلط ضار بالعصب منفخ.
152
1
|III.20|في قوة الفواكه والثمار:
2
التمر: حار غليظ كثير الإغذاء يولد إدمانه غلظًا من الأحشاء
3
ويفسد الأسنان ويزيد في الدم والمني. والرَّطب أقل حرًا منه إلّا أنه
4
لثِقٌ ملطخ للمعدة.
5
العنب: أما الخالص الحلاوة فإنه حار. إلّا أنه في ذلك أقل حرَّا من
6
التمر. وهو مع ذلك بريء مما يولد التمر من السُدِد. وينفخ ويطلق البطن
7
ويخصب البدن سريعًا ويزيد في الإنعاظ. ومارقَّ منه كان اسرع انحدارًا
8
وأقل نفخًا. وما غلظ بالعكس. وأما الذي يعتريه حموضة فإنه لا يُسخن
9
بل ربما طفأَ إذا غسل بالماء البارد وأُكل قبل الطعام. وأما الحصرم فبارد عاقل
10
للبطن قامع للمرّة الصفراء والدم. والزبيب حار باعتدال يغذو إغذاءً صالحًا
11
ولا يسدد كما يفعل التمر، إلّا أن التمر أقوى غذاء منه.
12
التين: حار، والرطب منه ينفخ ويليّن البطن وليس برديء الخلط
13
واليابس منه يغذو إغذاءً صالحًا ويسخّن ويورث إذا أكثر منه، الحكة
14
والقمل، ويليّن البطن إذا أُكل قبل الطعام.
15
الجُمَّيز: حار رديء للمعدة مُغثي. وهو أرقّ من التين وأَسرع
16
نزولًا.
17
الموز: حار رديء للمعدة مغثي سريع الاستحالة إلى الصفراء.
18
يسقط الشهوة ويلين البطن ويذهب خشونة الحلق .
19
قصب السكر: حار باعتدال: يلين الحلق ويدر البول ويذهب
153
1
بالحرقة الكائنة عند خروج البول. وينفع من السعال.
2
الرُّمان: الحلو لا يبرد ولا ينفخ. ويعطش ويلين الحلق. والحامض
3
منه يخشن الصدر ويبرد المعدة والكبد خاصة ويدفئ فائرة الصفراء والدم
4
ويكسر الخمار والقيء.
5
السَّفرجل: حلوه وحامضه يشد المعدة إلّا أن الحامض أبلغ في ذلك
6
ويثير الشهوة. وخاصيته عقل البطن. إلّا أنه إن أُكل بعد الطعام أسرع
7
بإحدار الثقل. وأبرده أحمضه وأقبضه.
8
الكُمَّثرى: الخالص الحلاوة منه لا يبرد. وكلّه يعقل البطن إلّا إذا
9
أكل بعد الطعام فهو يسرع بإحدار الثقل ثم تكون عاقبته عقل البطن.
10
والصيفي أقلها عقلًا للبطن وأكثرها تسكينًا للعطش.
11
الزعرور: بارد عاقل للبطن مسكن للدم والصفراء.
12
النَبْق: بارد يابس عاقل للبطن مسكن للصفراء والحلو منه أقل فعلًا
13
في ذلك.
14
التوت: أما الحلو منه فحار باعتدال، ملطخ للمعدة. مطلق
15
للبطن. والحامض منه بارد يطلق البطن ويقمع المرة قمعًا قويًّا.
16
التفاح: أبرده أقبضه وأحمضه جيد لفم المعدة غير أنه يملأ المعدة
17
لزوجات.
18
الإِجاص: بارد يطلق البطن ويسكن المرة ويسقط الشهوة.
19
الخوخ: بارد غليظ جيد للمعدة الملتهبة، بطىء النزول عسر
20
الاستحالة إلى الدم. يتولد من إدمانه الحميات البلغمية.
21
المشمش: بارد مطلق للبطن منفح يقمع الصفراء ويوهن المعدة
22
ويطفىء نارها ويتولد من إدمانه الحميات بعد مدة.
154
1
الريباس: بارد يابس عاقل للبطن مطفىء للصفراء والدم.
2
البطيخ: الحلو منه يستحيل سريعًا إلى المرة. وسائره يسكن العطش
3
ويرطب ويدر البول. ويولد الإكثار منه الهيضة.
4
الخيار والقثاء: باردان يسكنان العطش ويبردان المعدة ويدرّان
5
البول.
6
البلوط: بارد يابس عاقل للبطن ممسك للبول.
7
الشاهبلوَط: أجود إغذاء وأقل إمساكًا.
8
الجوز: حار يبثر الفم ويسخن ويعطش ويصدع.
9
اللوز: الحلو حار باعتدال. يليّن الحلق وهو ثقيل طويل الوقوف غير
10
أنه لا يسدد بل يفتح السدد ويسكن حرقة البول. وإذا أكل بالسكر زاد في
11
المني.
12
الفستق: حار يفتح سدد الكبد وهو أحر من اللوز.
13
البندق: أقل حَرًّا من الجوز واللوز وأثقل منهما. جيد للذع العقارب
14
النارجيل: يزيد في الباه ويسخن الكلى ونواحيها.
15
الحبة الخضراء: حارة تزيد في المني والباه وتسخن الكلى وتسمنها
16
وتدر الطمث.
17
حب السمنة: حارة تزيد في الباه وتخصب البدن
155
1
لوز الصنوبر: يسخن البدن وينفع من به رعشة وربو ويزيد في
2
المني.
3
حب الفلفل: حار زائد في المني ومصدع.
4
حب الزلم: زائد في المني.
5
الشَهْدانق: حار مصدّع وخْم يقطع الباه.
6
السمسم: حار وخم يبخر الفم ويرخي المعدة ويلين البطن.
7
الخشخاش: بارد جيد للحلق والصدر يزيد في النوم.
8
الغُبَيراء: بارد يابس عاقل للبطن مسكن للقيىء.
9
العنَّاب: معتدل الحرارة جيد للحلق والصدر يطفىء بعض
10
فائرة الدم.
11
الخرنوب الشامي: حار باعتدال يعقل البطن. والنبطي منه أقوى
12
فعلًا وليس له حرارة.
13
طين الأكل: بارد مقوٍ لفم المعدة، يذهب بالغثي الكائن بعد
14
الطعام ويطيب النفس. والإكثار منه على الريق يولد في الكبد سددًا
15
ويفسد المزاج.
16
الكُبَر: حار يورث سددًا في الكبد ويغلظ الطحال ويسقط الشهوة
17
ويلطخ المعدة.
18
الفانيد: حار ملين للحلق والبطن والمثانة مسخن لنواحي الكلى
19
العَسَل: حار سريع الاستحالة إلى الصفراء. جالي للبلغم. جيد
156
1
للمشايخ والمبرودين. رديء في الصيف للأمزاج للحارة.
2
السكر: يلين الحلق والبطن ولا يسخن كثير إسخان.
3
الترنجبين: يطلق البطن ويلين الحلق.
4
|III.21|في قوة الرياحين:
5
الشاهسَفرم: مائل إلى الحرارة. فإذا رُشَّ عليه الماء ورد جلب
6
النوم.
7
المَرْزنجوش: حار لطيف فتَّاح ينفع من العلل الباردة في الدماغ.
8
النَّمام: حار لطيف
9
الورد: بارد مسكن للصداع الحار والخمار ومهيج للزكام والعطاس.
10
البنفسج: بارد يجلب النوم ويسكن الصداع الحار.
11
الآس: بارد قابض مُقَوٍّ للأعضاء الواهنة..
12
الأُترج: قشوره حارة لطيفة ولحمه معتدل إلّا أنه غليظ بطيء
13
الهضم وحماضه قامع للصفراء.
14
دُلَب: حبه ينفع من السموم.
15
اللُّفاح: بارد غير أنه يثقل الرأس ويُسبت. وإن أُكل غثّى وقيأ
16
وربما قتل.
157
1
النَيْلُفر: بارد جالب للنوم مسكن
2
للصداع.
3
الأُقحوان: حار يثقل الرأس ويسبت.
4
الشيح: حار يابس جيد لسدد المنخرين.
5
الياسمين: حار لطيف جيد لوجع الرأس الذي هو من برد
6
ورياح غليظة. مُقَوٍّ للدماغ.
7
النَسرين: حار لطيف يصدع المحرورين سريعًا.
8
النَرجس: حار لطيف.
9
السَوْسَن: حار لطيف نافع للدماع.
10
الفَلَنْجَمشك: حار جيد للخفقان والوحشة والرعشة.
11
ورد الخلاف: بارد مُقَوِّ للدماغ قامع للبخار الحار.
12
الخِيري: حار لطيف وخاصة الأصفر منه. وجميع ما أُحسّ من
13
الحشائش عند الشم له من حرافة وحدة وتهيج. كما يحسّ للشيح والفودنج
14
فإنها حارة. وما أحسّ منها له مع الاستلذاذ. سكون من النفس إليه كورد
15
الخلاف واللينوفر والورد ونحوه فإنه بارد.
158
1
|III.22|في الطيب:
2
المِسْك: حار يابس مصدّع للمحرورين سريعًا. وينفع من
3
العلل الباردة في الرأس جيد للغشي وسقوط القوة.
4
العَنْبَر: حار مُقَوٍّ للدماغ والقلب.
5
الكافور بارد لطيف ينفع من الصداع الحار والأمراض الحارة
6
فى الرأس وجميع البدن. والإكثار من شمّه يُسهر. وأن شرب برّد الكلى
7
والانثيين وجمّد المني وجلب أمراضًا باردة في هذه النواحي.
8
الصنْدل: بارد يابس مقوّي جيد للأمراض الحارة، شُمَّ أو طُلي به
9
البدن، وإن طلي به البدن في الحمام أورث الحكة.
10
السَّك: حار يابس جيد للمعدة. ويقطع ريح العرق الردي.
11
العود: حار يابس جيد للمعدة الرطبة اللثقة
12
الزَعفران: حار يابس رديء للمعدة مغثي مصدع يثقل
13
الرأس ويجلب النوم.
14
المَحْلََب: حار يلين الأعصاب التي قد غلظت من ضربة.
15
الماء ورد: لطيف يسكن الصداع الحار والخمار والغشي والكرب.
16
والإكثار منه يبيض الشعر.
159
1
القُرُنفل: حار يابس مقوي للمعدة والقلب والدماغ.
2
المَيْعة: حارة تثقل الرأس وتُسبت.
3
أَظفار الطيب: حارة تثقل الرأس وتصدع.
4
القَسَط حار يابس جيد للزكام البارد إذا بُخّر الأنف به ويفتح
5
السدد.
6
السعد: حار يابس جيد للبخر والمعدة اللثقة الرطبة.
7
الاشنان حار يابس جيد ينقي ويفتح السدد ويأكل اللحم
8
الزائد.
9
وبالجملة، فأكثر الطيب حار إلا ما أحسَّ منه بما ذكرنا كما يحس في
10
الماء ورد والكافور والصندل.
11
|III.23|في الأدهان:
12
الزيت: حار، وأكثره حرًّا أكثره لذعًا وأشد ريحًا، وليس له وخامة
13
سائر الأدهان ولا غلظها.
14
السمن: أغذى الأدهان وأغلظها.
15
دهن الجوز: شديد الحرارة قوي التحليل.
16
دهن النارجيل: حار يسخن الكلى.
17
دهن الخروع: حار مُنقي للعصب من اللزوجات التي ترتبك فيه.
160
1
دهن اللوز: معتدل جيد للصدر والرئة والمثانة والكلى غير أنه بطيء
2
النزول.
3
دهن الفجل: حار لطيف، محلل، ينفع من وجع الأذن الذي من
4
البرد والريح الغليظة.
5
دهن البان: حار مُلَيِّن.
6
دهن السوسن: حار لطيف يلين العصب وينفع مِنْ علل الأرحام.
7
دهن النرجس: كذلك.
8
دهن البنفسج: بارد جالب للنوم.
9
دهن النَيْلوفر: أبلغ منه.
10
دهن القرع: في نحوها، جيد للحر والسهر.
11
دهن الورد: بارد جيد للصداع والعلل الحارة في الرأس.
12
وجميع الأدهان جملة، مناسبة لما تتخذ منها..
13
دهن القَسَط: حار يسخن العصب وينفع من الخدر والرعشة.
14
دهن السُنْبل: حار جيد للمعدة الباردة إذا ضمدت به.
15
دهن المصطكي: جيد للمعدة الباردة إذا جعل في الضمادات.
16
دهن الآس: بارد مقوي للشعر.
17
دهن الخيري: حار لطيف محلل وخاصة الأصفر منه.
18
دهن البَلَسان: حار جدًا يفتت الحصى، ويعين على الحبل إذا
19
احتمل.
20
|III.24|في الملابس:
21
كل لباس أملس صقيل فإنه أقَلّ إسخانًا للبدن. وأَحرى أن يُلبس
22
في الصيف. وكذلك المهلهل النسج وما له خمل ووبر وكان غير
161
1
صقيل فإنه يسخّن أكثر وهو من لباس الشتاء.
2
الكتان: أبرد الملابس على البدن وأقلها لزوقًا وتعلقًا به ولذلك فهو
3
أقل إقمالًا.
4
القطن: أدفأ من الكتان وأشد لزومًا منه للبدن.
5
الأَبريسم: أسخن من الكتان وأبرد من القطن. يربي اللحم.
6
وكل لباس خشن فإنه يهزل البدن ويصلب البشرة وبالعكس.
7
الصوف والشعر: حاران خشنان منهكان للجسد وخاصة في
8
الصيف، وكذلك ما اتخذ من أوبار الإبل.
9
المِرْعِزي: حار جدًا يلزم البدن ويسخنه إسخانًا شديدًا.
10
الخَزْ: يسخن كإسخان هذين إلا أنه لا يخشن ولا يؤذي
11
البشرة.
12
السِنْجاب: أقل الأوبار حرًّا.
13
والثعالب: أكثرها حرًّا ولا يصلح للمحرورين.
14
السمُّور: يتلو الثعالب في حرّه.
15
ثم الفَنَك والقاقم: وهذه أقل حرًّا من الفنك. ثم
162
1
الحواصل أكثر حرًا من القاقم.
2
والحواصل: معتدلة الحر وهي مع ذلك خفيفة تصلح للأبدان
3
المعتدلة. وأما سائر الفراء والأوبار مما لم نذكرها فهي جافية لا تصلح إلا
4
للأبدان الخشنة الغليظة.
5
|III.25|في الرياح والأهوية:
6
الريح الي تهب من ناحية القطب الشمالي، وهي ناحية الفَرْقدين
7
وبَنات نعش، باردة يابسة تصلّب الأبدان وتقويها وتجفف الرأس
8
والحواس، وهي أصلح الأرياح وأدفَعَها للعفن غير أنها تهيج العلل التي
9
تكون في الرئة والحلق والنزل والزكام وتعقل البطن وتدرُّ البول.
10
والهابَّة من ناحية القطب الجنوبي، وهي ناحية سهيل ترخي
11
الجسد وتكدّر الحواس وتهيج الصداع والرمد ونوائب الصرع والحميات
12
العفنية غير أنها لا تخشّن الحلق والصدر. وهي أجلب الرياح للأمراض
13
لا سيما إذا كثر هبوبها في الصيف وآخر الربيع..
14
وأما الريح التي تهب من حَدِّ المشرق الصيفي إلى المشرق الشتوي.
15
والتي تهب من حدّ المغرب الشتوي إلى المغرب الصيفي فمعتدلتان في الحر
16
والبرد. إلا أن أصلحها وأصحّها الهابة من المشرق وأردأها وأغلظها الهابة
17
من المغرب. وأما الهواء فأصلحه الصافي اللطيف الذي ليس فيه بخارات
18
غليظة ولا هو وَمِدٌ راكد محتقن، بل يتحرك بهبوب الرياح، لذيذ
19
المستنشق، يسرع إلى البرد إذا غابت عنه الشمس، وشرّه ما كان بالضد مما
20
وصفناه. وما كان لِغِلَظه ولِحَرِّه كأنه يقبض على الفؤاد ويمسك بالنفس.
163
1
وما كان فيه بخارات كثيرة غليظة من مجاورته لبحيرات وآجام فيها
2
أمياه راكدة وكان فيها نتن من عفونات أو جيف أو كان شديد الحر
3
ملتهبًا أو كان محتقنًا لا تخرقه الرياح. فإن هذه الأهوية كلها وبائية ويكون
4
الهواء محتقنًا في المساكن التي في الجوبات وحيث يحيط بها جبال شاهقة أو
5
آجام. وحيث لا تهب أرياح كثيرة.
6
|III.26|في البلدان:
7
أعظم التغيير في البلدان، من عروضها. وذلك أن البلدان الشمالية
8
أبرد، والجنوبية أسخن. والبلدان الباردة أصَحّ وأهلها أجسم وأقوى
9
وأجود هضمًا وأحسن ألوانًا وألين أبدانًا. والبلدان الحارة بالضد. والبلدان
10
التي يسترها عن ناحية الشمال جبل يقل لذلك هبوبها فيها وتعدم المنافع
11
المكتسبة من ريح الشمال. فإن كانت تهب عليها مع ذلك الجنوب صار
12
مزاجها حارًا رطبًا. ومزاج البلدان الشمالية بارد يابس قليل الحميات
13
والعفن.
14
وأجود البلدان وأعدلها المكشوف للمشرق والمستور عن
15
المغرب. وشر البلدان ما ضاد هذا. والبلدان التي تكون في ناحية
16
الشمال منها بحر تصير شمالية والتي تكون في ناحية الشمال منها جبل وتكون
164
1
مكشوفة للجنوب تكون جنوبية. والبلدان التي تحيط بها جبال من كل
2
ناحية أو تكون في جوبة، تكون ومِدَة. والبلد الرفيع الذي يكثر فيه هبوب
3
الرياح يكون (فسيحًا) لطيف الهواء، والبلد الكثير الماء والشجر،
4
يكون أكثر رطوبة وومدا. والبلد الأجرد القليل الماء يكون يابسًا. وإن كان
5
صخريًا، كان أيبس. والبلد الذي أرضه طين حر، معتدل في الرطوبة
6
واليبس. وإن كان أسود حمائي وله ريح منكر، فإنه رديء عفن.
7
والتربة السبخة إذا كانت مع هواء حار كانت اردأ. وإن كانت باردة
8
كانت أقل رداءة.
9
وبالجملة فالبلدان الحارة تُصَفِّر اللون وتسَوِّده وتقلل اللحم والدم
10
وتنهك البدن وتحل القوة. والباردة بالضد من ذلك. والبلدان الرطبة تطيل
11
الشعر وتليّن الجسد وتخصّبه وترخي العصب. والبلد اليابس بالضد من
12
ذلك..
13
|III.27|في قوة المربيات:
14
الجلنجبين العسلي: صالح للمعدة التي فيها رطوبات إذا أخذ
15
على الرياح وأجيد مضغه وشرب عليه الماء الحار. ولا ينبغي أن يأخذه من
16
يجد حرارة والتهابًا وخاصة في القيظ فإنه يسخن ويعطش. فإن احتيج إليه
165
1
للعلة التي ذكرنا فيشرب عليه السكنجبين السكري.
2
البنفسج المربّى: يلين الحلق ويُسهّل السعال ويلين البطن. غير أنه
3
يرخي المعدة ويسقط الشهوة.
4
الهليلج الأسود المربى: يقوي المعدة وينقيها ويُدبِغُها ويعصر
5
عنها فضل الرطوبات الباقية عن الغذاء المتقدم. وإذا أدمن حَسَّن اللون
6
وأَبطأ بالشيب.
7
الأطريفيل الصغير: أقوى في مثل هذه الأفاعيل غير أنه يقلل المني.
8
الزنجبيل المربّى: قوي الحرارة يُسخّن المعدة والكبد ويعين
9
على الاستمراء ويُنعِظ.
10
الشقاقُل المربَّى: وخيم يسقط الشهوة غير أنه يزيد في المني زيادة كثيرة
11
إذا أدمن.
12
الفلفل والدار فلفل المربيان: في نحو الزنجبيل.
13
وأما سائر المربيات فإنها تستعمل للّذة لا لغيرها.
14
|III.28|في الأدوية التي يكثر استعمالها:
15
أسارون: حار يابس ينفع من سدد الكبد. ويدر البول جيد
16
للاستسقاء اللحمي.
17
إذخِر: حار يابس جيد للورم الصلب في المعدة والكبد إذا
18
ضُمِّدَ به.
19
أشْنَه: حرارتها يسيرة تحبس القيء وتقوي المعدة.
166
1
إثمِد: بارد يابس يقوي العين ويحفظ عليها صحتها. ويقطع
2
سيلان دم الطمث إذا احتمل به.
3
أَبْهُل: حار يابس يدر الطمث بقوّة ويسقط الأجنَّة.
4
أَقاقيا: بارد يابس يقطع ويردّ نتوء المقعدة ويعقل البطن.
5
أنْزَرُوت: جيد للرَمَص في العين، والرمد، والخراجات
6
الطرية.
7
أفْتَيْمون: حار يابس، يُسهِل المرّة السوداء ويُحط النفخ.
8
أَمْبَرْ بارِس: بارد يابس عاقل للبطن قامع للعطش جيد
9
للمعدة والكبد الملتهبين.
10
أَمْلَج: بارد يابس مقوي للمعدة وأصول الشعر.
11
أَزادَرَخْت: حار يابس جيد لتفتيح السدد في الرأس. يطول
12
الشعر وثمرته رديئة للمعدة مكربة وربما قتلت.
13
أَنْجُرَة: حارة تهيج الباه وتخرج ما في الصدر بالنفث وتسهل البلغم.
14
أَنفَحة: كلها حارة تعقل البطن عقلًا شديدًا وتقطع نزف
15
الدم.
16
أَسْقيْل: حار حريِّف نافع من الصرع وعظم الطحال ونهش
167
1
الأفاعي والربو العتيق.
2
أَفيون: بارد يابس يسكن الإوجاع الحارة. مسكر مسبِّت
3
أفسَنتين: حار يابس يقوي المعدة ويفتح سدد الكبد وينفع من
4
الحميّات الطويلة.
5
أسْطو خودوس): حار يسهل السوداء والبلغم وينفع من
6
الصرع والماليخوليا إذ اكثر الإسهال به.
7
إكليل الملك: حار يلين الأورام الصلبة في المفاصل والأحشاء.
8
أُشَّق: حار يلين الأورام الصلبة ويحلل الخنازير.
9
|III.29|يبيْلَسان: حبّه ودهنه وعوده ينفع من نهش العقارب والأفاعي
10
وأوجاع الأرحام.
11
بَلَاذُر: حار يابس جدًا ينفع من الأمراض الباردة والنسيان غير
12
أنه يحرق الدم وربما هيج الوسواس.
13
بَوْرَق: حار يابس يهيج القيء ويليّن البطن إذا احتُمل به.
14
بُسَّد: بارد يابس ينفع إذا سُقي بعد جَودة سحقه، من نفث
15
الدم. ويقوي العين ويقطع الدمعة.
168
1
باذا وَرْد: مائل إلى الحرارة وهو نافع من الحميّات المزمنة.
2
بان: حار يلين الدم الصلب ويحلله ويذهب الكلف إذا طُلي
3
عليه. ودهنه جيد للغلظ الباقي من أثر الجبر للعظم، ويلين الأوتار اليابسة
4
ويسخن العصب وهو رديء للمعدة مغثي مطلق للبطن.
5
بَنْجَنْكَشت: حار يابس ينفع من غلظ الطحال ويذهب بالإنعاظ.
6
بَنْج جميع أصنافه مسكرة مخدّرة. وشره الأسود فإنه يقتل.
7
وإذا دُق وضمدت به الأورام الشديدة الضربان بطل حسها.
8
بِزْرَ قَطَوْنا: بارد، وإن شرب بالجلّاب أطفأ الحمى وسكن
9
اللهيب. يلين الصدر وينفع من السحج في الأمعاء إذا قلي وشرب. وإن
10
ضرب بالخل وضمدت به المفاصل التي فيها أورام حارة سكن الوجع.
11
بُهمُن: الأحمر منه حار مهيج للباه.
12
بَرْسياوشان: حار ينبت الشعر إذا أحرق وغلف به. ويحلل
13
الخنازير وينقي الرئة من الأخلاط الغليظة التي ترتبك فيها.
14
بُلبُوس: هو بصل مأكول حار يهيج الباه. وإن طُلي به الكلف
15
أذهبه.
16
بَوْزيدان: حار يزيد في الباه وينفع من النقرس.
17
بَسْفايج: حار يسهل السوداء ويحلل القولنج.
169
1
بُرنُج: حار يسهل البلغم ويخرج حب القرع.
2
بَلَيْلج: قريب الطبع من الاملج.
3
|III.30|جُنْدَ بَيْدستر: حار يسخن ويدر الطمث ويحلل النفخ.
4
جِبْلَهُنْك: حار يقيء بقوة شديدة وينفع المفلوجين إذا قُيِّؤوا به
5
ويقرب فعله من فعل الخربق. وأكثر ما يعطى منه وزن درهم وربما قتل
6
لشدة القيء. وفي استعماله خطر.
7
جوز ماثل: مخدر وربما قتل. يسكر ويغثي ويقيء.
8
جوز بوّا: حار يابس يعقل البطن جيد للكبد والمعدة
9
الباردتين.
10
جنطيانا: حار جيد من لدغ العقارب، ومن الكبد والمعدة
11
الباردتين والطحال الغليظ.
12
جَاوشِير: حار جدًا، كاسر للرياح. جيد لمن يعتريه رياح
13
غليظة، ولأوجاع الارحام الباردة.
14
جُعدَة: وهي الشيح الجبلي. حارة مصدّعة للرأس. جيدة من
15
الحميات المزمنة. والاستسقاء واليرقان. نافعة من لسع العقارب.
170
1
جَبْسِين: بارد يابس يقطع الدم إذا ضرب ببياض البيض
2
ووضع على الموضع. وإن شرب ربما قتل.
3
جُلِّنار: بارد يابس عاقل للبطن ممسك للدم.
4
|III.31|دار شَيْشعان: حار قابض جيد للقلاع إذا تمضمض بطبيخه.
5
وطبيخه نافع من عسر البول والنفخ واسترخاء العصب. نافع من نتن
6
الأنف إذا طبخ بشراب وغمست فيه فتيلة وأدخلت في الأنف.
7
دُلَب: ورقة وجوزه بارد يابس وإن سحق مع الخل وضمد به
8
حرق النار نفعه وقشوره إذا طبخت بخل وتمضمض به نفع من وجع
9
الأسنان.
10
دِبْق: حار يابس يفش الأورام.
11
دم الأخوين: بارد يعقل البطن ويلصق القروح الطرية.
12
دَرَونَج: حار جيد من الرياح الغليظة وأوجاع الأرحام الباردة،
13
والخفقان مع البرد ولذع العقارب.
14
دَِفلي: حار جيد للجرب والحكة. قاتل للحمير والدواب
15
والناس إن أُكل. جيد لوجع الركبة والظهر المزمن العتيق إذا ضُمّد به.
16
دَيو دار: حار جيد للأمراض الباردة في الدماغ والعصب.
17
جيد للمعدة والكبد الباردين. ومن الفالج والسكتة خاصة.
171
1
دَردي الخمر: حار محلل للأورام. وردي الخل: لا يسخن.
2
ويسكن الأورام الحارة إذا طُلي عليها.
3
|III.32|هَليلَج: الأصفر منه يسهل المرة الصفراء. وأما الأسود فيدبغ المعدة
4
ويقويها وينفع من البواسير.
5
هَيْل: حار يابس لطيف جيد للمعدة والكبد الباردين.
6
هَوْفارِيقُون: حار لطيف يفتح السدد وينفع من وجع الورك.
7
هَوْفاسِطَيداس: ويعرف بلحية التيس: قابض يستعمل حيث
8
يحتاج إلى إمساك وقبض.
9
|III.33|وَجْ: حار يابس جيد من الرياح الغليظة والطحال الصلب
10
وثقل اللسان.
11
وَسْمة: حارة قابضة تصبغ الشعر.
12
|III.34|زَنْجَبيل: حار يابس يهضم الطعام ويلين البطن. صالح للمعدة
13
والكبد الباردين وظلمة البصر من رطوبة إذا اكتحل به وأكل.
14
زَراوَند: جميع أصنافه حارة فتاحة للسدد. جيد للدغ
15
العقارب. يدر الطمت ويخرج الأجنة.
16
زَوْفا: أما اليابس منه الذي هو نبات، فإنه حار يابس بمنزلة
17
السعتر ينقي الصدر والرئة وينفع من الربو والسعال المزمن العتيق ويسهل
18
البلغم ويخرج الدود. وأما الرطب الذي هو وسخ الصوف فإنه يُنضج
19
ويلين الأورام الصلبة خاصة الكائنة من ناحية المثانة والأرحام.
172
1
زَرْنِباد: حار يابس يحلل الاورام وينفع من نهش الهوام
2
والأفاعي جدًا. ويسمن ويقطع رائحة الشراب.
3
زَيْبق: إذا قُتل كان محرقًا جيدًا للجرب والقمل.
4
زاج: حار يابس يجفف الجرب الرطب والسعفة ويقطع
5
الرعاف إذا نفخ في الأنف. وسيلان الدم من ضربة إذا جعل عليه.
6
زَرْنيخ: جميع ضروبه محرق نافع من الجرب والسعفة الرطبة والعفن
7
والآكلة والقمل والربو إذا دخن به. وإن طلي به أذهب آثار الدم الميت عن
8
ضربة.
9
زَبَد البحر: جميع أصنافه حار يابس جيد للجرب والبهق وداء
10
الثعلب.
11
زُجاج: له خاصية يفتت بها الحصى المتولد في المثانة ويذهب بالإِبرية
12
إذا غسل به الرأس.
13
زَرْنَب: حار يابس جيد للمعدة والكبد الباردين ويعقل
14
البطن.
15
زِنجار: حار يأكل اللحم.
16
|III.35|حُماما: حار يابس جيد للسدد في الكبد مع برد. ولوجع الأرحام.
17
ويُثقل الرأس. ويُسدر ويُصدع.
18
حِنَّاء: بارد جيد للقلاع وحرق النار.
173
1
حَضَض: معتدل في الحر والبرد نافع للأورام الحارة في العين
2
إذا طُلي عليها. وللأورام الرخوة الرهلة. ويبريء الكلف إذا طلي به.
3
وينفع من الخوانيق إذا تغرغر به ومن القروح في الفم.
4
حُرَّف: حار جدًا مسخِّن للمعدة والكبد. ملين للبطن. يخرج
5
الدود ويحرك شهوة الباه وينقى الرئة وينفع من الربو وغلظ الطحال
6
ويسقط الأجنة.
7
حاشا: حار ينفع من ضعف البصر الذي من رطوبة إذا
8
اكتحل به وأكل. جيد للربو ويخرج الدود ويسقط الأجنَّة ويُعين على هضم
9
الطعام.
10
حَرْمَل: حار يُسكر ويُسدر ويهيج القيء ويدرّ الطمث.
11
حُسَّك: بارد، يفتت الحصى إذا شرب ماؤه ويزيد في الباه
12
ويحل عسر البول.
13
حب النيل: يسهل البلغم وينفع من البرص والبهق الأبيض
14
إلّا أنه يكرب ويغثي.
15
حَنظل: حار يابس يسهل البلغم الغليظ وينقى الرأس وينفع
16
من أوجاع العصب وعرق النسا والنقرس البارد وداء الفيل.
17
حديد: خبثه يقوي المعدة ويقطع دم البواسير. والماء الذي
174
1
يغمس فيه الحديد يهيج الباه ويذهب غلظ الطحال.
2
حيّ العالم: بارد جيد للأورام الحارة إذا طليت به ولحرق
3
النار والرمد.
4
|III.36|طَرفا: بارد يابس وإن ضّمد بورقه الأورام الرخوة نفع منها.
5
وإن تمضمض بطبيخه سكّن وجع الأسنان. وإن شرب الشراب الذي
6
يطبخ فيه ورقه أذبل الطحال. وإن عمل من أصل الطرفا قدح وشرب فيه
7
الشراب أو السكنجبين وأدمن ذلك فيه أذبل الطحال.
8
طَرْثيث: بارد يابس يعقل البطن ويمنع الدم.
9
طُحْلَب: بارد جيد للأورام الحارة إذا ضمّدت به
10
طَباشير: بارد جيد من الحمى الحارة ومن العطش والقيء والخلفة
11
الصفراوية والخفقان والقلاع.
12
طين: المختوم منه والأرمني، جيدان لنفث الدم واختلافه.
13
والمأكول منه بورث سدد في الكبد وفساد المزاج غير أنه يقوي فم المعدة
14
ويذهب بوخامة الطعام والوخم ويسكن القيء والغثي.
15
طالَيْشَفر: حار يابس قاطع للخلفة وقروح الأمعاء والبواسير.
16
|III.37|يَبْروح: بارد مخدر إن سقي في الشراب أسكر. وإن سقي في
175
1
الأدوية سكّن الأوجاع. وإن أكثر منه قتل. وهو نبات إذا قطع يخرج منه
2
اللبن.
3
يَتوع: أصنافه كثيرة وكلها حارة مقرّحة تسهل وتغثي وتقرح البدن.
4
يَنبُوت: بارد يابس يمنع الخلفة جيد لليرقان إن شرب ماؤه.
5
|III.38|كرم الشراب: إن دقت أطرافه وورقه وضمّدت به الأورام
6
الحارة والصداع نفع. وإن دقت أطرافه وعلائقه وشرب سكّن القيء
7
وعقل البطن. وصمغ الكرم يفتت الحصى ويذهب الجرب.
8
كُنْدُر: حار يابس ينبت اللحم في القروح ويقطع الخلفة
9
والقيء ويُحرق الدم أن اكثر منه ويذكي وربما أورث وسواسًا وينفع من
10
الخفقان.
11
كمافيطوس: حار جيد لعسر البول واليرقان وعرق النسا.
12
كُنْدُس: حار ينقي بقوة ويسهل ويعطش.
13
كُزمازِك: بارد يابس. يحبس البطن وسيلان الدم. جيد من
14
تآكل الأسنان وتحركها.
15
كهربا: بارد يابس جيد لسيلان الدم في الطمث والبواسير.
16
وينفع نفث الدم ومن الخلفة والخفقان.
176
1
كُسَيْلا: حار يسمن البدن جيد للمعدة.
2
كبابة: حارة يابسة تفتح السدد وتنقي مجرى البول وتصفي
3
الحلق وتعقل البطن.
4
كَرْنَب: حار ينفع من الجرب إذا طُلي به ومن الربو إذا شُرب.
5
كما دَرْيوس: حار فتّاح للسدد يذهب غلظ الطحال واليرقان.
6
كُثَيْراء: تلين الحلق والرئة وتنفع السعال.
7
كُبَيكج: حار محرق معطش. ينفع الجرب طلاء.
8
كيل دارو: حار يخرج حب القرع.
9
|III.39|لوز مر: حار فتاح لسدد الكبد. جيد للربو والحصى في الكلى
10
والمثانة.
11
لسان الحمل: بارد جيد للأورام الحارة وحرق النار إذا
12
ضمدت به، ولوجع الأذن الحار. ولوجع الأذن البارد أيضًا. ولقروح
13
الأمعاء وبردها. وبزره جيد لقروح الأمعاء.
14
لوف: حار فتاح للسدد ومحرك للباه وجيد للربو العتيق.
177
1
لُك: حار جيد من أوجاع الكبد والاستسقاء.
2
لسان العصافير: يزيد في الباه وينفع من الخفقان.
3
لسان الثور: جيد للتوحش والخفقان والقلاع.
4
لاغية: حارة محرقة تسهل وتقيء.
5
|III.40|مُرْ: حار نافع من عسر البول إن شرب أو ضمّدت به العانة.
6
مَصطَكي: يقوي المعدة والكبد.
7
مُقُلْ اليهود: حار محلل للأورام الصلبة جيد للبواسير.
8
مُقُلْ مكي: بارد يابس عاقل للبطن.
9
مُو ميائي: جيد لنفث الدم ويسرع بانجبار الكسر نافع من الصداع
10
البارد إذا سعط به مع الزيبق.
11
ماهين زُهره: حار مسهل جيد للنقرس ووجع الورك والظهر.
12
مَقَر: حار جيد للسعال المزمن. ويصفّي الصوت ويسدر وينوم
13
ويدر الحيض وينفع من لدغ العقارب إذا شرب.
178
1
ماميثا: بارد جيد للأورام الحارة طلاء.
2
ما هو بَذَانه: حار مسهل ويقيء بقوة وينفع من النقرس.
3
مَرْقشيشا: حار يابس يقوي العين مع جلاء شديد.
4
مِداد: جيد إذا طلي به في حرق النار.
5
مَيُويَزْج: حار يابس محرق يقتل القمل ويقلع الجرب. وإن
6
أُخذ منه شيء قليل قيَّأ. وسقيه خطر لأنه ربما قتل.
7
مامِيران: حار جيد للبياض في العين ويحد البصر.
8
مُغات: جيد إذا طلي على الأعضاء الواهنة.
9
مَنْ: جيد للحلق والرئة.
10
مازِريون: حار جيد يسهل الماء بقوة ويضر بالكبد
11
مَرداسُنج: بارد يابس نافع من السحج ونتن العرق. وينبت
12
اللحم ويدخل في المراهم.
179
1
مرارات: كلها حارة تجلو ظلمة العين.
2
مُشَكطَرامْشيعَّ: حار يدرّ الطمث.
3
|III.41|نيل: حار قابض يُضمر الأورام الرهلة.
4
نوشادر: حار ينفع اللهاة الساقطة والخوانيق والبياض في
5
العين.
6
نارمِشْك: حار جيد للمعدة والكبد الباردين.
7
نَانَخواه: حار يابس مسخن للمعدة والكبد مدر للبول.
8
نَطرُون: حار جلّاء منقي للكبد.
9
نُوره: حارة محرقة تأكل اللحم الزائد وتقطع نزف الدم. وإن
10
غسلت كانت صالحة لحرق النار.
11
نِفْط: حار جيد للربو والرياح. يقتل الديدان الصغار إذا احتمل.
12
|III.42|سُنبُل: حار جيد للمعدة والكبد الباردين ويدر البول.
13
سِعْد: حار يابس مسخن للكبد والمعدة. مفتت للحصى. جيد
14
للبخر والعفن في الأنف والفم.
15
سَلِيخة: حارة يابسة تحدّ البصر وتُدر البول.
180
1
ساذِج: حار يدر البول وينفع من الخفقان والبخر والجنون.
2
سَنْدَرُوس: نافع من نفث الدم والبواسير.
3
سُك: حار جيد لوجع العصب والرياح.
4
سَرو: ورقه وجوزه حار قابض جيد للفتق إذا ضمّد به.
5
سُمَّاق: بارد عاقل للبطن. دابع للمعدة.
6
سِدْر: بارد يابس عاقل للبطن.
7
سَرَطان: لحمه ينفع مَنْ به سل ويزيد في المني.
8
سُورِنجان: جيد للنقرس ويزيد في المني.
9
سياه داوران: قابض يحبس الدم ويمنع انتثار الشعر.
10
سِنبادج: جلَّاء للحفر في الأسنان.
11
سَقَنقور: حار مهيج للباه. وخاصة كلاه.
12
سوس: جيد للحلق والرئة. يخرج ما فيه ويقطع العطش.
13
ويذهب بحرقة البول.
14
سَبْسِتان: ملين للحلق والصدر.
181
1
ساليُوس: حار جيد للربو والرياح وعسر البول والنفخ في
2
البطن ويسهل الولادة.
3
سَكْبينج: حار جيد للرياح الغليظة والقولنج والصرع
4
والفالج. ويجلو ظلمة البصر وينفع من لسع العقارب.
5
سُقولُو قَنْدَريون: حار جيد لغلظ الطحال وتقطير البول
6
والحصى.
7
سَقَمونيا: يسهل الصفراء بقوة ويضر بالمعدة والأمعاء والكبد.
8
|III.43|عَرْعَر: حبُّه يسخّن ويدر البول. جيد للمعدة.
9
عصا الراعي: بارد جيد للأورام الحارة والتهاب المعدة إذا
10
ضمدت به.
11
عِلك الأنباط: حار جيد للشقاق والقروح.
12
عاقِر قرحا: جيد لوجع الأسنان والبثور في الفم.
13
عُصفر: حار جيد للكلف والبهق.
14
عنب الثعلب: بارد للكبد الملتهب.
15
عُروق صُفُر: حارة جلّاءة تحد البصر وتذهب البياض.
182
1
عِنَّاب: حار باعتدال مليّن للحلق. يطفىء الدم قليلًا. ثقيل
2
وخم بطيء النزول.
3
|III.44|فُلْ: حار يابس جيد لوجع العصب.
4
فُوْ: مسخن مدر للبول.
5
فَاشرا: حار جلّاء للكلف والبرش. وكذلك الفاشر
6
أشين. ويدر الطمث وينفع من الصرع.
7
فِضّة: باردة تنفع من الخفقان.
8
فِلفلمَوية: حار جيد للقولنج والرياح.
9
فُوفِل: بارد جيد للأورام الحارة.
10
فَرْبِيون: حار جيد يسهل الماء بقوّة. نافع من الفالج ونحوه.
11
وإن اكتحل به نفع من ابتداء نزول الماء في العين.
12
فَيْلَزهِرج: مقوي للشعر.
13
فَراسيون: حار جيد للربو المزمن وعسر البول واليرقان.
14
فَودَنج: حار يابس جيد للربو المزمن وعسر البول.
183
1
فاوانيا: جيد من أم الصبيان إذا علق على الصبي. ومن
2
الصرع إذا دُخن به الأنف.
3
فُوَّةُ الصبغ: حار. ويدر البول والطمث. وينفع من البرص
4
والبهق إذا طلي به.
5
|III.45|صدف محرّق: يجلو الأسنان. وإن دُق نيًّا وضمد به حرق النار
6
أبرأه.
7
صابون: حار مقرّح للجسد. جلّاء قوي في ذلك.
8
صَبْر: حار يسهل الصفراء وينقي الرأس والمعدة وينبت
9
اللحم.
10
صمغ عربي: بارد يعقل البطن وينفع من السحج.
11
|III.46|قَردَمانا: حار جيد للصرع والربو والفالج. ويخرج حب القرع
12
وينفع من لدغ العقارب.
13
قصب الذُرَيرة: حار جيد للمعدة والكبد إذا ضمد به.
14
قُرطم: حار يلين البطن ويزيد في المني. رديء للمعدة.
15
قَطران: حار جدًا، يدر الطمث ويسقط الأجنة وينفع من
16
الجرب. مانع للماء من الإنجاب.
184
1
قَنْطوريون: جيد لأوجاع العصب والقولنج.
2
قَرَظ: بارد عاقل للبطن.
3
قَنبيل: حار يخرج حب القرع.
4
قَاقِلة: حار يسخن المعدة ويسكن الغثي.
5
قُلْب: حارة تدر البول وتفتت الحصاة.
6
قَلقاس: حار يزيد في الباه.
7
قَنَّة: حارة تدر الطمث بقوة وتحلل الرياح وتنبت اللحم وتحل
8
الخنازير.
9
قليميا الفضة: جيد للجرب في البدن والقروح في العين.
10
قليميا الذهب: ألطف. يذهب البياض في العين.
11
قَلقُنت: أكّال حاد مع قبض يذهب البواسير من الأنف.
185
1
قَيشور: وهو من أصناف زبد البحر. بارد يدخل في أدوية
2
العين ويجلو حفر الأسنان.
3
قاقلي: يسهل الماء ويدر اللبن والبول.
4
|III.47|رَوْسَخْتَج): يصبغ الشعر ويدمل القروح ويسهل الماء.
5
رِتَّه: حارة جيدة للدغ العقارب إذا شربت بنبيذ. ولِلُّقوة إذا
6
سُعط بها.
7
راتينج: وهو صمغ الصنوبر حار ينبت اللحم ويدخل في
8
المراهم.
9
الرُطبة: حارة وبزرها مما يزيد في اللبن والمني.
10
رَيْوَند: حار يابس جيد للمعدة والكبد والسقطة والضربة إذا
11
سقي.
12
رماد: حار يابس محرق يحلل الأورام الرهلة.
13
رازيانج: حار يدر البول. ينفع من الحميات المزمنة. ورطبه
14
يولد اللّبن ويحدّ البصر إذا اكتحل بمائه.
15
|III.48|شَيلَم: حار محلل للأورام.
186
1
شَيْطَرج: حار جيد ينفع للبهق الأبيض والبرص إذا طلي
2
بخل.
3
شِنكار: وهو خس الحمار. جيد للبهق إذا طلي بخلّ ولليرقان إذا
4
شرب ولغلظ الطحال.
5
شُبُرم: حار يسهل الماء بقوة والمرة والبلغم. رديء للكبد.
6
شحْم: كل الشحوم مدينه محللة.
7
شَقَرْدِيون: وهو ضرب من الثوم الجبلي. حار جيد للطحال
8
الغليظ.
9
شاهْتُرج: حار جيد للجرب والحكة مسهل للبطن.
10
شادِنْج: قابض بارد يدخل في الإكحال.
11
شب: قوي القبض يمسك الأسنان المتحركة.
12
شابابُك: حار جيد للعاب السائل من أفواه الصبيان ومن
13
الصرع.
14
شقائق النعمان: حارة تجلو ظلمة البصر وبياضه.
15
شُكّاع: حار نافع من الحميات المزمنة.
16
شَوْنِيز: حار حرِّيف يلحس البلغم وينزل الزكام ويبدد
17
الرياح.
187
1
|III.49|تُودَرِي: حار يزيد في الباه.
2
تمر هندي: بارد يسهل البطن ويقمع الصفراء والدم.
3
تَرَنْجبين: معتدل يلين البطن.
4
توتيا: جيد لتقوية العين نافع للصِّنان.
5
تَشميزج: حار جيد للرمد.
6
تربد: حار يسهل البلغم.
7
|III.50|تافَسيا: حار جدًا محرق ينبت الشعر في داء الثعلب. وينفع الجسد
8
من الاسترخاء دلكًا.
9
ثَيِّل: يدر البول ويفتت الحصى.
10
|III.51|خروع: جيد للقولنج والفالج ويلين الصلابات إذا ضمد به.
11
خردَل: حار يقطع البلغم إذا تحنك به ويخرج الدود وينضج
12
الأورام.
13
خطمي: حار باعتدال يسكن الأوجاع ويلين الأورام. وبزره يقلع
14
البهق إذا طلي به بخل في الشمس وينفع من حرقة البول.
15
خُربُق أسود: يسهل السوداء. والأبيض يقيء بقوة وشربه
16
خطر.
17
خيار شَنبَر: يليّن البطن وينفع من الأورام في الأحشاء.
188
1
خمير الحنطة: جيد للوجع في أسفل القدم إذا ضمد به. منضج
2
للدمل.
3
|III.52|ذُراريح: حار حاد جدًا، جيد للجرب. يُقرِّح المثانة إذا شرب
4
منه شيء كثير ويبوّل الدم وربما يقتل. والقليل منه يدر البول جدًا. وينفع
5
من البرص إذا طلي عليه بالخل.
6
ذنب الخيل: بارد جيد لاستطلاق البطن ونفث الدم والأورام
7
الحارة.
8
ذهب: جيد للخفقان وخبث النفس.
9
|III.53|ضرُو: نافع من استطلاق البطن والقلاع غاية النفع.
10
|III.54|غار: حار جيد لأورام الرحم ولسع العقارب وأوجاع
11
العصب. حبه ودهنه يغثي ويقيء.
12
غِراءِ الجلود: جيد للسعفة والفتق ونفث الدم.
13
غاريقون: حار فتاح للسدد في الكبد. جيد للربو والصرع.
14
يسهل أخلاطًا غليظة.
15
غافْت: حار فتاح لسدد الكبد جيد للحميات المزمنة.
16
غَرَب: تستعمل قشوره يابسة ومسحوقة للخراجات. ومَنْ
17
التصقت علقة بداخل حلقه وتغرغر بعصارته نفعه ذلك من غير أن
18
يخدش.
189
1
في الأدوية التي تسخن في الدرجة الأولى:
2
الصَبْر. البابونج. اللّوف الذي يسمى أذن الأفسنتين، اللادِن، بَزر
3
الكتان. رماد الحلزون البري. الحمص. الشاهتُرج. التمر.
4
الأدوية التي تسخن في الدرجة الثانية:
5
دَردِي. عصارة الزيتون. الشبت اليابس، أما الطري فأقل
6
إسخانًا. البرنجاسنف البلسان. الحشيش الذي يقال له راعي الأبل.
7
قصب الذريرة. الزعفران. الكُندر. المصطكي. العسل. الشراب
8
المستحكم. الفربيون. وسخ الكور: عصارة قثاء الحمار. العُنصل.
9
أصل الغَرب. الكعّوب. المر. قشور شجر حبة الخضراء. الحُلبة.
10
أصل المارْزيون الأبيض. كما فَيْطوس. الباذروج. الجُندْبَيْدَستر. بزر
11
الأنجرة. ورق الأَنجرة الأَسقاقيل وهو نوع من إكليل الملك
12
الزَرَاوند الطويل والمدحرج. اللوز الذي يقال له دُراقويطون. الدِبْق.
13
المَيْعة وهو الأسطرك. الملح. الكبريت.
14
الأدوية التي تسخن في الدرجة الثالثة:
15
الشيح وخاصة الأرمني المحرق. الشَيْلَم وهو الجوز. الوَجْ. الحُماما.
16
صمغ الجوز النانخواه. الشب المحرق. الأنيسون. الغار. أسارون.
17
الخُرْبُق الأبيض والأسود. الأفتيمون. الفَوْدَنج النهري. النَعْنَع. الحاشا.
18
قشور القصب المحرق. الكَراويا. السَلِيخه. السرو. اليَنبوت.
190
1
المَرْماخورْ. أصل المر. الحَرْمل. السذاب. الشراب العتيق. جميع
2
أنواع الفوتنج الجبلي. لبن الجاوشير. الكرفس الصخري. الفجل.
3
المَرْزَنجوش. القنة المنتنة. الكرفس البري. كمادَرْيوس. بزر البَنجنكَشْت
4
وورقة. الفوتنج البري. دهن وورق الفجل. الكاشِم. السكبينج.
5
الصدف المحرق. الشعر المحرق. مُشكَطَر أمشيع. زنجبيل. المارقشيشا.
6
القردمانا: الحلتيت.
7
الأدوية التي تسخن في الدرجة الرابعة:
8
الزَبَدِ الذي يجتمع حول القصب في البحر. كراث. الكرم.
9
الفَرَبْيون. القطران. القَسَط. البصل. الثوم المائي. أنواع اليتوع. السذاب
10
البري. جميع الأشياء المحرقة.
11
الأدوية التي تبرّد في الدرجة الأولى:
12
القافيا الذي لم يغسل. عجم الزبيب. الجاوشير. الشعير الدُلَب.
13
شجرة النبق. الهندبا. ثمر العلّيق النضيج. أصل السوس. النيل.
14
الكمثري إذا ضُمّد من خارج. ماميثا. ورق القصب. الحشيش الذي
15
يُجلى به الزجاج. البَسْفايج. دهن الورد. الخُرَاز الذي يكون
16
على الصخر. ورق البنفسج. الحَسَك الرطب. الخشخاش.
191
1
التي تبرد في الدرجة الثانية:
2
القاقيا المغسول. لسان الحمل. البقلة اليمانية. العفص الأخضر.
3
البنج. القرع. السماق. البطيخ الهندي. ورق الهليون. ورق الزيتون.
4
عنب الثعلب البستاني. الطحلب. بزر قَطَوْنا. الخوخ. عصارة سعف
5
النخل. الجمَّار. الرصاص. لحم الأترُج. الخيار.
6
التي تبرد في الدرجة الثالثة:
7
حي العالم الكبير. حي العالم الصغير. بقلة الحمقاء. اللفاح.
8
حماض الأترج. البرشياوشان. البنج الذي بزره وزهره أبيض. الفطر.
9
الجلنار. حب العليق. الفج. دهن العليق. الخشخاش الأسود. عصا
10
الراعي.
11
التي تبرد في الدرجة الرابعة:
12
الشُوكران. لبن الخشخاش. جميع الأشياء المخدّرة مثل
13
الأفيون وغيره.
14
الأدوية التي تجفف في الدرجة الأولى:
15
البابونج. حب الغار. السِعد. سويق الشعير. الزعفران. الكندر.
16
الرازيانج. الدفلى. السعتر، بزر البطيخ اليابس. بزر الأنجرة. اللوز
17
الحلو. أناغالس. أصل الثيل. البرشياوشان. حي العالم الكبير. حي
18
العالم الصغير. دهن الجوز وصمغه. الكمثري إذا ضمد به. ورق السوس
192
1
وأصله. الخراز المتولد على الصخور. قشور الدلب. جوز الدلب.
2
النشاستج.
3
التي تجفف في الدرجة الثانية:
4
الشَيْلم. قفر اليهود البلسان. عجم الزبيب. الشاهترج.
5
الحشيش الذي يقال له راعي الإبل. قصب الذريرة. قشور الكندر.
6
المصطكي. العسل. قشور الأترج. بزر الأترج. أصل المر. سنبل
7
الطيب. الشراب الغليظ المستحكم. الكَرَسْنه. لبن الجاوْشير.
8
الزفت. الفجل. أصل الكعوب. المر. شجر المصطكي. حبة الخضراء.
9
الزراوند. أصل اللوف الذي يقال له دار فريطيون. الشهدانج. الكرنب.
10
أصل النيلوفر. النشاستج. جند بيدستر.
11
التي تجفف في الدرجة الثالثة:
12
الشيح وخاصة المحرق. الأقاقيا. الَوج. الصبر. النانخواه. الشب
13
المحرق. المر. الأنيسون. الغار. الأسارون. الأفسنتين. الخربق الأبيض
14
والأسود. الأبهل. الأفتيمون. الحاشا. السعتر. الفودنج النهري.
15
رماد قشور القصب. الكراويا. السليخة. السرو. الشونيز. حماض
16
الأترج. الشراب العتيق. الخل. الفوتنج الجبلي. أصل البنطافلن.
17
الكرفس البري والجبلي. السذاب البستاني. الفربيون. السماق.
18
المرزنجوش. القيصوم. الزوفا. الكماذريوس. أصل المارزيون.
193
1
الكمافيطوس. رماد الحلزون البري. ورق الغار. مشكطرامشيع. الصوف
2
المحرّق. حب العلّيق. البلسان إذا وضع خارجًا. الحلتيت. دارشيشعان.
3
الخبز المحرق. الفاشراسين. دهن الفجل. جميع أجزاء شجر البلوط.
4
الدخن إذا ضُمد به. قشر الغرب المحرق. أطراف الكرنب اليابس
5
المحرق. جميع أنواع البورق. النطرون. الحمص. الفطراساليون. الشعر
6
المحرق. الجلنار. الفاوانيا. البلوط. السرطان المحرق.
7
التي تجفف في الدرجة الرابعة
8
الكراث. الكرم. القطران. الخردل. السذاب البري. الثوم.
9
الجلنار المصري. حب العليق. الفجل. البلسان إذا وضع خارجًا.
10
السعتر.
11
الأدوية التي تجفف من غير لذع:
12
بزر الأنجرة. ورق الأنجرة. دردي. عصارة الزيتون. أنا غليس
13
الذي يسميه العراقيون أذان الفار. لسان الحمل. الترمس المر. ذنب
14
الخيل الذي يسميه العراقيون لحية التيس. الملح. ورق الغرب.
15
قشور الجوز المحرق. الجاورس. الغاريقون. الفاشر الأصفر.
16
سيساليوس. الباقلي إذا وضع خارجًا. جميع أجزاء شجر السرو. أصل
17
السعد. ما يؤكل من حب الصنوبر إذا بلَّ بالماء. أصل النيلوفر. أصل
18
النبطافلن. العنزروت. الكثيراء. جميع أنواع الطين. القليميا. التوتيا إذا
19
غسل عدة مرات. بياض البيض الرقيق. مح البيض.
20
الأدوية التي ترطب في الدرجة الأولى:
21
لسان الثور. عصارة السوس. الخس. الخوخ. دهن الورد.
194
1
الفطر. ورق البنفسج. خصى الثعلب. الحمص.
2
التي ترطب في الدرجة الثانية:
3
بقلة الحمقاء. البقلة اليمانية. القرع. المشمش. البطيخ.
4
الطحلب.
5
التي فيها رطوبة مائية:
6
القاقيا. البقلة الحمقاء. لسان الحمل. السرمخ. ورق
7
العليق. البقلة اليمانية. الماميثا. الخس. الدبق. ورق البنفسج. القرع.
8
القرط. الشوكران. شجرة الجوز. الخشخاش. المشمش. الفطر.
9
الدلب. برشياوشان. دم الأخوين. القتاء البستاني. الرصاص. الحسك.
10
الطحلب. بزرقطونا.
11
الأدوية المتوسطة بين التي تسخن والتي تبرد:
12
برشياوشان. العدس. الهليون. الطين الذي من أرطوس.
13
الطين الذي من سامس. الزيت العذب. المرداسنج. الشمع. الباقلي.
14
الحمص. الزيتون. البطيخ. قشور الأترج. الفاشرشين.
15
السرخس. أصل الخطمي. شجرة المصطكي. ما يؤكل من حب
16
الصنوبر. خصى الثعلب. عصارة السوس.
17
الأدوية المتوسطة بين التي ترطب والتي تجفف:
18
أصل النيل إذا ضمد به. الزيت العذب المعتصر من الزيتون
19
النضيج. خصى الثعلب.
195
1
الأدوية المقوية:
2
السليخة. العفص الفج. أسطوخودس. البرنجاسف القابض.
3
الأفسنتين.
4
الأدوية المنضجة:
5
الحماما. الزبيب البستاني. الشيح. اللاذن. الدبق. الزعفران.
6
الكندر. الزفت. المصطكي المصري. دهن الورد. الميعة. المر. القنة.
7
الجندبيدستر. التربد. الزوفا. شحم الخنزير.
8
الأدوية المقيحة:
9
أعوَن الأشياء وأوفقها في توليد القيح. أما من الأشياء التي تنطل
10
فالماء المعتدل السخونة. ومن الأضمدة فالضماد المتخد من الحنطة المطبوخة
11
بالماء والزيت. والضماد المتخذ من الخبز على هذه الصفة. وينبغي أن يطبخ
12
طبخًا معتدلًا. وذلك أن الذي يطبخ طبخًا كثيرًا فهو يصلح للأورام التي
13
هي أعسر نضجًا. وأما الذي يطبخ طبخًا يسيرًا فهو يصلح للأورام
14
الشديدة الحرارة العسرة التي قد أخذت لها شبيهة الغليان وينبغي أن يكون
15
الزيت في الضمادات التي تصير على الأورام العسرة النضج كثيرًا. أما في
16
الأورام التي تغلي من شدة الحرارة فينبغي أن يكون قليلًا. والضماد المتخذ
17
من الخبز يصلح للأورام العسرة النضج. وذلك أن في الخبز ملحًا وخميرًا.
18
والضماد المتخذ من دقيق الحنطة يصلح للأورام التي هي أكثر حرارة. وأما
19
ما كان من دقيق الحنطة ومن الخبز النقي فهو أحرى أن يجمع القيح.
196
1
والذي يُعين أيضًا من الأدوية التي توضع على القروح المتقرحة على جميع
2
القيح شحم الخنزير وشحم العجل والزبد والكندر والزفت والراتينج إذا
3
أديف بالزيت. وينبغي أن تداف هذه الأدوية في الأورام الحارة بدهن
4
الورد. وفي سائر الأورام ببعض الأدهان الحارة بمنزلة الزيت العتيق.
5
والزيت الذي يقال له سفراوسون.
6
في الأدوية المليّنة:
7
من الأدوية المليّنة: شحم الماعز والدجاج، إلّا أنها ضعيفة. وشحم
8
الأوز أقوى فعلًا من شحم الدجاج. وشحم التيوس أقوى من شحم
9
الماعز. وشحم الثيران أيضًا أقوى منه إلّا أنه أضعف من شحم التيوس.
10
ومخ عظام الأيَل. ومخ العظم أفضل من مخ الصلب ومخ عظام الإبل
11
يليّن تليينًا كافيًا وبعده مخ الصلب. ومما يدخل في جنس الأشياء التي
12
قدمنا ذكرها وهو أقوى منها الأمشح وخاصة ما كان طريًا وسمينًا.
13
والميعة والقنة المنتنة. والمقل السفلي الذي هو أكثر سوادًا وأشبه بالراتنج.
14
وأفضل هذه كلها ما كان طريًا. وذلك أنها إذا عتقت صارت أكثر حدة
15
لأنها تجفف تجفيفًا شديدًا. والزيت الذي يقال له سقراديبون أيضًا من هذا
16
الجنس. ودهن السوسن ملين أيضًا. وكذلك الزيت الشديد العذوبة
17
الذي يعتصر خاصة من الزيتون المتين. والأدوية المليّنة في مثل هذا،
18
البابونج وأصل الخطمي وأصل قثاء الحمار إذا طبخت بماء ورق الخبازي
19
البري إذا استعمل نيًا ومطبوخًا، أو بزيت. والخبازي البري أقوى من هذه
20
وبزره أقوى منه. والمصطكي المصري. ولبن الجاوشير. والوسخ الذي
197
1
يجتمع على الأصنام. والوسخ الذي يجتمع على مواضع المصارعة.
2
ووسخ الحمام والرمد.
3
في الأدوية التي تفتح وتنقي المجاري:
4
الغاريقون. اللوز المر وشجرته. البرشياوشان. بزر الأنجرة. أصل
5
اللوف الذي يسمى اللادن. الفودنج البري. اللوف الذي يقال له دار
6
قيطون. الجنطيانا. أصل الراسن. بزر الجلنار. غافت من غير أن يسخن
7
إسخانًا بيِّنًا. الحاشا. التين اليابس السمين. الفوتنج النهري. السليخة.
8
صمغ الإجاص. أصل الشكاع. السابوطيس. الشونيز. أمبربارس. لبن
9
قوقا. السوسن وأصله. السذاب. البطيخ. حب الكاكنج.
10
أسطوخودس. كمادريوس. كمافيطوس. جميع الأشياء المرة. البورق.
11
النطرون. غبار الملح. الملح إذا خلط بالأطعمة ومن شأن هذه أن تلطف
12
الأخلاط اللزجة. ومن قبل ذلك ليس نجد دواء آخر أكثر تلطيفًا
13
للأخلاط الغليظة اللزجة التي تكون في الصدر والرئة من هذه ومن شأنها
14
أيضًا أن تفتح سدد الكبد وتنقيها وتنقي السدد الضعيفة التي تكون في
15
الطحال وذلك أن السدد القوية تحتاج إلى أدوية. وهي أقوى من هذه
16
بمنزلة قشور الكبر وما أشبهها.
17
في الأدوية التي تجلو:
18
قد تجلو أيضًا الأدوية التي تفتح المجاري وتقطع الأخلاط الغليظة.
198
1
وقد يفعل ذلك من التي ذكرناها وهي بعر المعز المحرّق وغير المحرّق. خرؤ
2
جميع الحيوان الخزفي الجلد رماد القنفذ البري والبحري. ماء الجبن.
3
عناقيد الكرم البري. الفاشرشين. اللوز الحلو وشجره. اناغلس وزعم
4
بعض الناس أنه الخيري، وأهل العراق يسمونه أذان الفار. جميع أنواع
5
شقائق النعمان. الزراوند الطويل. ورق لسان الحمل وخاصة اليابس.
6
اللوف الذي يقال له إذن الحليون. الزبيب الجبلي. بزر السرمق
7
عصارة الأفسنتين اليابس. الخربق الأسود والأبيض. حشيش الرفاع. لبن
8
الغَرَب. أصل القصب يجلو جلاء كافيًا من غير حدّة. رماد قشور
9
القصب. القنطوريون الدقيق وعصارته. الكرنب. ورق السوس. جرم
10
الباقلي. الخراز الذي يعلو على الصخر. جميع أنواع الخبز. الجوز لوطوس
11
المعروف بذي الثلاثة أوراق المواصل. النيلوفر. الزفت. قشور الدلب
12
للحرقة. الفراسيون. وسخ الكور. ورق شجرة النبق وأصلها أكثر فعلًا من
13
الورق. حشيش السعتر. صمغ حبة الخضراء. البطيخ وأصله وبزره أقوى
14
من جرمه. عصارة قثاء الحمار. السلق. أصناف اليتوع وخاصة لبنها.
15
الكما فيطوس. جميع أصناف زبد البحر. الأشج. الطين الذي من
16
طوس. الطين الذي من شاموس. الطين الذي من فريطوس. الزنجار إذا
17
خلط مع شمع كثير مذاب بزيت. القليميا. القشور المحرقة الخزف.
18
خزف التنور. قرن الأيل المحرق وغير المحرق.
199
1
في الأدوية التي تدرّ البول:
2
بزر الكرفس الصخري. بزر الرازيانج. بزر الكرفس البري
3
الأنيسون. الوَجْ. النانخواه. الأسارون. المقل العربي. الفاشرشين.
4
الحمص وخاصة الأسود. الحشيش الذي يلقب الكليتين. النمام. الحاشا
5
الكراويا. القنبيط. الكمون. أصل السعد. المر. سنبل الطيب. الناردين
6
الاقليطي. السذاب. الجعده. ساليوس. العرعر. سقرديون. الجزر
7
وخاصة بزره. فقاح الأذخر. حبة الخضراء. الحندقوقا. أوفاريقون.
8
الكمادريوس. الكمافيطوس. الإفسنتين وهو خاصة ينقي الماء الذي في
9
العروق. الأبهل يحرك خروج الدم والبول الكثير. الفوّه يحرك بولًا غليظًا
10
وفي بعض الأحيان يحرك بولًا دمويًا. الكرسنة إذا أكل منه شيء يسير خرج
11
الدم والبول. أصل الكعوب يدر بولًا غليظًا منتنًا كثيرًا إن طبخ بشراب
12
وشرب الشراب ويذهب نتن الأبط ونتن جميع البدن وذلك أنه ينقّي عنه
13
الأخلاط المنتنة. السكنجبين. الشراب المائي الرقيق. البطيخ. نقيع
14
العنب.
15
في الأدوية التي تنقي الصدر والرئة:
16
جميع الأدوية المفتحة التي تقدم ذكرها. حب الصنوبر الطري إذا
17
استعمل صحيحًا. حب الصنوبر الصغير الذي يقال فيطوس. الزبد.
18
الجندبيدسر إذا بُخّرهب على الجمر واستنشق، وهو ينفع خاصة من العلل
19
الباردة الرطبة التي تكون في الرئة والدماغ.
20
في الأدوية التي تنقي الكلى:
21
الذي يفعل ذلك جميع الأدوية المُقْطعة التي تقدم ذكرها. لسان
22
الحمل وورقه وعصارته وبزره. الهليون وخاصة أصله وبزره.
200
1
في الأدوية التي تخلخل الجلد:
2
البابونج. الخطمي والدهن الذي يتخد منهما. الدهن الذي يتخذ
3
من قثاء الحمار. الزيت العتيق. الشيح المحرّق.
4
في الأدوية التي تفتح أفواه العروق:
5
بخور مريم جميع أصناف شقائق النعمان. الثوم. البصل.
6
مرارة الثور، دردي الخل. دهن السوسن. دردي دهن الأقحوان. وهذا
7
الدهن يفتح البواسير نفسها.
8
في الأدوية التي تكيّف:
9
الماء البارد. حي العالم. بقلة الحمقاء. الحسك. بزر قطونا.
10
طحلب. جميع الأشياء التي تبرّد من غير أن تجفف. وكذلك ما استعمل
11
الإنسان. ورق اللفاح. الشوكران. البنج. الخشخاش بالمقدار المعتدل إذا
12
كانت قوتها قابضة، فإن استعمل منها مقدارًا كثيرًا فليس لها تكييف فقط
13
بل قد يخدر أيضًا. فإن أفرط في استعمالها وجاوز هذا المقدار فليس إنما
14
يخدر فقط بل قد يميت أيضًا.
15
في الأدوية التي قوتها قابضة:
16
جميع أصناف شقائق النعمان. أنا غليس الذي يسميه العراقيون أذان
17
الفار. مشكطر امشيع. الحمص. المارقشيتا قوية القبض. بخور مريم.
18
وسخ الكور. الجميز. الزبل وبخاصة ذرق الطير. السكنبيج. الحلتيت.
19
لبن الانجدان. بزر أسفارطيس الذي يربط به الكرم وعصارته وأغصانه.
20
صمغ حبة الخضراء أكثر من جميع الراتنج. الفودنج النهري. القسط إذا
201
1
مسح به البدن مع زيت يجذب الأخلاط من باطن البدن. الدبق يجذب
2
جذبًا قويًا لا الرطوبة الرقيقة فحسب بل الرطوبة الغليظة ويسكنها
3
ويحللها.
4
في الأدوية المحللة:
5
الشيح. الغاريقون. برشيادستان. بزر الأنجرة. ورق الأنجرة
6
النانخواه. البابونج. الأنيسون. أصل الزراوند وخاصة رماده. السرمخ
7
يحلل قليلًا. البلبس. عين الثور أكثر من البابونج. الأبهل ومن قبل
8
ذلك كان الناس يستعملونه مكان الدار صيني الضعيف. الخطمي. الخباز
9
البري وبزره وأصله يفعل ذلك. الزيت العذب. الزيت الذي يؤخذ من
10
السراج. المارقشيشا. قشور القصب إذا أحرقت تحلل تحليلًا كافيًا.
11
السليخة. ورق السوس. أصل السوس. اللاذن. الخردل البري.
12
الحماض يحلل قليلًا. اللبلاب. المصطكلي وخاصة المصري. العسل. ورق
13
الخوخ وأطرافه. التين اليابس. الدفلي. لسان الحمل. دهن البلسان،
14
تحليله كاف. الحلتيت يحلل تحليلًا بيّنًا. لبن الجاوشير. السذاب.
15
الزفت. فراسيون. الضماد المتخذ من الخبز الخمير. الفجل وبزره. صمغ
16
حبة الخضراء. دهن الورد. وسخ الأصنام. الوسخ الذي يؤخذ من
17
مواضع المصارعة. المرزنجوش. عصارة قثاء الحمار. المر. الزبيب اليابس
18
الذي هو أكثر تحليلًا. البورق. النطرون وزبدهما. جميع أصناف زبد
19
البحر. الطين الذي من شاموس غير مغسول. الزنجار. الأنفحة (أي
20
أنفحة اتفق). الزبل (أي زبل كان). الزوفا الرطب. لحوم الأفاعي تخرج
21
الفضول بالجلد. ومن قبل ذلك تولد قملًا كثيرًا في الأبدان التي فيها
22
كيموس رديء. شحم الأفاعي أكثر تحليلًا من جميع شحوم ذوات الأربع.
23
شحم الثور أقل تحليلًا من شحم الأسد. شحم الخنزير محلل من غير
24
لذع. شحم العجل أقل منه. العظام المحرّقة تحلل تحليلًا كافيًا. الصوف
25
المحرّق. رماد القنفذ.
203
1
|IV|المقالة الرابعة
2
|IV.1|في حفظ الصحة
3
ذكر جمل حفظ الصحة وجوامعها. أركان حفظ الصحة. حسن
4
تقدير الحركة والسكون والمطعم والمشرب وإخراج الفضول وتعديل المساكن
5
وتلاحق الحوادث الرديئة قبل أن تعظم وموافقة الهمم النفسية والتحفظ
6
بالعادات.
7
ونحن قائلون في كل واحد من هذا بحسب غرض كتابنا وقصده إن
8
شاء الله تعالى.
9
|IV.2|في تقدير الحركة وحالها ووقتها:
10
ينبغي أن تستعمل الحركة قبل الطعام. ويتحرك كل إنسان بقدر
11
عادته وقوته إما بالمشي وإما بالركوب. ولا ينبغي أن يبلغ منها أن يحسّ
12
المتحرك بإعياء واستثقال لها شديد. لكن يترك قبل أن يستثقل ولا يمسك
13
عنها سريعًا ولم يؤثر أثرًا يعتدُّ به. ومن شأن الحركة إذا استعملت قبل
14
الطعام أن تذكي الحرارة الغريزية فتلقى الغذاء متأججة ويكتسب البدن
15
خصبًا وجلدًا وشدة. وينبغي لمن يتحرك الحركات القوية الشديدة أن
16
يتدرج ولا يفاجىء العصب منها بغتة، وإن كان مثقل البطن مسبله فليشده
17
بعصائب عريضة. وليتجنَّب الحركة العنيفة الطويلة الوقت بعد الطعام.
18
فإنه كما أن الحركة قبل الطعام حافظة للصحة كذلك هي بعد الطعام جالبة
19
للأمراض.
204
1
|IV.3|في تقدير النوم ووقته ومنافعه ومضاره:
2
ليكن النوم بعد الطعام بمدة بمقدار ما ينزل عن فم المعدة. ويحسّ
3
بأن النفخ والانتفاخ قد قلَّ وخف وانحط عنها. وإن ابطأ ذلك فلا ضَير
4
أن يعاون بالمشي الرقيق حتى ينحط. وينبغي أن لا يكثر التقلب من جنب
5
إلى جنب. فإنه يبطئ بالهضم ويثير النفخ والقراقر. ولتكن المخدّة مرتفعة
6
وخاصة إذا كان الطعام لم ينزل عن فم المعدة. ومن منافع النوم أنه يريح
7
النفس ويوقظ ويشحذ ويجدد الرأي والفكر الذي قد تبلّد. ويسكن الأعياء
8
ويجدّد الهضم ويخصب البدن. والأفراط في النوم يرهل البدن ويرخيه ويكثر
9
فيه البلغم ويبرّده ولا سيما في الأبدان العبلة السمينة. والسهر المفرط يهيج
10
الحرارة ويفسد السحنة ويجفف البدن ويكثر فيه الأمراض ولا سيما في
11
الأبدان النحيفة. وينبغي أن لا يجبر النفس على السهر وقد استرخت
12
وتبلّدت. ولا يستدعي للنوم والنفس يقظة ذكية والحواس والحركات قويّة
13
خفيقة.
14
|IV.4|في تدبير المطعم:
15
ينبغي أن يطعم الإنسان إذا نزل ثقل الطعام المتقدم وخفت الناحية
16
السقلى من البطن ولم يبق فيها تمدد وتحرك حركة موافقة وثارت الشهوة.
17
وينبغي أن لا يدافع بالأكل إذا هاجت الشهوة إلا أن تكون شهوة كاذبة
18
كالتي تهيج بالسكارى والمتخمين. فأما إذا اشتهى الإنسان الطعام وليس
19
بسكران ولا كان ما تقدم من عذائه كثيرًا غليظًا فليأكل وقته ذلك ولا
20
يدافع به فإنه أجود. فإن اتفق ذلك في حالة ما أن يتدافع له بالأكل حتى
21
تسقط شهوته وبعد أن كانت قد ثارت فينبغي أن يشرب جلّابًا أو
22
سكنجبينًا أو ماءً حارًا ويؤخر الغذاء ساعة حتى يتقيأ أو يطلق البطن أو
23
تهيج الشهوة ثم يعاود ويأكل. ولا ينبغي أن يتملأ من الطعام حتى تتمدد
24
المعدة وتثقل غاية الثقل ويضيق النفس. بل إن عرَضَ مثل هذا في يوم
205
1
فينبغي أن يقيئ ذلك قبل أن ينحدر وإن لم يتفق ذلك فليزد في النوم ثم
2
في الحركة. وليأخذ ما يحدر ما في البطن ويقل مقدار الغذاء من غدٍ.
3
وليغتذي كل إنسان من الأغذية المألوفة بمقدار ما جرت به عادته من
4
المرات إلا أن تكون عادته رديئة فيحتاج أن ينتقل عنها، فإنه عند ذلك
5
ينبغي أن ينقل نفسه عنها قليلًا قليلًا بالتدريج وأقل ما يكون الأكل في
6
اليوم والليلة للإصحاء مرة واحدة وأكثره مرتين وأعدله أن يكون ثلاث
7
أكلات في اليومين. والأكل مرة واحدة يضر بأصحاب الأبدان النحيفة
8
اليابسة. والأكل مرتين يضر بأصحاب الجثث الغليظة الخصبة. ومن كان
9
كثير الحركة والتعب احتاج من الغذاء إلى ما هو أكثر وأمتن وبالضد.
10
وينبغي أن يتناول كل إنسان من الأغذية الملائمة له. فإنه ربما لاءَمَتْ أحد
11
الأغذية بعض الناس وكانت رديئة فلا يحتاج أن يتوقاها توقي سائر الناس
12
لها. وربما كانت بعض الأغذية الحميدة غير ملائمة لواحد من الناس
13
فيحتاج أن يتوقاها. والأغذية المألوفة التي تميل إليها الشهوة وإن كانت أردأ
14
فإنها أوفق. إلا أن تكون مفرطة الرداءة. ولا ينبغي أن تدمن الأغذية
15
الرديئة. فإن أدمَنَت فليتعاهد بدواء مسهل من شأنه إخراج الخلط الرديء
16
المتولد عن ذلك الطعام. وأما في وقت أكلها فينبغي أن يُوكل معها أو
17
يُشرب بعدها شيء يعدِّ لها ويصلح منها على ما نحن ذاكروه بعد أن شاء
18
الله تعالى.
19
ومما يسوء به الهضم ويفسد أن تؤكل أغذية مختلفة في وقت واحد،
20
وأن يقدم الغذاء الأغلظ قبل الأرق الألطف. أو أن يكثر الألوان ويطول
21
الأكل جدًا حتى يسبق أوله آخره بوقت طويل. وليكن الطعام في الشتاء
22
حارًا بالفعل وفي الصيف باردًا على أنه ينبغي أن ينحدر الطعام الشديد
23
الحر الذي أنزل عن النار وقته ذلك والشديد البرد كالأطعمة المبردة بالثلج.
24
فإن هذه أيضًا لا ينبغي أن تدمن بل تؤخذ وتؤكل في وقت شديد الحر وفي
25
حالة التهاب البدن. وأفضل أوقات الأكل هي الأوقات الباردة. فإن لم
206
1
يمكن، فليكن في المساكن الباردة وفي الأوقات التي يكون بعدها الراحة
2
والنوم.
3
في ذكر الفواكه الرطبة وتدبيرها:
4
أما الفواكه الرطبة فلتقدم قبل الطعام إلّا ما كان له منها إبطاء
5
ووقوف طويل في المعدة. وفيه قبض وحموضة كالسفرجل والرمان والتفاح.
6
فإذا لم يراد الإكثار منها بل أخذت على جهة التداوي بها، فالأجود في
7
حفظ الصحة أن تجتنب الفواكه الرطبة ولا يكثر منها، وإن أكثر منها
8
تلوحق ذلك بأدوية مسهلة وبالرياضة، ويصلح أن يؤكل من الفواكه الرطبة
9
في يوم يتفق فيه تعب شديد والتهاب في المعدة، فإنه يصلح في هذه الحال
10
أن تؤكل الفواكه الرطبة مثل العنب والتين والإجاص والتوت والمشمش
11
المبرد بالماء والثلج ثم يطعم بعدها بمديدة. وينبغي أن يتوقى التخم، فإن
12
ثقل الطعام في وقت ما يخفف في الذي يليه. فإن اتفق ذلك في أيام متوالية
13
فليشرب دواء مسهلٌ من الأدوية غير المفرطة الإسهال بل المستعملة
14
لإخراج الثفل وتنقية المعدة والأمعاء وجداول الكبد، كالأطريفل
15
الصغير المعجون فيه الأيارج والتربذ وكالحب المتخذ بالأفاوية وحب
16
الصبر والمصطكي وجوارشن السفرجل المسهل والتمري والشهرياري
17
ونحوها. ومن الناس من يستمرئ الأغذية الغليظة فتفسد في معدهم
18
الأغذية اللطيفة. فليغذى هؤلاء بما لا يفسد في معدتهم وبما يستمرئونه،
19
وبالضد فليفعل فيمن حاله ضد حال هؤلاء ومن يكثر فيه تولد خلط ما
20
يتأذى به فليجعل أكثر أغذيتهم مما يضاد ذلك الخلط ويمنع تولده.
207
1
|IV.5|في تدبير المشرب:
2
ينبغي أن لا يشرب من الماء على المائدة ولا بعد الأكل إلى أن يخف
3
أعلى البطن. وإن كان ولا بد فبقدر ما يسكن به بعض العطش. ولا
4
يروى منه ريًا واسعًا حتى إذا خف البطن وانحدر الطعام عنه استوفى منه
5
ومن الشراب. وينبغي أن لا يشرب ماء الثلج بكثرة، ولا يشرب على
6
المائدة إلّا ما كان باردًا فإن قليله يجزي. وليحذر شرب ماء الثلج من به
7
ضعف في العصب. ومن كانت معدته وكبده باردان. وبالجملة من يجد
8
هضمه يسوء ونفسه يضيق ويذبل عليه. فأما من كان كثير اللحم والدم،
9
أحمر اللون، قوي الشهوة فلا ينبغي أن يخاف منه. وليس بصالح أن
10
يشرب الماء البارد على الريق إلّا من به التهاب شديد أو خمار. وليَتَوَقّ
11
الشرب الكثير من الماء البارد في دفعة واحدة بعقب الجماع أو الحمام
12
والحركة العنيفة التي تبهر الإنسان، وليتجرع قليلًا قليلًا ساعة بعد ساعة
13
إلا أن يبطل ذلك العارض ويمتحي أثره. ولا يشرب بالليل إذا كان
14
العطش كاذبًا وآية ذلك أن يكون سكرانًا، أو يكون قد روي من الماء قبل
15
نومه كفايته وعادته وإذا أكثر من الماء فوجد العطش يهتاج معه ويزداد،
16
فينبغي أن يصابر ويمسك عنه مديدة ويجتهد في ذلك. فإن العطش حينئذ
17
يسكن. فإن لم يتهيأ له مصابرة العطش فليفزع إلى النوم. فإن لم يتهيأ
18
ذلك وأقبل البطن ينتفخ والعطش لا يسكن فليشرب شرابًا ممزوجًا بماء فإن
19
سكن على ذلك فذاك وإلّا فليتقيأ ويستنظف القيئ ولا يأكل يومه ذلك
20
شيئًا مالحًا. كما ينبغي عدم الشرب على الخلاء والجوع ولا على طعام
21
حِرِّيف ولا بعقب الحمام أو الحركة العنيفة ولا على الطعام إلّا بعد انحداره
208
1
ولا على الخمار ولا يمتلىء منه حتى يثقل على المعدة إلّا أن يكون بالعلاج.
2
وليختر كل إنسان منه أو فَقه له على ما ذكرنا. فإن التفاوت في أصنافه كثير
3
جدًا وليجتنب مواترة السكر فإنه يورث أمراضًا رديئة. فأما السكرة
4
الواحدة والاثنتان في الشهر فينتفع بهما إذا لم يتواليا. وليكن ميل كل إنسان
5
إليه وعنه بقدر ملاءمته له فإن من الناس من لا يستمرئ طعامه إلّا
6
عليه. ومنهم من يثقل ويفسد طعامه ويسخنه ويورثه الامتلاء والحميات
7
سريعًا.
8
|IV.6|في تنقية البدن من الفضول:
9
ينبغي أن يعنى بتنقية البدن من الفضول بأن يدوم لنا البدن نقيًا لا
10
فضول فيه. وذلك بإسهال البدن وإدرار البول واستعمال الحركة والرياضة.
11
فإن كل واحد من هذه يخرج عن البدن نوعًا من الفضول. فإن علمنا
12
أن مقدار النجو قد قلّ بالقياس إلى ما يؤكل وبمقدار ما جرت به العادة.
13
فينبغي أن يسهل البطن ببعض الأشياء التي تفعل ذلك باعتدال. وإذا قل
14
مقدار البول فينبغي أن يُدرّ بمثل ذلك باعتدال. ويفعل هذا الفعل منها
15
كالشراب الرقيق والسكنجبين وبزر البطيخ والقثاء وبزر الخيار والكرفس
16
نفسه والرازيانج والقثاء والخيار والبطيخ ونحوها. وإذا قلّ ما يخرج منا من
17
العرق وكان عهدنا بالحركة بعيدًا والهواء المحيط بنا غير حار، استدعيناه
18
بالرياضة والحمام. وإذا نحن أدمنّا غذاء من شأنه توليد الصفراء لم ندع
19
الأخذ لها بما يخرجها باعتدال كالهليلج الأصفر والإجاص والتمر هندي
20
وماء الجبن والرمان المدقوق بشحمه وقشره. فإن وقع في ذلك سَرَفٌ
21
حتى يجتمع في أبداننا من هذا الخلط مقدار كثير فزعنا حينئذ إلى الأدوية
209
1
القوية مما قد ذكرناها في المواضع التي هي أولى بذكرها واستعملناها
2
استعمالًا فيه بعض العنف بحسب ما ينبغي أن يستعمل في مداواة الأسقام
3
لا في حفظ الصحة. وإن كان الغذاء من شأنه توليد المرّة السوداء وتعاهدنا
4
أخذ الهليلج الأسود والبسفائج والأفتيمون. وإن كان من شأنه توليد
5
الرطوبات تعاهدنا بالأطريفل الصغير المعجون بالأيارج والتربد والجوارشن
6
المعمول من الزنجبيل والتربد والسكر. ومتى رأينا المعدة قد تبلّدت
7
والشهوة قد سقطت حتى لا يكاد الإنسان يشتهي إلّا الأشياء الحِرِّيفة
8
ويثقل عليه سائر الأغذية وخاصة الحلوة والدسمة فينبغي أن يستعمل
9
القيئ بعد الأكل من المالح والخردل والسلق والفجل والشرب من
10
السكنجبين أو ماء العسل والأدوية التي تسهل باعتدال مما قد ذكرنا. وإذا
11
رأينا البدن منتفخًا ثقيل الحركات أحمر اللون حار المجس والملمس ممتلئ
12
العروق بادرنا إلى إخراج شيىء من الدم وقللنا مقدار الغذاء وهجرنا
13
اللحم والشراب والحلواء. وأملنا الغذاء كله إلى الحامض والقابض إلى أن
14
تسكن هذه الأعراض. وقد ينبغي أن يستعمل الجماع باعتدال النساء
15
والرجال إذا كانوا يشتهون ذلك. ولا يجاهدوا الطبيعة. وإنِّ كُرْهَ الصبر
16
على ذلك يورث الرجال أمراضًا رديئة في ناحية الكلي والمثانة وفي الرأس
17
أيضًا وفي المعدة. ويورث أيضًا النساء اختناق الأرحام وغيره من أمراض
18
الرحم. ويستعمل أيضًا السواك والغرغرة والتعطّس في بعض الأحوال.
19
ولا ينبغي أن يحبس شيء من الأثفال والأبوال، ويستكره ذلك. وإن حَبْس
20
البول الشديد يورث عسر البول وأمراضًا في المثانة ونواحيها. وحبس النجو
21
والريح يورث الزحير والقولنج الرديء وسقوط الشهوة والغتي.
22
|IV.7|في اختيار المجالس والمراقد والمساكن وتعديلها:
23
ينبغي أن لا يكون لهذه المواضع من الحَرّ ما يعرّق فيه البدن أو
24
يرشح. ولا من البرد ما يقشعر منه البدن. ولا تكون تربته رطبة ولا قحلة
210
1
يابسة ولا شعثة غبرة بل يعدل في هذه الأحوال كلها بأن يرش في
2
الأمكنة الشعثة الغبرة من الماء ما يعدل به. وأما المواضع الندية فليكن
3
الجلوس فيها على الأَسِرَّة أو في الغرف. ومثل هذه المجالس المعتدلة يصلح
4
للأبدان الكاملة الصحة المعتدلة الطباع. وأما الأبدان المضادة لهذه
5
والنحيفة المرارية، فإنها تنتفع بالمجالس والمراقد الندية الرطبة إذا كانت مع
6
ذلك باردة. والأبدان المضادة لهذه فإنها تنتفع بالمجالس اليابسة الحارة إذا لم
7
تكن مع ذلك ندية. ويضرها المخالفة لهذه. ولا ينبغي أن يكون فيها
8
روائح منكرة. وأن يصلح ذلك وإن كان بالدخان والبخورات.
9
|IV.8|في الإنذار بالحوادث الرديئة وتلاحقها قبل أن تقوى وتعظم:
10
إن هذا الباب ركن جليل من أركان حفظ الصحة. ولقد كان
11
الأجود أن نقول فيه قولًا واسعًا يأتي على آخره. إلّا أننا من أجل أن لا
12
نحب أن نجاوز غرض كتابنا هذا ولا نقول في شيء من فصوله إلّا قولًا
13
قصدًا وجيزًا مختصرًا وجملًا وجوامعًا، نترك الاتساع والإبلاغ فيه،
14
ونذكر منه عيونًا ونكتًا فنقول:
15
إن الصداع الدائم الشديد والشقيقة يخشى منها نزول الماء في العين
16
والانتشار. فلذلك ينبغي إن دام الصداع واشتد ولم تغن عنه الأدوية شيئًا
17
أن يتلاحق العليل بِسَلّ شرياني الصُّدغ.
18
واختلاج الوجه الدائم الكثير القوي ينذر بِلَقْوَة قد قرب
19
حدوثها. فينبغي إذا أحسّ بذلك أن يستعمل الإسهال القوي والقيء.
20
ويدلك الوجه بخل خمر ثقيف قد غُلي فيه فودنج. ويقلل الغذاء
211
1
ويهجر الشراب البتة. ويستعمل النفض القوي والدلك البليغ
2
والغرغرة والعطوس ويلطف التدبير.
3
واختلاج جميع البدن إذا كثر ودام ينذر بالتشنج. فينبغي إذا حدث
4
ذلك أن يستعمل النفض القوي والدلك البليغ ويلطف التدبير وأخد
5
الأدوية الحارة مما قد ذكرنا في بابه.
6
الخدر ينذر بالفالج، فينبغي إذا حدث ذلك أن يلطف التدبير
7
ويستعمل النفض وتبديل المزاج بالأدوية المذكورة في باب الفالج.
8
حمرة الوجه والعين وظهور العروق فيها والدموع السائلة منها والنفور
9
من الضوء مع شدة الصداع ينذر بالسِّرسام. فينبغي أن يتلاحق
10
بالفصد والإسهال ووضع الخل ودهن الورد على الرأس وتدبير البدن كله
11
أكمل التدبير.
12
الكابوس والدوار إذا داما وقويا ينذران بالصرع. فلذلك ينبغي
13
أن لا يتغافل عنهما. بل إذا حدثا بُودِر بعلاجهما على ما ذكرنا في موضعه.
14
الغم الشديد الدائم الذي لا يعرف له سبب، وخبث النفس،
15
وسوء الرجاء ينذر بالماليخوليا فليتلاحق علاجه على ما ذكرنا في
16
موضعه.
17
إذا كان الإنسان يرى كأن بقًّا يطير أمام عينيه أو كان يرى أشعة
212
1
أمامهما أو كان يرى حول ما يرى ضبابًا أو دخانًا فإنه ربما كان ذلك لابتداء
2
نزول الماء. فليعرف ذلك ويتلاحق علاجه على ما بيناه في بابه.
3
تواتر النزل والزكام يخاف منه السل والربو وعلل الرئة. فينبغي أن
4
يتلاحق بعلاجه.
5
العرق الكثير الدائم يدل على امتلاء كثير في البدن. فليبادر بالفصد
6
وقلة الغذاء. فإن كانت منتنًا، فقد تربت الحمى فليبادر بإسهال الصفراء.
7
الخفقان الدائم الشديد المتدارك ينذر بالموت فجأة. فليبادر بالفصد
8
واستعمال الأدوية القلبية.
9
الامتلاء المفرط يخاف منه نفث الدم والسكتة والموت فجأة فليبادر
10
بالفصد.
11
خدر الحواس وضعف الحركات مع الامتلاء يخاف منه السكتة.
12
فليبادر بالفصد والنفض والعطوس والغرغرة.
13
الثقل في الناحية اليمنى عند ضلوع الخلف، والوخز والتمدد ينذر
14
بعلة في الكبد. فليتلاحق علاجه على ما بيناه في بابه.
15
البراز القليل الصبغ الخارج في ذلك عن حد العادة ينذر باليرقان.
16
تهيج الوجه والورم في الأجفان والأطراف ينذر بالاستسقاء
17
نتن البراز يدل على التخم وثقل في العروق.
18
نتن البول ينذر بعفونة وحمى ستحدث.
19
الإعياء الشديد والتكسير مع سقوط الشهوة ينذران بحمى.
20
ذهاب الشهوة مع الغثي والنفخ ووجه الأطراف ينذر بالقولنج
21
فليتلاحق بالنوم الطويل والإمساك عن الطعام والغذاء. ثم العلاج
22
بالأدوية الموصوفة.
213
1
الثقل والتمدد في أسفل الظهر والخواصر مع تغير حال البول عن
2
العادة المعتادة ينذران بعلة قد بدأت في الكلى فليتلاحق.
3
البول الذي يحرق إن دام أورث قروحًا في المثانة وقروحًا في القضيب
4
فليتلاحق بما ذكرنا في بابه.
5
الخلفة التي تحرق المقعدة وتمغص تؤدي إلى السحج فليتلاحق.
6
الحكاك في المقعدة ينذر ببواسير تحدث. إلّا أن يكون من أجل
7
ديدان صغار هناك.
8
كثرة الدماميل يخشى منه خراج عظيم.
9
كثرة السلع يخشى منه دبيلة عظيمة.
10
البهق الأبيض الكثير يخشى منه البرص.
11
شدة حمرة الوجه وكمده وضيق النفس ينذر بجذام.
12
يحدث متى تغيرت حالة من أحوال البدن الصحيح عما جرت به
13
العادة من فرط الشهوة أو تقصير فيها أو فرط فيما يبرز عن البدن أو نقصان
14
منه، أو كثر النوم أو قلّ أو اضطرب وتشوش أو جرى من البدن عرق على
15
غير العادة أو احتقن أو احتبس فيه شيء كان يجري منه نحو دم البواسير
16
والطمث، أو نَزَفَ دمٌ كان يجري بأدوار ورعاف أو حَدث للبدن فتور في
17
الذهن وكلال أو وجد في الفم طعمًا غريبًا. أو استلذ ما كان لا يستلذ،
18
وبالضد أو رأى زيادة في شهوة الجماع أو نقصانًا أو رأى في النوم أحلامًا
19
على غير العادة أو حال لون البدن وملمسه عما كان عليه وبالجملة متى
20
حدث شيء غير معتاد ودام ذلك ونمى فإنه ينذر بمرض. فينبغي أن يبحث
21
عن سببه ويتلاحق بعلاجه.
22
وإذا ظهرت في البدن دلائل الامتلاء فليبادر بالفصد وتقليل الغذاء.
23
وإذا ظهرت عليه دلائل غلبة خلط فليبادر بإسهاله بالأدوية التي تخرج ذلك
214
1
الخلط. ومتى كان إنسان تعتاده علة بأدوار ونوائب معلومة فينبغي أن يبادر
2
قبل وقت النوبة بفصده أو بإسهاله وسائر علاجه على ما قد بُيِّن في بابه.
3
|IV.9|في الهمم النفسية:
4
ما كان من هذه سارة مفرحة للنفس، قوَّت القوة وأثارت الطبيعة
5
وأعانتها في أفعالها ونفعت جميع الأصحاء إلّا ما كان منهم يحتاج أن ينقص
6
لحمه لفرطه. على أن هؤلاء ليس هم أصحاء. وضد هذه الأشياء مما يغمُّ
7
فإنه ضار بجميع الأصحاء إلّا لهؤلاء الذين يحتاجون إلى تنقيص لحومهم.
8
|IV.10|في العادات:
9
ينبغي أن يتحفظ بالعادات ويجري مجراها إلّا أن تكون مفرطة
10
الرداءة. فإذا كانت كذلك فلينتقل الإنسان عنها قليلًا قليلًا بالتدريج
11
وليحذر أن تجري العادة. ويتأكد بلزوم طعام أو شراب ما أو اجتنابهما أو
12
بنوم أو بحركة أو ببراز أو بجماع. فإنها إذا تأكدت هذا التأكيد عظم
13
الضرر من الإخلال بها. وليَعْتَد الإِنسان ويمرّن نفسه على لقاء الحر والبرد
14
والحركة والأغذية التي لا بد له منها وتبديل أوقات النوم واليقظة والتبرز
15
والثبوت التي ربما اضطر إلى تبديلها.
16
|IV.11|فيما يمنع ضرر الأغذية غير الموافقة:
17
يسلم من شر هذه بأن لا تُدمَن. فإن أدمنت، فبأن تتلاحق
18
بالإسهال من الأخلاط المتولدة عنها. وقد يسلم من ضررها بأن تمزج
19
بغيرها أو يؤكل قبلها وبعدها ما يكسر من عاديتها ويعدلها ويصلحها.
215
1
فمن كان يسخنه الحلو أو يتأذى به فليشرب عليه سكنجبينًا حامضًا أو خلًّا
2
أو ماءً ويأكل عليه رمانًا حامضًا. وبالجملة ليأخذ من الأشياء الحامضة
3
وليتعاهد الفصد والإسهال للصفراء. ومن كانت تضرّه الأغذية الحامضة
4
كالسكباج والقريص والمصوص ونحوها فليأخذ بعدها عسلًا وليشرب
5
شرابًا عتيقًا قويًّا. ومن كان يتأذى بالأشياء الدسمة الدهنية فليأكل عليها
6
الأشياء العفصة القابضة والمرة والمالحة والحريفة كالعدس والبلوط والمري
7
واللبن والكواميخ المالحة والبصل والثوم. ومن تأذى بهذه فليكسر عاديتها
8
ويكثر دسامتها بالأشياء الدهنية الدسمة والأشياء الرطبة الملينة. ومن لم
9
توافقه الأغذية الغليظة كالهريسة والمضيرة ونحوها فليتجرع قبلها وبعدها
10
سكنجبينًا ويتناول الجوارشنات التي ذكرناها ويزيد في الحركة والتعب
11
ويأخذ الكموني والفلافلي. فإن أدْمَنها فليسهل البطن بدواء قليل
12
الإسهال للبلغم. ومن كان يعتاده عند أكل الأغذية الغليظة ثقل أو وخز
13
في كبده فليتعاهد السكنجبين الكثير البزور والأصول. ومن أكثر من أكل
14
الفاكهة الرطبة فليشرب على الحلوة منها كالرطب والموز والبطيخ الشديد
15
الحلاوة والتين والسكنجبين. وعلى الحامضة والقابضة إن لم يكن أخذها
16
على سبيل التداوي بها ماء العسل. وإن كانت تنفخه فليأخذ عليها
17
الكموني والفلافلي أو معجون النارمشك أو الشراب الصرف العتيق وماء
18
البزور ونحو ذلك. وأما الفواكه اليابسة واللبوب، فما كان منها يسخن
19
الأكل لها فليشرب عليها السكنجبين الحامض ورب الفواكه الحامضة
20
ويغتذي بالأغذية الحامضة. وما كان منها ينفخ ويسقط الشهوة ويبلّدها
21
فليتجرّع بعدها بمدة ماء العسل. ثم يأخذ الكموني والفلافلي والزنجبيل
22
المربَّى. وأما الماء الغليظ البطيء النزول فليشرب مع الشراب. ومن أدمن
23
من شرب ماء الثلج فليدمن التعرّق في الحمام ويتعاهد النفض والأدوية
24
المذكورة عند ذكر علل العصب.
216
1
|IV.12|فيما يدفع ضرر الشراب:
2
إذا كان النبيذ يحمى الكبد ويسخن البدن فلتكثر مزاجه ويتنقل عليه
3
بالرمان الحامص وحماض الأترج ونحوه ويشرب على الأطعمة الحامضة
4
كالحصرمية والسُّماقية ونحوها، إذا كان الشراب يهيج الصداع ويولد في
5
الرأس سدرًا فليشرب رقيقه ومروّقه ويكثر مزاجه ويتنقل عليه بالسَّفرجل
6
ونحوه مما له قبض ويؤكل عليه طعام خفيف له قبض وتطفية كالبوارد
7
المتخذة من ماء الحصرم ونحوه. وإذا كان يهيج منه في البطن نفخ ووجع
8
فليشربه قويًّا صرفًا أو قليل المزاج جدًا. ولا يتنقل عليه بشيء له متانة
9
وغلظ ولا يؤكل بعد شيء.
10
|IV.13|فيما ينوب عن النبيذ:
11
إن النبيذ يسخن المعدة والكبد ويحلل النفخ ويخضم الطعام ويدرّ
12
البول ويطلق البطن. وله مع هذا أن يسر النفس ويطربها. فأما هذه الخلّه
13
فإنه لم يصب إلى هذه الغاية بشيء ينوب فيها عنه. وأما سائر الخلال فقد
14
يوجد أشياء تنوب عنها على أنها مقصّرة عنها في هذه الأفعال أيضًا.
15
|IV.13a|صفة شراب يسخن المعدة ويحلل النفح ويعين على الهضم وينفذ
16
الغذاء:
17
يؤخذ من عسل النحل رطل ومن الماء ستة أرطال. فيطبخ وقتًا
18
طويلًا برفق. وتستنظف رغوته حتى يصير بقوام الجلّاب. ثم يؤخذ لكل
19
رطل مما حصل درهم من الزنجبيل والفلفل والدار فلفل والدار صيني
20
والمصطكي والقرنفل. فيسحق ناعمًا ويجعل في خرقة كتان رقيقة ويدلك في
21
ذلك الشراب وهو حار دلكًا جيدًا ويترك فيه ويستعمل عند الحاجة.
22
|IV.13b|شراب يطلق البطن:
23
يؤخذ من التين الأبيض فيصب عليه عشرة امثال ماء ويطبخ حتى
217
1
يتهرأ ثم يترك ليلة ويصفى الماء عنه. ويلقى عليه مثل نصفه عسل ويطبخ
2
حتى يصير في قوام الجلاب ثم يرفع. ومن الناس من يجعل في كل رطل
3
درهمين لبن تين فيكون أكثر تليينًا للبطن. ومن الناس من يجعل مكان
4
العسل الفانيد فيكون أقل حرارة وأشدّ تليينًا وأجود للصدر والرئة.
5
|IV.14|في منافع إخراج الدم ومضاره:
6
قد يحدث عن النزف في إخراج الدم سوء المزاج واستسقاء وسقوط
7
الشهوة وسرعة الهرم وسقوط القوة وضعف المعدة والكبد والقلب ورعشة
8
وفالج وسكتة، وبالجملة تضعف القوى الطبيعية كلها. ويعرض عن ترك
9
إخراجه مع الحاجة إليه دماميل وصنوف الأورام وخراجات وحميات مطبقة
10
وبرسام وسرسام وجدري ونفث الدم والموت فجأة وطاعون والسكتة
11
الدموية التي يخضرّ معها الوجه ويسود والخوانيق والجذام. والفصد علاج
12
عظيم في حفظ الصحة وشفاء الأمراض إذا أصيب به موضعه. وأحمل
13
الناس له، ذوي الأبدان الواسعة الظاهرة العروق، والزب السمر،
14
والأبدان الحمر الخصبة اللَّحِمة لا الشحمية، والشباب والكهول وأما
15
الصبيان والمشائخ فلا ينبغي أن يُفصدوا إلّا لأمر عظيم. وأحوج الناس
16
إليه من تكثر به البثور والخراجات والدماميل والحميات. ومن يدمن أكل
17
اللحم والشراب والحلواء. وليتوَقَّ الفصد من كان في معدته وكبده
18
ضعف، ومن كان متهيئًا للوقوع في الأمراض الباردة. ولا يقدموا عليه إلا
19
لخطر عظيم. وأما سائر ما يحتاج إلى معرفته من أمر الفصد فقد ذكرناه في
20
بابه. وليتوّق الأكثار من إخراج الدم في الزمان الحار والزمان البارد جدًا.
21
|IV.15|من منافع الإسهال ومضاره وجهة استعماله:
22
تعاهد الإسهال على ما ينبغي علاج عظيم في حفظ الصحة. وذلك
218
1
أنه يمكن أن ينقّي به البدن من الخلط الذي يتولد عن الخطأ في استعمال
2
الأغذية وترك الحمية، ومن الخلط الذي من شأن البدن غير المعتدل
3
توليده. فيمكن من أجل ذلك أن يكون البدن أبدًا نقيًا ليس فيه فضول
4
محتبسة متهيئة لتوليد الأمراض. وينبغي أن يتعاهد كل إنسان الدواء
5
المسهل الذي شأنه استفراغ ذلك الخلط الذي يتأذى به والذي يكثر توليده
6
فيه لخلل في بدنه أو خطأ في تدبيره. ويجتنب ويحذر الدواء الذي من شأنه
7
استفراغ الخلط المضاد له. فإن ضرر ذلك يعظم عليه جدًا. وقد ذكرنا أي
8
خلط يسهل كل واحد من الأدوية المسهلة في بابه. وأحوج الناس إلى
9
الإسهال مَنْ جثته عبلة غليظة ومن هو نهم كثير الزَّرّ من الأطعمة
10
والفواكه قليل الحركة والرياضة. وينبغي أن يحذره من طبيعته مائلة إلى
11
اللين أو من يكثر به حدوث خلفة ويسرع إليه السحج لا سيما بالقوى
12
منها. والإفراط في أخذ الأدوية يخلف البطن ويؤدي به إلى الدق
13
والذبول وخاصة لمن بدنه يابس. وينبغي أن لا يؤخذ الدواء المسهل
14
إلّا بعد تليين الطبيعة بالأمراق الدسمة. وليتعاهد قبل أخذها بيومين الحمام
15
والإكثار من صبِّ الماء الفاتر على بدنه والجلوس فيه والشرب من
16
السكنجين. وليتوقّ المسهلة القوية في الأزمان الحارة والباردة جدًا. وينبغي
17
أن ينام عليها وقد ابتدأت تسهل. ولا يؤكل شيء ما دام له طعم في الجشأ
18
وما دام الإسهال لم يتحرك. ويضعف حتى إذا تمَّ عملها. فإن كان معتدلًا
219
1
فليكن الغذاء زيرباجة خفيفة. وليصب منها باعتدال. ولا يتم الشبع
2
يوم الإسهال بل يخفف. وإن كان مفرطًا فليكن الغذاء سماقية أو رمانية أو
3
حصرمية. وليسقى قبلها بوقت شيء صالح مثل سفوف البزور.
4
وأما الشراب فليكن لمن يسخن بعقب الدواء المسهل سخونة شديدة ولمن
5
استمشى الصفراء من الجلّاب. وإن لم يكن اختلف خلفة قوية. فإن كان
6
اختلف خلفة قوية، فَرُبّ التفاح والسفرجل الساذج أو رُبّ الرمان
7
ونحوه. ويحذر الجلاب والسكنجبين وماء العسل من كان أفرط عليه الدواء
8
المسهل وأدخل الحمام. وأما مَنْ لم يسخن عليه وكان إنما قصد إخراج
9
البلغم والسوداء فليكن تغييره الماء بالشراب إن كان الإسهال فيه مفرطًا أو
10
بماء العسل إن لم يكن مفرطًا ولم يكن يشرب الشراب. وإن كان أفرط
11
عليه عمل الدواء المسهل وجاوز في حاله الحد المقصود له جدًا، فأُدخل
12
العليل إلى الحمام. فإن انقطع فيها. وإلّا فاسقه سفوف حّب الرمان. فإن
13
كفى فبها وإلا فاسقة هذا السفوف، وهو سفوف ضد الإِسهال:ــ
14
يؤخذ كعك شامي مئة درهم. وكندر وطين أرمني وصمغ عربي
15
وبلوط وخرنوب وحب الزبيب وحب الرمان، مسحوقة كلها مثل الكحل
16
من كل واحد عشرة دراهم. بزر بنج أبيض خمسة دراهم. تخلط كلها
17
ويستف منها ثلاث سفَّات. فإن كفى ذلك وإلّا فاعط العليل أقراص
18
الجلنار ونحوها مما قد ذكرنا في باب الخلفة. فأن ضعف العليل وبلغ
19
به الأمر إلى الاستسقاط والغشي فليكن علاجه على ما في باب الهيضة.
220
1
|IV.16|في استعمال القيء:
2
أن القيء إذا استعمل باعتدال نقّى المعدة وأجاد الهضم وخَصَّب
3
البدن. ويخفف الرأس ويجلو البصر. وإذا أفرط منه أنحف البدن
4
وأضرّ بالكبد والصدر والرئة والمعدة والعين وربما شق العروق وخرقها
5
وأهاج نفث الدم. ويحتاج إلى القيء لحفظ الصحة من يجتمع في معدته
6
بلغم كثير وقد ذكرنا آية ذلك. فليُقيأ هؤلاء في الشهر مرة واحدة أو مرتين
7
بعد التملّي. فإن القيء من غير تملّي عسر لا يحبب إلّا بشدة واجتهاد. ولا
8
ينبغي أن يكثر من القيء ويدمنه. فإنه يفسد المعدة ويسقط قوتها. وينبغي
9
أن تشد العين عند القيء برفادتين وعصابة ولا تفتح حتى يفَرغ منه تم
10
يغسل الوجه بماء بارد ويتمضمض بماء العسل أو بالسكنجبين. وليحذر
11
القيىء اصحاب الاعناق الطويلة والحناجر الناتئة والصدور الضيقة العارية
12
من اللحم.
13
|IV.17|في منافع الجماع ومضاره وجهة استعماله:
14
الجماع يخفف عن البدن الممتلئ وينشط النفس ويسرُّها ويزيد في
15
النشاط ويسكن عشق العشاق إذا أُكثر منه ولو كان مع غير من يهواه
16
ويخفف عن الرأس والحواس. وبالجملة فإنه يفرغ البدن من الامتلاء إذا
17
أكثر منه إفراغًا قويًا. وينبغي أن يحذر الإكثار منه من يسرع إليه عند ذلك
18
الاستسقاط وذهاب الشهوة وغؤور العين وليحذره أصحاب الأبدان اليابسة
19
حذر العدو فإنه يؤدي بهم إلى الدق إن أكثروا منه. وليحذره النُقَّه والمرضى
20
والضعفاء والنحفاء ومَنْ نواحي خواصره ومراقه دقيق مهزول ومَنْ عصبه
21
ضعيف. فإن الجماع الكثير الدائم يضر بالعصب والعين مضرّة شديدة
22
ويسقط القوة وينهك الجسد ويخلفه ويسرع به إلى الهرم. وتقل هذه المضار
221
1
منه بأصحاب الأبدان القوية العبلة الممتلئة الكثيرة الدم الواسعة العروق
2
الحمر الألوان الكثيري الشعر. ويضر بأصحاب الابدان المضادة لهذه
3
ضررًا قويًا. ولا ينبغي أن يكون الجماع على الجوع ولا على الامتلاء من
4
الطعام والشراب ولا في الحمام ولا بعقب قيء أو إسهال أو فصد ارتعب.
5
ومن أكثر منه فليقلل من التعب وإخراج الدم والتعرق في الحمام. وليغتدي
6
بالأغذية الزائدة في المني ويشرب الشراب الحلو الغليظ ويزيد في الطيب
7
والنوم.
8
|IV.18|من منافع الحمام ومضاره وجهة استعماله:
9
الحمام يمكن أن يرطب به البدن وأن يجفف. ويحتاج إلى الترطيب به
10
أصحاب الأبدان النحيفة اليابسة القحلة. وهؤلاء ينبغي أن لا يتعرّقوا فيه
11
بل يكونوا منه في مكان معتدل ويصبون فيه ماءً حارًا كثيرًا ليكثر البخار
12
الرطب حواليهم. ويصبون من الماء الحار المستلذ على أجسادهم وينتفعون
13
فيه إلى أن ينتفخ الجسد ويربو قليلًا. ثم ليمسكوا عن استعمال الماء الحار
14
ويستعملون الماء البارد مرة واحدة وقتا يسيرا. ويتمرَّخوا بالدهن بعد
15
ذلك. وأما من يريد التجفيف والتخفيف عن البدن فليكثر التعرّق فيه
16
والتدلك بدقيق الباقلّي والحمص أو البورق أو الأشنان. ويدافع بالأكل
17
بعد ذلك مدة طويلة. وليتدلك بدهن البنفسج وقد أقبل يتصبب.
18
ومن منافع الحمام أنه يطرّي البدن ويفتح المسام ويجلي الأوساخ
19
المرتكبة فيها ويخفف الامتلاء ويفشّ الرياح ويجلب النوم ويسكن الأوجاع
20
ويرقق الأخلاط ويمنع من الخلفة ويذهب بالإعياء ويهيئ البدن للاغتذاء.
21
ومن مضاره إنه يسقط القوة ويسخن القلب حتى أنه ربما جلب الغثي.
22
ويهيج القيء ويجعل للمواد سبيلًا إلى سرعة الانصباب. ولذلك ينبغي أن
222
1
يجذر الحمام من به حمى أو قرحة أو فزع أو فسخ أو ورم. وليحذر دخوله
2
على الشبع إلّا من يريد السمن. ومن اضطر إلى دخوله على الشبع
3
فليشرب بعد ذلك من السكنجبين أيامًا ويحذر الأغذية الغليظة ويلطف
4
تدبيره.
5
|IV.19|في سحنة البدن المحمودة:
6
إنّا لا نمدح البدن المفرط الخصب ولا البدن النحيف. لأن فرط
7
خصب البدن مقرون بآفات كثيرة يسرع إليه منها عسر النفس
8
والموت فجأة وانشقاق العروق والفتوق وصعوبة الحركة وقلة الإنجاب في
9
التوليد.
10
وأما الأبدان النحيفة فمستعدّة للسل والدق ومبادرة للإسقاط
11
وانحلال القوة في الأمراض وسريعة التأثر من الحر والبرد الخارجين عن
12
الاعتدال. لكننا نمدح البدن الحسن اللحم المائل إلى الخصب قليلًا. لأن
13
هذا البدن بعيد من الآفات غير مستعد لها ولا مبادر إلى قبولها.
14
|IV.20|في السواك:
15
السواك يجلو الأسنان ويقويها إذا كان باعتدال ويشدّ اللثه ويسمّنها
16
ويمنع الحفر ويعين على طيب النكهة ويخفف عن الرأس والفم وفم المعدة
17
بعض التخفيف وينبغي أن يُستاك بخشب فيه قبض ومرارة.
223
1
والإسراف في السواك يذهب بصقال الأسنان فتسرع إليها الأوساخ
2
ويزعزعها ويرقها. ويضعف اللثه ويقصّرها.
3
|IV.21|في حفظ الأسنان:
4
ينبغي أن يجتنب كسر الأشياء الصلبة بها. ويجتنب كثرة المضغ من
5
الأشياء الغليظة العلكة كالتمر والناطف ونحوها. ويحذر كثرة القيء
6
فإنه يفسدها. ويُعنى بغسلها وتنظيفها متى وقع قيء أو أكل من طعام
7
غليظ لا سيما من اللبن بالسكنجبين أو بماء العسل وليستن ويستاك
8
باعتدال ويحذر الأشياء الي تضرّسها، والأشياء التي تخدِّرها كالثلج ومائه.
9
وخاصة بعقب طعام حار.
10
صفة سنون يحفظ على الأسنان صحتها:
11
قرن أيل محرّق. وعظام محرّقة وكزمازك وسعد وورد وسنبل الطيب.
12
بالسوية وملح اندراني ربع جزء. تدق ويستن بها فإنها بليغة في حفظ
13
الأسنان.
14
|IV.22|في حفظ العين وجلائها:
15
ليتَوَقَّ من الشمس الصيفية والغبار والدخان، وإدمان النظر إلى
16
الألوان البرّاقة وطول النظر إلى شيء واحد كالباهت، والانكباب على الخط
17
والنقوش الدقيقة، وكثرة البكاء، والنوم الطويل على القفا، واستقبال
18
الريح الباردة زمانًا طويلًا، والأغذية المجففة جدًا كالعدس والمالح،
224
1
والإلحاح على الجماع. ويضر بالبصر أيضًا السكْر الدائم والشراب والأغذية
2
الغليظة والحرِّيفة كالبصل والخردل والثوم والجرجير. والمصدّعة كالتمر
3
والكراث والحلبة والحندقوقا، والباذروج خاصة إن أكثر منه أظلم البصر.
4
وكذلك الكرنب والعدس. والإكثار من النوم أو من السهر. وينفع البصر
5
أن يستعمل في بعض الأحوال الإكحال التي تدر الدموع ويحفظ عليها
6
صحتها. ويمنع نزول المواد إليها. وينفع من ذلك أن يداف الحضض في
7
الماء ويقطر فيها في الشهر ثلاثة مرات فإنه يمنع من نزول المواد إليها. ومما
8
يجلوها أن يغوص الإنسان في ماء صاف ويفتح العين فيه مدة طويلة فإنها
9
تصفو وتقوى. وقد يقوي العين تعاهد القراءة بالكتب غير الدقيقة وحملها
10
على استخراج ما في الكتب الدقيقة والنقوش في بعض الأحوال. ومما يحفظ
11
على العين صحتها ويجلوها التوتيا المربّى بماء المرزنجوش. ومما يجلوها
12
الاكتحال بماء الرازيانج الطري أو ببرود ماء الرمان. وهذه نسخته:
13
يؤخذ رمان حلو ورمان حامض صادق الحموضة فيعصران على حدة
14
وتجعل العصارة في الشمس في قنينتين مسدودتي الرأسين من أول حزيران
15
إلى آخر آب. ويصفى كل شهر عن الثفل. ثم يجمعان بالسوية. ويؤخذ
16
لكل رطل منهما من الصبر والفلفل والدار فلفل والنوشادر من كل واحد
17
درهمان. تسحق وتطرح فيه ثم يرفع. فإنه كلما عتق جاد. ويغمس فيه
18
الميل ويقطر في العين فإنه عجيب في جلاء العين.
19
صفة كحل يحفظ على العين صحتها ويمنع أن تسرع إلى قبول النوازل:
20
يؤخذ الإثمد فيغسل في الهاون بالماء مرات ثم يسحق بماء المطر اسبوعًا
21
وكذلك يفعل بالتوتيا ثم يؤخد من ذلك الكحل وزن عشرين درهمًا، ومن
22
تلك التوتيا ومن اقليميًا مغسولة من كل واحد اثنا عشر درهمًا ومن المرقشيثا
23
المغسولة ثمانية دراهم ومن اللؤلؤ الصغار ومن البسد من كل واحد
24
درهمين. ومن الساذج الهندي ومن الزعفران من كل واحد درهم. ومن
25
الكافور ثلاثة دراهم ومن المسك دانق. تسحق الأحجار إذا جمعت ثلاثة
225
1
أيام بماء المطر ثم يجمع الجميع ويعاد سحقه ويرفع ويمرّ منه على الأجفان
2
غدوة وعشية.
3
|IV.23|في حفظ السمع:
4
ينبغي أن يعنى بتنقية الوسخ منه على ما ذكرنا في بابه وتجتنب
5
الأغذية الغليظة ويقطر فيها كل أسبوع شيء من دهن اللوز المر. ومما يحفظ
6
به الأذن من الوجع أن لا يستقبل بها الريح الباردة مدة طويلة. وأن يحفظ
7
أن يدخلها شيء أو يخرج فيها بثر. وذلك يكون بأن يداف شيء من
8
أشياف ماميثا في خل ويقطر فيها متى خيف ذلك ورأى في الوجه ونواحيه
9
بثور تخرج أو أحس فيها بابتداء توجع وكان ذلك مع التهاب في الرأس
10
والوجه. وأن يقطر منه في كل أسبوع مرة في حال الصحة مع قبولها
11
للنوازل وليحذر التخم والنوم على التملّي.
12
|IV.24|في الاحتراس من الأمراض المعدية:
13
ينبغي أن يفرّ من البلاد التي يقع فيها الطاعون واَلمَوتان. فإن كان
14
منزلًا أو عسكرًا فليكن الموضع في علو وفوق الريح.
15
ومما يعدي الجذام والجرب والحمى الوبائية والسل والنقرس إذا
16
جلس مع أصحابها في البيوت الضيقة وعلى الريح. والرمد ربما أعدى
17
بالنظر إليه. والقروح الكثيرة الرديئة ربما أعْدَت. وبالجملة فكل علّة
18
لها ننتن وريح فليتباعد عن صاحبها أو يجلس منه فوق الريح.
19
|IV.25|في الوباء والاحتراس منه:
20
إن الوباء يحدث في آخر الصيف وفي آخر الخريف. فإذا كانت في
226
1
الصيف أمطار كثيرة ودام فيه الغيم بالليل والنهار وكثر فيه هبوب الجنوب
2
وكان الهواء فيه راكدًا وَمِدًا غير متحرك وهو مع ذلك جنوبي كدر، فليحذر
3
اللحم والشراب والحلواء والفاكهة الحلوة الرطبة والحمام والاغتسال بالماء
4
الحار. وليكثر من الخل وما يعمل منه ومن ربوب الفاكهة الحامضة كرب
5
الحصرم والريباس والرمان والتفاح والسماق وحماض الأترج. ويكثر فيه من
6
شرب السكنجبين الحامض. وإن لم يكن بد من أكل اللحم فليأكل
7
الدراريج والفراريج ولحوم الجداء والعجاجيل متخذة بالخل أو بماء الحصرم
8
والسماق ونحوها والقريص والهلام والمصوص. وإن رأى في البدن أدنى
9
حركة للدم، أخرج على المكان ولم يدافع به ويلزم المجالس الباردة التي
10
أبوابها وكواها نحو الشمال فإنه بهذا التدبير يمكن أن يتخلص في هذه الحال
11
من أحوال الهواء من الجدري والحصبة والطاعون والخراجات الرديئة
12
والحميات المطبقة. وليحرص الصبيان والفتيان وأصحاب الأبدان الخصبة
13
الحمر الألوان في هذه الحالة أكثر من غيرهم. وإذا كان في آخر الصيف حرٌّ
14
شديد وكان الخريف شديد اليبس كثير الغبار وأبطأ المطر والبرد فينبغي أن
15
يبرد المجلس ويرطب بالخيوش ورش الماء. وليلزم الدّعة والراحة.
16
وليحذر التعب والجماع. وليغتسل بالماء البارد ويشرب ماء الثلج. ويأخذ
17
بالغداة السويق بالسكر والماء المبرد بالثلج ويحذر الأغذية المسخنة والشراب
18
إلا بالماء الكثير البارد. وليكثر من أكل القثاء والخيار والقرع والفرفين
19
ونحوها من الأغذية المبردة. ويحذر التعرض للشمس والصوم والمدافعة
20
بالجوع والعطش ويلزم القيلولة في الأماكن الباردة. والأغذية التي
21
ذكرناها. وأن يشرب ماء الشعير في هذه الحالة كل يوم، فإنه نافع وخاصة
22
لأصحاب المزاج الحار اليابس، فإنهم أحوج الناس إلى هذا التدبير وبه
227
1
يمكن أن يتخلصوا في هذه الحالة من الحميات المحرقة الخبيثة. وأما إذا
2
كثرت البثور واليرقان وكانت تهب الرياح فيمرض في هذا الزمان بعقبها
3
خلق كثير من الناس والبهائم ويظهر بالليل في الهواء شعاعات ويسرع
4
فيهم الموت إلى من يمرض من هؤلاء وكان المرض يضيق بأنفاسهم وتبخر
5
أفواههم ويجدون غمًّا وكربًا ولهيبًا شديدًا وعطشًا وتبرد أطرافهم ويقيئون
6
ويختلفون أشياء سمجة مختلفة، فإنه ينبغي أن يجتنب الثمار والبقول الكائنة
7
في ذلك الوقت وشرب الماء الظاهر على وجه الأرض. ويلزم البيوت
8
ويهرب من الهواء البارد ويرش البيت في كل يوم بماء وخَلٌّ ممزوجين. وإن
9
كان في الهواء مع ذلك شبيه ريح عفن ونتن فليتبخر بالصندل والكافور
10
ويرش الماء ورد. ويرسل على باب البيت ستر قد بُلَّ بماء ورد، ويجعل
11
الأغذية من الخل والعدس والسماق والقريص والهلام والحصرم. ويتجرع
12
بالخل والماء ممزوجين ويهجر الشراب. وقد ينفع في هذه الحال أن يؤخذ
13
كل يوم قرص من أقراص الكافور ويشرب الماء بالثلج ويغتسل بالماء
14
البارد. وقد ذكر رجل من قدماء الأطباء أنه إن أخذ من الصبر جزأين ومن
15
الزعفران والمر من كل واحد جزء وسقي منه في أيام الوباء كل يوم اثنا
16
عشر قيراطًا مع أوقية شراب ممزوج انتفع به جدًا. وأنه لم يَرَ أحدًا ممن
17
شرب هذا الدواء في إبان الوباء إلا وسلم.
18
وذكر جالينوس أن شرب الطين الأرمني بالخل والماء ينفع في هذه
19
الحال جدًا. وأن ترياق الأفاعي ينفع جدًا. ومما ينفع أن يتبخر به في
20
حال عفن الهواء، القسط والكندر والميعة والعود والصندل والمسك
21
والكافور والمر.
22
وربما كثرت الخوانيق في الربيع في بعض السنين وكانت مع ذلك
228
1
رديئة قاتلة، فينبغي في هذه الحال أن يتقدم بالفصد وحجامة الساق
2
وإسهال البطن. ويتغرغر كل يوم وليلة بالماء ورد الذي نقع فيه السماق
3
وبرُبّ التوت ورُبّ الجوز. وربما كثرت في شتوة ما السكتة والفالج
4
ونحوهما من الأمراض. فينبغي أن يتعاهد في مثل هذه السنة النفض
5
المذكور في هذه الأبواب والتغرغر والتعطس. ومرّخ الجسد بالأدهان
6
المذ كورة هناك وتقليل الغذاء وتلطيفه.
7
|IV.26|في تدبير البدن بحسب الأزمنة:
8
ينبغي أن يتقدم في الربيع بالفصد والإسهال قبل اشتداد الحر.
9
ويقلل فيه من الشراب وأكل اللحم والحلواء لا سيما من كان يعتاده فيه
10
أمراض امتلائية. ويبدأ فيه بالأغذية اللطيفة المبردة التي تستعمل في
11
الصيف. وإذا جاء الصيف فليقلل من الحركة والتعب والتعرض
12
للشمس. وتترك الأغذية الحارة والغليظة ولا يتملّى من الطعام بل يفرّق
13
أكله في مرات ويشرب الماء البارد، ويغتسل به. ويشرب السويق بالسكر
14
المذاب والمرقق بماء الثلج كل غداة، والسكنجبين والجلاب ورُبّ الفواكه
15
الحامضة. ويؤكل من البوارد والبطيخ المتخذ بالأشياء الحامضة كالحصرم
16
والسماق ويحذر الحلواء والدسم والحرِّيف والمالح ويقتصر على الحامض
17
والتفه. ويكثر مزاج الشراب وليتوقَّ عتيقه وقويّه.
18
وأمَّا في الخريف فليقلّ من أكل الفواكه ما أمكن ومن التعرض
19
للشمس عند انتصاف النهار وليتوق كشف الرأس بالليل والغدوات من
20
البرد. ويحترس من شرب الماء البارد والاغتسال به ومن التعب والجماع.
21
ويغتسل بالماء الفاتر. ويحذر النوم في موضع يقشعر منه البدن بعد التملي
22
من الطعام والاغتسال بالماء البارد الذي يقشعر منه البدن. ولا ينبغي أن
23
يتعرض فيه للقيء فإنه يجلب الحمى من ساعته ولا يصابر فيه الجوع
24
والعطش ولا يتملَّى فيه من الطعام ضربه. ولا من الماء: وليشرب من
25
الشراب بالمزاج الكثير بمقدار ما يطيب به النفس ولا يمدد المعدة ولا يثقل
229
1
عليها ويحرر البدن منه. ويدبر الأكثر من أموره بالتدبير الصيفي إلى أن
2
يجيء المطر. فإذا جاء المطر فقد أمن أكثر شرّه. وليكن التوقّي أكثر إذا كان
3
الخريف طويلًا صيفيًا. وليكن الميل في الخريف إلى تسكين الأخلاط
4
وتعديلها أكثر من الميل إلى الاستفراغ بالمسهل والفصد. وإن عرض فيها
5
أدنى عارض فليسرع تلاحقه بالعلاج قبل أن يعظم. لأن أمراض هذا
6
الفصل خبيثة رديئة وليكن الميل في الجملة إلى ترطيب البدن فإنه إليه في
7
هذا الفصل أحوج منه إليه في الصيف وهذا الفصل لسوء مزاجه لا يحتمل
8
الخطأ في التدبير والتهاون بالحمية.
9
وأما الشتاء فإنه يحتمل الخطأ في التدبير والإكثار من الأغذية الغليظة
10
ومن اللحم. وهو بالجملة يحفظ على الأبدان صحتها فلا يكاد يمرض فيه
11
إلا مين خطأ عظيم. وليتوق فيه الإسهال المفرط. ويبادر إلى ما هاجت فيه
12
من الحميات بالعلاج بالاستفراغ خاصة. فإن هذه الحميات تكون في أكثر
13
الأمر امتلائية. وتعظم وتقوى إن لم يستفرغ البدن منها في ابتدائها. ومن
14
كان بارد المزاج فإنه يحتمل أن يغتذي بالأغذية الحارة وبالثوم والبصل
15
والتوابل. وأما من كان شابًا حار المزاج فالأصلح أن يقلل منها أو يدعها
16
بتة. فإنها وإن لم تجلب له علة لم تجلب له منفعة. وإن لم تجلب له في الشتاء
17
نفسه علة حادة جلبت عليه ذلك في ابتداء الربيع وأواخره إلى أن يبادر بالفصد
18
والإسهال وينبغي أن يبادر بذلك من كثر تخليطه في الشتاء، ومن أكثر من
19
الأغذية والشراب فليبادر إلى الفصد من استكثر من الأغذية والشراب. وإلى
20
الإسهال من أُدمن الأغذية الرديئة.
21
|IV.27|في تدبير المرأة الحامل وحفظ الجنين:
22
ينبغي أن تتوقى الحبلى جميع الأغذية التي فيها حرافة ومرارة كالكبر
23
والترمس والزيتون الفَجّ ونحوها وجميع ما يدر البول والطمث كالحمص
24
واللوبيا والسذاب خاصة. ويحذر عليها من وثبة أو سقطة أو ضربة وخاصة
25
في أول الحمل وآخره ومن الجماع فإنه كثيرًا ما يكون ذلك سببًا للإسقاط.
230
1
ولتغتذي الأغذية اللطيفة الجيدة الخلط والمسكنة للغثي والمقوية لفم المعدة
2
كلحوم الدجاج والدراج والجدي. ولتسقى شرابًا ريحانيًا يسير المقدار.
3
وتشرب على الريق من ربوب الفاكهة الحامضة والقابضة وتعطى معها شيئًا
4
من أقراص العود. وليسكن عنها الوحَمُ والغثي. ولتتحرك وترتاض
5
باعتدال. وتحذر طول المقام في الحمام. ولتزيد في اللهو والنوم والطيب.
6
ولتخفف الغذاء وتجعله في مرات كثيرة في اليوم ولا تتملّى منه مرة واحدة.
7
وتعطى إذا أفرط عليها سقوط الشهوة شيئًا يسيرًا من الأشياء الحريفة
8
كالبصل والخردل، ومما يوقض ويفتق الشهوة. ولتمضع الكندر
9
والمصطكي. وتأكل من السفرجل والرمان والأترج. ولتتوقى الأغذية
10
الرديئة وكثرة التخليط فإنها بهذا التدبير يمكن أن تتخلص من المرض في
11
الحمل. فإن مرضت فليكن ما تعالج به فصد أو إسهال مع توقٍّ وحذر
12
شديد ما أريد الإبقاء على الجنين.
13
|IV.28|في تسهيل الولادة وتدبير النفساء:
14
إذا قرب وحان أوان الولادة، ينبغي أن تدخل الحمام وتجلس الحبلى
15
في الأبزن كل يوم ساعة ويمرخ بطنها وظهرها بالدهن. وتطعم من
16
الأغذية اللينة اللذيذة كالأسفيذباجات والحلواء المعمول بالسكر ودهن
17
اللوز. حتى إذا جاءها الطلق فليمرخ ظهرها بدهن الخيري والزئبق وهو
18
مسخن. ولتمرَّخ العانة والعجان والخواصر به وتتحمل منه، وتتمشى برفق
19
وتردد. وتجلس وتمد رجليها ثم تقوم بسرعة عليهما معًا في حاله. ومتى
20
اشتد الطلق أمسكت النَفَس وترخت ورفعت القابلة ظهرها وغمزت
21
خواصرها ومرافقها إلى أسفل. وإن طال بها الأمر فلتحتسي مرقة
22
أسفيذباجة دسمة قد اتخذت بالفراريج وأُلقي فيها من شحوم الدجاج
23
المسمنة والبط. وتُسقى شيئًا من شراب ريحاني. فإن عسرت الولادة وخيف
231
1
عليها فلتسقى ماء الحلبة والتمر المطبوخين رطلًا وقد قطر عليه شيئًا من
2
دهن لوز في مرتين أو ثلاث لئلا تقيئه وتسقى بعد ذلك من عصارة
3
السذاب وتسقى من أقراص المر وتعطى إن اشتد عليها الأمر من الحلتيت
4
والجاوشير والقنَّة وزن درهمين بالسوية. وإن كانت مُترفة تكره رائحة هذا
5
جدًا فليذاف لها مثقال غالية في شراب ريحاني وتسقى. وتقوى بماء اللحم
6
والشراب والطيب. فإن بقيت المشيمة فغطسها بالكندس وأمسك أنفها.
7
فإن سقطت المشيمة وإلا فأعد عليها من الأدوية التي وصفنا. وبخّرها بالمر
8
والجاوشير والبارزد والكبريت، يتخذ بنادقًا بعد أن يعجن بمرارة البقر
9
ويوضع منها الواحدة بعد الواحدة على النار في مجمرة قد جعلت تحت
10
إجانة قد كبَّت وثقبت. ويوضع الفرج على ذلك الثقب. وهذا البخور
11
يخرج الجنين الميت. ويستعمل إذا مات الجنين ولم يضطرب ولم يكن قوي
12
الحركة. فإن رأت بعد الولادة دمًا كثيرًا حتى تسقط قوتها فلتعالج بما ذكرنا
13
في باب إمساك الطمث. ولتقوى بماء اللحم والشراب والطيب وإن لم تَرَ
14
دمًا، أو قل ما رأت فلتتبخر بهذا البخور الذي ذكرنا وتتحمل منه وتعالج
15
بالعلاج الذي ذكرناه في باب إدرار الطمث. ولا تترك في ذلك ولا يستهان
16
بها إلا أن تكون ضعيفة نحيفة فإنه ربما يتولد لها عللًا صعبة ورديئة.
17
وقالت الأطباء مما يسهل الولادة أن يوضع على عانة الحبلى وسرّتها من
18
الحمأة المأخوذة من بئر عتيق.
19
|IV.29|في تدبير الطفل:
20
ينبغي أن تُمص أذان الطفل كما يولد. ويتعاهد ذلك فيما بعد.
21
ويحذر أن يدخلها عند الرضاع لبن. وليُحْنَك الطفل بالعسل.
232
1
ويتعاهد تنقية أنفه بالدلك بالماء الحار والدهن والتمخيط. ويتعاهد بالدلك
2
والتمريخ وتمديد الأعضاء في الجهات. والقمط وتسوية أعضاء الرأس
3
والأنف والجبهة. فإنهم يسلمون بهذا التدبير من آفات كثيرة. وليرضع
4
بمقدار ما لا يتمدد بطنه ولا يخرج منه رياح ولا يصيبه فتور ولا كسل
5
وطول نوم وتقلب وبكاء وقيء. فإن ظهرت هذه العلامات في حال فليمنع
6
الرضاع مدة أطول من العادة، وليزاد في تنويمه ثم يُحَمّ في ماء حار،
7
ويرضع مقدارًا أقل من العادة، ثم يرد إلى عادته. وليعط من الأدوية
8
المخدرة شيئًا ليطول نومه. وينبغي أن يحرك في سريره باعتدال ويكون
9
ذلك بعقب الرضاع أبطأ وألين. وليلق على عينيه في الأيام الأولى من
10
ولادته خرقة. ولا يكون في مكان كثير الضوء والشعاع. وليعلق أمامه
11
خرزًا أو خرقًا ذات ألوان مصبّغة ويترنّم له حتى إذا قرب وقت الكلام
12
فلتكثر الحاضنة دلك لسانه والعبث به ويدلك أسفل لسانه بعسل وملح
13
أندراني ولا سيما إن كان يبطئ بالكلام، وليتكلم بين يديه ويُلقَّن كلامًا
14
خفيفًا سهلًا. وإذا حضر وقت نبات الأسنان فلتدلك لثته كل يوم بالزبد
15
وشحم الدجاج. ويمر عليه شعير. ويمرّخ عنقه بالدهن مرخًا كثيرًا. وإن
16
انطلق بطنه يأخذ كمون وورد قد بلَّ بقليل خل وماء، وضمّد به بطنه.
17
وأديف في اللبن صمغ عربي وطين أرمني وإن انعقلت طبيعته حمّل
18
شيافة من ناطف وبورق أو بشيء من زبل الفار. وإذا حضر وقت
19
الفطام، فليتخذ له بلاليط من دقيق سميذ ولبن وسكر. وتدفع في
20
يديه ليعبث بها ويمصها ويمضغها. ويدرّج إلى الازدراء منها. ويدفع إليه
21
من صدر فروج رخص أو دراج. فإن استطاب ذلك ونال منه وطلبه وحنَّ
22
إليه، قصر عن الرضاع قليلًا قليلًا. ثم يترك إلى أن يرضع بالليل البتة.
23
ثم يدرج إلى أن لا يرضع بالنهار أيضًا. ولا يُفطم في الزمان الحار أبدًا.
233
1
|IV.30|في اختيار الظئر وتدبيرها:
2
لتكن الظئر فتية نقية اللون بيضاء مشرّبة الحمرة ولا تكون قريبة
3
العهد بالولادة ولا بعيدة العهد به ولا مأووفة ولا ممراضة. ولتكن
4
عظيمة الثدي واسعة الصدر معتدلة في خصب البدن. وليحذر عليها
5
المالح والحرّيف والحامض والقابض والتوابل القوية الإسخان كالكراث
6
والبصل والثوم والجرجير والكرفس خاصة، ولا ينبغي للمرضع أن تقربه
7
البتة. ولتقتصر من الأطعمة على الحنطة والأرز واللحم الفتي المنقَّى بالطبخ
8
المحمود. ولتحذر الجماع ودرور الطمث. وإن قَلَّ لبنها أعطيت الأحساء
9
المتخذة من دقيق الباقلي والأرز والخبز والسميذ المجفف واللبن والسكر وقد
10
طرح فيه شيء من بزر الرازيانج. وإن كان لبنها شديد الغلظ لُطّف
11
غذاؤها وكدَّت قليلًا وسقيت سكنجبين وشراب رقيق. وإن كان شديد
12
الرقة ازدادت من الأغذية القوية المتينة ومن النوم. وإن كان بطن الطفل
13
يستطلق فلتطعم الأشياء الماسكة للبطن، وتجتنب الحلواء والدسم. وإن
14
كان بَثُرَ بدنه سقيت ماء الشعير وحميت من الحلاوة والأشياء الحارة
15
وغذيت بالمزورات. وفصدت وحجم الطفل إن كان قد أتى عليه أربعة
16
أشهر. وأصلح اللبن ما إذا جلب منه قطرة على الظفر لم يكن شديد الرقة
17
سيالًا، ولا كثير الغلظ جامدًا، وكان طيب الريح عذبًا حلوًا. فأما اللبن
18
المالح والمنتن الريح. فلا ينبغي أن يغذى به الطفل البتة.
234
1
|IV.31|في جمل تدبير سائر الإنسان:
2
أما الصبيان فليس يعالجون لا بفصد ولا بإسهال قوي. بل يستعمل
3
فيهم الحجامة ويسهلون بماء الفاكهة. وينبغي أن لا يطلق لهم الإكثار من
4
الحلواء والفواكه لئلا تكثر أمراضهم ولا من الألبان والأجبان والأغذية
5
الغليظة لئلا تولد الحَصَا في مثاناتهم ويُسقون في الأحايين بزر البطيخ المقشر
6
والسكر لينقي آلات البول ولا يبتدئ فيها تكون حصا. ويحموا
7
الإفراط من التملي من الغذاء ومواترة أكل على أكل ليأمنوا بذلك من
8
الخنازير.
9
وأما الفتيان والشباب فليحذر عليهم من الأمراض الحارة ويستعمل
10
فيهم الفصد والإسهال والمطفّيات القوية حين تبدو بهم إمارات العلل قبل
11
أن تنمو وتعظم.
12
وأما الكهول فليكن ميلهم إلى الاستفراغ بالأدوية. وأكثر منه إلى
13
إخراج الدم وليبقوا على أنفسهم بأن يقللوا الكدّ والجماع لتبقى عليهم
14
أبدانهم ولا يشيخوا مدة طويلة.
15
وأما المشايخ فليدعوا الكد والتعب والجماع وإخراج الدم البتة.
16
وليكن ذلك منهم أقل ما يمكن إلَّا من حاجة شديدة. وليغتذوا بالأغذية
17
الحميدة السهلة الهضم. ويكثروا من الاستحمام والنوم والدعة والطيب من
18
الأشربة المعتدلة الرقيقة الصافية باعتدال من المزاج والقدر فإنه بهذا التدبير
19
يمكن أن يتدافع عنهم الهموم والذبول مدة طويلة. ولا تنهدم أبدانهم ولا
20
تتحطم بسرعة.
235
1
|IV.32|في محنة الطبيب:
2
ينبغي أن ينظر في ماذا أفنى الطبيب أيام زمانه وما همته إذا انفرد
3
وخلا. فإن كان أفنى دهره بتصفح كتب الأطباء والطبيعيين، وكانت همته
4
إذا خلا، النظر فيها فليحسن به الظن. وإن كان إنما أفنى ما مضى من
5
عمره في شيء غير ما ذكرنا وكانت همته إذا خلا الاشتغال باللهو والشراب
6
ونحوه فليساء به الظن. ومن كان يدمن النظر في الكتب فينبغي أيضًا أن
7
ينظر في مقدار عقله وفطنته وهل جالس المتكلمين والمناظرين أو أخذ
8
منهم. وهل له نظر في كتب المتفلسفين وهل له قوة في البحث والنظر أم
9
لا؟
10
فإن كانت قد طالت صحبته لهؤلاء القوم واكتسب منهم حظًّا من
11
القوة على البحث والنظر. فينبغي أن ينظر هل هو ممن يفهم ما يقرأ أو
12
بالضد. فإذا كان ممن يقرأ الكتب ويفهمها فينبغي أن ينظر هل شاهد
13
المرضى وقلّبهم. وهل كان ذلك منه في المواضع المشهورة بكثرة الأطباء
14
والمرضى أم لا؟ فمن اجتمعت له هاتان الخلَّتان فهو فاضل. وأما من
15
نقصته إحداهما فلئن يكون النقصان في المشاهدة خير بعد أن لا يكون
16
عديمًا لها البتة بل معه منها قدر صالح من أن يكون في تعلّم ما في كتب
17
الأوائل من العلم. لأن قليل المشاهدة والنظر يبلغ من قد عرف ما في
18
الكتب وتصورها. فأما من كان يتعاطى هذه الصناعة وكان أمّيا وعامّيًا لا
19
يفهم الكلام ولم يجالس أهله فلا ينبغي أن يوثق بمعرفته بل لا ينبغي أن
20
يظن أن عنده خيرًا بتة. لأن هذه الصناعة لا يمكن للإنسان الواحد أن
21
يتخذ فيها أثر تقدّمه. وأن يلحق منها شيئًا حتى ولو أفنى فيها جميع عمره.
22
لأن مقدارها أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير. وليست هذه الصناعة
23
فقط بل جل الصناعات كذلك فإنما أدرك ما أدرك من هذه الصناعة إلى
24
هذه الغاية في ألوف السنين ألوف من الرجال. فإذا اقتفى المقتفي أثرهم
25
صار ما أدركهم كلهم في زمان قصير وصار كمن عمّر تلك السنين وعني
236
1
بتلك العنايات وإن لم يكن ينظر في كتبهم. فكم عسى تراه يمكن أن
2
يشاهد في عمره وكم مقدار ما يبلغ تجربته واستخراجه ولو كان من أعقل
3
الناس وأذكاهم على أن من لم ينظر في الكتب ولم يفهم صورة العلل في
4
نفسه قبل مشاهدتها. فهو وإن شاهدها مرات كثيرة أغفلها ومرّ بها صفحًا
5
ولم يعرفها البتة.
6
تمت المقالة الرابعة والحمد لله رب العالمين.
237
1
|V|المقالة الخامسة
2
في الزينة
3
|V.1|في ما يذهب بالحزاز:
4
مما يذهب بالحزاز الحلق الدائم. وأن يدهن الرأس كل ليلة ويغسل
5
من غد في الحمام أو في البيت بماء حار كثير يصب عليه، فإن كفى وإلا
6
فيغسل الرأس في كل ثلاثة أيام بحمص مدقوق وخل خمر وخطمي. أو
7
يغسل بطبيخ السلق مع شيء من بورق.
8
وهذه صفة غسول قوي يذهب الحزاز: يؤخذ من دقيق الحمص
9
مائة درهم ومن دقيق الحلبة ونخالة وبورق الخبز وزجاج أبيض مسحوق
10
وخردل، ومن كل واحد خمسة عشر درهمًا. وخطمي عشرة دراهم،
11
يضرب بخل خمر قليل وماء ويغسل الرأس به كل أسبوع. فإن دام الحزاز
12
مع إدمان هذه الغسولات فينبغي أن يوضع على الرأس كل ليلة دهن ورد
13
قد ضرب بخل خمر قليل ويديم إلانَة البطن.
14
|V.2|في تمرّط الشعر وداء الثعلب:
15
إذا تمرط الشعر من الرأس أو اللحية أو الحاجب، فادلك الموضع
16
بخرقة خشنة حتى يحمر ثم ادلكه بالبصل دلكًا شديدًا حتى يحس العليل في
238
1
الموضع باحتراق ولهيب ثم دعه يومه ذلك وليلته. وأعد عليه في الغد هذا
2
التدبير. فإن تنفّط فامسحه بشحم البط أو بشحم الدجاج. ودع دلكه
3
أيامًا حتى يسكن. فإذا بدأ الشعر ينبت فاحلقه مرّات وادلكه بالخرقة كل
4
يوم وادهنه بدهن قد طبخ فيه قيصوم وبرشياوشان وبابونج من كل واحد
5
منهما أوقية فيصب عليه ماء ويطبخ برفق حتى يتهرأ ثم يصفى الماء ويصب
6
منه رطل على رطل دهن بان، ويطبخ برفق حتى ينضب عنه الماء ثم يرفع
7
ويستعمل. فإذا نبت الشعر بهذا العلاج وإلا فابحث عن تدبير العليل فيما
8
تقدم وحال بدنه في وقته على نحو ما في باب تعرّف الخلط الغالب على
9
البدن وفي باب قوى الأغذية. فإن كان أدمن الأغذية المولدة للبلغم وكانت
10
الجلدة التي تمرط الشعر عنها يميل لونها إلى البياض فاسقِ العليل من هذا
11
الحب، وهذه نسخته:
12
تربد أبيض عشرة دراهم، أيارج فيقرا عشرة دراهم، شحم الحنظل
13
ثلاثة دراهم وثلث. ويسقى منه وزن درهمين إلى ثلاثة. ويسقى منه ثلاث
14
شربات أو أربع في شهر واحد ويغذى بالأغذية الجيدة والحميدة الخلط ثم
15
يعاد إلى الأدوية التي يعالج بها الموضع نفسه. وإن كان العليل فيما تقدم
16
أدمن الأطعمة المولدة للمرار، وقد شهد لون وحال البدن بذلك، فاسقه
17
من هذا الحب شربات على ما وصفنا وأَمِلْ تدبيره إلى ما يولد خلطًا باردًا.
18
وهذه صفة الحب:
19
يؤخذ صبر سقوطري وهليلح أصفر درهم وورد أحمر مطحون نصف
20
درهم وسقمونيا ربع درهم يتخذ حبًا. وهي شربة واحدة. فإن كان
21
العليل أَدمن الأغذية المولّدة للسوداء وشهد بذلك لونه وكمودة الموضع
22
وقحله وشدة يبسه فافصده ثم اسقه مطبوخ الأفتيمون، أو ماء الجبن
23
بالأفتيمون ونحو ذلك مما يخرج السوداء مما قد ذكرنا في باب الماليخوليا.
239
1
واغذه بالأغذية الحميدة ثم ارجع إلى معالجة الموضع نفسه بهذا الطلاء
2
الذي ينبت الشعر. وهذه صفته:
3
زبد البحر عشرة دراهم، بورق وخردل وكبريت وسنا وفربيون من
4
كل واحد وزن درهمين. وميويزج وذراريح من كل واحد درهم. يطبخ
5
ويطلى بزيت عتيق بعد الدلك بالبصل. ومتى تنفّط الموضع أرِحه أيامًا ثم
6
عالجه بشحم البط وبمرهم الاسفيداج حتى يسكن ثم يعاود أن احتيج إلى
7
ذلك.
8
|V.3|في إنبات الشعر في المواضع الذي يراد ذلك فيها:
9
إذا كان نبات الشعر في اللحية والحاجب ضعيفًا، فليؤخذ زبد
10
البحر ورماد القيصوم ويعجن بزيت عتيق ويدلك به الموضع ويمسح عليه
11
كل ليلة ويسقى الشراب الصرف ويُمال تدبيره إلى ما يسخن باعتدال.
12
وهذه صفة أخرى قوية: يؤخذ أوقية دهن بان. ووزن ثلاثة دراهم
13
ذراريح قد أُلقي رؤوسها وأجنحتها. وتسحق ويلقى ذلك في الدهن
14
ويجعل في أسفل قنينة على نار لينة ويساط بخشبة حتى يغلظ ذلك الدهن
15
ويرفع ويطيب بشيء من مسك وعنبر ثم يدلك الموضع ويمسح عليه، ويعاد
16
إلى أن يتنفط. فإنه سيبدأ نبات الشعر فيه إن شاء الله.
17
|V.4|في حفظ الشعر المتساقط وتطويله وعلاج ابتداء الصلع:
18
صفة غسول للشعر: يؤخذ ورق الأزادرخت وبرسياوشان حديث
19
ومر وأملج. يدق ويلقى منه في العسل ويغلف به الرأس بعد أن يُبل بنقيع
20
الأملج.
21
صفة غسول يطيل الشعر: يؤخذ من الماء الذي قد طبخ فيه
22
السلق. ويلقى فيه شيء من خردل ويغسل به الشعر ثم يدهن بدهن
240
1
الآس. فإنه يطيل الشعر.
2
ومما يمنع تساقط الشعر: دهن الآس إذا تعوهد بتدهين الشعر به.
3
ومما يمنع التساقط وينبت الشعر أيضًا. يُحلُّ اللاذن في شراب ثم
4
يمرّخ بدهن الآس مثلًا بمثل. ويتعاهد ذلك أصل الشعر ليلًا. ويدخل
5
الحمام من غدٍ ويغسل بماء حار.
6
صفة قوية تمسك الشعر المتناثر: يؤخذ الأملج وورق الآس
7
فيطبخ في الماء حتى يحمر الماء. ويؤخذ زيت أنفاق رطل وماء الأملج
8
والآس رطل فيطبخ حتى ينضب الماء ثم يطرح عليه أوقية لاذن محلول
9
بشراب. ويدلك به أصول الشعر.
10
صفة دهن يقوي الشعر إذا أدمن الأدهان به ويسوده مع ذلك:
11
يؤخذ ورد الشقائق وورق الآس وبرسيا وشان وسنبل الطيب وسعد وبزر
12
السلق وبزر الكرفس وأملج حفنة حفنة ويطبخ في ثلاثة أرطال ماء حتى يصير
13
رطل. ثم يصفى ويصب عليه رطل دهن الخيري ويطبخ حتى ينضب الماء.
14
ويؤخذ نصف أوقية أقاقيا ومثله رماد لحاء الصنوبر. فيلقى فيه ثم يرفع ويدهن
15
به كل يوم.
16
صفة طلاء يمنع من الصلع ويبرئ المبتدي به: يؤخذ برسياوشان
17
وورق الآس ولحاء شجر الصنوبر وكندر بالسوية. ويشوى حتى ينسحق ثم
18
يلقى معه لاذن ومر جزء جزء. ويسحق بشراب عتيق ودهن الفجل.
19
ويطلى به الرأس ليلًا. ويغسل نهارًا. ويدمن ذلك فإنه يبرئ الصلع
20
المبتدئ بإذن الله.
21
|V.5|في تشقق أطراف الشعر: إذا عرض للشعر هذا العارض فليدمن
22
مسحه بالماء والدهن المضروبين معًا حتى يتحدا. ويغسل بالألعبة اللزجة
23
كلعاب بزر الكتاب وبزر قطونا وورق السمسم ونحوها. فإن كفى ذلك
24
وإلا زيد في الراحة والطعام والشراب والحمام. وإذا كان ذلك مع خصب
25
البدن وحسن حاله، وكان ذلك يسير المقدار فليس ينبغي أن يعالج. وإذا
26
أفرط فليواتر الإسهال والفصد.
241
1
|V.6|في تجعيد الشعر:
2
يدمن تغليفه بورق السدر الأبيض أو بالعفص.
3
صفة أخرى: دقيق الحلبة ومر وبزر بنج أبيض مسحوق وسدر
4
وعفص ونورة ومرداسنج. يغلف الرأس به.
5
|V.7|فيما يسبِّط الشعر:
6
يعالج بعلاج تشقيق الشعر ويدهن الموضع بدهن خل مُفَتَّر. ويكثر
7
صب الماء الحار عليه.
8
|V.8|في خضاب الشعر بالأسود:
9
ثلث رطل عفص. يمسح بزيت ويقلى في مقلاة حتى يتشقق.
10
ويؤخذ رسختج وشب وكثيراء من كل واحد خمسة دراهم. وملح
11
أندراني درهمين. وشب درهم. يعجن بماء حار بعد أن يسحق كالحل
12
ويخمرّ أربع ساعات ويختضب به بعد غسل الشعر واللحية وتجفيفهما.
13
ويترك ست ساعات وقد غُلّف بالورق لئلا يجفَّ. ويغسل بعد ذلك بماء
14
فاتر.
15
صفة خضاب آخر: يؤخذ مرداسنج ونوره لم تُطف، بالسوية.
16
وطين حر وأسفيداج الرصاص مثلهما من كل واحد. يعجن بالماء ويغلف
242
1
به ويترك ثلاث ساعات. وعليه ورق ثم يغسل ببعض الألعبة. فإنه يجيء
2
أسود.
3
صفة آخر: يؤخذ مرداسنج ونورة لم تطف بالسوية. فيصب عليهما
4
ستة أمثالهما ماء ويترك في الشمس. ويساط ثلاثة أيام. ثم يصفى الماء
5
ويدخل فيه صوفة فإن اسودّت وإلّا صُفِّي وطُرح في ذلك الماء سدسه
6
مرداسنج ونورة حتى تسود الصوفة. ثم يعجن حناء بذلك الماء ويخمَّر
7
ويخضب به فإنه يجىء أسود. ومما ينتفع به، أن تغمس صوفة في هذا الماء
8
ويدلك به أصول الشعر.
9
صفة آخر: يؤخذ ثلاثون عفصة. وتُلَتّ بالزيت وتقلى في مقلاة حتى
10
تسود ثم تشد بقطعة لِبْد حتى تتفتت وتدق ناعما ثم يؤخذ من نحاس محرّق
11
درهمان ومن شبٍّ يماني نصف وملح أندراني مثله. ووزن مثقال حناء
12
مكي. يدق ويعجن بماء الآس المطبوخ الذي صار كأنه الرُبّ، ثم يعجن
13
بذلك الماء عجنًا رقيقًا، ويجعل في مغرفة حديد ويغلى غليًا جيدًا ثم يخضب به
14
بعد غسل الرأس وتجفيفه ويعصب بورق السلق وورق الكرم وينام عليه إلى
15
الصباح. فإذا أصبح غَسَلَه بالطين ودَهَنَه فإنه يسودُّ تمامًا.
16
|V.9|في تدبير من أحب أن لا يسرع إليه الشيب:
17
قد يسرع الشيب إلى بعض الناس من أجل مزاجهم ويبطئ عن
18
بعض. ومما يبطئ بالشيب أن يدمن الأخذ من الأطريفل الصغير وكل
19
غدوة على هذه النسخة. وهذه نسخة الأطريفل الصغير: يؤخذ إهليلج
20
أسود وكابلي وبليلج وأملج بالسوية. وتُلَتّ بعد سحقها بالزيت وتعجن
243
1
بالعسل. ويؤخذ منه مثل الجوزة كل غدوة. ويكون أكثر الغذاء قلايا
2
وشواء. ويهجر الألبان والثرود والعصايد والهرائس والحلواء وشرب ماء
3
الثلج والإكثار من الماء. ويشرب شرابًا عتيقًا قليلًا صرفًا أو ماء العسل.
4
ويأكل من الكواميخ المالحة. ويصطبح بالمري النبطي ويشرب منه على
5
الريق ويأكل السلق بالخردل. وإذا نالته حرارة جعل تسكينه لها بالخل
6
والسكنجبين ويقلل من الاستحمام والباه ويحذر صب الماء ورد على شعره
7
وخاصة إذا كان فيه كافور. فإن استعمله في حال ما عني بمسحه عنه
8
وأدمن بالأدهان التي قد طبخ فيها الأفاوية والقوابض كالدهن الذي قدمنا
9
وصفه. وإن كانت عنايته بهذا الباب شديدة فليتدرج في أخذ البلاذري
10
ويُبتدأ به في الشتاء.
11
|V.10|في تحمير الشعر وتشقيره:
12
يؤخذ ترمس مسحوق عشرة دراهم، ومر خمسة دراهم ومثله ملح
13
الدباغة وهو الشورج، ودردي الخمر مجفف مشوي ثلاثة. يخمر
14
ويختصب به فيجيء أشقر. ومما يشقّر أيضًا أن يؤخذ رماد حطب الكرم
15
فيصب عليه الماء ويترك يومًا ثم يصفّى وتعجن به الأدوية. ويغلف به
16
الشعر ويترك ليلة ثم يغسل ويعاد عليه فإنه يشقر.
17
|V.11|في تبييض الشعر:
18
يؤخذ ذرق الخطا طيف وراسن مجفف وماش وبزر الفجل وورد
19
النسرين يابس وكبريت وفقاح الكبر مجفف. بجمع بمرارة البقر وخل وخمر
20
ويغلف به الشعر بعد أن يُبًخّر بالكبريت. ولا يغسل بل يفرك ثم يبخر
244
1
بالكبريت أيضًا ويعاد عليه مرات وإذا ابيضّ تعوهد مسحه بدهن
2
الياسمين.
3
|V.12|فيما يحلق الشعر ويرقّه ويمرّطه ويمنع نباته:
4
يؤخذ نورة بيضاء قوية جادة بكلس الأصداف ثم يسحق معها من
5
ملررنيخ الأصفر المسحوق مثل الكحل قدر الثُّمن بالماء في الهاون
6
ويترك ساعتين ثم يُطلى بها أو بكلس زبد البحر أو بكلس الجبصين فإنه
7
يجيء أبيض.
8
ومما يرق الشعر أن يلقي في النورة رماد الكرم أو بورق. ويكثر
9
تقليبه على البدن ويدلك بعد غسل النورة بدقيق الشعير والباقلي وبزر
10
البطيخ.
11
|V.13|وهذه صفة ما يبطل الشعر لواحدة: يؤخذ نورة قوية حديثة ويصب
12
عليها ستة أمثالها ماء وتترك ثلاثة أيام ثم تصفى ويلقى فيها سدسها نورة
13
وتدبر كذلك ثلاث مرات ثم يلقى في الماء ثلاثة دراهم زرنيخ أصفر
14
مسحوق ويترك في الشمس حتى تسمط الريشة. ثم يدلك به البدن بصوفة
15
فإنه يحلق سريعًا جدًا ويدهن بعد ذلك بدهن الورد.
16
|V.13a|ومما يهلك الشعر ويبطله البتة أن ينتف ويطلى ببزر قطونًا وخل مرات
17
كثيرة أو يطلى بالأفيون والبنج والخل الثقيف. أو ينتف ويطلى بدم الضفادع
18
الآجامية أو بدم السلحفاة. أو ينتف ويطلى بدهن قد طبخت فيه العظاية
19
حتى تفسخت. أو بدهن قد طبخ فيه قنفذ. أو يطلى بجند بيدستر وعسل
20
مرات بعد أن ينتف كل مرة.
21
|V.13b|ومما يمنع نباته في العانة والذقن والأبط زمانًا طويلا، أن يؤخذ
245
1
إقليميًا وأسفيداج الرصاص بالسوية وشب نصف جزء، ويسحق بماء البنج
2
الرطب أو يطبخ بزره بالخل، ويطلى به الموضع ويدمن ذلك فإنه يبطئ
3
بخروج الشعر فيه جدًا. وربما لن يخرج فيه بتة.
4
|V.14|فيما يقطع رائحة النورة ويمنع من حرقها:
5
يدلك البدن بورق شجر الخوخ أو شجر العصفر والحنَّاء والسعد
6
والسك مفردة أو مجموعة. |V.15|ومما يمنع من حرق النورة قلة تقليبها وسرعة
7
غسلها، وأن يمسح البدن قبل الطلاء بدهن الورد. ومما يمنع من تبثيرها
8
للبدن أن يُغسل بالماء الحار حتى ينقى. ويجلس العليل المطلي في الماء البارد
9
مدة طويلة ويصبُّ عليه الماء الشديد البرد وخاصة على المواضع التي اعتاد
10
خروج البثر فيها أو وقوع الحرق بها. وليؤخذ عدس مقشر فيسحق بخل
11
وماء ورد ويطلى على الموضع الذي احترق ويُعلى بخرقة. وأما إذا تنفط أو
12
احترق اللحم فليعالج بمرهم الأسفيداج والمرداسنج المربى بدهن الورد
13
دلكًا ويمنع تبثير البدن أن يدلك ــ بعد النورة ــ بخلٍّ خمر ودهن الورد دلكًا
14
جيدًا.
15
|V.16|في السعفة:
16
هذه قروح خشكريشية تكون في الرأس والوجه. وربما كانت قحلة
17
يابسة بيضاء، وربما كانت فيها رطوبة ويسيل منها صديد. فليعالج ذلك
18
بالحجامة في النقرة والرأس، ويفتح عرقًا من العروق التي في جلد الرأس
19
أو خلف الأذنين أيّما كانت أعظم، وبالحمية من المالح والحلو والحرِّيف.
20
والاقتصار على الأغذية المحمودة التَّفِهَةِ. وإن احتمل العليل أسهل بطبيخ
21
الإهليلج وبالصبر والسقمونيا ثم يطلى بالأطلية. وهذه صفة طلاء
22
للسعفة إذا كانت حديثة في أبدان الصبيان: يؤخذ عروق صفر وحناء
246
1
وزراوند ومرداسنج وقشور الرمان ويطلى بخل خمر ودهن ورد ويطلى به
2
وهذا طلاء للسعفة المزمنة: يؤخذ ملح وزاج محرّقين وكبريت وتراب
3
الزئبق وعفص وعروق صفر ومرداسنج وزراوند. يدق ويعجن بخل خمر
4
ودهن ورد ويطلى به. أما إذا كانت السعفة يابسة بيضاء فيلزم العليل
5
الأغذية الرطبة واسعِطْه بدهن القرع ودهن اللوز الحلو والبنفسج ونحوها.
6
وإن كانت السعفة غليظة فلتُحك بحديدة إلى أن تدمى. ثم ينثر
7
عليها الدواء الحاد حتى يستأصلها ثم تعالج بالمرهم المتخذ من المرداسنج
8
والخل والزيت والعروق. ومما يقلع السعفة الرطبة ويستأصلها أن تدلك
9
بالخل والملح والأشنان الأخضر مرات فإنها تجف وتبطل البتة.
10
|V.17|فيما يبيّض الوجه ويُبرِّق البشرة ويرقّها ويُصفّيها:
11
يؤخذ دقيق الحمص، ودقيق الباقلي ودقيق الشعير ونشاء وكثيراء
12
وبزر الفجل. يعجن باللبن ويطلى به الوجه ليلًا ويغسل من غدٍ بماء حار
13
قد طبخ فيه نخالة وَبَنَفسج يابس عشر ليالي. وهذه غمرة أخرى: يؤخذ
14
لوز حلو مقشر ونشاء وكثيراء فيجمع بماء العصفر ويطلى الوجه به ليلًا
15
ويغسل نهارًا بطبيخ البابونج والبنفسج أو يؤخذ نشاء وكثيراء ولوز حلو
16
فيعجن بلبن ويطلى. ومتى جف أعيد عليه الطلي أسبوعًا ثم يغسل بماء
17
حار.
18
|V.18|فيما يُحمّر اللون:
19
خردل أبيض وزرنيخ أحمر بالسوية. يسحق ويعجن باللبن ويغمر به
20
الوجه أسبوعًا.
21
وهذه صفة أخرى: يؤخذ زعفران وفوّة الصبغ وكندر ومر
247
1
ومصطكي بالسوية ومن ماء البصل المسمى بلبوس ما يعجن به ويطلى
2
به الوجه ليلًا ويغسل نهارًا.
3
ومما يحمر اللون أيضًا: أكل الحمص والتين والرمان الحلو واللحم
4
والشراب الأحمر الغليظ والحلو والاستحمام الدائم بالماء الحار العذب وأكل
5
مح البيض بالملح والحلتيت، وللحلتيت خاصية في تحمير اللون وكذلك
6
الثوم أيضًا.
7
وهذا دواء آخر يحمر اللون: يؤخذ زوفا يابسة عشرة دراهم
8
وزعفران ثلاثة دراهم وسكر ثلاثة عشر درهمًا ويستف منه كل يوم
9
درهمين.
10
|V.19|فيما يصفِّرُ اللَّونَ:
11
المقام في المواضع الحارة الومدة وشرب المياه القائمة وإدمان أكل
12
الخل وطلي الوجه بالكمون والزَرْدَق وأكل الطين والسهر والهمّ. وإن
13
أكثر من الكمون في الطعام وأدمن اشتمامه أو رقد في موضع فيه كمّون
14
كثير، اصفرّ لونه.
15
|V.20|فيما يسوِّدُ اللونَ:
16
التعرض للشمس والريح، والأكل من الأغذية المالحة والتعب وهجر
17
الاستحمام. وممّا يَصْبغ البشرة بالسواد: أن تطلى بالنورة والمرداسنج. فإن
18
طليت منه طليات عديدة سوّدته سوادًا شديدًا يعسر انقلاعه. فإن احتيج
19
إلى قلعه فليَغْسِل بخل قد غلي فيه الأشنان الأخضر. ويدلك بالبصل أو
20
بحماض الأترج أو بدقيق الحمص مع الخل مرات حتى يعود إلى حاله.
248
1
|V.21|فيما يذهب بالكَلَفِ:
2
أن يطلى ببزر الفجل أو بزر الجرجير أو يطبخ زردك العصفر حتى
3
يغلظ ويسحق القسط والدار صيني ويعجن به ويطلى عليه أو يؤخذ الخردل
4
فيدق مع التين وينطل الموضع بماء حار ويكمد به حتى يَحمرُّ ثم يوضع
5
عليه حتى إذا احترق رفع وكمد بماء حار وأُعيد عليه. ويحذر أن يتقرح
6
بسرعة بل يرفع عند الوجه ويريحه حتى يعود على حاله. |V.21a|وهذا دواء جيد
7
يقطع الكلف: حبُّ المحلب وبزر الفجل وبزر البطيخ مَقَشَّرَين وتراب
8
الزيبق بالسوية يطلى عليه. أو يؤخذ حب المحلب ولوز ومقل اليهود ليِّن.
9
يسحق بخل ويطلى عليه.
10
|V.21b|دواء آخر جيد يقطع الكَلََفَ: ترمس وبزر الجرجير وبزر الفجل وقسط
11
ولوز مر وبورق وفلفل ومقل بالسوية. يحل المقل بماء الزردك وتعجن به الأدوية
12
ويطلى به.
13
|V.22|في البرش والنمش:
14
مما يذهب بالبرش والنمش، الفصد واستفراغ السوداء المتواتر وسقي
15
ماء الجبن بالأفتيمون وطبيخ الأفتيمون. وكذلك ينبغي أن يفعل بالكلف
16
إذا لم ينقلع بالأطلية ثم يعاد إليها.
17
وهذا طلاء للبرش والنمش: لوز مقشر وبورق وبزر الفجل يجمع
18
بلعاب الحلبة ويطلى به الوجه بعد التكميد بالماء الحار وبعد الخروج من
19
الحمام.
20
وهذا طلي آخر: دقيق الترمس ولوز مر وبزر الكرنب يجمع بطبيخ
21
التين ويطلى به. أو يضمد بالصابون ومتى لذع غسل ومسح بدهن اللوز
22
ثم أعيد. أو يحل الأشق بخلّ ويُطلى عليه. أو يحل المقل بلعاب الحلبة
23
ويطلى عليه. وكل طلاء يستعمل للخيلان والنمش والبرش والكلف
24
فليكن بعد الاستحمام أو بعد تكميد الموضع بماء حار كثير حتى يحمرَّ
25
ويرقَّ.
249
1
|V.23|في قلع آثار البثور والقروح:
2
يُطلى على هذه مرداسنج أبيض بدهن الورد أو يدمن طليها
3
بشحم البط ويلصق عليه الخمير أو عجين الخبز السميد بالتمر.
4
|V.24|في السعفة الحمراء الكائنة في الوجه:
5
هذه علة تظهر في الشتاء، فتخرج في الوجه في مثل الحمرة وبثور.
6
ومما ينفع منها إدمان الحمام والانكباب على الماء الفاتر كل يوم والفصد في
7
الجبهة ثم يرسل عليه العلق أو يحكّ حكًّا جيدًا حتى يسيل منه الدم ثم
8
يدلك بالملح والخل ثم يطلى عليه المرهم الأحمر المذكور في باب السعفة.
9
وينفع منها أيضًا أن يطلى بالصابون ويترك حتى يمضّه ثم يغسل بماء حار
10
ويعاد عليه مرات.
11
|V.25|في قلع الخضرة الحادثة عن ضربة:
12
إذا لم يبق في الموضع لا حرارة ولا قيح واحتيج إلى تحليل تلك
13
الخضرة منه فليضمد بورق الكرنب أو الفجل أو الفوتنج الرطب. وهو
14
أقواها.
15
وهذا طلاء بليغ: يؤخذ زرنيخ أصفر جزء وحجر الفلفل جزء
16
وكندر نصف جزء. يسحق بالماء ويطلى بها طليات. والأجود أن تطليه بماء
17
الكزبرة أو اطْلِه بالزرنيخ الأصفر وحدَه أو مع الأشق.
18
|V.26|في قلع الوشم:
19
يطلى الموضع بعسل البلاذر حتى يتقرح ثم تعالج القرحة أو تطلى
250
1
بالمرهم الذي يغني عن الحديد والمكتوب في باب الأدوية المفردة. أو يغسل
2
الموضع بنطرون وماء حار ويدلك به ثم يلين بعلك البطم فيغسل الموضع.
3
ويوضع عليه ولا يحلّ ثلاثة أيام ثم يحلُّ ويدلك دلكًا جيدًا بملح ويُطلى
4
عليه الدواء الذي ذكرنا، إنه يذهب آثار الضربة والسقطة. ويُطلى طلاء
5
على طلاء عشر مرات في اليوم. يفعل ذلك ثلاث مرات ثم يغسل
6
بالنطرون ويعاد التدبير فإنه يذهب بالوشم.
7
|V.27|فيما يذهب بآثار الجدري:
8
إن كان قد بقي من الجدري آثارٌ سودٌ وكانت مساوية لسطح الوجه
9
فعالِجْها بما يعالج به آثار القروح مع الغُمَر المبيضة. وإن كانت تلك
10
المواضع مُتَقعِّرة فتحتاج في استوائها إلى أن يُسمّن البدن ويخصّب. وإن
11
كانت متقعرة سوداء احتيج إلى الأمرين. ومما ينفع آثار الجدري الحمام
12
الدائم وإدامة الغمر.
13
وهذا طلاء بليغ يذهب بآثار الجدري: مرداسنج مربى وأصول
14
القصب اليابس ودقيق الحمص وعظام بالية ودقيق الأرز وبزر البطيخ
15
مقشر وحبُّ البان وقسط. يجمع بلعاب الحلبة وبزر كتان ويغمر به الوجه
16
ليلًا ويغسل نهارًا.
17
|V.28|في الحكة والجرب:
18
الجرب والبثور تكثر بمن يدمن الأغذية المفسدة للدم كالملح
19
والكواميخ والتوابل الحارة والثوم والعسل والشراب العتيق الصرف. وبمن
20
يتعب ويسهر ويقل الإستحمام. وينفع من ذلك أن يفصد ثم يسقى
21
مطبوخ الأهليلج. وهذه صفته:
251
1
يؤخذ أهليلج أصفر وزن خمسة عشر درهمًا وسَنا وشاهترج وأفتيمون
2
من كل واحد خمسة دراهم. وما ميران صيني درهمين وبزر الهندبا وورد
3
أحمر وبسفايج وحشيش الأفسنتين من كل واحد ثلاثة دراهم. يطبخ
4
الجميع بثلاثة أرطال ماء غير الأفتيمون فإنه يلقى بآخره حتى يعود الماء إلى
5
ثلثي رطل ويمرس ويصفى ويلقى عليه عشرة دراهم ترنجبين ويشرب منه
6
شربات متوالية.
7
وهذه صفة حبّ للحكة والجرب: يؤخذ صبر درهم وأهليلج أصفر
8
درهم وسقموينا ربع درهم وورد أحمر مطحون ربع درهم يتخذ حبًّا وهي
9
شربة واحدة. وينبغي أن يشرب منه شربات متوالية. فإذا استفرغ البدن
10
بالفصد والإسهال أُلزم النقوع كل يوم.
11
وهذه صفته: يؤخذ خمس عشرة إجّاصة قوسية وعشرة دراهم تمر
12
هندي منقى وعشرة دراهم سكر طبرزد ويصبُّ عليه ثلثي رطل ماء
13
مغلي جدًا ويترك ليلة ثم يُمَرسُ ويُصفّى ويشرب. وإن طُبخ كان أبلغ وربما
14
زيد فيه سنا وشاهترج ويشرب منه كل يوم أربع أواق.
15
وهذه صفة معجون للحكّة والجرب: أهليلج أصغر جزء وسَنا
16
وشاهترج وافسنتين من كل واحد نصف جزء وسكنجبين ما يعجن به
17
ويؤخذ منه كل يوم مثل البيضة.
18
وينفع من الحكة اليابسة الاستحمام بالماء الفاتر وأن يدلك البدن في
19
الحمام بخلِّ خمر ودهن ورد وماء الكرفس المعصور. وينفع منها شرب ماء
20
الجبن بالأهليلج والسكر وإن أكثر الاستفراغ في هذه العلة ولم تره ينجع
21
فَاسْقِ العليلَ كل يوم غدوة وعشية شُرْبَةَ سَويق حنطة وسكر أبيض بماء
22
كثير. وألزمه رائبَ البقر الحامضَ وجَنِّب من به جرب وحكة المالح والحلو
23
والحرِّيف وألزمه الاستفراغ واقتصر به على البقول الباردة والبوارد الحامضة
24
واللحوم الخفيفة. وإن شرب الشراب فليكن كثير المزاج جدًا.
252
1
وهذه صفة طلاء للجرب اليابس: يؤخذ بورق وملح وقسط
2
وكندس من كل واحد درهم وميعة سائلة ستة دراهم وخل خمر ودهن ورد
3
ما يكفي به طلاء البدن كله في الحمام ويترك ساعة ثم يغسل.
4
وهذه صفة طلاء للجرب الرطب: يؤخذ زئبق مقتول وقليميا الفضة
5
وورق الدفلي وكندسي وقلي ومرداسنج. يدق ويجمع بخلِّ خمر ودهنِ وردٍ
6
ويُطلى به وينام عليه ليلة ثم يدخل الحمام ويدلك بخلِّ وأشنان أخضر ثم
7
يغسل بماء ثم يصبُّ عليه بعد ذلك ماءٌ باردٌ ويمرَّخ بدهن ورد ثم يخرج.
8
وينفع من الجرب المزمن الرديء أن يشرب الصبر ثلاثة أيام في كل
9
يوم مثقال. ثم يغبّ ثلاثة أيام ويشرب ثلاثة مرات فإن أحدث سحْجًا
10
تُرك وعولج السحج فإنه يستأصل الجرب والحكة إن شاء الله.
11
وهذا طلاء قوي سليم لا ينفّط ولا يقرّح: يؤخذ مرداسنج وزاج
12
أصفر بالسوية ويسحق بالخل في الشمس أسبوعًا ثم يرفع ويطلى به عند
13
الحاجة.
14
|V.29|في الشرّي:
15
إذا شري الإنسان فافْصِدْهُ. ثم الزمْهُ ــ إن كانت طبيعته لينة ــ يماء
16
الرمان المز. وإن كانت يابسة فالنقوع. واجلسه في الماء الحار كل يوم
17
ثلاث مرات واقتصر به من الغذاء على الخل والزيت ودهن اللوز وزيرباج
18
بدهن اللوز وعلى القرايص والمصوص ونحوها.
19
ومما ينفع من الشرّي: الرائب الحامض. وينفع منه أن يسقى
20
أقراص الطباشير الكافوري بماء الرمان. وإن كان الشري كثيرًا
21
ومفرطًا فاسهله بطبيخ الأهليلج الأصفر. وإن كان به إلتهاب شديد، فدق
22
رمانًا بقشره وأعصره واطرح فيه سكر طبرزد واسقه. وينفعه أيضًا ماء
253
1
الجبن. ومما ينفع أيضًا أن يسقى العليل بزر قطونا بالجلاب وبزر البقلة
2
الحمقاء من كل واحد ثلاثة دراهم وأن يغتذى بألوان معمولة بالحصرم
3
والسماق والكشك والمصل.
4
|V.30|في الحصف:
5
إن الحصف إنما يهيج من كثرة العرق ومما يمنع تولده الكون في
6
المواضع الباردة والإغتسال بالماء البارد ومسح المواضع التي تعتاد خروج
7
الحصف فيها بالماء ورد وخلِّ خمر. وينفع منه أيضًا إذا خرج، أن يطلى
8
بعفص وعروق وخل ودهن ورد. أو يؤخذ حنّاء وملح ويعجن بخل ويطلى
9
به الموضع في الحمام ويصبر عليه ساعة ثم يغسل ويدلك بالنخالة.
10
|V.31|في القوباء:
11
إذا كانت القوباء مبتدئة ولم تكن واغلة في اللحم متمكنة منه فإنها
12
تبرأ إذا دلكت بشحم الدجاج وشحم البط أو بالشمع والدهن والكثيراء أو
13
بصمغ الإجاص أو بدهن الحنطة أو بالسمن أو بالزبد ويصب عليها
14
مع ذلك ماءً عذبًا فاترًا. ويترك الأغذية المولدة للسوداء. وإذا كانت
15
متمكنة لها خشونة وخشكريشة فينبغي أن يستفرغ البدن بالفصد أو بطبيخ
16
الأفتيمون أو بماء الجبن والأفتيمون. وبجميع ما ذكرناه في باب الجرب
17
والماليخوليا ثم يرسل على المواضع العلق فإذا مصّه فانطله بماء حار
18
واعصره واعد عليه العلق مرات حتى يستقصي مصّ ما فيه ثم اطله بطلاء
254
1
السعفة. فإن كفى ذلك وإلا حكّه حكًّا شديدًا حتى يسيل منه الدم
2
الكثير. ثم انثر عليه الدواء الحاد إلى أن يظهر اللحم الصحيح الأحمر
3
ويعالج بالمراهم القوية بعد ذلك إلى أن يبرأ. ومما يذهب بالقوباء أن يدلك
4
بحماض الاترج أو بالأَشق والخل أو بالسنجبوية تسحق بخل وتُطلى
5
عليه أو بالمغات والخل. وأما دهن الحنطة فإنه نافع من القوباء المبتدئة.
6
وصفته تؤخذ حنطة نقية فتجعل في رطلية زجاج مطين. ويلقم فم
7
الرطلية بسداد متخذ من صفر رقيق قد جعل شبه كرة ليقوم في حلق
8
الرطلية ويمنع الحنطة أن تخرج من الرطلية إذا نُكّس. ويتخذ كانون
9
ويثقب وسطه وتنكس الرطلية في ذلك الثقب حتى يخرج رأسها إلى أسفل.
10
ويلقي حواليها وفوقها سِرْقين يابس ويشعل فيه النار. ويوضع تحت
11
الكانون بإزاء فم الرطلية شيء يقطر فيه ما يسيل من الحنطة فُتطلى به
12
القوباء فإنه عجيب في ابرائها.
13
|V.32|في البهق الأبيض:
14
يؤخذ شيطرج هندي وبزر الفجل وفوّه وكندس وخردل. يسحق
15
بخل ثقيف ويطلى في الشمس أو يؤخذ بصل البلبوس ويدلك به كل يوم
255
1
مرات، فإن كفى وإلا أخذ درهمان من الأطريفل الصغير ودرهم تربد
2
ودرهم أيارج وربع درهم شحم الحُنظل. ويؤخذ منه في الشهر أربع
3
مرات. ويؤخذ في سائر الأيام أطريفل وحده وزن ثلاثة دراهم. ويدّبر
4
بالتدبير الموصوف في باب ما يبطئ بالشيب.
5
|V.34|في البرص:
6
يعالج البرص بهذا التدبير بعينه. والزمه القيء والأغذية الميبسة
7
المذكورة في باب ما يبطئ بالشيب |V.34a|ودرّجه إلى أخذ البلاذري واطله بهذا
8
الطلاء:
9
يؤخذ شيطرج وكبيكج وميويزج وبطون الذراريح أجزاء سواء.
10
ويطلى بطبيخ الفوّه بعد أن تدلك بالبلبوس دلكًا جيدًا. |V.34b|وينفع بخاصية فيه
11
أن يدلك بدم حيّة سوداء. وإذا كان مكانه صغيرًا فليكوى ثم يعالج حتى
12
يبرأ. ويجعل عليه عسل البلاذُر حتى يقرّحه ويأكل اللحم البَرَص. ثم
13
يعالج حتى يبرأ. أو يوشم بخضرة أو سواد.
14
وهذا صبع للبرص بلون الجلد: يؤخذ ميويزج ومرّ ودردي الخمر
15
ومَغْرَة وفُوّة وشب وبورق. يُطلى عليه مرات كثيرة إلى أن يتعلق به. فإنه
16
ينصبغ ويبقى عشرين يومًا. وأما الكائن منه في موضع المحاجم فينبغي أن
256
1
يُطلى بالمرداسنج المبيض بعد الفراغ من الحجامة وأن يُطلى بفُوّة الصبغ بخل.
2
وأن يجعل ماء المرزنجوش المعصور في المحاجم بعد الفراغ. ويترك عليه ساعة
3
ويُطلى الموضع بعد الحجامة أيامًا بالفوّة والشيطرج يسحقان بماء البقم ويطلى به
4
بعد الفراغ من الحجامة. فإن قوي ذلك في الموضع ترك الحجامة فيه وأدمن
5
الطلي.
6
|V.33|في البهق الأسود:
7
يفصد من به بهق أسود. ويُسهل بالأفتيمون مرات كثيرة. ثم يُطلى
8
ببزر الفجل والكندس أو ببزر الجرجير بالخل. ويلزم الحمام والأغذية
9
المرطبة. ويسلك تدبير أصحاب الماليخوليا.
10
|V.35|في الجذام:
11
إن هذا الداء إذا لُحق في ابتدائه أمكن أن يبرأ ويوقف. فإذا بلغ أن
12
تتقرّح الأعضاء ويفسد شكلها فإنه لا يكاد يبرأ. وينبغي إذا رأيت
13
الإنسان، قد بدأ بياض عينيه يكمد لونه، وابتدأت البحبوحة في صوته
14
وكان عَرَقه شديد النتن ووجهه منتفخ مترقق واشتدت حمرته وابتدأ يتعجَّر
15
وأقبل شعر حاجبيه يرقّ، أن يتداركه ويبدأ في علاجه بالفصد من
16
الأكحل من الجانب الأيمن ثم أرحه أيامًا وأَغذه فيها بلحوم الحملان
17
والجِداء وأسقِه شرابًا رقيقًا كثير المزاج وأدخِلْه الحمام كل يوم ثم افصُدْهُ من
18
يده اليسرى ثم أرِحْه أيامًا واحْمِه على ما ذكرنا ثم اسقه مطبوخ الأفتيمون
257
1
مرات متوالية تريّحه فيما بينها وتغذوه بالأغذية المرطبة وتحممه كل يوم
2
وتحذّره التعب والسهر. واحمه جميع الأغذية التي أشرنا بأن يحماها صاحب
3
الماليخوليا. والزمْهُ ماء الجبن بالسكر وانْحَ به نحوَ من تريد أن ترطبه.
4
وليتدلك في الحمام بدقيق الحمص والباقلي والبورق والأشنان. ويكثر
5
الدخول في الماء الفاتر ثم يتمرّخ بدهن القرع ودهن البنفسج ويخرج. وأما
6
من استحكمت فيه هذه العلة فليعالج بلحوم الأفاعي. ومن يعالج بهذا
7
العلاج ينتفخ بدنه ويفقد عقله أيامًا. ثم أن جسده كله يتقشر عن لحم
8
رخص. ويبرأ من العلة فيما تناهى إلينا من التجربة ومن الخبر الموثوق به
9
عن القدماء. وفي زماننا أيضًا منذ قريب. وقد ذكر بعض الناس أنه عالج
10
امرأة قد استحكم بها الجذام بهذا العلاج فبرأت.
11
|V.35a|صفة العلاج بالأفاعي:
12
تؤخذ أفاعي جبلية من موضع لا يكون فيه سبخة. فيقطع رؤوسها
13
وأذنابها ويطرح كل ما في جوفها. ويغسل ثم يطرح في قدر ثم يطرح معه
14
ملح وشبت وقليل من الخولجان ويصبُّ عليه ماء وزيت قليل. ويطبخ
15
حتى يتهرأ ثم يُحسى ذلك المرق ويؤكل ذلك اللحم، فإن سدَرَ وسقط فقد
16
كفى وإلا أُعيد ذلك عليه حتى يسدر وينتفخ.
17
وأما أنا فقد عالجت فتى كان بدأ وجهه يتعجّر وشعره يتمرّط،
18
بالفصد والإسهال بطبيخ الأفتيمون والحبوب المخرجة للسوداء وإدمان
19
الحمام والإبزن والأغذية المرطبة، وأَرَحْتَهُ، أيامًا مع حسن الغذاء فيها ثم
20
أَعدتَه إلى الإسهال حتى أَنْي أَسهلتَه نيفًا على الأربعين مرة في مدة خمسة
21
أشهر وأيامًا، فبدأ الشعر المتمرط يصلح وأقبل اللون والوجه يحسنان
22
والعين تصفو وقارب البرء التَّام ثم انقطع تدبيرنا عنه لغيبة عرضت له.
23
ورأيته بعد ستة أشهر وقد برأ البتة. وكان ينحو في غيبته تلك نحو التدبير
24
الذي كنت أُدبّره به. إلا أنه لم يشرب دواءً مسهلًا غير ماء الجبن.
258
1
|V.36|في الثآليل:
2
مما يسقط الثآليل أن تُدْلَك بورق الآس دلكًا شديدًا مرات كثيرة. أو
3
بورق الكبر الرطب. أو يحكّ ويُطلى بالمرهم الذي يفجّر الخراجات
4
المذكورة في بابه. أو تخدش وتدلك بالديك برديك أو القلقديون. أو
5
يدلك بخل وملح كل يوم مرات ويُطلى عليه كزمازك بخل، أو يُدلك
6
بالخرنوب النبطي الرطب.
7
وأما الثواليل التي لها أصول كثيرة فينبغي أن تشرّط الثالول نفسه
8
وحواليه وتنثر عليه الدواء الحاد حتى يتآكلَ كله ويسودَّ ثم يجعل عليه
9
السمن حتى يقلع ما اسود ويعاد ذلك مرارًا مرة بالسمن ومرة بالدواء
10
الحاد. فإذا تآكل الموضع عولج بما ينبت اللحم وإذا كثرت وأفرطت في
11
الجسد فعليك بالفصد ومواترته والإسهال على ما ذكرناه في باب الماليخوليا
12
والترطيب بالغذاء والحمام فيما بين ذلك وانْحَ به نحو علاج الجذام.
13
|V.37|في ما ينبت الأشفار:
14
كحل ينبت الأشفار ويكثفها: نوى تمر محرق خمسة دراهم ودخان
15
الكندر أربعة دراهم وسنبل هندي ثلاثة دراهم وحب البلسان ثلاثة دراهم
16
وحجر اللازورد عشرة دراهم. يتخذ كحلًا ويمر منه بالميل على الاشفار كل
17
يوم.
18
وربما حدث في الاشفار داء الثعلب فحينئذ ينبغي أن يدلك بالميل
19
وقد غمس في ماء البصل أو في ماء الثوم مرات. ويطلى بعض الأطلية
20
التي وصفناها هناك.
259
1
|V.38|في القمل الكائن في الأشفار:
2
تنقَّي الأشفار منها ثم تغسل بماء قد أُلقي فيه ملح ثم يسحق شبٌّ
3
يماني ويمر منه على الأجفان. فإن كان يكثر فيها فليتعاهد الانكباب على الماء
4
الحار وينقيها ثم يمرّ على الأشفار من هذا الشياف.
5
وهذه صفته: يؤخذ تراب الزئبق وشبٌّ وزرنيخ أحمرُ وميويزج
6
وصمغ من كل واحد ربع جزء، ويتخذ أشيافًا ويحلُّ عند الحاجة بماء
7
ويمسح به أصول الأشفار بلطافة وتَوَقِّ كثير. ويمسك بالأشفار ساعة لئلا
8
يقع الجفن على العين.
9
|V.39|في الشُعَيرة:
10
إذا كان على الجفن شُعَيْرَة، وهي ورم مستطيل في هيئة الشعيرة أو
11
الجاورسِة فَمُرِ العليلَ بالاستحمام كل غداة وتَرْكِ العشاء وتَرْكِ النومَ عند
12
الامتلاء من البطن، فإن كفى وإلا فضع عليه قطعة من مرهم
13
الدياخليون. وقد مرَّ ذكر هذا المرهم في باب الخنازير. وخذ شمعًا وأَذبْه
14
واغمِسْ فيه ميلًا وأمِرَّهُ عليه وهو حار. وخذ لب الخبز واعجنه حتى يرجع
15
عجينًا ثم ضعه عليه. أو امسح عليه ميعة رطبة والزم صاحبه الحمام
16
والانكباب على بخار الماء الحار.
17
|V.40|في الجسا:
18
إذا عسر على الإنسان فتح عينه بعقب النوم، فلْيُكثر من استعمال
19
الحمام وصبِّ الماء الحار والدهن على الرأس. ويكب على بخار الماء الحار
20
وتكميد الأجفان في خرقة. ويؤخذ بياض بيضة فيضرب مع دهن ورد
21
وشحم الدجاج المذاب المصفّى. ويوضع على الأجفان عند النوم أو يوضع
22
عليها هندباء مدقوق مع دهن بنفسج.
260
1
|V.41|في نتوء العين:
2
إذا جحظت العين بعقب قيء أو إثر حرٍّ شديد أو صياح أو ضربة
3
أو نحوها فليفصد من ساعته وتسهل طبيعته بقوة ويُطلى على العين الصبر
4
والحضض والأقاقيا وعصارة لحية التيس. وترفد ويوضع على الرفادة فلكة
5
دبوق ويشد وينام على القفا. ويحذر العطاس والقيء ويأخذ في فِيّهِ ما
6
يجتلب البلغم ويتغرغر ويقل الغذاء ويهجر الشراب البتة.
7
|V.42|في بَخْرِ الأنفِ:
8
إذا كان للأنف رائحةٌ منتنة فليؤخذ شبٌّ ومر وسك وقلقند وزاج
9
بالسوية. فتسحق. ثم يُنَشَّق مَنْ به ذلك شرابًا ريحانيًا مرات كثيرة. ثم
10
ينفخ من الدواء في أنفه. ثم تلوث به فتيلة وتدخل فيه.
11
وهذا دواء آخر: قَصَب الذريرة وبزر النسرين وبزر الورد وقرنفل.
12
من كل واحد درهم، وعفص ومر من كل واحد نصف درهم، مسك حبة
13
واحدة، ويستعمل.
14
وآخر: زاج ومسك وقرنفل. يدق وينفخ في الأنف.
15
وآخر: سنبل الطيب ومسك وقرنفل من كل واحد أوقية. يطبخ
16
بثلاثة أرطال شراب ريحاني. وينشق من ذلك الشراب ويتغرغر به ويدخل
17
فيه قتيلة وتمسك فى الأنف.
261
1
|V.43|في البخر في الفم:
2
إذا كان مع البخر في الفم سن فاسد أو كان في اللثة عفن وظننتَ
3
البخر منه فليقلع. وإن كانت اللثة فاسدة فتعالج بالقلدقيون وقد ذكرنا
4
ذلك. وإن كان ينزل من حنك العليل إلى قمه شيء رديء الطعم يحسّه
5
فليتغرغر كل يوم بالسكنجبين والخردل. ثم يغرغر بشراب قد طبخ فيه
6
قرنفل ومسك وسنبل وسعد. فإن لم يكن مع البخر شيء مما ذكرنا فليقيأ
7
العليل بعد أكل المالح أو الخردل والشبت والسلق والشرب من ماء
8
العسل، ويسقى أيارج فيقرا شربات متواليات، ويحمى الأغذية الدسمة
9
والغليظة، ويقتصر به على القلايا والمطجنات، ويصطبغ بالمري النبطي
10
ويتجرّع منه على الريق ويقدّم في طعامه لقمًا من البريثا والصحناء.
11
ويلقى في شرابه شيء من السعد والسنبل والقرنفل ويستعمل هذا
12
الحب. وصفته: سَكٌ وقرنفل وقرفة وجوز بوّا وزعفران وسعد وسنبل
13
وقشور الأترج وعود بالسويّة. ومسك قليل يعجن بشراب مشمش طيب
14
الرائحة ويتخذ حبًّا كالحمص. ويؤخذ منه كل غداة ثلاثة، فيمضع قليلًا
15
ويبتلع ماؤه. وهذا دواء آخر مجرّب للبخر: يكثر من أكل الكرفس. أو:
16
يؤخذ من أطراف الآس الرطب، وتدقُّ بمثلها زبيب منزوع العجم ويتخذ
17
كهيئة الجوز، ويؤخذ منها واحدة على الريق وأخرى عند النوم.
18
سنون يطيب الفم: سنبل وسعد وساذج هندي وقشور الأترج
19
وقرنفل وورد وحمامًا وقباد العود ومصطكي وملح محرّق بالعسل بالسوية.
20
يسحق ويستن به.
21
صفة إحراق الملح: يعجن بعسل ويُصَرُّ في خرقة كتان ويطيَّنُ
262
1
ويُلقى في التنور ثم يخرج إذا بَرُدَ التنور، وينحّى عنه الطين ويسحق سحقًا
2
ناعمًا ويستعمل.
3
|V.45|في ما يكسر من رائحة الثوم والبصل والكراث وغيرها إذا
4
أُكلت:
5
يقطع الجبن قطعًا رقاقًا ويقلى بزيت الأنفاق. ويذرّ عليه قرنفل
6
مسحوق ويؤكل بعدها. أو يُمضع مع الكزبرة رطبها ويابسها مضغًا قويًّا
7
|V.45a|ويبتلع شيء من مائه، أو يؤكل من الباقلي والعدس المقلو، أو يمضغ
8
السذاب ويؤكل فإنه يذهب بكثير من رائحته، أو يمضغ من الزرنباد ويبتلع
9
منه شيءٌ، أو يمضع أطراف العليق ويشرب عليه من الشراب الريحاني، أو
10
يمضغ النعنع أو الفوتنج ويشرب قليل خل عليه. |V.44|وما يَخفي رائحة الشراب
11
أو يكسر منه، مضغ السعد بعد الشراب فإنه يكسر من رائحته. وإن كان
12
معه كبابة كان أقوى.
13
وهذا دواء آخر: سعد وكبابة وزرنباد يمضغ ويستن به. ومما يكسر
14
منه أيضًا الأكل عليه وخاصة من الأشياء الحامضة كالشلجم والبصل
15
المخللين. أو يُحسى الخل بعده ويمضغ الكزبرة.
16
|V.46|في ما يقطع اللعاب السائل من الفم في اليقظة وعند النوم:
17
يؤكل هندبا طري بالملح على الريق أيامًا. ويطيل السواك والغرغرة
18
ويستعمل الأطريفل الصغير كل يوم. ويُدمن القيء فإنه يستأصله. وينفع
19
منه تجرّع الماء الحار كل غداة. أو يتجرّع المري النبطي والطلق. واستفاف
20
السويق اليابس وأن يتعاهد بالعشيات اكل الكعك بالمري النبطي
21
|V.47|في ما يجلو الاسنان ويذهب بالحفر:
22
ملح أندراني وزبد البحر يسحقان ويستن بهما. أو زبد البحر وسماق
263
1
يسحقان ويستن بهما. كما يمنع من الحفر أن تمسح الأسنان كل ليلة
2
بالدهن.
3
وهذا دواء آخر: يؤخذ من خزف الجرار الأخضر وزجاج شامي
4
وقنبيل وقلي بالسوية، ينعم سحقه ويستنُّ به. ويتعهد بذلك الأسنان.
5
ويتوقى اللثة.
6
|V.48|في ما يمنع تآكل الأسنان:
7
يحشى ما تآكل منها بالمصطكي والشبّ والسك. وما بدأ فيه التآكل
8
فلْيُدْلك كل يوم بالسعد والفلفل المسحوقين. أو يؤخذ مر وجوز السرو
9
وكزمازك ويسحق ويدلك به فإن أفرط التآكل وأخذ في أسنان كثيرة
10
فلتسهل الصفراء مرات كثيرة. ويعدل ويرطب الغذاء ويهجر الحلو ويترك
11
الحِرِّيف والمالح. ويدبر تدبير من يريد أن يخصب بدنه.
12
|V.49|في ما يمنع سقوط الأسنان المتحركة:
13
يؤخذ جلّنار وشبّ وسك وقاقيا وهيوفا قسطيداس بالسوية ويسحق
14
ويدلك به أصل السنِّ المتحرك.
15
وأيضًا: زرنيخ أصفر ونورة وعفص وشب وملح بالسوية. ويسحق
16
بخل ويتخذ أقراصًا، وعند الحاجة يسحق ويدلك به أصل السن
17
المتحرك. وأن كان تزعزع الأسنان شديدًا فَلْتُشَدَّ إلى الصحيحة بسلسلة
18
من ذهب.
264
1
|V.50|في تنقية وسخ الأذن:
2
يصب فيه دهن فاتر عند النوم ويدخل من غدٍ الحمام وينام على جنبه
3
ويقرّب الأذن من طابق الحمام حتى يسيل منه ما سال ثم ينقى بقطن
4
قد لُفَّ على خلالة.
265
1
آخر: يصب فيه بورق وخَلٌّ ويترك ساعة. ثم يعاود مرات في
2
الحمام. وتُكَبْ الأذن على بخار الماء الحار ساعة ثم تمسح بقطن قد لُفَّ
3
على خلالة. وبالجملة فتعاهد الحمام يمنع الأُذن من أن يكثر الوسخ فيها.
266
1
|V.51|في ما يذهب بالصّنان:
2
يؤخذ مرداسنج ويُبيّض ثم يعجن بماء ورد مكفّر. ويتخذ
3
أقراصًا ويفرش تحتها أو فوقها ورق الورد وتترك حتى تجفَّ ساعة ثم ترفع
4
وتستعمل.
5
أو تغسل توتيا بماء وملح ثم تربّى بماء ورد وكافور وتستعمل.
6
أو يؤخذ ورد احمر رطل وسَكٌ وسنبل وسعد ومر وشب من كل
7
واحد أوقية. ويتخذ أقراصًا بماء ورد ويطلى بها عند الحاجة.
8
|V.52|في ما يمنع عَرَقُ الرجل:
9
تُدْلَكُ بشبِّ محلول في الماء وتدلك بورق السُّوس أو بورق الطرفا أو
10
بماء الآس المَعصُور.
11
|V.53|في ما يُطيِّبُ عَرَقُ جميع البدن:
12
أن يؤكل من الحرشف أو يستفُّ من الأبهل كل يوم أو من السليخة
13
ويدلك البدن بأقراص الورد التي وصفناها قبل أو بالمسك ويشرب
14
مشمشًا طيب الريح. أو يؤكل من الكرفس.
15
|V.54|في ما يُذْهِبُ نَتْنَ البَوْل والنَّجو:
16
يشرب شراب ريحاني. ويؤكل من الأبهل والسليخة. ويكثر
17
بالأطعمة من الدار صيني والخولنجان، ويجتنب الحلبة والحلتيت والأنجدان
18
والبيض والجرجير والثوم والكراث والبصل والخردل والاشترغار. ويتوقىّ
19
التخمة.
267
1
|V.55|في حفظ جثة الميت لئلا تَنْتُنَ وتعفنَ:
2
ينبغي أن يُحقن بشحم الحنظل والبورق الأحمر وهو منكوس. ويكثر
3
تحريكه ثم يسوّى وتعصر بطنه وتعاد الحقنة عليه حتى يخرج الثفل كله
4
وتخرج الحقنة ما فيه، ثم يؤخذ صبر ومر وقاقيا ورامك وكافور، فيحلّ في
5
ماء ورد ويحقن به. ويُسدُّ الدِّبرَ بقطنة قد غُمِستْ في هذا الدواء. وتُطلى
6
مفاصله كلها بهذا الدواء، وقد أذيف في الخل والماء ورد وجعل معها شيء
7
من الملح. ويسعط بالزيبق الخالص. وتسد منافذه كلها بما ذكرنا. ويحنّط
8
بالصبر والمر والسَكّ والشب والملح بالسوية. وأي ميت بُطح على وجهه لم
9
ينتفخ بطنه. وإذا سُعّط بالزيبق لم يسل دماغه. ومما يمنع جثة الميت أن
10
تعفن أن يطلى بالقطران.
11
|V.56|في ما يمنع خصى الغلمان وأثداء الجواري أن يسرع إليها العظم:
12
مما يحفظ الثدي على نهوده، أن يسحق كمون ويعجن بالماء ويضمّد
268
1
به. ويُعلى بخِرَقٍ مغموسة في خل وماء وتشد ولا تُحَلّ ثلاثة أيام ويفعل
2
ذلك ثلاث مرات في الشهر. أو يسحق حجرا مِسَن بعضهما ببعض بخل
3
وماء ويطلى منه على الثدي والخصى، فإنه يحفظهما. أو يسحق شب بدهن
4
ورد ويمسح به على الثدي كل يوم فيدوم له الصغر زمانًا طويلًا. أو يؤخذ
5
طين جزء وعفص فج أخضر جزء. يسحق ويعجن بالعسل ويُطلى به
6
الثدي ويترك يومًا ثم يغسل بالماء البارد. ويفعل ذلك في الشهر ثلاث
7
مرات فيدوم له الصغر زمانًا طويلًا.
8
ومما يحفظ الخصى أن يؤخذ قيموليا وأسفيداج الرصاص بالسوية.
9
ويعجن بعصير البنج ودهن الآس ويطلى به فيمنع أن تعظم الخصى والذكر
10
وأن ينبت الشعر في العانة.
11
|V.57|في ما يحدث في الأظفار من السماجة:
12
أما الأظفار العقفة فلتضمَّد بالشحم ثلاثة أيام ثم تُحَلّ. فإن كانت
13
قد لانت حُكَّت حتى تستوي. وإن احتيج إلى معاودة أُعيدت حتى
14
تستوي.
15
وأما الجَرِبَة والمتقشّرة فلتطلى بالشراس والخلّ. أو بالشراس
16
والملح ودردي الخل بالخمر. أو تضمد بالعنصل مع دهن الخل.
17
وأما الأظفار التي تتشقق وتتشظى فليسهل صاحبها السوداء ويرطب
18
بدنه ويضمد الظفر بالموم والدهن والشحم والملح.
19
وأما الصفرة الحادثة في الاظفار. فلتطلى ببزر الجرجير مع الخل.
20
وأما النقط البيض فيها فتطلى بزفت مرات كثيرة.
269
1
وأما الظفر الشديد السماجة فليشد عليه ما يصلح مما ذكرته في بابه
2
حتى يلين ويسقط. ثم لا يعبث بالذي يبدو ويخرج لئلا يكون مُتعّفنًا
3
أيضًا.
4
|V.58|في شقاق الوجه والشفة وظهر الكف:
5
يؤخذ موم أصفر ودهن ورد وزوفا رطب وشحم البط مصفَّى ونشاء
6
وكثيراء ولعاب حب السفرجل. يذاب الموم والدهن والشحم ويطرح عليه
7
الباقي ويدعك في الهاون حتى تستوي ثم يمسح به أو يدخل الحمام. فإذا
8
لان ذلك الموضع المتشقق ذُرّ عليه كثيراء مسحوقة مثل الكحل ثم يغسل
9
عنه.
10
وللشقاق في الشفة إذا أفرط: يسحق العفص بالعسل. ويطلى عليها
11
أو يؤخذ دردي الزيت وعلك البطم وشحم البط. يجمع ويطلى عليه، أو
12
يسحق العفص كالكحل ويذاب علك البطم في الدهن وينثر عليه العفص
13
ويطلى عليه. أو يؤخذ علك البطم ومصطكي وزوفا رطب وعسل ويطلى
14
عليه. وإذا كان في الشفة شقاق مؤذي إذا مسَّه شيء، فليلصق عليه عرق
15
البيض.
16
|V.59|في الانتفاخ والحَكة التي تَعرض للأصابع في إبَّان الخريف والشتاء
17
بالغدوات:
18
يُصبُّ عليها ماء حار مالح. أو توضع في طبيخ السلق. أو تمرخ
19
بدهن بان ونحوه من الأدهان. فإن أفرط ذلك فيها فضمدها بالتين
20
المدقوق بزيت الإنفاق أو بالبصل والشراب.
21
|V.60|في ما يخصّب البدن:
22
من أراد إخصاب بدنه فألزمه الأغذية الدسمة والحلوة والكثيرة
270
1
الإغذاء كالهرايس والاحساء والعصائد. ووقّة الحامض والمالح والحِرّيف
2
إلا بمقدار ما يطيب به الطعام ويبعث به الشهوة وألزمه النوم والراحة
3
والمراقد الباردة والرطبة والحمام بعد الطعام والمرخ بالدهن بعد صب الماء
4
على البدن ومُرْهُ أن يتحرك قبل الطعام بالمشي الرقيق الطويل ويجتنب
5
الحركة المسرعة. ويوطي فراشه ويلزم اللهو والسرور ويدلك جسده كل
6
يوم قبل الطعام إلى أن يحمر قليلًا. وليأكل في اليوم مرتين. وليدخل الحمام
7
بعد الأكلة الأولى وليكن شرابه شرابًا أحمر غليظًا حديثًا حلوًا.
8
|V.60a|ومما يسمِّن: من الحبوب الحنطة والأرز والباقلي. والهريسة إذا
9
اتخذت باللبن تكون غذاءً مسمنًا جدًا. والحسا المتخذ من الخبز السميذ
10
المجفف ودقيق الباقلي والأرز واللبن إذا أُكل بالسكر. واللبوب إذا أكلت
11
بالسكر كاللوز والبندق والفستق. واللبن يخصب البدن وكذلك الجبن
12
الحديث والعنب الحديث الحلو. ومما يخصب البدن أيضًا لحوم الحملان
13
والدجاج والبيض المسلوق والجواذب الملبقة والقراني والأسفيذباجات
14
القليلة التوابل. والإدمان للشرب واللهو والسرور. والإقلال من الفصد
15
والإسهال والحمام والتعب والسهر والتعرض للشمس. وقلة المصابرة على
16
الجوع والعطش وأن لا يكثر من الجماع.
17
|V.60b|سمنة جيدة:
18
حب الخروع مقشّر يصبُّ عليه لبن البقر بعد أن يُنعم سحقه
19
وتُعجن به عجنًا جيدًا ويقرّص أقراصًا رقاقًا ويخبز. ثم يؤخذ منه كل غداة
20
أوقية تسحق وتستف بلبن وسكر ويتخذ حساءً من دقيق الحمص والباقلي
271
1
والأرز واللبن والسمن والسميذ والكعك ويتحسىّ به.
2
|V.60c|حساءٌ يُسمّن:
3
يؤخذ دقيق الأرز والباقلي والحمص والكعك واللوز المقشر. ويتخذ
4
منه حساء بلبن وسكر، ويتحسىّ منه كل يوم. ثم يدخل الحمام بعد ثم
5
يغتذي بغدائه.
6
|V.60d|مُسمّنة جيدة عجيبة:
7
لوز مقشر وبندق وخشخاش وحب الصنوبر وحب السمنة وحبة
8
الخضراء وسمن البقر وسكر. يُلتّ الجميع بالسمن ويعجن بالسكر المذاب
9
في الماء ويؤخذ منه غدوة وعشية.
10
|V.60e|حُقنة مُسمّنة:
11
يؤخذ رأس ضأن سمين، فينظف ويدق دقًا جيدًا ويطرح معه
12
نصف رطل من الإلية ورطلين لبن، وربع رطل حنطة ومثله حمص ومثله
13
أرز. ويصب عليه غُمْرَهُ ماء ويطبخ حتى يتهرأ. ويُصفّى من الماء ثلاث
14
أواق ومن الدسم أوقيتان ومن دهن الجوز واللوز أوقية فيحقن به بالليل
15
وينام عليه ويمسك، وليكن ذلك بعد التبرز ويستعمل في الشهر خمس ليال
16
وما زاد فهو خير.
17
ومما يخصب البدن خبث الحديد. وقد ذكرناه في باب المعدة.
18
|V.61|فيما يهزل البدن:
19
مَن أحب أن يهزل وينقص لحمه فليتجنب الأطعمة الكثيرة الإغذاء
20
واللحم والحلواء والشراب واللبن. ويجعل أكثر أغذيته البقول. ويكثر من
21
المالح والحامض والحِرِّيف ويكثر من إسهال البطن وإدرار البول والتعرّق
22
بالحركات المسرعة الخبيثة قبل الطعام وطول المقام في الحمام. ولا يأكل
272
1
بعقب ذلك بل يدافع به مدة وينام نومة ويقتصر على الأكل مرة ويطيل
2
السهر ويشرب من الشراب العتيق الرقيق المر. وبالجملة فليضاد التدبير
3
الأول المتقدم.
4
ومما يهزل البدن إدمان الأطريفل الصغير والأدوية الحارة المدرّة للبول
5
كالفلافلي والكموني. وتأخير الغذاء بعدها حتى يسقط ما هاج من الشهوة
6
ويخمد. ومصابرة الجوع والعطش والحر والتعرّق بالتعب والحمام والأخذ
7
من الأدوية المهزلة والنوم على غير وطء والتعرض للشمس والكون في
8
الأماكن والمساكن الحارة.
9
دواء يهزل البدن:
10
يؤخذ أطريفل صغير ثلاثة دراهم، وأيارج فيقرا وتربد درهم
11
درهم. ويشرب كل أسبوع مرة واحدة.
12
دواء ينحف البدن:
13
يؤخذ نانخواه وبزر الرازيانج وبزر الكرفس وسذاب وكمّون
14
بالسوية ومرزنجوش يابس وبورق ربع واحد، ولُك جزآن، ويستف منه
15
كل يوم مثقال، فإنه دواء جيد ينحف ويجفف البدن. وقد يهزل بقوة إذا
16
أخذ منه لكنه خطر.
17
|V.62|في ما يزيد من الباه:
18
معجون اللبوب الزائد في المني وصفته: يؤخذ لوز وبندق ونارجيل
19
مقشر ولوز الصنوبر وحب الفلفل وحب الزلم وحبة الخضراء بالسوية.
20
وزنجبيل ودار فلفل ونارمشك من كل واحد ثلث جزء وفانيد سنجري ما
273
1
يجمع به ويعجن بخل ويؤكل منه كل يوم مثل البيضة غدوة وعشية.
2
|V.62a|معجون البزور الزائد في المني:
3
بزور الجزر واللفت والبصل والفجل والهليون والجرجير والرطبة
4
وحب الصنوبر وحب الفلفل وحب الزلم وتودري ولسان العصافير وبهمنين
5
وبو زيدان وقسط حلو ودار فلفل وزنجبيل وحرَّف وحلتيت، أجزاء سواء.
6
تعجن بعسل. ويشرب منه وزن ثلاثة دراهم بأوقية لبن، وربما شرب
7
بشراب حلو حديث.
8
|V.62b|دواء يصلح للمحرورين وأصحاب الأبدان اليابسة:
9
يؤخذ رطل من لبن حليب البقر. ويلقى فيه أوقيتان ترنجبين
10
ويطبخ حتى يغلظ كالعسل. ويلعق منه على الريق كل يوم عشرون
11
درهمًا. ويؤكل عليه سمك مشوي طري وشواء كباب وهو حار مع
12
البصل ويشرب عليه شراب غليظ بمزاج معتدل.
13
مسوح يقوي الإنعاظ:
14
يؤخذ أوقية دهن السوسن قد فتق فيه درهم فريبون ومثله فلفل
15
ومثله خردل ومثله نطرون وقيراط مسك. ويمرّخ به القضيب وما يليه
16
والقُطَن والعجان.
17
|V.62c|دواء يسرع الإنعاظ:
18
يعجن حلتيت بمثله من العسل. ويؤخذ منه قبل الحاجة بمقدار
19
ساعتين وزن مثقال بأوقية شراب.
274
1
حقنة تزيد في الباه:
2
حسك طري أو يابس ثلاثة حفنات. وبزر اللفت وبزر الجرجير
3
وحلبة وبزر البصل وبزر هليون وبزر الرطبة حفنة حفنة. وكف حمص
4
وكف حنطة. ودماغ ضأن ونخاعه. يصب على الجميع غمره ماء ولبن
5
نصفين. ويطبخ حتى يتهرأ ويصفّى. ويطبخ ما صَفَا حتى يغلظ. ويؤخذ
6
منه أربعة أواق. ومن دهن البطم أوقية. ويحقن به عدة ليالي تباعًا بعد
7
خلاء البطن والتبرز. وينام عليه ولا يجامع عشر ليال. فإنه بليغ.
8
ومما يزيد في الباه أيضًا: لحم الضأن والحمص والبصل والباقلي إذا
9
أُكل بفلفل وزنجبيل وملح والبيض النيمبرشت والجزر واللفت والتمر
10
المنقع باللبن والهبط والهريسة والعنب والجرجير والنعنع والروبيان
11
والسرطان البحري وبيض السمك والعصافير والنارجيل والفانيد وسائر
12
اللبوب والبزور التي ذكرناها. وترك الفصد والتعب وقلة دخول الحمام
13
وإدمان الشراب باعتدال وأكل الفراخ والسمك الطري مع البصل النيئ.
14
جواذبة تزيد في الباه وهي عجيبة: يؤخذ رقاق سميد. فيُبَلّ بلبن قد
15
جعل فيه مثله سكر، ومثل نصفه ماء النارجيل الرطب، ويعلق عليه بطة
16
سمينة أو فراخ سمان.
17
|V.68|في ما يعظم الذكر:
18
يدلك في اليوم مرات كثيرة في كل مرة حتى يحمرّ. ثم يصبّ عليه
19
ماء فاتر. ثم يمرَّخ بشمع ودهن. أو يدلك ويمسح بلبن الضأن في اليوم
20
عشر مرات. أو يؤخذ خراطين فتجفف وتسحق مع دهن زنبق ويُطلى بها.
21
أو يؤخذ قطعة من زقّ رقيق ويجعل عليها زفت ويسحق، ثم يدلك الذكر
22
دلكًا جيدًا، ثم تلصق عليه وهو حار. فإذا برد نزعت عنه. يفعل ذلك
23
مرات في اليوم وهو نافع.
275
1
|V.69|في ما يُضيّق القبل:
2
يؤخذ سَكّ وزن ثلاثة دراهم. قرنفل مثقال. مسك قيراط. شراب
3
أوقية. يسحق ويطرح فيه. ويغمس فيه خرق كتان ويحتمل.
4
وهذا آخر قوي يعيد الثيب كالبكر: عفص وشب وسعد وفقاح
5
الأذخر وورق السوس بالسوية. ينعم سحقه ويحتمل. أو يطبخ في الماء
6
ويجلس فيه أيامًا. فإذا اشتد تكمّش الفرج، أخذ قطعة من مصران رقيقة
7
جدًا وجُعل فيها دم فرخ واحتملت قبل وقت الحاجة.
8
|V.70|في ما يذهب بالرطوبة التي في الرحم:
9
يؤخذ شب وكحل بالسوية ثم يسحق ويحتمل. أو يحتمل ملح
10
أندراني وشبٌ مسحوقين ويستنجى بماء قد طبخ فيه عفص وجفت البلوط
11
وجلنار. أو يؤخذ من قشور الصنوبر وشب وسعد، وتطبخ جميعها في
12
شراب ويحتمل في خرقة.
13
|V.71||V.63|في ما يسخن القبل:
14
يؤخذ كرمدانة وتقشر وتدق ويلقى منها في دهن زنبق ما يغلظ به
15
وتحتمل بخرقة.
16
وآخر للرطوبة والبرد: يؤخذ كرمدانة وفلفل وسعد يطبخ في شراب
17
ويحتمل بخرقة.
18
|V.64|في الزيادة في اللذة:
19
تضع الكبابة، ويستعمل ذلك على الريق، أو يمضغ العاقر قرحا.
20
أو يؤخذ حلتيت وزن درهم فيصب عليه عشرة دراهم زنبق ويترك أيامًا ثم
276
1
يتمسح به. وليُشِل ورك المرأة إليه بيديه شيلًا شديدًا وَيشُدّ بفخذيه عليهما
2
فإنهما ينالهما لذة عجيبة.
3
آخر: يؤخذ عاقر قرحا وزنجبيل ودار صيني بالسوية ويعجن بماء قد
4
حُلَّ فيه صمغ قليل، ويتخذ حبًّا ويمسك منه عند الحاجة في الفم
5
ويستعمل.
6
|V.65|في العِذْيَوَط.
7
ينبغي أن يتبرز قبل المجامعة. ويُعطى من الأشياء العاقلة للبطن
8
ويكون خاليًا ويتحمل هذه الأشيافة: قاقيا ورامك وجلنار وكندر وصمغ
9
أجزاء سواء ويتخذ أمثال النوى ويمسك عليها. وليتعاهد في سائر الأوقات
10
تحمل دهن الناردين والتمسح به.
11
|V.66|في علاج مَنْ ضَعُف من الإكثار من الجماع:
12
ليغتسل بالماء البارد، ويغتذي بماء اللحم، ويشرب شرابًا قليلًا
13
ريحانيًا لطيفًا، ويتطيب ويلزم الدّعة والنوم على فراش واطىء.
14
|V.67|في تقليل المني والإنعاط:
15
مما يقلل المني: الحامض والقابض كالخل والحصرم والريباس
16
ونحوها. والبقول الباردة كالخس والبقلة الحمقاء ونحوها.
17
ومما يقلل الإنعاظ؛ الأشياء التي تحلل النفخ كالسذاب
18
والفنجنكشت والفوتنج والكمون والنانخواه.
277
1
|V.67a|دواء يقلل الجماع:
2
مما يقلل الجماع: بزر الفقد عشرة دراهم وورق الفوتنج والسذاب
3
اليابسين وسعد وجلنار درهمين درهمين. يستف منه غدوة وعشية راحة
4
راحة.
5
آخر يستعمل إذا كانت به حرارة: بزر الخس عشرة دراهم. بزر
6
قطونا وكزبرة يابسة ثلاثة ثلاثة. جلنار درهمين. ورد النيلوفر درهمين.
7
يؤخذ منه ثلاثة دراهم مع ربع مثقال كافور لعدة أيام. ويغتذي بالحامض
8
القابض.
9
|V.72|في ما يعين على الحبل:
10
أن يكون الرجل والمرأة بعيدي العهد بالجماع غير سكرانين. وأن
11
تطول المداعبة بينهما قبل ذلك، وأن يكون الجماع بعقب الطهر، وأن يشيل
12
الرجل ورك المرأة عند المجامعة إلى فوق شيلًا كثيرًا، ويكون رأسها
13
منصوبًا. ويطيل مراسها وعلاجها حتى تدركها الشهوة ويعرف ذلك في
14
عينيها وتنفسها. ثم يتعمد الإنزال في ذلك الوقت. وينام ساعة خفيفة.
15
وأن يعالج بالأشياء المسخنة.
16
|V.72a|فرزجة تعين على الحبل:
17
ميعة رطبة وجندبيدسر وبارزدوجاوشر وحب البلسان وقسط
18
وسنبل ومقل. تحل بشراب وتتخذ أمثال البلوط ويتحمل منها ليالي كثيرة
19
وقبل المجامعة بأربع ساعات.
20
|V.73|في ما يمنع من الحبل ويسقط الأجنة:
21
إن تحملت المرأة بعد الباه شيئًا من القطران، أو مسح الذكر به عند
278
1
الجماع منع الحبل. ويفعل ذلك عصارة السذاب والفلفل إذا احتمل بعد
2
الجماع. وإن وثبت المرأة وثبات قوية وهي فاحجة رجليها إلى خلف سال
3
منها المني. وإن أسرع الرجل بالإنزال قبل أن تدرك المرأة شهوتها لم تحمل
4
أيضًا. ومما يسقط الأجنة: الأدوية التي ذكرناها في باب تسهيل الولادة. أو
5
أن تحمل القطران وعود السذاب وشحم الحنظل والعرطنيثا وشراب ماء
6
السذاب. ومما يخرج الأجنة بقوة أن تسقى الحامل الأبهل كل يوم وزن
7
ثلاثة دراهم عشرة أيام تباعًا إلا أن تُحَمّ قبل ذلك حتى يجد ريح الأبهل في
8
بولها وعرقها. وتعالج بسائر ما ذكرنا من باب إدرار الطمث وتسهيل
9
الولادة. وتعطى دواء الحلتيت. أو ينقع وزن عشرة دراهم كندر في قدح
10
فيه ماء ليلة ويسقى من الغَد ذلك الماء.
11
معجون قوي في إسقاط الأجنة:
12
أبهل مئة درهم، فوتنج يابس وورق السذاب عشرون عشرون. قوة
13
الصبغ وقردمانا ومشكطر مشيع عشرة عشرة. يعجن بشيرج التين ويؤخذ
14
غدوة وعشية مثل البيضة أيامًا.
15
|V.74|في ما يعين على الاستكثار من الشراب:
16
من أحب أن يستكثر من الشراب ويزداد منه، ينبغي أن لا يمتلي
17
يومه ذلك من الطعام جدًا ولا يأكل حلوًا. وليتحسّى أسفيذباجات دسمة
18
ويأكل من أثْرِدَةٍ ليّنة دسمة ومن اللحم المجزّع أكلًا معتدلًا. ولا يكون قد
19
تعب يومه ذلك قبل غذائه بل يكون قريب العهد بالنوم، ولا يكون مثقلًا
20
من طعام قد تقدم.
21
ومما يعين على الاستكثار من النبيذ: الكرنبية والقنبيطية والعدسية،
22
والتنقل بحماض الأترج والريباس والسفرجل وبالأشياء المالحة.
279
1
دواء يبطىء بالسُّكْرِ:
2
بزر الكرنب النبطي وكمون نبطي ولوز مقشر وفوتنج وملح نفطي
3
وافسنتين وسذاب يابس ونانخواه ولوز حلو، من كل واحد جزء. ويشرب
4
منه وزن درهمين بماء بارد على الريق إذا لم تكن حرارة وحدّة. ويجتنب إذا
5
كانت حرارة.
6
|V.75|في ما يُسرِعَ بالسُّكْرِ:
7
قشور أصل اليبروح وأفيون وبنج أسود بالسويّة نصف درهم. جوز
8
بوّا وسَكٌ وعود، قيراط قيراط. يتخذ أقراصًا ويسقى واحدة في الشراب
9
فإنه يسكر سكرًا شديدًا قويًا.
10
أيضًا: يطبخ بنج أسود وقشر اليبروح في الماء حتى يحمرَّ، ويمزج منه
11
في النبيذ ويسقى. وآخر أخف منه: يمزج في النبيذ ماء الشيلم وماء الأشنة.
12
أو ينقع العود الهندي في النبيذ ويُسقى.
13
دواء آخر أقوى منه: مر وميعة وأفيون وشاهترج وبنج أسود دانق
14
دانق. وسَكٌ وقرنفل من كل واحد قيراط. يسقى في الشراب.
15
|V.76|في ما يخفِّفُ عن السَّكران ويعجِّل بصَحْوِهِ:
16
إذا أحتيج أن يصحو الإنسان سريعًا فلْيُسقى ماءً وخلًّا مرات
17
متواترة ويسقى ماءً قد ديف فيه مصل أو رائب شديد الحموضة. ويصبُّ
18
على رأسه خل خمر ودهن ورد. ويُشَمُّ الكافور والماء ورد. وإن كان في
19
معدته شراب فليقيأ وتوضع أطرافه في الماء الحار. ويدلك بالملح ويطعم
20
لقمًا بماء الحصرم والعدس ومن الكرنب والقنبيط.
280
1
|V.77|في علاج الخمار:
2
ينبغي للمخمور أن ينام نومًا طويلًا ثم يدخل الحمام ويقعد في موضع.
3
معتدل ويصب على رأسه ماء فاترًا كثيرًا ثم يخرج ويغتذى بماء الحصرم
4
والقريص والهلام ونحوها ثم ينام ثانية. فإن كان يجد صداعًا فليضع على
5
رأسهَ خل خمر ودهن ورد وماء ورد مبرد على الثلج ويعاود النوم. فإن أبطأ
6
سكون الخمار عنه فليشرب شرابًا يسيرًا بمزاج يسير.
7
ومما يقطع الخمار كثرة الكلام والمشي الطويل الرقيق وتنشّق البنفسج
8
والخلاف والورد والكافور والماء ورد والصندل.
9
وهذا دواء آخر جيد للخمار: بزر الهندبا وبزر الكرنب وانبر باريس
10
مُنقّى من حبه وسُمّاق وعدس مقشر وورد وطباشير. يشرب منها ثلاثة
11
دراهم مع قيراط كافور بأوقية من رَبّ حماض الأترج أو ماء الرمان
12
الحامض أو الريباس.
13
وهذا دواء آخر جيد أيضًا: يستفُّ ثلاثة سفّات من كزبرة يابسة
14
مدقوقة مع مثلها سُكّر.
15
ومن جيد الأشربة لقطع الخمار رُبُّ الحصرم ورُبُّ حماض الأترج
16
ورُبُّ الريباس.
17
دواء آخر بليغ: يؤخذ نقيع السماق والتمر هندي والإجاص وعصارة
18
حماض الأترج فيطبخ حتى يغلظ مع ثلث الجميع سكر طبرزد ويستعمل.
19
تمت المقالة الخامسة بحمد الله وتوفيقه
20
والصلاة على محمد وآله
281
1
المقالة السادسة
2
في تدبير المسافرين
3
|VI.1|في الاحتراس من الحر وتلاحق ما يحدث من أضراره بالمسافر:
4
من سافر في حرٍّ شديد فينبغي له أن لا يكون ممتلئًا من الطعام ولا
5
مخمورًا ولا شاربًا من الشراب وقته ذلك. ولا ينبغي أيضًا أن يكون خاليًا
6
خاويًا من الطعام أو الشراب البتة اللَّهُمَّ إلّا أن يكون متخمًا. والأجود إذا
7
كان متخمًا أن لا يسير البتة بل يسكن ويطيل النوم حتى يخفف. وإذا لم
8
يكن متخمًا بل يشتهي الطعام ولو أدنى شهوة فليأكل أكلًا معتدلًا إلى القلّة
9
ما هو من أغذية باردة مطفئة مسكنة للعطش كالقريص والهلام وماء
10
الحصرم والخَلِّ والزيت ونحوها من البوارد. وإن كان لا يشتهي الطعام
11
البتة أو وجد فضل حرارة وعطش فَلْيَشْرَبْ شُربةً خفيفةً من السُْويق
12
بالسُّكَر والماء البارد، ثم لا يسير ساعة يفرغ من ذلك بل يتوقف قليلًا،
13
وخاصة إن شرب من الماء فضلًا، لأنه إن تحرك على المكان تخضخض
14
الطعام في معدته وأنفخه وساء هضمه. فإن لم يجد من ذلك بدٌ فَلْيَسِر
15
قليلًا قليلًا ولا يعنف في الحركة مدة ما. وليقي أعضاءه كلها والرأس
16
خاصة من الشمس لا سيما إن كان يطول به السير. ومَضرَّةُ السير الطويل
17
في الحر الشديد على الخلاء والخواء من الغذاء في الأبدان المنهوكة أضرُّ،
18
وبالأبدان العَبِلَةِ أقل ضررًا. بل إن من الأبدان العبلة ما ينتفع بذلك. وقد
282
1
قلنا إننا لا نقصد في كتابنا هذا إلى مثل هذا التفصيل والتحديد إذ كان
2
يحتاج فيه إلى وغول وإغراق في الصناعة بل إلى الأمر الأعمِّ الأكثر.
3
وللعادة أيضًا في ذلك حظٌّ عظيم. وذلك لأن الأبدان المعتادة للحر والبرد
4
والتعب والجوع وسائر العادات أقوى وأصبر عليها، وهي فيها أقل نكاية
5
منها في التي لم تَعْتَد ذلك. حتى إذا قطع الإنسان سيره فليسترحْ هنيهة
6
ثم يغتسل بالماء العذب الفاتر ثم يأكل من الفاكهة والأغذية المبردة
7
المرطبة. وينام في موضع ريح ويجتنب الباه. فإن وجد صداعًا فليعالج
8
بالماءِ وَرْدٍ والدِهنِ وَرْدٍ والخلِّ خَمْرٍ. ويزيد في الاغتسال بالماء ويجعل ميل
9
أغذيته إلى البرودة والرطوبة أكثر وينشّق دهن البنفسج أو دهن حبِّ القرع
10
أو دهن الخلاف. فإن لم يحدث حادث مكروه، مضى على تدبيره. هذا وإن
11
حدثت حمى فَلْيمسِكْ عن السير حتى يصلح ما حدث. وإن لم يمكن
12
فليكن سيره أسكن وتوقّيه للشمس واحتراسه منه أشد وأبلغ. وليأخذ قبل
13
سيره من الأشياء المقوية المطفئة كسويق الشعير بالسكر والماء البارد، أو
14
لعاب بزر قطونا والجُلّاب وماء الشعير، ويغتذي عند نزوله بالأغذية المبردة
15
والفواكه وبالألبان إن لم يكن حدثت حمى بعد. أما إن كانت قد حدثت
16
فلا يَقربَنّ اللبن الحليب ولا الزُّبدَ ولا اللِّبَأ ولا من الماست إلّا من
17
الحامض منه. وأما الرائب والمصل فإنهما غير ضاران في هذه الحال. وإن
18
استمرت به الحمى فالكلام في علاجه خارج عن غرض كتابنا ويحتاج إلى
19
طبيب يشرف عليه ويدبّره على ما سنذكره من علاج الحميات والذي
20
سيكون بقدر ما يليق بكتابنا هذا في موضعه إن شاء الله.
283
1
|VI.2|في الاحتراس من السُّموم وعلاج ما يحدث من نكايتها:
2
من اضطر إلى المسير في السموم، ينبغي أن يأكل أكلًا معتدلًا من
3
شيء دسم ولا يكثر من شرب الماء عليه، ويتلثّم بعمامته ويحتمل ذلك وإن
4
أكرَبَه بعض الإكراب، ويعارض مهبّها إن أمكنه ذلك في مسيره أو ينزوي
5
عنها ما أمكن. ويتمضض بالماء كل ساعة ولا يُسقيه إلّا أن يكون باردًا.
6
وإن عظم تأذِّيه فلْيُدخلْ رأسه في ثيابه وينزوي عن الريح كل ساعة.
7
ويُنشق دهن القرع الحلو ودهن اللوز تنشقًا كثيرًا. ويَطلي صدره وبطنه
8
قبل المسير بلعاب بزر القطونا أو عصير البقلة الحمقاء، مضروبًا بدهن
9
حب القرع وبياض البيض. وإن حمل معه شيئًا من قضبان البقلة الحمقاء
10
وامتصّ منها شيئًا بعد شيء عظم نفعه بذلك ولا سيما إن أكل منها قبل أن
11
يسير أكلًا كثيرًا مطبوخًا بالرائب والسمن. فإن لم يصب الرائب فبالمصل
12
والسمن. فإن هذا طعام دافع لمضرة السموم ومُذْهِبٌ بالعطش. وإن
13
شرب قبل مسيره من دهن حب القرع شيئًا صالحًا دفع عنه مضرة
14
السموم. ومما يدفع ذلك أيضًا عنه غاية الدفع أن يُقطَّع البصل ويُنْقَع في
15
الرائب ليلة ويومًا، ثم يؤكل منه قبل المسير ويشرب من ذلك الرائب عليه
16
حتى إذا نزل فلا يبادر إلى شرب الماء بل يتمضمض به هنيهة ويسيغ منه
17
قليلًا ثم يأكل شيئًا مبردًا بمقدار ما لم يمكن الصبر عنه ثم يشرب عليه الماء
18
قليلًا قليلًا. فإنه بهذا الوجه يسلم من العطش المهلك.
284
1
|VI.3|في تَسكين العطش ودَفْعِ مضارِّه:
2
ينبغي لمن خاف العطش في طريقه أن لا يستوفي طعامه قبل مسيره
3
بل يأكل شيئًا قليلًا من البقول الباردة والبوارد الحامضة. أو يشرب من
4
السويق والسكر بالماء البليغ البرد. ولْيَحذرِ الأكل من المالح والحلو
5
والحرِّيفِ. والسّمك وخاصة طريّه ومالحه وممقورة وجميع ضروبه فإنه
6
يعطّش. والكواميخ والرواصيل المالحة منها والمرّة والكبر خاصة والزيتون
7
فإنهما معطشان. وأما البصل المنقوع بالخلَّ ونحوه من الرواصيل فإنها
8
تُسْكِنُ العطش.. وينبغي أن لا يحثَّ ولا يستعجل في السير بل يترفق. فإن
9
الحث والعجلة والحركة تلجىء إلى تواتر النَفَسِ وعظمه، وذلك من أبلغ
10
الأشياء في تهيج العطش. ولا يكثر من الكلام فإن الإكثار منه يعطش
11
أيضًا، وإن اضطر إليه فليخفضِ الصوت ما أمكن لأن الصِّياح يُهيج
12
الحرارة والعطش جدًا. ومما يُسكن العطش ويدفعه مدة طويلة أخذ الرائب
13
الحامض والبقلة الحمقاء والخس والقرع والخيار والبطيخ غير الحلو
14
والكمثري الكثير الماء القليل القبض غير الصادق الحلاوة والرمان والتفاح
15
ونحوها من الفواكه الحامضة وحماض الأترج والحصرم والريباس
16
والإجاص. فهذه إذا أخذت قبل المسير منعت هيجان العطش.
17
ومما يمسك في الفم ويتعلّك به عند المسير فيدفع العطش: الإجاص
18
اليابس الحامض يُلاك واحدة واحدة. والتمر الهندي. وحَبُّ الرمان
19
الحامض. أو يؤخذ المصل شيء بعد شيء في الفم حتى يذوب. ولا
20
يصلح الرَّخِبين لذلك ولا السماق أو نحوه.
285
1
وينفع أيضًا بعض النفع أن يمسك في الفَم قطعة من البلور أو
2
الصدف أو الفضة الخالصة المجلوّة ويضم الشفتين ولا ينشق الهواء بالفم
3
أصلًا ما أمكن. ويشم ساعة بعد ساعة من بعض الرياحين الباردة.
4
وينشق الأدهان المبردة ويضمد البطن بالبقول الباردة. أو يُطلى بالطلاء
5
المذكور في باب السُْموم. وإذا كان في الماء قلة فليُمزجْ بالخل. فإن قليله
6
حينئذ يبلغ من تسكين العطش مبلغًا عظيمًا ويغتذي بمسكنات العطش
7
ويحذر مهيجاتها.
8
صفة أقراص تطفىء الحرارة وتسكن العطش وتنفع من الحميات
9
الحادة المحرقة عامة النفع، ويؤخذ منها قبل المسير الحبة بعد الحبة في الفم
10
فيقطع العطش غاية الفطع ويطفىء اللهيب والحرارة: يؤخذ من بزر الخيار
11
وبزر القرع جزء جزء وبزر الخس وبزر البقلة الحمقاء من كل واحد نصف
12
جزء. ورُبّ السُّوس الخالص النقي ربع جزء. يدق الجميع ويعجن بماء
13
البقلة الحمقاء أو بلعاب البزر قطونًا ويتخذ أقراصًا صغارًا في شكل
14
التّرمس. ويؤخذ منها عند المسير الواحدة بعد الواحدة في الفم، ولا تمضع
15
بل تترك حتى تنحلَّ قليلًا قليلًا وتذوبَ ويُبلع ماؤها. أما قبل المسير إذا
16
أريد بها تسكين الحمى الحارة، فليؤخذ منها وزن ثلاثة دراهم ببعض
17
ربوب الفواكه التي ذكرناها. وإن كان في الصدر خشونة أخذت بالجلاب
18
أو بشراب البنفسج. وهذه الأقراص تنفع من حرقة البول غاية النفع وهي
19
مجربة. ومن بلغ به العطش في طريقه، فينبغي أن لا يرتوي ساعةَ
20
يصادِفُ الماءَ بل يتمضمض به ثم يتجرّع منه قليلًا قليلًا ويضع أطرافه فيه
21
ويغسل منه وجهه ويدخل فيه إن أحبّ ذلك ولا يشرب منه إلّا أقل ما
22
يقدر عليه الجرعة بعد الجرعة ثم ليأكل من بعض الأغذية التي وصَفناها
286
1
ويزيد في الشراب قليلًا قليلًا من غير أن يروى رياًّ تاماًّ. فإنه بهذا التدبير
2
يمكن أن يَسْلََمَ من العطش المُهلكِ وسائر الأعراض السوء التابعة له.
3
|VI.4|في تدبير مَنْ احتاج أن يسافر في البرد والثلج الكثير:
4
إنه كما يعرض من المسير الطويل في الحر الشديد قشف البدن وذبوله
5
وصداع وحميات ونحوها من الآفات، كذلك قد يعرض من المسير في البرد
6
آفات أُخر منها الجمود والجوع والغشي والسكتة والحذر والاسترخاء
7
والكزاز وعفن الأطراف وعقل البطن ونحوها. ومن البيّن أن هذه
8
الآفات تبادر إلى المستعدّين لها بالطبع، كما أنها لا تكاد تحدث بالذين
9
أمزجتهم مقاومة لهذه الأمراض وأجسادهم معتادة للقاء البرد الشديد إلّا في
10
الندرة وعند الفرط، ونحن قائلون في ذلك نحو قولنا فيما تقدم فنقول: إن
11
من أُلجىء إلى المسير في البرد الشديد ينبغي له أن يتملأ من الطعام وينال
12
من الشراب نيلًا صالحًا، ويمسك عن الحركة هنيهة بقدر ما يسخّن الطعام
13
ويسكن ما يحدث من الفورة في البدن. ولتكن أغذيته حارة بالقوّة والفعل
14
معًا. وإن كان البرد شديدًا جدًا أو احتاج إلى أن يسير ساعة يأكل فليفتِّر
15
الشراب ويشربه صَرفًا أويصبّ عليه القليل من الماء الحار بقدر ما يفتر
16
به. وليكن شرابًا قويًا لطيفًا لا قَبْضَ فيه ولا حموضة. وليَتَلثَّم تلثّمًا وثيقًا
17
ولا سيما إن كان في مهب ريح باردة مقابلة له. وليحترس من ذلك أكثر إذا
18
كانت بصدره علَّه وخشونة وسعلة، أو كان ضعيف الصدر والرئة. فإن
19
هؤلاء يسرع إليهم من تنشق الهواء البارد السعال الشديد ونفث الدم.
20
ومما يؤخذ قبل المسير في البرد الشديد الطعام المتخذ من الجوز والثوم
21
والبصل والسمن. وللثوم خاصية في هذا المعنى وفضيلة تامة. وذلك أنه.
287
1
يسخن البدن ويشعل الحرارة الغريزية حتى ينبسط في جميع البدن ويكثر في
2
الأطراف فضلًا عن وسط البدن. وكذلك يفعل الحلتيت إذا أخذ منه وزن
3
درهم مع رطل شراب قوي أو بمَاء العَسَل. والفلفل أيضًا إذا أكثر منه في
4
الطعام أو شرب في ماء العسل. والبصل النيء والكراث والأسفيدباجات
5
المطيبة الكثيرة التوابل. حتى إذا قطع مسيرة ونزل فلا ينبغي له أن يبادر إلى
6
الاصطلاء ولا إلى الحمام ولا إلى النوم. لكنه ينزل سويعة في موضع دافىء
7
>قد أوقد فيه نار، ثم يتقرب إلى النار على تدرّج قليلًا قليلًا. فإن كان مسّه
8
في مسيره برد شديد فليدخل الحمام ويطيل اللَّبث فيه ويتدلّك، فإن لم يجد
9
حمامًا فليسخن بيته بالوقود ثم يتدلك هناك حتى تحمرَّ بشرته ثم يطيل النوم
10
في دثار وطيء كثير، فإنه بهذا التدبير يمكن أن يَسْلَمَ من الحمّى.
11
|VI.5|في علاج من أصابه جمودٌ من البرد:
12
من أصابه جمودٌ من برد ولم يبلغ حد الأياس منه، فينبغي أن
13
يُسخّن له موضع كنين من الريح بالوقود. ثم يُدَلَّك فيه بأيد كثيرة
14
حارة جدًا دلكًا مسرعًا ليِّنًا جميع بدنه خلا الرأس فإنه ينبغي أن يكمّد
15
بخرق مسخّنة، حتى إذا دلك ناعمًا أُلزم أبدانًا حارة ليّنة تضاجعه وتماسّ
16
بدنه لا سيما البطن والظهر والصدر. وليؤخذ شيء من حلتيت ومر
17
وفلفل في شراب قوي. ومن ماء اللحم. حتى إذا رجعت إليه نفسه قليلًا
18
غُذِّي بالأسفيذباجات وسُقي شرابًا ليس بالكثير. ومُهدٌ له وطىء ودثر
288
1
ناعم. وأمر بطول النوم حتى إذا صلح وأفاق أدخل حمامًا حارًا. وليطيل
2
المكث فيه ويكثر التدلك له والتمرخ بدهن السوسن ودهن النرجس قد
3
فُتق فيهما القسط والجند بيدستر والمسك والفربيون.
4
|VI.6|في الغشي الجوعي وعلاجه:
5
قد يحدث للمسافرين في البرد الشديد جدًا جوع شديد، ثم لا
6
يلبثون أن يسكن ذلك عنهم، ويتخللهم غشي وسبات شديد وربما ماتوا
7
من ذلك. فاذا بدا الجوع بهؤلاء فأغْذِهم من ساعتك خبزًا منقعًا في
8
شراب قوي وحسّهم مرق أسفيذباج دسم واسقهم شرابًا قويًا مسخنًا قد
9
نثر عليه شيء يسير من فلفل. فإن لم يعالجوا حتى يتخللهم الغشي، فرُشّ
10
عليهم الماءَ وَرْدٍ الحارَّ المسخنَ وانفخ في أنوفهم المسك والذريرة.
11
وامسح شواربهم بالغالية والمسك. وادلك فم معدتهم وأطرافهم دلكًا
12
قويًا حتى يحمرَّ. ثم شدها شدًا قويًا موجعًا. فاذا فاقوا من الغشي فدبّرهم
13
كما وصفنا. وان لم يفيقوا فأوجرهم الشراب وماء اللحم مرات. والزم
14
الدلك الدائم ورش الماء. والتنبيه لهم بالنداء والصياح. وإن كانوا يسبتون
15
فامنعهم من ذلك أشد المنع بأن تربط أيديهم وأرجلهم ربطًا موجعًا
16
وتنخسهم مرة بعد مرة. وتحركهم وتهزهم وتصيح بهم. ثم اسْقِهِمْ
17
الشراب المسخن مع الفلفل واعطهم شيئًا من الشجرينا أو من دواء
18
الحلتيت. وقربهم إلى النار ومرِّخْ أجسادهم بدهن القسط ودهن الفربيون.
19
|VI.7|في حفظ الأطراف. وتلاحق ما بدا يفسد، وعلاج ما فسد منها:
20
ينبغي أن تُدلك أصابع الرجلين ثم تُمرّخ مرخًا ناعمًا بالزيت
289
1
العتيق. ثم تُلف ويجعل ما بينها وتحتها وفوقها وتحت المشط كله وفوقه
2
شعرًا لينًا. ثم تدخلها في الجوارب الدفيئة الوطيئة. فإن لبس الخف وكان
3
باردًا فليتوقى أن يبتل ويرطب ما فيه بشيء يعلا به الخف.
4
ومما تمسح به الأطراف فيدفع آفة البرد عنها: جميع الأدهان الحارة
5
كالزنبق والرازقي والبان والسوسن ودهن الغار. والقطران أقواها فعلًا
6
في ذلك وليس يمنع إفساد البرد للأطراف فقط، لكنه يمنع أن يعفن ما فسد
7
منها. ولا ينبغي أن يتجلد المسافر ويصابر البرد المؤذي للأطراف. فإنه ربما
8
فسدت سريعًا. وآية ذلك أن يحس أن البرد الذي كان يؤذيه فيها قد خف
9
وقل من غير أن يكون قد غيّر دثارها أو زاد فيه. ولا لأن البرد قد سكن.
10
فإن ذلك حينئذ إنما أتاه من نقصان الحسّ. لكن ينبغي حين يتأذى بالبرد
11
فيها أن يغير دثارها على المكان ويدلكها دلكًا ناعمًا ثم يدثرها أيضًا ويحركها
12
بالمشي. فإنه لا شيء أبلغ في إسراع نكاية البرد فيها من أن تكون معلقة.
13
فإن بلغ الأمر في حاله إلى أن ترم ويقل حسها، فإن ذلك يصلح ما دامت
14
لم تخضر ولم تسودّ بأن توضع في طبيخ تبن الحنطة أو طبيخ الشلجم
15
والكرنب أو الشبت أو البابونج أو الشيح أو الخام أو إكليل الملك أو بزر
16
الكتان أو الحلبة، فرادى أو مجموعة أو تمزج ببعض الأدهان التي ذكرناها.
17
ويقرب من النار مرات كثيرة وأما إن اخضرّت أو اسودّت، فإنه ينبغي أن
18
يبادر على المكان فيشرّط تشريطًا بليغًا واغلًا في اللحم. ويترك الدم حتى
19
يسيل منه ما سال. وليكن موضوعًا في الماء الحار لئلا يجمد الدم في أفواه
20
الجراحات ويمتنع من الخروج. حتى إذا احتبس ونقص جريه يطلى بطين
21
أرمني قد حل بماء وشيء من خلٍّ، ويترك عليه يومًا وليلة ثم يغسل بشراب
22
مفتر أو بماء وخل، ويُطلى أيضًا ويدبّر كذلك مرتين أو ثلاثة. وبالجملة
23
حتى يرى المواضع التي اسودت قد صَلُبَتْ وتَكمّشَتْ، وإن بلغ الأمر إلى
24
أن تنتن هذه المواضع وتريّح وتعفن من قبل أن يتدارك بالشرط، فليس
290
1
للشرط حينئذ وجه البتة. ولا بد حينئذ أن تتساقط تلك المواضع كلها.
2
وينبغي أن يُعان على سرعة السقوط ويبادر بذلك لئلا ينكى ويُعْدِي ما
3
يجاوره من اللحم الصحيح. وكثير من جُهّال المعالجين كانوا يكشطون هذه
4
المواضع ويأخذون العفن عنها بالحديد. وإن لم يكن له عمق كثير أو كان
5
رقيقًا. وكثيرًا ما يجرّون ويمددون ويقطعون بفعلهم هذا أعصابًا وأوتارًا
6
خطيرة فيولدون بذلك عِللًا رديئة. وليس ينبغي أن يؤخذ اللحم العفن
7
عن العضو بالحديد. لكن ينبغي أن يضمد بأطراف السلق والكرنب
8
مسلوقة ومخبّصة بالسمن الحار. ويوضع عليها وهو حار. ويبدّل في اليوم
9
مرات كثيرة إذا سقط عنها ما عفن كله ولم يبق سواد ولا خضرة البتة. فإن
10
لم يكن العفن قد انتهى إلى عظم، عولج بما ينبت اللحم. وإن كان قد
11
انتهى إلى عظم فإنه عند ذلك يحتاج إلى أمرين، إمّا إلى حكِّ العظم وإمّا
12
إلى نشر بعضه وقطعه بمنشار وإخراجه، وإمّا إلى إخراج العظم كله من
13
عتد المفصل. والكلام في ذلك خارج عن غرض كتابنا لأنه مجاور لما يمكن
14
أن يعمله من ليس من أهل الصناعة. بل يحتاج إلى معالج عالم رفيق.
15
|VI.8|في العين إذا قمرت من الثلج:
16
من خشي أن تُقمر عينه فليكن لباسه أسودًا، ويعتمّ بعمامة سوداء.
17
ويشد تحت عينيه عصابة سوداء حيث تقع العين عليها، ويأخذ بيده خرقة
18
سوداء ويُدمن النظر إليها. وليكن مَن حواليه من مسامريه عليهم السواد.
19
ومما ينفع غاية النفع أن يشدَّ على العين الشيء الذي يستعمله الأتراك في
20
أسفارهم والمنسوج من الشعر الأسود من أذناب الدواب السوداء.
291
1
|VI.9|في الحرقة والوجع الحادثين في العين عن شدة البرد والريح:
2
إنه قد يحدث على العين في هذه الحال حرقة وأوجاع شديدة وعسر
3
حركة في الأجفان وغِلظ وربما احمرّت العين، وربما هاج منها رَمد صعب
4
شديد. وينبغي أن يحترس من ذلك بتغطية العين وتوقّيها ما أمكن بأن
5
يلفَّ حولها من العمائم ما لا ينكشف منها إلّا ما لا بد منه. وينزوي عن
6
الريح ما أمكن. فإن اتخذ شيئًا يُشدُّ عليها أو يكون له ثقب بحذاء الحدقة
7
عظم نفعه في هذا الباب. وإن جعل ذلك أعظم حتى يحتوي الوجه كله
8
كان أنفع وأبلغ. والنيل من الشراب ينفع ذلك أيضًا. وأما تكميد العين
9
في هذه الحالة كل ساعة فخطأ عظيم، وذلك لأنها إذا سخنت بالتكميد
10
كان نكاية البرد فيها أبلغ. فإن حدث على العين في حالة ما ذكرناه
11
فإنه ينفع من ذلك أن يغلي تبن الحنطة في الماء ويكبَّ على بخاره أو يكب
12
على طبيخ المرزنجوش والبابونج والشبت فرادى أو مجموعة
13
ومما ينفع أيضًا أن تحمى حجارة وتلقى في نبيذ عتيق (والطري منه
14
أبلغ) ويرش عليها وينكبّ على ذلك البخار. وينفع من ذلك
15
التعطّس. فإن حدث منه حمرة في العين فليبادر إلى فصد القيفال
16
ثم ليدخل من غد ذلك اليوم إلى الحمام، ويغتذي ويشرب شرابًا قويًا
17
صرفًا ويطيل النوم. فإن بقي منه شيء فليعاود التكميد بأكثر وأبلغ مما فعل
18
وسائر التدبير غير الفصد. وتطلق الطبيعة إطلاقًا قويًا.
292
1
|VI.10|في التعب والإعياء وعلاجه:
2
من أصابه إعياء وتعب شديد فلْيستريح ــ إذا نزل ــ ساعة ثم يدخل
3
الحمام. فإن لم يصادف حمامًا فليدخل في ماء حار هنيهة بقدر ما تَلينُ بشرته
4
وتحمرّ. ثم يتدلك تدلكًا لينًا ويغمر مفاصله. ثم يمرّخ بالدهن الذي قد
5
طبخ فيه الشبت والبابونج في الشتاء لا سيما المفاصل نفسها، ويدهن
6
بالبنفسج في الصيف ويستريح وينام نومًا طويلًا، ويزيد في الوطىء والدَّثار
7
حتى إذا انتبه من نومه فليعد التدلك والحمام والمرخ ثم يرجع إلى عادته.
8
|VI.11|في إعداد البدن للسفر وتدبير الغذاء فيه:
9
ينبغي لمن عزم على سَفر طويل أن يتقدم قبل ذلك إلى الفصد والإسهال
10
لا سيما إن كان بعيد العهد بهما. فإن من سافر وبدنَه غير نقي لم يكد
11
يتخلص من الحميات، فإن تخلص منها في حالة تخلخل بدنه وسخافة
12
جلده، لم يتخلص من الخراجات والبثور. وصنوف الأورام والنوازل.
13
وينبغي أن يتدرج ويتأنى بنقل عاداته التي يلجأ إلى تغييرها في سفره من
14
غذاء أو نوم أو حركة. فإن كان يحتاج في سفره إلى السهر، أخذ نفسه قبل
15
ذلك باعتياد السهر قليلًا قليلًا ونقل وقت الغذاء إلى الوقت الذي يعلم أن
16
فيه راحة في أيام سفر. وزاد في رياضته وحركته. وأخذ نفسه بالصبر على
17
الجماع. وليتزود من الأدوية التي هو معتاد لها فيما مضى قبل سفره. ويقلل
18
من الأغذية التي لم يَعْتَدْ أكلها ببلده ولا يأكل منها البتة. وليجعل غذاءه
19
طعامًا كثير الإغذاء قليل الكمية. ولا يأكل إلى أن ينزل ويستريح. فإن
20
كان ولا بد فليَتَلهَّن لقمًا ولا يأكل أكله التام ولا يستوفي شرابه إلّا بعد
21
نزوله. وليحترز عن البقول خاصة والفواكه الرطبة فإنها تملأ بطنه من غير
22
كثير إغذاء وتولد فيه أخلاطًا نيَّة ورديئة إلّا أنه يحتاج إليها في زمان حار
293
1
فيأخذها على الشرائط التي وصفناها. وإن عرض أن تكون الحركة
2
بالليل فلا ينبغي أن يتعشّى لكن يؤخر الاستيفاء من الغذاء إلى الوقت
3
الذي تطول فيه الراحة. ويجتنب ويحذر التخم والسير والحركة على امتلاء
4
البطن. فإن ذلك يولد أمراضًا وأورامًا وخراجات. وليستحم متى قدر
5
عليه.
6
|VI.12|في ما يدفع ضرر اختلاف الأمياه ورداءتها:
7
ينبغي أن لا تُشرب محضة خالصة. لكن يمزج ماء كل منزل بماء
8
المنزل الذي قبله. وينفع من ذلك أيضًا أن تشرب الأمياه المختلفة ممزوجة
9
بشراب قد أخذ وأعد مع المسافر او بالخلّ. ويدفع ضرر اختلاف الأمياه
10
البصل إذا أكل بعده والثوم والخل والخس. وينفع من ذلك أيضًا أن يتزود
11
المسافر من طين بلده، فاذا نزل على ماء أخذ منه شيئًا وألقاه فيه وأقرّه حتى
12
يصفو ثم يشرب منه!!.
13
أما الأمياه الرديئة التي يتبيّن فيها كيفيات ظاهرة فلتصلح على ما
14
أقول. أما الماء الغليظ الكدر فلْيصفى مرات من إناء إلى إناء. وإن عَسُرَ
15
ذلك فيه فلْيروّق بالرواق الملَطّخ بالكعك المبلول. أو يطرح فيه من
16
الشبِّ اليماني المسحوق شيئًا، فإنه يروق ويصفو سريعًا. وإن كان الماء
17
مالحًا فليشرب بالخل. أو يلقى فيه خرنوب أو حبّ الآس أو زعرور أو
18
طين حر أو يؤكل السفرجل قبله. فإنه يرفع ضرر الماء المالح. وإن كان
294
1
زُعاقًا جدًا وأُلجىء المسافر إلى الشرب منه، فليجعل في قدر برام
2
نظيفة، ويوضع فوقه عيدان معترضة، وتلقى عليه قطعة من جزّة صوف
3
منفوشة نقية، ويوضع القدر على جمر قد أشعل ويعتصر ذلك الصوف متى
4
نُدي ويشرب.
5
والخلُّ يكسر طعم الماء المالح، وكذلك السكنجبين جيد في ذلك.
6
أما إن كان الماء قائمًا، وكانت فيه عفونة فليمزج بربوب الفواكه الحامضة
7
والقابضة كرُبِّ الحصرم والرمان والتفاح، وليهجر الأغذية الحارة المالحة
8
ما دام الشرب منه. ولا يشرب الشراب البتة إلا أن يكون (ماء قهوا)
9
فإن هذا الماء من أسرع شيء في توليد الحمّى. فإن كان في الماء مرارة
10
فليشرب بالجلاب والسكر وليأكل الأشياء الحلوة. وإن كان الماء يطلق
11
البطن فليعتمد الأغذية العاقلة للبطن وبالضد. وإن كان في الماء حشائش
12
وأعشاب وهَوَام لها حدّة ورداءة، فليكثر من أكل الدسم وليعنى بتصفيتها
13
ولا يشربها إلا بقدام وخاصة إن كان فيها علق وإن كان الماء يُعسر
295
1
البول فليشرب بالشراب أو بطبيخ بزر الكرفس والرازيانج وإن كان الماء
2
يغثي فليشرب مع رُبّ الرمان. وبالجملة فلينظر ما يحدث فيضاد بالتدبير.
3
|VI.13|في تدبير منازل العساكر:
4
ينبغي أن تُنزل العساكر في الصيف على التلول والربوات. وتستقبل
5
وجوه الخيم ريح الشمال، ويتباعد بينها، وتبعد الدواب ما أمكن. وأما في
6
الشتاء فليكن التدبير بالضد في ذلك، فتنزل في الأغوار وتلتجىء إلى
7
التلال وأصول الآجام والجبال، وتستقبل الجنوب والمشرق، وتقرّب الخيم
8
بعضها من بعض، والدواب كذلك. ومتى كان الهواء وَمِدًا جنوبيًا
9
رطبًا فليقلل الغذاء ويهجر الشراب البتة ويكثر من الرياضة. وبالضد
10
إن كان قشفًا يابسًا. ومتى مرض فيه خلق كثير فلينزلوا جانبًا بعيدًا ولا
11
يكونوا فوق الرِّيح بل تحتها. وإن كان في موضع فيه هوام رديئة فلتطرد ما
12
أمكن ثم تستعمل الأدوية الطاردة والقاتلة لها مما ذكرناه. ومتى كانت
13
حشائش وأشجار رديئة تفوح منها روائح حادة أو مؤذية فلتحرق، أو يجلس
14
منها فوق الريح. وليتفقّد الغذاء والسبب الذي يمرض منه الكثير في
15
العسكر فتضاد وتجتنب.
16
|VI.14|في تدبير راكب البحر:
17
ينبغي لمن أراد ركوب البحر أن يتزوّد من ربوب الفواكه ومن الأدوية
296
1
المعتادة. وليقلل غذاءه قبل ذلك بأيام ويجعله من المقوّية للمعدة. ولا ينظر
2
إلى الماء يوم يركب فيه. وليشمّ الطيّبات وليأخذ شيئًا بعد شيء من الأشياء
3
التي تسكن الغثي مما ذكرناه في موضعه، فإن هاج به مع هذا غثى وقيء
4
فلينزل ويتقيأ مرات فإن ذلك ليس بضار له. وإن كثر ذلك فليسقى ربوب
5
الفواكه ويطعم السماق وحبّ الرمان ونحوها. وإن أفرط عليه وتُخوّف منه
6
فليعالج بعلاج الهيضة
7
|VI.15|في ما يمنع تولد القمل ويغني ما تولّد منه:
8
قد يعرض من تغيير الأمياه وكثرة التعب والعرق والوسخ وقلة
9
الاستحمام وعدم تبديل الثياب أن يقمل البدن. وهذه أسباب تعرض
10
للمسافرين ضرورة. ومما يدفع ذلك العناية بالاستحمام والاغتسال متى قدر
11
عليه ولا يؤخره، وكذلك تبديل الثياب، وليجعل شعاره منها الكتان
12
خاصة، فإن القمل إليه أبطأ. ومما يقتل ما تولد منه، الزئبق المقتول إذا
13
خُلط بالدهن وجُعل على قلادة صوف ويتقلّد بها. أو ورق الازدراخت أو
14
ورق الدفلي في دهن ويتمرّخ به. أو يُطلى البدن كل عشرة أيام طِلية
15
بالزرنيخ الأحمر والميويزج والكندس والبورق بالخل ويترك حتى يمضي ساعة
16
ثم يغسل بماء حار، ويُبخِّر الثياب بالكندس أو الترمس أو ورق
17
الازدراخت أو القسط. أو يفتق تراب الزيبق في الدهن ويتمرخ به. أو
18
يفتق الكندس فيه ويتمرخ به.
19
|VI.16|في ما يمنع شحوب الوجه من الشمس والريح:
20
يمنع ذلك الاستظلال والتلثم. وإذا لم يمكن ذلك فليؤخذ كثيراء
21
ونشاء وصمغ ولعاب بزر قطونا مجفف، ولعاب حب السفرجل، وتجمع
22
ببياض البيض أو بماء الرجلة (وهي البقلة الحمقاء) ثم يُطلى بها الوجه
23
حين المسير ويُغسل عنه حين الراحة. وينفع من ذلك أي واحدة استعملت
297
1
من هذه فرادى ومجتمعة. كما ينفع من ذلك أيضًا أن ينقع الكعك بالماء
2
حتى ينحل ويطلى به الوجه. أو يطلى ببياض البيض مع الكثيراء.
3
أما إذا شحب الوجه فينفع منه أن يطلى ليلًا بالقيروطي وشحم
4
الدجاج ولبن النساء، ويغسل من غدٍ بالماء الحار ودقيق الحمص. وإن
5
كان الشحوب شديدًا عُولج بالغمر المذكورة في المقالة التي أفردناها بذكر
6
الزينة.
7
|VI.17|في ما يمنع من الشقاق في العقب وأسافل الرجل:
8
ينفع في شقاق العقب وأسفل الرجل كله أن يُوضع في ماء حار جدًا
9
حتى يلين ناعمًا ثم يُذرُّ عليه كثيراء مسحوق مثل الكحل ويدلك به دلكًا
10
جيدًا فإنه يذهب به: ويمنع من أن يتشقق العقب أن يطلى بالزفت
11
الرطب. أو تُبَلّ خرقة في دهن وتجعل تحت الرجل، ثم يدام لبس الخُفِّ
12
ويوقى الغبار.
13
وينفع منه أيضًا نفعًا بليغًا أن يؤخذ شحم الماعز فيذاب ويذر عليه
14
شيء من عفصن قد سحق مثل الكحل ثم يقطر منه في الشقاق وهو ذائب.
15
وينفع من الشقاق المزمن الواغل في اللحم أن يسحق المرداسنج ويؤخذ منه
16
وزن خمسة دراهم ثم يصبّ عليه وزن عشرين درهمًا زيتًا ويطبخ في مغرفة
17
ويساط حتى يصير مثل القطران ثم يلقى عليه وزن ثلاثة دراهم قنّة وهو
18
البارزد ويطبخ حتى يغلظ، ويصير إذا برد في قوام الزفت الرطب ثم يقطر
19
منه في الشقاق وهو حار ذائب. وينفع من الشقاق المزمن الواغل في اللحم
298
1
أيضًا أن يؤخذ سندروس ودهن البزر فيطبخان حتى يغلظا ثم يقطر فيه.
2
أو يؤخذ دهن الأكارع فيلقى فيه شيء من قنّة ويطبخ قليلًا قليلًا حتى
3
يغلظ ثم يستعمل. وينبغي أن يوضع الشقاق قبل العلاج في ماء حار حتى
4
يلين وينظف ثم يجفف ويعالج بالأدوية ثم يلبس الخف بعد العلاج
5
|VI.18|في السَّحَج الحادث من الركوب ومن الخُفِّ والنَّعل:
6
إذا سحج موضع من البدن من الركوب أو غيره، فإنه يحتاج أن
7
يبادر إليه حين يستريح من السير ويرش عليه من الماء البارد شيئًا كثيرًا حتى
8
يسكن حماه ويكشف ويروَّح. فإن لم يسكن فليلقى عليه خرق كتان مبلولة
9
بماء ورد مبرد ويعاد عليه متى فترت. فإذا سكن ما فيه من الحمى والحدّة
10
فلْيُحَكَّ مرداسنج بالماء ورد ويطلى عليه. وإن كان معه حرقة وتوجع
11
فليعالج بمرهم الأسفيذاج. وأما النفاخات الحادثة عن ضيق الخف فلتفقأ
12
ثم يرش عليها الماء البارد وتُطلى بحضض وأقاقيا أو بطين أرمني أو بعفص
13
محكوك بالماء، أو يدقّ جلنار ناعمًا وينثر عليه.
14
|VI.19|في السَّقْطَةِ والضَّربة على الرأس وسائر البَدَن:
15
إذا حدثت سَقْطَةٌ أو ضَرْبَةٌ عن دابة أو غير ذلك، فالأجود أن يُفْصَدَ
299
1
العليل من ساعته من الجانب المخالف، ويجتنب اللحم والشراب خاصة
2
ويطلى الموضع ويضمّد بالضمادات المقوية. فإن كانت السقطة على الرأس
3
فليفصد عرق القيفال، ثم يوضع على الرأس خل خمر مضروبًا مع دهن
4
ورد وثلاثة أمثاله ماء ورد ويشرب ويطلى به. ويسقى العليل ماء الشعير
5
ويقتصر علية غدوة وعشية ثلاثة أيام حتى يؤمن الورم الحار في ناحية
6
الدماغ. والدليل على سلامة هذه المواضع ألا يختلط العقل. فإن اختلط
7
بعقب السقطة أو الضربة على الرأس، فإنه ينبغي أن يكون إخراج الدم
8
أكثر. ويكثر على الرأس صبّ دهنِ الورد والماءِ وردٍ والخلِّ خمرٍ ثم يضمد
9
بورق الآس والجلنار وقشر الرمان مطبوخة بالخل والماء حتى يتهرأ. ثم
10
يجمع مع قليل من سَكّ وعود وقصب الذريرة. يجمع بخل وماء وشراب
11
عتيق قابض ويخبص ويضمد به الرأس. وتليّن الطبيعة بماء الفواكه وبحقنة
12
لينة وتدلك أطرافه. ومما يمنع من تزعزع الدماغ جدًا أكل أدمغة الدجاج
13
ة
14
وليطعم منها بعد اليوم الثالث ما أمكن. وأما قبل ذلك فليقتصر به على
15
سقي ماء الشعير وليمزج به شيء من ماء الرمان المزِّ. فإنه أبلغ فيما أريد به
16
ها هنا.
17
وإن وقعت السقطة بالصدر ونواحيه فينبغي أن يفصد الباسليق
18
ويلطف التدبير. فإن حدث منه نفث دم أو قيئة، أو خرج في البول أو
19
البراز دمٌ فليسقى من هذه الأدوية التي أنا ذاكرها، وإن استمر به ذلك
20
فليؤخذ تمام علاجه من أي المواضع التي نذكر فيها هذه العلل. وآية
21
السقطة الشديدة على الرأس اختلاط العقل بمقدار شدة السقطة وخِفَّتها
22
يكون ذلك. وأما على نواحي الصدر والبطن فبمقدار ضيق النفس
23
وخروج الدم.
24
دواء يسقى من أصابته سقطة أو ضربة شديدة: يؤخد راوند صيني
25
جزء وفوّة ولُك منقّى وطين مختوم من كل واحد نصف جزء. ويسقى منه
26
وزن درهمين إلى أربعة دراهم بنقيع الحمص. وليطعم الماش والأرز
300
1
والعدس والحمص.
2
وهذا دواء آخر للسقطة الشديدة ونفث الدم: يسقى موميائي وطين
3
مختوم في نبيذ قابض يسير المقدار.
4
وهذا طلاء للسقطة الشديدة والضربة والوثي: يؤخذ مغات1
5
جزء وماش مقشر جزء وطين أرمني نصف جزء وأقاقيا وصبر من كل واحد
6
ربع جزء. ويعجن بماء الآس ويطلى به الموضع.
7
طلاء آخر للسقطة، إذا كان معها حمى وورم حار: يؤخذ ورد أحمر
8
وعدس مقشر وطين أرمني وشياف ماميثا وصندل وفوفل ويطلى بالماء ورد.
9
دواء يسقى من كان يخرج منه عن ضربة أو سقطة دم كثير: يؤخذ
10
كهرباء وطين أرمني وجلنار ودم الأخوين ولك أجزاء سواء. ويسقى
11
منه وزن ثلاثة دراهم بأوقية من نقيع السماق وقدر دانق من أفيون حديث.
12
فإنه يقطع ذلك الدم مكانه، ويجعل طعامه الأشياء القابضة.
13
علاج الوثي الخفيف والوهن، يقويه ويسكنه: يمسح الموضع بدهن
14
ورد وينثر عليه الآس ويُشَدُّ شدًا معتدلًا. وأما الآثار والخضرة التي تبقى
15
بعقب الضربة والسقطة، فليؤخذ من حيث نذكر في باب الزيفة.
16
تمت المقالة السادسة بعونه تعالى وله الحمد والمِنّة
301
1
|VII|
المقالة السابعة
2
|VII.1|في ذكر جوامع صناعة الجبر وعيونها
3
إن أكثر من يعمل في هذه الصناعة ممن يسميهم الناس مُجَبّرين،
4
ليس يعملها على إحكام ونظر وأصل صحيح يرجع إليه، بل أكثرهم على
5
ما اتفق له ورآه من معلّميه. وقَلَّ ما نجد منهم من قرأ كتب العلماء
6
القدماء في هذه الصناعة أو كان تعلّمه لها من معلم قد قرأها. بل كثير ما
7
يعملها ويتعاطاها الأميون والأكراد والقرويون، فيولّدون بقلّة
8
معرفتهم عللًا رديئة صعبة. وأنا ذاكر من جملة هذه الصناعة وجوامعها ما
9
إذا تدبَّره عاقل أمكنه أن يستعمل أي واحد لوحده خير من هؤلاء،
302
1
استعمالًا صوابًا، ويقوّمه ويثقفه. وأول ذلك في تدبير الغذاء ثم في المدّ
2
والتقويم ثم في الرباط ثم في الكسور الخارقة التي فيها شظايا وكسور متبرّية
3
ثم في الخلع.
4
اعلم: أن عوام الناس يأمرون من حدث به كسر أو خلع أو وثي
5
أن يغتذي بالأخبصة والأحسية والعصايد والكباب والشواء، وأن يشرب
6
الشراب. وليس شيء أبلغ من هذا في جلب الورم الحار وتوليده في هذه
7
الحالة ومن هذا التدبير. لكن ينبغي أن يلطف التدبير منه في أول ما يحدث
8
بالعليل كسر أو خَلْع أو وثي أيامًا. وإن كان قويًا يُفصد ويُسهل أيضًا على
9
ما ذكرنا قبل ليؤمن من أن يميل إلى الموضِعِ موادُّ أو تحدث أورام عظيمة
10
غليظة وعفنة. حتى إذا مرّت به الأيام وأَمِنَ أن يحدث عليه ورم حار،
11
أمرتُ من كان به خلع أو وثي أن يرجع إلى تدبيره الذي جرت به عادته.
12
وأما من كان به كسر فإنه يحتاج في هذه الحالة أن يكثر في دمه الغلظ
13
واللزوجة ليصير للطبيعة المادة التي بها يتم لحام الكسر. ومما يفعل ذلك
14
الهريسة والرؤوس والأكارع ولحوم الجداء والحملان وبطون البقر والبيض
15
والأرز والسمك الطري، ونحوها من الأغذية التي لها متانة وفيها لزوجة
16
فليأكل في هذا الوقت من هذه ويشرب شرابًا غليظًا. فإنه إذا تدبّر بذلك
17
كان انعقاد الكسر منه أسرع وأبلغ. وأما في أول الأمر فليقتصر به على
18
البقول الباردة والبزورات والمزورات وعلى لحوم الطير والجداء ولا يقرب
19
الشراب البتة.
20
وأمّا المدُّ والتقويم فينبغي أن يكون في غاية الرفق وبأقل ما يكون
21
من الوجع. فإنه لا شيء أجلب للورم من الوجع. وأكثر هؤلاء الجهّال
22
يمدّون ويغمزون المواضع الواثية ويفرقعونها ليوهموا الناس أنهم يفعلون
303
1
شيئًا. ولا يحتاج الوثي إلى غمز ومَدّ البتة. بل ينبغي أن يضمّد بما ذكرنا
2
من قبل ويشدُّ شدًا رفيقًا لا يوجع البتة. وأكثرهم يحرّفون على عوام الناس
3
في الوهون الواقعة فيدعون أن ذلك كسر أو خلع. وأمر الكسر والخلع
4
أظهر من أن يخفى، لأنه يكون معه اعوجاج في شكل العضو ودفعه للجلد
5
في جانب، وانقصاعه وتقعّره في الجانب الآخر مما لا يخفى على أحد ممن
6
ينظر إليه. اللهم إلا خلع مفصل العضد مع المنكب وخلع مفصل الورك
7
فإنه يخفى. لأن رأس العضد إذا انخلع دخل في الأبط. ورأس الفخذ في
8
الأربية وإلى ناحية الورك. فهناك لحم كثير لا يكون الاعوجاج فيه بيّنًا
9
جدًا. والعلامة اللازمة لخلع مفصل المنكب نتوء مستدير يحدث تحت الأبط
10
يُحَسّ بالأصابع إذا جس الأبط. وأما خلع مفصل الفخذ فنتوء في الأربية
11
أو في ناحية خارج. وأن العليل لا يتهيأ له أن يبسط العَضَل الذي بين
12
الساق والفخذ فضلًا عن المفصل المخلوع.
13
وأما الكسور فما لم يكن منها صغيرًا لم يُخفَ اعوجاجه عن العين.
14
وما كان صغيرًا لم يُخفَ إذا مرَّ باليد عليه لتَحَدُّ به في جانب وتقَعُّصِه في
15
آخر. وإذا أحسست عند إمرار اليد عليه أصوات العظم وتخشخشه فهو
16
كسر. ومتى لم يكن في الموضع اعوجاج ظاهر ولا تحدّب ولا تقعص ولا
17
تخشخش عند إمرار اليد عليه، فليس هناك خلع البتة ولا كسر عظم قوي
18
يحتاج إلى مَدٍّ أو غمز شديد. فهو إما وثي أو كسر هيّن قليل لا ينبغي أن
19
يحرك بالمدّ البتة لأن ذلك يزعجه ويعظمه ويكون أعظم الخطأ عليه. فمن
20
تعرّص من هؤلاء الجهال في مثل هذه المواضع لمدّ وغمز، فينبغي له أن
21
يمنع من ذلك، ويؤمر أن يمسح الموضع مسحًا لينًا ويضمده ويشده شدًا
22
لينًا لا وجع معه. فإنه لا يحتاج معه إلى غير ذلك. ولقد رأيت من جهل
23
رجل من هؤلاء أمرًا عجيبًا فضيحًا. وهو أنه حدث لرجل سقطة على
24
وسط عضده فتألم وورم عضده ورمًا يسيرًا. فلما رآه هذا الجاهل قال: إن
304
1
عضده قد انخلعت ولم يكن عنده من المعرفة ولا هذا القدر اليسير الذي
2
هو أن الخلع إنما يقع في مفصل لا في وسط العظم، وعمد إلى مد العظم
3
من ناحيتين مدًا شديدًا. فمنعته من ذلك وأغرقت الموضع بدهن الورد
4
ونثرت عليه آسًا مسحوقًا وشددته شدًا رفيقًا وفصدته من اليد الأخرى.
5
فلما كان في اليوم الثالث حللت الرباط عنه فلم يحتج إلى معاودة ولا علاج
6
آخر.
7
وأما الكلام فيما يحتاج إليه كل عضو من أعضاء البدن من المد
8
والتقويم والرباط وسائر العلاج إلى أن يتم برؤه فخارج عن حد كتابنا هذا
9
وغرضه إذا كان يحتاج في استقصاء ذلك إلى مثل كتابنا هذا أضعافًا كثيرة
10
وإلى مشاهدة بعد ذلك. ولكنا نحن نقصد في كتابنا هذا المعاني التي نقدر
11
أن نشارك فيها العقلاء من عوام الناس إذا قرأها وتدبرها أهل الصناعة
12
منهم ولا يحتاجون إلى توغل وإغراق.
13
وأما الرباط فينبغي أن يُلفَّ لفات ثلاث أو أربع على موضع الكسر
14
نفسه ثم يذهب إلى الناحية العليا. وليكن أشد اللفات ما كان على موضع
15
الألم نفسه ثم يرخي قليلًا قليلًا إذا ما تباعد عنه حتى يأخذ الموضع
16
الصحيح شيئًا صالحًا ثم تؤخذ عصابة أخرى فتلف أيضًا على موضع الألم
17
لفات ثم يذهب بها إلى الناحية السفلى. وليكن حالها في الشدّ وشدة اللف
18
ورخاوته على ما ذكرنا في لف العصابة الأولى. ثم يوضع عليها من الرفائد
19
ما يستوي به ما في العظم من تظامن وتحدّب ثم يلف من فوقها عصابة
20
أخرى حتى يستوي الشد في جميع المواضع ثم توضع الجبائر فوق هذه
21
ويشدّ عليها بعصابة أخرى مستوية كشد اللفات في جميع المواضع ثم تربط
22
بالخيوط فوقها. وعلى هذه الصفة ينبغي أن يكون الرباط.
23
أما الجهال فربما ابتدؤوا بوضع أول الرباط على المواضع الصحيحة
24
وشذّوا لفاتها هناك ثم جاؤوا بها نحو مواضع الألم، وهذا أشرّ ما يكون من
25
الرباط وأردأه لأنه يعصر الدم من الناحيتين حتى يجمعه في موضع الألم،
305
1
فيحدث أورامًا وقروحًا كثيرة. وربما يحدث آكلة وعفنًا.
2
وأما مقدار الرباط في شدّته فينبغي أن يكون بحالة لا يتوجع منه
3
العليل إلّا ما نال به من الوجع، ولا يكون عديم الشِدَّة بحيث لا يحس
4
منه بشيء البتة. فإن حدث منه في حال ذلك وجع شديد حتى إنه يخضرّ ما
5
دون الرباط ويمتلئ دمًا، فليحلّ من ساعته وينقص من شدته. وإن حدث
6
بالعليل في موضع الرباط حكّة شديدة مؤذية فلْيُحلَّ ولْيُصبَّ عليه ماء حار
7
بقدر ما يستلذه حتى تسكن الحكة ثم يُترك ساعة ثم يربط أيضًا بعد أن
8
تغمس العصائب في خلِّ ومَاوَرْدٍ ودهنِ وَرد مضروبة ضربًا جيدًا.
9
وأما مقدار زمان الرباط فإنه ينبغي في الابتداء أن يحلّ في كل يوم لا
10
سيما إذا كان هناك وجع أو ورم. فإن لم يكن فلا يحلّ إلّا في اليومين مرة.
11
إلّا إذا حدث أمرٌ يضطر إلى حلّه قبل ذلك من وجع أو حكّة شديدة. وإذا
12
ما مضت أيام ولم يحدث ورم ولا بقى في العضو حمى ولا حرارة ففي أربعة
13
أو خمسة أيام فصاعدًا، فإنه أنجع وأبلغ في الانعقاد والالتحام. وينبغي أن
14
يكون الرباط منذ أول ما تحدث العلة أسلس بمقدار ما لا يوجع وجعًا
15
مؤذيًا. فإذا مضت خمسة أيام أو نحوها وأمنت الورم فليكن أشد قليلًا.
16
حتى إذا مضت الأيام ولزم الكسر واحتيج أن يعقد عليه اللحام فليرخى
17
أيضًا قليلًا قليلًا ويزاد في الغذاء على ما ذكرنا. وأما الجبائر فلتكن على
18
غاية الوطىء. وينبغي أن لا تغمز أطرافها على موضع لا وطءَ له. وليكن
19
أعظمها وأغلظها موضعًا في الجانب الذي مال إليه العظم.
20
وأما الكسور الخارقة فينبغي أن توضع العصابة الأولى على فم
21
الجرح الأعلى وتلف لفات صلبة ثم يذهب بها إلى الناحية العليا. وتوضع
22
عصابة أخرى على فمه الأسفل ويذهب بها إلى الناحية السفلى، ويترك فم
23
الجرح نفسه مكشوفًا. ويكون جملة الرباط أسلس وأرخى قليلًا. ويحل كل
24
يوم أو يومين لا محالة. ويجعل على فم الجرح قطنة حتى إذا قل الصديد من
25
الورم وذهبت الحرارة جعل على فم الجرح مرهم ينبت اللحم مما ذكرنا.
306
1
أما الكسورالتي فيها شظايا عظم لم تخرق الجلد، فما كان منها لا ينخس
2
نخسًا شديدًا فلتمد وتسوّى ما أمكن بالمسح عليها وتشدّ شدًّا رفيقًا. وما
3
كان منها ينخس ويوجع وجعًا شديدًا فلا ينبغي أن تشد لأنها تورث أورامًا
4
وعفنًا في العظم كله. لكن ينبغي أن يشق عنها. فإن كانت متبرّية
5
أخرجت وإن لم تكن متبرّية نُشِر الشيء الحاد الناخس منها ثم عولجت
6
بعلاج الكسور الخارقة.
7
أما الخلع فينبغي أن يبادر بردّه حين يحدث قبل أن يرم. فإن ترك
8
ردّه في حاله إلى أن يرم أو يبدأ بالورم، فلا يبنغي أن يُرام ردّه إلى موضعه
9
في ذلك الوقت لأنه إن مدّ في هذه الحالة حدث للعليل تشنج في أكثر
10
الأمور. فهذه هي المعاني والنكت التي ذكرناها. وهي التي تُدخل من
11
أضاعها على من ابتلى بهذه العلل والبلايا العظام التي لا تُستَلحق وإذا أخذ
12
وأمر بها من لم يكن عالمًا من المجبرين سلم من شرهم وانتفع بسائر علمهم
13
وعملهم.
14
|VII.2|في تليين الصلابات التي تبقى في الأعضاء بعد انجبارها:
15
قد يبقى في الأعضاء بعد انجبارها صلابات ربما كانت مؤذية مانعة
16
من الحركة ويكون ذلك خاصة إذا كانت بالقرب من المفصل. ومما يلينها
17
الدهن والماء الحار إذا أكثر النطل والمرخ به. والشحوم والمخوخ إذا
18
ضُمدت بها. وقد يؤلف من هذه أدوية تكون أقوى فعلًا من المفردات على
19
نحو ما أصف.
20
تليين يحل الدّشبذ ويليّن التوتر والتمدد:
21
شمع أصفر أوقية ودهن السوسن ستة أواق وشحم البط مذاب
22
ومصفى أوقية ومخ ساق البقر أوقيتان يجمع ويستعمل.
307
1
وآخر: قوي يرد الأعضاء التي قاربت الزمانة: عكر دهن السوسن
2
أوقية وعكر دهن البزر أوقية ولبني وبارزد وجاوشير وأشق من كل واحد
3
نصف أوقية. ومقل لين أوقية وشحم الدب أوقيتان ــ وإن لم يصب فشحم
4
البط أو شحم الدجاج أوقية واحدة ــ وأجود ما يكون في هذا المعنى شحم
5
الخنازير أوقيتان. يحل في الصموغ في هاون ويدعك في شيء من نبيذ حتى
6
ينحلّ، ولا يرقق جدًا. ثم يلقى عليه البواقي ويدعك حتى يستوي
7
ويضمد به.
8
وآخر: طيب الريح يصلح للمترفين: شمع أصفر أوقية ودهن بان
9
ستة أواق ومصطكي أسود ولبن من كل واحد نصف أوقية يجمع
10
ويستعمل.
11
|VII.3|جمل وجوامع وعيون من علاجات الجراحات والخراجات
12
والقروح:
13
إن حالة المتوسمين بهذه الصناعة قريبة من حال من ذكرنا من
14
المجبّرين في قلة المعرفة بالأصول والقوانين التي يكون بها صواب العلاج.
15
ومن أجل ذلك ينبغي لنا أن نذكر من هذه الأصول ما يحترس به من الخطأ
16
العظيم الواقع في علاجهم فأقول: إن الجرح إذا كان صَغيرًا يمكن أخذه
17
بالرباط إلى أن يلتقي فمه وينضّم قعره ولا يحتاج من العلاج إلى شيء خلا
18
أن يُرْفَدَ برفادتين ويربط برباط يبتدىء به من رأسين ويحذر العليل الامتلاء
19
والشراب. وإن وقع في ذلك الوقت بين شفتي الجرح شعرة أو دهن فإن
20
ذلك يمنع الالتحام. وكثير من الجهال يعملون بالضد مما وصفنا فيضعون
21
في الجرح زيتًا ويأمرون العليل بأكل اللحم والعصائد فيُكسبون العليل
22
بذلك ورمًا في الجراحة وتقيحًا يبقى به مدة من الزمن طويلة، وربما أشرف
23
العضو على التعفن وخاصة في الصيف. وقد تبرأ هذه الجراحات بالرباط
24
كما ذكرنا من يوم إلى ثلاثة أيام من غير أن يحتاج إلى دواء البتة. أما إذا
308
1
كان الجرح عظيمًا وغؤورًا، فإنه يحتاج عند ذلك إلى أن يعالج بالأدوية
2
المنبتة للحم مما سنذكرها. ولنحرس الجراحة من الورم بأن يوضع فوق
3
الموضع الذي حدث فيه خرقة مغموسة في خل وماء، ويُطلى بالأدوية
4
الباردة ويبرّد كل ساعة لا سيما إذا كان معه وجع وحمّى. أو كان ما يخرج
5
منه من الدم قليلًا. فإن في هذه الحالة ينبغي أن يفصد العليل في الجانب
6
المخالف وأن يبرّد جملة تدبيره. وإذا كان للجرح غور وليس واسع الفم بل
7
ضيقه فإنه ينبغي أن ينقّى في هذه الحال، وأن لا تضع في فمه مرهمًا
8
ملحمًا. لأنه إن التحم الفم وبقي الغور غير ملتحم فإنه يجمع صديدًا
9
كثيرًا، مما يضطر إلى فتحه وربما يفسد العضو كله وتصير فيه قرحة رديئة
10
فاسدة. ولذلك ينبغي أن تضع في فم الجرح قطنة. وإن رأيته يسرع إلى
11
الالتحام تبللها بالسمن والزيت. ومن هنا غلط الجهال حتى صاروا
12
يضعون الزيت في الجراح التي يمكن أن تلتحم كلها. وليكن ما تعالجها به
13
من الأدوية على فتيل أو يزرق فيه.
14
وأما إذا كان للجرح مع غوره فم واسع فانظر إن كان الرباط لا
15
يضم الفم ضمًّا شديدًا، فإنه يحتاج إلى الخياطة. وأكثر ما يكون ذلك إذا
16
وقع في عرض البدن. وأما الرباط فلتكن أشد ربطاته ولفّاته وقبضه عند
17
غور الجرح وأسلسها عند فمه. وليشكل العضو بشكل يميل فيه فم الجرح
18
إلى الأسفل ليسيل منه الصديد. فإن لم يمكن ذلك فينبغي أن ينتظر في
19
اليوم الثاني وحتى الرابع وإن وجدت الغور يتناقص وليس فيه صديد ولا
20
مدّة كثيرة محتبسة فلا تغيّر علاجه. وإن كان يسيل من الجرح صديد كثير
21
فيما إذا غمزته من أسفل إلى فوق نحو فم الجرح، فالصواب أن تبطّه في
22
أسفل موضع عند نهاية غور الجرح ليصير للمدّة ممر ومسيل. وليكن تدبير
23
العليل في غذائه على ما ذكرنا في باب الجبر. وليلطف التدبير ويبرد منذ
24
أول ما يحدث الجرح أيامًا ويفصد إن كان ممتلئًا. ويسهل إن كان بعيد
25
العهد بذلك ليؤمن حدوث الورم ثم يغلظ قليلًا قليلًا ما امتدّت به الأيام
26
حتى يزداد نبات اللحم.
309
1
أما الخراجات فينبغي إذا ما نضجت واحتيج فيها إلى البط أن يقع
2
البط في أسفل موضع منها إن أمكن ذلك وفي أرقّه وأشدّه نتوءًا. وليكن
3
البط ذاهبًا في طول البدن لا في عرضه في جميع المواضع المستوية التي لا
4
انثناء لها. وأما في المواضع التي تنثني فليذهب به مع الأسرة والانثناء
5
الحادث في تلك المواضع. وليبادر بالبط إن كان الخراج في موضع معرّق أو
6
بالقرب من المفصل. وإن هذه إن أُبطئ فيها البط، ربما تعرّى العظم
7
وانكشف وأُفسد ربط المفاصل. وأما المواضع اللحمية فالأجود أن تترك
8
حتى يستحكم نضجها فإنها إذا بُطّت قبل ذلك طالت مدة سيلان الصديد
9
منها وكانت كثيرة الوَضَر والوسخ. وربما تصلبت شفاهها وغورها بعد
10
وضر صديدي. وإذا كان الخراج عظيمًا فينبغي أن لا يخرج ما فيه دفعة
11
واحدة فإنه يغشى على العليل، بل يخرج قليلًا قليلًا لا سيما إن كان
12
ضعيفًا. ويعسر برؤ القرحة إما لقلة الدم في البدن وإما لرداءته، وإما لأن
13
في داخلها وعلى شفتها لحم صلب لا ينبت منه لحم أو لحم رديء، وإما
14
لأن فيها عظم، وإما لأنها كثيرة الوضر، وإما لأن الدواء الذي تعالج به
15
غير موافق لها، وإما لأن القرحة نفسها عفنة رديئة، وإما لأن مزاج العليل
16
مائل إلى بعض الأطراف، وإما لأن فوقها دوالي. فإذا ما كانت القرحة وما
17
حواليها قليلة الحمرة سليمة من الورم يابسة ضامرة والبدن منهوك قليل
18
الدم، فإن الآفة في عسر برؤها قلة الدم فلتكمّد بالماء الحار في كل يوم
19
مرات حتى يحمرَّ ويغلظ تدبير العليل ويعالج بالمرهم الأسود ويدلك
20
حواليها. وإذا كان البدن رديء اللون والسحنة، فإن الآفة هي رداءة
21
الدم، فليعالج بالفصد والإسهال ثم يقبل على القرحة. وإذا كان على شفة
22
القرحة لحم صلب، فليحكّ حتى يدمى. وإن كان غليظًا فليقطع ثم
23
يعالج، وإذا كان ذلك في غور القرحة، فإن الغور كله وفم الجرح أيضًا
24
يكون يابسًا قحلًا، وحينئذ ينبغي أن يدخل فيه شيء ويحكُّ حتى يدمى ثم
310
1
يعالج ويبطّ غوره كله ثم يحك ويعالج. فإن لم يمكن أن يبط غوره كله،
2
لأنه يذهب في العمق على استواء فَلْيدخل فيه الدواء الحادّ ثم يعالج
3
بالسمن حتى يأكل اللحم الرديء ثم يعالج بسائر العلاج. وإن كانت
4
القرحة تدمل وتعاود التقيح ويسيل منها صديد رقيق وأزمنت وطالت، فإن
5
في قعرها عظم فاسد، فلْيُدخل فيها الميل ويجسّ به وحينئذ يبط حتى ينتهي
6
إلى العظم، ويُحكّ العظم أو ينشر أو يقطع على نحو ما يرى من كثرة
7
فساده ثم يعالج بالذرور المنبت للحم. وإن لم يمكن بطّه فليعالج بالدواء
8
الحاد وبالسمن حتى ينكشف العظم ثم يعالج بما ذكرنا. وإذا كانت
9
القرحة عفنة ولحمها رهل رديء فليجعل عليها الدواء الحاد حتى يجفَّ
10
ذلك اللحم، ثم بالسمن حتى يفنى ذلك كله ثم يسقط أو يكوى حتى
11
يحترق ذلك اللحم الردىء ويفضي إلى اللحم الصحيح. ثم يعالج بالسمن
12
حتى تسقط الخشكريشة ثم يعالج. وإذا كان فوقها دوالي فليفصد
13
العليل ويسهل بمطبوخ الأفتيمون مرات عديدة ويعدّل غذاؤه ثم تعالج
14
القرحة. وإذا كان الدواء غير موافق لها فإنه إما أن يُسخّنها فضل إسخان،
15
وآية ذلك أن يزيدها حمرة وحمّى وورم وليستعمل حينئذ المرهم البارد الذي
16
سنذكره، وإما أن يبردها فضل تبريد، وتكون القرحة عند ذلك خضراء
17
سوداء صلبة باردة ولتعالج حينئذ بالمرهم الأسود. وإما أن يقصر عمّا
18
يجب من تجفيفها وآية ذلك أن تكون رطبة رهلة كثيرة الصديد. ولتستعمل
19
المرهم القوي اليابس مثل المرهم المدمّل المتخذ بالجلنار والعفص. وإما أن
20
يقصّر عما يجب من جلائها وتنقيتها وآية ذلك أن تكون وضرة قد لصق بها
21
لحم رديء رهل فلتعالج حينئذ بالقوية المنقّية كالمرهم الأخضر. وإما
22
لأنه يلذعها ويفني لحمها وآية ذلك الوجع والحمرة والورم والحمى والحرارة
311
1
الزائدة. وإن القرحة تكون كل يوم أوسع فحينئذ ينتقل إلى مرهم ألين.
2
وإما لأن مزاج المعالج مائل إلى بعض الأطراف وحينئذ يعالج بما يوافقه.
3
فإن الأبدان اليابسة جدًا تحتاج إلى أن يزاد في المراهم التي تعالج بها
4
لإنبات اللحم أدوية تجفف بقوّة. والأبدان الرطبة تحتاج أن تكون مراهمها
5
لينة رطبة. وأما لحم الجراحات الواقعة في البطن مما تخرقه فيحتاج إلى
6
معالج ماهر رفيق، غير أننا سنذكر جوامع علاجه وما يخشى الخطأ منه.
7
فإذا خرجت الأمعاء والثرب من الجراحة وانتفخت ولم تدخل
8
فلْتُكمدْ بشراب مسخّن حتى يذهب انتفاخها ثم تدخل. وإن كان الموضع
9
والزمان باردين، فليدخل العليل الحمام ويعلّق بيديه ورجليه حتى يتحدّب
10
ظهره ويتقصّع بطنه فيكون دخول الأمعاء أسهل. أما الثرب فإن لُحق
11
سريعًا قبل أن يخضر ويسود فليُرد في البطن، وإن لم يلحق حتى يخضر،
12
فليقطع كل ما اخضر منه بعد أن يُشد كل عرق عظيم منه بخيط دقيق ثم
13
يُرد ويخاط البطن. وإن لم تستجب الأمعاء إلى الدخول بالتكميد فليوسع
14
الشق وتدخل ثم يخاط البطن ثم يذرُّ عليه الذرور الملحم وينوّمُ العليل على
15
قفاه تنويمًا ينجذب فيه ظهره، ويلطف تدبيره ولا يطعم ما ينفخ. وإذا
16
وقعت الجراح بالقرب من العصب أو فيه ثم كانت ضيقة فلا يلحمها حتى
17
تمضي أيام وتأمن الورم بل تضع عليها الأدوية المفتحة وتغرق العضو كله
18
بدهن زيت فاتر. وإذا مضى يومان أو ثلاثة وسَكَنَ الوجع وأمنت الورم
19
فعندها تعالجه بما يلحم. وإن بدا للعليل عن جراحه في بعض العصب
20
تشنج، فبادر واقطع تلك الوترة التي تراها قد تمددت بالعرض واغرق خرز
21
العليل بالدهن مرخًا ودلكًا. وليكن دهن المرخ فاتر. وإذا كانت القرحة
22
تسرع إلى التآكل فبادر إلى قطع لحمها وكيّه واستئصاله قبل أن يكثر توسعه
23
ثم عالجه بعلاج سائر القروح.
24
هذه هي النكت والمعاني التي تدخل من أضاعها الضرر العظيم على
25
المعالج. وإذا انحفظت وتمسك بها عظم الانتفاع منها.
312
1
|VII.4|في الأدوية المنبتة للحم:
2
دواء ينبت اللحم ويلزق الجراحات الطَّرية، وهو عجيب وصفته:
3
كندر وصبر وانزروت ودم الأخوين، أجزاء سواء. تسحق وتذرّ على الجرح
4
ويشدّ.
5
|VII.4a|مرهم عجيب في إنبات اللحم*: أوقية مرداسنج مسحوق مثل الكحل.
6
ويصب عليه ثلاث أواق زيت ويطبخ ويحرك حتى ينحل ثم يؤخذ كنذر
7
وانزروت ودم الأخوين وبارزد وزفت يابس من كل واحد درهمان، وتلقى
8
عليه أيضًا وتطبخ حتى يغلظ. ويستعمل في القروح إذا لم تكن حامية.
9
مرهم: ينبت اللحم ويستعمل في الصيف في الزمان الحار:
10
مرداسنج خمسة دراهم مسحوقًا مثل الكحل. ثم يُسحق بالخل حتى ينحل
11
ويلين ثم يصب عليه دهن ورد ويسحق حتى يغلظ ويسقى المزيج بالخل
12
مرة وبدهن الورد مرة حتى يربو وينتفخ ويصير مرهمًا. ثم يطرح عليه وزن
13
خمسة دراهم اسفيداح الرصاص ويسحق معه كافور قليل ويستعمل.
14
مرهم يستعمل إذا كانت القرحة قحلة يابسة، وهو المسمى بالمرهم
15
الأسود:* شمع وزيت وعلك وزفت بالسوية. يذاب ويستعمل.
16
|VII.6|في ما يدمل القروح وينبت اللحم في القروح الكثيرة الرطوبة:
17
مرداسنج مسحوق يُسقى بالخل فمًا وبالزيت فمًا، ويُمَوَّت في
18
هاون حتى ينتفخ ويبيَضّ. ثم يؤخذ روسختج وكحل وجلنار وعروق
19
وعفص ودم الأخوين وشب وقليميا الفضة من كل واحد مثل سدس
313
1
المرهم كله، فيلقى عليه ويدعك في الهاون حتى يستوي ثم يمسح منه على
2
قطنة، ويلزم الجرح الذي قد نبت فيه من اللحم الكفاية ويشدّه برفق فإنه
3
يصلّبه ويندمل اندمالًا محكمًا. ويعالج بهذا المرهم القروح الكثيرة الرطبة.
4
ذرورٌ يدمل القروح*: صبر وجلنار وقليميا مسحوق وروسختج
5
مغسول بالسوية. ويذر منه على القرحة.
6
أخرى قوية: صبر وعروق وجلنار ومر وعفص بالسوية. فإنه بليغ
7
إن شاء الله.
8
|VII.5|دواء ينقص اللحم الزائد ويذيبه: يسحق الأشنان ناعمًا ويذرّ على
9
الموضع الذي فيه لحم زائد فينفعه.
10
آخر أقوى منه: يسحق القلي ويذرّ عليه. أو يسحق زنجار ويذر
11
عليه.
12
نسخة المرهم الأخضر* الذي يأكل اللحم وينقي القروح الوسخة:
13
تؤخذ أوقية زنجار خالص وأوقية عسل فيسحقان معًا. وقد يزيد فيه بعض
14
الناس أنزروت وأشق من كل واحد نصف أوقية، يسحق الجميع بخلّ ثم
15
يجمع بعسل. ويصلح هذا المرهم للنواصير التي في الأذن أيضًا وينقي
16
كل قرحة وسخة ويأكل اللحم الميت.
17
|VII.5a|صفة الدواء المسمى قلقديون*: يأكل اللحم الميت والبواسير
18
ويصلح للعفن الذي في اللثة وفي الفم وفي جميع الجسد: نورة حَيَّة جزء
19
وزرنيخ أصفر وزرنيخ أحمر وقلي وأقاقيا نصف نصف جزء. ثم تسحق
20
بالماء الذي يسمى الأول، وصفته أن تؤخذ نورة لم يصبها ماء وقلي
21
بالسوية فيصبّ عليها بعد أن تسحق ستة أمثالها ماء وزنًا، وترفع ثلاثة
22
أيام. ثم يساط فيها كل يوم ثلاث مرات ثم يصفّى الجميع ويساط حتى
314
1
يصير في نحو الخلوق ويترك في الشمس حتى يغلظ. ثم يتخذ بشكلٍ
2
أقراص ويجفف ويرفع في موضع لا يصيبه ندى. وعند الحاجة يسحق ناعمًا
3
ويستعمل.
4
|VII.5b|صفة الديك برديك*: وهو الدواء الحاد الأكّال: يؤخذ زرنيخ أصفر
5
نصف رطل ومسحوق قلي نصف رطل. ونورة نصف رطل وزنجار نصف
6
رطل وزيبق ربع رطل ونوشادر ربع رطل يسحق الجميع بالماء الأول حتى
7
يموت الزئبق، ثم يجفف ويسحق ثانية ويطرح في الآلة التي يسميها
8
أصحاب الكيمياء الآثال ويوقد تحته حتى يصعد ثم يؤخذ ما صعد منه
9
فيرفع في قارورة ويذرّ على الناصور الناتئ واللحم الزائد والخنازير التي
10
تريد إفناءها بعد التقرح. وبالجملة جميع ما تريد أن تذهبه وتفنيه وتنقيه،
11
فإنه يكويه ككي النار حتى يجف ويسود وينوب عن الكي في جميع
12
المواضع.
13
|VII.7|صفة مرهم يفجر الخراجات النضجة ويغني عن بطّها بالحديد:
14
يؤخذ من عسل البلاذر، جزء ومن الزفت الرطب جزء فيجمع في مغرفة
15
ويسخن ويحرك حتى يمتزج. فإذا أردت بطّ خراج بلا حديد فاعمد إلى
16
الموضع الذي تريد أن يقع فيه البط وامسح عليه من هذا المرهم مسحًا ثم
17
دعه نصف يوم، فإنه يأكل منه قدر ما مسح عليه، أو يؤخذ لبن الأتن
18
ويحل به شيء من مقل، ويوضع على رأس القرحة بورق التين، ويوضع
19
فوقها قطنة ويشد عليها بعصابة.
20
|VII.8|في الخنازير:
21
أكثر ما تعرض في العنق، وقد تعرض في الأربية، وتكون على الأمر
22
الأكثر جماعة. فإذا رأيت في هذا الموضع ورمًا لمسته فوجدته صلبًا لم يمكن
315
1
قطعه لكنه كأنه غدد مثل الجوز ويضمّه كيس، فاعلم أنها خنازير.
2
وتحدث عن سوء الهضم والتخمة. وربما غطمت حتى تغلظ جدًا.
3
فابدأ في علاجه بإلزام العليل الجوع وترك العشاء وكثرة شرب الماء
4
والأغذية الغليظة، وإن كان في بدنه فضل فاستعمل الإسهال والفصد ثم
5
ضمده بالأضمدة الموصوفة لذلك. ومن الجيد في ذلك الدياخيلون إن
6
استعمل وحده. وأبلغ منه وأنجع أن يسحق أصول السوسن الأسمانجوني
7
ويعجن في الدياخيلون منها ما أمكن ثم يضمد به.
8
وصفة الدياخيلون: يؤخذ أوقية مرداسنج مسحوق فيلقى في
9
طنجير ويصب عليه أوقيتين ونصف زيت ويُساط ويوقد تحته نار لينة حتى
10
ينحل المرداسنج كله. ثم يؤخذ أوقيتان لعاب الحلبة ومثله لعاب بزر
11
الكتان وأوقية لعاب الخطمي فتلقى عيله ويساط حتى يغلظ ثم ينزل عن
12
النار ويمدد ويساط حتى يصير له متانة ولزوجة ثم يرفع.
13
أو يؤخذ بعر ماعز عتيق فيعجن بخل وعسل قد سُخّنا حتى امتزجا.
14
ويضمد به فإنه بليغ. أو يؤخذ بزر فجل فيدق مع اللوز المر ويضمد به.
15
أو يؤخذ خثاء البقر اليابس ويجمع بعد السحق والنخل بخطمي ويلزم. أو
16
تؤخذ الحلبة وبزر الكتان وبزر الكرنب فتجمع بعد النخل بخطمي
17
وتلزم.
18
|VII.9|في السرطان:
19
إن السرطان ذا إعياء لكن إذا تلوحق في ابتدائه ودبّر على ما ينبغي
316
1
ربما وقف ولم يزد. فإذا عظم فلا بُرء له. وإن تقرّح فهو أشرّ وأردأ.
2
والسرطان ورم صلب له في الجسد أصل كثير وتسقيه عروق خضر
3
ومجسته فيها خشونة وأما المتقرح منه، فهو قرحة سمجة غليظة الشفاه
4
منقلبة إلى خارج حمراء خضراء، وربما بدأ الورم هذا مثل الحمصة أو
5
الباقلاء. وقد يتزايد حتى يصير مثل البطيخة العظيمة أو أعظم. وربما بدأ
6
الورم هذا في موضع النفس والبلع فقتل العليل. وان مُسَّ بالحديد لم
7
يكسب من علاجه أكثر من أن يجعله سرطانًا متقرحًا اللهم إلا أن يكون في
8
موضع يتهيأ قطعه والغوص على أصوله وكيّه بعد ذلك واستئصاله. وقد
9
يوقفه في ابتدائه فصد الأكحل ثم الإسهال المتواتر بطبيخ الأفتيمون
10
واجتناب الأغذية المولدة للسوداء كالعدس والقنبيط ولحم البقر ولحم
11
الوحش والشراب الأسود الغليظ ونحوها مما يولد دمًا كثيرًا غليظًا. وينبغي
12
أن يكون الغذاء بلحوم الحملان والدجاج والشراب الرقيق. ويحذر
13
الأغذية والأدوية الحارة فإنها تسوّد الدم. وأما إذا تم وعظم فليس إلا
14
مداراته والرفق به لئلا يتقرح، وذلك يكون بأن يتوقّى أن يسخن في حال
15
ما من الأدوية وغيرها. ويبرّد بالبقول الباردة تُسحق وتوضع عليه. وأن
16
تقرح في حاله فإن هذا المرهم عظيم النفع له جدًا:
17
يؤخذ أسفيداج الأسرب وتوتيا مغسول بالسوية فتسحق بدهن ورد
18
وماء البقلة الحمقاء أو عنب الثعلب أو لعاب بزر القطونا أو ماء القرع أو
19
ماء الخيار أو أي ماء خضرة، ويوضع عليه فهذا المرهم ينفع الصحيح منه
20
إذا خيف عليه من التقرح.
21
|VII.10|في الدماميل:
22
تتكون هذه من كثرة الدم ومن الركوب والتعب بعد استيفاء الأكل.
23
ولا ينبغي إذا حدثت أن يتهاون في علاجها، فإنها ربما تجمعت موادها كلها
317
1
في موضع واحد من الجسد فكان من ذلك خراج عظيم. ومما يمنع
2
تولدها، تعاهد الفصد والحجامة والإسهال بالإهليلج الأصفر والسنا
3
والشاهترج وإدمان شرب نقيع الإجاص والعناب والتمر هندي، والتقليل
4
من الحلواء والشراب الحلو الغليظ والميل إلى الأغذية الحامضة القابضة
5
والجامعة لهاتين الخلَّتين كالحصرمية والريباسية والتفاحية والسكباج
6
والقريص والهلام والمصوص ونحوها. وإذا لم يكن لِمَنْ به دماميل بدّ من أن
7
يشرب فليشرب النبيذ المروّق. وإذا حدث الدمل فليسرع إلى المبادرة
8
بإنضاجه. ومما ينضج الدماميل سريعًا أن يدق التين العلك الكثير العسل
9
ويضمد به. أو يضمد بلحم زبيب قد عجن به بورق الخبز. أو يلزق عليه
10
من الدياخليون فإنه بليغ النفع. وإن كان الدمل عسر النضج فليدق
11
الخردل مع التين العلك مع شيء من دهن السوسن ويضمد به. وإذا
12
نضج ناعمًا وأبطأ انفجاره فليبط ويعصر حتى يسيل جميع ما فيه ويطلى
13
حواليه مرهم الأسفيداج وعليه نفسه مرهم العسل. وصفته: يؤخذ
14
أنزروت ومثله عسل فيسحق به ويرفع. وقد يطبخ بعض القوم العسل
15
وحده حتى يغلظ ثم يذرون عليه الأنزروت ويخلط. وهذا ينقي كل
16
جراحة وسخة ويمتص القيح كله. وإذا نقي الدمل اندمل من ذاته سريعًا.
17
وإن أبطأ اندماله في حاله فعالجه بالمرهم الذي ينبت اللحم. وإذا بقي
18
الدمل حاميًا وما حواليه شديد الحمرة فاستعمل في إنبات اللحم فيه مرهم
19
الأسفيداج أو المرهم البارد المذكور في بابه.
20
|VII.11|في الورم الحار:
21
إذا حدث في موضع من الجسم ورم حار الملمس فينبغي أن يبدأ
22
علاجه بالفصد. فإن كان في اليد اليمنى فالأكحل من اليد اليسرى
23
وبالعكس. وإن كان في الرجل اليمنى فليعضد الباسليق من اليد اليمنى أو
318
1
الأكحل إن لم يصب الباسليق ولا شعبة منه. أما إذا كان فوق التراقي
2
فليفصد القيفال. ومن بعد ذلك فليطلى بالأطلية المبردة ويلطف التدبير
3
ويحذر اللحم والشراب والحلواء والدسم والحرِّيف ويغتذي بالأشياء
4
الحامضة، ويكبّ على الموضع بالتبريد بالأطلية ما دام يوجد فيه حرارة في
5
اللمس. فإنه بهذا الوجه يمكن أن يسلم من أن يجمع. فإن كان هذا الورم
6
في بعض الأحوال شديد الضربان والحرارة، فإنه سيجمع لا محالة وحينئذ
7
لا ينبغي أن يطيل استعمال البرودة. لكن إذا رأيت هذا لا يسكن عنه ولا
8
يقلل من حرارته ولهيبه البتة فانتقل عنها إلى المقيّحة حتى يبادر بالجمع ثم
9
يعالج بعلاج الخراجات المفتحة على ما وصفناه. وأما الأدوية المقيّحة فهي
10
التي ذكرنا أنها تنضج الدماميل. وأما المبردة فالباردة المانعة من التقيح مثل
11
هذا الدواء:
12
صفة: دواء يسمى طلاء الحمرة: وينفع طلاء على جميع الأعضاء
13
الوارمة ورمًا حارًا: يؤخذ صندل أحمر وفوفل وشياف ماميتا وأسفيداج
14
الرصاص وطين أرمني، من كل واحد جزء. وقشور اليبروح وأفيون من
15
كل واحد نصف جزء. يعجن بالماء ويتخذ كتل في هيئة البندق وعند
16
الحاجة يسحق ويبل بماء الورد وخل خمر يسير ويطلى به، فإنه بليغ بإذن
17
الله.
18
|VII.12|في الورم الرخو:
19
الأورام الرخوة التي يدخل فيها الأصبع إذا غمز عليها، إن كانت
20
بدت بعقب علة كالعلل الحادثة عند فساد المزاج كالسل فليس ينبغي أن
21
يعنى بها نفسها كثير عناية، بل يصرف أكثر العلاج إلى ذلك المرض.
22
وأما الحادث ابتداءً أو بعد سكون الحميات الطويلة فليضرب له خلّ خمر
23
يسير مع دهن الورد وماء الورد وماء الآس ودهن الآس، وتشرَّب به خرقة
319
1
وتوضع عليه وتشدّ برباط شدًا خفيفًا وليكن أشدّ غمزه على وسط الورم
2
ويذهب إلى الجانبين ومما يبددها أيضًا ماء الرماد:
3
وصفته: يحرق خشب الكرم ويصب الماء على رماده ويترك ليلة ثم
4
يصفّى عنه ويمرّخ به خلّ ويغمس فيه خرقة ويضمد بها وتشد بعصابة. أو
5
يدلك بالملح والزيت إن كان الورم شديد الرهل جدًا ويضمد بورق الطرفا
6
وورق الآس وورق الدلب ويطلى بالطين الأرمني والخل ويلطف التدبير
7
ويحذر التخم والإكثار من الماء
8
صفة طلاء نافع للترهل الرخو إن حدث: صبر ومر وحضض
9
وأقاقيا وشياف ماميثا وسعد وزعفران وطين أرمني، يتخذ كهيئة البندق
10
ويطلى منه عند الحاجة بخل وماء الكرنب وإن كان في الوجه والأجفان
11
فبماء الورد والهندباء وشيء يسير من الخل.
12
|VII.13|في الورم الصلب:
13
إذا حدث في موضع من الجسد ورم صلب ليس بحار الملمس ولم
14
يكن سرطانيًا فليحذر الأغذية التي حذرنا منها في باب السرطان. وأما
15
ما يعالج به الورم نفسه فجميع الملينات كالأمخاخ والشحوم والمقل اللين
16
والأشق واللبني والبازرد ونحوها. وإن كان الموضع الذي فيه ذلك الورم
17
فاقد للحس البتة فإنه لا يبرأ. وعند ذلك ينبغي أن تصرف العناية إلى
18
إمالة المادة عنه بالفصد والإسهال بما يخرج السوداء لئلا يعظم ويزداد.
19
صفة ضماد يُحلّل الأورام الصلبة: يؤخذ من المقل الليّن والأَشق
20
والبارزد أجزاء سواء تليّن بالدق بالدهن في الهاون، وليكن دهن السوسن أو
21
دهن البان، ثم يؤخذ من لعاب الحلبة ولعاب بزر الكتان مثلها. ويدق معه
22
حتى يستوي ويجمع بالتين العلك ويُضمّد به الصلابة أينما كانت من
23
الجسد.
320
1
|VII.14|في السَّلْع:
2
إذا كان في موضع من الجسد زيادة إذا أنت قبضت عليها وحركتها
3
من الجوانب لم تجدها ملتصقة بالجسد، عسيرة التنقل لكن كأنها متبرئة
4
منه، ليس لها أصل ولا ركز فيه، فإنها سلعة. وقد تختلف في العِظم فهي
5
من الحمصة حجمًا وحتى البطيخة. والعلاج فيها كلها بإخراجها. وإذا ترك
6
الصغير منها وتوانى في علاجه عَظُم ويحتاج في إخراجه إلى معالج رفيق. إلّا
7
أننا نصف ما يقع المعالج فيه من خطأ. وهو أن أكثر هذه تكون في
8
غشاء لها يسمى كيس السلع. وينبغي أن يخرج معها كيسها هذا ولا يُبقَّى
9
منه شيئًا البتة. فإنه إن بقي شيء وإن قلَّ عاودت على الأمر والأكثر.
10
لذلك ينبغي أن يشقّ عنها ويتحرى أن لا ينشق الكيس بل ما فوقه من
11
اللحم ثم يعلق الكيس بصنارة ويسلخ سلخًا حتى تخرج السلعة
12
صحيحة. وهذا أجود ما يكون من العلاج. فإن انخرق الكيس في حالة
13
ما فليعلق بالصنانير ويتبع أبدًا حتى يخرج ولو قطع قطعًا ثم يعالج بعلاج
14
سائر القروح. وإن بقي من الكيس شيء يعسر إخراجه فليجعل فيه
15
الدواء الحاد حتى يجففه ثم السمن حتى يسقط ما جففه الدواء الحاد.
16
ويفعل ذلك حتى يفنى الكيس كله ثم يعالج بعلاج سائر القروح. ومن
321
1
الناس قوم يتعمّدون ترك شيء من الكيس لتطول معالجتهم لصاحبه. وأما
2
التي لا كيس لها فلتخرج ثم يرام إدمال ذلك الجرح فقط.
3
|VII.15|في العقد الغددية:
4
إنه قد يظهر في مواضع من الجسد غلظ في عِظَم البندقة أو أصغر
5
منها قليلًا أو أكبر يشبه السلع وكثيرًا ما يكون على ظهر الكف وفي المواضع
6
المعرّقة. فإذا غمزت عليها غمزًا شديدًا أو مسحت تفرّقت وذهبت من
7
ساعتها البتة. ثم ربما أنها عادت وربما لا تعود. وينبغي أن تُغمز هذه
8
وتمسح حتى تنقدح ويستوى الموضع. ثم تأخذ قطعة مستديرة من
9
الأسرب فتوضع على الموضع وتشد شدًا جيدًا ثلاثة أيام ويطلى عليها طلاء
10
الجبر وتشد. فإذا شدت بعد القدح لها لم تعاود. وأما إن لم تشدها فإنها
11
تعاود في أكثر الأمر.
12
|VII.16|في النملة:
13
ربما يخرج في مواضع من الجسد ورم يسير وبثور صغار مع حكة
14
وحرقة وحرارة في اللمس شديدة، ثم تسرع إلى التقرح. وإذا تقرحت
15
أقبلت تسعى وتتسع وينبغي أن تبادر بالإسهال للصفراء بما يخرجها
16
كالهليلج الأصفر والسقمونيا وماء الفواكه ويطلى حول الموضع المتقرح إن
17
كان قد تقرح بالطلاء الذي وصفناه في باب الورم الحار. ويوضع على
18
القرحة نفسها مرهم الأسفيداج. وإن لم تكن قد تقرحت بعد فليطلى
19
الموضع كله بذلك الطلي. وإن وجدت مع ذلك الورم فضل حدَّة وعظم
20
وحمرة فابدأ بالفصد أولًا ثم بسائر التدبير. وأمل الغذاء كله إلى ما يبرّد.
322
1
|VII.17|في النار الفارسي:
2
قد يخرج ببعض الأعضاء في الجسد بعد أن تعرض فيها حكة ولهيب
3
لا يطاق، نفاخات ممتلئة بماء رقيق وينبغي إذا أحسّ في عضو ما بمثل هذا
4
أن يبادر بالفصد وكثرة إخراج الدم والتدبير المدبّر. فإن لم يلحق حتى
5
يتنفط فلتفقأ النفاطات ليسيل صديدها وتضمد بمرهم الأسفيداج الموصوف
6
في باب حرق النار ولا يترك يجمع ماء البتة. ويطلى حواليه بالطين الأرمني
7
بالماء والخل
8
|VII.18|في حرق النار والدهن والماء:
9
إذا لُحِقَ هذا حين يحدث، فليبرّد الحرق بماء الورد المبرّد بالثلج
10
ويلقى عليه ويبدل منه متى جفّ. وإن كان شيئًا عظيمًا فليفصد في الجانب
11
المخالف ويلطف الغذاء ويبرّد التدبير. فإن كان فيها وجع فليضرب مح
12
بيض بدهن ورد ويوضع عليه بقطنة. وإن لم يكن فيه وجع شديد
13
فليسحق عند ذلك عدس مقشر وأسفيداج بخل، ويطلى عليه ويلقى فوقه
14
خرقة مبلولة بماء ورد مبرد بالثلج، فإن تنفط في حاله فعالجه بمرهم
15
الأسفيداج:
16
وصفته: أن تأخذ شمع مصفّى ومثله أربع مرات دهن ورد خام.
17
فيذاب ويطرح عليه ما احتمل من الأسفيداج ويسحق ويرطب ببياض
18
البيض ويسحق معه حتى يتّحد ويرفع. وربما جعل فيه شيء من الكافور.
19
فإن تقرح فعالجه بمرهم النوره:
20
وصفته: تؤخذ نورة بيضاء نقيه فيصب عليها من الماء غمرها وتترك
21
ساعتين. ثم يصفّى الماء عنها ويعاود عليها ماء آخر، ويفعل ذلك أربع
323
1
مرات حتى تجف قليلًا ثم تضرب بدهن ورد خام حتى تستوي ويطلى بها
2
الموضع.
3
|VII.19|في الداحس:
4
قد يعرض عند الأظفار ورم أحمر ملتهب مؤلم جدًا شديد الضربان،
5
يهيج منه في الأكثر حمى ويبلغ وجعه الإبط والأربية. وينبغي أن يفصد
6
العليل إن كان بعيد العهد به. ومما ينفع فيه أيضًا أن يُطلى الموضع بالأفيون
7
والخل مرات حتى يغلظ الطلاء عليه ثم يوضع فوقه بزر قطونًا مضروب
8
بخل وماء ورد، ويُعلا عليه بخرقة قد غمست في ماء ثلج ويبدل مرّة بعد
9
مرة. ويدخل الأصبع كله في ماء الثلج ثم يبدل الماء أيضًا مرة بعد مرة
10
حتى يخدر. فإن كان شديد الضربان فليستعمل هذا العلاج ونحوه في
11
يومين. فإن وجدته لا يسكن فضمده ببعض ما ذكرنا في باب الدمَّل فإنه
12
ينضج حتى يفتح ثم يسيل ما فيه ويعالج بالمرهم المدمّل. وإن أُخذ أصل
13
الظفر كله، فإن الظفر سيسقط ولا ينبغي أن يعبث به ولا يحرك لئلا يكون
14
ما يخرج بدله متعفنًا.
15
|VII.20|في نزف الدم عن جراحة:
16
إذا كانت الجراحة تنزف دمًا يخاف منه سقوط القوة فينبغي أن يُشال
17
العضو إلى فوق وينصب نصبة لا وجع معها. ويؤخذ وَبَر أرنب فيغمس في
18
بياض البيض ويلوث في صبر وكندر ودم الأخوين مسحوقة ويدخل في
19
الجراحة. أو يحشى بغزل دقيق قد قطّع ويلوث فيما ذكرنا. أو يحشى بنسيج
20
العنكبوت. وإن كان الدم يثب وثبًا ثم يرجع ثم يعاود فإن ذلك من
21
شريان. فإن كان ذلك يجري على نمط واحد فذلك عن عرق، فليعالج بما
22
وصفنا ويشد. فإن احتبس الدم وإلّا فينبغي أن يبتر ذلك الشريان أو
23
العرق وأن يعلق بصنّارة إن كان يُرى، ويشال ما أمكن. ثم يبتر ثم يحشى
324
1
الموضع بعد ذلك بما ذكرنا. وإن لم يتمكن ذلك ولم ينتفع بالأدوية
2
فليكوى. ويكون المكوى حاميًا جدًا شديد الحمرة وليحذر أن يقع على
3
عصب.
4
ومما يحبس الدم ناعمًا أن يحشى الجرح بالنورة أو بالزاج ويشد. وهذا
5
دواء بليغ:
6
يؤخذ نورة وقلقطار ودم الأخوين وصبر وجبسين مسحوق مثل
7
الكحل. ويؤخذ غزل فيقطّع ويلوّث في هذا الدواء ببياض البيض ويدخل
8
في الجرح وينثر فيه شيء كثير ويشد.
9
|VII.21|في الفصد:
10
العروق التي اعتيد فصدها هي القِيفَال والأَكحل والباسليق وحبل
11
الذراع والأُسَيْلَم والصافِنْ والذي تحت الركبة وعرق النسا وعرق الجبهة
12
والصدغ والمآقين وعرق الأنف والوِداج وما تحت اللسان والجِهاروك.
13
وموضع القيفال والأكحل والباسليق عند المرفق من اليدين.
14
والباسليق هو العرق الموضوع في الجانب الأُنسي ويجيء إلى اليد من ناحية
15
الإبط. والقيفال من الجانب الوحشي ويجيء إلى اليد من ناحية الكتف.
16
وأما الأكحل فإنما هو شعبة من الباسليق وشعبة من القيفال يتحدان فيصير
17
منهما الأكحل، وموضعه في الوسط بين هذين. وأما حبل الذراع فإنه
18
موضوع على الزند الأعلى من اليدين. وأما الأُسيلم فمكانه على ظهر
19
الكف بين الخنصر والبنصر. وأما الصافن فمكانه عند الكعب في الجانب
20
الأنسي. وأما عرق النسا فعند العقب من الجانب الوحشي. وأما عرق
21
الجبهة فهو المنتصب في وسط الجبهة. وأما عرقا الصدغين فهما العرقان
325
1
الملتويان على الصدغين. وأما عرقا المآقين فربما كانا ظاهرين في المآقين.
2
وربما لم يظهرا إلّا حين يشد على خناق الإنسان. وأما عرق الأنف فليس
3
بظاهر، وإنما حين يدخل المبضع من اربنة الأنف إلى الموضع الذي إذا
4
غمز عليه بالأصبع أحس بأنه منحاز بعضه عن بعض. وأما الوداجان
5
فموضعهما في العنق والجهاروك في الشفتين.
6
والفصد علاج عظيم في حفظ الصحة والشفاء من الأمراض إذا
7
أصيب بها موضع. وأكثر الأبدان احتمالًا هي الواسعة الظاهرة العروق
8
الزبّ السمر والأبدان الحمراء الألوان والشباب والكهول. وأما الصبيان
9
والهرمين فينبغي أن لا يفصدوا إلّا لأمر عظيم. وينبغي أن يكون الإقدام
10
على الفصد في الزمان الشديد الحر والشديد البرد أقل. وكذلك فليكن
11
فيمن معدته وكبده باردين. فإذا فصد القيفال جذب الدم بسرعة من
12
الموضع الذي فوق التراق وإياه ينبغي أن يفصد إذا كانت العلل في هذه
13
الناحية. وأما الباسليق فإنه يجذب الدم بسرعة من نواحي البطن والصدر
14
كله وإليه ينبغي أن يكون الفصد إذا احتيج إلى جذب الدم من هذه
15
النواحي بسرعة، فإن لم يوجد فإلى بعض شعبه. وأما الأكحل فكما أنه
16
مركب من هذين الموضعين جميعًا فليُقصد إليه في العلل الحادثة في
17
الموضعين أو عندما يراد النقص والتخفيف عن البدن جملة. وإذا ما طُلب
18
هذان العرقان ولم يعثر عليهما فلتفصد شعبهما أو يفصد الأكحل. وإن لم
19
يوجد فليفصد ــ إذا اشتدت الحاجة ــ أي عرق أو شعبه إن وجدت إلّا أن
20
الفرق بين فصد القيفال والباسليق بعيد جدًا لا سيما إذا كانت العلة في
21
الرأس وبالعكس، وأما الأكحل فإنه وإن يقصِّر في سرعة جذب الدم من
22
نواحي الرأس عن القيفال ومن نواحي البطن عن الباسليق، إلّا أنه
23
أصلح من فصد القيفال عند كون العلة في البطن ومن الباسليق عند كونها
24
في الرأس. وينبغي إذا أردت فصد القيفال ولم تجده إن تؤثر فصد شعبة
25
قوية من شعبه إن وجدتها، وإن لم تجد فافصد الأكحل. وأنت تجد هذه
26
الشعب في الأكثر في الجانب الوحشي من الساعد وإذا اردت فصد الباسليق
326
1
ولم تصبه، فآثر فصد شعبة منه على فصد الأكحل. وتكون هذه الشعب في
2
الجانب الأُنسي وإن لم تجدْها فافْصِد الأكحل. وأما العرق الذي في مأبض
3
الركبة والعرق المسمى الصافن، فإنهما يفصدان إذا أُريد جذب الدم إلى
4
الناحية السفلى من البدن وفي العلل المزمنة في هذه النواحي، كأوجاع
5
الكلى والأرحام وإدرار الطمث. وأما عرق النسا فإنه يفصد في الوجع
6
الذي يمتد من لدن الورك إلى القدم. وأما الأُسيلم فيفصد العرق الأيمن
7
منه لعلل الكبد والعرق الأيمن لعلل الطحال. وأما الوداجان فإنهما
8
يفصدان عند شدة ضيق النفس وفي ابتداء الجذام. وأما العرق الذي تحت
9
اللسان فيفصد من العلل المزمنة وفي الخوانيق بعد فصد القيفال. وأما
10
الجهاروك فإنه يفصد لمن يكثر به القلاع والقروح في لثته وفمه بعد فصد
11
القيفال أيضًا. وأما عرق الجبهة فيفصد في العلل المزمنة في الوجه والعين
12
بعد قصد القيفال. وأما الصدغان فيفصدان في الشقيقة الصعبة والصداع
13
الصعب والرمد الدائم وربما سُلَّا وبُتِرا. وأما اللذان في المآقين فيفصدان
14
من يقايا الرمد. وأما الذي في الرأس فَيُفصَدُ في السعفة والقروح الرديئة
15
في الرأس. وأما الذي في طرف الأنف فيفصد للبواسير والعلل الرديئة في
16
الأنف.
17
وأما الخطأ الواقع في فصد العروق فعلى ما أصف: أما القيفال فإنه
18
يُبرم إذا لم يفصد في ضربة واحدة بل يضرب ضربات كثيرة. وإذا كان
19
فصده ضيقًا التحم ولُوي عند الثنية. ولو حُرّك بشدة أو استعملت اليد
20
أورث ورمًا. أما إذا هو فصد في ضربة واحدة فإنه أسلم العروق فصدًا.
21
وينبغي أن يتوقَّى رأس العضلة ويُطلب الموضع اللبّن.
22
أما الأكحل فإن تحته عصب. فإن أصابته شعرة المبضع حدث بعد
23
الفصد خدر مزمن وربما بقي أبدًا. ولذلك ينبغي أن يتوقّى ويتعمد بشعرة
24
المبضع إلى ضد الناحية التي يحس فيها العصب. وإن كان بين عصبتين
25
فيشق طولًا. وعلى هذا يحترس من العصب المجاور له مما يتبين للحس
327
1
وربما كانت تحته عصبة رقيقة لا تتبيَّن للحس وتنقطع وتنبتر أصلًا. إذا
2
عمق في فصده. ويبقى في الساعد خدر ممتد بالطول وليس للتوقي من
3
هذه حيلة غير ترك شدة التعمق. وإن انبترت في حال فليس مما ينال من
4
مضرتها كمضرّة العصب المحسوس. وأما ما تقول العامة وجهّال الناس أنه
5
يحدث عن هذا جفاف اليد البتة فإن ذلك باطل. ولو تعمد بتر العصب
6
كله لم يحدث منه أكثر مما ذكرنا.
7
وأما الباسليق فإنه يجاوره من تحته شريان عظيم. فلذلك ينبغي أن
8
يكون فصده ما لم يكن منه عظيمًا ظاهرًا غليظًا ممتلئًا مع خدر شديد.
9
ويوقى ويحترس منه على ما أصف إذا لم يُرَ الباسليق واحتيج إلى فصده.
10
بالجسِّ. والأجود أن تحيد عنه إلى غيره فيطلب بعض شعبه كالإِبطي
11
ونحوه. وإن أردت فَصْدَه وحده فينبغي أن تجسَّ الموضع قبل ربطه
12
ويتعرف موضع النبض وتُعلّم عليه ثم يربط ويتحرّى أن تقع الضربة
13
بالبعد عن ذلك الموضع. ما أمكن. ويترك إلى الأسفل من ناحية الكف،
14
فإن الشريان يغوص في هذا العمق ويقارب الباسليق إذا نزل عن موضع
15
المأبض إلى ناحية الكف قليلًا. ومتى كان عند شدّك الرباط يرتفع
16
وينتفخ الموضع الذي فيه علامة النبض فَتَوقَّ فصد هذا العرق. فإنما هذا
17
الانتفاخ إنما هو انتفاخ الشريان وامتلاؤه. وإن رأيت الدم في حاله إذا
18
فصد العرق يثب وثبًا وكان رقيقًا أحمر، فاعلم أنه من الشريان وحينئذ
19
فليبادر ويتخذ فتيلة قطن على رأس المجس وتلوَّث بالصبر والكندر ودم
20
الأخوين وبياض البيض ولتدخل في موضع الفصد ناعمًا ثم يوضع عليه
21
من وبر الأرنب ملوثًا ببياض البيض. وهذا الدواء يقطع دم الشريان إذا
22
انفجر أو أصابته ضربة: ويشد شدًا محكمًا ولا يفتح ثلاثة أيام. ويرش
23
عليه الماء كل ساعة لئلا يحمى. وافعل ذلك بعد أن تشد ما فوق موضع
328
1
الفصد شدًا شديدًا حتى يحتبس الدم ويَرقأ ويمكنك أن تفعل ما تريد.
2
وبعد الثالث يُحل برفق وتنزع الفتيلة. فإن رأيت الدواء لازمًا ملتصقًا به
3
فلا تجذبه عنه بل اجعل حواليه أيضًا منه وأعد شدّه. وإن كان متبريّا
4
فخذه برفق وضع أُصبعك سريعًا على موضع الفتيلة ثم أعد عليه من
5
الدواء وشدّه على ما علمت فإنه بهذا الوجه قد يرقأ دم الشريان ويسلم من
6
الفتق الحادث عنه وأمن من ضرره. وإن حدث عند فصد الباسليق نتوء
7
ليّن المجس يلطأ إذا غمزته فاعلم أن ذلك فتق الشريان فليتقيه صاحبه
8
وليحذر أن يمسّه بشيء يخرقه فإنه ينزف منه الدم كما ينزف من الشريان
9
وليضمّد بالأشياء القابضة ليتصلّب ذلك الموضع ويشتد ويكون آمنًا في
10
انخراقه.
11
وأمَّا فَصدُ شريان الصدغ فلا خوف منه. فإنه إذا وضعت عليه
12
الرفادة وشُدَّت رَقَأَ الدم. وأمّا فَصد الصَّافن وعرقِ مأبض الركبة، فإنه
13
يُشد فوقه بعصابة كما تشد اليد. ثم يتكيءُ العليل برجله على قطعة آجر
14
أو على دستج الهاون ويفصد.
15
وأمّا عرق النِّسا فإنه يشد من لدن الورك إلى فوق الكعب بمقدار
16
قبضة، لأنه لا يتبيّن إلا بذلك. فإن لم يتبين مع ذلك أُدخل الحمام
17
ونُطلت رجله بماء حار كثير حتى يظهر. فإن لم يظهر فافصد بدله بعض
18
الشعب التي في ظهر القدم مما يلي جانبه الوحشي، وأجودها التي بين
329
1
الخنصر والبنصر من الرجل فوق ظهر القدم.
2
وأما فصد الأُسَيْلم، فيوضع الكف في الماء والحار حتى ينتفخ
3
ويغلظ، ويَتَبيّن ظهوره جيدًا ثم يفصد ويعاد إلى الماء الحار لئلا يجمد الدم
4
في فم العرق فيمنعه من الخروج. وإذا خرج منه ما تريد فضع عليه دهنًا
5
وملحًا لئلا يلتحم سريعًا. وكذلك ينبغي أن يفعل بكل شعبة ضيقة
6
وفصد ضيق. وأما التثنية فليكن للقوي أسرع وللضعيف أبطأ. ولا ينبغي
7
إذا عسر خروج الدم في التثنية أن يغمز ويلوى بشدّة بل أن يُترك فلا بأس
8
به. وإما أن يُنَحّى ما قد جمد في فم الضربة من الدم بشعرة المبضع فإن
9
ذلك اصلح وأسرع من كيّه، وأسرع غائلة على ما يفعله الجهال. وإن كان
10
قد ورم مكان الضربة فَلْيفصد في موضع فوقه إذا كان لا بد من اخراج
11
الدم. وإن أمكن الإمهال فليترك يومًا أو يومين ثم يفصد. ولا يشد الرباط
12
فإنه جالب للورم. ولا يكثر فوقه الحزق ولا يمسح عليه ولا يدنى منه شيء
13
من اللخالخ ونحوها، مما يعتاد بعض الناس مسحها عليه. وإن كان
14
الوضع حاميًا فلا ينبغي أن يترك الرباط حتى يجف ولا ساعة واحدة، بل
15
يرطب بأن يرش عليه الماءُ وَردٍ والماءُ العذب المبرّد على الثلج. وينبغي أن
16
لا يدخل الحمام وخاصة إن كان الموضع حاميًا حتى يلتحم الجرح، ويسكن
17
الحَمَا والورم عنه. ولا يشرب النبيذ البتة ولا يحركه ولا يتعبه. وينبغي
18
أن لا يستكثر من الغذاء يوم الفَصْد ولا من غدٍ بل يقتصر ويأكل من
19
طعام خفيف مسكن للمرّة الصفراء أو مطفىء لها كالسكباج البليغ
20
الحموضة إلا أن يكون في الصدر خشونة، فعند ذلك يأكل من الزيرباج
21
المتخذ بلحم الحملان والجداء والدجاج. ويحتسي صفار البيض
22
النيمبرشت، ولا ينبغى أن يفصد المتخم ولا المخمور حتى ينقضي عنهما
330
1
ذلك إلّا أن يكون في تأخيره عظيم خطر وكالحال عند ضيق النفس
2
المفرط، والخفقان القوي المتدارك مع شدة حمرة الوجه والعين والسكتة التي
3
يخضر معها الوجه ويسودّ والخوانيق ونزف الدم القوي الذي يجيء بشدة.
4
فإنه في مثل هذه الأوقات ينبغي أن يفصد في أي وقت كان من ليل أو
5
نهار. وأمّا إذا كانت هناك مهلة فالأجود أن يُفصَدَ بعد ساعتين أو ثلاث
6
من النهار بعد استحكام الهضم والتبرّز. ومن كان يعتاده عند الفصد
7
غشي، فينبغي أن يطعم قبل أن يُفصَدَ شيء من الخبز المنقوع في ماء
8
الرمان المز والحصرم ونحوه، ويخرج قدر ما يحتاج إليه من الدم في ثلاث
9
مرات أو أربع. وكثيرًا ما يكون الغشي من الفصد المفرط السعة الذي
10
يخرج منه دم كثير في زمان يسير. وإذا كان كذلك فينبغي أن يمنع خروجه
11
ساعة بعد ساعة. وسنذكر علاج الغشي الحادث عن الفصد وما يكون منه
12
مع الفصد. وليحذر الفصد بعقب الهيضة والقيء والخلفة والإكثار من
13
الباه والتعب والسهر. وبالجملة بعقب جميع ما يحلل البدن ويسخنه إسخانًا
14
قويًا. وأما مقدار الاستفراغ فليكن بحسب العادة أو الحال الموجب وصحة
15
القوّة. ومن كان به ورم حار كالحال في الشوصة ونحوها. فإنه ينبغي
16
أن ينتظر تغيّر لون الدم عن حالته الأولى. وأما سائر من فصد ممن ليس به
17
ورم حار، فليس ينبغي أن يطلب ذلك في دمه لأن حالة دمه كله متشابهة.
18
وأصحاب الورم الحار أيضًا إن أبطأ تغيّر لون الدم عندهم وخيف سقوط
19
القوة فليقطع عنهم ولا ينتظر تغيره. ومن كان يشرب يوم فَصْدِه إلى أن
20
يسكرَ، فليربط برباطين وليتم عنده قوم بنيّة أن يتفقدوا حاله. وأن كثيرًا
21
من هؤلاء قد جرى منهم الدم وهم نيام إلى أن مات بعضهم أو قارب
22
الموت. فإذا حدث مثل هذا وبالجملة نزف دمٌ كثير أسقط القوة فليبادر
23
العليل بماء اللحم والشراب الريحاني الرقيق الذي له صلابة ما وبالطيب
24
البالغ. فإن بلغ الأمر إلى أن لا يمكن إساغته فليؤخر ماء اللحم مع شيء
331
1
يسير من ميبة ممسَّكة وشراب ريحاني ويضمِّخ بالطيب جميع جسده،
2
وخاصة صدره وبطنه ويمسح بالغالية منه داخل منخريه. ويوجر مرة بعد
3
مرة. ويُشق في وجهه فراريج مشوية ويقرب إلى أنفه الأطعمة التي لها
4
روائح مفتقة للشهوة كاللقانق ونحوه. وأما الغشي الحادث عند الفصد فإنه
5
يمنع من كونه على الأكثر مما ذكرنا. فإن حدث فينبغي أن يبادر بإدخال
6
ريشة في حلق العليل ليتقيأ. ثم يرش عليه ماء بارد أو يصب عليه أو
7
يغمس فيه. ويصاح به ويُهز. فإن تراجع بذلك وإلا نفخ في أنفه المسك
8
وأدخل فيه الغالية وأوجر شرابًا ممزوجًا بماء قليل، وذلك في فم معدته
9
وسائر بدنه. ويعاد عليه إدخال الريشة وسائر التدبير. وإذا لم يكن مع
10
الغشي تقلّب النفس والغثي، فإنه عسر رديء، وحينئذ لا ينبغي أن يروم
11
القيء لكن ينبغي أن يبالغ في علاجه، ويبادر باتخاذ ماء اللحم والشراب
12
والطيب والهز والتصويت ورش الماء عليه. وقد يتراجع المغشي عليه من
13
صوت الطبول والنايات ومن الصيحة والجلبة الشديدة.
14
|VII.22|في الحجامة:
15
إن الحجامة إنما تأخذ الدم من العروق الصغار المبثوثة في اللحم.
16
ومن أجل ذلك لا تسقط القوة إسقاط الفصد. وتخفف عن البدن كله
17
الامتلاء. والمواضع التي قد اعتيد وضع المحاجم عليها مع تشريط النقرة
18
والأخدعين وتحت الذقن وبين الكتفين وعلى الساقين. وتنفع حجامة النقرة
19
من الثقل في الرأس والهَوَس. وأما الحجامة على الأخذعين، فإنه يخفف
20
عن الوجه والرأس والعين، وينفع من الثقل في الرأس والوجع في أصول
332
1
الأضراس وربما فاق في هذه الأفاعيل الفصد. والذي تحت الذقن ينفع من
2
القلاع إذا كان يكثر بالأسنان وبفساد اللثة ونحوها مما في الفم. والذي بين
3
الكتفين ينفع من الخفقان الذي مع امتلاء وحرارة. والتي على الساق
4
ينقص الامتلاء نقصًا قويًا، وينفع من الأوجاع المزمنة في الكلى والارحام
5
والمثانة ويدر الطمث إلّا أنها تنهك البدن. وكثيرًا ما يعرض معها الغشي.
6
وهي نافعة لمن تكثر به البثور والدماميل في وجهه وفمه.
7
|VII.23|العلق:
8
ينفع العلق إذا عُلِّق على المواضع التي يكون فيها قوباء أو سعفة أو
9
بلحَية رديئة مزمنة بعد أن يستفرغ البدن بالفصد والإسهال. وينبغي
10
أن يمصّ الموضع بعد سقوطها عنه بالمحاجم إن أمكن وضعها عليه. ثم
11
يغسل بخل ثم بماء حار كثير، ويدلك ويعصر إذا لم يمكن علاجه.
12
والأجود أن يغسل على ما ذكرنا بعد وضع المحاجم أيضًا. وإن عرض في
13
الموضع بعد سقوطها رشح الدم فَلْتُبلَّ خرقة بخل ويعلى بها. وإن دام ذلك
14
فَلْيُذرَّ عليه تراب الفخار أو خزف جديد مسحوق مثل الكحل أو نورة
15
مطفية أو شبّ مسحوق مثل الكحل أو عفض أو جلنار مسحوق. وإن دام
16
ذلك فليؤخذ الباقلي اليابس ويشق نصفين ويلزق وجهه بالموضع الذي
17
يسيل منه الدم فإنه يتعلق به ويمسكه. وينبغي إذا صيدت العلق أن تترك
18
يومًا ثم تعلق على العضو بعد أن يدلك حتى يحمر أو يصب عليه الماء الحار
19
حتى يحمر. فإن لم يتعلق به فليلطخ بشيء من دم طري. أما إذا أردت أن
20
يسقط عن الجسد، فانثر على الموضع الذي هي متعلقة به ملحًا أو رمادًا.
333
1
|VII.24|في العرق المدني:
2
إن هذه العلّة تتولد في البلدان الحارة القشفة الشعثة القليلة الماء
3
والخصب. وتخرج في الأكثر في الساقين وربما خرجت في المواضع الأخرى.
4
ويحدث في العضو في ابتداء خروجه تلهّب ثم يتنفط منه ذلك المكان
5
ويبتدئ ذلك العرق بالخروج منه. ومما يمنع تولد هذه العلة ترطيب البدن
6
بالغذاء والحمام. وأن يحتمي أكل البقول والفواكه في البلدان التي يعتاد
7
فيها، تكون هذه العلّة لأن هذه تولد هذا الداء. وينفع من ذلك أن
8
يشرب حتى يتنفّط الموضع ويبتدئ بالخروج في اليوم الأول، نصف درهم
9
صبر وفي اليوم الثاني درهم وفي اليوم الثالث درهم ونصف. ويطلى الموضع
10
به فإنه يبطله البتة. وأما إذا خرج فأنه يلف ما خرج منه على قصبة أسرب
11
وزنها درهم واحد ويعقد، فإنه ينجرّ ويطول ويخرج أسرع، ومتى خرج منه
12
شيء يلف ويعقد. وإن طال قُطع منه شيء ولف الباقي ويحذر أن ينقطع
13
من أصله لأنه إن انقطع من هناك تقلص ودخل في اللحم وأورث هناك
14
ورمًا وعفنًا وقروحًا رديئة، فلذلك ينبغي أن يدارى ويُجر قليلًا قليلًا حتى
15
يخرج عن آخره ولا يبقى منه شيء في الجسد. فإن انقطع في حاله فليدخل
16
الميل في ثقبه ويُبط بطًّا طويلًا ويفتق فتقًا جيدًا حتى يتفرغ كل ما هناك من
17
مادته ويوضع فيه السمن أيامًا حتى يتعفن وتتآكل مادته ثم يعالج بما ينبت
18
اللحم.
19
|VII.25|في إخراج الناشب في الجلد من السهام والنصل والسلي والشوك:
20
إذا كان النصل شديد النشوب فينبغي أن لا يحرك بقوة قوية، فإنه
21
يخاف أن ينكسر. لكن إذا أمكن أن تدخل الآلة المسماة كلبتي السهام في
22
الجرح إدخالًا يلحق النصل فلتدخل. وإن لم يمكن فليوسع الجرح ثم
23
تدخل الآلة فيه حتى يُقبض بها على النصل ويشد القبض عليه ثم يهزُّ
334
1
مرات. ويختر بذلك قدر نشوبه ثم يجذب. وهذه الآلة إذا علقت بالنصل
2
لا تفارقه، وذلك أن رأسها كالمبرد وأدنى قبض على أسفلها يكون له قوة
3
قبض شديد على النصل، وإن كان النصل قد نفذ في العضو حتى يكون
4
إلى الجانب الآخر أقرب، وخروجه من الجانب الذي دخل فيه عسر،
5
فَلْيُشَقَّ عند ذلك الجانب ويخرج منه.
6
وأما الشوك والسلي والزجاج وغير ذلك مما ينشب في البدن، فإنه
7
يحتاج أن يُضمّد بأشياء مرخية. فإن الموضع إذا أسترخي اندفع ذلك
8
الناشب إليه، وبعض الناس يسمي هذه الأدوية الجاذبة. ومما يفعل ذلك
9
الأشق إذا عجن بعسل وضمدّ به الموضع. أو بصل النرجس يدق مع
10
عسل ويضمد به. أو أصول القصب تدق مع العسل. وتجمع كلها، فإن
11
فعلها حينئذ يكون أقوى.
12
|VII.26|في الشجاج:
13
إذا كانت الشَجّة لم تكسر العظم، فينبغي أن يذرَّ عليها صَبرٌ ومرٌّ
14
ودَمُ الأخوين وأيرسا وكندر كثيراء، ويشد، فإنه يبرأ سريعًا. وإن كان
15
العظم قد انكسر حتى غار وقطع القحف، فلا ينبغي أن يتهاون بذلك،
16
فإنه يحدث عنه اختلاط في العقل وتشنج ثم الموت سريعًا. لكن ينبغي أن
17
يؤخذ ذلك العظم سريعًا، ويحفظ أن لا ينخرق الغشاء الذي تحته. ويحتاج
18
في ذلك إلى معالج ماهر رفيق عالم. وإنما ذكرنا منه ما ذكرنا ها هنا ليعلم
19
عظم الخطر في هذه العلّة، فَلْيبادر بإخراج العظم قبل أن تحدث هذه
20
الأعراض الرديئة التي لا تشفى. وليحذر المعالج من تخريق الصفاق الذي
21
تحت العظم أشد الحذر فإنه شديد الخطر.
335
1
|VII.27|في مخارق المائِتِين:
2
إن مخارق هؤلاء كثيرة يضيق عن ذكرها كتابنا بأسره. وجرأتهم
3
واستحلالهم تعذيب الناس باطلٌ في الغاية التي لا وراء لها. فإن منهم من
4
يزعم أنه يبرئ من الصرع بأن يشق وسط الرأس شقًا صليبيًّا ثم يخرج
5
أشياء قد أعدّها معه. ثم يوهم بخفته وتبهوره أنه إنما أخرجها من ذلك
6
الشق. ومنهم من يوهم أنه يخرج من الأنف سام أبرص، حيث يدخل في
7
أنف المُعَالَج الشقي خلالة أو حديدة ويحكه حتى يدميه. ثم يشيل من
8
هناك أشياء قد أعدها معه على شكل هذه الدابة مُتخَذَة من عروق كبد
9
ورئة. ومنهم من يوهم بأنه يرفع البياض عن العين رفعًا سريعًا. فيُدخل
10
في العين حديدة ينكأها بها ثم يدس فيها غشاء رقيقًا ويخرجه من هناك.
11
ومنهم من يوهم أنه يمصّ الماء من الأذن فيضع عليها أُنبوبة ويرسل من
12
فمه شيئًا ثم يمصّه. ومنهم من يدس الدود المتولد في الجبن في الأذن وفي
13
أصول الأضراس ثم يخرجه من هناك. ومنهم من يوهم أنه يُخرج ضفدعًا
14
من تحت اللسان. فيشق هناك شقًا ثم يدس فيه غدّة ويخرجها منه. وأما
15
دَسَّهم العظام في القروح، وتَرْكهم لها فيها أيامًا فمن أكثر ما يفعلونه.
16
وربما أخرجوا حصاة وبرزوا بأخرى وأخرى ويوهمون أنهم أخرجوها من
17
هناك. وربما لم يستحقوا عند جسهم المثانة أن فيها حصاة فيقدمون على
18
شقها جرأة منهم وقلة مبالاة ثم يدخلون الأصبع في الشق، فإن أصابوا
19
حصاة أخرجوها وإن لم تكن هناك حصاة دسّوا فيها حصاة ثم أخرجوها.
20
وأمّا قَطْعهم لحم المقعدة على أن فيها بواسير فشيء لا يزالون يفعلونه دائمًا
21
ويولّدون للناس بذلك قروحًا ونواصير، حقيقية ومنهم من يزعم أنه يخرج
22
الحام من الذكر ومن مواضع أخرى من الجسد، فيشرط الموضع أو يضع
336
1
على رأس الذكر أنبوبة أو على ذلك الموضع ثم يمصّها مرات ثم يرسل من
2
فمه شيئًا ويصبه من هناك في الطشت. ومنهم من يزعم أنه يجمع الداء إلى
3
موضع واحد من الجسد ثم يخرجه من هناك، فيدلك ذلك الموضع
4
بالكبيكج، فيهيج به حكة شديدة ثم يسأل أجرة على إخراجه زاعمًا أن
5
ذلك الداء من ذلك الموضع. وإذا أخذ أجرته مسح الموضع بالدهن
6
فتسكن الحكّة. ومنهم من يوهم أن الإنسان قد سُقي الشعر والزجاج.
7
فيأخذ ريشة ويقيئه بها ويدس ذلك في حلقه ثم يخرج منه أشياء كثيرة من
8
هذا الجنس يعملونها ليعظم ضررها على الناس وربما أتلفوهم بها. وإنما
9
يخفى على العقلاء إذا استرسلوا وتهاونوا ولم يظنوا بهم سوءًا ولم يتوهموهم.
10
أما إذا استقصى تفقدهم بأعين كثيرة مُتَّهمة لهم ظهر حينذاك لهم كذبهم
11
وتمويههم. وليس ينبغي أن يؤخذ من الأدوية التي يعطونها، فإنها قد أتلفت
12
خلقًا كثيرًا.
13
تمت المقالة السابعة والحمد لله رب العالمين.
337
1
المقالة الثامنة
2
في السموم والهوام
3
|VIII.1|جُمَلٌ وجوامعُ من علاج السُّموم ونَهشِ الهَوام والاحتراس منها:
4
مَن استرابَ مِن طعام ما، فينبغي أن لا يأكل مما كان غالبًا عليه
5
الحلاوة والحموضة والملوحة، وبالجملة فيما له طعم قوي غالب. فإن
6
الأدوية القتالة إنما يمكن في أكثرها أن تُدسّ فيه وليُشَم فإن كانت له
7
رائحة مكروهة اجتُنب. وليتعاهد من يخاف، أن يَشُم الأدوية التي من
8
شأنها إذا تقدم في أَخْذها إن تعطّل عمل السموم وتوهنها مما نحن ناسخوه
9
في آخر هذا الباب. فإن اتّفق أن أكل منها في حالة، فينبغي ساعة يحسُّ
10
بالتغيير والاضطراب، أن تبادر بعلاجه فتسقيه ماءً فاترًا ودهنَ خَلٍّ لتقيئه.
11
ويعاد سقيه الماء الحار والدهن بكمية كبيرة حتى يتملّا منه وقيِّئهُ أيضًا.
12
وإن رأيت في القيء تقصيرًا أو إبطاءً أو بلادة فاطبخ في الماء شبت واجعل
13
فيه عسلًا وملحًا وبورقًا واسْقِهِ. فإذا قييته مرارًا فانظر، فإن كان يحس
14
بالاضطراب في أسفل البطن فحمّله شيافًا، أو يُحقن بحقنة مسهلة.
338
1
فإن كان يجد ذلك في المعدة فاسْقِةِ دواء لين الإسهال. والأجود أن يجمعها
2
عليه. فإن سكن كل ما يجد فذاك، وإلا فانظر أي الأعراض تعرض له
3
من المغص والتقطيع والأكال في بعض المواضع من بطنه أو من الالتهاب
4
وعرق وحمرة الوجه ودرور العَرَقِ منه، والكرب والعطش وبخر الفم ونتنه
5
وصفره العين. أم الجمود والخدر والسبات. أم لا يظهر عليه شيء من
6
هذا. فإن كان تسوء حاله ويتوالى عليه الغشي وانحلال القوة، فإن
7
الأعراض التي ذكرناها: أولًا هي أعراض السموم الحادة الأكالة: والثانية
8
أعراض السموم الحارة، والثالثة أعراض السموم الباردة، والرابعة أعراض
9
السموم المضادة لمزاح الإنسان بجملة جوهرها.
10
فإن ظهرت الأعراض الأولى فأدِمْ سَقْيَه اللبن والزبد ودهن اللوز
11
وأَطْعِمْه الفالوذجات الرقيقة بدهن اللوز. فإن ذلك يكسر حدتها ويسكن
12
لذعها وأكالها.
13
وإن ظهرت الأعراض الثانية فاسْقِه الماء بالثلج، والسويق بالماء
14
والثلج والسكر، وجَرِّعْهُ الماءَ وَرْد وأَعْطِهِ أقراص الكافور واسْقه دهن الورد
15
المبرّد، وانظر أي موضع من بدنه تجد فيه اللهيب أكثر. فبرّد الطحلب على
16
الثلج وضعه عليه ومتى فتر فأَبدِلْه حتى يَخدرَ ذلك الموضع منه من شدة
17
البرد، واسقه البزرقطونا ومخيض البقر ومياه الفواكه الباردة. وإن ظهرت
18
علامات الامتلاء فافْصدْهُ. وإن استمسكت الطبيعة فاسهلها ثم عد إلى
19
التبريد والتطفية.
20
أمّا إن ظهرت العلامات الثالثة فاعْطِ العليل من الثوم والجوز ومن
21
دواء الحلتيت، واسْقِهِ الشراب العتيق وامنعه النوم وعَطِّسْه وادْلُك جسده
22
وأسخنْ رأسه بالتكميد وصدره، وإن ظهرت العلامات الرابعة فبادِرْ،
23
فإنها من علامات أشرِّ السموم وأرجاها قتلًا، فاعطه ترياق الأفاعي
24
والمثروديطوس، واسقه الشراب العتيق وقوِّهِ بالطِّيب وماء اللحم، واجعل
339
1
موضعه موضعًا ريحيًا باردًا وألبسه غلائل مُصَنْدلة. وادْلُك فم معدته
2
وعطِّسْه في بعض الأحايين، وَقَيِّهِ، وانْفُخْ الريح في فمه إذا ضعف
3
جدًا. وإن تواتر الغشي وضعف وغارت الحدقة وسقط النبض والنفسُ
4
وجاء منه عرق قليل بارد، فإنه هالك
5
وأما نَهشُ الهَوامِ ولدغَها إذا جهلت ما هي، فلْيُشَدّ ما فوق الموضع
6
ساعة تقع اللّدغة، وليُمَصَّ الموضع ويوضع عليه محاجم بنار ويشرط،
7
وتُشق فراريج حارة ويُضمد بها. فإن وجد العليل الوجع كأنه قد سكن
8
وأمسك عن الإمعان والتوغل إلى قعر البدن وإلا فإنه يُضمد بزبل الحمام
9
والفوتج، أو بالكبريت والبول. أو بهذا المرهم، فإنه بليغ النفع في
10
الجذب: يؤخذ سكبينج وجندبيدستر وحلتيت وكبريت وزبل الحمام وفوتنج
11
ومشكطر مشيّع بالسوية، وزيت عتيق وزفت تجمع به ويدعك في الهاون
12
حتى ينحل ويتحد ويضمد به. وإن أحس العليل في العضو ببرودة وكان
13
يسريح إلى الكماد فاجعل علاجك له بالأشياء الحارة. وبالضد، فإن بلغ
14
الأمر إلى أن يحس العليل من النهشة واللدغة ببعض الأعراض التي
15
وصفناها، فَلْيعالج بما ذكرنا هناك. وينبغي أن لا يسترشد أحد إلى حيوان
16
لا يعرفه بل يتوقاه جهده. ولا يدخل في فمه شيئًا غير معروف ولا يشمه
17
ولا يدلك به بدنه، وليَسُدَّ في المنازل الخربة الكوى، ويبخر بالأدوية
18
الطاردة للهوام، ويحترس بما نحن ذاكروه بعد إن شاء الله.
19
نسخة دواء الحلتيت الفائق القوي النافع من السموم الباردة
340
1
ولدغ العقارب والرتيلا وجميع الأمراض الباردة: أخلاطه: يؤخذ مر وورق
2
السذاب اليابس وقسط وفوتنج يابس وفلفل وعاقر قرحا وقردمانا بالسوية.
3
وحلتيت مثل ربع الجميع، وعسل ما يجمع به ويسقى منه مقدار بندقة إلى
4
جوزة، فإنه يعرق من ساعته.
5
نسخة دواء الجوز والتين الذي يمنع من ضرر السموم والهوام:
6
يؤخذ جوز يابس مقشر من القشرين جزء واحد، وملح جريش سدس
7
جزء، وورق السذاب اليابس سدس جزء، وتين أبيض ما يعجن به.
8
يتخذ كأمثال الجوز. ويأخذ منه ويتعاهده من يخشى أن يُسقى دواءٌ قاتلٌ.
9
ويؤخذ منه قبل الطعام فإنه دواء يمنع فعل السموم.
10
نسخة ترياق الطين المختوم وهو دواء مجرب عجيب إذا سقي
11
منه من سقي السم، لم يزل يقيئه حتى يفنى ذلك السم كله: طين مختوم
12
وحب الغار بالسوية. يُلَتّ بسمن البقر ويعجن بعسل ويرفع. يؤخذ قبل
13
الطعام المخوّف أو بعده بقليل أو حين يعرض عارض رديء، فإنه إن كان
14
مسمومًا هيج القيء، وإن لم يكن مسمومًا لم يهيجه. ويعاد سقيه ما دام
15
يهيج القيء.وبعده ينظر أي العلامات تظهر فيه، فيقصد لها بما ذكرناه من
16
العلاج.
17
نسخة المثروديطوس. وهو دواء شريف مجرّب إذا تعاهده الإنسان ثم
18
سقي دواءً قتالًا لم يحل فيه. ومع ذلك يقوي شهوة الطعام ويهيج الباه
19
ويحسن اللون ويذهب بالفكر وحديث النفس ويطلق عسر البول وينفع من
20
الخلفة العتيقة ويحد البصر وجميع الحواس. وهذه صفته: يؤخذ مر وكثيراء
21
وزعفران وغاريقون وزنجبيل ودار صيني من كل واحد عشرة دراهم.
22
وسنبل وكندر وحرّف بابلي وإذخر وعيدان البلسان وأسطوخودس وقسط
23
حلو وبارزد وعلك البطم ودار فلفل وجنبيدستر وعصارة لحية التيس وميعة
24
سائله وجاوشير وورق السادج الهندي الحديث. من كل واحد ثمانية
25
دراهم. وسليخة وفلفل أسود وأبيض وإكليل الملك وجعدة وثوم بري
341
1
ودوقوا ودهن البلسان وحَبّ البلسان ودواء الفربيون؛ أعني أقراص
2
الفربيون ومقل اليهود من كل واحد سبعة دراهم. وسنبل رومي واشق
3
ومصطكي وصمغ عربي وبزر الكرفس الجبلي وقردمانا جبلي وبزر الرازيانج
4
وورد يابس وجنطيانا رومي ومشكطرامشيع من كل واحد خمسة دراهم
5
وأنسون ومرّ وسكبينج وأقاقيا وهيوفاريقون وسُرَّة الاسقنقور من كل
6
واحد أربعة دراهم ونصف وأسارون وفوتنج من كل واحد ثلاثة دراهم.
7
وأفيون خمسة دراهم وورق السذاب درهمين ونصف. تنقع الصموغ
8
بشراب وتسحق حتى ترق ويجمع الجميع، ويعجن بعسل منزوع الرغوة ما
9
يكتفي به، والشربة منه قدر البندقة أو أكثر أو أقل قليلًا. وأما حين يحدث
10
حادثة فيمكن أن يستعمل بدل الترياق بقدر الجوزة.
11
نسخة الفرفيون الذي يقع في المتروديطوس: زبيب منقّى من
12
عجمه أربعة دراهم وعلك البطم أربعة وعشرين درهمًا. مر وإذخر من كل
13
واحد اثني عشر درهمًا. ودار صيني ومقل أزرق وأظفار الطيب وسنبل
14
رومي وسليخة وإكليل الملك وسعد وحَبّ الغار من كل واحد ثلاثة
15
دراهم، وقصب الذُريرة تسعة دراهم وزعفران وقفر اليهود من كل واحد
16
درهمين ونصف. ينقع ما يستنقع بشراب إلى أن يلين ثم يجمع مع البواقي
17
منخولة، ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويرفع ويستعمل، فهذه جملة من
18
علاج السموم إذا جهلت ما هي. أما إذا علمت ما هي من ساعتها أو
19
بإعلامها التي سلفت فليعالج من ذلك بعلاجها الذي يخصّها.
342
1
|VIII.2|في نَهْش الأفاعي:
2
من نَهَشَهُ أفعى فَلْيوثق ما فوق النهشة شدٍّا. وإن كانت النهشة في
3
عضو صغير، وكانت النهشة من جنس إحدى الأفاعي المعروفة بالرداءة
4
وقلة الخلاص منها، فليقطع العضو من ساعته مما دون الشد. وإن كان
5
غير ذلك، فليبادر فُيسقى من ترياق الأفاعي. فإنه لم يوجد إلى هذه الغاية
6
دواء بليغ في التخلص من نهشة أفعى من هذا الدواء وخاصة الحديث
7
منه. فإن لم يحضر هذا الترياق فالمثروديطوس وأقراص الكرسنة.
8
نسخة أقراص الكرسنة: بزر الحندقوق وزراوند مدحرج
9
وسذاب بري ودقيق الكرسنه بالسوية. يعجن بخل خمر، ويتخذ أقراصًا،
10
ويسقى مثقالًا واحدًا بأوقية نبيذ عتيق وسمن بقر. وهذا الدواء يقارب
11
فعله في هذا الباب فعل الترياق الكبير. أو يسقى مثقالان من الحلتيت
12
بأوقية شراب. أو يطعم من سمن البقر وعسل مرات كثيرة وطعام دسم
13
وثوم كثير وجوز، ويسقى شرابًا عتيقًا قويًا. وليوضع على موضع النهشة
14
محجمة، ويشرّط ويضمّد بالأضمدة التي ذكرناها قبل. وإن بدا العفن
15
فيه، فضع على ما عفن من الأدوية المحرقة، مما قد ذكرنا في باب القروح.
16
واطلِ حول العفن بالطين الأرمني والعدس المقشر والخلِّ خَمْر، وافصده
17
وانظر أيَّ الأمرين أعظم خطرًا، هل الأشياء العارضة في موضع النهشة أم
18
العارضة في جميع البدن. فإن كان يعرض الغشي والاستسقاط والعرق
19
البارد، فلتكن عنايتك بمقاومة هذا أكثر من عنايتك بعلاج موضع النهشة
20
إلا بما يجذب. وإن كانت هذه الأعراض كلها قد هدأت وسكنت، فإنما
21
يخاف على العليل من موضع النهشة القروح الرديئة والعفن، فلا يقرب
22
العليل حينئذ الترياق ولا الشراب ولا الأدوية الحارة. لكن افصده أولًا
23
وبرّد تدبيره وعالج الموضع بعلاج القروح الخبيثة. واكوي الموضع واقطعه
24
البتة إن اضطررت إلى ذلك، وكان العفن يدب ويسعى سريعًا.
25
ومما ينفع من نهش الأفاعي بخاصية فيه أن يطعم سرطان نهري
343
1
مشوي عددًا منها.
2
نسخة ترياق بليغ قد شهد له جماعة من الأطباء. وهو يساوي
3
الترياق الكبير في لدغ الأفاعي: أنسون عشرة دراهم، وفلفل ثلاثة
4
دراهم، وزراوند مُدحرج، وجندبيدستر من كل وزن درهم ونصف يعجن
5
بمنفختج، والشربة منه قدر جوزة. وهذا يمنع من نهشة الأفاعي أو من
6
سقي البيش من يومه ذلك.
7
نسخة ترياق الأفاعي. وهو الترياق الكبير: أقراص الأفاعي أربعة
8
وعشرون مثقالًا. أقراص العنصل ثمانية وأربعون مثقالًا. أقراص
9
الأندروخون وفلفل أسود ودار فلفل من كل واحد أربعة وعشرون مثقالًا.
10
أفيون ودار صيني وورد أحمر مطحون وبزر الشلجم البري وثوم بري
11
وأصل السوسن الأسمانجوني وغاريقون وربّ السوس ودهن البلسان
12
الفايق الصحيح من كل واحد اثني عشر مثقالًا، ومر وزعفران وزنجبيل
13
وزراوند صيني وأصل البنطافلن، وهو ذو الخمسة أوراق وفوتنج جبلي
14
وفراسيون وفطراساليون وبزر كرفس جبلي اسطوخودس وقسط ومر وفلفل
15
أبيض ومشكطرامشيع وكندر وفقاح الأذخر وصمغ البطم وسليخة سوداء
16
وسنبل هندي وجعدة، من كل واحد ستة مثاقيل. ولبني سائل وبزر
17
سيساليوس وحرّف ونانخواه وكماذريوس وكماقيطوس وعصارة لحية التيس
18
وسنبل رومي وورق السادج الهندي وجنطيانا رومي وبزر الرازيانج وطين
19
مختوم وميعة سائلة وغاريقون وسكبينج وقلقطار محرّق وحماما وحرّف بابلي
20
أبيض ووج وحب البلسان وفوّ وصمغ عربي وقردمانا وأنيسون وقاقيا من
21
كل واحد أربعة مثاقيل، ودوقوا وباذاورد وقفر اليهود وجاوشير وقنطوريون
22
دقيق وزراوند مدحرج وجنبيدستر من كل واحد مثقالين. وعسل منزوع
23
الرغوة عشرة أرطال، وشراب ريحاني مر قوي صافي ثلاثة أرطال.
24
يؤخذ المرّ والأفيون وعصارة لحية التيس والقلقطار المحرّق وحماما
25
ووج وحَبّ البلسان والصمغ العربي والقردمانا ورُبّ السوس والميعة
344
1
والقاقيا والجاوشير، فتُرض في الهاون، ويصبّ عليها عسل حار منزوع
2
الرغوة حتى يتحلل بالدق، ثم يعجن بالشراب، ويترك ثلاثة أيام في
3
غضارة لطيفة. ويؤخذ الدار صيني والزعفران والسليخة والسنبل والجند
4
بيدستر والسادج والحرّف والطين المختوم والقلقطار والقفر اليهودي والحماما
5
مسحوقة، فتجمع في هاون وتغمر بشراب حتى تختلط. ويؤخذ العسل
6
والصمغ والبازورد ودهن البلسان، فتجمع في طنجير وتسخن وتساط حتى
7
تختلط ناعمًا ثم تصب على الأدوية الأخرى في هاون، وتدق، وتقلّب مرات
8
حتى يستحكم خلطها ثم تجعل في برنية فضة أو رصاص قلعي قدر ثلثيها،
9
ولا تُملأ ويشد رأسها بجلد ويكشف كل يوم ساعة. وتستعمل بعد ستة
10
أشهر إلى سنة.
11
صفة أقراص الأفاعي: تؤخذ أفاعي إناث وعلامتها أن يكون لها
12
أكثر من نابين. لأن للذكور نابان فقط. ويختار منها ما كانت تضرب
13
إلى الشقرة وكانت سريعة الحركة تكثر رفع رأسها، خصبة سمينة حمراء
14
العيون عريضة الرؤوس أدبارها بالقرب من أواخر أذنابها، وتصاد في وقت
15
الربيع ولا تصاد من شط بحر، ولا من سبخة، ولا من موضع بقربه ماء
345
1
مالح. وإذا صيدت فلتُقطع على المكان من رؤوسها وأذنابها قدر أربعة
2
أصابع. وإن قطع منها ذلك، فإن كانت تتحرك بعد ذلك، وتضطرب
3
ويجري منها دم كثير فإنها موافقة، وإن كانت بالضد فلا تستعمل. ثم
4
تسلخ جلودها وينقى ما في بطونها ثم يرمى به، وتنظف غسلًا بماء عذب
5
وتقطع وتطبخ في برمة نظيفة بماء وملح وشبت حتى يتهرأ اللحم ويتبرأ عن
6
العظم. ثم تُنَقَّى من العظام، ويصفَّى المرق عن اللحم. وليكن نار فحم
7
البلوط متأججًا ثم يُعصر اللحم ليتبرأ من الرطوبة. ثم زنه وألقِ عليه مثل
8
ربعه كعك قليل الخمير قريب من الفطير لا حموضة فيه اصلًا، جيد
9
التجفيف مسحوقًا مثل الكحل. ويدقُّ مع اللحم، ويُبَلُّ بشيء من ذلك
10
المرق، ويقلب بالدق مرات حتى يختلط ناعمًا ثم يتخذ أقراصًا رقاقًا.
11
ويمسح المقرِّص لها يده وأصبعه بدهن البلسان. ثم تجفف في الظل،
12
وتقلّب كل ساعة، وتكون في بيت يابس لا ندى فيه. فإذا استحكم
13
جفافها رفعت في إناء زجاج.
14
نسخة أقراص العنصل: يؤخذ بصل العنصل في إبّان حصاد
15
الحنطة، ولا يعمد إلى الكبار جدًا ولا إلى الصغار، ويلبس عجينًا،
16
ويشوى في تنور على آجرة بقدر ما يشوى العجين، ويخرج ثم يرمى
17
بالعجين وما لاصقه ويؤخذ ما داخل ذلك، ويلقى عليه مثل نصفه كرسنة
18
مسحوقة ومنخولة بحريرة. وتقلب بالدق مرارًا حتى تختلط وتعجن بشراب
19
وتقرَّص بعد أن تمسح اليد بدهن ورد وتجفف على ما ذكرنا وترفع في إناء
20
زجاج.
21
نسخة أقراص أندروخون: دار شيشعان وقصب الذريرة وقسط
22
وعيدان البلسان وأسارون وجعدة وفو وحماما ومصطكي وزهرة الأقحوان
23
الأبيض من كل واحد ستة مثاقيل. وفقاح الأذخر عشرون مثقالًا، وراوند
24
صيني وسليخة ودار صيني من كل واحد عشرون مثقالًا وسنبل الطيب
25
وساذج من كل واحد ستة عشر مثقالًا. ومر أربعة وعشرون مثقالًا
346
1
وزعفران اثنا عشر مثقالًا. يجمع بعد النخل بهذا الوزن، ويعجن بشراب
2
ريحاني ويقرّص ويجفف في الظل.
3
محنة الترياق:
4
تسقى فرُّوجة أو كلب شيء من البيش، ويرسل عليه أفعى لتنهشه.
5
ثم يؤخذ على المكان ترياق فإنه يتخلص. أو يسقى إنسان من السقمونيا،
6
فإذا أخذ يسهل، سُقي من الترياق قدر نبقة أو بندقة، فإنه يقطع
7
الإسهال. وكذلك يفعل بالقيء الشديد الغالب. ومن عظم منافعه
8
التخليص من نهش الأفاعي وشرب السموم القاتلة والجذام. وله بعد
9
منافع كثيرة دون هذه.
10
|VIII.3|في لدغ العقارب:
11
مما ينفع من لدغ العقارب أصول الحنظل إذا جفف وشرب منه
12
مثقال بماء. أو يشرب وزن مثقال من الجنطيانا الرومي بماء أو بشراب. أو
13
يشرب وزن مثقال من دواء الحلتيت بأوقية شراب، ويشد ما فوق اللدغة،
14
ويكمّد الموضع بالجاورس المسخن بالنار، أو بالماء الحار، أو بالخرق
15
الحارة، أو بالملح المسخن. ويطلى بزيبق قد فُتق فيه جند بيدستر وفربيون،
16
ويدلك به دلكًا جيدًا مرات كثيرة.
17
نسخة ترياق بليغ للدغ العقارب: يؤخذ أصل الحنظل وأصل
18
الكبر وأفسنتين نبطي وزراوند وجنطيانا أجزاء متساوية. يسقى منه ثلاثة
19
دراهم.
20
ترياق الأربعة: جيد من لدغ العقرب وسائر الهوام والسّموم
21
القاتلة ويُداني الترياق الكبير وينفع من الحمى والطحال. وهو مجرّب:
347
1
جنطيانا رومي وزراوند ومر وحب الغار أجزاء متساوية. تسحق وتعجن
2
بعسل. ويرفع ويسقى عند الحاجة من مثقال إلى مثقالين ونصف بأوقية
3
شراب عتيق.
4
ترياق آخر بليغ من لدغ العقارب: جنطيانا وزراوند ومر وحب
5
الغار وقسط وجندبيدستر وسذاب يابس وفوتنج يابس وعاقر قرحا وزنجبيل
6
وفلفل وشونيز وحلتيت بالسوية، بجمع بعسل ويعطى منه مثل الجوزة
7
بشراب، وإذا عدمت الأدوية فاعتمد على الشراب العتيق والثوم، يؤكل
8
ويضمد به المكان. وعلى الإسخان بالنار. وبما حضر من الأدوية الحارة.
9
وإذا سقيت الترياق سكن الوجع. فإن حمَّ العليل فافصده من غدٍ واسْقِةِ
10
ماء الشعير والمطفئات البليغة. ولا تغفل أمره فيصير إلى مرض حاد.
11
وليتوقى أكل الكرفس في المواضع الكثيرة العقارب وخاصة الجرارات.
12
|VIII.4|في لدغ الجرارات:
13
هذه عقارب صغار تجرّ أذنابها وتكون ببلاد الخوزستان. وقد أصاب
14
أهل هذه الناحية لها ترياقًا بليغًا يسمى الترياق العسكري.
15
نسخة الترياق العسكري: قشور أصول الكبر وأصول الحنظل
16
وأفسنتين رومي وزراوند مدحرج والحشيشة المسماة الخرا وبالفارسية
17
ديناروية وطرحشقوق يابس ينعم سحقه ويسقى منه وزن درهمين. وأما ما
18
يعالج به الأطباء، فإنهم يسقون الملدوغ من الطرحشقون اليابس ثلاث
19
راحات. ويطعم التفاح الحامض، ويُسقى من سويقة بالماء البارد
20
والجلاب. وإن ثارت به حرارة عظيمة شديدة، فليسقى ماء الشعير. فإن
21
وجد مغصًا وتقطيعًا فيسعى دهن الورد وماء الشعير وماء الخيار وماء القرع
22
والرائب الحامض. ويمصّ مكان اللدغة ساعة تقع بالمحاجم، ويكوى أو
23
يوضع عليه الأدوية الحارة الجاذبة، ولا يتهاون في علاجه لضعف ما يحسُّ
24
به من الوجع. فإنه ليس يعرض عن لدغ هذه في أول الأمر وجع شديد
348
1
لكنه بعد يوم أو يومين تعرض منه أعراض رديئة، فيرم اللسان ويعرض
2
بول الدم والغشي والخفقان. وإن احتبست طبيعة العليل فليحقن بماء
3
السلق والبورق ودهن البنفسج. فإن وجد كربًا شديدًا، فليسقى ماء
4
التفاح الحامض والرمان. وإن وجد مغصًا وتقطيعًا، فليسقى دهن الورد
5
ويسقى معه ماء الشعير أو يسقى لبن حليب. وإن عرض بول الدم
6
فليفصد، ويسقى الأدوية المذكورة لذلك، ويحسى مرق فراريج سمان. وإن
7
عرض ورم اللسان فليفصد العرق الذي تحته ويغرغر بماء الهندباء
8
والسكنجبين. وإن عرض الخفقان بقوة فاسْقِه سويق التفاح بشراب التفاح
9
والرائب الحامض بأقراص الكافور. وبهذا ونحوه يعالج الأطباء من لدغة
10
الجرارات. أمّا الترياق العسكري فإنما نسخناه هاهنا لشهرته بالنفع من
11
لدغ هذه عند العامة.
12
نسخة ترياق جيد من لدغ الجرارات: طرحشقوق يابس وورق
13
التفاح الحامض وكزبرة يابسة. أجزاء متساوية. يُستفُّ منها ثلاث
14
راحات. وإن عرض في موضع اللدغة آكلة، فلتعالج بالدواء الحاد
15
ويطلى حواليها بالطين الأرمني بالخل الثقيف وسائر العلاج مما ذكرنا في
16
علاج القروح الخبيثة الأكالة.
17
|VIII.5|في نهش الرتيلا والشبث والعنكبوت:
18
أمّا الرتيلا، فهي تشبه العنكبوت الصغير المسمى بالفهد الذي
19
يصيد الذباب. وأما الشبث، فإنه يشبه العنكبوت العظيم الطويل
20
الأرجل. وأنواع الرتيلا كثيرة وأشرّها المضرّبة. ومنها ما ليس له كثير
21
نكاية. فالحمراء منها يعرض من نهشها وجع يسير وحكّة تسكن سريعًا.
22
والرقطاء يعرض منها وجع شديد وبرد في البدن ورعشة. أما البيضاء
349
1
فيعرض عن نهشها وجع يسير وحكة واختلاف في البطن. والتي على
2
ظهرها خطوط براقة وتسمى الكوكبية، فإنه يعرض عن نهشها وجع شديد
3
وحكة وخدر واسترخاء في البدن. وأمّا الصفراء التي عليها زغب، فإنه
4
يعرض عن نهشها وجع شديد جدًا ورعشة وعرق وانتفاخ البطن وربما
5
قتلت.
6
والعلاج: أن يجلسوا في ماء حار ليسكن الوجع، وأنهم إذا جلسوا
7
فيه استراحوا بعد ساعة ثم يعاودهم الوجع. فإذا سكن الوجع بعد
8
الخروج من الماء الحار فأنطل الموضع بماء قد حُلّ فيه ملح كثير وأسخنة
9
وأدخلهم الحمام وعرِّقْهم يومهم ذلك وأيامًا بعده، وضمّد الموضع برماد
10
خشب التين والنورة والقلي معجونة بالماء الحار، وأسقهم وزن درهمين من
11
الشونيز. وبمثل ذلك يعالج نهش الشبث.
12
ترياق جيد من نهش الرتيلا والشبث: شونيز عشرة دراهم ودوقوا
13
خمسة دراهم، وكمون مثله، وأبهل ثلاثة دراهم، وجوز السرو ثلاثة دراهم
14
وسنبل الطيب وحَبّ الغار وزراوند مدحرج وحب البلسان ودار صيني
15
وجنطيانا وجاوشير وبزر الحندقوقا وبزر الكرفس وبزر الشبت من كل
16
واحد درهمين. يعجن بعسل ويعطى قدر جوزة بالشراب العتيق. وينفع
17
فيه أيضًا أدوية العقرب.
18
وأما العنكبوت: فإن منه ما يعرض عن نهشه أعراض رديئة حتى
19
تبرد الأطراف، ويقشعر البدن وينتشر القضيب، ويمتد وتمتلئ البطن
20
رياحًا. فليسقى هؤلاء السذاب المجفف والسعد بشراب. ويعرقون في
21
الحمام ويسقون الحبة سوداء بشراب أو يسقون من الترياق المتخذ لنهش
22
الرتيلا، ويسقون الشراب الصرف القوي شيئًا بعد شيء يومهم أجمع.
23
|VIII.6|في لدغ الزنابير والنحل والنمل الطيّار والبق ذي الحمّة:
24
ينفع من هذه أن يطلى الموضع بالطين والخل مرة بعد مرة، ويوضع
350
1
فوقه خرقة قد غمست في الماء المبرد على الثلج. أو يضمد بطحلب قد
2
شرِّب بالخل. أو يصب عليه ماء الثلج إلى أن يخدّر. أو يطلى بالكافور
3
والماء ورد. ويعاد عليه مرات ويطرح فوقه خرقة مبلول بماء ورد مبرّد على
4
الثلج، ويحتمل قطعة من الجليد في الدبر، ويشرب ماء الثلج الكثير حتى
5
يخضر، ويدلك بورق الباذروج أو بالذباب. فإن هاجت في البدن منه
6
حرارة، فليسقى رب الحصرم والبزر قطونا، أو يؤكل شيء كثير من الخيار
7
والهندبا والخس، ويشرب من الخل بالماء ومن السكنجبين السكري
8
الحامض مع ماء الرمان والبزرقطونا. وليمصّ من ساعته مصاًّ شديدًا
9
مرات كثيرة. وينفع منه أن يضمّد بالخبازي أو البقلة الحمقاء أو عنب
10
الثعلب أو حي العالم ونحوها. وينفع من ذلك أن يُستفَّ ثلاث راحات
11
كزبرة مدقوقة مع سكر بماء ورد ويدلك بورق التوت.
12
|VIII.7|في نهش العظاية والوزغة:
13
هذه إذا نهشت خَلَّفت أسنانها في موضع النهشة فيدوم لذلك الوجع
14
إلى أن يخرج ذلك، ومما يخرجه أن يُدْلَكَ بالدهن والرماد حتى يخرج. ثم
15
يعجن الرماد بالدهن ويُضمد به الموضع. وإن دام الوجع فَلْيُمصَّ ثم
16
يوضع في الماء الحار مرات، وليسقى من الترياق المتخذ لنهش الرتيلا.
17
|VIII.8|في ما يطرد الحشرات والحيّات والهوام والسباع أو يقتلها:
18
ليتخذ في المساكن، السنانير والنموس والطواويس واللقالق وطيور
19
الماء، ونحوها مما من شأنها أن تلتقط الحشرات والدبيب. وأما في المواضع
20
العفنة فالأبابيل والنموس. وليلبس من الزمرّد الجيد الفائق أعظم ما
351
1
يمكن منه. وليضع سراجًا كثير الضوء بالبعد عن المرقد، وليكن عنده ناس
2
يتناوبون النوم، وليكونوا على أسرّة، وليقرؤوا أو يتحدثوا بصوت معتدل.
3
فإن الهوام تميل عنهم. ومما يطرد الحيّات خاصة أن يُبخّر الموضع بقرون
4
الأيل أو بأظلاف المعز أو بالكبريت أو بشعور الناس. وإن دُسَّ في كوى
5
الحيات من الحسك، هربت وإن رُشَّ البيت بماء قد حُل فيه نوشادر، فإنه
6
لم يقرب ذلك الموضع حيّة، وإن صبّ في كواها هربت بسرعة. أما إن
7
أمسك النوشادر في الفم حتى ينحل وتَفِل منه في فم الحيّة ماتت
8
لساعتها. وإن بُخّر الموضع بالزفت أو بالمقل هربت، وكذلك أن بُخِّر
9
بالسكبينج. وأن مُسح القطران على خرقة، ودست في كواها هربت. وإن
10
طلي بالإنسان راسن وجعل حول فراشه هربت عنه الحيّات وأكثر الهوام.
352
1
وإن فرش الموضع بالبرنجاسف طرد أكثر الحيات وأكثر الهوام. وإن دقَّ
2
الكبريت والخردل وجعل في كوى الحيات قتلها. ودخان خشب الرمان
3
بطرد الحيات وأكثر الهوام. ويقال إن الأفعى إذا وقع بصره على الزمرد
4
الفائق سالت عينه على المكان عن رأسه.
5
وأما العقارب: فإنه إن أخذ منها جماعة ودُخّن بها البيت (هَرَبْنَ
6
البَواقي). وإن دُخِّن بالكبريت وحافر حمار وقنا، (هَرَبْنَ). وإن صُبَّ في
7
(أجحِّرِهن) قطران لم يخرج منها (ومِتْنَ وهربن). والنمل يأكل
8
العقارب وخاصة الجرارات. وإن حُلّ الحلتيت ورُشَّ به على الموضع لم
9
تقربْه العقارب، وإن مسح قطران أو حلتيت على رسن، وأدير به على
10
الموضع لم تقربْه.
11
وأما البراغيث: فإن حشيشة تسمى ــ بالفارسية ــ كيكواشة إذا ألقي
12
منها على الفراش خُدِّرت وسكِّرت، ولم تقدر على الأذى ولا على الطفر
13
حتى تؤخذ بسهولة. وإن رش البيت بطبيخ الأفسنتين أو الشونيز أو
14
الحنظل قتلها. ويقال إنه إن حفر في وسط البيت حفرة وصب فيها شيء
353
1
من دم تيس اجتمعت إليه. وإن رش البيت بطبيخ الحسك أفنى البراغيث
2
البتة وكذلك يفعل بها ماء السذاب وماء القلي.
3
وأما البق والجراجيس: فإنها تهرب من دخان التبن وسرقين
4
البقر، وتهرب جدًا من دخان الزاج والشونيز. وإن دهن الوجه كان أقل
5
لنكايتها. وإن وضعت صحيفة ممسوحة بدهن عند الفراش أو خشب قنب
6
انتفع به.
7
وأما النحل والزنابير فيقال إنها تهرب من ريح الألية واللحم السمين
8
والشحم إذا ألقي على النار ويقال إن بخور ورق الدلب يطرد الخنافس.
9
وأما الذباب: فإن طبيخ الخربق الأسود يقتلها. والتدخين بالكندس
10
يقتلها وكذلك ريح الزرنيخ الأصفر يقتلها. والتبخير بالكندس يقتلها
11
أيضًا.
12
أما الفار: فإن المرداسنج وخبث الحديد والخربق والسك المعدني،
13
أيها أخذ منها وعجن مع الدقيق وطرح لها (فأكلن منه مِتْنَ) (وإن دُخّن
14
البيت بزاج هَرَبن منه). ويقال إنه إن أخذت فارة وربطت بخيط وسُلخ
15
وجهها وتركت وسط البيت (هربن البواقي) وإن أخذت واحدة عظيمة
16
وأخصيت وأطلقت قتلت الباقي وأفنتها.
17
وأما النمل فيهرب من القطران ومن الكبريت ومن الحلتيت. وإذا
18
صُبَّ في مساكنها منه ماتت. وإن لطخ (بها حواليها لن يخرجوا).
19
وأما السباع: فيقال إن الأسد يفرّ من الديك الأبيض ومن الفارة.
354
1
والذيب لا يقرب موضعًا فيه عنصل. والنمر يقال إنه يخاف ويهرب من
2
شجرة تدعى شجرة المرار. والأسد، يهرب من خشب يقال له خشب
3
الأسد وفي نسخة (الاسددار) وهو الصفصاف. وأما سنانير البر والدلق
4
فإنها (يَفِرْنَ) من ريح السذاب. واللوز المر. وبصل الفار يقتل الثعالب.
5
والخربق يقتل الخنازير والكلاب والأسد وأكثر السباع. والنمر تقتله
6
حشيشة تدعى خانق النمر.
7
|VIII.9|في عَضِّ الكلاب غير الكلبة والسباع والنموس والإنسان:
8
إن شرَّ ما يكون من عَضِّ هذه إذا كانت جائعة. وينفع من عضها
9
أن يوضع عليها بصل وملح وعسل يومًا وليلة، ثم تعالج بالمرهم الأسود
10
المتخذ من الشحم والشمع والزيت والزفت والبارزد. وإن هذا المرهم هو
11
أجود المراهم للعض ونشوب المخالب وجميع الجراحات التي مع الرَّضِّ
12
والفسخ. وإن عولج بهذا المرهم (عَضَّة الكلب والإنسان من أول أمره
13
أبرأه)، وأما عَضَّة الأسد أو النمر أو الفهد، فينبغي أن يوضع عليها أولًا
14
ما يجذب. ثم يغسل بخل وملح ثم يعالج بهذا المرهم.
15
|VIII.10|في عَضَّةِ الكَلْبِ الْكَلِبِ:
16
إن الآفة التي تتبع عضة الكلْب الكَلِب عظيمة جدًا. ومن أجل
17
ذلك ينبغي أن يتوسع في ذكر علامات هذا الكلب ليهرُب عنه الناس (أو
18
يسرعون) بقتله.
19
والكلبُ يُكلَبُ على الأكثر في صميم الصيف، وربما يُكلب في
355
1
الشتاء. وإذا كلب امتنع عن الأكل والشرب، وهرب من الماء إذا رآه وربما
2
مات إذا هو رأى الماء. ويفتح فمه ويدلع لسانه ويسيل من فمه زَبَدٌ ومن
3
أنفه رطوبة وتحمرُّ عيناه كالدّم ويُطأطئُ رأسه نحو الأرض ويرخي أذنيه
4
ويدسُّ ذنبه بين رجليه، ويتخبط في حركته كالسكران، ويحمل على كل
5
من يلقاه ويعضه ولا يعرف أربابه. وتهرب عنه الكلاب ولا ينبح إلّا
6
قليلًا، وإذا نَبَح كان صوته أَبَحّ. فإن ظهرت هذه العلامات أو بعضها في
7
كلب، فينبغي أن يبادر إلى قتله أو يهرب عنه.
8
وإن من عَضَّه هذا الكلب لم يظن أنه بحال سوء في أول أمره، وإن
9
هذه ليست أكثر من عضَّة اعتيادية. لكنه بعد قليل تهيّج به أعراض رديئة
10
فيفزع من الماء، ولا يشربه وإذا رآه ارتعد وارتعش، وربما تشنج ومات.
11
ويخاف من كل شيء رطب سائل، ويهرب منه حتى يموت عطشًا. وربما
12
كَلِبَ هو، فيحمل على الناس يعضهم ويصيب من عضّه هذا الإنسان بمثل
13
ما أصابه. وإن علمت أن الكلب الذي عض العليل فيه بعض هذه
14
العلامات. فبادر من ساعتك، فضع على الموضع محجمة وليجاد شرطه
15
ومصّه حتى يسيل منه دم كثير. ويوضع على الموضع ما يوسعه ويمنع
16
التحامه مثل السلق والجرجير والبصل مخبّصة بالسمن والمرهم المقرِّح المتخذ
17
من عسل البلاذر والزفت المذكور في بابه. وان كويته في أول ما يقع،
18
عَظُمَ الانتفاع به. واستعمل المحاجم والكَيّ إلى ثلاثة أيام. فإذا جاوز
19
اليوم الثالث فلا تُعذِّب العليل بذلك لأن السُّمَ قد سرى في بدنه. لكن لا
20
تدع الجرح يلتحم على حال، بأن تضمده بالجرجير والسمن أو ببعض ما
21
ذكرنا. وأقبل على العليل بالعلاج المحكم قبل أن يفزع من الماء بعد
22
أسبوع أو أسبوعين، وإلى الأربعين يومًا، وربما لم يفزع هؤلاء من الماء إلّا
23
بعد ستة أشهر أو سنة. وهؤلاء هم أصحاب الأمزاج الرطبة جدًا، فابدأ
24
في علاجهم بالإسهال وبالحبوب بالأدوية المذكورة في باب الماليخوليا.
25
وأوسع عليهم في الغذاء ودبّرهم بذلك التدبير بعينه من الغذاء والحمام،
26
واسقهم اللبن والشراب الكثير المزاج بالماء. ورُم أن تزداد أبدانهم خصبًا
356
1
على ما ذكرنا في باب الماليخوليا. وأوسع عليهم في الغذاء من اللحوم
2
والحلو والشراب. وامُرْهُمْ بكثرة النوم واللهو، وبالجملة فدبّرهم بتدبير
3
أصحاب الماليخوليا وأطعِمْهم خبز حواري محمص مبلول بماء كثير واسْقِهمْ
4
دواء (السرطان لجالينوس).
5
نسخة الدواء: يؤخذ سراطين نهرية فتحرق في قدر في تنور وهي
6
حيَّة ولا يفرّط في حرقها ثم تسحق ثم يؤخذ منها عشرة أجزاء، ومن
7
الجنطيانا خمسة أجزاء، ومن الكندر جزء واحد، ثم تجمع وينعّم سحقها،
8
ثم ترفع ويسقى منها العليل كل يوم درهمين غدوة، ومثلها عشية في الأيام
9
التي لا تسهله فيها بماء بارد أيامًا كثيرة. فإن جالينوس زعم بأنه لم يرَ أحدًا
10
ممن سقي هذا الدواء ممّن نَهَشَهُ كَلبٌ كَلِبٌ فزع من الماء. وإذا فزع العليل
11
من الماء لم يكد يتخلص إلّا أنه على حال تدخله مكانًا باردًا، ويحتال بأن
12
توضع أنبوبة طويلة في فمه، ويصب الماء فيها من حيث لا يراه. وتغرق
13
رأسه بالدهن وجسده كله واحقنه بماء الشعير ودهن الورد وعصير
14
الأسفيوس أو البقلة الحمقاء ونحوهما ليسكن بعض عطشه. وقد كان
15
عندنا في البيمارستان رجل قد عضَّه كَلبٌ كَلِبٌ، فكان ينبح بالليل. ولم أره
16
قط إذا قدم إليه الماء يفزع منه ويرتعد لكنه كان يستدعيه ويشكو شدة
17
العطش. فإذا قرب إليه الماء تكلّح وجهه. وعافه، وقال: فيه قذر فإذا
18
سألناه أي قذر فيه قال مصارين الكلاب والسنانير، ثم طلب الماء وتضرع
19
إلينا أن نجيئه بغيره. وإذا جئنا بغيره قال مثل قوله الأول وخاصمنا
20
وغضب. وناشدنا الله أن نسقيه ماءً نظيفًا طيبًا. وقد حكى جماعة من
21
قدماء الأطباء أنه إذا عضّ إنسانًا كلبٌ ولم يعلم أكَلْب كلِب كان أم غيره،
357
1
فينبغي أن تؤخذ قطعة خبز ملطخة بالدم السائل من العضَّة، وتطرحها إلى
2
كلب (آخر) فإن أكلها فإن العضة ليست عضة كلب كلِب، وإن لم
3
يأكلها، فإن العضة هي عضة كَلْب كلِب. أو يؤخذ جوز ويدق ويُضمّد به
4
الموضع ليلة ثم يطرح من غدٍ إلى دجاجة أو ديك، فإنه لا يأكله وأما إن
5
كان شديد الجوع جدًا، وأكله فإنه يموت من غد. وينبغي إذا ظهرت هذه
6
العلامات أن يبادر بتوسيع الجرح والعلاج المذكور. وإذا لم يظهر ذلك
7
فينبغي أن يلحم الجرح فقط.
8
|VIII.11|في سقي البيش:
9
من سُقي البيش أخذه الدوار والصُّداع ثم توالى عليه الغَشي وورم
10
لسانه وجحظت عيناه. فينبغي أن يتقيأ مرات بعد أن يُسقى كل يوم طبيخ
11
بزر الشلجم مع سمن عتيق. فإذا قاء مرات طُبخ البلوط بشراب وسُقي
12
منه أربع أواق مع نصف درهم دواء المسك قد سُحق فيه قيراط مسك
13
فائق. ومما يعظم نفعه منه سمن البقر والبادزهر الأخضر والأصفر الخالص
14
الممتحن وترياق الأفاعي والجرارات والمتروديطوس. وينبغي إذا حضر أحد
15
هذه الأدوية أن يبادر بسقيه من أحدها، وإن لم تحضر عولج بسائر ما
16
ذكرنا. وقد ذكر قوم من القدماء أن أصول الكبر ببادزهر البيش هو سمٌّ
17
قويٌّ قَلَّ ما يتخلص منه.
18
|VIII.12|في سقي قرون السنبل:
19
من سقي هذا، بال الدم واسودّ لسانه، وعرضت له أعراض
20
البرسام. فليعالج بعد القيء بأن يسقى مثقالا من الكافور بأوقية من الماء
358
1
ورد. ويضمّد كبده بكافور قد سحق بماء ورد. ويسقى بعد ذلك سويق
2
الشعير بماء ثلج كثير وجلاب، ويكثر من أكل الرمان الحامض والخيار
3
ويسقى الرائب وماء الشعير وماء عنب الثعلب.
4
|VIII.13|في سقي مرارة النمر:
5
من يسقى هذا من ساعته، يتقيأ مرة خضراء ويجد طعم الصبر في
6
فمه. ومتى يستنشق نَفَسه ثم وجد ذلك واصفرّت عينه، فليسقى هذا
7
الترياق: وصفته طين مختوم وحب الغار جزء جزء، وانفَحَة الظباء أربعة
8
أجزاء، وبزر السذاب ومر من كل واحد نصف جزء، ويعجن بعَسل
9
ويعطى مثل الجوزة، ومتى تقيأ أعيد عليه. ويجلس في ماء الرياحين وهو
10
حار، فإن جاوز ثلاث ساعات من النهار، فإنه يرجى له الخلاص.
11
فليعالج حينئذ بعلاج من أصابته هيضة.
12
|VIII.14|في سقي مرارة الأفعى:
13
من سقي هذا لم يتخلص البتة إلّا أن يشاء الله. وإن نفع منه شيء
14
فترياق الأفاعي والمتروديطوس، وإن لحق سريعًا فالبادزهر الفائق. وينفع
15
منه غاية النفع أن يوجره السمن ساعة يُسْقى مرة بعد مرة وهو مسخن
16
ويقيأ به، وإذا توالى عليه الغشي أو جر الشراب وماء اللحم المتخذ من
17
الفراريج مع شيء يسير من دواء المسك أو المسك نفسه.
18
|VIII.15|في سقي طرف ذنب الأَيَل:
19
ينبغي أن يتقيأ مرات بأن يسقى سمن وعسل مُفَتَّر ويعاود، ثم
20
يؤخذ بندق وفستق وفيلزهرج فيجمع ويعطي مثل النبقة أربع مرات كل
21
يوم.
359
1
|VIII.16|في سقي عَرَق الدابة:
2
من سُقي منه ورم وجهه واخضرّ وأخذته الخوانيق وسال من بدنه
3
عرق كثير منتن. فليتقيأ بماء وعسل مرات، ثم يسقى روسختج ودهن ورد
4
مرات. ثم يسقى نصف درهم زراوند ومثله ملح اندراني بماء فاتر ويعطى
5
ترياق الطين المختوم.
6
|VIII.17|في سقي الذَّراريح والميويزج الجبلي واليبروح:
7
من سقي منها أخذه وجع في العانة ومغص وتقطيع وحرقة البول،
8
وربما بال دمًا مع وجع شديد، وربما احتبس بوله ثم اندفع مع الدم بلذعة
9
وحرقة شديدة، وربما ورم القضيب والعانة ونواحيهما، كما يعرض له حرقة
10
في فمه وحلقه والتهاب شديد وحمى واختلاط. فليقيأ بماء حار ودهن الخل
11
وطبيخ التين مرات، ثم يسقى لبنًا كثيرًا متداركًا، ويسقى لعاب
12
البزرقطونا بالجلاب أو يسقى ماء البقلة الحمقاء، ويكثر من إطعامه الزبد
13
ويحقن بماء الشعير والخطمي وبياض البيض ويقطر في إحليله قطرات من
14
دهن الورد، ويُحسَى مرق فراريج مسمّنه ودهن لوز ويجلس في الأبزن،
15
ويطعم التين ويشرب طبيخه مع شراب البنفسج، ويديم شرب اللبن ما
16
أصاب المغص والتقطيع. وإن وجد في ناحية العانة ثقلًا شديدًا وكان بعيد
17
العهد بالفصد فليفصد الباسليق. وينبغي أن لا يزرق في إحليله ما ذكرنا
18
بزّراقة، ولكن بقمع صغير متخذ من الشمع وأسفله قصبة من نصل
19
ريشة.
20
|VIII.18|في سقي الأفيون:
21
هذا يقتل منه وزن درهمين فأكثر. ومن سُقي منه عرض له الكُزاز
22
والسبات. وربما عرضت له حكه شديدة في بدنه ويشتم منه ريح الأفيون.
23
وربما غارت عينه وانعقل لسانه وتكمدت أظفاره وتصبب منه عرق بارد
360
1
وأصابه تشنج عند قرب الموت. وأخص العلامات له السبات واشتمام ريح
2
الأفيون من بدنه. فابدأ علاجه بالقيء بماء العسل والشبت والملح الهندي،
3
ثم احْقُنه بالحقنة الحارة المذكورة في باب القولنج، واسْقِهِ شرابًا عتيقًا قويًا
4
قد طرح فيه دار صيني مسحوق سحقًا متواترًا، ويعطس بالكندس
5
والجندبيدستر، ويسخن رأسه بالتكميد ويمنع من النوم. كما يُعطى من هذا
6
الترياق بقدر بندقة إلى جوزة بمقدار صعوبة الأعراض وسهولتها ثلاث
7
مرات في اليوم: يؤخذ جندبيدستر وحلتيت وفلفل وأبهل بالسوية ويعجن
8
بالعسل. واعطه السقمونيا واطعمه الثوم والجوز متخذًا طعامًا بالزيت
9
واسقه بعقبه شرابًا قويًا صرفًا قد نقع فيه دار صيني. وامرخ بدنه كله
10
بدهن القسط ودهن السوسن وهو حار واسْقِهِ الجندبيدستر كل ساعة. وإن
11
اشتدت الحكَّةُ فَلْيُدخل في ماء حار. وينفع منه تجرُّع الخل الحار الثقيف
12
جدًا.
13
|VIII.19|في سقي الشَّوكران:
14
من سُقي هذا عرضت له غشاوة في البصر واختناق وبرد الأطراف
15
وامتداد. فينبغي أن يُقيأ، ثم يحقن بما ذكرنا، ثم يسقي الشراب القوي
16
الصرف كل ساعة، ويعطى من ترياق الأفيون مرات. ويُعطى وزن درهم
17
فلفل بأوقية شراب.
18
|VIII.20|في سقي اليبروح وهو أصل اللفاح:
19
من سقي هذه عرض له اولًا دوار ثم سكر واحمرار العين ثم سبات
20
شديد غالب. فليعالج وليُحْقَن ويجعل على رأسه خل وخمر ودهن ورد
21
ويجرّع الخل الثقيف قد نقع فيه صعتر وافسنتين. وإذا سكنت الحمرة عن
361
1
وجهه وعينيه وان بقي به سبات، سقي ترياق الأفيون والشراب وسائر ما
2
ذكرنا في باب الأفيون وعولج به كله.
3
|VIII.21|في سقي جوز ماثل:
4
هذا إن سُقي منه شيء قليل إلى نصف درهم أسكر سكرًا ثقيلًا
5
فقط. وإن سُقي منه شيء كثير قتل. فليعالج بعلاج اليبروح. غير أنه
6
يوجر سمنًا مسخّنًا وزبدًا ويوضع أطرافه في الماء الحار، ويتقيأ مرات ثم
7
يعالج بسائر ما ذكرنا في علاج من شرب اليبروح.
8
|VIII.22|في سقي البنج
9
يعرض لمن سقي هذا سكر شديد واسترخاء الأعضاء وزَبَد يخرج
10
من الفم وحمرة في العين. فليتدارك بالقيء بماء العسل وطبيخ التين
11
والبورق. ثم يسقى لبنًا حليبًا مرات كثيرة. فإن كفى ذلك والإعولج
12
بعلاج الأفيون.
13
|VIII.23|في سقى الكزبرة الرطبة:
14
من سقي ماء الكزبرة قدر نصف رطل أو أكل منها رطبة شيئًا كثيرًا
15
عرض له سدر ودُوّار واختلاط ثم سبات. ويفوح من جسده ريح الكزبرة
16
وبحّ الصوت منه. فليقيأ أولًا ثم يطعم صفرة البيض النيمبرشت بالفلفل
17
والملح ويطعم مرقة دجاجة سمينة، ويسقى عليه شرابًا صرفًا قويًا قليلًا.
18
فإن كفى وإلّا سُقي الشراب بالدار صيني أو بالفلفل.
362
1
|VIII.24|في سَقي البِزْرَ قَطْونا:
2
ربما حدث عن شرب البزر قطونا إذا دُقَّ وأَكثِر منه أو من غير
3
المدقوق. غمّ وكرب وضيق النفس وسقوط القوة والنبض والغشي،
4
وربما قتل شاربه. فليتدارك هؤلاء بالقيء بماء حار وعسل وشبت وبورق
5
وملح هندي. ثم يطعمون صفرة البيض النيمبرشت بالملح والفلفل
6
والحلتيت، ويسقون شرابًا صرفًا قويًا قليلًا قليلًا.
7
|VIII.25|في الفطر والكمأة القَتَّالَيْن:
8
إن من تعرّض لنوع رديء من هذه لا سيما من الفطر، فإنه ينبغي
9
أن يتوقى البتة إلّا المأخوذ منه من الأماكن المعروفة. لأن المأخوذ منها قد
10
علم أنه لم يضرّ أحدًا. ولا يكثر منه البتة ولو كان جيدًا. أما ما كان فيه
11
سواد أو خضرة أو تطوّس أو كان يفوح منه رائحة كريهة أو كان نابتًا
12
عند جحور لا يدري أجحار هَوامٌ (هُنَّ) أم لا. أو بالقرب من شجرة لها
13
كيفية قوية فينبغي أن يتوقى. وقد يحدث عن الإكثار من أكل الفطر الجيد
14
خوانيق وقولنج. وأما الرديء فيحدث منه ضيق النفس وغشي وعرَقَ
15
بارد، وربما قتل بسرعة فينبغي إذا حدث ذلك أن يبادر فُيسقى العليل
16
شيء من المري النبطي مع بورق الخبز والملح الهندي، أو يُسقى عصير
17
الفجل مع بورق، أو عصير الفوتنج مع سكنجبن وبورق. أو يحرق خشب
18
التين ويصب الماء على رماده ثم يصفى ويسقى منه. ثم يُسقى بعد أن
19
يتقيأ بماء العسل أو يُعطى الفلافلي والكمّوني ونحوها ويسقى شرابًا عتيقًا
20
قويًا قليلًا قليلًا.
21
|VIII.26|في اللَّبن إذا جَمُدَ في المعدة:
22
كثيرًا ما ينعقد اللبن الحليب في المعدة بعد شربه وخاصة ما له غلظ
363
1
ومتانة. وإذا جَمُدَ اللبن في المعدة عرض عنه الغشي والعَرَق البارد
2
والنافض. وكثيرًا ما يقتل إن لم يتدارك. ومما ينفع من ذلك أن يُسقى من
3
أنفحة الأرنب مثقالًا مع أوقية خل خمر ثقيف. أو يُسقى من الحلتيت بقدر
4
حَبّة باقلاء. أو يَسقى من لبن التين المجفف قَدْرَ درهم أو يستفُّ سفّة من
5
الحرَّف مع ماء حار. أو يَسقى الفوتنج اليابس خمسة دراهم مع الخل أو
6
يسقى ماء الفوتنج والسكنجبين الحامض العسلي حتى يتقيأ ذلك وإلا
7
فاسْقِه ماء العسل مع طبيخ بزر الكرفس واعطه ماءً حارًا مرات كثيرة ليتقيأ
8
ويبعد تلك الأعراض البتة. وقد تحدث هذه الأعراض عن جمود الدم في
9
المعدة وتعالج بهذا العلاج بعينه. وأما جموده في المثانة فليعالج بعلاج
10
الحصاة.
11
|VIII.27|في الشواء المغموم:
12
كل ما غُمَّ مما يشوى ساعة يخرج من التَّنور ولُفَّ قبل أن يتنفس
13
مُديدة لفًًّا محكمًا ليمنع خروج البخار منه البتة فإنه يعرض عن أكله
14
اطلاق البطن والقيء وأعراض الهيضة والغشي. وربما قتل وربما أفقد
15
العقل يومًا أو يومين ثم انحل من ذاته. فمن عرض له عن أكل الشواء
16
غمّ ودوار وسالت عينه وعَرِق، فليبادر بالقيء مرات حتى إذا استنظفه
17
كله سقي الميبة والمَيسوسَنْ والشراب الريحاني مع ماء السفرجل أو
18
التفاح وشيء من دواء المسك. وليمنع النوم والحمام إلّا أن يهيج القيئ
19
الشديد والانطلاق. فأن هاج به قيء واختلاف شديد فليعالج بعلاج من
20
اصابته هيضة.
364
1
|VIII.28|في أَكْل السّمكِ البارد:
2
أنه ربما عرض عن أكل السمك المشوي إذا برد، وأكل بعد يوم
3
وكان موضوعًا في المواضع الندية، اعترته الأعراض الحادثة عن أكل الفطر
4
الرديء. فمن عرضت له هذه الأعراض عن ذلك، فليتقيأ ثم يسقى
5
الشراب بالفلفل ويعالج بعلاج الفطر القَتَّال.
6
|VIII.29|في اللَّبن الفاسد:
7
إن اللبن ربما استحال إلى كيفية رديئة ومال عن الحموضة التي
8
يستحيل إليها في أكثر الأمر إلى حال عفن ورداءة. ويعرض عن أكله الهَيْضَة
9
القوية القتالة. وربما عرض ذلك عنه إذا أعطي ساعة يحلب قبل أن
10
يتنفس ويخرج بخاره. فمن عرض له عن أكل اللبن المنكر الريح غشيّ أو
11
دوار وعصرٌ في فم المعدة، فليبادر بالقيء بماء العسل مرات ثم يسقى
12
شراب صرف مع جوارشن الفلافلي، وتكمد معدته بدهن الناردين.
13
|VIII.30|في اللبوب التي قد خمّت والأدهان التي قد زَنِخَتْ ونحوها:
14
كل ما يخّم من هذه اللبوب فإنه رديء، كالجوز والنارجيل، وما
15
يجري مجراه. وكذلك الأدهان ولبّ حَبِّ الخروع ونوى المشمش واللوز المر
16
والخوخ ونحوها. فإنها كلها رديئة إذا أكلت لا سيما إذا أُكثر منها. فإن
17
احتيج في حالة ما إلى علاجها فليتقيأ العليل ثم يُسقى رُبَّ الحِصْرِمِ
18
والتفاح والريباس ونحوها. ويغتذي بأغذية مشهيّة.
19
|VIII.31|في سقي الضفادع الآجامية والنهرية:
20
يعرض لمن سقي من هذه رهلٌ في البدن وكمد اللون وغشي وقذف
365
1
المني. فإن تخلصوا تساقطت اسنانهم وانتثرت شعورهم، فليقيؤوا
2
مرات كثيرة حتى يستنظفوا ثم يُحملوا على العَدْوِ ويعرّقوا في الحمام بعد
3
القيء والإسهال، ويسقوا بعد ذلك دواء الكُرْكُم الكبير ودواء الملك. فإن
4
ادّاهم ذلك إلى فساد المزاج عولجوا بما في بابه.
5
|VIII.32|في سقي الأرنب البحري
6
يعرض لمن سقى هذا وجع في المعدة شديد لا يطاق وعسر البول
7
وضيق النفس والربو ونفث الدم وعرق منتن وقيء مفرط. فإن لم يمت
8
عاجلًا تأدى به الأمر إلى السل إن لم يعالج، وليسقى من اللبن
9
والشراب ممزوجين أو مترادفين مرات كثيرة، ويسقى قبل ذلك ماء الخيار
10
وماء ورق الخطمي الرطب. وليسقى بعد ذلك في اليوم الثاني إذا سكنت
11
الأعراض قليلا حبًّا متخذًا من سقمونيا وخربق أسود وغاريقون ورُبّ
12
السوس وكثيراء بالسوية، ويسقى منه وزن درهم واحد بجلاب. وإن أدّاه
13
ذلك إلى السعال والربو فليؤخذ علاجه من بابه، وليفصد أولًا ثم يعالج
14
بعلاج من به قرحة في رئته.
15
|VIII.33|في سقى الجندباد ستر الرديء:
16
قد يعرض لمن أكثر من الجندبادستر أو أخذ منه شيئًا رديئًا، أعراض
17
السرسام الحار وربما قتل سريعًا. فليسقى هؤلاء بعد أن يقيئوا بماء حماض
18
الأترج والخل خمر ورائب البقر وماء التفاح الحامض. وإن لماء التفاح هذا
19
خاصية نفع من سقي الجندبيدستر وكذلك لبن الأتن:
366
1
|VIII.34|في مَنْ سُقي التافسيا وهو صمغ السذاب البري
2
يعرض عن هذا حرقة في الحلق والمعدة لا تطاق، وجحوظ العين
3
وحمرة الوجه وشري في البدن، فليقيأ ثم يسقى اللبن والزبد مرات ثم
4
يسقى ماء الشعير حتى تسكن عنه الأعراض وليغرغر باللبن ودهن الورد.
5
|VIII.35|في شرب البلاذر:
6
يعرض عن أخذ البلاذر أمراض حارّة وربما عرض عنه وسواس،
7
فيسقى مَنْ أخذ منه من الزبد والسمن ودهن الخل حتى يسكن المغص
8
واللذع إن كان يجد منهما شيئًا في بطنه وحلقه. ثم يسقى ماء الشعير
9
ورائب البقر الحامض، وينشق دهن البنفسج وينطل رأسه بالأشياء
10
المذكورة في باب السرسام. ويسقى لعاب البزر قطونا بالجلاب وماء
11
الرمان. ويبرد جملة تدبيره ويرطب. ومما ينفع من البلاذر بخاصة فيه الجوز
12
فإنه بادزهر البلاذر.
13
|VIII.36|في مَنْ سُقي الدفلي:
14
هذا يقتل الحمير خاصة والدواب وأكثر البهائم والناس. وينفع منه
15
بعد القيء أن يوجر طبيخ التمر والحلبة. وينفع منه بخاصية فيه بزر
16
القتجنكشت يؤكل منه أو يسقى طبيخه للناس وللدواب. ويعرض عن
17
اخذ الدفلي انتفاخ البطن والكرب واللهيب. وينفع منه في الابتداء ساعة
18
سقيه القيء. وبعد القيء يسقى عصارة الأشياء اللعابية اللزجة كورق
19
الخطمي والسمسم والأشياء الدسمة كالزبد والسمن. وأن يحقن بماء
20
العسل والبورق ثم بالألعبة والأدهان. وينفع منه التين والعسل والسكر
21
وجميع الأشياء الحلوة والدسمة، وإن كان نابتًا في الماء فليتوقى شربه إلّا أن
22
يكون ماء كثيرًا. فإذا ألجئ إلى شربه فليمزج بالجلاب وبالأشياء الحلوة.
367
1
|VIII.37|فيمن أخذ العنصل وأَضرَّ به:
2
هذا إذا أكثر منه قرَّح الأمعاء وجداول الكبد. فمن حدث به عن
3
شربه مغص وتقطيع فليسقى اللبن المطبوخ بقطع الحديد المحماة ويعطى
4
سفوف البزور. ويغذّى بصفرة البيض ويعالج بسائر العلاج المذكور في
5
باب قروح الأمعاء.
6
|VIII.38|فيمن أضرّ به شرب الأنجَرَة:
7
ربما عرض عن مثل هذا مثل ما يعرض عن العنصل: فليعالج
8
بعلاجه. وربما عرض عنه سعال مؤذ فليعالج بماء الشعير والجلاب وأدوية
9
السعال اللينة.
10
|VIII.39|فيمن أضرّ به شرب الماء البارد:
11
ربما عرض عن شرب الماء الشديد البرد إذا شرب منه مقدار كثير أو
12
بعقب حمام أو رياضة أو على الرّيق من غير خمار، وجع في الكبد من
13
ساعته ويؤدي إلى سوء المزاج والاستسقاء. فإذا عرض عن شرب الماء
14
البارد ما ذكرنا فليتبع بشيء من شراب صرف قوي ويهجر الأغذية الباردة
15
أيامًا، ويضمد الكبد بالضماد الحار المذكور في بابه. فإن حدث به سوء
16
مزاج عولج بما ذكرنا في بابه.
17
|VIII.40|في شرب الجبسين:
18
يعرض عن سقيه قولنج صعب شديد واختناق وجفاف في الفم.
19
فليسقى ماء العسل والأشياء اللعابية مثل عصارة الخطمي الرطب والبقلة
368
1
الملوكية ولعاب بزر الكتان. ثم يسقى ثلاث دراهم سقمونيا في جلاب،
2
فاذا أمشاهم ذلك نُظر، فإن سكنت الأعراض كلها فذاك. وإن بقي
3
منها شيء عاود الاستمشاء، وإن حدث عنه سحج عولج بعلاجه.
4
|VIII.41|في سقي المرتك:
5
يعرض عنه احتباس البول والرجيع وثقل اللسان وورم في البدن،
6
فليسقى طبيخ التين والشبت والبورق. فإن تقيأ بسهولة وإلّا أعيد عليه،
7
وإن قل مقدار القيء وقويت الأعراض، سُقي السقمونيا على ما ذكرنا أو
8
يسقى مسهلًا قويًا ويحقن بحقنة قوية. ويواتر شرب ماء العسل مع أخذ
9
الدواء المسهل. فإذا انتهى فعل المسهل، فليعطى من هذا الدواء مرات:
10
يؤخذ بزر الكرفس جزء وافسنتين ومر بالسوية نصف جزء. يعطى
11
منه مثقالين بأوقية شراب وأوقية طبيخ الكرفس. فإذا دُرّ البول ولانت
12
الطبيعة فقد بَرأ.
13
|VIII.42|فيمن سقي الزئبق أو صُبّ منه في أذنه: أو السك أو الزنجفر:
14
أما الزئبق العبيط فلا أحسب أن له كثير مضرة فيما إذا شرب،
15
أكثر من وجع شديد في الأمعاء والبطن ثم يخرج كهيئته لا سيما إن تحرك
16
الإنسان. وقد سقيت منه قردًا فلم أره عرض له إلا ما ذكرت وخمّنت ذلك
17
من تلويه وقبضه بفمه ويديه على بطنه. وقد ذكر بعض القدماء أنه
18
يعرض عنه مثل إعراض المرتك وأنه ينبغي أن يعالج بعلاجه.
369
1
وأما إذا صُبَّ منه في أذنه فهذا له نكاية شديدة. وأما المقتول منه
2
والمصعد خاصة فإنه قاتل رديء حار جدًا يهيج منه وجع شديد في
3
البطن ومغص ومشي الدم فليعالج بأن يسقى ماء العسل مرات كثيرة
4
ويحقن به بالبورق حتى إذا استفرغت الطبيعة مرات سقي الأدوية النافعة
5
من السحج كاللبن المطبوخ والبزور اللينة والألعبة وشحم الماعز، وحَقَنه
6
بمثلها بما قد ذكرنا في باب السحج. وأمّا ما صُبَّ منه في الأذن فإنه يعرض
7
منه وجه شديد واختلاط في العقل وتشنج. ويحس بثقل شديد في الجانب
8
الذي صب فيه. فينبغي أن يميل رأسه إلى ذلك الجانب ثم يحجل
9
حجلًا كثيرًا، وقد استند واستمسك بشيء، ويتعطس بالكندس ويمسك
10
الأنف، ثم يصب في الأذن دهنًا مسخنًا أسخن ما يحتمله العليل. ومتى فَتر
11
صُبَّ وأُبدِلَ. ثم يضطجع على ذلك الجانب ويرجع رأسه عن المخدّة.
12
وقد يتخذ أميالًا من الرصاص ويكثر حكّها وتقليبها فيه وتحريكها ثم
13
يخرجها، ويأخذ ما قد علقت بشيء من الزئبق، فيمسحه عنها ويعاود ذلك
14
مرات كثيرة. وربما لم يعرض من صبه في الأذن عارض رديء لأنه سال
15
مكانه. وربما وصل شيء منه إلى الصماخ فعرضت له أعراض رديئة.
16
وأخبرني رجل من الأطباء أنه شاهد من حدث به عن ذلك صرع ثم
17
سكتة. واما السك أو الزنجفر فإنه يعرض عنهما ما يعرض عن الزيبق
18
المقتول إلا أن السك الرديء جدًا قاتل لا يكاد يتخلص منه. وعلاجه
19
كعلاج الزئبق والزرنيخ.
20
|VIII.43|في سقي الاسفيداج:
21
من شرب الأسفيداج ابيضّ لسانه واعتراه فواق شديد وسعال
370
1
واسترخت أعضاؤه. فليسقى طبيخ التين أو ماء العسل مع زيت ثم يقيأ
2
ثم يسقى ربع درهم سقمونيا مع ماء العسل. وبعد أن تنطلق طبيعته
3
يسقى عصارة الأفسنتين بماء العسل مرات كثيرة، كل مرة مثقال، حتى يدرّ
4
بوله وتهدأ الأعراض. فإن عَسُرَ بوله سُقي مُدِرُّ البول. وقد ذكرناه في هذا
5
الكتاب.
6
|VIII.44|فيمن سقى النورة والزرنيخ مجموعين أو الزرنيخ الصاعد أو ماء
7
الصابون أو دخل في حلقه شيء كثير من غبار النورة:
8
ويحدث عن هذه مغص شديد وقروح في الأمعاء رديئة. فليشرب
9
ماء حار مع جلاب مرات كثيرة حتى ينغسل أكثره ثم يسقى ماء الأرز وماء
10
الشعير ونحوهما. مما ينفع من قروح الأمعاء ويحقنوا بها. وإن حدث عنها
11
سعال مؤذي عولج بالأشياء اللينة.
12
|VIII.45|فيمن أضرّ به خبث الحديد أو سُقي من برادته:
13
يعرض لهؤلاء وجع في البطن شديد ويبس في الفم ولهيب وصداع
14
غالب. فينبغي أن يسقوا اللبن مع بعض المسهلات القوية ثم يسقوا
15
السمن والزبد إلى أن تسكن تلك الأعراض، ويجعل على رؤوسهم دهن
16
ورد وخل خمر وماء ورد.
17
|VIII.46|فيمن سقي الزنجار:
18
يعرض عن هذا وجع شديد وقيء ثم قروح في الأمعاء. ويعالج
19
بعلاج من سقي الزرنيخ.
371
1
|VIII.47|فيمن شرب الزَّاج والشبّ وأكثر منه:
2
يعرض عن هذين سعال يابس يؤدي إلى السّل. فليسقى اللبن
3
بالسكر حارًا مع الزبد فإنه أبلغ ما عولج به.
4
|VIII.48|في سقي اليتوعات:
5
كل ما كان له لبن حار يقرّح البدن كالسقمونيا والشبرم واللاعية
6
والألعبة ونحوها. فإنه إن أسرف في الأخد منه قتل. وإن أُخذ بمقدار كان
7
دواءً بليغًا. وينفع من مضرة هذه الأدوية اللبن والزبد والسمن. فإن ذلك
8