127
1
بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر
2
كتاب أرسطوطاليس فى النبات
3
تفسير نيقولاوس
4
ترجمة اسحق بن حنين باصلاح ثابت بن قرّة
5
وهو مقالتان
6
قال الفيلسوف أرسطوطاليس:
7
[1] إن الحياة موجودة فى الحيوان والنبات، غير ان حياة الحيوان بينة ظاهرة
8
وحياة النبات خفية غامضة، يحتاج فيها الى بحث واستقصاء حتى يوصل الى سبيل
9
الحق فيها.
10
[2] ليت شعرى للنبات نفس وقواها كالقوة المشتهية والقوة المميزة للغم واللذة
11
ــ أم ليس له شىء من ذلك؟
12
[3] اما أنكساغورس وهمفدوقلس فزعما ان للنبات شهوة وحسا وغما ولذة، وزعم
13
أنكساغورس انه حيوان وانه يفرح ويحزن، وزعم ان دليله على ذلك انتثار ورقه
14
فى حينه. واما همفدوقلس فزعم ان ذكوره واناثه مختلطة.
129
1
[4] واما أفلاطون فقال ان للنبات قوة الشهوة فقط، وذلك لاضطراره الى الغذاء.
2
وإن صح للنبات قوة الشهوة وجبت له اللذة والحزن والحس.
3
[5] فليت شعرى نوم ويقظة للنبات ونسم وذكور واناث او شىء يجتمع من الذكر
4
والانثى على ما زعم همفدوقلس ــ ام ليس له نفس؟
5
[6] فان كثرة الاختلاف الواقع فى نفس النبات مما يحوجنا الى البحث الطويل عن
6
جميع حالاته، وأصلح الاشياء قطعه ونفى الشك عنا فيه لئلا نحتاج فى سائر الاشياء
7
الى بحث طويل.
8
[7] ومن الناس من قال ان للنبات نفسا لما رأى من توالده واغتذائه ونمائه وشبابه
9
وهرمه، اذ لم يجد فى شىء من [هذه] الاشياء التى لا نفس لها ما يشارك النبات
10
فى هذه الاشياء، وإن و جبت هذه الاشياء للنبات وجبت له الشهوة ايضا.
11
[8] والواجب علينا <اولا> ان نتكلم فى الاشياء الظاهرة ثم نتكلم فى الاشياء الخفية.
12
[9] فيقول ان الشىء المغتذى له شهوة وهو يجد اللذة عند الشبع والاذى عند
13
الجوع. وهذه الحالات انما تكون مع الحس. فقد صح ان رأى الذى زعم ان
14
للنبات حسا وشهوة رأى عجيب جدا.
15
[10] فاما أنكساغورس وهمفدوقلس وديمقراطيس فزعموا ان للنبات عقلا وفهما الا انه
16
ينبغى لنا ان نمسك عن هذه الاقاويل القبيحة ونبدأ بالقول الصحيح:
131
1
[11] ليس للنبات حس لا شهوة لان الشهوة انما تكون بالحس، ومنتهى
2
إرادتها راجع اليه.
3
[12] ولسنا نجد للنبات حسا ولا عضوا حاسا ولا متالما[*]متالما corrupt for متألما ولا صورة محدودة ولا إدراك
4
شىء من الاشياء ولا حركة ولا نهوضا الى المحسوس ولا دليلا يوجب له الحس كالدلائل
5
التى أوجبت له الاغتذاء والنماء.
6
[13] وانما يصح له بجزء الاغتذاء والنماء جزء من اجزاء النفس، فان وجدنا للنبات
7
دليلا أوجب له جزءا من اجزاء النفس و بطل عنه الحس، فما ينبغى لنا ان نقول
8
إن له حسا.
9
[14] لان الحس هو سبب صفاء الجبلة، واما الغذاء فهو <سبب> نمو [حياة] الحى
10
وعيشته، [لان الغذاء رئيس العيش. فاما الحس فهو رئيس صفاء الحياة].
11
[15] وما وقعت هذه الاختلافات الا فى مواضعها، لان معرفة الشىء المتوسط
12
بين الحياة وعدمها صعب جدا.
13
[16] ولعل قائلا يقول: إن كان النبات ذا حياة فهو حيوان ــ وقد يصعب علينا
14
ان يوجد للنبات رئيسا سوى رئيس حياة الحيوان.
15
[17] فاما الذى يدفع ان يكون حيا لاحس له فقد نجد فى الحيوان ما لا معرفة له
16
ولا عقل. [على ان الطبيعة مقللة لحياة الحيوان بالموت ومثبتة لاجناسه بالتولد والتناسل
17
ومع هذا] فانه يسمح ان نضع بين ما لا نفس له وبين ما له نقس[*]نقس corrupt for نفس شيئا يتوسطهما.
133
1
[18] <و>نحن نعلم ان خراطيم الماء والاصداف حيوان لا معرفة له ولا عقل وانه
2
نبات وحيوان. فما الذى حمل الناس على ان سعوه حيوانا الا لسبب الحس فقط؟
3
[19] وذلك ان الاجناس يعطى انواعها اسماءها وحدودها. فاما الانواع فلا تعطى
4
اجناسها الا اسماءها فقط. وينبغى ان يكون الحس من اجل سبب واحد وألا يكون
5
من اجل اسباب كثيرة. ووجود السبب الذى من اجله صح الحس صعب جدا.
6
[20] [ومن الحيوان حيوان ليس له <ذكر ولا> انثى ومنه ما ليس له نتاج ومنه ما لا
7
حركة له ومنه ما هو متكون مختلط ومنه ما يلد ما لا يشبهه ومنه ما ينموا ***]
8
[21] فاما الذى هو ابتداء حياة هذا الحيوان <فهو الحس، فاما النبات>
9
وما يخلص حس الحيوان الكريم من الشك
10
العظيم كالذى نجد ذلك فيما يحويه
11
السماء من الكواكب وغير ذلك
12
لانه ليس خارج السماء شىء محسوس
13
فيقاس عليه. وكذلك فى الشمس وفى جميع
14
الكواكب، وذلك لانها غير واقعة تحت
15
الالم والحس هو الم وانفعال فى الحس.
135
1
[22] وليس للنبات حركة فى ذاته
2
لانه مربوط بالارض والارض غير متحركة.
s1
ܘܐܢ ܢܐܫܦ ܐܡ̇ܪܝܢ ܕܠܝܬ ܠܗܝܢ ܪܓܫܬܐ
s2
ܐܠܐ ܡܛܠܗܕܐ ܠܐ ܐܠܨܐ ܕܠܐ ܚܝ̈ܐ
s3
ܢܐܡܪ ܐܢܝ̈ܢ
s4
ܗܐ ܓܝܪ ܘܒܚܝ̈ܘܬܐ ܕܛܒ ܡܝܩܪ̈ܢ
s5
ܐܟܙܢܐ ܕܒܫܡܝܐ ܦܘܫܟܐ ܐܝܬ ܥܠ ܪܓܫܬܐ
s6
ܡܛܠ ܕܠܝܬ ܡܕܡ ܠܒܪ ܡܢܗ ܕܒܗ ܢܪܓܫ
s7
ܐܦܠܐ ܬܘܒ ܡܛܠ ܕܠܐ ܢܬܬܙܝ̈ܥܢ
s8
ܨܒܝܢܐܝܬ ܒܗ̇ܝ ܕܗܐ ܐܦ ܫܡܫܐ ܘܟܠܗܘܢ
s9
ܟܘ̈ܟܒܐ ܠܘ ܨܒܝܢܐܝܬ ܐܠܐ ܒܙܘ̈ܥܐ
s10
ܕܡܘ̈ܙܠܬܗܘܢ ܡܬܬܙܝܥܝܢ ܀
3
[23] بماذا نقيس الحياة؟ وبماذا نشبهها؟ ما نجد لها شيئا عاما.
4
[24] ولكن ينبغى لنا ان نقول ان العام لحياة <الحيوان> هو الحس لان الحس هو
5
المميز للحياة من الموت، واما السماء فلان لها رئيسا أكرم وأجل من رئيسنا فهو
6
متباعدة عن هذه الاشياء.
7
[25] وينبغى ان يكون للحيوان الكامل والناقص أمر يعمهما أعنى وجود الحياة [وعدمها].
8
وليس ينبغى لأحد ان يزوغ عن هذه الاشياء لانه ليس له متوسط بين المتنفس
9
وغير المتنفس ولا بين الحياة وعدمها. ولكن بين الحياة والمتنفس واسطة، لان
10
الغير متنفس هو ما لا نفس له ولا جزء من اجزائها.
11
[26] فاما النبات فليس هو بغير ذى نفس وذلك لان فيه جزءا من اجزائها ولا هو
12
حيوان ايضا لانه ليس له حس، وهو منتقل من الحياة الى عدمها قليلا قليلا كالذى
13
فى سائر الاشياء.
14
[27] ولنا ان نقول ان النبات متنفس على جهة أخرى ولا نقول انه غير متنفس إن
15
كان ذا نفس [وذا حس] لان الشىء المغتذى ليس هو بغير ذى نفس.
16
[28] والحيوان هو ذو نفس كاملة واما النبات فهو شىء غير كامل. والحيوان محدود
17
الاعضاء واما النبات فغير محدود للطبيعة. وللنبات طبيعة خاصة من اجل الحركة
18
التي في ذاته.
137
1
[29] وللقائل ان يقول ان له نفسا لان النفس هى المنشئة للحركات فى الاماكن
2
والشهوات، والشهوة والحركة فى الاماكن انما تكون مع الحس.
3
[30] واما اجتذاب الغذاء فيكون من المبدأ الطبيعى وهذا عام للنبات والحيوان،
4
وليس يكون مع اجتذاب الغذاء حس على كل حال لان كل مغتذ يستعمل فى
5
غذائه شيئين وهما الحرارة والبرودة.
6
[31] ولذلك احتاج الحيوان الى غذاء رطب وغذاء يابس لان البرد موجود فى
7
الغذاء اليابس، وذلك ان كل طبيعة من هاتين الطبيعتين غير مفارقة لصاحبتها،
8
ولذلك صار غذاء المغتذى دائما متصلا الى وقت فساده.
9
[32] وينبغى ان يستعمل فى الحيوان والنبات نظير ذلك وان نفحص مما سلف من
10
قولنا فى شهوة النبات وحركته ونفسه وما يتحلل منه.
11
[33] وليس للنبات نسيم على ان أنكساغورس زعم ان له نسيما. وقد نجد كثيرا من
12
الحيوان ليس له نسيم.
13
[34] ونجد للنبات عيانا ليس له نوم ولا يقظة، وذلك ان اليقظة هى من فعل
14
الحس والنوم هو ضعف فى الحس. وليس يوجد شىء من هذا فى الشىء الذى
15
يغتذى فى جميع الاوقات على حال واحدة وهو فى طبيعته غير حاس.
16
[35] وأحسب ان الحيوان اذا اغتذى وترقى البخار من غذائه الى رأسه نام،
17
واذا انقطع البخار المرتقى الى رأسه استيقظ من نومه. وارتفاع هذا البخار فى
18
بعض الحيوان كثير ووقت نومه طويل، وارتفاعه فى بعضه قليل ووقت نومه قصير.
19
والنوم سكون الحركة، والسكون راحة للمتحرك
139
1
[36] وأخص الاشياء كلها بهذا العلم البحث عما قال همفدوقلس: هل يوجد فى
2
النبات اناث وذكور او نوع جامع للذكر والانثى على ما زعم.
3
[37] لان من شأن الذكر ان يولد الولد فى غيره ومن شأن الانثى ان تلد من غيرها
4
وان يكون [فى] كل واحد منهما معتزلا عن صاحبه. وليس يوجد فى النبات شىء من
5
هذا <وكل نوع من انواع النبات يثمر فى نفسه لا فى غيره.>
6
[38] لان كل نوع من النبات الذكر منه ما كان خشنا صلبا والانثى ضعيفة كثيرة الثمر.
7
[39] وينبغى ان نبحث هل يوجد الصنفان فى نبات واحد بعينه كما زعم همفدوقلس؟
8
[40] اما أنا فما أحسب ان هذا شىء يكون لان الشىء الذى يختلط ينبغى اولا ان
9
يكون مفردا فى ذاته وكل ما كان منه ذكرا وانثى ثم اختلط، واختلاط الشىء
10
انما يكون من اجل كونه ــ فقد كان النبات موجودا قبل اختلاطه.
11
[41] وما ينبغى ان يكون الفاعل والمنفعل فى وقت واحد معا. وايضا انه ليس يوجد
12
جوهر من الجواهر اناثه وذكوره فى شىء واحد معا.
13
[42] ولو كان هذا هكذا لكان النبات أكمل من الحيوان لانه كان لا يحتاج فى
14
توليده الى شىء من خارج.
15
[43] بل هو محتاج الى ازمنة السنة والى الشمس والاعتدال أكثر من كل شىء،
16
ونجده يحتاج الى ذلك فى وفت ابراز الثمر.
141
1
[44] ومبتدأ غذاء النبات من الارض ومبتدأ توليده من الشمس إلا ان أنكساغورس زعم ان
2
بزره من الهواء، ولذلك قال رجل يقال له القماون ان الارض أم النبات والشمس ابوه.
3
[45] واما اختلاط ذكور النبات باناثه فلنا ان نتخيله على جهة اخرى لان بزر النبات
4
شبيه بالحبل ــ وهو اختلاط الذكر بالانثى.
5
[46] وكما ان فى البيضة قوة تولد الفرخ ومادة غذائه الى وقت تمامه وخروجه منها،
6
والانثى تبيض البيضة فى وقت واحد، فكذلك النبات ايضا.
7
[47] وقد جود همفدوقلس فى قوله ان الشجر الطوال لا تولد فراخا لان الشىء
8
النابت انما ينبت من جزء البزر، ويصير ما <بقى> فيه فى بدء الامر غذاء الاصل
9
والسبب، والنابتة تتحرك على المكان.
10
[48] فكذا ينبغى لنا ان نفكر فى اختلاط ذكور النبات باناثه. ومن الحيوان ما
11
يشبه النبات فى حالة من الحالات لان الحيوان اذا واقع ذكوره باناثه اختلطت
12
قوتهما بعد ما كانا مفترقين وتولد منهما شىء واحد، وكذلك النبات اذا اجتمع
13
ذكورته واناثه اختلطت قوتهما بعد ما كانا مفترقين.
14
[49] فان كانت الطبيعة خلطت ذكور النبات باناثه فقد فعلت الصواب. وما
15
نجد للنبات فعالا سوى توليد الثمار، وانما صار الحيوان منفردا معتزلا فى الاوقات
16
التى لا يجامع فيها لكثرة افعاله وعلومه.
143
1
[50] ومن الناس من يظن ان النبات تام كامل من اجل القوتين اللتين له ومن اجل
2
غذائه المهيأ المعد وبطول ابقائه ومدته وانه اذا أورق وولد دامت له حياته وعاد
3
اليه شبابه، ولم يتولد فيه شىء من الفضول.
4
[51] والنبات مستغن عن النوم لاسباب كثيرة وذلك لان النبات منتصب مغروس
5
فى الارض مربوط بها.
6
[52] وليس له حركة فى ذاته ولا لاجزائه حد محدود ولا له حس ولا حركة إرادية
7
ولا له نفس كاملة بل انما له جزء من اجزائها.
8
[53] والنبات انما خلق من اجل الحيوان ولم يخلق الحيوان من اجل النبات.
9
[54] وان قلت ان النبات محتاج الى غذاء خسيس ردىء فانه يحتاج منه الى شىء
10
كثير قائم متصل غير منتطع.
11
[55] وان صح ان للنبات على الحيوان فضلا وجب ان تكون الاشياء الغير متنفسة
12
أكرم من الاشياء المتنفسة.
13
[56] وفعل من افعال الحيوان أفضل وأشرف من <فعل> النبات. وقد نجد للحيوان
14
جميع فضائل النبات وفضائل كثيرة معها.
15
[57] وقد أصاب همفدوقلس فى زعمه ان النبات تولد والعالم ناقص لم يستتم كماله،
16
فلما كمل وتم تولد الحيوان.
17
[58] غير انه ما قال قولا مستقيا لان العالم بكليته ازلى دائم لم يزل يولد الحيوان
18
والنبات وكل نوع من انواعهما.
145
1
[59] وفى كل نوع من انواع النبات رطوبة وحرارة غريزية، فاذا فقدها مرض
2
وهرم وفسد وجف. **************
3
[60A]ومن الناس من يسمى هذا فسادا [*]Syriac lines omitted in the digital text.
4
ومنهم من لا يسميه بذلك.
5
[60B]ومن الشجر ما له صمغ كالرتينج وصمغ اللوز والمر والكندر والصمغ العربى
6
ومن الشجر ما له عقد وعروق وجوف وخشب وقشر <و>لحم <ولب> داخل. ومنه ما
7
أكثره قشور ومنه ما ثمرته تحت قشوره.
8
[61] ومن اجزاء الشجر اجزاء بسيطة كالرطوبة الموجودة فيه والعقد والعروق. ومنها
9
ما هو مركب من هذه الاشياء مثل سائر ما فى الشجر من الاغصان والقضبان وغير
10
ذلك.
11
[62] وليس هذه الاشياء كلها موجودة لجميع النبات بل منه ما له هذه الاجزاء ومنه
12
ما ليس له شىء. وللنبات اجزاء غير هذه مثل الاصول والقضبان والورق والسوق
13
والاغصان والزهر والفقاح والاستدارة والقشرالذى يحوى الثمار.
14
[63] وكما ان فى الحيوان اعضاء متشابهة الاجزاء كذلك فى النبات ايضا. وكل جزء
15
من اجزاء <مركبة> النبات نظير لعضو من اعضاء الحيوان لان قشر النبات نظير لجلد
16
الحيوان واصل النبات نظير لفم الحيوان والعقد التى فيه نظيرة لاعصاب الحيوان
17
وكذلك سائر الاشياء التى فيه.
147
1
[64] وكل جزء من هذه الاجزاء تتجزأ على جهة لاجزاء متشابهة وتتجزأ لاجزاء غير
2
متشابهة <ايضا> لان الطين يتجزأ على جهة الى الترب فقط ويتجزأ على جهة اخرى
3
الى اجزاء الماء والتربة، واللحم يتجزأ فتصير اجزؤه لحما وهو يتجزأ على جهة
4
اخرى للاسطقسات او الاصول، وليس تنقسم اليد ليد اخرى ولا الاصل لاصل آخر
5
ولا الورق للورق، ولكن فى الاصل والورق تركيب.
6
[65] واما الثمار فمنه ما هو من اجزاء يسيرة ومنه ما هو مركب من اجزاء كثيرة
7
مثل الزيتون <ذو> اربع تركيب [sic] :
8a
[*]ΨΣακجلده ولحمه
9a
ونواته وبزره
8b
[*]iqntΛΔوطبقته الاولى كالجلدة والثانية اللحم والثالثة النواة والرابعة
9b
اللحاء الذى فى داخل النواة والبزر فى الوسط
10
ومن الثمار ما هو ذو ثلاث طبقات.
11
[66] وجميع البزور هى ذات قشرين. واجزاء النبات هى ما وصفنا.
12
[67] وجملة القول ان تحديد اجزاء النبات وجميع طبقاته واختلاف طبائعه صعب
13
شديدة ولا سيما حدود قوامه وكونه ووقت بقائه والآلام العارضة عليه، وليس للبنات
14
اخلاق النفس ولا فعل مثل فعل الحيوان.
15
[68] وإن قسنا اجزاء الحيوان باجزاء النبات طال كلامنا، ولعلنا لا نسلم فى صفتنا
16
لاجزاء النبات من الاختلاف الكثير لان جزء الشىء هو من جنسه وجوهره الخاص،
17
واذا تكّون بقى على حاله ابدا الا ان يسقط عن حاله بسبب مرض او زمانة او هرم.
18
[69] ومن زهر النبات وفقاحه وورقه وثماره ما يكون فى كل سنة ومنه ما لا يكون فى
19
كل سنة ولا يبقى مثل القشر والرحم. الساقط منه لشىء يرميه ويسيئه.
149
1
[70] * * * * * * * * * *
2
وليس ذلك فى النبات لانه قد يسقط من النبات اجزاء كثيرة فينبت بدالها <مثلها>
3
إما فوق مكانها وإما أسفله.
4
[71] فقد صح ان اجزاء النبات غير محدودة إن كانت هذه الاجزاء هى اجزاء النبات.
5
وإن كانت غير اجزائه فقبيح بنا ان نقول فى الشىء الذى به ينمو النبات ويكمل انه
6
ليس بجزئه. ومما ينبغى لنا ان لا نجعل ثمر النبات من اجزائه لان الجنين ليس
7
هو بجزء لأمه.
8
[72] واما الورق وسائر ما فيه فانه من اجزائه ــ وإن كان غير محدود وكان ينتُر ويسقط ــ
9
لان قرون الأيل وشعر بعض الحيوان وريش بعضه الذى يختفى فى الشتاء فى الكهوف
10
وتحت الارض تتساقط ايضا: وهذا شبيه بانتثار ورق النبات.
11
[73] وينبغى لنا ان نتكلم فى الاشياء التى ذكرنا آنفا وان نأخذ فى ذكر الاجزاء الخاصية
12
والعامية والاختلاف الذى فيه.
13
[74] فنقول فى اجزاء النبات اختلا ف عظيم فى الكثرة والقلة والصغر والكبر والقوة.
14
[75] وذلك لان الرطوبة التى فى <الاشجار> الكبار منها ما هو لبن مثل لبن التين
15
ومنها ما هو شبيه بالزفت مثل <الرطوبة التى فى الصنوبر ومنها ما هو مائى مثل>
16
الرطوبة التى فى الكرم ومنها صعترى مثل الرطوبة التى فى الصعتر والنبات المعروف
17
باوريغانون.
151
1
[76] وفى جملة القول ان من النبات نباتا له اجزاء محدودة معروفة، ومنها ما له
2
اجزاء محدودة غير متشابهة ولا متساوية ومنها ما له اجزاء متشابهة، وغير متشابهة
3
ليس مكانها فى موضع.
4
[77] واختلاف النبات فى اجزائه معروف من شكله ولونه وسخافته وكثافته وخشونته
5
ولينه وسائر ما يعرض فيه من الاختلاف فى الاستواء وزيادة العدد ونقصانه ومن
6
كبره وصغره.
7
[78] ومنه ما لا يكون على حال واحدة بل فيه اختلاف كثير على ما قلنا، اعنى من
8
النبات ما يحمل ثمره فو ق ورقه ومنه ما يحمل ثمره تحت ورقه ومنه ما ثمره معلق
9
بقامته ومنه ما ثمره معلق <فى رأسه ومنه ما ثمره معلق> فى اصله مثل الشجر الذى
10
بعصر المعروف بارخيندا وباوفون ومنه ما ثمر فى وسطه.
11
[79] ومن النبات ما ورقه وعقده متشوش غير مستو ومن النبات ما ورقه مستو متشابه
12
ومنه ما له اغصان متساوية مثل النبات الذى له ثلاثة اغصان.
13
[80] وهذه الاجزاء التى أذكرها هى <من> جملة النبات وهى نامية متزيدة ايضا،
14
أعنى الاصل والقضبان وقوائم النبات واغصانه وهى تعدل اعضاء الحيوان التى تحوى
15
سائر الاعضاء.
16
[81] واصل النبات هو الذى يكون الغذاء بوساطته ولذلك سماه اليونانيون اصل النبات
17
وسبب حياته لان الاصل هو المؤدى الى النبات سبب الحياة.
153
1
[82] واما قضيب النبات فهو الذى ينبت من الارض مفردا وحده وهو شبيه بقائمة
2
الشجر. واما الشعب فهى ما يتشعب من قائمة الشجر. واما الاغصان فهى التى
3
تنبت من فوق الشعب.
4
[83] وليست الاغصان بموجودة فى جميع النبات: ومن النبات ما له اغصان ليست
5
بالدائمة أبدا بل انما تكون سنة بعد سنة. ومن النبات ما لا اغصان له ولا ورق
6
مثل الكمأة والفطر. والاغصان انما تنبت فى الاشجار فقط.
7
[84] * * * * * * * * * * * * * *
8
والقشر والخشب ولب الشجر ينبت من الرطوبة.
9
[85] ومن الناس من يسمى لب الشجر رحما ومنهم من يسميه معاء الشجر ومنهم من
10
يسميه قلب الشجر.
11
[86] والعقد والعروق واللحم فى جميع النبات من الاربعة الاسطقسات.
12
[87] وقد توجد فى النبات اجزاء اخر تصلح للنتاج مثل الورق والزهر والقضبان
13
الصغار التى <متعلق> فيها ورق <ب>النبات وكذلك الثمرة.
14
[*]Ξ 87والغصن والفقاح
15
النابت
16
<الثمر هو ما
17
متركب> من البزور
18
وما حوله
g1
[*]Θι 1.2.1ἔτι δὲ ἔλιξ βρύον
g2
οἷς ὐπάρχει
g3
καὶ ἐπὶ πᾶσι σπέρμα
g4
τὸ τοῦ καρποῦ
g5
καρπὸς δʾ ἔστι τὸ
g6
συγκείμενον σπέρμα
g7
μετὰ τοῦ περικαρπίου
s1
[*]Σα 40-1ܬܘܒ ܕܝܢ ܡ{
s2
{ܦܐܪܐ ܕܝܢ ܗ̇ܘ ܡܐ}
s3
ܕܡܪܟܒ ܡܢ ܙܪܥܐ
s4
ܘܡܢ ܗ̇ܘ ܡܐ ܕ {ܚܒܫܐ
155
1
[88] * * ومن النبات ما يسمى شجرا ومنه ما هو بين الشجر والحشيش ويسمى
2
ثامنو او حبوب ومنه ما يسمى حشيشا ومنه ما يسمى عشبا والنبات كله الا قليل منه
3
داخل فى هذه الاسماء.
4
[89] والشجر هو الذى له من اصله قائمة تتشعب منها اغصان كثيرة كالزيتون والتين.
5
واما النبات الذى بين الشجر <والحشيش> الذى قلنا انه ثامنو او حبوب فهو ما
6
كثرت اغصانه من اصله مثل النبات المعروف بفاليورس ومثل القصب والعوسج.
7
[90] واما البقول فهى التى لها قوائم كثيرة من اصلها كثيرة الاغصان مثل السذاب
8
والكرنب، واما العشب فهو الذى يحمل الورق من اصله وليس له قوائم. ومنه ما
9
ينبت فى كل سنة ويجف مثل الحنطة والبقول. وانما جعلنا هذه الاشياء قياسات
10
ومثالا ورسما.
11
[91] ومن النبات ما يميل الى طرفين مثل البقلة المعروفة بالملوخية لانها عشب وبقل
12
وكذلك السلق. ومنه ما ينبت فى اول مرة على شكل نبات الحبوب والثامنوا ثم يصير
13
بعد ذلك شجرا مثل النبق والفنجنكشت والنبات المعروف بفاليورس والعليق.
14
[92] وربما دخل الآس والتفاح والكمثرى والرمان فى مثل هذه الاشياء لان شعب
15
هذه كلها من اصولها كثيرة جدا. ولذلك احتجنا الى ان نحدها لتصير لنا شبه
16
المثال والقياس. وما ينبغى لنا ان نطلب فيها كلها استقصاء الحدود.
157
1
[93] والنبات كلها منه أهلى ومنه بستانى ومنه برى. وكذلك الحيوان ايضا. وأحسب
2
ان كل نوع من النبات اذا لم يعن بفلاحته صار بريا.
3
[94] ومن النبات ما يحمل الثمار ومنه ما لا يحمل ومنه ما يخرج الزهر ومنه ما لا
4
يخرج ومنه ما له ورق ومنه ما ليس له ورق ومنه ما ينتثر ورقه ومنه ما لا ينتثر ورقه.
5
[95] واختلاف النبات بعضه من بعض فى الكبر والصغر والحسن والسماجة وجودة الثمار
6
ورداءتها كثير جدا. والاشجار البرية أكثر ثمارا من البستانية والبستانية أجود ثمارا من
7
البرية.
8
[96] ومن النبات ما يكون فى مكان جاف يابس ومنه ما ينبت فى البحار ومنه ما ينبت
9
فى الانهار. ومنه ما ينبت فى البحر الأحمر يكون كبيرا وفى غيره يكون صغيرا. ومن
10
النبات ما ينبت على شاطئ الماء ومنه ما ينبت فى الآجام.
11
[97] واما النبات الذى يكون فى المواضع اليابسة فان منه ما ينبت فى الجبال ومنه ما
12
ينبت فى البقاع. ومنه ما يعيش فى الصحراء أكثر من عيشه فى غيره. ومنه ما يعيش
13
على التلول ومنه ما يعيش على البر والماء مثل الغرب والطرفاء واشباههما.
14
[98] والنبات يتغير فى الاما كن تغيرا عظيما فلذلك احتجنا الى إحصاء اختلافه وتغيره.
15
والنبات لاحق بالارض غير مفارق لها ومن الاماكن كان أجود من مكان وتربة أجود
16
[99] من تربة وكذلك الثمار فانه فى مكان أجود منه فى آخر.
159
1
[100] ومن النبات ما ورقه أملس ومنه ما ورقه غليظ ومنه دقيق الورق ومنه مشطب
2
الورق مثل ورق الكرم.
3
[101] ومنه ما له قشر واحد مثل التين ومنه ما له قشور كثيرة كالصنوبر، ومن النبات
4
ما هو بكليته قشور محض مثل البلا بس <والبصل>.
5
[102] ومن النبات ما له عقد مثل القصب ومنه ما له شوك مثل العوسج، ومنه ما لا
6
غصن له كالثيل ومنه ما اغصانه كثيرة مثل العليق ومنه ما فيه اختلاف كثير.
7
[103] واما اختلا فه العظيم الذى منه ما يخرج فراخا ومنه ما لا يخرج فانما يكون
8
ذلك من اختلاف الاصول.
9
[104] ومن النبات ما له اصل واحد مثل العنصلان لأنه انما تنبت له شعبة واحدة
10
ويغوص الى أسفل والى قعر كبير وكلما كبر وقرب من الشمس نما وازداد لأن
11
الشمس هى المولدة للفراخ.
12
[105] واما العصارات التى فى الثمار فمنها مشروبة خمرية مثل عصارة الكرم والتفاح
13
والرمان والتوت والآس، ومنها عصارة دسمة كالزيتون والجوز والصنوبر، ومنها حلوة
14
عسلية كالتمر والتين، ومنها حارة حريفة كالصعتر والخردل، ومنها عصارة مرّة مثل
15
عصارة الافسنتين والقنطوريون.
161
1
[106] والثمار ايضا منها ما هو مركب من لحم ونوى مثل الاجاص والقثاء <ومنها ما هو
2
مركب من لحم فقط كالتفاح> ومنها ما هو مركب من رطوبة وحب كالرمان ومنها ما
3
له قشر من خارج ولحم من داخل ومنها ما له لحم من خارج وحب من داخل ومنها
4
ما يتولد فيه البزر من ساعته مع الغشاء المغشى عليه كالتمر واللوز ومنها ما لا يتولد فيه.
5
[107] واما الماكول[*]الماكول corrupt for المأكول من الثمار وغير الماكول[*]الماكول corrupt for المأكول فانه بالعرض لان من الثمار ثمار ياكله
6
بعض الناس ولا ياكله[*]ياكله corrupt for يأكله بعضهم، ومنه ما يا كله بعض الحيوان ولا يا كله بعض.
7
[108] ومن الثمار ما هو فى قرن كالخرنوب ومنه ما فى شىئ شبيه بالغشاء والصفائق
8
كالحنطة ومنه ما هو فى لحم كالتمر ومنه ما هو فى قشر كالبلوط والتفاح ومنه ما هو
9
فى قشور كثيفة وفى صفائق ونوى كالجوز.
10
[109] ومنه ما ينضج سريعا كالتوت ومنه ما يبطىء نضجه كثمر الجبال كلها او أكثرها
11
ومن النبات ما يسرع فى اخرا ج الثمار والورق ومنه ما يبطىء فى ذلك. ومنه ما
12
يتم ثماره ومنه ما لا يتم، ومنه ما يجف ثماره ومنه ما لا ينضج، ومنه ما يدرك الشتاء
13
ثماره من غير ان ينضج.
14
[110] واما لون الزهر والثمار فكثير مختلف الالوان، والنبات بكليته أخضر ومنه ما يميل
15
الى السواد والى الحمرة والى البياض.
16
[111] واما شكل الثمار فما كان منه أحرش فهو مختلف، وليس الثمار كلها ذا زوايا
17
وليس كله على خط مستو.
163
1
[112] ومن النبات ما له رائحة طيبة فى اصله ومنه ما له رائحة طيبة فى قشره ومنه
2
ما له ذلك فى زهره ومنه فى خشبه ومنه ما <رائحة> طيبة فى اجزائه كلها مثل البلسان
3
<الذى يكون فى الشأم بقرب بحر الزفت. والبير التى يسقى منها تسمى بير البلسم
4
وماؤها عذب>.
5
[113] وبعض النبات ينبت اذا غرس وبعضه اذا زرع ومنه ما ينبت من تلقاء نفسه،
6
والنبات المغروس اما ان يقطع من اصله فيغرس واما من قائمته واما من اغصانه او
7
قضبانه او بزره او كله او اذا دقت قطع صغار منه.
8
[114] ومنه ما يغرس فى الارض ومنه ما يغرس فى الشجر مثل الشجر الذى يطاعم،
9
وانما ينبغى ان يطاعم الشجر بما يشبهه ويشاكله لانه اذا فعل ذلك نما نموا حسنا،
10
اعنى ان يطاعم التفاح مع <التفاح والكمثرى مع> الكمثرى والتين مع التين والكرم مع الكرم
11
[*]Syriac line omitted in the digital text.
12
[115] وقد يطاعم الشجر مع الشجر المختلف الجنس كالفستق فى اللوز<والغار> فى
13
الدلب والبطم بالزيتون والعليق فى اشجار كثيرة والشجر البرى مع البستانى
14
<والبستانى مع البرى>.
15
[116] والنبات كله لا يخرج بزرا شبيهه ببزره، لكن من النبات ما يخرج بزرا
16
أجود من بزره، ومنه ما يخرج <بزرا أدون من بزره ومنه ما يخرج من> البزر
17
الردىء شجرا جيدا كاللوز المر والرمان الحامض.
165
1
[117] ومنه ما اذا ضعف لم يخرج بزرا اصلا مثل الصنوبر والنخل، وليس ينبت من
2
البزر الردئ نبات جيد بسهولة، ولا من البزر الجيد نبات ردىء. واما فى الحيوان
3
فقد يتولد من الردىء جيد ومن الجيد ردىء.
4
[118] والشجر الصلب القشر الذى لا يثمر إن شق انسان أصله وأدخل قيه[*]قيه corrupt for فيه حجرا أثمر.
5
[119] فاما النخل فاذا انتثر فى طلعه من طلع النخل الذكر مع دقيقه وعفره أنضج
6
ثماره ومنع من الانتثار.
7
[120] وانما يعرف الذكر من النخل بما يتقدم فيصير طلعه دقيقا ومن رائحته [ويكون
8
طلعه ايضا دقيقا]. وربما هبت ريح شديدة فأدت من رائحة الذكر الى الانثى
9
فينضج ثمارها، ولا ينتثر اذا جعل فيها من طلع الذكر.
10
[121] واما بزر الاترج فان سحقه الانسان و شربه مع الخمر بعد شرب الادوية
11
القتالة أنقذه من الموت، وذلك لانه يصل البطن و يخرج السم.
12
[122] والتين الجبلى الممتد على الارض نافع للتين البستانى، والجلنار للزيتون اذا
13
غرسا فى مكا ن واحد.
14
[123] ومن النبات ما يتغير و يصير شيئا بدل شىء مثل الحور اذا شاخ <صار>
15
حرنية، ويزعمون ان النمّام ربما تغير وصار نعنعا، والباذروج اذا حصد وصير بقرب
16
البحر الأحمر ربما صار شاهسفرم. واما الحنطة والكتان فيزعمون أنهما ربما تغير
17
وصارا شيلما.
167
1
[124] واما اللبخ فقد كان فى ارض فارس قتالا فنقل الى ارض مصر والشأم فصار
2
<جيدا> مأكولا.
3
[125] واللوز والرمان يتغيران عن رداءتهما اذا عنى الفلاح بفلاحتهما. اما الرمان فهو
4
يجيد اذا طرح فى اصله من زبل الخنازير وسقى بماء بارد وعذب، واما اللوز ف<هو
5
عذب> اذا ضرب الانسان فيه سكة من حديد واخرج منه الصمغ السائل [ منه] زمانا
6
طويلا. واذا فعل الانسان مثل هذا الفعل نقل كثيرا من النبات البرى الى البستانى.
7
[126] والمكان والفلاحة مما يعينان على ذلك وبخاصة أزمنة السنة التى يغرس فيها.
8
ومن النبات ما يحتاج الى الغراس ومنه ما لا يحتاج الى ذلك.
9
[127] وأكثر النبات يغرس فى الربيع والقليل منه يغرس فى الشتاء والخريف. واما
10
أقل النبات الذى يغرس بعد طلوع الكوكب المعروف بكلب الجبّار فأقل المواضع
11
التى يغرس الغرس فيها فى هذا الوقت. وانما يغرس الغرس بعد طلوع الكوكب
12
المعروف بكلب الجبّار فى بلد قورينية ولاقونيقة، واما فى مصر فما يغرس فيها الا
13
مرة واحدة فى السنة.
14
[128] ومن الشجر ما يورق من اصوله ومنه ما يورق من عيون ومنه ما يورق من خشبه
15
الاملس ومنه ما يورق من كل مكان فيه، ومنه ما يقرب من التوريق ومنه ما يتأخر فيه
16
ومنه ما يتوسط فى ذلك ومنه ما يختلف وقت توريقه.
169
1
[129] ومن النبات ما يحمل فى السنة مرة واحدة ومنه ما يحمل فى السنة مرارا كثيرة
2
ولا تنضج ثماره بل تبقى فجة غير نضيجة، ومنه ما يدوم كثرة حملة[*]حملة corrupt for حمله كالتين، ومنه ما
3
يحمل سنة ويحجم أخرى <كالزيتون> الا ان يخيب لكثرة قصبانه ومنه ما يحمل فى
4
شبابه وحداثته أ كثر من حمله فى وقت هرمه، ومنه ما يحمل فى وقت كبره وهرمه
5
أكثر من حمله فى شبيبته كاللوز والكمثرى والبلوط.
6
[130] وبعض الناس زعم ان اختلاف النبات البستانى والبرى يعرف من طبع ذكورته
7
واناثه اذا ميز كل واحد منه بالخاصة الموجودة له، لان الذكر أكثف من الانثى
8
وأكثر أغصانا وأصلب وأقل رطوبة وثماره أصغر وأقل نضوجا وورقه مخالف وكذلك شعبه.
9
[131] وينبغى لنا اذا نقدنا هذه الاشياء ان نتغرس فى الشجر على حدته وفى حبوب
10
على حدته، وكذلك ايضا فى الحشيش والعشب. وسنذكر قول القدماء فيها ونمارس
11
علومهم وكتبهم الموضوعة فى هذه الاشياء.
12
[132] ونحن قادرون على فحص أقدر من هذا، أعنى انّا نفحص عن العشب البقلى
13
وعن العشب الذى يكون منه البزر وعن النبات الخمرى الشرابى وعن النبات الطبى
14
وعن نبات الادوية وعن النبات القتال. وهذه الاشياء كلها معروفة من الاشجار
15
والنبات.
171
1
[133] فاما علم أسبابها فينبغى ان نطلب ابتداء كونها وكيف صار بعضها ينبت
2
فى مكان دون مكان وفى زمان دون زمان وحين نباتها واصولها واختلا ف عصارتها
3
وروائحها ولبنها وصموغها وجودة كل واحد منها ورداءته وبقاء ثمارها وفناؤه،
4
ولم صار ثمار بعضها يعفن سريعا وبعضها لا يعفن، وان منها ما تلين ثماره
5
ومنها ما لا تلين ثماره.
6
[134] ونفحص عن خواص سائر النبات وبخاصة عن الاصول وكيف صار بعضها يهيج
7
شهوة الجماع وبعضها يجلب النوم وبعضها قتال ولبعضها اختلاف كثير عظيم.
8
تمت المقالة الاولى
9
من كتاب النبات لأرسطوطاليس
10
والحمد لله رب العالمين
173
1
بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر
2
المقالة الثانية من
3
كتاب النبات لارسطو
4
تفسير نيقولاوس
5
ترجمة اسحق بن حنين باصلاح ثابت بن قرّة
6
قال ارسطو
7
[135] إن النبات له ثلاث قوى: قوة من جنس الارض وقوة من جنس الماء وقوة
8
من جنس النار، فاما ما كان من جنس الارض فهو ثبات النبات <وما كان من
9
جنس الماء فهو تنمية النبات> وما كان من جنس النار فهو تأليف النبات.
10
[136] وكثيرا ما يشاهد هذا فى الفخار فان فيه ثلاثة اشياء: أولها الطين الذى
11
يثبت عليه أس الفخار والثانى الماء الذى يتربى فيه الفخار والثالث النار الذى
12
يجتمع فيه اجزاء الفخار حتى يتم كونه به.
13
[137] فاظهار التأليف كله للنار وذلك ان فى الفخار تخلخلا فى اجزائه فاذا
14
أحرقه النار انبثت مادّة الرطوبة وتلاصق اجزاء الطين وقام اليبس مقام الرطوبة
15
بالغلبة. والطبخ فى كل الحيوان والنبات والمعادن.
175
1
[138] فان الطبخ حيث تكون الرطوبة والحرارة اذا تناهى فى الفعل ويكون فى
2
طبخ الاحجار والمعادن.
3
[139] فاما الحيوان والنبات فليس كونه كذلك لان اجزاءه غير منحصرة، ولذلك
4
كان منه الرشح والعرق.
5
[140] فاما العرق فللحيوان واما الرشح فللنبات، واما المعادن فلا رشح فيها ولا
6
عرق لان اجزاءها غير متخلخلة فلا يخرج منها شىء غيرها كما يخرج من
7
الحيوان والنبات الفضول ــ وانما تخرج من حيث التخلخل.
8
[141] فاما ما لا تخلخل فيه فلا يخرج منه شىء البتة، ولذلك صار مصمتا ــ أى لا
9
يمكن فيه الزيادة ــ لان ما يمكن فيه الزيادة حتى ينمى ويكبر يحتاج الى موضع
10
ينمى فيه. واذا كان مصمتا لم يكن له موضع ينشأ فيه ويكبر، ولذلك صارت الاحجار
11
والاملاح والترب ابدا على حالة واحدة لا تزيد ولا تكبر.
12
[142] فاما النبات فان الحركة فيه تسوغ لان اليبس الذى هو أحد قوى الارض
13
يجذب الرطوبة فاذا اجتذبها كان مع اجتذابها حركة تحمى الموضع فيقع الطبخ
14
فى حالة واحدة، ولذلك صار أكثر الحشائش يتكون فى ساعة او يوم واحد.
15
[143] وليس كذلك الحيوان لان الحيوان مادته مخالفة لذاته وانما يكون الطبخ
16
عند استعمال الحيوان المادة.
17
[144] فاما النبات فمادته قريبة منه فلذلك أسرع كونه ونشؤه وكبره. وكذلك اللطيف
18
منه أسرع كونا من المتكاثف لان المتكاثف يحتاج الى قوى كثيرة لاختلاف شكله
19
وتباعد اجزائه بعضها من بعض فى الطبيعة.
177
1
[145] فاما الحشائش والزرع فاجزاؤه قريبة بعضها من بعض، ولذلك أسرع كونه
2
للطافة [بعضها من بعض] فكملت فى أسرع زمان.
3
[146] فاما النبات فأكثره متخلخل الاجزاء وذلك ان الحرارة فى بطون الارض فى
4
التخلخل.
5
[147] وليس من شأن الماء ان يصعد الى فوق لكن الحرارة تجذب تلك الرطوبة
6
الى اقصى النبات فتصير المواد فى جميع اجزاء النبات فما فضل عنه رشحه.
7
[148] وكذلك الحمام: فان الحرارة تجذب تلك الرطوبة فتجعلها بخارا عاليا،
8
فاذا أفرط فى الموضع رجع قطرا. وكذلك الفضول فى الحيوان والنبات ترجع من
9
العلو الى أسفل وتصعد من أسفل الى العلو فى الافاعيل.
10
[149] وكذلك الانهار التى تحت الارض، فان كونها من الجبال ومادتها من
11
الامطار. فاذا كثرت المياه واحتقنت تولد من ذلك بخار كثير جدا لاحتقانها
12
فخرق الارض ذلك البخار فظهرت العيون والانهار وقد كا نت قبل ذلك باطنة.
13
[150] وقد قدمنا العلة لظهور الانهار والعيون فى الكون العلوى بأن الزلازل قد
14
تظهر أنهارا وعيونا لم تكن قبل ذلك عند انشقاق الارض بالبخار فتظهر العيون
15
والانهار. وقد تخفى العيون والانهار اذا كانت الزلزلة منقلبة.
16
[151] فاما النبات فلا يعرض له ذلك لان الهوائية فى تخلخل اجزائه. والدليل على
17
ذلك ان الزلزلة لا تكون فى الرمال وانما تكون فى الاجرام الصلبة ــ اعنى مواضع
18
المياه والجبال ــ وكذلك الزلازل تكون غالبة فيها لان الماء مصمت والاحجار مصمتة.
179
1
[152] ومن شأن الهواء الحار اليابس ان يتصاعد فاذا اجتمعت اجزاؤه قوى فشق
2
الموضع فخرج منه ذلك البخار. فلو كان متخلخلا لخرج البخار اولا فاولا، فلما
3
كان مصمتا لم يتهيأ للبخار ان يخرج اولا اولا فاجتمعت اجزاؤه وقوى فخرق
4
الموضع او شقه. فهذه علة الزلزلة فى الاجرام المصمتة.
5
[153] ولذلك كان الحيوان والنبات لا تكون فى اجزائه الزلزلة. فاما فى سائر.
6
الاشياء فتكون الزلزلة: وقد نجد ذلك فى الخزف والزجاج وسائر المعادن كلها.
7
[154] فاما ما كثر تخلخله فمن شأنه ان يعلو لان الهواء حامله. وقد يشاهد ذلك
8
اذا رمى شىء من الذهب وغيره فى الماء فيغرق من ساعته، ويرمى بكل خشب
9
متخلخل فلا يغرق. فليس من اجل الوزن غرق <الذهب> ولا من الثقل ولكن
10
غرق لانه مصمت. فاما المتخلخل فلا يغرق بتة.
11
[155] ولذلك صار خشب الابنوس وما قرب من شكله يغرق لان التخلخل فيه
12
يسير ولا يكون الهواء يشيله الى العلو فيغرق لان أكثر اجزائه مصمتة.
13
[156] فاما الادهان كلها والودك فتطفو فوق الماء [كلها]. وقد بينا ذلك لانا قد
14
علمنا ان فى الدهن والودل رطوبة وحرارة، ومن شأن الرطوبة ان تلحق باجزاء الماء
15
ومن شأن الحرارة ان تلحق باجزاء الهواء. ومن شأن الماء ان يحملها الى بسيطه
16
ومن شأن الهواء ان يعليها، ولذلك صار بسيطه لا يعلو عليه الماء لان بسيط
17
الماء كله واحد فلذلك علا الدهن فوق الماء.
181
1
[157] واما الحجار التى تطفو فوق الماء فان الخلل الذى فيها أكثر من مقدار
2
اجزائها، فيكون موضع الهواء أكثر من مقدار جرم الارض.
3
[158] ومن شأن الماء ان يعلو فوق الارض ومن شأن الهواء ان يعلو فوق الماء،
4
ومن شأن الحجارة الى هى من جنس الارض ان ترسب فى الماء، ومن شأن
5
الهواء الساكن فى الحجارة ان يتصاعد من الماء الى العلو. فكل واحد منهما
6
يجذب صاحبه بخلاف طبع صاحبه، فان كانا متكافئين ثبت نصف الحجر فوق الماء
7
ونصفه فى الماء، وإن كان الهواء أكثر طفا الحجر فوق الماء وكذلك جميع الاشجار
8
تفعل.
9
[159] فاما الاحجار التى تتولد فى البحر عند اضطراب الموج فان الموج اذا
10
اضطرب بعضه ببعض اضطرابا شديدا كثر زبده وانعقد كاللبن اللزج، فاذا ضرب
11
الموج الرمل جمع لزوجة الزبد ذلك الرمل ونشفه يبس البحر بافراط الملوحة
12
فاجتمعت اجزاء الرمل فاذا طال به الزمان على هذا تولدت منه الاحجار.
13
[160] والدليل ايضا على ان البحر على الرمل ان الارضين كلها عذبة المذاق. فان
14
وقف الماء امتنع الهواء وصير فى ذلك الموضع ماء محصورا لم يصعده الهواء،
15
وغلبت عليها اجزاء الارض فملحت التربة وجعدت اولا فاولا.
16
[161] فان الطين الحر فى الانهار العذبة لسلوسة الماء وللطافته، فاذا غلب على
17
الماء يبس الارض صار الماء من جنس الارض او قريبا من ذلك فكدس كل واحد
18
منهما صاحبه، ثم دام اليبس بدوام ثبات الارض ووقوف الماء يفصل اجزاء الطين
19
صغارا صغارا، فلذلك صارت تربة البحار كلها رملية.
183
1
[162] وكذلك البرارى اذ ليس لها ستر من الشمس وهى بعيدة من الماء العذب
2
ونشفت الشمس اجزاء الرطوبة العذبة وبقى ما كان من جنس الارض. ولما دامت
3
الشمس فى هذا الموضع وكان غير مستتر تفصل اجزاء الطين وكان منه الرمل.
4
[163] ويستدل على ذلك الموضع ايضا أنا اذا أعمقنا الحفر أصبنا هناك الطين الحر
5
فنعلم ان ذلك اصله. وانما ترمل بالعرض الداخل عليه، اعنى دوام حركة الشمس
6
وبعد الموضع من المياه العذبة.
7
[164] وكذلك أقول فى ملوحة ماء البحار إن اصلها كلها الماء العذب، وانما تعرض
8
لها الملوحة كما وصفنا. والدليل على ذلك ان المشاهد يدل على الارض انها تحت
9
الماء والماء فوقها اضطرارا بالطبيعة.
10
[165] فان قال قائل ان الأعم من كل شىء أكثره، وأكثره ماء البحار، فالبحار هى
11
العنصر لجميع الماء، وهو الماء العال فوق الارض بطبعه. وقد بينا ان الماء هو
12
أبعد من الارض فى العلو لجرم الماء.
13
[166] فلنأخذ إنائين معتدلين فى القدر ونصب فيهما ماء مالحا وماء عذبا: ثم نأخذ
14
بيضة فنصيّرها فى الماء العذب ــ فتغرق، ثم نصيّرها فى الماء المالح ــ فيظهر
15
بعضها فوقه. فقد علا جرم الماء المالح لان اجزاءه لا تكاد تغرق كاجزاء الماء
16
العذب: فاحتمل فضلة الاجزاء ذلك الثقل فلم يغرق.
17
[167] وكذلك البحيرة الميتة لا يغرق فيها حيوان ولا يتولد فيها حيوان لغلبة اليبس
18
والقرب من شكل الارض.
185
1
[168] فقد وضح ان الماء المتكاثف أسفل من الماء الذى هو غير متكاثف، لان
2
التكاثف من جنس الارض والتخلخل من جنس الهواء. ومن هنا صار الماء العذب
3
فوق المياه كلها، فهو أبعد من الارض.
4
[169] وقد أعلمنا ان أبعد المياه من الارض هو الماء الطبيعى، وقد تبين ان الماء
5
العذب فوق المياه كلها: فيستدل على انه الطبيعى اضطرارا.
6
[170] وكذلك كون الملح فى السباخ هو ان الماء العذب يكون مالحا، تنشف ملوحة
7
الارض تلك العذوبة فيبقى الهواء منحصرا، فلا يكون لذلك الجرم الذى نشف
8
عذوبة بتة. وهكذا كون المياه لما يكون منها بالعرق.
9
[171] وكذلك الحشائش والعقاقير انما تتولد بالتركيب، لا بالطبع المبسوط مثل
10
ملوحة ماء البحر وكون الرمال. لان البخارات الصاعدة اذا عقدت أمكنت <ان تكون>
11
الحشائش ووقع الندى وخلخل الموضع، فتألف منه على حسب قوى الكواكب اشكال
12
ذلك الزرع.
13
[172] فاما المادة فواحدة ــ اعنى مادة الماء ــ وان كان كثير اختلاف الاجناس،
14
ولن يصعد من الماء إلا الماء العذب. وكذلك الماء المالح فى الوزن أكثر وكذلك
15
الشىء الصاعد من الماء ألطف من الماء.
16
[173] فاذا جذبه الهواء لطف وتصاعد الى العلو، فمن هنا صارت العيون والانهار
17
فوق الجبال وصعد البلغم والدم الى الدماغ، وكذلك الاغذية كلها تتصاعد الى
18
العلو وكذلك جميع المياه.
187
1
[174] فاما الماء المالح فيتصاعد عذبا فتقف الحرارة الى جنس الهوائية. فلما كان
2
الهواء فوق الماء كان ما يتصاعد من الماء المالح عذبا.
3
[175] وقد نجد ذلك فى الحمام، وذلك ان الماء المالح اذا اخذته السخونة لطفت
4
اجزاؤه فصعّد بخارا على ضد ما كان فى أسفل الحمام فتفرقت اجزاء الملوحة بالرطوبة
5
الطبيعة التى من جنس الهواء، وتتابع البخار يتلو بعضه بعضا فى العلو فحصره
6
عند تناهيه حجاب الحمام، واجتمع وتكاثف ورجع الى أسفل قطر الماء عذبا،
7
وكذلك فى جميع الحمامات المالحة يكون بخارها عذبا.
8
[176] واما الحشائش التى تنبت فى الثلج فليس يجب كونها لافراط البرد واليبس،
9
وذلك ان النبات يحتاج الى شيئين: أحدهما المواد له والثانى الموضع الملائم
10
لطبعه، فاذا كانت الخصلتان حاضرتين وجب كون النبات.
11
[177] وقد نجد الثلج فى أقصى الطبائع خارجا عن الاعتدال، وليس فى الافراط الا
12
منع ما يجب كونه فى المكان المعتدل فلا يجب كون النبات فى الثلج. وقد يرى
13
النبات ظاهرا ومن سائر الحيوان ولا سيما الدود فانه يتولد فى الثلج والريباس
14
وكل حشيشة مرة.
15
[178] فاما الثلج فلا يجب ان يكون فيه ذلك ولكن علته كون الثلج. وذلك ان
16
الثلج ينزل شبيها بالزبد فتجمده الريح ويضغطه الهواء، فيكون بين اجزائه
17
تخلخل فيحقن الهواء ويحمى ويرشح منه ماء متعفن لما حصره من الهواء.
189
1
[179] فاذا كانت الحرارة شديدة الاتساع والشمس من علو الموضع خرق الهواء
2
المستكن فى الثلج، وظهرت البلولة المتعفنة فانعقدت بحر الشمس.
3
[180] فان كان الموضع مستترا تولد فى الثلج الدود وبعض الحيوان، وإن كان غير
4
مستتر تولد فيه النبات، وليس يكون له ورق لانه بعد عن الاعتدال فجانس الارض.
5
وذلك ان الزهر والورق للحشائش الممتزجة <فى> المواضع المعتدلة فى الهواء والماء:
6
فمن هناك قل ورق النبات والزهر الذى يعرض فى الثلج.
7
[181] وكذلك المواضع الكثيرة الملوحة والمواضع اليابسة لا يكاد يظهر فيها نبات لان
8
مواضعها تبعد عن الاعتدال وتقل التندية لبعد الحرارة والرطوبة اللتين هما خاصة
9
الماء العذب. ولذلك صارت التربة العذبة والجبلية يسرع النبات فيها.
10
[182] اما المواضع الحارة فلان الماء فيها عذب والحرارة فيها متيسرة يقع الطبخ من
11
جهتين: من فعل الموضع بالهواء المستكن فيه وطبخ الهواء مع حرارة الشمس فى
12
ذلك الموضع.
13
[183] واما الجبال فانها تجذب الرطوبات ويعينها صفو الهواء فيسرع الطبخ،
14
ولذلك كان أكثر النبات فى الجبال.
15
[184] فاما البرارى فان الملوحة تغلب هناك كما أعلمنا آنفا، فيقى بين اجزاء
16
الرمل تخلخل وهو شبيه بعضه ببعض، ولا يكون للشمس من القوة ما يثبت أصول كون
17
النبات، ولا تكون فى البرارى عقاقير خاصية بل يشبه بعضها بعضا.
191
1
[185] فاما النبات الذى يعرض على وجه الماء فانه يكون مع غلظ الماء، وذلك ان
2
البخار اذا لامس الماء ولم يكن للماء جرية تحرك الماء فصار عليه شبيه بسحابة
3
وحصر هواء يسيرا، فتعفنت تلك الرطوبة وجذبتها الحرارة وانبسطت على وجه الماء.
4
وليس لها اصل لان الاصول تكون فى المواضع الجاسية من الارض والماء متفرق
5
الاجزاء منبسط.
6
[186] فجذبت الحرارة تلك العفونة المتولد على وجه الماء، فمن هناك لم يكن
7
له ايضا ورق لبعده عن الاعتدال ولم تكن اجزاؤه متألفة لان الماء غير متألف
8
الاجزاء، فلذلك صار النبات مثل الخيوط.
9
[187] ولما كانت الارض منحصرة الاجزاء كان النبات مجتمع الاجزاء على بعض الارض.
10
وقد يتعفن فى الموضع الندى والرمل عفونات بحصر الهواء، فاذا كثرت الامطار
11
والرياح اظهرت الشمس تلك العفونة ويبس وجمد بيبس الارض اصل ذلك، فكان
12
منه الكمأة وامثالها.
13
[188] ومن النبات ما يكون فى المواضع الحارة الشديدة الافراط، وذلك ان الحرارة
14
تطبخ ما فى بطون الارض وتحقن الشمس فيحدث البخار فيكون منه النبت، وكذلك
15
فى جميع المواضع الحارة يعمل بغتة فيها النخل.
16
[189] فاما المواضع الباردة فتفعل مثل ذلك بالضد وذلك ان الهواء البارد يحصر[ه]
17
الحرارة الى أسفل، وتجتمع اجزاؤها فتطبخ الموضع بذلك البلل الحاضر. فينشق
18
الموضع و يخرج منه النبات.
193
1
[190] فاما المواضع الغدر المقعرة فان الماء لا يكاد يفارقها، فاذا احتقن الهواء
2
الذى انحصر فى الارض رشح من بلولة الماء فانعقد الهواء فى باطن الماء فخرج
3
النبات مثل النيلوفر * والخيرى واصناف الحشائش+ وهذه تنبت قائمة لا منبسطة لان
4
اصلها على الارض.
5
[191] والمواضع التى تجرى فيها المياه الحارة قد يتولد فيها النبات وذلك ان
6
حرارة الماء تجذب البخارات المحتقنة فى الارض والرطوبة الباردة فتجذبها الى
7
العلو، فينعقد الهواء بتلك الرطوبة وينطبخ بحرارة الماء فيظهر النبات ولا يكاد
8
يظهر الا فى الدهر الطويل.
9
[192] فاما الحشائش التى تظهر فى المياه الكبريتية فان الريح اذا حاكت الزرنيخ
10
اضطربت وانحقن الهواء الذى فيه فيسخن الموضع فيكون منه النار، ثم يتولد ماء
11
فى أسفل الزرنيخ ما رشح من ثقل الهواء فتجذبه النار مع عفونة ذلك الزرنيخ فيكون
12
منه النبات، ولا يكاد يكون كثير الورق كما أعلمنا <آنفا> لبعده من الاعتدال.
13
[193] واما غذاء الحيوان من النبات فانه يكون فى المواضع الحارة اللينة العالية ولا
14
سيما فى الاقليم الرابع والثالث، وما قرب من الغذاء فى المواضع العالية الباردة
15
ولذلك تكثر العقاقير فى المواضع الباردة العالية بجذب الرطوبات واعتدال حر
16
الشمس فى أيام الربيع.
17
[194] وكذلك الطين الحر يسرع فيه النبات الدهنى لاحتقانه، ورطوبته فى الماء
18
العذب كما أعلمنا بذلك آنفا.
195
1
[195] فاما النبات الذى يكون فوق الصخر المصمت فانه يعرض فى الزمان الطويل،
2
وذلك ان الهواء المنحصر فيه يطلب العلو، فاذا لم يجد السبيل لقوة الحجر تراجع
3
ذلك الهواء وحمى وجذب الرطوبة الفاضلة فى الحجر الى العلو، فخرج البخار مع
4
تلك الرطوبة منع زوايا صغار من الحجر، فلما باين الحجر عقده وأعانته الشمس على
5
طبخه فكان منه النبات.
6
[196] ولا يكاد يعلو الا ان يقرب من تراب او رطوبة. فاما باق النبات فيحتاج الى
7
التراب والماء والهواء.
8
[197] وتنظر الى النبات: فان كان فى أدنى الشمس ــ فانه يسرع
9
، وان كان الى
10
الغرب ــ فانه يبطئ.
11
[198] والنبات اذا غلبت عليه المياه احتقن الهواء فلم يصعد شيئا فلا يتغذى
12
النبات. وكذلك اليبس اذا غلب صرف الحرارة الغريزية فى الاطراف وحصر المواضع
13
السالكة فيها المياه ــ فلا يتغذى النبات.
14
[199] اما النبات كله فيحتاج الى اربعة أشياء (وكذلك الحيوان يحتاج): الى بزر
15
محدود ومكان ملائم له وماء معتدل وهواء سا كن متشاكل. فاذا كانت الاربعة تامة
16
نشأ النبات وكبر، وان اختلفت ضعف النبات على قدر اختلافها.
17
[200] اما النبات الذى يعرض فى الجبال العالية فما كان منه عقارا كان أقبل وأنجح
18
فى العلاج، وما كان منه ثمرا كان أبطأ فى الانهضام وليس بكثير الغذاء.
197
1
[201] واما المواضع البعيدة من الشمس فليست بكثيرة النبات ــ وكذلك الحيوان
2
وذلك ان الشمس تدوم لطول الأيام فى تباعد الشمس فتنشف تلك الرطوبة، فلا يكون
3
للنبات من القوة ما يورق و يزهر.
4
[202] اما النبات الذى يعرض فى مواضع المياه فان الماء اذا وقف على الارض <يصير
5
كالثفل> ولم يكن للهواء من القوة ما يلطف اجزاء الماء: فانحقن الهواء فى باطن الارض
6
ومنعه غلظ الماء ان يصعد فهاج فى ذلك الموضع ريح فانشقت الارض ويأتى الهواء
7
المحتقن وعقدت الريح تلك الرطوبة فكان منها نبات الآجام. وليس يكاد يختلف فى
8
الشكل لدوام الماء وغلظه وحرارة الشمس من فوق.
9
[203] واما النبات الذى يكون فى المواضع الندية فانه يظهر على بسيط الارض شبيها
10
بالخضرة، فنقول إن فى ذلك الموضع تخلخلا يسيرا. فاذا وقفت الشمس جذبت تلك
11
النداوة وسخن الموضع بالحركة الحادثة والحرارة المحتقنة فى بطن الارض، فلم يكن
12
للنبات من المواد ما يكبر وأعانته الرطوبة بانبساطها، فجر على بسيط الارض كالثوب
13
الاخضر وليس له ورق الا انه ينبت من جنس النبت الذى يظهر على بسيط الماء وهذا
14
أقل مقدارا من ذلك لانه يقرب من جنس الارض فلا يعلو ولا يمتد.
15
[204] وقد يعرض فى النبات نبات آخر من غير شكله لا أصل له يتحرك على النبات،
16
وذلك ان النبات الكثير الشوك اللزج المائية اذا تحرك انفسخت اجزاؤه وتجذب
17
الشمس تلك العفونات وتطبخ الحشيشة بطبيعتها ذلك الموضع المتعفن وتعين الشمس
18
بحرارتها المعتدلة فينشأ هذا النبات مثل الخيوط ويمتد على ذلك النبات، وهذا
19
خاصة فى النبات الكثير الشوك مثل الكشوث وأشباهه.
199
1
[205] فاما الحشائش كلها وجميع ما ينبت على الارض وفى الارض فأقسامها خمسة:
2
أحدها بالبزور والثانى من المتعفن والثالث من رطوبة الماء والرابع غرس
3
والخامس ينشأ على عقار آخر. وهذا الخمسة أصول للنبات.
4
[206] وحمل جميع الاشجار على ثلاثة: إما ان يكون حمله قبل ورقه، وإما ان يكون
5
حمله مع ورقه، وإما ان يكون حمله بعد ورقه.
6
[207] ومن النبات ما لا حمل له ولا ورق، ومن النبات ما يطلع حسنا لا حمل فيه
7
ولا ورق كالساج والخيزران.
8
[208] وسأبين هذه الثلاثة الافاعيل: أما الذى يطلع ثمره قبل ورقه فانه كثير اللزوجة
9
فاذا طبخت بالحرارة التى فى طبيعة النبات أسرع النضج وامتد وعلا فى أغصان
10
النبات ومنع الرطوبة ان تصعد منه فيسبق ثمره ورقه.
11
[209] وكذلك فى النبات الذى يطلع ورقه قبل ثمره فعال الرطوبات تكون فى ذلك
12
النبات كثيرة. فاذا أخذت الحرارة ففرقت اجزاء الماء الى العلو جذبت الشمس اجزاء
13
تلك الرطوبة وأبطأ النضج لان طبخ الثمرة لا يكون الا عند انعقاده فيسبق الورق
14
الثمر.
15
[210] فاما النبات الذى يكون ورقه مع ثمره فان ذلك النبات كثير الرطوبة، وقد
16
تعرض له اللزوجة. فاذا طبخته الحرارة تعلى الرطوبة مع تلك اللزوجة وجذبه
17
الهواء مع الشمس فخرجت اللزوجة ثمرا وخرجت الرطوبة ورقا فى حالة واحذة.
201
1
[211] وقد زعم حكماء الاولين ان الورق كله ثمر، الا ان الرطوبة كثرت فلم ينضج
2
وينعقد لظهور الحرارة الى العلو وسرعة جذب الشمس، فاستحالت الرطوبة التى لم
3
تنضج ولم يعمل فيها الطبخ ورقا. وليس للورق معنى أخر من جذب المواد وستر
4
الثمر عن إفراط الشمس. ولذلك يجب ان يكون الورق ثمرا الا ان الرطوبة تغلب
5
عليه كما أوضحنا، فيستحيل ورقا.
6
[212] وكذلك الحكم فى الازهار: اما الازهار فقد تقدم الحمل لان الطبيعة اذا طبخت
7
تراقى من اللطيف الاول شىء لم ينضج فتكون تلك الرطوبة ورقا، ويكون ذلك الطبخ
8
زهرا، فاذا نضج الطبخ نشأ الثمر وخرج الى غاية المادة على سبيل الموضع الذى
9
هو فيه.
10
[213] فاما الشوك فليس هو من جنس النبات فى الطبيعة، ولكن يكون فى النبات
11
تخلخل ويكون فى ابتداء الطبخ، فتصعد البرودة والرطوبة ومعهما شىء من طبخ.
12
فيسلك فى ذلك التخلخل فتجذبه الشمس فيكون من ذلك الشوك.
13
[214] ولذلك يكون شكله مخروطا لان الجذب اولا فاولا يبتدئ رقيقا ويغلظ اولا فاولا
14
لان الهواء اذا تباعد <غن> النبات [فيه] لطفت اجزاؤه عند امتداد المواد. وكذلك
15
كل بنت[*]بنت corrupt for نبت او شجرة يكون طرفه مخروطا.
16
[215] فاما الخضرة فوق النبات فقد ينبغى ان تكون أعم ما فى الشجرة الخضرة، وقد
17
نرى أعم داخلا البياض والخضرة من خارج، وذلك ان المواد تستعمل الأقرب
18
فالأقرب.
203
1
[216] فيجب ان تكون الخضرة فى الشجرة كلها وهذا كان يجب لان المواد تجذب
2
فيتخلخل عود الشجرة فيرشح بالحرارة طبيخ يسير فتبقى هناك الرطوبة، فتظهر من
3
ظاهر فتكون الخضرة. وكذلك فى الورق الا انه أكثر طبخا: وهو ما بين الورق
4
والخشب فى القوة.
5
[217] فاما الخضرة فليست تلبث ولكنها رطوبة فيها شىء من جنس
6
الارض فيتولد منها اللون الأخضر، والدليل على ذلك ان قشور الشجر عند
7
اليبس تسوّد وهن فى المواد بيض، فيتولد فيما بين اللونين اللون الأخضر فى
8
ظاهر النبات.
9
[218] فاما أشكال النبات فعلى ثلاث جهات: منه ما يخرج الى العلو ومنه ما يخرج
10
الى السفل ومنه ما يخرج بين هاتين الجهتين.
11
[219] فاما ما يسلك الى العلو فان المادة تظهر من لب النبات فتجذبه الحرارة
12
ويضغطه الهواء الذى فيما بين التخلخل <وينخرط> كما تنخرط النار عند المواد فتعلو.
13
[220] فاما ما كان الى السفل فان المجارى تضيق، فاذا انطبخت المادة ثخن الماء
14
الذى فيه لب النبات فخرج لطيفه الى العلو وتراجع الباقى فى الجهات <و>أخذ<ه>
15
نحو السفل بثقله.
16
[221] فاما ما كان بين الجهتين فان الرطوبة تلطف والمادة تقرب من الاعتدال فى
17
الطبخ وتكون المجارى متوسطة فتأخذ المواد الى العلو والسفل.
205
1
[222] <و>الطبخ الاول فى أسفل النبات الباطن فى الارض، والطبخ الثانى فى اللب
2
الخارج عن الارض الذى هو فى وسط النبات ثم تظهر المواد فتنقسم. ولا تنطبخ
3
طبخا ثالثا لان الطبخ الثالث فى الحيوان، وانما وجب الطبخ الثالث لاختلاف
4
الاعضاء وتباعد طبائعها.
5
[223] فاما النبات فقريب بعضه من بعض، ولذلك كثر فى جميع المواضع، وأكثر
6
النبات ما كان الى أسفل سلوك مواده.
7
[224] فاما أشكال النبات فعلى مقدار البزور واما زهر النبات وثمره فللمياه والمواد.
8
[225] وجعل الحركة الاولى النضج والطبخ فى جميع الحيوان المغتذية والنافخة
9
والقانصة، وهذه تكون فى جميع الحيوان لا يخلو منه. فاما النبات فان الطبخ الاول
10
والنضج على حسب التربة.
11
[226] فاما الشجر كله فيعلو ابدا حتى يكمل او يهلك، وذلك ان الحيوان كله يكون
12
عرضه قريبا من طوله فاما النبات فيبَعِد لان أصله الماء والنار الطبيعية فيسرعان
13
فى الترقى فيطول النبات.
14
[227] فاما اختلاف النبات فى الاغصان فان ذلك من إفراط التخلخل، فاذا انضغطت
15
الرطوبات حميت الطبيعة فأسرعت فى الطبخ فيشكل الغصن وظهر الورق كما أعلمنا
16
آنفا.
207
1
[228] فاما ما يسقط ورقه من الشجر فيكون بارتخاء سريع التخلخل، فاذا انطبخ الماء
2
بالمادة انخرط ولذلك تكون مسالك هذه الشجرة من داخل عريضة، ثم ترق وتتخرط،
3
فاذا ظهور المادة بالطبخ واستحكمت سدّت اطراف المجارى من العلو فلم يكن
4
للورق مادة <ف>تجف، وبخلاف هذا الوصف لا يسقط النبات.
5
[229] فاذا غلب على النبات البرد <لا يتغير> لونه فقط لكمون الحرارة فى وسط
6
النبات وظهور البردة [sic] من خارج فى الطراف[*]الطراف corrupt for أطراف النبات، ولذلك ما يصفرّ الورق فلا يسقط
7
مثل الزيتون والاس واشباه ذلك.
8
[230] فاما اذا كان الشجر والنبات له قوة جارية جدا كان الحمل واحدا و<إن>
9
لم يكن له قوة قوية استعملت الطبيعة الطبخ مرارا لتّطرد عند كل طبخ الثمر،
10
فلذلك يحمل بعض النبات فى كل سنة مرارا.
11
[231] فاما النبات المشاكل طبع الماء فلا يكاد يحمل لغلبة الرطوبة واتساع مجارية[*]مجارية corrupt for مجاريه
12
واسترخاء أصوله، فاذا اخذته الحرارة أسرع الطبخ ورق لاجل الماء ولم ينعقد وهذا
13
يوجد فى سائر الحشائش وفى بعض البقول.
14
[232] فاما النبات الازرق فانه يكون فى البلاد الحارة جدا ويكون هناك يبس فتضيق
15
المجارى، فاذا أرادت الطبيعة الطبخ لم يكن له من الرطوبة ما تسرع به المادة
16
وكانت المجارى ضيقة فيراجع الطبخ وحصرته الحرارة فظهر ما بين السواد والبياض
17
فى اللون.
209
1
[233] فما كان على هذا كان خشبه أسود وكلما قرب أيضا مما بين البياض والسواد،
2
وهو من الابنوس الى الدلب[ ولذلك صار يغرق فى الماء]. لان اجزاءه مجتمعة ومجارية[*]ومجارية corrupt for ومجاريه
3
ضيقة لا يدخلها الهواء فيغرق لذلك.
4
[234] فاما ما غرق من الخشب الأبيض فمن ضيق المجارى وإفراط الرطوبة فتسدّ
5
المجارى فلا يدخل الهواء فى تلك المجارى فيغرق الخشب.
6
[235] فاما الزهر فانه يكون من لطيف المواد عند ابتداء الطبخ ولذلك يكون قبل الثمر
7
فى أكثر النبات [لانا قد بينا ما العلة فى النبات الذى يكون ثمره قبل ورقه.
8
[236] فما كان من النبات منحصر الاجزاء كان الى لون اللازوردى واذا لم ينحصر
9
اجزاؤه كان <الى> البياض واذا اعتدل كان الى الصفرة.
10
[237] فاما ما لا زهر فيه فأكثر اختلاف اجزائه ورقتها وخشونتها فلا يكون لها
11
زهر وهذا كالنخل واشباهه.
12
[238] فاما ما كان من النبات الخشن القشر فانه يطول وذلك لامتداد الرطوبة
13
واندفاع الحرارة، وهذا يوجد فى الارز والنخل.
14
[239] فاما ما يكون من البان النبات فان النبات يكون لين الوسط وتكون الحرارة فى
15
السفل شديدة وتكون هناك لزوجة.
16
[240] فاذا أظهرت الحرارة الطبخ رجعت اللزوجة الى تلك الرطوبة فعقدتها عقدا
17
يسيرا، ثم استحر الموضع فصار الماء لزوجة شبيها باللبن فارتفع بخار الرطوبة فجذب
18
ذلك اللبن الى الاطراف وحصرت الرطوبة الحرارة الظاهرة.
211
1
[241] فلم يجمد ذلك اللبن لان من شأن الحرارة ان تميع اللبن. والالبان كلها
2
كثيرة العقد فاذا كان ظاهر الشجر بردا يعقد اللبن بعد خروجه من الموضع فمن
3
هناك تكون الاصماغ.
4
[242] فاما الاصما غ الحارة فانها تقطر فاذا باشرت الهواء جمدت. ومنها <ما> يقطر
5
فى الموضع المعتدل فيكون شبيها بالماء ومنه ما يقطر ويستجمد شبيها بالحجارة،
6
فاما ما يقطر ويمكث على قطره فبالشجر المعروف بالكافور.
7
[243] واما ما يستحيل حجرا فان ذلك الشجر يكون فى ظاهره برد مفرط، فتظهره
8
الحرارة، فاذا قطر جمد ويحجر، ويكون فى البلد المفرط الحرارة.
9
[244] ومن الشجر ما يستحيل فى الشتاء فيكون مرة الى الخضرة ومرة الى الصفرة ولا يفسد
10
ورقه ولا ثمره، وذلك ان الشجر الذى له يكون هذا الفعل فى داخله حرارة غليظة
11
وفى لحائه الاسفل مائية رقيقة.
12
[245] فاذا كان فى الشتاء حصرت تلك الرطوبة الحرارة ببرد الهواء، فلما وصلت
13
الحرارة الى البرودة نفت الحرارة تلك الرطوبة الى خارج بما صبغت من لون الحرارة
14
فظهر ذلك اللون فى ظاهر ذلك الشجر،ثم يرجع البرد واليبس فى الفعل فتحصر
15
الرطوبة الحرارة فتظهر لذلك لونا آخر.
16
[246] فاما الثمر فيكون مرّا لان الحرارة والرطوبة غير تامة فى الطبخ والبرد واليبس
17
يمنعانها ان يصير فيكون الى المرارة. والدليل على هذا ان المرّا[*]المرّا corrupt for المرّ اذا وضع فى النار حلا.
213
1
[247] فاما الشجر الذى ينبت فى الماء الحامض فان ثمره حلو، وذلك ان الحموضة
2
تجتذب مع تسخين الشمس ما كان من جنسها وهو البرد واليبس.
3
[248] فتظهر المياه الباطنة العذبة ويحمى باطن الشجرة عند دوام وقوف الشمس،
4
فيكون بدء الثمر حامضا عند الجذب فلما كثر الطبخ أحالت الحموضة اولا اولا حتى
5
تفنى وظهرت الحلاوة فكان الثمر حلوا وورقه واطرافه حامضة.
6
[249] فاما عند استحكامه فى النضج فانه يكون مرّا وذلك لافراط الحرارة وقلّة الرطوبة،
7
فتفنى تلك الرطوبة فتسقط الحرارة ذلك الثمر فيكون مرّا.
8
[250] ويكون نواة مخروطا لاجتذاب الحرارة الى العلو واختذاب البرودة والرطوبة الى
9
السفل اللذين من جنس الماء الحامض، فتبقى الرطوبة فى الوسط فيغلظ الوسط
10
وتدق الطرفان.
11
[251] فاما الشجر الذى يكون فى البلدان المعتدلة فانها تسرع النضج قبل أيام
12
الربيع، وذلك ان الحرارة اذا كانت قريبة من الاعتدال وكانت الرطوبة ظاهرة
13
وكان الهواء صافيا لم يحتج الثمر الى افراط الحرارة فى الطبخ فيسرع النضج ويسرع
14
الثمر[قبل ايام الربيع].
15
[252] واما الشجر كله فالاغلب عليه عند بدء ثمره المرارة والعفوصة، فان الرطوبة
16
اذا انبعثت فى اطراف الشجر وانطبخت المواضع التى فى وسط الشجر التى منها
17
تكون المواد أحدثت الحرارة يبسا فألحقت فى الرطوبة، فكان الطبخ الاول حامضا
18
او مرّا او عفصا.
215
1
[253] وذلك ان الحرارة والرطوبة تمما الطبخ، فاذا غلبت الرطوبة او اليبس تلك
2
الحرارة كان منه الثمر فى الابتداء فلا يكون محكم الطبخ، فمن هناك صار كون الثمر
3
فى الابتداء خارجا عن الحلاوة.
4
[254] فاما شجر الاهليلج فانه يكون فى ابتداء كونه عند ظهور الثمر حلوا ثم يكون
5
عفصا ثم يكون فى تمامه مرّا. وذلك ان شجره متخلخل جدا، فاذا كان فى وقت الطبخ
6
وكانت المجارى واسعة سبقت الحرارة والرطوبة فأنضجت التمر.
7
[255] فكان فى ابتدائه حلوا ثم أحدثت الحرارة اليبس الذى من شكلها فضيقت
8
المجارى فغلبت البرودة واليبس الحرارة والرطوبة فاستحال الثمر عفصا.
9
[256] وغلبت الشمس بالحرارة فأحدثت اليبس الفرط مع ذلك البرد الذى فى ظاهر
10
الشجر فغلبت البرودة واليبس فكان الثمر شديد العفوصة، ثم انجذبت الحرارة
11
الغريزية الى العلو وأعانتها حرارة الشمس من خارج بغلبة الحرارة واليبس فكان
12
الثمر مرّا.
13
والله أعلم بالصواب
14
تمت المقالة الثانية من كتاب النبات لارسطوطاليس وبتمامها تم الكتاب
15
والحمد للّه رب العالمين