89
1
(المقدمة النثرية):
2
بسم الله الرحمن الرحيم -
3
قال الشيخ الاجلّ، الرئيس أبو على، الحسين بن عبد الله بن سينا، رحمه الله:
4
لما جرت عادة الحكماء، وفضلاء القدماء، بخدمة الملوك والأمراء، والخلفاء
5
والوزراء، ورؤساء القضاة والفقهاء، بتصانيف المنثور المنظوم، وفي تواليف الصنائع
6
والعلوم، لاسيما شعراءُ الأطباء، فإنهم كثيراً ماوضعوا الأراجيز، وألّفوا
7
الكنانيش، ليتبين ألكنهم من راجزهم. وماهرهم من عاجزهم. فأنتج ذلك إطلاع
8
الملوك على القوانين الطبية. والمناهج الحكمية.
9
(ولما) رأيتُ صناعةَ الطب، بأرض فارس، عاريةً من محاضرات المجالس،
10
ومناظرات البيمارستانات والمدارس. وقد استباح الطب من لامادّة له من فنونه، ولا
11
معرفة له بقانونه، ولا صورة له في نفسه، ولا سيما مع قلّة درسه.
12
فتصدّر وتشيّخ من لم يكن في الصناعة رسح.
13
(لذلك) جَرَيت على سَنن القدماء، واتّبعت سُنَن الحكماء. فخدمت
14
حضرة سيدنا الوزير، الفقيه الأجلّ، القاضي السنّي المحل، اطال الله بقاه، وأدام
15
عزّه وعلاه، وكَبَت حَسَدته وعداه، بهذه الأرجوزة. المشتملة من الطب على
16
جميعه، ومن تقسيمه على بديعه، وكسوتها رداء الكمال، وحلّة الجمال. بسهولة
17
المضمون،رخفة الموزون، لتكون أيسر طلباً، وأقل تعباً.
18
وهو إذا نظر اليها بفهمه. وحصلت في خرائن علمه، استعان منها على العلم
19
الجليل، بالجرم القليل، ومازَ مابين الصُنّاع والرّعاع، المبتدي والمنتهي، والمحقّق
20
والممخرق وإلى الله أرغب في المعونة إلى مايقرِّب اليه يزلّفه لديه.
21
فهو المستعان، وعليه التكلان.
90
1
(المقدمة الشعرية):
2
- بسم الله الرحمن الرحيم -
3
بسم الله والحمد لله - والصلاة والسلام على رسول الله
4
الرقم المتسلسل بعد التحقيق:
5
|1| الحمد لله الملك الوحدِ ربِّ السموات العليّ الماجدِ
6
|2| سبحانَه منفرداً بالقدم مُخرجَ موجوداتنا من عدم
7
|3| مُفيضَ نورِه على عقولنا حتى بدا الخفيُّ من معقولنا
8
|4| بفضله قد خلق الانسانا فضّله بالنطق واللسانا
9
|5| يُوحي اليه العلمَ بالاحساس كما بدا الخفيُ بالقياس
10
|6| واعتلق العقلَ بنفس ناطقهْ ذاتِ حياةٍ وشهود صادقهْ
11
|7| وقسّم العقلَ على البريهْ والحسَّ والحياةَ بالسويّهْ
12
|8| واعتلق الجميعُ بالطبيعهْ فكمُلت حكمتُه البديعهْ
13
|9| فعند ذاك فاز بالفضيلهْ من نزّه النفسَ عن الرذيلة
14
|10| بصنعةِ اليدين واللسانِ الفصلُ بين الحي والإنسانِ
15
|11| فأشرفُ الناسِ إذن أحسنُهم صُنعاً وفي مقالةٍ الْسَنُهم
16
|12| لأنهم قد شُغلوا بالذاتِ وأعطوها الأوْكَدَ من لذّاتِ
17
|13| والشعراءُ امراءُ الألسنِ كما الأطباءُ ملوكُ البدن
18
|14| هذا يَسُنّ النفس بالفصاحهْ وذا يطِبّ الجسمَ بالنصاحهْ
91
1
|15| وهذه أرجوزةٌ قد اكتملْ فيها جميعُ الطِب علماً وعمل
2
|16| فها أنا مبتديء بنظمِ منثورَ ماحفِظْتُه من علمِ
3
|17| وصلوة الله ذي الجلالهْ على النبي الصادق المقالهْ
4
|18| محمدٍ حباهُ بالرسالهْ فأنقذَ الناس من الضلالهْ
5
|19| مطَّرقاً لعقله المطبوع بالحق ذي البرهان من مسموع
6
|20| فكان مثلَ نورَ عين الحِسِّ إتصلت بالبدر أو بالشمس
7
|21| فأدرك البعيد والقريبا ولم يكن في رأيه مُريبا
8
|22| طيِّبه يُنشر من خبيثه ويظهر الصدقُ على حديثه
9
|23| ويَغْلِب العقلُ على هواه ويؤثرُ الأخرى على دنياه
10
|24| فيبهُج الحقَّ بنور ساطعِ وحججٍ مبنيّةٍ قواطعِ
92
1
"أرجوزة ابن سينا في الطب"
2
ذكر حدِّ الطب:
3
|25| الطّب حفظُ صحةٍ برْءُ مرضْ من سببٍ في بدن منه عرضْ
4
ذكر تقسيم الطب:
5
|26| قسمته الاولى لعلمٍ وعملُ والعلمُ في ثلاثةٍ قد اكتملْ
6
|27| سبعُ طبيعات من الأمور وستةٌ وكلها ضروري
7
|28| ثم ثلاثٌ سطّرت في الكتب من مرضٍ وعرضٍ وسببِ
8
|29| وعملُ الطِب على ضربينِ فواحدٌ يُعمل باليدينِ
9
|30| وغيره يُعمل بالدواء وما يُقدّر من الغذاء
10
-ذكر الامور الطبيعية، وأولاً في الاركان-
11
|31| أما الطبيعات فالاركانُ يقوم من مزاجها الأبدانُ
12
|32| وقولُ بقراط بها صحيحُ ماءٌ ونار وثرى وريح
13
|33| دَليلُه في ذاك أن الجسما اذا ثوي عاد اليها رغما
14
|34| ولو يكونُ الركن منها واحدا لم تر بالآلام جسماً فاسدا
15
الثاني من الأمور الطبيعية، وهو العلم بالمزاج:
16
|35| وبعد ذاك العلم بالمزاج إحكامه يُعين في العلاج
93
1
|36| أما المزاج فقواه أربعُ يُفردها الحكيم أو يُجمّع
2
|37| من سَخِنٍ وباردٍ ويابسِ وليّن ينال جسّ اللامس
3
|38| توجد في الاركان والزمان وفي الذي ينمو وفي المكان
4
|39| والاسطقس آخذ في الغاية من مفرد المزاج والنهاية
5
|40| الحرّ في النار وفي الهواء والبرد في التراب ثم الماء
6
|41| واليُبس بين النار والتراب واللين بين الماء والسحاب
7
|42| بين جواهرٍ لها اختلاف تقضي لنا بالكون وائتلاف
8
|43| اختلفت كي لاتكون واحدة وائتلفت الا ترى مضادَدَة
9
|44| وما سوى العنصر من مركب فوصفُنا مزاجَه بالاغلب
10
|45| معتدلاً نجعله قانونا قد جمع الأربعة الفنونا
11
|46| امتزجت فيه على مقدار فكان كالدستور والمسبار
12
|47| فكل ماخصّ بالانحراف ومال نحو احد الاطراف
13
|48| فلن يكون خالياً من القوى لكنها فيه على غير السوّا
14
|49| يُدعى على الأغلب بالناري او الترابي او المائي
15
|50| ومنه ماينسب للرياح وكلها تقال باصطلاح
94
1
|51| اjممت اصناف المزاج تسعة ولم أجىء فيها بقول بدعة
2
ذكر امزجة الأزمنة:
3
|52| أقول في الزمان بالتقدير اذ لاسبيل فيه للتحرير
4
|53| فللشتاء قوةٌ للبلغم وللربيع هيجانٌ للدم
5
|54| والمرّة الصفراء للمصيف والمرة السوداء للخريف
6
ذكر أقسام النامي:
7
|55| ويقسم النامي لضرب المعدن وللنبات ولحيّ البدن
8
|56| ماقهر الحسمَ فمن دواء منها وما انمى فمن غذاء
9
|57| مزاجُها يُدرك بالمذاق وبالقياس الصائب المصداق
10
|58| الحلو والملح وذو المرارهْ لليُبس والحرِّيف للحرارهْ
11
|59| وكل طعم عَفِصٍ وحامِضِ لليبس والبرد وكلُّ قابض
12
|60| وكلُ مائيٍ وما لاطعم له فإنها أمزجةٌ معتدلة
13
|61| وكلُ ذي دُهن فحارٌ رَطْبُ والبارد الرطب تفيه عذب
14
ذكر امزجة الاسنان:
15
|62| والحي قد يختلف في الأسنان كلامُنا فيه على الانسان
16
|63| حرارةُ الشباب والأطفال مزاجُها مقترب الاحوال
17
|64| لكنما الشباب لليبوسهْ والطفلُ ذو رطوبة محسوسهْ
18
|65| والكهل باردٌ متى تزنه والشيخُ مثلُه وشرٌ منه
19
|66| كلاهما اليبسُ اعتّرى مزاجه والشيخ في أخلاطه فجاجهْ
95
1
ذكر الذكورة والانوثة:
2
|67| وفي الذكور اليُبس والسُخونة وفي الإناث البردُ واللدونة
3
ذكر السِّحن:
4
|68| والبدنُ الناعم والسمينُ البردُ في مزاجه واللين
5
|69| والسِّحنُ النحيلة القضافُ فتلك في مزاجها جفاف
6
|70| وكلُ مَنْ عروقه من سَحْنة واسعةٌ فإن تلك سُخنة
7
|71| وكلُ من عروقه بالضِد فإنه من شدةٍ في البرد
8
|72| والسّحنة القويمة المعتدلة قد نزلت بين الجميع منزلة
9
ذكر الألوان - وأولاً في البشرة:
10
|73| لاتعملِ الدليلَ بالالوان ان يكنِ التأثيرُ للبلدان
11
|74| بالزنج حرٌ غيّر الاجسادا حتى كسا جلودها سوادا
12
|75| والصَقلبُ اكتسبت ابيضاضا حتى غدت جلودُها بضاضا
13
|76| وإن تحِدّ السبعةَ الاقالما تكن بانواع المزاج عالما
14
|77| فالعدلُ منها المستقيمُ الرابع واللون فيه للمزاج تابع
15
|78| الأدمُ الأصفرُ للصفراء والكمِدُ الأغبرُ للسوداء
16
|79| والجسدُ الاحمرُ من فرط الدم والأبيضُ العاجي فهو البلغمي
17
|80| والأبيضُ المشوبُ باحمرارِ مزاجُه معتدلُ المقدارِ
96
1
ذكر ألوان الشعر:
2
|81| لأبيضِ الشعر مزاجٌ أبردُ وشَعَرُ السَخْنِ المزاج أسودُ
3
|82| وناقصُ البرد بشعرِ أشقرا وناقصُ الحر بشعرٍ أحمرا
4
|83| معتدلُ المزاج لونُ شعرِهْ أشقرُه مشرّبٌ بأحمره
5
ذكر الوان العين:
6
|84| اذا الجليدية والبيضية أجسامها صغيرة مُضيّة
7
|85| مكانها ناتِ وفيه نورُ صافي القوام مشرقٌ كثيرُ
8
|86| فإن عين هذه زرقاءُ وان ضد هذه كحلاء
9
|87| وان مزجت سبب الكحولة بسبب الزرقة فالشهولة
10
|88| وان تقل الروحُ كان الاشهلُ اوكثرت في العين كان الاشعل
11
الثالث من الأمور الطبيعية، وهو الاخلاط:
12
|89| الجسم مخلوقٌ من الامشاج مختلفاتِ اللون والمزاج
13
|90| من بلغمٍ ومِرّة صفراءَ ومن دم ومِرةٍ سوداءَ
14
|91| فالبلغمُ الطبيعي مالا طعم له وما له برودة معتدلة
15
|92| ومنه مايُعرف بالزجاجي وهو غليظٌ بارد المزاج
16
|93| ومنه بلغمٌ يسُمى مالحا للحر واليُبس تراه جانحا
17
|94| ومنه مامطعمه كالحلو وليس من حرارة بخلو
97
1
|95| ومنه كالحامض وهو أبرَد يكون في المَعْدة حين تفسد
2
|96| والمرة الصفراء في الوانِ فواحدٌ يُعرف بالدخاني
3
|97| ومنه كالزنجار والكُرّاثِ وهذه كثيرة الأخباث
4
|98| وغيرُه يُعرف بالمُحيِّ وليس في قُواه بالردي
5
|99| والأحمرُ الساكن في المرارهْ وكُلها تُنسب للحرارهْ
6
|100| والدمُ مامنشؤه من الكبد ينفُذ في عروقها إلى الجسد
7
|101| ومنه شيء قد حواه القلبُ والدم في قُواه حارٌ رطْبُ
8
|102| ومَسْكنُ السوداء في الطحالِ هذا اعتقادٌ ليس بالمحال
9
|103| وعَكرِ الدمِ هو الطبيعي وما سواه ليس بالمطبوع
10
|104| وانما تحدث باختلاطِ وباحتراق سائر الاخلاط
11
الرابع من الأمور الطبيعية، وهو الأعضاء:
12
|105| أصولُ اعضاء الجسوم أربعهْ وغيرها منها ترى مفرّعهْ
13
|106| فواحدٌ من هذه هي الكبد وهي تقوم بالغذاء للجسد
14
|107| والقلبُ يغذو الجسم بالحياة لولاه كان الجسمُ كالنباتِ
15
|108| وهو لحيّ الجسم مثلُ العنصر يُنفِذ مايُنفذه في الأبهر
16
|109| ان الدماغ بالنخاع والعصب يحفظ نار القلب ان لاتلتهب
17
|110| ومنهما حركة المفاصل والانثيان آلة التناسل
18
|111| تحفظ في توليدها الانواعا فإن في فنائها انقطاعا
98
1
|112| واللحم والشحم واصناف الغُدَدْ فإنها لهذه مجرى العُدَد
2
|113| والعظم والغشاء والرباط دعائمٌ للجسم واحتياط
3
|114| لكي يتم الشكل والقوام وللأصول كُلها خدام
4
|115| والظُفْرُ في الأطراف للمعونة والشَعْرُ للفضلة أو للزينة
5
الخامس من الأمور الطبيعية، وهو الأرواح:
6
|116| والروحُ ينقسم للطبيعي من البخار الطيّب النقيّ
7
|117| وللذي في القلب قد تنقّى وهو الذي به الحياةُ تبقى
8
|118| وللذي يحمله الدماغُ وفي الغشاءِ جنسه يُصاغ
9
|119| واكملت أنواعَه البطونُ فالحِسُّ والرأيُ به يكونُ
10
|120| وكلُ روحٍ فلها قُواها فليس يختصّ بها سواها
11
السادس من الامور الطبيعية، وهو القوى:
12
(أولاً) في (القوى) الطبيعية:
13
|121| سبعُ قُوىًَ تُحسب للطباعِ على اختلاف الشكل في الأنواع
14
|122| فقوةٌ تُغيّر المنيّا وليس يحكي عند ذاك شيئا
15
|123| وقوةٌ تُصوِّر الأجسادا الشكلَ والمقدارَ والاعدادا
99
1
|124| وقوةٌ جاذبةٌ ومنضجهْ وقوة مُمسكة ومُخرجهْ
2
|125| وقوةُ تُلصق بالاعضاءِ مايُشبه الجسمَ من الغذاءِ
3
(ثانياً) ذكر القوى الحيوانية:
4
|126| والحيوانيةُ قوتان كلاهما أفعالُها قِسمان
5
|127| احداهما فاعلة للنبض ببسط شرياناتها والقبض
6
|128| واختها تنفعلُ إنفعالا لكل شيءٍ تُحدث الافعالا
7
|129| كالحُبِ للشيء أو الكراههْ أو ذِلةِ النفس أو النباهْه
8
(ثالثاً) ذكر القوى النفسانية:
9
|130| تسعُ قوىً تُحسب للنفسيِّه الخمسُ منها للقوى الحِسيّة
10
|131| السمعُ والإبصار ثم الشمُّ والذوقُ واللّمس الذي يَعُمّ
11
|132| وقوةُ في العضلات واصله بها يحرِّك الفتى مفاصله
12
|133| وقوةُ التخيّل للأشياء فيها كما يكون في المرائي
13
|134| وقوةٌ بها يكون الفكر وقوةٌ بها يكونَُ الذِكْر
14
السابع من الامور الطبيعية، وهو الافعال:
15
|135| وكلُ أفعال القوى كمثلها معدودةٌ لأنها من فِعلها
16
|136| والفعلُ قد يقال باشتراكِ كالجذبِ والتغيير والامساك
17
|137| وكنفوذٍ للغذا والشهوهْ والجذبُ فعلٌ مفردٌ للقوّه
100
1
|138| وشهوةُ الغذاء من فعلين الحِس والجَذْبِ مُركّبين
2
|139| فالحس والدفع هو النفوذ فذاك فعلٌ منهما مأخوذ
3
ذكر الامور الضرورية
4
أولاً) تأثير الشمس في الهواء:
5
|140| للشمس أحكامٌ على الهواءِ تظهر في الفصول والأنواء
6
|141| وفي الأقاليم لها قضاءُ وقد جر من ذكرِها انقضاء
7
ثانياً) تأثير النجم في الهواء مع الشمس:
8
|142| والجو بالأنواء في تغايُر من كل نجمٍ طالع أو غائِر
9
|143| فالشمس مهما تدن من شِهاب تقْدح في الهواء بالتهابِ
10
|144| حتى اذا قيل الشهابُ قد نفد منها رأيت الجوَ شيئاً قد برد
11
|145| وان تكُ النحوس في الإشراف فاقضِ على النفوسِ بالتلاف
12
|146| وان تكُ السُعودُ مثلَ ذلك فاقضِ بكلِ صِحةٍ هُنالك
101
1
ثالثاً) تغير الهواء بحسب الجبال والبلاد:
2
|147| وما على فوق الجبال البلدُ فإنه من أجل ذاك أبرد
3
|148| وان يكن من غورها في قعر فاقضِ على مزاجه بالحرِّ
4
|149| وان يكن منها على الجنوب قضت له بالحر في الهبوب
5
|150| وإن تكن جنوبَه الجبالُ قضت له ببردها الشّمال
6
|151| وهوكثيفٌ إن تكن غربيّة وهو لطيفٌ إن تكن شرقية
7
رابعاً) تغيّر الهواء بحسب البحار:
8
|152| وللبحار ضد هذا الحكم فيما به يقول أهل العلم
9
خامساً) تغيره بحسب الرياح:
10
|153| وتحدث الرياحُ في الهواء خُلفاً كما يحدث بالانواء
11
|154| فللجنوب الحرُّ واللدونهْ لذاك ما قد تحدث العفونهْ
12
|155| والبردُ والجفاف في الشمال لذاك ماتضر بالسعالِ
13
|156| والحَرُ في الصَبا مع اللطافهْ والبردُ في الدَبُور والكثافهْ
14
سادساً) تغيره بحسب مايجاوره من التراب والمياه:
15
|157| وكل قطرٍ أرْضه ثريّهْ وحولهَا صحاصح نديّهْ
102
1
|158| وبركٌ في مائها عذوبهْ فإن في مزاجها رطوبهْ
2
|159| ويَحدُث الحفافُ في الهواء إن جاورت صخرا وملحَ ماء
3
سابعاً) تغيّره بحسب المساكن:
4
|16| والمسكنُ الكثيرُ الانفتاحِ مُنكَشِفٌ لسائرِ الرياحِ
5
|161| ففي الشتاء بردُه كثيرُ وفي المصيف حرُّه غزير
6
|162| والمسكنُ الدهليز تحت الأرض بضد ذا الحكم عليه فاقض
7
ثامناً) تغيره بحسب الملأبس:
8
|163| والحرُّ في الحرير والأقطانِ والبردُ في المصقول والكتان
9
|164| والحر في الاوبار والاصواف لكنّ فيها الشيء من جفاف
10
تاسعاً) تغيره حسب المشموم من ريحان وطيب:
11
|165| وكلُ ريحانٍ وكلُ زهرِ فاقض على مزاجه بالحر
12
|166| واستثن منها خمسةً ستذكرُ الآسُ والخِلاف والنيلوفرُ
13
|167| والوردُ في لونيه والبنفسجُ فإنها ببارد تأرّجُ
14
|168| والحرُ في الطِيب وفي العطيرِ مما سوى الصندل والكافور
15
فعل الألوان في البصر:
16
|169| وانفعُ الألوانِ للأبصَار مااسودّ أو ما كان ذا اخضرار
17
|170| والبيضُ والصُفرُ اذا ماتُشرق ضدُّ فإن نُورَها يُفرِّق
103
1
الثاني من الامور الضرورية، وهو المأكل والمشرب:
2
|171| واعلم بان الحكمَ في الغذاء ينَمي الذي يصلُحُ للنماء
3
|172| وكلُ مايَنقُص بانحلالِ من بدنٍ يَخلفه في الحال
4
|173| ويُحمد الذي يكونُ منهُ دمٌ نقي يستحيل عنه
5
|174| مثلُ لطيف الخبز من دُقاق واللحمِ من فرارجٍ دقاق
6
|175| وكاليمانية من بقولِ وهذه تصلح للعليلِ
7
|176| ومنه مايَكثُفُ كالسَّميذ وكثَنيّ الضائِن اللذيذ
8
|17| والسمكُ المعروفُ بالرضراضي غذاءُ من يتعب في ارتياض
9
|178| ومنه مايَلْطُفُ من مذمومِ كخردلٍ وبصلٍ وثومِ
10
|179| وهذه تُولِّد الصفراءَ وربما قد أُخذت دواء
11
|180| ومنه مايُولِّد السوداءَ يُحدث في بعض الجسوم داء
12
|181| مثلُ المُسنّ من تُيوسٍ أوبقر وخُبزِ خُشكارٍ وجنسه ضرر
13
|182| ومنه مايُذَمّ بلغماني كالسمكِ الغليظ والالبان
14
احكام المشروب من ماء وغيره:
15
|183| أما المياهُ العذبة النهريَّة فتحفظُ الرطوبةَ الأصلية
16
|184| وتُبرزُ الأثْفالَ بالتطريق وتُرسلُ الغذاء في العُروق
17
|185| أفضلُها الخالصُ من ماء المطرْ فذاك لم يَشُبْه مافيه ضرر
104
1
|186| ومنه ما عنِ الطبيعيّ خرجْ وحُكمه كحكم مابه امتزج
2
|187| وكلُ مشروبٍ فما يغذو البدن من المُدامِ والنبيذ واللبن
3
|188| وما يُحيل الجسمَ نحو طبعه مثلُ السكنجبين عند نفعه
4
الثالث من الامور الستة الضرورية، وهو النوم واليقظة:
5
|189| النومُ راحةُ القُوى النفسّية من حركات والقوُى الحسيّة
6
|190| مسخنٌ لباطن الأجسامِ بذا يُجيدُ الهضمَ للطعام
7
|191| وان تمادى النومُ بالافراط يملأ بطونَ الرأس بالاخلاط
8
|192| يُرطِّبُ الجُسوم أو يُرخيها ويُطفىءُ الحرَّ الذي يُحيها
9
|193| واليقظةُ الي على الإقساط تُحرِّك الإحساس في نشاط
10
|194| وتبعثُ القوةَ في الاعمال وتُنْظِف الجسمَ من الاثْفال
11
|195| وإن تمادت يقظةٌ كانت أرَقْ تُحدث للنفوس كَرْباً وقلق
12
|196| وتُنحل الأرواحَ والابدانا وتُفسد السَّحناتِ والألوانا
13
|197| تُغوِّرُ العين وتُردي الهضما وتُبطل الفكر وتَبْري الجسما
14
الرابع من الامور الستة الضرورية، وهو الحركة والسكون:
15
|198| أما الرياضاتُ فمنها المعتدلْ وينبغي لثل ذا أن يُمتثل
16
|199| فإنه يُعدِّل الابدانا ويُخرجُ الأثفالَ والادرانا
17
|200| يُهيء الحسمَ للاغتذاء ويُصلح الصغيرَ للنَماء
105
1
|21| وهو اذا أفرط يُسمى تعبا يَستفرغ الروحَ ويُولي النَصَبا
2
|202| ويُشعل الحرارةَ الغريبهْ ويُفرغ الجسم من الرطوبهْ
3
|203| ويُضعف الأعصاب من فرط الألم ويُهرم الجسمَ ولم يأت الهرم
4
|204| ولا يُغرنَّك إفراطُ الدَّعهْ فليس في الإفراطِ منها مَنْفعهْ
5
|2|.5 قد تملأ الجسمَ بخلطٍ كالقذى ولا تُهيّي الجسمَ شيئاً للغِذا
6
الخامس من الامور الضرورية، وهو الاستفراغ والاحتقان:
7
|206| والجسم يحتاج إلى استفراغِ من سائر الأعضاء والدماغ
8
|207| فالفصدُ والدواءُ في الربيع للناس فيه غاية المَنْفُوع
9
|208| والقيءُ يُستعمل في المصيف وتُخْرَجُ السوداءُ في الخريف
10
|209| فغرغرن واستعملِ السواكا تُنظِّفِ الأسنانَ والأحناكا
11
|210| واطلقِ البولَ والا فالحَبَن واستخرجِ الطمثَ من إفساد البدن
12
|211| وأرسلِ الجوفَ من القولنج فإن بالارسال منه تُنجي
13
|212| واستعملِ الحمامَ للأوساخ ولا تكن عن ذاك في تراخ
14
|213| لتُخرِجَ الفضولَ من سطح البدن وتُنظِفَ الجسم من أعراض الدرن
15
|214| واطلق الجِماع للأحداث ليسلموا بذاك من أخباث
16
|215| ولا تُحببه إلى النِحاف ولا إلى الكهول والضِعاف
17
|216| ومن يُجامع أثَر الطعام فعِده بالنقرس والآلام
18
|217| وكثرةُ الجماع يُضعف البدن ويُورث الأجسامَ أنواعَ المِحَن
106
1
السادس من الأمور الضرورية، وهو في الاحداث النفسانية(1):
2
|218|وغضبُ النفسِ يُهيج الحرّا وتارةً يورث جسماً ضُراَّ
3
|219| وفزعُ النفس يُهيج البردا وربما افرط حى ارْدى
4
|220| وكثرةُ الأفراح إخصابُ البدن ومنه مايؤذي بافراط السِمَن
5
|221| والحزنُ قد يقضي على المهزولِ وينفع المحتاجَ للنُحول
6
((الأمور الخارجة عن الطبيعة))
7
أولاً) في الامراض الكائنة في الاعضاء المتشابهة الاجزاء:
8
|222| وتوجدُ الامراضُ في الأعضاءِ المتشابهاتِ في الأجزاء
9
|223| بفضل حّرٍ غيرَ ذي فضولِ كمرض الِدقّ أو الذبول
10
|224| ومرضِ الخِلط مع السخونهْ كَمثَل الحُمّى مع العُفونهْ
11
|225| ومنه باردٌ وما فيه مِدَد(6) مثلُ الجُمود من جليدِ أو بَرَدْ(7)
12
|226| ومنه باردٌ وفيه خِلْطُ كفالجِ البلغم فيه فَرْطُ(8)
13
|227| ومنه رَطْبٌ ليس فيه فَضْلَهْ كسَحنةٍ حين تراها رَهْلَهْ
14
|228| ومرض رطبٌ باخلاط البدن مثلُ امتلاء البطن ان كان الحَبَن(10)
15
|229| ومرض اليُبس الذي فيه المِدَد(11) من فضلةٍ كالسرطان والغُدد
16
|230| واليُبْسُ دون الخِلط في الأبدان مِثلُ التَشنج من النقصان
107
1
ثانيا) ذكر الامراض في الاعضاء الأليّة(1):
2
|231| وتوجدُ الأمراضُ في الآليّهْ اذا جرت في خِلقةٍ بليّهْ
3
|232| إن زادٍ مثلُ الهامة الكبيرهْ والنقصُ: كالمعدة(3) الصغيرهْ
4
|233| والشكلُ إن وقع في الأمر غلط رأيتَ شكل الرأس منه كالسَّفَط
5
|234| كذا وفي التجويف إن جرى سَقَم فيمتلي باللحم باطنُ القدم
6
|235| وإن جرى(5) شيّء(6) على المجاري كالسَّد في الكُلى(7) من الأحجار
7
|236| ويَمْلُس المحتاجُ للخشونهْ كمعدةٍ مفرطة اللدونهْ(8)
8
|237| ويخشُنُ المحتاج للملوسهْ كالحَلْق حين تعتري يُبوسهْ
9
|238| ويَخْرُج العددُ(9) عن طبائعِ كالسِتّ(10) أو كالأربعِ الأصابع
10
|239| وربما يتصلُ اصْبَعَان وربما ينفصل(11) الفكان(12*
11
ثالثاً) ذكر انحلال الفرد(13):
12
|240| الا ويوجدُ انحلالُ الفرد في مُزوجِ(14) الأعضاء أو في فرد
13
|241| فمزوج مثلُ انحلالِ العَضُد أو(16) مثلُ قطعِ الرجل أو قطعِ اليد
14
|242| والفرد في العظام وهو الكسرُ وفي الغشاء والعروق فَزْرُ
15
|243| وماانبرى(17) بالطول أو بالعرضِ في عصب كالشَقّ أو كالرض
108
1
|244| والهتكُ في الرِباطِ أو في الوَتَرِ مثلُ انصداعٍ فيه أوكالبَتْرِ
2
|245| وما أصاب اللحمَ(1) فهو جُرحُ وان تمادى الأمر فهو قَرْحُ
3
|246| وما عرا(3) في عضلةٍ ففسخُ وما أبان الجلدَ فهو سَلْخ
4
الثاني من الامور الخارجة عن الطبيعة، وهي الاسباب:
5
|247| وتُقسم الأسبابُ نحو الباديهْ وهي على سطحِ الجسُوم عاديهْ
6
|248| كالنارِ او كالثلجِ او كالضربهْ او انصداعٍ يعتّري من وَثْبهْ
7
|249| وبين أسبابٍ تُسمى واصِلهْ وهي لهذه الضروب فاصلهْ
8
|250| مثلُ العفونة الي ما دامت فإنَّ حُمّى العَفَنِ استدامت
9
|251| وبين أسبابٍ تسمى سابقهْ لكل جسمٍ مُمتلٍ مطابقهْ
10
اسباب انصباب المادة:
11
|252| وجملةُ الأمر من الأسبابِ ما يُفسد المِزاجَ بانصبابِ
12
|253| قوةُ دافعِ وضَعْفُ قابلِ وكثرةُ الخِلط الرديّ الشامل
109
1
|254| وسَعةُ المجرى وضعفُ الغاذيهْ وهذه الجملة فيها كافيهْ
2
|255| وما تراه يقلب الكيفيهْ في جوهرِ الجسم إلى الضدّيهْ
3
اسباب المرض الحار:
4
|256| أما الذي يُحدث فيه الحرّا جرّ على الجسم الذي قد جرّا
5
|257| فالحرُّ بالقوة أخذُ الثوم والحرُ بالفعل من السموم
6
|258| وحركاتُ النفس امثالُ الغضب وحركاتُ الجسم أمثال التعب
7
|259| وعَفَنٌ وقلةُ الغذاءِ وما يسُدّ الجلدَ كالهواء
8
اسباب الامراض الباردة:
9
|260| وكلُ ما يُحدث فيه البردا وربما يَحُلّ منه الفردا
10
|261| فالبردُ بالقوة اخذ البنج والبردُ بالفعل كمثلِ الثلج
11
|262| والجوعُ إذ يُفني غذا الارواحِ مثلُ فناء الدُهن بالمصباح
12
|263| والشِبعُ المفرط في الغزارةِ فإن هذا يَغّمُرُ بالحرارةِ
13
|264| وحركاتُ صعبةٌ ذاتُ مُدد تستفرغُ الروحُ فيبرد الجسد
14
|265| ودعةٌ تُبرد بالإسكانِ كلهبٍ يُطفأ بالدخانِ
15
|266| والمفرطُ الصعب من التكثّف يحقِن نارَ الجسم حتى تنطفي
110
1
|267| والجسمَ يبرُدُ متى تخلخلا تخالُ فيه الحرّ قد تحللا
2
اسباب امراض الرطوبة:
3
|268| وكُلُ ما قد يُحدث الرطوبهْ فخمسة مكتوبة محسوبهْ
4
|269| فاللينُ بالفعل هو الحميمُ بعذب ماءٍ صبُّه عميِّمُ
5
|270| واللينُ بالقوةِ اخذُ اللبنِ والسمكِ العذبِ ورَطْبِ الجُبُنِ
6
|271| وراحةُ الجسم وإفراطُ الشِبعْ وحَقْنُ رَطْبٍ في الجسوم يجتمع
7
اسباب أمراض اليبوسة:
8
|272| أما الذي قد يُحدث اليبوسهْ فخمسةٌ معقولة محسوسهْ
9
|273| اليُبس بالفعل كريحِ الشَمْأَلِ واليُبس بالقوة أخذُ الخردل
10
|274| والجوعُ حتى تذهب الرطوبهْ وحركاتٌ كلها صعوبهْ
11
|275| واليُبس قد يعرض بانحلالِ كمثلِ ما يعرض من إسهال
12
اسباب الأمراض في الأعضاء الآلية:
13
|276| وسبب الكِبَرِ في الأعضاء لقوّةِ التصويرِ والغذاءِ
111
1
|277| والسببُ المُحدثُ فيها للصغرْ يُضاددُ المُحْدِثَ فيها للكبر
2
|278| والسببُ المفسدُ للاشكالِ يكونُ في أعداد ذي الامثال
3
|278| بسببِ في رَحِمٍِ رديِّ أو قلَّ الانقيادُ من مني
4
|279| أو من ولادٍ ساء في الخُروج يُحدث سوءَ الشكل بالتعويج
5
|280| والظئرُ إذ تُسىءُ في القِماط أو في رِقاعٍ منه أو حَطاط
6
|281| أو ربما كثرَّتِ الطعاما أو ربما أساءت الفِطاما
7
|282| ويقعُ الطفلُ لضعفٍ ان تُرِك فتكسِر الوقعةُ إفريزَ الورِك
8
|283|وتَشْدَخ الانفَ فيعروه الفَطَسْ ولا يَرُدّ الطِبُ ما قد انتكس
9
|284| إن حرّك الذي يَقِلُّ صبرُه عظماً كسيراً لم يتمَّ جَبْرُه
10
|285| وكثرةٌ في الخِلْط كالجُذام أو قلةٌَ كالسِلِّ ذي الدوام
11
|286| أو لَقْوةٌ من ارتخاءِ عَصَبَه أو مِثلُ تَشنيِجَ يُميل الرقبهْ
12
|287| وأثَرُ الأورام والقروحِ قد يُفسد الاشكالَ في السُطوح
13
أسباب انسداد المجاري:
14
|288| وجنسُ ما يُسدِّد المجاري أعملتُ في تجميعها أفكاري
15
|289| قوةُ إمساكٍ وضَعفُ دَفْعِ والبردُ قد يقضي لها بجمع
112
1
والشدُّ إذ يجمعُها بضغط
2
|290| واليُبْس إذ يَقْبضُها بفَرْطِ
3
|291| وورمٌ يضْغِطُ والتواءُ وقد يَضُم القابِضَ الدواءُ
4
واللحمُ إن زاد بلا تحصيل
5
|292| وبالتحام القَرْح والثُؤلولِ
6
|293| والخلطُ والمدّة والدماءُ ولبن منعقدٌ وماء
7
أو البرازُ الصَلْب والهواء
8
|294| والحَبُ والديدانُ والحَصْباءُ
9
أسباب انفتاح المجاري:
10
|295| وفاتحات بالمجاري فاتكهْ من شدَّة الدفع وضَعْف الماسكهْ
11
|296| وكلُّ فتّاحٍ من العُقّار فالحَرُّ واللينُ بالاضطرار
12
أسباب زيادة العدد ونُقصانه:
13
|297| وكل ما يَزيدُنا في العِدّهْ فإنه من كثرة في المِدّهْ
14
|298| فإن تكن طيبةٌ فإصبعُ
15
وان تكن خبيثةٌ فضفدع
16
|299| وكل ما ينقُصنا في العدِّ فهو لما ذكرتُه بالضِد
113
1
أسباب امراض الخشونة والملاسة:
2
|300| والسببُ المُحدث للخشونهْ فهو الذي يَذْهَبُ باللدُّونهْ
3
|301| كالخِلْطِ والدُخان والغبار وعَفِصِ الغِذاء والعُقّار
4
|302| وسببٌ مُملَّسٌ للخَشِن كَلَزِج الخِلط وشيءٍ دَهِنِ
5
أسباب الاتصال والانفصال:
6
|303| وكلُ ما من شأنه انفصالُ في الوَضْع إن كان له اتصالُ
7
|304| فبالتحام قرحةٍ لا ينبغي حتى تَرى في العضو ما لا تبتغي
8
|305| أو شدةٌ في القوة المُغيَّرهْ والضَعْفُ من قُوتَّه المصوِّرهْ
9
|306| وكلُ ما من شأنه اتصالُ في الوضع ان كان له انفصال
10
|307| فهو وان كان من الوضعيِّة وجملةِ الامراض في الآلية
11
|308| فإنه من انحلال الفَرْد وهذه أسبابُه في العَدّ
12
أسباب انحلال الفرد:
13
أو عَفَنٌ يأكُلُ او يُخرِّق
14
|309| الخِلط فيه قوةٌ تُحرِّقُ
15
|310| أو ثِقَلٌ يَهُدّ أو يُهتِّك أو لَزَجٌ يُرخي الذي يُحرِّك
114
1
|311| أو وثبةٌ تَهتِك أو تَقُضّ
2
او حجرٌ يكسِر أو يَرُضّ
3
|312| أو من دواءٍ آكل يُحرِّق أو من حديدٍ قاطع يُفرِّق
4
|313| والريحُ قد تَقْطع بالتمديد والنارُ ما تفعل بالجلود
5
الثالث من الامور الخارجة عن الطبيعة، وهي الأعراض:
6
|314| وتوجد الأعراضُ في الأفعالِ وما ينوبُ الجسمَ من أحوالِ
7
|315| وفي الذي يَبْرزُ كالاثفال والنَفْثِ والعَرَقِ والابوالِ
8
|316| والفعلُ مهما قارن التياثا فإن فيه عللاً ثلاثا
9
|317| الضَعْف والبُطلان والتَغييرُ وكلُ علة لها تَفْسيرُ
10
|318| فالضَعف في الفعل كضَعْف النظر وهو إذاً يُبطل فعلَ البصر
11
|319| وعِلَّة الفعل اذا تغيّرا هي التي يُرى بها ما لا يُرى
12
|320| وقِس على ذا النحوِ من مثالِ اعراضَ ما يَحْدُث للأفعال
13
الاعراض المأخوذة من حالات البدن:
14
|321| والعَرَضُ المأخوذُ من حالاتِ تَعرِض للجُسوم في أوقات
15
|322| فمنه ما يُدركهُ حِسُ البصرْ كيرقانٍ وانتفاخٍ قد ظهر
16
|323| ومنه ما تُدْركُه بالأذن كخضخضاتِ البطنِ عند الحَبَن
115
1
|324| ومنه مايُشم حين يُنتنُ مثلُ القروح يعتريها عَفَن
2
|325| ومنه ما تُدرِكُهُ من طعمه كمن يُصيبُ حَمْضةً في فمه
3
|326| ومنه ما تُدركه باللمسِ كالسرطانِ الصُلب عند الجسِّ
4
الأعراض المأخوذة مما يبرُز من البدن:
5
|327| والعَرَضُ المأخوذ مما يَبْرُزُ بالخمسة الحواس أيضاً يُحَرزُ
6
|328| كالبولِ من أحمره والأسودِ والنفثِ من دمِّيه والزَبدِ
7
|329| ومنه ما يَخرْج بالاطلاق كالريح والعُطاس والفُواق
8
|330| والقيءُ قد يُصاب ذا حموضهْ وذا مرارةٍ وذا قُبوضهْ
9
|331| والبولُ ما أصيبَ ذا نتانهْ دلَّ على القروح في المثانهْ
10
بردٌ وحرٌ ورقيقٌ ولَزَج
11
|332| وعَرَقٌ يُحسُّ منه إن خَرَجْ
12
|333| وهذه الأعراضُ في ذي العِلّهْ أمراضُه وعندنا أدلَّه
13
|334| وقد مضى ذكري لها تجميلا وآن ان اذكُرُها تفصيلا
14
"ذكر الدلائل"
15
|335| كلُ دليلٍ فعلى ما اذكرُ مُذكِّر أو حاضرّ أو مُنذِرُ
16
|336| اما الذي يُذكِرُنا ما قد مضى كَنُدوة عن عرقٍ قد انقَضى
116
1
|337| وهذه لا حاجةٌ اليها ولا مُعّوَلٌ لنا عليها
2
|338| وكلُّ ما دلّ على ما قد حضر ودلنا أيضاً على ما يُنتظر
3
|339| فحاجةٌ أكيدةٌ إليه وطِبُّنا مُعوِّلٌ عليه
4
|340| ومنه مايَعُمُّ بالدلالهْ ومنه مايَخُصّ حالاً حاله
5
|341| اما الذي يَخُص سوف أذكُرُهُ في عمل الطِب اذا ما أَسْطُره
6
ذكر الدلائل العامة الحاضرة:
7
|342| وكلُ ما يَعُم من دَلالهْ فهو من أعضاء لها جلالهْ
8
|343| كالكبدِ والدماغ أو كالقلبِ فإنَّ هذي بالصحيحِ تُنبي
9
آ) الاستدلال بأفعال الدماغ:
10
|344| العقلُ ما استقام في تصوُّرِه وفكرهِ وصحّ في تَذكُّره
11
|345| وحركاتُ الجسم والاحساسِ دلَّ على سلامةٍ في الراسِ
12
|346| وان أصابَ هذه أعراضُ ففي الدماغ حلَّت الأمراض
13
ب) الاستدلال بأفعال القلب:
14
|347| والقلبُ إن جرى على القوام في نبضه فالحالُ في سلام
15
|348| والنبضُ إن نبا عن المعتادِ من طبعه دلَّ على الفساد
16
|349| ودلّ بالاختلاف في الانباضِ على ضُروبِ السَّقم والامراض
117
1
"اجناس النبض"
2
أولها) جنس مقدار الانبساط:
3
|350| اجناسُها إذا عددت عَشَرة ما عدّها عن حِفْظٍ الا المَهَرة
4
|351| أولُها في قَدْرِ الانبساط دلّ على إفراطٍ او إقساط
5
|352| إن الكبيرُ أنجمت أقطاره دل على قوته مقداره
6
|353| وضدُّه في القوة الصغيرُ منه الطويلُ النبضِ والقصير
7
|354| ومنه ما ضاق ومنه ماعرِضْ ومنه شاخصٌ ومنه منخفِضْ
8
الثاني) جنس زمان الحركة:
9
|355| وجنس ما يُنسب في الزمان من حَرَكٍ مختلف الألوان
10
|356| فمن سريعِ النبضِ ذي غَزَارهْ دل على القوة والحرارهْ
11
|357| ومن بطيء النبضِ ذي جُمُوده دلّ على الضَعْف مع البرودهْ
12
الثالث) جنس زمان السكون:
13
|358| وجنس مقدارِ زمانِ السَكْنة منقسمٌ إلى ضروبٍ مُمكنة
118
1
|359| مواترٌ ليس له من فَتْرِ دلَّ على ضَعْف القُوى والحَرَ
2
|360| وما له تفاوتٌ بالضِدِّ دل على رَخاوةِ وبَرْد
3
الرابع) جنس مقدار القُوى:
4
|361| وجنسُ مقدارِ القُوى مقسومُ إلى قويٍ قَرْعُهُ عظيمُ
5
|362| وما على الضِدِّ هو الضعيفُ وقَرْعُه منخفضٌ لطيفُ
6
الخامس) جنسُ قِوامِ جِرم الشِرْيان:
7
|363| وجنسُ جرم العِرق عند الجسِّ فمنه صُلْب مُخْبرٌ عن يُبْس
8
|364| ومنه رَطْبٌ ليِّنٌ في جنسهِ دلَّ على رطوبةٍ بجسِّه
9
السادس) جنس كيفيّة جِرم الشريان:
10
|365| وجنسُ جِرم العِرق في الكيفيهْ دلَّ على المِزاج بالسويَّهْ
11
|366| فباردٌ يُخبرنا عن بردِ وساخنٌ يُخبرنا بالضِدِّ
12
السابع) جنس ما يحتوي عليه الشريان:
13
|367| وجنسُ ما انحشى به الشِرْيانُ فذاك عن أخلاطه بيان
14
|368| ممتلىءٌ يُخبر عن إفراطِ وفارغٌ عن قلَّة الاخلاط
15
الثامن) جنس زمان الحركات والفترات:
16
|369| وللفتور والحَرَاك جنسُ يكشِف عن أنواعِ ذاك الحِسُّ
17
|370| فمنه نوعٌ مستقيمُ الوزنِ يَلْزَم في السنّ لنبض السنَ
119
1
|371| وفي فصول العامِ والبلادِ يكون جارياً على المعتاد
2
|372| ومنه غيرُ لازمٍ للوزن بِضَد ما ذكرتُه من فنّ
3
التاسع) جنس خاصة الكمية:
4
|373| وجنسُ ما يجري على ائتلاف في النبض أو يجري على اختلاف
5
|374| فما جرى على قوامٍ مؤتلفْ وما جرى على اعوجاجٍ مختلف
6
العاشر) جنس عدد نبضات العرق:
7
|375| وجنس عدِّ نبضات العرق له في الاختلاف أيُّ فَرْق
8
|376| مختلفٌ في نبضاتٍ جمّة ممّا له نوعان عند القسمة
9
|377| منتظمُ الخُلف وما لا نظم له لم تكُنِ النفسُ له محصِّله
10
|378| وذو النظام منه ما يدورُ وذاله من قولنا تفسيرُ
120
1
|379| يقرَعُ ما يَقْرع ثم يرجِعُ إلى الذي قد كان قبل يَقْرع
2
|380| ومنه ما لم يلتزم ادواره ومنه ما يُدعى ذُنيب الفارة
3
|381| ومنه ما خِلافُه في نَبْضَهْ إذا قَبَضْت فوق ذاك قبضَهْ
4
|382| ومنه منسوبٌ وما لم يُنسبِ وقولنا منه على المُلقّب
5
|383| ومنه مقطوعٌ وذو اتصالِ ومنه سافِلٌ ومنه عالِ
6
|384| وما له في نبضه قرعانِ وما له أكثرُ مِطْرقاني
7
|385| ومنه دوديٌ ومنشاريُ كذلك النَمليّ والمَوْجيّ
8
|386| ومنه ما لُقِّب بالرَعْشيِّ ومنه ما يُوسم بالسُلّي
9
|387| وكلُ جنسٍ تحتَه نوعانِ من هذه كلاهما ضدّان
10
|388| بينهما واحدةٌ مُعتدلهْ تنزل من كليهما بمنزلهْ
11
|389| الا ضروبُ الخُلْف فهي فَرْطُ فما لها في الاختلاف وَسْط
12
|390| ويُعوفُ النبضُ بنبض المعتدل حتى يُرى لأي جانب عَدَل
13
|391| وكلُ نبضٍ خارجٍ عن واجبه قياسُه إلى مزاجِ صاحبه
121
1
"ذ كر نبض السن والفصل والبلد والمزاج والسحنة والذكر والانثى"
2
|392| واعرفْ ضروبَ النبضِ في الإنسانِ وفي فصول العام والبُلدان
3
|393| وفي مزاجِ الناس والسّحْناءِ وفي الرجالِ منه والنساء
4
|394| الحَرُفيه سُرعة إلى كِبَر ومِثلُه سِنُ الشباب والذَكَر
5
|395| والبلدُ الجنوبُ والقضيفُ والمرأةُ الحاملُ والمصيفُ
6
|396| والبردُ فيه الصِغر والإبطاءُ ومثله الشيوخُ والشتاء
7
|397| كذا النساءُ والسمينُ الرهِلُ ومثلُه من البلاد الشَمْألُ
8
|398| وكُلُ يُبْسٍ نَبْضه صليب وكلُ لِينٍ نبضه رطيبُ
9
|399| وكل نبضٍ لمزاجٍ معتدلْ يُشبهه نبضُ الربيع المكتملْ
10
|4| ومن أقاليم البلاد الرابعُ فإنه لذا المزاج تابعُ
11
|401| والطفلُ نبضه سريعٌ رَطْبٌ والكهلُ نبضه بطيء صُلْبُ
12
|402| وكُل جسمٍ حاملٍ لِخلْط فنبضُه متلىءٌ بفَرْط
13
|43| وكل جسمٍ فارغ من مَدِّ فالنبضُ منه فارغٌ ذو شَدّ
122
1
" الاستدلال بالنفث"
2
|404| والصدرُ والرئة آلات النَفَس فإن يَصِحا فالحياة في حَرَس
3
|405| وان تُنكِّبْ عن سوى أفعالِها فنارُ ذاك القلبِ في اشتعالها
4
|406| والصدرُ مهما يعتريه من مرض فنَفْثُه دليلُه فهو عَرَض
5
|407| إن عَدِم النَفْثُ فذلك ابتدا لأن حالَ النُضج فيه ما بدا
6
|408| وإن يكن في رقة قليلا كان لضَعْف نُضجه دليلا
7
|409| وان يكن معتدلاً في ذاكا بوسطِ الصعودِ قد انباكا
8
|410| وان يكن في كثرةٍ وفي غِلَظْ فإنه عن إنتهاءٍ قد لُفِظ
9
|411| ورِقّةُ النَفْث من الأدلّة أن رقيقاً خَلَط تلك العلّة
10
|412| وانها سريعةُ الجفاف والنفثُ إن يَغْلُظ فبالخلاف
11
|413| والاسودُ اللونِ من البُصاق دلّ على شدةِ الاحتراق
12
|414| والاخضرُ اللون من الأنفاث دل من الصفرا على الكُرّاثي
13
|415| وكلُ ما صُفْرته مُضيّة دلّ من الصفرا على المُحيّة
14
|416| وابيضُ النَفْث دليلُ البلغمِ واحمرُ النفث دليلٌ للدم
123
1
|417| وكُلُ من في نفثه نُتُونهْ فإنها تُخبر عن عُفونهْ
2
|418| وكُل نفثٍ لم يكن بالمنتن فليسَ ما في صدره بعَفِن
3
|419| وان رأيتَ مستديراً شَكْلَهْ وكانت الحُمّى بهذي العِلَّهْ
4
|420| فاقضِ بهذه من الأعلام على وقوع الشخص في البِرْسامِ
5
|421| وإن يكن لم يَسْخُنِ العليلُ فإنه قد حضر الذبول
6
|422| والنفثُ إن دلَّ على الكمال من نضجه جاء بلا سعال
7
|423| أبيضُ فيه غِلظٌ متصلا بلا نتونة تجيءُ أوّلا
8
"الاستدلال بأفعال الكبد''
9
|424| ومنشأُ الاخلاطِ فهو الكبدُ والخِلطَ منه يَستزيد الجسدُ
10
|425| وكلُ عضوٍ ناشىءٍ بسببه فهو له الفعل الذي يختص به
11
|426| ومن بخاره تكونُ الروح والجسمُ من نقائه صحيحُ
12
|427| فإن يصِحَّ الخِلْط قد صحَّ الجسد والخِلطُ يصحُّ متى صح الكبد
13
|428| والماءُ يحمِلُ الغذا اليها وكُلَ خِلْطٍ غالبٍ عليها
124
1
|429| والماءُ يُبديه لدى الاخراج فإنه بالخِلط ذو امتزاج
2
|430| والماءُ شيءٌ يحملُ الألوانا وكلَّ ما أودعته أبانا
3
|431| فقد بدا من كل ما أقولُ وشَهِدَتْ بصدقه العقول
4
|432| بأن في البولِ لنا دليلا يُخبر عمّا خامر العليلا
5
"الاستدلال بالبول"
6
أجناس البول
7
البول ينظر فيه في أربعة أجناس:
8
الأول في لونه - والثاني في قوامه - والثالث في رسوبه - والرابع في رائحته.
9
أولاً في اللون:
10
|433| وابيضُ اللون من الأعلام بكثرة الشراب والطعام
11
|434| أو تخمةٍ أو بلغمٍ أو بَرْدِ أو سلسٍ أو سَدّةٍ في الكبدِ
12
|435| والبولُ ان جاءك ذا اصفرارِ دلّ على شيء من المِرار
13
|436| وهو متى كان بلونِ النار فالمِرة الصفراءُ في إكثار
14
|437| والناصعُ اللون فدونَ الأحمر والمرة الصفراء فيه أكثر
15
|438| والأحمرُ القاني من الألوانِ إن لم يكن من اخذ زعفرانِ
16
|439| او لم تكن حنا ولا قولنجُ فذاك فيه للدماء مَزْجُ
125
1
|440| وان أتى الاسودُ بعد كُمدهْ دل على برودةٍ في شِدّه
2
|441| وان أتى بعد احمرارٍ فَرْطِ دل على سُوء احتراق الخِلْط
3
|442| واقضِ على السُقم بلون الفَرْغ ان لم يكن عن مأكلٍ ذ صِبغ
4
|443| مثلِ البقولِ أو خيارِ شنبر وكلِ ما يَصْبِغه مثلُ المُريّ
5
ذكر القوام:
6
|444| ورقّةُ الابوال في القوام دلّت على قِلةِ الانهضام
7
|445| وقد يَرِقُّ البولُ بعد التُخَمِ وسَدّةٍ في الكبد أو من ورمِ
8
|446| وغِلظُ البولِ دليلُ الهضمِ أو عن كثيرِ بلغمٍ في الجسمِ
9
ذكر الرسوب:
10
|447| وإن بدا الرسوبُ في ابيضاضِ دلَّ على سلامة الأمراض
11
|448| وإن بدت ألوانُه مُصفرّهْ فإنه من حِدّة في المِرّهْ
12
|449| وإن بدا احمرَ مثلَ العَنْدمِ فهو لسوء نُضجِ امراضِ الدم
13
|450| وإن تمادى أمرُه ولم يرُمْ فإنه عن كبدٍ ذات ورم
14
|451| وإن بدا يسودّ بعد القُنْوَه لا سيما بعد سقوط القوهْ
15
|452| يرسُب بعد الكون في تراقي فالنفسُ قد بلغت التراقي
126
1
|453| ولا انتفاعَ بدعاء راقي والموتُ من شدة الاحتراق
2
|454| وان بدا يسودّ بعد كُمده ولم يكن في مرضٍ ذي حِدّهْ
3
|455| لا سيما ان كانت الكُمُودة تَصْحَبها علامة محمودة
4
|456| وكان أصلُ السُقم من سوداء دلَّ من السُقم على انقضاء
5
ذكر مكان الرسوب:
6
|457| وان بدا يطفو على الزُجاجهْ غمامةٌ دلّ على الفَجاجهْ
7
|458| لكنّ فيها بعضُ نُضج تمنعه ريحٌ تُثير خِلْطَه فترفعه
8
|459| وان بدت في وسطِ منتقلهْ فاعلم بأن ريحها في قِلّهْ
9
|460| وان بدا أبيضَ ذا انتقال عن صُفرة املسَ ذا اتصال
10
|461| متسفلاً دائمَ الانتقال فاعلم بأن النضج في كمال
11
ذكر قوام الرسوب:
12
|462| وان بدا الرسوبُ في انقطاعِ دلّ على ضَعْفٍ من الطباع
13
|463| او كان فيه شَبَهُ السَويقِ دل على جُرْدٍ من العروق
14
|464| او كان كالنُخال في نتانهْ دلَّ على القُروح في المثانة
15
|465| أو كان فيه شَبَهُ التوريق دلّ على التقطيع والتخريق
127
1
|466| وان بدا الصديدُ في القارورهْ دل على دُبيلة مَبْقورهْ
2
|467| وإن تمادى بدمِ مَعْفونِ فورمٌ هُناك فلغموني
3
|468| وهو إذا يَرْسُب كالمنيّ عن بلغمٍ فَجّ غليظٍ نيّ
4
|469| وإن بدا الرملُ به تخلّصا فاعلم بأن ذاك فيه عن حصى
5
ذكرُ ريح البول:
6
|47| وفَقْدُه الريَح لِفقْد النُضْج أو فلهضم من طعامٍ فَجّ
7
|471| وكلما افرط في العُفونهْ فعند ذا يُفرطِ في النُتونهْ
8
|472| وان تكن غريبةََ النتانهْ فاعلم بأن السُقم في المثانهْ
9
|473| وقد ذكرتُ مفرداتِ البولِ فاعمل على تركيبها من قولي
10
"الاستدلال من البراز"
11
وأولاً) في الكمية:
12
|474| إن البرازَ قد يَدُل في المَعِدْ وتارةًُ على المصير والكبد
13
|475| متى يَقلّ فهو عن غذاءِ جمِّ استحالةٍ إلى الاعضاء
128
1
|476| او لا فإن دَفْعَها يسيرُ وجذبُها لعلةٍ كثيرُ
2
|477| يُنبي بأن بَدَن العليلِ ممتلىءٌ من خَبَثِ الفُضولِ
3
|478| وان بدا يَكثُر فالغذاءُ ليس له في جسمه نَماء
4
|479| أولا فإن الجذبَ فيه قِلّهْ والدفعُ فيه كثرةٌ عن علّهْ
5
|480| وان بدا ابيضَ أن سَدّه في مَسْلَكَي مَرارةٍ أو غُده
6
|481| واليرقانُ شاهدٌ بالحِسِ وصفرةُ البول على ذا الجنس
7
|482| أولا فإن الجسمَ جداً فاسدُ من بلغمٍ أو من مزاجٍ بارد
8
|483| وان بدا احمَرَ أو كالنّارِ دلّ على فرطِ من المِرار
9
|484| أو كان كالكُرّاث والزِنجار دل على خُبثٍ وسُقمٍ جارِ
10
|485| وان بدا اسوَدَ فالبرودَهْ في جسمه مزمنة شديدهْ
11
|486| وان يكن في مرضٍ ذي حِدّهْ دل على موتٍ قريب المُدّهْ
12
ثانياً) الاستدلال بالقوام:
13
|487| وإن يكن يوماً له صلابهْ دلَّ على قوىً من الجذّابة
14
|488| او من حرارةٍ لها اشتعالُ أو من غذاءٍ شأنُه اعتِقالُ
129
1
|489| وان بدا وهو رقيقٌ رطْبُ فالجسمُ لم يكْثرُ لديه الجَذْب
2
|490| أو بَرْدُ جسمٍ ساءَ منه الحالُ أو من غذاءٍ شأنُهُ الاسهال
3
|491| وان بدا يُبطىءُ فالطعامُ يَعْسُر منه للمِعا انهضامُ
4
|492| او قلةٌ في الدفع أو من بَرْدِ أو من مِعَا قد أمسكت بالسَدّ
5
|493| وإن بدا يُسرع فالغذاءُ من شأنه التزليقُ لا البقاء
6
|494| أو من رطوبات من الاخلاط اندفعت اليه في إفراط
7
|495| والماسريقا لم تكن جَذّابة او المِعا قد نابه ما نابه
8
|496| كالقرحِ او كمثلِ سُوءِ الهضم أو مثلِ ضَرْبٍ من ضُروب السُقم
9
|497| وان بدا يَخْرجُ ذا صياح دل على الكثير من رياح
10
|498| وان يكن بالقيح ذا امتزاجِ دلّ على الأورام في الاعفاج
11
دلّ على القُروح والأسْحاج
12
|499| وان بدا الدمُ لدى الإخراجِ
13
|500| وان يكن قد زاد في النُتونهْ دلّ على فرْطٍ من العفونهْ
14
|501| وان يكن من فوقه كالدُهْنِ دلّ على انسباكِ شحمِ البدنِ
15
|502| وإن تكن ريحتُه مُخِلّلَه فالبلغمُ الحامضُ قد تخلله
16
"الاستدلال بالعرق"
17
|503| والعرقُ الكثيرُ في الأمراضِ دلّ على رطبٍ من الاعراض
18
|504| يُخبر بالقوة من طباعِ لا مِثلُ ما يبدو مع انتفاع
130
1
|505| والعرقُ الكثيرُ بالافراط وقوةُ المريضِ في انسقاط
2
|506| فإنه من تَعَبِ الطبيعهْ وموتُها في مُدة سريعهْ
3
|507| والعَرَقُ القليلُ في الاسقام دلّ على سَدٍّ من المسام
4
|508| وغِلَظُ الخِلْط وضَعْف الدفع وقلةُ النضج ولينُ الطبع
5
ذكر كيفية العرق:
6
|509| وان بدا العَرَقُ ذا ابيضاضِ دلّ على البلغم في الامراض
7
|510| وان بدا اصفرَ فالصفراءُ وان بدا اسودَ فالسوداءُ
8
|511| وان بدا احمرَ فهو من دمِ ومثلُ ذا يَدُلنا بالمَطْعم
9
|512| والعَرَقُ اللطبف من لطافهْ في الخِلط والغليظُ من كثافهْ
10
|513| وان يَعمَّ الجسمَ فهو خَيْرُ وإن يَخُصّ موضعاً فشرّ
11
|514| وهو إذا يَجيءُ في أوانِه ملتزماً للدور أو بُحرانه
12
|515| فهو دليلٌ جيّدٌ محمودُ وضِدُّ هذا خيرُه بعيد
13
"ذكر الدلائل العامة المنذرة''
14
(بالمرض أو الشفاء)
15
|516| وقسمةُ المُنذرِ للمُبَرِّحِ بمرضٍ يَحدُث للمُصحّح
131
1
|517| وللذِي يُخبرُ ما يؤول اليه في عِلته العليلُ
2
|518| اما الذي يُخبر بالامراض فإنه يَدُلّ بالاعراض
3
|519| على امتلاءٍ أو على فراغِ في سائر الجسم و(في) الدماغِ
4
|520| فالعَرَضُ المُخبرُ بامتلاءِ كراحةٍ وكَثْرةِ الغذاء
5
|521| وقِلةُ الحميم والرياضة مُحدثةٌ بالإمتلا امراضَه
6
|522| وضدُ هذه من المعاني يُخبرنا عن مَرَض النقصان
7
"ذكر الامتلاء''
8
وأولاً) الامتلاء بحسب القوة:
9
|523| للامتلاء قسمةٌ في الجنس بحسب القُوى التي في النَفْس
10
|524| ان كان بالقياس للمُغيِّرهْ لم تكُ شهوةُ الطعام خيّره
11
|525| ولم يكن في البول نُضْجٌ بيّنُ وذلك الحينَ البراز ليِّن
12
|526| او كان بالقياسِ للمحركة رأيته تصعُبُ عليه الحركة
13
|527| أو كان بالقياس للنبضيّهْ رأيتَ كل نبضةٍ رخيّه
132
1
|528| إذ حُمِّل الضعيفُ من نفوسِ ما لم يُطق حملاً من الكيموسِ
2
|529| وضاق عن مَحْمَله اللطيفِ ولم يكن ممتلىءَ التجويفِ
3
(ثانيا) ذكر الامتلاء بحسب التجاويف:
4
|530| وغيرُه بحسب الاجوافِ إذ كان ما يملؤهن غيرُ خاف
5
|531| وذا من الجنس امتلاءٌ من دمِ نقيِّ او ذي مِرّة أو بلغم
6
|532| وربما قويت النفوسُ ولم يكن يُثقِلُها الكيموس
133
1
"ذكر علامات غلبة الدم"
2
|533| إن يغلبِ الدمُ من الاخلاطِ فالنومُ والصُداعُ في إفراطِ
3
|534| وغلظُ العروقِ واحمرارُ وربما كلّت به الأفكار
4
|535| وثقلُ الرأس وضعفُ الحس وكسلٌ والحرُ عند اللمس
5
|536| وثقلُ الأكتافِ والتثاؤبُ وربما ثَقُلتِ الجوانب
6
|537| ويظهر الرُعافُ والتمطِّي ويُطلَقُ الطبعُ بغير فَرْط
7
|538| والخِصْبُ في العيش وأحلامُ فرح وكثرةُ الألوان فيها والمَرَح
8
|539| وحكّةٌ في موضع الفِصاده وحُمرةُ العين لغيرِ عاده
9
|540| ودُمّلٌ أو بَثَرٌ في الجسم او حَلْوة يأكلُها في النوم
10
|541| أو كان طعمُ الفمِ ذا حلاوهْ وما تغذّى قبلُ بالحلاوهْ
11
|542| او كانت الاعراضُ في الربيع أو في الشباب الأوّل البديع
12
|543| تدلُّنا على الدِما من عللِ وسَتَراها عند بِدء العمل
13
"ذكر علامات غلبة الصفراء"
14
|544| ان يَغْلِبِ الاصفرُ من مِرار رأيتَ لونَ الجلد في اصفرار
15
|545| وضَعُفَتْ شهوتُه في المطعم مع مرارةٍ أصيبت في الفم
16
|546| ولذعُ معدةٍ وقيءُ مِرّهْ وانطلق الطبعُ بها بمَرَّهْ
134
1
|547| وأرقٌ وغارت العينانِ ويُبسُ الفم مع اللسان
2
|548| والبولُ في خلال ذا مُصفّرُ والغَثْيُ والجلدةُ تقشعر
3
|549| والكرْبُ والعَطَشُ بعد الصومِ ورؤيةُ النيران عند النوم
4
|550| ودقّةُ النبض وحرُّ البدن وكثرةُ الحَمِّ بماءٍ سَخِن
5
|551| وما يواليه من الأتعاب في البلد الجنوب والشباب
6
|552| وان يُوالي الأكلَ من حِرّيفِ لا سيما ان كان في المصيف
7
"ذكر علامات غلبة السوداء"
8
|553| إن غلب الجسمَ المرارُ الأسودُ فإن لونً الجسم منه كمَد
9
|554| وفكرةٌ وشهوةٌ في المَطْعَم وحَمْضةٌ توجد في طعم الفم
10
|555| وخُبث نَفْسٍ معه قُطوبُ والنبضُ في إبطائه صليب
11
|556| وقبضُ مِعْدة وأسودُ بهقْ وجزعٌ وسَهَرٌ بلا قلق
12
|557| والبولُ أبيضُ رقيق فجٌّ كذا البراز ليس فيه نَضْج
13
|558| مع غذاءٍ يابسٍ وهمِّ وجزعٍ مواترٍ وغمِّ
14
|559| وأن يرى مَهَالكاً في حُلْمه وكلَ ما يَرُوعه في نومه
15
|560| والسنُ للكهول والخريفُ والبلدُ الشمأل والنحيفُ
16
"ذكر علامات غلبة البلغم"
17
|561| ان غلبَ البلغمُ خِلطَ الجسمِ فثقلُ الرأس وطولُ النومِ
18
|562| وكسلٌ وقلةٌ في الشهوهْ والامتلاءُ بقياس القوّهْ
135
1
|563| وكسلٌ في المشي أو بلاده إلى رخاوةٍ بغير عادة
2
|564| وسيلانُ الريق والتهيَّج ولونُه لون بياضٍ يَسْمُج
3
|565| والنبضُ فيه غِلظٌ بطيء والبولُ خاثرٌ غليظٌ ني
4
|566| ولا يُصيبُ عَطَشا وان يكن فبلغمٌ مالحُ أو فيه عفن
5
|567| وكلُ ما يَبرُد من رَطْبِ الغذا وعمرُ الشيخ وأوقاتُ الشتا
6
|568| بلا رياضةِ ولا حمّام وربما أسرف في الطعام
7
|569| والبلدُ الرَطْب من الأنهار ونومُه يَحْلَم بالبحار
8
|570| ويشتكي في نومه الكابوسا ولا يُجيد هضمُه الكيلوسا
9
|571| وان رأيتَ لازمَ الاعراض من الضروريات في الأمراض
10
|572| قد لزِمت في حالة صِحاحا فكن على زوالها ملحاحا
11
"ذكر العلامات المنذرة في المرض"
12
|573| ان الدليلَ منه ما قد يُنذرُ بالموت أو بصحةٍ يبشِّر
13
|574| وهذه نَصِفُها بصفةِ فإنها تَقْدِمةُ المعرفةِ
136
1
|575| يرى الطبيبُ بعلمها من يَهْلِك فهو إذن عن طِب ذاك يُمسك
2
|576| كما يرى بعلمها من يُسْلمُ فهو بذا مبشِّر ومُعْلِمُ
3
|577| أولُ ذاك العِلمُ بالأوقات وما يُرى فيها من الآفات
4
|578| والعلم بالطويل والقصيرِ وبالعسير الصعب واليسير
5
|579| من مرضٍ والحكُم في الازمانِ بما يَرَى يَحدُث من بحران
6
"ذكر العلم بأوقات المرض''
7
|580| وكلُ سُقمٍ فله أوقاتُ يكونُ فيها الموتُ والحياة
8
|581| من ابتداءٍ وصعودٍ وانتها والموتُ ممكنٌ على جميعها
9
|582| ورابعٌ يُدعى بالانحطاطِ لا موتَ فيه من سِوى أغلاطِ
10
|583| فالابتداءُ ضررُ الأفعال وضَعْفُها عن سائر الأشغال
11
|584| حتى ترى النُضج على الأثفالِ في النَفْث والبراز والابوالِ
137
1
|585| ثم ترى الصعود في الأطوالِ من نُوَب الحُمّى وفي الأفعالِ
2
|586| والانتهاءُ بعد هذا الحال اذا رأيت النضج في الكمال
3
|587| ولم تزِد في النُوَبِ الأمراضُ بل استوت في القَدَر الاعراض
4
|588| ويأخذ المرض في النقصان وربما انقضى على بُحران
5
|589| فإن رأيت هذه العلاقهْ فبشِّر العليلَ بالسلامهْ
6
|590| فالموتُ لا يُوجدُ في النزولِ إن لم يكن يُخطأ في العليل
7
|991| أو وباءٌ في الجوِ كالممازج وكلُ ضُرٍّ يعتري من خارج
8
|592| وعلِمُنا بحدِّ الابتداءِ يَنْفَعُ في تلطُّفِ الغِذاءِ
9
|593| فوسِّط التلطيفَ في الصُعود فإنه عونٌ مع السُعود
10
|594| حتى اذا ما بلغ النهاية فاقْصِد من التلطيف نحو الغاية
11
"ذكر العلم بطول المرض او بقصره"
12
|595| وكلُ سُقْم ينقضي في مُدَّهْ فمن قصير إسمه ذو حِدّهْ
13
|596| يقتُلُ في القليل من زمان أو ينقضي بجيِّد البُحران
14
|597| وهو سريعُ النضج والأوقاتِ صعبٌ خطيرُ الحال ذو آفات
15
|598| تعرِفه من قصر ابتدائه فتعملُ التدبيرَ في غذائه
16
|599| فلا كثيرَ مثقلٌ قُواه ولا قليلَ عادمٌ غذاه
138
1
|600| فتسقط القوّة في ابتداه ولا تَخور قبل منتهاه
2
|601| بل الغذاءُ مُحكمُ المقادر مُقدّرٌ كالزاد للمسافر
3
|602| وان ترى صعوبةَ الأعلام وخَطَر الاوصاب والآلام
4
|603| وقوةً حالت إلى السقوط والعقلَ في نقصٍ وفي تخليط
5
|604| والسُقْمَ لا تحمله قُواه أنذر بموتِ قبل منتهاه
6
|605| واعْرِفه بالرديّ من اعراضِ وبالمراريّ من الامراض
7
|606| ومن طويلٍ ويُسمّى مزمنا بسرعةٍ ليس يَحُلّ البدنا
8
|607| لكنه يقتُل بالذبولِ والسُلِ والنزف او النُحولِ
9
|608| أو يشتفي في زمنٍ طويلِ وينقضي بالنضج والتحليل
10
|609| تعرفه بخفةِ الأعراض وكلِ بارد من الأمراض
11
|610| لا تَغْذُه بمطعم قليل فتسقطُ القُوى من العليل
12
|611| وبين هذين سقامٌ معتدلْ لم تقتصرْ أوقاتُه ولم تَطُل
13
|612| فوسِّط الغذاء في تلطيف لا بقويِّه ولا الضعيف
139
1
"ذ كر معرفة البحران"
2
|613| واعلْم بأن الحدّ في البحران تغيّرٌ بسرعةٍ في آنِ
3
|614| يَحْدُث عن صُعوبةٍ في العَرَضِ ومن جهادِ النفس عند المرضِ
4
|615| يُفضي إلى الموت أو الحياةِ بالمرء في اليسير من أوقات
5
|616| بين نقُوى وسُقمِها مُغالبهْ في شدة كأنها مُحاربهْ
6
|617| إن تغْلِبِ القوةُ فالبحرانُ يجودُ والحياة والأمان
7
|618| أو يغلِب المرض فالوفاةُ حلّت على الانسان والمماتُ
8
ذكر ضروب التغاير:
9
|619| وللتغاير ضروبٌ سِتةُ يُبطىء فيها الأمرُ أو يُنبِّتُ
10
|620| من انقلابِ الجسم في أوقاتِ قليلة للخير والحياةِ
11
و
12
فوفه
13
|621| يُنذِر فيها قبله ما يُحمَدُ وذاك بُحرانٌ صحيحُ جيدُ
14
|622| وغيرُه من انقلابٍ مسرعِ
15
يُفضي إلى الموت وشرِّ مصرع
140
1
|623| يَضيقُ فيه بالطبيب المَسْلكُ وذاك بحرانٌ رديّ مُهلكُ
2
|624| وثالثٌ من انقلابٍ مُبْطىءِ يُفضي إلى حالٍ صحيحٍ مُبْرِىءِ
3
|625| وليس بالبحران بل تحليلِ يأتي على القليل فالقليلِ
4
|626| ورابعٌ يُبطىء في انقلاب يَدْخُل بالمريض شرّ باب
5
|627| وليس بالتحليلِ بل ذُبولِ يُحلِّلُ القُوى من العليلِ
6
|628| وخامسٌ من انقلابٍ وسَطِ يُفضي إلى الموت وشرٍّ فَرَطِ
7
|629| وسادسٌ يُفضي إلى الحياة في المتوسطِ من الأوقات
8
|630| وذانِ بُحرانان يُدعيان مُركّبين وهما ضِدان:
9
|631| فجيد البحران ما في المنتهى عند كمال النضج مع فَرْطِ القُوى
10
|632| وضِدّه ما كان في التصعّد وهو من البحرانِ غيرُ جيد
11
ذكر ما يحتاج إلى علمه في البحران:
12
|633| وانت تحتاج مع البحرانِ إلى ثلاثةٍ من المعاني
13
|634| العلمُ بالانذار والايامِ وعلمُ ما يدلُ من أعلام
14
|635| تعلمنا بأي نوعِ ينقضي إذا انقضى بُحرانُ كلِ مَرَض
141
1
ذكر العلامات المنذرة بالبحران:
2
|636| وكلُ بحرانٍ أتى فمُنذرُه من شدة الأعراض ما سنذكُره
3
|637| كخلطة في العقلِ والإحساسِ ووجعِ في الأذن أو في الرأس
4
وقلقٌ وقلّةُ الهُجوع
5
|638| وسيلُ ما يجري من الدموعِ
6
أو وجعٌ في صدره أو في العنق
7
|639| او اضطرابُ الحركات أو أرقْ
8
|640| او انتباهٌ سِّيءٌ من غمرهْ والعينُ في حركةٍ وحُمره
9
|641| والضِرس في الصِّر، والاصطكاكِ والأنفُ في الأكال باحتكاك
10
|642| وللشفاه تارةً تقلُّصُ وتارةً يُرى بها يمُصمص
11
|643| وسُرعة النَفَس واجتلابُ لباردِ الهواء واضطرابُ
12
|644| وسُرعة النبض مع التواتر وسعلةٌ تَنْساب بالغراغر
13
|645| وخفقانٌ دائمٌ وغَشْيُ ونهضةٌ من فَرْشِه ومَشْيُ
14
|646| ووجعُ الحلْقِ مع المَريّ والكْربُ إن دام بفرط غَشْي
15
|647| والنخسُ في الأجنابِ والاضلاعِ وشدةُ الآلام والأوجاع
16
|648| ووجعٌ متواترٌ في المعدهْ
17
أو يشتكي طِحالَه أوكَبِدَه
18
|649| ووجعٌ في البطن أو في العانهْ كذاك في الكُلى وفي المثانه
19
|65| ومثلُ ما يحدُث من فرط الألم في دُبُرٍ أو في قضيبٍ أو رَحِمْ
20
|651| أو وجعٌ في سائر المفاصل أو بعضِها من خارجٍ أو داخل
142
1
|652| وهذه اذا تراها تَصْعَدُ في يوم بُحرانٍ فذاك جيد
2
|653| لا سيما إن كان نُضجٌ قد ظهر أولا فبالضِد ترى هذا الخبر
3
ذكر أيام البحران:
4
وه
5
|654| وسببُ البُحران إن صح الخبرْ بأن في الأمراضِ تأثيرَ القمر
6
|655| لأنه شيءٌ سريع الحركة يقطعُ في عهدٍ قليلٍ فلكه
7
|656| وتارة يقوى وطوْراً يَضْعُفُ وذا بصنعةِ النجوم يُعرفُ
8
|657| تأثيرُه اذ ليس بالمحسوسِ لا في سُعوده ولا النحوسِ
9
|658| حتى يبين شكلُه للحِس ما صار فيه من ضياءِ الشمس
10
ونصفه يُضيء في الاسبوع
11
|659| ورُبعُه يُنيرُ في الأُربوع
12
|660| والسُقم لا يكون دون قطع يضعف فيه سعدُه عن طبع
13
|661| وان تمادى في السعودِ القمرُ عاش العليلُ واستطال العُمْرُ
14
|662| وإن تمادى في النحوس ماتا وانقطعَ العُمر به وفاتا
15
|663| وإن أتى البحران في الأرابع طوراً وطوراً جاء في الأسابع
16
|664| فهذه البحرانُ فيها جيدُ يَصْحَبُ إنذاراً ونُضجاً يَشْهد
143
1
|665| وهذه تجري على ادوارِ لأنها مُحكمةُ الأقدار
2
|666| وغيرُ هذه فلا دور له لأمرٍ أعماه فما اشكله
3
|667| وما لها نضج ولا إنذارُ بلى وفي أعراضها أخطارُ
4
|668| وهذه ليست بباحوريّة الا بما نكْستُه رديّة
5
ذكر الدليل على ما ينقضي به البحران
6
|669| فإن رأيت مرضاً دَميّا صَعْباً شديداً هائجاً رديّا
7
|670| وقد بدت اعراضهُ في الراسِ واتّبعتْهُ سائرُ الحواس
8
|671| وحمرةً وحِكَّة الآناف فإن ذا البُحران بالرُعاف
9
|672| وإن تكن اعراضُه من أسفلِ بوجعٍ في سُرّةٍ مُتصل
10
|673| وقبلُ كان طمْثُها في خُبْثِ فإنما بُحرانها بالطَمْث
11
|674| او سلِمَ الأعلى من الأوجاعِ وكان في السُفلي من الأضلاع
12
|675| وكان يشكو ذا العليلُ كبِدَهْ ونزَلَ الوجعُ نحو المَقْعَدهْ
13
|676| فلستَ إن أنذرْتَه بخاسِر فذاك بُحرانُ دمِ البواسِر
14
|677| وإن يكن المرضُ من صفراءِ وكان في أوقاتِ الانتهاءِ
15
|678| وكان في برْسامه استيلاءُ وكثرُ الصُداع والبلاءُ
16
|679| فلا تكُن من ذاكَ في مخافِ فإنّ ذا البُحرانَ بالرُعاف
144
1
|680| وإن تكن أعراضُه في المعدة وكان يشكو قبلَ ذاك كَبِدَه
2
|681| وكان في كَرْبٍ وفَرْطِ غَشْيِ فإنما بُحرانه بالقيِّ
3
|682| أو سَلِمَ الرأسُ من الصُداعِ وكان يشكو البطنَ من اوجاعِ
4
|683| وظهرت سُرتُه صديعة واعتقلتْ من قبلُ ذا الطبيعة
5
|684| فكن من الأمرِ على احترازِ فإن ذا البُحرانَ بالبراز
6
|685| أو سَلِم البطنُ من القِواء ولم يكُ المريضُ ذا بلاء
7
|686| بل كان في كَرْبٍ قليلٍ وأرَق ولم تكن أعراضُه فيها عَرَق
8
|687| وكان في أمراضه لَيَانة وكانت الأوجاعُ تحت العانَه
9
|688| فخذ بذا الأمرِ صحيحَ قولي بأن بحران الفتى بالبول
10
|689| أو سَلِم البولُ من امتساكِ ولم يكن في عانةٍ بشاكِ
11
|690| وكان ذا مُنفتحَ المسامِ ولم يكن فَرْطٌ من الآلام
12
|691| ولم يكن يُبْسُ شديدٌ وأرقْ فإنما بُحران هذا بالعرَقْ
13
|692| وان يكن في غُددٍ آلام فإنما بحرانُه أوْرامُ
14
|693| واستعمِلِ التدبيرَ بالعلامة دلّت على الموت أو السلامة
15
"ذكر العلامات المنذرة بالموت"
16
أولاً) في العلامات الرديئة المأخوذة من الأفعال:
17
|694| كراهةُ الضوء ودمعٌ جار بشدةِ التحريك وازْورار
18
|695| وصِغَرٌ في العينِ فَرْدَ جانبِ والفمُ مفتوحٌ بلا تثاؤبِ
145
1
|696| والمرءُ يستلقي على قَفَاهُ قد ارتخت يداه أو رجلاهُ
2
|697| وإن بدا ينزِلُ عن مَرْقََدهِ وكاشفاً عن رِجْلِه ويدهِ
3
|698| وان تشكل بشكلٍ مُنكرِ وقد بدا يُعنى بنتفِ الزئبرِ(ه)
4
|699| او ثقلت أطرافُه في المنتهى و قد بدا معتلقاً بما يرى
5
|700| وصرّةُ الاسنان دون عادهْ وولعُ اليدين بالوِسادهْ
6
يُريد أن يقتُلَه اذا بدا
7
|701| وإن تخيّلَ غلاماً أسودا
8
|702| وإن يكن في مرضٍ ذي حِدَّهْ فموتُه منه قريبُ المُدهْ
9
|703| وان بدا سِكّيتنا في هَذَرِ أو ان يُرى حليمُنا في ضجر
10
او سقطت قوته عن ألم
11
|704| وان تشكّى بالعمى والصممِ
12
|705| أوان رأى في المنتهى من نومه ثلجاً بدا ينزل فوق جسمه
13
|706| ونَفَسٌ مضطرب ذو برْدِ عالٍ فإن ذاك شيءٌ مُرْدِ
14
أو عَدِمَ المريضُ كل النوم
15
|707| وسهرُ الليلِ ونومُ اليوم
16
|708| أو ساءت الحالُ بذا المنام سُوءاً فكانت عِلّةَ الآلام
17
|709| أو إن أتى طبيبُه القانونا ولا يرى لفعله مُبينا
146
1
ثانيا) ذكر العلامات المنذرة بالموت، المأخوذة من حالات البدن:
2
|710| والوجه ماأشبهَ وجهَ الميِّتِ ولطأُ الصُدغِ من المشقَّةِ
3
|711| وانقبضت من بردها الأذنانِ وانقلبت وغارت العينانِ
4
|712| وحمرةُ العينين أو سوادُها او إن نتت او إن بدا اكمدادها
5
|713| أو سكنت أو شخصت او بردتْ او كانت الأجفانُ منهما الْتَوت
6
|714| واحتدَّ انفٌ والتوى بجبهتهْ وبان تقليصٌ بجنب شَفَتهْ
7
|715| والبردُ في الأطراف من إنسانِ والقَرْحُ والسوادُ في اللسان
8
|716| مع اضطرابٍ وأمورٍ مقلقهْ فإنها رديّة في المُحْرِقهْ
9
|717| وحمرةٌ وخضرةُ الأظفار واخضرّ ما في الجسم من آثار
10
|718| ويرقانٌ قبل سابع أتى إلى هُزالٍ في الشراسيف بدا
11
|719| والبردُ إن بدا على سطح البدنْ والحر في داخل ذاك قد كمَنْ
12
|720| لا سيما ان كان ذا بقاءِ على رئيسةٍ من الأعضاء
13
|721| تهيّجُ الوجهِ مع الأطراف من قبل اسبوعين امر كاف
14
|722| بأن ذا المرء سريعُ الحَيْن فلا يُرى يَبْلغُ أسبوعين
15
|723| او تسكُن الحمّى بلا انفراج او أن تُرى تشتدُّ في الازواج
147
1
ثالثاً) ذكر العلامات المنذرة بالموت، المأخوذة مما يَبْرز من البدن:
2
|724| ان البرازَ اسوداً او اخضرا
3
او منتناً او دسماً او احمرا
4
|725| ومثلُ ماءٍ وبرازٍ زَبَدي وابيضَ جميعُها أمرٌ رديّ
5
|726| وإن بدا مختلفَ الألوان فالموتُ ان لم يك عن بحران
6
|727| وإن رأيت شهوةً في ضعف ونحو ذاك من مِرارٍ صرف
7
|728| وقطعَ الدم العتيق فيه وقطعَ الحم الذي يليه
8
|729| وان بدا الدميّ بعد المِرهْ لا مثلَ ان يَلْذَع كُلَ مرهْ
9
|730| وإن بدا برازُه سودائي بعد نُهوك جسمه بداء
10
|732| وان بدا مصِّوتاً وهو حيّي ولم يكن عن عادةٍ فهو رَدِيّ
11
|732| وان بدا مصِّوتاً وهو حيّي ولم يكن عن عادةٍ فهو رَدِيّ
12
|734| وهذيان مع رقيقِ بولِ اعظمَ ما يُصيبه من هَوْل
13
|734| وهذيان مع رقيقِ بولِ اعظمُ ما يُصيبه من هَوْل
14
|735| والقيءُ والرُعافُ في سوادِ وفي نتونةٍ فمن فساد
15
|36| تواترٌ وقلة في النَفْثِ في مرض السُل دليلُ الخُبْثِ
16
|737| والنفثُ ذو الألوان والصعوبهْ وسَعْلةٌ عن مِيتة قريبهْ
17
|738| وعَرَقٌ يختصُّ بالدماغِ ولا يُريحُ بعدَ الاستفراغ
148
1
"ذكر العلامات المبشرة بالسلامة"
2
|739| الوجهُ إن بدا كما قد كانا في صِحة فبرؤه استبانا
3
|740| والحرُ إن بدا على اعتدالِ ولم يكُ الشرسوفُ ذا هُزال
4
|741| ويرقانٌ بعد سابعِ بدا والذِهنُ منه سالمٌ فلا ردى
5
|742| وقوة في الحِس أو في الحركهْ وخفة لبدنٍ مُشتركهْ
6
|743| وإن بدا مضطجعاً كالعادهْ وآخذاً في ليله رُقاده
7
|744| ولم يَنم في أكثَرِ النهارِ وكان بعدَ النومِ ذا قرارِ
8
|745| وكلُ نومٍ قد أزال من ألَمْ وهذيانٍ قد أراح من سَقَم
9
|746| ومرضُ الحجاب و الأعضاء يُشارك الدماغَ في الادواء
10
|747| إن سَلِمت من هذيانٍ دائمِ فإنَ ذا المريضَ جدُّ سالم
11
|748| وإن بدا العُطاس في البَرْسام فهو على البُرء من الأعلامِ
12
|749| كلُ رعافٍ أو دمٍ من أُذُنِ في مرضِ الرأس شفاءُ البدنِ
13
|750| ونَفَسٌ بلا تواترٍ يُرى ولا تفاوتٍ فخيرُ ماجَرَى
14
|751| ولا انقطاعُه ولا انتصابُه وليس ينفخُ لما أصابه
149
1
|752| ونبضُه في قوةِ ولم يضِقْ ولا بدا نَفَسُهُ كالمحترق
2
|753| وشهوةٌ وقوةُ انهضام ونَجْوهُ معتدلُ القوام
3
|754| ولونُه معتدلٌ في الصفرةِ بلا سوادٍ مُحرقٍ أو خضرةِ
4
|755| او خَرَج الخِلطُ مع الحيّاتِ في يوم بُحرانٍ فمن حياة
5
|756| وكان ذاك الخِلط منه المرضُ وزال من زوال ذاك العَرَضُ
6
|757| أن تخرُجِ المِرةُ زالَ الصممُ وزال من سُقم الدماغِ الألمُ
7
|758| دمُ البواسير من الطحال ومالنخوليا صلاحُ الحال
8
|759| وذربُ الماء وخلطُ بلغم في حَبَنِ شِفاء ذاك السَقم
9
|760| ومِرّةٌ إن خرجت في الرمدِ فذاك عن بُرءٍ سريعِ الأمدِ
10
|761| وإن رأيت البولَ أترُجيّا وابيضَ الثِفْل به سُفليا
11
|762| وإن رأيت في مريض عَرَقه معتدلَ الأمر بحُمّى مُطْبِقَه
12
|763| وإن رأيت ورماً في الذَبَحَهْ من خارج الرأس فتلك مصلحه
13
|764| وورمُ الانثيين بُرءُ البدنِ اذا تراه في السُعال المزمن
14
|765| وورمُ الرِجْل بذات الريةِ وورمٌ ينزل في الأُربيّةِ
15
|766| والقَرْح في المِنْخرِ أو في الشفةِ في الغِب شيءٌ منذرٌ بالصِحةِ
150
1
|767| وبرءُ داءِ الثعلب الدوالي وبُرء ما في البطن والطِحال
2
|768| كذا الجُشَّاء الحامضُ في الزَلَقِ من المِعاء ممسكٌ للرمق
3
|769| وإن بدت حُمّى على التشنيج أو صَرَعٌ فذاك من تفريج
4
|770| وإن رأيتَ بامرىءٍ فُواقا وجاءه العُطاس قد أفاقا
5
"ذكر وجوه العمل عند الحكم بالأدلة"
6
|771| والتزمِ القياسَ في العليل إذا أردت الحكمَ بالدليل
7
|772| ففي الدليل صادقٌ قُوَاه وغيرُه يُكْذِبُه سِواهُ
8
|773| اما الذي يَصدُق في الانباء فحادثُ الرأس من الأعضاء
9
|774| ولن ترى الصادقَ منها شاهدَه ومثلَه في بدنٍ يُضادده
10
|775| فكلُ ما يضادد العلامهْ يصدِقُ في الشفاء والسلامه
151
1
|776| لكن ما ترى على تضادُد في البدن الضعيف من شواهد
2
|777| وكلُ ما يخالفُ الأنباء يَصْدُقُ في الموت فلا بَقاء
3
|778| فإن تضاددت لك العلائمُ ضعيفةً فذاك شكٌ دائمُ
4
|779| فقف على الأحكامِ والقضاءِ وكن من الأمر على رَجاء
5
|780| وقِف إذا تعادلت في مذهبِ واقضِ إذا تَرجّحتْ بالأغلب
6
كمل الجزء العلمي من الأرجوزة
152
1
"القسم الثاني من الأرجوزة الطبية"
2
- وهو الجزء العملي -
3
|781| واذ نظمت في كتاب العِلم في الطب ماسمعتَه من نظْمِ
4
|782| وكان أن أنظِمه في أملي فها انا مُبتدىءٌ بالعمل
5
|783| قد قلتُ في مبتدأ الكتابِ ما احتجتُ أن أذكُرَ في ذا الباب
6
|784| وعملُ الطِب على ضرْبَيْن فواحدٌ يُعمل باليدين
7
|785| وغيرهُ يُعمل بالدواءِ وما يُقدَّر من الغذاءِ
8
|786| أما الذي يُعمل بالتدبير فذاك أمرٌ ليس بالحقير
9
|787| وهو على ضربين عند القسمهْ فواحدٌ يُدعى بحفظ الصحهْ
10
|788| وجزؤه الأخير بُرء العِلّهْ وهو لعمري غايةُ الأطِبَّه
11
"تقسم عمل حفظ الصحة"
12
وهو الأول من العمل، بالدواء والغذاء:
13
|789| والحفظُ للصحة في الصحيح منا بقولٍ مطلق صريح
14
|790| وللذي صحته لم تكمُلِ وهو على ضربين عند العمل
153
1
|791| ماضَعفه شِيبَ بكل ذاته وكلَ وقتٍ كان من أوقاته
2
|792| كالشيخ والناقِه أو كالطفلِ فضَعفهم مختلطٌ بالكُلّ
3
|793| ومن ترى في جسمه دليلا يُخاف منه أن يُرى عليلا
4
|794| ومن ترى الضعفَ ببعضِ جسمه من جلدِه أو لحمِه أو عظمِه
5
|795| من ترى معدَته ضعيفهْ باردةٌ في طبعها سخيفهْ
6
|796| ومنه ما آفتُهُ في الرحِمِ كأُصبُعٍ سادسةٍ أو ورم
7
|797| وما يُرى بحَسَب الأسنانِ وفي زمانٍ دون ما زمان
8
|798| كليّن المزاج في صِباهُ ضَعْفٌ وفي كِبَره قُواه
9
|799| ويابسٌ يَضْعُف في الخريف وليس في الربيع بالضعيفِ
10
"تدبير الصحيح، بقول مطلق، في هوائه جملة، وخاصة في صيفه"
11
|800| للحفظِ في الصِحةِ جنسٌ مشتملْ من عملِ الطب على ضربي عَمَل
12
|801| إن المزاجَ إن تُرِدْ بقاءه بحاله شبِّه به غِذَاءه
13
|802| والجسمُ إن تَعْزِم على اخراجِه من طبْعه فالضدُ من مِزاجه
14
|803| ودبِّر الصحيحَ بالاطلاق كيما يُرى على الصلاحِ باقِ
15
|804| أُسكن بلاد رابع الاقالم ما كان منها ذا بُخارٍ سالم
154
1
|805| وما على الصحراء منها يُشرفُ واعتمدِ الشَرْقيَّ فهو ألطفُ
2
|806| ومِلْ لدى الصيف إلى الجبالِ والبلدِ المفتوحِ للشَمال
3
|807| والليلَ في العالي من المجالسِ وبالنهارِ إنزل إلى الدهالس
4
|808| واعْدِلْ عن الاصوافِ والأقطانِ ومِلْ إلى الخفيف من كتان
5
|809| واستعمل الباردَ من رَيْحانِ ومثلَ دُهَنِ الوردِ من أدهان
6
|810| واحتط على عينيك من غُبار ومن دواخِنَ ومن بُخار
7
|811| ومن شُعاعِ الشمس والسَمومِ ومن لقاءِ الوَهْج من جحيم
8
|812| ولا تُطل قراءةَ الدقيقِ نقشٍ وخطّ مُذْمَجِ التعليق
9
"تدبير المأكول بالجملة، وخاصة في الصيف"
10
|813| أقلُ ما يؤكل في النهارِ والليلِ مرّةً من المِرَارِ
11
|814| وأكثر الأكلات مرتين والأوْسطُ الثلاثُ في يومين
12
|815| أطِلْ زمانَ الأكلِ تستتمَّه ودقّق الممضوغ تستهضِمَهُ
13
|816| وكُلُّ ما يأبى عليك خَضْمُه فإنه صعبٌ عليك هضْمُه
14
|817| وكلُ ما تختارُ من شهيِّ يكرهُ أن يُغذى به دنيّ
15
|818| فاقصد بحكمةٍ إلى علاجِه بضدّه المُصلحِ من مزاجه
16
|819| رُبّ مزاجٍ ليس بالسواء يُصْلَحُ بالرديّ من غِذاءِ
17
|820| وعادةُ الانسان مثلُ القُوة فلا تضيّع من مكان الشهوة
155
1
|821| وكلُ عادةٍ تَضُر أهلها فاقْطَع بتدريج الزمانِ أُصلَها
2
|822| وقدّم الرَطْبَ وأخِّرْ قابِضا وامزُج بطعمِ الحلو طعماً حامضا
3
|823| وأصلح اليابسَ باللدونهْ وأصلح الباردَ بالسُخونهْ
4
|824| وإن يكن سُخناً فشُبْ بالبرد وإن يكُن رَطْباً فشُب بالضد
5
|825| وإن تخف وخامةَ السمينِ وما يُسيء الهضمَ من دهين
6
|826| فشُبْهُ بالمِلْحِ أو الحِّريفِ إنهما عَوْن على التلطيف
7
أوقاتُ الأكل:
8
|827| بعد الرياضات يكونُ الأكلُ وبعد ما يَخرُج منك الثِفْلُ
9
|828| فاطلُب لأكلِك زمان الراحْه وفي مكانٍ باردٍ رَياحَه
10
|829| واجعلْ لذلك زماناً باردا وكُن لذا التدبيرِ فيه قاصدا
11
تدبير المأكل في الصيف:
12
|830| وقللِ الغذاء في المصيف ومِلْ بما تغذو إلى اللطيف
13
|831| واجتنب الغليظَ من لُحمانِ ومِلْ إلى البقولِ والألبانِ
14
|832| والسمكِ الطري والجديان ووسطِ السِن من الحمْلان
15
|833| ومن فراريجَ ومن دجاجِ ولحم طيْهوجٍ ومن دُرَّاج
16
|834| من كزبريّة ومن سَكْباج وحِصرميّة وزيرَباجِ
17
|835| وجنَِب الحلواء كالخبيص وعِجّةِ الكُرّاث والفُصوصِ
18
|836| ومِلْ إلى الهُلام والقَريص وكُلْ من الطِفْشيل والمَصُوص
156
1
"تدبير المشروب"
2
|837| إن شئت أن تنجو من التياتِ فالجوفَ قسّمه إلى ثلاثِ
3
|838| للنَفَس الثلثُ وللغذاء ثلثٌ وباقيه مكان الماء
4
|839| قليلُ ماءٍ باردٍ يُرْويكا وكثرةُ الفاترِ لا يَشفيكا
5
|840| والثلجُ لا تُكثِره في الشراب فإنه يُضرّ بالاعصابِ
6
|841| لا تسْقِ ثلجاً لسوى السمينِ الدموي اللّحِم والمتين
7
|842| حِرْصَك لا تشرب على الخِوان ان لم يكن لِشَرَقِ الإنسان
8
|843| لا تأخُذِ الماء على الطعام ولا على الخُروج من حمام
9
|844| ولا على الرياضة القويّهْ او الجماع إنه بليّهْ
10
ء
11
|845| وإن دَعَتْ لذلك الضرورهْ من قلّة الصبر فخُذ يسيرهْ
12
|846| حتى إذا ما ميل بالطعام في أسفل الجوف إلى انهضام
13
|847| فخذ من الماء الذي يُرويكا او خُذ من الشراب ما يكفيكا
14
|848| حتى إذا أخذت منه ريّك عن شبع أو عن شرابٍ اسكرك
15
|849| وجاءك العَطَشُ فلتجانبْ فإن ذا العطشِ أمرٌ كاذبْ
16
تدبير النبيذ وشبهه:
17
|850| في الشرب لا تقصد إلى الكثيرِ واقنع من النبيذ باليسير
18
|851| لا تُدمن النبيذَ كل يومِ ولا تكن تشربُ بعد الصوم
19
|852| ولا على الطعامِ ذي اللطافهْ ولا على الغِذاء ذي الحرافهْ
157
1
|853| إياك أن تسْكَرَ طول الدهرِ إن لم يكُن فمرّةً في الشهر
2
|854| فالنفعُ منه في القليل النزْرِ وفي كثيره ضروبُ الضُرِّ
3
|855| ومن يكُن يَصْرعه العُقارُ ويعتريه الحرُ والخُمار
4
|856| فأسقه شرابَه الريحاني وليتنقّل بحامض الرمَّان
5
|857| وبالسفرجل و بالخيار وامزج له الماء مع العُقّار
6
|858| ومن شكا في الراحِ بالرياح في جوفه فاسقه صِرْف الراحِ
7
|859| الأصفرَ القويَّ فهو الصالحُ لذاك والنُقلُ له موالحُ
8
|860| والأبيضَ المائيّ في المصيف فإنه أشبهُ باللطيف
9
|861| وامزُجْهُ بالماء ونُقلٍ حامضِ وكُل عليه إن أكلت قابضِ
10
"تدبير النوم"
11
|862| لا تُطِل النومَ فتؤذي النَفْسا ولا تُؤرِّقها فتُؤذي الحِسّا
12
|863| وطوِّل النومَ لغير المنُهضمْ من الطعام أو على إثْر التُخم
13
|864| ولا تُطل نوماً بوقت الجوع تبخرِّ الرأسَ من الرَّجيع
14
|865| ثم باستنادِ إثْرَ الطعام حتى يَحُلَّ موضعَ انهضام
158
1
"تدبير الحركة"
2
|866| لا ترتضِ الرياضةَ القويّهْ ولا تودِّع بل على السويهْ
3
|867| ورُض من الأعضاء كي تعينا ما خِفت أن يجمع خِلطا دونا
4
|868| بالمشي ان شئت او الصراعِ حتى ترى النَفَس في إسراع
5
|869| ولا تَرُض من كان ذا نحولِ كي لا تزيد منه في التحليل
6
|870| ورُضْ كثير الشحم والسمينا ومنطقنْه ان يكن بطينا
7
|871| وانقُص من التعب في المصيف فأنت بالعَرَق في تلطيف
8
|872| وقد ذكرتُ في كتاب العلم تدبير ما تحتاجه في الجسم
9
|873| من فَرْغِ ما يفْضُل أو من حُبْس وما تُزيد من معاني النَفْس
10
"تدبير باقي فصول العام''
11
|874| وكلُ ما ذكرتُه في الصيف مما انا دبرته في الكيف
12
|875| فافعله في المحرور والشبان وفي الجنوبيِّ من البلدان
13
|876| وفي الشتاء فامتثل بضده كيما تقاوم من أليم برده
14
|877| وامضِ على الربيع والخريف بين الشتاء منك والمصيف
159
1
|878| وجفف الربيع والخريفا رَطِّبه بل جنّب به التجفيفا
2
|879| باقي الربيع وابتدا الخريفِ دبِّرهما كالحال في المصيف
3
|880| وأولُ الربيع في التدبير كمَثَل الخريف في الأخير
4
|881| دبِّرهما كالحال في الشتاء أعني بما يُسخن من غذاء
5
|882| هذا الذي يُفعل في حال الحَضَر ومن يُسافر فاعتمده في السفر
6
"تدبير المسافر وخاصة في البحر"
7
|883| من كان منهم راكباً في البحر او كان يوماً ذاهباً في البر
8
|884| امنعْهُمُ الركوبَ في الشتاء في البحر والمسيرِ في الأنواء
9
|885| ومن يُلجِّج زدْ له في الماءِ واختر له الصالحَ من وعاء
10
|886| زوّده بالرطبْ من الغذاء ومُطْلِقِ الطبع من الدواء
11
|887| وإن تخف من مَيْده أسْهله فإن فعلت بعد ذا أدخله
12
|888| أدخل له من الربوب الحامضهْ وامزج له فيها مياهاً قابضهْ
13
|889| وحُمَّه فيه من الأوضارِ واعدد له النظيفَ من أطمار
14
|890| ومن علاه القمل من مسافر ولم يكن في قتلها بقادر
15
|891| فالصوف خُذْ وافتل حُبيلاً منه واقتل بدهن زئبقٍ وادمنه
16
|892| وبين ثوبيه فقلِّدنّه حتى ترى القمل سقطن عنه
160
1
"تدبير المسافر في البر، وخاصة في القر''
2
|893| وإن يكن مسافراً في البرِ فاعمل على علاجه في القرِّ
3
|894| حذِّره أن يصيب ذاك الثلجُ فإنه من الجمود ينجو
4
كي لا يُصيبَ الجوعُ بالحِمام
5
|895| أطعمه ما يُشبع من طعامِ
6
|896| أدخله إن يَصْرد إلى الحمَّامِ الصق به الخصيبَ من أجسامِ
7
|897| إن يَقْمِرِ الجليدُ من عينيه ألقِ خماراً أسوداً عليه
8
|898| واكثرِ السوادَ في يديه كيما يُطيلَ نظراً اليه
9
|899| واحتط من البرد على أطرافه واغمس بدهن القُسط من لِفافه
10
|90| اكثر على الرجلين من تَلْفافه من قبل ان تدخل في خِفافه
11
|901| إن لم يجد بعد الأذى وجعها فاعلم بأن البرد قد قطعها
12
|902| حينئذ فحُلَّ ذاك عنها والزم عليها الدلك أو سخِّنها
13
|903| بسخن دهن خردل فادهنها ولفها من بعد ذا وصنها
14
|904| وان تكن سودا فشرِّطنَّها وان تعفنت فنقينَّها
15
|905| وان تناثرت فقطعنَّها أعني الذي قد استمات منها
16
|906| وداو من أصيب بالاعياء بالدهن واللطيفِ من غذاءِ
17
|907| والدلكِ والتغميرِ في الحمّام وليسترح من بعد في ايام
161
1
"تدبير المسافر في لحر"
2
دبِّره في ذهابه والكرّ
3
|908| ومن يسافر منهمُ في الحرِّ
4
كي لا يُرى من حرِّها محموما
5
|909| إمنعه من دخولِه السّموما
6
|910| إفصد وأخرج صالحاً من الدم يسلم بفصدك له من ورم
7
أسهله صفراء إذا خِفْتَ العَطش
8
|911| وإن يكُن ذا مرِّة فيها بَطَشُ
9
|912| واطْفِ بالربوبِ من قبلِ السفر فإنه من حرّها على خطر
10
|913| أطعم قليلاً من بقولٍ باردهْ وروِّه من مائه في واحدهْ
11
|914| والتزم السكونَ ما استطعتا ولا تُرى غضبانَ ما قدرتا
12
|915| واستعمل الظلالَ واللثاما وقلّلِ الصياحَ والكلاما
13
ولا تُطل في الوَهَج المُقاما
14
|916| واطَّرح النظار والخصاما
15
ّ
16
إن نالك العَطَشُ في المسير
17
|917| أمسك بفيك ساعة الهجير
18
يُعمل من أقرصة الكَافور
19
|918| حبّاً كمثل التِرْمس الصغيرِ
20
|919| واشرب عصير البقلة الحقاء مع شراب حصرم بماء
21
|920| وان تَخَفْ في الوجه من تأثير للشمس ان يَشينَ بالتبثير
22
|921| فأضف الدهنَ لذا التدبير
23
تديفه بالشَمَع المقصور
162
1
"تدبير الطفل"
2
أولا) في بطن أمه:
3
|922| الطفلُ يُحفظ ببطن أمّه كي لا يُصيبَ آفةً في جسمه
4
|923| فاحتط على الحامل في معدتها كي لا ترى الفسادَ في شهوتها
5
|924| ويُصلَح الدمُ ويُنْقَى الفَضْلُ ذاك الذي يكون منه الطفل
6
|925| ان هاجها الدمُ فلا تَفْصِدها بل بالبرود وانتطافي اقصدها
7
|926| أو هاجها خلط فلا تسهلها
8
بلى بتلطيف له عاملها
9
ثانياً) تدبير المخاض:
10
|927| فإن دنا وقتٌ لوضع حملها فشُب أمورَ وَضْغِها بِسهْلها
11
|928| الدلكُ في الحمام للأخصار وما يلي الحملَ من الاقطار
12
|929| بالدُهن كيما يستلين العَصَبُ ولا يكونُ عند وضع تعبُ
13
|930| واجعل غذاءها من السمين وأحسِها من مرقٍ دهين
14
|931| واحذر عليها صيحةً أو وثبهْ أو روعةً أو صرخةً أو ضَرْبهْ
15
|932| وأسقِها في وضعها من شِدة طبيخَ تمرِ فيه ماء حُلبةِ
163
1
|933| واجعل لها قابلةً ذي فطنهْ تمَدُّ رجليها بغير حَنّهْ
2
|934| ثم اذا تُقيمها بمرهْ عاصرةً لبطنها بحكمهْ
3
|935| إن سال منها زائد من الدما فأسقها أقرِصةٌ من كهربا
4
|936| أو لم يَسِلْ منها دمٌ من ضُرّ فأسْقها أقرصةً من مُر
5
|937| وإن مشيمةً بها لم تنزلِ فاستعملِ التبخير بالمحلل
6
|938| كالمُر والقطران أو كالابهلِ ومثلِ كبريتِ ومثل حنظلِ
7
ثالثاً) اختيار الظئر:
8
|939| واختر له المرضع من فتاةِ في سنّها من متوسطاتِ
9
|940| لحمْيةٍ ليس بها من رَهَلِ مزاجُها يقرب من معتدل
10
|941| جسيمةٍ عظيمةِ الثديين نقيةِ الرأس مع العينين
11
|942| سالمةٍ من كل ضُرّ داخِل صحيحةِ الأعضاء والمفاصل
12
|943| ذاتِ لِبانٍ ليس باللطيف في رقة وليس بالكثيف
13
|944| ابيضُ لونٍ حلوُ طعم طيبُ لامنتنٌ متصلٌ إذ يُسكبُ
14
|945| وغذِّها بالحلو والدهين والسمكِ الرَطْب مع السمين
15
رابعاً) تدبير الطفل في حضانته:
16
|946| أدْهُنه بالقابضِ عند شدِّه حتى ترى صلابةَُ في جلده
17
|947| وحُمَّه تُنْظِفْهُ من أخلاطه ووسِّط الشدَّ على قماطه
164
1
|948| ولا تُرضِّعه كثيراً يُتّخمْ ولا تمانعه زماناً فيُحَمْ
2
|949| ولا تُعامله بشيءٍ يُقلقهْ يمنَعُه المنام أو يؤرقهْ
3
|950| ألزمه إن أردت ان يناما مهداً وطيئاً يُرِه الظلاما
4
|951| وامزج له الخشخاشَ بالطعامِ إن منع الضُرّ من المنام
5
|952| الزمه في يقظته الضياء كيما يرى النجوم والسماء
6
|953| اكثر له الألوانَ بالنهار لكي تُضرِّيه على الإبصار
7
|954| ناغيه بالاصواتِ في تعليم كيما تضرِّيه على التكليم
8
|955| الْعِقه من عسلٍ او حَنِّكه وامسح به لسانه رادْلُكه
9
|956| واجعل قليل رُبّ سوسٍ فيه وكندرٍ وخِلّةٍ في فيه
10
|957| واسعطه من هذا لكي تشفيه من سدّةٍ في الانف او تُصفيه
11
|958| لأن هذا مصلحٌ إحساسِه وصوتِه ومطلقٌ انفاسه
12
|959| وامنعه ان يُفصد او ان يُسهلا حتى تراه يفْعةً قد اعتلى
13
|960| وما اعترى من ورم او حَبّ فلا تُقابله له بجذب
14
"تدبير الناقه"
15
|961| والناقهون هم صحاحٌ ضَعُفت جُسومُهم مثلُ رسومٍ قد عَفَت
16
|962| قد بقيت نفوسُهم ذَماء وعَدِمت اجسامُها الدماء
165
1
|963| انظر فإن اصيبَ بالنحولِ جسومُهم في زمنٍ طويل
2
|964| فزده بالقليلِ فالقليل ولا تمِل فيهم إلى التعجيل
3
|965| او نَحُلت في زمنٍ قصير فزده بالكثير فالكثير
4
|966| لكن بلطفٍ وعلى تدريج حتى ترى الجُسوم في تفريج
5
|967| اعطِهِمُ القليلَ من غذاء ذا قوةٍ فيهم وذا بقاء
6
|968| الزمهمُ الدَعَة والسكونا فإن في الأعضاء منهم لينا
7
|969| ومِلْ إلى العلاج في النفوس بطيّب الحديث والجليس
8
|970| اعطهمُ الطيّبَ من روائحِ وكلَّ زهرٍ بالعطير فائحِ
9
|971| احضرهم الافراحَ والغناء وامنعهمُ الافكارَ والعناء
10
|972| ادخلهمُ الأبْزَن والحمّاما ولا تَطُل فيه لهم مُقاما
11
|973| اجْلِسْهُم في فاترِ من ماء وأَرْسِل الدهنَ على الأعضاء
12
|974| ولا تَرُضْ ولا تشدّ الدلكا فإن ذا يُحدث فيهم وعكا
13
"تدبير الصحة في الشيوخ"
14
|975| ان الشيوخَ في قِواهُم نَكْصُ لحالهم في كُل يومٍ نقص
15
|976| اعطِهمُ القويَ من غذاءِ قليلَه لا المثقلِ الاعضاء
16
|977| إن يُسْهَلوا لا تُسهلِ الصفراءَ دعها تَكْن في جسمهم دواء
17
|978| ومن يكن تعوّد الفِصادة فلا تكنْ تقطعُ عنه العادة
166
1
|979| لكنّ من قد بلغ الستينا وكان ذا ضخامة متينا
2
|980| فافصده في السنة مرتين ولا تَحِدْ فيه عن الفصلين
3
|981| وامنعه ان يُفصد في القيفال وكن من الأمر على احتفال
4
|982| ان بلغ السبعين فافصد مرّه ولا تزد فيه على ذي الكرّهْ
5
|983| وامنعه ان يَفْصِدَه في الأكحل وان رأيت جسمه كالممتلي
6
|984| وان يَزد خمساً ففي العامين في الباسليق إفصِده مرتين
7
|985| وامنعه بعد ذاك كلّ فصدِ فإن ذاك للشيوخِ مُرْدي
8
|986| لا تردعِ الأورامَ في أجسامهم ولا تُقوِّ الجذب في أورامهم
9
|987| نظِّفْهُمُ بالدلك والتعريق واعطِهمُ الادهانَ في تفريقِ
10
|988| ونقِّهمْ بليّنِ الغذاء إياك أن تَهجُم بالدواء
11
"تدبير من نقصت صحته في عضو دون عضو، أو في وقت دون وقت"
12
|989| من كان يشكو في الزمان حينا فداوِه من قبل ان يحينا
13
|990| بضد ما يُخشى لذاك الآن وامزج له الزمان بالزمان
167
1
|991| ومن شكا الواحدّ من اعضائه من ضَعْفه فاعمل على دوائه
2
|992| ما ذكرتُ من علاج المرضِ حتى تراه خالياً من عَرَضِ
3
"الاحتيال في حسم المرض قبل ظهوره"
4
|993| ومن ترى علامةً في جسمهِ لمرضٍ فاحتلْ له في حَسْمه
5
|994| لأنه في جسمه مكنونُ فاحتل له من قبل ما يبين
6
|995| وقد ذكرتُ ما يدلُ من عَرَضْ على الذي تَخَافُه من المرض
7
|996| فاعملْ على دوائه من بابه بحسمِ ما ذكرتُ من اسبابه
8
"الجزء الثاني من العمل"
9
- وهو العمل في رد الصحة على المرضى بالدواء والغذاء -
10
|997| وإذ نظمتُ جنس حفظِ الصحهْ فآن أن أبدا ببُرءِ العِلَّهْ
11
|998| وهو من الاعمال جنسٌ واحدُ يُقابِل الشيء بما يُضاددُ
12
|999| ان كان من حرارة فبردُ
13
او كان من برودةِ فالضد
14
|1000| أوكان من لينٍ فبالجفافِ او كان من يُبْسٍ فبالخلافِ
15
من سائر الأعضاء والدماغ
16
|1001| والامتلاءَ داوِ بالإفراغ
17
|1002| والفتحَ في منغلقٍ من سُدَدِ والنقصَ من زيادةٍ في العدد
18
|1003| والسُدَّ في منغلقٍ اذا انفتح حتى ترى فاسِدَهُ قد انصلح
19
|1004| وخشِّنِ الأملسَ يؤذي البدنا وملِّسنْ ما كان منه خَشنا
168
1
"ذكر أصناف الأدوية''
2
|1005| وها انا اذكر من عُقّارِ ما يُخرج الاخلاطَ بالإحدار
3
|1006| وما نراه غالب المزاج وما له في الخِلط من إخراج
4
|1007| وما به يُفتح أو يُليّن وما به يُحرق او يُعفَّنُ
5
|1008| وما به يُنضج او يُصلَّب وما يَسدّ الفتح أو ما يجَذبْ
6
|1009| وما به تجلو وما يُخلخل ويَنبتُ اللحمُ به أو يُدْمل
7
|1010| وشِبه ذاك من قوىً ثوانِ ومن ثوالثٍ بلا توان
8
"ذكر الادوية المسهلة''
9
أولاً) فيما يسهل الصفراء:
10
|1011| المِّرةُ الصفراءُ بالمحمودةِ تُخرجُها بقوةٍ شديدةِ
11
|1012| تُشرب من ثُلثٍ إلى قيراطِ وهي لها الصولة في الاخلاطِ
12
|1013| إصلاحُها كي لا تُضرَّ بالمَعِد سفرجلٌ ولا تُضرَّ بالكبد
13
|1014| والصبرُ يسقى منه من دينارِ والضعف ان تحتج وبالعقار
169
1
|1015| أصلحه ان سقيته كثيرا بالصمغ والمُقْل وبالكثيرا
2
|1016| واسقِ أوقيةًَ من الاهليلج اصفرِه كذاك من بنفسج
3
|1017| كذاك من لبِّ الخيار شنبر وتمرِ هنديٍ ولا تُكثرِّ
4
ثانياً) ذكر ما يخرج البلغم:
5
|1018| يُشرب من نَقيّ شحمِ الحنظلِ من دانقينِ مُصْلَحاً بالمُقْلِ
6
|1019| كذاك قِثاءُ الحمارِ مثلُه إصلاحُه كوزنه وفعله
7
|1020| وبورقٍ والملحِ نصفُ درهم فهذه تُخرج كلَّ بلغم
8
|1021| واسقِ من التّربد درهمين وفي المطابيخ اسق مثقالين
9
|1022| والغاريقونَ اسقِ على القليل من درهمِ كذاك حبَّ النيلِ
10
ثالثاً) ذكر ما يخرج الماء الأصفر:
11
|1023| يشرب دانقين مازريونِ ودانقاً حديثَ فُربيون
12
|1024| ودانقاً من شُبْرمٍ مدبّرِ بمثلِ ما دبرتَ أمرَ الصبرِ
13
|1025| واسق من القنطريون درهماً فهذه عقاقيرُ تُخرج ما
14
رابعاً) ذكر ما يخرج السوداء:
15
|1026| إسقِ من السنا والبسبايجِ والافتيمونِ ولحا إهليلج
16
|1027| أسودِه واسقِ من الشاهتْرجِ
17
ومن لسانِ الثور شيئاً تُخرِجِ
170
1
|1028| ما شئت ان تُخْرجَ من سوداءِ نصفَ أوقيّة على السواء
2
|1029| ونصفَ درهمٍ من اللزورد فذاك مخصوصٌ لها بطرد
3
|1030| ومثلُهُ من حجر أرمنيِّ فهو على اخراجها قويّ
4
"دستور تركيب الأدوية والقوى الأوائل"
5
|1031| وأصلُ ما يُسقى الدواءُ مُفردا حتى ترى أفعالَه في كل دا
6
|1032| وانما دعا إلى المركّبِ ما انا ذاكر له من سبب
7
|1033| تركيبُ امراضٍ واصلاحُ دوا وما تُحلّيه به من الغذا
8
|1034| وما يُعينُ الشيء بالتنفيذ اذ كان عاجزاً عن النفوذ
9
|1035| وما يهيئه لحين البلع وما يُعين في انطلاق الطبع
10
|1036| وأنت إن عملت بالمركب أولى فبالدستور فلتركب
11
|1037| خُذ شَربةً من كل شيءٍ مسهلِ وعُدّها فإنها لا تُهمَل
12
|1038| وامزُج بها ما شئت من حجابِ وجمِّع الأوزانَ بالحساب
13
|1039| ثم اقسم الوزن على الشربات كذاك فاعمل في المركبات
14
|1040| فما أتى لشربةٍ من عِدّهْ فأسقه أو اقتنه لعُدة
171
1
"ذكر قوى الأدوية''
2
|1041| وللعقاقيرِ قُوىً أوائلْ ومثلُها ثانيةً عَوامِلْ
3
|1042| وللعقاقير قوىً ثوالثْ تصدر عنها إن بدت حوادث
4
|1043| فالقوةُ الأولى هي السخونهْ والبردُ واليبسُ مع اللدونهْ
5
|1044| وها أنا مبتدىءٌ وموردُ من العقاقير بما يبرِّد
6
"ذكر ما يبرد ويقبض (من الأدوية) حين يحتاج إلى قبض''
7
|1045| الآس والسماقُ والبليلجُ وخبثُ الحديد والهليلج
8
|1046| وقاقيا وبُسّدٌ وأملجُ والطينُ أرمنيّهُ والعوسجُ
9
|1047| والجَفْتُ والشيّان مثلُ الرامك والسُكُ والطُرثوث أي مُمَسَّك
10
|1048| والجُلَّنّارُ شِيبَ بالطباشِرِ وفوفلٌ ويابسٌ من كزُبْرِ
11
|1049| وساذج ثم لسانُ الحَمَلِ وهذه تَقْبِضُ عند العملِ
12
|1050| والعفصُ والحمَّاض والريباسُ والبربريسُ بارد حبّاسُ
13
"ذكر ما يسخن من الدواء المفرد ولا يسهل"
14
|1051| واعلم بأن مُسْخِن العَقّار مثلُ الذي جُرّبَ باختبار
15
|1052| من كُندسِ وكُندر وفُلفلِ
16
وقَرْدمَانةٍ ودارَ فلفل
172
1
|1053| وقُرطُمٍ ونعنعٍ وإذْخرِ
2
وقِرفةٍ ومَحْلبٍ وكبرِ
3
|1054| والشيحِ وأتْجُرَةِ وصعترِ
4
وأُشْنةِ وميعةِ وعنبر
5
إلى كُشُوثةٍ وزَنْجبيلِ
6
|1055| والعودِ والوَجِّ أو الاكليلِ
7
والفاونيا واللُكِ والراوند
8
|1056| وجانطيانةٍ وبادَورْدِ
9
وجَعْدة ونانُخَا وسُعْدِ
10
|157| وساذجِ ولادنِ ورَنْدِ
11
وقِنَّةٍ وقُوَّةٍ ومُرِّ
12
|1058| وشِبْتٍ وخِرُوعٍ وظُفْر
13
وسكبينج وآنيسون
14
|1059| وحندقوقا وفراسيونِ
15
|1060| وكراويّة إلى كمون وفيجنٍ وفطرا ساليون
16
وحاشا ودار شيشعانِ
17
|1061| وسنبلٍ وبرسياوشان
18
|1062| إلى سليخةٍ وخاولنجان إلى اسارونٍ وما ميرانِ
19
|1063| والزِفْتِ والزُوفا إلى القَطِرانِ
20
وعاقر القرحا إلى بَلْسان
21
|1064| ومردقوشٍ مع أنجدانِ إلى شقائقٍ من النعمانِ
22
|1065| إلى شُكاعةٍ ورازيانجْ وقصبِ الذريرة والبابُونجْ
23
|1066| وحبةٍ سوداء أو حلتيتِ
24
وحبةِ خضراء أو كبريت
25
والثومِ أو كبابةِ وقُسْطِ
26
|1067| وأشَقٍ وخردلٍ ونَفْطِ
27
دستور يُعرفُ به الرَطْب من اليابس:
28
|1068| وكلُ باردِ ترى أو سَخِنا فيابساً تجدُه أو ليِّنا
173
1
|1069| ويُعرفُ اليابسُ بالتَقَبُّض والليّنُ في الإرخاء للمُقبِّض
2
ذكر درجات الدواء المفرد:
3
|1070| وللاطباء خِلافٌ في الدَرَج والأمرُ في خلافهم قد انفرجْ
4
|1071| ما كان تغييرٌ له معقولا فذاك من درجة في الأولى
5
|1072| وكلُ ما تغييره يُحسُّ وليس بالشديد إذ يُجَسُّ
6
|1073| فذا شهادةٌ عليه وافيهْ بأنه من درجٍ في الثانيهُ
7
|1074| وكلُ ما تغييرُه شديدُ لكنما إفسادُه بعيد
8
|1075| وليس بالمفُسدِ في مُمْتَزِجهْ فإنه في ثالثٍ من دَرَجِهْ
9
|1076| وكلُ ما يفُسدُ ما يُغيرُ من شِدّةٍ تُحْرِقُ أو تُخدِّرُ
10
|1077| فما عليك أن تقولَ من حَرَجْ بأنه في رابعٍ من الدرج
11
"ذكر القوى الثواني من الأدوية المفردة''
12
(أولاً) في الأدوية المنضجة:
13
|1078| واعلم بأن كلَّ شيء يُنضجُ فهو له حرارةٌ ولَزَجُ
174
1
|1079| معادلٌ بالحرّ في علاجهِ للعضو إن اردت من إنضاجه
2
|1080| كالشحم والزفتِ والراتينَجِ
3
او دُهُن بشَمَع ممتزج
4
|1081| والدُهْنِ ان يُضرب بماء سَخِن أو حنطةٍ مطبوخةٍ بدُهُن
5
(ثانياً) ذكر الأدوية الملينة:
6
|1082| وكلُ ما تعرفه ملينُ أقوى من العضو الذي يُلين
7
|1083| في الحرّ لكن قوة قريبه كي لا ترى للطفه مذيبهْ
8
|1084| كقنةِ وأشقِ ومُقْلِ وميعةٍ ومخِ ساق الأيْلِ
9
(ثالثاً) في الأدوية المصلبة:
10
|1085| والباردُ الرطبُ من المصلِّب كعنبِ الثعلب أو كالطُحلبِ
11
(رابعاً) في الأدوية المسددة:
12
|1086| وكلُ ما تعرفه مُسدِّدا فليس مُسخِّناً ولا مبرِّدا
13
|1087| لا يلْذَعُ العضوَ اذا ما امتزجه فهي إذاً ارضيةٌ او لزجة
14
(خامساً) في الأدوية المفتحة للسُدد:
15
|1088| وكلُ فتّاح لسدٍّ يُعرف فإنه مُقطِّع ملطّفُ
16
كمثلِ عنُصُلٍ ولوزٍ مرّ
17
|1089| كبورقي الطعم او كالمرّ
175
1
|109| وأصلِ سُوسنٍ وأصلِ نرجسِ وبورقٍ وكَبرٍ وتُرْمُس
2
|1091| والقابضَ الفتاح إن تعالج فليس فتاحاً لها من خارج
3
|1092| لكنه يُشربُ في الدواءِ فيفتح السَدّد في الاحشاءِ
4
(سادساً) في الأدوية الجلاَّءة:
5
اقلَّ في اللطف كباقلاّء
6
|1093| وكل ما تدعوه بالجلاّءِ
7
|1094| ومثلُ ما تجدُه في الحُلو كعسلٍ ومثلُ لوزٍ حُلو
8
(سابعاً) في الأدوية المخلخلة:
9
|1095| وكلُ ما تجدُه مُخَلْخِلا يوجدُ في إسخانه معتدلا
10
|196| كدُهن خِروعٍ وكالبابونجِ ودهن فجلٍ وكرازيانج
11
(ثامناً) في الأدوية المفتِّحة لأفواه العروق:
12
|1097| وكلُ ما يُعرف بالفتّاح لفم عرقٍ فهو كالجرّاحِ
13
|1098| بغلظٍ يفعلُ في حرارهْ كالثومِ والبصلِ والمرارهْ
14
(تاسعاً) في الأدوية المقبضة للعروق:
15
|1099| وكلُ ما في سَدِّ عرقِ ينفع فقابضٌ لكنه لا يَلْذع
16
(عاشرا) في الأدوية المُحرقة:
17
|1100| وكلُ ما يُحرق فهو الغايهْ في الحرّ والغِلَظ في النهايهْ
18
(حادي عشر) في الأدوية المعفنة:
19
|1101| وكُلُ ما تجِدُه يعفّن فمُفرِطُ الحر لطيفٌ مُسخن
176
1
(ثاني عشر) في الأدوية الأكّالة:
2
|1102| والناقصُ اللحم فمن ذا اضْعَفُ ومُدملُ الجُرحِ الذي يُجفِّف
3
(ثالث عشر) في الأدوية الجذّابة:
4
|1103| وكلُ خُصّ بجذب المُمتلي كالبادزهرِ والدواءِ المُسهل
5
|1104| وكلُ شيء جذبه بكيفِ فكل ذي حرارةٍ ولطف
6
|1105| بطبعه كأشَقٍ ومُقْلِ وبالعفونة كمثل الزِبل
7
|1106| والبادزهرُ قاهرٌ في نفعه بكيفه يُحيل او بطبعه
8
|1107| ومنه ما ينفعُ بالاسهال او كمثلِ قوةِ القتَّال
9
|1108| واخذه في صحةٍ يضرُ لذاك بالجاهلِ قد يَغُرّ
10
(رابع عشر) في الأدوية المسكنة للوجع:
11
|1109| وما يُزيلُ وجعاً مُسخّنُ مفتّحٌ مقطّعٌ مليّنُ
12
|1110| ومنه بالتخدير ما قد ينفعُ كأفيونٍ بدواءٍ يقعُ
177
1
"ذكر القوى الثوالث من الدواء المفرد"
2
|1111| وما ذكرتُ بعد ذا من حادثِ تجده عن القوى الثوالثِ
3
|1112| كمثلِ تفتيت الحصاة في الكُلى عن كل ما نجدُه محلِّلا
4
|1113| مقطِّعاً ملطِّفاً مليّنا ولا تُصيبُ فيه حراً بيّنا
5
|1114| كأصلِ هليونٍ وأصلِ قصبِ وكزجاجٍ مُحرَقٍ ومحلبِ
6
|1115| ومثلُ ذا وفيه بعضُ الحرِّ ولَدْنةٌ تُخرج ما في الصدر
7
فإنه مُوَلِّدٌ للبن
8
|1116| وان يكن معتدلاً في السَّخَنِ
9
|1117| وكلُ ماعَمَلُه في النَفْث فإن ذاك مخرجٌ للطمث
10
|1118| ان زاد في الحرِّ ولم يجفْ كذاك ما افعاله اخف
11
|1119| وكلُ هذه تدر البولا وكلُّ حريفٍ بذاك أولى
12
"ذكر الصفات التي تكون عليها الأدوية''
13
|1120| وإد وصفتُ قوةَ المِزاج فها انا أبدأ بالعلاج
178
1
|1121| وكلُ ما نصنع للتعالج
2
نرسله من داخل او خارج
3
والحبِ والشرابِ والسَفُوف
4
|1122| فإنه كمَثَلِ التغليفِ
5
|1123| والدُهنِ والدَلوكِ والنّطولِ
6
والوَشْمِ والخِضاب والغَسول
7
|1125| والطلي والمرهم والذَرور والكُحل والسَّعوطِ والتقطير
8
|1124| ومََثَلُ الشِيافِ والمعجونِ
9
|1125| والطلي والمرهم والذَرور والكُحل والسَّعوطِ والتقطير
10
|1126| ومثلُ ما يُحمل من فرازِجِ
11
ومثلُ ما نسقيه من بخاتج
12
ومثل تكميدِ وكالغراغر
13
|1127| ومثلُ تضميدِ وكالتباخرِ
14
|1128| ومثلُ ما نُرسلُه من حُقن ومثلُ ما نُدخله من دُخَنِ
15
"علاج سوء المزاج وعلاماته''
16
|1129| وكلُ ما نذكُره من سَقَم من شَعَر الرأسِ لظُفر القدم
17
|113| مشتملا على جميعِ الجسدِ كان او اختصَّ بعضوٍ واحد
18
|1131| أو كان خالياً من الامشاجِ فلا تُعان الخِلْط بالإخراج
19
|1132| وامض على رِسْلك بالعلاج فطِبّه بالقلب للمِزاج
20
|1133|يَمتاز من أمراض جسمٍ مُمتلي إن تمتحن بحكمةٍ وتبتلي
179
1
|1134| ان لا علامةََ به لداءِ تبينُ في الجسم للامتلاء
2
|1135| وإن ترى ينْضرُّ بالدواء فشِبهُهُ مِزاجُ هذا الداءِ
3
|1136| فإنه ينفعُ بالاضدادِ للسببِ المُحدثِ للفساد
4
|1137| واللمسُ من قُوى الاستدلالِ فيه وما يَضْعُفُ من افعال
5
|1138| وما تراه ساء من احوال وما بدا يبرُز من اثفالِ
6
|1139| لكنَّ لا رسوبَ في الابوالِ والنبضُ إن يخرُج عن اعتدال
7
|1140| فليس في جسمٍ بذي امتلاءِ بل فارغٌ من جنس هذا الداء
8
|1141| وإن يُخصَّ موضعٌ بوجع فإنما دليلُه بالموضع
9
|1142| ويُستدلُ فيه بالأسنان وبمزاج الجسم والألوان
10
|1143| وبفصول العامِ والأزمانِ وبالمساكن وبالبلدان
11
|1144| وما تقدَّم من التدبيرِ فإنه عونٌ على التغيير
180
1
"الاستدلال على مرض سوء المزاج الحار''
2
|1145| فإن تكن حرارةٌ في البدن فإنه ينْضرُّ بالمسَخِن
3
ة ه
4
|1146| ولمسه سَخْنٌ وبولٌ احمرُ
5
والنبضُ فيه سرعةٌ لا تَفتُرُ
6
مع نحافةٍ ولونٌ أصفرُ
7
|1147| وعطشٌ وقلق وسهرُ
8
|1148| في بلد الجنوبِ والشبابِ والصيفِ والسالفِ من اسبابٍ
9
|1149| فداوِ بالتبريد نحو المُحرِقهْ
10
وكُلّ عِلةٍ تراها مقلقهْ
11
|1150| واجعل غذاءَه بقدْر قوَّته وقدْرِ ما ترى له من شهوته
12
"الاستدلال على مرض سوء المزاج البارد".
13
|1151| وان يكن من المزاج الباردِ فإنه ينضرُّ بالبواردِ
14
|1152| ونَفْعُهُ بكلِ شيءٍ سَخِنِ والبردُ منه عند لمسِ البَدَنِ
15
|1153| والبول مخصوصٌ بلون أبيضْ والنبضُ في الابطاء مهما ينبضْ
16
|1154| وليس فيه عطشٌ ولا أرَقْ وان يكن ذا سَهَر فلا قلقْ
17
|1155| واللونُ جِصيٌّ بجسمٍ رَهِل وسنُّ شيخٍ في بلاد الشمال
18
مبرِّدٍ فمن دليلٍ عجبِ
19
|1156| وشَتْوةٌ وما مضى من سببِ
20
|1157| فداوِ بالتسخين إن تعالجِ وانحُ بذاك نحو طِب الفالج
181
1
"الاستدلال على مرض سوء المزاج الرطب أو اليابس"
2
|1158| وان هذين من السُقْمين لن يَخْلوا من أحدِ الأمرينِ
3
|1159| ان كان يُبْساً فتراه قحِلا او كان ليناً فتراه رَهِلا
4
|1160| فامضِ على الليِّن بالتجفيفِ بعملٍ مُحكَّمٍ لطيفِ
5
|1161| في الحرِّ ما قد كان او في البرد وامضِ على اليابس نحو الضِّد
6
|1162| وفي الجميع فاحسُمِ الأسبابا من قبلِ أن تُعالجَ الصوابا
7
"علاج الأمراض الامتلائية وشروط الاستفراغ"
8
|1163| والداءُ إن يكن من امتلاءِ فلا سوى الإفراغ من دواءِ
9
|1164| لكل افراغٍ شروطٌ عَشَرهْ إلا تكن فما اليه من شَرَه
10
|1165| اولُها النظرُ في الاعراض والامتلائيُّ من الامراض
11
|1166| وسِنُ شُباّنٍ إلى كهولِ وعادةٌ وقوةُ العليلِ
12
|1167| والفصلُ من خريفٍ او ربيع وبلدٌ معتدلُ الجميع
13
|1168| والوقتُ والمزاج حارٌ رطْبُ وجسدٌ يبدو عليه الخِصْبُ
14
ضروب الاستفراغ:
15
|1169| وكلُ ما تُفرغه من حادثِ فاجْذِبه إما من مكانٍ باعث
16
|1170| او فاجتذب من سائر الأعضاءِ على خلاف أو على السواء
182
1
|1171| وربما جذبتَ من اعضاء لها تشاركٌ بذاك الداء
2
|1172| كوضعنا مِحْجمةْ الحجّامِ في الثدي إمساكُ دمِ الأرحام
3
|1173| وقد مضى دليلُ الامتلاءِ وما يُفرِّغُ من الدواء
4
"ذكرجميع العلل الدموية الي يفصد فيها"
5
أولاً) فصد الورم الفَلْغَموني:
6
|1174| وإنما يفصِدُ جالينوسُ عِرقاً اذا ما كَثُر الكيموسُ
7
|1175| إذا رأى علائماً من الدم في بدنٍ لاسيما في الورم
8
|1176| فافصدْ اذن بهذه الاشراطِ دَميّةً لا سائرَ الاخلاط
9
|1177| واقصدْ بذا الشغلِ إلى ما قَصَدهْ وافصد من الامراض ما قد فصده
10
|1178| إذا وثِقْت شاهدَ التّبيينِ فابدأ بفصد كلَ فلغموني
11
|1179| في الرأسِ من خارجٍ وداخلِ وما يكونُ منه في المفاصل
12
|1180| وورمٍ في اسفل الأذنين وورمِ الرَمَدِ في العينين
183
1
|1181| وورم اللسان واللثّات وذُبَُح وورمِ اللهات
2
|1182| وفي النغانغ وفي اللوزات وفي الخوانيق وفي النزلات
3
|1183| وذات جنبٍ وبذات الرئةِ وورمٍ في الثدي والأُرّبيّةِ
4
|1184| وورمٍ في الكبد أو في المعِده وورمِ الامعاء أو في المقعدهْ
5
|1185| وفي الطحال وفي الانثيينِ وفي مثانةِ وكُليتين
6
|1186| وورمِ الرَحِم أو في السُرّهْ والما شِراءِ من ضروب الحُمرهْ
7
ثانياً) الفصد في القروح والبثور حيث كانت:
8
|1187| وفي قروح الرأس والعينينِ وسَعْفةٍ والقَرْحِ في الأذنين
9
|1188| وفي التي تسعى وقرحِ الرئةِ وفي قروح الفم والجُدريّة
10
|1189| وفي المِعا إن صح فيها العِلمُ وفي التي ينبُت فيها اللحم
11
|1216|
12
|119| كذاك والبَشَرُ حيث كانا والجَرَبُ الرَطْبُ اذا استبانا
13
|1191| مثلُ بثورِ الفم والعينينِ وكالذي ينبت في الجنبين
14
ثالثاً) الفصد في امتلاء العروق وانفجار الدم:
15
|1192| وفي امتلاء العرق والرُعاف وفي البواسير من الآناف
16
|1193| والدمِ إن سال من الأسنانِ كذاك أو سال من الآذان
184
1
|1194| وفي البواسير اللواتي في الفم وفي التي تخرجُ عند الرَحِمِ
2
|1195| وفي البواسير التي في المقعدهْ والنزفِ في الطمث وإبرازِ مِدَه
3
رابعاً) الفصد في علل مفرقة:
4
|1196| وفي الصُداع والدُوارِ والبَخَر ووجعِ السنِّ وشَعْرِ ينْتثِرْ
5
|1197| والفسخِ في العضو والاحتلامِ
6
ووجعِ المِفْصل والزُكام
7
|1198| والصّرْعِ والسَبْلِ او في الطُرفهْ وتُوتةِ او في ذهاب الشهوهْ
8
|1199| وشَرَجِ منقطعِ في المقعدهْ وفي النَّسا ووجعِ في المَعِده
9
|1200| ووجعِ ناخسةٍ في الكبدِ
10
وما اعترى في كبدِ من سُددِ
11
"علاج العلل الدموية"
12
|1201| وانحُ بطب هذه الادواء لطب سُونُوخسَ في الدواء
13
|1202| أسهل من الصفراء بعد الفصدِ ومِلْ من الغذاء نحو البرد
14
|1203| واجتنب المُسْخِن من غذاءِ وما به يزيدُ في الدماءِ
15
|1204| ومل بما تغذوه نحو القابضِ بكلِّ مُزَّ وبكلِ حامضِ
16
|1205| واستعملِ الدليلَ في ذا الألمِ بالباب في غلبةٍ من الدم
17
|1206| ومل إلى التبريد والتجفيفِ فعل الطبيب الماهرِ اللطيف
185
1
"العلل الصفراوية''
2
|127| والمرضُ الكائنُ من صفراءِ مثلُ قروحِ زلقِ الأمعاء
3
|1208| والهذيانِ واختناقِ الرَّحِمِ
4
والغِبِّ والنَّسا وإسهالِ الدم
5
وورمٍ في الجسم يبدو ساع
6
|1209| وعلةِ السعال والصداعِ
7
|1210| وشدةِ الوجع في الاذنين وكثرةِ الجرب في الجفنين
8
|1211| وفي المفاصل قروحٌ وورمْ
9
ووجعٌ فيها شديدٌ في الألم
10
ونحوِ آثارٍ تُرى كعدسِ
11
|1212| وكشِقاقِ إصبعِ وداحسِ
12
|1213| وصُفرة فيمن علت اسنانَهْ ووجع يشتدُّ في المثانهْ
13
|1214| والغشْيِِ والنزفِ او الناصورِ
14
او اصفرارِ الجلد والبُثورِ
15
|1215| ومثلِ آثارٍ دقاقٍ سودِ وسُدّدٍ تكون في الكُبودِ
16
|1216| وورمِ الرحم أو كالشَوصةِ وسَحَجِ او كذهابِ الشَهْوةِ
17
|1217| وكالدُوارِ وشِقاقِ الشَفةِ ووجعِ اللَهاة او كالهيْضةِ
18
|1218| والقَرْحِ إن يسعَ وكالدُبيلةِ وكجُساءٍ بان في المقعدةِ
19
|1219| وحِكَّةٍ أو حصْبة او نملةِ وحُمرةٍ او كقروح الرئةِ
20
علاج العلل الصفراوية:
21
|1220| ومِل بمثل هذه في الطب إلى معالجة حُمّى الغِب
22
|1221| وأخرجِ الصفراءَ دون الفصدِ واقصِدْ من التبريد نحو القصد
23
|1222| في العلل المذكورة الدَّميّة وخُص بالترطيب ذي المِريَّة
186
1
|1223| فإنها تَشْركُها في الحر وكلِّ ما يلقى الفتى من ضُرّ
2
|1224| واستعملِ الدليل في ذا الداءِ بالباب في غلبة الصففراءِ
3
"العلل البلغمية"
4
|1225| وكلُ سُقم كائن من بلغمِ كما تراه رَهِلاً من ورمِ
5
|1226| وفالجٌ وعلةُ استّرخاءِ وكصُداع البرد والإغماء
6
|1227| والجربُ الغليظُ والزحيرُ وورمٌ العنق هو الخنزيرُ
7
|1228| وكحزازِ الرأسِ والنِسيانِ والوجعِ الباردِ في الآذانِ
8
|1229| وبَرَصٍ ونَمَشٍ وسَكْتهْ وكسعالٍ ليّنٍ ولَقْوهْ
9
|1230| وداءِ فيلٍ وانقطاع شهوهْ والقَمْلِ والغِلَظ في المقعدهْ
10
|1231| وماء عينٍ وانتشارِ عَيْنِ والنتن إذ يحْدُث في الابطينِ
11
|1232| وكالذي في البطن من آفاتِ كزلق الأمعاء والحيّاتِ
12
|1233| والعُسرِ إذ يَحْدُث في الولادةِ والاحتباسِ منه في المَشيمةِ
13
|1234| ووجعِ الكُلى وحُمّى الوِرْدِ والبردِ في الطِحال أو في الكبد
14
|1235| وكنتوءٍ كائن في السُرَّةِ ومرضٍ من اختلاف مِرّة
15
|1236| ووجعِ المَفْصِل أو سوادِه وخُضرةٍ تعلوه واكمدادهِ
16
|1237| ومرضِ الحَبَن كالزِقيِّ منه أو اللحمي أو الطبليِّ
187
1
علاج الأمراض البلغمية:
2
|1238| ومِلْ بذا الضربِ إلى علاجٍ الباردِ الرَطْب من المِزاج
3
|1239| واستعملِ الدليلَ في معرفتِهْ علائمَ البلغم في غَلَبتِهْ
4
|1240| وافرغْ بما ذكرتُ في الدواء تستفرغِ البلغَم في ذا الداء
5
|1241| وبعد ذا أدْخل على ذا البدنِ ما يُسخن الجسم من المُسخِّن
6
|1242| ومل مع التسخين للتجفيفِ وبالغذاء المُسخِن اللطيفِ
7
|1243| هذا وبالجملة فلتعالج بمُسخنٍ من داخلٍ او خارجْ
8
|1244| ونحوِ ما تصنَعُه في الفالجِ من حبِّ منّنٍ ومن بخاتج
9
"الأمراض السوداوية"
10
|1245| وكلُ ما في بدنٍ من داءِ مستحدثٍ من مرةٍ سوداءِ
11
|1246| فكالثآليل وحُمّى الربعِ
12
وكالبواسيرِ وداءِ الصَرْع
13
|1247| وكالذي في الانف من بسبايج ومن ثآليلَ وكالتشنُّج
14
|1248| ومَغَصٍ وسرطانٍ وبَهَقْ وكَلَفٍ وكالصُداع والأرَق
15
|1249| والورمِ الصَلْب وكالجُذامِ وكالذي يَفْسُد من طعام
16
|1250| في الجوف، واليابسِ من سُعالِ والريحِ والجُسَّاء في الطِحال
17
|1251| وداء مالنخوليا في الرأسِ وما دهى البولَ من احتباسِ
188
1
|1252| وداءِ قولنجٍ وداءِ ثعلبِ ومرضٍ من عض كلبٍ كَلِبِ
2
|1253| والقوباءِ واللبنِ المعقود في الجوف والباردِ من كبُود
3
|1254| ومرضٍ من شهوةٍ كلبيّةِ وكالشقاقِ كانٍ في المقعدةِ
4
|1255| وكحصى الكُلْية والمثانةِ ونَفَخٍ يؤلمُ فوق العانةِ
5
|1256| والنَفْخ في البطن وفي الجنبين والنفخ في الراس وفي الاذنين
6
|1257| وشَتَرٍ يحدُث في الجفنين ونِقرْسٍ يكونُ في الرجلين
7
علاج الأمراض السوداوية:
8
|1258| ومِل بذا النوع من الأدواء للطب في الجُذام من دواء
9
|1259| واستعملِ الدَّليلَ في ذا الداءِ بالباب في غَلَبة السوداءِ
10
|1260| أفرغ بافتيمونَ أو بسبايجِ وبالذي ذكرتُ فلْتعالج
11
|1261| واستعملِ التسخين والترطيبا تكن بما تفعلُه مصيبا
12
-الجزء الثالث من العمل -
13
"وهو العمل باليد"
14
وتقسيمه إلى ثلاثة أقسام:
15
|1262| وإذ فرغتُ من نظامِ أفيدِ فآن أن أبدأ بأعمال اليد
189
1
|1263| فواحدٌ يُعمل في العروقِ ففي جليلها وفي الدقيق
2
|1264| وثانياً نعمله في اللحم وثالثاً نعمله في العظم
3
"القسم الأول - العمل في العروق''
4
أجناس العروق ومنافعها في الفصد:
5
|1265| جنس العروق منه ما نُفجِّرُ ومنه ما نسُلُّه ونبتر
6
|1266| فنفصِدُ الاكحلَ في كلِّ الم في الرأس والصدر كامثال الورمْ
7
|1267| ونفصِد القيفالَ في إلطافِ من شدَّة الصُداع والرُعاف
8
|1268| والباسليقَ في علاج الصدر وما اعترى في رئةٍ من ضُرِّ
9
|1269| والماذيانَ في ردىِء الحال من عللِ الكَبد والطِحال
10
|1270| والحبْلَ في الذراع إن عدمنا الباسليقَ جِرْمَه فصدنا
11
|1271| ونفصِد العروقَ في الاصداغ لدائمٍ من وجع الدماغ
12
|1272| والعِرقَ خلْفَ الاذن للشقيقهْ وقرحةَ في هامةٍ عتيقهْ
13
|1273| ونفصد العرقين في الماقين للمرض الكائن في العينين
14
|1274| والعرقَ في اليافُوخِ من قُروحه وورمٍ يحدُث في سُطوحه
15
|1275| ونفصِدُ الوَداج في الآلام نخصُه منهن في الجُذام
190
1
|1276| وفي عِلاج العينِ عِرقَ الجبهةِ وفي صُداعٍ دائمٍ وسَعْفةِ
2
|1277| والعرقَ في الرأس الذي في المؤخَر من الصُداع دائماً والسَّدَر
3
|1278| والعِرْقَ قد نفصدُ في الأرنبةِ لِمَا نرى من بَثَرٍ في الوَجْنةِ
4
|1279| والعرقَ من تحت اللسان نَقْصده في ورمٍ أو ذُبَحٍ فنفصده
5
|1280| ونفصدُ العرقَ الذي في الركبةِ لمرضِ الاحشاء تحت السرَّةِ
6
|1281| ونفصدُ الصافنَ في الساقين لِما نرى من مَرَضِ الفَخذين
7
|1282| ونفصِد النَسا على أمراضِه والعِرقَ في القدم في أعراضه
8
العمل في الشرايين:
9
|1283| ونبترُ الشريانَ في الصُداع وما نرى في العين من أوجاع
10
|1284| إذا خشينا من نزول الماء في العين من شدة هذا الداء
11
|1285| وورمٌ حدوثه من فَتْحهِ ولا يسيلُ دمُه من سَطْحهِ
12
|1286| شُقَّ له وابتُره أو فسُلَّهْ وافصده إن شئت أو اقطع كُلَّهْ
13
|1287| وامنعْه بالربط أو المِكْواء عن نَزْفِ ما يجري من الدِماء
14
|1288| وداوِه تَدْويةَ الجِراحهْ حتى ترى صاحبَه في راحهْ
15
"القسم الثاني، من العمل باليد، العمل في اللحم"
16
أولاً) في الشَرْط:
17
|1289| وعملُ اللحم فمنه الشَرْطُ والقطعُ والكيُّ ومنه البَطُّ
191
1
|1290| والشَرْطُ منه عملٌ يُجري دَمَهْ ومنه ماتمصُه بمحجمه
2
|1291| يجري به الدمُ من السطوح في الجسم ذي البثور والقروح
3
|1292| وربما نحجُمُ دون الشرطِ فيما نُريد نَقْله من خِلْط
4
|1293| وتارةً فارغةً نُلْصِقُها ومرةً بقطنةٍ نَحْرِقُها
5
|1294| لكي نفُشَّ الريحَ من مكانِ ونُصْلحُ الأعضاءَ بالإسْخانِ
6
ثانياً) العمل بالقطع في اللحم:
7
|1295| وكلُ ما يُقطعُ كالمسامرِ وكالثآليل وكالشتائر
8
|1296| وكلُ ما يَعْفَنُ من اطرافِ ومثلُ بسبايجةِ الآناف
9
|1297| واصبعُ تزيدُ او تلتصق وجَفْنُ عينٍ حين لا يفترق
10
|1298| وعنبيَّةٌ اذا مابَرَزت وقُلْفةُ الاحليل مهما انغلقت
11
|1299| ولحم قَرْحةٍ اذا ما خَبُثَتْ وقرحةُ الرضِّ اذا ما عَفِنتْ
12
|1300| ونقطعُ الزائدَ في اللسان وللذي يقعُ في الآذان
13
|1301| ونقطع اللحمَ على الزجاج والنبلِ والنصولِ في الإخراج
14
|1302| ونقطع الاثداء في الرجالِ وما نرى في الساق من دَوالِ
15
وما يُعْفنَّ من النواصر
16
|1303| وكلَّ ما كان من البواسرِ
17
|1304| وما قد اسود من الشحومِ وما تعفَّن من لحوم
18
|1305| وكلّ ما طال من اللهاة وكلَّ ما زاد على اللثاتِ
19
|1306| ونقطع اللحمَ لعرقٍ مدني وكلَّ ما انسدّ لنا من اذنِ
192
1
|1307| وكلُّ ما قد زاد فوق النظر وأن نرى ظفيرةٌ في الظفر
2
|1308| وتوثةً وشَتْرةً وظُفْرةِ وَذكرَ الخُنْتى وفَتْقَ السُرّةِ
3
|1309| وما قد اسودَّ لنا من قُلْفةِ وكلَّ ما انسدّ من المقعدةِ
4
|1310| وكلَّ ما نقطَعُه لينفعا ومثلَه من خارج قد وقعا
5
|1311| فبالخياطة علاجُ ما انفرى وباندمال كل عضوٍ انبرى
6
ثالثاً) العمل بالكيّ في اللحم:
7
|1312| وكلُّ ما تكويه في الأبدان فهو لقطع الدم من شَرْيان
8
|1313| ومن عروقٍ بُترت كبارِ أعيا الطبيبَ دَمُهنَّ الجاري
9
|1314| وفي جسومٍ رَطْبةٍ تجفِيفا وفي لحومٍ رَخْوةٍ تكثيفا
10
|1315| وكي تُسخّن جُسوماً بَرَدت َ وتمنع البلاَّتِ مهما اطردت
11
رابعاً) البطّ، من عمل اليد في اللحم:
12
|1316| وكلُ ما نعمَلُه من بطّ فهو لِما نُخرجه من خِلطِ
13
|1317| كمِدّةٍ نُخرجُها من ورمِ وعَفَنٍ محتقنٍ من الدمِ
193
1
|1318| والماء في العينين أو في بَرْدَةِ والماءِ في الرأس ومثلِ عُقّدةِ
2
|1319| وكالحصى نخرجُها والسَلْعةِ ومثلُ شَرْيان وقطعِ غُدّةِ
3
|1320| وحَبَنٍ وقِيلَةٍ مائيهْ وقيلةٍ كمثلها لحميّهْ
4
"القسم الثالث، من العمل باليد، العمل في العظم"
5
أولا) في الجبر:
6
|1321| وكلُ ما نُحدثُهُ من صُنْعِ في العظم مثل الكسر أو كالخلع
7
|1322| وكلُ مانَطِبُّه من كسر فإنما علاجُه بالجبر
8
|1323| ردُّ الشظايا فيه حتى تنطبع ونشرُ ما ينخسها فتنتجع
9
|1324| وشدُها بصنعةٍ حِكَميَّهْ لا ضاغطٍ فيها ولا مَرْخيَّهْ
10
|1325| عصائبٌ يُبدا بها من الوَسَطْ ثم يُزاد الشدُّ حتى ترتبطْ
11
|1326| من فوقها رفائدٌ ملفوفهْ مِن فوقها جبائرٌ مصفوفهْ
12
|1327| ولطِّفنْ غِذاءَه في الأوّلِ وكثِفَنْهُ آخراً كي يمتلي
13
|1328| واحذرْ عليه اولاً من ورمِ سَخْنٍ لما يَنْصَبُّ فيه من دم
14
|1329| اردعه ما استطعت حتى تمنعهْ بكل باردٍ لكيما تدفعهْ
194
1
|1330| وامنعه من تحرُّكٍ أو يبرا ألزمهُ في طول السكونِ الصَبْرا
2
|1331| ان حرَّك الذي يقِلُّ صبرُه عظماً كسيراً لم يتمَّ جبرهُ
3
(ثانياً) علاج الخلع في العظم:
4
|1332| والخلعُ طبُّه بما نَمُدُّه حتى إلى موضعه نَرُدُّه
5
|1333| وبعد مانردّه نشدُّه نترُك ذاك زمناً نحدّه
6
|1334| نُلزِمُه من الدواءِ قابِضا نُطعمه من الطعام حامضا
7
|1335| حتى نراه سالماً من ورمِ ولا نخافُ الاجتماعَ من دم
8
|1336| أقلُ ما يبريه فيه شهر وربما يتمُّ ذاك عشر
9
|1337| وقد فرغت من جميع العمل والآن اقطع بقول مُكمَل
195
1
الأرجوزة المنسوبة
2
إلى الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا
3
في تدبير الصحة في الفصول الأربعة
4
الرقم المتسلسل:
5
|1| يقولُ راجي ربَّه ابنُ سينا ولم يزلْ بالله مُستعينا
6
|2| ياسائلي عن صِّحة الأجسادِ إسمعْ صحيحَ الطب بالإسناد
7
ت
8
|3| ان استقصات الوجودِ أربعهْ أودعَ فيها اللهُ سراً أبدعهْ
9
|4| عناصرٌ محكمةُ الفنونِ مخلوقةٌ من كافها والنون
10
|5| سبحانَه أبدعها بحكمته طبيعةٌ قائمة بقدرته
11
|6| أسكنَ فيها حِكمةَ التدبير كانت بكونِ الفلك المُنير
12
|7| حارٌ ورَطْبٌ يابسٌ وباردُ همُ البسيطاتُ وليس زايدُ
13
|8| وبعضُها مركبٌ من بعض قام بها ما في السما والأرضِ
14
|9| مما علا في العالم العُلويِّ أو كائنٌ في العالم السفليِّ
15
|10| النارُ والما والترابُ والهوا ينبِطُ منها الداءُ أيضاً والدوا
16
|11| إمتزجت مختلفاتُ الجنس في كل جِنّيٍ وكُلِّ أنسي
196
1
|12| منها تتمُ سائرُ الأجساد على صلاح كان أو فساد
2
|13| من صامتِ بين الورى وناطقِ وكلُ ما يُخلق من خلائق
3
|14| من معدنٍ أو من نباتٍ في الورى والحيوانُ ما خفي وما يُرى
4
|15| تلك هي الأركانُ في الحياة وكلُ داءٍ فهو منها يأتي
5
|16| والداءُ منها ضِدُّه دواهُ حُكم حكيمِ ما لنا سِواهُ
6
|17| فالحارُ بالبارد يستقيمُ والباردَ الحارُ له مقيم
7
|18| وداوِ باليابسِ رَطْبَ العِلل ويابساً بالرطب عند العمل
8
|19| وأصلُه المشروبُ والمأكول لكل داء منهما دليل
9
|20| والسنُ فاعلمه دليلٌ ثاني والثالثُ الاقليم والبلدان
10
|21| والرابعُ الفصل، دليلٌ واضحُ في صنعة الطِب وعدل ناصح
11
كلا ولا الصبيَّ مثلُ الكهل
12
|22| ما الشيخُ في مزاجه كالطفلِ
13
|23| والرومُ لا تُشبهها أرضُ اليمنْ ولا لبغدادَ مزاجٌ كعدنْ
14
|24| ولا ربيعُ الوقتِ كالخريفِ
15
ولا الشتا في الطبع كالمصيف
16
|25| ثم الفصولُ أربع في العامِ دائرةٌ فيه على الدوام
197
1
تدبير فصل الربيع:
2
|26| منها الربيعُ وهو ميزانُ العملْ إذا رأيت الشمسَ في برج الحَمَل
3
|27| حارٌ ورطْبٌ أعدلُ الزمانِ فيه يهيجُ الدمُ في الانسان
4
|28| أول نزولِ الشمس في بُرج الحَمَل اشرب الماء فاتراً على العجل
5
|29| وإن تضع فيه شرابَ الورد تأمن من الحُمّى ونفضَ البرد
6
|30| فافصدْ والاّ احْجِم على قَدْرالقُوى واعزم إذا شئت على شرب الدوا
7
|31| واشربْ على الريق من الما الفاترِ شيئاً يسيراً دائماً من باكر
8
|32| ولازم الحمّامَ فيه واستمعْ واحلِقْ جميع الرأس فيه تنتفع
9
|33|وقِلَّ فيه من جماعِ النسوةِ واستعملِ الدُّهن وشُربَ القهوةِ
10
|34| واجتنب الخَمر العتيق إنّهُ يولّدُ الصفرا وذاك فنُّهُ
11
|35| إياك أن تكثرَ أكل الحلوى فالدم سلطانٌ عظيمُ البَلْوى
12
|36| وكلَّ حارٍ رَطْبٍ تجنّبهْ والباردَ اليابسَ حقّاً فاقربه
13
|37| واستلطف الغذاءَ فيه بُكره فالجوعُ في هذا الزمان يُكْره
14
|38| واكثرْ لشمّ الورد فيه واغتنم لكلِ ريحٍ طيِّب فيه اشتمم
15
|39| والثورُ أقوى فيه من قُواه وآخِرُ الجوزاء منتهاه
198
1
تدبير فصل الصيف:
2
|40| وبعدها يأتيك فصلُ الصيفِ اليابسُ الحارُ الشديدُ الحَيْف
3
|41| فتنزل السرطانَ شمسٌ أوجَها والأسدُ الضاري حقيقاً بُرْجُها
4
|42|يُهيِّج الصفرا بلا محالهْ ويُضعف الشهْوَةَ باستحالهْ
5
|43| يقمعُها شربُك بزرَ الرِجلهْ مع النقوعِ والبزور جُملهْ
6
|44| ووجهَك اغسله بماءِ الورد واجعل غذاك مائلاً للبرد
7
|45| واختر من الاطعمةِ الحوامضِ وكلَّ شيءٍ باردٍ وقابضِ
8
|46| كالحبِّ رُمانَ وماءِ الحِصْرِم والتمرِ هنديّ النافعِ المكرم
9
|47| والخلِ والليمونِ والتفاحِ والزيرباج مَعْدِن الصلاح
10
|48| كذا السعوط مع عشاءٍ باكر دهن البنفسج الطري الفاتر
11
|49| وبعدما تأكل فاشرب جُرْعهْ من بارد الماء تنالَ نفعه
12
|50| ورشَّ في المجلس ماءَ البحر وامزجه في الرش بخلِّ خمر
13
|51| وشمَّ فيه صندلاً محكوكا أيضاً وكافوراً يكُنْ مفروكا
14
|52| ولا تكاثِر فيه للحمام بل برِّد الجسمَ بالاستحمام
15
|53| إياك ان تسهَر فوق قُدرتك ولا تفوِّته بسوءِ فِكرتك
199
1
|54| ودع عناء الكدَ فيه والتعبْ والانزعاجَ فيه أيضاً والنَصَبْ
2
|55| واحفظْ لما أُوصيك فيه وافعلهْ حتى ترى الشمسَ برج السنبلهْ
3
تدبير فصل الخريف:
4
|56| وإن تحلَّ الشمسُ في الميزانِ يبدو الخريفُ ظاهرَ العَيان
5
|57| يُحرِّك السودا لفرطِ يُبْسِه وبردِه من عكسه لنفسه
6
|58| يَشرب فيه المسهلَ القويا من لم يكن عن شربه غنيّا
7
|59| فاشربه في عامك فرد دفعهْ ولا تكن منك إليه رجعهْ
8
|60| وكُلُ ما عُفِّن عند الريف من الملوحات مع الحرِّيف
9
|61| فاتركه لا تأكُلُه بالجملهْ فإنه اصلٌ لكلِّ علّه
10
|62| وكلُ شيءٍ بات في الملح رديّ من لبنٍ أو سمكٍ مُقددِّ
11
|63| وخفف الحمَّامَ والجِماعا إنهما يُهيجا الأوجاعا
12
|64|واحذرْ تكونَ مُهملاً لقولي تندمْ على التفريط ياذا الحوْلِ
13
|65| وإن دخلتَ فادَّهن قبل العرق ونطِّل الجسم وإياك القلق
14
|66| واستعملِ اللحمَ السمينَ والسمكْ فما على جسمك فيهم من دَرَك
200
1
|67| وكُلْ من الاسماك ما تفلَّسا ولا تذُقْ منه الذي تملَّسا
2
|68| وإن أكلته بحسبِ الشهوهْ فاحذر عليه أن تذوق القهوهْ
3
|69| بل عسلَ النحل مع الجُلاَّبِ إن شئت أن تظفَرَ بالصواب
4
|70| فعسلُ النحل يُزيل ضُرَّه والثُوم، لكن أن يكون بُكره
5
|71|والزُبْدَ واليبراق كُلْ والإليهْ فليس في اكلهمُ أذيّهْ
6
|72| واعلم بأن سائرَ الأدهانِ نافعةٌ في مثل ذا الزمان
7
|73| واخضرَ البطيخ كُلْهُ والعِنَبْ ولا تكثّر فيه من أكلِ الرُطَبْ
8
|74| واجتنبِ الأصفَر فهو علّهْ لكل جسمٍِ كان فيه العِلّهْ
9
|75| ومصّك الليمونَ من بعد الرُطَبْ يُطفي لهيبَ حرِّه مع الكَرْب
10
|76| والمِشمشَ أمعن فيه إن اكلته وازدَدْهُ ينفعُك متى اكلته
11
|77| والعقربَ إن حلّت به وتنزله كذلك القوسُ تمامُ التكملهْ
12
تدبير فصل الشتاء:
13
|78| وإن تحلَّ الشمسُ في الجدي أتى الباردُ الرطْبُ المسمى بالشتا
14
|79| لكنه فصلٌ شديدُ الوَخْمِ وضُرُّه يوجب تجميدَ الدمِ
201
1
يهيجُ فيه البلغمُ الثقيلُ فيه النكاحُ ضُرّه قليل
2
|81| والماعزَ احذرْه ولحمَ البقرِ واللفت والفجلَ الردي والجَزَر
3
|82| واللبنَ الحامض والخلَ دعه والخسَّ والليمونَ فاتركه معه
4
|83|وكلَّ رطْبِ باردِ تجنّبه ولا تهوِّن فيه واحذر تقْرَبَه
5
كالارز والمصلوق والطباهج
6
|84| واختر من الأطعمةِ السوادجِ
7
|85| واستعملِ الحَلْوى وشربَ الخمر ممزوجة واللحمَ فوقَ الجمر
8
|86| واكثرْ من الكنّ وقِل الحركهْ واستعملِ الفاترا تلقى البركه
9
|87| ونم وطيّاً واسبلِ الغطاء تأمَنْ على اعضائك الهواء
10
|88| وضاجعِ النسوة في الفراشِ بالضمِّ والتقبيل والهراش
11
|89| واحذرْ نكاحَ حامل أو مُرضعةْ ولا عجوزَ ليس فيها منفعهْ
12
|90| وكل من جاوزت الخمسينا فالموتُ منها قد غدا مبنيا
13
تردُّ اعضاء الشبابِ الفانيهْ
14
|91| لكن بنتَ العَشْر والثمانيهْ
15
|92| خدودُها تُغني عن التفاح وثغرها يُغني عن الأقاح
202
1
|93| كذا لماها سكرٌ مع عنبر وتحت إبْطَيْها كمسكٍ أذفَرِ
2
|94| والدلُو والحوتُ تمامُ التكملهْ فابدأ بأفعالك مثل الأوله
3
القول في طبائع الأزمنة:
4
|95| وبعدها أنظرْ ترى الزمانا معتدلاً أيضاً كما قد كانا
5
|96| فاسمعْ لما أُوصيك فهو حكمهْ فوائدٌ مجموعةٌ في كلمهْ
6
|97| إياكَ ان تُسرف في النكاح فإن فيه قلةَ الصلاح
7
|98| وان دعتك شهوةُ الجِمَاع إياكَ أن تميلَ للأفاعي
8
|99| ولا تجامع يوم تُفصد تندم قليلُ من يفعلَها ويسلم
9
|10| واحذر على الجسم من الذماء فإنَّ فيه صِحّةَ القِواء
10
|101| واحذره في يومٍ شديدِ الحرِّ فإنه مجلبةٌ للضُرِّ
203
1
|102| ولا ترى شربَ دواءٍ فيهِ بل الغدا من باكرٍ يكفيهِ
2
|103| كُلْ من طعام اللّبن المبّكر والرزَ والسمن الكثير السكر
3
|104| والروسَ والتطماج والتُبّالهْ لا ضُرَّ في هذا ولا إبّالهْ
4
|105| وكلما اشتقتَ إلى الطعام فإنه انفعُ للأجسام
5
|106| ومكِّن الأكلَ اذا اشتقت وكُلْ فهكذا قال الحكيمُ يا رجل
6
|107| وقم عن المأكولِ قبل الشِبع واسمع لقولي يا أخي فتنفع
7
|108| فالنفسُ ما تهواه بالتقدير قليلُه يُغني عن الكثير
8
|109| واجعل مِعاك قسمةً مقسومةً على ثلاثٍ كلُها منظومهْ
9
|110|الثُلثُ للأكلِ وثلثُ الماء والثُلث الأخيرُ للهواء
10
|111| واعطِ لكلٍ ثلثا نصيبَهْ تُكفى بها الاسقام والمصيبهْ
11
"فوائد بعض الأغذية والأدوية''
12
|112| وكلُ ما كان من الحوامض من مسهلٍ أو مالحٍ أو قابضِ
13
|113| يَنْفعُ للصفرا بلا خلافِ وما عدا هذا فبالخلاف
204
1
|114| ومن يجد برأسه صُداعا وضرباناً زايداً لذّاعا
2
|115| فالْطِخْ لهُ الجبهةَ بالحيِّ عَلَم والصَنْدِل المحكوكِ يذهبُ الألم
3
|116| ثم اسْقِهِ الإجّاص والقراصيا إن كنت من حق له مداويا
4
|117| فإن يكن ذاك من الهواء لا بد من شيءٍ من الحِماء
5
|118| بخّره بالقُسط ودثِّر جسده ولا (تبرّده) يزل ما يجده
6
|119| ومن أتى يشكو الهوا بصدره حسو الشعير أعطه بقدره
7
|120| واجعل غذاه حفنة من رُزّ مَصْلوقةً قد خُتِّرت باللّوز
8
|121| وإن تجد في الحلقِ من ذاك أثر إفصده يبرا ليس في ذاك ضرر
9
|122| وأعْطِه مثقالَ من كثيرهْ مع النشا واللّوزِ والخَميرهْ
10
|123| ومن به سوءُ مِزاجٍ في الكبد ألْعِقْهُ قِرصَ الورد ليلاً واجتهد
11
|124| إن لم يكنْ أو بالزبيب الأسودِ مع ورق الورد الطريّ الأجودِ
12
|125| وصاحبُ الطحال لا تنساه فالخلُ والتينُ له شِفاه
13
|126| ومن يكُن بحقنةٍ قد انكتمْ وخِفتَ أن يهوى بها إلى العدم
205
1
|127| خذ مُسهلَ السفرجلِ الجليلِ فالنفعُ فيه ليس بالقليل
2
|128| واجعلْ مُلوخيا له مُزوّرهْ بدهنِ لوزٍ طيِّبٍ مُختّرهْ
3
|129| ومن يكُنْ إسهالُه قد أسرفا وخفتَ من إسهاله أن يَتْلفا
4
|130| فليفتدي بتردةِ السُمّاقِ ويترُكِ الدهنَ مع الأمراق
5
|131| وإن تجد مغصاً يكن في الجوف وخفت منه وهو معنى الخوف
6
|132| فأسقه الكمّونَ ثم المصطكى والشمرَ الأخضرَ يذهبْ ما شكى
7
|133| ومن به عصرٌ من الزحير داء عظيم ليس باليسير
8
|134| فأعطه الخَطْميّ وزرَّ الوردِ ودُهنَ وردٍ أو شراب الورد
9
|135| والعودَ والصندلَ والسفرجلِ فيه الشفا لدائه معجِّل
10
|136| برَدهُ بعد الغَلْي في قنينهْ واسقيه يَلْقى راحةً مُبينهْ
11
|137| وصاحبُ الحمّى ونفضَ البرد خُذْ ما أقولُ وصِفْ له من بعدي
12
|138| لاطِفْهْ بالمسهلِ والنقوعِ والقيء والراحةِ والهُجوع
13
|139| وأيّ شيْيءٍ رْمْت فاسأل لا تخفْ تلقى حكيماً عالماً بما يَصِفْ
14
|140| يُظهرُ أسراراً غَدَتْ مكْنونهْ محفوظةً في صدرْه مَصُونه
206
1
|141| واعْلَم بأن الطِب ان ترى المرضْ والبيِّنَ الحادثَ فيه والعَرَض
2
|142| وما الذي ينفعُ تلك العِلّهْ من غير إكثارٍ وغيرِ قِلّهْ
3
|143| فهكذا علمني العليمُ وقال إحفظْ ما حكى الحكيم
4
|144| من علمِ بُقراطَ وبطليموسَ وفضلِ دانيالَ وجالينوسَ
5
|145| واللهُ يَهْدي منْ به هَدانا ويُعطِه من خوفِه أمانا
6
|146| ثم الصلاةُ بعد حَمْدِ القادر على النبيِّ الهاشميِّ الطاهر
7
|147| ثم على أصحابه والأهلِ ماغرّدتْ قُمريّةٌ في أثُلِ
8
عدةُ أبيات لها سبعون واربعون بعدها عشرون
9
وواحدٌ فهو تمامُ الفرد والحمدُ لله الكريمِ الصَمَدِ
10
ثم الصلاة دائمَ الأيام على النبي المصطفى التهامي
11
ثم الصلاة والسلام للأبد من غير حصر لهما ولا عدد
12
على محمدٍ وصحبه ذوي الرتبهْ وتابعيهم دائماً بمنّهْ
13
وهذه زيادةُ الفقيري محمد بن الحلبي البصيري
14
يرجو من المولى الكريم المغفرهْ ثم النجاةَ من عذاب الآخرهْ