4-1
0
|393ra1|[الكتاب الرابع]
1
|393ra4|الفن الاول
2
ابتداء الكتاب الرابع من القانون <لابن سينا> [فى الامراض التى
3
لاتختص لعضو بعينه والزينة وهو سبعة فنون]
4
|393ra5|[المقالة الأولى] الكلام فى الحميات
5
حد الحمى: الحمى حرارة غريبة تشتعل فى القلب وتنبث منه بتوسط الروح
6
والدم فى الشرائين والعروق فى جميع البدن، فتشتعل فيه اشتعالا يضر بالا فعال
7
الطبيعية لا كحرارة الغضب والتعب اذا لم يبلغ ان يتشبث ويووف الفعل ومن
8
الناس من قسم الحمى الى قسمين اوليين الى حمى مرض والى حمى عرض.
9
وجعلوا حميات الاورام من جنس حمى العرض؛ ومعنى قولهم هذا ان الحمى المرضية
10
ما ليس بينه وبين السبب الذى ليس بمرض واسطة كحمى العفونة، فان العفونة سببها
11
بلا واسطة وليست العفونة فى نفسها مرضا، بل هى سبب مرض.
12
واما حمى الورم فانها عارضة للورم تكون مع كون الورم تابعة له. فالورم مرض
13
فى نفسه. ولمناقش ان يقول انه لما كانت حمى الورم تتبع حرارته وتلزم [من]
14
وجعه فيشبه ان تكون حمى عرض. وحينئذ يجب ان يكون كثير من حميات اليوم
15
حميات عرض. وان كانت تتبع العفونة التى فى الورم فالورم ليس سبب لها اولى
16
من حيث هو ورم، بل من حيث العفونة التى فيه، فسببها الذى بالذات هو العفونة،
17
والورم ليس بسبب لها الا بالعرض.
18
وان يقول ان لم تعن بحمى عرض هذا؛ بل عنيت انه تابع وجودها لوجود
19
الورم، فكذلك حال حميات العفونة بالقياس الى العفونة؛ لكن الاشتغال بامثال هذه
20
المناقشات ممالا يجدى فى علم الطب شئيًا، ويجعل الطبيب متخطيا من صناعته الى
21
مباحث أخر ربما شغلته عن صناعته فلنجر على ما اعتيد من ذلك.
22
فنقول: لتكن حميات الاورام والسدد حميات العرض. ولنقل انه لما كان
23
جميع ما فى بدن الانسان ثلثة اجناس: اعضاء حاوية لما فيه من الرطوبات، و
4-2
1
الارواح قياسها قياس حيطان الحمامات؛ ورطوبات محوية فقيا سها قياس مياه الحمامات؛
2
وارواح نفسانية وحيوانية وطبيعية، وابخرة مبثوثة وقياسها قياس هواء الحمام.
3
فالمشتعل بالحرارة الغريبة اشتعالا اوليًا وهو الذى اذا طفى هو برد ما يجاوره،
4
فان برد ما يجاوره لم يجب ان يطفى هو، بل يمكن ان يبقى وان يعود فيسخن ما يجاوره.
5
يكون احد هذه الا جسام الثلثة الذى لا يوجد فى الانسان جنس جسمانى خارج عنها.
6
فان تشبث الحمى بالا عضاء الاصلية التشبث الاول كما يتشبث الحريق مثلا
7
بحيطان الحمام او بزق الحداد او بقدر الطباخ فذلك جنس من الحمبات يسمى حمى
8
الدق. وان تشبث الحمى تشبثها الاولى بالا خلاط ثم فشت منها فى الاعضاء كما
9
يتفق ان ينصب الماء الحار فى الحمامات فتحمى جد رانه بسببه، او مرقة حارة فى القدر
10
فتحمى القدر بسببها فذلك جنس من الحميات يسمى حمى خلط.
11
وان تشبث الحمى تشبثها الاولى بالارواح والابخرة، ثم فشت منها فى الاعضاء
12
والاخلاط، كما يتفق ان يصير الى الحمام هواء حار، او يوقد فيه فيسخن هوائه،
13
فيتادى الى الماء والى الحبطان، فذلك جنس من الحميات سمى حمى يوم؛ لانه متشبث
14
بشئى لطيف يتحلل بسرعة، وقلما تجاوزت يوما بليلته ان لم تستحل الى جنس اخر
15
من الحميات. فهذه قسمة الحميات بالوجه القريب من القسمة الواقعة بالفضول.
16
وقد تقسم الحميات من جهات أخر فيقال من الحميات حميات حادة، ومنها
17
غير حادة، ومنها مزمنة، ومنها غير مزمنة، ومنها ليلية، ومنها نهارية، ومنها سليمة
18
مستقيمة، ومنها ذات اعراض منكرة، ومنها مفترة، ومنها لازمة؛ ومن اللازمة
19
ما لها اشتدادات وسورات؛ ومنها متشابهة، ومنها حارة، ومنها باردة ذات نافض
20
اوقشعريرة، ومنها بسيطة، ومنها مركبة.
21
فى المستعدين للحميات: قالوا ان اشد الابدان استعدادًا للحميات هى الابدان
22
الحارة الرطبة، وخصوصا اذا كانت الرطوبة اقوى من الحرارة. وهؤلاء يكونون
23
منتنى العرق والبول والبراز. والا بدان الحارة اليابسة ايضا مستعدة للحميات الحادة
24
تبتدئى يومية ثم تسرع الى العفن والا حتراق؛ وربما اوقعت فى الدق، ويتلوهما
25
التى تتساوى فيها الرطوبة واليبوسة وتستولى الحراة. وهذه من جنس ما يبتدى
26
فيها حمى البخار [الحار] ثم تنتقل الى حمى خلط، ثم التى يتساوى فيها الحر والبرد،
27
وتكثر الرطوبة. وقد تعرض له حميات العفونة فى اكثر الا مرابتداء. والابدان
28
الباردة الرطبة والباردة اليابسة ابعد الا بدان من الحمبات وخصوصا اليومية.
4-3
1
فى اوقات الحميات: ان للحميات اوقاتا كما لسائر الامرض [من] ابتداء،
2
وصعود، ووقوف عند المنتهى، وانحطاط. وقد تكون هذه الاوقات كلية. وقد
3
تكون جزئية بحسب نوبة نوبة. والمخاطرة من الابتدء الى الانتهاء. فاما عند الانحطاط
4
فلا يهلك عليل من نفس الحمى؛ الا لما نذكره من السبب.
5
والابتداء هو وقت اختناق الحرارة الغريزية عن المادة الغائرة فى ''العضو
6
الى وقت ما لا يكون ظهر للنضج او خلافه المضاد للنضج اثر. والابتداء موجود
7
فى كل مرض؛ ولكن ربما خفى خفاؤه فى سونوخس والصرع والسكتة. واذا كان
8
الابتداء خفيا قليل الاعراض ظن انه لا ابتداء فيه. وكذلك ربما رأى فى اليوم الاول
9
من الحميات الحادةغمامة او علامة نضج فيظن انه لم يكن لها ابتداء، وليس كذلك.
10
والتزيد هو وقت ما يتحرك فيه الحرارة الغريزية لمقاومة حركة ظاهرة فتظهر
11
علامة النضج او علامات المضاد للنضج.
12
والانتهاء هو الوقت الذى يشتد القتال فيه بين المادة والطبيعة، ويظهر حال
13
استعلاء احد هما على الأخر وهو وقت الملحمة. ومدته فى ذات النوائب الحادة
14
فوبة واحدة ولا تعرف الابالتى تليها، او نوبتان، وتعرف بالثالثة منهما، لا يزيد عليهما
15
فى الاكثر الافى الامراض المزمنة، فربما تشابهت نوائب كثيرة فى جميع احكامها.
16
وهناك عند المنتهى تتم أثار النضج وضده.
17
والانحطاط هو وقت ما تكون الحرارة الغريزية قد استولت على المادة فقهرتها
18
فهى فى تفريق شملها شئيا بعد شئى، وحينئذ تخف حرارة الباطن وتنتفض الى الاطراف
19
حتى تتحلل. وكثيرا ما يغلط.
20
والمنتهى يختلف فى الامراض. فالامراض الحادة جدًا ابعد منتهاها الى
21
اربعة ايام، وحميات اليوم من هذه الجملة الا انها لا تعد حادة؛ لانه لا يكفى فى حدة
22
المرض ان يكون منتهاه قريبا، بل يكون من الامراض ذات الخطر، وتلوها الامراض
23
الحادة مطلقا لاجدا، وهى التى منتهاها الى سبعة ايام مثل المحرقة والغب واللازمة.
24
ومنها ماهى اقل حدة من ذلك، وهى التى منتهاها الى اربعة عشر يومًا، وما بعد ذلك
25
فهى حادة المزمنات الى الحادى والعشرين، ثم المزمنات الى الاربعين وستين وما
26
فوق ذلك. ومعرفة الامراض الحادة فى مراتبها والمزمنة نافعة فى تدبير غذاء المرضى
27
على ما سنذكره. وكثير من الحميات يستوفى الابتداء والتزيد والمنتهى فى نوبة
4-4
1
واحدة، وتنوب الأخرى منحطة. والحميات ايضا تختلف فى هذه الازمنة، فمنها
2
ما يطول تزيدها، ومنهاما يطول انحطاطها.
3
|393va57|فى تعريف أوقات المرض وخصوصا المنتهى
4
تتعرف اوقات المرض الكلية مرة من نوع المرض، فان التشنج اليابس
5
والصرع والسكتة والخناق من الحادة جدا، والغب الخالصة والمحرقة [حادة]
6
لاجدا، والربع والفالج من المزمنة؛ ومرة من حركة المرض؛ فانه ان كانت النوائب
7
قصيرة دلت على ان المنتهى قريب كالغب الخالصة، فان زمان نوابئها من ثلث ساعات
8
الى اربع عشر ساعة. وان كانت طويلة دلت على ان المادة غليظة فالمنتهى بعيد كالغب
9
غير الخالصة.
10
وان لم تكن هناك نوائب، بل كانت مادتها حارة كسونوخس فالمرض حاد.
11
وان كانت مادتها غليظة باردة او الى غلظ فالمرض غيرحاد. و[مرة] من السحنة
12
فانها ان انخرطت بسرعة وضمر الوجه والشراسيف فالمرض حاد، وان بقيت
13
بحالها فالمرض ليس بذلك الحاد. و[مرة] من القوة هل يسرع اليها الضعف فيكون
14
المرض حادا، او لم يظهر ذلك فيكون المرض غير حاد. ومرة من السن والفصل،
15
فان السن الحار والفصلين الحارين يسرع فيها منتهى الامراض، وفى الاسنان الباردة
16
والفصلين الباردين يبطئى منتهى الامراض. وكذلك حال البلدان. ومن النبض فانه
17
اذا كان سريعا متواترا عظيما فالمرض حاد، وإلا فهو غير حاد. ومن النافض فانه
18
ان كان طويل المدة فالمرض الى ازمان، وان كان قصير المدة فالمرض الى حدة؛
19
وان لم يكن نافضا البتة فهو اقصر جنسه.
20
وقد يتعرف اوقات المرض من جهة اوقات النوائب، فانها ان كانت مستمرة
21
على التقدم متفاضلة 'ما به'' يتقدم تفاضلا اخذًا إلى الازدياد فالمرض فى التزيد، لأن
22
من الامراض ما يجرى <امرها> الى اخر اوقاتها على التزيد. وقد يكون من جنس
23
الغب، ومن جنس المواظبة. وان كانت قد وقفت بعد التقدم، ووقفت الفضول
24
فيوشك ان يكون المرض فى المنتهى، والحافظة لساعة واحدة طويلة المدة، وان
25
تاخرت فالمرض فى الانحطاط.
26
وكذلك يتعرف حال الاوقات من تزايد اعراض الحمى وقوتها ونقصانها،
27
ومن تزيد نوابئها فى طولها وقصرها. وربما تخالفت ولم تتشابه.
4-5
1
وقد يتعرف من حال الاستفراغات، فانه اذا عرض فى نوبة ما عرق او اسهال،
2
وكانت النوبة التى بعد ها فى مثل شدة الاولى، او فوقها فالاستفراغ للكثرة لا
3
للقوة. والمرض يوذن بطول.
4
وقد يتعرف من جهة النضج وضد النضج على ما ذكرناه مثلا اذا ظهر
5
نفث مع نضج ما، او يبول فيه غمامة ما فهو اول التزيد، ثم اذا كثر ذلك وظهر <نضج>
6
او ضده فهو علامة المنتهى. وايضا اذا ظهر النضج او خلافه سريعا من نفث، او
7
غمامة فاعلم ان المنتهى قريب، وان تأخر فاعلم ان المنتهى بعيد.
8
واما تعرف الاوقات الجزئية فان وقت ابتداء النوية هو الذى ينضغط فيه النبض،
9
وقد علمت معناه، ويكمد لون الاطراف ويبرد الاطراف خاصة طرف الاذن و
10
الانف الى الوقت الذى يحس فيه بانتشار الحرارة. وربما صحب الابتداء تغير لون،
11
وكسل وغم، وابطاء حركات، وسبات، واسترخاء جفن، وثقل كلام، وقشعريرة
12
بين الكتفين والصلب. وربما عرض فيه نافض قوى. وربما عرض سيلان الريق،
13
واختلاج الصدغين، وطنين الاذنين، وعطاس، وتمدد اعضاء البدن، واشدما تضعف
14
القوة [تضعف] فى الابتداء وفى الانتهاء.
15
ووقت التزيد نصفه الاول هو الوقت الذى يأخذ النبض فى الظهور والعظم
16
والسرعة، وتنتشر الحرارة فى جميع البدن على الاستواء، ونصفه الاخير هو الوقت
17
الذى لا تزال هذه الحرارة المنتشرة بالا ستواء تتزيد.
18
ووقت الانتهاء هو الوقت الذى تبفى فيه الحرارة والاعراض بحالها، ويكون
19
النبض اعظم ما يكون واشد سرعة وتواترًا
20
ووقت الانحطاط هو الوقت الذى يبتدئى فيه النقصان ويأخذ النبض يعتدل
21
ويستوى، ثم الذى ياخذ فيه البدن يعرق ويودى الى الاقلاع. وكثيرا ما يعرض
22
عند الموت حالة كالا نحطاط، وكان المريض قد اقبل. ويجب ان لا يشتغل بذلك
23
بل تتعرف حال النبض، وهل هو عظيم وقوى. وان رأيت ان نضرب لك مثلا
24
من الغب فتأمل ان الغب فى اكثر الاحوال يبتدى فيه قشعريرة ثم بردو نافض، ثم يسكن
25
النافض ويقل البرد، وياخذ فى التسخن، ثم يستوى التسخن، ثم يتزيد، ثم يقف،
26
ثم ياخذ يتناقص الى ان يقلع. واعلم ان المرض تطول مدته إما لكثرة المادة، واما
27
لغلظها، وإما لبردها. وقد يعين عليه الزمان والبلد والسن الباردات فضعف الحرارة
28
الغريزية واستحصاف الجلد.
4-6
1
|398rb1|<المقالة الثانية فى حمى يوم>
2
كلام كلى فى حميات يوم
3
ان اسباب كل اصناف حمى يوم هى الاسباب البادية المسخنة بالذات او
4
المسخنة بالعرض من جملة الملاقيات، والمتناولات، والانفعالات البدنية والنفسانية؛
5
ومن الاوجاع والاورام الظاهرة. فقد يكون منها من السدد ما ليس سببه بباد ولا يبلغ
6
اسبابها باشتدادها الى ان تجاوز ما يشعل الروح؛ فانها ان جاوزت ذلك اوقعت فى
7
الدق، او فى ضرب من حميات الاخلاط نذكره؛ فان الاسباب البادية قد تحرك
8
كثيرا المتقادمة، فان حركتها الى العفونة كانت حميات عفونة.
9
ومن الناس من زعم ان حمى يوم لا تكون الا من تعب البدن والروح وذلك
10
غلط. وهذه الحميات فى الاكثر تزول فى يوم واحد. وقلما تجاوز ثلثة ايام. فان
11
جاوزت ذلك القدر حدس من امرها انها انتقلت. ومعنى الانتقال ان تشبث الحرارة
12
جاوز الروح الى عضو او خلط. على ان من الناس من ذكر انها ربما بقيت ستة ايام،
13
وانقضت انقضاء تاما لا يكون مثله لو كان قد انتقل الى جنس أخر. وهذه الحمى
14
سهلة العلاج صعبة المعرفة؛ وكذلك ابتداء الدق.
15
واسرع الناس وقوعا فى حميات اليوم واشدهم تضررًا بها ان غلط عليه
16
فيها من كان الحار اليابس اغلب عليه فيتأدى بسرعة الى الدق والغب، ثم الذى الحار
17
الرطب اغلب عليه فيتأدى بسرعة الى حمى العفونة، ثم الذى الحار فيه اكثر، ثم الذى
18
اليابس فيه اكثر. ومن كان حار المزاج يابسه فانه اذا عرض له جوع، وقارنه سهر،
19
وتعب نفسانى او تعب بدنى اسرعت اليه حمى يوم مع قشعريرة ما فان لم يتدارك
20
ويطعم فى الحال اسرعت اليه حمى الدق.
21
العلامات: العلامات الخاصية بحميات اليوم المميزة لها عن الحميات
22
الآخر. فمن خواصها انها لا تكون عن الاسباب المتقادمة ولا تبتدئى بتضاغط. وهو
23
انها لا تبتدئى فى اكثر الامر بنافض وبرد اطراف، وغوور حرارة، وميل الى الكسل
24
والنوم، وغوور نبض واختلافه وصغره، بل ربما عرض فى ابتدائها شبيه بالبرد،
25
او قشعيريرة ونخس سببه بخار كيموس ردى ويزول [بسرعة] وقد يعرض فى الندرة
26
نافض لكثرة الابخرة الموذية للعضل بنخسها كثرة مفرطة. ويكون اشتعاله غير
27
لاذع مقشف بل طيبًا كحرارة بدن المتعب والسكران.
4-7
1
واذا كان البول فى اليوم الاول نضيجا والنبض حسنًا فاحكم انها حمى يوم،
2
وذلك ان البول لا يتغير فيها من حيث هى حمى يوم ويكون ثقله نضيجا غير مائل
3
الى لون خلط وربما كانت غمامة متعلقة. وربما كانت طا فيه حسى اللون. واذا
4
اتفق ان لا يعتدل لونه فان قوامه يكون معتدلا. وانما يتغير لونه لما يقارنه من سبب
5
تغير البول وان لم تكن هناك حمى مما سنذكره فى التعبية ونحوها.
6
والنبض يكون الى تواتروقوة وعظم؛ الا فيما يكون عن الانفعالات المضعفة،
7
والا ان يكون فى فم المعدة خلط يلذع، او برد او سبب اخرمما يصغر النبض غير
8
الحمى. وقلما يختلف فان اختلف كان له نظام وان خالف ذلك فلسبب اخر تقدم
9
الحمى، او قارنها مثل التعب الشديد، اولذع شديد فى الاحشاء ونحو ذلك.
10
وقد يعرض ان يصلب لبرد شديد مكثف مبرد، او حرارة شمس شديدة
11
مجففة، او لتعب شديد مجفف، اوجوع، او سهر، اوغم اواستفراغ. وقد يسرع
12
فيه الانبساط ويبطى الانقباض. ولا يسرع اكثر من الطبيعى الا فى الندرة، وسرعة
13
قليلة لان الحاجة الى الترويح فيه اشد من الحاجة الى اخراج البخار الفاسد، فان البخار
14
فيها ليس فاسدًا بقياسه الى المعتدل، بل سخينًا بقيا سه اليه. فاذا اشكل عليك النبض
15
وانقباضه فتعرف من التنفس. والنبض يعود بعد اقلاعها الى العادة الطبيعية له فى
16
فى ذلك البدن، وهذه علامة جيدة.
17
واعلم بالجملة انه كلما كان البول والنبض جيدان دل على ان الحمى يومية. واذا لم
18
يكن لم يجب أن لا تكون يومية، فانه كثيرا ما يكون فيها البول منصبغا، والنبض
19
مختلفا وضعيفا وصغيرا ومما يدل على انها حمى يوم أن يكون ابتداؤها هينًا لينًا،
20
ويكون تزيد ها لا يزيد على ساعتين ولا تصحب منتها ها اعراض شديدة، وحمى
21
العفونة بالضد. [وأن] لا تعرض فيها الاعراض الصعبة ولا سورة حرارة شديدة،
22
وتقل معها الاوجاع. وان كان معها صداع او وجع لم يكن ثابتا لازما بعد اقلاعها،
23
وهذا يدل على انها يومية. واكثر اقلاعها يكون بعرق ونداوة تشبه العرق الطبيعى
24
ليس الخلطى، وليس بشديد الافراط ايضا فى الكمية. بل قريب من العرق الطبيعى
25
فى قدره كما هو قريب منه فى كيفيته. فان رأيت عرقا كثيرا فالحمى غير يوميه.
26
ومما تجرب به حمى يوم ان يدخل صاحبها الحمام. فاذا احدث فيه المكث
27
كالقشعريرة غير المعتاد علم ان الحمى حمى عفونة، واخرج صاحبها من الحمام
28
فى الحال فان لم يتغير من حاله شئى فهى حمى يوم.
4-8
1
|393ra6|فى انتقال حمى يوم
2
حمى يوم اذا كانت تقتضى ان يغذى صاحبها فأخطأ الطبيب عليه فلم يغذه
3
انتقلت فى الابدان المرارية الى الدق او المحرقة، وفى الابدان اللحمية الى سونوخس
4
التى بغير عفونة. وربما انتقلت الى التى بالعفونة وكذلك اذا كانت تحتاج الى معونة
5
فى تفتيح المسام وتخلخل الجسم فلم تفعل اشتعلت فى الاخلاط المحتبسة فى البدن
6
اشتعال ما يسخن بقوة وما يعفن.
7
فى علامات انتقال حمى يوم الى حميات أخر: دليل ذلك ان تنحط من غير
8
عرق او نداوة، او مع العرق من غير نقاء بالعرق، ويكون الانحطاط متطاولا متعسرا،
9
ومن غيرنقاء النبض بل يبقى فى النبض شئى، ويبقى الصداع ان كان. وهذا كله
10
يدل على انتقالها الى حمى عفونة الخلط او الدق.
11
وان كانت الاسباب شديدة او طال لبثها انتقلت الى الدقية. فان انتقلت
12
الى الدق رأيت مجس الشريان حارًا جدًا ورأيت الحمى متشابهة فى الاعضاء كلها
13
تزداد على الامتلاء وعند اخذ الطعام جدًا، ورأيت النبض حافظ الاستواء مع صلابة
14
وصغر، ورأيت سائر ما نقوله من علامات الدق.
15
واذا انتقلت الى جنس من حميات الدم وتسمى سونوخس غير عفنة رأيت
16
الا متلاء، وتزايد الحرارة، وانتفاخ الوجه. واذا انتقلت الى حميات العفونة ظهر
17
الاقشعرار، واختلف النبض وصغر، وظهر التضاغط، وكانت الحرارة لاذعة يابسة،
18
واشتدت الاعراض. واما البول فربما بقى فيه النضج من القديم وفى الاكثر لا يظهر نضج.
19
فى معالجات حمى يوم بضرب كلى: جميع اصحاب الحميات اليومية يجب
20
ان يورد على ابدانهم ما يغذوا غذاء حسنًا مع سرعة الهضم، لان المحموم عليل والعليل
21
ماؤوف، لكن بعضهم يرخص له فى الترفة فيه كالتعبى والغمى والجوعى. والذين
22
فى ابدانهم مرار كثيرة، ومن يشتكى قشعريرة فى الابتداء يلقم طعاما مغموسا فى ماء،
23
او فى شراب ليكون انفذ، وهؤلاء يغذون وفى ابتداء الحمى وبعضهم يمنع الترفه
24
فيه، ويشار عليه بالتلطيف مثل السددى والا ستحصا فى و الورمى. والاولى ان يؤخر
25
التغذية الى الانحطاط خلا من استثنيناه.
26
والماء البارد: يجب ان لا يمنع فى اول الأمر؛ لان القوة قوية ولايخاف
27
ضعفها، وهو افضل علاج فى التبريد؛ لكن ان كان هناك ضعف فى الاحشاء،
4-9
1
وكانت الحمى قدا متدت، او كانت سدية فالأولى ان لا يكثر منه. والحمام تكثر
2
المشورة به عليهم عند انقضاء نوبهم فى حميات اليوم لاعراض: منها الترطيب، و
3
منها التعريق وخلخلة المسام، ومنها التبريد فى ثانى الحال، ويمنع حيث يخاف
4
وقوع العفونة.
5
وانما ينيغى ان يجتنب الحمام صاحب السدد منها لانه ربما ثور الحمام
6
مرضا عفنيًا؛ وكذلك التخمى الا فى أخر الامر عند اتساع المسام وانحدار التخمة،
7
فهناك ايضا يجب أن يحمم، وصاحب الزكام لا يحمم؛ الا ان يكون احتراقيا.
8
وجميع اصحاب حميات اليوم يجب ان لا يطيلوا اللبث فى هواء الحمام، بل فى مائه
9
ما احبوا؛ الا صاحب الاستحصاف والتكاثف فله ان يطيل اللبث فى هواء الحمام
10
حتى يعرق.
11
واما التمريخ فاذا كان صبًا وطلاء فقط سدد المسام. وأخر كل حمى يوم
12
كائنة عن سدة ظاهرة او باطنة. فان استعمل صاحبها الدلك فتحها. ثم ان صادف
13
رطوبة كثيرة حللها، وان صادف رطوبة قليلة جفف البدن. واما الاستفراغ فلا يحتاج
14
اليه منهم الا صاحب السدة والا متلائى، وصاحب التخمة، ومن به حمى يوم استحافية
15
وبدنه ممتلىء.
16
فى اصناف حمى يوم: حميات يوم منها ما ينسب الى احوال نفسانية، ومنها
17
ما ينسب الى احوال بدنية، ومنها ما ينسب الى امور تطراء من خارج بالمنسوبة الى
18
الاحوال النفسانية. منها الغمية والهمية والفكرية والغضبية والسهرية والنومية والفزعية
19
والفرحية.
20
والمنسوبة الى الاحوال البدنية منها ما ينسب الى امور هى افعال وحركات
21
[واضدادها] ومنها ما ينسب الى غير افعال وحر كات واضدادها. والمنسوبة
22
الى امور هى حركات واضدادها هى التعبية والراحية والاستفراغية، ومنها حمى
23
يوم وجعية وحمى يوم غشيية، ومنها الجوعية، ومنها العطشية.
24
والمنسوبة الى غير الافعال منها السددية، ومنها التخمية، ومنها الورمية،
25
ومنها القشفية. واما المنسوبة الى امور تطرأ من خارج فمثل الاحتراقية من احراق
26
الشمس، ومثل البردية والاستحصافية الاغتسالية. فلنذكر واحدة واحدة منها بعلاجها.
27
فى حمى يوم الحادتة عن الغم
28
قد تعرض من حركة الروح الى داخل واحتقانه فيه لفرط الغم حمى روحية.
4-10
1
العلامات: نارية البول وحدته حتى ان صاحبها يحس بحدته بسبب غلبة اليبس،
2
ويكون حركة العين الى غموض، وتكون العين غائرة للتحلل مع سكون الفتور،
3
ويكون الوجه الى الصفرة لغوور الحرارة، والنيض الى صفر وضعف، وربما مال
4
الى صلابة.
5
العلاج: يجب ان يكثر <صاحبها> الدخول الى الابزن، ويجعل اكثر قصده
6
الاستحمام بماء الحمام دون هوائه، ويكشر التمريخ بعد ذلك، فان الدهن انفع له من
7
الحمام، ويشتغل بالمفرحات والعطر البارد، وليوضع على صدره اطلية مبردة من
8
اللعابات والعصارات، والمياه الطيبة، وليسقوا شرابا كثير المزاج، فانه نعم الدواء
9
لهم.
10
فى حمى يوم الحادثة عن الهم
11
قد تعرض من كثرة الاهتمام لشىء مطلوب حركة عنيفة للروح مسخنة موقعة
12
فى حمى.
13
العلامات: تشبه علامة الغمية، الا ان حركة العين مع غوورها للتحلل يكون
14
نحوالخارج، ولا يكون النبض حاملا منخفضًا، بل يكون فيه مع ضعف ان كان به
15
شهوق ما، وعلاجها نحو علاج الغمية.
16
فى حمى يوم الحادثة عن الفكر
17
قد تعرض من كثرة الفكر فى الامور حمى تشبه الغمية، إلا أن حركة العين
18
تكون معتد لة لا الى غموض ولا الى خروج، وتكون مائلة الى الغوور، ويكون
19
النبض مختلفا فى الشهوق والخفوض. واكثر ما يكون [يكون] معتدلا، ويكون
20
الوجه الى الصفرة. وعلاجها علاج الهمية.
21
فى حمى يوم الحادثة عن غضب
22
قد تحدث لفرط حركة الروح الى خارج فى حال الغضب سخونة مفرطة
23
تتشبث بالروح حمى.
24
العلامة: احمرارالوجه الا ان يخالطه فزع فيصفر، وانتفاخ الوجه شبيه بما
25
ينتفخ فى الأرقية، وتكون العينان محمرتين جاحظتين لشدة حركة الروح الى خارج.
4-11
1
وربما عرض لبعضهم رعدة لحركة خلط او لضعف طباع، ويكون الماء احمر حادا
2
يحس بحدته، وله ادنى بصيص، ويكون النبض ضخما ممتليا شاهقا متواترا.
3
العلاج: تسكنهم وتشغلهم بالمفرحات والحكايات، والسماع الطيب و
4
اللعب، وادخالهم الحمام فى ماء فاتر غير كثيرا لحر[و تمريخهم تمريخا كثيرا بدهن
5
كثيرا فذلك اوفق لهم من الماء الحار. وتغذيتهم بما يبرد ويرطب وتمنعهم الشراب
6
اصلا فانه لا سيل لهم اليه.
7
فى حمى يوم الحادثة عن السهر
8
قد تعرض ايضا من السهر حمى يوم.
9
وتهيج الاجفان لفساد الغذاء، ولكثرة البخار، وكدورة البول لعدم الهضم، وضعف
10
النبض، وصفرة الوجه لسوء الهضم، وانتفاخه للتهيج من سوء الهضم، لكنه ليس مع
11
حمرة كما للغضبية.
12
العلاج علاجها التوديع والتسكين والتنويم، وتنطيل الراس بما يبرد ويرطب
13
والحمام الرطب، والا غذية الجيدة الكيموس، والمروخات المرطبة، والشراب
14
من انفع الاشياء لهم يسقونه بلاتوقى؛ الا ان يكون صداع.
15
حمى يوم الحادثة عن النوم والراحة
16
ان الروح قد تتحلل عنها بخارات حارة باليقظة والحركة، فاذا طال النوم و
17
الراحة لم تتحلل، وعرض منها سخونة الروح وحماه.
18
العلامة: يدل عليها سبوق النوم والراحة الكبيرة، وخصوصا ما لم يكن
19
فى العادة ووقع خلاف العادة، ويدل عليها امتلاء بخارى من النبض.
20
العلاج: علاجه التعريق فى هواء الحمام والاغتسال المعتدل بالماء الحار،
21
وقلة الغذاء وإما لته إلى ما يبرد ويرطب، والرياضة المعتدلة، ولا يجب ان يشربوا.
22
فى حمى يوم الحادثة عن الفرح
23
قد تعرض من الفرح الحمى مثل ما تعرض من الغضب.
24
علامتها: قريبة من علامة الغضبية؛ الا ان العين تكون سحنتها سحنة الفرحان
25
غير سحنة الغضبان، ويكون التواتر فى النبض اقل.
26
علاجها: قريب من علاج الغضبية.
4-12
1
فى حمى يوم الحادثة من الفزع
2
قد تعرض من الفزع حمى على سبيل ما تعرض من الغم فان نسبة الفزع الى
3
الغم نسبة الغضب الى الفرح من جهة ان حركة الفزع الى داخل، وحركة الغضب
4
الى خارج، ويكونان دفعة، والا خران بتدويج.
5
العلامة: قريبة من علامة الغمية، الا ان الاختلاف فى النبض اشد، وسحنة العين
6
سحنة مرعوب.
7
العلاج: يقرب من علاج الغمية. ويجب ان يؤمن الخوف، ويوتى بالبشارة.
8
والشراب نافع لهم.
9
فى حمى يوم العارضة من التعب
10
ان التعب قد يبالغ فى تسخين الروح حتى تصير حمى ضارة بالا فعال، واكثر
11
مضرته وحمله هو على الحيوانية والنفسانية.
12
العلامات: تقدم التعب وزيادة سخونة المفاصل على غيرها ومس اعياء،
13
ويبس البدن. وربما عرض فى أخره نداوة ان كان التعب معتدلا ولم يكن فيه حر
14
مجفف، او برد مانع للعرق. واما ان كان التعب مفرطا قل التندى والعرق؛ وربما
15
تبعه سعال يابس بمشاركة البرية، ويكون نبضه صغيرا ضعيفا، وربما مال الى صلابة،
16
والبول اصفر حار بسبب الحركة رقيق بسبب التحلل.
17
العلاج: علاجهم الراحة والاستحمام فى الابزن، والتمريخ بعده، خصوصا
18
على المفاصل، والتناول من الطعام الحسن الكيموس المرطب مقدار ما يهضمونه
19
من جنس لحوم الفراريج والجداء، والسمك الرضراضى؛ ولان قوتهم ضعيفة فلا
20
يجب ان يتوقعوا ان يهضموا <ما كانوا> يهضموا. فى حال الصحة؛ بل دونه. وكذلك
21
ان اغتذوا بما يغذ و قليله كثيرًا بمثل ما ذكرناه، وبمثل صفرة البيض النيمبرشت
22
وخضى الديوك كان جيدا.
23
وزعم بعضهم ان صاحب الاعياء يجب ان يلطف تدبيره اكثر من غيره، و
24
ليس ذلك بصواب. ويجب ان يتناولوا من الفواكه الرطبه ويسقوا الشراب الكثير
25
المزاج ان ''كان معتادا" والجلاب ونخوه ان لم يكن معتادا. ويجب ان يكون تمريخه
26
اكثرمن تمريخ غيره بالدهن لترطيب اعضاءه ومفاصله المتجففة. وايضا ليرخى
4-13
1
ما لحقها من التمدد. ودهن البنفسج من افضل الادهان له. ويجب ان يعم تمريخه
2
البدن وخصوصا الراس والعنق وخرز الظهر والمفاصل كلها، وخصوصا بعد
3
الاستحمام. ويجب ان يوطا مفرشه، ويعطر ثيابه ومجلسه. وان احتاج الى معاودة
4
الحمام لبقية ما عاود جميع ما رسم فى بابه.
5
فى حمى يوم الحادثة عن الاسفراغ
6
انه قد تعرض من اضطراب الاخلاط عند الاسهال حركة للروح مفرطة
7
تشتعل فيه حمى، واكثره للاعياء الذى يتبعه. وقد تفعله الادوية المسهلة بما يسخن.
8
وقد يتبع الفصد بما يزيل من رطوبة الابخرة ودمويتها الى صيرورتها دخانية مرارية.
9
العلاج: يجب ان يتلطف فى حبس الطبيعة بما هو معلوم فى ابوابه، وان
10
يغذى العليل بما يقوى اكثر مقدار ما يهضم بما يبرد ويرطب وقد جعل فيه قوابض؛
11
ويجعل على المعدة الضمادات والنطولات المقوية مسخنة غير مفترة، فان كل فاتر
12
مرخ للقوة. ومن هذه الجملة صوفة مغموسة فى دهن الناردين، او دهن ابرد منه
13
مطيب وتعصر حتى تفارقها اجزاء الدهن، ويجعل على القلب والكبد ما يبرد
14
فى حمى يوم الحادثة عن الوجع
15
ان الوجع قد يسخن الروح حتى يشتعل حمى.
16
العلامة: الوجع فى الراس او العين او الاذن او السن او المفاصل، او
17
الاطراف، والقولنج او البواسير وغير ذلك من اوجاع الدما ميل.
18
العلاج: يدبر الوجع بما يجب فى بابه، ثم يعالج بعلاج التعبية. فان خيف
19
من سقى الشراب حركة من الوجع لم يسق.
20
فى حمى يوم العارضة عن الغشى
21
قد تعرض لمن يغشى عليه لاضطراب حركات الروح سخونة تنقلب حمى.
22
وربما بقيت منها بعد زوال الخطر فى الغشى بقية.
23
العلامة: مقارنة الغشى، وسقوط القوة من غير علامات الحميات الاخر
24
الخارجة عن حميات اليوم. ويكون النبض فيها مختلف الاحوال، فتارة يسقط ويبطل
25
<بتة> حين ما يغلب البرد، وتارة يسرع ويظهر عند استيلاء الحرارة. ويشبه نبض
26
اصحاب الذ بول المحشف فى صلابته مع دودية.
4-14
1
العلاج: علاجها علاج الغشى، واعطاء اغذية سريعة الهضم حسنة الكيموس
2
مما علمت. وان احتجت ان تسقيه شرابا فعلت، ولم تبال من الحمى. فاذا تخلص
3
من الغشى ويقيت الحمى الشبيهة بالذبولية عولج بما هو القانون من التبريد والترطيب.
4
فى حمى يوم العارضة عن الجوع
5
قد تحتد البخارات فى البدن اذا لم تجد الغذاء فتولد الحمى ويكون نبضه <سريعا>
6
ضعيفا صغيرا وربما مال الى صلابة.
7
العلاج: الاطعام اما فى الحمى فمثل تناول حسو متخذ من كشك الشعير مع
8
البقول، وتغذه بالا غذية الجيدة المقوية، ويستحم ويصب على راسه ماء فاتر كثيرا،
9
يجلس فيه، ويرطب بدنه بمثل دهن البنفسج والورد والقرع.
10
فى حمى يوم العارضة عن العطش
11
هذه قريبة من الجوعية وهى اولى بان تحدث لفقد ان ما تسكن به من الماء
12
حرارة قوية فى الا بخرة.
13
العلاج: سقى الماء البارد ومياه الفواكه الباردة، وخصوصا الرمان، وترطيب
14
البدن بالأبزن. واذا امكنه الاستحمام بالماء البارد فعل.
15
فى حمى يوم الحادثة عن السدد
16
السدد قد تكون فى مسام الجلد لقشفه، وقلة الاغتسال. وكثرة اغبرار ولبرد،
17
ولا غتسال بماه مقبضة، ولا حراق شمس. وقد تكون فى ليف العروق وسواقها،
18
وفوهاتها ومجاريها. واذا قيل حمى يوم سدية فانما يشا رالى هذ الصنف، فانه يعرض
19
ان يقل التحلل، ويكثر الامتلاء والاحتقان، ويعذم التنفس، ويجتمع بخار كثير حار
20
لا يتحلل فيحدث حرارة مفرطة. فما دام اشتعالها فى اضعف الاجرام وهو الروح
21
كانت حمى يوم فان اشتعلت فى الدم كان الضرب المشهور من سونوخس وسنذكره،
22
وهو الذى يكون من جملة حميات الاخلاط ليس للعفونة بل للاشتعال والغليان
23
[والسخونة]. فان تعدى ذلك الى عفونة توجبها السدة وعدم التنفس انتقل الى حميات
24
العفونة.
4-15
1
ومثل هذه السدة إما ان تكون من كثرة الاخلاط والدم، وإما من غلظها، وإما
2
من لزوجتها، وإما من وقوع شئى من اسباب السدة فى الالة لافى المجرى، مثل برد
3
يقبض اوورم يضغط، او نبات شئى او غير ذلك مما عليك أن تتذكره.
4
وهذه الحمى من حميات اليوم قلما تنتقل الى الدق، لان البدن فيها كثير
5
المادة. وهذه الحمى ايضا فيها عطش والتهاب، ولزوم حرارة، وقارورة متوسطة
6
بين النارية والقتمة. وهذه الحمى صعبة التعرف قريبة الشبه من حميات الاخلاط
7
وهذه الحمى قد تبقى الى الثالث فما بعده ان كانت السدد كثيرة قوية وليست تكاثفية
8
واستحصافية من خارج. وان كانت قليلة اسرع اقلاعها ان لم يقع خطأ. وهذه
9
الحمى قد تعرض وتعاود لثبات السدة التى هى العلة فتكون كان لها نوايب، وهذه
10
الحمى كثيرًا ما ينقل الى البرد والا قشعرار فيدل على انها صارت عفنية
11
والسدية اذا احدثت وجعا بعد الفصد فى الجانب الايسر من البدن لم يكن
12
بد من اعادة افصد، لاسيما اذا سكنت الحمى ودام الوجع.
13
العلامة: اذا عرضت حمى يوم لا عن سبب باد وكانت طويلة الانحطاط،
14
فاحدس انها سدية، وخصوصًا اذا انحطت بلا استقراغ بنداوة. وتوكد حدسك
15
علامات الامتلاء فى الابدان الكثيرة الدم والمولدة له، او الغليظة الاخلاط لزجتها.
16
ويفرق بينهما ان ما كان السدد فيه بسبب غلظ الاخلاط ولزوجتها دلت
17
عليه العلامات المعلومة لهما، ولم يكن هنالك انتفاخ من البدن وتمدد وحمرة، و
18
بالجملة علامات الكثرة. وما كان السبب فيه الامتلاء كانت علامات الامتلاء من حمرة
19
الوجه، ودرور العروق، والانتفاخ والتمدد وغير ذلك [ظاهرة فى البدن] وان
20
افرطت السدد كان النبض صغيرا، فان لم تفرط لم يجب ان يصغر النبض.
21
العلاج: ان كان السبب كثرة الاخلاط والامتلاء فيجب ان يبادر الى الفصد
22
والاستفراغ، ولأن يفصد ولم يحم بعد فهو خير، فاذا حم فالتوقف <اوفق>
23
او يكون ضرورة؛ فان الفصد قد يجرى الاخلاط ويخلط بينها. فان لم يكن بد
24
فلا يجب ان يوخر الفصد والاستفراغ، ثم يشتغل بما يفتح السدد، وينقى المجارى
25
ولا يبادر قبل الاستفراغ الى تنقية المجارى فان ذلك ربما صار سببًا لانجذاب الاخلاط
26
دفعة الى بعض المجارى، واللحوج فيها؛ وذلك بما فيه اخطار كثيرة، وربما زادت فى
27
السدد ان كانت غليظة، وخاصة ان كانت المنافذ فى خلقها ضيقة. على ان الفصد
28
ايضا والاستفراغ قد يخرج الفضول الدخانية الفاعلة باحتقانها هذه الحمى، ويمنع
4-16
1
ان تنتقل الى العفونة، وخصوصا اذا بالغت وقاربت الغشى. وان لم تحس بكثرة
2
الاخلاط، بل احست بالسدد وانها حادثة عن غلظها ولزوجتها فربما لم تحتج الى
3
فضل فصد واستفراغ؛ بل احتجت الى التفتيح. والتفتيح هو بالجوالى من الادوية و
4
الاغذية.
5
ولما كانت العلة حمى فليس يمكن ان يرجع فى التفتيح الى الجوالى الحارة؛
6
بل مابين السكنجبين الساذج الى السكنجبين البزورى، ومن ماء الهندباء الى ماء
7
الرازيانج. والغذا بما فيه غسل وليس فيه لزوجة مثل كشك الشعير والسكر، مع
8
انه قريب من الغذاء فيه تفتيح وجلاء، فلا بأس ان يخلط <بالكشك> كشك الشعير
9
ثم يجب ان تنظر اذا استفرغت ان وجب استفراغه وفتحت بمثل ما ذكرنا
10
هل نقصت الحمى ووهنت. وهل ان كانت قد تنوب ضعفت نوبتها الثانية عن
11
الاولى، ونظرت الى البول فوجدته ليس عديم النضج،
12
وفى النبض فوجدته لايدل على عفونة، استمررت على هذا التدبير، فادخلت العليل
13
فى اليوم الثالث بعد النوبة الى الحمام وقت تراخى النوبة المنتظرة ان كانت الحمى
14
الى خمس ساعات، ومرخته ودلكته باشياء فيها جلاء معتدل مثل ما بين دقيق الباقلى
15
الى دقيق الكرسنة ودقيق اصول السوسن والزرواند المطحون بشيء من العسل
16
وان حدست ان الحمام يغير من طبعه شئيا، وتحدث قشعريرة لم يلبث فيه
17
طرفة عين؛ فان هذه السدة ليس من جنس ما يفتحها الحمام. فاذا خرج من الحمام
18
فلا يجب ان يقرب طعاما ولا شرابا إلا يعد امن من النوبة. فان اوجبت الحال ان
19
يطعم شئيا ولم يصبنريسقى ما فيه تفتيح مثل ماء الشعير الرقيق الكثير الماء القليل الشعير
20
الكثير الطبخ مطبوخا مع الكرفس. فان لم تعاوده النوبة فحممه ثانيًا ان اشتهى ذلك
21
واغذه. وان نابت ناقصة عن النوبة الاولى وكان البول جيدًا فثق بصحة العلاج
22
وقلة السدد، وعالجه بعد اقلاعها بمثل ماعالجت واغذه. وان جاءت النوبة كما كانت
23
اواقوى من ذلك والبول ليس كما يجب فالعلة الى العفن والعلاج علاج العفن.
24
فى حمى يوم امتلائية تخمية
25
قد تحدث من التخم ابخرة ردية تشتعل حرارة، وتلهب الروح حمى.
26
وخصوصا فى الابدان المرارية والتى ليست بواسعة المسام فان اكثر فضوله تبخر
27
ابخرة دخانية،
28
ويقل فيها الجشاء الحامض. واشد ما يكونواء استعدادًا هم الذين
4-17
1
ياخذون بعد التخمة فى الرياضة والحركة والتشمس والاستحمام بعد ما عرض لهم
2
من هذا فتكثر فيهم البخارات الدخانية، وخصوصا اذا كان بابدانهم وجع ولذع،
3
وخصوصا فى احشائهم.
4
واما عن مادة الجشاء الحامض وفى اصحابها فقلما يتفق ان تتولد حمى. فان
5
تولدت <حمى> كانت ضعيفة، بل ما تتولد ويظن ان المتولد مع الجشاء الحامض
6
لسبب غير التخمة. وهؤلاء اذا انطلقت طبائعهم انتفعوا جدا وزالت حماهم لانتقاص
7
الفضل الدخانى. ويختلف علاج من تحتبس طبيعته منهم ومن تستطلق. ومن حم من
8
تخمة ولانت طبيعته بمجلسين ثلثة، ثم افتصد قوى علبه الاسهال. وربما صار كبديا
9
يدل عليه الخفقان، وسواد اللسان، وتشبه اعراض الحمى الامتلائية البومبة اعراض
10
الحمى المطبقة فتحمر العينان والوجه جدًا ويكون "التهاب شديد"، ويعظم النبض
11
ويسرع، وتحمر القارورة، ثم اكثر ما تبقى ثلثة ايام. واعلم ان حمى التخمة قد تاتى
12
بادوار اربعة اوسبعة، ومع ذلك تكون حمى يوم، ولكن يكون نبضه صحيحا.
13
العلامات: علامتها تغير الجشاء الى حموضة او دخانبة. فاذا تغير الجشاء الى
14
الصحة اذن بالبرء. وبول هؤلاء عديم النضج مائى. واذا كان سبب التخمة سهرًا
15
كان فى وجوههم تهبج وفى اجفانهم ثقل.
16
العلاج: صاحب هذه التخمة لا يخلوا اما ان تكون طبيعته غير منطلقة واما ان
17
تكون طبيعته منطلقة. فان كانت طبيعته غير منطلقة فبالحرى ان يطلقها. وان كان شى
18
من الطعام والثقل باقيا فى المعدة فيجب ان تقييه ئم تطلقه وتنظر اين يجد الثقل، فتعرف
19
هل الاصوب استفراغها بالحمولات والحقن، او باشياء تشرب من فوق ليسهل،
20
او ليحط او ليهضم.
21
ويدل على الصواب من جميع ذلك حال الجشاء فربما احتجت ان كان الطعام
22
واقفا من فوق وتعذر القئ ان لا تلتفت الى الحمى، وتستعمل الفلا فلى ليحدر ويحط
23
مع الهضم، او تستعمل ما هوا ضعف منه. وتستعمل النطولات والاضمدة الهاضمة
24
المعروفة فى باب الهضم، والمطلقة المعروفة فى باب الاطلاق. فاذا انحد فاما ان
25
يخرج بنفسه، واما ان يعاون بحمول ويجاع عليه حتى لا تبقى شبهة فى بطلان التخمة.
26
ثم يتناول الغذاء الخفيف السريع الهضم الجيد الكيموس. والفزع الى النوم والجوع
27
مما يكفى المؤونة فى الخفيف من الامتلائى.
28
فان كانت الطبيعة منطلقة نظرت هل الشئى الذى يستفرغ هو الشئى الذى
29
فسد، فان كان ذلك فلا يحتبس حتى تستفرغه كله عن اخره، وانتظر انحطاط النوبة
4-18
1
وادخله حيئنذ الحمام، واغذه؛ الا ان يكون هناك افراط يحجف بالقوة فلا تدخله
2
الحمام؛ بل اغذه وقو معدته بالا شياء التى تعلمها، ورسم لك بعضها فى باب الاسهالية.
3
ومن ذلك صوف مغموس فى زيت فيه قوة الافسنتين او فى دهن ناردين بعد ان يكون
4
قد عصر وفارقه جل الدهن.
5
وان دام الا نطلاق ووجدت ما يخرج من غير جنس ما فسد استعملت دهن
6
السفرجل الفائق الطرى على هذه الصفة، ودهن المصطكى، وليس ايضا فى دهن
7
الناردين مضادة لهم. وربما استعملها قيروطيات، وخصوصا اذا لم يحتمل الحال
8
شدها على بطوهم. وربما احتجت الى اضمدة اقوى من هذا من الاضمدة المذكورة فى
9
الهيضة. وتسقيه مياه الفواكه ان نشط لها. وتغذوه بما يخف غذاؤه، ويسهل هضمه
10
كخصى الديوك والسمك الرضراضى. وتقدم عليها شئيا من الفواكه والعصارات
11
والربوب القابضة. فان انقطعت شهوة حركتها بما علمت، وخصوصا بالسفرجليات
12
واذا فرغت لم يكن بأس بان تستعمل عليه جوارشنًا قويا ممايهضم، ويقوى المعدة،
13
ويفتح السدد، وذلك بعد زوال الحمى والاعراض. والفصد سبيله ان لا يستعمل
14
فيه حتى ينحط فيعمل. واولى ما يسقاه ماء الشعير والغذاء مثل حصر مية بقرع، و
15
لوز قليل. ويبرد مضجعه، ومشمومه، واقراض الكافور لا يجعل فيها ريوند فيسود
16
اللسان.
17
فى حمى يوم ورمية
18
الحميات التابعة للاورام الباطنة تكون عفنية وربما صحبهادق وليست من
19
عدد الحميات اليومية. واما الاورام الظاهرة كالدماميل والخراجات التى تقع بها،
20
وخصوصا الاورام العظام التى تقع فى الاعضاء الغددية وفى اللحوم التى تسمى رخوة
21
مثل الذى يقع فى الاربية عن فضول الكبد وفى الابط عن فضول القلب، وتحت
22
الاذن عن فضول الدماغ، فانها قد تتبعها حميات، ولا تخلواما ان تكون التى تتادى
23
منها الى القلب حتى تحمية سخونة وحدها او مع عفونة. فان كانت سخونة وحدها
24
فهى من جنس حميات اليوم. وان كانت سخونة مع عفونة فهى من جنس حميات
25
الاورام الباطنة.
26
واكثر ما يعرض من هذه الحميات تابعة لاورام تتبع اسبابا بادية من قروح
27
وجرب واوجاع وضربات وسقطات تندفع اليها المواد فتحتبس فى طريقها عند
4-19
1
اللحوم الرخوة فهي من جنس حمى يوم. واكثر ما يعرض من هذه الحميات تابع
2
لاورام اسبابها متقادمة مثل امتلاءات وسدد سلفت فهى عفونية. واكثر ما تكون
3
الحميات التابعة لها يومية اذا كانت الحميات تابعة والاورام اصولا. واكثر ما تكون
4
عفونية اذا كانت الحميات اصولا والاورام تابعة على انه قد تكون بالخلاف وبقراط
5
يسمى هذه الحميات خبيثة ما كان منها يومية وغير يومية. واكثر هذه تتبع الاورام
6
الدموية فقد تعرض تبعا للحمرة ونحوها.
7
العلامات: علاماتها ما ذكرناه من تقدم الاورام عليها ويكون الوجه احمر
8
منتفخا زايدا فيها على حال الصحة ولا تكون شديدة لذع الحرارة وان كانت كثيرتها؛
9
لان امثال هذه الاورام دموية، اللهم الاحميات تتبع الحمرة. وهذه الحميات قد
10
يتعقبها نداوة [تنز عن البدن] ويكون النبض فيها عظيما سريعا متواترا للامتلاء و
11
الحرارة ويكون البول مائيا ابيض لميلان المواد الى الاورام والقروح.
12
العلاج: يجب ان يتقدم فيه بالفصد والاسهال، ويداوى الورم بما يجب فى
13
بابه، ويلطف التدبير، ولا يشرب الشراب البتة، ولا يغتذى الا بعد الانحطاط التام.
14
ولا بدله من المطفيات المبردة المرطبة، والاضمدة المبردة بالثلج على العضو العليل
15
الورم حيت لايضر بالورم ولا يفججه، بل يبرد الطريق بينه وبين القلب تبريدا ينفذ
16
فى القعر.
17
فى حمى يوم قشفية
18
هذه الحمى ايضا تتبع عدم التحلل لسدد غير غائصة. وكثير من الناس اذا
19
تركوا عادتهم من الحمام حموا، واكثرهم الذين يتولد فى ابدانهم البخار المرارى
20
لمزاج ابدانهم واغذيتهم ومياههم الردية، ولا حوالهم العارضة من السهر والتعب.
21
العلاحات: التنظف واستعمال الحمام، والتعرق فيه بعد الانحطاط. ويتدلك
22
بمثل النخالة ودقيق الباقلى، واللوز المر وبزر البطيخ، وشئى من الاشنان والبوزق.
23
ويجعل غذاؤه مطفيا مرطبًا، وشرابه كثير المزاج، ويعاود الحمام مرارا.
24
حمى يوم حرية
25
قد تعرض من حرارة الهواء اومن حرارة الحمام ونحوه حمى واكثر ذلك انما
26
تعرض من شدة حرالشمس. ويكون اول تعلقها بالروح النفسانى اذا كان اول ما
27
يتاذى به الراس فيسخن هواءه فيتادى الى القلب فيصير حمى، ثم ينتشر فى البدن كله
28
وقد يكون اول تعلقها بالقلب بحرارة النسيم وحين يصان الراس عن الحر؛ لكن
4-20
1
اكثر ما تقع الشمسية توثر فى الدماغ والراس. ولذلك من لم يكن نقيا امتلاء راسه،
2
وغير الشمسية من القيظية والحمامية وغيرها تؤثر فى القلب.
3
العلامات: العلامة السبب الواقع وشدة التهاب الراس فى القسم الشمسى
4
الدماغى وربما كان مع ثقل وامتلاء ان لم يكن البدن نقيا. وعظم النفس فى القسم
5
القلبى ويكون ظاهر البدن شديد السخونة اسخن من داخله. ومما يعرف به ذلك
6
ان عطشه يكون قليلا اقل من عطش من حرارته تلك الحرارة وهى فى هذه الخلة
7
بحلاف الاستحصافية.
8
العلاج: يجب ان يبدأ فى علاجه بما يبرد من النطولات على الراس والصدر،
9
ومن الادهان الباردة، وخصوصا دهن الورد مبردا على الثلج يصب على الراس و
10
الصدر من موضع بعيد، ويسقى الماء البارد وما يجرى مجراه، ولا يزال يفعل ذلك
11
الى ان تنحط الحمى. فاذا فارقت ادخل الابزن ولا يبالى بنزلة ان كانت به حمى
12
وحممه بالماء الفاتر ولا تدع هواء يسخنه. ولا تخف من صب الماء الحار على راسه؛
13
فانه يرطب ويحلل الحمى. وحاجته الى الاستحمام اكثر من حاجته الى التمريخ.
14
فاذا اخرج فغرق راسه فى الادهان الباردة مثل دهن الورد والنيلوفر.
15
فى حمى يوم استحصافية من البرد
16
انه قد يعرض من البرد والاستحمام بالمياه الباردة ان تلتفت المسام
17
الظاهرة، ويحتقن البخار الدخانى على ماقيل فى القشفية، فيحدث الحمى وكثيرا
18
ما يؤدى الى العفونة. وانما يؤدى الى ذلك الحمى اذا كان البخار المحتقن حادا
19
ليس بعذب فان العذب لا يولده.
20
العلامة: السبب، وان يكون البدن فيها اول ما بلمس غير شديد الحرارة
21
فاذا لبثت اليد حست بحرارة ترتفع. ولا يكون النبض فى صغر العمية والهمية والجوعية،
22
لانه ليس ههنا تحلل، بل يكون سريعا للحاجة؛ الا ان يكون البرد شديدا. وربما مال
23
الى الصلابة، ولا تكون العين غائرة؛ بل ربما كانت منتفخة لسبب البخار المحتقن
24
والماء قد يكون ابيض لان الحرارة محتنقة. وقد يكون منصبغا لان الحرارة التى كانت
25
تتحلل من المسام اندفعت الى طريق البول.
26
العلاج: يدثرون فى الحمى حتى يعرقوا، فاذا انحطت يدخلون الحمام و
27
يستحمون بماء الى الحرارة وبالهواء الحار، وينطلون على انفسهم مياهًا قد طبخ فيها
4-21
1
مثل المرزنجوش والشبث والنمام، ويتدلكون بما ذكرناه بما يجلو المسام ويرخيها،
2
ويؤخرون التمريخ الى ان يتعرقوا ويتد لكوا، ويستحموا بالماء الحار جدًا. ويجب
3
ان يتقدم الاستحمام بالماء الاستحمام بالهواء، ثم يتمرخوا بادهان موسعة للمسام،
4
ويصب على رؤسهم ايضا مثل دهن الشبث والخيرى والبابونج. ويغذون تغذية خفيفة،
5
ويعطرون، ويسقون شرابا ابيض رقيقًا او ممزوجا، وهو خير لهم من الماء <البارد>
6
لما فيه من التعريق والادرار. والتمريخ بالدهن لاصحاب التعب انفع منه لاصحاب
7
الاستحصاف.
8
حمى يوم استحصافية من المياه القابضة
9
قد يعرض لمن يستحم من المياه المقبضة مثل ماء يغلب عليه قوة الشب او
10
الزاج ان يشتد تكاثف مسامهم الظاهرة فتحقن ابخرتهم ويعرض لهم ما قلنا مرارًا.
11
وكثيرا ما يودى الى العفونة.
12
العلامات: يدل عليه السبب وما يشاهد من قحولة الجلد كأنه مقدد مدبوغ
13
وكما تمبس جلدا مغموسا فى ماء الزاج، ويكون الحال فى تزيد الحرارة بعد زمان من
14
مس اليد كما فى غيره مما يعرض من سدد المسام، والنبض يكون اضعف واصغر
15
واشد سرعة، والبول اشد بياضا ورقة كبول الشاة. ولا يكون فى ابدانهم ضمور،
16
ولا فى اعينهم غوور.
17
العلاج: يجب ان يعالجوا بقريب مما يعالج من قبلهم؛ الا انهم لا يسقون الشراب
18
الا بعد ثقة من توسيع المسام؛ الا ان يكون الاستحصاف قليلا فربما فتحه الشراب
19
ويجب ان يكون تلطيف تدبيرهم اكثر، ولبثهم فى هواء الحمام واستحماماتهم بالماء
20
الحار اكثر. ويجب ان يؤخر تمريخهم اكثر.
21
فى حمى يوم شربية
22
قد تعرض من الشراب حمى يوم. وعلاجهم علاج الخمار. وربما احتيج
23
الى اطلاق بماء الفواكه ونحوه، والى فصد وخصوصا اذا دام صداعهم ويجب
24
ان يدخلوا الحمام بعد الانحطاط.
25
فى حمى يوم غذائية
26
الاغذية الحارة قد تفعل حمى يوم، فكما ان الشمسية فى اكثر الامر دماغية
27
و فى روح نفسانى، والحمامية فى اكثر الامر قلبية وفى روح حيوانى، فان الغذائية
28
كبدية وفى روح طبيعى.
4-22
1
علاجها: الا درار بالمبردات المعروفة، واطلاق الطبيعة بمثل شيرخشت
2
وتمر هندى. واصلاح الكبد اول شئى بماء الهند باء والبقول والسكنجبين، و
3
الاضمدة المبردة من الصندل والكافور وماء الورد. وعصارته، وعصارات البقول الباردة
4
مبردة بالفعل، والتطفية بالاغذية الباردة الرطبة. ثم القول فى الحميات اليومية.
5
|413va39|المقالة الثالثة
6
"ابتداء القول فى حميات العفونة وتمام القول فى الحميات الدموية والصفراوية"
7
العفونة تحدث اما بسبب الغذاء الردى اذا كان متهيأ لان يعفن ما يتولد عنه لرداءة جوهره،
8
او لسرعة قبوله للفساد وان كان جيد الجوهر مثل اللبن، او لانه مائى الغذء يسلب
9
الدم مائته مثل ما يتولد عن الفواكه الرطبة جدًا، او لانه مما لا يستحيل الى دم جيد
10
بل يبقى خلطا رديا باردا ياباه الحار الغريزى ويعفنه الغريب، مثل ما يتولد عن القثاء
11
والقثد والكمشرى ونحوه. اورداءة صنعته، اووقته وترتيبه على ما علمت.
12
واما بسبب السدة المانعة للتنفس والترويح بسبب مزج البدن الردى اذا لم
13
يطق الهضم الجيد؛ وكان ايضا اقوى ممالا يفعل فى الغذاء والخلط شئيا فيتركه فجًا.
14
ومثل هذا المزاج إما ان يولد اخلاطا ردية، وإما ان يفسد ما يولد لتقصيره فى الهضم،
15
ولتحريكه اياه التحريك القاصر. وهذه اسباب معينة فى تولد السدد المولدة للعفونة.
16
وإما بسبب احوال خارجة من الاهوية الردية كهواء الوباء وهوا إلبطائح والمستنقعات
17
وقد يجتمع منها عدة امور.
18
واكثر اسباب العفونة السدة [والسدة] إما لكثرة الخلط او غلظه او لزوجته.
19
واسباب كثيرة الاخلاط وغلظها ولزوجتها معلومة، وايراثها السدة معلوم. فاذا
20
حدثت السدة حدثت العفونة لعدم الترويح خاصة اذا كانت معقبة بحركات فى غير
21
وقتها على امتلاء وتخمة واستحمامات مثل ذلك، او تشمس، او تناول مسخنات على
22
الامتلاء، وترك مراعاة الهضم فى المعدة والكبد، وتلافى تقصير ان وقع بتسخنيها
23
بالا طلية والكمادات.
4-23
1
والعفونة قد تكون عامة للبدن، وقد تكون فى عضو لضعفه، او لشدة حرارته
2
الغريبة وحدتها او وجعه. والخلط القابل للعفونة إما صفراء يكون حق ما يتبخر عنها
3
ان يكون دخانيا لطيفا حادا، وإما دم حق ما يبتخر عنه ان يكون بخاريا لطيفا، وإما
4
بلغم يكون حق ما يتبخر عنه ان يكون بخاريا كثيفا، وإما سوداء حق ما يبتخر عنها
5
ان يكون دخانيا كثيفا غباريا.
6
وعفونة الصفراء توجب الغب وما يجرى مجراها، وعفونة الدم توجب
7
المطبقة، وعفونة البلغم، توجب النائبة كل يوم وما يجرى مجراها، وعفونة السوداء
8
توجب الربع وما يجرى مجراها. والدم مكانه داخل العروق فعفونته داخل العروق
9
وأما الصفراء والبلغم والسوداء فقد تعفن داخل العروق، وقد تعفن خارج العروق.
10
واذا عفنت خارج العروق ولم يكن سبب أخر، ولا كانت العفونة فى ورم باطن يمد
11
القلب بعفونة متصلة اوجب الدور الذى ذكرناه لكل واحد فعرض واقلع وان كان
12
البلغمى لا يقلع [الا] وهناك بقية خفية.
13
واذا عفن داخل العروق اوجب لزوم الحمى ولم تكن مقلعة ولا قريبة
14
من المقلعة بل كانت دائمة لازمة لكن لها اشتدادات يتعرف [بها] النوبة التى لها.
15
واذا كانت العفونة الداخلة مشتملة على العروق كلها او على اكثر ما يلى القلب منها
16
لم تكد الاشتدادات والنقصانات تظهر. واما اذ كانت على خلاف ذلك ظهرت
17
التغيرات ظهورا بينا.
18
وانما كانت العفونة الخارجة تقلع ثم تنوب لان المادة التى تعفن تاتى عليها
19
العفونة فى مدة النوبة فتفنى رطوباتها التى بها تتعلق الحرارة وتتحلل، وتخرج من
20
البدن لانها غير محبوسة فى العروق فتمنعها ذلك عن تمام التحلل وتبقى رماديتها
21
وارضيتها التى ليست مطية للحمى والحرارة كما ترى من حال عفونة الاكداس والمزابل
22
قليلا قليلا حتى يترمد الجميع ثم لا تبقى حرارة. واذا لم تبق فى الخلط المحترق
23
بالعفونة حرارة بطلت الحمى الى ان تجتمع مرة اخرى الى موضع العفونة وقد بقيت
24
فيها بقية حرارة من العفونة الاولى وان لم تبق مادة. او لوجود علة التعفن الاول
25
فى المادة الاولى فتشتغل فى المادة الثانية على سبيل التعفين. فامر العفونة يدور على
26
وجود حرارة مقصرة تعفن وتحلل وترمد، وتتعدى الى المجاور حتى يقطع الحد و
27
تفنى المادة، ولا يجد مجاورا اخر فتبقى بقية حمى تنتظر مادة اخرى تتحلب الى موضعها.
28
واما اذا كانت العفونة داخل العرق فقد يعرض ان يكون التحلل التام متعذرا،
29
وان تدور العفونة لاتصال بعض ما فى العروق ببعض. فيعفن كل شئى ما يجاوره، ثم
30
يدور الى المجاور الاخر؛ وايضا فان المحصور فى العروق شديد المواصلة للقلب.
4-24
1
وهذه الحميات التى لها نوائب اقلاع وتفتير فقد تترك نظامها لاختلاف
2
المواد فى الكثرة والقلة، والغلظ والرقة، ولاختلافها فى الجنس؛ ''بل <تختلف>
3
بتنقل' بعض المواد فتصير من جنس مادة أخرى يخالفها فى النوع لافى الكثرة والقلة
4
والغلظ والرقة فقط. وقد يكون من سؤ تدبير العليل، او لضعفه، او لكثرة حسه.
5
ونوائب المقلعة تبتدئى فى اكثر الامر بقشعريرة اوبرد او نافض، وتنحل
6
بالعرق وانما صارت تبتدئى بالبرد او بالقشعريرة فى الاكثر اما لسبب برد الخلط
7
او حدته فيلذع العضل، واما لغوور الحرارة الى الباطن متجهة نحو المادة، واما لضعف
8
القوة واما لبرد الهواء. والذى يكون من لذع الحرارة فهو اولى بان ينسب الى القشعريرة
9
منه الى البرد. واكثر ما يعرض منه يكون كنخس الابر فى كل عضو.
10
واما تحلل المادة بالعرق فلأن الحرارة المتعفنة تحلل الرطوبة وتبقى الرمادية.
11
واذا كانت تلك الرطوبة غير محصورة فى العروق سهل اندفاعها فى المسام عرقا.
12
ونوائب اللازمة التى تفتر ولا تقلع لا تبتدى ببرد، الا لضعف القوة، او لغوور الحرارة
13
الغريزية فتبرد الاطراف، وذلك علامة ردية.
14
وقد يتركب فى بعض الحميات برد وقشعريرة معًا. لان المادة التى تعفن
15
تكون مركبة من بارد ولاذع. وقد يتركب بعض حميات العفونة تركيبا يصيربه فى
16
هئية اللازمة؛ وذلك مثلا اذا كان قد ابتداء خلط يعفن فى موضع فلما اتت عليه العفونة
17
ابتدأ خلط من جنسه، او من غير جنسه يعفن فصادف عفونة الثانى زمان اقلاع نوبة
18
الاول، ثم اتصل الامركذلك. وقد تتركب الحميات العفينة ضروبا أخر من التراكيب
19
سنفصلها فى بابها.
20
وادوار الحميات قد تطول و[قد] تقصر فطولها لغلظ المادة، او للزوجتها،
21
او كثرتها، او سكونها، او لضعف القوة او لضعف الحس، او لتكاثف المسام فلا
22
يتحلل الخلط وقصرها لاضداد ذلك.
23
والنوائب تسرع وتبطئى. وبطؤها اما بسبب ان المادة قليلة او بطيئة الحركة
24
الى معدن العفونة لغلظها، وهذا كمادة الربع. وسرعتها لانها كثيرة كالبلغم الا
25
الزجاجى، ونوائبه ربما تباطئت، او لطيفة كالصفراء. واردأ الحميات هى اللازمة
26
التى تكون العفونة فيها داخل العروق، ثم المقلعة التى تكون العفونة فيها فى جميع البدن
27
او فى نواحى القلب. وقلما تعرض للمشايخ حمى صالبة لبرد مزاجهم وقلة التخم فيهم.
4-25
1
واما النبض فقد تختلف احواله فى الحميات العفينة بحسب اختلافها فى اجناسها،
2
وبحسب اختلاف النوع الواحد منها فى الشدة والضعف، وفى قوة الاعراض و
3
ضعفها. وقد تعرض له الصلابة فيها إما اورم حار سديد التمدد، اوورم حار فى عضو
4
عصبى، او ورم صلب، او لشدة اليبس، او عند استيلاء البرد فى الابتداءات. وقد
5
يكون لينه بسبب المادة الرطبة اللينة البلغمية الدموية، وبسبب ان الورم فى عضولين
6
مثل ذات الكبد وذات الرية وليثرغس، او بسبب التندى المتوقع عند ما يريد ان
7
يعرق. والنبض يكون فى ابتداء النوائب ضعيفا منضغطا بسب اقبال القوة على المادة
8
واشتعالها بالتنقية والترويح.
9
قول كلى فى علامات حميات العفوفة: قد تدل على حميات العفونة توافى
10
الاسباب السابقة لها، وخصوصا اذا لم يكن لها سبب باد، والنبض والنفس الذى
11
يسرع انقباضه، لان الحاجة الى التنقية شديدة جدا، وتكون الحرارة لذاعة غير عذية
12
كحرارة حمى يوم.
13
واكثر حميات العفونة تتقدمها المليلة. والمليلة حالة تخالطها حرارة لا تبلغ
14
ان تكون حمى، ويصحبها اعياء وكسل وتمط، وتثاوب. واضطراب نوم، وسهر
15
وضيق نفس وتمدد عروق وشراسيف، وصداع، وضربان راس. فاذا طالت
16
اوقعت فى الحميات العفنية، او احدثت ضعفا وصفرة لون. وربما صحب المليلة
17
المتقدمة على الحميات كثرة فضل ومخاط، وغثيان، وبول كثير، وبراز كثير،
18
[عفن وثقل راس] وتهبج. ويعرض تواتر فى النبض لاعن سبب من خارج من
19
تعب، او غضب، او غيره. فاذا عرض الانضغاط فيه فقد جاءت النوبة. والانضغاط
20
غوور من النبض وصغر مختلف تقع فيه نبضات كبارقوية، ولا تكون سرعته قوية. فاما
21
الاختلاف فى الابتداء والتزيد فهو من خواص دلائل حمى العفونة وان كان لا يظهر
22
فى الغب ظهورًا كثيرًا لخفة مادتها.
23
ومن علامات ان الحمى عفنية خلو الدور الاول من العرق والنداوة، فان
24
اليومية بخلاف ذلك. وان كان الابتداء فى الغب للخفة المذكورة يشبه يومية لم يتقل
25
الى العفونة فان يكن تزيدها مختلطا غير متناسب متشابه وطول التزيد ايضا يدل على
26
انها عفنية. وازدياد النبض عظما على الاستمرار يدل على التزيد. ثم ان تكون اما مقلعة
27
تبتدى بنافض او قشعريرة ويترك فى اكثر الامر بعرق او نداوة، وتدور بنوائب،
28
اوتكون لازمة مع تفتير او غير تفتير لاتشبه اليومية فى النبض والبول، وتمام النقاء،
29
وسكون الاعراض.
4-26
1
واكثر العفنية معها اعراض كثيرة من عطش، وصداع، وسواد لسان وخصوصا
2
عند المنتهى، ويكثر القلق من كرب واضطراب شديد توجبه مقابلة المادة والقوة.
3
فتارة تستعلى المادة، وتارة تستعلى القوة. والنبض لذلك تارة اخذ الى العظم والقوة،
4
وتارة الى الصغر والضعف.
5
واما الصلابة فقد تكون ولا يجب دائما الا ان يكون مع الحمى ورم صلب
6
فى أى عضو كان، اوورم فى عضو صلب. وان لم يكن صلبا او يكون قد اتفق شرب.
7
ماء بارد، او شئى اخر مما يصلب النبض مما قيل فى كتاب النبض.
8
واما الاختلاف فى الابتداء والتزيد فهو من الخواص بالحمى العفنية ومن
9
دلائلها القوية. فان كان لا يظهر فى الغب كثيرًا لخفة مادتها، وما لم يصر النبض قويا،
10
ولم يسرع الاسراع المذكور فالحمى بعد يومية لم تنتقل الى العفونة، ويكون البول
11
فى الابتداء غير نضيج او قليل النضج، وربما كان حادا.
12
واعلم ان الحميات الحادة المهلكة قلما يتخلص عنها الابزمانة عضو واذا
13
بقيت الحمى بعد سكون الورم فى ذات الجنب ونحوه فاعلم ان بقية المادة <بعد> باقية.
14
وان المادة قد مالت الى حيث يظهر وجع.
15
علامات اللازمة: ان الدائمة يكون اختلاف النبض الذى بحسب الحمى فيها
16
ظاهر اجدا، ويكون فى اكثره غير ذى نظام ولا وزن، وتدوم الحمى، ولا تقلع بعد
17
اربع وعشرين ساعة، ولا يصحبها ما ذكرنا من احوال المقلعة من تقدم النافض وغيره.
18
ومما يدل عليه لزومها وشدة اختلاف حالها عند التزيد فتنقص مرة وتحتد اخرى.
19
|398rb2|فى امور تفترق ببعضها حميات العفونة وتشترك فى بعض
20
ما كان من الحمى لعفونة الصفراء فتكون حركتها غبا سواء أن كانت الحركة
21
ابتداء نوبة، او ابتداء اشتداد؛ الا ضرب منها يعرف بالمحرقة وتخفى حركاتها جدا
22
وهى كاللازمة المطبقة. والغب الصرف حادة للطافة المادة وحرارتها عظيمة لذاعة
23
لقوة المرة؛ لكنها سليمة بسبب ان الصفراء خفيفة على الطبيعة ولانها تريح. والغب
24
غير الخالصة اطول مدة من الخالصة. والخالصة قلما تجاوز سبع نوائب الاعن خطاء.
25
والدائمة ربما انقضت فى اسبوع. وما كانت من عفونة الدم فانها دائمة لازمة، و
26
حرارتها كثيرة عامة مع لين ليس فى لذع الصفراوية؛ وربما انتهت فى اربعة ايام واما
27
البلغمية المواظبة كل يوم فانها لينة الحرارة بالقياس الى الصفراوية طويلة للزوجة المادة
28
وبردها، وكثرتها عظيمة الخطر؛ لانها قليلة مدة ولانها تصحب فسادا وضعفا فى
29
فم المعدة لا بد منه وذلك مما يجلب اعراضاردية من الغشى والخفقان وسقوط الشهوة.
4-27
1
واللازمة منها اشبه شئى بالدق لولا لين النبض على انه قد يصلب ايضا. وكلما كانت
2
اقل خلاصا كانت اقصر نوبة الا ان تميل بقلة خلاصها الى السوداوية. واما الربع فانها
3
غير حادة لبرد المادة طويلة لذلك، وربما امتد الخالص منها سنة، وغير الخالص اقصر
4
مدة؛ لكنها الاخطر فيها؛ لانها تريح مدة طويلة؛ ولانها ليست من الحدة بحيث يتبعها
5
اعراض شديدة. والربع والغب الدائمة والمفترة تنقضى بقئى، او استطلاق اوعرق
6
او درور بول. واما المحرقة فتنقضى بمثل ذلك وبالرعاف.
7
واعلم ان الابتداء يطول فى الغب، والانتهاء فى المطبقة، والانحطاط فى
8
المواظبة. على انه قلما توجد ربع دائمة، ومواظبة تامة الاقلاع. والحميات اذا لم
9
تعالج على ما ينبغى وخصوصا الورمية آلت الى الذبول وخصوصا فى الحميات الحادة
10
التى يجب ان يغذى فيها صاحبها فلا يغذى لغرض ان تقبل الطبيعة على المادة، او
11
يجب ان يسقى الماء البارد فلا يسقى لغرض ان لا يفجج، ولا يتدارك بتطفية اخرى؛
12
فانه ان كان الغرض الذى سنذكره فى التغذية وسقى الماء البارد اقوى من الغرضين
13
المذكورين قدم عليهما، واغفل مراعاة ذينك الغرضين.
14
فى دلائل اعراض الحميات: اعلم ان ماخذ دلائل الحميات هو من التدبير
15
المتقدم، وانه كيف كان ومن الاحوال والاعراض الحاضرة مما نذكرها، ومن
16
البلدان والفصول، ومن السن والمزاج، ومن النبض والبول والقئى والبراز والرعاف،
17
ومن حال الحمى فى النافض والعرق وكيفية الحرارة، ومن النوائب، ومن حال
18
الشهوة والعطش، ومن حال التنفس، ومن المقارنات مثل الصداع والسهر والهذيان
19
والقلق وغير ذلك.
20
فان للحميات اعراضا تدل فيها على احوال فمنها اعراض تدل على عظمها
21
وصغرها، مثل كيفية الحرارة وكميتها ومنها ما تكون لذاعة شديدا من اول ماتاخذ
22
الى اخرها. ومنهاما يلذع اولا ثم يخور لتحلل المادة وتلين. ومنهاما [لا] يلذع
23
ومنها ما حرارته رطبة. ومنها ما حرارته يابسة.
24
واعراض تدل على جنسها كالا عراض الخاصة بالغب مثل ابتداء النوبة بنخس
25
وقشعريرة، ولذع الحرارة فيه. وعراض تدل على خبثها، مثل القلق والهذيان والسهر.
26
واعراض تدل على النضج وغير النضج؛ مثل ما نذكره من احوال البول. واعراض تدل
27
على البحران وسنذكرها. واعراض تدل على السلامة او ضدها وسنذكر جميع ذلك.
28
وللسحنة احكام كثيرة <جدًا> مثل من يتغير لونه الى الرصاصية من بياض
29
وخضرة، فيدل على برودة الاخلاط وقلة الحار الغريزى، او الى التهيج والانتفاخ
4-28
1
كما يعرض لمن سبب حماه تخمة؛ ومثل سرعة ضمور الوجه وانخراطه، ودقة
2
الانف، فيدل اما على شدة الحرارة واما على رقة الا خلاط وسرعة تحللها لسعة المسام.
3
وللحركات فى نفسها وخروجها عن العادة او سقوطها دلائل، ولاشياء
4
أخر مما سنذكرها. ومن اعراض الحميات ما وقته المنتهى مثل الهذيان واختلاط
5
الذهن لتلهب الراس. ومنها ما وقته الابتداء مثل القشعريرة والبرد. ومثل السبات
6
الذى يلحق اكثر اوايل الحميات لضعف الدماغ وميل الحرارة الى باطن حيث المادة،
7
وكثرة بخارات تتصاعد عن الاضطراب المبتدى فى البدن الى ان يحللها الاشتعال،
8
ويعين ذلك برد الدماغ فى نفسه، وبرد الخلط الذى يريد ان يعفن ويسخن.
9
والاشياء التى يتعرف منها حال الحمى وانها من أى صنف هى حال الحمى
10
فى حدتها ولينها، وحال الحمى فى وقوعها عن الاسباب البادية او السابقة على الشرط
11
المذكور. وحال الحمى فى لزومها واقلاعها وفتراتها. وحال الحمى فى اخذها
12
بنافض وبرد وقشعريرة او خلافها ومتى [كان] ما كان منه. وحال الحمى فى
13
تركها بعرق كثير وقليل او خلافه، او حال سالف التدبير، والسن، والسحنة، و
14
الزمان، والصناعة، وحال النبض والبول.
15
|414rb7|كلام فى النافض والبرد والقشعيريرة والتكسر
16
القشعريرة هى حال يجد البدن فيه اختلافافى برد ونخس فى الجلد والعضل.
17
ويتقد مها الكسل والتكسر وكان التكسر صنفا منها. واما البرد فهو فى ان يحس فى اعضائه
18
ومتون عضله بردًا صرفا. واما النافض فهو ان لا يملك اعضاءه من اهتزاز وارتعاد يقع فيها.
19
وحركات غير ارادية. وربما كان برد قوى ولم يكن نافض قوى فى مثل حميات
20
البلغم والربع. ومن اسباب اشتداد النافض شدة القوة الدافعة التى فى العضل.
21
ولذلك كلما كان السبب المنفض الزج كان النافض اشد، والدم يغور مع النافض
22
الى داخل.
23
واعلم ان الخلط البارد يكون ساكنا قد الفه العضو الذى هو فيه واستقر انفعاله
24
عنه فلا يحس برده. فاذا تحرك وتبدد تبددا كثيرا او قليلا بسبب من الاسباب من حرارة
25
مفرقة او غير ذلك انفعل عنه العضو الذى كان غير ملاق له، واحس ببرده بسبب
26
المزاج المختلف، وقد علمت [ذلك] فى الاصول الكلية من علم الطب.
4-29
1
وكثيرا ما يعرض عن البلغم الزجاجى المنتشر فى البدن نافض لا يودى الى
2
حمى. وربما كان له ادوار ولا تكون قوته قوة النافض المودى الى الحمى. والمادة
3
التى تفعل الاعياء بقلتها تفعل النافض بكثرتها قبل ان تعفن، فان لم تعفن لم تؤد الى
4
الحمى.
5
وقد يعرض البرد والنافض لغوور الحرارة بسبب الغذاء وما يشبهه. والنافض
6
والبرد يتقدم الحميات؛ لان الخلط الخام ينصب الى العضل اولا وهو موذ ببرده
7
بالقياس الى العضل، ثم اذا اخذ يتعفن اخذ فى التسخين.
8
وقد تتقدم النافض الحميات للذع الخلط، وقوة القوة الدافعة التى فى العضل
9
كما ينتفض الانسان من صب الماء الحار جدا على جلدة، وخصوصا اذا كان مالحا.
10
وربما صار ادنى ما يلذع سببا لهرب الحار الغريزى الى باطن، ويستولى البرد.
11
فيكون مع لذع الحار برد كان البرد يشتمل واللذع الحار عند الغشاء والباطن.
12
وقد يقع النافض <والقشعريرة> لهرب الحرارة الى الباطن كما يكون فى
13
الاورام الباطنة، وربما دل النافض والقشعريرة على البرء فى الحميات اللازمة، لانه
14
يدل على ان المادة انتفضت من العروق وخرجت، لكنه اذا لم يكن مع نضج وفى
15
وقت بحرانى، ولم يتبعه خف دل على انتفاض ذلك القدر، ليس لان القوة غلبت؛
16
بل لان المادة كثيرة تنتفض لكثرتها. ومن النافض ما يدل على الموت وهو الذى
17
يتبع ضعف القوة، وسقوط الحار الغريزى، واليبس واما القشعريرة فيكون عن
18
اسباب اقل من اسساب النافض. وهيجان الدهش والدوران يندر بدور. والحميات
19
تكون فى المشائخ مدفونة.
20
وربما كان السبب فى طول الحمى غلظا فى الاحشاء فليستلق المحموم، ويمد
21
رجليه ولتحس احشاءه فاذا اسود لسان المحموم مع خفة الحمى فحماه مدفونة. وقد
22
يصحب المحموم فالج فتعالج الحمى اولا، ومما يصلح له السكجبين ممروسا و
23
الجلنجبين، وماء الحمص بالزيت ان احتملت الحمى، وحلق الراس مما يكثف
24
جلده، فيعطف البخارات فتشتد الحمى.
25
إشارة الى معالجات كلية لحميات العفونة اعلم ان الغرض فى مداوات هذه
26
الحميات تارة يتجه نحو الحمى فتحتاج [الى] ان تبرد وترطب وتارة نحو المادة
27
حين تحتاج [الى] ان تنضج او تحتاج [الى] ان تستفرغ. والانضاج فى الغليظ
4-30
1
تعديله بالترقيق، وفى الرقيق تعديله بالتغليظ وربما يناقض ما تستدعيه الحمى من
2
التدبير ويستدعيه الخلط من الانضاج والاستفراغ والتحليل.
3
وربما كان المنضج والمستفرغ بخارا بل هو فى الاكثر كذلك وحيئذ يجب
4
ان يراعى الاهم من الامرين. وربما يناقص مقتضى الحمى من التدبير مثل البطيخ
5
الهندى وسائر البقول ومقتضى المادة من التقليل فيمنع ذلك سقيها الاحيث لا مادة.
6
وبالجملة فالحزم ان يؤخر ماء الفواكه الى اسبوع ويقتصر على ماء الشعير. وجميع
7
الفواكه تضر المحموم لغليانها وفسادها فى المعدة. وكثيرا ما يوجد الشئى الذى ينضج
8
ويلطف ويستفرغ مبردا ايضا مثل السكنجبين.
9
واعلم انه ربما كانت الحمى من الشدة والحدة بحيث لا يرخص فى تدبير السبب
10
بل يقتضى التبريد البليغ وخصوصا اذا لم تجد القوة قوية مقاومة صابرة فان وجدتها
11
مقاومة صابرة قطعت السبب ودبرت الخلط وقطعت الغذاء ولم تبرد تبريدا <شديدا>
12
يمنع التحلل وان وجدت القوة مقصرة اشتغلت بتعديل المزاج المضاد لها وبردته
13
وانعشت القوة بالغذاء فاذا قويت القوة بنعشها وقهرمضادها عدت الى العلة فاذا بردت
14
من هذه الحميات فلا تبرد بما فيه قبض وتكثيف مثل الاقراص المبردة الابعد النضج
15
والاستفراغ.
16
واعلم ان علاج حمى العفونة بخلاف علاج الدق فان علاج الدق مقصور على
17
مضادة المرض، وعلاج حمىء العفونة ليس مقصورا على مضادة المرض وحده بل
18
عليه وعلى قطع سببه، وان ''كانت تشاكل' المرض والتغذية صديقة القوة من جهة
19
نفسها، وعدوة القوة من جهة انها صديقة عدوها وهو المادة ''فهى معينة' لكليهما فلذلك
20
يحتاج فى تدبيرها الى قانون ولنفرد له بابا <ان شاء الله>.
21
واعلم انه لا يمكنك ان تعالج الحمى الا بعد أن تعرفها فان جهلت فلطف
22
التدبير، واحرص ان لا تلقاك النوبة الاوانت خال الجوف ولا تحرك فى يوم النوبة
23
شيئا ما امكنكك ولا تعلج <الحمى> ويجب ان تراعى فى جميع ذلك حال القوة.
24
وان كانت قوية وكان الغالب الدم او كان مع الخلط الغالب دم فالفصد اوجب شئى
25
وخصوصا اذا كان البول احمر غليظا ليس اصفر ناريا يخاف عند الفصد عليه المرار
26
وحدته ثم اتبع فصده اسهالا لطيفا خصوصا ان كان هناك يبس بمثل ماء الشعير و
4-31
1
الشيرخشت القليل و<مثل> ماء الشعير والسكنجبين، فان لم تلن الطبيعة زدت فى
2
مثل الشيرخشت مثل شراب البنفسج، وتكون لعناية التليين، لا الاسهال والاطلاق
3
العنيف.
4
والاحب إلى استعمال الحقن على المبلغ الذى يحتاج اليه فى القوة. ومن
5
الحقن المشتركة النفع الخفيفة حقنة تتخذ من دهن البنفسج وعصارة ورق السلق و
6
البيض والسكر الاحمر والبورق "فاذا لينت" وهذه التليين ربما احتجت اليه فى الانتهاء
7
اضعف مما تحتاج اليه فى الايتداء وذلك اذا كانت الطبيعة محتبسة ثم تتبعه بادرار
8
بمثل السكنجبين المطبوخ باصل الكرفس ونحوه ثم تعرقه وتفتح مسامه بما ليس
9
له حر قوى بمثل التمريخ بدهن البابونج والدلك بالشراب الابيض بالماء العذب
10
الفاتر.
11
فان كانت الحمى محتدة جدا لم يجز شئى من التمريخ والتنطيل فان وجدت
12
الخلط فى الاول يميل الى المعدة قيى بما ليس فيه مخالفة للعادة بل بمثل السكنجبين
13
بالماء الحار ان كان الخلط تحركه الطبيعة الى القىء ولا يخالفها ان كان هناك ميل
14
الى المعى و"احس المريض" بقرقرة وانحدار ثفل وما يشبهه وامنعه النوم فى ابتداء
15
الحميات خصوصا اذا كانت قشعريرة ''اوبردا" او نافضا فيطول عليه البرد والنافض
16
فانه يعين المواد ان كانت متجهة الى بعض الاحشاء، ويمنع نضج الاخلاط، واما
17
عند الانحطاط فهو نافع جدا وربما لم يضر عند المنتهى ولا تمنعه الماء البارد الا ان
18
يكون الخلط فيه فجاجة وغلظ فيمنع النضج. واعلم ان الفصد اذا نفع ثم استعملت
19
طريقة "ردية لم يكن شفاء".
20
واما الخلط الصفراوى فنضجه ان يصير خاثرا عن رقته والماء البارد يفعل ذلك
21
الا ان تكون المعدة والكبد ضعيفتين او باردتين او يكون فى الاحشاء ورم او يكون
22
فى احشائه وجع او يكون مزاجه قليل الدم، او حرارته الغريزية ضعيفة فتضعف بعد
23
شرب الماء البارد او يكون غير معتاد لشرب الماء البارد مثل اهل بلاد الحر وهؤلاء
24
يتشنجون بسرعة، ويصيبهم فواق. والمهزول من هذه الجملة. واما حيث المادة
25
حارة او غليظة وقد نضجت، والبدن عبل، والحرارة الغريزة موفورة، وتكون القوة
26
قوية والاحشاء سالمة ليست باردة المزاج الاصلى ولم يكن غير معتاد للماء البارد؛ بل
4-32
1
هو معتاد للبارد جدا، فالماء البارد افضل شىء، فانه كثيرا ما اعان على نقص المادة باطلاق
2
الطبيعة، او بالقىء او بالبول، او بالتعريق، او بجميع ذلك فيكون فى الوقت يعافى
3
وربما سقى الطبيب العليل من الماء البارد قدرا كثيرا حتى يخضر لونه ويرتعد
4
ولوالى من ونصف. فربما استحالت الحمى الى البلغمية. وربما قوى الطبع ودفع
5
المادة بعرق وبول واسهال، وكانت عافية. واذا كان ايضا بعض المواضع
6
[وارمًا] ثم خفت مضرة الحرارة والعطش، وظنت انه يودى به الى الذبول لم تمنع
7
الماء البارد، فان ازدياد الورم او فجاجته ربما كان خيرا من الذبول.
8
والسكنجبين ربما سكن العطش وقطع واطلق، وليس مضرته بالورم كثيرة
9
كمضرة الماء، وليس له جمع المادة وتكثيفها، وكذلك الجلاب الكثير المزاج.
10
واذا لم يجز شرب الماء البارد فاقدم عليه خيف ان يحدت تقبضا من المسام فتحدث
11
حمى اخرى لحدوث سدة اخرى، وربما كانت اشد من الاولى واذا صادف عضوا
12
ضعيفا افسد فعله. وكثيرا ما عسر الازدراد وعسر التنفس، واحدث رعشة وتشنجا
13
وضعف مثانة، او كلية او قولون. واكثر من يجب. ان يمنعه منهم الماء البارد
14
من يتضرر به فى حال صحته بل اذا رأيت السحنة قوية، والعضل غليظة، والمزاج حارا
15
يابسا واستفرغت فرخص احيانا فى الاستنقاع فى الماء البارد وعند الانحطاط
16
وظهور [علامات] النضج والاستفراغ للاخلاط فلا باس ان يستعمل الحمام،
17
ويشرب الشراب الرقيق الممزوج، والتمريخ بالادهان المحللة.
18
فاذا استعملت القوانين المذكوة فى اول حدوث الحمى فيجب بعد ذلك ان
19
تشتغل بالانضاج والاستفراغ، الذى ليس على سبيل التقليل والتخفيف، وقد ذكرناها،
20
بل على سبيل قطع السبب فلا تستفرغ المادة غير نضيجة فى حار او بارد؛ الا لضروة،
21
فربما كثر الاستفراغ من غير الخلط غير المهى للاستفراغ بالنضج، فربما خلط
22
به الخبيث بالطيب لتحريك الخيث من غير انضاجه.
23
ولا تصغ الى الرجل الذى زعم ان الغرض فى الانضاج الترقيق، والخلط
24
الحار رقيق لاحاجة الى ترقيقه، فليس الامر كما يقوله بل الغرض فى الانضاج تعديل
25
قوام المادة حتى تصير متهئية للدفع السهل، والرقيق المتشرب، والغليظ الناشب،
26
واللزج اللحج، كل ذلك غير مستعد للدفع السهل؛ بل يحتاج الى ان يثخن الرقيق و
27
يرقق الثخين قليلا، ويقطع اللزج. ولوان هذا الرجل لم يسمع من كلام المتقدمين
28
فى النضج شئيا من قبيل ما قلناه، وتذكر حال نضج الاخلاط المنفوثة ان الرقيق منها
4-33
1
يحتاج ان يخثر، والخاثر منها يحتاج ان يرقق لكان يجب ان يهتدى به ولم ليس
2
يتأمل فى نفسه فيقول ما بال القوارير فى الحميات الحادة لا تكون فى ابتداء ثهاذات
3
رسوب، ثم تصير ذات رسوب، وهل الراسب المحمود شىء غير الخلط الفاعل للمرض
4
وقد نضج، فلم ليس يندفع فى اوائل الامر، ان كانت الرقة هى الغاية المقصودة
5
فى النضج فمن الواجب ان يكون فى اوائل حميات الدم والصفراء رسوب محمود.
6
فان كانت الطبيعة لا يمكنها دفع ذلك الفضل الابعد وقت تصير فيه مستعدة
7
للدفع فى البول فلذلك الصناعة يجب ان يعلم ان استفراغها للخلط قبل مثل ذلك
8
الوقت الذى يظهر فيه النضج فى القارورة ممتنع او متعسر مستعصعب. وربما حرك
9
ولم يفعل بلاغا، وربما خلط الطيب بالخبيث، وكان الاولى بهذا الانسان ان يحسن
10
الظن بمثل جالينوس او بقراط فيما رسمه من هذا؛ او يتأمل فضل تأمل ويرجع
11
الى المناقضة. فان كان مناقضا للاولين وهو على الحق فمعذور. ولكن الاولى به
12
ان يعم النظر اولا.
13
وأظن ان هذا الرجل اتفقت له تجارب انجحت فى هذا الباب، فركن اليها
14
وامثال هذه التجارب، التى ليست على القوانين قد يتفق لها ان لاتنجح ولا واحد ويتفق
15
لها ان لا تحقق ولا واحد فهذا هو الواجب.
16
فاما اذا كانت المادة كثيرة متحركة منتقلة من عضو الى عضو فظننت انه لا
17
مهلة الى نضجها، او ربما حدث منها اورام سرسامية وغير ذلك، ولو تركت اوقعت
18
فى خطر قبل الزمان الذى يتوقع فيه نضجها. وذلك اطول من الزمان الذى يتوقع
19
فيه النضج المعتدل لا محالة ولا بدمن استفراغها؛ فان الخطر فى ذلك اقل من الخطر
20
فيها، ومع ذلك فان الطبيعة تكون متحركة الى دفعها لكثرة اذاها فاذا اعينت وافقها
21
الا عانة ولا بد منه.
22
واعلم ان الفصد اذا كان الغرض الدم ليس من قبيل ما ينتظربه النضج انتظاره
23
فى المسهلات. وانما ينتظر النضج فى الاخلاط الأخر. واذا تاخر الفصد عند ابتداء
24
العلة فلا يفصد فى انتهائها اذلا معنى له. وربما اهلك بموافاته ضعف القوة، وكذلك
25
ان خفت غلبة من الخلط واوجب الاحتياط الاستفراغ.
26
وان لم يكن نضج فلا تحرك الا فى الابتداء واما عند الانتهاء فلا تحرك شئيا
27
حتى تغلب الطبيعة وتنضج. فان هى لم تتحرك حركت انت وفق تحريكها. فان
28
كانت هى تتحرك او تحرك فدعها وفعلها؛ وهذا هو الذى يسميه بقراط هائجاحين
4-34
1
قال ينبغى ان يستعمل الدواء المسهل بعد ان ينضج المرض. واما فى اول المرض
2
فلا ينبغى ان يستعمل ذلك؛ الا ان يكون المرض مهياجا وليس يكاد ان يكون فى
3
اكثر الامر مهياجا. ومثل هذا الاستفراغ الضرورى الذى ليس فى وقته مثل التغذية
4
الضرورية التى ليس فى وقتها. ونسبة هذا الاستفراغ الى الكف من عادية المادة
5
نسبة. تلك التغذية الى منع القوة عن سقوطها.
6
فاذا استعملت استفراغا فراع وقت الاقلاع، او وقت الفترة، او ابرد وقت
7
يكون ولا تستفرغ بالاسهال يوم الدور، ولا تفصد ولا تضاد ياستفراغ الصناعة جهة
8
ميل استفراغ الطبيعة، ولا تثيرن الاخلاط بما تفعله فى الحال حال حركة دور. و
9
بالجملة يتوقى <البدن> التدبير الغليظ فى وقت الدور، حتى لايسقى فى ماء الشعير سكر
10
ولا جلاب لئلا يثير الدور بتضييق المجارى، فانه خطر، بل ''اعن ان لا يفرط"؛ فان
11
الطبيب معين الطبيعة لا منازع لها.
12
واعلم انه كثيرا ما يحتاج الى دواء قوى ضعيف اما قوته فمن حيث يسهل الخلط
13
الغليظ اللزج، واما ضعفه فمن حيث يسهل مجلسًا او مجلسين فلا تستفرغ الكثير معاحتى
14
لا تسقط القوة. والرأى فى الفصد ان يدافع به ما امكن فان لم يمكن فتكثير العدد
15
خير من تكثير المقدار. ويجب ان لا تستفرغ دما كثيرا دفعة فتستفرغ كثيرًا مما
16
لا يحتاج الى استفراغه، ولا يكون من الدم عدة لاستفراغات ربما احتيج اليها، و
17
تضعف القوة عن مقارعة بحرانات منتظرة.
18
واعلم انه اذا اجتمع الصداع والحمى فعلاج الحمى اولى. واعلم ان الصداع
19
ربما رد الحمى المنحطة الى التزيد فيجب ان يسكن والصبى الراضع اذا حم فيجب
20
ان يصلح لبن امه. واذا كانت القارورة [اليرقانية] فى الحمى تدل على ورم فيكون
21
العلاج بسقى ماء الشعير والسكنجبين. فاذا هدأت الحمى قصد الورم. واذا كان مع
22
الحمى قولنج فيما لم ينفتح الطريق فلا يسقى ماء الشعير، بل ماء الديك ان وجب
23
ولين الحقنة وكثر دهنها، ثم يسقى ماء الشعير ان وجب.
24
واما المسهلات فمنها اشربة تتخذ من التمر الهندى والترنجبين والشيرخشت
25
وربما جعل فيها ماء اللبلاب. وربما جعل فيها خيار شنبر. وربما طرح عليه السقمونيا،
26
وربما سقى السقمونيا وحده فى الجلاب. وربما احتيج الى استعمال مثل الصبر اذا
4-35
1
كانت المادة غليظة. والاجود ان يغسل ويربى فى ماء الهندباء وماء اليعضيد ثم يحبب.
2
واما الاهليلج الاصفر فقد يستعمله قوم، وما وجد عنه مذهب فعل، لانه يقبض المسام
3
بعد الاسهال ويخشن الاحشاء فان كان ولابد فبعد النضج التام. وماء الرمانين عظيم
4
النفع [خاصة] المعتصر بشحمهما وفى اوقات.
5
ومن المسهلات ما يتخذ من البنفسج والسقمونيا ويكون من البنفسج وزن
6
مثقال، ومن السقمونيالى قيراط، وربما جعل معها قليل نعناع. وقد يوخذ من المبردات
7
المطفية دواء يجعل فيه سقمونيا مثل حب بهذه الصفة: يوخذ كزبرة وطباشير وورد
8
من كل واحد نصف درهم، كافور طسوح، سقمونيا الى نصف دانق او دانق يسقى
9
منه. أو يوخذ من الشيرخشت خمسة دراهم، ومن الترنجبين مثله، عصارة التفاح
10
الشامى، وعصارة السفرجل بالسواء وعصارة الكزبرة الرطبة سدس جزء تجمع العصارات
11
ويغمر بها الشيرخشت والترنجبين، ويقوم بها حتى يكاد ينعقد، ثم يوخذ من الكافور
12
وزن دانق ونصف، ومن السقمونيا وزن درهم، ويرفع <الشئ> عن النار، ويذر
13
عليه الكافور والسقمونيا ويحفظ لئلا يتحلل بالبخار، ثم يترك حتى ينعقد من تلقاء
14
نفسه بالرفق. والشربة منه من درهمين الى درهمين ونصف. وقد يمكن ان يتخذ
15
من الترنجبين والشيرخشت والسكر الطبرزد ناطف، ويجعل فيه السقمونيا والكافور
16
على قدر أن يقع منه فى الشربة اعنى من الكافورالى طسوج، ومن السقمونيا الى دانق،
17
فيكون حبيبا الى النفس غير كريه.
18
والمحموم فى الصيف حمى باردة لا يدخل فى الخيش خاصة اذا عرق لئلا
19
تنعكس المادة عن تحللها. والاقراص لا توافق اوايل هذه الحمى الا بعد النضج و
20
الاستفراغ. واوفق ما تكون الاقراص لمن حماه متشبثة بمعدته كانها دقية وتارك عادته
21
فى تدبيره قد يحس احيانا بحمى، وليس بذلك الضار؛ لان السبب ترك العادة فى
22
التدبير.
23
|414rb36|فى تغذية هؤلاء المحمومين
24
اعلم ان اوفق الا غذية للمحمومين هى الاغذبة الرطبة، وخصوصا لمن مزاجه
25
رطب من الصبيان والمتدعين، فيوافق من حيث هو يشبه المزاج، ومن حيث هو ضد
26
المرض. واذا اخذت الحمى والطبيعة يابسة فلا تغذ البتة ما لم يخرج الثفل بتمامه.
27
ويجب ان تلقاهم النوائب الدائرة، والنوائب المشتدة واجوافهم خالية لا غذاء فيها
28
البتة، فانهم اذا كانوا متغذين فى ذلك الوقت اشتغلت الطبيعة بالهضم عن النضج
4-36
1
والدفع، واستحكم المرض وطال. فلذلك يجب ان تؤخر التغذية الى الانحطاط
2
فما بعده. وان اتفق ان وافق وقت الانحطاط وقت العادة فى الغذاء فهو اجود ما يكون.
3
واعلم ان من التغذية والتدبير ما هو لطيف جدًا. ومنه ما هو غليظ جدًا،
4
ومنه ما هو بين ذلك فبعضه يميل الى اللطافة اكثر وبعضه يميل للكثافة اكثر. واللطيف
5
البالغ فى اللطافة هو منع الغذاء. والغليظ جدا هو استعمال اغذية الاصحاء.
6
واللواتى تلى جانب اللطافة مما هو متوسط ان يقتصر فى الغذاء على عصارة الرمان
7
والجلاب الرقيق جدا، وبعده ماء الشعير الرقيق، وبعده ماء الشعير الغليظ، والبقول
8
الباردة الرطبة، مثل السرمق والاسفاناج واليمانية ونحوها، وبعده كشك الشعير كما
9
هو وهو الوسط.
10
واللواتى تلى جانب الغليظ فالدجاج والاطراف، والطف منه القباج والفراريج
11
والطف منها الطياهيج [والطف منها اجنحة الفراريج والطياهيج] والنيمبرشت
12
القليل الرقيق، والسمك الصغار جدا، والطف منها كشك الشعير كما هو، والطف
13
منها محلول الخبز السميذ فى الماء البارد حلا رقيقا، واما الغليظ فهو غذاء قوى.
14
وكشك الشعير فنعم الغذاء فانه يجمع الى ثخونته واتصاله ملاسة وزلقا، وجلاء
15
وترطيبا ولينا ومضادة الحمى، وتسكينا للعطش، وسرعة نفوذ وانغسال، ولا قبض
16
فيه، ولذلك لا يرسب ولا يتشبث فى المنافذ وان ضاقت، وليس فيه لصوق بمماره
17
وبالمرى؛ وربما جلا مثل البلغم. واذا اجيد طبخه لم ينفخ البتة. وقد كان القدماء
18
يستعملون حيث يحتاج الى تلطيف تدبير الطف من التدبير بالكشك وماؤه ماء العسل
19
الكثير الماء؛ فان غذاءه قليل، وتنفيذه للماء وترطيبه وجلاؤه وتفتيحه وادراره كثير،
20
وحرارته مكسورة، وانه لا محالة قد يزيد فى القوة زيادة ما وان قلت.
21
ويتلوه السكنجبين العسلى، فهو اغلظ واغذى واقوى تقطيعا وجلاء، وليس
22
فيه من التسخين ومضرة الاحشاء الحارة ما فى العسل. واما الان فان عسل القصب
23
وهو السكرخصوصا النقى افضل من عسل النحل وان كان جلاؤه اقل من جلاء العسل
24
وكذلك السكنجبين السكرى؛ ولكن الاقتصار على السكنجبين ربما اورث سحجًا.
25
وهذا مخوف فى الامراض الحادة ونحن نجعل لسقى ماء الشعير والسكنجبين كلامًا مفردا.
26
وتلطيف التدبير يقتضيه طبع مادة المرض، وتمكين الطبيعة من انضاجها
27
وتحليلها واستفراغها. واولى الاوقات بالتلطيف المنتهى، فهناك يشتد اشتغال الطبيعة
28
بقتال المادة، فلا ينبغى ان تشتغل عنها بشئى اخر وخصوصا عند البحران، واما قبل
4-37
1
ذلك فان القتال لا يكون قد استحكم. ومما يقتضى التلطيف ان يكون الى فصد، او
2
اطلاق بطن، او حقنة او تسكين وجع حاجة فحينئذ يجب ان يفرغ من قضاء تلك الحاجة،
3
ثم يغذى ان وجب الغذاء ولم يكن مانع اخر.
4
وتغليظ التدبير تقتضيه القوة. واولى الا قات بالتغليظ الوقت الذى لا تكون
5
القوة مشتغلة فيه جدًا بالمادة، وهو اوايل العلة. ويجب ان يتدارك ضرر التغليظ
6
بالتفريق، فانه ايضا اخف على القوة. والصيف لتحليله يحوج الى زيادة تغذية
7
وتفريقها، فان القوة لاتفى بهضم الكثير دفعة؛ ولان التحليل فيه بالتفاريق فيجب
8
ان يكون البدل بالتفاريق. وفى الشتاء الامر بالعكس، فانه لقلة تحليله لا يحوج الى بدل
9
كثير، ثم ان اعطى البدل دفعة كانت القوة وافية به فتفرغت عنه دفعة. والخريف
10
زمان ردى، ولهذا يحتاج ان يتلطف فيه بين حفظ القوة وبين قهر المادة. والتفريق
11
قليلا قليلا اولى به. وبالجملة التفريق مع ضعف القوة اولى به.
12
واعلم انه لولا تقاضى القوة لكان الاوجب ان يلطف الغذاء ابلغ تلطيف؛ لكن
13
القوة لا تحتمل ذلك وتخور، واذا خارت لم ينفع علاج، فان المعالج كما علمت هو
14
القوة لا الطبيب. لان الطبيب خادم يوصل الالات الى القوة واذا تصورت هذا فيجب
15
ان تنظر فان كانت العلة حادة جدا وذلك ان يكون منتهاها قريبا وحدست ان القوة
16
لا تخور فى مثل مدة ما بين ابتدأها الى انتهأها خففت الشغل عن القوة وسلطتها على
17
المادة ولم تشغلها بالغذاء الكثيف؛ بل لطفت التدبير ولو بترك الطعام اصلا، وخصوصا
18
فى يوم البحران.
19
فان رأيت المرض حادا ليس جدا بل حادا مطلقا فيجب ان تلطف التدير لا
20
فى الغاية الاعند الانتهاء، وفى يوم البحران خاصة الالسبب عظيم. وان رأيت المرض
21
مزمنا او قريبا من المزمن لم تلطف التدبير، فان القوة لا تسلم الى المنتهى مع تلطيف
22
التدبير؛ لكنه يلزمك مع ذلك فى جميع الاصناف أن يكون اول تدبيرك اغلظ، وأخر
23
تدبيرك الموافى للمنتهى الطف، وتتدرج فيما بين ذلك حتى تكون القوة محفوظة
24
الى قرب المنتهى، فهنالك ترسل على المادة ولا تشغل بغيرها.
25
فاذا علمت ان القوة قوية فربما اوجبت الحال ان تقتصر على الجلاب ونحوه
26
ولو اسبوعا، وخصوصا فى حميات الاورام، فان خفت ضعفا اقتصرت على ماء الشعير.
27
واذا اشكل عليك الحال فى المرض فلم تعرفه فلان تميل الى التلطيف اولى من
28
ان تميل الى الزيادة مع مراعاتك للقوة والاحتمال.
29
والذى زعم ان التغذية والتقوية فى المرض لحاد اولى؛ لانه لا معنى للنضج
30
وفى يدك الاستفراغ متى ما شئت فعلته الطبيعة اولم تفعله، فقد عرفناك خطاءه؛ بل
31
اذا خفت سقوط القوة فالتغذية اولى.
4-38
1
من الا بدان ابدان مرارية تقتضى تدبيرًا مخالفًا لما قلناه، وخصوصا اذا كانت
2
معادة الأكل الكثير؛ فانهم اذا لم يغذوا ولو فى نفس ابتداء، بل فى اصعب منه وهو
3
وقت المنتهى لم تخل حالهم من امرين، لانهم اذا كانوا ضعاف القوى غشى عليهم
4
فماتوا قريبا، وان كانوا اقوياء وقعوا فى الذبول وظهرت عليهم علامات الذبول
5
من استدقاق الاتف؛ وغوور العنين، ولطو الصدغين؛ وربما غشى عليهم قبل ذلك
6
لما ينصب الى معدهم من المرار اللاذع.
7
ومن الناس من هو موفور اللحم لكنه اذا قطع عنه الغذاء ضعف وهزل، ولا
8
يحتمل منع الغذاء فكل من حرارته الغريزة قوية جدا كثيرة، او حرارته الغريزية قليلة
9
ضعيفة جدا فلا يصبر على ترك الغذاء ومنهم من يصيبه ''الم ووجع فى" معدته
10
وصداع بالمشاركة وهؤلاء من هذا القبيل. وهؤلاء ربما اقتنعوا بماء الشعير، وربما
11
احتاجو الى ان يخلطوا به عصارة الرمان ونحو ذلك ليقوى فم المعدة. وربما احتجنا
12
ان نقئيه بالرفق قبل الطعام. وكثير من هؤلاء اذا ضعفوا وكاد يغشى عليهم. فالسبب
13
ليس هو من شدة الضعف بل انصباب المرار الى فم المعدة. فاذا سقوا سكنجبينا ممزوجا
14
بماء حار كثيرا، او شرابا ممزوجا بماء كثير قذف فى القذف اخلاطا صفراوية، فاستوت
15
قوته. فاذا تطعم شئيا من الربوب القوابض سكن.
16
والمشائخ والضعفاء والصبيان من قبيل من لا يصبر على الجوع. واما الكهول
17
فهم شديدوا الصبر، ويليهم الشبان وخصوصا الملتززوا الاعضاء، الواسعوا العروق
18
فى الهواء البارد.
19
وكثيرًا ما يخطى الاطباء فى امثال هؤلاء المرضى من وجه أخر، وذلك لانهم
20
يمنعونهم الغذاء فى اول الامر، فاذا شارفوا المنتهى وعلموا ان القوة تسقط غذوه
21
فى ذلك الوقت ضرورة فيكونون قدا خطوا من جهتين، ولوانهم غذوهم فى الابتداء
22
فكان ذلك خطاء وغلطا كان غلطا دون هذا الغلظ.
23
ويعرض لاولئك المرضى ان تصيبهم نزلات فجة ومرارية، وسهر للامتلاء
24
ولعدم النضج، ويتقلقلون ويتململون. ويهذؤن وتضغط المواد قواهم، وتكثر
25
بخاراتهم فيسمعون ما ليس، ويتقلبون فى الفراش، ويتخيل لهم ما ليس، وترتعش
26
وتختلج شفاههم السفلانية لوجع فم المعدة، وتحزن نفوسهم لثقل المعدة.
27
القانون فى سقى السكنجبين وماء الشعير: ان ماء الشعير منه ما ليس فيه من جرم
28
الشعير الا كالقوة والصورة: وانما يكون له مدخل فى العلاج ومطمع فى النفع اذا
29
كان قد استوفى البطخ واجوده ان يكون الماء قدر عشرين اسكرجة، والشعير اسكرجة
30
واحدة وقد رجع الى قريب الخمسين فيوخذ الاجمر الرقيق منه. فهذا هو الرقيق
4-39
1
الذى غذاؤه اقل. وترطيبه اكثر، وغسله واخراجه الفضول وانضاجه كثير وتبريده
2
معتدل. ومنه ما فيه شىء من جرم الشعير ودقيقه، والاحب الى فى مثل هدا
3
[ان] لا يكون كثير الطبخ جدًا، بل يكون طبخه بقدر ما يسلب النفخ ولا يبلغ ان
4
يلزجه شديدًا ومثل هذا اكثر غذاء واقل غسلا انضاجا. ويعرض "له كثيرا ان يحمض"
5
فى المعدة الباردة فى جوهرها وان كان بها حر غريب من باب سؤ المزاج كثير.
6
وماء الشعير قد يكون مطبوخا من الشعير بقشرة، وقد يكون مقشرا. واجود
7
السكنجبين عندى الذى يجعل السكرفيه فى القدر، ثم يصب عليه الخل الثقيف خل
8
الخمر بقدر مالا يعلو متون السكر؛ بل يتركها مكشوفة، ثم يترك تحت القدر جمرًا
9
هادئًا او رمادًا حارًا حتى يذوب السكر فى الخل بغير غليان، ثم يلقط الرغوة ويترك ساعة،
10
ولا كثير حرارة حتى يمتزج السكر والخل، ثم يصب عليه الماء قدرا صبعين ويغلى
11
الى ان يصير له قوام.
12
والجمع بين السكنجبين وبين ماء الشعير معا مكرب مفسد فى الاكثر لماء
13
الشعير. ولا يجب ان يسقى ماء الشعير على يبس الطبيعة؛ بل يحقن قبله. فان حمض
14
فى المعدة سقى الارق منه. فان حمض طبخ معه اصل الكرفس ونحوه. فان حمض
15
ايضا فلابد من ان يضاف اليه شىء من الفلفل، خصوصا اذا لم تكن المادة شديدة
16
الرقة والحرارة.
17
واذا كثرنفخه فقد يمزج به للمحرورين قليل خل خمر؛ ولكن اذا سقى السكنجبين
18
بكرة قطع الاخلاط وهيئى الفضول للدفع، <و> تبع بعد ساعتين ماء الكشك الرقيق
19
المذكور ليغسل ما قطعه، ويجلوه ويخرجه بعرق او ادرار. ولا ضير ان سقى السكنجبين
20
عند العشاء وقد فارق الغذا المعدة. وقد احتيج الى تقدم الجلاب على ماء الشعير ليزيد
21
فى الترطيب؛ وذلك اذا رأيت يبسا غالبا على البدن واللسان. وربما احتيج ان تقدم
22
قبلهما لتلين الطبيعة شئيا من [ماء] التمر هندى كل ذلك يساعتين.
23
فى علاج الحميات الحادة: اما ما قيل من تدبير التليين والادرار، والتعريق
24
والانضاج، ثم الاستفراغ بالدواء من بعد ذلك وما قيل فى التغذية من ذلك فذلك مما
25
يجب ان تذكره ههنا.
26
واما وجوه تطفية شدة الحرارة فيكون بتبريد الهواء، وتبريد الغذاء، وبالاطلية
27
والضمادات، وبالادوية وبامساك مثل لعاب بزر قطونا، ولعاب حب السفرجل،
28
وعصارة البقلة الحمقاء ورب السوس فى الفم ليسكن العطش. وان تعاهد حلق صاحب
4-40
1
المرض الحاد ليبقى رطبًا ولا يجف من المهمات النافعة جدًا. وربما انتفعوا باستعمال
2
الحقن المتخذة من عصارة البطيخ الهندى والقثاء والقرع والحمقاء بدهن الورد مع
3
شىء من الكافور انتفاعا عظيما.
4
ويجب ان يكون الهواء مبردا ما امكن. وتبريده يمنع الزحمة، وبتعليق
5
المراوح الكثيرة، وتنضيد الجمد الكثير. فان كان بيتا قريب العهد بالتطيين بالطين
6
الحر، وخصوصا الذى يجعل فيه مكان التبن قطن البردى فهو اجود واذا نصبت
7
فيه الفوارات والرشاشات، وسال فيه ماء عذب او كان المضجع على بركة مغطاة بشباك،
8
وكان الفرش الذى ينام عليه من الطبرى ونحوه، وكان سائر الفرش من اطراف
9
الخلاف والسفرجل والريحان المرشوش عليه ماء الورد والتفاح والنيلوفر والورد
10
والبنفسج، وقد وضعت اطباق فيها نضوحات من فائق الفواكه الطيبة الريح الباردة،
11
مثل التفاح والسفرجل، وضروب من الكمثرى الطيب الريح، مرشوشة بماء الورد
12
والنيلوفر والخلاف، مذرور عليها الصندل والكافور، وقد قطر عليها شى يسير من
13
الشراب العطر فهو غاية ما يكون فهذا تدبير الهواء.
14
واما تدبير الغذاء فماقد علمت فان اريد مع التبريد التليين فماء القرع، وماء
15
البطيخ الهندى خاصة، وماء القثاء والقثد والخس بالخل غاية. ومما يصلح لتسكين
16
عطشهم فقاع يتخذ من الخبز السميذ بماء الجبن المتخذ من الدوغ بعد تصفية شديدة.
17
وان اريد مع التبريد الحبس فعصارة الرمان المز والحامض، وماء الحصرم، وماء
18
التوث الشامى، وماء حماض الليمو غير المالح، وماء حماض الاترج، وماء الامبرباريس
19
وما اشبه ذلك.
20
واما الاطلية والضمادات فمن العصارات المعلومة، وخصوصا ماء الورد،
21
او عصارة الورد الطرى بالصندل والكافور. ولماء الكزبرة والهندباء مع هذا تبريد
22
كثير. ولعاب بزر القطونا بالخل، وماء الورد من هذا القبيل. وتنطيل الكبد بالمبردات
23
اعظم شىء وانفعه؛ فانه اذا اعتدل كان فيه جل الصلاح وربما صلح الماء.
24
واذا كانت هناك نزلة وسعال، او فى راسه ثقل او تمدد يدل على كثرة البخارات
25
فيجب ان لا يصب على الراس مأ او خلا، بل يجب الاشتغال بالاكباب على بخارالمياه
26
بحسب ما توجبه الحال. فان لم تكن نزلة ولا شىء مما ذكرناه فاستعمل من النطول
27
والطلاء ما شئت. واضر نطول فى مثل حال امتلاء الراس حلب اللبن على الراس؛
28
فانه ربما احدث ورما فى الراس واهلك.
4-41
1
واسلم اوقات تنطيل الراس مع امتلائه ان يكون البخار مراريًا ليس برطب،
2
بل فى مثل هذا الوقت ربما لم يضر بل ينفع ويتعرف حال النوم والسهر ورطوبة
3
الخيشوم ويبسه. واذا رأيت نوما او سباتا او رطوبة خيشوم فاياك. والطتنيل والتمريخ
4
واجتهد فى جذب المادة الى اسفل. واذا رأيت حمرة فى الوجه وفى الانف شديدة
5
فلا بأس ان تسيل الدم من المنخر. وبرد الكبد بالاضمدة. واذا ابردت فاياك
6
ان تصادف بالتبريد الشديد وقت التعرق والتحلل، بل يجب ان تراعى ذلك فربما
7
صار السبب فى طول العلة. على انه ربما كان طول العلة اسلم من حدتها. ويجب
8
ان تحذر فى الحميات الحادة وقوع السحج؛ فانه يزيد فى ضعف القوة، وتشمئز الطبيعة
9
عن قبول الفضل الى الامعاء ودفعها عنها الا بغلبة من الفضول. وربما رجعت الفضول
10
الى <الا معا> الا عالى فالمت الشراسيف ونفخت فيها، وألمت الراس. وربما كان
11
لشراب الخشخاش موقع عجيب فى تخثير المادة الرقيقة فتنضج وفى التنويم.
12
|414va42|ذكر اعراض تصعب فى الحميات الحادة
13
فلنتكلم اولا فى الاعراض التى تشتد فى الحميات وفى علاجها، ثم نشرع فى
14
تفصيل الحميات الحادة. وهذه الاعراض مثل النافض والبرد والقشعريرة، ومثل
15
العرق الكثير، ومثل الرعاف المفرط، ومثل القئى العنيف والاسهال المضعف،
16
ومثل العطش الذى لا يطاق، ومثل السبات الكثير، ومثل الارق اللازم، ومثل خشونة
17
اللسان وقحل الفم، ومثل العطاس الملح، والصداع الصعب والسعال المتواتر،
18
ومثل سقوط الشهوة والبوليموس ومثل الشهوة الكلية والردية والفواق.
19
فى تدبير النافض والقشعريرة إذا أفرطا: ما كان من ذلك تابعًا للعرق،
20
فانه يصلح سريعا ولا يحتاج الى تدبير. والبحرانى لايجب ان يعارض بالدفع، ولا
21
هو مما يضعف وغير ذلك ربما سكن بربط الاطراف، والدلك الرفيق، وتسخين
22
الدثار، والتمريخ بدهن الشبث او البابونج ان احتيج اليه. واما القوى اذا دام كان فى
23
الحميات او فى غيرها فيجب ان يربط الاطراف فى مواضع كثيرة ويمرخ بدهن
24
البابونج واصل السوسن.
25
ومن الناس من يقوى ذلك بمثل القاقلة والجند بادستر، والسذاب، والشيح
26
والفوذنج، والبورق، والفلفل، وعاقرقرحا. وربما جاوز ذلك الى استعمال لطوخات
27
الخردل والحلتيت وربما طبخت هذه الادوية فى ماء ثم طبخ فيه دهن. وماء الجرجير
28
قوى فى هذا الباب بنفسه وحده او مع دهن يطبخ فيه؛ وكذلك طبيخ الحبق اوماءه.
4-42
1
صفة دهن جيد: يوخذ شبث يابس، ومر وسذاب وفوذنج، وفلفل وعاقرحا
2
ويطبخ فى شراب طبخًا نعمًا، ثم يطبخ المصفى فى نصفه دهن السمسم الى ان
3
يفنى الماء ويبقى الدهن ويستعمل مروخا.
4
ومن الادهان القوية فى مثل نافض الربع دهن القسط، ودهن الشيح ودهن
5
القيسوم، ودهن السوسن، ودهن المر ويجعل ''فيه للاوقية" قدر ثلتة دراهم فلفل
6
ودانق عاقرقرحا مسحوقا. ويستعمل الافسنتين مطبوخا فى الدهن، او الزيت المطبوخ
7
فيه الكرفس. والدخول فى الزيت الحار نافع جدا.
8
وربما احتيج الى مشروبات. وكثيرا ما يسكنه شرب الماء الحار الكثير الحرارة،
9
والاكباب على بخاره واذا لم يسكن بذلك وكانت المادة اغلظ طبخ فى الماء انيسون،
10
وفوتنج، وبزر الكرفس، ومصطكى، وجرجير، وشبث. وبخر بمياه قد طبخ
11
فيها مثل الشيح، والقيسوم، والفوتنج، والشبث، والاذخر، والسذاب، والمرزنجوش،
12
والقسط، والبزور الحارة. وجميع الادوية القوية الادرار لتسكين النافض.
13
ومن الادوية المسكنة للنافض العظيم فى الربع ونحوه ان يشرب من القسط
14
مثقال بماء حار ومن الغاريقون مثله فى ماء حار. وللغاريقون منافع، وربما جعل معه قليل
15
افيون ونوم وعرق فمنع شدة النافض وغير ذلك وايضا الا يرسا مقدار مثقال فى ماء
16
حار. وايضا الابهل وزن مثقال بماء حار. وايضا الفطر اساليون مثقال بماء حار.
17
ومن المركبات ترياق الاربعة، وترياق غزرة، والكمونى، والفوذنجى،
18
والفلافلى. وشراب العسلى مغلى فيه مثل السذاب والحلتيت وعاقر قرحا والفلفل.
19
حب مجرب: يسقى قبل النافض بساعة، والعليل مستو على مرقده، وهواؤه
20
مسخن بالنار والتدثر فيعد له او يمنعه، صفته، يوخذ ميعه ومروافيون وجاوشير وفلفل
21
من كل واحد جزء يعجن السمن. والشربة من قدر باقلاة. وايضا يوخد من الجاؤشير
22
والجند بادستر والدوقو والحلتيت وعاقرقرحا وافيون اجزاء سواء، يعمل كما عمل
23
فى الاول.
24
نسخة جيدة: لمثل ذلك يوخذ من الجاوشير، والسكبينج، والانجدان، و
25
[الكمون] الكرمانى وبزر الكرفس، والفلفل من كل واحد مثقال ونصف، بزر النبج،
26
وزعفران وزراوند، وجندبادستر، وفربيون، ومرونانخواه، وزنجبيل من كل واحد
27
وزن دانقين، بزر حرمل وعاقرقرحا من كل واحد مثقال ويعجن بعسل. والشربة
28
بندقة بماء حار جدًا وربما احتيج فيه الى سقى الشراب المسخن، والاغذية المسخنة،
4-43
1
والى الاسهال بمثل الايارج والسفرجلى والتمرى؛ بل اذا كان النافض متعبا، وخصوصا
2
بلا حمى سقيت حب المنتن فانه شفاؤه.
3
فى تدبير العرق المفرط فى الحميات: البحرانى يجب ان لا يحبس ما امكن،
4
فاذا وقعت الضرورة وجاوز الحد فيجب ان يروح ويبرد الموضع، فان لم يغن فيجب
5
ان يرجح فى موضع بارد. ولا يجب ان يشتغل بنشف ما يندى نشفا بعد نشف، فذلك
6
سبب لادراره وتكثيره، وربما جلب الغشى. فان مسحه يزيد فيه، وتركه يحبسه. و
7
يجب ان يمرخ البدن بدهن الورد القوى، وبدهن الاس، وبدهن الخلاف وبدهن
8
الجلنار او يتخذ دهن من مياه قد طبخ فيها السفرجل العفص، والتفاح، والعصفر،
9
والورد والجلنار ونحوه، ويصفى ويطبخ فيها الدهن على ما تعلمه.
10
وقد يدرحب الاس المدقوق والجلنار والكهرباء مسحوقا كالهباء ونحوه فيحبس
11
وربما حبس الخل الممزوج بالماء وعصارة الحصرم، وطبيخ الجلنار، وطبيخ
12
العفص، وطبيخ الاس وعصارة الخلاف عجيبة، وماء حى العالم. واذا اشتد الامر
13
طلى بالا لعبة الباردة وبالصمغ، خصوصا اذا جعل فى امثال هذه صندل وكافور،
14
وخصوصا اذا ضمد بهذين وروح. واذا اشتد الامر وجب ان يوضع الثلج على
15
الاطراف، او يدخل فيه الاطراف، او يستحم بماء بارد ان صبر عليه.
16
تدبير الرعاف المفرط: يجب ان لا يبادر الى منع البحرانى منه ما امكن. و
17
اذا وجب منع الرعاف فى الحميات الحادة ربطت الاطراف، ووضعت المحجمة
18
على الجانب الذىيلى الجانب الراعف، ثم اتبع تبريد ذلك الموضع. وما امكنك
19
ان تبرد فتحبس به فلا تضع المحاجم، وقطر فى الانف بعض القطورات المذكورة فى باب
20
الرعاف. واذا لم يكن مانع فبرد الراس بالمبردات المذكورة فيه. وقد يصيب
21
اصحاب الربع رعاف فيحتاج ان يعين بالمرعفات المعلومة، فان فيه شفاء للربع.
22
فان خفنا الافراط فعلنا مثل ما فعلنا.
23
تدبير القئى الذى يعرض لهم بالافراط: البحرانى ايضا لا يقطع الا عند الضرورة،
24
وفى بعض الاوقات يقطع قيئهم وغشيانهم بالقى وبمعونة ما يستخرج به الخلط
25
الموذى مثل السكنجبين والماء الحار. وربما احتيج ان يقوى فيجعل بدل السكنجبين
26
الساذج السكنجبين البزورى. فان كان الخلط متشربا وغليظا فيصلح ان يسهلوا بمثل
27
الصبر والايارج. واذا لم يكن تشرب فربما نفع الايارج والصبر. وان كان متشربا
28
غير غليظ نقاه السكنجبين بالماء الحار، ثم يعدله بعد ذلك ماء الرمانين يشرب. فان
29
قاءه شرب مرة أخرى حتى يعتدل ويهدأ. وكذلك شرب النعناع بحب الرمان. وربما
4-44
1
سكنه تبريد المعدة. ولا يجب ان يقرب الاشياء العفصة والمسكنة للقئ بعفوصتها
2
وحموضتها القابضة من المتشرب، فانه ردئى يزيده تشربا. واما غير المتشرب فربما
3
قذفها وان كان غليظا الى اسفل. وربما قوى المعدة على قذفه من فوق، فانه اذا
4
دام القذف من الصفراء ولم يكن من قبيل المتشرب فاستعمال القوابض، وخصوصا
5
اضمدة نافعة مثل ضماد يتخذ من قشور الرمان والعفص ونحوهما بشراب ممزوج
6
<او بخل> او بخل ممزوج. ولقذف السوداء المفرط يغمس اسفنج فى خل ويوضع
7
على المعدة، فان احتيج الى اقوى استعمل الادوية المذكورة فى باب حبس القئ.
8
تدبير الاسهال الذى يعرض لهم: قد افردنا فى باب الاسهال كلاما فى هذا
9
الغرض فلترجع اليه. ومما ينفع من طريق الاغذية الماش <المصفر> المقلو،
10
والعدس المقلو، و الكسيرة أيهما كان يسلق ويصب عنه الماء، وخصوصا اذا حمضا
11
بحب الرمان.
12
تدبير عطشهم المفرط: يجب ان يبرد الراس بدهن بارد مبرد جدا، يصب
13
عليه ويوضع على الراس ان لم يكن مانع، وبالمياه المبردة، وامساك لعاب حب
14
السفرجل مخلوطا بدهن الورد البالغ <فى الفم>، او نقيع الاجاص ولبوب القثاء،
15
والقثد، والقرع، وبزر الخس الا سود، واصول السوس، والحب المكتوب
16
فى الاقراباذين للعطش.
17
ومن المضوغات والمصوصات التمر هندى. والعطش قد يكون من اليبس
18
فيقطعه النوم، وقد يكون من الحر فيقطعه السهر.
19
|414vb47|فى السبات الذى يعرض لهم
20
يجب ان يوخذ عن سباته بالحديث ونحوه بالاصوات، وتربط اعضاءه السفلى
21
ربطا مولما بقدر ان لم يكن مانع، ويحمل شيافة لطيفة ان كانت الطبيعة معتدلة، و
22
فى وقت الراحة وفترة اللزوم يحجم مابين الكتفين والعقار.
23
|415rb51|فى ثقل رؤسهم
24
يجب ان يجنبهم حلب اللبن على رؤسهم، او صب دهن عليها، او نطول او
25
سعوط، بل اقتصر على التبخيرات بالتطولات البابونجية وفيها بنفسج ونخالة وغير
26
ذلك.
4-45
1
فى ارق اصحاب الحميات وغيرهم: اما دهن البنفسج فاستشاقه مع دهن
2
بزر الخس ودهن التيلوفر والقرع، والصاق شىء من المخدرات المشهورة على
3
الاصداغ، والاكباب على الابخرة المرطبة، واشتمام النبلرفر واللفاح والشاهشفرم
4
المرشوش من بعيد. والنطولات المرطبة فامر تعلمه؛ وكذلك ان لم يكن مانع
5
فسقى الخشخاش ولعوقه، ثم تكثر بين يديه السرج، ورفع الاصوات بالحديث،
6
وعصب اطرافه عصبا يولم قليلا باناشيط تنحل بسرعة، وتكلف التناوم وتغميض
7
العينين. فاذا نام يسيرا اطفيت السرج، وكفت الاصوات، وانشطت الا ناشيط؛
8
فانه ينام. واذا وجد خفا وسكونا من النوبة، او من الشدة ادام غسل الوجه بماء قد
9
طبخ في الخشخاش الاسود مع شىء من اليبروج و واصله. وان كان هناك خلط بورقى
10
نفع الماء المطبوخ فيه النمام واكليل الملك والاقحوان والخشخاش غسولا للوجه
11
واكبابا على بخاره.
12
|415va45|فى وجع الجوف الذى يعرض لهم
13
يكون من انصباب مرار الى المعدة فان عرض فى ابتداء دور سقى قليل
14
شراب تفاح مع سكنجبين.
15
|415vb7|فى خشونة لسانهم [ولزوجتها]
16
اما فى كون اللزوجة فيحك بخيزران او بقضيب خلاف بدهن اللوز والطبرزد
17
حتى ينقى، او باسفنج وقليل ملح ودهن ورد، فان فيه تخفبفا كثيرا على العليل،
18
و بعد ذلك وعند خشونة لاعن لزوجة؛ بل عن يبوسة، فيجب ان يمسك فى فمه
19
السبستان، او نوى الاجاص، او ملح يجلب من الهند هو فى لون الملح وحلاوة العسل،
20
يوخذ منه على مازعم ارجيحانس قدر باقلاة. وحب السفرجل مما يرطب اللسان و
21
يمنع تقحله. ويجب ان لا يفغر كثيرا، ولا يستلقى نائما، فان هذين يجففان اللسان.
22
|415vb36|فى العطاس الملح [الذى] يعرض لهم
23
قد يعظم ضرر العطاس الملح بهم، فانه يوذيهم، ويملأ رؤسهم ويضعف
24
قواهم، وربما ارعفهم. فيجب ان يدلك منهم الجهة والعين والانف وتفتح افواههم،
25
و تدلك احناكهم بشدة، وتمدد رؤسهم ويقلبون، وتغمر اطرافهم، وتصب فى اذانهم
4-46
1
ادهان فاترة الى حرارة يسيرة، ويرطب عضلهم وفكوكهم، وتوضع تحت اقفائهم
2
مرافق مسخنة. ولا يوقظون عن نومهم دفعة، ويوقون الغبار والدخان، وكل ما فى
3
رائحته حدة، ويشممون السويق وطين النجاح والاسفنج البحرى.
4
|415vb47|فى الصداع الذى يعرض لهم
5
تربط اطرافهم وخصوصا الفخذ وتعصب وتدلك اقدامهم، ويحملون
6
شيافة تجذب المادة الى اسفل، وتقوى رؤسهم بالمبردات المعلومة. وان لم يكن
7
من نزلة اوسعال مانع نطلت رؤسهم بطبيخ الورد والبنفسج والشعير وورق الخلاف
8
ونحو ذلك، وكذلك دهن الورد ودهن الخلاف. واذا لم يغن ذلك فاخلط النطولات
9
المبردة بملينات مثل البابونج، ومخدرات مثل الخشخاش ولا تحلب اللبن الا عند
10
زوال الحمى. فاذا كانت القوة قوية حلبت لبن الماعز، وان كانت ضعيفة حلبت
11
لبن النساء. واحذر اللبن عند الامتلاء الرطب البدنى السباتى، وكذلك احذر جميع
12
المرطيات، فانما تستعمل المرطبات متى كان البخار دخانيا والراس يابسا قليل
13
النوم. واذا كثر الامتلاء فى الراس من البخار الرطب جذبته الى اسفل بالشيافات
14
والحقن، وتشد الاعضاء السافلة حتى الخصيتين.
15
|416ra15|فى سعالهم
16
ان السعال كثيرا ما يعرض لهم من حرويبس فيجب ان يمسكوا فى افواههم
17
حب السعال واللعوقات والخشخاش المتخذ باللبوب الباردة والنشا ونحوه. ويستعملون
18
القيروطيات المبردة المرطبة المتخذة من دهن الورد الخالص، ومن لعاب
19
بزر القطونا، وعصارة القلة الحمقاء ونحو ذلك.
20
|416ra17|فى بطلان شهوتهم
21
ربما كان سببه خلطا. فى فم المعدة يعرف مما قد قيل فى بطلان الشهوة،
22
ويستفرغ بقئى او اطلاق. وكثيرا ما ينتفعون بادخال الاصبع فى الحلق وتهييج المعدة،
23
وخصوصا اذا قذف شئيا مريا او حامضا. وربما كان من شدة ضعف فيعالج المزاج
24
الذى اوجبه بما علم. ويجب ان تقرب اليهم الروائح الطيبة المنبهة للشهوة، مثل
25
رائحة السويق المبلول بالماء، او بالماء والخل، ويعطوا الجوارشن المنسوب الى
26
المحمومين، وقليل شراب، وسلاقات الفواكه العفصة الطيبة الرائحة، ويلعقون
4-47
1
شيئا من "خل قريض السمك" او الجداء ونحو ذلك. ويجعل على المعدة بعد الايام
2
الاول اضمدة متخذة من الفواكه، وفيها افسنتين وصبر على ما علمت. وتمريخها
3
بالادهان الطبية نافع.
4
|416rb12|فى بوليموسهم
5
يجب ان يعالجوا بالمشمومات والطين النجاحى والا رمنى مبلولا بالخل،
6
ويشمون المصوصات. والخبز النقى الحار، واللحوم المشوية. وتشد اطرافهم،
7
وتمد اذانهم وشعورهم. وتقوى ادمغتهم بالنطولات المبردة الرطبة؛ فان اكثر
8
بوليموسهم لبطلان حس فم المعدة بسبب مشاركة الشعب الدى ياتيه بالحس، ويكون
9
البدن يقتضى ويطلب لكن الحس لا يتقاضى به.
10
|416rb48|فى سواد لسانهم
11
يجب ان لا يترك على لسانه السواد بل يحك بما تدرى، والاصعد الى الراس
12
بخارات خبيثة فا وقع فى السرسام.
13
|416va26|فى شهوتهم الكلية
14
يعالجون بالدسومات الباردة والحلاوات.
15
|416vb20|فى الغشى الذى يعرض لهم
16
قد يعرض لهم الغشى فى ابتداء الحميات لانصباب المرار الى افواه معدهم
17
فيجب ان يعطوا قبل النوبة او عند النوبة قطعة خبز سميذ بماء الرمان اوماء الحصرم.
18
واعلم انه اذا اجتمع الغشى والحمى فالغشى اولى بالعلاج، وان احوج الى الطعام
19
فقليل خبز ممزوج بثلثة دراهم شراب عتيق؛ والاشراب التفاح العتيق الذى تحللت
20
فضوله. والفصد كثيرا ما يزيد فى الغشى. والحقنة اللينة اوفق. والقذف نافع لهم،
21
وشد الساقين، ووضع اليدين والرجلين فى ماء حار. وكما يفيق فمن الحزم ان تسقيه
22
سويق شعير مبرد وفيه حب رمان.
23
|416vb39|فى ضيق نفسهم
24
ضيق النفس يعرض لهم إما لتشنج ويبس يعرض لعضل التنفس، وإما لمادة
25
خانقة تنزل الى حلوقهم؛ وإما لضعف يستولى على العصب الجائى الى اعضاء التنفس.
4-48
1
والاول يعالج بالمراهم المرطبة، والثانى بما يمنع الخوانيق، والثالث بتعديل المزاج فى
2
الدماغ، وتمريخ العنق بما يبرد ويرطب، عل المعدة ايضا من مثل جرادة القرع،
3
والبقلة الحمقاء، والصندل بدهن الورد ونحوه.
4
|417rb42|فى شدة كربهم
5
اذا كثر الكرب بسبب فم المعدة وحصول خلط لاذع فيه فتبرد معدتهم بما
6
علمت من الاغذية. ويروحون ويضجعون فى موضع بقرب حركات الماء مفروش
7
بالاطراف، والاغصان الباردة، والرياحين الباردة من النيلوفر والورد، والنضوحات
8
الباردة المتخذة من الفواكه العطرة الباردة والصندل. وكثيرا ما ينفعهم من <شدة> كربهم
9
الحقن الباردة المتخذة من ماء القرع والخيار، وعصارة البقلة الحمقاء وحى العالم بدهن
10
الورد.
11
|417rb55|فى عسر الازدراد الغرى يعرض لهم
12
ان كان عسر الازدراد يعرض لهم والحمى مطبقة فليفصد وليخرج الدم قليلا
13
وليغذ بالخل والخس ان كانت الشهوة فيها بعض الفتق والافليقتصر على ماء الشعير
14
وليحذر العاقلة وان كان <به> عتقال. فالحمول [والحقن] خير من المسهل
15
من فوق بكثير.
16
|417va17|فى برد الاطراف الذى يعرض لهم
17
كثيرا ما تغور حرارتهم، وتبرد اطرافهم، وتبخر الحرارة الغائرة الى الراس،
18
فلتوضع الاطراف فى الماء الحار، ولا يشر بوا الماء البارد.
19
|417va25|كلام كلى فى حمى الصفراء
20
الحميات الصفراوية ثلثة: غب لازمة، وغب دائرة ومحرقة. فالغب الدائرة
21
اما خالصة وتكون عن عفونة صفراء خالصة، واما غير خالصة وتكون عن عفونة
22
صفراء غليظة الجوهر لاختلاط صفراء مع بلغم اختلاطا ممازجا متحدا. وبذلك
23
تخالف شطر الغب اذ كانت شطر الغب توجبها مادتان متمايزتان، وهذه توجبها مادة
24
واحدة هى فى نفسها ممزوجة يمتزج بخارها شى من البارد تثقل عفونتها وانحلالها و
4-49
1
نضجها. فلذلك تكون لشطر الغب نوبتان، وللغب غير الخالصة نوبة واحدة. وهذه
2
غير الخالصة ربما طالت مدة طويلة وقريبا من نصف سنة. وربما ادت الى الترهل
3
والى عظم الطحال.
4
واما المحرقة فانها من جنس اللازمة؛ الا ان تقارن اشتداد وفتور غير محسوس
5
واعراضها شديدة. والسبب حدة المادة وكثرتها؛ اذ وقوعها بقرب القلب، و
6
فى عروق فم المعدة او فى نواحى الكبد خاصة، وبالجملة الاعضاء الشريفة المقاربة
7
للقلب.
8
واما [فى] الغب فان الصفراء تكون فى اللحم الى الجلد، وفى الدائمة تكون
9
مبثوثة فى عروق البدن التى تبعد عن القلب: وشدة العطش، والكرب والقلق،
10
والارق، والهذيان. والغثيان، ومرارة الفم وتبشر الشفاة وتشققها، والصداع يكثر
11
فى الحميات الصفراوية، وتكون الطبيعة فى اكثرها الى اليبوسة؛ لان المادة إما محركة
12
الى الاعالى، وإما إلى ظاهر البدن والجلد.
13
|418rb57|الكللام فى الغب مطلقا ويسمى طريطاؤس
14
نوبة الغب تاخذ اولا بقشعريرة ونخس ابر، ثم تبرد وتاخذ فى نافض
15
صعب جدا، اشد من سائر النوافض غير بارد او قليل البرد، وليس برده
16
الالغوور الحرارة الى الباطن نحو المادة، ويجد كنخس الابر. وهذا النافض مع شدته
17
سريع السكون والسخونة. وقد علمت سبب هذا النافض [ويكون النافض] فيه
18
فى الايام الأول اقوى واشد، وفى الربع بخلافه، وايضا فان النفض تبدأ بقوة ثم
19
تلين قليلا قليلا وتنقضى بسرعة، وفى الربع بخلافه. والعرق يكثر فى الغب عند
20
الترك، ويكون البول فيها احمر الى نارية لا كثير غلظ فيه؛ او يكون غير خالصة فيكون
21
بوله فجا او غليظا.
22
وحرارة الغب اسلم من حرارة المحرقة. واليد كلما طال لمسها للبدن لم تتزيد
23
التهابا؛ بل ربما نقص التهابها، وفى المحرقة يزداد التهابها. والعوارض التى تعرض
24
فى الغب السهر بلاثقل فى الراس؛ الا فى بعض غير الخالصة، والعطش، والضجر،
25
والغضب، وبغض الكلام؛ ويكون نبضه حارا سريعا بالقياس الى نبض سائر الحميات
26
ولا يكون مستو الانقباض والانبساط؛ لان الخلط يجهده، ويزيده اختلافا عند
4-50
1
المنتهى. والاختلاف فيه دون ما فى سائر الحميات الخلطية، واقل مما فى غيره،
2
مع صلابته. ويكون النبض اقوى فيه؛ بل لا اختلاف فيه فى الاكثر؛ الا الاختلاف
3
الخاص بالحمى من [دون] غيره. وفى الابتداء لا بد من تضاغط النبض الى وقت
4
انبساط الحمى [ثم] يقوى ويسرع ويتواتر، ويكون اختلافه ليس بذلك المفرط.
5
وقد يدل عليه السن. والعادة والبلد والسخنة والحرفة والفصل وكثرة وقوع
6
الغب فى ذلك الوقت. فاذا تركبت غبان كانت النوائب عايدة كل يوم. فمن راعى
7
الغب بالنوبة غلط فيها؛ بل يجب ان يراعى الدلائل الأخر، والنوائب كلها توكدها.
8
واصحاب الغب يعرض لهم سهر وحب خلوة، وكثيرا ما يحسون بغليان عند الكبد.
9
|418va45|الفرق بين الغب الخالصة وغير الخالصة
10
الخالصة لطيفة خفيفة تنقضى نوبتها من اربع ساعات الى اثنى عشرة ساعة لا
11
تزيد عليها كثيرا. فان زادت زيادة كثيرة فهى غير خالصة، وهى فى الاكثر الى سبع
12
ساعات ويسخن فيها البدن بسرعة وترى الحرارة تنبعث عن البدن والاطراف بعد
13
باردة. وكذلك الخالصة لا تزيد اذا لم يقع غلظ على سبعة ادوار وربما انقضت للطافة
14
مادتها فى نوبة واحدة ويقع فيها قئى اواسهال منق، ويظهر النضج فى البول فى اول
15
يوم، او فى الثالث او الرابع، او السابع. فان زادت على سبعة ادوار زيادة كثيرة فهى
16
من جملة غير الخالصة. وكذلك ان طالت مدة نافضها، ويكون تزيد نوابئها، وتقدم
17
نفضها على نظام محفوظ النسب متشابهها، وفى غير الخالصة يكون ذلك مختلفا غير
18
مضبوط، وكذلك اذا تشابهت النوائب على حد واحد، وسائر علامات طول الحمى
19
مما قد علم.
20
واذا رأيت الابتداء بنافض على ما حددناه، والانتهاء بعرق غزير فلا تشك انها
21
خالصة. والخالصة اذا شرب صاحبها ماء انبعث <مما> فى بدنه بخار رطب كأنه يريد
22
ان يعرق، وربما عرق. وغير الخالصة يوجد معها ثقل كثير فى الراس وامتداد.
23
وتطول النوبة حتى تبلغ اربعا وعشرين ساعة، او ثلثين ساعة الى وقتها، وتفتر تتمة
24
ثمانى واربعين ساعة. وبمقدار زيادة النوبة على اثنتى عشرة ساعة تكون بعدها عن الخلوص
25
والغب غير الخالصة يبطوفيها ظهور النضج، ولا يظهر فى السحنة قضف ولا هزال؛
26
وربما لم تقلع بعرق وافر؛ وربما لم تبتد بنافض قوى ولا تكون الحرارة بتلك القوية
27
ولا يكون تزيدها مستويا بل كانها تتزيد، ثم تتقدم فتنقص، والاعراض الصعبة تقل فيها.
4-51
1
العلامات: الغب اللازمة تعرف باشتداد النوائب غبًا وبشدة اعراض الغب.
2
وعند جالينوس ان الدم اذا عفن صار من هذا القبيل، وفيه كلام [ياتى] من بعد.
3
علاج الغب الخالصة: يجب ان تتذكرما اعطيناك من الاصول فى علاج الحميات
4
فى الاسهال والغذاء، وفى جميع الابواب، وتبنى عليها. ولا تلتفت الى قول من يرخص
5
فى الابتداء بالمسهلات القوية وبالا هليلج ونحوه، الا بما ذكرناه من الصفة؛ بل يجب
6
ان تبادر فى الاول فتلين تليينا ما؛ مثل ما ذكر هناك بمثل التمر هندى قدر اربعين درهما
7
ينقع فى ماء حار ليلة، ويصفى، ويلقى عليه شيرخشت، او ترنجبين، او بماء الرمانين،
8
ومثل طبيخ اللبلاب بالترنجبين والزبيب المنزوع العجم، او نقيع الاجاص والترنجبين
9
او الشيرخشت، او شراب البنفسج، او البنفسج المربى.
10
ووبما فعل لعاب بزر القطونا مع بعض الاشربة مثل شراب الاجاص ازلاقا
11
وتلينا، او بطبيخ العدس واللبلاب، او الحقن اللينة مثل الحقنة بطبيخ الخطمى،
12
والعناب، والسبستان، واصل السوس، ودهن البنفسج، وعصارة السلق، وبدهن
13
البنفسج والبورق على نحوما تعلم، وذلك اذا مست اليها الحاجة، فانه من الصواب
14
ان لا يسقى مثل ماء الشعير ولا نحوه ولا الاغذية الا وقد لينت الطبيعة. على ان الاسهال
15
فى الابتداء فى حمى الغب الخالصة اقل غائلة من مثله فى غيرها وان كانت له غائلة
16
ايضا عظيمة.
17
واذا امكن ان لا يفصد الى ثلثة ادوار فعل. وكذلك اذا خفت ان يكون المرض
18
مهياجا ففعلت ذلك كان ما يقع من خطأ ان وقع اقل من غيره. ويجب ان لا يحرك
19
يوم النوبة شيئا الا بالضرورة، ولا يغذوه الاعند الشرائط المذكورة، وأن يدر البول
20
بحليب البزور.
21
ويجب ان ترد عليه النوبة وهو طاوليس فى معدته شىء بل يجب ان يسقى
22
السكنجبين كل بكرة، وبعد ساعتين ماء الشعير فى يوم لانوبة فيه. والسكنجبين بعد
23
النوبة صالح. وكذلك وضع الرجل فى الماء الفاتر لتجذب بقايا الحرارة. واستحب
24
ان يكون فى السكنجبين خصوصا فى الا واخر حليب البزور الباردة المذكورة، او قيل
25
النوبة بثلث ساعات او اربع، ويسقى بعد النوبة ماء الشعير.
26
واذا وجب تلطيف التدبير سقى مثل ماء الرمان وماء البطيخ الهندى ونحوه،
27
ويدرج تدبيره على الوجه المذكور. وكلما قارب المنتهى لطف. وفى الايام
28
الاوايل يغذى بكشك الشعير والخبز المشرود فى الماء البارد إما كما هو، وإما حليبه
29
فيه، وبماء يتخذ من المج والعدس.
4-52
1
واذا كان الطعام يحمض فى معدته لم يسق من ماء الشعير الذى ليس برقيق
2
جدا شيئا. وان احتيج الى سقيه قوى يسيرا بطبيخ اصل الكرفس. وان كانت المعدة
3
ابرد من ذلك، والحمى غير عظيمة وغير خالصة جعل فيه قليل فلفل على رائى بقراط.
4
فان دلت العلامات على ان البحران قريب فاستكفه بماء الشعير وماء الرمانين الحلو
5
والمز والسكنجبين.
6
والفواكه التى تستحب لهم الرمان والاجاص النضيج والنى؛ واما البطيخ الهندى
7
فشىء عظيم النفع مع انه مطلق ويدر، ويكسر شدة الحر ويعرق، وربما لم يضر
8
الدستبنويات الصغار، ومن البقول القرع والقثاء والقثد والخس.
9
واعلم ان المقصود فيما يغذاه صاحب الغب اما الترطيب كما يعطى فى اخره
10
من اطراف الطياهج، وخصى الديوك، وادمغة الجداء لمن لاغثيان به، وصفرة
11
البيض. فاما التبريد والترطيب معا مثل كشك الشعير، ولا يفرط فى التبريد جدا،
12
خصوصا فى الابتداء الا ان تجد التهابا شديدا فيخاف انقلابة الى محرقة لازمة. فان
13
ادرك البحران ورأيت نضجا فى الماء، وهو الرسوب المحمود الذى تعرفه فان اغنى.
14
<اغنى>؛ والافعالجت حينئذ بما يعين الطبيعة به من ادرار البول، او اسهال، او قئ،
15
او عرق، ولا تناقضها فى ذلك. فان لم تجد ميلا ظاهرًا فاستفرغ بالاسهال، فمن
16
ذلك السقمونيا قدر دانق فى الجلاب، او طبيخ الاهليلج بالتمر هندى، والترنجبين،
17
والزبيب، والاصول، وخيارشنبر على ما علمت. ولك ان تقويها بالشاهترج والنسا
18
والسقمونيا.
19
ومما يوافقهم ايضا اقرص الطباشير المسهلة. ومن ذلك دواء<مسهل> صفته:
20
يوخذ من الاهليلج الاصفر المنزوع النوى وزن اربعة دراهم، سكر طبرزد وزن عشرين
21
درهما، سقمونيا وزن دانق، يشرب بماء بارد، وبعد ذلك يعالجون بالادرار.
22
وان كانت هناك حرارة مفرطة، والتهاب عظيم وقد استفرغته، فلا بأس
23
ان تسقيهم شيئا من المطفيات القوية مما قيل فى تدبير الحادة. وربما انتفعوا بالاضمدة منها.
24
واما الحمام فيجب ان لا يقربوه قبل النضج، واما بعد النضج وعند الانحطاط
25
فهو افضل علاج لهم، وخصوصا المعتاد. وعلى ان الخطاء فى ادخالهم الحمام قبل
26
النضج اسلم من مثله فى غيرها. ويجب ان يكون حمامهم معتدلا طيب الهواء رطبة
27
فيعرقون فيه بالرفق بحيث لا يلتهب قلوبهم، ويتمرخون بدهن البنفسج والورد مضروبا
28
بالماء. ولا يطيلون فيه المقام، بل يخرجون بسرعة.
29
والمعاودة اوفق لهم من اطالة المقام. وعند الخروج ان استنقعوا فى ماء
30
فاتر يقيمون فيه قدر الاستلذاذ [فهو صالح لهم] ثم اذا خرجوا فلهم ان يشربوا شرابا
4-53
1
ابيض رقيقا ممزوجا كثير المزاج، ويتدثرون مكانهم؛ فانهم يعرقون عرقا شديدا.
2
وينضج بقية شىء ان كان بقى.
3
ويغتذى بعد ذلك بالاغذية المبردة المرطبة، والبقول التى بتلك الصفة.
4
ولا تخفف بعد الانحطاط من سقيهم الشراب الممزوج الكثير المزاج؛ فان الشراب
5
المكسور الحميا بالمزاج ينفع القدر الباقى منه تحليل ما يحتاج اليه من التحليل، ويتدارك
6
الماء النافذ بقوته ومخالطته ما فيه من التسخين اليسير فيبرد شديدًا ويرطب. وان
7
كان هناك اعراض من العطش والصداع والسهر وغير ذلك فقد تقدم لك علاجها.
8
واذا بقى بعد البحران شىء من الحرارة اللازمة فعليك بالسكنجبين مع العصارات المدرة
9
او مطبوخا فيه البزور والاصول المدرة.
10
واعلم ان علاج الغب اللازمة هو علاج الغب؛ لكنه اميل الى مراعاة احوال
11
النضج، والى التبريد بالسكنجبين المتخذ ببزر الخيار وبزر الهندباء، خاصة المرضوضين،
12
ويسقى بعده بساعتين ماء الشعير؛ والى تلطيف الغذاء؛ والى استعمال الحقن اللينة
13
فى الابتداء؛ والى الادرار. ويجب ان ترفق فلاتسق من المسهلات فى الابتداء وما
14
يقرب منه؛ الا مثل شراب البنفسج وماء الفواكه، ولا تستعمل الا الحقن اللينة.
15
علاج الغب غير الخالصة: الامور التى يخالف بها علاج الغب غير الخالصة
16
الغب الخالصة هى امور تشارك بها الحميات الباردة من ان الترخيص الذى ربما رخص
17
به لاصحاب الخالصة ''من ان لا ينتظروا النضج ولا ينتظروا [اكثر] الانحطاط" ان انتظروا
18
النضج. و[الحمام] هو محرم عليهم، فان الحمام يخلط البلغم غير النضيج بما
19
ينصب الى موضع العفونة، ويختلط بالخط الردى العفن، ويتحلل اللطيف و
20
ويبقى الكثيف.
21
وان التغذية كل يوم ايضا، والقريب من التغذية مما يضرهم؛ بل يجب ان
22
يغذوا يومًا ويومًا لا. ويكون فى اغذيتهم مما يجلوا او يسخن قليلا، وان يكون
23
التغذية فى اوايل العلة اكثف منها فى اوايل الخالصة؛ ثم يدرج الى تلطيف فوق تلطيف
24
الغب، وان يكن التلطيف فيها فى الاوايل بالاجاعة اكثر من التلطيف بالغذاء اللطيف
25
جدا؛ وان يكون التبريد اقل، وان يحقنوا فى الابتداء بحقن احد، وان ينتظروا
26
النضج فى اسهالهم القوى اكثر، وأن يكون فى ماء شعيرهم قوى منضجة محللة مثل
27
ما قلنا لمن يحمض ماء الشعير فى معدته؛ بل اقوى من ذلك؛ وربما احتيج الى ان
4-54
1
يطبخ فيه الزوفا والسعتر والفوذنج والسنبل بحسب المزاج. والسلق نافع لهم [وخلط
2
ماء الحمص بماء الشعير وفى أخره ماء الحمص نافع لهم].
3
ويجب ان تنظر فى قرب غير الخالصة من الخالصة وبعدها عنها، وبحسب
4
ذلك تخالف بين علاجها وبين علاج الخالصة. فان كان قريبا جدا من الخالصة فخالف
5
بينهما مخالفة يسيرة. واذا رأيت قواريرهم غليظة فافصد، واذا فصدت لم يحتج
6
الى حقنه.
7
واعلم انه لا<شئ> انفع لهم من القئ بعد الطعام فمن المسهلات فى او ائلها
8
التى هى اقرب الى الاعتدال ماء الجلنجبين المطبوخ والسكنجبين. وربما جعلنا
9
فيها خيارشنبر. واقوى من ذلك ان يجعل فيه قوة من التربد.
10
والحقن فى الابتداء احب إلى من المسهلات الأخر، وهى الحقن التى فيها
11
قوة الحسك، والبابونج والسلق، والقرطم، والبنفسج، والسبستان، والتين، ورائحة
12
من التربد، وفيها خيارشنبر، ودهن الشيرج. والبورق. وربما احتيج الى احد من
13
هذا بحسب بعد الحمى من الخالصة.
14
واما المعينات على الانضاج فمثل السكنجبين مخلوطا بشىء من الجلنجبين او
15
السكنجبين الاصولى، وبعد السابع مثل طبيخ الافسنتين؛ فانه نافع ملطف للمادة،
16
مقو للمعدة. وكذلك ماء الرازيانج وماء الكرفس مع السكنجبين. فان جاوز الرابع
17
عشر. فلا باس بسقى اقراص الورد الصغرى. فان طالت العلة لم تجد بدا من مثل
18
اقراص الغافت وطبيخه. وتسخين نواحى الشراسيف من هذا القبيل. وتضمد
19
مراقهم ايضا بما ينضج ويرخى تمددا اذا وقع هناك. فاذا علمت ان النضج قد حصل
20
فاستفرغ وادر، ولا تبال.
21
ومن المستفرغات الجيدة لهم ان يوخذ من الايارج خمسة دراهم، ومن عصارة
22
الخس والاغافت من كل واحد ثلثة دراهم، ومن بزر الكرفس والاهليلج الاصفر
23
والكابلى من كل واحد خمسة دراهم، ومن التربذ سبعة دراهم يحبب بماء الكرفس.
24
والشربة منه درهمان.
25
ومن ذلك مطبوخ جيد لنا: يوخذ من الغافت ومن الافسنتين ومن الهليلج
26
الكابلى من كل واحد خمسة دراهم، ومن بزر البطيخ، وبزرر القثا، والخيار، وبزر
27
الكرفس، والشكاع، والباذ اورد من كل واحد عشرة دراهم، ومن التربذ وزن درهم،
4-55
1
ومن الخيارشنبر وزن ستة دراهم، ومن الزبيب المنزوع العجم عشرون درهما،،
2
ومن السبستان ثلثون عددا، ومن التين عشرة عددا، ومن الجلنجبين المتخذ بالورد
3
الفارسى خمسة عشر درهما، يطبخ الجميع على الرسم فى مثله [ماء] ويوخذ منه قدح
4
كبير قد جعل فيه قيراط سقمونيا.
5
وربما احتيج الى دواء اقوى من وجه، ضعيف من وجه. فاما قوته فبحسب
6
استفراغه الخلط اللزج واماضعفه فبحسب انه لا يستفرغ كثيرا دفعة واحدة، بل يمكن
7
ان يدرج به فيستفرغ. الخلط المحتاج الى استفراغه [مرارًا] لئلا تنهك القوة. و
8
هذا الدواء هو الذى يمكن ان يفرق ويجمع ليطلق قليله ويطلق كثيره. اما القليل
9
فقليلا من الردى، واما الكثير فكثيرًا من الردى.
10
واما السلاقات فقليلها ربما لم يفعل شيا؛ ومثل هذا الدواء ان يوخذ من
11
لتريذ قليل قدر نصف درهم [اواقل] او اكثر بحسب الحاجة، ومن سقمونيا قريب
12
من سطوج او فوقه، ويعجن بالجلجنجبين المذكور ويشرب. او يوخذ من
13
الفاريقون ومن سقمونيا على هذا القياس، ويعجن بالجلنجبين المذكور ويشرب
14
او يجل فى عصارة الوردى الطرى قد راوقية ويشرب، او فى شراب الورد ويشرب
15
|418vb23|فى الحمى المحرقة وهى المسماة فاريقوس
16
ان المحرقة على وجهين: محرقة صفراوية يكون السبب فيها كثرة العفو
17
إما فى داخل عروق البدن كله، او فى العروق التى تلى نواحى القلب خاصة، ان
18
عروق نواحى فم المعدة او فى الكبد. واما بلغمية وتكون من بلغم مالح قد عفو
19
فى العروق التى تلى نواحى القلب كما قال بقراط فى ابيذ يميا؛ وانما يكون البلد
20
المالح كما علمت من مائية البلغم مع الصفراء الحادة، فتكون الصفراء التى تتعفن [نار
21
رمادية] مخالطة للمائية الكثيرة. ولما كانت المحرقة اشد اعراضا من الغب وجب
22
ان تكون اقصر مدة منها.
23
والمشايخ قل ما تعرض لهم الحميات المحرقة. فان عرضت لهم هلكوا،
24
لانها لا تكون فيهم الابسبب قوى جدًا ثم قواهم ضعيفة. واما الشبان والصبيان فتعرض
25
لهم كثيرا، وتكون فى الصبيان اخف لرطوبتهم، وربما كانت فيهم مع السبات
26
لتثور الا بخرة الى الراس. وقد ذكر بقراط ان من عرض له فى حمى محرقة رعشة
27
فان اختلاط الذهن يحل عنه الرعشة ويشبه ان يكون ذلك لان الدماغ يسخن جدا،
4-56
1
ويسخن العصب ويشبه ان تكون محرقة، ويكون اختلاط الذهن ينحل عنه بالرعشة
2
لانتقاض المواد الى العصب واكثر ما ينقضى بقئى او استطلاق او عرق اورعاف.
3
العلامة: علاماتها اللزوم وخفاء الفترات، وشدة الاعراض من خشونة
4
اللسان ومن اصفراره اولا ومن اسوداده ثانيا، ومن احتباس العرق الاعند البحران
5
وشدة العطش. قال ابقراط: إلا ان يعرض سعال يسير فيسكن ذلك العطش ويشبه
6
ان يكون شدة عطشهم بسبب الرية. فاذا تحرك يسيرًا بالسعال ابتلت بما يسيل اليها
7
من اللحم الرخو. والحرارة فى المحرقة فى اكثر الامر لا تكون قوته فى الظاهر قوتها
8
فى الباطن، ويكون النكس منها اخف منه فى غيرها.
9
والكائنة من الصفراء تشتد فيها الاعراض الردية من السهر، والقلق، والاحتراق،
10
واختلاط الذهن، والرعاف، والصداع، وضربان الصدغين، وغوور العينين،
11
واستطلاق البطن بالصفراء المحضة، وسقوط الشهوة. واذا عرضت للصبيان كرهوا
12
الثدى ولم يقبلوه، وفسد ما يمصونه من اللبن وحمض.
13
علاج المحرقة: علاج المحرقة هو علاج الغب الخالصة. واذا احتيج
14
الى استفراغ بمثل ما قيل فالتعجيل اولى. واما التام فعند النضج والفصد ربما الهبهم،
15
وربما نفعهم ان كان هناك كدورة [ماء] وحمرة؛ لكنه يحتاج الى تلطيف تدبير اشد،
16
وتبريد بالفعل لما يتناوله. واذا خفت سقوط القوة فلا بد من تغذيتهم وان لم يشتهوا؛
17
وخصوصا فيمن يتحلل منه شىء كثير؛ فانهم كثيرا ما يصيبهم بوليموس لعدم الحس،
18
و<يحتاجون> الى تليين فى الابتداء اقوى، والى معالجات الحمى الحادة المذكورة
19
على جميع الانحاء الموصوفة.
20
وقد يصلح ان ينام عند فتور من الحمى قليل على ماء التمر الهندى وقد جعل
21
فيه قليل كافور. واستحب لهم السكنجبين او حليب بزر رجلة. او حليب بزر الهندباء
22
البارد، والبطيخ الرقى جيد له. ويعتبر فى شرب الماء البارد ما ذكرناه، فان لم يكن
23
مانع سقى منه ولو الى الاخصرار. وربما انساهم اختلاط الذهن طلب الماء فيجب
24
ان يجرعوا منه كل وقت قليلا قليلا جرعات كثيرة، وخاصة فيمن يرى لسانه يابسا
25
جافا، ويعالج اعراضه المفرطة بما ذكرناه فى ابوابها.
26
ويجب ان يتوقى عليه افراط الرعاف، فانه مما يعظم به الخطب عندهم. و
27
يجب ان يراعى نفسهم ولا يدع نواحى الصدر ان تتشنج. ويجب ان تحفظ رؤسهم
28
بالخل، ودهن الورد، والصندل، وماء الورد، والكافور، ونحو ذلك، والتنطيل بالسلاقات
29
المطبوخ فيها ما ذكرنا. واذا اشتد بهم السهر فعالجهم ولاباس بان يسقوا شراب
4-57
1
الخشخاش ولو من الاسود فى مثل هذه الحال، وفى اخره تسقى الاقراص التى
2
تصلح له مثل اقراص الكافور. وفى ذلك الوقت يوافقهم السكنجبين بحليب بزر القثاء
3
وبزر الهندباء، وبزر البقلة الحمقاء من كل واحد وزن درهمين، والسكنجبين من خمسة
4
وعشرين الى خمسة وثلثين على ماترى. وان كان هناك اسهال فاقراص الطباشير
5
الممسكة.
6
قرص جيد لذلك: يوخذ طباشير وورد من كل واحد وزن درهمين ونصف،
7
زعفران وزن دانقين، وبزر البقلة الحمقا وبزر الهندباء من كل واحد وزن ثلثة دراهم،
8
بزر القرع وبزر القثاء من كل واحد وزن درهمين، صندل وزن درهم ونصف، رب السوس
9
ونشا من كل واحد وزن درهم، كافور دانق ونصف. والشربة منه وزن درهم.
10
آخر ايضا: ورد وزن اربعة دراهم، بزر البطيخ والخيار والقثاء والبقلة الحمرا
11
من كل واحد وزن درهمين، زعفران دانقان، كافور دانق ونصف صمغ ونشا وكثيرا
12
ورب السوس من كل واحد وزن درهم. الشربة منه وزن درهمين. واذا انحط<المرض>
13
انحطاطا بينًا فلا باس بالحمام المايل ماؤه الى البرد، واحب ما يكون الحمام منهم لمن
14
تكون حماه من البلغم المالح.
15
|419ra9|الكلام فى حمى الدم
16
قد ظن جالينوس انه لا تكون حمى الدم من عفونة الدم، وان الدم اذا عفن
17
صار صفراء ولم يكن دما، فتكون الحمى حيئنذ صفراوية لادموية، وتكون المحرقة
18
المذكورة او الغب. وتعالجها بذلك العلاج. وهذا القول منه خلاف قول ابقراط،
19
وخلاف الواجب. واكثر الغلط فيه من قوله اذا عفن صار صفراء، فان هذا القول
20
يوهم معنيين احدهما انه اذا عفن تادى الى ان يصير بعد العفونة صفراء كما نقول ان
21
الحطب اذا اشتعل صار رمادا. والثانى انه اذا عفن يكون حال ما هو عفن صفراء كما
22
نقول ان الخشب فى حال ما يسخن يصير رمادا، فلتنظر فى كل واحدة من المفهومين.
23
فاما المفهوم الاول فهو فاسد الماخذ من وجوه ثلثة. احدها ان الدم اذا عفن
24
استحال رقيقه الى صفراء ردية، وكثيفه الى سوداء، فليس بكليته تصير صفراء والثانى
25
ان ذلك يكون بعد العفونة ونظرنا فى حال العفونة. والثالث انه بعد ذلك يكون صفراء
26
لا يدرى هل فيها عفونة ام لا. فان كثيرا من الاشياء تعفن ويتميز منها رقيق وكثيف،
27
ولا يكون الرقيق ولا الكثيف عفنا توجب عفونته كونه عن عفن فقد يكون من العفن
28
ما ليس بعفن، ولو كان كونه عن العفن يوجب عفونته لكان يجب ان يكون الكثيف
4-58
1
المترمد ايضا عفنا، فتكون هناك حمى سوداوية ايضا. فهذا مما يوجبه تلخيص المفهوم
2
الاول.
3
واما المفهوم الثانى فهو كذب صرف، لان العفونة طريق الى الفساد. و
4
العفونة لهازمان، واستحالة الدم صفراء لا يكون فى زمان؛ بل العفونة فساد يعرض
5
للدم، وهودم كما يعرض للبلغم، وهو بلغم لم يصر سوداء ولا صفراء؛ إلا ان يستحيل
6
بعد ذلك بتمام العفونة؛ بل الحق الصحيح قول بقراط: ان الدم قد تتولد من عفونته
7
حمى.
8
فنقول الان ان حمى الدم حميان حمى العفونة، وحمى سخونة وغليان التى
9
يسميها بقراط سونوخس [اى] المطبقة دون غيرها. واكثر غليانها عن سدد تحقن
10
الحرارة. وقد تكون عن اسباب أخر تشتد فوق اشتداد اسباب حمى يوم وقد تسمى
11
الشابة القوية، وهى من جملة الحميات التى بين حميات العفن وحميات اليوم،
12
فتفارق حميات اليوم بسبب ان التسخين للاول فيها للخلط، وتفارق حميات العفونة
13
بانه لاعفونة لها، وهى حمى حادة ليست حمى يوم، ولاحمى دق، ولا حمى عفونة.
14
وكثيرا ما تنتقل الى حمى العفونة، أو إلى حمى الدق. وكثيرا ما اجراها جالينوس
15
مجرى حميات يوم.
16
ويرى جالينوس ان حمى الدم لا تتركب مع سائر الحميات لان العفن اذا
17
كان فى الدم كان عاما لكل خلط. وفى هذا تناقض لبعض مذاهبه لانحتاج ان نطول
18
الكلام فيه، ولا ينتفع به الطبيب. وسبب هذه الحمى الامتلاء والسدة واكثره من
19
الرياضة، وخصوصا غير المعتادة، وترك الاستفراغ، ثم استعمال رياضة عنيفة. و
20
قد توجب العفونة فيه كثيرًا مائية الدم من اكل الفواكه المائية يستحيل الى العفونة،
21
وكثرة الخلط الفج فيه، فيهئيه للعفونة مثل ما يتولد من القثاء والقثد والكمثرى و
22
نحوه. وهذا الحمى لازمة ولا تفتر لعموم المادة ولزومها الى البحران او الموت.
23
وأصنافها ثلثة: أسلمها المتناقصة تبتدى بصعوبة ثم لا تزال تتناقص؛ لان التحلل اكثر
24
من التعفن، ثم الواقفة على حال واحدة ربما تشابهت سبعة ايام، وشرها المتزايدة، لان
25
التحلل فيها اقل من التعفن، وبحرانها الى السابع فى الاكثر، وانقضاؤها باستفراغ
26
محسوس او غير محسوس وقد تنتقل الى المحرقة والى السرسام، وقد تنتقل بالتبريد
27
الكثير الى ليثرغس، وقد تنتقل الى الجدرى والحصبة. واذا عرض فيها سبات و
28
وانتفاخ بطن يجىء منه كصوت الطبل فلا يحطه الاسهال مع تململ، وكان الاسهال
29
لا ينفع ثم خرج حصف اخضر <خفيف> عريض خاصة فهو من علامات الموت.
30
العلامات: علامة الحمى الدموية لزوم الحمى، وحمرة الوجه والعين،
31
وانتفاخ الاوردة والصدغين، وامتلاء تام من غير نافض ولاعرق، الاعند البحران.
4-59
1
وكثيرًا ما يصحبوها حكاك فى الانف وفى المحاجر ويضيق النفس. وكثيرا ما يقع
2
عليهم سبات، وعسر كلام وهو ردى، وكذلك اورام الحلق واللوزتين واللهاة، وسيلان
3
الدموع، وحرارتها كثيرة رطبة بخارية حمامية غير قشفة كما فى المحرقة. ونبضها
4
عظيم لين قوى ممتلى سريع متواتر جدًا، مختلف غير كثير الاختلاف، واقل اختلافا
5
وسرعة مما فى المحرقة والغب، وليست حرارتها فى حد <حرارة> المحرقة والغب
6
القوية. وما كان منها عن عفن فحرارته واعراضه اشد، وعلاجه اصعب، وهو
7
اشبه بالمحرقة. وامارقة الدم، وغلظه فيعرف بما يخرج منه.
8
والسوناخس الغليانية اشبه شىء فى ابتدأئها بحمى اليوم، لكن حرارتها قليله
9
اللذع والاذى ونجد منها اللهب والربو وكان اكثر تاثيرها بقرب القلب. واما العفنة
10
فمستوية او شبيهة بالمستوية فى الاكثر.
11
واما علامات انتقالها فعلامات كل ما ينتقل اليه من الخناق ومن اورام الحلق
12
واللوزتين وقد عرفتها. وعلامات الجدرى ستعلم. وعلامات السرسام والصداع
13
واختلاط الذهن وغير ذلك فقد علمت. واما علامات طولها فمثل ما علمته من تأخر
14
النضج، وانخراط الوجه، واختلاف حالها فى مدتها من التزيد والوقوف والنقصان
15
حتى تكون كانها مفترة، فان ذلك يدل على ان الدم مملوا خلطافجا. واما مدة بحرانها
16
فيدل عليه ظهور علامات النضج ان تأخر الى بعد الثالث والرابع ثم تبحرن فى السابع
17
وكثيرا ما يكون بحرانها فى الرابع.
18
علاج حمى الدم: الغرض فى علاج حمى الدم هو استفراغ الكثرة الى الغشى،
19
وتغليظ جوهر الدم ان كان رقيقا جدًا مائيا او صفراويا، وتبريده وتنقيته وترقيقه
20
ان كن غليظا [فيمن] قد تناول مولدات الدم الغليظ. ومولدات الخلط الفج،
21
وانضاج المادة الفاعلة للحمى وتحليلها.
22
واما الاستفراغ فلا كالفصد من اليد فى أى وقت عرض ولا تنتظر بحرانا
23
ولانضجا؛ الا ان تكون تخمة فاحذرها واخرجها. وان دامت الحمى فافصد،
24
ولاتزال تفصد حتى تقارب الغشى، او يقع الغشى ان كان البدن قويا، فان الغشى يبرد
25
المزاج القوى.
26
واعلم ان الفصد وسقى الماء البارد ربما اغنى عن تدبير غيره والتفريق فيه
27
اولى ان لم يكن ما يوجب الاستعجال؛ فانه ربما كان فيما دون مقاربة الغشى بلاغ
28
وربما يتبع الفصد البالغ فى الوقت اسهال مرة وعرق يجب ان يمسح كل وقت حتى
4-60
1
يتتابع. وربما عو فى به ويتدارك ما عرض من ضعف وغشى بغذاء لطيف وسكون.
2
ويجب ان يدام تليين الطبيعة بما عرف من مثل ماء الرمانين وماء الرمان الحلو والمز
3
الى حد، و الشيرخشت، والتمر الهندى، وشيافات خفيفة مما ذكرناه. وربما احتيج
4
عند النضج الى استفراغ بمثل الاهليلج والشاهترج وخيارشنبر ونحوه مما علمت. فان
5
لم يحتمل الحال الفصد فى اليد ففصد العرق الذى فى الجبين والحجامة. فان لم
6
يتهياء شىء من ذلك لعارض مانع فبالاسهال والتبريد على نحو ما فى المحرقة، والتبريد
7
بما يفتح ويقطع، ويسكن الغليان. وان عرض من الفصد غشى اطعمه خبزا بماء
8
الحصرم. وان عرض رعاف من تلقاء نفسه لم يقطع الاعند مقاربة الغشى.
9
واما تغليظ الدم فبمثل رب العناب وهو ان يطبخ مائة عنابة بخمسة ارطال ماء
10
حتى يبقى الثلث ويقوم بالسكر، وكلما قل السكر فهوا فضل. والعدس ايضا خصوصا
11
المتخذ بالخل الحامض الثقيف من هذا القبيل. واياك ان تسقى رب العناب او جرم
12
العدس والمادة غليظة. واما تبريده فبمثل ماء العدس المبرد وماء الخس المبرد،
13
وسقى الباء البارد ان لم يكن مانع. وربما سقى حتى يرتعد ويخصر، فربما عوفى.
14
وربما انتقلت الحمى الى بلغمية وعولجت باقراص الورد ونحوها وهذا العلاج لبعض
15
المتقد مين وانتحله بعض المتاخرين.
16
واما سقى ماء الشعير فهو علاج نافع له، ولكن مع لين الطبيعة. واولى الاوقات
17
بهذا وقت شدة الغليان والكرب والاشتعال، وتواتر الخفقان. واعلم ان الاقتصار
18
على التبريد وترك الفصد والاسهال فانه يزيد فى السدد والحقن، فتزداد العفونة
19
والحرارة فى ثانى حال. واما تنقيته فبمثل مسهلات الصفراء بحسب اختلاف استيجاب
20
القوة والضعف، ومنضجات الخلط الخام. فربما كان هو السبب فى عفونة الدم
21
وفى آخره تسقيه مثل اقراص الكافور واقراص الطباشير. وهذه الاقراص جيدة:
22
يوخذ طباشير ثلثة، بزر البقلة خمسة، بزر القثاء اربعة، بزر القرع ستة، صمغ وكثيراء
23
ونشا من كل واحد وزن ثلثة، رب السوس وزن سبعة تتخذ منها اقراص.
24
نسخة اخرى لذلك: وخصوصا عند ضعف الكبد: ورد ثلثة دراهم، عصارة
25
امبر باريس درهمان، بزر قثاء وخيار وبطيخ وحمقاء وطباشير من كل واحد وزن درهم،
26
صمغ وكثيراء ونشا من كل واحد نصف درهم، راوند صينى وزعفران وكافور من
27
كل واحد ربع درهم، يقرص.
28
واما الاغذية فالعنابية، والعدسية المحمضة، والرمانية، والسماقية. وان
29
كان شىء من هذه يخاف عقله كسر بالشيرخشت وبالاجاص وبالقرعية والحماضية.
30
وفواكههم الكمثرى الصينى والرمان، والتفاح الشامى، وبقوله القرع، والقثاء
31
والقثد، والهندباء، والبقلة الحمقاء، والحماض، والكربرة وما يشبهها. فان عرض
4-61
1
صداع او خفقان، او سهر اوسبات، او رعاف مفرط منهك للقوة وغير ذلك من
2
الاعراض الصعبة فتعالج بما علمناك فى موضعه.
3
|419rb7|الكلام فى الحمى البلغمية
4
قد علمت ان حمى عفونة البلغم قد تكون نائبة، وقد تكون لازمة، وعلمت
5
السبب فى ذلك فلها اوقات كسائر الحميات. واقل اوقات ابتدائها فى الاكثر ثمانية
6
عشر يوما. واقلاعها فى الاكثر ما بين اربعين وستين يوما. واسلمها النقية الفترات،
7
ولا سيما الكثيرة العرق، فتدل على رقة المادة وقلتها وتخلخل البدن. واطول اجزاء
8
هذه العلة الصعود، حتى ان انحطاطها ايضا اطول من انحطاط الغب بكثير.
9
والبلغم العفن قد يكون زجاجيا او يكون حامضاء وقد يكون حلوا، وقد يكون
10
مالحا، وقد عرفت كيف يكون من المالح محرقة. واكثر ما تعرض حمى البلغم للمرطوبين،
11
والمتودعين، والمشائخ والصبيان، واصحاب التخم، والمرتاضين، والمستحمين
12
على الامتلاء، واصحاب الجشاء الحامض، واصحاب امتلاء واصحاب نوازل الى
13
المعدة تعفن فيها، وقلما تخلو عن الم فى فم المعدة. واعلم ان كل حمى معها برد
14
فانه يضيق النبض ويصغره.
15
علامات البلغمية الدائرة: وهى التى تسمى انطوماطرس. أما ما كان السبب
16
فيه بلغم زجاجى او حامض فان البرد يكثر فيها جدا. والنافض فى الزجاجى اشد،
17
لكن البرد لا يبتدى فيها دفعة؛ بل قليلا قليلا فى الاطراف ثم يبلغ الى ان يصير
18
كالثلج لا يسخن الابعسر، ولا يسخن دفعة، ولا على تدريج متصل، بل قليلا قليلا مع
19
عود من البرد. وربما خالط برده فى الابتداء قشعريرة، فيكون البرد لمالم يعفن.
20
والقشعريرة لما قد عفن، واعظم برده ونافضه فى ادوار المنتهى.
21
وهذه الحمى ليست من مادة تفعل نخسًا حتى يكون سببا للنافض فى طريق
22
النفض، فان عفو نتها شىء لين، وياخذ مع ثقل وسبات. وكثيرا ما تبتدى فى النوائب
23
الاولى بلا برد ولانافض؛ بل تتاخر الى مدة، وربما كان برد ولم يكن نافض.
24
وكثيرًا ما تبتدى بغشى ولا يكون. وهذه العلة يكثر فيها الغشى لضعف فم المعدة و
25
سقوط الشهوة وعدم الاستمراء الذى هو مبنى لمادة الغذاء والقوة. واما ما كان من
26
بلغم مالح فيتقدمه اقشعرار ولا يشتد برده. واما ما كان من بلغم حلو. فقل ما يتقدمه
27
فى الاوائل الى كثير من النوائب قشعريرة ولا برد ولا نافض.
4-62
1
واكثر ادوار حمى البلغم تاخذ بالغشى، وقد يظهر فيها فى الاوائل حر أشد، و
2
فى الاواخر يقل ذلك، ويشبه ان يكون السبب فى ذلك ان العفونة تسبق اولا إلى الاحلى
3
والاملح والارق، ثم الى الاغلظ الابرد. ومس الحرارة فيها فى الاول ضعيف و
4
بخارى، ثم اذا أطلت وضع اليد على العضو احسست بحدة وحرافة، إلا انها تكون متشابهة
5
مستوية فى جميع ماتقع عليه اليد؛ بل تكون متفاوتة تجد فى مواضع حرافة، وفى مواضع
6
لينا، وكأن الحرارة تتصفى خلف شىء مغربل؛ لان البلغم لزج يختلف انفعاله وترفقه
7
عن الحرارة كما يعرض لسائر اللزوجات عند غليانها، فانها تتفقأ فى مواضع ولاتتفقأ
8
فى مواضع. وكيف كان فحرارتها فى اكثر الامر دون ان تلتهب وتكرب، ويعظم
9
الشوق الى الهواء البارد والماء البارد، ولا الى التكشف والتململ والنفس العظيم
10
والنافخ. وكثيرا ما يعرض لحرارتها ان تقف زمانا له قدر ساعة اوساعتين فيحسب انها
11
قد انتهت، فاذا هى بعد فى التزيد، لأنك تراها قد اخذت تزيد، وكذلك لها فى
12
الانحطاط وقوفات.
13
وحميات البلغم كثيرة التندية لكثرة الرطوبة، وبخارها قليلة التعريق للزوجة
14
الخلط. واذا عرقت كان شئيا غير شايع. ومن اخص الدلائل بها قلة العرق و
15
فقده. والعطش يقل فى حميات البلغم، الا لسبب ملوحة، او لسبب شدة عفونته،
16
ومع ذلك فيكون اقل من العطش فى غيرها. وانتفاخ الجنين يكثر فيهم. وقد يعرص
17
لجلد الجنب ان يرق مع تمدده.
18
واما لون صاحب حمى البلغم فالى خضرة وصفرة تجريان فى بياض، حتى
19
يكون المجتمع كلون الرصاص، حتى فى المنتهى ايضا، وقلما يحمر فيه احمراره
20
فى منتهيات سائر الحميات.
21
واما نبضه فنبض صغير منخفض ضعيف متفاوت اولا، ثم يتواتر أخرًا. و
22
تواتره وصغره اشد من تواتر الربع والغب وصغرهما. وشدة تواتره لشدة صغره؛
23
لكنه ليس باسرع من نبض الربع؛ و<لكنه> ربما كان ابطأ منه او مثله فى الاول،
24
وشديد الاختلاف مع عدم النظام والصغار والضعاف منهم فى اختلافه اكثر. ودلائل
25
النبض عليها من اصح الدلائل.
26
واما بوله فى الاول فابيض رقيق لكثرة السدد والبرد، ثم يحمر للعفونة و
27
يكدر لردأة النضج. وقد يتغير فيه الحال وقتا فوقتا. فاذا بقى من المادة الغليظة، و
28
تحلل المتعفن، وعاوقت السدد ابيض، ثم اذا عفن شى كثير بعد ذلك واندفع وفتح
29
السدد احمر الى ان يرد على السدد ما يسدها مرة اخرى من ذلك الخلط بعينه.
4-63
1
واما برازه فلين رقيق بلغمى. ومما يدل على ان الحمى بلغمية ان تكون نوبتها
2
ثمانية عشر ساعة، وتركهاست ساعات، ولا يكون تركها تركا نقيا. وذلك ان المادة
3
مع الغلظ واللزوجة كثيرة. وقد يدل عليها السن، والعادة والفصل والبلد والاغذية،
4
وتوافى اسبابها السايقة من التخم، وتدل عليها السحنة المذكورة من لون الوجه و
5
تهبجه، ولين اللمس، وضعف فم المعدة، وسقوط الشهوة. وربما كبر معها الطحال،
6
ويسبقه جشاء حامض فى اكثر الاوقات كثير.
7
علامات اللازمة: وهى التى تسمى اللثقة ان تكون كسائر علامات الحمى البلغمية
8
غير الاقلاع وما يشبه الاقلاع، وغير الابتداء بنافض وبرد وقشعريرة، ويكون
9
اشبه شىء بالدق. ويكون هناك بقية فى ست ساعات ونحوها فوق الذى يكون فى
10
الدائرة، فان الدائرة ايضا لا تخلو عن بقيه الا انها تكون خفية غير ظاهرة.
11
|419rb23|حميات هى الاكثر من جنس البلغميات
12
وقد يكن من الصفراء احيانا ولسن مما يكن من السوداء خصصن باسماء واحكام
13
وهى افيلوس وليفوريا وهما من جملة الحمى التى تختلف فيها اماكن الحر و
14
البرد من داخل اوخارج بسبب اختلاف مواضع ما تعفن وما لم تعفن. وهى ثلثة اقسام:
15
والحمى المخصوصة بالغشية الخلطية <والحمى الغشية الدقيقة> والحمى الليلية و
16
النهارية.
17
|419va47|الحمى التى يبطن فيها البرد ويظهر فيها الحر
18
وهى حمى افيلوس هذه تكون عن بلغم زجاجى <لكنه> حاصل فى الباطن
19
والقعر، يبرد حيث هو لكنه قد عرض له عفونة فينتشر منه بخارما يعفن ويتفرق و
20
يلهب فى الظاهر، وما ليس بعفن يبرد فى الباطن. وانما كان لا يظهر بردها
21
قبل ذلك الزمان "لانها كانت ساكنة الفها'' ولا ينفعل "عنها ما يلاقيها"، فلما اخذت
22
فيها العفونة تحركت وتبددت تبددا ما وإن لم يبلغ ان يعم البدن كله.
4-64
1
العلامات: علاماتها اسبابها بعينها المذكورة، ويكون بوله باردا فجا اقل
2
من حرارة بول غيره من جنسه. ونبضه بطئى متفاوت وهى فى الاكثر تشتد فى كل
3
يوم؛ لكنها لغلظ مادتها قد تستحيل ربعا وغبا، لان مثل هذه المادة فى البدن قليلة،
4
وقليلة التعفن نادره والقلة من اسباب بعد الدور. وهذا لا يخرجها عن ان تكون بلغمية؛
5
لانها بلغمية بسبب ان العفونة عفونة البلغم، لا بسبب ان النوبة تعود <فى> كل يوم. واما
6
مدة نوبتهافمن اربع ساعات الى اربع وعشرين ساعة، وفى الاكثر تنقضى قبل ذلك،
7
لان هذه المادة لا تكون بتلك الكثرة.
8
|419vb22|الحمى التى يبطن فيها الحر ويظهر فيها البرد
9
وهى حمى ليفوريا. هذه الحمى فى الاكثر بلغمية، وقد تكون صفراوية
10
من صفراء غليظة جدا. واما انها كيف تكون بلغمية فهو ان البلغم الباطن اذا اشتعل
11
وعفن سخن ذلك الموضع؛ ولانه ليس يتحلل لا يسخن خارج البدن بانتشار بخاره سخونة
12
كثيرة، ولان القوة تنصب الى حيث الاذى فيخلو الظاهر عن الحر فيبرد، وخصوصا
13
اذا كان فى الظاهر بلاغم فجة زجاحية باردة، وايضا لانه كثيرا ما يتحلل منه بخار لم
14
يعفن، ولكنه يصعد وينفصل للحرارة، وتصحبه الحرارة مدة قليلة، ثم تزايله مزايلتها
15
بخار الماء السخن، فاذا زايلته وكانت فى الاصل قبل العفونة شديدة البرودة تعود
16
فتبرد البدن.
17
واما كيف تكون صفراوية فهى ان الصفراء اذا كانت قليلة وباطنة وعفنت
18
وسخن الموضع ولم يتحلل منها شىء، وعرض ما قلناه فى نظيرها من البلغم. وقد
19
تخص هذه الصفراوية باسم طيفورس. واما ليفوريا فاسم الجنس وهى اطول مدة من
20
شطر الغب. ولقائل [ان] يقول ان الحمى كيف تكون ولا تنبعث فيها الحرارة من القلب
21
فى جميع البدن، والذى يصفونه فهو من قبيل ما لا ينبعث فيه الحرارة من القلب فى
22
جمبع البدن، فالجواب ان حدود هذه الاشياء يعبر فيها شرط ان لا يكون مانع مثل
23
ما يحد الماء بانه بارد رطب؛ اى اذا خلى وطباعه، ولم يكن له مانع، ويحد الثقيل بانه
24
الهادى الى اسفل؛ اى اذا خلى وطباعه. وفى جميع هذه فان الحرارة تبلغ الى القلب
25
وتنبعث فى الشرايين وتنتشر، لكن يعرض منه ما يمنع ذلك فى بعض المواضع كما
26
يعرض لووضع الجمد عليه؛ واما اضرارها بالفعل فلا بد منه.
4-65
1
|420ra58|الحمى التى يكون فيها كل واحد من الامرين فى كل واحد من الموضعين
2
مثل هذه الحمى ان كانت فانما تكون حيث تكون مادتان باردتان متحركتان
3
بسبب التعفن احدهما فى الباطن والاخرى فى الظاهر. وليس ولا واحدة منهما كثيرة
4
[فاشية]، ثم اذا اخذتا تتعفان ارسلت كل واحدة منهما بخارا حارا يطيف بنواحيها و
5
حيث هى فبارد وقد علمت السبب فى تبريد الخلط البارد فى حال الحركة.
6
|420va39|الحمى الغشية الخلطية
7
هذه فى الاكثر بسبب بلغم فج تخمى متفرق كثير قد قهر القوة، وفى الاكثر
8
يعين غائلتها ضعف فى فم المعدة اذا تحرك واخذ فى العفونة قهر القوة اكثر، وجعلها
9
متحيزة ان تركت، والمادة لم تف بها. وان اشتغل باستفراغها برفق عصت، او
10
حركت حركة خانقة للقوة. فان اشتغل باستفراغها بعنف باسهال او فصد بالعنف لم
11
تحتمل القوة؛ وكيف تحتمل وهناك مع سكونها غشى. ومع هذا كله فان حاجتهم
12
الى الاستفراغ شديدة [وايضا فان حاجتهم الى الغذء شديدة]؛ لان اخلاطهم ليس فيها
13
ما يغذ والبدن فينعشه. والبدن عادم للغذاء، فان تكلف التغذية ازدادت المادة الناهضة،
14
وان لم تغذ سقطت القوة.
15
ويعرض فى ابتدائها ان ينصب الى القلب شىء بارد يحدث الغشى، ويصفر
16
النبض ويبطئى ويتفاوت. ثم ان الطبيعة تجتهد فى تسخين المادة وتلطيفها. والعفونة
17
التى حركت بعض اجزائه تعين عليه ليتخلص القلب من ضرر برده، ويقع فى ضرر
18
حره، فيصير النبض سريعا، وخصوصا فى انقباضه اكثر سرعة من غيره. على ان
19
الغالب مع ذلك صغر وبطؤ وتفاوت، ودورها دور البلغمية "لا يحل قلدها" <العرق>،
20
ويكثر معها تهبج الوجه وتربل البدن.
21
والوان اصحابها لا تستقر على حال <لاجل ان مادتها لا تستقر على حال>؛ بل
22
قد تكون مائية وزجاجية. وربما صارت صفراء. وربما كانت سوداء. وربما صارت
23
شفاههم كشفاه اكل التوث. اما عيونهم فكمدة خضر تحجظ جدا عند الهيجان من
24
العلة وتصير كالمخنوق. وما تحت الشراسيف منهم شديدة الانتفاخ؛ و[كذلك]
25
احشاؤهم. وربما تقيأ حامضا. واذا كان بهم ورم فى بعض الاحشاء فلايرجى البتة.
4-66
1
وقد تعرض هذه الحمى ايضا فى الاوقات من الصفراء الغالبة الغليظة، وتكون معه
2
حرقة فى الاحتساء، وتتقيأ مرارا، وتكون لها ادوار البلغمية فى الاكثر.
3
الحمى الغشية الدقية الرقيقة
4
هذه حمى حادة تسقط النبض والقوة فى نوبة واحدة، او نوبتين مع تربل ذوبانى
5
يحدث فى الجسد بسرعة. وربما لم تف معها القوة الى الرابع، وتكون من كيموسات
6
رقيقة، اكثرها صفراوية شديدة الرقة والغوص ردية الجوهر سمية، قد عرض لها التعفن
7
فى ابدان حادة المزاج يابسة جدا. واكثر نوائب هذه الحمى غب
8
الحمى النهارية والليلية من البلغمية
9
النهارية هى التى نوائبها تعرض نهارًا وفتراتها ليلا، والليلية بالعكس، وكلا
10
هما ردى والنهارية اطول واردأ، وتوقع كثيرًا لطولها ولعروضها فى
11
حر النهار فى الدق ولولا انها خبيثة لم تكن لتعرض فى وقت انفتاح المسام وتحلل
12
البخار، فلن تعرض الا لكثرة المادة وقوتها. ويحتاج مع ذلك الى ان يغذ واصاحبها
13
ليلا؛ ولا يترك ينام على امتلا معدته، ويكلف السهر، وهو مما يسقط القوة.
14
ومقاساة الحمى فى حر النهار والسهر فى برد اليل مما بالحرى ان يوقع فى الدق.
15
وبالجملة فهى من جملة الحميات العسرة.
16
علاج البلغمية: ان علاج هذه العلة قد يختلف بحسب اوقاتها اعنى الابتداء
17
والانحطاط، وبحسب ظهور النضج فيها وخفائه ويختلف بحسب موادها، اعنى البلغمية
18
الحامضة، والبلغمية الزجاجية، والبلغمية المالحة، والبلغمية الحلوة.
19
وجميع اصنافها تشترك فى وقت الابتداء فى ثلثة اشياء فى وجوب التليين
20
المعتدل والقئى، وفى وجوب استعمال الملطفات والمقطعات والمدرات، وكما
21
ياتى على الحمى ايام ثلثة ترق فيها المادة بسبب الحمى. وقبل ذلك تحرك وتوذى
22
ولا تفعل شئيا، وفى الاستظهار بتلطيف التدبير على الاعتدال. وربما اقتصر على ماء
23
الشعير فى الايام الثلثة الاول رجاء ان يكون منتهاها اقرب اما لرقة المادة اوقلتها. ولو
24
علم يقينا ان منتهاها متباطئى لم يلطف التدبير.
25
على ان الجوع والنوم على الجوع والرياضة عليه ان لم يضعف غاية فى المنفعة
26
من هذا المرض، بل مل فى الابتداء الى التغليظ الى السابع ثم درج؛ لكن الاستظهار
27
يوجب ان يلطف التدبير اولا. فان ظهر ان المنتهى بعيد امكن ان يتلا فى ذلك بتغليظ
4-67
1
التدبير، ثم يدرج الى وقت الانتهاء، لان الزمان ممكن فى ذلك فى هذه العلة غير
2
ممكن فى الحادثة.
3
واذا جاوز السابع فلا تقيمن على التلطيف؛ فان ذلك يضعف، ويزيد فى ضعف
4
فم المعدة. وكلما احسست بطول اكثر لطفت اقل. على ان تلطيفه فيها بالجملة اوجب
5
مما يجب فى الربع. و لذلك يجب ان لا تسرع الى اطعامه [مثل] الفروج بل
6
الخبز مع المزورات؛ الا ان تخاف الضعف، او يظهر الانحطاط. ثم يختلف ما كان
7
سببه المالح والحلو، وما كان سببه الزجاجى والحامض، فتكون منه حمى فرو موريوس
8
الزمهريرية التى لا يسخن البدن فيها. على ان الاولين يحتاج فيهما لين، والى تدبير ما؛ وفى
9
الثانيين بدواء الى تليين بدواء اعنف. والاوليين يحتاج فيهما الى تقطيع بالملطفات
10
المقطعات التى ليس فيها تسخين [غير] كثير وان كان تجفيف كثير. وفى الثانيين
11
يحتاج الى ما يلطف بتسخين ويقطع حرافه، وخصوصا اذا كان البلغم مختلطا بالسوداء،
12
فلا بد فى مثله من مثل الكمون ومعجون الكبريت، واستعمال المملحات فى مثله.
13
واوفق الادوية التى تستعمل فى الابتداء الجلنجين الى اليوم السابع. ولاباس ان يستعمل
14
ايضا ماء الرازيانج، وماء الهندباء، وماء الكرفس مع الجلنجبين بحسب الحاجة. والسكنجبين
15
شديد المنفعة ايضا. وماء العسل بالزوفا. وقد يمكن ان يبلغ به ما يراد من تلين الطبيعة،
16
وخصوصا المسهل المتخذ من السكر <الاحمر> والورد الاحمر المعروف بالفارسى؛
17
فانه مسهل ملين. واذا احتيج ان يقوى تليينه مرس فى ماء اللبلاب، وخلط ان اريد
18
الخيارشنبر والفانيذ. وايضا الجلنجبين المتخذ بعسل الترنجبين مذوفا فى ماء اللبلاب.
19
ولا تلح عليه بالمسهلات فى الابتداء او بعده، وخصوصا اذ كانت مع المادة صفراء،
20
فان ذلك يؤدى الى فساد المزاج.
21
وكثير من الناس يسقون فى الابتداء مثل دواء التربذ: فى كل ليلة، ومثل حب
22
المصطكى فى الاسبوع مرتين، ومثل حب البزور المدرة. نسخة دواء التربذ: يوخذ
23
زنجبيل ومصطكى من كل واحد عشرة دراهم، وتربذ عشرة دراهم، سكر طبرزد مثل
24
الجميع، يسقى كل ليلة مثقال. وذلك اذا كانت الطبيعة غير لينة. وان كانت تجيب
25
كل يوم مرتين لم يحتج الى ذلك.
26
واما انا فلا أحب الا انتظار النضج والتلين بما ذكرناه اولا؛ بل يجب ان
27
يستفرغ منه شىء، ويصبر فى الباقى الى النضج. ويكون ذلك برفق، وقليلا قليلا من
4-68
1
غير احجاف، ثم اقبل على المدرات. ولذلك اكره ما يشبه ماء الاجاص والتمر
2
هندى ونحوه مما يضعف المعدة، او يسهل الرقيق.
3
وان كانت المادة الى زيادة برد خلط به لب القرطم. وان كانت المادة الى
4
الصفراوية خلط به شراب البنفسج، او البنفسج المربى والشيرخشت، او البنفسج
5
اليابس مسحوقا، واستعن بالحقن اللينة المتخذة من العسل، والملح، وماء السلق،
6
ودهن الحل. والقئ بماء الفجل، والفجل المنقع فى السكنجبين البزورى ونحوه.
7
واذا احتاج الى قئى اكثر لكثرة ما يعتريه من الغثيان وتغير طعم الفم استعمل
8
حب الفجل، ويشرب منه الى مثقال بالماء البارد. والقئى مع ما فيه من اضعاف المعدة
9
شديد المنفعة جدا، وهو بالغ لهذه العلة. ويجب ان ينتظر به السابع، لئلا يقع منه
10
فى الاول ضعف يورم المعدة. وان تعذر عليه القئ لم يجبر عليه بالعنف. وان
11
اعتراه قذف، وخصوصا فى ابتداء الدور لم يحتبس الا ان يحجف ويضعف فحينئذ
12
يحتبس بمثل الميبه، وشراب النعناع، وما نذكره من بعد.
13
وان عرض صداع استعملت النطولات البابونجية مع ارسال الاطراف الاربع
14
فى الماء الحار، وشد الساقين بالقوة. وان احتيج الى ماء الشعير استعمل منه المطبوخ
15
بالاصول مقدارا معتدلا، او خلط به سكنجبين العسل ان لم يحمض فى المعدة، اوماء
16
العسل ان حمض واولى وقت سقى فيه ذلك ان يكون فى مائه فى اول الايام انصباغ
17
فيجب ان يسقى اولا الجلنجبين، ثم يسقى بعد ساعتين ماء الشعير.
18
ولا يجب ان يمرخ بالمروخات المحللة، ولا ينطل بالنطولات الملطفة اذا
19
كانت العلة فى الابتداء وكان الخلط فى البدن جوال؛ فانها ترخى الاحشاء بتسخينها
20
الرطب، ويجتنب الماء البارد. وكلما رأيت البول اغلظ واحمر فلا باس ان يفصد
21
والواجب ان تفرغ حينئذ الى السكنجبينات.
22
واعلم ان الدلك من المعالجات النافعة لهم. وكلما كان البلغم ألزج واغلظ
23
كان الدلك انفع. وقيل ان الدلك بنسج العنكبوت مع الزيت نافع جدا.
24
واذا اخذت العلة فى التزيد، وبعد ذلك فلتكن اكثر عنايتك بفم المعدة وما
25
يقويه؛ والمضوغات المتخذة من النعناع والمصطكى والانيسون، واستعمال القئى
26
على ما ذكرنا بالفجل مع تقليل الغذاء. ويكون الجلنجبين الذى تسقيه حينئذ، وبعد
27
السابع مخلوطا به ما يقوى فم المعدة. ويكون فيه ادرار كثير مثل الانيسون والمصطكى
28
ويكون الماء الحار، وخصوصافى ابتداء الدور؛ فانه يقاوم النافض والبرد، ويطفى
29
مع ذلك العطش ان كان يهيج. وكثيرًا ما رخص فى استفراغ البلغم والخام فى هذا
30
الوقت. والاولى ان ينتظر به تمام النضج.
4-69
1
واذا كانت العلة تاخذ بالحر وتلح انتفع بهذا القرص: يوخذ اهليلج اصفر
2
وصبر وعصارة اغافت وعصارة الافسنتين من كل واحد خمسة دراهم، زعفران و
3
مصطكى من كل واحد ستة دراهم، ويقرص ويسقى منه فى كل يوم وزن درهم، وكل
4
ليلة نصف درهم. واذا رأيت النضج يظهر اعنته بمثل ماء الكرفس والرازيانج واصول
5
الاذخر وبرشاوشان. فان علم ان المادة باردة جدا لم يكن بأس باستعمال الفلفل اليسير،
6
واستعمال الشراب الرقيق قليلا غير كثير. وقد يعين المروخات المحللة على الانضاج
7
والتحليل بقوة قوية، وهى اوفق فى هذه العلة منها فى سائر الحميات.
8
ويجب ان يعتبر فى ذلك القوة والحمى والنافض. فان كانت القوة قوية،
9
وليست الحمى صعبة جدا زيد فى قوة المروخات؛ والا استعملت الادهان اللطيفة التى
10
هى الى الاعتدال. واذا جاوز الرابع عشر فلا بد من استعمال ما يلطف اكثر مثل
11
الرازيانج والكرفس. وربما احتجنا الى بزورهما، والى الانيسون، والى مثل السكنجبين
12
البزورى الواقع فيه الزوفا والحاشا، والى استعمال اقراص الورد. وربما احتيج ان
13
يزاد فيها بسبب المعدة كندر ومصطكى وسعد وافسنتين ونحوه بحسب ما توجبه المشاهدة.
14
والشراب الرقيق ينفعهم فى هذا الوقت بتلطيفه وتقوية الحار الغريزى، و
15
ادراره وتعريقه. واذا رأيت نضجا وقوة سقيته اقراص الافسنتين. وبعد ذلك فاذا
16
رايت البرد فى ابتداء النوائب يوذى والعلة ليست فى الابتداء فأسق ماء حارًا طبخ فيه
17
مثل بزر الكرفس والانيسون والحبق. واستعمل ايضا امثال هذه. واقوى منها نطولات
18
وبخورات وامثال ذلك.
19
وقد يسقى من النافض الشديد مطبوخ على هذه الصفة: زنجبيل وصعتر ونانحواه
20
من كل واحد ثلتة، كزبرة اربعة، ورد وفوذنج من كل واحد ثلثة، زبيب سبعة، يطبخ
21
على الرسم، والشربة ثلت اواقى.
22
واذا رأيت النضج التام فاستفرغ وادربما فيه قوة وتنقية مثل ذبيد كبريت
23
<و كركما>. وان كانت المادة من ابرد البلغم سقيته الترياق. وتسقى ايضا اقراص
24
الوردة الكبير بماء الرازيانج. وان تجرى كل ليلة بدواء التربذ وحب الصبر المتخذ
25
بالاغافت، والمتخذ بالا فاوية.
26
ومن ذلك مطبوخ بهذه الصفة؛ يوخذ ايارج سبعة، تربذ عشرة، اهليلج اسود
27
خمسة، غافت خمسة، ملح هندى ثلثة، باذ اورد وشكاع من كل واحد اربعة، انيسون
28
ثلثة، يطبخ بماء الكرفس ويسقى منه بقدر الحاجة.
29
واقوى من ذلك الاصلان واصل السوسن من كل واحد عشرة، ايارج ثمانية،
30
عصارة الاغافت خمسة، بزر الكرفس والرازيانج من كل واحد اربعة، ورد، سنبل،
4-70
1
ونعناع من كل واحد سبعة، يتخذ منه اقراصا ويستعمل.
2
مطبوخ جيد لذلك: يوخذ من الاصلين من كل واحد عشرة، زبيب منقى سبعة،
3
انيسون ومصطكى من كل واحد ثلثه، شكاع، وباذ اورد، وغافت من كل واحد اربعة،
4
يطبخ بثلثة ارطال ماء حتى يرجع الى رطل، ويسقى اياما على الريق.
5
اقراص جيدة عند الازمان واشتداد النافض: يوخذ ايارج وعصارة الغافت و
6
افسنتين وشكاع وباذ اورد من كل واحد خمسة، بزر الكرفس وبزر الرازيانج وانيسون
7
من كل واحد ثلثة، ملح نفطى اربعة، بزر الكشوث واهليلج كابلى من كل واحد عشرة،
8
اغاريقون خمسة عشر، اقراض الورد عشرون درهما، تربذ ثلثون، يتخذ منه اقراص
9
وهو مسهل.
10
وايضا اقراص: صبر واهليلج اصفر وراوند ومصطكى وعصارة الغافت
11
وعصارة الافسنتين من كل واحد جزء زعفران نصف جزء يدق ويستعمل.
12
وايضا حب لذلك: يوخذ ايارج واهليلج كابلى وملح من كل واحد وزن اربعة
13
دراهم، بزر الكرفس والانيسون والراريانج من كل واحد نصف درهم ونصف،
14
افسنتين خمسة اقراص الورد ثلثة، شكاع وباذا ورد من كل واحد درهمان يدق ويحب.
15
مطبوخ جيد: لذلك: يوخذ غافت خمسة، اصول السوس واصول السوسن
16
ونانحواه من كل واحد ثلثة، بزر الكرفس والرازيانج من كل واحد اربعة، ورد خمسة،
17
يطبخ الجميع والشربة فى كل يوم ثلث واقى.
18
وايضا مطبوخ جيد لذلك يوخذ الاصول الثلثة من كل واحد عشرة، انيسون،
19
وبزر الكرفس من كل واحد درهمان، شكاع وباذ اورد وافسنتين وغافت من كل واحد
20
خمسة، قنطوريون ثلثة، يطبخ ويشرب منه اربع اواقى.
21
وايضا مطبوخ جيد لذلك: يوخذ حشيش الغافت وشاهترج وشكاع و
22
باداورد وافسنتين من كل واحد خمسة، زبيب منقى واهليلج اصفر عشرة عشرة، يطبخ
23
ويستعمل. وهذا للمالح وللغالب عليه الصفراء اوفق والاغاريقون اذا استف منه الى
24
درهم ودرهم وثلث ايامًا منع تطاول العلة، يستف منه اويمزج بعسل ويستعمل.
25
وبزر الانجرة بعد النضج عجيب جدا سفوفا اوبعسل.
26
واما ان اتخذت له حبوب الاسهال فيجب ان يزاد فيه بسبب ضعف الكبد ريوند
27
وبزر الكشوث، وبسبب ضعف المعدة الانيسون والمصطكى، وبسبب ضعف الطحال
28
وغلظه قشر اصل الكبر واسقولو قندريون؛ فانه كثيرا ما يصحب هذه العلة طحال.
29
وربما احتيج ان يزاد لاجله سعد، وحب البان، وحلبة؛ ومع ذلك تراعى حال شدة
30
الحمى، لئلا يقع افراط تسخين.
4-71
1
واما المستفرغات التى هى اقوى المحتاج اليها فى هذه العلة عند النضج فمن
2
ذلك ان يزاد الشربة من حب التربذ ويستعمل الحقن القوية. ومن ذلك هذا الحب:
3
يوخذ مصطكى دانق عصارة الافسنتين ربع درهم، شحم الحنظل دانق، ايارج فيقرا نصف
4
درهم، اغاريقون نصف يحبب بالسكنجبين العسلى ويسقى. ومن ذلك حب المصطكى
5
والصبر.
6
واذا كانت المادة الى الحرارة اخذ من اقراص الطباشير المسهلة ثلثة اقراص،
7
ومن التربذ مثقال، ومن السقمونيا نصف مثقال، عصارة الاغافت مثقالان، ويسقى
8
بقدر القوة. وايضا لمثل ذلك اغافت، وافسنتين، وبرشاوشان، اهليلج، شاهترج،
9
زبيب منقى بالسوية، يطبخ ويسقى منه بقدر الحاجة. وان لم يحتمل البدن الاسهال
10
اقبل على المدرات والملطفات والمعرقات ومن جملة ما يحتاج اليه حينئذ نقيع الصبر
11
بالعسل. واذا انحطت العلة لم يكن حيئنذ بدخول الحمام قبل الطعام باس.
12
واما اغذيتهم أما اللطيفة فمثل الخل والزيت، وربما جعل فيه قليل مرى،
13
وخصوصا فى أخره. وأما التى هى اقوى فالطياهج والفراريج والقباج ونحوها بعد
14
الانحطاط. ويجب ان يجعل فيها، وخصوصا عند النضج ما فيه تقطيع مثل الخل
15
والخردل او المرى. فان كان البلغم حامضا رديا لزجًا فالكراث وماء الحمص من
16
من اجود الاغذية لهم واذا جعل فيه كمون وشبث وزيت. وايضا بوارد تتخذ من السلق
17
والمرى والخل، والزيت المغسول، والكواميخ؛ مثل كامخ الكبرو كامخ الشبث،
18
والصعتر، والانجدان، والهليون. وتجتنب البقول التى فيها تبريد وترطيب ووقت
19
الغذاء بعد فتور النوبة او اقلاعها، وقبل النوبة لا اقل من اربع ساعات. واما تقدير نومهم
20
فان كان معاد لا لليقظة ليكون النضج الى النوم والتحليل الى اليقظة. والحمام شديدة
21
المضرة لهم الا بعد الانحطاط.
22
تدارك القذف اذا أفرط: ينبغى ان يستعان فى <مثل> ذلك بمثل الميبه، و
23
شراب الرمان النعناعى المعروف. وان احتيج الى اقوى اخذ من حب الرمان المز
24
عشرة دراهم، ومن الكندر الابيض والمصطكى من كل واحد خمسة، نعناع سبعة دراهم،
25
يطبخ فى رطلين من الماء وفيه طاقات نعنع ''ثم يصفى".
26
تدارك إسهاله إذا افرط: اما حبسه فيما علمت من القوابض التدبيرية و
27
والدوائية. واما [تلافى] اضعافه فبأن يطعم عقيبه الفراريج المشوية والمطجنة، والبخورات
28
والروايح الناعشة. فان عرض تهيج فى الوجه والاطراف انتفعوا باستعمال مثل هذا
4-72
1
القرص: يوخذ انيسون ولك مغسول من كل واحد خمسة لوزمر مقشر وزعفران ومر
2
ماحوز من كل واحد اربعة دراهم، بزر الكرفس وبزر الرازيانج وفقاح الاذخر من كل واحد
3
ثلثة، عصارة الغافت ثلثة ونصف، سنبل ستة، ايارج فيقرا سبعة، ورد عشرة، يتخذ منه
4
اقراص ويستعمل. وربما احتجت الى مثل امروسيا ودواء اللك، ودواء اللوز المر.
5
قرص لطول الحمى <والنافض> مع البرد: ورد عشرة <دراهم> مصطكى،
6
وسنبل ورازيانج وبزر الكرفس وبزر الهندباء، وعصارة الغافت وعصارة الافسنتين
7
من كل واحد اربعة دراهم، طباشير <وزن> خمسة دراهم يجمع ويعجن ويقرص.
8
والشربة منه درهمان مع عشرة جلنجبين فى طبيخ الرازيانج قدر اوقيتين. وللنانخواه
9
المعجون بالعسل منفعة عظيمة فى مثل هذا الموضع.
10
وربما احتجت لطول البرد الى الدلك. والوجه فيه ان تبتدئى من المنكبين
11
والاربيتين اذا انتشرت الحرارة فى اليدين والرجلين وسخنتا. فان احس بشبه الاعياء
12
انتقل الى الدلك الصب. واذا اشتدت السخونة فلاباس بان يدلك بالدهن
13
حتى تبلغ العضو السخونة المحتاج اليها، فيتركه الى عضو أخر.
14
ومن الادهان الجيدة لهم الزيت العذب الذى لاقبض فيه، ودهن البابونج،
15
ودهن الشبث المطبوخ فى الاناء المضاعف. فاذا فرغت فامسح الدهن لئلا يكرب.
16
ولابأس ان تتبع الدلك اليابس دلكا بالدهن. ومما يحفظ معدهم ان لا تضعف المروخات
17
لراس المعدة التى هى مثل دهن البابونج ودهن النادين، ودهن الشبث، واقوى
18
منه الرازقى. ومن الاضمدة النافعة ان يطبخ البابونج بشىء يسير من المصطكى مطبوخا
19
بشراب مع ضعفه عسلا. وان كانت الشهوة ساقطة فالاجود ان لا يستعمل الشراب،
20
يل الميبجتج مطبوخا فيه "البابونج والتمر"،، واكليل الملك، والافسنتين.
21
علاج البلغمية اللازمة التى تسمى اللثقة: علاجها علاج النائبة فى كل يوم،
22
وتفارقها بان تلك يجب ان يكون استعمال الملطفات الحادة فيها برفق، وان اقتصر
23
على مثل السكنجبين، والجلنجبين، وجلاب العسل وماءه، وماء الرازيانج، والكرفس
24
والاصول الثلاثة يوشك ان ينفع. وقد ينفعهم كافح الشبث، وكافح الكبر، وخصوصا
25
مع اثار النضج.
26
وتدبير غذاءهم فمن مراعاة الازمان وخلافه، وقوة القوة وضعفها تدبير ماسلف
27
ذكره. ومن الأدوية الجيدة لهم أقراص العشرة. وايضا من الادوية لهم المجربة
28
أن يوخذ ورد ستة، ورب السوس <ستة>، شاهترج وسنبل من كل واحد اربعة دراهم،
29
مصطكى ثلاثة، كهرباء ثلاثة، انيسون اثنان. وايضا اقراص الغافث بنسختها: غافث
4-73
1
اربعة دراهم، ورد درهم وثلث، طباشير درهمان ونصف. وايضا غافث ثلاث أواق،
2
ورد نصف رطل، سنبل نصف رطل، طباشير اربع أواق. وايضا قرص أفسنتين نسخته:
3
يوخذ افسنتين وأسارون، بزر كرفس أنيسون، ولوزمر، وشكاع، وباز اورد،
4
وعصارة الغافث، مصطكى، سنبل من كل واحد إثنان <يدق وينخل ويعجن> ويقرص.
5
فى علاج انقيلاؤس وليفوريا علاجهما قريب من علاج ما ذكرنا قبلهما،
6
وهما متقاريا الطريقة. ويجب اولا ان تبدأ اولا بالسكنجبين العسلى والسكرى. و
7
قد يومر فيهما ايضا برب الحصرم المطبوخ بالعسل وشراب الورد، ثم يتدرج فى طريق
8
سقى البزور ومياهها الى نقيع الصبر، وأقراص الورد والمصطكى، وحب الصبر،
9
وايارج فيقرا، وحب الغافث.
10
ويجب فيهما جميعا ان يعتنى بالمعدة، ويستعمل القذف بماء اللوبيا والفجل
11
والشبث والفوذنج، والمدرات. ومن المسهلات النافعة منها ما يتخذ من الا هليلج
12
الاسود والاصفر والتربد والسكر. ومما ينفع منهما نفعا بليغا الحقن المائلة الى الحدة،
13
الواقع فيها لب القرطم، والقنطوريون الدقيق، والشبث، والبابونج، والحسك، واكليل
14
الملك، والمرى، والعسل. وتدبير ليفوريا يحتاج الى رفق اكثر من تدبير الأخرى.
15
علاج الحمى الغشية الخلطية: هذه الحمى صعبة العلاج، والوجه فى علاجها
16
الاستفراغ متدرجا من اللطيفة الى القوية، وخصوصا اذا كانت الطبيعة لا تجيب من
17
نفسها؛ فانك بالحقن تنقى ما فى المعاء والعروق القريبة منها من الفضل،
18
ويستعمل فى الباقى التلطيف بالدلك. وقد زعم جالينوس انه عجز
19
عن استفراغ اكثرهم الا بالدلك. وأحسن الوجوه فى دلكهم ان يبدأ من الفخذين
20
والساقين منحدرا من فوق الى اسفل. ويستعمل ذلك بمناديل خشنة ساحجة للجلد،
21
ثم ينتقل الى اليدين نازلا من المنكب الى الكتف بحيث يحمر الجلد ثم الظهر والصدر،
22
ثم يعاود الساقين. ويرجع الى النظام الاول. ويجعل نصف زمانهم دلكا، ونصف
23
زمانهم تنويما ان امكن. وبالجملة قانون علاجهم تلطيف من غير تسخين جدا.
24
ومما ينفعه الملطفات مثل ماء العسل، وخصوصا مع قوة من الزوفا، ومن
25
بزر الكرفس فى الغدوات ونحوه. فان كان هناك اسهال مفرط طبخت ماء العسل
26
طبخا أشد، فلا يسهل الاقليلا معتدلا نافعا. والسكنجبين المعسل ايضا ينفعهم؛ اما فى
27
الصيف ومع عادة شرب الماء البارد ممزوجا بالماء البارد، وفى الشتاء فيجب ان لا
28
يسقوه البتة. وليقتصر على تناول الماء الحار.
29
وتناول الحار من الاشربة افضل لهم الاعند ضرورة القيظ، وشدة اكراب
30
الحر. واوفق ما يسقون العطش السكنجبين العسلى. والشراب المائى ينفعهم فى اول
4-74
1
الأمر، وخصوصا ان كانت حماهم قوية. فقلما يكون وخصوصا فى المشائخ، ولا
2
بدلهم من بعد الغذاء من الشراب.
3
ويجب عليك ان تراعى نبض صاحب هذه العلة دائما. فاذا رأيته أخذ فى الضعف
4
والسقوط بغتة اطعمته خبزا مبلولا يشراب ممزوج ان لم يمنع ورم فى الاحشاء.
5
فاذا قارن هذه لم يكن للعلاج وجه ولا للرجاء موضع، أعنى اذا حدث مثل هذا
6
التغيير فى النبض. وهذا الاطعام مما يحتاجون إليه عند ما يشتد الغشى؛ ولكن
7
يجب ان تتبع ذلك دلك.
8
واما الغذاء الذى يجب ان يبيتوا عليه فماء الشعير لا يزاد عليه الاعند سقوط القوة،
9
وان زيد فالخبز المنقوع فى جلاب أوماء العسل، والحمام من أضر الأشياء لهؤلاء
10
والحار والبارد جدا من الهواء، فان الحار لا يومن معه سيلان الاخلاط الى الرئة والقلب
11
والى الدماغ، والبارد يمنع نضجها ويزيد تسديدها. فان كان الخلط فيه صفراوية ما
12
فان سهل القئ وخف كان نافعا؛ وبالجملة فانه أولى ان ينحج فيه.
13
فى علاج الحمى الغشية الدقية: يجب ان يضمد صدره بالصندل والماء ورد،
14
وينعش بالغذاء قليلا قليلا؛ وليكن غذاءه مثل الخبز السميذ المنقوع فى ماء الرمان
15
مبردا ان اشتهاه؛ وكذلك فى ماء الفواكه. فان احتيج الى القوة الى المصوصات المتخذة
16
من الفراريج بالخل، وماء الحصرم، والبقول الباردة. وخصوصا الكزبرة كان نافعا.
17
تدبير الليلية والنهارية: تدبيرهما تدبير البلغميات لاخلاف فيها.
18
فى الربع الدائرة ويسمى بطراطاؤس
19
اكثر الربع هى الدائرة ويقل وقوع ربع لازمة. وأما اسباب الربع فهو ما يولد
20
السوداء ثم بعفنها، وقد علمت جميع ذلك. وعلمت ان من السوداء ما هو يقل الدم،
21
ومنها ما هو حراقة، ورماد الأخلاط. وقد علمت ان من ذلك دمويا، ومنه
22
بلغميا، ومنه صفراويا، ومنه حراقة السوداء الطبيعة نفسها. وزعم بعض الناس
23
ان الربع لا تتولد من السوداء الطبيعة فانها لاتعفن. ومثل هذا القول لاينبغى ان يصاخ
24
اليه، بل كل رطوبة من شانها ان تعفن وان تفاوتت فى الاستعداد.
25
واكثر ما يعرض عقيب أمراض [و] حميات مختلفة بعقب حميات متفقة
26
لاختلاف الاخلاط التى تتولد منها ومن عفونتها، فانها اذا ترمدت ولم تسفرغ كثرت
27
السوداء ثم اذا عفنت كانت الربع. وكثير اما يحدث عقيب الطحال ومع ذلك فانها
28
فى الاكثر لا يخلو من وجع الطحال أوصلابته. وأسلم الربع مالم يحدث عن ورم
29
الطحال أو غيره، ولا معها ورم الطحال؛ فان الربع التى تحدث عن ورم الطحال
4-75
1
او يكون معها ورم الطحال كثيرا ما يودى الى الاستسقاء، القيل. والسليمة من الربع
2
تخلص من امراض ردئية سوداوية مثل المالنخوليا والصرع وفيها امان من التشنج؛
3
لان الخلط يابس، وهو فى الاكثر مرض سليم. واذا لم يقع فيها خطأ لم تزد على
4
سنة. وربما لزمت اثنتى عشرة سنة فمادونها والمتطاولة منها تؤول الى الاستسقاء.
5
واعلم ان الخريف عدو للربع.
6
العلامات: ان الربع تاخذ اولا ببرد قليل ثم ياخذ بردها يتزيد، ثم يقل يسير
7
عند المنتهى كما <يكون> فى البلغم. واذا سخن البدن لم تكن الحرارة شديدة وان
8
كانت اكثر وأظهر من التى فى البلغمية، فانها مع تعسرها فى الاشتعال تشتعل اشتعالا
9
يعتد به كالنار فى الحطب [الجزل] ولا مشتملة على البدن كله، بل يكون هناك حرارة
10
تقشعر منها وثقل. والسبب فى ذلك غلظ الخلط. ويكون مع برده شئى من وجع
11
كانه يكسر العظام. ويكون هناك انتقاص تصطنك له الأسنان؛ ولكن لا كما يكون
12
فى البلغمية. ويودى ذلك الى ضعف البصر؛ لكنه يبين عند النضج، لان الردأة ثقل
13
كما كانت فى الابتداء قليلة.
14
ومن علامة الربع اسبابها المتقدمة من حميات طالت، ومن طحال، ومن
15
وجع. ومن علامات الربع حال المزاج، ودلائل سوداوية. والسن والفصل، و
16
الغذاء والسخنة، والعادة، وما أشبه ذلك. ودورها اربع وعشرون ساعة. وتكون
17
الحمى كثيرا غبا فى الصيف، وتصير ربعا فى الشتاء.
18
وكثيرا ما تودى الحميات المختلفة الى حميات مختلفة لانظام لها لا ختلاف
19
بقايا الأخلاط الباقية بعد الحميات. فاذا استقر على الترمد استقرت على الربع. وما
20
كان عن بلغم محترق كانت أدوارها أطول. ويحدث اكثر ذلك عقيب المواظبة. و
21
يكون العرق ابطأ، والبول اغلظ، وصلابة العرق أقل، ويكون فى الاكثر عقيب
22
حميات بلغمية. وما كان عن دم محترق فتقدمه علامات الدم، وحمياته، وحمرة
23
البول، ويدل عليه السخنة، والفصل، والسن، وربما كان بعد حميات دموية.
24
وما كان عن صفراء محترقة فيكون النبض أشد سرعة وتواترا، ويبتدئى
25
اقشعرار وبرد، ورض فى اللحم، وعطش وعرق، ويكون ثم غضب، وعطش
26
والتهاب. ويدل عليها السحنة والسن والفصل. وقد يدل عليها كونها عقيت حميات
27
صفراوية.
28
والنبض فى الربع يكون إلى الصلابة ليبوسة الخلط، فانه يجذب الى داخل
29
كانه نبض تشنج، والى الاستواء مالم يتحرك وان تحركت اختلف النبض جدا لغلظ
4-76
1
الفضل. ويكون تفاوته ظاهرا عند الفترة، وهو دلالة تامة على الربع. وكثيرا ما
2
يتفق انبساط غير مستو وانقباض شديد السرعة على خلاف ما فى الغب. ونبض الربع
3
أحسن من نبض البلغمية فى الصفر والتواتر؛ ولكنه مثله فى الابطاء، وعند ابتداء النوبة
4
يزداد ابطاءه واختلافه وتفاوته اكثر من اختلاف سائر الحميات، ثم ياخذ فى عظم و
5
تواتر وسرعة.
6
والبول فى الربع يتشابه أوقاته فى عدم النضج لبرد المادة وغلظها؛ الا عند
7
المنتهى الجيد؛ لكن أحواله والوانه تختلف، وذلك لان السوداء تتولد من اخلاط
8
شتى. ومن علامات نضج الربع لين النافض. واما البول فانه يكون فى الابتداء ابيض
9
الى الخضرة فجًا لاهضم له، وبعد الابتداء يختلف حاله. ويتلون بسبب ان اكثر
10
السوداء متولدة من اخلاط شتى، ويكون عند الانحطاط اسود. والعرف فى الربع
11
كثير بالقياس الى البلغمية، وليس يكثير بالقياس الى غيرها. والعطش يقل فى هذه
12
الحمى، الا ان يكون عن سوداء صفراوية.
13
العلاج: ينظر فى هذه العلة هل هى عن سوداء دموية، او سوداء بلغمية،
14
او سوداء صفراوية، او سوداء سوداوية. ثم تدبر كل واحدة بما هو اولى به مما ندكره
15
لكن لجماعة اصنافها احكام تشترك فيها. وذلك انها كلها تنفض فى الابتداء. فواجب
16
يتامل هل للدم غلبة، وخصوصًا اذا كانت الربع عن سوداء دموية. فحينئذ يفصد و
17
يخرج من الدم بقدر الحاجة.
18
وربما اوجبت كثرته وردأته أن يخرج منه شئيا كثيرا. واذا لم تكن ثم حاجة
19
الى الفصد وفصد ضر من حيث يضعف القوة، ومن حيث اخراج ضد السوداء، و
20
من حيث تحرك الاخلاط الى خارج. فأن يستفرغ فى الاول من الخلط المحدث
21
للحمى شئيا ما للتخفيف لا للتنظيف؛ فان ذلك عند النضج على حسب ما نشير اليه. و
22
ليكن بعد النوبة بيوم. ولا يجب ان يدر فى الاول بقوة.
23
ويجب ان يستعمل المرخيات. وان لم يستصوب المشروبات استعمل
24
بدلها حقوًا موافقة؛ لكهنا يجب ان تكون لينة وانما يرخص فى تقويتها اذا بلغ المرض
25
المنتهى. وان كان الطبيب قد يتهور فيطلق السوداء فى الابتداء مرات اطلاقا قويا،
26
ويمنع العلة، اصلا؛ لكنه صواب عن خطأ. ويجب ان يمنع يوم النوبة من الاكل،
27
ويكلف الصوم، ويمنع من الماء البارد ذلك اليوم. ولا بد فى سائر الايام من لحم
28
طيهوج، او فروج والطهوج اولا الى ثلثة او اربعة ادوار ثم الفروج، فحينئذ يكون
29
الفروج خيرا. ويكون الدواء فى غير يوم النوبة جلنجبين ممروسا فى الماء الحار فى
30
اليوم مرتين، او ثلاثة دراهم جلنجبين فى عشرة دراهم سكنجبين.
4-77
1
وانت تعلم ان السوداء اذا كانت صفراوية فيجب ان تستعمل فيما يطلقها [فى
2
الاوائل] شىء من جنس الاهليلج والبنفسج وان كانت بلغمية وجب ان تستعمل فيما
3
بطلقها فى الاوائل شىء فيه قوة التربد. فان كان سوداويا وجب ان تستعمل فى الاوائل
4
شئيا فيه قوة من البسفائج والافتيمون ونحوه.
5
وتعلم ان ماء الجبن نعم المطية لما يستعمل من القوى المذكورة. وربما انجح
6
استعماله وحده، وخصوصًا اذا كانت الحرارة متسلطة؛ فان الجلنجبين وماؤه المصفى
7
عن طبخه القوى منزلته هذه المنزلة، خصوصا اذا كان فى المعدة ضعف، او كان
8
الغالب خلطا باردا.
9
والقئ ايضا وخصوصا قبل الطعام وبعد الطعام احرى ايضًا، وخصوصا
10
يوم النوبة قبل النوبة، وخصوصًا اذا كانت السوداء بلغمية من الامور النافعة فيه.
11
وليس فى الابتداء فقط؛ بل وفى كل وقت. ويجب ان لا يعنف فى الابتداء، وفى
12
اوائل النضج الى قبول تمام النضج واستفراغ الفضل بما لا يسخن بقوة، ولا ما يجفف
13
بقوة من الدواء ومن ترك الاغذية، ولا بما يضعف بالاسهال، ولا ايضا مما يضعف
14
فى الابتداء من تلطيف التدبير.
15
واعلم انه اذا ابتدأت الربع فى صيف اوشناء فيجب ان يسقى اولا ماء الشعير
16
بالسكنجبين ليفتح الطرق للدرور وتنقضى بسرعة. وذلك بعد الدور المتقدم بثلاث
17
ساعات او اربع. واذا عرضت الربع شتاء فالمداراة، ولا وجه فى سقى الاقراص.
18
واعلم ان الاشياء الباردة الرطبة، السهلة الانهضام، الجيدة الكيموس قد
19
توافق هذه العلة من حيث الحمى، ومن حيث مضادة احدى كيفيتى السوداء التى هى
20
اليبوسة، فيجب ان تستعملها ايضًا حين لا تخاف ضررًا فى النضج، او القدر الذى لا يخاف
21
الاشياء [هى] الحارة بالاعتدال ويحذر كل بارد يابس. والاشياء الباردة الرطبة الموافقة
22
من هذه العلة هى مثل الهندباء والخس والبطيخ والخوخ احيانا.
23
وانما يجب ان يجتنب امثال هذه إما لشدة البرد، وذلك موجود فى مثل الخس ليس
24
موجودًا فى مثل البطيخ الحلو، وإما لشدة الادرار المؤدى الى تغليظ الدم، وذلك
25
موجود فى البطيخ، واما لتهيئة ما تخالطه العفونة وذلك موجود فى الخوخ، ويجب
26
ان تراعى امثال هذه.
27
واما الاغذية الحارة باعتدال الزائدة فى الرطوبة فهى نافعة جدًا، خصوصا
28
اذا اريد تعديل حرارتها حين ما لا يراد ان يستعان بها على الانضاج بالباردات الرطبة مثل
29
خلط التين بالهندبا، ولا باس فى الاوائل بتناول ما فيه ملوحة وحرافة وتقطيع اذا لم
4-78
1
يخف سورة الحرارة؛ واما فى آخر المرض فلا بد من ذلك. واقراص الافسنتين نافعة
2
فى آخر العلة. ومما ينتفع به الجلوس فى الماء الحار العذب قبل الغذاء كل يوم. و
3
الاستحمام الذى يرطب [ولا يعرق]. ولا يهيج الحرارة، ولزوم الترفه والدعة،
4
وهجر الرياضة والحركات البدنية والنفسانية.
5
وجميع هذه الحميات يحتاج الى مرطبات، ويختلف فى قدر ما يحتاج اليه
6
من تبريد أو تسخين، وحاجتها الى المجففات لما فيها من قوة تقطيع وجلاء واطلاق
7
لا بسبب التجفيف. ويجوز ان تراعى امر المعدة باضمدة جيدة مقوية ما بين قوية
8
الحرارة ولطيفتها على ما توجبه الحال، وتراعى الطحال والكبد وتدبر لئلا يصلب
9
ويرم. وربما احتيج فى التقئية الى ماء الفجل وبزره يخلط بالسكنجبين. وربما استعنت
10
بتقديم اكل السلق، والمملوح من السمك والخردل ونحوه قبله. وقد يستعان بعد
11
ذلك بشرب ماء كثير ثم تعقب بالسكنجبين ويقذف.
12
ومما ينفعه ان يتناول بوم النوبة ثم يتقياء عليه، فيامن مضرة البرد والنافض،
13
وحدة الحمى ان يتناول ثوما او عسلا. ويشرب سكنجبينًا عسليا ويمتلى طعاما، ثم
14
يتناول ماء حارا ويتقيأ. واذا انقضت النوبة تعش بشىء يسير، واستحم بالغداة. وان
15
يتناول قبل النوة بخمس ساعات طعاما ليتقيأ؛ فانه ربما نفع ذلك وان لم يتقيأ. والقئى
16
قبل النوبة لاى حلط كان يخفف النوبة ويقلعها.
17
ومن التدبير الجيد ان يصوم يوم النوبة ان لم يكن مانع. ولا يتناول غذاء حتى
18
تنقضى النوبة. ويدخل الحمام فى اليوم الثانى. أما ان كان نضج فعلى الرسم، وان
19
لم يكن نضج فلا تعمل فيه غير صب الماء الحار مقدار ما يلتذ به البدن ويترطب، دون
20
مبلغ ما يثور فيه خلط. وفى اليوم الثالث يستعمل القئ لما يكون فضل من الطعام
21
وما يكون حاله الحمام. على انه ينبغى ان يستعمل القئ فى يوم النوبة ايضا.
22
وان كانت السوداء دموية انتفع بالفصد من الباسليق ثم باستفراغ لطيف بما
23
يقع فيه من منقيات الدم مثل قوى الشكاع والباذ اورد والبسفائج والشاهترج، و
24
الاهليلج الكابلى. وهذا الجنس سريع القبول للعلاج. وان كانت السوداء صفراوية
25
فعليك بالتبريد والترطيب البالغين من الادوية والاغذية، واستعمال الماء المعتدل جلوسًا فيه
26
واغتسالابه. ويكون تليين طبيعته فى الابتداء بمثل ما يكون من البنفسج، وما يكون
27
من ماء الجبن مع قوه من البسفائج، او سكنجبين افتيمونى، وشراب الورد، وماء اللبلاب
28
وخيارشنبر.
29
واما اطلاقه التام فربما تيسر بعد عشرين؛ لان النضج يظهر منه اى اذا كانت
30
المادة سوداء صفراوية ثم تتدرج الى ما يلطف ويقطع. وان احتيج الى اصلاح معدته
4-79
1
فبمروخات من ادهان ومن اطلية لا يجاوزها قوى البابونج وورق الافسنتين واكليل
2
الملك ونحوه. والصوم الكثير حتى فى يوم الدور احيانا ايضا معالا يوافقه وان كان
3
يوم الدور يقتصر عليهم من الغذاء بقليل تافه.
4
ومن المنقيات النافعة فيها طبيخ الاهليلج، والافتيمون، والسنا فى السكنجبين
5
المطبوخ فيه البنفسج؛ وربما سقوا الحلتيت على الريق، خصوصا يوم النوبة، وقيأوه
6
ان غثت نفسه.
7
وان كانت السوداء بلغمية فزع الى السكنجبين العسلى بمياه الكرفس والرازيانج
8
ونحوه. وان احتيج الى تليين خلط به فى الابتداء قوة مطلقة للبلغم من قوى التربد
9
والبسبائج، ودرج يسيرا الى قوة من الغاريقون، وقيئ بالسكنجبين البزورى العسلى
10
ونحوه الى ان ياخذ فى النضج. ويكون تكميده المعدة وتضميدها بما هو اقوى
11
حتى بالتمر والتين ونحوه وكذلك تمريخها بادهان حارة الى دهن القسط. وربما احتيج
12
الى تقيئته بسكنجبين فيه قوة الخربق الابيض؛ بل ربما احتيج الى ان يسقى الخربق
13
الابيض فى الفجل، اوقوة الخربق فى الفجل، او الخربق بحاله اذا لم تخف حال
14
ضعف القوة.
15
وان كانت السوداء سوداوية صرفة من قبيل عكر الدم فيصلح اسهاله فى الاول
16
بماء اللبلاب والفانيذ، ويصلح استعمال الجلنجبين العسلى او السكرى، وفى آخره
17
يستفرغ بمثل طبيخ الاهليلج الاصفر، والاسود، والشاهترج، والزبيب. فاذا
18
نضجت العلة فللفصد حينئذ ايضًا موقع جيد يفصد الباسليق، ويستعمل القى على الطعام
19
بقوة، او بلطف على حسب الوقت او الحاجة. ويجب ان تدمنه فهو اصل، فاستفرغ
20
بالادوية والحقن القوية.
21
والادوية التى تستعمل فى مثل هذا الوقت مثل الافتميون، والبسبائج، و
22
الغاريقون والاسطوخودس والحجر الارمنى واللازورد، مغسولين وغير مغسولين،
23
وعصارة ورق فنطافيلون مع شراب العسل. وربما احتيج الى الخربق الاسود. وربما
24
اقنع فى الصفراوى السنار والشاهترج مع الافتيمون وفى السكنجبين، ثم ادر، وحينئذ
25
فاسق عند استفراغ البلغمى والسوداوى منه الترياق والمثروذيطوس، ودواء الحلتيت
26
والكبريت والفلفل وحده يشرب فى الماء وامثال الخردل يستعمل <ويستعمل> غير
27
دائم؛ بل فى كل ثلاثة وفى الاوائل وقبل ذلك فى مدد ابعد؛ وكذلك الفلافلى ونحوه
28
من الجوارشنات. ولا تعجل بشئى من هذه قبل النضج؛ فانك ان سقيت الترياق ونحوه
29
من الجوارشنات فى الاول ركبت ربعا مع ربع، وربما جلبت امراضا اخرى، وخصوصا
30
فى الشتاء وفى أخره ان وجب الفصد اقدم عليه.
4-80
1
قال جالينوس: أبرأت خلقا كثيرا من الربع بأن سقيتهم بعد النضج مسهلا،
2
ثم سقيتهم عصارة الافسنتين، ثم سقيتهم الترياق. واقول: ان الحلتيت والفلفل مفردين
3
نافعان جدا اذا ظهر النضج وبلغ المنتهى. واطعمه الصحناء والبن، وكامخ الكبر
4
والخردل والمرى. وجميع ما فيه قوة ملطفة بقوة. وربما احتجت ان تسقيه بعد
5
الاربعين كل غداة مثل نبقة من مثل دواء الحلتيت، وكل عشية كذلك اذا لم تكن الحمى
6
حادة والمادة اصلها صفراء.
7
ومن الاقراص النافعة فى هذا الوقت عند الانحطاط قرص على هذه الصفة:
8
يوخذ من عصارة الغافث ومن الزعفران من كل واحد ثلاثة، ومن الاسقولو قندريون
9
واللك والراوند والطباشير من كل واحد خمسة. ومن بزر الحماض، وبزر البقلة،
10
والورد والسنبل وبزر الكشوث والانيسون وبزر الكرفس، واصل الكبر وحب البان
11
وبزر الرازيانج من كل واحد اربعة، <يدق وينخل> ويعجن بماء الكرفس ويقرص
12
ويسقى بماء الرازيانج والهندباء والكشوث. وهذا الدواء نافع من وجوه كثيرة.
13
واذا نضجت المادة <استعمل هذا الدواء>: يوخذ مر سبعة عشر درهما،
14
سنبل ثلاثة عشر درهما، عاقرقرحا وقسط وفقاح الاذخر من كل واحد خمسة،
15
فطراساليون خمسة عشر درهما، انيسون عشرة دراهم، يعجن بشراب عتيق او بعسل الزنجبيل.
16
والشربة منه مثل الجوزة.
17
وقد يسقون فى آخره الناقهين، وعند قلة التاذى بها وكثرة الحرارة ومع
18
تلطيف المادة دواء بهذه الصفة: يوخذ من بزر البنج واليبروح قيراط <قيراط> ومن
19
الحلتيت قريب من ثلاث باقلات. ومن هذا القبيل ايضا ان يوخد من الفوذنج البستانى
20
اربعة مثاقيل، ومن بزر الانجرة عشرون مثقالا ومن الافتيمون مثقال يقرص اقراصًا
21
صغارا جدا والشربة درهم.
22
ومما هو جيد لهم استعماله بعد ظهور اثر النضج الى آخره: أن يوخذ من الزبيب
23
الغسانى او الهروى، ومن الثوم البرى، ومن الاس الطرى من كل واحد جزء،
24
يطبخ فى الماء بعد ان ينقع فيه ثم يغلى بالاستقصاء، ويصفى ويسقى منه اوقية. وايضا
25
بزر الكرفس وانيسون وقرد مانا خمسة دراهم، صعتر برى واغافت من كل واحد سبعة
26
دراهم، نانخواه اربعة، شكاع ثلاثة، زبيب عشرة يطبخ بثلاثة ارطال ماء الى ان يرجع
27
الى رطل.
28
ومما هو جيد لهم ان يوخذ من النانخواه ومن السنبل ومن الفوذنج من كل واحد
29
عشرة دراهم، ومن الكراويا والانيسون من كل واحد سبعة دراهم، ومن الحلتيت
4-81
1
خمسة دراهم، ومن الزنجبيل اربعة دراهم، ومن السليخة وزن ثلاثة دراهم يعجن
2
بالكفاية من العسل. والشربة منه وزن درهم بماء الكرفس والرازيانج.
3
قرص لذلك بهذه الصفة: يوخذ من عصارة الغافت عشرة دراهم، اسقولو
4
قندريون وطباشير ورازيانج وسنبل وزعفران من كل واحد خمسة دراهم، لك وراوند
5
من كل واحد اربعة دراهم، بزر الحمقاء وبزر القثاء من كل واحد ست دراهم يقرص
6
بماء الكرفس ويسقى بماء السكنجبين.
7
وايضا للبلغمى: مر خمسة وثلثان، زعفران وفطر اساليون من كل واحد خمسة
8
دراهم، سنبل الطيب اربعة ونصف، جند بادستر ثلاثة، انيسون ثلثة ونصف، بزر الكرفس
9
وكراويا من كل واحد اربعة، حماما وقشور السليخة وميعة من كل واحد درهمان وثلث،
10
سيساليوس ادريون المعجون من كل واحد درهم وثلثان. واذا اشتد النافض كان
11
القىء بماء فاتر وسكنجبين نافعا من ذلك. فان لم يجب قواه بما سلف ذكره بحسب
12
الوقت. والتبخير بنطول قد طبخ فيه الشيح والبابونج ونحوه محفوفا باكسية تجمع السخونة.
13
ذكر مسهلات يحتاجون اليها بعد النضج: [الهليلج] الكابلى ستة، افتيمون
14
وافسنتين من كل واحد خمسة دراهم، هليلج اصفروعصارة الغافت واملج من كل واحد
15
اربعة دراهم، وبزر الكرفس والانيسون وبزر الرازيانج من كل واحد درهمان، يتخذ
16
منه طبيخ ويسهل برفق. او يوخذ من القشمش عشرة دراهم [ومن الهليلج الكابلى]
17
والافتيمون من كل واحد تمانية دراهم، ومن الشاهترج وزن سبعة دراهم، ومن الشكاع
18
<والباذاورد> والقنطوريون الغليظ من كل واحد ستة دراهم، ومن الغافت واصول
19
الاذخر من كل واحد وزن خمسة دراهم، يطبخ بخمسة ارطال ماء حتى يرجع الى رطل.
20
نسخة حب خفيف: اذا استعمل فى كل خمسة ايام مرة كان نافعا<رفيقا>
21
وهو مجرب: يوخذ افتيمون وتربذ <عراقى> من كل واحد عشرة، كراويا وانيسون
22
من كل واحد سبعة، نانخواه ثمانية، بزر الكرفس والرازيانج من كل واحد ثلاثة، بسفايج
23
ستة، اغاريقون ابيض ثمانية، ملح هندى خمسة، ايارج فيقرا احد عشر <يدق وينخل
24
ويعجن> ويحبب. الشربة منه <وزن> درهم ونصف بماء النعناع.
25
واذا كانت المادة بلغمية نفع هذا الحب ايضا: يوخذ افتيمون ونانخواه و
26
اغاريقون من كل واحد ثمانية دراهم، بزر الكرفس وانيسون ورازيانج من كل واحد
27
ثلاثة دراهم، ملح نفطى خمسة دراهم، ايارج وتربد من كل واحد وزن عشرة دراهم،
28
<يعجن ويحبب> والشربة وزن درهمن ونصف.
29
واذا كان مع وجع الطحال انتفع بهذا الدواء ويسهله برفق: يوخذ
30
اسقواوقندريون خمسة عشر، اغاريقون اثنا عشر، اهليلج اسود وايارج من كل واحد
4-82
1
عشرة، اهليلج كابلى وافسنتين من كل واحد ثمانية، شكاع وباز اورد وكما فيطوس
2
عصارة الغافث من كل واحد سبعة، ثمر الطرفا <ثلاثة> قشور اصل الكبر خمسة، بزر
3
الكرفس وانيسون ورازيانج من كل واحد ثلاثة يتخذ معجونا اوحبًا.
4
فى تغذية اصحاب الربع: الاصوب ان يمال فى تدبيرهم فى اول الامر الى
5
ثلاثة اسابيع فى تلطيف ما من غير ان تنهك القوة. وذلك ان يجتنبوا اللحم والزهومات؛
6
فان هذا يقلل مادتهم، ويخفف علتهم، ويقصر مدة مرضهم. وبعد ذلك فلا بد
7
من انعاش القوة بمثل السمك الرضراضى. والبيض النيمبرشت، والفراريج، والطياهج.
8
فاذا صار وا الى مدة مثل المدة التى منع فيها الزهومات ولم ينقص العلة فلا بد من
9
مراعاة القوة واطعام ما هو اقوى من لحمان الدجاج، والفراريج، والحملان، والجدا،
10
والطير الرخص اللحم، مثل التدارج، والدراريج، والسمك الجيد الذى ليس بكثير.
11
واعلم ان الشرط فيما يغذى منه صاحب الربع ان يكون جامعا لخلال: احدها
12
ان لا يكون فجاء؛ بل محللا للنفخ التى تجذبه السوداء. والثانى ان لا يكون غليظا بل
13
ملطفًا للغلظ. والثالث ان لا يكون عاقلا بل مطلقا للبطن. والرابع ان يكون الدم المتولد
14
منه محمودا. واكثر ما يكون كذلك ما يكون له حرارة ورطوبة. وقد علمت انه كيف
15
يتغذى قبل النوبة وباى ساعات ولم ذلك؟ وعلمت ايضا انه ربما احتاج الى الغذاء
16
فى النوبة، ويقرب منها للعلة المذكورة؛ لكن الاصوب ان تلقى الحمى خالى البطن
17
ثم لا تشغل الطبيعة بمادة غير مادة المرض الى ان تدفعها. والشراب الصافى الرقيق
18
الابيض نافع له.
19
فى علاج الربع اللازمة: حال هذه الحمى على ما اخبرنا به من قبلها. و
20
القانون فيها مجانس للقانون فى الربع المفترة. وانما يخالف فى اشياء يسيرة. من ذلك
21
ان الميل الى الاعتدال فى المسخنات، والى التبريد فى هذه اولى للزوم الحمى فيجب
22
ان يستعمل فى علاجها مثل السكنجبين والجلنجبين، والسكنجبين البزورى وماء الاصول
23
المعتدل والافشرجات بالعسل. ومن ذلك ان الفصد فى هذه اوجب؛ لان المادة
24
محصورة فى العروق. ومن ذلك ان الرخصة فى اللحمان فى هذه العلة اقل.
25
فى الحمى [الخمس و] السدس والسبع ونحو ذلك وتسمى فيماطوس،
26
وقوم يسمون امثال هذه دوارة. هذه تتولد من مادة مجانسة لمادة الربع، لكنها اغلظ
27
واقل. واكثر ما يكون من سوداء بلغمية. واما السدس والسبع وماوراء ذلك فان ابقراط
28
يذكره.
4-83
1
وجالينوس يقول: مارأيت فى عمرى منه شيئا ولا رأيت خمسا جليا قويا انما
2
هو حمى كالخفية. قال: ولا يبعد ان يكون السبب فى مثل السبع والتسع تدبيرا اذا
3
استعمل وجرى عليه اوجب حمى. فان عود اوجب فى مثل ذلك الوقت تلك الحمى.
4
ولو بدل واصلح لكان لا يوجب فيكون السبب فى ادواره وعوداته عودات التدبير،
5
وادواره لا ادوار مود تنصب وعوداتها. قال: فيجب ان تراعى فى امتحان هذه العلة
6
هذا المعنى حتى لايقع غلط. على ان جالينوس كالمنكر لوجود هذه الحميات وكالموجب
7
ان لا يكون لا مثالها اصل اخر.
8
لكن ابقراط قد حقق القول فى وجود السبع والتسع وليس ذلك بين التغذر،
9
ولا واضح الاستحالة حتى يرجع فيه الى التاويل، والاقاويل التى قالها ابقراط فى باب
10
هذه الحميات ان السبع طويلة وليست قتالة، والتسع اطول منها، وليست قتالة.
11
وقال ان الخماسية اردأ الحميات، لانها تكون قبل السل وبعده وقول جالينوس فيه
12
كما تعلمون.
13
وانا اظن لهذا القول وجهاما، وهو ان يكون السل يعنى به الدق، ويكون
14
قوله فى الخماسية موضوع قضية مهملة لاتقتضى العموم. فيكون كانه يقول ان من
15
الخماسية صنفا من اردأ الحميات؛ لانها تكون قبل الدق وبعده. فيكون معنى قوله
16
ذلك ان الحميات اذا اطالت واذت واختلطت واختلفت تادت كثيرا الى اشتعال
17
الاعضاء الرئيسة الى دق.
18
ومن شان امثال هذه الحميات ان تقف فى آخرها على نمط واحد واكثر ذلك على الربع
19
قد بينا هذا ؛ لكهنا انما تودى الى الربع اذا كان فى الاخلاط غزارة وفى الرطوبات
20
كثرة. واما اذا كان الذوبان قد كثر، والاستفراغات المحسوسة وغير المحسوسة
21
قد تواترت لم يبق للاخلاط رمادية؛ الا اقل والا اغلظ. وذلك يوجب ان تكون النوبة
22
ابطأ، ويكون ما كان يكون ربعا خمسا. وفى مثل هذه الحال بالحرى ان يكون البدن
23
مستعدا لان يشتغل وتصيردقا.
24
وايضا فان الدق اذا سبق لم يبعدان يحدث للاخلاط رمادية ما قليلة لقلتها
25
فى او اخر الدق، وتعرض لتلك الرمادية عفونة فتحدث حمى. وقد انهكت الحمى
26
الدقية البدن فيكون ردية من حيث انها علامة احتراق خلط ما بقى منه الا اليسير وكانت
27
حرافة يسيرة، ومن حيث انها سبب ازدياد الحمى وتضاعفها
28
ولا يجب ان ننكر امراضًا لم يتفق ان تشاهد فى زمان ما، وفى بلاد ما؛ فان
29
من هذا الجنس مالا يحصى كثرة. ولا يجب ايضا ان يقال انه ان كان خمسا فلابد
30
من مادة خامسة، فان السوداء انما دارت ربعا لالنفس انها سوداء؛ بل لاجل انها غليظة
31
قليلة، وقد لايبعد ان يكون فى بعض الابدان سوداء قليلة غليظة تعرض لها العفونة.
4-84
1
وليس لقائل ان يقول: يجوز فى البلغمية ان تصير لها نوبة أخرى اذا غلظ و
2
قل؛ فان التجويز امر واسع قلما يتمكن من الزام نقيضه. ثم ليس الحال فى تجويز
3
مالم ير قط، ولم يسمع ولا يشهد به مجرب ولا عالم كتجويز ما شهد به مثل بقراط.
4
وقد حدثنى ثقة انه قد شاهد السبع. واما الخمس فقد شاهدنا مرارا، ولن نضطر
5
لذلك الى ان نقول ان ههنا خلطا أخر.
6
علاج اصناف هذه الحميات: يقرب علاج هذه الحمى من علاج الربع
7
البلغمية، ويحتاج فى علاجها الى فضل صوم، و تلطيف التدبير، ونوم هاضم لتتحلل
8
به المادة الغليظة وتنضج، ويحتاج ايضا الى تغليظ تدبير لئلا تخور معه القوة، وهما
9
كالمتعاندين. ولما لم تكن هذه الحميات بحيث توهن القوة لم نبال بان نلطف
10
التدبير ونستعل على المريض الصوم مدة، وأن يتلا فى ذلك "كما قد بينا" بان يغذوا
11
بما يجود غذاوه ويسرع [ويكثر] ولا يكون فيه تغليظ للمادة ولا زيادة فيها.
12
ومن انفع المعالجات لذلك القى بالخربق وبزر الفجل والفجل المخربق،
13
وبزر السرمق وجوز القىء والاستفراغ بالايارجات، وبعد ذلك استعمال الترياق و
14
نحوه. وينفع حيئنذ التعريق بالادوية وبالحمام الحار من غير استعمال الماء، ومن
15
غير استعمال المرطبات.
16
الكلام فى الدق
17
قد علمت ان فى الاعضاء رطوبات مختلفة الاصناف: منها رطوبات معدة للتغذية
18
ولترطيب المفاصل فمن ذلك ما هو مخزن فى العروق. ومن ذلك ما هو مبثوث
19
فى الاعضاء كالطل. وهاذان قسمان: واولهما مادة لحمى العفونة او حمى الغليان كما
20
علمت، اذكان الغذاء ليس كله يتفق كما يحصل؛ بل قد يبقى منه ما هو فى سيل
21
الانفاق وما هو فى سبيل الادخار.
22
ومنها رطوبات قريبة العهد بالجمود، وهى الرطوبات التى صارت بالفعل
23
غذاء، اى انجذبت الى الموضع الذى هو ابدال لما يتحلل منه، وصارت زيادة فيه
24
متشبهة به، الا ان عهدها بالسيلان قريب فهى غير جامدة.
25
ومنها رطوبات بها تتصل اجزاء الاعضاء المتشبهة الاجزاء من اول الخلقة،
26
وببطلانها تصير الى التفرف [والتفتت] والتترب. مثال الرطوبة الاولى دهن السراج
4-85
1
المصبوب فى المسرجة. ومثال الثانى الدهن المتشرب فى جرم الذبال. ومثال
2
الثالث الرطوبة التى به تتصل اجزاء قطن اتخذ منه الذبال.
3
فاذا اشتعلت الاعضاء الاصلية؛ وخصوصا القلب كان ذلك هذا المرض
4
الذى هو الدق على ما علمت. وحرارة الكبد قد تودى الى الدق، لكن لا يكون نفسها
5
دقًا؛ بل الدق ما كان بسبب القلب. وكذلك حال الرئة والمعدة، ولكنه مادام يفنى
6
الرطوبات التى من القسم الاول من الاعضاء، وخصوصا من القلب، كما يفنى المصباح
7
الادهان المصبوبة فى المسرجة، فهو الدرجة الاولى المخصوصة باسم الجنس <الاول>
8
وهو الدق، وباليونانية افطيقوس؛ اذ ليس لها فى نوعهم اسم. فاذا فنيت الرطوبات
9
التى من القسم الاول واخذت فى تحليل الرطوبات التى من القسم الثانى، وفى إفنائها،
10
كما اذا أفنت الشعلة الدهن المفرغ فى المسرجة، واخذت تفنى المتشرب فى جرم
11
الذبال كانت الدرجة الثانية وتسمى ذبولا وفاريسموس. ولها عرض ابتداء وانتهاء
12
ووسط، ثم لا يفلح من بلغ انتهاء الذبول، وقلما يقبل العلاج الا ماشاء الله، وخصوصا
13
اذا بلغ ان يدق اللجم. فاذا فنبت هذه واخذت تفنى الرطوبات التى من القسم الثالث،
14
كما تاخذ الشعلة تحرق جرم الذبالة، ورطوبة الاصلية كانت الدرجة الثالثة، وتسمى
15
المفتت والمحشف، وباليوناينة ردميس وهده العلة من الحميات التى لانوائب لها
16
ولا اوقات نوائب.
17
وقد قال قوم اما ان يكون تعلق الحميات الدقية بالرطوبات القريبة العهد
18
بالجمود، وإما بمثل اللحم، واما بالاعضاء الاصليلة الصلبة كالعظام والعصب. وهذا
19
القول ان فهم منه انه يتعلق على سبيل انه يفنى ما فيه من الرطوبة المتصلة به كان و
20
المعنى الاول سواء، وان عنى ان اول ما يفنيه الدق هى الرطوبات القريبة العهد بالجمود
21
لم يكن قولا صحيحا.
22
والدق قد يقع بعد حمى يوم، وقد يقع بعد حميات العفونة والاورام. ويبعد
23
ان يعرض الدق ابتدأ، فتكون الاعضاء الاصلية قد اشتعلت، ولم يشتعل خلط ولا
24
روح قبل ذلك؛ بل يجب ان تسخن تلك اولا، ثم على مر الايام تسخن الاعضاء
25
الاصلية؛ اللهم الا ان يعرض سبب قوى جدا.
26
والسبب الواحد قد يكون سببا للدق، وقد يكون سببا لحمى يوم بحسب شدة
27
تعلقه وضعف تعلقه مثل النار، فانها تلقى الحطب على وجهين: احدهما على وجه
28
تسخين له وتبخير فيه، والثانى على سبيل اشتعال.
4-86
1
وحمى العفونة والورم ينتقل كثيرا الى الدق لشدة الحمى، وشدة تلطيف الغذاء
2
فيه ومنع الماء البارد، وقلة مراعاة جانب القلب بالاطلية والاضمدة؛ وخصوصًا
3
فى امراض اعضاء مجاورة للقلب مثل الحجاب. وكثيرا ما يوقع منه فيه اضطرار الطبيب
4
لسقوط القوة، وتواتر الغشى الى سقى الخمر وماء اللحم ودواء المسك ونحوه. وقد
5
يتركب الدق مع حميات العفونة والاورام. والدق فى اول الامر عسرة التعرف سهل
6
العلاج، وفى الاخر بالعكس. وآخر الذبول غير قابل للعلاج البتة.
7
العلامات: أما النبض فيكون دقيقا صلبا متواترا ضعيفا ثابتا على حال واحدة.
8
واما ملمسهم فيكون ما يحس من حرارتهم دون حرارة سونوخس ونحوها المشتعلة
9
فى مواد. وفى ابتداء ما يلمس يكون اهدأ. واذا بقيت اليد عليها ساعة ظهرت
10
بقوة ولذع، ولم تزل تنمو، ويكون اسخن ما فيه مواضع العروق والشرابين. وتكون
11
حرارتهم متشابهة لا تنقص؛ لكهنا اذا ورد عليها الغذاء نمت به واشتدت، وقوى النبض
12
واخذ فى العظم. ولذلك ما يعرض للجهال من الاطباء ان يمنعوهم الغذاء لما يعرض
13
منه من هذا العرض فيهلكوهم كما تنمو الشعلة عند اصابة الدهن، والمقلى عند صب
14
الماء عليه. وهذا من دلائلها القوية.
15
والغذاء فى سائر الحميات ليس لا محالة توجب هذا الاتقاد وان اوجب اضطراب
16
حركات الطبيعة. وهذا الاتقاد لا يكون كاتقاد سائر الحميات بعد تضاغط، ولا
17
على ادوار معلومة؛ بل كما يغذ وفى اى وقت كان. ويكون صاحب المرض غير شديد
18
الشعور بما فيه من الحرارة، لانها صارت مزاجا للعضو متفقا. وقد علمت فى الكتاب
19
الاول كيفية الحال فى مثل ذلك؛ لكهنا تظهر عند تناول شىء من الاغذية لاشتدادها.
20
ومن دلائل انتقال حمى يوم الى حمى الدق اشتداد الحرارة فى الثالث جدا،
21
وفى الاكثر تاخذ الحمى بعد اثنتى عشرة ساعة فى الانحطاط. واذا جاوزت الحمى
22
اثنتى عشرة ساعة ولم تظهر علامات الانحطاط، بل استمرت الى الثالث واشتدت
23
فذلك دق. ومن دلائل تركيب الدق مع حميات العفونة بقاء حرارة يابسة بعد آخر
24
الانحطاط، وبعد العرق الوافر، وزيادة فى الذبول والنحافة على ما توجبه تلك العلة،
25
ودهنية فى البول والبراز. وان كان الظاهر الدق والخفى غيره فيدل عليه التضاغط
26
الواقع فى النوائب؛ فان مثل ذلك غير موجود فى الدق البتة.
27
واعلم انه ربما ابتدأت دق متشبثة بالمعدة فيفسد مزاج الكبد بالمجاورة.
28
علامات الذبول: واما علامات الذبول فان الحمى اذا اندفعت الى الذبول،
29
واشتدت صلابة النبض وضعفه وضغره وتواتره، وخصوصا اذا كان سبب
30
الوقوع فى الدق اورام لا تتحلل؛ فان ذلك ــ اعفى التواتر ــ يزداد جدا. وكذلك السرعة
4-87
1
ويصير النبض من جنس المعروف بذنب الفارة. فان كان من شرب شراب حار كان
2
بدل ذنب الفارة مسلى.
3
ولا يكون اعراض الذبولية شديدة جدا؛ فانها لايمهل الى مثل ذلك. ويظهر فى
4
البول دهانة وصفائح، وتاخذ العينين فى الغور. فاذا انتهى الذبول اشتد غوورهما،
5
وكثر الرمص اليابس وتنبؤ حروف العظام من كل عضر وفى الوجه، ويلطأ
6
الصدغان، وتتمدد جلدة الجبهة، ويذهب رونق الجلد، ويكون كأن عليه غبارامًا،
7
واحتراقات الشمس، ويودى الى ثقل رفع الحاجب، وتصير العين نعاسية مغمضة
8
من غير نوم، ويدق الانف، ويطول الشعر، ويظهر القمل، ويرى بطنه قد نحل
9
ولصق بالظهر كانه جلد يابس قد انجذب، وجذب معه جلد الصدر. فاذا انحنت
10
الاظفار وتقوست فقد انتهى، واخذ فى المفتت واذا حصل فى المفتت دابت
11
الغضاريف.
12
علاج حمى الدق: ان الغرض فى علاج حمى الدق التبريد والترطيب. وكل
13
واحد منهما يتم بتقريب اسبابه، ورفع اسباب ضده. وربما كان سبب احدهما سببا
14
لضد الاخر مثل سبب التبريد، فانه ربما كان سببا للتجفيف، وهو ضد الترطيب مثل
15
التبريد بالاقراص الكافورية والطباشير ونحوها. وربما كان سبب الترطيب ايضا
16
سببا للتسخين، وهو ضد التبريد مثل الشراب، فانه يرطب لكنه يسخن، فيجب ان
17
يراعى ذلك.
18
وان دعت الحاجة الى قوى فى التبريد ولم يكن الايبسا قرن به او قدم عليه،
19
او اعقبه ما فيه قوة ترطيب. وكذلك ان دعت الحاجة الى قوى فى الترطيب سريع
20
فيه كماء اللحم والشراب فيجب أن يقرن به اويقدم عليه وتعقبه بما فيه قوة تبريد.
21
وان كان سبب الدق ورما، او الما فى عضو فالواجب علاجه اولا. ومن
22
احب ان يركب تدبيره من فنون مختلفة يوافق من اشتدت به الحمى جدا فالواجب
23
ان يبدأ ويسقيه قرص الكافور، وما يجرى مجراها فى السكنجبين سحرا، ومع طلوع
24
الشمس ماء الشعير بالسراطين ان لم يكرهها، وبالجلاب، او بماء الرمان، وعند
25
المبيت لعاب بزر قطونا ان لم يكن مانع من قبل المعدة وغيرها.
26
والتدبير المبرد ما علمت من اشربة مبردة، ومن بقول مبردة؛ ومن اقراص
27
مثل اقراص الكافور، ومن اضمدة مبردة، ومروخات ونحوها. وتبريد هواءهم
28
حتى فى الشتاء. فان لم يحتمل خفف عليه الدثار؛ فان تبريد هوائهم افضل شىء؛ ومثل
4-88
1
الباسه المصندلات المكفرة، واشمامه ما فيه ورد وكافور وصندل؛ وفواكه باردة،
2
وشاهسفرم مرشوشين بماء الورد، و"التبخير بالعرق" والحمام.
3
ويجب ان لا يطال امساك الاضمدة الباردة جدا على الاعضاء القريبة من اعضاء
4
النفس، فربما ضر ذلك بالنفس والصوت ضررا عظيما. ويجب ان يمييل الى الراحة
5
والنوم والدعة والفرح. ويجتنب العليل ما يغيظه وما يحزنه وما يغمه، والجوع والعطش
6
الطويل. والاضمدة المبردة التى يجب عليهم ان يستعملونها العطرة؛ فانها احضر
7
نفعا، وخصوصا على الصدر وما يليه وتكون مبردة، ولا يكون فيها قبض، فان القبض
8
مع ما يحدث من التجفيف يمنع قوة الدواء ان تغوص.
9
ويجب ان يدام التبديل لئلا يبقى الدواء فيسخن، ويسخن مع مراعات لشدة
10
تمريده؛ فانه اذا برده <تبريدا> شديدا لم يبعد ان يضعف العضو. واذا كان بقرب
11
اعضاء التنفس لم يبعد ان يخدر الحجاب وغيره عن اخراج النفس بسهولة. والتدبير
12
المرطب منه اغذية لبنية وفاكهية، وآبزنات، ومروخات، وضمادات، ونشوقات،
13
وسعوطات، وراحة ودعة؛ وأن لا يحمل عليه فى جوع او عطش.
14
ذكر الأدوية المبردة لهم: اما المرطبة منها فجميعها غذائية، او يغلب عليها
15
الغذائية مثل ماء الشعير المطبوخ بالسراطين. ويجب ان تنتف اطراف السراطين من
16
قوائمها وانيابها، وتغسل بماء بارد وملح طيب ورماد مرارا ثلاثا فما فوقها، حتى تتنقى
17
وتتنظف من زهومتها، ثم تطبخ فى ماء الشعير؛ ومثل ماء مخيض البقر، ومثل عصاراة
18
البقول المعلومة المذكوة فى ابواب الحميات الحادة، ومثل لعاب بزر القطونا. واما
19
الخل ففيه تجفيف شديد، وقوة من التحليل فيجب ان يشرب بما يقاوم الخلتين من مزج
20
بماء كثير، وبعض المرطبات الملينة.
21
والبان الاتن يوشك ان تكون مع "ترطيبها مبردة"، حتى ان قومًا فضلوا تبريدها
22
على تبريد محيض البقر، لكهنا توافق من ليس به الاحمى دق، ولا مادة، ولا خلط متهيئ
23
للعفونة. ويجب ان يحذر ثخين اللبن، ومما يمنه السكر. واذا احسست عفونة
24
حدثت من اللبن فاسهلها برفق، وان خشيت تسخينا فامسك عنه اياما، وعالج فيها
25
بالاقراص، ومياه الفواكه، ثم عاود.
26
واما الادوية المبردة التى لا ترطيب لها فمثل الاقراص المعمولة الموصوفة،
27
اعنى اقراص الكافور واقراص البسد الباردة؛ ومثل اقراص بهذه الصفة: يوخذ طباشير
28
وطين ارمنى من كل واحد اربعة دراهم، ورد ستة دراهم، بزر الحمقاء والخيار والقرع
4-89
1
والكهرباء من كل واحد ثلاثة دراهم، تتخذ منها اقراص. والشربة وزن درهمين،
2
وهى جيدة جدًا.
3
وايضا قريب منها: لسان الحمل ونشا وصمغ وكثيراء من كل واحد ثلاثة
4
دراهم، طين ارمنى وطباشير من كل واحد اربعة دراهم، خشخاش خمسة دراهم، ورد
5
وبزر القرع والخيار والحمقاء من كل واحد ستة دراهم، حب السفرجل مقشرا، بزر
6
البطيخ وفثاء من كل واحد سبعة دراهم، رب السوس وزن عشرة دراهم، يعجن بلعاب بزر
7
القطونا.
8
واما المروخات، والاطلية، والضمادات المبردة، والنشوقات، والسعوطات
9
المبردة فهى التى عرفتها، فاجودها المروخات بدهن القرع، والخشخاش، والنيلوفر،
10
والخلاف، والبنفسج.
11
واما المفارش المبردة المرطبة فهى التى تكون مهندمة جدا من ادم مرشوش
12
بماء الورد اوكتان من جنس ما يعمل بطبرستان، ويكون حشوه مالا يسخن؛ بل يكون
13
من جنس الكتان المحلوج يجدد دائما، او تكون مفارش من ادم وقد ملئت ماء بعد
14
بعد ان يكون عليها تضريب يبسط الماء بسطا ويمنع تركده، ويكون بقرب الفراش
15
المياه ومجاريها، وتحتها اوراق لشجر البارد مثل الخلاف وحى العالم، والبقول
16
الرطبة، والرياحين الباردة وكالورد، وايضا اوراق الشجر الباردة،، وعساليج الكرم
17
ونحو ذلك.
18
ذكر الادوية المرطبة لهم: اما ما كان مع تبريد فقد سلف ذكره، ويبقى
19
الكلام الان فى كيفية سقى الالبان والمخيض، وفى كيفية استعمال الابزن والحمام
20
وفى استعمال المروخات والادهان والاطلية، وسائر التدبير.
21
وقد علمنا سقى الالبان فى باب السل ويبس المعدة فيجب ان يكون ذلك
22
قانونا. ولا لبن بعد لبن النساء كلبن الاتان ثم الماعز. فيجب ان يكون علفها من حشائش
23
وبقول باردة رطبة كما تعلم؛ فانها خصوصا لبن الاتن يقلع الدق ان كان له قالع، ولا
24
ايثار عليه الا ان تمنع عفونة واقعة، او متوقعة لمادة حاصلة. واللبن نافع لهم من اول
25
الدق الى أخره. ولبن النساء رضاعا اوفق الجميع.
26
والقانون فى سقى المخيض مقارب لذلك ايضا. والاولى ان تبتدئى من وزن
27
عشرة دراهم الى ثلاثين وما فوقها ان كانت القوة معينة. ولك ان تخلط بها شيئا من
28
الاقراص المبردة، ولك ان تزيد على المبلغ المذكور فى السقية الاولى والاخيرة ان
29
اعانت القوة على الهضم.
4-90
1
واما الابزن فافضله ما كان فاترا لا حرارة فيه [كثيرة] وكان مع ذلك قوى
2
البقول والحشائش المبردة المرطبة، ولا يكون بحيث يندى فضلا عن ان يعرق
3
ولا يجوز ان يكون للابزن بخار حار، ولو لم يكن مانع من استعمال الابزن البارد لم
4
يوثر عليه؛ ولكن المانع من ذلك ضعف ابدانهم ونحافتها. واما فى اوائل امرهم
5
فربما شفاهم ذلك.
6
واما ضعف البدن فقد يشفيه ذلك مع تبريد يسير يوجبه فى مزاجه يمكن ان يعالج،
7
وان كان اضعف من ذلك خيف ان يقع فى دق الشيخوخة، وذلك فى الاقل؛
8
ولكنه مع ذلك ابطأ زمان موت، وربما عاش معه مدة لها قدر. وكثيرا ما يكون الاصلح
9
نقله الى ذلك الدق.
10
واما ما كنافيه من حديث الابزن فان الاصوب ان تبدأ بما هو حار الى حد، و
11
يتدرج الى البارد والمعتدل البرد المحتمل؛ فان هذا التدريج يجعل البدن قابلا للما
12
البارد؛ إذا الألم انما يكون بورود المضاد للمزاج بغتة. وايضا فان البدن يستفيد بالماء
13
الحار، شبيها بخصب يحتمل معه الماء البارد. وان كرر الابزن فى اليوم ثلث مرات
14
صوابا.
15
ويجب ان يستعمل برفق لئلا تسقط القوة، وان يتناول ماء الشعير قبل الابزن
16
بساعتبن كان صوابا. وان قدم الابزن بعد حلب اللبن على بدنه، كما سنفسره ليوسع
17
مجارى الغذاء، ثم يتناول ماء الشعير وما يشبهه ثم صبر ثم استعمل الابزن لينبسط الغذاء
18
كان جيدا.
19
ويستعمل بعد الابزن والحمام التمريخ بادهان مبردة مرطبة كدهن البنفسج
20
خصوصا اذا كان متخذا من دهن القرع، وكذلك دهن النيلوفر ودهن القرع، وان
21
انتقل من بعد الابزن الى ما يكون امنل الى بزد قليل محتمل، ثم يدهن كان صوابا. وان
22
قدم الادهان وعجلها، ثم دخل ماء ابزن <وقتا> يسيرا كان صوابا. وذلك بحسب
23
الاحتمال، ولا باس بالتدريج فيه.
24
واجود اوقات هذا الصنيع بعد هضم الطعام. وان امكن ان يغمس بعد الأبزن
25
الحار فى ماء بارد دفعة من غير تدريج فهو ابلغ من جهة العلاج، واشد من جهة الخطر.
26
وصبه بالرفق اقل خطرا من غمس المريض فيه دفعة واقل منفعة. وليكن البرد
27
قدر برد ماء الصيف الذى هو ما بين الفاتر وبين شديد البرد.
28
وان قدم حلب اللبن على اعضائه ان لم يكن ضعيفا، او الممزوج منه بالماء
29
ان كان ضعيفا، ثم استعمل الابزن كان صوابا؛ فان حلب اللبن على البدن شديد الترطيب.
4-91
1
والالبان الجيدة [للحلب] هى المذكورة. ويجب ان يحلب من الضرع، والاولى
2
ان يبيت على تمريخ من الادهان المذكورة للبدن كله وللمفاصل.
3
واما الحمام فلا يرخص له فى دخوله الابحيث اذا كان لا يعرق، ولا يحمى
4
ولا يغير التنفس، ويكون الحار ماؤه دون هوائه، وتكون حرارة مائه فاترة بحيث
5
تنفذ، ولا توذى، ولا تعرق. وذا لم تكن فى بدنه مادة مهيأه للعفونة؛ وخصوصا
6
اذا كان ذلك ولم ينهضم الطعام؛ بل بجب ان يكون ذلك حين ما يراد ان ينبسط المهضوم
7
منه فى البدن. وأن لا يطيل فيه، بل يفارقه بسرعة. واذا فارقه تناول شئيا من المرطبات.
8
ومن الاحساء التى لاتضره المتخذة من الشعير واللبن. واذا عرض له فى الحمام
9
عطش سكنه بماء الشعير، وماء الرائب، وبلبن الاتن.
10
ويجب ان يكون ادخالهم الحمام ثم اخراجهم على جهة لا تعب معها البتة.
11
وقد خبرنا بذلك فى مواضع أخر. وسنعيد من ذلك شطرًا فيجب ان ينتقل الى الحمام
12
فى محفة محمولة مفروش ممهد، حتى يوا فى بها البيت الاول فينقل الى مضربة لينة
13
مما يصلح للحمام، وينزع ثيابه فيه، او فى الاوسط ان لم يكن حارا. ولا يلبث فى
14
احدهما الاقدر النقل وانفاس قليلة، وقدر نزع الثياب، ثم يدخل البيت الثالث
15
على ان لا يكون شديد الحرارة، ويقيم فيه قدر احتماله للابزن؛ هذا ما قيل. والاحب
16
الى ان يكون ابزنه فى البيت الاوسط المعتدل فاذا فارق الابزن البارد زمل بمنديل،
17
او بفرجية ذات طاقتين، ونقل الى فراشه او محفته، ونشف عرقه بمنديل ودهن
18
وغذى.
19
فى تغذية أصحاب الدق: يجب ان يفرق عليهم الغذاء، فلا يطعمون شبعهم
20
دفعة واحدة، ثم ان اجود ما يغذوا به ماء الشعير، وخبز الحنطة المغسولة منقوعة فى
21
الماء البارد. والالبان اذا لم يمنع منها ما ذكرناه، ومخيض البقر فهو كثير الغذاء،
22
والماش والقرع. ومن الفواكه البطيخ الفلسطينى وهو الزقى المعروف عندنا بالهندى.
23
واذا احس باقبال فلا باس باطعامه الجبن الرطب غير المملح وان كانت
24
القوة تضعف لم يكن باس بان يطعم مرقة زير باجة مطيبة بالكزبرة الرطبة [مطبوخة]
25
بمثل الدراج والطيهوج. وربما احتيج الى ان يسقى شئيا من الشراب الرقيق ممزوجا
26
بماء كثير. وربما احتيج الى ان يطعمه مصوصا من لحم الدراج والطيهوج والقبج و
4-92
1
والفراريج وهلاما حامضا، او قريصا حامضا من لحم الجدا، ولحم البقر اذا كان
2
هناك قوة هضم. وخل المصوص والقريص نافع لهم، ومقو فى مثل هذه الحال.
3
وربما لم يكن بد من ماء لحم مخلوط بشراب الفواكه الباردة والحامضة، او من
4
صفرة نيمبرشت واذا <كان قد> تمادى فيهم الضعف الى الغشى احتيج ان يغذ وايماء لحم
5
ماخوذ من اضلاع جدى بملح قليل يصفى، ويصب عليه مثل جميعه ماء التفاح، ومثل
6
نصف عشره شراب ريحانى ويسقى مفترا.
7
فاما الماء البارد الذى ليس بشديد البرد جدا فلا باس ان تسقيه اياه؛ الا ان يكون
8
مانع. وذلك المانع اما ورم فيما دون الشراسيف، او يكون فى البدن كيموسات
9
عفنة وكيموسات نية يحتاج معها الى نضج، ولم يظهر علامة النضج التى
10
ان ظهرت كان الخوف اقل، وكذلك اذا كان الدق انتقالا من السرسام او البرسام،
11
فهذا اولى بان يحرم معه شرب [الماء] البارد من غيره؛ فان الدق اذا ورد على امراض
12
ناهكة للقوى مرخية اياها مذبلة للعظم واللحم ورد على ضعف، فاذا طابقه على الاضعاف
13
سقى [الماء] البارد لم يلبث ان يقع فى جنس أخر من الدق، وهو يشارك هذا الجنس
14
فى اليبس، ويخالفه فى الحر [والبرد] ويعرف بدق الشيخوخة. ودق الهرم.
15
وذلك مرض صعب تكون الغريزية فيه قد بطلت. ولذلك الماء البالغ البرد والكثير
16
قد يضرهم فى كل حال، ويفسد غريزة اعضائهم الاصلية. وربما عجل موتهم او
17
نقلهم الى الضرب الأخر من الدق.
18
فى تدارك أحوال تتبع الدق: من ذلك الغشى، وقد ذكرنا التدبير فى ذلك
19
غذأ، ومن ذلك الاسهال فيجب ان يعالج ويتدارك، فان فيه خطرا عظيما. ومن
20
معالجته اولا ان يجعل ماء شعيرهم ماء السويق، او يجعل فى ماء شعيرهم جاورس
21
مقلوا وصمغ وعدس مصلوقا مكررًا، ولبن مطبوخا بالرضف او بالنار وحده حتى
22
تذهب مائيته، وخصوصا مع الجاورس.
23
ويسقون هذه الاقراص: يوخذ طين ارمنى خمسة دراهم شاه بلوط مقلو وورد
24
من كل واحد اربعة دراهم، طباشير وكهرباء من كل واحد ثلاثة دراهم، بزر حماض
25
مقشر وحب امبر باريس من كل واحد ستة دراهم، يقرص بعصارة السفرجل ويسقى
26
بماء الكمثرى بالغداة، وعند النوم يسقى بزر قطونا مقلوا. وكذلك سفوف الطباشير
27
الذى فيه مقل مكى نافع جدا. وان ادى الى سحج عولج السحج بالحقن التى تعرفها
28
فذلك اوفق.
4-93
1
فى دق الشيخوخة: قد جرت العادة ان يذكروا دق الشيخوخة بعد حمى
2
الدق، ونحن ايضا نسلك السبيل المعتاد. ودق الشيخوخة معناه استيلاء اليبس على المزاج
3
من غير حمى. وقد يكون مع اعتدال فى الحر والبرد، وذلك فى الاقل.
4
وقد يكون مع برد، وتسمى هذه الحال دق الشيخوخة، ودق الهرم، لان البدن
5
يعرض له فى غير وقت التشيخ ما يعرض فى ذلك الوقت من الذبول واليبس.
6
والمسنون اسرع وقوعا فى ذلك من الشبان. والشبان اسرع وقوعا فيه من
7
الصبيان. على انه قد يعرض للفتيان والصبيان.
8
والسبب الموقع فيه اما برد مستولى مع ضعف من البدن، فيمنع القوة الغاذية
9
عن فعلها التام، كما بعرض ايضا فى أخر العمر. ومن هذا الباب شرب ماء بارد فى غير
10
وقته، او على ضعف من البدن مع حمى، او فى حال النهوة، او عقيب رياضة حللت
11
القوة، وفتحت المسام، وحرضت على اجتذاب الماء البارد الى الاحشاء دفعة؛ او
12
بخارات ردئية باردة تصعد الى القلب فتبرد مزاجه.
13
واما حرارة تحلل وتذيب الرطوبات فتخمد الحرارة الغريزية وتعقب بردا
14
ويبسا. وقد تعقب الاستفراغات. وقد تجلب هذه العلة الافراط فى تبريد اصحاب
15
هذه الحميات بما يشرب ويضمد. وهذه العلة اذا استحكمت لم تعالج، ولوكان
16
لها حيلة لكان للموت حيلة.
17
العلامات: هؤلاء ترى فيهم علامات الذبول والقشف، ولا ترى فيهم الاشتعال
18
والالتهاب؛ بل ربما وجدوا باردى الملابسن، ولا يكون نبضهم كنبض اصحاب حميات
19
الدق؛ بل يكون بطيأ صغيرا متفاوتا؛ الا ان يشتد الضعف فياخذ النبض فى التواتر،
20
وخصوصا فى من اصابهم هذا من شرب الماء البارد. ويكون بولهم ابيض رقيقا
21
مائيا ويكونون فى احوالهم كالمشايخ.
22
علاج دق الشيخوخة: انما يعالج هذا العلاج عند مالم يستحكم رجاء ان لا
23
يستحكم، وعند ما استحكم رجاء ان يتأخر الهلاك قليلا. والقانون فى معالجاتهم
24
التسخين والترطيب. ومن الترطيبات الحمامات على ما علمت. ولا يستعمل الابعد
25
الهضم؛ فانها ان استعملت عقيب الاكل اسقطت القوة. والحقن المتخذة من الرؤس
26
والاكارع [والحمص] والحنطة المهروسة، والتين مع الحسك والبابونج يستعمل
27
منه قدر نصف رطل مع اوقيتين من الشيرج، وشىء من دهن البان. ويستعمل الدلك
28
على التغذية.
29
واللبن المرضوع شديد النفع لهم. والعسل غاية فى نفعهم، كما انه غاية فى
30
مضرة اصحاب حمى الدق، وكل غذاء مرطب سلس النفاذ، سريع الانحدار، لا
4-94
1
لزوجة فيه مثل ماء اللحم ومثل صفرة البيض النيمبرشت، والشراب الرقيق العطر
2
القليل المقدار شديد الموافقة لهم. ويجب ان يراعى الترطيب المذكور فى باب الدق،
3
ويخلط به ما يسخن من الروائح، والاضمدة، والمروخات والاغذية وغير ذلك.
4
فى حميات الوبا وما يجانسها
5
وهى حمى الوباء والجدرى والحصبة
6
فى حمى الوباء: قد يعرض للهواء ما علمناك فى الكتاب الكلى مثل ما يعرض للماء
7
من استحالة فى كيفياته الى حروبرد، ومن استحالة فى طبيعته الى أجون وعفن كما
8
ياجن الماء وينتن ويعفن. وكما ان الماء لا يعفن على حال بساطته؛ بل لما يخالطه
9
من اجسام ارضية خبيثة تمتزج به، وتحدث للجملة كيفية ردئية، كذلك الهواء لا يعفن
10
على حال بساطته؛ بل لما يخالطه من ابخرة وادخنة ردئية يمتزج به، ويحدث للجملة
11
كيفية ردئية.
12
وربما كان ذلك بسبب رياح ساقت الى الموضع الجيد ادخنة ردئية من موضع
13
نائية فيها بطائح آجنة واجسام متجيفة فى ملاحم، او اوباء قتالة لم تدفن، ولم تحرق.
14
وربما كان السبب قريبا من الموضع جاريا فيه. وربما عرضت عفونات فى باطن
15
الارض لاسباب لا نشعر بجزئياتها، فاعدت لماء والهواء.
16
والحميات الحادثة بسبب الهواء اليابس اقل من امثالها الحادثة من الهواء الرطب؛
17
الا ان الصفراء تكثر فى الهواء اليابس فيكون ذلك ايضا سببا لحدوث حميات صفراوية.
18
واما الوبائية فتكون من الهواء الكدر الرطب. والحميات فى الهواء الرطب اكثر؛ لكهنا
19
اقل حدة واطول مدة. واما فى الصيف اليابس القليل المطر فتكون اقل حدوثا، و
20
اكثر حدة، واسرع فصلا. فافضل الفصول ما حفظ طبعه.
21
ومبدأ جميع هذه التغيرات هيأة من هئيات الفلك توجبه ايجابا لا نشعر نحن
22
بوجهه. وان كان لقوم ان يدعوا فيه شئيا غير منسوب الى بينة؛ بل يجب ان يعلم
23
ان السبب الاول البعيد لذلك اشكال سماوية، والقريب احوال ارضية.
24
واذا اوجبت القوى السماوية الفعالة، والقوى المنفعلة الارضية ترطيبا شديد
25
الهواء يرفع ابخرة دخانية اليه وبثها فيه بحرارة ضعيفة فاذا صار الهواء بهذه المنزلة حمل
26
على القلب، فافسد مزاج الروح الذى فيه، وعفن ما يحويه من رطوبة، وحدثت حرارة
27
خارجة عن الطبع، وانتشرت بسببها فى البدن فكانت الحمى الوبائية. وعمت خلقا
4-95
1
من الناس لهم ايضا فى انفسهم خاصية استعداد؛ اذ كان الفاعل وخده اذا فعل
2
ولم يكن المنفعل مستعدا لم يحدث فعل وانفعال.
3
واستعداد الابدان لمانحن فيه من الانفعال ان تكون مملؤة اخلاطًا ردئية،
4
فان النقية لا تكاد تنفعل من ذلك. والابدان الضعيفة ايضًا منفعلة منه مثل التى اكثرت
5
الجماع، والايدان الواسعة السبل [الرطبة] الكثيرة الاستحمام.
6
العلامات: هذه الحمى تكون هادئة الظاهر، مكربة الباطن، فى الاكثر مهلكة
7
يحس منها بحراقة واشتعال قوى. ويكون معه عظم النفس وعلوه، ويضيق كثيرا
8
وينتن ويتواتر، وشدة عطش، وجفوف لسان. وقد يكون مع غثيان او سقوط شهوة،
9
إن لم تقاومها بالاكل "قسرًا هلكت"، ووجع فواد، وعظم طحال، وكرب شديد و
10
تململ. وربما كان سعال يابس، وسقوط قوة، وانافة على الغشى، واختلاط عقل،
11
وتمدد ما دون الشراسيف. ويكون به سهر، واسترخاء البدن، وفتور. وربما عرض
12
معه بشر اشقر واحمر. وربما كانت سريعة الظهور سريعة البطون. ويحدث قلاع
13
وقروح. ويكون النبض فى الاكثر متواترا صغيرا ويشتد فى الاكثر ليلا.
14
وربما حدث بهم حالة كالاستسقاء ويختلف المرار وغيره. ويكون برازه
15
لينا سمجا غير طبيعى. وربما كان سوداويا، واكثره يكون زبديا منتنًا وفيه شىء من
16
جنس ما يذوب. ويكون اوله مائيا مريا سوداويا. وكثيرا ما يتقيأ السوداء. واما
17
الصفراء فاكثر ذلك. ويعرقون عرقا منتنا. وهذه الحمى تبتدئى مع الاعراض
18
المذكورة بقوتها فيؤل امره الى الغشى، ويبرد الاطراف، وليثرغس، والتشنج،
19
والكزاز.
20
وقد يكون من هذه الحميات الوبائية ما لا يشعر فيها العليل، ولا الحاس
21
القريب بكثير حرارة، ولا يتغير النبض. والماء كثير تغير؛ ومع ذلك فانها تكون
22
مهلكة بسرعة، وتدهش الاطباء فى امرها. واكثر من ينتن نفسه من هؤلاء، ومن
23
الاولين يموت؛ فان العفونة تكون قد استحكمت فى القلب.
24
علامات الوباء: مما يدل على الوباء من الاشياء التى تجرى مجرى الاسباب
25
ان يكثر الرجوم والشهب فى اوائل الخريف، وفى ايلول، فانه منذر بالوباء الحادث
26
انذار السبب. واذا كثرت الجنوب والصباء فى كانون اياما. وكلما رأيت خثورة
27
فى الهواء او ضبابية، فظننت مطر أو وجدته مغيرا يابسا لا يمطر فاعلم ان مزاج الشتاء فاسد.
28
واما الوباء الصيفى الخبيث الردى فيدل عليه قلة المطر فى الربيع مع برد،
29
ثم [اذا رأيت] تكثر الجنوب ويكدر الهواء اياما، ثم يصفو بعده اسبوعا فما فوقه،
4-96
1
ويحدث برد ليل، وومدنهار، وغمة وكدورة وحرارة، فقد جاء الوباء، وتوقع حميات
2
الوباء، والجدرى ونحوه.
3
وكذلك اذا لم يكن الصيف شديد الحرارة، وكان شديد الكدورة مغبر
4
الاشجار، وكان قد سلف فى الخريف شهب ونيران ونيازك وغيرها فهو علامة وباء.
5
وكذلك اذا رأيت الهواء يتغير فى اليوم الواحد مرات كثيرة، ويصفو الهواء يوما، و
6
تطلع الشمس صافية، وتكدر يوما اخر، وتطلع فى جلباب من الغبرة فاحكم بان
7
وباء سيحدث.
8
واما العلامات التى على سبيل المقارنة للسبب فمثل ان ترى الضفادع قد كثرت
9
وترى الحشرات المتولدة من العفونة قد كثرت. ومما يدل على ذلك ان ترى الفار
10
والحيوانات التى تسكن قعر الارض تهرب الى ظاهر الارض سدرة مسمدرة، وترى
11
الحيوان الجيد الذكى الطبع مثل اللقلق ونحوه يهرب من عشه، ويسافر عنه، وربما
12
ترك بيضه.
13
معالجات الحميات الوبائية: جملة علاجهم التجفيف، وذلك بالفصد والاسهال:
14
ويجب ان يبادر فيه الى الاستفراغ. فان كانت المادة الغالبة دموية فصدوا، وان كانت
15
اخلاطا اخر استفرغوا. ويجب ان تبرد بيوتهم وتصلح اهويتها. واما تبريد بيوتهم
16
فان تحف بالفواكه، والرياحين الباردة، واطراف الشجر البارد، واللخالخ، والنضوجات
17
المتخذة من الفواكه الباردة الرائحة، ومن الكافور، وماء الورد والصندل. ويرش
18
بيته كل يوم مرارًا، وخصوصا بماء الورد والخلاف والنيلوفر. وان كان فى البيت
19
رشاشات ونضاحات للماء فهو اجود.
20
واما اصلاح الهواء فسنذكره. ويستعمل فيهم اقراص الكافور، والربوب الباردة،
21
وماء الرائب والرائب المنزوع الزبد، وماء ورد قد اذيف فيه مصل حامض طيب، والخل
22
بالماء ايضا. وماء البارد الكثير دفعة نافع جدا. واما القليل المتابع فربما هيج حرارة.
23
فان تمادى [الامر] الى ان تتمدد الشراسيف، ويبرد الاطراف، ويطول السهر و
24
الاختلاط، وترى الصدر وما عليه يرتفع وينزل فلا بد من استعمال الدثا الجاذب
25
للحرارة الى خارج.
26
فاذا سقطت الشهوة اجبروا على الاكل، فان اكثر من يتشجع ذلك، وياكل
27
قسرًا يقبل ويعيش، فلا بد من اجبارهم على الغذاء فيجب ان تكون اغذيتهم من الحوامض
28
والمجففات، ويكون قليل المقدار، فان اغذيتهم تكون ايضا ردئية فتصير كثرتها من
29
حيث الرداءة وتضر ايضا من حيث الامتلاء.
4-97
1
واما اصلاح الوباء فقد تكون <باشياء> بعضها بحسب الاصحاء، وبعضها بحسب
2
الاصحاء والمرضى. فاما الذى بحسب الاصحاء فيكون الغرض فيه ان يجفف الهواء
3
ويطيب، وتمنع عفونته باى شىء كان، فيصلح بالعود الخام، والعنبر، والكندر،
4
والمسك، والقسط الحلو والميعة، والسندس، والحلتيت، وعلك القرنفل، و
5
المصطكى، وعلك البطم، واللاذن، والعسل، والزعفران، والسك والسرر و
6
العرعر والاشنة، والغار، والسعد والاذخر، والابهل، والوج، والشابانك واللوز المر،
7
والاسارون. وقد يتخذ من هذه مركبات. ويرش البيت بالخل والحلتيت.
8
واما بحسب الاصحاء؛ وايضا المحمومين والمرضى فالتبخير الصندل والكافور
9
وقشور الرمان، والاس، والتفاح، والسفرجل، والابنوس، والساج، والطرفاء والريباس
10
ويجب ان يكرر التبخير.
11
فى التحرز من الوباء: يجب ان تخرج عن البدن الرطوبات الفضلية، فيمال
12
تدبيره الى التجفيف من كل وجه، ومن قلة الغذاء الا الرياضة، فيجب ان لايستعمل،
13
ولا الحمام، ولا الاشربة، ولا يصابر على العطش، ويصلح الهواء بما ذكرناه. و
14
لتمل الغذاء الى الحموضات ويقلل منه، وليكن اللحم الذى يستعمل مطبوخا فى
15
الحموضات. ويتناول من الهلام والقريص والمصوص المتخذ بالخل وغيره،
16
ومن السماق، وماء الحصرم، وماء الليمو، اوماء الرمان، والمخللات النافعة، وخصوصا
17
الكبر المخلل. والحلتيت مما ينفعهم ويمنع عنهم العفونة. ومما يخلص منه استعمال
18
الترياق والمثروديطوس قبله مع سائر التدبير الصواب. والدواء المتخذ من الصبر،
19
والزعفران، والمر يتخذ منه كل يوم قريب من درهم، فانه نافع جدا.
20
فى الجدرى: قد يحدث فى الدم غليان على سبيل عفونة ما من جنس الغليانات
21
التى تعرض للعصارات عروضًا يصير بها الى تميز اجزائها بعضها من بعض. فمن ذلك
22
ما يكون سببه امرًا كالطبيعى يغلى الدم لينقص عنه ما يخالطه من بقايا غذائه الطثى
23
الذى كان فى [وقت] الحمل، او يولد فيه بعد ذلك من الاغذية العكرة الردئية مما
24
يثخن قوامه، ويثوره الى "تسخن يتحصل" له جوهر متقوم اقوى من الاول، واظهر
25
مثل ما تفعل الطبيعة بعصارة العنب حتى تقيمه شرابا متشابه الجوهر قد نقص عنه الرغوة
26
الهوائية، والثفل الارضى.
27
ومن ذلك ما يكون سببه امرًا واردًا من خارج مثورًا يخلط الاخلاط بالدم
28
خلطًا "يمر فى حال" غليان ونشيش مثل ما يعرض عند تغير الفصول، وخصوصا الربيعى
4-98
1
عن الواجب لها من الكيفيات والنظام؛ فان الجدرى والحصبة من جملة الامراض
2
الوافدة، ويكثر ان ''عقيب الجنائب'' اذا كثر هبوبها. والبدن المستعد للجدرى هو
3
الحار الرطب، والكدر الرطوبة خاصة، والقليل اخراج الدم بالفصد. ومن الاغذية
4
اغذية توقع فى الجدرى [سريعا]، وخصوصا اذا لم تكن معتادة، واستعملت عليها
5
ادوية واغذية مسخنة، مثل الالبان، وخصوصا لبان اللقاح والرماك اذا استكثر
6
منها من لم يعتدها، ثم شرب شرابا كثيرا، وادوية حارة، وكان الجدرى ضربا ما
7
من البحران.
8
واكثر ما يعرض الجدرى يعرض للصبيان ثم الشبان، ويقل عروضه للمشايخ؛
9
الا لاسباب قوية، وبلدان شديدة الحرارة والرطوبة. وعروضه فى الابدان الرطبة
10
اكثر من عروضه فى الابدان اليابسة. وعروضه فى الربع اكثر من عروضه فى الشتاء،
11
وبعد الربع فى أخر الخريف، وخصوصا اذا كان صيف حار يابس وكان ذلك
12
الخريف حارا يابسا [ايضا].
13
والجدرى ليس انما يعرض فى الجلد وحده وفيما يلى الظاهر؛ بل يعرض
14
فى جميع الاعضاء المشابهة الاجزاء الظاهرة والباطنة حتى الحجب والاعصاب. و
15
اذا ظهر الجدرى اورث حكة، ثم تظهر اشياء كرؤس الإبرجاورسية، ثم يخرج ويمتلىء
16
مدة، ثم يستقرح، ثم تصير خشكريشة مختلفة الالوان ثم تسقط.
17
وربما انتقل الجدرى الى فلغمونى وماشراء، والى دبيلة تجمع المدة. واكثر
18
ما يظهر يظهر وله لون الفلغمونى؛ ولكنه ربما خرج على الوان مختلفة رمادية، وبنفسجية،
19
وسود. فان الجدرى له اصناف والوان: منه ابيض، ومنه اصفر ومنه احمر ومنه
20
اخضر، ومنه بنفسجى، ومنه الى السواد. والأخضر والبنفسجى رديان، وكلما
21
ازداد ميلا الى السواد فهو اردأ، وكلما مال اليه فهو اميل الى الشر. والابيض اجوده،
22
وخصوصا اذا كان قليل العدد كثير الحجم سهل الخروج قليل الكرب ضعيف الحمى،
23
ترى الحمى تتقص مع ظهوره وخروجه. ويكون اول بروزه فى الثالث وما يقرب منه.
24
وبعد هذا البيض الكبار الكثيرة العدد المتقاربة من غير اتصال؛ فان اللواتى
25
يتصل بعضها ببعض حتى يحيط برقعة كبيرة من اللحم ذات اضلاع، او مستديرة، فهى
26
ردئية؛ وكذلك المضاعفة الكبار التى تكون فى جوف الواحدة منها جدرية اخرى.
27
واما البيض الصغار الصلبة المتقاربة العسرة الخروج فانها وان اوهمت فى
4-99
1
ابتداء الامر بسلامة فقد يخشى عليها ان يعسر نضجها، ويسؤ معها حال العليل، ويتادى
2
بها الى الهلاك، لان السبب فيه غلظ المادة.
3
ومن اصناف الردى المخوف الذى يهلك كثيرا ما يختلف حاله، فتارة تظهر،
4
وتارة تبطن، وخصوصا اذا ظهر بنفسجيا، وكذلك اللحوج الذى لا ينفك الاقبال
5
منه عن ضعف قوة، او اخضرار عضو، او اسوداده مهلك. وان كان الاخضرار
6
والاسوداد الذى يعقبه بعد الا قلال لاتسقط القوة، بل تتزايد معه لم يكن مهلكا،
7
لكنه ربما اوقع فى قروح وما يجرى مجراها. [ولأن] تكون الحمى قبل الجدرى
8
خير من ان يكون جدرى ثم تتبعه حمى.
9
واكثر ما يجب ان تتفقد من المجدور نفسه وصوته، فانهما اذا بقيا جيدين كان
10
الامر سليما. واذا رأيت المجدور يتتابع نفسه، وكذلك المحصوب فاحدس بسقوط
11
قوة، اوورم حجاب. ثم اذا رأيت العطش يشتد والكرب يلح والظاهر يبرد، والجدرى
12
والحصبة تخضر فقد أذن العليل بالهلاك. ويؤيد ذلك ان يكون الجدرى من جنس
13
ما ابطأ خروجه وظهوره.
14
واكثر من يموت بالجدرى يموت اختناقا وظهورا من الخناق. وقد يموتون
15
لسقوط القوة بالسحج والاسهال. واذا رايت البنفسجى من الجدرى والحصباء
16
تغور فاعلم انه سيغشى على العليل. واذا اسرع الى بول الدم، وعقبه بول اسود فهو
17
هالك؛ لاسيما اذا كان هناك سقوط قوة، واختلاف اخضر دموى وغسالى مع
18
سقوط قوة.
19
والحميقاء شىء بين الجدرى والحصباء [وهى اسلم منهما] وكثيرًا ما يجدر
20
الانسان مرتين اذا اجتمعت المادة للا ندفاع مرتين والموم الرصاصى هو الجدرى
21
الذى بثره فى الوجه والصدر والبطن اكثر منه فى الساق والقدم، وهو ردئى، ويدل
22
على مادة غليظة لا يندفع الى الاطراف.
23
علامات ظهور الجدرى: قد يتقدم ظهور الجدرى وجع ظهر، واحتكاك انف،
24
وفزع فى النوم، ونخس شديد فى اعضاء الجسد، وثقل عام، وحمرة فى لون الوجه
25
والعين، ودمع، واشتعال، وكثرة تمطى وتثاؤب مع ضيق نفس، وبحة صوت،
26
وغلظ ريق، وثقل راس، وصداع، وجفاف فم، وكرب ووجع فى الحلق والصدر،
27
وارتعاش رجل عند الاستلقاء؛ وميل اليه؛ ومع ذلك كله حمى مطبقة.
4-100
1
فى الحصبا: اعلم ان الحصباء كانها جدرى صفراوى، ولا فرق بينهما فى
2
اكثرا الاحوال. وانما الفرق بينهما ان الحصباء، صفراوية، وانها اصغر حجما وكانها
3
لاتجاوز الجلد، ولا يكون لها سمك يعتد به، وخصوصا فى اوائله. والجدرى يكون
4
له فى اول ظهوره نتؤ وسمك، واقل من الجدرى، واقل تعرضا للعين من الجدرى.
5
وعلامات ظهورها قريبة من علامات ظهور الجدرى؛ لكن التهوع فيها اكثر، والكرب
6
والاشتعال اشد، ووجع الظهر اقل؛ لان ميله فى الجدرى للامتلاء الدموى الممدد
7
للعرق الذى على الظهر الموضوع؛ فان تولد الجدرى هو لكثرة الدم الفاسد، والحصباء
8
لشدة ردأة الدم الفاسد القليل.
9
والحصباء فى الاكثر يخرج دفعة، والجدرى شئيا بعد شىء. وعلامات سلامتها
10
مثل علامات سلامة الجدرى؛ فان السريع البروز والظهور والنضج سليم، والصلب
11
والاخضر والبنفسجى ردئى. وما كان بطئ النضج متواتر الغشى والكرب فهو قاتل،
12
وما غاب ايضا دفعة فهو ردى مغشى.
13
العلاج: يجب فى الجدرى ان يبادر فيخرج الدم اخراجًا كافيا اذا احتمل الشرائط
14
وكذلك ان كانت الحصبة مع امتلاء من دم، ومدة ذلك الى الرابع. فاذا برز الجدرى
15
فلا ينبغى ان يشتغل بالفصد، اللهم الا ان يجد <العليل> شدة امتلاء وغلبة مادة فيفصد
16
مقدار ما يخفف. واوفق ما يستعمل فى هذه العلة الفصد، فان فصد عرق الانف يقع
17
منفعة الرعاف، وحمى النواحى العالية عن غائلة الجدرى، وكان اسهل على الصبيان.
18
واذا وجب الفصد فلم يفصد ايضا بالتمام خيف فساد طرف. وكذلك قد تخاف
19
مثله على من يدام تطفئة جدًا.
20
ويجب ان يغذى فيهما اولا بما فيه تقوية مع ردع وتطفية من غير عقل للطبيعة
21
وتغليظ الدم؛ مثل العنابية بالتمر الهندى، والطلعية والعدسية اسفيد باجة و[ما فيه]
22
تليين شديد. ولذلك يجب ان يكون مع هذه التمر الهندى وما يوافقه، والقرعية،
23
والبطيخ <الهندى> الرقى؛ بل يجب ان تكون الطبيعة لينة فى الاول. وافضل ما يليين
24
به التمر الهندى، فان لم يجب به زيد عليه الشيرخشت مع رفق واحتراز، وترنجبين،
25
اونقوع الاجاص.
26
وقد ينفع ان يسقى مع اول ظهور أثار الجدرى وزن ثلثة دراهم من رب الكدر
27
مع قرص من اقراص الكافور. وشراب الطلع شديد المنفعة فى مثل هذا الوقت.
4-101
1
فاذا تمادت العلة وجاوزت اليوم الثانى، واخذ الجدرى يظهر فربما كان التبريد
2
سببا لخطاء عظيم بما يحبس الفضل داخلا، ويحتمل به على الاعضاء الرئيسة بما لا
3
يمكنه من البروز والظهور، ويحدث قلقا وكربا؛ وربما احدث غشيا؛ بل يجب ان
4
تعين الفضل فى مثل هذه الحال بما يغليه، ويفتح السدد؛ مثل الرازيانج والكرفس
5
مع السكر عصارة، او طبيخ اصول وبزور. وربما اشم شيأ من الزعفران. رماء التين
6
جيد جدا؛ فان التين شديد الدفع الى الظاهر. وذلك احد اسباب الخلاص من مضرته.
7
ومما ينفع جدا فى هذا الوقت ان يوخذ من اللك المغسول وزن خمسة دراهم،
8
ومن العدس المقشور وزن سبعة دراهم، ومن الكثيراء وزن ثلثة دراهم، يطبخ بنصف
9
رطل من الماء الى ان يبقى ربع رطل ويسقى.
10
ومما هو شديد المعونة على اظهار الجدرى ان يوخذ من التين الاصفر سبعة
11
دراهم، ومن العدس المقشور ثلاثة دراهم، ومن اللك ثلاثة دراهم ومن الكثيراء وبزر
12
الرازيانج من كل واحد وزن درهمين يطبخ برطل ونصف ماء الى ان يبقى منه قريب
13
من الثلث، ويصفى ويسقى منه، فيدفع الحرارة عن نواحى القلب، ويمنع الخفقان.
14
ويجب ان لا يقربه فى هذا الوقت وهن البتة.
15
ويجب ان يدثر ويبعد عن الهواء البارد، وخصوصا فى الشتاء، ويعمل به ما
16
يعمل بالمستعرق؛ فان البرد يسد المسام ويرد المواد الى وراء. وكثرة شرب الماء
17
المبرد بالثلج ودخول الخيش ردى له جدا. وربما كان الفصد ردئيا لاسترداده وصرفه
18
ما يبرز فليتوق بعد يومين وثلثة.
19
واذا عرض من التدثير والتسخين كالغشى، او كان يعرض الغشى، فلا بد
20
من تبريد الهواء المنشوق خاصة والفزع الى رائحة الكافور والصندل وان لم يكن بد
21
من كشف البدن للخيش او الهواء البارد قليلا قليلا فعل. وكذلك اذا كانت المعونة
22
بالتسخين، او بترك التبريد، وبادرته الى الخروج لا يجد معه خفة، بل يجد الحرارة
23
مشتعلة واللسان الى السواد فاياك والتسخين.
24
ويجب ان يجتنب اصحاب الجدرى والحصباء تضميد البطن؛ فان فى ذلك
25
خطرا من تضبيق النفس على المكان، وان يعرض اسهال ردى وبول دم؛ وفى أخره
26
يجب ان تحفظ الطبيعة، ويطعم بدل العدس كما هو العدس المصلوق صلقتان بتجديد
27
الماء، وبدل العدس المحمض بالتمر الهندى، والعدس المحمض بماء الرمان، والسماق،
28
والحصرم، او نحوه.
29
واما الادوية المغلظة للدم المبردة له المانعة اياه عن الغليان الما موربها فى الاول
30
فمثل رب الريباس والحصرم، ومياه الفواكه الباردة، وشراب الكدر، خاصة وشراب
4-102
1
الطلع، والطلع نفسه، والجمار. ولشراب الكدر نسخ كثيرة ذكرناها فى الاقراباذين
2
ونحن نذكرها هنا نسخة قوية عجيبة، وهى التى تتخذ بماء الرائب المحمض المكرر،
3
وقوته شديدة جدا، ويصلح فى الاول.
4
نسخة: يوخذ رب الكدر جزءان فان لم يحضر اخذ الكدر [كما هو]،
5
ونشر واخذ نشارته، اودق واخذ مدقوقه، واذيف مع نصفه صندل فى الخل المقطر،
6
او فى ماء الحصرم الصرف اياما، ثم يطبخ فيها طبخا بالرفق وكلما كان الخل اوماء
7
الحصرم اكثر فهو اجود، ثم يوخذ ماء الدوغ المخيض المنزوع من جبنية الدوغ
8
اما بترويق بالغ، واما بطبخ كطبخ ماء الجبن حتى تنعزل عنه المائية، ثم يوخذ دقيق
9
الشعير ويتخذ منه ومن ماء الرائب فقاع، ويحمض ذلك الفقاع، ثم يرون، ثم يجدد
10
اتخاذ الفقاع [منه و] من دقيق الشعير ويحمض. وكلما كرر كان اجود، فيوخذ
11
منه خمسة اجزاء، ويوخذ ماء الكمثرى الصينى، وماء السفرجل الحامض الكثير الماء،
12
وماء الزعرور، وماء الليمو، اوماء الرمان الحامض، وماء الاجاص، وماء التفاخ الحامض
13
[الكثير الماء] وماء الطلع المعصور، وماء الكندس الطبرى، وماء التوث الشامى
14
الذى لم ينضج تمام النضج، وماء المشمش الفج الحامض، وعصارة الحصرم،
15
وعصارة الريباس، وعصارة عساليج الكرم، وعصارة الورد الفارسى، وعصارة النيلوفر،
16
وعصارة البنفسج من كل واحد ثلث جزء، ومن عصارة حماض الاترج ومن عصارة
17
حماض النارنج من كل واحد ثلثا جزء، ومن عصارة الكزبرة، و<عصارة> الخس،
18
وعصارة ورق الخشخاش الرطب، و<عصارة> الهندباء، و<عصارة> البقلة الحمقاء
19
من كل واحد ربع جزء، ومن عصارة ورق الخلاف وورق التفاح، وورق الكمثرى
20
وورق الزعرور، وورق الورد، وورق عصا الراعى من كل واحد ربع جزء، ومن عصارة
21
لحية التيس، ومن الورد اليابس، ومن النيلوفر اليابس، وعصارة الامبر باريس،
22
اليابس، ومن بزر الهندباء، وبزر الخس، والجلنار، والنيلوفر، والورد من كل واحد
23
نصف عشر جزء، ومن عصارة النعنع الرطب سدس جزء، ومن عصارة الامبر باريس
24
الرطب نصف جزء، تجمع الادوية والعصارات فتركب على النار، ويلقى فيه من العدس
25
اربعة اجزاء، ومن الشعير المقشور جزءان، ومن السماق ثلثة اجزاء، ومن حب الرمان
26
ثلثة اجزاء، ويطبخ الجميع على النار حتى يبقى النصف، ثم ''ينزل'' عن النار حتى
27
يبرد ويمرس بقوة ويصفى، ويوخذ من الكافور لكل وزن ثلثمائة درهم وزن مثقال،
28
فيسحق الكافور ويذر على اصل قرعة او قنينة، ويصب عليه الدواء بالرفق، ثم يضم
29
راسها بشىء شديد القوة، ثم يوضع على الجمر حتى يعلم انه يكاد يغلى، ثم يوخذ و
4-103
1
يخضخض ويودع بستوقة، ويشد راسها لئلا يضيع الكافور ويطين. والشربة منه
2
الى عشرة دراهم. ومن الناس من يجعل فيه السنبل، والزنجبيل، وبزر والرازيانج،
3
والانيسون والفلفل، والسعد اجزاء على قدر ما يرى.
4
فاذا خرج الجدرى بالتمام وجاوز السابع، وظهر فيه النضج فمن الصواب
5
ان يفقأ بالرفق بابر من ذهب، وتوخذ الرطوبة بقطنة. واما التمليح فلا بد منه. فاذا
6
اردت ان تملح فبعد التمليح مما فقاته من الكبار المولمة عن قريب؛ فان ذلك يوجع؛
7
بل ملح سواها، ودعها ينسد بها طريق الفقأ، ثم ملحها ولا تملح قبل تمام النصج، فان
8
ذلك ربما احدث وجعا شديدا اوورما.
9
والتمليح امر لا بد منه بعد ان ينضج، وذلك بماء ملح فيه قوة من زعفران.
10
وان كان ذلك الماء ماء ورد فهو اجود. فان كان ماء قد طبخ فيه الطرفاء والعدس
11
والورد، ثم ملح فهو غاية، وخصوصا ان جعل فيه ايضا كالكافور وصندل، فان التمليح
12
ينضج ويجفف ويسقط بسرعة. والتدخين بالطرفاء نافع جدا. وفى الشتاء يجب
13
ان يواصل الوقود من الطرفاء. واذا كان الجدرى شديد الرطوبة فلا بد من التدخين
14
بالاس وورقه.
15
ومن التدبير الجيد عند نضج الجدرى والاهتمام بتجفيفه ان ينوم المجدور على
16
دقيق الارز، والجاورس، والشعير، والباقلا؛ واوفقه ان تجعله حشو مضربة شف سخيفة
17
تنفذ فيها القوة. وورق السوس جيد فى ذلك. والدهن ردى فى هذا الوقت ايضا، لانه
18
يمنع الجفاف. واذا اخذ الجدرى يجف فيجب ان يطلى بالمعينة عليه بالادوية المذكورة
19
مع قوة من الزعفران.
20
واذا عرضت قروح من الجدرى دفع المرهم الابيض، وخصوصًا مخلوطا
21
بشى من الكافور، وحكاكة اصل القصب بماء الورد، وحكاكة عروق شجرة الخلاف،
22
او شجرة الزعرور. وربما نفع به الاسفيذاج والمرداسنج. واذا كانت فى الانف
23
خشكريشة نفع القيروطى المتخذ بدهن الورد الخالص مع قوة الاسفيذاج والاقليميا.
24
واستعمال الدهن بعد الجفاف وعند التقرح جيد. فاما عند الجفاف فيما يسقط بسرعة،
25
واما عند التقرح فلانه مادة المراهم. والمرهم الاحمر جيد لقروح الجدرى.
26
فصل فى مراعات الأعضاء وحياطتها عن آفة الجدرى والحصبة:
الاعضاء التى27
يجب ان توتى آفة الجدرى هى الحلق، والعين، والخياشيم، والرئة، والامعاء؛ فان
28
هذه الاعضاء هى التى تتقرح، فاما العين فربما ذهبت، وربم عرض فيها بياض.
29
واما الحلق فربما عرض فيه خناق، وربما عرض فيه من القروح ما يمنع البلع فى
4-104
1
المرى؛ وربما تادى الى اكلة هناك قتالة. واما الخياشيم فربما عرض فيها قروح تسد
2
مجرى النسيم. واما الرئة فربما عرض فيها من يثور الجدرى والحصباء ضيق نفس
3
شديد؛ وربما اوقعت فى السل اذا قرحت. فاما الامعاء فربما عرض فيها سحج يعسر
4
تلافيه.
5
واما حفظ العين فاجوده ان يكحل العين بالمرى وماء الكزبرة، وقد جعل
6
فيه سماق وكافور، وخصوصا فى اول يوم. والمرى ايضا وحده. وكذلك يكحل
7
يكحل مربى بماء الكزبرة، وماء السماق مجعول فيه كافور. وعصارة شحم الرمان جيدة
8
ايضًا فى الاول. واما اذا ظهر فتكحل بماء الورد والكافور اوفق. وقد ذكر ان الاكتحال
9
بالنفظ الابيض جيد جدا فى ذلك. ودهن الفستق مما تستعمله النساء فى بلادنا بعد
10
الجدرى وحدوث أفة فى العين فتقلع غمامة ان كانت ويصلح العين. والشياف الابيض
11
جيد عند ظهور البشر.
12
واما حفظ الفم والحلق فبمثل مص الرمان، ومضغ حبه فى الابتداء: ومص التوث
13
الشامى، والغرغرة بربه، وخصوصا انا اخذ يشتكى وجعا فيها، وحينئذ يجب ايضا
14
ان يلعق ربه شئيا بعد شىء.
15
واما الخياشيم فباطلية من الماميثا، والصندل، ورب الحصرم،. والخل
16
واستنشاق الخل وحده شديد المنفعة. واما حفظ الرئة فليس له كلعوق من العدس
17
لين مع بزر الخشخاش. واما حفظ الامعاء فاكثر ما يجب ان يحفظ بعد الابتداء،
18
وهو بالقوابض. واذا بدأ الاستطلاق فى أخر العلة عولج باقراص الطباشير فى رب الريباس،
19
واقراص بزر الحماض.
20
فى قلع آثار الجدرى: هذا سنتكلم فيه ايضا مرة اخرى عند كلا منا فى الزينة.
21
واما الان فنذكر ما هو اوفق واشد مناسبة. [و] مما يقلع أثار الجدرى اصول القصب
22
المجفف، واصول الباقلى، وحكاك خشب الخلاف، وحكاكة اصول القصب،
23
والعنزروت، وبزر البطيخ وقشوره المجففة، والارز المغسول، وماء الشعير، وبياض البيض،
24
والطين المتخلخل، والمرداسنج، والسكر الطبرزد، والنشاء واللوز الحلو، ولوز مر،
25
ومن الادهان دهن السوسن، ودهن الفستق، وشحم الحمار بدهن الورد وما يشبهه،
26
[و] الماء الذى يكون فى ظلف الجمل الذى يشوى؛ فانه غاية.
27
ومما هو اقوى زبد البحر، وحجارة الفلفل، والقسط، والاشق، والكندر، و
28
الصابون، والبورق، والعظام المحرقة، والعظام البالية، وبزر الفجل، ودقيق الفجل
4-105
1
المجفف، والراوند، والترمس. ومن المطعومات الجيدة المحسنة للونه، <بزر>
2
الرمان الحلو، والحمص والشراب الطيب، وصفرة البيض النيمبرشت، ومرقة
3
الدجاج والقباج، والدراريج، والتدارج السمينة. ويجب ان يديم صاحبه الاستحمام.
4
ومن المركبات ان توخذ العظام المحرقة، وبعر الغنم العتيق، والخزف
5
الجديد والنشا، وبزر البطيخ، والارز المغسول، والحمص من كل واحد عشرة، ومن
6
حب البان، والترمس، والقسط والزراوند الطويل خمسة خمسة، ومن اصول القصب
7
اليابس عشرون جزءا، يتخذ منها طلاء بماء البطيخ اوبماء القثاء البرى، اوبماء الشعير،
8
اوماء الباقلى، ويطلى به العضو، ويغسل غداء بطبيخ البنفسج.
9
آخرلقريطن: خزف جديد عظام بالية، اصول القصب الفارسى، ونشا، وترمس،
10
وبزر البطيخ، وارز مغسول، وحب البان، وقسط اجزاء سواء يتخذ منها غمرة. وايضًا
11
ترمس وحمص اسود.
12
فى حميات الاورام:
13
قد علمت حال الحميات التى تتبع الاورام الظاهرة انها فى الاكثر تكون
14
من جنس حميات اليوم. إذ كانت هذه الاورام فى الاكثر انما يتادى الى
15
القلب سخونتها دون عفونة ما فيها، واكثر هذا عن اسباب بادية. فاما اذا تادت
16
عفونتها الى القلب لعظمها او لقربها صارت الحمى من غير جنس حمى يوم. واكثر
17
امثالها انما يكون من اسباب سابقة بدنية وامتلاأت. وقد تكون من قروح تتجه اليها
18
مواد خبيثة وتحتبس فى اللحوم الرخوة.
19
واما الحميات التى تتبع الاورام الباطنة، فانها لا تكاد تكون من وصول السخونة
20
الى القلب دون العفونة. واشر ما تكون الحميات من الاورام الباطنة اذا كانت من
21
جنس الحمرة فى بعض الاحشا، فيشتد الوجع والعطش والالتهاب، وتدل عليه دلائل
22
مخالطة المرة الكثيرة للدم. وهذه الاورام الباطنة مثل اورام الدماغ وحجبه والصماغ
23
وفى الحلق احيانا، وفى الحجاب الذى يلى الصدر، والكبد والكلية، والمثانة،
24
والرحم، والامعاء وما يشبه ذلك.
25
وقد تختلف حمياتها فى الشدة والضعف بحسب القرب من القلب والبعد.
26
وما كان منها ايضا فى الاعضاء اللحمية فان حماه يكون اشد، وما كان فى العشائية
27
ونحوها كانت الحمى اضعف. وما كان فى جوار [الشرائين، فان حماه اشد. وما
28
كان فى جوار]. الاوردة وحدها فان حماه اضعف.
4-106
1
ولا تخلو هذه الحميات من ادوار بحسب المواد التى تنصب الى اورامها. و
2
وادوارها بحسب تولدها، وبحسب حركتها، وبحسب جذب الحرارة والالم اياها. فيكون
3
لكل خلط، دور يليق به.
4
واعلم انه كثيرا ما يبرأ الورم فى ذات الجنب وغيرها وتبقى الحمى فيدل
5
على ان النقاء [التام] لم يقع. وهذه الحميات اذا طالت ادت الى الدق، خصوصا
6
اذا كانت الاورام فى الكبد. واما الحجابية فانها اذا استحكمت لم تمهل الى الدق.
7
فى علاماتها وأحكامها: الحميات الورسية الباطنة توجد معها ثلثة اصناف
8
من العلامات والاعراض. علامات واعراض تدل على العضو العليل. وعلامات و
9
واعراض وتدل على المادة. وعلامات واعراض تدل على حال العليل.
10
فاما الصنف الاول من العلامات فمثل النبض المنشارى والوجع الناخس
11
<الدالين على ان> الورم فى نواحى الصدر. وكذلك السعال اليابس اولا، والرطب
12
ثانيا، وما يشبه ذلك من اعراض ذات الجنب الدالة على ورم فى نواحى الصدر وبالجملة
13
فان الوجع والثقل يكون فى العضو، ويكون اسخن من سائر الاعضاء سخونة اكثر من
14
العادة، ومثل التشنج فانه كثيرا ما يصحب الاورام الحارة فى الاعضاء العصبية.
15
واما الصنف الثانى فمثل دلالة اشتداد الحمى غبا على ان العلة صفراوية. واما
16
اعراض العليل فهى الاحوال التى تبشر بسلامته او تنذر بعطبه.
17
وقد تختلف الاورام الباطنة فى ايجاب الحمى وقوتها، ودوامها وافتارها
18
بحسب عظمها فى انفسها وعظم عروقها، وبحسب اعضاءئها؛ فان من الاعضاء
19
الباطنة ما هو قريب من القلب او شديد المشاركة له، ومنها ما هو بعيد عنه قليل المشاركة
20
مثل الكلية؛ فانها ليست توجب دائما لسبب اورامها حميات قوية ولازمة؛ بل كثيرا ما
21
تكون مفترة، وتكون من جنس الحميات المختلطة، وحميات الغب والربع والخمس
22
والسدس، ويكون معها نافض وقشعريرة، ويشكل امرها. ويدل عليها ثقل فى
23
مواضع الكلية، وناحية القطن ووجع، واختصاص الحرارة بالعضو اكثر من المعتاد.
24
واذا اجتمع فى العضوان كان قريبا من الرئيس، او قوى المشاركة [له]
25
او شديد الحس، وكان عصبيا فانه مع اشتداد الحميات التابعة لاورامه يعرض له
26
قلق عظيم وتشنج، وربما تبعه اعراض غريبة مثل ورم الرحم؛ فانه يصحبه مع الحمى
27
صداع، ووجع عنق والحرارة. وان اشتعلت فى هذه الاورام فليست بشديدة الحدة
28
جدا كما تكون فى المحرقة؛ الا ان يكون امر عظيم. والسبب فيه ان العفونة غير
29
فاشية ولا متحركة الى خارج.
4-107
1
والنبض فى حميات الورم الباطن نبض حميات العفونة صغير فى الابتداء، سريع
2
الانقباض عند المنتهى، ثم يعظم ويسرع ويتواتر بحسب العضو والمادة على ما علمت،
3
ثم يكون منشارية وموجية بحسب العضو فى عصبيته ولحميته. والبول فى اكثرها الى
4
البياض، وقلة الصبغ لسبب سيلان المادة الى الورم على ما علمت.
5
علاجها: علاج هذه الحميات [هو علاج الحميات] الحادة بعد علاج الاورام؛
6
فان الاصل فيها هو علاج الورم مع مراعاة علاج الحمى من التبريد والترطيب. و
7
هذه الحميات تخالف فى علاجها الحميات الساذجة الحارة بان لارخصة فى هذه الحميات
8
فى شرب الماء البارد، ولا فى دخول الحمام. وان كان الورم حمرة جاز وضع الاشياء
9
الباردة المبردة بالفعل من خارج عليه، مثل عصارة الخس، وحى العالم والبقلة الحميقاء
10
مع شئى من سويق الشعير الابيض لا يزال يبرد على الجمد ويبدل. وربما خلطته بزيت
11
انفاق او دهن ورد. وان اكل الخس المغسول مبردا جاز وانتفع به.
12
فى أحوال الحميات المركبة: الحميات قد تتركب بعضها مع بعض. وربما
13
تركب منها اصناف داخلة فى اجناس متباعدة، مثل تركيب حمى الدق مع حمى
14
العفونة. فقد تتركب منها اصناف متفقة فى الجنس القريب، مثل تركيب اصناف
15
من حمبات العفونة مثل <تركيب> الغب مع البلغمية؛ كالحمى المعروفة بشطر الغب،
16
ومثل تركيب حميات الاورام. وقد يتركب منها اصناف متفقة فى النوع، مثل تركيب
17
غبين، وتركيب ربعين، وثلاثة ارباع، فيصير الغبان فى ظاهر الحال على نوائب البلغمية،
18
وثلاثة ارباع فى نوائب البلغمية.
19
وقد يتركب ثلاث من حميات الغب. وان كانت على المبادلة كانت حمى
20
اليوم الثالث اشد؛ لانه منتهى دور اليوم [الاول] وابتداء <دور> اليوم الثالث؛
21
وكذلك الخامس. ويشبه هذا شطر الغب؛ كما ان التركيب من الغبين يشبه النائبة
22
البلغمية. ولمثل هذا لا يجب ان يشتغل كل الاشتغال بالنوائب؛ بل يجب ان يشتغل
23
بالاعراض. ومما يعرض اذا كانت هذه الحميات غبا خالصة ان تسرع نوائبها
24
الى القصر حتى يتلاشى الاضعف منها اولا. وقد يدل على التركيب معاودة
25
قشعريرة بعد هدو.
26
وقد يستقبح من الطبيب العالم بدلائل كل حمى واعراضها ان لا يفطن بالتركيب
27
وفى اول يوم او الثانى. وتركيب حمى الدق مع حمى العفونة مما يشكل جدًا؛ لأنهم
28
يرون فترات، وابتدآت للنافض والقشعريرة، ومعاودات للعرق ان كانت واوقات
29
جزئية، فيظنون ان هناك حميات عفونة فقط لازمة، او مركبة من لازمة ومفترة.
4-108
1
وقد يتوالى التركيب حتى تظهر حمى واحدة [متصلة] متشابهة تشبه سوناخس؛ ولا يكون
2
حينئذ بد من الرجوع الى الدلائل.
3
واذا كانت النوائب قصيرة لم يتلاحق اتصالها؛ الا لامر عظيم من كثرة عددها،
4
وخاصة فيما فتراته طويلة. واذا تركبت حميات مختلفة مثل شطر الغب اقلعت الآخذة
5
منهما اولا، وبقيت المزمنة صرفة كانتا مفترتين او لازمتين، او مفترة ولازمة.
6
وربما تركبت مع شطر الغب غب اخرى، وبلغمية وسوداوية. فان كانت
7
مع غب اقلعت الغب وخلص الشطر. وان كانت مع بلغمية وسوداوية اقلعت شطر
8
الغب، وخلصت البلغمية والسوداوية.
9
وقد يقع التركيب فيها على وجه اخرى، وهو ان تتركب مفترة ولازمة
10
مختلفتى الجنس، او متفقتيه او متفقتى النوع مثل غب دائمة مع غب لازمة. وكما
11
انه تتركب مفترتان كذلك قد تتركب لازمتان. وقد زعموا ان اللازمتين لا يتركبان مثل
12
غبين؛ لان المادة اذا كانت داخل العروق لم يكن ان يختلف ما يقع فيه العفن؛
13
بل العفن يكون فاشيا فى الجميع.
14
وليس هذا الراى مما يجب لامحالة عندى؛ وذلك لان العفن يبتدئى لا محالة
15
من موضع ثم يفشو، ثم تجرى احكام الاشتداد والتفتير على تاريخ العفن؛ "الا ان تكون"
16
له حركات بحسبه، فلا يبعد ان يتفق عفن له سلطان ما يبتدئى فى جزء من المواد ليس
17
سلطان يتبع غيره؛ بل يجتمع فيه ان يبتدئى، وأن يتبع معا فيكون له تاريخ تفترو اشتداد.
18
واصناف تركيب الحميات ثلاثة: مداخلة، ومبادلة، وشابكة. فالمداخلة
19
ان يدخل احدهما على الأخر. والمبادلة ان يدخل بعد اقلاعها. والمشابكة ان تاخذ
20
معها واذا رأيت حمى مطبقة وفيها نافض ولا عرق، او ربما يقع فى نوافض كثيرة
21
عرق واحد فاشهد بالتركيب؛ وكذلك ايضا اذا رايت فى المطبقة افراطا فى برد الاطراف
22
والتقبض. واما القليل منها فربما كان فى المطبقة.
23
فى شطر العب
24
ان شطر الغب هى حمى مركبة من حميين: احدا هما غب، والاخرى بلغمية.
25
فيكون فى يوم واحد نوبة الغب والبلغمية معًا اما على سبيل المشاركة والتوافى، واما على
26
سبيل المبادلة والجوار، واما على سبيل المداخلة والطرؤ. واصعب الاقسام تعرفا هو
27
الاول ثم الثانى.
4-109
1
وقد تكون الحميان لازمتين؛ لان العفونتين داخلتان. وقد تكونان دائرتين
2
تقلعان؛ لان العفونتين خارجتان. وقد تكون الصفراوية لازمة؛ لان عفونتها داخلة،
3
والبلغمية بالخلاف. وقد يكون بالعكس. وقوم يجعلون شطر الغب الخالصة الحمى
4
المركبة التى تكون من غب خارجة وبلغمية داخلة، وما سوى ذلك فيعدونه غير خالصة.
5
وليس ذلك مما ينبغى ان يشتغل به فضل اشتغال.
6
وربما كانت السابقة الى العفونة هى الصفراوية، وربما توافيا معا. وايضا
7
فتارة تكون المادة الفاعلة للحمى البلغمية اغلب، وتارة المادة الفاعلة للحمى الصفراوية
8
اغلب. وكيف كان فان المادة البلغمية تجعل نوائب الصفراوية اطول وابطأ بحرانا،
9
والمادة الصفراوية تجعل نوانب البلغمية بالضد. وربما امتدت شطر الغب مدة طويلة
10
الى تسعة اشهر فما فوقها. وقد يكون من شطر الغب مرض حاد. وقد يكون شطر
11
الغب من اقتل الحمايات؛ لانها تودى الى الدق، والى امراض زمنة عسرة.
12
علامات شطر الغب: اخص علاماتها واولها وإن كان لا بد من قرائن اخر
13
هو ان تكون مدة الحمى فى احد اليومين اطول من مدة الغب واسكن، ثم يكون اليوم
14
الأخر اخف نوبة واقل اعراضا. وقد يتكرر فيها القشعريرة فى اكثر الامر مرارًا لما
15
يعرض من تصارع المادتين، ولدخول احداهما على الأخرى. وربما وقع هذا التكرار
16
ثلث مرات.
17
وقد يسخن اعضاء ما، والقشعريرة ثابتة بعد، وهذه التى هى شطر الغب؛ فان
18
البدن لا ينقى معها نقاءً تاما. ويكون ابتدائها وتزيدها شديد الاضطراب، وخصوصا
19
اذا كان تشابك او كان تداخل فى مثل ذلك الوقت. وحينئذ يكون للقشعريرة عودات،
20
ويكون المنتهى طويلا. وكلما ظننت ان البدن قد تسخن، والحمى هوذا ننتهى وجدت
21
قشعريرة معاودة. وذلك لمجاهدة الاعراض المجاهدة للاخلاط. ومنتهى هذه
22
العلة فى الاوقات الجزئية والكلية قبل منتهى البلغمية، واسرع منه وابطأ من منتهى
23
المرارية، لان الحرارة لا تنبسط الابكد، وخصوصًا فى الاول، وتشتد حدتها عند
24
المنتهى. ولذلك يكون فى الانحطاط طويلا لما يعرض من وقفات توجبها منازعة
25
احدى المادتين للاخرى، وقلما تفتر بالعرق. وهذه الحمى فان اليوم الثالث من
26
ايامها يشبه اليوم الاول، والرابع الثانى.
27
وقد يقع الاستدلال على شطر الغب من وجوه مختلفة. وقد يقع من العادات،
28
وقد يقع من الاعراض. والوقوع من العادات هو ان يكون انسان يكثر فى بدنه الصفراء
29
وعفونتها، ثم ترفه وترك رياضات واستعمل اغذية واصنافًا من اصناف التدبير
4-110
1
تولد البلغم؛ او يكون الانسان يكثر فى بدنه البلغم وعفونته، ثم ارتاض كثيرا، وتعرض
2
لما يولد الصفراء من اصناف التدبير. او اوجب السن فيه ذلك بان شب بعد صبى و
3
غلبة رطوبة، او اكتهل بعد شباب وحدة مزاج.
4
واما من الاعراض فمن مثل النبض والبول، وبروز ما يبرز من القى والبراز،
5
وحال النضج وعلاماته، وحال العطش، وحال اللمس، وحال القشعريرة والنافض
6
واحوال الاوقات والنوائب.
7
فاما النبض فيكون فيها عظما وسرعة وتواترا مما يكون فى الغب، واقل فى
8
اضدادها مما يكون فى البلغمية. واما البول فيكون بطئ النضج، والقئ فيكون مختلطا
9
من مرار وبلغم، والبراز كذلك. واما حال السخونة والبرد، والعطش والقشعريرة،
10
والاوقات والنوائب فقد قلنا فيها ما وجب وانما يتوقع الوقوف على الغالب من الخلطين
11
بالغالب من الدلائل، فانه ان غلب البلغم كانت النوئب اطول، والاقشعرار اقل،
12
والتضاغط ــ وخصوصًا فى النبض ــ اقوى، والاطراف اسرع قبولا للبرد فى اوائل المرض
13
وابطأ بقاء على بردها، والعطش اقل، وقىء المرار اقل، والبول اشد بياضا وفجاجة،
14
والعرق اقل، والسن ''الصبى او الشيخ". ومزاج البدن قد يدل عليه، وكذلك العادة
15
وما يجرى معها مجراها.
16
وان غلبت الصفراء كانت النوائب اقصر، والاطراف اسرع الى التسخن
17
والعطش، وقىء المرار اكثر، والعرق اغزر. وربما مالت قشعريرته الى حال كالنافض
18
ويكون البول اشد صبغا، والسن اشب. ومزاج البدن قد يدل عليه؛ وكذلك العادة
19
وما يجرى مجراها.
20
واذا تساوى الخلطان توازنت الدلائل فكانت قشعريرة صرفة تامة غير نافضة،
21
ولا متعدية الى النفض. واذا كان التركيب بين الدائرة واللازمة، وهى التى يخصها
22
كثير من الناس باسم شطر الغب الخالصة، وكانت اللازمة هى البلغمية كان نافض
23
وضعف؛ لان المادة الخارجة صفراوية. ولا معارض لها من جهة البلغم خارجا معها
24
فيما يرجب من نقص ولكنه يكون اضعف. وربما تكرر فيها البرد والقشعريرة
25
حتى يغلظ فى الانتهاء كما تعلم، تكثر فيها حرارة الاحشاء البطن مع برد الاطراف؛
26
ويكون النبض اشد صغرا وتفاوتا. فان كانت اللازمة هى الصفراوية لم يكن نافض،
27
ولا كثير قشعريرة، ويكون النبض اعظم واسرع، والكرب اشد. وان تركبت
28
الدائمتان لم يكن نافض البتة. ويعرض للغب اللازمة ان تخف قبل خفة البلغمية وان
29
لم تكن راجعة قبل رجوعها.
4-111
1
علاج شطر الغب: الواجب فى شطر الغب ان تشتد العناية باستفراغ المادة
2
على انحاء الاستفراغ من الاسهال، والتقئية، والادرار، والتعريق اكثر من اشتدادها
3
بالتطفئة. والمسهلات يجب ان يتلوم بها النضج؛ الا أن يكون من جنس ما يلين
4
ويطلق، ولا يشوش مثل ماء اللبلاب مع الجلنجبين ان كان الغالب البلغم، ومثل
5
الترنجبين والشيرخشت، ونقوع التمر هندى، وشراب البنفسج ان كان الغالب الصفراء،
6
ومثل ما يركب من هذين ان كان الخلطان كالمتكافئين، وبعد ظهور النضج ان استفرغ
7
بالقوى جاز.
8
والقئ يجب ان يكون ايضا بحسب الغالب اما بماء الفجل مع السكنجبين الحار
9
اوالسكنجبين مع الماء الحار. والادرار يجب ان يكون بما فيه اعتدال. واذا اسرع
10
فى سقى المطبوخات قبل النضج خيف السرسام واما الادوية النافعة فى الطريق السالك
11
الى المنتهى لاصلاح المادة وانضاجها، وتلافى آفاتها فمن المفردات الافسنتين؛
12
ولكن بعد السابع، وظهور النضج بعد ان يكون الردى الجيد منه. واذا استعجل به.
13
حرك الخلط ولم يستفرغه فاحدث كربا وغما وغثيانا، ثم كر عليها بمراته [فجففها]
14
وبقبضه فبلدها. وجالينوس ومن قبله يعالجهم بماء الشعير وفيه قوة من الفلفل.
15
وقد قال بعض الاطباء الاولين ان جالينوس قد امعن فى السهو ووقف حيث وجب
16
ان يتعجب منه، ولم يدر ان الفلفل يلهب الحمى، وماء الشعير يبلد المادة. وقد اخطأ
17
هذا المعارض خطأ لا يختص بهذا المعنى، بل بالقانون المعطى فى معاضدة الطبيعة
18
اذا انتصبت لمقاومة امثال هذه المواد معاضدة تكون بالادوية المركبة من مبردات
19
ومسخنات لتمييز الطبيعة بين القوتين، فتشتغل المبردة بالحمى وناحية القلب، والمسخنة
20
بالمادة.
21
ومن الذى عالج شطر الغب بغير ذلك وان لم تكن الطبيعة قوية على التمييز
22
فلن ينجع العلاج كيف عمل. وقد اخطأ من وجوه أخر لا يحتاج ان يسلك فى ايرادها
23
مسلك المطولين. وقد قال هذا المتعنت انه كان يجب ان يستعمل الملطفات التى
24
لا تسخين قوى لها مثل الكرفس والشبث، ولم يعلم ان الفلفل قد يمكن ان يبرد
25
بتقليله الى ان ينكسر بتسخينه، ولا يقصر تلطيفه عن تلطيف الكرفس الكثير. ويكون
26
ماء الشعير عضد اله فى ايصال قوته، وهدم افراطها، وانقاع المواد له ليسهل نفوذ
27
قوته فيها. ثم من العجب العجيب انه جعل جالينوس ممن يجهل ان الفلفل يلهب الحمى
28
ويعده معد من غفل عن هذا حين افتى بهذا.
4-112
1
واما المركبات من الادوية التى يجب استعمالها فى هذه الوقت فمثل اقراص
2
الافسنتين واقراص الورد.
3
اقراص جيدة لشطر الغب: ورد واصول السوسن من كل واحد اربعة، ترنجبين
4
ثلاثة، سنبل وعصارة الافسنتين وطباشير من كل واحد وزن درهمين تتخذ منه اقراص.
5
اخرى للملتهبة: ورد ستة، بزر الحماض وصمغ من كل واحد اربعة، نشا وزن ثلثة، امبر
6
بارليس وطباشير وبزر الحمقاء من كل واحد درهمان، كثيراء وزعفران وسنبل
7
[وراوند] من كل وحد درهم كافور وزن دانقين يتخذ اقراصا.
8
اقراص أخر جيدة لصاحب هذه الحمى: وخصوصًا اذا كان يشكو مع ذلك
9
اسهالا وسعالا: سنبل الطيب وعود وزعفران وامبر بايس او عصارته من كل واحد
10
ثلاثه، راوند صينى اربعة، طباشير، ورد باقماعه، ولك وصمغ مقلو وكهرباء من كل
11
واحد خمسة، بزر الحماض المقلو ستة، طين رومى سبعة يتخذ منه اقراص.
12
نسخة أخرى جياة: ورد احمر وزن ستة دراهم، امبر باريس وصمغ عربى
13
وبزر الحماض من كل واحد اربعة دراهم، سنبل واغافت وطباشير واسارون وبزر
14
الحمقاء وحب القثا <مقشر> من كل واحد وزن درهمين، بزر الهندباء وبزر الكشوث
15
من كل واحد درهم ونصف، رب السوس وزن درهم لك وزراوند من كل واحد نصف
16
درهم يجمع ذلك ويقرص.
17
حب جيد لهذه العلة: ولجميع المزمنات والحميات الموذية للاحشاء، و
18
خصوصا اذا كانت المادة البلغمية اغلب: صبر ومصطكى، واهليلج اصفر، وراوند،
19
وعصارة الغافت، وعصارة الافسنتين، وورد اجزاء سواء، زعفران نصف جزء، يدق
20
ويعجن بماء الهندباء. والشربة وزن درهمين بالسكنجبين.
21
فسخة جيدة: تصلح فى قرب النضج وتسهل: صبر، ومصطكى، وعصارة
22
الغافت، وعصارة الافسنتين، وورد بالسوية، زعفران نصف جزء، يحبب بماء الهندباء.
23
والشربة منه وزن درهمين بالسكنجبين.
24
فصل [فى النكس]
النكس شر من الاصل، والرأى [فيه] ان لا يبادر فيه25
بالمعالجة حتى يتبين وجه الامر؛ فانه فى الاكثر خبيث.
4-113
1
|420va45|الفن الثانى
2
فى تقدمة المعرفة واحكام البحران [وهو مقالتان]
3
نحن نذكر فى هذا الفن احوال البحران وايامه، وعلاماته وعلامة النضج،
4
وما يختص بكل واحد من الدلائل من حكم، وفى العلامات الجيدة وغير الجيدة. و
5
هذه هى الامور التى عليها مدار الامر فى تقدمة المعرفة وتقدمة المعرفة هو ان يحكم
6
من دلالات موجودة على امر كائن تؤول اليه حال المريض من اقبال وهلاك بسبب
7
ما يعرف من القوة وثباتها، وسقوطها، ومعرفة وقته، والوجه الذى يكون مثلا
8
هل يكون [ام لا].
9
|420va45|المقالة الأولى فى البحران
10
ومذاهب الاستدلال عليه وعلى الخير والشر.
11
فى البحران وما هو وفى اقسامه واحكامه
12
البحران معناه الفصل فى الخطاب. وتاويله تغير يكون دفعة إما الى جانب
13
الصحة، وإما الى جانب المرض. وله دلائل يصل الطبيب منها الى ما يكون منه. و
14
بيان هذا ان المرض للبدن كالعد والخارجى للمدينة، والطبيعة كالسلطان الحافظ لها.
15
وقد يجرى بينهما مناجزات خفيفة لا يعتد بها. وقد يشتد بينهما القتال فيعرض حينئذ
16
من علامات اشتداد القتال احوال واسباب مثل النقع الهائج، ومثل الوغر والصراخ،
17
ومثل سيلان الدماء، ثم يكون الفصل فى زمان غير محسوس القدر، وكانه فى ان
18
واحد إما بان يغلب السلطان الحامى، وإما بان يغلب العدو الباغى.
19
والغلبة تكون اما تامة يكون فيها من احدى الطائفتين تمام الهزيمة، والتخلية بين
20
المدينه والسلطان <اوبين المدينة والخارجى>؛ واما ناقضة تكون منها هزيمة لا تمنع
21
الكرة والرجعة، حتى يقع القتال مرة اخرى او مرارًا، فيكون حينئذ الفصل فى اخرها.
4-114
1
وكما ان السلطان اذا غلب على الباغى فنفاه ودفعه فاما ان يطرده طرد اكليا
2
حتى يبرح عن فناء المدينة ورقعتها، وسائر النواحى المتصلة بها؛ واما ان يطرده طردا
3
غير كلى؛ بل ينحيه عن المدينة، ولا يقدران ينحيه عن نواحى أخر متصلة بالمدينة. كذلك
4
القوة التى تاتى بالبحران الجيد اما تطرد المادة الموذية عن قريعة البدن، وهو القلب
5
والاعضاء الرئيسة، وعن نواحيها وهى الاطراف؛ واما ان تطردها عن القريعة ولا تقدر
6
ان تنحيها عن الاطراف؛ بل تصير اليها ويسمى بحران الانتقال.
7
وكل مرض يزول فاما ان يزول على سبيل البحران، او على سبيل التحلل بان
8
تتحلل المادة يسيرا يسيرا حتى يفنى على التدريج. واكثر هذه فى الامراض المزمنة،
9
والمواد الباردة، ولا تتقدمه علامات هائلة، وحركات صعبة. وكذلك كل مرض
10
يعطب فاما ان يعطب على سبيل البحران، او على سبيل الاذبال، وهو ان تتحلل القوة
11
يسيرا يسيرا.
12
وافضل البحران هو البحران التام الموثوق به، البين الظاهر، السليم الاعراض
13
الذى انذربه يوم من ايام الانذار، فوقع فى يوم بحران محمود.
14
وكل بحران اما جيد، واما ردئى. وكل واحد اما تام واما ناقص. والتام الجيد
15
اما بان تدفع الطبيعة المادة دفعة كليا، واما بانتقال. وقد يكون من البحران الناقص
16
ما يليه اما فى الجيد فتحلل. واما فى الردى فذبول. والبحران الناقص ينذر يومه بيوم
17
البحران التام ان كان انذار على سبيل ما نبينه من حال ايام البحران وايام الانذار،
18
وذلك فى الجيد والردى معًا.
19
وليتوقع البحران التام الدفع فى الامراض <الكائنة من> المواد الرقيقة الحادة
20
والقوة القوية. وليتوقع بحران الانتقال حيث تكون القوة اضعف، والمادة اغلظ.
21
والاول ايضا يختلف حاله فانه اذا كانت المادة فيه شديدة الرقة بحرن بالعرق، وان
22
كان دون ذلك فكان حارا جدا بحرن بالرعاف؛ والافبالادرار، والا فبالاسهال والقئ.
23
واعلم ان المخاط ومدة الاذن، والرمص والدمعة من بحارين امراض الرس،
24
والنفث من بحارين امراض الصدر، وانفتاح دم البواسير بحران جيد لامراض كثيرة؛ لكنه
25
اما يعترى فى الاكثر لمن جرت به عادته. واحمد البحارين واقربها من الفصل
26
الرعاف؛ لانه يبلغ نفض المادة فى كرة واحدة، ثم الاسهال، ثم القى، ثم البول،
27
ثم العرق، ثم الخراجات.
28
والخراجات من قببل بحران الانتقال. وقد يتفق ان تكون الخراجات اقوى
29
من العرق فى البحرانية. وكثيرا ما تزول بها الامراض دفعة كانت سليمة او كانت
4-115
1
ردئية تميت الاعضاء؛ فان الخراجات التى تكون بها البحارين تكون من اصناف شتى
2
دما ميل، ودبيلات، وطواعين، ونملة، وجمرة، ونار فارسى، واكلة، وجدرى
3
وخوانيق، وقروح تكثر فى البدن.
4
وقد يكون البحران او شئى منه بتعقد العضل والعصب، او الجرب باصنافه،
5
والقوباء والسرطان، والبرص، وبالغدد، والقيل، والدوالى، وانتفاخ الاطراف
6
وغير ذلك.
7
ومن اصناف الانتقال مالا يؤدى الى الخراج؛ بل يفعل مثل اللقوة، والتشنج،
8
والاسترخاء، واوجاع الورك <والانثيين والمنكبين> والظهر، والركبة، واليرقان،
9
وداء الفيل، والدوالى.
10
واعلم ان البحران الكائن بالانتقال مالم يقع الانتقال الذى يبحرن به لم يقع
11
العافية. واما بغير الانتقال خراجا فى عضو وشئيا اخر فربما كان بعد العافية. واحمد
12
الانتقالات ما كان الى اسفل، واحمد الخروج ما كان الى خارج وبعد النضج التام
13
وبعيدا من الاعضاء الشريفة.
14
وكما ان للمستدل ان يستدل من الاحوال المشاهدة على ما يريد ان يكون من
15
غلبة السلطان الحامى، او غلبة العدو الباغى، كذلك للطبيب ان يستدل من الاحوال
16
المشاهدة على البحران الجيد والبحران الردى. وكما ان الباغى اذا غزا المدنية وامعن
17
فى المناجزة وضيق، وثارت الفتنة، وظهرت علامات الايقاع الشديد، والسلطان
18
الحامى [بعد] غير أخذ بعدده؛ ولا متمكن من استعمال الاته كانت العلامات المشاهدة
19
دالة على ردأة حال السلطان. وان كان الحال بالضد كان الحكم بالضد.
20
كذلك اذا حرك المرض علامات البحران التى سنذكرها من قبل وقوع النضج
21
دل على بحران ردى، وان كان هناك نضج ما دل على بحران ناقص. وان كان نضج
22
تام دل على بحران جيد تام. والبحران التام يكون عند المنتهى، وربما ورد عند
23
الاخذ فى الانحطاط. وهذا السبب ما يتعوق البحران التام فى البرد الشديد؛ لان العلة
24
يعسر انتهاؤها فيه، فكيف انحطاطها. وكثيرا ما يجب على الطبيب ان يتلا فى ضرر
25
البرد فيسخن الموضع، ويصب على بطن العليل دهنا حارا الى ان يرى العرق يبتدى،
26
ثم يمسك عن صب الدهن، ويمسح العرق، ويحفظ الموضع على الاعتدال.
27
واعلم ان حركات البحرن اذا وقعت فى الايام والاوقات التى جرت العادة
28
من الطبيعة ان تناهض المرض فيها مناهضة تكون عند استظهار من الطبيعة فى اختيار
29
الوقت، واعتياد الحال باذن الله كان مرجوا. فان وقعت المناهضة قبل الوقت
4-116
1
الذى فى مثله تناهض من تلقاء نفسها فتلك مناهضة احواج من المرض اياها و
2
اضطرار. وذلك مما يدل على شدة مزاحمة المرض واثقال المادة كما تنهض عند
3
ميل الخلط لفم المعاة فتحرك بالقئ، او لقعرها فتحرك بالاسهال. وكذلك الحال
4
فى احداثها السعال والعطاس.
5
وكذلك اذا كانت الدلائل تدل على ان البحران [يقع فى يوم ما كالرابع عشر
6
فيتقدم عليه وتوجد مبادى البحران تتحرك قبله فى يوم وان كان باحوريا مثل الحادى
7
عشر فان ذلك يدل على أن ذلك البحران] لا يكون تاما وان كان قد يكون جيدا؛
8
لانه ايضا يدل على ان الطبيعة عوجلت بالمناهضة. وان كان المرض ردئيا خبيثا فليس
9
يرجى ان يكون البحران جيدا، وان كان المرض سليما فليس يرجى ان يكون البحران
10
تاما وبالجملة فان تقدم حركات البحران قبل المنتهى المستحق فى ذلك المرض اما ان
11
يكون لقوة المرض او لشدة حركة وحدتها؛ واما بسبب من خارج يزعج الساكن [منه]
12
كخطأ فى ما كول او مشرب او رياضة، اولعارض نفسانى، فان العوارض النفسانية تدخل
13
فى تغير البحران، او فى تغير جهته؛ فان الفزع يجعل البحران اسهاليا اوقيئيا او بوليا
14
فالسرور يجعله عرقيا. وذلك بحسب حركة الروح الى داخل او الى خارج. واذا
15
كان تقدم المناهضة بحيث يخير القوة اخارة لا تثبت معها دون المنتهى فهو دليل الموت؛
16
وربما يقيت للقوة بقية الى المنتهى فكات سلامة.
17
واعلم ان البحران لايقع فى وقت الراحة <القوية> والاقلاع، ولا فى وقت
18
التفتير عن الشدة الا نادرا قليلا. واولهما اقل. وانما رآه اركاغنيس فى تجاربه دفعتين،
19
وجالينوس مرة. وان افضل البحران ما يكون فى وقت المنتهى الحق، وما يتقدمه
20
غير موثوق به، بل يكون اما ناقصا، واما ردئبا ازعا جيا؛ واما فى الابتداء فلا يكون بحران
21
البتة الا مهلكا. وبالجملة عروض علامات البحران فى اوائل المرض يدل على هلاك
22
وفى تزيده ان كان محمودا يدل على بحران ناقص. واما فى الانحطط فلا يكون بحران
23
اصلا. واما كيف يقع الموت فيه او حالة تشبه البحران الجيد فسنقول فيه من بعد.
24
واعلم ان البحران فى الامراض السليمة يتاخر؛ لان الطبيعة لا تكون محرجة
25
فيمكنها ان تصبر الى ان تجد تمام النضج، وفى القتالة يتقدم <النضج> ولن يتفصى
26
العليل من عهدة مرضه دفعة ليست على سبيل التحلل؛ الا وقد كان استفراغا محمودًا او
27
خراجا محمودا. واما التحلل المخلص والذبول المهلك فلا يتقدمهما اعراض هائلة،
28
ولا استفراغات محسوسة.
4-117
1
واعلم ان الامراص مختلفة: فمنها ما يتحرك فى الابتداء ثم يهدأ ويسكن،
2
ومنها ما هو بالعكس. وكثيرا ما تدل الدلائل على ان البحرن يكون يدفع الطبيعة
3
مادة المرض الى جانب فى اندفاع المادة اليه ضرر، فيحتاج ان يقوى ذلك الجانب،
4
وذلك العضو، وتميل المادة الى الخلاف.
5
واعلم انه ربما جاء بحران، ويحسب من السادس واذا هو [من] السابع، وقد
6
صح اول المرض، فان البحران الجيد قلما يكون فى السادس.
7
واعلم ان اصناف تغير المرض ستة، فان المرض اما ان يتغير الى الصحة دفعة، واما
8
الى الموت دفعة، واما ان يتغير الى الصحة قليلا قليلا، واما الى الموت قليلا قليلا؛ واما
9
ان يجتمع فيه الامران، ويزول الى الصحة، واما ان يجتمع فيه الامران ويؤل الى الموت.
10
واعلم ان اسم البحران على ما ذكره من يعتمد على قوله مشتق فى لسان اليونانيين
11
من فصل الخطاب الذى يتبين لاحد المتجادلين او المتخاصمين عند القضاة على الأخر،
12
كانه انفصال وخراج من العهدة.
13
|421va39|قول كلى فى علامات البحران:
ان البحران قد يتقدمه ان كان وقوعه ليليا14
والكرب، والتململ والتنقل، واختلاط الذهن، والصداع، واوجاع الرقبة، و
15
ففى النهار، او كان وقوعه نهارا فى الليل، احوال وامور هى علامات له؛ مثل القلق
16
الدوار والسدر، والخيالات بين العينين، والطنين والدوى، والحكة فى الانف،
17
وتغير اللون فى الوجه والارنبة دفعة الى الحمرة او الصفرة، واختلاج الشفة، والغثيان
18
العطش، والخفقان، ووجع فم المعدة، وضيق نفس وعسرة يعرضان بغتة، وثقل
19
والشراسيف، وتمدد ووجع فيها، واختلاج ووجع فى الظهر، واختلاج فى العضل،
20
ومغص وقرقرة. وقد يعرض نافض ايضا يدل عليه. ويعرض وجع اعيائى.
21
وقد يتغير النبض عن حاله فيدل عليه. وقد يحتبس لسبب البحران اشياء كان من
22
شانها ان يستفرغ من دم طمث وبواسير والاختلاف فيدل على ان الحركة حدثت
23
بالخلاف فى الجهة. والعلامات الليلية اشد من النهارية.
24
والسبب فى ذلك ان المادة الفاعلة للمرض تثير اعراضا ودلائل بسبب حركتها
25
تختلف إما لسبب اختلاف المادة، واما لسبب جهة الحركة. والاختلاف بسبب اختلاف
26
المادة فمثل ان الحركة من المادة اذا كانت الى فوق، ثم دلت الدلائل من نوع المرض،
27
ومن السن والمزاج وغيره ان المادة دموية، توقع الطبيب الرعاف. وان دلت على
28
انها صفراوية توقع القئى فى الاكثر، اللهم الا ان تدل دلائل أخر مختصة بالرعاف
29
فكثيرا ما يكون بحرانه بالرعاف ايضا. وتتقدمه خيالات صفر ونارية. والرعاف
30
المهول ربما استاصل مواد امراض خبيثة، وعافا فى الحال.
4-118
1
واما بسبب جهة الحركة فلانها اما ان تتحرك نحو الحمل على الاعضاء الرئيسة
2
والتى تليها من الاحشاء فتحدث افات فى افعالها ومضار تلحقها مثل ما يعرض فى
3
ناحية الدماغ اختلاط الذهن والصداع، وما ذكرناه معهما، وفى ناحية القلب الخفقان
4
وسؤ التنفس وما ذكرنا معهما. واما ان تتحرك نحو الاندفاع، ويكون ذلك على
5
وجهين: فانه اما ان ياخذ فى الاندفاع من كل جهة وبعد، فيكون فى جميع الظاهر وهو
6
العرق، واما ان ياخذ نحو جهة واذا اخذ نحوه فربما كانت الجهة بحيث اذا سلكت
7
لم يكن بد من المرور بالاعضاء الرئيسة مثل الجهة العالية، فان المادة المتوجهة اليها تجتاز
8
على نواحى الدماغ فيحدث اعراضا مثل اعراضها لو لم تكن مندفعة؛ بل حاصلة.
9
وربما كانت الجهة نحو اعضاء هى دون الرئيسة كفم المعدة عند قصد المادة المندفعة
10
بالبحران أن تندفع بالقىء اوهى من الرئيسة الا انها حالة للمؤن غير متادية بسرعة
11
الى الفساد كما تتادى الى نواحى الكبد فيدفع من طريق المثانة او المرارة.
12
ومن كل جهة موضع دفع بحرانى كما فم المعدة للقى، وناحية الراس للرعاف
13
ونحوه، وناحية الكبد للبول، وناحية الامعاء للاسهال. فاذا كانت الصورة هذه فلا
14
يبعد أن يكون لحركتها فى كل جهة علامة تدل على ان المتوقع من اندفاعها كان من
15
ذلك القبيل ان كان البحران المتوقع جيدا. او علامة تدل على ان نكايتها الاولية فى
16
جملتها الردئية على ذلك العضو ان كان البحران ردئيا.
17
فربما كانت علامة واحدة صالحة لان تدل على جهات كثيرة مثل ان الخفقان قد يدل
18
على ان المادة مندفعة الى فم المعدة. وقد يدل على ان المادة حالة على القلب. وربما
19
كانت العلامة الواحدة دالة على امر كلى مشترك للحركة الى جهة، ويتوقع علامات أخر
20
يستدل بها على ان الوجه الذى يندفع به من تلك الجهة، مثل الصداع، وضيق النفس،
21
وتمدد الشراسيف الى فوق، فان هذا يدل على ان المادة تتحرك الى فوق ثم لايفصل
22
انها تندفع من طريق القىء؛ او من طريق الرعاف؛ الا بعلامات أخر.
23
وقد يدل على ان البحران الواقع من جهة ما احتباس ما كان يسبل وينفصل
24
من خلاف تلك الجهة، مثل ان امساك الطبيعة مع علامات البحران الجبد يدل على
25
ان الحركة البحرانية فوقانية ليست سفلانية؛ بل هى اما بادرار، واما بعرق، اوقئ، او
26
رعاف. وقد يدل نوع المرض على جهة بحرانه؛ مثل ورم الكبد اذا كان فى الجانب
27
المحدب، فبحرانه إما برعاف من المنخر الايمن، واما بعرق محمود، واما ببول. وان
28
كان فى الجانب المقعر كان باختلاف، او بعرق، او بقئ؛ ومثل الحمى المحرقة؛
29
فان اكثر بحرانها برعاف او بعرق، ويتقدمه نافض، وقد يكون بقىء واختلاف و
4-119
1
خصوصا فى مثل الغب وكذلك حمى اورام الراس يكون بحرانها برعاف، او بعرق
2
غزير.
3
والحمايات البلغمية الباردة لا يكون بحرانها برعاف البتة، ولاذات الرئة، ولا
4
لشرغس. واما ذات الجنب فهو بين بين. وكثير اما تكون للمرض عدة اصناف من
5
البحارين [يتم] باجتماعها البحران مثل المحرقة اذا ارعفت اولا، ثم تممت بعرق
6
غزير. والحامل كثيرا ما تبحرن بالاسقاط.
7
واعلم انه ليس كلما قامت علامات البحران او جبت بحرانا جيدا او ردئيا، بل
8
ربما لم يتبعها بحران اصلا فى الوقت وان لم يكن بد من بحران يتبعها لا محالة جيدا،
9
فى وقت غير الوقت الذى تتصل به العلامات، فانه ليس كلما رأيت عرقا، اوقئيا،
10
او اختلافا، وصداعا، واختلاط ذهن، او سؤ نفس، او سباتا، او غير ذلك من جميع
11
ما نعده كان معه بحران. وان كان فى الاكثر قد يدل فبعضها يكون علامة فقط كالصداع
12
وبعضها يكون علامة وجهه بحران كالغثبان.
13
واذا ظهرت علامات البحران ولم يكن بحران فاما ان يكون على ما قال البقراط
14
دلالة على الموت، او على تعسر البحران. وربما كان امر من الا مور التى هى من
15
علامات البحران عارضا لسبب <آخر> غير سبب اشراف البحران وان كان فى وقت من
16
اوقات علامات البحران، مثل ما يعرض فى الغب المتطاول قبل النوبة صعوبة و
17
اضطراب فى اكثر الاوقات المتقدمة على النوبة من غير دلالة على البحران، أما فى
18
الغب الخالصة ففى الاكثر تكون علامة بحران.
19
ومما يهديك السبيل الى ان تعلم فى المريض ان سلامته اوموته تكون ببحران
20
ام لا مراعاتك حركة المرض وقوته وطبيعته والوقت الحاضر، فان هذه قد تدل
21
على ان الحال توجب مصارعة قوية بين المادة والطبيعة، وتحتمل المكافحة.
22
واعلم ان دلائل جودة البحران [دلائل] تدل على استيلاء الطبيعة فلا تخلف،
23
ودلائل ردأته ونقصانه [دلائل] تدل على معاسرة ومعاوقة تجرى بين الطبيعة وبين
24
ما يصارعها، فلا يمكنكك ان يجزم القضية بان الطبيعة تقهر لا محالة، الا ان يكثر و
25
يعظم. فكم رأينا من علامات هائلة من سبات، وسقوط نبض، وتقطع عرق تادى
26
بعد ساعات الى بحران تام جيد؛ لان الطبيعة تكون فى مثلها قد اعرضت عن جميع.
27
افعالها، وشغلت بكليتها بالمرض فلما صرفت جميع القوة اليه صرعته ودفعته؛
4-120
1
وربما لم يف به. وذلك فى كثير من الاوقات، لانها لا تكون قد تعطلت عن جميع
2
الافعال، الا لامر عظيم، واوشك بالعظم ان يعجزها.
3
واعلم ان ثوران علامات البحران على الاتصال، وفى يومين متواليين كالثالث
4
والرابع مثلا يدل على سرعة البحران، ثم تكون الجودة والردأة بحسب القوانين التى
5
سنذكرها، وخصوصا اذا تقدمت نوبة الحمى تقدما كثيرا، ولاسيما اذا ظهر فى النبض
6
تغير دفعة. فان كان <أدى> الى العظم ولا ينخفض فافرح.
7
واعلم ان يبس البدن وقحولته فى ايام المرض تدل على بطؤ البحران. و
8
الامراض اليابسة جدا اما قتالة، واما بطئية البحران. وقد تدل على اوقات البحران
9
واحواله كلها. واحكام علاماته ما يوجد عليه حال المرضى فى الاكثر.
10
واعلم ان النبض المشرف <والقوى ايضا> كالدليل المشترك لاصناف البحرانات
11
الاستفراغية؛ ولكن العظيم يدل على ان الحركة الى خارج بعرق اورعاف؛ وغير
12
العظيم والسريع الى الباطن يدل على قئ واختلاف. وبالجملة كل اجماع على دفع
13
مادة وقد قويت الطبيعة لا يخلو من شهوف النبض وان لم يكن استعراض وميل الى
14
الجانبين، وقبل ان تقوى فلا بد من انخفاض وانضغاط. وربما اجتمعت علامتان
15
فكان امران مثل قئى وعرق، ورعاف. واذ قد فرغنا من ذلك فلنشرع فى التفصيل
16
يسيرا.
17
|422rb44|علامات حركة المادة [فى البحران] إلى فوق.
علامة ذلك صداع لتصعد البخار18
اوالمشاركة فم المعدة ايضيا "فى دلائل القىء". وايضا من علامات ذلك: دوار و
19
ثقل فى الصدغين، وطنين وصمم يحدث ذلك كله دفعة. وقد قارنه او تقدمه
20
بزمان يسير ضيق نفس، ووجع فى العنق، وتمدد المراق والشرا سيف الى فوق
21
من غير وجع، واشتعال الراس. واعلم انه يشتد المرض والاعراض ليلا. لان
22
الطبيعة تشتغل فيه بانضاج المادة وغير ذلك عن كل شىء.
23
|422va1|علامات تفصيل جميع ذلك:
فان قارن ذلك ظلمة وغشاوة فى العين لاتباريق24
معها، وسرارة فم، واختلاج الشفة السفلى، وبؤكد الامر فيه وقوع وجع فى فم المعدة
25
اوغثيان، وتحلب لعاب، وخفقان، وانضغاط من النبض وانخفاض؛ وخصوصًا
26
اذا اصاب العليل عقيب هذا نافض وبرد دون الشراسيف فاعلم انه واقع بالقئ وخصوصًا
4-121
1
اذ كانت المادة صفراوية والحمى صفراوية ليست من المحرقات، وخصوصا اذا
2
اصفر الوجه فى هذه الحال، وسقط اللون.
3
وكثيرا ما يجلب القى الواقع بعد ثقل الراس ووجع المعدة من الصبيان لضعف
4
عصبهم تشنجا، وفى النساء لعادة ارحامهن وجع ارحام، وفى المشايخ لضعف قواهم
5
امراضًا مختلفة لانتشار المادة المتحركة فيهم، واما ان قارن ذلك تمدد فى جهة الكبد
6
اوجهة الطحال من غير وجع فان الطحال يشارك الاعالى ايضًا بعروق فيه تقارن
7
جهة الانف وعروقه وان لم يتصل بها، ورأى العليل خيوطا حمرا، ولأ لأ وتباريق،
8
واحمر الوجه جدًا، او العين، او الانف، او جانب منه، وسال الدمع دفعة، وشهق
9
النبض وماج واسرع انبساطه، واحتك لانف؛ وكان اشتعال الراس شديدا جدا،
10
والصداع ضربانيا فتوقع رعافا، خصوصا اذا دل المرض، والسن، والعادة، والمزاج،
11
وسائر الدلائل على ان المادة دموية. على ان الصفراوية ايضا قد تبحرن بالرعاف. و
12
تنذر بذلك التباريق وخيالات خيطية ونارية صفر ترى امام العين، واكثر ذلك فى الحمى
13
الصفراوية المحرقة.
14
وقد تدل جهة لوح الشعاع وحكة الانف على ان الرعاف يقع من المنخر
15
الايمن، او الايسر، او المنخرين جميعا. وقد تعين هذه الدلائل ايضا برد يصيبه
16
يوم البحران ويبوسة البطن والجلد. وقد يدل السن؛ فان الرعاف اكثر ما يعرض
17
لمن سنه دون الثلاثين. وقد تعين هذه الدلائل ايضا اشتداد الصداع جدًا فوق ما يوجبه
18
وقوع القىء مع آلام أخر، واشتعال وحمى، وكون الامارات الاخر جيدة ليست
19
علامات موت. وفى مثل ذلك فتوقع الرعاف لابد منه.
20
|422va51|حكم فى هذه العلامات المشتركة المذكورة والخاصية:
من العلامات المشتركة21
المذكورة ما هو اولى بالرعاف، مثل الدموع، والطنين والصمم، وتمدد الشراسيف
22
فى احد جانبى الكبد والطحال من غير وجع، واشتعال الراس ومنها ما هو اخص
23
بالقئ مثل ضيق النفس، وتمدد الشراسيف مطلقا من قدام، واكثره مع وجع فى المعدة.
24
واعلم ان ضيق النفس الداخل فى علامات الرعاف انما يعرض عند اشتداد
25
الطبيعة للدفع الرعا فى بسبب ان الاجوف يمتلئ ويندفع بمادته الى فوق فيزاحم اعضاء
26
النفس. ومن العلامات الخاصية بالقىء والرعاف ما الموجود منه فى احدهما مقابل
27
للموجود فى الأخر، كما يخيل شعاعات براقة من علامات الرعاف، ويقابلها تخيل
28
الظلمة. والغشاوة من علامات القىء وحمرة الوجه من دلائل الرعاف، ويقابلها
29
سقوط اللون. واصفراره من علامات القىء. وربما لم يكن كذلك مثل اختلاج الشفة؛
4-122
1
فانه من علامات القىء، ولا مقابل له من علامات الرعاف، ومثل حكة الانف،
2
فانها من علامات الرعاف، ولا مقابل لها من علامات القىء.
3
|422vb22|فى علامات ميل المادة الى العروق.
اذا صار النبض شديد الموجية، وكان4
امساك اليد عن الجلد يحصل تحته نداوة، ويصبغ حمرة، ويجد سخونة الجلد مع
5
ذلك اكثر مما كانت، وانتفاخه واحمراره اكثر مما كان، وكان البول منصبغا الى
6
غلظ، وخصوصا اذا انصبغ فى الرابع، وغلظ فى السابع فاحدس عرقا يكون.
7
وكذلك ان عرض فى مرض مزمن نافض قوى، واشتدت بعده الحمى، والقوة قوية،
8
والعلامات جيدة فتوقع عرقا، ولا سيما ان قل البراز والبول واستمر عليه.
9
وبالجملة فان الحميات المحرقة اذا لم تبحرن بالرعاف بحرنت بالعرق،
10
وتقدمه النافض. وان برى المريض حمامًا وابزنا، واستعددا له فى منامه فهو دليل
11
عرق. وانصباغ البول يدل الدلالة الاولى على ان المادة تبحرن من طريق العروق.
12
وتلك الطريق اما العرق، واما البول، ثم ينفصل بما قلنا. ولا يجب ان يتوقع بحران
13
عرق مع استطلاق من الطبيعة غالب. ولا بد فى الاستفراغ المتوقع بالعرق أن
14
يكون هناك تزيد من الحرارة، وانتشار، واستظهار قوة قوية.
15
|422vb50|فى علامات ميل المادة الى أعضاء البول:
يدل على ذلك ثقل فى المثانة، و16
احتباس فى البراز، وفقدان علامات الاسهال التى سنذكرها، وعلامات القىء و
17
الرعاف والعرق التى ذكرناها. واعلم ان حرقة الاحليل مع ثقل المثانة وسائر الدلائل
18
دليل قوى على البحران بالادرار. وقد يدل عليه ثوران البول وغلظه فى سائر الايام،
19
ووجرد الرسوب فيه. وربما عرض الادرار على دلائل البراز وعلى ما ذكرت فى باب
20
البراز. واعلم انه اذا كثر اجتماع البول فى المثانة مع قلة انطلاق البطن، وقلة العرق
21
فى ذلك الوقت، او فى طبع العليل وهئية اعضائه، وجسو ظاهره فتوقع اليحران
22
بالبول دون الاختلاف والعرق، وخصوصا فى الشتاء.
23
|423ra10|فى علامات ميل المادة إلى طريق البراز:
يدل عليه اولا حبس الفضل24
اذا علم انه ليس بدموى، وعلم انه مع ذلك كثير، ثم يوكده من علاماته
25
حصر البول، ومغص يجده فى جميع البطن، وثقل فى اسفل البطن، وفقد
26
لعلامات القىء؛ بل حدوث قراقر، وانتفاخ حالب، وكثرة انصباغ البراز من قبل،
27
ومجيئه اكثر من العادة، وعلو مادون الشراسيف ونتوه، وانتقال قرقرة الى وجع
28
ظهر. وربما كان ذلك ايضا للرياح وربما در البول فعارض دلائل البراز، خصوصًا
29
فى مريض عسر البطن صلبه عادة؛ لاسيما فى الهواء البارد. ويكون النبض صغيرا
30
مع قوة وليس بصلب، وصغره للانخفاض.
4-123
1
وقد يدل على البحران الاسهالى العادة فى قلة الرعاف والعرق، وكثرة
2
الاختلاف، وخصوصا لمعتاد شرب الماء البارد. وقيل انه متى كان البول بعد البحران
3
فى حمى غبية ابيض رقيقًا فتوقع اختلافا يكاد ويسحج؛ لان المرار اذا لم يخرج بالبول
4
وغيره خرج بالاختلاف. وقلما يقع بحران باستطلاق مع بول او درور عرق.
5
|423ra40|فى علامات ان البحران قد يكون من طريق الرحم:
اذا لم تجد سائرالعلامات،6
ولم يكن استفراغ اسهالى، ووجدت ثقلا فى الرحم وفى القطن، ووجعا هناك
7
وتمددا فاحكم انه طمثى.
8
|423ra45|فى علامات ان البحران يكون من انفتاح عرق المقعده:
يدل عليه فقدان9
سائر الدلائل وعادة هذا النمط من السيلان، وثقل فى نواحى المقعدة، ونبض عظيم
10
الى قوة.
11
|423ra52|علامات كون البحران بالانتقال:
علامات البحران الذى يكون بالانتقال قوة12
الحمى مع ثبات وجع، واحتباس الاستفراغات مع البول والبراز، والنفث والعرق
13
الغزير، وتاخير النضج او عدمه مع صحة من القوة، وجودة من النبض، ولاسيما
14
فى الامراض البطيئة السليمة العديمة للنضج. وجهة الانتقال يدل عليها الوجع، و
15
انتفاخ العروق فى المواضع الخالية التى تليه، وشدة التهاب. وايضا الجهة التى فيها
16
عضو ضعيف، او وجع <اوالم> المفاصل اوعضو متعب. واما الشراسيف اذا تمددت
17
واوجعت فليس يمكن ان يستدل منها على الموضع نفسه، ولا على جهته؛ فان ذلك
18
كالمشترك لجميع الميول.
19
واعلم ان <جميع> الانتقالات والخراجات تكون فى البرد وفصله، وفى
20
سن الاكتهال اكثر. اما فى الاول فان البرد حابس ممسك، واما فى الثانى فلان القوة
21
تعجز عن الدفع التام. وقال بعضهم ان من جاوز الخمسين؛ بل من جاوز الثلاثين قل
22
بحرانه بالخراج والانتقال. و[عندى] ليس ذلك بمعتمد؛ بل الانتقال له سببان: احدهما
23
فى المادة، [هو] ان لا تكون قابلة للدفع الكلى بسبب غلظها فى الاكثر وكثرتها
24
فى الاقل. والثانى فى القوة، وهو ان لا تكون القوة قوية جدا شديدة النشطة ولا
25
ضعيفة ايضا عاجزة لا تدفع البتة عن الاعضاء الرئيسة. والاثنان من هذه الاسباب متناسبان
26
لاوائل الشيخوخة جدًا. وكثير اما تقوم علامات الانتقال فيطرأ عليها استفراغ عظيم،
27
وخصوصا ببول غزيرابيض فلا يقع الانتقال.
28
|423rb26|علامات ان ذلك الانتقال الى الاسافل:
حدوث وجع الى اسفل مع التهاب29
وانتفاخ فى الحالبين والوركين.
4-124
1
|423rb31|علامات ان انتقال ذلك الى الاعلى:
يدل عليه ثقل الرأس والحواس،2
خصوصا السمع، حتى ربما ادى الى الصمم بعد ضيق من النفس وتغيير من نظامه
3
كان فسكن، كل ذلك بغتة، وحدث فى الراس ما حدث، وكذلك ان حدث سبات.
4
واكثر هذا يكون بخراج فى اصل الاذن؛ وكذلك ان دام درور الاوداج، وضربان
5
الاصداغ، وحمرة فى الوجه لابثة.
6
|423rb43|علامات الانتقال الى مرض آخر:
اذا رأيت المرض الحاد يقوى عند7
الانحطاط فاعلم ان وجهه الى المرض المزمن.
8
|423rb48|علامات البحران الخراجى:
اذا كانت القوة صحيحة، والعلامات جيدة،9
ودامت رقة البول زمانا طويلا فذلك مما ينذر بالخراج. وحيث يكون المرض من مادة
10
فيها حرارة، وكذلك اذا اقبل العليل من غير بحران ظاهر بل على سبيل انتقال، ثم رأيت
11
شريانى الاصداغ شديدى الانبساط، كثيرى الضربان لا يهدأن وترى اللون حائلا،
12
والنفس متزائدا. وربما رأيت سعالا يابسا. ومن به ذلك فهو متعرض بخراج فى
13
مفاصله. والعضو الذى يختص فى المرض بعرق اكثر فهو الذى يتوقع فيه الخراج.
14
[اكثر].
15
وفصل الشتاء وسن الاكتهال على ما ذكرنا من دلائل وقوع البحران بالخراج؛
16
بل من اسبابه، وتكون الخراجات الكائنة حينئذ بطيئة للقبول للنضج، الا ان
17
المعاودات منها فى الشتاء والشيخوخة اقل لما يوجب البرد من السكون. على ان بعضهم
18
قال بخلاف ذلك على ما حكيناه. فاذا كثر البول المائى عند صعود الحمى دل على
19
وجع يحدث بالاسافل من البدن.
20
ومن الدلائل القوية على بحران الخراج تاخير البحرانات الأخر، وتطاول
21
العلة الى ما بعد العشرين. ومثل هذه العلة المتطاولة اذا عرضت لها اوجاع دفعة
22
فى بعض المواضع فتوقع الخراج. وفى الحميات الاعيائية اذا لم يكن ادرار ثخين،
23
ولا رعاف ولا اسهال، وتوقع خراج تلك المفاصل، خصوصا فى يوم باحورى.
24
ومن الدلائل القوية على ذلك ان لا يكون البحران البطئ تاما مع بطئه ولا
25
معاودا بعلامات أخر. والحميات الاعيائية اذا لم تبحرن فى الرابع ببول ثخين فتوقع
26
رعافا. فان طال فتوقع خروج خراجات فى المفاصل التى تعبت، والى جانب اللحيين
27
كان الاعياء من رياضة، او من تلقاء نفسه، لكن الخراج الواقع فى اللحيين فى التمددى
28
اكثر؛ لان المفاصل تعبها ليس بشديد، ولا يكون فيها من المفاصل جذب، ويكون
4-125
1
من الحمى تصعيد، ومن اللحم الرخو قبول، واما الاعياء اذا كان حركيا كان ذلك
2
فى المفاصل اكثر.
3
وكثيرا ما يتوقع الخراج وتدل عليه علاماته فيبول صاحبه بولا كثيرا غليظا
4
ابيض فيندفع. واذا كانت الحمى مبتدئة بنافض مقلعة بعرق قل فيها الخراج. وذلك
5
مثل الغب، والربع، الا ان تكون المادة كثيرة جدا. وبالجملة فان النافض المعاود
6
يستفرغ بنفضه كل يوم مادة كثيرة. فقلما يفضل فيها للخراج شئى. هذا اذا كان نافض
7
وحده فكيف مع عرق. والادرار الغليظ ايضا يقل معه الخراج.
8
والخراجات التى فى المزمنة المطاولة تكون فى الاكثر فى الاعضاء السفلى،
9
وفى التى هى احد فى الاعضاء العليا، وفى المتوسط فى الجانبين، وفى ليثرغس
10
خراجات اصل الاذن. وهذه الخراجات كثير اما يقع بها بحران تام. وذات الرئة
11
كثير اما تبحرن بخراجات المفاصل.
12
|423va54|احكام فى امثال هذه الخراجات:
ما حدث من هذه الخراجات وغاب من13
غير انفتاح لم يخل امره من احد امرين: اما أن يعود اعظم مما كان، او يعود المرض
14
اوتندفع المادة الى المفاصل؛ والى اعضاء وجعة، او متعبة، او ضعيفة. وخير هذه
15
الخراجات ما اورث خفا، وكان بعد النضج، وكان شديد الميل الى خارج، وكان
16
بعيدا من الاعضاء الشريفة. وما كان من هذه الاورام لينًا متطامنا تحت اليد فانه اقل غائلة
17
من الصلب الحار؛ الانها ابطأ لانها ابرد، وانما تقل غائلتها لانه لايصحبها وجع
18
شديد. وامثال هذه ان بقيت معها الحمى ولم تتحلل تجمع بعد ستين، والتى دونها
19
ما بين ستين وعشرين.
20
واقل الخراجات غائلة ان يكون العضو المنصب اليه سافلا، وان يكون
21
مع كونه سافلا خسيسًا واسع المكان يسع جميع المادة؛ فانه ان لم يسعها عرض من
22
رجوعها ثانيا الى المواضع التى كانت تفسد فيها ما يعرض لها اذا ردعها الطبيب الجاهل
23
بالتبريد، فانكفأت الى حيث اتت منه، وقد ازدادت شرًا بما جرى عليها من العتو
24
والتردد وقتلت. وشر الخراجات البحرانية ما تكون الى داخل وفى داخل؛ لكن
25
اولى المواضع بالخراج ما كان ضعيفا اوبه مرض؛ وخصوصا فى الاسافل التى تختص
26
بكثرة سيلان العرق منه. وافضل الخراجات <البحرانية> وابعدها من ان يتبعها نكس
27
ما انفتح؛ كما ان التى تغيب منها ادلها على النكس.
4-126
1
|423vb32|علامات وقوع التشنج:
الصبيان اذا كثر بهم التفزع فى النوم، وانعقلت2
طبيعتهم، وكثر بكاؤهم، وحالت الوانهم الى صفرة وحمرة وكمودة فتوقع التشنج.
3
وذلك الى تسع سنين؛ وكلما صغر واكان ذلك اكثر. واما الشبان اذا احولت اعينهم
4
فى الحمى الحادة، وكثر طرفهم، واعوجت اعناقهم ووجوههم، وكثر تصريف
5
الاسنان منهم فاحكم بوقوع التشنج. وكثيرا ما تطول اوجاع الرقبة والثقل فى الراس
6
بحمى وغير حمى. فاذا كان ورم حار <وحدث تشنج او قى زنجارى>، خصوصا فى
7
نواحى "الراس والرقبة" فاقطع به.
8
|423vb49|علامات وقوع النافض:
اذا رأيت فى الحمى الحادة علامات السلامة، و9
علامات بحران جيد، وقل البول فاعلم انه سيحدث نافض يقع به البحران؛ الا ان
10
ياتيك اختلاف بطن مجاوز للاعتدال. واما المعتدل فلا يرد النافض المتوقع. وكثيرا
11
ما يتلوه عرق؛ فان النافض فى الامراض الحادة المحرقة مقدمة عرق.
12
|423vb58|العلامات الدالة على البحران الجيد:
اعلم ان اجود علامات البحران الفاضل13
هو ان يكون النضج قد تم، ثم يكون فى يوم من ايام البحران المحمود الذى سنذكره،
14
وقد انذربه يوم يناسبه من ايام الانذار، وكان باستفراغ، لابانتقال وخراج. وكان
15
استفراغه من الخلط الفاعل للمرض، وفى الجهة المناسبة. وقد احتمل بسهولة،
16
وقد يوثق بجودة البحران طبيعة المرض فى نوعه كالغب والمحرقة اذا وجد بحرانا
17
مناسبا، او فى احواله كالتى يجرى فيها امر القوة والنيض على ما ينبغى. وحال القوة
18
وحال النبض فى اوقات العلامات الصعبة اذا كان قويا متبينا وخصوصا اذا كان
19
يزداد قوة ويقل اختلافه ويستوى، فهو العمود المعول عليه وتمام ذلك مصادفة الراحة
20
والخفة.
21
واعلم ان العلامات الردئية اذا اجتمعت، وكان اليوم باحوريًا <تاما> فالرجاء
22
اقوى واصح من ان يكون بالخلاف فيجب ان يعتمد ذلك. وكثيرًا ما تعظم العلامان
23
الهائلة، وترى النبض يصح ويستوى ويقوى. واعلم ان المريض الجيد الاخلاط
24
اذا مرض، وظهر النضج فى بوله فى اول ما مرض فقد امنت، وكلما ظهرت به
25
علامات هائلة فان الفرح بها اوجب، لان البحران اقرب.
26
|424ra28|العلامات الدالة على البحران الردى:
اصولها واوائلها ان تكون مخالفة27
للعلامات الجيدة المذكورة. وذلك مثل ان تكون حركة البحران قبل المنتهى والنضج
28
ويسميه ابقراط سابق السبيل، وقد عرفت السبب فى ردائته، وأن يكون فى يوم
29
غير باحورى وأن يكون النبض ياخذ معه الى السقوط والصفر واعلم ان علامات
4-127
1
البحران اذا جاءت قبل المنتهى والنضج، وتبعها استفراغ ذريع فلا تغتربه. فذلك
2
للكرة، وهو دفع عن عجز من غير تدبير. كما ان الخف الذى يجده المريض من
3
غير استفراغ ظاهر بما يجب ان لا تغتر به. فذلك لسكون من المادة، لا لصلاح فيها؛
4
بل كثيرا ما تنضج وتعجز الطبيعة عن دفعها لضعفها.
5
|424ra45|احكام من احكام العلامات الدالة على البحران الردى:
اذا اجتمت علامات6
ردئية من عدم نضج، او تغيره عن الواجب، وغير ذلك من العلامات الردئية وحكم
7
منها على العليل بموته فوقف الحكم على السرعة والبطؤ بما يتعرف من حال
8
الاسباب المتقدمة للبحران مما قد ذكرناه. مثال هذا انه اذا كانت علامات ردئية، وكان
9
رسوب السود وغير ذلك وذلك فى الرابع، فالموت فى السابع او فى السادس ان
10
اوجب الاسباب المذكورة تقدمًا.
11
|424ra58|علامات النضج واحكامها:
النضج يعرف من البول وقد فسر فى موضعه.12
ويجب ان لا تغتر بشدة صبغ البول اذا لم يكن رسوب، فان ذلك ليس للنضج. وعدم
13
النضج فى القوام اضر منه فى اللون، فان بالقوام تتهيأ المادة لعسر الاندفاع وسهولته
14
واذا ظهرت علامات النضج مع اول المرض فالمرض سليم لاشك فيه. وان تاخرت
15
فليس يجب ان يكون دائما مع خطر؛ فربما كان طويلا لا خطر فيه، ولا بد من ان يكون
16
طويلا وكلما كان بحران جيد فقد كان نضج، وليس كلما كان نضج كان بحرانا؛ بل
17
ربما كان المرض ينقضى بتحلل. واعلم انه لا يكون للحمى مع ظهور النضج صولة،
18
كما انه لا يكون مع نضج الورم وجع شديد. واذا تاخر النضج، ورأيت الاعراض
19
جيدة، والقوة ثابتة فتوقعه.
20
|424rb20|احكام فى العلامات مطلقا:
ليس كل تغير دفعة فى اللون او فى اللمس رديئا،21
بل ربما دل على خير عظيم وبحران نافع، بل اعتبر مع ذلك حال البدن عقيب ذلك.
22
وما كان من العلامات الذبولية فى السحنة والوجه والاطراف واقع لسبب سهر وتعب
23
ورياضة واسهال فهو سليم، ويعود الى الصلاح فى يومين [او] ثلاثة. وما كان
24
بسبب الاحتراق اوسقوط القوة فهو ردئى.
25
|424rb31|ذكر العلامات الجيدة:
العلامات الجيدة هى الاحتمال للمرض، وثبات القوة26
والسخنة معه وان اشتدت اعراضه وقوة النبض واشتداده وانتظامه، وظهور علامات
27
النضج، وانجاح البحران، وجودة علاماته وخفة توجد عقيب الاستفراغ، واقبال
28
النبض معه الى الجودة والاقشعرار العارض عقيب الاستفراغ من العلامات الجيدة؛ فانه
29
يدل على اقلاع السخونة وتعقب البرد. مع اقلاع المادة. وافضل ذلك ان يكون
30
الاستفراغ من الخلط الموذى بسهولة على استقامة.
4-128
1
واعلم ان ثبات القرة مع العلامات الردئية يوجب الرجاء. وكذلك ثيات العقل،
2
وجودة التنفس، وسهولة الاحتمال لما يطرأ عليه من الاحوال الهائلة الغريبة، ووجود
3
الخف عقيب النوم جيد. ومن العلامات الجيدة التنفس الحسن السهل. وكذلك
4
الشهوة باعتدال، وحسن قبوله الغذاء وبجوعه ومنفعته ونعشه. وكذلك السحنة
5
الطبيعية والا ضطجاع الطبيعى، والنوم الطبيعى، واستواء الحرارة فى اعضاء البدن.
6
واعلم ان العلامات الجيدة مع صحة القوة تدل على عافية عاجلة، ومع ضعفها على
7
عافية بطيئة.
8
|424va1|احكام العلامات الردية.
اعلم ان العلامات الردئية التى فى غاية الرداءة تنذر9
بالموت. فان كانت القوة قوية طال المرض ثم قتل. وان كانت ضعيفة قتل من
10
غير طول. وكثيرا ما تظهر علامات مهلكة وفى ايام ردئية، ثم يعرض بحران جيد،
11
اوانتقال مادة الى عضو، وتكون سلامة، ويجب ان تثق بالعلامات الجيدة عند المنتهى،
12
وخف المهلكة اذا بادرت، ولا تحكم بها ايضا ما لم تر القوة تسقط، وسقوط القوة
13
وحده علامة ردئية.
14
ثم يجب ان تراعى فى الامراض الحادة التى مبدأها عضو معين كالصدر لذات
15
الجنب ما يكون من احوال ذلك العضو، فانها ادل من احوال عضو اخر فان نضج
16
النفث فى ذات الجنب ادل على السلامة من نضج الماء. ويجب على الطبيب المتفرس
17
اذا رائ فى الوجه والعين وغيرهما هئية ردئية غير طبيعية بحسب الاكثر ان يتعرف اولا هل
18
ذلك طبيعى بحسب ذلك الشخص، ولا يحكم جزافا حتى فى النبض. وايضا ان
19
يتعرف هل ذلك من المرض، او من سبب باد. فربما حدث مثلا على اللسان صبغ
20
ردى وخشونة مفرطة لأكل شىء ذلك فعله للمرض.
21
|424va28|العلامات الردئية:
العلامات الردئية تختلف بحسب فعل فعل وعضو عضو،22
وبالحرى ان يذكر كل ذلك بالتفصيل.
23
|424va32|العلامات الردئية المتعلقة السحنة واللون:
اذا كانت سحنة الحى مثل24
سحنة الميت لالسهر ولا لجوع، ولا لا ستفراغ فهو علامة ردئية. والوجه الذى يشبه
25
وجه الموت، ويخالف وجوه الاصحاء هو الذى غارت عيناه وتحدد انفه، وتلطأ
26
صدغه، وتبرد اذنه، وانقلبت شحمته، وتمددت جلدته، وكمد لونه، او اسود او اخضر
27
وعلته غبرة، وخصوصا اذا كان كغبرة القطن المندوف؛ فانه علامة موت عاجل.
28
واعلم انه اذا مرض الصحيج القليل المرض دل على خطر. وما كان من هذا
29
التغير لاسباب غير المرض فانه يعود سريعا الى الحال الطبيعية ولو فى يوما وليلة.
4-129
1
واما الاخر الذى سببه المرض، وهو الذى علامة ردئية فلا يعود الى الصلاح بالهوينا.
2
ان الاول الذى سببه الجوع والاستفراغ والسهر وما ذكر معها ليس بجيد ايضا،
3
لكنه اسلم من غيره. فان اتفق ذلك فى الامراض الحادة كان ردئيا، ودليلا على ان
4
المرض سيغلب. ومع ذلك فهو اسلم من الكائن فى الامراض الحادة لسبب المرض
5
لا لسبب ذلك المعاون.
6
وكذلك يجب ان تتعرف الفرق بين ما يظهر من علامات الانخراط، وتغير
7
اللون بسبب فساد المرض، او لسبب سهر واستفراغ، لا يكون به كبير باس. وكذلك
8
ما نذكره فى العين من ذلك ان كان سببه السهر، وحدث معه ثقل فى الاجفان، وميل
9
الى سبات وتواتر شديد من النبض، وتقدم سهر موذ. وما كان بسبب اسهال تجد
10
الاسهال قد تقدم وافرط. وما كان من جوع تجد ذلك حادثا بتدريج لادفعة.
11
ومما يوكد انه من المرض فقد ان تلك الاسباب، وشدة حدة الحمى، و
12
احساس اشياء كالشرارات تلقى يدك عند اللمس، واصفرار اللون دفعة علامة غير جيدة،
13
واسوداده بغتة علامة ردئية. وشر ذلك كله الاسوداد واكثره من موت الغريزة.
14
والكمدة تليه والاصفرار ليس بجيد؛ ولكنه اسلم، لانه قد يكون عن حرارة ليس
15
كله عن برودة. وربما كان عن سهر، او عن جوع، او من وجع فيكون سليما، وان
16
يحدث بالجبهة والانف غضون لم تكن علامة ردئية.
17
|424vb24|علامة ماخوذة من الصداع:
الصداع اذا دام، والقوة ضعيفة، والمرض18
حاد، وهناك علامات ردئية فالمرض قتال. واذا لم يكن فتوقع الى السابع
19
رعافا، وبعد السابع شئيًا يجرى من الانف او الاذن. فان دام الى العشرين
20
فقل ما يكون انحلاله برعاف، ولكن اما بمدة تجرى من المنخرين والاذنين،
21
او خراج وخصوصا اسفل. واكثر من يبتدئى به الصداع من اول مرضه فيصعب
22
عليه فى الرابع والخامس، ثم يقلع فى السابع. واكثر ما يبتدئى يكون فى الثالث،
23
ويصعب فى الخامس، ويقلع فى التاسع والحادى عشر. قالوا: وكان القياس ان
24
يكون فى العاشر، فانه سابع الثالث، لكنه ليس بيوم بحران. وهذا الكلام عندى
25
ليس بشئى؛ فان الحساب ليس على هذا القبيل. وان ابتدأ فى الخامس اقلع فى الرابع
26
عشر ان جرى الامر على ما ينبغى. واكثر ما يعرض من هذا الصداع يعرض فى الغب.
27
|425ra4|علامات ردئية من جهة الحس:
ان لايرى المريض، ولا يسمع علامة ردئية،28
وان يهرب عن الاصوات والاراييح، والالوان ذوات القوة علامة ردئية تدل على
29
ضعف الروح النفسانى.
30
|425ra10|العلامات الكائنة فى العينين:
غوور العينين وتقلصهما لا بسبب من الاسهال31
والسهر والجوع علامة غير جيدة، وكمودة بياض العين واحمرارها الى فرفيرية،
4-130
1
واسما نجونية علامة ردئية؛ وصغر احدى العنيين فى الامراض الحادة والسرسام و
2
نحوه علامة ردئية جدا. وأن لا يرى العليل شئيا علامة مهلكة. والتواء العنيين وحولهما
3
فى الامراض الحادة علامة ردئية. وهذا الحول ان كان من تشنج خاص بعضل
4
العين فقط من غير آفة فى الدماغ فعلامة ذلك ان لا يكون اختلاظ عقل ونحوه.
5
واما العلامات الماخوذة مما يرى ويلمع فان اللمع السود تدل على القىء اكثر،
6
والحمر البراقة على الرعاف اكثر، وعلى ميل الدم الى فوق. ويدل على كل واحد
7
ولائله الاخرى، وجريان الدمع من غير ارادة، وخصوصا من عين واحدة علامة ردئية؛
8
اللهم الا ان يكون هناك علامة بحران بالرعاف وتدل عليه سائر العلامات المخصوصة
9
بالرعاف مع سلامة علامات أخر.
10
وليتفقد من الدموع القلة والكثرة، والرقة والغلظ، والحر والبرد، والخروج
11
بارادة او بغير ارادة. وكراهية الضوء علامة ردئية. وان اشتد حبه للظلمة فهو قتال، اللهم
12
الا ان يكون "امتداد ووجع". وان لم يكن فهو لسقوط قوة الروح النفسانى. والنظر
13
الواقف من غير حركة وطرف ردئى. وكثرة اجتماع الرمص شئيًا بعد شىء ردئى،
14
والرمص اليابس جدا ردئى. ومثل هذا الرمص يتولد بعجز قوة العين الغريزة عن
15
انضاج المادة. ولذلك يحس مع اكثره كغرزان شىء للعين يروم الخروج. ولا
16
يجوز ان يقال ان ذلك كثرة الرطوبة الجائية الى العين [بحيث] تعجز الطبيعة عن انضاجها؛
17
لان العين فى هذه الحال يابسة غائرة. وعلامات اليبس واضحة. ولذلك ييبس
18
هذا الرمص سريعا.
19
ومن العلامات المناسبة لهذه ان يجتمع على الحدقة و هى مفتوحة شىء كنسج
20
العنكبوت ثم يتنحى الى الشخر فيصير رمصا، ولا يزال يكون كذلك [وهو] دليل
21
قرب الموت. وشدة حمر العين، وبقاؤها كذلك فى حدة الحمى علامة ردئية
22
تدل على ورم دماغى حار <او معدى>، او فى فم المعدة وانتقالها الى تطويس و
23
اسمانحونى اردأ. وحجوظ العين ايضا. وكثرة التباريق دليل ردئى ربما كان لمواد حارة
24
كثيرة واورام فى نواحى الدماغ. وبقاء الجفن فى النوم مفتوحا من غير عادة علامة
25
غير جيدة. ويبس الاجفان دليل ردئى. وان بقيت العين فى اليقظة مفتوحة لو قرب
26
منها اصبع لم تطرف فهو دليل قاتل. وشدة اتساع العين ايضا مع هذيان وضعف
27
قاتل. وقيل من ظهر به بثر كالعدسة البيضاء تحت عينيه مات فى اليوم العاشر ويظهر
28
به شهوة الحلاوة.
29
|425rb12|علامات توخذ من جهة الانف:
التواء الانف ردئى ويدل على قرب الموت؛30
فان السبب فيه تشنج ردئى قتال. وتفرطحه ايضا ردئى. والتعويل فى الاستنشاق
4-131
1
على الانف والمنخرين ردئى. وان يجد من نفسه ريح المسك او السمن او الطين
2
<ردئى>. وقطر الماء الاصفر من الانف فى الحميات الحادة ربما كان دليل قرب
3
الموت. وان لا يعطس بالمعطسات دليل موت وبطلان حس. وكذلك ان لا يرعفه
4
العقر والخدش والالحاح من المريض باصبعه على انفه كانه ينقيه من غير سبب علامة
5
غير جيدة. وخروج الماء من الانف ردئى.
6
|425rb27|علامات توخذ من [جهة] الاذن:
جفاف الشحمة وانقلابها، وتقبض7
الصدفة علامة ردئية. قيل ان وسخ الاذن اذا حلا فهو علامة ردئية عند جالينوس،
8
مهلكة عند الاولين. حدوث الم بالاذن مع حمى حادة مخاطرة؛ فانه قاتل؛ الا ان
9
يسيل منه شىء ويسكن. وذلك فى المشايخ، واما فى الشبان فيموتون قبل ان يتقيح
10
لشدة حسهم.
11
|425rb37|علامات توخذ من جهة الاسنان:
قضقضة الاسنان فى الحميات الحادة. و12
كأن صاحبها ياكل شئيا علامة ردئية غيرجيدة. قيل من غشيت اسنانه فى الحميات لزوجات
13
دلت على ان حماه يشتد؛ فانه يدل على حرارة شديدة، وعلى مادة لزجة بطئية التحلل
14
تعرض المرضى فى كل وقت لتنقية الاسنان من غير عادة جرت دليل غير جيد.
15
صرير الاسنان وتصريفها من غير عادة ربما انذر بجنون. فان كان الجنون حدث ثم
16
حدث ذلك دلت على هلاك؛ الا فيمن هو معتاد لذلك لضعف عضل فكيه فتصر اسنانه
17
من كل ادنى سبب، واخضرار الثنايا دليل ردئى.
18
|425rb52|علامات ماخوذة من جهة الفم واللسان ومايليه:
اسوداد اللسان فى الامراض19
الحادة علامة الى الرداءة، وجفوف الفم والريق غير جيدين. واذا يبس اولا ثم خشن
20
مع المنتهى، ثم اسود فهو قاتل؛ وخصوصا فى الرابع عشر.
21
واعلم ان لشدة نتن الفم فى الامراض الحادة دليل على الهلاك؛ لانه يدل على
22
فساد الاخلاط. علو احدى الشفتين على الأخرى من غير خلقة علامة ردئية. التواء
23
الشفة فى الحميات الحادة ردئى. تشقق الشفتين فى الحميات الحادة يدل على فرط
24
الالتهاب، وتقلصهما وبرد هما ردى. بقاء الفم مفتوحا فى الامراض الحادة دليل ردئى.
25
افراط يبس اللسان علامة غير جيدة. قيل اذا ثار على اللسان فى حمى حادة كالحمص
26
الاسود او كحب الخروع فالموت قريب، وتعرض له شهوة الاشياء الحارة. خشونة
27
اللسان ويبسه دليل سرسام. وتامل فى خشونة اللسان وتغير لونه فضل تامل، كى
28
لايكون سببه شئيا صابغا. واعلم انه ليس ينصبغ اللسان بالخلط الغالب فى كل حال ما لم
29
يكن مترقيا اليه يبخوهره او ببخاره من بعض الاشياء المشاركة.
4-132
1
|425va20|علامات توخذ من اصل الحلق والمرى:
الاختناق بغتة لا فى يوم بحران2
علامة ردئية. والاختناق بلا زبد اخف؛ فان الازباد لا يكون الا وقد بلغ القلب فى
3
السخونة مبلغا تعطل له افعال الرئة والحجاب، ولا يستطيع ان يرد النفس بالاستواء.
4
وهذا لا يكون ولا ورم فى الحلق الا لامر عظيم. وقد يكون كثيرا، بل فى الاكثر
5
بسبب الدماغ. وبالجملة اذا حدثت فى الحمى القوية خوانيق صعبة فقد اطل الموت،
6
لان القلب يقتضى بسبب شدة الحرارة نسيما كثيرا وقد سد سبيله، فيتلهب القلب ويفرط
7
سؤ مزاجه فلا يحتمل الحياة. وكذلك اعوجاج الرقبة مع امتناع البلع؛ فان ذلك يكون
8
اما لزوال الفقار واما لشدة اليبس. ولا شر منهما مع الحمى وايضا ان لا يسيغ البلع
9
الا بكد دليل ردئى. وكذلك ان يشرق بالماء فيخرج من انفه، وكذلك اذا غص بريقه
10
فى كل وقت فهو دليل غير جيد.
11
|425va43|علامات توخذ من جانب المعدة وفمها:
الفواق فى الامراض الحادة ردئى،12
وخصوصا عقيب الاسهال. وكذلك الالتهاب فى المعدة، والخفقان المعدى مع
13
حرارة الحمى ردئى.
14
علامات توخذ من اعضاء التنفس:
التنفس البارد فى الامراض الحادة ردى15
يدل على موت الغريزة. وكذلك المختلف ردئى. والتنفس الشبيه بنفس الباكى المنقطع
16
الذى يستنشق الهواء ردئى. سؤ التنفس الكائن لاختلاط العقل ردئى، والذى للاورام
17
فى نواحى الصدر اردأ. الذين يحضرهم الموت تربو بطونهم ويتتابع نفسهم مع ضعف
18
ويتنفسون صعداء.
19
|425va46|علامات ردئية توخذ من استرخاء البدن وسؤ الاستلقاء والضعف:
ان استرخاء20
البدن وسؤ الاستلقاء والضعف قد يكون بسبب كثرة الاخلاط الغليظة فى الاحشاء.
21
وقد يكون [ليس البدن كله وشدة قلة الاختلاف وقد يكون] لفرط ضعف القوة
22
فى العضل وليس الدليل الفارق بينهما كون البدن غليظا او نحيفا كما ظن قوم. وكثيرا
23
ما تكون الاحشاء مملوة رطوبات والبدن نحيف. وكثيرا ما تضعف القوى فى العضل
24
والبدن سمين؛ بل العلامة سائر ما قيل فى مواضع أخر.
25
|425vb3|علامات رديئة من قبل [هيئة] الاضطجاع:
الاستلقاء على الفراش لا على26
الهيئة المعتادة، بل على تخليط وخروج من العادة علامة ردئية، لاسيما اذا كان المريض
27
ينحدر عن فراشه قليلا قليلا، ويكون كلما سويته ونصبته النصبة الجيدة انقلب على ظهره.
4-133
1
ويحب كشف الاطراف، ويطرحها طرحا غير طبيعى من غير حرارة ظاهرة جدا،
2
فيكون السبب كربا عظيما. ويجب ان يراعى فى هذا ايضا امرا واحدا. وذلك انه
3
ربما كان الانسان عبلا ثقيل البدن، سريع الاسترخاء يحب فى حال الصحة ان يضطجع
4
فى كل وقت على هذه الهئية، او يكون مانع وجع من غير الاستلقاء فذلك ايضا مما
5
لا يعظم معه الخوف. وكل نصبة غير معتادة فى حال الصحة من استلقاء وامتداد و
6
غير ذلك لم يكن يفعله فى حال الصحة فهو فى الامراض الحادة ردئى.
7
واعلم ان حب الاستلقاء اما لكثرة اخلاط فى الاحشاء، او ليبس وتحلل الاخلاط
8
فيضعف العضل، او لضعف يعرض للعضل من جهة أخرى، وان لا يقدر على
9
الاضطجاع والاستلقاء وغيره، بل يشتهى القعود دليل ردئى. واكثره بسبب ان التنفس
10
يعصى عند الاضطجاع لاورام وافات فى اعضاء التنفس عرفت الحال فيها فيما سلف
11
وان يحب الاعراض عن الناس. والاقبال على الحائط دليل غير جيد. والميل الى
12
النوم على البطن من غير عادة ردئى، فانه اما عن اختلاط عقل، واما عن الم فى البطن
13
والاضطجاع الرطب محمود، وهو الذى تكون مفاصله قابلة للتثنية بسرعة.
14
|425vb37|علامات ماخوذة من الجلد:
اذا يبس الجلد بحيث اذا مددته لم يرجع الى15
موضعه فذلك دليل ردئى. خروج البخار الحار من الجلد مع التنفس البارد دليل هلاك،
16
ولا يكون الا لان حرارة القلب [قد] فنيت.
17
|425vb43|علامات ماخوذة من البطن ونواحى الشراسيف:
انتفاخ البطن فى الامراض18
الحادة وقلة انهضامه، وخصوصًا وهنالك استطلاق فهو علامة موت، لاسيما اذا ظهر
19
به بشر واسع كمد اللون. تمدد الشراسيف وكون احد جابينها انتأ من الأخر [ردئى]
20
وكذلك كون كل جانب انتأ من جانب هو فى مثله فى النتؤ والانخفاض. وكذلك
21
فى لين الملمس وصلابة اذا انتفخت المراق لاعن ريح مع قحل ويبس وفى داخلها
22
ورم، وليس بها والا لم تقحل. وتمدد الشراسيف ان كان بوجع فالمادة مائلة الى
23
اسفل، وان كانت بلاوجع فالمادة مائلة الى فوق.
24
|426ra1|علامات ماخوذة من المقعدة:
بروز المقعدة فى الحميات الحادة من قبل نفسها25
دليل ردئى.
26
|426ra4|علامات ماخوذة من القضيب والانشيين:
لين الخصتين علامة ردئية،وكذلك27
تورمها فى الامراض الحادة. تقلص الانثيين والذكر دليل على موت الغريزة، او على
28
وجع شديد الاحتلام فى اول المرض يدل على طول، وهو فى اخر المرض احمد.
29
|426ra13|علامات ماخوذة من الارحام:
بروز الرحم من الامرأة والقبل فى الحمى30
الحادة دليل ردئى.
4-134
1
|426ra15|علامات ماخوذة من قبل الاطراف:
منها من جهة كيفياتها مثل برد الاطراف2
مع حرارة الحمى الحادة وثباتها اذا لم تقلع علامة غير جيدة. وأما فى المزمنة فذلك
3
غير منكر وسببه فى الحميات الحادة ورم عظيم فى الجوف او طفؤ الحرارة الغريزية.
4
واما قرب غشى وانحلال. واقوى دلائل برد الاطراف فى الحميات الحادة على
5
الهلاك ما كان من البرد يعرض لها فى اول المرض، وكذلك اذا كان بردًا لا يسخن.
6
وهذا كله يدل على انهزام الدم كله الى الباطن للورم.
7
كمودة اصابع اليدين والرجلين واظافيرهما علامة هلاك. احمرار الاطراف
8
وفر فيريتها دفعة اقتل من كمودتها. فان وجدت ثقلا فقد قرب [الموت]، لان
9
الثقل يدل على ضعف القوة النفسانية، والكمودة تدل على ضعف الحرارة الغريزة،
10
والحمرة على فساد وغلبة اخلاط. والسواد خير من الكمودة والحمرة، ومع هذا
11
كله اذا رأيت العلامات الجيدة كثيرة لم يبعد ان يسلم المريض، ويسقط اطرافه المتغيرة.
12
واحتراق الاطراف والجلد مع برودة الباطن دليل موت ايضا. ومنها من جهة اوضاعها
13
مثل التشنج وخصوصا عقيب الاسهال فانه قتال. الكزاز مع الهذيان وشدة الحمى
14
دليل الموت.
15
|426ra44|علامات من جهة النوم واليقظة:
ان يكون النوم نهارا ليس ليلا علامة غير16
جيدة، وان لا ينام فيهما جميعاشر؛ فان السبب فيها جميعا فساد الدماغ كيف كان.
17
واسلم النوم النهارى ما كان فى اوله. وهذا كله فى منتهيات نوائب الحمى شر؛ واما
18
فى ابتدائها فكثيرا ما يكون ولا يضر. والسبات مع ضعف النبض ردى، فانه يكون
19
لضعف القوة لالرطوبة الدماغ، وخصوصا ان كان مع اختلاط عقل. وربما كان
20
هذا عن عفونة خلط بارد. النوم الزائد فى العلة التى تعقب اختلاط عقل، ويستصحب
21
برد الاطراف ردئى؛ كما ان النوم المعقب خفاجيد.
22
|426rb1|علامات ردئية من قبل اعمال اليد:
لقط الزئبر، والتعرض كل وقت لشىء كأنه23
يلقطه من نفسه او من الحائط علامة ردئة. والسبب فيه ابخرة تصعد الى الدماغ، فيخيل
24
ما ليس لانحدارها الى العين والى الرطوبة البيضية.
25
|426rb8|علامات ماخوذة من الاوجاع:
الوجع الشديد فى الاحشاء فى الحميات الحادة26
علامة ردئية تدل على احتراق شديد، او عظم ورم، او خراج اذا كان ببعض الاعضاء
27
وجع شديد يسكن بغتة سكونا تامًا من غيرسبب فذلك ردئى.
28
|426rb14|علامات ماخوذة من الصوت والكلام والسكوت:
الصوت القوى جيد29
والكلام المنتظم جيد. وخلاف ذلك ردئى. والسكوت الكثير الطويل يدل فى الاكثر
4-135
1
على الوسواس، او على استرخاء عضل اللسان والحنجرة، او تشنجها او ذهاب التخيل
2
الذى هو مبدأ الكلام. واذا تكلم المريض فى البحران فهو جيد. وبالجملة فان سكوت
3
الكليم يدل على ابتداء سبات او وسواس او شىء مما ذكرنا. وكثرة الكلام من السكيت
4
تدل على ابتداء هذيان واختلاط عقل.
5
|426rb28|علامات ماخوذة من العقل:
الهذيان مع حركة وضربان فى الراس والمنخر6
سليم، ومع الوقار والسكنية قتال.
7
|426rb32|علامات ماخوذة من الحركات:
كثرة الاختلاط والقلق علامة غير جيدة.8
وتدل على كثرة بخار يرتفع الى الراس <كل ساعة>. توثب العليل وجلوسه كل ساعة
9
دليل ردئى، وهو لكرب اولا ختلاظ عقل، وضيق نفس وخناق. وفى ذات الرئة
10
هو اردأ؛ لانه يكون اكثره بسبب الخناف وضيق النفس. وان كان لاسباب أخر
11
ايضا واذا ثقلت الاعضاء عن الحركة ايضا فهو دليل ردئى. واذا كمدت الاظافير
12
فالموت حاضر. الرعشة علامة ردئية اذا لم تكن البحران جيدا.
13
|426rb45|علامات ماخوذة من الاوهام:
اذا كثر الخوف من الموت فهو خطر.14
|426rb47|احكام ماخوذة من التثاؤب والتمطى:
التثاؤب والتمطى يكونان بسبب تحريك15
الطبيعة للاعضاء العضلانية لتدفع عنها الفضل. وما دام العضو سخيفا، والمادة قليلة
16
مجيبة لم يحتج الى ذلك، بل يحتاج اليه لضد ذلك. واذا كان ذلك مع انتقال من
17
حر الى برد فهو ردء للطبيعة، وهو علامة غير ردئية، فيدل كثيرا على ان الطبيعة
18
ليست تقدر على التحليل الا بمعونة الليف لكثرة المادة اولضعف القوة.
19
|426va1|[علامة ماخوذة من الاحلام:
كثيرًا ما يرى المريض من جنس ما يبحرن به20
فى رؤياه مثل ما يرى المبحرن بالعرق انه يدخل الحمام وانه يتهيا له].
21
|426va6|علامة ماخوذة من الشهوة والعطش:
ذهاب الشهوة فى الامراض المزمنة22
ردئى، وفى الامراض الحادة ايضا، لكن دون ذلك، وبالجملة يدل على اخلاط فاسدة،
23
اوموت قوة نفسانية وطبيعية. واذا بطل العطش فى الحميات فهو دليل ردى؛ وخصوصا
24
مع سواد اللسان.
25
|426va14|احكام واستدلالات من اليرقان:
اليرقان قبل السابع و قبل النضج ردئى،26
اللهم الا ان يتداركه الاسهال على مازعم بعضهم، وهو على القياس <للاسهال>. وبالجملة
27
فاليرقان قبل السابع ليس بحران محمود وان كان اليرقان بعد السابع فهو ايضا ليس
28
بذلك السليم ما لم يقارنه علامات أخر. فان عرض يرقان فى سابع او تاسع او حادى
4-136
1
عشر مع علامات محمودة؛ ومن غير آفة فى ناحية الكبد، او صلابة اوورم فهو محمود.
2
وكثيرا ما يقع بمثله بحران تام ويدل على حمده حال الخف الذى يوجد بعده، ويدل
3
على ردأته حال ضد الخف. ومما يدل على ردأته انه يكون مع اليرقان اختلاف مرار
4
كثير يغلى غليانا، وخروج اشياء زبدية محرقة. وفى مثل هذا يكون العليل مخوفا عليه، الا ان
5
يتداركه اسهال بالغ منق، او عرق متتابع، وتكون القوة قوية فحنيئذ يكون خف بسرعة.
6
|426va34|دلائل ماخوذة من الاورام:
اذا تادت الحمى الحادة الى اورام المعابن و7
الاطراف فهو ردئى اردأ من ان يكون اولا تلك الاورام، ثم تتبعها حميات بسبب العفونة.
8
على ان ذلك ايضا ردئى. الاورام التى تحدث فى اصل الاذن ولا تنضج بتقيح ردئى،
9
اويعقبها استفراغ. فان لم يسكن شئى من ذلك ولم ينضج ولم يعقيها استفراغ و
10
قوى من الاستفراغات فهو علامه ردئية. ولا يجب ان يغرك ايضا النضج اذا عرض
11
للخراج وسائر الاخلاط غير نضيجة؛ فان ذلك غير مغن؛ كما ان هذه ايضا كثيرا ما
12
يحدث. وقد ظن انحطاط فيقتل كل بثر وورم يظهر، ثم يغور فهو ردئى، الا ان
13
يعود فيستدل به على قوة الطبيعة. وربما كان الظهور والغوور معتادًا لانسان ما فى طبيعته
14
فلا تكون دلالة شديدة الردأة.
15
|426va50|علامات ماخوذة من جهة البشور وما يشبهها:
البثور الحمصية السود فى الحميات16
الحادة ردئى جدا. فاذا بادرت هلك صاحبها فى الثانى كثيرا. استحالة قروح فى
17
البدن الى خضرة وسواد وأسمانجونية، او صفرة علامة ردئية. والصفرة اخفها.
18
قيل اذا ظهر على ركبة المريض شىء اسود مثل العنب الاسود وحوله احمرمات عاجلا.
19
وان امتد الى خمسين يومًا: فان علامة موته ان يعرق عرقا باردا. اذا ظهر على الوريد
20
الذى فى العنق شبيه بحب الخروع مع خصف ابيض كثيرا عرضت له شهوة الاشئيا
21
الحارة ومات فى العشرين. وقد ذكرنا ما يعرض فى اللسان من البثور المهلكة. قيل
22
انه اذا كانت حمى ما كانت، وظهر على اصابع اليدين جميعا ورم اسود كحب الكرسنة
23
مع وجع شديد مات فى الرابع. ويعرض له ثقل وسبات فان انعقلت الطبيعة مع ذلك
24
حدث سرسام، وقد تنعقل حتى تستحجر.
25
|426vb17|علامات ماخوذة من هئية العروق:.
قال البقراط اذا انتصبت الاوردة الصغار26
التى عند الجبين، والتى فى الجفون والترقوة فهو ردئى. تغير لون العروق الظاهرة
27
عن حالها الى تطويس وفرفيرية، وظهور مالم يظهر منها قبل ذلك بهذه الصفة ردئى.
4-137
1
|426vb24|علامات ماخوذة من النافض:
النافض الكثير المعاودة فى حمى صعبة مع2
ضعف القوة مهلك، ومع ثبات القوة ايضا اذا لم تقلع به الحمى فليس بجيد. واردأ
3
الجميع ان يتبعه استفراغ غير منحج لا تسكن معه الحمى. وان لم يعرض استفراغ
4
ايضا فيدل على ان الخلط متحرك غالب معجوز عن دفعه وهو ردئى. واما العارض
5
مرة واحدة فلا يكاد يصح فصل الحكم معه هل هو لضعف مفرط من القوة ام لغيره.
6
|426vb36|حكم الاستفراغ:
الاستفراغ النافع بالاسهال والقىء وغبر ذلك فهو الذى بعد7
النضج، والذى يستفرغ الخلط الذى ينبغى، والذى يكون بسهولة، والذى يعقبه
8
الخف. ومن علامات [أن] الاستفراغ افنى الخلط الذى يستفرغه كان بدواء او بغير
9
دواء أن ياخذ فى استفراغ خلط اخر. والردىء منه أن يكون، وينتقل الى جرد خراطة،
10
اودم اسود، او خلط منتن، او خلط صرف؛ وكذلك فى القى. واذا قصر الاستفراغ
11
بعد ما اخذ فيجب أن يعان، واذا افرط الاستفراغ ولم يكن قد بدءا النضج فليس
12
ذلك مما يركن الى نفعه. والاستفراغ الضعيف القليل من عرق اورعاف، او غيره
13
يدل على ان الطبيعة ''تحركت ولم تقو". وان ساءت العلامات الاخر دلت على الموت
14
وان لم تسؤ دلت على طول.
15
|426vb55|احكام العرق:
نعم البحران فى الامراض الحادة والمزمنة البلغمية ايضا العرق،16
ولا صحاب الاورام الخطرة واورام الاحشاء.
17
|427ra2|سبب كثرة العرق:
العرق يكثر اما بسبب المادة لكثرتها اورقتها، او بسبب18
القوة من اشتداد الدافعة او استرخاء الماسكة، او لسبب مجاريه اذا اتسعت لاسباب
19
الاتساع. ويقل العرق لاضداد تلك الاسباب والعرق اذا مسح در، واذا ترك انقطع.
20
|427ra11|اختلاف الاعضاء فى التعرق وضده:
الاعضاء التى هى اكثر تعرقا هى التى21
فيها المادة الفاعلة للمرض اكثر. والاعضاء التى لا تعرق هى الاعضاء التى لا مادة
22
فيها، والتى غلب عليها اشياء من اسباب ضيق المسام. ولذلك فان الجانب الذى
23
ينام عليه المريض فى الاكثر قلما يعرق؛ لانه منضغط جاف المجارى، لاتسيل اليه
24
رطوبة ولا تسيل عنه. والعرق يكثر فى الاعضاء الخلفانية كالظهر اكثر مما فى المقدمة
25
كالصدر، ويكثر فى الاعالى اكثر مما يعرض فى الاسافل، وخصوصا فى الرأس.
26
|427ra25|اختلاف الاحوال فى التعرق وغيره:
النوم اكثر تعريقا من اليقظة؛ لان تصرف27
الحار الغريزى فى الرطوبات فيه اكثر؛ ولان اداء النفس فيه اصعب؛ وذلك محرك
28
للمواد الى الباطن. قال ابقراط: العرق الكثير فى النوم من غير سبب يوجب ذلك
4-138
1
يدل ان صاحبه يحمل على بدنه من الغذاء اكثر مما يحتمل، فان كان ذلك من غير ان
2
ينال صاحبه من الطعام فاعلم انه يحتاج الى استفراغ.
3
والسبب فى ذلك ان العرق الكثير مع صحة من القوة لايكون الا لكثرة مادة
4
من حقها ان تدفعها الطبيعة. وتلك الكثرة اما ان تكون لسبب قريب وهو الامتلاء
5
القريب هو من المطعوم الوقتى؛ ومثل هذا الامتلاء يدفعه الجوع والرياضة، والعرق
6
الذى اندفع بالطبع. واما ان تكون لسبب بعيد متقادم وهو من الفضول السابقة ولا
7
يغنى فى مثلها الا الاستفراغ المنقى للبدن منها. واما العرق فانه ربما لم يخرج منه
8
الا اللطيف الرقيق القليل، وترك الفاسد العاصى فى البدن، وغادر الطبيعة تحت
9
ثقل الخلط الفاسد، وذلك مما يضعفها.
10
واعلم انه كلما كانت الحرارة الغريزة اقوى كان التحلل اخفى، فلم يكن عرقا؛
11
الا ان تكون اسباب أخر. ولذلك صار العرق خارجا عن الطبيعة، لانه اما ان يكون
12
عن الامتلاء وكثرة، وشدة اتساع مسام، واما لعجز من القوة عن الهضم الجيد،
13
واما لشدة حركة.
14
|427ra57|الايام التى يكثر فيها العرق اويقل:
اكثر ما يكون العرق فى الامراض الحادة15
فى الثالث والخامس، ويقل فى الرابع، بل يقل ان يبحرن به هذه الامراض فى
16
الرابع الا فى الندرة. وقلما يتفق على مازعم المجربون ان يعرق المريض فى السابع
17
والعشرين، والواحد والثلاثين، والرابع والثلاثين.
18
|427rb8|وجوه الاستدال من العرق:
العرق يدل بلمسه هل هو بارد او حار. ويدل19
بلونه هل هو صاف او الى صفرة او الى خضرة. ويدل بطعمه هل هو مر او حلو
20
او الى حموضة. ويدل برائحته هل هى منتنة وهل هى حامضة او حلوة او غير
21
ذلك ويدل بقوامه هل هو رقيق اولزج. ويدل بمقداره هل هو كثير او قليل. ويدل
22
بموضعه هل هو سابغ او قاصر، او انه من اى عضو هو <ففيه المرض> ويدل من
23
وقته هل هو فى الابتداء او الانتهاء او الانحطاط. ويدل بعاقبته هل يعقب به <المرض>
24
خفا، او يعقب اذى ونافضا وقشعريرة.
25
|427rb25|العلامات الماخوذة من جهة العرق:
العرق البارد مع حرارة الحمى علامة26
ردئية جدا، وخصوصا ما اختص بالرأس والرقبة، وينذر بغشى. وان لم يكن باردًا
27
فكيف البارد، وهو اردأ اصناف العرق؛ لانه يدل على غشى كان، لا على غشى يكون
28
فان كانت الحمى عظيمة فالموت قريب. ولن يكون عرق بارد الا وقد سقطت
29
الحرارة الغريزة، فلا تحفظ الرطوبات بل تخلى عنها فتغرقها وتبخرها الحرارة الغريبة،
30
ثم تفارقها تلك الحرارة لغربتها فتبرد.
4-139
1
العرق المنقطع ردى. والعرق الكثير يدل على طول المرض لكثرة مادته،
2
ولا يوافق صاحبه الفصد والاسهال لضعفه بل الحقن اللينة. والعرق اذا لم يوجد عقيبه
3
خف فلبس بعلامة جيدة. فان وجد عقيبه زيادة اذى فهو علامة ردئية ولوكان ايضا عاما
4
للبدن. والعرق المسارع من اول المرض ردئ؛ لانه يدل على كثرة المادة، اللهم
5
الا ان يكون السبب فيه رطوبة الهواء لامطار كثيرة فيكون مع ردأته اقل ردأة.
6
وكثير اما يبتدئى المرض بالعرق ثم تتبعه الحمى ويطول. واذا حدث من
7
العرق اقشعرار فليس يحمد بل هو ردئ. وذلك ان الاقشعرار يدل على انتشار خلط
8
ردئى موذ فى البدن، وذلك يدل على ان العرق لم ينق؛ بل صرف من الاخلاط الردئية
9
ما كان مكسور الحدة لمخالطة رطوبات تحللت بالعرق. ويدل على ان المادة كثيرة
10
لا تتحل بمثل الاستفراغ العرقى.
11
اذا ضعفت القوة والنبض وعرق الجبين قليلا فهو علامة ردئية فان سقط النبض
12
فهو يموت. العرق الجيد الذى يتفق ان يكون به البحران التام هو الذى يكون فى
13
فى يوم باحورى، ويكون عاما للبدن كله <ويكون> غزيرًا، ويخف عليه المريض.
14
ويليه الذى لا يعم، الا انه يعقب خفا.
15
وبالجملة تفقد من العرق كيفيته فى حرارته وبرودته، ولونه ورائحته وطعمه،
16
وكميته فى كثرته وقلته، وزمان خروجه هل هو فى الابتداء او فى الانتهاء او
17
الانحطاط، وما يقارنه من الحمى فى قوته وضعفه، وما يعقبه من الخفة والثقل. واعلم
18
ان الناقه يكثر عرقه بسبب بقايا من المادة ولا باس بالفصد اليسير.
19
|427va17|العلامات الماخوذة من النبض:
النبض: النبض المطرقى والنملى، والشديد المنشارية،20
والموجية ردئى. والغزالى مع الضعف ردئى. والاختلاف الذى فيه انقطاع شديد و
21
حركات ضعيفة، ثم يتدارك ذلك واحد اقوى تداركا غير متدارك، بل من حين الى
22
حين ردئى جدا. قالو اذا كان النبض <فى الجانب> الايسر متواترا، والايمن متفاوتا
23
وذلك مع ضعف فهو دليل ردئى. [واعلم ان كثيرا من الناس نبضهم الطبيعى مختلف
24
ردى] من غير مرض فيجب ان يتعرف هذا ايضا.
25
|427va31|احكام الرعاف:
ان مثل السرسام، واورام الكبد الحارة، والاورام الحارة26
تحت الشراسيف يبحرن بحرانا تاما برعاف. اما الاول فمن اى منخر كان، واما
27
الأخر فمن الذى يليه. وكذلك الحميات المحرقة، وهى من قبل الاول. واما ذات
28
الرئة فلا يبحرن به وذات الجنب الامر فيها وسط، والغب [قد] يبحرن به واكثر
29
ما يعرض الرعاف النافع يعرض فى الافراد. وقلما يكون فى الرابع. واما الثالث
30
والخامس والسابع والتاسع فيكون.
4-140
1
فاذا رجى من رعاف خبر، وكان ضعيفا أعين على ما علمه ابقراط بصب الماء
2
الحار على الراس ربالتكميد، كما اذا خيف افراط منع بالماء البارد، وبوضع المحجمة
3
على الشراسيف التى تليه. واجود الرعاف ما يلى بالشق العليل والمخالف فليس
4
بذلك. واولى الاررام بان تبحرن بالرعاف ما كان فوق السرة. والورم البلغمى والذى
5
ياخذ فى التحجر ويطول فتوقع فيه تقيحا وانفجار الابحرانا برعاف ونحوه. لا تتوقع
6
فى بحران الورم البارد فى الدماغ وفى ذات الرئة بحرانا برعاف.
7
|427vb2|دلائل ماخوذة من الرعاف:
الرعاف القليل ردى. واكثر الرعاف الردى8
هو ما كان من دم اسود، وقلما يكون رعاف ردى من دم احمر مشرق. والرعاف
9
الذى يقع فى الرابع يدل على عسر البحران؛ بل الجيد منه ما يقع فى الافراد.
10
|427vb11|دلائل ماخوذة من العطاس:
العطاس جيد اذا عرض عند المنتهى، واما فى11
اوائله فهو من امارات زكام او خلط لذاع.
12
|427vb16|احكام البراز:
قد تكلمنا فى البراز فى الكتاب الاول كلاما كليا مختصرا، ولا13
بد لنا من ان نشبع القول فيه فضل اشباع، وبحسب ما يليق بالكلام فى الامراض الحادة
14
من يعرق عرقا كثيرا فلاياتيه بحران تام بالاختلاف.
15
|427vb22|علامات ماخوذة من البراز:
اختلاف الوان ما يخرج بالبراز محمود فى وقتين16
لا غير: احدهما اذا كان الاختلاف بحرانيا عقيب نضج فى يوم باحورى وعلامة
17
بحرانية محمودة. والاخر عقيب شرب المسهل المختلف القوى، ويدل فى الحالين
18
على نقاء البدن متوقع. واما فى غير ذلك فيدل على احتراق وذوبان، وكثرة اخلاط
19
فاسدة. البراز المنتن الشبيه ببراز الصبيان وعقى الاطفال ردى. البراز المرارى فى اول
20
المرض يدل على غلبة المرار وهو غير جيد. وفى آخره عند الانحطاط يدل على
21
ان البدن يستنقى وهو دليل جيد.
22
واذا انفصل البراز المرارى كثيرا ولم يخف المرض فذلك علامة ردئية. والاختلاف
23
الكثير بعد علامات ردئية، وسقوط قوة، ومن غير ان يعقب خفا دليل موت. وان كانت
24
الحمى ايضا مقلعة. والاختلاف الذى عليه دسومة لا عن تناول شىء دسم يدل على
25
ذوبان الاعضاء الاصلية، وهو دليل ردئى وليس يهلك، لانه ربما كانت الدسومة
26
من للحم. واذا صار عليه شبه والصديد، وانشعبت الصفرة، وغلب النتن وذلك
27
فى الحميات الحادة فهو مهلك. الاختلاف الذى يقف على نواحيه شئى رقيق يدل على
4-141
1
انه صديد من الكبد وهو يلذع ويخرج البراز بسرعة وربما خرج وحده ردى. اذا
2
كان فى البراز مثل قشور الترمس فى جميع الامراض فهو علامة مهلكة.
3
|427vb54|احكام القئ:
قد قلنا ايضا فى الكتاب الاول فى القىء ومن الواجب ان نورد4
هاهنا اشياء من ذلك ومن غيره، هى اليق بهذا الموضع فنقول: ان انفع القئ ما يكون
5
البلغم والمرار المتقئيان فيه شديدى الاختلاط "ولا يكون شديد الغلظ" وكلما كان
6
القىء اصرف فهو اردأ؛ فان المرار الصرف يدل على شدة حر، والبلغم الصرف
7
يدل على شدة برد.
8
|428ra8|علامات ماخوذة من القىء:
القى المخالف للون القئ المعتاد وهو الابيض9
المائى والاصفر ردئى. وذلك مثل الاخضر والكراثى، خصوصا المنتن والسلقى
10
والقانى الحمرة والكمد، وشره الزنجارى والاسود، وخصوصًا اذا تشنج بغتة؛
11
فانه يقتل فى الوقت؛ الا ان يكون هناك قوة، فربما يقى الى يومين ويجب ان يراعى
12
فى ذلك ان لا يكون الصبغ عن شىء من الماكول. واذا تقيأ جميع هذه الالوان فهو
13
ردئى جدا. والقىء المنتن ردئى. والقىء الصرف كما ذكرنا ردئى.
14
|428ra21|احكام فى البول:
قد سبق منا اقاويل كلية فى البول فى الفن الذى فيه15
الاعراض من الكتاب الاول، ونحن نورد الان من ذلك ومن غيره ما هو اليق بهذه
16
الموضع فنقول: انه لا يجب اذا لم تر فى البول علامة نضج قوى ان يقضى بالهلاك،
17
فانه ربما تخلص المريض مع ذلك باستفراغ واقع من جهة ما بقوة تدفع النضج وغير
18
النضج. وربما تحلل الخلط على طول المهلة او بحرن بالخراج، وخصوصا اذا لم
19
يكن الخلط شديد الردأة، لكنه ردى فى الاغلب ودال على قوة المرض، واقل ما فيه
20
الدلالة على الطول. وكذلك البول الذى يبقى على الوان ابوال الاصحاء فى اوقات
21
المرض كلها. فان اخذ يتغير مع صعود المرض فهو اسلم. وقد يكون البول فى
22
الامراض الوبائية جيدا طبيعيا فى قوامه ولونه ورسوبه وصاحبه الى الهلاك. واعلم
23
ان كثيرا ما تبول المرضى ابوالا ردئية فى قوامها ولونها وغير ذلك، ويكون ذلك نفضا
24
بحرانيا، خصوصا فى الامراض الحادة التى <يكون> سببها الكبد ونواحى البول.
25
|428ra45|علامات بولية ماخوذة من القلة والكثرة:
البول الذى يبال مرة قليلا ومرة26
كثيرا، ومرة يحتبس فلا يبال علامة ردئية فى الحميات الحادة، يدل على مجاهدة
27
شديدة بين المرض والطبيعة، فيغلب وتغلب، وعلى غلظ المادة وعسر قبولها
28
للنضج. فان كانت الحميات هادئة انذر بطول لغلظ الخلط.
4-142
1
|428ra55|علامات ماخوذة من رقة البول:
البول الرقيق قد يكون فى مثل ذيبابيطس2
ويكون معه دوام العطش، وسرعة القيام وسهولة الخروج. وقد يكون للفجاجة
3
والسدد المانعة لخروج المادة. وقد يكون لضعف القوة [المغيرة ولا يكون] مع
4
سهولة الخروج وهو اقل رداءة من الذيابيطس. واذا ثبت البول الرقيق فى الامراض
5
الحادة ايامًا دل على اختلاط. فان عرض الاختلاط ودامت الرقة دل على موت سريع
6
بسبب ان المواد تحمل على الدماغ فتتعطل النفس. واذا استحال الى غلظ لاخف
7
معه؛ فربما كان لذوبان الاعضاء. اذا كثر البول المائى عند وقت صعود الحمى الكلى
8
دل على ورم فى الاسفل يحدث. وانظر فى القوام المخالط للون فى الابوال التى بعده
9
ايضا. واعلم ان الرقة كانها لاتجامع السواد والحمرة، فان رأيت فاعلم ان السبب فيه
10
شىء صابغ او شدة قوة من الكيفية المرضية المؤثرة فى الماء.
11
|428rb19|علامات ماخوذة من غلظ القوام وكدورته:
اذا استحال البول الرقيق غليظا12
فى حمى لازمة، وكانت علامات جيدة دل على بحران بعرق، فاذا لم تكن علامات
13
جيدة وكانت الحمى شديدة الاحتراق دل على اشتعال فى القلب او الكبد. وتصفى
14
البول الغليظ قبل البحران علامة غير جيدة، فان ذلك يدل على احتباس المادة وعجز
15
الطبيعة عن دفعها. البول الغليظ الكدر الذى لا يرسب فيه شىء ولا يصفو يدل على
16
غليان الاخلاط لشدة الحرارة الغريبة وضعف الغريزة المنضجة فلذلك هو ردئى.
17
والبول الثخين، وخصوصا فى الرابع بكثرة بحران الحميات الاعيائية، وخصوصا اذا
18
قارنه رعاف.
19
|428rb35|علامات ماخوذة من لون البول:
البول الابيض فى الحمى الحادة يدل على20
ميل المادة الى غير جهة العروق والات البول؛ فربما مالت الى الدماغ وكان صداع
21
وسرسام وربما مالت الى بعض الاحشاء فيدل على ورم. فان كانت علامات سلامة
22
فتدل على انها تخرج فى الاول بالقىء وفى الاكثر، وخصوصا اذا لم يكن علامة
23
قىء بالاسهال فيعقبه سحجا. واذا كان البول ابيض رقيقا فى الحمى الحادة، ثم عرض
24
له الكدورة والغلظ مع بياضه دل على تشنج وموت.
25
|428rb47|علامات ماخوذة من <الالوان> البول الاسود فى الحميات الحادة:
اعلم انه26
ليس يصح الحكم الجزم بالهلاك لسواد البول فى الامراض الحادة وان كان فى نفسه
27
علامة ردئية، وان صحبته ايضا علامات اخر ردئية، اذا رأيت القوة قوية وقادرة على
28
استفراعات مختلفة من كل جنس يعقبها استراحة. كما يعرض للنساء اذا استفرغن بالطمث
4-143
1
ايضا اخلاطا ردئية. ولذلك هذا فى النساء اسلم، لانه ربما كان بسبب ما يستفرغن
2
مثل هذه المادة من طريق الحيض.
3
واعلم ان البول الاسود كلما كان اقل فهو شر يدل على فناء الرطوبة. وايضا
4
كلما كان اغلظ فهو شر. واذا كان الاسود الى الرقة واللطافة وفيه ثفل متعلق.
5
ورائحته حادة فى الحميات الحادة اذن بصداع واختلاط. واصلح احواله انه يدل على
6
رعاف اسود؛ لان المادة حادة غالبة. وربما كان معه عرق للحرارة اذا لم تفرط ولم
7
تقل ودفعت نحو العضل ويتقدم عرقه قشعريرة.
8
فاذا قارن البول الاسود الذى فيه تعلق اسود مستدير مجتمع عدم الرائحة،
9
وتمدد فى الجنبين وورم تحت الشراسيف وعرق دل على الموت. ومثل هذا التمدد
10
فى الشراسيف يدل على التشنج. ومثل هذا العرق يكون من ضعف. والبول الرقيق
11
المائى الذى الى السواد يدل لرقته على طول المرض ولسواده على ردأته. وقيل فى
12
الابوال السود اللطيفة ان صاحبها اذا اشتهى الطعام مات.
13
البول الرقيق الاسود اذا استحال الى الشقرة والغلظ؛ ولم تصحب ذلك راحة
14
دل على علة فى الكبد، وخصوصا على يرقان، لان هذه الاستحالة التى الى الغلظ
15
عن الرقة والى الشقرة عن السواد يدل على نقصان حرارة ووقوع هضم. وذلك مما
16
يصحبه او يعقبه الخف. فان لم يكن كذلك دل على مادة قد لحجت فى الكبد لست
17
تستنقى وقد احدثت سددا، بل ان كانت حارة فكانك بها وقد احدثت ورما. البول
18
اللطيف الاسود الذى يبال فى الحميات الحادة قليلا قليلا فى زمان طويل اذا كان مع
19
وجع الراس والرقبة يدل على ذهاب العقل بتدريج وهو فى النساء اسلم.
20
|428va36|اللون الاحمر فى الامراض الحادة:
اذا كان البول مع الحمرة رقيقا دل مع21
العلامات المحمودة على سرعة البحران، ومع اضدادها على سرعة الموت، وبالجملة
22
يدل على التهاب شديد. والرقة مع الحمرة تدل فى الامراض الحادة على الصداع
23
والاختلاط. والبول الاحمر الغليظ فى الامراض [الحادة] اذا كان خروجه قليلا
24
قليلا ومتواترا، وكان مع نتن دل على خطر لانه يدل على حرارة شديدة واضطراب
25
وعجز طبيعة. واما اذا كان غزير الخروج، كثير الثفل دل على الافتراق، وخصوصا
26
فى الحميات المحرقة والذى بلون الدم الصرف فى الحادة قتال: لانه يدل على
4-144
1
امتلاء دموى شديد مع حدة وغليان، ويخاف من مثله الاختناق الذى يكون عن امتلاء
2
تجاويف القلب ان مال الى القلب، او السكتة ان مال الى الدماغ.
3
البول الاحمر جدا ان استحال فى الحميات الاعيائية الى الغلظ، ثم ظهر ثفل
4
كثير لا يرسب، وكان هناك صداع دل على طول من المرض، لان المادة عاصية.
5
فلذلك لم يغلظ اولا، فلما تغلظت لم ترسب بسرعة، لكن بحرانه يكون بعرق؛ لان
6
المادة مائلة الى العروق. ومثل هذا البول يشبه البرقانى، ويفارقه بانه لا يصبغ الثوب.
7
وبالجملة فان البول الاحمر الجوهر الاحمر الثفل يدل على النهوة والفجاحة، ويدل
8
على طول، خصوصا اذا كانت الحمرة ليست بشديدة وهى التى الى الكدورة. البول
9
الاشقر فى الحمى الحادة اذا استحال الى البياض او الى السواد فهو ردىء، لانه يدل
10
بالبياض على تصعد المادة الى الرأس، وبالسواد على احتداد كيفية المرض.
11
|428vb11|علامات ماخوذة من الرسوب:
الرسوب المختلف فى القوام واللون الذى12
يدل على كثرة الاخلاط المختلفة ردى، واردأه ما كان اصغر اجزاء فيدل على ان الطبيعة
13
لم تقدر على الدفع الا بعد ان تصغر الاجزاء.
14
والملاسة كثيرا ما يكون ادل على الخير من البياض. وكثيرا ما يعيش من
15
ثفله الى الحمرة؛ لكنه املس، ويموت من ثفله الى البياض وهو مختلف جريش؛
16
فان صلوح القوام اشد تسهيلا لقبول الاندفاع من صلاح اللون. ويدل ايضا على ان
17
الاخلاط لم تنفعل عن المرض كثيرا. كما ان الرسوب الجيد اذا صغرت اجزاؤه
18
دل على ان الطبيعة قد فعلت فيه جدا والمرض لم يفعل فيه. والرسوب الرغوى
19
الزبدى الذى بياضه لمخالطة الهواء له هو اردأ جدًا خارج عن الطبيعة. والخام ردى.
20
الرسوب المستدق الاعالى متحركها افضل من الرسوب الجامد المتسطح
21
الاعالى، وادل على ان المرض سريع المنتهى حاد. والرسوب الذى لم تسبقه
22
رقة وفقد ثقل؛ بل هو موجود من الابتداء يدل على ان الخلط كثير لا على انه نضيج؛
23
بل يجب ان يجيىء الرسوب بعد اوان النضج، وبعد ان يكون البول رقيقا فى الاول،
24
وبعد ان يكون الرسوب قليلا. وما لم يكن كذلك دل على ان المادة الغليظة
25
الثقيلة كثيرة، وان المرض يقتل. وكذلك شدة الصبغ من غير الرسوب لا يدل
26
على خير ونضج. وقد يعرض ذلك للالم ولشدة الحرارة والجوع، فان الجائع يزداد
27
صبغ بوله ويقل ثفله.
28
والرسوب الأحمر يدل على كثرة الدم وعل تأخر النضج، ويصحبه فى الحميان
29
المحرقة كرب وغم. وان امتد إلى الاربعين طالت العلة، ولم يرج البحران فى
4-145
1
السنتين ايضا. الثفل الاحمر المتعلق الذى فيه ميل الى فوق اذا كان فى بول لطيف
2
فانه يدل فى الامراض الحادة على اختلاط العقل. فان دام خيف العطب. فان اخذ
3
البول قواما الى الغلظ، واخذ المتعلق يرسب ويبيض دل على السلامة.
4
الرسوب الذى على هئية قطع اللحم فى الحميات الحادة بلا دلائل نضج
5
يدل على انها من انجراد الاعضاء وليس من الكلى. واذا كان هناك نضج او لم تكن
6
حمى دل على ما علمت من حال الكلى. والذى يشبه قشور السمك، ولا علامة نضج،
7
والحمى حادة هو من جرد الحمى للعصب والعظام والعروق، وفى غبر ذلك يكون
8
من المثانة. والنخالى يدل على مثل ذلك، وعلى ان الحمى اخذت تجرد من العمق.
9
ويفرق بينه وبين المثانى انه يكون فى المثانى مع علامات الم المثانة، ومع النضج
10
ومع غلظ.
11
|428vb17|علامات ماخوذة من أحوال تجتمع بسبب دلائل شتى من اللون والقوام واولها
12
فى الأبوال الدهنية:
البول الدهنى هو الذى لونه وقوامه يشبه لون الدهن وقوامه وان13
كان ردئيا، فانه اذا دلت الدلائل الأخر على السلامة لم يكن معه مكروه، ولكن الرسوب
14
اذا كان زيتيا فهو ردئى جدا. وبالجملة فان الزيتى الخالص ردئى، وهو الذى يريك
15
لون الدهن مع صفرة وخضرة. واذا كان الزيتى عارضا بعد البول الاسود فهو دليل
16
خير على ما يشهد به روفس الحكيم. واردأ الزيتى ما كان فى اول المرض. واذا
17
دلت الدلائل على الرداءة، وبيل بول زيتى فى الرابع انذر بموت المريض فى السادس.
18
والبول الذى يتغير دفعة من علامات محمودة الى علامات مذمومة يدل فى الامراض
19
[على الموت، لانه يدل] على سقوط القوة بغتة لصعوبة الاعراض. البول الدهنى
20
ربما دل على اختلاط العقل؛ لانه كائن عن جفاف. والبول الذى فيه قطع دم جامد
21
فى حمى حادة اذا كان معه يبس لسان علامة ردئية. فان كان اسود مع ذلك فذلك أردأ.
22
وليس يسيل الدم فى البول عن حمى حادة الا لشدة حراقته، وتفجيره للاوعية و
23
الجداول، وجموده لشدة حرارته.
24
البول الأبيض الرقيق الذى فيه زبد وسحابه صفراء دل على خطر شديد
25
لمايدل عليه من الاضطراب وشدة خطر المادة. وقد قلنا فى البول الاسود الرقيق
26
ما فيه كفاية.
27
البول الرقيق الأشقر فى ابتداء الحميات الحادة اذا استحال إلى الغلظ وإلى
28
البياض ثم بقى متكدرا متعكرا كبول الحمار، وأخذ يخرج من غير ارادة، وكان هناك
29
سهر وقلق دل على تشنج فى الجانبين يعقيه الموت ان لم يكن علامات جيدة تغلب
4-146
1
عليها؛ فان البول ما كان ليرق مع الشقرة إلا لغلبة الخلط الصفراوى الحار، وما
2
كان ليغلظ ويثخن الا لصعوبة من المرض، واضطراب فى احوال المادة. وقالوا:
3
البول القليل الذى بلون الدم ردئى، لاسيما ان كان بالمحموم عرق النساء.
4
|429rb9|علامات ردئية من جهة كيفية انفصال البول:
5
اذا كان لا يمكن المحموم الحاد الحمى ان يبول الا قليلا مع وجع من غير
6
قرحة، أو ورم فى ألات البول، ومع تواتر من النبض وضعف فهو علامة ردئية. و
7
اذا احتبس البول فى حمى دائمة، وشدة صداع، وكثرة عرق دل على كزاز. البول
8
الذى يقطر قطرا فى الحمى الساكنة يدل على الرعاف. فان كانت الحمى حادة محترقة
9
دل على حالة رديئة اصابت الدماغ، وان كانت هاديئة دلت على كثرة الامتلاء وضعف
10
الطبيعة عن الدفع. والبول الخارج فى الحميات الحادة من غير ارادة بسبب ضعف
11
قوة وأفة فى الدماغ، لا يكون ذلك الا لتصعد مادة حادة مسخنة الى الدماغ فتشركه
12
الاعضاء العضلية.
13
|429rb30|عدة علامات ردئية فى البول:
البول المائى والاسود والمنتن والغليظ ردئى14
والذى، يبرز من أسفله الى أعلاه كالدخان مهلك عن قريب. وايضا الدسمى
15
الذى لونه لون ماء اللحم مع نتن غالب قتال.
16
|429rb37|علامات ردئية فى المرضى من اجناس مختلفة "رداءتها" من قبل اجتماعها فى
17
المحمومين وغيرهم:
اذا اجتمع القىء والمغص، واختلاط العقل فذلك علامة18
قتالة اذا اختلف تغاير البدن فى اللمس وفى اللون، وفيما يقىء وفيما يستقرغ دل ذلك
19
على ان الطبيعة ممنوة باخلاط مختلفة، وأمراض مختلفة يحتاج الى مقاومتها كلها. وذلك
20
مما يعجزها لا محالة، اذا اجتمع فى حمى غير مفارقة برد الظاهر، واحتراق الباطن،
21
واشتداد العطش مع ذلك فذلك قتال. اذا اجتمع مع صربر الاسنان تخليط فى العقل
22
فان ''المريض قريب من الهلاك".
23
اذا عرض دفعة لمريض اسهال سوداء مع حرقة ولذع، والم محرق فى بطنه،
24
وخفقان وغشى فهو علامة موت. اذا عرق الجبين عرقا باردا، واصفرت الاظفار،
25
واخضرت وتغيرت، وورم اللسان، وظهر عليه وعلى البدن بثر غريب فالموت
26
قريب. اذا كان فى نواحى الشراسيف ضربان واختلاج مع حمى، ثم كانت العين
27
مع ذلك تتحرك حركة منكرة فيجب ان توقع رداءة حال، لان هذه الحال تدل على رياح
28
نافخة، والضربان يكون لورم شديد، ولشدة نبض العرق الكبير.
4-147
1
والنبض الشديد الضرب المتلاحق العظيم جدا يصحب الجنون. ويجب
2
ان تامل فربما كان الضربان والاختلاج ليس بغائض الى الاحشاء، بل فى ظاهر المراق.
3
وذلك غير ضار وان كان به ورم، إلا ان يفرط جدا فى عظمه. فان دامت هذه الحال
4
عشرين يوما ولم يسكن الورم والحمى دل على انفتاح. وربما سلم المريض من ذلك
5
بول غزيزا وانتقال مادة الى الاطراف وخصوصا الرجلين.
6
والذين ضعفوا من امراض اذا عرض لهم نفس متواتر وغشى فقد قربوا من
7
الموت ولا يزيدون على اربع ساعات. اذا كان بانسان حمى محرقة فوجد خفًا، و
8
سكون حرارة بغتة من غير بحران ظاهر باستفراغ او انتقال، ولا تطفية بالغة، ولا إنتقال
9
من هواء إلى هواء فى بلد واحد او بلدين، وسكن ما كان فى النبض من غير سرعة،
10
ووجد كالراحة فاحكم انه يموت سريعا.
11
اذا كان بانسان حمى، وخفق قلبه، وأخذه الفواق، وانعقل بطنه بلا سبب
12
معروف مات. اذا كان بول من به مرض حاد اولا أشقر لطيفا ثم غلظ، ثم تثور وأبيض،
13
وبقى متثورا كذلك، وكانه من الحمار وصاريبال بغير ارادة، وكان به سهرو قلق دل على
14
تمدد يظهر فى الجانبين ثم يموت. قيل اذا كان البول مريا وقد كان أبيض قبل ذلك
15
وعليه كالزبد، ثم يسيل من المنخرين دم أسود فذلك [شر، و] ردئى.
16
ومن العلامات الردئية التى ذكرها قوم من الأطباء، ولا يتوجه القياس اليها
17
الابعسر ما قيل: انه اذا ظهر بانسان على الوريد الذى فى عنقه بشر كشبه حب القرع
18
مع حصف أبيض كثير، وعرضت له شهوة الاشياء الحارة مات. وقيل: اذا ظهر بانسان
19
فى صدغه الأيسر بثر حمر صلب، واعترى صاحبه مع ذلك حكة شديدة فى عينه مات
20
فى اليوم الرابع. وقيل من ظهر به بثر كالعدس من تحت عينيه مات فى اليوم العاشر
21
وصاحب هذا المرض يشتهى الحلو.
22
قيل اية علة شديدة عرضت بغتة ثم يتبع ذلك قئى أو خلفة فهو دليل موت. قيل
23
انه اذا ظهر للمحموم او غيره اورام وقروح لينة ثم ذهب عقله مات. قيل اذا كان
24
بالانسان ترهل فى وجهه وبدنه ولم يكن وجع، وعرض له فى اوئل ذلك حكة
25
فى انفه مات فى الثانى أو فى الثالث. قيل انه اذا كان بانسان على ركتبيه مثل العنب
26
المدور، وكان ذلك اسود وحوله أحمر مات عاجلا، الا ان ينظر خمسين يوما، و
27
علامة موته ان يعرق عرقا باردا.
28
|429vb49|علامات طول المرض:
اعلم ان طول المرض يكون لغلظ فى الأحشاء،29
او تخليط فى التدبير، وعلى كل حال تضعف فيه المعدة لان يهزلها و علاماته بطؤ
4-148
1
النضج المستدل عليه، أو بطء الرسوب للثفل المعلق، او دوام الرسوب الأحمر. و
2
ايضا فان قلة ظهور الضمور يدل على طول العلة. وكذلك اذا كان مع حدة المرض
3
نبض عظيم، ووجه سمين، وسراشيف منتفخة ليست تضمر دل على قلة تحلل وطول
4
مرض. اذا جاءت علامات البحران قبل النضج، ولم تسقط القوة ولم تظهر علامات
5
الموت فالمرض يطول.
6
واعلم ان تهاويل البحران والامه اذا لم تنفع ولم تضر، وبقيت الاحوال
7
بحالها فالمرض طويل. وكثرة الاختلاج فى المرض تدل على طوله، وخصوصا
8
اذا ابتدأ من اول الامر، واما فى أخره فهو اصلح وكثرة العرق تدل على طوله. واذا
9
صحب الاستفراغات القليلة التى تدل على تحريك الطبيعة للمادة، وعجزها عن دفعها
10
بالتمام كان عرقا، اورعافا، أو غير ذلك علامات جيدة، أو علامات ردئية، دل على طول.
11
واذا بقى الرسوب الأحمر الى الاربعين أنذر بطول حتى لا يرجى البحران والانقضاء
12
ولا إلى ستين. الاحتلام فى أول المرض يدل على طول.
13
اذا رأيت علامات طول المرض فى الأيام المتقدمة فليس دلالتها كدلالتها
14
بعد ذلك. واذا رأيت ما يضاد تلك العلامات يكاد يظهر فى اوسط الايام وفى أخرها
15
فتامل حكم الانذار؛ لتعلم انها فى أى يوم كانت، وذلك اليوم "باى يوم ينذر". وراع
16
الشرائط المذكورة فيه، وتامل حال القوة والسن، والفصل والمزاج، وحال حركات
17
المريض فى كيفياتها وكمياتها، وتقدمها وتأخرها، واوقاته خصوصا فى منتهيات
18
الحمى الحادة، وطولها وقصرها، هل هى إلى الحركة أو الى السكون فاحكم بقدره.
19
علامات ان المرض ينقضى ببحران أوبتحلل: اذا كانت القوة قوية، والمرض
20
حادا، والنوائب متزائدة فى الكيف والكم والسن والمزاج والفصل مما يميل الى التحريك
21
دون التسكين، والنضج وضده علامات مستعجلة. فان المرض ينقضى ببحران. وان
22
كانت الاشياء وبالضد، وعلامات البطؤ موجودة فالمرض يطول فيقتل أو يزول
23
بتحلل. وان اختلفت كانت البحرانات ناقصة ومتأخرة وانتقالية. وأما لموت
24
والحبات فيستدل عليها من أحوال القوة. وعلامات تعين كل واحد من الأمرين و
25
نقيضه.
26
|430ra5|احكام النكس
27
اردأ النكس ما كان اسرع وكان مع قوة أضعف. ويصحبه لا محالة اذا كانت
28
الصورة بهذه الصورة علامات العطب. ولان يقع النكس خطأ من التدبر أسلم من أن
29
يقع من تلقاء نفسه مع صواب التدبير. ومن الخطأ فى ذلك سقى المسخنات والادوية
4-149
1
التى يرادها فى ذلك جودة الشهوة والهضم مثل الجلنجبين العسلى وأقراص الورد
2
ونحوها. والبقايا التى تبقى بعد البحران تجلب نكسا عاجلا، الا أن يتدارك. والنكس
3
شر من الاصل، لان الوبال عائد و"القيم معى".
4
علامات النكس: ومن لم تسكن حماه ببحران تام وفى يومه خيف عليه النكس
5
وان كان سكونها بلا بحران البتة فلا بد من نكس، وخصوصا اذا كان البحران
6
بمثل جدرى؛ أو يرقان أو جرب، وبالجملة بسبب جلدى. وقد يستدل على نكس
7
يكون من ضعف القوة والشهوة والغثيان، وخبث النفس، وقلة الهضم، وفساد
8
الطعام فى المعدة إلى حموضة أو دخانية، وانتفاخ من الشراسيف، ونواحى الكبد
9
والطحال، وفساد النوم، وطول السهر، وشدة العطش، وشدة تهيج الوجه، خصوصا
10
علامة عظيمة، وخصوصا فى الجفن الأعلى، وخصوصا تورمه وبقاءه كذلك مع انحلال تهيج
11
الوجه. ومما يدل عليه ان لا يحسن قبول البدن للطعام، ولا يزول به هزاله، وخصوصا
12
اذا كانت هذه الاعراض الردئية تظهر او تشتد فى أوقات نوائب المرض الذى كان.
13
وقد يستدل على النكس من النبض اذا بقى فيه تواتر او سرعة، ومن غؤر
14
الخراجات البحرانية وغيبتها، ومن البول إذا بقى فيه صبغ كثير، ومن صفرة أو شقرة
15
وحمرة، او كان فجلا لا تعلق فيه ولا رسوب؛ واذا لم يشبه بول العليل بوله الطبيعى
16
وبعض الفصول ادل على النكس من بعضها مثل الخريف فانه يقع فيه النكس اكثر
17
مما يقع فى سائر الفصول. وجنس المرض ايضا يعين فى الدلالة على النكس، مثل
18
الحميات الورمية اذا اخلفت حرارة وتلهبا فى الاحشاء، ومثل الصداع والسدر،
19
وأوجاع الكلى والكبد والطحال، والشقيقة والبيضة والنوازل وما يتولد عنها من الرمد
20
وغيره، وأمراض النفس.
21
|430ra42|اسباب الموت
22
الموت يكون اما بسبب يفسد به مزاج القلب، واما بسبب تتحلل به القوة فتطفأ.
23
والكائن بسبب يفسد به مزاج القلب اما الم شديد، واما كيفية مفرطة من الكيفيات
24
المعلومة، واما كيفية غريبة سمية، واما احتباس مادة النفس. والمبر سمون فى الاكثر
25
يموتون لعدم النفس، ولذلك يجب ان لا يتركوا مستلقيين، ولا يتركوا ان يجف حلوقهم.
4-150
1
|430ra52|اصناف الموت الذى يعرض فى اوقات الحميات وعلامة كيفية موت العليل
2
من ذلك الموت الذى يعرض مع ابتداء نوبة الحمى او فى تزيدها، واكثره
3
فى حميات الاورام الباطنة حين ينصب إليه فضل دفعة، وفى الامراض الخبيثة التى
4
تنهزم عنها الطبيعة اول ما يتحرك بقوة، لاسيما ان كانت ضعيفة. وبالجملة هو كالخنق
5
او كاطفاء الحطب الكثير النار. ومن ذلك الموت فى منتهى نوائب الحمى لانهزام
6
الطبيعة عن المرض. والثالث الموت الكائن فى الانحطاط، وهو قليل نادر. واكثره
7
فى الانحطاط الجزئى دون الكلى.
8
والسبب فيه ان الطبيعة تكون فيه كالآمنة، وتنتشر الحرارة وتتفرق، وتفارق
9
الماسك الذى يحتاج إليه فى الاوقات الأول واكثرهم يموتون بالغشى دفعة، و
10
بعضهم يموت بتدريج. وربما كان الإنحطاط انحطاطا دون إسترخاء القوة وتحلل الحرارة
11
الغريزية فيظن انحطاطا حقيقيا. والنبض فى الانحطاطبن مختلف، فانه فى الحقيقى
12
يقوى، وفى الباطل يسترخى، وفى الحقيقى يستوى وفى الباطل يختلف
13
ويخرج عن النظام. واما فى الانحطاط الكلى فلا يموت الا لاسباب عنفية
14
من خارج تطرأ على المريض وهو ضعيف ــ مثل حركة اوقيام اوغضب. وقد يعرض
15
مثل هذا ايضا للاول. ويسبق مثل هذا الموت عرق لزج يسير.
16
وكثيرا ما يموت الإنسان فى الجدرى فى انحطاطه. وكثيرا ما يتقدمه عرق
17
غير مستو وافى البرد؛ وربما كان فى الراس والرقبة وحده، او فى الصدر وحده.
18
واذا كان الجلد فى النزع يابسا متمددا فلا يكون الموت بعرق، وبضده يكون
19
بالعرق، لكن اكثر الموت فى الامراض القتالة يكون من وجه ما فى الوقت الذى يكون
20
البحران الجيد فى الامراض السليمة، مثل انه ان كانت العلة فى الازواج كان الموت
21
فى الازواج، أو فى الافراد كان الموت فى الأفراد.
22
واعلم ان المحرقة وما يشبهها تجلب الموت عند المنتهى من النوبة، ويحدث
23
معه أعراض ردئية، مثل اختلاط العقل، وإشتداد الكرب والسبات، والضعف عن
24
احتمال الحمى، ثم يحدث صداع وحمى، وظلمة عينين، ووجع فواد وقلق.
25
والبلغمية تجلب الموت فى أول النوبة، وحينئذ يكون البرد متطاولا لا يسخن، والنبض
26
صغيرا جدا ردئيا، ويشتد السبات والكسل.
27
وبالجملة فان كل ذلك يجلب الموت فى الساعة التى يشتد فيها على المريض
28
اكثر ابتداء كان او صعودا أو منتهى. والموت فى التزيد الظاهر قد يقع فى القليل.
4-151
1
واذا تأملت علامات الموت فى وقت وقت مما ذكرناه فلم تجدها فلا تخف. فان وجدتها
2
فاحدس انه يكون الموت. فان كان مع ذلك شئى من العلامات الردئية المذكورة
3
فاحزم. وفى اكثر الأمر ان كانت النوانب افرادا فانه يموت فى السابع، أو أزواجا
4
فانه يموت فى السادس لاسيما اذا كان المرض سريع الحركة.
5
|430rb54|دلائل الموت من غير بحران
6
من ذلك ضعف القوة وعجزها عن مقاومة المرض. ومن ذلك قوة المرض
7
مع بطؤ حركة. ومن ذلك تاخر علامات النضج البتة. واذا اجتمع جميع هذا كان أول.
8
|430va3|احوال تعرض للنافهين
9
قد يعرض للناقهين النكس اذا كان بهم ما ذكرنا فى باب النكس. ويعرض
10
لهم اشتداد القوة وضعفها بحسب ما ذكرناه فى باب تدبيرهم. ويعرض لهم ان لا
11
ينتفعوا بما يتناولون ولا يرجع بدنهم الى القوة. ويعرض لهم الخراجات اذا لم تكن
12
قد استنقت أبدانهم من الاخلاط بالاستفراغ. وقد يعرض لهم فساد بعض الاعضاء
13
لاند فاع المادة الى هناك. وقد تعرض لهم امراض مضادة للامراض التى كانت بهم
14
مثل ان يعرض لهم ثقل اللسان، والفالج، والقولنج البارد، والسكتة، والصرع،
15
والصداع اللازم، والشقيقة، وما أشبه ذلك اذا كان التبريد والترطيب قد جاوز القدر.
16
وقد تعرض لهم الحكة كثيرا ويزيلها الماء العذب الفاتر. ويعرض لهم ان تبيض
17
شعورهم لعدمها الغذاء وليبس الرطوبة الغريزية التى تقيم السوداء كما يعرض للزرع
18
اذا جفت <رطوبته> فيبيض، ثم اذا حسنت احوالهم عاد سواد شعورهم، كما
19
يعرض ايضا للزرع اذا سقى ماء فعادت خضرته.
20
تدبير الناقه: يجب ان يرفق بالناقه فى كل شئى، ولا يورد عليه ثقيل من الأغذية،
21
ولا شىء من الحركات الحمامات، والاسباب المزعجة حتى الأصوات وغير ذلك
22
ويدرج الى رباضة معتدله رفيقة، فانها نافعة جدا. وأن يشتغل بما يزيد فى دمه.
23
ويجب ان يودع، ويفرح ويسر، ويجنب إلاستفراغات وخصوصا الجماع، و
24
الشراب بالاعتدال نافع له، خصوصا من الشراب اللطيف الرقيق. وأولى الناقهين
25
بان يحجر عليهم فى التوسع ما كان منهم خفى البحران، فانه مستعد للنكس، ومثله
26
ربما احتاج الى استفراغ. وأصوبه الاسهال اللطيف، لاسيما اذا رأيت البراز مراريا،
27
او مائلًا الى لون خلط، وقوامه من الاخلاط التى كانت منها الحمى، ورأيت فى الشهوة
28
خللا. واذا اردت ذلك فارح الناقه، وقوقوته برفق، ثم استفرغ.
4-152
1
وربما احتجت الى ان تستفرغ وتقوى معا بالتقوية، وحينئذ فاجعل له اغذية
2
دوائية مسهلة، وامزج بها قوى أدوية مسهلة موافقة كالاجاص والشير خشت والترنجبين
3
ونحو ذلك لاصجاب المرار. وقد ينتفعون بالادرار فتنتقى به عروقهم. وقد يفعل ذلك
4
هذه المدرات المعروفة، ويفعله الشراب الممزوج.
5
واما الفصد فقلما يحتاج الناقه الى اخراج دم، وربما احتاج ايضا ويدل عليه
6
السحنة، وعلامات الدم، لا سيما اذا وجدت للحمى كالتنقية فى العروق، ورأيت
7
بثورا فى الشفة. وربما احوجك الى فصد المحموم رداءة دمه لما بقى فيه من رمادية
8
الاخلاط الردئية، فيلزمه ان يخرج دمه الردئى، ويزيد فيه الدم الجيد، ويكون الاولى
9
فى ذلك ان ترفق، ولا تفعل شئيا دفعة. ونوم النهار ربما أضر بالناقه بارخاءه اياه،
10
وربما نفعه باحمامه. فاذا لم يوافق فربما جلب حمى بما يفحج، ويكسر من قوة الحار
11
الغريزى.
12
والاحتباط فى جميع الناقهين نقيهم وغير نقيهم ان يجرى امره على التدبير
13
الذى كان فى المرض من المزورة وغيره يومين فما يليها. وبالجملة مقدار ان يجاوز
14
اليوم الباحورى الذى يلى يوم صحته ثم يرفع الى ما فوقه. ويجب للناقه النقى، والذى
15
كانت حماه سليمة ان لا يلطف تدبيره فيحمى بدنه ويسؤ حاله. ويجب ان يرد من ضمر
16
وهزل <بدنه> فى ايام قلائل الى الخصب فى ايام قلائل؛ لان قوته ثابتة، ويفعل مع
17
خلافه خلاف ذلك. وان لم يشته الناقه ففيه امتلاء، وان اشتهى ولم يسمن عليه
18
فهو يحمل على نفسه فوق طاقته فلا يقدر على ان يستمرئ به ويفرقه فى البدن، او فى
19
بدنه اخلاطا كثيرة والطبيعة مشغولة بها، او قوة معدته ساقطة جدا، او قوة جميع بدنه
20
وحرارته العريزية ساقطة، فلا تحيل الغذاء إحالة يصلح لامتيار الطبيعة منه.
21
وامثال هؤلاء وان اشتهوا فى اوائل امرهم الطعام فقد توول بهم الحال الى
22
ان لا يشتهوا؛ لان الأفات والامتلاء من الاخلاط الردئية تقوى ولان لا يشتهى ثم يشتهى
23
لانتعاش قوته، خير من ان يشتهى ثم لا يشتهى. فاذا دام الاشتهاء ولم يتغير البدن الى
24
القوة والعيالة فقوة الشهوة وألتها صحيحتان، وقوة الهضم وألتها ضعيفتان، فالاولى
25
ان يدرج الناقه من الطيهوج إلى الفروج الى الجدى، ولا يرجعن الى العادة، وبعد
26
فى العروق ضيق. والسكنجبين ربما أسحجهم لضعف أمعاءهم و[كذلك] كل الحواميض.
27
ومن تدبير الناقهين نقلهم الى هواء مضاد لما كان لهم. ومن تدبيرهم مراعاة
28
ما يجب ان يحذر من نوع مرضهم ليقابل بما يومن عنه مثل المبرسمين، فانه يجب ان
29
يخاف عليهم خشونة الصدر. ولا يجب ان يعرق الناقه فى الحمام فتحلل لحمهم
30
الضعيف. واذا كثر عرقه ففيه فضل. والحلق بالموسى يضره لما تقدم ذكره.
4-153
1
|431ra8|تغذية الناقه
2
يجب ان يكون غذاءه فى الكيف حسن الكيموس سهل الانهضام. ويجب
3
ان لايصابر جوعا ولا عطشا. وربما احتيج ان يمال بالكيف الى ضد مزاج العلة السالفة
4
لبقية اثر، او لاحتياط. واعلم ان الاغذية الرطبة السيالة أسرع غذأ، وأقل غذوًا، و
5
الغليظة والثخينة بالضد، اطعمة كانت أو أشربة. ويجب ان لا يحمل عليه بالباردات
6
ان لم تدع اليه بقية حرارة؛ بل يجب ان يدبر بما هو معتدل. وله حرارة لطيفة مع رطوبة
7
كاملة سريعة القبول للهضم؛ وأن يكون غذاءه فى الكم بقدر ما يحسن هضمه وانفصاله،
8
وتزيده على التدريج اذا لم تر ثقلا، ولا قراقر، ولا سرعة انحدار ولا بطؤ جدا، و
9
ينقص منه ان أنكرت من ذلك شئيا. واذا امتلاء دفعة وتمددت معدته فربما حم.
10
وكذلك لا يجب ان يشرب دفعة، فربما كان منه خطر.
11
وأما وقت غذاءه فوقت اعتدال الهواء فى عشيات الصيف أو ظهائر الشتاء؛ الا
12
ان يكون داع مستعجلا. ويجب ان يفرق عليه مقدار هو دون شبع غذاءه. والماء
13
الشديد البرد مما [يجب ان] يجتنبه الناقه، فربما حمل على بعض الاحشاء، وربما
14
شنج. وقد علمنا من مات بذلك.
15
واعلم ان شهوة الناقه قد تقل لضعف اولا خلاط فى المعدة، ويصحبه فى الاكثر
16
كالغشى. وقد تقل بسبب الكبد وقلة جذبها، ويظهر فى اللون وفى البراز الرقيق.
17
وقد تقل بسبب اخلاط فى البدن كله ويحمر. وقد تكون لضعف قوة البدن والحرارة
18
الغريزية، أو فى المعدة خاصة. فدبر كل واحد بما تعلم من تدبيره بارفق ما يمكن.
19
واعلم ان السكنجبن السفرجلى نعم الدواء للناقهين، وخصوصا اذا كانت
20
شهوتهم ساقطة لضعف فى معدهم، وأمنوا السحج. وأما المقومات للمعدة التى هى
21
اسخن من ذلك مثل قرص الورد وما أشبهه، فربما كان سببا للنكس.
22
|431ra53|حركات الأمراض
23
قد علمت أوقات المرض. واعلم ان الحركات فى الادوار قد تكون متزائدة
24
فى العنف فتدل على الانتهاء. وقد تكون متناقصة فتدل على الانحطاط. وتشتد حركات
25
الامراض وأعراضها ليلا لشدة اشتغال الطبيعة بانضاج المادة حيئنذ عن كل شىء.
4-154
1
|431rb3|المقالة الثانية
2
|431rb4|فى اوقات البحران وايامه وادراه
3
فصل فى ابتداء المرض واول حساب البحران: من الناس من قال: ان أول
4
المرض الذى يحسب منه حساب أيام البحران طرف الوقت الذى احس فيه المريض
5
باثر المرض. ومن الناس من قال: لا؛ بل طرف الوقت الذى طرح نفسه، وظهر
6
فيه ضرر الفعل، وانما يتأتى هذا الاختلاف فى الحميات التى لا تعرض بغتة. واما
7
التى تعرض بغتة فليس يخفى فيها اول الوقت. وذلك مثل ما يعرض لقوم محمومين
8
بغتة ان تبدأ حماهم ابتداء ظاهرا وقد كان الانسان قبل ذلك لاقلبة به فنام، او دخل
9
الحمام، او تعب فحم بغتة.
10
وأما الحميات التى يتقدمها تكسير وصداع ونحو ذلك ثم تعرض؛ فان الامرين
11
مختلفان فيه. والأولى ان يعتبر وقت ابتداء الحمى نفسها. وهنالك يكون قد ظهر الخررج
12
عن الحال الطبيعية فى المزاج ظهورًا بينًا. واما ابتداء الصداع والتكسير فلا اعتبار به،
13
والاطراح والنوم ليس مما يعتمد [عليه]، فربما لم يطرح العليل نفسه وقد أخذته
14
الحمى. واذا ولدت المرأة ثم عرض لها حمى فليحتسب من الحمى لا من الولادة
15
فذلك خطأ، قال به قوم. فاكثر ما يعرض ذلك يعرض بعد الثانى والثالث.
16
|431rb33|فى اسباب ايام البحران وادواره
17
ان اكثر الناس يجعل السبب فى تقدير ازمنة بحرانات الأمراض الحادة من جهة
18
القمر؛ وان قوته قوة سائيرة فى رطوبات العالم، توجب فيها اصنافا من التغيير، و
19
تعين على النضج والهضم، أو على الخلاف بحسب استعداد المادة. ويستدلون فى ذلك
20
بحال المد والجزر، وزيادة الادمغة مع زيادة النور فى القمر، وسرعة نضج الثمرات
21
الشجرية والبلغمية مع استبداره. ويقولون: ان رطوبات البدن منفعلة عن القمر فتختلف
22
أحوالها بحسب اختلاف أحوال القمر، ويشتد ظهور الاختلاف مع اشتداد ظهور
23
الاختلاف فى حال القمر. وأشد ذلك اذا صار على مقابلة حال كان فيها، ثم على تربيع.
24
وهذا يقسم دوره الى النصف ثم الى نصف النصف.
25
قالوا: ولما كان دور القمر فى تسعة وعشرين يوما وثلث تقريبا ينقص منه
26
ايام الاجتماع؛ إذا لقمر لا فعل له فيه، وهى بالتقريب يومان ونصف وثلث يبقى ستة
27
وعشرون يوما ونصف، يكون نصفه ثلاثة عشر يوما وربع <يوم>، وربعه ستة ايام و
28
ونصف وثمن <يوم>، وثمنه ثلاثة أيام وربع ونصف ثمن <يوم> وهو أصغر دوره.
29
وربما اخرجوه على وجه أخر فيخالف هذا الحساب بقليل، ويزيد فيه قليلا؛ ولكن
4-155
1
فيه تعسف، فيكون اذًا هذه المدد مددا توجب ان تظهر فيها اختلافات عظيمة، وهى
2
الادوار الصغرى. واذا ابتدأت المدة وكانت المادة صالحة ظهر عند انتهاءها تغير ظاهر
3
إلى الصلاح. واذا ابتدأت، وكانت المادة والاحوال فاسدة كان التغير الظاهر عند
4
انحتام المدة الى الفساد.
5
واما بحرانات الامراض التى هى فى الازمان وفوق شهر فيعدونها من الشمس
6
ثم فى هذا التقدير والتجربة شكوك، وفيها مواضع بحث، لكن الاشتغال بذلك على
7
الطبيعى، ولا يجدى على الطبيب شئيا. انما على الطبيب ان يعرف ما يخرج بالتجارب
8
الكثيرة، وليس عليه ان يعرف علته اذ كان بيان تلك العلة يخرج به الى صناعة
9
أخرى؛ بل يجب ان يكون القول بأيام البحران قولا بقوله على سبيل التجربة، او على
10
سبيل الاوضاع والمصادرات.
11
واعلم ان اكثرهم يسمى بالدور مالا يخرج به التضعيف عن جنسه؛ ومعناه
12
ان لا يخرج به التضعيف الى يوم غير بحرانى. ومثال هذا الرابوع والسابوع؛ فان
13
تضعيفها ينتهى ابدا إلى يوم باحورى بحسب اعتبار أيام البحران التى تقع للامراض
14
التى يليق بهذا الرابوع والسابوع.
15
والا دوار الجيدة الاصلية ثلاثة: دور الارابيع وهو قام ودور الاسابيع وهو
16
تام، ولكن دور العشرينات أتم من الجميع، فان <ادور> الاربعين والستين والثمانين فكل
17
ذلك ايام بحران. واما الدودان الأولان فينقصان من ذلك بسبب الكسر الذى يجب ان
18
والادوار الجيدة الاصلية ثلاثة: دور الارابيع وهو تام، ودور الاسابيع وهو
19
تام، ولكن دور العشرنيات أتم من الجميع، فان <دور> الاربعين والستين والثمانين
20
فكل ذلك ايام بحران. واما الدوران الأولان فينقصان من ذلك بسبب الكسر الذى يجب ان
21
يراعى. ولذلك يكون ثلاثة أسابيع عشرين يوما، لا احد وعشرين يوما. والرابوع
22
الأول هو الرابع، والرابوع الثانى فيه جبر الكسر. فلذلك يكون فى السابع، لانه يكون
23
ستة أيام، وشىء كثير من السابع. فلذلك يقع موصولا، والرابوع الثالث يقع فى لحادى
24
عشر. وهناك يجبر وقت تضعيف السابوع، فيلحق السابوع الثانى، فيكون فى الرابع
25
عشر، ثم اذا جبر بالسابوع الثالث وقع فى اليوم العشرين. وقد جرى الامر فى الرابوعات
26
على ان الرابوع الأول والثانى موصولان، والثانى والثالث منفصلان، والثالث والرابع
27
موصولان. فاذا جاوز الرابع عشر فقد وقع فيه الخلاف.
28
والأفاضل مثل بقراط وجالينوس ابتدأوا بالموصول فكان ترتيب الايام
29
هكذا: السابع <عشر>والعشرون موصول الرابوعات، والواحد وعشرون مضاعف
4-156
1
السابوعات على الفصل، فتجد اسبوعين منفصلين يتلوهما ثالث موصول يتم العشرين،
2
ثم منفصلا من العشرين وهو الرابع وعشرون، ثم السابع وعشرون موصولا،
3
ثم الواحد والثلاثون منفصلا، و الرابع والثلاثون موصولا ثم اسبوع متصل فيكون
4
اربعين، فتجد كل اسبوعين منفصلين يتلوهما ثالث موصول يتم العشرين، ثم يجرى
5
التضعيف على ثلاثة اسابيع على انها عشرون؛ فيكون على الاتصال ستون وثمانون ومائة
6
ومأته وعشرون. ولا التفات كثير إلى ما بينها من الايام.
7
وقال أخرون مثل اركيغانس: ان بعد الرابع عشر الثامن عشر، وهو يوم
8
بحران، ثم الحادى والعشرون والثامن والعشرن، ثم الثانى والثلاثون، ثم الثامن و
9
الثلاثون يتوصل أسبوع. وقد عد قوم، الثانى والاربعون، والخامس والأربعين،
10
والثامن والاربعبن من ايام البحران وقد تعسفوا فيه.
11
وانظر انت كيف يقع ما علموه من تفصيل الارابيع والاسابيع. وللارابيع قوة
12
فى ايام البحران قوية الى عشرين يوما، ثم تجئى القوة للاسابيع الى الرابيع والثلاثين.
13
فاذا جاوز المريض فى المرض المزمن العشرين فتفقد السابوعات. وعند اركيغانس
14
ان اليوم الحادى والعشرين اكثر بحرانا جيدا من العشرين الذى هو شاهد السابع عشر
15
بتفضيله على الثامن عشر من حيث الاسابيع، ولم يجد ابقراط وجالينوس ومن بعدهما
16
الامر على ذلك. وكذلك الخلاف فى السابع والعشرين والثامن والعشرين، فان
17
اركيغانس رأى غير رايهما. وفضل الثامن والعشرين، وكذلك حال الواحد والثلاتين
18
مع الثانى والثلاثين، والرابع والثلاثين مع الخامس والثلاثين، والاربعين مع الثانى
19
والأربعين
20
واعلم ان من الامراض ما بحرانه فى سبعة أشهر، بل فى سبعة سنين، وأربع
21
عشرة سنة، واحدى وعشرين سنة. ومن الناس من ظن انه لا يكون بعد الاربعين
22
بحران باستفراغ قوى، وليس الامر كذلك، ولا ايضا يحتاج ان يتغير المرض لاجل
23
ذلك الى الحدة، او ان يكون فيه نكس، أو يكون فيه تركيب من امراض فليس بممتنع
24
فى المرض المزمن ان لاتزال الطبيعة تنضجه، ثم تقوى عليه دفعة واحدة فتستفرغه
25
وان كان قليلا، وكان الاكثر هو على ما ذكر، ويكون الفضل فيه اما ببحارين ناقصة،
26
واما يخرج بطئى الحركة، واما بتجليل.
27
قال بقراط: ان الايام البحرانية منها ازواج ومنها أفراد. والا فراد أقوى فى
28
البحارين فى اكثر الامر وفى اكثر العدد. ومثال الازواج الرابع والسادس، والثامن
4-157
1
والعاشر، والرابع عشر والعشرون، والرابع والعشرون، وما عددناه من الازواج
2
على المذهيين. والافراد مثل الثالث والخامس والسابع والتاسع، والحادى عشر،
3
والسابع عشر، والحادى والعشرين، والسابع والعشرين، والواحد والثلاثين. ثم ان
4
جالينوس انكر ما ذكر فى هذا الفصل من أمر الثامن والعاشر، ووجده خلاف اصول
5
بقراط. ولعل هذا القول من بقراط من قبل ان احكم امر ايام البحران، اوله تاويل.
6
واعلم انه ربما اتصلت ايام فصارت كيوم واحد للبحران؛ وذلك اكثره بعد العشرين
7
كان استفراغا أو خراجا. واعلم ان يوم البحران الجيد اذا ظهرت فيه علامات رديئة
8
فذلك أردأ، ويدل على الموت اكثر، مثل ان يعرض منها شىء فى السابع او الرابع عشر.
9
|432ra9|فصل فى مناسبات ايام البحران بعضها الى بعض فى القوة والضعف ومقايستها الى الامراض
10
الايام الباحورية منها قوية فى الغاية يكاد يكون فيها دائما بحران، ومنها ضعيف
11
جدا، ومنها متوسط. وسنذكرها مفصلة بعد ان نقول: ان اول ايام البحران هو
12
اليوم الرابع، ومع ذلك فليس بكثير ما يقع فيه من البحران وهو منذر بالسابع. واما
13
اليوم السابع فهو يوم قوى جدا، وينذربه الرابع. والسابع يجوز أن يجعل فى
14
فى اول الطبقة العالية. واليوم الحادى عشر ليس فى قوة الرابع عشر؛ لكنه فى الامراض
15
التى تاتى نوائبها فى الأفراد كالغب قوى جدا، وأقوى من الرابع عشر. واليوم الرابع
16
عشر يوم قوى؛ ومن قوته انه لا يوجد يوم يناسب الرابع عشر الا وليس بغاية القوة
17
فى احكام البحران وسلامته فضلا عن تمامه. اليوم السابع عشر قوى، وما يناسبه من الايام
18
أقوى. ومناسبته العشرين مناسبة الحادى عشر للرابع عشر. الثامن عشر يوم من ايام
19
البحران [القليلة] وفى الأقل يناسب الحادى والعشرين. اليوم الرابع والعشرون
20
والواحد والثلاثون من ايام البحران القليلة، وأقل منهما اليوم السابع والثلاثون؛
21
وكانه ليس بيوم بحران. واليوم الاربعون أقوى من الرابع والثلاثين؛ على ان الرابع
22
والثلاثين صالح القوة، وأقوى من الحادى والثلاثين.
23
واعلم ان الأمراض التى تنوب فى الافراد كالغب واكثر الحادة فهى أسرع
24
بحرانا، وبجراناتها فى الافراد؛ فلذلك ينتظر فى الغب الحادى عشر، ولا ينتظر الرابع عشر
25
الاقليلا. وان كان فى الاكثر يكون النوبة. السابعة ايضا تنحط عن الرابع عشر
26
قليلا؛ والتى تنوب أزواجا هى أبطأ، وبحراناتها فى الازواج اكثر الايام الباحورية التى
27
فى الطبقة العالية فمثل السابع والحادى عشر، والرابع عشر، والسابع عشر والعشرين.
4-158
1
وقد تكون الادوار من الأمراض موافقة فى الاكثر لعدد ايام البحارين، فيكون سبعة
2
أدوار الغب كسبعة ايام المحرقة. وقد يكون حال عدد الشهور والسنين فى المزمنات
3
على حال عدد الايام فى الحادات، فيكون للربع سبعة أشهر مثلا وتجرى انذاراتها
4
على قياس [انذارات الايام ويقع فيها من التقديم والتاخير على قياس] ما يقع فى الايام
5
وسنذكره.
6
|432rb2|فى الايام الواقعة فى الوسط
7
هذه الايام التى ذكرناها هى الايام الباحورية الأصلية. وقد يعرض لايام
8
البحران لسبب من الأسباب العارضة من خارج، او من نفس المرض فى سرعة حركته
9
وبطؤها، أو من حال البدن فى قوته أو ضعفه. ومن اعراض تعرض كالسهر الشديد
10
من مسهر خارج، او واقع من أسباب بدنية ونفسانية اذا افرط افراطا شديدا ان يقع
11
قبلها استعجال، أو عنها تأخر وان كان لا يقوم مقام البحران الواجب فى وقته؛ بل
12
انقص منه لولا السبب القوى العارض لصح البحران عندها، ولم يتقدم ولم يتأخر؛
13
لكن اذا عرض ذلك العارض وكان قويا انحرف الوقت فتأخر او تقدم. وان كان
14
ضعيفا عسر البحران ومنعه من ان يكون تاما، ويسمى الأيام التى يقع اليها هذا الانحراف
15
الايام الواقعة فى الوسط. ولها احكام ايام البحران من جهة ما. وهذه الايام مثل الثالث
16
والخامس والسادس، ومثل التاسع، مثل الثالث عشر؛ فان الثالث والخامس يكتنفان
17
الرابع والتاسع بين السابع والحادى عشر. وربما كان اليوم الواقع أولى بأحد اليومين
18
الذى فى جانبيه، او كان اليوم البحرانى الذى يلى ذلك الواقع واقع فى جانب أخر
19
احق به؛ فان استعجال الحادى عشر الى التاسع اكثر من تاخير السابع الى التاسع وان
20
كان كل منهما يكون كثيرا.
21
|432rb31|فى قوة الايام الواقعة فى الوسط وضعفها
22
اعلم ان التاسع هو اليوم القوى المقدم فيها، ثم الخامس ثم الثالث؛ وليس
23
يقصر عن المرابع الذى هو الاصل قصورا بينا. والثالث عشر كانه لضعفه ليس مما يكون
24
فيه بحران. وأما السادس فهو يوم يقع فيه بحران؛ الا انه يكون ردئيا. فان جاء غير
25
ردئى كان عسرا خفيا ناقصا غير سليم من الخطر؛ وكانه فى قلة وقوع البحران فيه،
26
ووقوعه فيه ردئيا أو غير هنئ ضد السابع وينذر به الرابع فى الشر. وقلما يتم به انذار
27
الرابع بالخير الالعسر فتعرض فيه علامات هائلة كالسكات والغشى؛ وخصوصا ان
4-159
1
كان استفراع فيحدث غشى [بقئ] ويعرض فيه سقوط قوة، وارتعاد ورعشة، و
2
بطلان نبض. وان ظهر فيه عرق لم يكن مستويا. وربما نقص فيه البحران بالاستفراغ
3
فكان تمامه بالخراج الردئى واليرقان. ويكون البول ردئيا ردئى الرسوب، هذا ان
4
كان سلامة، فان لم يكن فكيف يكون، وسلامته يكون يعرض النكس.
5
قال جالينوس: ان السابع كالملك العادل، والسادس كالمتغلب الجائر،
6
والثامن قريب من السادس.
7
|432va1|فصل فى الايام الفاضلة والرديئة وعلى ترتيبها كانت بحرانية، او رافعة فى
8
الوسط وايام الانذار:
افضلها السابع والرابع عشر، وبعدهما التاسع والسابع9
عشر، والعشرون، والخامس، ثم الرابع والثامن عشر، ثم الثالث عشر،. واعلم ان
10
اقوى ايام البحران حكما، وأقوى ايام الوقوع، وايام الانذار[بذلك] ما كان فى الايام
11
المتقدمة وكلما امعن ضعف حكمها.
12
فى الايام التى ليست بحرانية لا بالقصد الأول ولا بالقصد الثانى
13
هو اليوم الاول والثانى والعاشر، والثانى عشر، والسادس عشر، والخامس
14
عشر ايضا من هذه الجملة. والعجب ان كثيرا منها يلى اليوم البحرانى.
15
|432va19|فصل فى ايام الانذار
16
ايام الانذار هى التى يتبين أثار ماهى دلائل تغير من المادة، او دلائل استيلاء
17
احد المتكافحين من المرض والقوة، وابتداء مناهضة خفيفة تجرى بين الطبيعة
18
والعلة؛ لاللفصل، ولكن للتهييج. أما الاول فمثل دلائل النضج وضد النضج. اما
19
دلائل النضج فمثل غمامة حمراء أو إلى بياض. ودلائل غير النضج ايضا معروفة.
20
واما الثانى فمثل ظهور قوة الشهوة أو سقوطها فيه، وخفة الحركة أو ثفلها. واما الثالث
21
فمثل الصداع، والكرب، وضيق النفس، والرعدة، والعرق غير العام، والاستفراغ
22
الغير التام. فاذا ظهرت هذه الأثار فى هذه الايام كان البحران فى ايام تتلوها معلومة،
23
وكان الرابع ينذر أما بالسابع ان كانت علامته جيدة، او بالسادس ان كانت علامة ردئية؛
24
وخصوصا فى المحرقة والنائبة. على انه يكون فى السابع، وفى الاقل بالسابع؛ لكنه
25
فى الغب يكثر على انه يكون فى السادس والسابع اما الحادى عشر أو على الاكثر.
26
فالرابع عشر والحادى عشر ايضا بالرابع عشر. والرابع عشر بالسابع عشر، أو الثامن
27
عشر أو العشرين او الواحد وعشرين. والثامن عشر ينذر بالواحد والعشرين والعشرون
28
بالاربعين. ومن الايام الواقعة فى الوسط الثالث بالخامس. وان كان ردئيا فبا لسادس
29
والخامس بالتاسع. وان كان ردئيا فبالثامن.
4-160
1
واعلم ان دلائل الانذارات قد تنحرف عن أيامها للسبب المذكور فى انحرافات
2
ايام البحران عن أيام المستحقة الى ماقبلها أو بعدها. واعلم [انه] اذا تلا اليوم الثانى
3
من ايام الانذار شىء من جنس ما كان فى يوم الانذار فالمرض سريع الحركة. وتامل
4
العلامات المعجلة والمؤخرة، واحكم فى ايام الانذار <والايام> التى تنذربها ان
5
اعجلت او أخرت من ذلك.
6
|432vb1|تعرف ايام البحران اذا أشكل
7
تعرف ايام البحران يحتاج إليه لاغراض كثيرة، فانه يجب اذا كان البحران
8
قريبا ان يدبرتدبرا ما، وان كان بعيدا ان يدبر تدبيرا أخر. ويجب فى يوم البحران
9
وما يقرب منه ان يدبر المريض تدبيرا خاصا فلا يحركه البتة بدواء فربما عاون الطبيعة على
10
الاستفراغ فافرط افراطا شديدا، وربما ضادها فى الجهة، فولد تكافؤ الايجابين ولم يكن
11
استفراغ، وفى ذلك ما فيه.
12
ويجب فى تعرف ايام البحران أن تراعى ايضا الأمور المغيرة لايام البحران
13
المعلومة. ونحو التعرف ينقسم الى وجهين. احدهما فى بحران المرض مطلقا، و
14
الأخر فى تعيين يوم البحران من جملة مدة كان فيها البحران، فربما طالت احوال
15
البحران يومين ثلاثة فاشكل انه الى ايهما ينسب. واما الوجه الأول فيستدل عليه من
16
وجهين من علامات قصر المرض وطوله، ومن طبائع الامراض وقواها.
17
اما الاستدلال من علامات الطول والقصر فانما يكون على انقضاء المرض،
18
فمثل ان يكون المرض ليس مما يمكن ان ينقضى فى الرابع وما يليه، ويمكن ان
19
ينقضى فى السابع وبعده. فان ظهرت علامات النضج ظهورا جيدا فيمايلى الرابع يرجى
20
انه يبحرن فى السابع. وان ظهرت علامات طول المرض المذكورة فى بابه علم ان
21
بحرانه يتأخر، ويكون عافيته بغير بحران. فان لم يظهر أحدهما رجى ان ينقضى
22
المرض ما بين السابع والرابع عشر.
23
واما الاستدلال من طبائع الأمراض فمثل ان اليوم الفرد أولى كما علمت بما
24
يتحرك من الامراض فى يوم فرد، والحارة الحادة والزوج بما يخالفه.
25
وأما الوجه الثانى فيستدل علبه من وجوه: من قياس الأدوار، ومن عدد اوقات
26
البحران، وزمان البحران، ومن استحقاقات الأيام وقواها. فاما الاستدلال من قياس
27
الادوار فمثل ما علم ان اليوم الزوج اولى بمرض والفرد اولى بمرض. وأما من زمان
28
البحران فان تنظر وتعرف ان المعاناة فى أى اليومين كان أطول فيجعل له البحران،
29
الا ان يمنع ما هو اقوى حكما من حكم هذا الدليل. ومن هذا الباب ما يجب ان
30
يجعل البحران فيه اليوم الأوسط من ثلاثة أيام مع الشرط المذكور.
4-161
1
واما الاستدلال من قوة الايام وطبائعها فمثل ان يكون العرق ابتدأ فى الليلة
2
السابعة، ولم يزل العرق فى الثامن نهاره كله؛ فان البحران يكون للسابع لا للثامن وان
3
اقلعت الحمى فى الثامن. ولو كان على خلاف هذا فابتدأ العرق فى الثالث عشر. ولم
4
يزل المريض يعرق الى الرابع عشر ويقلع الحمى فى الرابع عشر؛ فانما ينسب البحران
5
الى الرابع عشر؛ وذلك لان الثامن والثالث عشر ليستا فى قوة اليومين الأخرين
6
فى الخير. والموت بالسادس أولى منه بالسابع؛ والعاشر اولى منه بالتاسع.
7
وأما الاستدلال من اجتماع الاحكام فمثل ما سلف ذكر مثال الرابع عشر فيما ذكر؛
8
لانه اجتمع فيه العرق والاقلاع معا. وأما الاستدال من الايام المنذرة فان تنظر هل
9
وجدت فى الامثلة المذكورة انذارا من الرابع فتجزم بان البحران للسابع أو فى السابع
10
او تجدها فى الحادى عشر فتجزم ان البحران للرابع عشر.
11
|433ra14|فى بيان نسبة ايام البحران الى اكثر الامراض
12
قد علمنا ان الامراض الحادة جدا يجب ان يكون بحرانها الى السابع، والتى
13
يليها فى الحدة، يجب ان يكون بحرانها الى الرابع عشر والى العشرين، والتى تليها
14
فالى الأربعين، ثم بعد ذلك بحارين الامراض المزمنة مطلقا. اذا كانت المحرقة تشتد
15
فى الازواج فان ذلك علامة ردئية. وكثيرا ما تقتل فى السادس وتنذربه الرابع، ويكون
16
فيه عرق بارد ونحو ذلك. وما كان مثل السرسام فانما يكون بحرانه فى اكثر الأمر الى
17
الحادى عشر مع حدته؛ لان ابتدأ معظمة يكون فى الاكثر بعد الثالث والرابع، ثم
18
يبحرن فى اسبوع. ثم القول فى البحرانات.
4-162
1
|433ra30|الفن الثالث
2
فى ألاورام والبثور [يشتمل على ثلاث مقالات]
3
|433ra31|المقالة الأولى فى الحارة منها والفاسدة
4
قد تكلمنا فى الكتاب الاول فى الاورام وأجناسها ومعالجتها كلاما كليا لابد ان
5
يرجع إليه من يريد ان يسمع ما نقوله الأن؛ واما فى هذا الموضع فانانتكلم فيه
6
كلاما جزئيا.
7
|433ra33|كلام فى الاورام والبثور الحارة
8
فنقول ان كل ورم وبثر <لا يخلو من ان يكون> اما حارا واما غير حار. والورم
9
الحار اما ان يكون من دم وما يجرى مجراه، او صفراء وما يجرى مجراها. وما كان عن
10
دم فاما ان يكون عن دم محمود، واما عن دم ردئى. والدم المحمود اما غليظ، واما
11
رقيق. والمتكون عن الدم الغليظ المحمود هو الفلغمونى الذى يأخذ اللحم والجلد معًا،
12
ويكون مع ضربان، وعن الرقيق الفلغمونى الذى يأخذ الجلد وحده وهو الشرى
13
ولا يكون مع ضربان.
14
واما الكائن عن الدم الغليظ الردئى فتحدث عنه انواع من الخراجات الرديئة.
15
فان اشتدت ردأته واحتراقه حدثت الحمرة، واحدثت الاحتراق والخشكريشة،
16
وشرمنها النار الفارسى. وعن الرقيق الردئى يحدث الفلغمونى الذى يميل الى الحمرة
17
مع رداءة وخبث. فان كانت <المادة> أرق كانت الحمرة الفلغمونية. وان "كانت
18
الردأة'' اكثر كانت الحمرة ذات النفاخات، والنفاطات، والاحتراق، والخشكريشة.
19
واما الصفراوى فاما ان يكون عن صفراء لطيفة جدًا لا تحتبس فيما هو داخل من
20
ظاهر الجلد ''وهى حريفة'' وتكون منها النملة. <والنملة> اما أن تكون ساعية وحدها
21
وهى ألطف، واما ساعية اكالة وهى ردئية. واما من صفراء اغلظ من ذلك وأقل ''حرافة،
22
وتكون فى عمق الجلد ويخالطها بلغم ويسمى جاورسية". وهى أقل إلتهابا او أبطأ إنحلالا.
4-163
1
وان كانت المادة اغلظ وأردأ حدثت <منها> النملة ألاكالة. وان كانت تجاوز فى
2
غلظها الى قوام الدم وكانت ردئية حدثت الحمرة الرديئة. وجميع ذلك يكون المادة
3
فيه رديئة لطيفة. وان اختلفت بعد ذلك، وتكون للطفها تدفعها الطبيعة فلا تحتبس فى
4
شىء الا فى الجلد وما يقرب منه.
5
واذا كثرت مادة الورم الحار وعظم الورم [جدا] فهو من جملة الاورام الطاعونية
6
القتالة ومن جملتها المدركة المعروفة بتراقيا. وهذه الاصناف الردئية وما يشبهها
7
تكثر فى سنة الوباء والردئى من الاورام الحارة مالم تنته الى انحطاط يتبعه اللين والضمور،
8
ولا الى جمع مدة؛ بل إلى فساد العضو. وليس يكون دائما عن عظم الورم وكثرة
9
المادة، بل قد يكون عن خبث المادة. واعلم ان الاورام قلما تكون مفردة صرفة واكثرها
10
مركبة. واعلم ان كل ورم فى الظاهر لاضربان معه فانه لايقيح، وأما فى الباطن
11
فقد قلنا فيه.
12
|433rb31|فى الفلغمونى
13
قد علمت الفلغمونى، وعلمت علاماته من الحرارة والإلتهاب، وزيادة الحجم
14
والتمدد، والمدافعة والضربان ان كان غائصا، وكان يقرب الشرائين، وكان العضو
15
ياتيه عصب يحس به. وليس لكثير من الاحشاء كما علمت حاله. وكلما كانت الشرائين
16
اعظم واكثر كان ضربانها، وإيجاعها أشد، وتحللها أو جمعها أسرع. فاذا كان البلغمونى
17
فى عضو حساس تبعه الوجع الشديد كيف كان، ويلزمه أن يظهر عروق ذلك العضو
18
الصغار التى كانت تخفى.
19
واعلم ان اسم الفلغمونى فى لسان اليونانى كان مطلقا على كل ما هو التهاب،
20
ثم قيل لكل ورم حار، ثم قيل لما كان من الورم الحار بالصفة المذكورة. ولا يخلو عن
21
الإلتهاب لاحتقان الدم، وانسداد مجاريه. والفلغمونى قلما يتفق ان يكون بسيطا.
22
وهو فى الاكثر يقارن حمرة، أو صلابة أوتهيجا. وله أسباب: منها سابقة بدنية من
23
الامتلاء، اوردأة الاخلاط مع ضعف العضو القابل وان لم يكن امتلاء ولاردأة الأخلاط.
24
ومنها بادية مثل فسخ، أو قطع، أوكسر، أوخلع، أو قروح تكثر فى العضو فتميل إليها
25
المادة للوجع والضعف. وربما مالت اليها المواد فاحتبست فى المسالك التى هى أضعف؛
26
كما تعرض مع القروح.
27
والجرب المولم: أورام فى المواضع الخالية. وتزيده يتبين بتزيد الحجم و
28
التمدد، وانتهاءه بانتهاءه. وهنالك يجمع المدة ان كان يجمع، وانحطاطه ياخذه الى
4-164
1
اللين والضف. والردئ هو الذى لا ياخذ الى الانحطاط ولا يجمع المدة؛ ومثل هذا
2
يودى الى موت العضو وتعفنه. وكثيرا ما يكون ذلك لعظم الورم وكثرة مادته.
3
وكثيرا ما يكون لسبب خبث المادة وان كان الورم صغيرا. وأنت تعلم ما ينفش بان
4
الضربان ياخذ بالهدؤ، واللهيب فى السكون، وتعلم ما يجمع بازدياد الضربان والحرارة
5
وثباتهما، وتعلم ما تعفن بعسر النضج والكمودة، وشدة التمدد. واعلم انه ما لم
6
تقهر الطبيعة المادة لم يحدث منها ورم. واعلم انه اذا تجاورت ثبور دملية انذرت بد مل
7
خبيث. ويجب ان يسقى صاحب الاورام الباطنة ماء الهندباء وماء عنب الثعلب بفلوس
8
خيارشنبر.
9
علاج الفلغمونى: اذا حدث الغلغمونى عن سبب باد لم يخل اما ان يصادف
10
السبب البادى <واثره> نقاء من البدن اوامتلاء، فان صادف نقاء لم يحتج الا إلى مداواة
11
الورم من حيث هو ورم. وعلاج الورم من حيث هو ورم اخراج المادة الغريبة التى
12
احدثت الورم؛ وذلك بالمرخيات والمحللات اللينة مثل ضماد دقيق الحنطة مطبوخا
13
بالماء والدهن؛ وربما أغنى الشرط. وكفى المؤنة؛ وخصوصا اذا كان الورم كثير
14
المادة.
15
و"اما اذا حدث الورم والبدن ممتلىء'' فيجب ان لا يلين الورم بالمرخيات فينجذب
16
اليه اكثر مما يتحلل عنه، بل يجب ان يستفرغ المادة بالفصد، وربما احتيج الى إسهال
17
فان فعل ذلك استعملت المرخيات. ويقرب علاجه من علاج ما كان سببه الامتلاء
18
البدنى؛ ويفارقه فى أنه ليس يحتاج الى ردع كثير فى الابتداء كما يحتاج ذلك بل دونه.
19
واما اذا كان السبب سابقا غير باد فيجب ان تبدأ بالاستفراغ وتوفيه حقه من الفصد
20
والاسهال ان احتيج إليه. والحاجة إليه اما لان البدن غير نقى، واما لان العلة عظيمة
21
فلا بد من استفراغ وتقليل المادة، وجذب إلى الخلاف. واذا كان البدن ليس
22
بكثير الفضول فان العضو قد يحدث به ما يضعفه فتنجذب اليه مواد البدن وان لم يكن
23
مواد فضل.
24
ويجب ان تراعى الشرائط المعلومة فى ذلك من السن والفصل والبلد وغير ذلك،
25
ولتبدأ بالروادع الا فى الموضع الذى شرطناه فى الكتاب الأول، ثم يحاذى التزيد
26
باد خال المرخيات المرطبة مع الروادع. وكما يمعن فى التزيد يمعن فى زيادة المرخيات
27
قليلا قليلا. وعند [المنتهى و] الوقوف، وبلوغ الحجم والتمدد غايته تغلب المرخيات
28
وتصرفها. والمجففات منها هى المبرئة فى المنتهيات.
4-165
1
وأما المرخيات المرطبة فلتوسع المسام واسكان الوجع، والمجفف هو الذى
2
يبرى ويمنع ان يبقى شئى يصير مدة. فان لم يبرء بالتمام فانما يبقى شئيا يسبرا يحلله ما فيه
3
حدة. وقد تعرض من الردع شدة الوجع لاختناق المادة وارتكاز العضو. وقد
4
يعرض منه للمادة أن ترجع الى اعضاء رئيسة. وقد يعرض ان يصلب الورم. وقد يعرض
5
ان ياخذ العضو الى الخضرة والسواد، خصوصا اذا عولج به فى أخر الأمر ويقرب
6
الانتهاء.
7
واعلم ان شدة الوجع تحوجك الى أدوية ترخى من غير جذب، وربما كان معها
8
تبريد لايمانع الارخاء. وأما إرتداد المادة الى اعضاء رئيسة فيومن منه الاستفراغ؛ الا
9
اذا كان ما أتاها منها على سبيل دفع منها، وكانت الاعضاء القابلة عنها كالمفرغة
10
لها، فهنالك لاسبيل الى دفع وردع البتة. وقد حققنا هذا فى موضعه.
11
واذا خفت ان يميل إلى صلابة استعملت المرخيات التى فيها تسخين وترطيب
12
بقوة. فاما الادوية الرادعة فالتى هى المتوسط كعصارات البقول الباردة التى قد ذكرنا
13
كثيرا منها فى مواضع أخر؛ مثل عصارة بقلة الحمقاء والقرع والهندباء، وعصارة الراعى
14
وغير ذلك، وعصارة عنب الثعلب خاصة واجرامها مدقوقة مصلحة للضماد، وعصارة
15
بزر قطونا ايضا، والقيروطى بماء بارد. وربما كفى الخطب فيه اسفنجة مغموسة فى خل
16
وماء بارد. والكاكنج قوى فى الابتداء. وكذلك قشور الرمان، وحى العالم، والسويق
17
المطبوخ جدا، وخصوصا بخل ممزوج أوسماق. والطحلب جيد ايضا. وان احتيج الى
18
أقوى من ذلك زيد فيها الصندل والأقاقيا، والماميثا، والفوفل، والبنج. وحشيشة
19
يعرف بحشيشة الاورام جيدة فى الابتداء جدا. وقد يعان تجفيفها وقبضها بالزعفران
20
والترتيب فى الابتداء خطر.
21
واذا وقع الافراط فى التبريد فربما أدى الى فساد العضو، وفساد الخلط
22
المحتقن فى الررم، فياخذ الورم الى خضرة وسواد. فان خفت شئيا من ذلك فضمد
23
الموضع بدقيق الشعير واللبلاب وما فيه ارخاء. فان ظهر فيه شىء من ذلك فاشرط الموضع
24
واشرحه، ولا تنظر جمعا ونضجا. وذلك حين ترى المنصب كثيرا جدا. وربما أمات
25
العضو. والشرط منه ظاهر، ومنه غائر. وذلك بحسب مكان الوم وحال العضو.
26
واذا شرط فانطل بماء البحر، وبسائر المياه المالحة، وضمد بما فيه إرخاء. وان لم
27
تحتج إلى رش ونطل اقتصرت على المرخيات.
28
واعلم ان استعمال القرية الردع فى الاول، والقوية التحليل فى الأخر ردئى
29
فلتحذر ما أمكن، فان التبريد الشديد يودى الى ما علمت. والماء البارد وكذلك مما
30
يجب ان يخدر الا فى مثل الحمرة. والتحليل الشديد يحدث وجعا. فان اريد ان يدبر
4-166
1
فى الابتداء بتسكين الوجع فلا تقربن الماء الحار. والادهان المرخية والضمادات
2
المتخذة من امثال ذلك من الأدوية؛ فانها شديدة المضادة لما يجب من منع الانصباب
3
ولتفرغ الى الطين الأرمنى مذوبا فى الماء البارد او مع دهن ورد. وافضل دهن الورد
4
ما كان من الورد والزيت؛ فان الزيت فيه تحليل ما، أو الى العدس المطبوخ مع الورد،
5
او الى المردا سنج بدهن الورد. فان تنجع هذه وما يجرى مجراها استعمل اللبلاب،
6
فانه شديد الموافقة فى الابتداء كالانتهاء. والسرمق والحسك والكرفس والباذروج.
7
كذلك.
8
وكثيرا ما يسكن الوجع شراب حلو مخلوط بدهن ورد، بل عقيد العنب، وقليل
9
شمع على صوف، أو صوف زوفا مبردا فى الصيف مفترا فى الشتاء، واسفنج مغموسا
10
فى شراب قابض، أو خل وماء بارد. والزعفران يدخل فى تسكين الوجع. فاذا رأيت
11
الورم يسلك طريق الخراج فدع التبريد، وخذ فى طريق ما ينضج ويقيح.
12
فاما اذا انتهى الورم فلا بد من مثل الشبث، والبابونج، والخطمى، وبزر الكتان
13
ونحوه، بل من المراهم الدياخلونية والباسليقونية. وفى مرهم القلقطار تجفيف من
14
غير وجع. ولذلك يصلح استعماله عند سكون اللهيب من الفلغمونى، ويصلح اذا لم
15
تخف الجمع. والاجود ان تضع عليه من فوق صوفا مغموسا فى شراب قابض. واللحم
16
اكثر حاجة الى التجفيف من العصب؛ لان العصب يرجع الى مزاجه بتجفيف يسير،
17
واقل اللحم حاجة أقله شرائين. وكثيرا ما تقع الحاجة الى الشرط قبل النضج. وكثيرا
18
ما يحتال فى جذب الورم من العضو الشريف الى الخسيس بالجواذب، ثم يعالج ذلك
19
ويقيح، وما يحتاج الى التقييج من الاورام الحارة فليضمد ببزر قطونا رأسه، و
20
بالمطفيات حواليه، ولتطل الأطلية [والضمادات] بالريشة، فان الإصبع تولمه.
21
|434rb1|الحمرة واصنافها
22
قد عرفت اسباب الحمرة وأصنافها فى الكتاب الأول، والتى تتميز عن الفلغمونى،
23
ان الحمرة أظهر حمرة وأنصع، والفلغمونى تظهر منه حمرة الى السواد او الخضرة،
24
واكثر لون دمه كامنا فى الغور. وحمرة الحمرة تبطل باللمس عن مكان، فيبيض مكانها
25
بسبب لطف مادة الحمرة وتفرقها، ثم تعود بسرعة، وليس كذلك حمرة الفلغمونى.
26
وترى فى حمرة الحمرة زعفرانية وصفرة ما، ولا ترى ذلك فى حمرة الفلغمونى. وورم الحمرة
27
يكون فى ظاهر الجلد، والفلغمونى غائيرا ايضا فى اللحم. والحمرة الخالصة تدب،
4-167
1
ولا كذلك الفلغمونى. والصديدية تنفط، ويقل ذلك فى الفلغمونى، والخالصة لا تدافع
2
اليد <البتة>، والفلغمونى يدافع. وكلما كثر زيادة الدم على الصفراء كانت المدافعة
3
أظهر، والوجع والضربان أشد. والحمرة تجلب الحمى أشد من الفلغمونى.
4
وقد يبلغ من حرارة الحمرة ان تحرق القشرة ويصير ما يسمى جمرة، ولا
5
كذلك الفلغمونى. وليس التهاب الحمرة دون التهاب الفلغمونى بل اكثر؛ بل تمدد
6
الفلغمونى وايجاعه بسبب التمدد فقد يكون اكثر. ولذلك وجع الحمرة أقل. واكثر
7
ما تعرض الحمرة تعرض فى الوجه، وتبتدئى من ارنبة الانف، ويزداد الورم وينبسط
8
فى الوجه كله. وإن حدثت الحمرة عن انكسار العظم تحت الجلد فذلك ردئى. وقد
9
عرفت الاختلاف بين الحمرة الفلغمونية والفلغمونية الحمرية فى غير هذا الموضع.
10
علاج الحمره: يجب ان يستفرغ البدن فيه باسهال الصفراء. وان احتيج
11
الى الفصد فصد إيضا. وانما ينفع الفصد جدا حين ما تكون المادة بين الجلدين، واما
12
ان كانت غائرة فنفعه يقل، وربما جذب. وان احتيج الى معاودة الإسهال بعد الفصد
13
فعلت. وذلك بحسب ما تخمن من المادتين، ثم تقبل على تبريد هما بالمبردات القوية
14
المعلومة فى باب الفلغمونى، وتصب الماء البارد، وتفعل ذلك حتى يتغير اللون؛ فان
15
المحضة تبطل مع تغير اللون ونقصانه.
16
وبالجملة فان التبريد فى الحمرة أوجب؛ لان اللهيب والوجع الالتهابى فيه
17
اكثر؛ والاستفراغ فى الفلغمونى؛ لأن المادة فيها أعصى واغلظ. ويجب ان يكون
18
مبرداته فى الإبتداء قوية القبض يكاد يربو قبضها على بردها. واما فى قريب الانتهاء
19
فليكن بردها أشد من قبضها. ولتحذر مع ذلك من ان ترجع المادة إلى عضو باطن،
20
اوالى عضو شريف. ولتحذر ايضا من ان يسود العضو ويكمد، ويأخذ فى طريق الفساد.
21
واذا ظهر شىء من ذلك اخذ فى طريق ضد القبض والتبريد.
22
فان كانت الحمرة دبابة على الجلد عولج بخبث الرصاص مع شراب عفص
23
يغلى بورق السلق المغلى بالشراب. ويعالج بما فيه تحليل وتجفيف قوى مع تبريد؛
24
وذلك مثل ان يوخذ الصرف العتيق المحترق من غير ان يغسل وزن اثنتى عشر درهما
25
ونصف، فحم قلب شجر الصنوبر مثله، شمع خمسة عشر درهما، خبث الرصاص
26
تسعة دراهم، شحم الماعز العتيق المغسول بالماء خمسة عشر درهما، دهن الأس خمس
27
أواق. وايضًا اخف منه: مرهم يتخذ من خبث الرصاص بعصارة السذاب ودهن
28
الورد وشمع.
4-168
1
|434va18|النملة الجاورسية
2
النملة بثرة أو بثور تخرج وتحدث ورما يسيرا وتسعى، وربما قرحت، وربما
3
انحلت. وقد عرفت سبب كل واحد من ذلك. ولون النملة الى الصفرة، وتكون
4
ملتهبة مع قوام ثولولى، ومستدير، وهى فى الاصل مستعرضة الأصل؛ الاضرب منها يسمى
5
أفرو خور ودن يكون مستدق الأصل؛ كانه معلق. ويحس فى كل نملة كعض النملة. وبالجملة
6
فان كل ورم جلدى ساع لاغوص له فهو نملة، لكن منها جاورسية، ومنها اكالة على ما
7
علمت. واذا صارت قروحا وتعفنت خصت باسم التعفن.
8
علاج النملة: النملة وما يجرى مجراها اذا لم يبدا فيها فيستفرغ الخلط على
9
ما يجب؛ بل عولجت القروح بما يبرى عاد من موضع بالقرب، او من الموضع نفسه.
10
ولاتزال تأكل الجلد اكلا بعد أكل. وماء الجبن بالسقمونيا نافع فى استفراغ مادة النملة
11
ونحوها. وأما الطريق التى تعالج بها النملة فهو ان يجنب الاكال منها المرطبات التى
12
قد تستعل فى الحمرة؛ فان الترطيب لا يلائم القروح. واستعمل فى أوائلها لامثل
13
الخس، والنيلوفر، وحى العالم، والطحلب، والرجلة؛ بل ان كان ولا بد فمثل عنب
14
الثعلب، وخصوصا اليابس المدقوق؛ فان فيه تجفيفا، ومثل لسان الحمل والعليق
15
والعدس من بعد، وسويق الشعير، وقشور الرمان، وقضبان الكرم. فاذا خيف عليها
16
التاكل والنقرح استعمل مع هذه المبردات شئى من العسل ونحوه، او دقاق الكندر
17
مع خل، والماء الذى يسيل من خشب الكرم الرطب عند الاحراق، وبعر الغنم مع
18
الخل، واخثاء البقر مع الخل،
19
فاذا ظهر التاكل والتقرح فاستعمل أقراص أندرون بشراب قابض اوخل ممزوج
20
او عصارة قثاء الحمار وملح، ومرارة التيس، والسذاب مع النطرون والفلفل، او النطرون
21
ببول صبى. وجالينوس يستصوب ان يوخذ شىء كالانبوب من طرف ريش او غير
22
ذلك حاد الطرف يمكن ان يلتقم النملة، ثم ينفذ حولها الى العمق بحدبة، ويقلع بها
23
النملة من أصلها. واما امثال الصبيان فتذهب نملتهم ان يدخلوا الحمام فيضربهم هواء
24
الحمام ثم يخرجوا بسرعة ويطلوا دهن الورد بماء الورد.
25
علاج الجاورسية من بين اصناف النملة: الجاورسية تشبه النملة فى العلاج؛
26
لكن الاولى فى إسهالها ان تكون فى مسهلها قوة من مثل التربد مع ما يسهل الصفراء.
27
وان كانت قوة من الأفتيمون فهو اجود، لانه لا بد هناك من سوداء وبلغم يخالط الصفراء،
28
ثم يوخذ العفص، والكرمازك والصندل، وقشور الرمان، والطين الأرمنى يجمع كله
29
فى خل وماء الورد مقدار مالا يلذع ويلطخ عليه بريشة. واللبن الحليب شديد الملائمة
30
لعلاج هذه العلة. فاذا جاوز الاول فيجب ان تعالج بمثل رأس السمك المليح محرقا
31
يطلى بالشراب العفص. وأقوى من ذلك ان احتيج إلى تجفيف بليغ ان يوخذ ورق
4-169
1
الباذروج فيجعل فيه القلقنديس ويستعمل. وأقوى من ذلك زنجار وكبريت اصفر محرق
2
يتخذ منه لطوخ بالشراب. أو بماء خبث الكرم الذى يبين عن إحتراقه.
3
|434vb33|الجمرة ــ بالجيم ــ والنار الفارسى وغير ذلك
4
هذان اسمان ربما اطلقا على كل بثر اكال منفط محرق محدت للخشكريشة <يشبه>
5
احداث الحرق والكى. وربما أطلق اسم النار الفارسى من ذلك على ما كان هناك بثر
6
من جنس النملة اكال محرق منفط فيه سعى ورطوبة، ويكون صفراوى المادة، قليل
7
السوداء قليل التقعير؛ ويكون مع بثور كثيرة صغيرة؛ كأن هناك خلط حار كثير الغليان
8
والبثر. واطلق اسم الجمرة على ما يسود المكان، ويفحم العضو من غير رطوبة؛ و
9
يكون كثير السوداوية غائصا، وبثره قليل كبير الحجم ترمسى. وربما لم يكن هناك
10
بثر البتة؛ بل ابتدأت فى الاول جمرة، وجميع ذلك يبتدئى بحكة كالجرب.
11
وقد تنفط النار الفارسى أو الجمرة. ويسيل منه شىء كما يسيل عن المكاوى
12
محرق. ويكون الموضع رمادى اللون اسود، وربما كان رصاصيا. ويكون اللهيب
13
الشديد مطيفابه من غير صدق حمرة؛ بل مع ميل الى السواد. والذى يخص باسم الجمرة
14
يكون أسود أصلا الجرح ناريا، وكان له بريق الخمر. والنار الفارسى منهما أسرع
15
ظهورا وحركة، والجمرة أبطأ وأغور؛ وكأن مادتها مادة البثر والقوبا؛ لكهنا حادة فى
16
النار الفارسى. وما عرض منهما فى اللحم فهو أسرع تحللا، وما عرض للعصب
17
فهو أثبت وابطأ تحلا.
18
وكل واحد منهما عن مرار اصفر محترق مخالط للسوداء، لذلك يحدث منهما جميعا
19
خشكريشة سوداء. وكان النار الفارسى أشد صفراوية، والجمرة أشد سوداوية. ولك
20
ان تسمى كل واحد منهما بالمعنى الذى يجمعها جمرة، ثم تقسم ولك ان تسميهما كلاهما
21
فارسيا لذلك المعنى بعينه، ثم تقسم ولك ان تعطى كل معنى اسما وقد فعل
22
جميع ذلك ولا كثير فرق فيه. وقد تكون مع هذه ومع اصناف النملة الجاورسية
23
الرديئة حميات شديدة الردأة قتالة. وقد تحدث هذه بسبب الوباء، وكثيرا ما تشبه
24
الفلغمونى، وإلى سوادما فى ابتداء الأمر، وخصوصا فى سنة الوباء.
25
علاج الجمرة والنار الفارسى: لا بد من الفصد ليستفرغ الدم الصفراوى.
26
واذا كانت العلة قاتلة فلا بد من مقارنة الغشى به. وربما احتيج وخصوصا فى الجمرة
27
إلى شرط عميق ليخرج الدم الردئى المحتقن فيه الذى هو فى طبيعة السم، ولا
4-170
1
يفعل ذلك اذا كانت المادة مائلة الى الصفراوية. واما العلاج الموضعى فلا بد من مثل
2
علاج الحمرة. ولكن لا يجب ان يكون اللطوخ شديد التبريد كما فى الحمرة؛
3
فان المادة الى غلظ؛ ولانها بحيث لا تحتمل ارتداد القليل منها إلى باطن؛ لانها مادة
4
سمية. ولا يجوز ان يستعمل شديد القبض ايضا؛ فان المادة غليظة بطيئة التحلل.
5
ولا يجوز ان تستعمل المحللات لا فى أول الأمر من الظهور، ولا عند اول سكون
6
الالتهاب فتزيد فى كيفية المادة؛ بل يجب ان تستعمل الأدوية المجففة التى فيها تبريد
7
وتحليل ما مع دفع مثل ضماد يتخذ من لسان الحمل والعدس وخبز كثير النخالة؛ فان
8
مثل هذ الخبز ألطف فى جوهره. واضمدة تشبه هذه مما كتب فى الاقراباذين. و
9
ايضا العفص بخل الخمر، والشب بخل خمر.
10
ومن الأدوية الجيدة فى هذا الوقت وبعده ان يوخذ رمان حامض ويشقق،
11
ويطبخ مع خل حتى يلين، ثم يسحق ويوخذ على خرقة ويستعمل، فانه يصلح فى
12
كل وقت، ويقلع هذه العلة فى الإبتداء والانتهاء. وقد يقع فى أدوية هذا الوقت الجوز
13
الطرى وورقه مع السويق والزبيب والتين بشراب ودهن الخشخاش الأسود، و
14
أجوده ان يتخذ من الجملة ضماد.
15
ومن الادوية الصالحة فى اكثر الأوقات: أفيون وأقاقيا وزاج سورى وقشور
16
الزمان من كل واحد وزن درهمين، زهرة النحاس درهم، بزر النبج درهم، وامثال
17
هذه الأدوية انما توضع على ما لم يتقرح. واما المتقرح منه فلا بد فيه من المجفف
18
القوى مثل دواء أندرونى وفراسيون، واقراص بولوندروس، ودواء القيشور بشراب
19
حلو وميبختح، وسائر ما قيل فى علاج الحمرة المتقرحة والنملة الجاورسية. و
20
يجب ان تضمد عليها الاضمدة فى اليوم مرتين وفى الليل مرتين.
21
ولا تستعمل المعفنات ما قدرت؛ فانها تزيد فى رداء العلة. ويجب ان تضمد
22
ما يحيط بالوجع وموضع الاحتراق بالطين الأرمنى بالخل والماء، وسائر ما يبرد
23
ويردع، وما هو أقرب من ذلك بصوف الزوفا مغموسا فى الشراب. فاذا سكن
24
الالتهاب وبقيت القروح عولجت بمثل المراهم الراسية ومرهم ديابوطامون،
25
وسائر أدوية القروح المتاكلة المذكورة فى اقراباذين. والجوز العتيق الدهين صالح
26
للنار الفارسى فى هذا الوقت.
27
|435rb26|فى النفاطات والنفاخات
28
النفاخات تحدث على وجهين: احدهما بسبب مائية تندفع من غليان فى الاخلاط
4-171
1
تتصعد به المادة دفعة واحدة الى ما تحت الجلد، فتجد الجلد أكثف مما تحته فلا تنفذ فيه،
2
بل يبقى نفاخة مائية. والثانى ان يكون بدل المائية دم فيتقيح من تحت.
3
علاج النفاطات والنفاخات: اما تنقية البدن والفصد ونحو ذلك فعلى ما قد علمت،
4
وتستعمل التدبير والغذاء على النحو الذى ذكر، وتجعل عليها فى أول ما تكاد تظهر
5
مثل العدس المطبوخ بالماء، ومثل قشر الرمان، أو قشر أغصانه مطيوخا بالماء. كل
6
ذلك يوضع على موضعه بعد الطبخ والتليين فاترا. فان خرجت النفاطات وأردت علاجها
7
نفسها فالغليظ الجلد يوجع، فيجب أن يقفأ بالإبر ويسيل مافيها، والرقيق ربما تقفأ من
8
نفسه. ولا يجب ان يمهل بل يقفأ أيضا، وتعصر ما فيها بالرفق قليلا قليلا. ثم لا يخلو
9
اما ان يبرأ، واما ان يتقرح. فان تقرح عولج بالمراهم الاسفيداجية والمرداسنجية
10
ونحوها، وخصوصا اذا وقع فيها مثل الأيرسا، ومراهم الحمرة اذا سعت وتأكلت،
11
والنملة وسائر ما ذكرناه.
12
دوأ مركب: مرد اسنج رطل، زيت عتيق رطل ونصف، زرنيخ رطل، يطبخ
13
المرد اسنج بالزيت حتى لا يلتصق باليد، ثم يصب عليه الزرنيخ. وايضا دواء. يصلح
14
لما يقع منه على المذاكير والشفة ونحوها، وبالجملة على الاعضاء التى هى اشد حاجة
15
الى التجفيف: يوخذ قلقطار وقلقديس من كل واحد ثمانية، بورق اثنان، يسحق بماء
16
ويستعمل؛ وكذلك بعر الماعز بالعسل.
17
واذا سقطت الخشكريشة واللحمان الفاسدة، وظهر اللحم الصحيح فيعالج
18
بعلاج الجراحات البسيطة. وقد تسقط الخشكريشات واللحم الردى ادوية معروفة.
19
وباسكندرية يسقطونها بالحشيشة المسماة سارافياس. وايضا نارخس. وايضا طرماحسلس،
20
ودهن الاقحوان جيد لاسقاطها. وبالجملة فان الاشتغال باسقاط الخشكريشة.
21
وعلاج الباقى بعلاج الخراحات الصحيحة صواب جدا.
22
دوأ جيد مجرب للقدماء انتحله بعض المحدثين: يوخذ انزروت وصبر وكندر
23
واسفيداج وزنجار أجزاء سواء، طين أرمنى مثل الجميع يتخذ منها بنادق يوخذ ويحل
24
فى خل وماء، ويطلى به الموضع طلاء، حتى يحدث فيه تقبض شديد، ويصير خشكريشة
25
فاما ان تسقط بنفسها ان كان تحتها رطوبة، واما ان تحتاج الى أن تخلعها وتسقطها لا تزال
26
تفعل ذلك حتى يسقط الجميع.
27
|435va29|فى الشرى
28
الشرى بثر صغار كالنفاخات الى الحمرة. ما هى حكاكة مكربة تحدث دفعة
29
فى اكثر الأمر. وقد يعرض ان تسيل منها رطوبة، فربما كانت دموية و فى اكثر الامر
4-172
1
تشتد ليلا ويشتد كربها فيه وغمها. وسببها بخار حار يثور فى البدن دفعة اما عن دم
2
مرى أو عن بلغم بورقى. والدموى يكون أشد حمرة وحرارة، وأسرع ظهورا، و
3
البلغم أقل فى جميع ذلك. فاشتداد البلغمى ليلا اكثر من اشتداد الدموى. واذا كان
4
الشرى ياخذ موضعا واسعا فان لم يفسد خيف حمى الغب. ويجب ان تفصد فى
5
مهلة بينه وبين المبتدى.
6
علاج الشرى: اما ان كان الغالب الدم فيجب ان تبادر بالفصد، ثم تتبع باسهال
7
الصفراء ان احتملت القوة بمثل الاهليلج جزء ان ومن الايارج جزء. الشربة ثلاثة دراهم
8
فى السكنجبين. وتسكنه بمثل التمر هندى وماء الرمانين بقشرهما، اوماء الرمان المز
9
بقشره، ونقيع المشمش، وماء الرائب واقراص ''الطباشير، والكافور" بماء الرمان.
10
وسقى الماء الحار فى اليوم مرارا مما ينفع منه. وتلين طبيعة صاحبه. ومما يسكنه
11
نقيع السماق المصفى يوخذ منه ثلاث أواق. ومن أغذيته الطفشيل والخل ''بزيت ودهن
12
اللوزبحل وزيت بماء الحصرم" والرائب.
13
فاما ان كان الخلط بورقيا فتستفرغ البدن بالهليلج بنصفه تربذ. والشربة
14
ثلاثة دراهم. ويعطى العليل جوز السرو الرطب أوقية مع درهم صبر، ويوخذ العصفر
15
ويسحق ويضرب بخل حامض ويسقى ماء المغرة، أو ماء أجرة جديدة. وللبلغمى
16
يوخذ كبابة درهم مع ثلاثة دراهم سكر، او وزن ثلاثة دراهم بزر الفنجنكشت فى اللبن
17
الحليب. ومما جرب فوافق فى كل ضعف: فوذنج درهمان، طباشير درهمان، ورد
18
أحمر نصف درهم، كافور قيراط، يسقى فى ماء الرمان الحامض، أو يسقى الابهل على
19
الريق.
20
|435vb21|فى الاكلة، وفساد العضو، والفرق بين غانغرانا وسفاقلوس
21
الكلام فى هذه الأشياء مناسب من وجه [ما] للكلام فى الامور التى سلف
22
ذكرها فنقول: ان العضو يعرض له الفساد والتعفن بسبب مفسد للروح الحيوانى
23
الذى فيه، أو مانع اياه عن الوصول إليه، او الجامع للمعينين، ومثل السموم الحارة
24
والباردة المضادة بجواهرها للروح الحيوانى، ومثل الاورام والبثور، والقروح الردئية
25
الساعية السمية الجوهر. والذى يخطأ عليها كما يخطأ فى صب الدهن فى القروح
26
الغائرة فيعفن اللحم، وبالتبريد الشديد على الاورام الحارة فيفسد مزاج العضو الذى فيه.
27
وأما المانع فالسدة، وتلك السدة اما عرضية بادية، مثل شد بعض الأعضاء
28
فى اصله شدا وثيقا، فان هذا إذا دام فسد العضو لاحتباس الروح الحيوانى عنه، او
4-173
1
احتباس القوة الساطعة على الروح الحيوانى الذى فيه، التى تنتشر فى القلب من النفس
2
فيفسد مزاجها ويهلك. وقد يكون لسدة بدنية مثل ورم حار ردئى ثابت عظيم غليظ
3
المادة، ساد للمنافد ومداخل النفس الذى بها يحيى الروح الحيوانى. وهذا مع ما
4
يحتبس قد يفسد المزاج ايضا. وما كان من هذا فى الابتداء، ولم يفسد معه حس ماله
5
حس فيسمى غانغرانا، وخصوصا ما كان فلغمونيا فى ابتداء، وما كان من الاستحكام
6
بحيث يبطل حس ماله حس، وذلك بان يفسد اللحم وما يليه حتى العظم ابتداء، أو
7
عقيب ورم؛ فانه يسمى سفاقلوس. وقد يصير غانغرايا شفاقلوس، بل هو طريق
8
إليه. وكل هذا يعرض فى اللحم، ويعرض فى العظم وغيره. واذا اخذ يسعى
9
افساده العضو، ويورم ما حول الفاسد ورما يودى الى الفساد، فحينئذ يقال لجملة العارض
10
اكلة، ويقال لحال ''جرم العضو الذى قد فسد تعفن". ولولا غلظ مادتها لم تلزم
11
واندفعت.
12
العلاج: أما غانغرانا فمادام فى الابتداء فيرجى ان يعالج، واما اذا استحكم
13
الفساد فى اللحم فلا بد من أخذ جميعه، فاذا رأيت العضو قد تغير لونه وهو فى طريق
14
التعفن فيجب ان تبادر الى لطخه بما يمنع العفونة مثل الطين الأرمنى المختوم بالخل
15
<وما شاكل ذلك> فان لم ينجع ذلك لم يجد بدا من الشرط الغائر المختلف الوجوه
16
والمواقع، وارسال العلق، وفصد العروق المقارنة له الصغار لياخذ الدم الردئى مع
17
صيانة لما يطيف بالموضع مثل الاطلية المذكورة، ويوضع على الموضع المشروط
18
نفسه ما يمنع العفن؛ ويضاده مماله غوص أقوى مثل دقيق الكرسنة مع السكنجبين،
19
اومع دقيق الباقلا، وخصوصا مخلوطا بملح. ومما يطلى عليه الحلتيت وبزر القريص.
20
وايضًا زراوند مدحرج وعصارة ورق الخوخ جزء جزء، زنجار نصف جزء، يسحق حتى
21
يصير على ثخن العسل، ويطلى به القرحة وحواليها. ومن الأدوية المانعة للاكلة: أن
22
يوخذ الزنجار والعسل والشب بالسوية يلطخ به، فانه يمنع ويسقط المتعفن، ويحفظ ما
23
يليه.
24
فان جاوز الحال حال الوم وحال فساد لونه فاخذ فى طريق الترهل، وترطب
25
ترطيبا يسيرا، فهذا أخذ منه فى التعفن. فيجب ان ينثر عليه زراوند مد حرج وعفص
26
بالسوية حتى يجففه. وكذلك الزاج إيضا والقلقطار جيدان، خصوصا بالخل وورق
27
الجوزة. وكذلك قثاء الحمار أو عصارته طلاء. فان أخذ اللحم يفسد قطعة واسقطته بمثل
28
اقراص الأندرون. واقوى منه فلدفيون. فاذا سقطت طبقة تداركت بالسمن تجعله
29
عليه ثم تسقط الباقى حتى تصل الى اللحم <الحى> الصحيح. والزاج الأحمر نثور جيد
4-174
1
على الترهل والتعفن. واذا ظهر العفن فلا تدافع بالقطع والإبانة فيعظم الخطب.
2
واذا عظم الورم حول العفن فقد مدح له سويق بعصارة النبج؛ وليس هو عندى
3
بجيد؛ بل يجب ان يكون استعمال مثله على الموضع الصحيح ليمنع عنه ويردع.
4
واذا قطعت العضو الذى تعفن فيجب ان يكون ما يحيط به بالنار فذلك هو الحزم؛
5
أو بالادوية الكاوية المحرقة، وخصوصا فى الاعضاء السريعة القبول للعفن بسبب
6
حرارتها، ومجاورة الفضول الحاوية لها مثل المذاكير والدبر. فهذا القدر الذى نقوله
7
ههنا، وتجد فى كلامنا فى القروح المتعفنة ما يجب أن تضيفه الى هذا الباب.
8
|436rb11|فى الطواعين
9
كان أقدم القدماء يسمون باسم ما ترجمته بالعربية الطاعون كل ورم ويكون فى
10
الاعضاء الغددية اللحم والخالية، اما الحساسة مثل اللحم الغددى الذى فى العنق و
11
الثديين، وأصل اللسان. واما التى لا حس لها مثل اللحم الغددى الذى فى الإبط و
12
الاربية ونحوهما؛ ثم قيل من بعد ذلك لما كان مع ذلك ورما حارا قتالا؛ ثم قيل لكل
13
ورم قتال لاستحالة مادته الى جوهر سمى يفسد العضو، ويغيراون ما يليه، وربما رشح دما
14
وصديدا ونحوه، ويؤدى كيفية ردئية الى القلب من طريق الشرائين، فيحدث الخفقان
15
والقئ والغشى، واذا اشتدت أعراضه قتل. وهذا الأخر فيشبه أن يكون الاوائل
16
كانوا يسمونه قوماطا. ومن الواجب ان يكون مثل هذا الورم القتال يعرض فى اكثر
17
الأمر فى الاعضاء الضعيفة مثل الاباط والاربية وخلف الأذن، ويكون أردأها ما يعرض
18
فى الأباط، وخلف الأذن لقربها من الاعضاء التى هى أشد رياسة.
19
وأسلم الطواعين القتالة ما هو أحمر ثم الأصفر، والذى الى السواد لا يسلم
20
منه أحد والطواعين تكثر فى الوباء وفى البلاد الوبيئة. وقد وردت أسماء يونانية لاشياء
21
تشبه الطواعين مثل طرفسوس وقوماطا، وقوما حلاء؛ وبوبوس، وليس عندنا اكثر
22
تفصيل بين مسمياتها.
23
العلاج: اما الاستفراغ بالفصد وما يحتمله له الوقت، أو يوجبه بما يخرج
24
الخلط العفن فهو واحب. ثم يجب ان تقبل على القلب بالحفظ والتقوية بما فيه تبريد
25
وعطرية؛ مثل ماء حماض الاترج والليمو ورب التفاج والسفرجل، ومثل الرمان
26
الحامض، وشم مثل الورد والكافور والصندل، والغذاء مثل العدس بالخل، ومثل
27
المصوص الحامض جدا المتخذ من لحوم الطياهج والجدى. ويجب ان يكلل ماوى
28
العليل بالجمد الكثير، وورق الخلاف والبنفسج والورد والنيلوفر ونحوه، ويجعل
4-175
1
على القلب أطلية مبردة مقوية بما يعرف من ادوية أصحاب الخفقان الحار وأصحاب
2
الوباء. وبالجملة يدبر تدبير أصحاب الهواء الوبائى.
3
واما الطاعون نفسه وما يجرى مجراه مما سمى فيعالج فى البدء بما يقبض و
4
يبرد باسفنجة مغموسة فى ماء وخل، أو فى دهن الورد، أو دهن التفاح وشجرة المصطكى
5
اودهن الأس، هذا فى الابتداء. ويعالج بالشرط ان امكن يسيل ما فيه، ولا يترك
6
ان يجمد ويزداد سمية. وان احتيج الى محجمة تمص باللطف فعل. وما كان خراجى
7
الجوهر فيجب ان تشتغل عند انتهاءه، أو مقاربة الانتهاء بالتقييح. واذا كان هناك
8
حمى فتأن فى التبريد لثلا ترد المادة الى خلف. والتقيح يكون بمثل النطل بماء البابونج
9
والشبث، وسائر المقيحات اللطيفة التى نذكرها فى أبواب الخراجات.
10
قالوا: وأما قوماطا وبوبوس فينفعهما ضماد متخذ من البرشاوشان، والسرمق،
11
واللبلاب، وأصل الخطمى مع قليل اشج وعسل بالشراب، او دبق مع راتينج وقيروطى،
12
او وسخ كور النحل، وترمس منقع فى خل، أو أصل قثاء الحمار مع علك البطم،
13
او نطرون مع تين او مع خمير.
14
|436va25|فصل فى الاورام الحادثة فى الغدد
15
أما الأورام الغددية التى ليست تذهب مذهب الطواعين فربما وقعت موقع الدفوع
16
فى البحارين، وربما وقعت مرقع الدفوع عن الاعضاء الأصلية. وربما جلبها قروح
17
واورام أخر على الاطراف يجرى اليها مواد، فتسلك فى طريقها تلك اللحوم فيتشبث
18
بها كما يعرض للاربية والإبط من تورمها ممن به جرب أو قروح على الرجلين واليدين.
19
وربما كانت مع امتلاء من البدن. وربما لم يكن فى البدن كثير إمتلاء.
20
وعلاجها كما علمت يخالف علاج الاورام الأخر فى انها لا تبدأ بالدفع ولا
21
يستعجل فيها ذلك؛ بل الاستفراغ بالفصد، والاسهال ممالا بد منه. واما العلاج الأخر
22
فتوقف فيه ان أمكن حتى يستبين الحال. فان كان على سبيل البحران او على سيل
23
الدفع من عضو رئيس فينبغى له أن لا يمنع البتة؛ بل يجذب الى العضو اى جذب كان
24
ولوبا لمحاجم. واما ان كان لكثرة الامتلاء فالاستفراغ هو الأفضل، وتقليل الغذاء
25
وتلطيفه. ولا تستعمل الدافعات، بل المرخيات. مع انه لاينبغى ان تستعمل المرخيات
26
ايضا من غير استفراغ، فربما جنى ذلك على العضو بجذب المادة الكثيرة، بل اذا استعملت
27
المرخيات فاستفرغ مع ذلك، واجذاب المادة الى الخلاف. والخطر فى الدافعات
4-176
1
رد المادة إلى الاحشاء والاعضاء الرئيسة، والخطر فى المرخيات جلب مادة كثيرة و
2
الاستفراغ. وامالة المادة تومن مضرة المرخيات.
3
واذا اشتد الوجع فلا بد من تسكينه بمثل صوفة مبلولة بزيت حار، ثم يزاد
4
فيه فى أخره الملح حتى يسكن الوجع وتحلل، وفى الاول ربما زاد فى الوجع. واذا
5
كان البدن نقيا أو نقيته فحلل ولا تبال. وربما نجع فى التحليل مثل دقيق الحنطة،
6
وأسلم منه دقيق الشعير. وربما عظم المحلل القوى الورم فلا يستعمل الا اذا احتيج
7
الى دفع من الاعضاء الرئيسة بجذبه المادة عنها الى الورم خوفا على تلك الرئيسة.
8
وكثيرا ما يبرءها فى الإبتداء الزيت المسخن يصب وحده. واما اذا كان الورم فى لحم
9
رخو او فى عضو شريف مثل الثدى والخصية، ولم تخف من منعه آفة فامنعه و
10
اردع. واذا احسست ميلا الى صلابة فلين حيث كان.
11
|436vb17|فى الخراجات الحارة
12
الخراج من حملة الدبيلات ما جمع من الاورام الحارة. وكان اسم الدبيلة
13
يقع على كل ورم يتفرع فى باطنه موضع ينصب اليه مادة ما فتبقى فيه اية مادة كانت.
14
والخراج ما كان من جملة ذلك حارا فيجمع المدة. وقد يبتدئى الورم الحار ــ كما هو ــ
15
جمع وتفرق اتصال باطن. وقد لا يبتدئى كذلك بل يبتدئى ابتداء الاورام الحارة
16
الصحيحة، ثم يؤل امره عند المنتهى أن يأخذ فى الجمع. ولنوخر الكلام فى الدبيلات
17
الباردة التى تحتوى على اخلاط مخاطية [وجصية] وحصوية ورملية، وشعرية وغير
18
ذلك.
19
وعلى ان من الناس من خص باسم الدبيلات ما فيه اخلاط من هذا الجنس،
20
لكننا نتكلم الان فيما يجمع المدة؛ فان هذا ابتدأ اخراجا لمادة دفعتها الطبيعة فلم يمكن
21
ان تنفذ الجلد، ولا ايضا يتشربها اللحم؛ بل فرق لها اتصال لغلظها تفريقا ظاهرا، و
22
استكنت فى خلل ما تفرق. وفى الاكثر يظهر له رأس محدد، وخصوصا ان كانت
23
المادة حادة.
24
فهذه الخراجات تبتدئى وتجمع المدة ثم تنضج المدة ثم تنفجر. وربما احتاجت
25
الى تقوية فى الانضاج والانفجار؛ وربما لم تحتج. وكلما كان الخراج أشد ارتفاعا،
26
واحد رأسا واحمرارا فالخلط المحدث له أشد حرارة، وهو أسرع نضجا وتحللا و
27
انفجارا، وخصوصا الناتى البارز الصنوبرى. وما كان بالخلاف مستعرضا غائصا قليل
4-177
1
الحمرة فهو غليظ المادة ردئى، مائل الى باطن، قليل الوجع، ثقيل الحركة. وأردأ
2
هذا ما كان انفجاره الى الباطن، ويفسد ما يمر عليه. ومنه ما يندفع الى الجانبين.
3
واحمد انفجاره ما كان الى التجويف الخاص بالعضو الذى له مسيل الى خارج مثل
4
خراج المعدة؛ ولأن ينفجر الى باطنه وتجويفه خير من ان ينفجر الى ظاهره، وإلى
5
التجويف المحيط به المراق. كما ان الانفجار الدماغى إلى التجويفين المقدمين أحمد؛
6
لان لهما منفذا مثل ''الانف والاذن" واذا انفجر إلى الفضاء المحيط بالدماغ، أو إلى
7
البطن المؤخر لم يجد منفذا إلى خارج واضر إضرارا شديد.
8
وليس كل عضو صالحا لان يحدث فيه خراج؛ فان المفاصل يقل خروج الخراج
9
فيها؛ لان فيها اخلاطا مخاطية، ومكانها واسع غير خانق للمادة ولا حابس فيحوج
10
الى العفن. فان خرج هناك خراج فلامرعظيم. وأشر الخراجات ما يخرج على اطراف
11
العضل، وخصوصا العضل الكثيرة العصب.
12
والخراجات تختلف مدة نضج مدتها بحسب الخلط فى لطافته وغلظه، والمزاج
13
فى حره وبرده واعتداله، وبحسب الفصل والسن وجوهر العضو. وانما لا ينضج
14
الخراج ويستحيل ما فيه قيحا لسب قلة الحار الغريزى فى العضو، أولسبب غلظ جوهر
15
المادة. وقد يبلغ من ذلك ان يتقيح فى باطنه، ولا يظهر للحس لغوور القيح وغلظ
16
ما عليه. والمدة قد توقف على نضجها سريعا، وقد لا توقف بحسب جوهرها فى الغلظ
17
فلا تلين بسرعة. وان نضجت والرقة فتلين بسرعة وبحسب ما عليها من اللحم الكثير
18
والقليل واسباب الخراج والوقوع الى المدة الامتلاء وكثرة المادة وفسادها، واسباب
19
اسبابها التخمة، والرياضات الردئية، والامراض التى لاتبحرن بالاستفراغ الظاهر،
20
والافات النفسانية من الغموم والهموم المفسدة للدم.
21
ومن الخراجات ضرب يسمى طرميسوس، وهو خراج ينفجر فيخرج ما تحته
22
شىء يشبه باللحم المجيد، ثم يظهر عنه مدة أخرى ومن الخراجات ضرب يسمى الثين
23
وهو خراج قرحى مستدير أحمر لا يعرى صاحبه عن الحمى فى اكثر الأمر. وحدوثه
24
فى اكثر الأمر فى الرأس وقد يحدث فى غيره.
25
دلائل كون الورم خراجا: اذا رأيت ضربانا كثيرا، او صلابة مساعدة وحرارة
26
فظن أن الورم فى طريق صيرورته خراجا.
27
دلال النضج وعلاماة: اذا رأيت لينا ما وسكونا للوجع فاعلم أنه فى طريق النضج.
4-178
1
احكام المدة
2
المدة الحميدة هى البيضاء الملساء التى ليست لها رائحية كريهة. وانما تصرفت
3
فيها الحرارة الغريزية وان لم يكن بد من مشاركة الغريبة. وانما يراد ملاستها ليعلم
4
انها متفقة الانفعال عن القوة الهاضمة. ولم يختلف فعلها فى عاص ومطيع ويطلب
5
ان لا يكون لها رائحة شديدة الكراهة لتكون أبعد من العفونة.
6
قالوا: ويطلب منها البياض لأن لون الاعضاء الاصلية بيض، ولن يشبهها
7
بها الا الطبيعة المقتدرة عليها. والمدة الردئية هى المنتنة الدالة على العفونة التى هى
8
ضد النضج، وتدل على استيلاء الحرارة الغريبة. فاذا خرجت مدة مختلفة الاجزاء،
9
متفننة الالوان والقوامات فهى ايضا من الجنس المخالف للجيد. ولا بد لكل مدة تحصل
10
فى بدن من عفونة، او نضج، أوتبرد و"يستحيل نحو أخر".
11
دلائل الخراج الباطن: إذا حدث ورم حار فى الاحشاء، وعرضت قشعريرات
12
وحميات لا ترتيب لها، واشتد الوجع، وكانت القشعريرة فى الأوائل أطول
13
مدة، ثم لا نزال تقصر مدتها، وازداد ثقل الورم، واعلم ان الورم صائر خراجا، وانه
14
هوذا يجمع. وانما تكون هذه الاوجاع فى الابتداء أشد، وكلما بالغ الانتهاء نقص؛
15
لان التمزق يكون فى الابتداء. والتمزق وتفرق الاتصال أوجع ما يحدث منه عند
16
ماحصل، وعند ما تصير المادة مدة تسكن ايضا الحمى الشديدة والالتهاب، وتسكن
17
الحمى الواقع لمشاركة القلب.
18
واعلم ان صلابة النبض هو الشاهد الاكبر. وان ظهرت علامات الخراج
19
والدبيلة فى الاحشاء، ولم يصلب النبض فلا تحكم جزما بالخراج فى الباطن؛ فانه مثله
20
ربما لم يكن فى الاحشاء؛ بل فى الصفاق الذى يحيط بالاحشاء، وأنت تحس الجانب
21
الذى فيه الخراج بالثقل الذى يتعلق منه أو بالوجع.
22
دلائل نضج الباطن: اذا عرضت دلائل الخراج الباطن، ثم سكنت الاعراض
23
من الحمى والقشعريرة والاوجاع سكونا تاما وبقى الثقل فاعلم ان المدة قد استحكمت
24
والنضج كان.
25
دلائل قرب انفجار الباطن: واذا عاودت الأوجاع ونخست ولذعت، و
26
اشتد الثقل، وتشابهت الحميات، فان الانفجار قد قرب. واذا عرض النافض بغتة
27
وسكن الثقل والوجع فقد انفجر، وخصوصا اذا ظهرت المدة مستفرغة تلذع ما تمر به؛
28
ولا بد من ذبول قوة وضعف يدخل. واذا انفجر الخراج الباطن انفجارا دفعة،
29
وخرج شىء كبير فربما عرض خفقان وغشى ردئى، وربما عرض موت لانحلال
4-179
1
القوة، وربما عرض قئى واسهال، وربما عرض نفث مدة كثيرة دفعة اذا كان الخراج
2
فى الصدر، وربما عرض اختناق اذا انفجر الى الصدر شىء كثير دفعة.
3
علاج الخراجات الظاهرة: اما الا ستفراغات وما تعالج به الاورام فى
4
أوائلها، الا ان يخاف رجوع المادة الى عضو شريف كما بينا، وكما يغلظ فيه الجهال
5
فامر يشترك فيه الخراج الحار والاورام الحارة غير الخراجية، والذى يختص به من
6
التدبير فهو تحليل ما يجتمع فيه.
7
وذلك على وجهين من التدبير: احدهما التدبير الجارى على السداد اذا لم يكن
8
الورم خارجا عن المعتاد خروجا كثيرا، وهو ان تحتال فى انضاج المادة مدة، وفى
9
تفجيره بعد ذلك؛ وان تراعى القوة وتحفظها لئلا يسقطها الوجع والانفجار دفعة؛
10
فان كثيرا من الناس يموتون غشيا وذبول قوة؛ بل يجب ان تراعى أيها الطبيب كيف
11
تقوى القوة، وتحفظها بما تعلم. فيجب ان تغذ وصاحب الدبيلة أغذية جيدة، الا ان
12
يكون الخراج فى الاحشاء فتحتاج ضرورة الى تلطيف الغذاء.
13
والثانى التدبير الخارج عن السداد لضرورة الحال، وهو انه اذا كان المرض
14
عظيما، والخراج مجاوزا فى عظمه المعتاد، وخيف استفحال الأمر فى انتظار النضج
15
فيه، أو علم ان القوة لا تفى بانضاج جميع ذلك، وان حاولت الانضاج تادى ذلك إلى
16
تاثير غير الانضاج، فلا بد من البط مع اتقاءك مس الحديد لما يلقى الخراج
17
من الأعضاء الكريمة التى فى مس الحديد لهاخطر. وكذلك اذا أحسست ان المادة
18
من الغلظ بحيث لا يمكن أن ينضج، أو خفت ان الحار الغريزى فى العضو من القلة
19
بحيث "لا يفى بالنضج"؛ أوخفت انها لتقصيرها بحيث يحيل احالة غير الانضاج الخفى،
20
أو يكون الخراج بقرب المفاصل، والاعضاء الرئيسة فيخاف افساده اياها. و[ان]
21
عولت فى الانضاج على الادوية المغرية والمنضجة لم يعد ان تمنع المغرية نفوذ
22
النسيم فى المسام، وتحرك المنضجة حرارة ضعيفة. وجميع ذلك يعين على تعفين العضو،
23
ففى امثال هذه لا بد من الشرط الغائير والبط العامق، ثم يتبع ذلك بأدوية هى فى غاية
24
التحليل والتجفيف.
25
ويجب ان يكون البط والشرط ذاهبا فى طول ليف عصب العضو؛ اللهم الا ان يراد
26
ان يبطل فعل ذلك العضو خوفا من وقوع التشنج فيقطع الليف عرضا، ويسلم مما يتخوف.
27
واكثر طول الليف مع طول البدن؛ الافى اعضاء مخصوصة فلذلك [تجد] اكثر طول الليف
28
مع كسر الاسرة الا فى اعضاء مخصوصة كالجبهة. ولا ينبغى ان يقرب من المبطوط والمشروط
29
ماء ولا دهنا، ولا شئيا فيه شحم. وان لم يكن بد من غسل فبماء وعسل، او بماء وشراب،
4-180
1
اوبخل. فان اشتد الورم والالتهاب بعد البط ضمدت بالعدس وان لم يكن الى ذلك
2
حاجة استعملت الملحمات والمراهم.
3
واعلم ان هذا البط مولد للصديد، والوضر، والناصور؛ ولكن اذا لم يكن منه بد
4
فلا حيلة. واولى ما يصبر عليه الى ان تنضج الموضع اللحمية القلية العصب والعروق. واعلم
5
ان الصنوبرية المرتفعة المحددة الرؤس قلما تحتاج الى بط لا قبل النضبح ولا بعده.
6
تدبير الانفاخ والحيلة للتقيح فى الخراجات الظاهرة
7
الادوية المنضجة يجب ان تكون حرارتها قريبة من حرارة البدن وتكون لها تغرية ما. من ذلك فى
8
اول الدرجات النطول بالماء الفاتر، والتضميد بدقيق الحنطة او الشعير. والحنطة الممضوغة
9
اجود فى ذلك. والخبز مع ماء وزيت، او شمع وزعفران، ودقاق الكندر، والزفت بدهن الورد،
10
أو شحم الخنزير أوضماد من الخطمى وبزر الكتان ايضا. وضماد من التين اليابس الحلو
11
الدسم السمين وحده، اوبدقيق الشعر. ودقيق الشعر ايضأ وخصوصا ان جعل فيه زوفا،
12
وسعتر برى، او جمع بماء طبخ فيه مع قليل ملح من غيرافراط. وربما زدت فيه شحما او دهنا.
13
واقوى من ذلك حرف مع علك البطم. والادوية المركبة من الزبيب، والميعة، والقنة،
14
والمر، واللاذن، والراتينح، والسمن، والمصطكى، والزوفا الرطب، واصل قثاء الحمار،
15
واصل دم الاخوين، ومرهم جالينوس بدهن الخروع من غير شمع، وخصوصا اذأ اديف
16
هذا المرهم فى الزيت. وكذلك المرهم ذولوس، ومرهم باسليقون. ومن الجيد فى ذلك
17
دواء حجر مار قشيشا بأشق يجعل عليه ليسقط من نفسه.
18
|437vb41|تدبيرالخراجات الظاهرة اذا نضجت
19
اذا وجدت الخراج غليظ الجلد لا يرجى مع النضح انفجاره، وهنال عروق واوتار
20
وعصب، فيجب ان تبط؛ فانك ان تركت المدة فسدت وافسدت، واكلت العروق وليف
21
العصب. واشد ما يكون ذلك اذا كان بقرب المفاصل واطلب ببطك موضع
22
المدة، واجتهد ان يقع باب البط الى اسفل؛ الا حيث لا يمكن. وان كان ما على الخراج
23
سمينا فشققت فشق الباب فقط، فانه لا يلتصق السمين بما وراءه؛ وان كان نحيفا
24
فشق جميعه طولا.
25
واعلم ان الموضع الذى فيه المدة يتبين باللمس، وخصوصا اذا كبست باصبع
26
فانت تراعى باصبع أخرى ولو من اليد الأخرى، هل يندفع شىء من الكبس. وموضع
27
المدة يظهر من ميل لونه إلى البياض، وما لم ينضج يكون الى الحمرة. وقد يكون
28
موضع المدة الى خضرة وصفرة اذا لم تكن المدة جيدة. والمعتمد اللمس دون البصر:
29
على ان للبصر معونة.
4-181
1
ويجب ان يلزم فى الشق الخطوط الطبيعة من الأسرة الا عند الضرورة وفى
2
اعضاء مخالفة وضع الليف فى طوله لموضع الاسرة؛ فانك ان اتبعت فى بط خراج يكون
3
على الجبهة الأسرة سقطت جلدة الجبهة على الوجه، بل تحتاج الى ان تخالف الأسرة.
4
واما فى مثل الاربية فيجب أن تذهب مع الأسرة فى العرض من الجلد.
5
واذا بططت الخراج وأخرجت ما فيه فالواجب ان تبادر الى الصاق الجلد باللحم
6
لئلا يتخرق ويصلب، ويصير بحيث لا يلتصق، يحدث فيه المخابى التى لاتزال
7
تمتلئ، وتعود مثل الخراج الأول. وكلما نقيت لم تلبث ايضا ان تمتلىء وتصير بالحقيقة
8
من جنس النواصير. وقبل ان تلصقه فى الوقت يجب ان تنقيه. فان احتجت إلى أن
9
تدخل فيه مرودًا على راسه خرقة خشنة تنقيه به وتحكه، ثم تلصقه وتضبطه بالشد على
10
ما سنذكره من رباط الكهوف والقروح الغائرة كان صوابا جيدا. ويجب ان تراعى
11
فى البط ما ذكرناه من الشرائط، ثم تبط من أنضج موضع وألحمه، وابعده من العروق
12
الشرائين والأوتار.
13
وقال انطيلس: ان كان الخراج فى الرأس فشقه شقا مستويا، ويكون مع اصل
14
نبات الشعر، ولا يكون معترضا فيه لكى يغطيه الشعر، ولا يتبين اذا برأ. قال: وإذا كان
15
فى موضع العين فانا نبطه معترضًا. فان عرض فى الانف بططلناه مستويا بقدر طول
16
الانف. فان كان بقرب العين بططناه بطايشبه رأس الهلال، وصيرنا الإعوجاج الى أسفل
17
فان عرض فى الفكين شققناه شقا مستويا، لان تركيب هذا الموضع مستوى. ويعرف
18
ذلك من ابدان الشيوخ. وأما خلف الاذنين فانانبطه مستويا. واما الذراعان، والمرفقان،
19
واليدان، والأنامل، والاربتيان، فانا نبطها كلها الى الطول.
20
قال: فان كان بقرب الفخذين بططناه بلا مستديرا. والبط المستدير هو الذى
21
ياخذ مع أخذه فى طول البدن شئيا من عرضه؛ قال: لان هذا الموضع اذا لم يبط مستديرا
22
امكن ان تجتمع فيه المواد ويصير ناصورا، وكذلك ايضا يبط ما كان قريب المقعدة
23
لمكان الرطوبة التى تجتمع فيه، وفى الجنب والأضلاع يبط موربا. و
24
اما الخصى والقضيب فمستويا. قال: وتحرص ابدًا أن يكون البط متتابعا للشكل
25
الكيانى ما قدرت عليه. واما الساقان والعضدان فتشق بالطول وتتحفظ أن لا تصيب
26
العصب.
27
واعلم ان البط يختلف بحسب المواضع اذا كان عند العين فبطه مقرنا يشبه
28
وضع العين، وفى الانف بطول الانف، وفى الفك وقرب الاذن يشق مستويا؛ لان
29
تركيب هذا الموضع مستوى، ويعرف ذلك من أجساد الشيوخ. وأما خلف الاذن
4-182
1
فشق مستويا، والذراع والساق والعضد والفخذ كله مستوى بالطول. و
2
كذلك فى عضل البطن، وفى الظهر، وفى الاربية، والابط اجعله بطًا يأخذ من العرض
3
ايضا لئلا يصير فيه مخبأ يصير ناصورا. وكذلك ما كان قرب المقعدة فخذ فيه من
4
العرض أيضا لئلا يحدث مخبأ فيصير ناصورا. و[فى] الانثيين والقضيب مستويا
5
بالطول، وفى الجنب والأضلاع هلاليا ليكون مقرنا؛ لان وضع الاضلاع كذلك
6
واللحم الذى عليها.
7
قال: وتفقد ايضا وضع لحم الموضع وليف عضله، لانا انما نحرص على
8
ان نبط باتباع الموضع ليلا يحدث قطع. وليكن موضع الالتحام حسنا غير وحش
9
وليكن فى [كل] حال من همك ان لا تقطع شريانا ولا عرقا عظيما، او عصبة،
10
أو ليف عضلة. والبط بحسب عظم الخراج ان كان صغيرا يسيل ما فيه من
11
موضع فشقه فى موضع. وان كان عظيما فبطه بتزيده، ثم ادخل اصبعك السبابة
12
الايسر فيه وبط حيث تنتهى الى رأسه، ثم ادخل ايضا فى البط الثانى وعلى ذلك حتى
13
تأتى عليه. وان كان للخراج موضع متسفل يمكن ان يخرج ما فيه منه بططناه فى ذلك
14
الموضع. وان كان مستديرا وله شكل لا يخرج ما فيه من بطة واحدة بططناه فى أسفله
15
من موضعين أو ثلاثة بقدر ما تعلم ان كل ما يجتمع فيه يسيل فى الوقت.
16
قال: واذا كان الخراج فى مفصل أو عضو شريف، أو موضع قريب
17
من العظم، أو غشاء اسرعنا فى بطه قبل ان يستحكم نضجه لئلا يفسد القيح شئيا من
18
هذه الاعضاء. نقول: هذا هو التدبير اذا لم تجدبدًا من البط. فان رجوناه انه ينفجر
19
بنفسه فلاتبط. وكذلك ان رجوناه ينفجر بالأدوية المفجرة. وربما وجدت فى الادوية
20
المفجرة ما يقوم مقام البط. وكثيرا ما يبط الجلد بطًا ويوخذ منه شىء ثم يوضع عليه
21
المفجر ليكون أغوص له.
22
|438rb51|فصل فى المفجرات الخارجة
23
اما الخراجات السليمة التى لا كثير ردأة فيها فيفتح مثلها الماء الحار ويفجره.
24
واما المتعفنة فتتضرر بذلك ضررا شديدا لما يجلب اليها من المادة. واذا رأيت الخراج
25
اصله الماء الحار فثق بجودته. واعلم ان التضميد بأصل النرجس يفجر كل صعب،
26
وخصوصا مع ماء وعسل يغلى جميع ذلك فى دهن السوسن، وأصل القصب الطرى
27
مع عسل، أو زفت يابس مع وسخ كواير العسل، أو مرهم أو بوسلوس أو يوخذ شمع
4-183
1
وراتينج وسمن من كل واحد رطل، ومن الزفت اليابس والعسل نصف رطل،
2
ومن الزنجار ثلاث أواق، ومن الزيت قدر الكفاية. ودواء الثوم جيد جدا. أو يوخذ
3
الاشق ستة، شمع أربعة، [بطم اربعة] كبريت اصغر ثلاثة، نطرون ثلاثة يتخذ منه
4
مرهم.
5
ومما جربناه ان يوخذ لب حب القطن، والجوز الزنخ، والخمير، والكرنب
6
المطبوخ، والبصل المطبوخ والخردل، وذرق الحمام يتخذ منه ضماد فينفجر بسرعة.
7
وأيضا الدياخيلون مذوفا فى لعاب الخردل، والصابون، مذافا بالتين.
8
ومن الأدرية المفجرة القايمة مقام البط ان يستعمل مرهم ماخوذ من عسل
9
اليلاذر والزفت الرطب يجمعان بالنار سواء، ثم يجعل على الخراج نصف يوم فيفجره.
10
ومما هو قوى ايضا أن يوخذ القلى والنورة غير المطفأة، فيجعل فى غمرة ونضف
11
ماء، ثم يصفى بعد اغلاءه، ويكرر فى ذلك الماء القلى والنورة، ثم يوخذ ويجعل فى
12
قصعة من نحاس، يوضع على جمر فينعقد ملحا، ويوخذ من هذا الملح شىء، ومثل
13
ربعه نوشادر، ويحل فى لعاب الحرف وفيه شىء من عسل البلاذر ويستعمل.
14
وتوخذ الذراريح تسحق وتجعل على الزيت العتيق، وتجعل على نار لينة نار جمرة حتى يخثر
15
الجميع، ثم تسحق سحقا كالمرهم، ويتخذ منه ضماد، وخصوصا ان جعل عليه عسل
16
بلاذر، وخصوصا ان جعل فيه ذرق البازى، أو ذرق العصافير، أو ذرق البط. وذكر
17
بعضهم الكبيكج.
18
ومن الأدوية المحللة كل حال محلل يكرر على العضو مرتين فى اليوم مع
19
تسخيف العضو وخلخلته بالكمادات الفاعلة لذلك مما فيه رطوبة حارة وكلما تحلل
20
نقصت مرارا الوضع والتكميد.
21
ويجب ان لا يخلى التدبير عن الادوية الملينة حتى تلين صلابة ان حدثت ولا
22
تجمد المدة فان زالت المدة وتحللت وبقيت صلابة فالواجب استعمال الملينة وحدها
23
وهذه الادوية المحللة للمدة فهى من جملة البورق والخردل وزبل الطير والزرنيخ و
24
النورة والقردمانا ويخلط بمثل الكندر وعلك البطم والمصطكى والدبق ويجمع بالخل
25
والزيت العتيق والدواء المتخذ بالثوم والدواء المتخذ بالاقحوان ودواء يتخذ من العاقر
26
قرحا والميويزج والبورق بالعسل، وكل هذ ينظف الموضع قبله بماء حار. ودواء مار
27
قشيشا ونسخته: أن يوخذ من حجر المرقشيشا اثنا عشر درهما، أشق مثله، دقيق الباقلى
4-184
1
ستة دراهم، يخلط براتينج رطب، ويلطخ على جلده، أو يوضع على الخراج حتى
2
يسقط من ذاته. ويجب ان يستعمل فى الوقت فانه يجف سريعا.
3
دواء آخر. يتخذ من النوشادر قدر جزء ومن البلاذر قدر ربع جزء، ومن المرتك
4
قدر جزء وثلث، ومن الزيت العتيق قدر جزء [وثلثا جزء] يتخذ منه لطوخ واذا لم
5
تنفع الأدوية احتيج كما قدمنا ذكره إلى بط أو كى.
6
|438vb9|تدبير الخراجات الباطنة
7
أما الدبيلات الباطنة فيجب ان تدبرها بالاستفراغ، وخصوصا اذا دل المرار
8
الخارج فى البراز والبول على ان الدم كله ردئى. واما اذا اصلحا وحدس الطبيب
9
ان الدم جيد خلاما دفعه إلى الخراج وبعد الاستفراغ فيجب ان ينضج بأدوية معتدلة
10
مثل الشراب اللطيف الرقيق اذا شرب قليلا قليلا. والمعتمد فى انضاج المستعصى
11
منها الادوية الملطفة المجففة كالمر والدارصينى وسائر الافاوية، ويتبع شرب الشراب
12
الرقيق الذى الى البياض، ومن المركبات الترياق والمشروديطوس، والأمروسيا.
13
|438vb25|فى الدماميل
14
الدماميل ايضا من الخراجات واكثرها من ردأة الهضم، ومن الحركات على
15
الإمتلاء، وما يجرى مجرى ذلك. وأردى الدماميل أغورها.
16
علاج الدماميل: اذا ظهر الدمل فعلاجه الى قريب من ثلاثة ايام علاج الأورام
17
الحارة، ثم بعد ذلك ينبغى ان يشتغل بالتحليل والانضاج. فربما تحلل وذلك فى الأقل،
18
وربما نضج. ولا يجب ان يتغافل عن علاج الدمل، وكثيرا ما يؤل الى خراج عظيم،
19
وهذا يومن عنه الإستفراغ بقدر الواجب فصدا واسهالا. واذا كان للدمل ضربان
20
وقاعدة أصل فلا بد من نضج فاعن عليه. والمبتلى بكثرة ظهور الدما ميل يخلصه منها
21
الإسهال، وتسخيف الجلد بالحمام المستعمل دائما والرياضة.
22
ومن منضجاته بزر المرو مدقوقا مع اللبن، اومع التين والعسل أو التين بالعسل
23
نفسه. والحنطة الممضوغة جيدة لانضاجها. وكذلك الزبيب المعجون ببورق، أو
24
التين مع الخردل مخلوطا بدهن السوسن، والدواء الدملى المعروف. ودواء بهذه
25
الصفة ينضج بالرفق: سمن أوقية ونصف. خمير حامض أو قيتان بزر المرو المدقوق،
4-185
1
وبزر قطونا مدقوق من كل واحد أوقية ونصف، شيرج التين ثلاث أواق، حلبة
2
وبزر الكتان من كل واحد خمسة دراهم، يغلى فى اللبن ويستعمل فانه معتدل.
3
واذا كان الدمل عسر التقيح ساكن الحرارة ثقيلا فافصد العرق الذى يسقيه،
4
ثم احجم الموضع. ولا تفعل هذا فى الابتداء فيخرج الدم الصديدى. ويحتس
5
الغليظ، وتصير هناك قرحة صلبة. فاذا نضج ولم ينبط بططته اما بادوية واما بالحديد
6
بحسب ما قيل فى باب الخراجات. ومن مفجراته الجيدة بزر الكتان، وذرق الحمام
7
والخمير. فى التوثة
8
هذا ورم قرحى من لحم زائد يعرض فى اللحم السخيف، واكثره فى المقعدة
9
والفرج. وقد يكون سليما، وقد يكون خبيثا مولما.
10
[العلاج: هو فى الكبير النتو القطع بالحديد ثم استعمال المراهم المدملة،
11
وقد يكون فيما يكون دقيق الاصل بالحزم بالابريسم وشعر الخيل، وقد يكون الديك
12
برديك والقلدفيون ونحوها بحسب الابدان ثم بالمراهم.]
13
|439ra13|المقالة الثانية فى الاورام الباردة وما يجرى مجراها
14
الأخلاط الباردة، وما يجرى مجراها فى البدن، البلغم والسوداء والريح
15
والمركب منها، وقد عرفت أصنافها. والاورام الباردة اما ان تكون بلغمية أو سوداوية
16
اوريحية، واما مركبة. والاورام البلغمية اما ساذجة بلغمية وتسمى أوراما رخوة، واما
17
مائية، كما يعرض لعضو ما ان يجتمع فيه ماء كاستسقاء يخصه؛ واما دبيلات لينة كالسلع
18
اللينة، واما مستحصفة كالخنازير والسلع الصلبة. والسوداوية اما سقيروس واما سرطان.
19
وستعرف الفرق بينهما. وأما الريحية فاماتهبج، واما نفخة. فاما التهبج ان كانت
20
الريح منتشرة مخالطة بخارية، والنفخة اذا كانت الريح مجمعة فى فضاء واحد مرتكزة
21
فيه. وقد تتركب هذه الاورام بعضها مع بعض ومع الحارة.
22
|439ra32|فى الورم الرخو البلغمى المسمى أوذيما
23
هو ورم ابيض مسترخى لا حرارة فيه. وكلما كانت المادة أرق وأبل كانت
24
الرخاوة أشد، والاصبع أسهل نفوذا فيما تغمزه مع ممانعة ما فيه لاتكون فى التهبج.
25
وكلما كانت المادة أغلظ كان الى الصلابة والبرد اكثر. وكثيرا منه ما يكون عن
4-186
1
بخار البلغم فيكون من قبيل التهبج. ويفارق اوذيما أورام السوداء بقلة الصلابة وقلة
2
الكمودة. واذا عرض من ضربة ونحوها لم يصادف مادة تجذب الى موضعها غير
3
البلغم، فلم يورم غير ورم البلغم، وذلك قليل لم يخل من وجع.
4
علاج الورم الرخو: اما الاستفراغ بالاسهال واحتماء ما يولد البلغم فامر لابد منه.
5
واذا فعل ذلك فيجب ان يكون ردعه فى الابتداء بما يجمع التجفيف والتحليل. ويجب
6
ان يدلك المكان بمناديل دلكا صلبا، ثم يستعمل عليه المجففات، ولا يجب أن يمسه الماء.
7
ومن الجيد فى الابتداء ان يستعمل عليه اسفنجة جديدة مغموسة فى الخل الممزوج
8
او مغموسة فى ماء البورق والرماد، ففى جوهر الاسفنجة تجفيف وتحليل. وكلما تزيدت
9
العلة جعل الخل الذى يغمس فيه الاسفنجة أحذق قليلا، وعند المنتهى يبلغ به الغاية
10
فى الحذاقة. ويستعمل وحده فى الاسفنجة ومخلوطا بادهان شديدة التحليل. وفى
11
ذلك الوقت ايضا يستعمل الاسفنجة مغموسة فى ماء رماد التين والكرم والبلوط ونحوه
12
ويجب ان يكتنف الاسفنج بجميع الجوانب لئلا تميل المادة الى موضع أخر.
13
وقد تستعمل مكان الاسفنجة اذا لم توجد الخرق المطوية طاقين بماء الرماد،
14
واذا أديمت عليه واحدة بعد أخرى فربما كفت؛ وماء النورة أقوى. ومما ينفع إيضا
15
دهن الورد بالخل والملح والكبريت المحرق. والكبريت نفسه جيد. والحمص
16
بماء الكبريت عجيب النفع. والماميثا فى الابتداء وحده وببعض المجففات الحارة
17
جيد. والشد بالرباط نافع لما لا يكون فيه مادة غليظة. ويجب فى ذلك الرباط ان
18
يبتدأ من أسفل الى فوق. وعصارة الأس جيدة فى الابتداء، وجيد بعد ذلك ان تعجن
19
به الادوية من بعده.
20
واذا كان هذا الورم فى عضو عصبى كثيف، أو رباط، او وتر فاخلط فى أدوية
21
ما يقطع مع تليينه. واذا كان مع ذلك وجع للسبب الذى قيل فيجب ان يسكن الوجع
22
اولا بمثل الزوفا الرطب والميبختج، والقيروطيات من الزيت. وأن يستعمل النطل
23
بالشراب الأسود القابض، وبعد ذلك يستعمل ماء الرماد ونحوه.
24
ومن الاطلية الجيدة ان يؤخذ مر وحضض، وسعد، وصبر، وزعفران، واقاقيا،
25
وطين أرمنى قليل، ويعجن بخل وماء الكرنب. وايضا ورق الطرفا وملح وزيت
26
وطين أرمنى ضمادا بخل. وإيضا للمتقادم الوجع: يوخذ وسخ ويغلى ويقوم بنورة
27
تجعل فيه حتى يصير كالعجين الرخو ويطلى وايضا يطلى الموضع بالزيت، ويجعل عليه
28
اسفنجة أو صوفة مشربة بخل وتشد عليه. ودواء الخمير نافع. ومما هو نافع: ان
4-187
1
يوخذ ورق السوسن يسلق ناعما ويعصر، ويوضع عليه فانه عجيب. وكذلك الشبث
2
والحضض مذوفين بالخل وماء الرماد.
3
ومن الاطلية القوية النفع أخثاء البقر، والكندر، والميعة، والاشنة، وقصب
4
الذريرة، والسنبل، والأفسنتين كلها نافعة. وجميع الأدوية المذكورة لها فى جداول
5
الاورام المذكورة فى الاقراباذين. وقد ينفع الترهل العارض فى اقدام الحوامل ان يغمس
6
فقاح القصب التى يتخذ منها المكانس فى الخل ويوضع عليه، وأجوده ما يكون
7
بعد الدق، والقيموليا بالخل والشبث. ومن النطولات طبيخ الكرنب والشبث،
8
أو طبيخ قشور الترنج. وما كان من الترهل تابع للاستسقاء وأمراض أخر ابطله علاج
9
ما هو السبب.
10
|439va1|فى السلع
11
السلع دببلات بلغمية تحوى اخلاطا بلغمية، او متولدة عن البلغم صايرة كلحم،
12
أوكعصيدة، أو كعسل، أو غير ذلك، وخصوصا ما يحدث فى مابض المفاصل، أو
13
شئيا صلبا لا يبعد أن يوجب الحاقها بالسوداوية، الا انا جعلنا ها بلغمية، لان ذلك الصلب
14
بلغمم عرض له أن ييبس غلظا. وقد يعرض ان ينعقد العصب فيشبه السلع، ولا يكون
15
من السلع؛ ويفارق السلع بانه لايزول من كل جهة، ولا يزال طولا بل يمنة ويسرة.
16
وكثيرا ما يحدث من الضربة شبه سلعة. فاذا عولج فى الابتداء بالشد عليه زال وتحلل.
17
علاج السلع: ما كان من السلع غدديا فعلاجه القطع والبط لاغير. وكذلك
18
العلاج الناجع فى العسلية ونحوها. قال انطيلس فى السلع مدا ولا الجلد الذى فوق
19
السلعة بيدك اليسرى أو خادم يمده لك على نحو ما يمكن، لانه يحتاج ان
20
لايشق الكيس اى كيس السلعة فيمنعك ذلك من تقصى الكشط. فاذا مددت اليك الجلد
21
نعما فشقه برفق؛ لانه قد يمكن أن يكون مجاب السلعة امتد معه فى الاحوال فتانأ حتى
22
يظهرك حجاب السلعة، ثم مد الجلد من الجانبين بصنانير، وخذ فى كشط الكيس
23
عن اللحم؛ فانه ربما كان يمكن قشطه. وربما كان متصقا به، وعند ذلك فاسلخه
24
بالقمادين حتى تخرج الكيس صحيحا بما فى جوفه. فان ذلك أحكم ما يكون.
25
فاذا أخرجته ان كان الجلد لا يفضل عن موضع الجرح لصغر السلعة فامسح الدم،
26
واغسل الجرح بماء العسل وخيطه وألحه. وان كان يفضل عليه كثير العظم السلعة
27
فاقطع فاضله كله ثم عالج.
4-188
1
فان كانت السلعة تجاوز عصبا أو عروقا، وكانت مما تنكشط فلا بأس بكشطها.
2
وان كانت مما تحتاج ان تسلخ بالقمادين، وخفت ان تقطع شئيا غير ذلك فاخرج
3
منه ماخرج، واجعل فى الباقى دواء حادا ولا تلحمه، حتى تعلم انه لم يبق شىء من
4
الكيس، لانه ان بقى منه شىء عاد <كما كان وأوفى>. واذا جببت سلعة عظيمة
5
فاحشها بقطن ذلك اليوم، وعالجها بالدواء. ان شاء الله تعالى.
6
واذا بططت فيجب ان تنزع الكيس الذى يكون لها بتمامه ولو بالصنانير؛
7
فانه اذا ترك ولو قليل منه عاد. وان امكن ان يسلخ ويوخذ الكيس مع السلعة كان
8
أجود. وان بقى شىء من الكيس جعل فيه دواء حاد، ثم الحق يالسمن.
9
والعسلى من الخراجات يجب ان تجتهد حتى لا ينخرق كيسه، وتحتال ان يخرج
10
مع الكيس، فان كيسه ان انخرق صعب اخراجه. فان عرض ان ينخرق فالصواب
11
أن تخيطه على ما فيه. والمسلوخ عنه يجمع ويشد برباطات. واذا سال من ذلك
12
شىء كثير فيجب ان تراعى صاحبه بالمقويات للطبيعة، ويحفظ عند النوم، لانه ربما
13
بادر إليه الغشى. ويجب ان يعالج بعلاج من يخاف عليه الغشى.
14
وكثيرا من اصحاب السلع لا يحتملون السلخ، ولا الادوية الحادة لعظم مرضهم،
15
ولأمزجتهم ايضا، ولا يحتملون غير البط فيجب فى هؤلاء ان تبط سلعهم، ويخرج
16
ما يخرج عنها. ولا يتعرض للكيس؛ بل يجعل فيه كل يوم بعد اخراج ما يجتمع دهن
17
سمن مفتر. فان الكيس يعفن ويخرج بنفسه.
18
واما العسلية الشهدية فمن علاجها الجيد ان يبدأ فتكمد بشىء حار ثم تضمد بزبيب
19
منزوع العجم. والأولى أن يكشط [الجلد] ثم توضع عليه المراهم. وربما بلغ
20
الدواء الحاد فى كشط الجلد المبلغ المعلوم مثل النورة والصابون والرماد، وغير ذلك
21
مما يجرى مجراهما مما ذكر من مفجرات الخراج. وايضا يوخذ من النورة أربعة، و
22
من دردى الخمر المحرق درهمان، ومن النطرون درهمان، معزة درهم، يغلى فى
23
ماء الرماد غليات قليلة، ويجعل فى حقة من رصاص، ويندى دائما لئلا يجف.
24
وهذا الدواء صالح ايضا للثأليل والغدد ونحوها، وهو ان يوخذ من الخربق
25
والزرنيخ الاحمر جزء ان جزأن، ومن قشور النحاس اربعة أجزاء، يتخذ منه لطوخ بدهن
26
ورد، او يتخذ من بزر الانجرة وقشور النحاس وزرنيخ بدهن ورد.
27
ومن الاضمدة الجيدة للعسلية وجميع الخراجات والحارة ايضا، وما فيه خلط
28
لين: يوخذ لاذن. وقنة، ومقل، وأشق، ووصخ الكوائر اى كور النحل، وعلك
29
البطم اجزاء سواء يتخذ منه ضماد. ومن المدوفات بلا كثير لذع: يوخذ من البورق
30
ومثل نصفه خربق، ويتخذ منه موم روغن بالشمع، ودهن ورد. وايضا نورة جزء
4-189
1
قلقطار جزء زرنيخ جزء. واما الغدد التى تشبه السلع، وهى صنف من التعقد فان أمكنك
2
اخراجها كالسلع ولم يكن من ذلك مضرة بعصب أو عضو مجاور فعلت. وان كان
3
فى اليد والرجل وفى موضغ متصل بالعصب والاوتار فلا يتعرض لاخراجه فتوقع
4
صاحبه فى التشنج، بل رضه وشد عليه ما له ثقل حتى يهضمه. وعلامة مثل هذا ان
5
الغمز عليه يخدر العضو.
6
|439vb55|فى الغدد
7
قد يتولد فى بعض الاعضاء ورم غددى كالبندقة والجوزة وما دونهما. وكثيرا
8
ما يكون على الكف وعلى الجبهة. ويكون فى أول الامر بحيث اذا غمز عليها تفرقت
9
ثم تعود كثيرا وربما لم تعد. وعلاجها من جنس علاج السلع. وربما كفى ان يرض
10
ويفدغ، ثم يعلى <عليها> اسرب ثقيل يشد عليه شدا فيضمرها، وخصوصا اذا
11
طلى تحت الأسرب بطلاء هاضم مما علم. ويجب ايضا ان يستعمل الشد بعد انهضامها؛
12
فان ذلك سبب لمنع المعاودة.
13
|440ra12|فى البشور الغددية
14
قد يعرض ايضا بثور غددية صغار، فعلاجها شدخها، وعصر ما فيها، وشد
15
الاسرب عليها.
16
|440ra17|فى فوجثلا
17
فوجثلا من جنس أورام الغدد، فكانه يختص بهذا الإسم ما يكون خلف الأذن
18
وقد ذكرنا كلا ما كليا فى جميع ما يجرى مجراه.
19
العلاج: وعلاجه العلاج المذكور فى اورام الغدد، وفى اورام ما خلف الأذن.
20
ومما يخصه رماد الحلزون معجونا بشحم عتيق لم يملح، ولا نظير لهذا الدواء. وايضا
21
رماد ابن عرس يخلط بقيروطى بدهن السوسن ويعتق ويستعمل، وينفع من الخنازير
22
أيضًا.
23
|440ra29|فى الخنازير
24
الخنازير تشبه السلع، وتفارقها فى انها غير متبرئة تبرء السلع؛ بل هى متعلقة
25
باللحم. واكثر ما تعرض تعرض فى اللحم الرخو، ويكون لها ايضا حجاب عصبى
26
وقل ما يكون خنزير شديد العظم. وربما تولد من واحد منها كثير. وتشبه فى ذلك
4-190
1
الثاليل. وربما انتظمت عقدا، وصارت كقلادة؛ وكانها من عنقود. والخنازير بالجملة
2
غدد اسقيروسية. ومن الخنازير ما يصحبه وجع، وهو الذى يخالطه ورم حار و
3
مادة حادة. ومنها مالا يصحبه وجع وهو أعسر علاجا. وربما احتيج فى علاجها
4
الى بط والى تعفين.
5
وأشد الناس استعداد للخنازير فى ناحية الرقبة والرأس فصار الرقاب مرطوبى
6
الامزجة. واكثر المواضع تولدا فيها الخنازير الرقبة وتحت الابط، ويشبه ان يكون
7
انما سميت خنازير لكثرة عروضها للخنازير لسبب شرهها، او لسبب ان شكل رقاب
8
اهلها <فى الاكثر> يشبه الخنازير. واسلم الخنازير <الوصلى> ما يعرض للصبيان، و
9
اعسرها ما يعرض للشبان.
10
العلاج: الاصل المعول عليه فى علاج أصجاب الخنازير الاستفراغ وتلطيف
11
التدبير. ومن الاستفراغ الفاضل القئ. ولابد من الاسهال للبلغم الغليظ، وخصوصا
12
بالحب المعروف بالواصل. وايضا يوخذ من التربد والزنجبيل والسكر أجزاء سواء،
13
ويشرب الى درهمين، وهو مع اطلاقه للبلغم الغليظ غير مسخن ولا مسحج.
14
والفضد ايضا نافع. ويجب ان يكون لا محالة من القيفال.
15
فاما تلطيف التدبير فان يجتنب الأغذية الغليظة، وشرب الماء عليها، والتخمة،
16
والامتلاء، وليجوع ما أمكن، ويهجر كل ما يملا الرأس مادة. ويجب ان تصونوا
17
المنتهى لها الرأس عما يميل اليه المواد من النصبات المائلة مثل السجود والركوع
18
الطويلين، والوسادة اللاطية، وعن الافعال التى تجذب المواد الى الرأس، مثل الكلام
19
الكثير والصداع والضجر. والحجامة غير موافقة لاصحاب الخنازير فى اكثر الأمر.
20
وذلك انها لا يمكنها ان تستفرغ من المادة التى للخنازير وما يجرى مجراها، بل تجذب
21
إليها وتغلظها بما يخرج من الدم الرقيق، وكثيرا ما تعيد الخنازير الأخذة فى الذبول
22
والتحلل إلى حالها الأولى.
23
وجملة تدبير الخنازير تناسب تدبير سقيروس من جهة نفس العلة والخنازير
24
اذا كانت عظيمة فان الجرائحين يجنبون عن علاجها بالحديد وبالدواء الحاد. وذلك
25
مما يودى الى تقرحها وفسادها. ولا بد فى أمثالها من الاستفراغ والتنقية، وتلطيف
26
الغداء، واستعمال الادوية المحللة عليها بالرفق. وقد وجدنا لمرهم الرسل المنسوب
27
إلى السليحين فى الخنازير القادحة المنفجرة أثرا عظيما؛ ولكن بالرفق والمداراة.
28
ومن المراهم المستحبة للخنازير مرهم الدياخيلون. وقد يخلط بهذا المرهم
29
أدوية أخر تجعله أعمل؛ مثل اصول السوسن خاصة بخاصية فيه، ومثل بعر الماغر والغنم،
4-191
1
ومثل الحرف، وأصل قثاء الحمار وزبيب الجبل، والتين الذى سقط قبل النضج
2
ويبس، أو دقيق الباقلى، واللوز المر، والمقل يجمع إليه ويستعمل.
3
ومن المراهم الجيدة مرهم بهذه الصفة: يوخذ من دقيق الباقلى والشعير
4
وشحم <الخنزيرو> الاوز جزء جزء، ومن أصل الحنظل والشب اليمانى وأصل السوسن
5
والزفت الرطب من كل واحد نصف جزء، يجمع جميع ذلك بالزيت العتيق بالسحق
6
المعلوم بعد إذابة الشحم والزفت فى الزيت.
7
مرهم جيد يحلل الورم الصلب فى اسبوع وما هو دونه فى ثلاثة أيام وصفه
8
جالينوس فى قاطا جانس: يوخذ خردل، وبزر الابخرة، وكبريت، وزبد البحر،
9
وزراوند، ومقل، وأشق، وزيت عتيق، وشمع.
10
ومن الأدوية التى توضع عليه زفت معجونا به دقيق، أو مع عنصل، او معجونا به
11
اصل الكرنب المسحوق، وأصل الكبر مع المقل، والترمس بالخل والعسل،
12
أو بالسكنجبين، او أخثاء البقر مجموعة، او مطبوخة بالخل. وجميع هذه مع شحم
13
الخنزير أو مع الزيت.
14
دوآء جيد لذلك، حلبة اربعة أجزاء، نورة ونطرون جزء جزء يجمع بالعسل. و
15
ايضا أصل قثاء الحمار وورق الغار مدقوقا مع علك البطم، أو رمادهما مجموعا به. و
16
ايضا يجمع دقيق الكرسنة، وبعر الماعز والغنم، وخصوصا الجبلى ببول صبى و
17
يتخذ لطوخا.
18
وأيضا هذا الدواء. مر عشرة، أشق سبعة، دبق البلوط خمسة، قنة وهو
19
البارزد، ووسخ الكوائر واحدا واحدا، يدق الجميع. وايضا يجمع فى الهاون الدبق
20
المضوغ والراتينج من كل واحد رطل، قنة ثلاث أواقى يجمع ذلك وهو لطوخ
21
جيد.
22
ومن الأدوية الجيدة شمع، وصمغ الصنوبر، وشحم الخنزير غير مملح،
23
وفراسيون، وزنجار أجزاء سواء يتخذ منه لطوخ. وأيضا ريتبانح جزء، قشور النحاس
24
جزأن، شب يمانى وزرنيخ من كل واحد اربعة أجزاء يتخذ منه لطوخ. ومن الأدوية
25
الجيدة دواء القطران، ودواء قثاء الحمار، ودواء الكندس، والدواء المسمى
26
اسندوس.
27
والادوية المتخذة بالحيات والساذج منها ان توخذ الحية الميتة فترمد فى قدر
28
مطين بطين الحكمة، ويودع التنور المسجور، ثم يعجن بمثله خلا مخلوطا بعسل مناصفة. ومن
4-192
1
الادوية الجيدة لدلك دواء يتخذ من القردمانا والحرف، وزبل الحمام بالزيت، وكلها
2
نافعة ايضا فرادى وكذلك دقيق الكرسنة معها ووحده بالخل والعسل، أوبالزفت
3
والشمع والزيت. وايضا يوخذ زبيب الجبل، ونطرون، وراتينج، ودقيق الكرسنة
4
ويجمع بالخل والعسل. أو يوخذ أصل السوسن وبزر الكتان، ويغليان فى شراب،
5
ويجعل فيهما بعد ذلك زبل الحمام مقدار ما توجه المشاهدة، ويتخذ منه كالضماد فهو
6
عجيب وقد جرب بول الجمل الأعرابى، والمنعقد منه ضمادا أو مرهما، ومخاوطا
7
به الادوية الخنزيرية فكان نافعا. والمغاث من الاضمدة العجيبة الخنزيرية. وزعم
8
بعضهم وهو الكندى ان مشاش قرن الماعز اذا أحرق وسقى اسبوعا كل يوم درهمين
9
أبرأها، ويجب ان يفعل كل شهر أسبوعا.
10
واعلم ان من الخنازير ما يكون منها سرطانية ما؛ وفى مثل ذلك يجب ان يعجن
11
الأدوية الحارة المذكورة بدهن الورد، وتترك أياما ثم تستعمل. واما الخنازبر التى احر
12
مزاجا فلا يجب ان يفرط عليها من الأدوية الحادة؛ بل يكفيها مثل سويق الحنطة بماء
13
الكزبرة. وأقوى من ذلك المر مع ضعفه حضض معجونا بماء الكزبرة. ويكون
14
التدبير فى تغليب ماء الكزبرة أو تغليب الدواء الأخر بحسب المشاهدة، وما يوجبه شدة
15
الالتهاب أو قلته. ومما ينفعه ان يسعط بدهن نوى الخوخ المقشر المحرق.
16
فان احتيج فى علاج الخنازير الى استعمال الحديد فيجب ان يكون استعماله فى
17
الخنازير المجاورة للعروق الكثيرة، والعروق الشريانية، والعصب بتقية واحتياط؛
18
فان رجلا اخطأ فى بطنه عن بعض الخنازير فاصاب شعبة من العصب الراجع فابطل
19
الصوت. وقد يعرض ان لا يصيب العصب؛ لكنه يكشفه للبرد فيسؤ مزاجه، فيبطل
20
فعله الى ان يعاد إليه مزاجه بالتسخين؛ وربما أخطأ واصاب الاوداج. وشر الاوداج
21
فى ذلك الغائر؛ فلذلك اذا كشطت من جانب سليم فيجب ان تأخذ الخنزير، وتبطل
22
الباقى بالدواء الحاد، وان لا تتعرض لجانب الأفة.
|440vb16|[فصل] فى الأورام الصلبة:
الورم23
الصلب المسمى سقيروس الخالص منه <و> هو الذى لا يصحبه حس، ولا الم، وان
24
بقى معه حس ما، ولويسيرا، فليس بسقيروس خالص، والخالص منه وغير الخالص
25
الذى معه حس ما، فهو عادم للوج. والسقيروس اما أن يكون عن سوداء عكرية
26
وحدها أصلية، ولونه ايازى، وإما عن سوداء مخلوطة ببلغم، ولونه أميل إلى لون
27
البدن، واما عن بلغم وحده قد صلب.
28
والخالص فى اكثر الأمر لونه لون الاسرب شديد التمدد والصلابة <و> ربما
29
علاه زغب، وهذ الذى لا برء له، وقد يكون منه ما لونه لون الجسد، وينتقل من عضو
4-193
1
إلى آخر ويسمى قونوس، وربما كان بلون الجسد صلبا عظيمًا لا يبرأ ولا ينتقل البتة.
2
وكل سقيروس <ف> إما مبتدئى وهوسقيروس يظهر قليلا قليلا، ويزيد أويستحيل
3
عن ورم فلغمونى أو حمرة اوخراج فى موضع خال، واكثر ما تعرض الصلابة فى
4
الأحشاء، انما تعرض بعد الورم الحار اذا عولج بالمبردات اللزجة من الأدوية و
5
الأغذية. وقد ينتقل السقيرس إلى أن تصير سرطان، وقرب السقيرس من السرطان
6
وبعده عنه بحسب كثرة إلتهابه، وقلته، وظهور الضربان فيه خفاءه، وظهور العروق
7
حواليه، وغير ظهورها.
8
العلاج: يجب ان يعالج من هذه الاورام ما كان له حس وان يكون الاعتماد
9
بعد تنقية البدن بما يخرج الخلط الفاعل للعلة؛ وربما كانت تلك التنقية بالفصد إن
10
كان الدم كثير السواد على ما يحلل ويلين معًا ولا يعالجه بما يحلل ويجفف فيؤدى ذلك
11
إلى شدة التحجر ليجفف الغليظ ويحلل اللطيف.
12
ويجب أن تجعل لعلاجه دورين، دور التحليل بالمداواة بما ليس بحفيفه بكثير
13
اذ كل محلل فى الاكثر مجفف؛ والمرطب قلما يحلل، ويجب أن تكون درجة فى الحرارة
14
فى الثانية إلى الثالثة وفى التجفيف من الدرجة الأولى ودورا أخر للتلين، ويكون هذان
15
الدوران متعاقبين متعاونين، ويجب ان يجوع ذلك العضو فى دور التحليل، ويجذب
16
الغذاء الى مقابلته بتحريك <ذلك> المقابل ورياضته وايجاعه وان يشبع فى دور التليين
17
ويسبب إليه الغذاء بالدلك وما يشبهه وبطلاء الزفت وتختلف الحاجة إلى قوة الادوية
18
المحللة والملينة وضعفها بحسب تخلخل العضو وتكاثفه، وشدة الصلابة وضعفها
19
وايضًا فان تركيب الادوية يجب ان يجمع بين القوتين ويجب ان لا يستكثروا من
20
الحمام فيحلل اللطيف، ويجمع الكثيف، ولا يبلغ أن يلين الكثيف.
21
والملنيات التى لها تحليل ما هى مثل الشحوم كشحم الدجاج، والإوز، والعجاجيل،
22
والثيران، والأيايل خاصة ومخاخها، وشحم التيوس وشحم الحمار جيدلها، وشحوم
23
السباع مثل الأسد والدب. والذئب وما يجرى مجريها من الثعالب والضباع، وشحوم
24
الجوارح من الطير، ويجب ان يخلط بها مثل المقل، والاشق، والقنة، والميعة،
25
والمصطكى اذا هئيت للتحليل وتفرد اذا هئيت للتليين، وأفضل الشحوم المذكورة
26
شحم الأسد والدب ولعاب الحلبة والكتان فيهما تحليل وتليين، ويجب ان لا يكون
27
فى هذه الشحوم وامثالها من الملينات ملح البتة فان الملح مجفف مصلب، بل يجب
28
ان يكون فعلها فعل الشمس فى الشمع يلين ويذيب؛ ولا يبلغ ان يجفف.
29
ومن المحلات التى فيها تليبن ايضا كالمقل الصقلبى، والزيت العتيق، ودهن
30
الحناء، ودهن السرسن، والقنة، و اللاذن، و الميعة، والزوفا الرطبة وأجودها
4-194
1
اقلها عتقا وجفافا، وأشدها رطوبة. وايضا المصكى تقارب المذكورة، ودهن الحناء
2
ودهن السوسن، والتين البستى، والخروع فيه من التحليل والتليين معا ماهو فوق
3
الكفاية.
4
ومن الملينات ان يوخذ عكر البرز وعكر الخل يغليان ويصب بعد الاغلاء
5
الجيد عليهما أهال الإلية ويستعمل. ومن الأدوية الجيدة لذلك أن يؤخذ قثاء الحمار،
6
واصل الخطمى ويتخذ منها لطوخ؛ وان كان معها ميعة فهو اجود. وايضا اذا ظهر
7
لن فيجب ان يلطخ بأشق محلول بخل ثقيف اياما كثيرة ثم يعاود التليين، أو قنة وجاؤشير
8
او يوخذ قنة، واشق، ومقل ويسحق الجميع ويلت بدهن الناردين ودهن السوسن
9
مع شىء من لعاب الحلبة، والكتان ويتخذ كالمرهم ووسخ الحمام من الأدوية الشديدة
10
النفع اذا وقع فى مراهم الأورام الصلبة، وان لم يجد وسخ الحمام استعمل بدله
11
<ماء> الخطمى والنطرون.
12
ومن الأضمدة الجيدة فى وقت التحليل الأضمدة التى للخنازير مما ذكرناها،
13
وضماد باريس وقوناون. واذا كان الورم شديد الغلظ فلا بد من الخل فانه يقطع
14
ويوهن قوة العضو، وخصوصًا اذا كان عصبيًا فيكون اشد تخلية عن المادة وتسليما
15
لها إلى السبب الموثر من خارج؛ ولكن يجب أن يكون استعمال الخل وادخاله فى
16
الأدوية فى آخر الامر دون أوله وحين تقع المبالغة فى التليين، ومع ادخال فترات
17
التليين فيرفق باستعمال الخل؛ واذا لم يرفق بالخل اضر بالعصب وحجر وآخر
18
ما يكون الطبيب على استعمال الخل هو عند ما يكون الورم فى عضو لحمى مثل ما
19
يكون فى الطحال. وقد يطلى الموضع بالخل ويبخر به ثم يتبع بطلاء مثل الجاؤشير،
20
ثم الأشق، ثم يبدأ بالقليل الرفيق، ثم يزاد قوة، ثم يدرج إلى التليين، ويجب أن يستعمل
21
على الورم الدهن اللين الذى لاقبض فيه، وهو أوفق من الماء وخصوصا دهن الشبث
22
المتخذ من الشبث الرطب وما كان من الصلابة فى الأوتار والعصب فليعالج بالمقطعات
23
ومن المعالجات الجيدة لذلك التبخير بالحجارة المحماة مثل حجر الرحى، وافضل
24
ما يبخر عنه المارقشيثا، ويجب ان يبالغ فى التبخير والتدخين حتى يظهر العرق
25
وربما يطلى بالمار قشيشا مسحوقا بالخل فينفع، ويجب ان يرفق بها فى إستعمال الخل
26
لئلا يفرق اللطيف ويصلب الكثيف ولئلا تفسد قوة العصب بافراط، وهو فى الابتداء
27
ردئى. واجعل لاستعماله فترات فيها تليين فاذا ابتدأ فبخر العضو بمثل ما ذكر واطل
28
حينئد بالادوية الموافقة. وذلك فى العضو اللحمى اسلم.
29
|441rb41|[فصل فى] صلابة المفاصل:
قد يعرض فى المفاصل صلابة تمنع تحريك4-195
1
المفصل بالسهولة، ولا تبطل الحس وربما كان عصببا معه خدر ما، وربما كان لحميا
2
فالعلاج ما علمت.
3
|441rb47|[فصل] فى التى تسمى المسامبر:
ان المسامير عقد مستدبرة بيض مثل4
راس المسمار، وكثيرا ما تعرض الشجوج، وبعد الجراحات، وعقيب علاجها،
5
ثم تكثر فى البدن، واكثره يحدث فى الرجل، واصابع الرجل، وفى الأسافل
6
<عروضا> يمنع المشى فيجب ان يشق عليه ويخرج أو يفدع باليد دائما، ويلزم
7
الاسرب ان كان حيث لا يمكن ان يخرج. وكثيرا منه اذا لم يعالج صار سرطانا.
8
|441va1|[فصل] فى السرطان:
السرطان ورم سوداوى، تولده من السوداء الإحتراقية9
عن مادة صفراوية وعن مادة فيها مادة صفراوية احترق معها ليس عن الصرف العكرى؛
10
ويفارق سقيروس فانه مع وجع، وحدة، وضربان، وسرعة ازدياد لكثرة المادة
11
وانتفاخ لما يعرض فى تلك المادة من الغليان عند انفصالها إلى العضو، ويفارقه
12
ايضًا بالعروق التى ترسل حواليه إلى العضو الذى هو فيه كارجل السرطان ولا يكون
13
حمراء كما فى الفلغمونى بل إلى سواد، وكمودة، وخضرة وقد يخالفه بان الغالب
14
من حدوثه يكون ابتدًاء وغالب حدوث الصلب يكون انتقالا من الحار ويفارق سقيرس
15
الحق بان له حس وذلك لاحس له البتة. واكثر ما يعرض فى الاعضاء المتخلخلة،
16
ولذلك هى فى النساء اكثر، وفى الأعضاء العصبية ايضًا، وأول ما يعرض يكون
17
خفى الحال فانه اذا ظهر السرطان اشكل أمره أول ما يظهر فى اكثر الأمر، ثم تظهر
18
اعلامه، وأول ما يظهر فى الابتداء يكون كبا قلاة صغيرة. صلبة مستديرة كمدة اللون
19
فيها حرارة ما.
20
ومن السرطان ما هو شديد الوجع. ومنه ما هو قليل الوجع ساكن. ومنه
21
<ما هو> متأد الى التقرح؛ لانه من سوداء هى حراقة الصفرة المحضة وحدها. ومنه
22
ثابت لايتقرح، وربما انتقل المتقرح الى غير المتقرح، وربما رده الى التقريح
23
علاجه بالحديد، ويجعل له شفاها اغلظ واضرب. ويشبه ان يكون هذا الورم يسمى
24
سرطانا لاحد أمرين: اعنى اما لتشبثه بالعضو تشبث السرطان بما يصيده، واما لصورته
25
فى استدارته فى الاكثر مع لونه، وخروج عروق كالارجل حوله منه.
26
العلاج: الذى يجب ان يتوقع منه علاجه انه اذا ابتدأ فربما امكن ان يمنع
27
على ما عليه حتى لايزيد، وان يحفظ حتى لايتقرح. وقد يتفق فى الاحيان أن يبرأ
28
المبتدى، واما المستحكم فكلا. وكثيرا ما يعرض فى الباطن سرطان خفى، ويكون
29
الصلاح فيه على ما قال بقراط: ان لا يحرك فانه ان حرك فربما أدى الى الهلاك،
4-196
1
وان ترك ولم يعالج فربما طالت المدة مع سلامة ما، وخصوصا اذا اصلحت الاغذية
2
بما يبرد ويرطب، ويولد مادة هادئة سالمة مثل ماء الشعير، والسمك الرضراضى،
3
وصفرة البيض النيمبرشت، ونحو ذلك. واذا كانت هناك حرارة فمخيض البقر
4
كما يمخض ويصفى، وما يتخذ من البقول الرطبة حتى القرع.
5
وربما احتملت السرناطات الصغار القطع. وان امكن ان تبطل بشىء فانما
6
يمكن ان تبطل بالقطع الشديد الاستيصال المتعدى الى طائفة يقطعها من المطيف
7
بالورم السال لجميع العروق التى تسقيه حتى لا يغادر منها [شىء]، ويسيل منها بعد
8
ذلك دم كثير. وقد تقدم تنقية البدن من المادة الردئية اسهالا وفصدا، ثم احفظ
9
على نقاءه بالاغذية الجيدة الكم والكيف، وتقوية العضو على الدفع. على أن القطع
10
فى اكثر الأوقات يزيده شرا؛ وربما احتيج بعد القطع الى كى؛ وربما كان فى الكى
11
خطر عظيم؛ وذلك اذا كان السرطان بقرب الاعضاء الرئيسة والنفسية وقد حكى
12
بعض الأولين ان طبيبا قطع ثديا مسرطنًا قطعا من أصله فتسرطن الأخر. اقول: انه
13
قد يمكن ان كان ذلك فى طريق التسرطن فوافق تلك الحالة، ويمكن ان يكون
14
على سبيل انتقاله وهو أظهر.
15
ذكر تدبير اسهاله: من ذلك يسقى مرارًا [بينها] أيام قلائل كل مرة اربعة مثاقيل
16
افتيمون بماء الجبن، اوماء العسل، او طبيخ الافتيمون فى السكنجبين، وللقوى من
17
الناس ايارج الخربق.
18
ذكر الادوية الموضعية للسرطان. واما الادوية الموضعية للسرطان فيراد بها
19
اربعة أغراض: ابطال السرطان اصلا وهو صعب، والمنع من الزيادة، والمنع من
20
القرح، وعلاج التقرح. واللواتى يرادبها ابطال السرطان فينجى فيها نحو ما فيه
21
تحليل لما حصل من المادة الردئية، ودفع لما هو "فى حال حصول" فى العضو منها،
22
وان لا تكون شديد القوة والتحريك؛ فان القوى من الأدوية يزيد السرطان
23
شرا. ولذلك يجب إيضا ان يجتنب فيها اللذاعة. ولذلك ما يكون الأدوية الجيدة
24
لها هى المعدنية المغسولة مثل التوتيا المغسول وقد خلط به من الأدهان مثل دهن
25
الورد مع دهن الخيرى.
26
واما منع الزيادة فيوصل إليه بحسم المادة وإصلاح الغذاء وتقوية العضو بالأدوية
27
الرادعة، واستعمال اللطوخات المعدنية مثل لطوخ حكاكة حجر الرحى وحجر المسن،
28
ومثل لطوخ يتخذ من حلالة تنحل بين صلاية وقهر من أسرب فى رطوبة مصبوبة
29
على الصلاية، وهى مثل دهن الورد، ومثل ماء الكزبرة. وايضا فان التضميد بالحصرم
30
المدقوق جيد نافع.
4-197
1
واللواتى برادبها منع التقرح فاللطوخات المذكورة تمنع الزبادة اذا لم يكن
2
فيها لذع؛ فان جميعها نافع؛ وخصوصا اذا خلط بالحلالة المذكورة من <حكاكة>
3
وصلاية اسربية. واذا كان فى الجملة طين مختوم أو طين أرمنى، أوزيت انفاق
4
وماء حى العالم، والا سفيداج مع عصارة الخس، أو لعاب بزر قطونا، واسفيداج
5
الاسرب فهو تركيب جيد. ومما هر بالغ النفع التضميد بالسرطان النهرى الطرى،
6
وخصوصا مع اقليميا.
7
واما علاج التقرح فمما هو جيد لها ان يدام القاء خرقة كتان مغموسة فى ماء
8
عنب الثعلب عليه كلما يكاد يجف رش مائية عليه. أو يوخذ لب القمح واللبان و
9
اسفيداج الرصاص من كل واحد وزن درهم، ومن الطين المختوم والطين الأرمنى
10
والصبر المغسول من كل واحد درهمان يجمع هذه ويسحق. وتستعمل على الرطب
11
ذرورا، وعلى اليابس مرهما متخذا بدهن الورد. وقد ينفع منه رماد السرطان مع قيروطى
12
بدهن ورد، وأجوده المختلط به اقليميا. وقد ينفع فيه دواء التوتيا، والتوتيا المغسول
13
بماء الرجله، أو لعاب بزر قطونا.
14
|442ra19|فى الاورام الريحية ونفخات العضل
15
ان من الاورام الريحية ما يكون عن بخار سلس، فيشبه التهيج ويجرى مجراه.
16
ومنه ما يكون عن بخار ريحى ويسمى نفخة، وله مدافعة برفق وربما صوت ضربه
17
باليد، وخصوصا اذا صادف فضاء يجتمع إليه كالمعدة والأمعاء، ومابين الاغشية
18
المطيفة بالعظام وبين العظام، او المطيفة بالعضل وبين العضل. وكذلك ما يطيف
19
بالأوتار. وربما لم يتخلل الافضية؛ بل مزق الاعضاء المتصلة ودخلها، وتولد فيها
20
فاحوج الى تمزيقها. والريح تبقى وتحتبس لكثافتها وغلظها، ولتكاثف ما يحيط
21
بها، وضيق المسام. وربما توهم الانسان ان على عضو منه كالركبة ورم محوج إلى
22
البط فيبط فيخرج ريح فقط.
23
العلاج: اما ما يشبه التهيج فعلاجه من جنس علاجه. واما النفخة فتحتاج فى
24
علاجها الى ما يخلخل الجلد ويحلل ما فيه، ويمكن ان يكون له على الموضع مكث
25
مدة طويلة. ولا بد من ان يكون فى غاية اللطافة ليمكن للطافة أجزاءها من الغوص البالغ.
26
وربما احتاج الى وضع محاجم من غير شرط ليفش النفخة. و من أدويتها الموضعية
27
ادهان حارة مثل زيت لطيف الأجزاء طبخ فيه مثل السذاب والكمون، والبروز الملطفة
28
مثل بزر الكرفس والانيسون والنانخواه وما اشبه ذلك من المراهم المحللة وخصوصا
29
لما يقع فى الاعضاء الوترية والعضلية أن يوخذ وسخ الحمام، ويجعل مع الماء فى
30
الطبخير، و يصب عليه نورة غير مطفأه على قدر ما يحصل منها قوام كقوام الطين و
4-198
1
يلطخ به. وقد يعمل من الخمر والنورة مرهم معتدل جيد: يوخذ الزوفا اليابس
2
ويسحق، ويذر على قيروطى متخذ من الشمع ودهن الشبث، ويتخذ منه مرهم للطوخ.
3
والذى يعرض من النفخ فى العضل لرض يعرض لها فيجب ان يجتنب
4
الأدوية الحارة جدا والحريفة لئلا يستوحش الأعضاء منها وتشمزء، بل اذا عولج
5
بالمحللات فليخلط بها شىء من المسكنة للوجع، وذلك مثل علاجله بمثل المببختج
6
مضروبا بالزيت مغموسا فيه صوف الزوفا. وان كانت حرارة ما فدهن الورد مغموسًا
7
فيه صوف الزوفا [او محلو لافيه الزوفا] اعنى الرطب، ويستعمل جميع ذلك فاترا
8
الى الحرارة، ولا يترك ان يبرد. فان البرد ضار لمثله. فان كان هناك من الابتداء
9
وجع فيستعمل عليه الادهان التى فيها تسكين للوجع مع منع ما فى الابتداء كدهن
10
البنفسج والورد مع قوة من دهن الشبث. فاذا وجد بعض الخف جعل فى الأدوية
11
ما فيه زيادة قوة على التحليل مثل النطرون والخل، ثم مثل الرماد، والمراهم المحللة
12
مثل المراهم المذكورة.
13
|442rb26|فى العرق المدينى
14
العرق المدينى هو ان يحدث على بعض البدن بثرة ما فتنتفح ثم تنفط ثم
15
تتثقب، فيخرج منها شىء أحمر الى السواد، ثم لايزال يطول ويطول. وربما كانت
16
له حركة بارزة وتحت الجلد كأنه حيوان وكأنه بالحقيقة دود، حتى ظن بعضهم انه
17
حيوان يتولد. وظن بعضهم انه شعبة من ليف العصب فسد وغلظ. واكثر ما يعرض
18
يعرض فى الساقين. وقد رأيته على اليدين وعلى الجنب، ويكثر فى الصبيان على
19
الجنبين. واذا مد فانقطع عظم فيه الخطب والألم؛ بل مدة يوجع وان لم ينقطع
20
وقد قال جالينوس: انه لم يحصل من أمرها شئيا واضحا معتمدا؛ لانه لم يرها
21
البتة. ونقول: ان سببه دم حار، ردئى سوداوى، او بلغم محترق يحتد مع اشتداد
22
من يبس مزاج. وربما ولدته بعض المياه والبقول بخاصية فيها. واكثر ما يولده من
23
الاغذية ما هو جاف يابس. وكلما كانت المادة المتولدة عنها ذلك أحد كان الوجع
24
اشد. وربما حدث فى بدن واحد فى مواضع نحو أربعين وخمسين مع انه يتخلص منه
25
بالعلاج. ويقل فى الابدان الرطبة، والمستعملة للاستحمامات والاغذية الرطبة،
26
والمستعملة للاشربة بقدر. واكثر ما يتولد فى المدينة. ولذلك نسب إليها. وقد
27
يتولد ايضا فى بلاد خوزستان وغيرها. وقد يكثر ايضا فى بلاد مصر وبلاد أخر.
4-199
1
العلاج: اما الإحتراس منه فى البلاد التى يتولد فيها، والاغذية التى يتولد
2
منها فبمضادة سببه؛ وذلك باستفراغ الدم الردى فصدا من الباسليق، أو من الصافن
3
بحسب الموضع؛ وتنقية الدم بمثل ''شراب الهليلج" أو طبيخ الأفتيمون، وشرب
4
حب قوقايا خاصة، واستعمال الاطريفل المتخذ بالسناء والشاهترج، وترطيب البدن
5
بالاغذية المرطبة <ومثل> الاستحمامات، وسائر التدبير المرطب المعلوم. واذا
6
ظهر أثره اول ظهوره فالصواب ان يستعمل تبريد العضو بالأضمدة المبردة والمرطبة
7
مثل العصارات الباردة المعروفة مع الصندلين والكافور بعد تنقية البدن. واستظهر
8
ايضا بارسال العلق على الموضع.
9
ومن الاطلية الجيدة طلاء من صبر وصندل وكافور، او المر والبزر قطونا،
10
واللبن الحليب. وان لم <يكن> يرجع، ولكن أخذ يتنفط فربما منعه وصرفه،
11
وخفف الخطب فيه ان يشرب صاحبه على الولاء اياما ثلاثة كل يوم وزن درهم من صبر،
12
او يشرب منه يوما نصف درهم، وفى الثانى درهم، وفى الثالث درهم ونصف ثلاثة
13
ايام. ويطلى عليه الصبر، أو يطلى على فوهته رطوبة الصبر الرطب اللزجة؛ وكذلك
14
فى ابتداء ما يخرج. وان لم تبال بذلك وخرج فالصواب ان يهيأ له ما يشد به ويلف
15
عليه بالرفق قليلا قليلا، حتى يخرج الى أخره من غير انقطاع. وأحسنه رصاصية تلف
16
عليها، ويقتصر على ثقلها فى جذبه فيجذب بالرفق ولا ينقطع، ويجتهد فى تسهيل
17
خروجه بان يدام تسخيف العضر وخلخلته بالنطول بالماء الحار، واللعابات المبردة
18
والأدهان المنينة باردة ولطيف الحرارة وما يجرى مجراها ليسهل خروجه.
19
وربما لم يسهل بذلك؛ بل احتيج الى مثل التلطيف بدهن الخيرى، بل الزنبق
20
بل البان، وان يستعمل عليه مرهم الزفت. وان كل الحدس يوجب ان البط عنه
21
يخرجه بكليته ولم يكن مانع بططت واخرجت. فان كان اخراجه بالجذاب المذكور
22
لايسهل، والبط عنه لا يمكن فعفنه بالسمن؛ فانه يعفن بكليته ويخرج. واياك واستعمال
23
الحارة من الأدوية فانه ربما أدى الى الاكلة. واذا ادمن على اواخره الدلك بالملح
24
قليلا قليلا ودلك من خلف بالرفق ويدهن مخرجه باللطيف خرج بكليته؛ وخصوصا
25
اذا شق ابعد ما خلفه؛ وادخل تحته الميل هناك ودفع، واديم المسح، وهو يخرج
26
بالملح قليلا قليلا وبالرفق، فانه اذا عمل فيه ذلك فقد يخرج كله، وان انقطع و
27
كمن لم يكن بد من البط عنه الى أن يصاد كرة أخرى، ثم يخرج بالرفق ويعالج
28
الموضع بعلاجات الجراحات.
4-200
1
|442vb1|المقالة الثالثة فى الجذام
2
فى ماهية الجزام وسببه
3
الجذام علة ردئية تحدث من انتشار المرة السوداء فى البدن كله فيفسد مزاج
4
الاعضاء وهئيتها وشكلها، وربما أفسد فى أخره اتصالها حتى يتاكل الاعضاء، وتسقط
5
سقوطا عن تقرح، وهو كسرطان عام للبدن كله، فربما تقرح، وربا لم يتقرح
6
وقد يكون منه ما يبقى بصاحبه زمانا طويلا جدا. والسوداء قد تندفع الى عضو واحد،
7
فيحدث صلابة، أو سقيروس، أو سرطانا بحسب أحوالها. وان كانت رقيقة غالية
8
احدثت اكلة. فان اندفعت إلى السطح من الجلد أحدثت ما يعرف بالبرش والبهق
9
الأسود والقوبا ونحوه. وقد تنتشر فى البدن كله فان عقت أحدثت الحمى السوداوية
10
وان ارتكمت ولم تعفن احدثت الجذام.
11
وسببه الفاعلى الاقدم سؤ مزاج الكبد المائل جدا الى حرارة ويبوسة، فيحرق
12
الدم سوداء، او سؤ مزاج البدن كله، او يكرنان بحيث يكثف الدم بسبهما بردا وسببهما
13
المادى هو الاغذية السوداوية والاغذية البلغمة ايضا اذا تراكمت فيها التخمة، او
14
عملت فيها الحرارة، فحللت اللطيف، وجعلت الكثيف سوداء. والامتلاأت و
15
الاكلات على الشبع لهذا المعنى بعينه.
16
واسبابه المعينة انسداد المسام فيحتنق الحار الغريزى ويبرد الدم ويغلظ،
17
وخصوصا اذا كان الطحال سدديا ضعيفا لا يجذب، ولا يقدر على تنقية الدم من الخلط
18
السوداوى. او كانت القوة الدافعة فى الاحشاء تضعف عن دفع ذلك فى عروق المقعدة
19
والرحم، وكانت المسام منسدة. وقد يعين ذلك كله فساد الهوى فى نفسه، او لمجاورة
20
المجذومين؛ فان العلة معدية. وقد يقع بالارث وبمزاج النطفة التى منها خلق فى نفسه
21
لمزاج لها، أو مستفاد فى الرحم بحال فيها مثل ان يتفق ان يكون العلوق فى حال
22
الحيض. واذا اجتمع مرارة الهواء مع ردأة الغذاء، وكونه من جنس السمك والقديد،
23
واللحم الغليظ، ولحوم الحمير والعدس كان بالحرى ان يقع الجذم كما يكثر
24
بالاسكندرية.
25
والسوداء اذ خالط الدم أعان قليلها على تولد كثيرها،، لانه لا محالة تغلظ
26
من وجهين أحدهما بجوهرها الغليظ، والثانى ببردها المجمد. واذا غلظ نقصت
27
رطوبته فكان تجفيفه بحرارة البدن أسهل وقد يبلغ من غلظ دم المجذومين ان يخرج
28
فى فصدهم شىء كالرمل. وهذه العلة تسمى داء الأسد. وقيل انه انما سمى بذلك
4-201
1
لانه كثيرا ما يعترى الأسد. وقيل لانه يهجم وجه صاحبه ويجعله فى سحنة الأسد.
2
وقيل لانه يفترس من يأخذه تفرس الاسد. والضعيف من هذه العلة عسر البرء،
3
والقوى مايوس من علاجه، والمبتدئى أقبل، والراسخ أعصى. والكائن عن السوداء
4
المحترق عن الصفراء أهيج واكثر أذى، وأصعب اعراضا، وأشد احراقا وتقرحا؛
5
لكنه اقبل للعلاج. والكائن من ثقل الدم اسلم وأسكن ولا ينقرح. والكائن عن
6
السوداء المحترقة يشبه الصفراوى فى اعراضه؛ لكنه أبطأ قبولا للعلاج.
7
وهذا المرض لا يزال يفسد مزاج الاعضاء بمضادة الكيفية للكيفية الموافقة
8
للحياة اعنى الحرارة والرطوبة حتى يبلغ إلى الاعضاء الرئيسة، وهناك يقتل. و
9
يبندئى اولا من الأطراف والاعضاء اللينة، وهناك ينتشر عنها، ويتغير لونها. وربما
10
تادى الى تقرح، ثم يدب يسيرا يسيرا فى البدن كله، فانه وان كان [اول] تولده
11
فى الأحشاء فان اول تاثيره فى الاطراف؛ لانها أضعف. على انه ربما مات صاحبه
12
قبل ان تنعكس غائلته الظاهرة على الاحشاء والاعضاء الرئيسة. ويكون موته ذلك
13
بالجذم وسؤ مزاجه. ولما كان السرطان وهو جذام عضو واحد مما لا برء له، فما
14
تقول فى الجذام الذى هو سرطان البدن كله، الا ان فى الجذام شىء واحد، وهو
15
ان المرض فاش البدن كله. فاذا استعملت العلاجات القوية اشتغلت بالمرض، و
16
لم تحمل على الاعضاء الساذجة، وليس كذلك فى السرطان.
17
العلامات: اذا ابتدأ الجذام ابتدأ الوجه حمرة الى سواد، وتظهر فى العين
18
كمودة إلى حمرة، ويظهر فى النفس ضيق، وفى الصوت بحة بسبب تاذى الرية
19
وقصبتها، ويكثر العطاس وتظهر فى الانف غنة؛ وربما صارت سدة وخشما، و
20
ياخذ الشعر فى الرقة والقلة. ويظهر العروق فى الصدر وناحية الوجه. وتكون
21
رائحة البدن، وخصوصا العرق ورايحة النفس إلى النتن. وتظهر اخلاق سوداوية
22
من تيه وحقد وتكثر فى النوم احلام سوداوية ويحس فى النوم كأن على بدنه ثقلا
23
عظيما.
24
ثم يظهر الانتثار فى الشعر والتمرط فيه؛ خصوصا فيما كان من الشعر فى الوجه
25
ونواحيه، وربما انقلع موضع الشعر. وتتشقق الاظفار. وتاخذ الصورة تسحج،
26
والوجه يجهم، واللون يسود. ويأخذ الدم يجمد فى المفاصل ويعفن، ويزداد ضيق
27
النفس حتى يصير الى عسر شديد وبهر عظيم، ويصير الصوت فى غاية البحة،
28
ويغلظ الشفتان، ويسود اللون. ويظهر على البدن زوائد غددية تشبه بالحيوان الذى
29
يسمى باليونانية ساطورس ثم ياخذ البدن فى التقرح اذا كان جذام غير ساكن، و
30
يتأكل غضروف الأنف ويسقط الانف والاطراف، ويسيل صديد منتن، ثم يعود
4-202
1
الصوت إلى خفاء، ولا يكون قد بقى شعر، ويسود اللون جدا. ونبض المجذوم
2
ضعيف لضعف القوة وقلة الحاجة؛ اذا المرض بارد، وبطىء غير سريع لضعف
3
البرد. ولا بد من تواتر اذلا سرعة ولا عظم.
4
العلاج: يجب ان يبادر فيه بالاستفراغات والتنقية قبل ان يغلظ المرض.
5
واذا تحققت ان هناك دما كثيرا فاسدا فيجب ان تبادر وتفصد فصد ابليغا ولو من
6
اليدين. وان لم يتحقق ذلك فلا تفصد، فان الفصد من العروق الكبار ربما يضره
7
جدا اكثر مما ينفعه؛ ولكنه قد يومر بفصده من تفاريق العروق الصغار ان خيف
8
على فصد الكبار وعلم ان دما باردا فى الظاهر فيكون ذلك ابلغ من الحجامة والعلق،.
9
واقل ضررا بالاحشاء؛ وذلك مثل عرق الجبهة والأنف. واما فى الاكثر فالفصد
10
محتاج إليه فى علاج هذه العلة. ومما يستدعى الى ذلك ضيق نفسه وعسره. وربما
11
احتيج الى فصد الوداج عند اشتدادبحة الصوت وخوف الخنق.
12
واذا فصد فيجب ان يراح أسبوعا ثم يستفرغ بمثل ايارج لوغاذيا وايارج
13
شحم الحنظل، ويستفرغ بمطبوخات وحبوب متخذة من الافتيمون، والاسطوخودس،
14
والبسبايج، والهليلج الأسود والكابلى، والخربق الأسود، واللازورد والحجر الأرمنى.
15
ولا يضر ان يخلط بها شحم الحنظل والسقمونيا ايضا، خصوصا اذا كانت هناك
16
صفراء، ويضاف إليها صبر وقثاء الحمار والثيادريطوس جيد لهم. وايارج فيقرا
17
إيضا، وخصوصا اذا قوى بالسقمونيا من جيد مسهلات المجذومين؛ لاسيما اذا أشم
18
شمة من الخربق، او جعل معه الحجر الارمنى. وفى الصيف يجب ان يخفف ولا
19
يلقى فى المطوخ تقوية حتى ''لا ينثر ويثير".
20
بختج للمجذوبين: يوخذ اهليلج اصفر واهليلج أسود من كل واحد عشرة دراهم،
21
نانخواه خمسة دراهم، حلتيت طيب نصف درهم، زبيب منزوع العجم نصف من،
22
يطج بثلاثة اباريق ماء حتى يصير على الثلث، ويعصر ويصفى ويخلط فيه ماء العسل
23
وزن خمسة دراهم، ويسقى ويمرخ جسده بالسمن، ويجلس فى الشمس حتى يعرق،
24
او يخطوسبعين <اوتسعين> خطوة، ويتقلب على اليمين والشمال، والظهر واليطن
25
وياكل الخبز بالعسل، ويسقى هذا الدواء، على ما وصفنا سبعة أيام، ويجدد طبخه،
26
فى كل يوم.
27
وليس يكفى فى علاج هؤلاء الذين لم يستحكموا استفراغ واحد، بل ربما
28
احتيج الى ان يستفرغ فى الشهر مرتين أو فى كل شهر مرة بحسب موجب المشاهدة؛
4-203
1
وذلك بادوية معتدلة. وقد يسهل فى كل يوم بالرفق مجلسا ومجلسين بما يسهل ذلك
2
من الشربات النافضة النافعة من الأدوية المذكورة اربعين يوما <ولاء>. وأما القوية
3
جدأ مثل الخربق ونحوه والكثيرة الوزن فيكفى فى العام مرة ربيعا ومرة خريفا
4
واكثر من ذلك.
5
ويجب ان يقبل على ادمغتهم بالتنقية بمثل الغراغر المذكورة فى باب امراض
6
الرأس، وبالسعوطات المعروفة. نسخة سعوط: يوخذ دار فلفل وما ميران وشيطرج
7
وجوف الهرنج من كل واحد درهم، جوزبوا ومشكطرا مشيع من كل واحد نصف درهم،
8
عصارة الفنجنكشت ثلاثة قواطل، دهن حل ثلاثة قواطل، يخلط ويطخ حتى يذهب
9
الماء ثم يصفى ويحفظ فى زجاجة، ويسعط فى منخريه ماوسعا، ثم يتبع اذا اكثر
10
من ذلك بالسعوطات المرطبة المذكورة.
11
ويجب ان يجتنبوا عن كل ما يجفف ويحلل الرطوبة الغريزية. ويحرم
12
عليهم التعب والغم، وان ينقلوا من هراء يضاده، ويسقوا بعد التنقية الادهان، مثل
13
دهن اللوز بمثل عصير العنب، وذلك اذا استفرغوا مرازا.
14
ويجب ان يرتاضوا كل غداة بعد اندفاع الفضول من الامعاء ويكلفوا رفع
15
الصوت العالى، ويتوثبوا ويصار عوا، ثم يدلكوا. فاذا عرقوا فينشفوا، وبعد ذلك
16
يدهنون بادهان معتدلة فى الحر والبرد مرطبة فى اكثر الأمر مقوية فى الاول؛ فانهم
17
يحتاجون فى الاول الى مقعويات مثل الهليلج ايضا والعفص بخل. وربما استعمل
18
عليهم التمريخ بالدهن مع لبن النساء. وكذلك يجب ان يسعطوا به اذا كثر اليبس.
19
واذا هاج بهم غثيان قيؤا والاجود ان يستحموا ثم يتمرخرا. واذا استحموا
20
فمروخاتهم من مثل دهن الأس، والمصطكى، ودهن فقاح الكرم، ودار شيشعان،
21
ودهن القسط على الاطراف، ثم يراح المعالج منهم ساعة. ويعرض على القىء بالريشة،
22
ثم تسقى شئيا من الافسنتين. وربما احتيج الى تمريخهم فى الحمام بالملطفات المحللة
23
التى يقع فيها النطرون والكبريت وحب الغار وغراء البخارين؛ بل الخردل، والصعتر،
24
والفلفل، ودار فلفل، والعاقرقرحا، والميويزج. والخردل والصنوبر والفوتنج؛
25
والى تضميدها على أو صالهم، بل ربما احتيج الى مثل الفربيون، وذلك حين تكلفهم
26
ان يستحمو التحليل فضولهم ولتعريقهم؛ فان تعريقهم قانون فى علاجهم. وقد يمرخون
27
بالترياق والشيليشا والهفيارغان وربما احتيج الى تمريخهم بمثل ذلك فى الشمس
28
الحارة. وخير غسولاتهم فى الحمام ما قد طبخ فيه الحلبة مع الصابون الطيب. و
29
يجب ان يجتنب المجذوم الجماع اصلا.
4-204
1
واما الاشياء التى يسقونها فمن أفضل الأدوية لهم الترياق الفاروق المتخذ بلحوم
2
الافاعى. وترياق الاربعة والهفيارغان ودبيد كركما. وقد يسعط بهذه ايضا.
3
وان يسقوا من أقراص الافاعى ايضا وحدها مثقالا مثقالا فى أوقية شراب غليظ او
4
طلاء، وأقراص العنصل ايضا.
5
واعلم ان لحم الافاعى وما فيه قوة لحمه من أجل الادوية له. ولا ينبغى ان
6
تكون الافعى سبخبة ولاريفبية أو شطية؛ فانها فى الاكثر قليلة المنفعة، ولكثير منها
7
غائلة التعطيش والاتلاف به؛ بل يختار الجبلية، لا سيما البيض، وقطع رؤوسها وأذنابها
8
دفعة واحدة. فان كثر سيلان الدم عنها، وبقيت حية مضطربة اضطرابا كثيرا زمانا
9
طويلا فذلك، والا تركت. والموافق منها الكثير السيلان للدم والاضطراب
10
بعد الذبح. وتنظف وتطبخ كما يذكر لك، ويوكل منه ومن مرقته. والخمر التى
11
تموت فيه الأفعى أوتكرع <و تشرب> فقد عوفى بشربه قوم اتفاقا او قصد اللقتل
12
من الساقى ليموت ذلك المجذوم فيستريح ويستراح منه، او فعل ذلك طاعة لحكم
13
رؤيا. وملح الافاعى نافع ايضا.
14
فاما شور باجة الافاعى فان توخذ الافاعى المقطوعة الطرفين المنقاة عن الاحشاء
15
ثم تسلق بالكراث والشبث والحمص والملح القليل، وتطبخ بماء كثير حتى يتهرأ،
16
ويوخذ عظامه حينئذ عنه، وينقى لحمها ويستعمل [بأن] يوكل لحمها ويتحسى
17
مرقها على ثريدة من خبز سميذ. وربما طرح معها شىء من فراخ الحمام حتى يطيب.
18
وهذا التدبير ربما لم يظهر فى الابتداء نفعه ثم ظهر دفعة. وربما تقدم العافية
19
زوال العقل أياما ما. وعلامة ظهور فائدته فيه والوصول الى الوقت الذى يجب ان
20
يكف فيه عن استعماله ان يأخد المجذوم فى الانتفاخ فينتفخ، ثم ربما اختلط عقله،
21
ثم ينسلخ، ثم يعافى. فاذا لم يسدر ولم ينفخ فليكررعليه التدبير كرة أخرى.
22
ومما وصفوا لذلك ان يذبح الأسود السالخ، ويدفن حتى يدود ويخرج
23
مع دوده ويجفف، ويسقى من أفرط عليه الجذام منه ثلاثة أيام كل يوم وزن درهم
24
بشراب العسل. والتمريخ ايضا بما فيه قوة الافعى نافع له مثل الزيت بطبخ فيه، و
25
مثل هذا الدواء. يوخذ الاسود السالخ ويجعل فى قدر، ويصب عليه من الخل الثقيف
26
ثمان اواقى، ومن الماء أوقية، ومن الشيطرج الرطب، واصل اللوف من كل واحد
27
اوقيتان يطبخ على نارلينة حتى تتهرأ الحبة، ويصفى الماء عن الحية، ويتدلك به بعد
28
حلق اللحية والرأس، يفعل ذلك به ثلاثة أيام،
4-205
1
ويعرض لهم من استعمال الأدوية الافعوية الانسلاخ عن الجلد الفاسد،
2
وابتدال لحم وجلد صحيح. على ان تمريخ المجذوم بالمرطبات المعتدلة <فى>
3
الحرارة مما ينفع فى بعض الأوقات اذا اشتد اليبس. وكذلك اسعاطه بمثل دهن
4
البنفسج وفيه قليل دهن خيرى. وايضا مثل شحوم السباع والثيران والطيور، و
5
بمثل دهن القسط أو دار شيشعان، ودهن السوسن يحفظ الاطراف. وذلك بعد
6
التنقية، وقبل التنقية لا يمرخ البتة فيسد المسام.
7
ومن المشروبات النافعة لهم البزرجلى ودواء السلاخة. واللبن من أوفق ما
8
يعالج به، وخصوصا عند ضيق النفس، عسره، وبحة صوته فى فترات مابين
9
الاستفراغات. ويجب ان يشرب فى حال ما يحلب. ولبن الضان من أنفع الأشياء لهم.
10
ويجب أن يشرب منه قدر ما ينهضم. وان اقتصر عليه وحده ان امكن كان نافعا جدًا.
11
وان كان ولا بد فلا يزيد عليه شىء ان أمكن غير الخبز النقى، والاسفيدباجات بلحوم
12
الحملان وما أشبه ذلك مما سنذكره. فاذا اعاد النفس إلى الصلاح فالاولى ان يترك
13
اللبن ويقل على الأشياء الحريفة يتقيأ بها لا غير ذلك، ويستفرغ بما ذكر، ثم ان
14
احتيج عاود اللبن الى الحد المذكور. ويجب ان يكرر هذا التدبير فى السنة مرارا.
15
واما المستحكمون فلا يجب ان تشتغل بفصدهم ولا باسهالهم بدواء قوى،
16
فان الفضول فيهم تتحرك ولا تنفصل، بل ترفق بامالة المواد منهم الى المعاء واستعمل
17
من خارج ما يفش ويحلل.
18
ومن الأشربة الصالحة لهم ان يوخذ من الخل أوقية ونصف، ومن القطران
19
مثله، ومن عصارة الكرنب البرى النى ثلاث أواقى يخلط الجميع ويسقى بالغداة
20
والعشى. او يوخذ لهم من برادة العاج وزن عشرة قراريط فيسقونه فى ثلاث أواقى
21
شراب وسمن. أو يوخذ الحلتيت بالعسل قدر جوزة، او يوخذ من العنصل قدر عشرة
22
قراريط مع شراب العسل المقوم كاللعوق. أو يوخذ من الكمون وزن خمسة دراهم
23
من عسل مقدار ما يتقوم كاللعوق. وعصارة الفوذنج جيدة لهم جدا من ثلاث قوايوس
24
الى ست والسمك المالح يجب أن يستعملوا منه فى الاحيان كما يستعمل الدواء. و
25
يجتنبوا الحريفة جدا الا للقىء، والاعلى سبيل الأباربز.
26
وقد يعالجون بالكى المتفرق على أعضاءهم مثل اليافوخ ودروز الرأس، و
27
على اصل الحنجرة، والصدغين، والقفاء ومفاصل اليدين والرجلين. وقال بعضهم:
28
يجب ان يكووا فى أول الخوف من الجذام بكية فى مقدم الرأس ارفع من اليافوخ
29
واخرى اسفل من ذلك، وعند القصاص فوق الحاجب. وواحدة فى يمنة الرأس
4-206
1
واخرى فى يساره، وواحدة من خلف فوق النقرة وثنتان عند الدرزين القشريين،
2
وواحدة على الطحال. وتكون تلك الكيات بمكواة خفيفة دقيقة. واذا كوى على الرأس
3
فيجب ان يبلغ العظم حتى ينقشر العظم ولو مرارا كثيرة بعد ان يحفظ وصول ذلك
4
الى الدماغ على جملة مفسدة لمزاجه؛ فان الجهال ربما قتلوا بذلك اذا لم تخف ايديهم.
5
صفة ادوية نافعة مركبة لهم. منها مثل البزرجلى والبيشى الذى يقوم مقام
6
لحم الأفاعى فى هذه العلة، ومنها دواء السلاخة. فاما البزرجلى فله نسخة كبيرة ذكرها
7
الهند وجربوها، وصفتها ان يوخذ الهليلج الاسود وشيطرج الهندى من كل واحد
8
عشرة دراهم، دار فلفل خمسة دراهم، بيش ابيض درهمان ونصف، يدق ويلت بسمن
9
البقر ويعجن بعسل. والشربة مثقال الى درهمين بعد تنقية البدن. فان أخذ منه مثله
10
دواء المسك لم تخف غائلته فانه فادزهره.
11
صفة المعجون المسمى بزرجلى ألاكبر، وهو الجوانداران النافع من الجذام.
12
والبرص والبهق والقوبا والماء الأصفر والحكة والجرب العتيق؛ ويثبت العقل
13
ويذهب النسيان، وهو جيد للحفظ نافع للغشى. وهذا الدواء اتخذه علماء الهند لملوكهم:
14
يوخذ اهليلج وبليلج وأملح وشيطرج الهندى من كل واحد اربعة عشر درهم،
15
جوزبوا خيربوا وقشور الكندر، ومو وفو وفلفل وفلغلموية، ونار قيصر ونار مشك
16
وكندس وعصارة الاشقيل وساذج هندى من كل واحد ثمانية مثاقيل، ومن البش
17
الأزرق الجيد اربعة مثاقيل، تدق الأدوية وتنخل، ويسحق البش على حدة، ويسد
18
الذى يدقه أنفه وفمه، ويدهنهما قبل ذلك بسمن البقر بازاء سحقه الأدوية. ويوخذ
19
الفانيذ الخزائبنى الجيد او السجزى منوان ونصف بالبغداوى يرض ويلقى فى قدر
20
جديدة ويصب عليه من الماء بقدر ما يذوبه. فاذا ذاب فانزله وذر عليه الأدوية،
21
واعجنها به عجنا جيدا، ثم اتخد منه بنادق كل بندقة من مثقال، واسق منها كل يوم
22
واحدة على الربق بماء فاتر او نبيذ.
23
صفة معجون السلاجة وهو دوآء هندى فى طريق البزرجلى. وهو ينفع ايضًا
24
من تناثر الاشعار، وبياض الشعر، والبهر، والخفقان، وفتور الشهوة، والإسهال
25
الذريع، والاستسقاء، واليرقان، وقلة الزرع، والباسور، ويشبب الشيوخ وينفع من
26
الحكة والقروح، يوخذ من السلاجة المنقاة المغسولة مائتان وستون مثقالا. والسلاجة
27
هى أبوال التيوس الجبلية؛ وذلك انها تبول ايام هيجانها على صخرة فى الجبل تسمى
4-207
1
السلاجة، فتسود الصخرة وتصير كالقار الدسم الرقيق، ومن الهليلج والبليلج والاملج،
2
والفلفل، والدار فلفل، والدهمشت، وخيربوا وقرفة، وبسباسة، وعود "و باله
3
ودينكاره"، وطاشير واكتمكت، وبرنج، وفاقس من كل واحد اربعة مثاقيل، ومن
4
المقل مائتان وستون مثقالا، ومن السكر الطبرزد مأئة وأربعة وثلاثون مثقالا، ومن
5
الذهب الاحمر، والفضة الصافية، والنحاس الأحمر، والحديد، والأنك، والفولاد
6
من كل واحد ثمانية مثاقيل. تحرق الجواهر وتدق وتنخل مع الادوية وتخلط جميعا
7
بالسمن والعسل، وترفع فى بستوقة خضراء. والشربة مثقالان بلبن المعز اوبماء
8
فاتر، ويزاد فيه العسل المنزوع الرغوة سبعة وستون مثقالا، ومن السمن أربعة و
9
ثلثون مثقالا. فان طبخت كان خيرا؛ لانه يربو ويدرك فى أحد وعشرين يوما.
10
صفة احراق الفولاد. يضرب الحديد صفائح، ثم يطبخ هليلج وبليلج وأملج
11
ويصفى ماءها، ويجعل فى قدر نحاس ويوقد تحتها نارلينة، ويسخن الفولاد حتى يحمر،
12
ويغمس فى ذلك الماء ثم يعاد إلى النار ويحمى، فاذا احمر غمسته ايضا فى ذلك الماء
13
تفعل ذلك احد وعشرين مرة، ثم يصفى ذلك الماء، ويوخذ ايضا ثفله الذى يرسب
14
فيه من الفولاد ثم يعاد القدر على النار ويجعل فيها بول البقر ويحمى الحديد ويغمس
15
فيها احدى وعشرين مرة، ويوخذ ايضا ثفله حتى يخلص من ثفله ثمانية مثاقيل ومن
16
ثفل الفولاد ثمانية مثاقيل وكذلك فعل بالنحاس ايضا حتى يستوفى منه ثمانية مثاقيل.
17
واما الفضة فانها تبرد بالمبرد حتى تصير كالتراب، ثم يطبخ بماء الملح فى مغرفة حديد
18
حتى تحترق احتراقا جيدا. فان لم تحترق القيت فى المغرفة شئيًا قليلا من الكبريت
19
الأصفر فانها تحترق، وتأخذ منها ثمانية مثاقيل كل ذلك مدقوقًا منخولا.
20
واما إحراق الذهب فينبغى ان يبرد الذهب حتى يصير شبه التراب؛ وليكن
21
معه مثقال من الأنك وهو الاسرب، ويبرد الأنك مع الذهب حتى يذابا معا، ثم
22
يترك ساعة، ثم يبرد ايضا، ويزاد عليه مثقال من الانك ويبرد ايضا بالمبرد، ثم
23
يلقى فى المغرفة ويصب عليه ماء الملح، ويغلى حتى يذهب الماء ويبقى الذهب
24
والانك، ثم يدق فى الهاون نعما حتى يصير مثل الذريرة ويخلط بالأدوية.
25
واما تصفية السلاجة فعلى هذا: يوخذ ماء الحسك وبول البقر،، وتلقيهما
26
على السلاجة فى اناء حديد قدر ما يغمره، ويوضع فى الشمس الحارة ساعة، ثم يدلك
27
دلكا شديدا، ويصفى الماء عنه فى اناء حديد، ويوضع فى الشمس ثلاثة أيام ثم يصفى
4-208
1
ويوخذ ثفله الخاثر ثم يصب ايضا ماء الحسك والبول على السلاجة وتدبر كمادبرت
2
أولا، ثم تفعل ذلك ثلاث مرات، ثم يوضع فى الشمس احد وعشرين يوما حتى يغلظ
3
ويصير شبه العسل، ويسود مثل القار.
4
صفة معجون السلاجة الصغرى: ومنافعها كمنافع الكبرى: يوخذ السلاجة
5
المصفاة جزء، ومن الكور أربعة أجزاء، يدق الكور ويخلط معها مثل وزنها من العسل
6
ومثله من السكر، ومثل نصف العسل سمن البقر، وترفع فى قارورة. والشربة منه
7
مثقالان بلبن البقر فاترا.
8
صفة دواء نافع للجذام: يوخذ الاهليلج أسود منقى وأصفر منقى وزنجبيل من
9
كل واحد عشرة دراهم، نانخواه خمسة دراهم، حلتيت طيب ثلاثة دراهم، زبيب منقى
10
نصف مكوك يطبخ بثلاث دوارق ماء ــ والدورق اربعة أرطال البغدادى ــ حتى يذهب
11
الثلثان ويبقى الثلث، ثم يعصر ويصفى ويلقى على المصفى من العسل ما يكفيه، و
12
يسقى منه رطل، ويدهن على المكان بدن العليل بسمن البقر ويجلس فى الشمس حتى
13
يعرق، ويؤمر أن يمشى اذا أطاق ذلك سبعين خطوط. ويضطجع مرة على جنبه
14
الايمن، ومرة على جنبه الأيسر، ومرة بطنه ومرة على ظهره. وتغذى بالخبز
15
والعسل مقدار قصد سبعة أيام على ان تطرى له الأدوية كل يوم.
16
صفة طلاء للجذام: يوخذ أسود سالخ فيذبح ويصير فى قدر، ويصب عليه
17
من الخل الثقيف ثمان أواقى ومن الماء أوقية ومن انشيطرج الرطب واصل اللوف
18
من كل واحد أوقيتان، يطبخ على نار لينة حتى تتهرأ الحية <فى الطبخ> ثم يصفى بخرقة
19
وتنشر العظام من اللحوم ثم يصير الثفل فى اناء زجاج فاذا اردت العلاج فمره بحلق
20
الشعر الحاجبين والرأس، واطل عليه من ذلك ثلاثة أيام.
21
صفة طلاء آخر: يوخذ ميويزج وهليلج أسرد منقى وأملج من كل واحد
22
جزء يغلى بزيت انفاق ويلطخ به الموضع بعد ان يغسل بطبيخ العوسج والجلنار. وايضا.
23
يحرق الهليلج والعفص ويطلى عليه بحل.
24
وأما أغذيتهم فكل سريع الهضم حسن الكيمرس مثل لحوم الطير المعروفة
25
اسفيد باجاتها، والسمك الرطب الخفيف اللحم مع اباريز لا بد منها. وخير غذاءه
26
خبز الشعير النقى وخبز الخندروس، والاحساء المتخذة منها، والبقول الرطبة. وقد
27
يحتاج ان يخلط بمثل السلق والفجل والكراث. ولا يجب ان يغفل عن استعمال
28
المقطعات، وخصوصا قبل التنقية كالكبر والرازيانج والكراث؛ فان هذا ينقى غذاءهم
29
عن الفضول ويعد الفضول للاندفاع. فاذا استعملت الأدوية المحمودة فاستعمل
30
ايضا هذا التدبير. والسمك المالح فى هدا الباب جيد جدا لهم. ونحن نحرض على هذا
4-209
1
حين نريد ان نقيئهم ونسهلهم. والكرنب نافع لهم بالخاصية. والخبز باللبن والعسل
2
نافع لهم. والتين، والعنب والزبيب واللوز المقلو، والقرطم، حب الصنوبر وما
3
يتخذ من هذه موافقة لهم. ويجب ان ياكل فى اليوم مرتين على تقدير الهضم؛ فان
4
المرة الواحدة تضربهم وأن لا يشرب عند هيجان العلة الا قليلا، وعند سكون العلة
5
ان شرب من الرقيق الذى ليس بعتيق بقدر معتدل جاز. واذا انتثر الشعر من الحاجب
6
ونحوه فليعالج بعلاج داء الثعلب فى سائر ما نذكره فى كتاب الزينة.
4-210
1
|445ra30|الفن الرابع فى تفرق الإتصال
2
<وهو> سوى ما يتعلق بالكسر والجبر اربع مقالات
3
|445ra33|المقالة الأولى فى الجراحات
4
كلام كلى فى تفرق الإتصال: قد بينا فى الكتاب الأول أصناف تفرق الاتصال
5
على النحو الذى يجب فى مثل ذلك الموضع، ونربد ان نشير الأن إلى جمل من
6
احوالها يجب ان تكون معلومة لنا امام ما نريد أن نبينه فنقول: انا نروم فى بعض
7
الاعضاء الذى تفرق اتصالها ان يعود اتصالها كما كان، وذلك فى مثل اللحم. و
8
نروم فى بعضها ان يبقى تماسها بحافظ وان لم يعد اتصالها وذلك فى العظم اللهم
9
الا فى عظام الاطفال والصبيان فقد رجى فيهم ذلك العود.
10
واما العصب والعروق فقد قال قوم من الاطباء: انها لا تعود متصلة؛ بل ربما
11
يبقى عليها تماس التصاقى بحافظ يجرى عليها ويجمعها. وقد قال قوم: ان ذلك لا يتأتى
12
فى الشرائين وحدها. واما جالينوس فقد انكر ذلك عليهم وقال: بل قد تلتحم الشرائين
13
ايضا بمشاهدة من التجربة وتجويز من القياس. واما المشاهدة فلانه قدر أى الشريان
14
الذى تحت الباسليق، ورأى شرائين الصدغ والساق قد التحمت واما التجويز الذى من
15
<قبل> القياس فلان العظم طرف فى الصلابة لا يلتحم الاقليلا فى الاطفال، واللحم
16
طرف فى اللين يلتحم، والعروق والشرائين متوسطة بين العظام واللحم فيجب ان يكون
17
حالها بين بين، فيكون أقل قبولا للالتحام من اللحم، واسهل قبولا له من العظم. فيلتحم
18
إذا كان الشق قليلا وصغيرا والبدن رطبا لينا، ولا يلتحم فيما يخالفه وهذا ضرب من
19
الاجتجاج خطابى والمعول على التجربة.
20
|445rb32|جملة فى الجراحات
21
من الاعضاء أعضاء اذا وقع فيها جراحة عظم الضرر وقتل فى الاكثر؛ و
22
انما لا يقتل فى النادر مثل المثانة والدماغ والكلى والأمعاء الدقاق والكبد؛ مع انه
23
يمكن ان يسلم عليها اذا كانت خفيفة. واما القلب فلا يتوقع السلامة مع حدوث جراحة
24
فيه. واكثر من تعرض له جراحة فى بطنه. فاذا عرض له تهوع أو فواق او استطلاق
25
بطن مات. واذا كانت الجراحة فى مواضع يجب ان يشتد فيها الوجع والورم كرؤس
4-211
1
العضل وأواخرها، وخصوصا العصبانية منها. ولم يحدث ورم دل ذلك على أفة
2
مستبطنة انصرفت إليها المواد فلم تفضل للجراحة. وقد يجب ان تتامل ما نقوله فى
3
باب القروح من أحكام يشترك فيها القروح والجراحات اخرناها الى هناك التماسا للاوفق.
4
كلام كلى فى علاج الجراحات: الجراحة [اللحمية] لا تخلو اما ان يكون
5
شقا بسيطا مستقيما، أو شقا مستديرا، اوذا أضلاع [او] شقا مع نقصان شئيًا من لحم.
6
وقد يكون غائرا نافذا. وقد يكون مكشوفا. ولكل واحد تدبير، ويشترك الجميع
7
فى حبس الدم السائل. وقد جعلنا له بابا <مفردا>. وربما كان سيلان قدر معتدل من
8
الدم نافع للجراحات يمنع الورم والتبثر والحمى؛ فان من أفضل ما يعنى به فى الجراحات
9
ان يمنع تورمها؛ فانه اذا لم يعرض ورم تمكن من علاج الجراحة.
10
واما إذا كان هناك ورم او كان رض او فسخ اجتمع فى خلله مع الحراجة دم
11
يريد ان يرم، أو يتقيح لم يمكن معالجة الجراحة ما لم يدبر أمر ذلك ويعالج الورم.
12
فان احتقن فى الرض دم فلا بد من أن يتعجل فى تحليله ان كان له قدر يعتد به وتمديد؛
13
وذلك باحالته <فيه> قيحا وتحليله، وذلك بكل حار لين مما قد علم. ولهذا ما يجب
14
ان يعان سيلان الدم اذا قصر. وان كان الشق بسيطا مستقيما لم يسقط منه شىء كفى
15
فى تدبيره الشد والربط، ومنع الدهانة والمائية عنه، ومنع ان يتخلله شىء من الأشياء
16
لا شعر ولا غيره بعد حفظك لمزاج العضو، واجتهادك فى ان لا ينجذب الى العضو
17
إلا دم طبعى.
18
فان كان عظيما لا يلتقى اطرافه، لانه مستدير متباعد، او مختلف الشكل،
19
أو قد ذهب منه لحم قليل غير كثير فعلاجه الخياطة، ومنع إحتماع الرطوبة فيه باستعمال
20
المجففات الرادعة، واستعمال الملصقات التى نذكرها. وان كان غائيرا فالشد أيضا
21
قد يلصقه كثيرا ولا يحتاج الى كشفه، وربما احتيج الى كشفه ان أمكن؛ وذلك حين
22
مالا ينفع شده برباط يوثقه كما نبينه، وخصوصا حيث لا يقع الشد الجيد على أصل
23
الغور فتنصب إليه المواد لضعفه وللوجع <الذى لا بد منه>، ولاحوال نذكرها فى أمر
24
القروح. وان احتيج إلى كشفه لم يكن بد من وضع قطنة، وما يجرى مجراها على
25
فوهته تنشفه، وخصوصا حيث يكون الشد لا يقع على ألاصل كما قلناه، او تكون نصبته
26
نصبة لا يمكن ان تنصب المادة الرديئة عنه، أو يكون فيه عظم، أو يكون قد تخزف وصار
27
ناصورا، أو صار فيه رطوبة رديئة جدا. وهو حيئند فى حكم القروح دون الجراحات.
28
وقال العالم: انما يحتاج الجرج الى الربط الجامع للشفتين اذا احتاج إلى
29
الالزاق والالحام واما ان كان يحتاج ان ينبت فيه لحم فلا يحتاج الى ذلك؛ لكن
4-212
1
يحتاج مرة الى الرباط الذى يصب الوضر من فيه، ومرة الى رباط بقدر ما يمسك
2
الدواء عليه. قال وبحرى ان يكون لفوهة الجرح مكان ينصب الوضر عنه دائما
3
بطبعه اما بان يوقع البط هناك، واما ان يشكله بذلك الشكل، فانى قد أبرأت "جرحا
4
كبيرا" كان غوره حيث الركبة، وفوهته فى الفخد من غير ان جعلت فوهة أخرى
5
اسفل عند الركبة، لكن نصبت الفخد نصبة، كان الغور فوق، والفوهة أسفل، فبرأ
6
من غير بط فى الأسفل. وكذلك قد علقت الساعد والكف وغيره تعليقا تكون الفوهة
7
ابدا الى أسفل، فهذا قوله.
8
ونقول: ربما وقعت الجراحة حيث يوجب عليك القطع التام وابانة العضو
9
واما اذا كانت الجراحة اتقطع منها لحم كثير فيحتاج الى المنبتات للحم، وليس يكفى
10
ما يجفف ويمنع، بل ربما ضر المجفف والمانع من جهة ما يردع مادة ما ينبت
11
منه. وقد يكون الغور والنقصان من العظم حيث لا يمكن ان ينبت بالتمام فيبقى غور،
12
كما انه قد يتفق ان ينبت اكثر من الواجب فيكون لحم زائد.
13
ويجب ان يغتذى المريض ــ المراد انبات اللحم فى جراحته ــ بغذاء محمود
14
حسن الكيموس. وقد يكون المنبت حيث يمكنه ان ينبت اللحم. فاما الجلد فلا
15
ينبته اذا كان قد انقطع بكليته؛ بل انما ينبت مكانه لحم صلب ولا ينبت عليه الشعر،
16
واما العروق فكثيرا ما تتولد شعبها وتنبت كاللحم.
17
ومن الجراحات جراحات ذوات خطر مثل الجراحات الواقعة فى الاعصاب
18
وأطراف العضل، وسنذكرها فى باب احوال العصب. وكثير اما تتبعها اعراض
19
[منكرة] رديئة مثل ما يتبع جراحة طرف العضل من تغير اللون، وسقوط النبض
20
بعد تواتر وصفر، ويتأدى الى الغشى وسقوط القوة. وقد يتبعها التشنج، فكذلك
21
التى تقع قدام الركبة عند الرضفة؛ فانها تتبعها أعراض [منكرة] رديئة، وهى قاتلة
22
قلما يتخلص عنها. واذا وقع تشنج من مثل هذه الجراحات العضلية ولم يقبل العلاج
23
فالعلاج قطع العضلة عرضا، والرضى ببطلان فعل العضلة، ولكن ذلك مما يجب
24
ان يوخر ما أمكن علاج التشنج واختلاط العقل بشىء أخر غيره؛ ومثل جراحة
25
الركبة ربما احتيج ان يوضع بشق صليبى، وان يستظهر فى اورامه وقروحه و
26
جراحاته بالفصد والإسهان، ومنع الالتحام حتى تتنقى بالغا ثم تلحمه.
27
|445vb29|فى تعريف قوة ماينبت، وما يلحم وما يختم وما يأكل من الادوية
28
الدواء المنبت للحم هو الذى يعقد الدم الصحيح لحما. فان كان له تجفيف
29
شديد منع الدم الوارد فلم يكن مادة للحم. وان كان له جلاء شديد أزاله وسيله فافقد
4-213
1
المادة الموجدة للحم فيجب اذن ان لا يكون له كثير تجفيف، بل الى حد، ولا جلاء
2
قوى؛ بل جلاء قليل قدر ما يجلو الوضر من غير لذع. ولا يحتاج الى قبض يعتدبه
3
ويحتاج ايضا ان يكون فى الحرارة والبرودة بحسب ما تحتاج اليه الجراحة والقرحة
4
فى مزاجه، ان كانت زائلة عنه فبالضد بقدر الزوال. وان كانت غير زائلة زوالا يعتد
5
به فبالمشاكل للحار جدا حار جدا وللبارد جدا بارد جدا. وتراعى ايضا تاثير الدواء
6
فى الموضع ليقابله ان افرط فى إساءة المزاج.
7
واما الادوية الملحمة فهى التى تجمع بين المتباعدين، ولا تحتاج الى ان تتصرف
8
الا فى سطحهما فيلصق بينهما بالنداوة التى فى جوهر هما. وان كان دم حاضر فهى
9
التى تجفف الدم الحاضر فى الجرح المكتفى به فى الالتصاق سريعا قبل ان يتقيح.
10
ولا يمكنه ذلك ان لم يكن معه فضل قوة على التجفيف، ولكن يجب ان لا يكون جاليا،
11
فان الجلاء ضد الغرض فيه؛ لان الغض فيه جعل الحاصل من الدم غراءً ولصوقا.
12
والجلاء يجلو ذلك الدم ويبعده فيبعد المادة التى تتوقع منها التغرية. وليس يحتاج الى
13
نقصان من التجفيف كما تحتاج إليه المنبتة لان المنبتة تحتاج الى ان تسيل اليها المادة،
14
وتلك المادة يمنع سيلانها التجفيف والملحمة لا تحتاج؛ بل تحتاج الملحمة الى تجفيف
15
أقوى ويسير قبض.
16
والمدملة الخاتمة أشد حاجة الى القبض منهما جميعها. لانها تحتاج ان تجفف
17
ما هو بالطبع أشد جفافا اعنى الجلد؛ ولانها تحتاج الى تجفيف الرطوبة الغريبة، و
18
الأصلية تجفيفا شديدا جميعا، وما قلبه كان تحتاج الى ان تجفف الرطوبة تجفيفا اكثر،
19
والأصلية قدر ما تغرى وتغلظ، ولا تنقص من الجوهر. واما الأكالة الناقصة للحم
20
فيجب ان تكون شديدة الجلاء جدا.
21
|446ra26|فى بط الجرح وغيره اذا احتيج الى كشفه
22
قال جالينوس: يجب ان يشق من أشد موضع منه نتوًا وأرقه ويكون وجه
23
البط انما هو الى الناحية التى يمكن سيل القيح منها الى أسفل، وان يراعى فى البط
24
الأسرة والغضون على الوجه الذى ذكرناه فى باب الجراحات والدبيلات الا فيما
25
استثنينا. واما فى مثل الأربية والابط فيجب ان يذهب البط مع الجلد فى الطبع، ثم
26
توضع عليها المجففات من غير لذع مما هو مورد فى جد اول الأدوية المفردة. و
27
دقاق الكندر أفضل فيها من الكندر، لأن ذلك أشد قبضا. والصواب فى علاج الجراحات
28
اذا بطت ان لا يقربها الماء، وان كان لابد ولم يصبر العليل عن الإستحمام فيجب
4-214
1
ان يغيب الجرح تحت المراهم الموافقة مغشاة بالخرق المبلولة بالدهن تعشية
2
تحول بين ماء الحمام ورطوبته وبين الجراحات، أو يحتال فى ذلك بشئى من الحيل
3
الممكنة فيه.
4
|446ra48|فى تدبير الجراحات ذوات الأورام والأوجاع
5
يحتاج فى امثال هذه الجراحات الى الرفق، وأن يعتقد ان الجراحة لا تندمل
6
البتة ما لم يسكن الورم، ولا يتم ذلك الابما فيه تجفيف وتبريد فى أول الامر، وإرخاء
7
فى الثانى. وأن يستعمل فيه علاج الاورام بالجملة. ومما هو خاص بذلك مع عموم
8
نفعه فى كل عصو من الرأس الى القدم أن توخذ رمانة حلوة وتطبخ بشراب عفص
9
ويضمد به الموضع. ويجب أن يتأمل الى ما يؤول حال الورم مثل انك ان كنت
10
استعملت المرهم الأسود فرأيت الجراحة تشتد حمرتها او تتنفط ملت الى المبردات
11
والى المرهم الأبيض. فان رايتها تترهل او تصلب وقد استعملت الأبيض استعملت
12
الأسود أو غيره.
13
|446rb7|تدبير كلى فى جراحات الاحشاء من باطن [وظاهر]
14
الغرض فيما يتوهم أنه شق وصدع من باطن ان يلحم، ولا يترك الدم
15
يجمد فى الباطن، وان يمنع نزوف الدم. والادوية النافعة فى الغرضين الاولين
16
مثل البلابس اذا طبخت فى الخل، او يسقى من القنطوريون الكبير وزن درهم واحد.
17
وللطين المختوم فى ذلك غناء عظيم. واما ما يسقى بسبب منع النزف فمثل دانق ونصف
18
من بزر البنج بماء العسل، وسائر الأدوية المذكورة فى منع نزف الدم ونفثه.
19
واما الجرح والشق الظاهر ان فقال العالم: ان انخرق مراق البطن حتى يخرج
20
بعض الامعاء فينبغى ان تعلم كيف تضم الامعاء وتدخل. فان خرج شىء من الثرب
21
فيحتاج أن يعلم هل ينبغى أن يربط برباط وثيق ام لا، وهل تخالط الجراحة أم لا،
22
وكيف السبيل فى خياطته. وذكر جالينوس تشريح المراق، وذكرناه نحن فى
23
التشريح قال: ولما قد ذكرنا فى التشريح موضع الخصرين أقل خطرا اذا انخرق
24
من موضع البهرة وسط البدن، والخصران من الجانبين مقدار اربع أصابع عن البهرة.
25
قال: لان الشق اذا وقع فى موضع البهرة خرجت معه الامعاء اكثر، وردها فيه يكون
26
اعسر. وذلك ان الشىء الذى كان يضبطها انما كان العضلتان المخدرتان فى طول البدن
27
اللتان تحدرتا من الصدر الى عظم العانة. ولذلك متى انخرقت واحدة من هاتين
28
العضلتين فلا بد ان يخرج بعض الامعاء وتنتوا من ذلك الخرق؛ وذلك لان العضل
4-215
1
الذى فى الخصرين يضبطه، ولا تكون له فى الوسط عضلة قوية تضبطه. فان تهيأ
2
أن تكون الجراحة عظيمة خرج عدة من الأمعاء فيكون ادخالها أشد وأعسر.
3
واما الجراحات الصغار فان لم تبادر بادخال المعامن ساعته انتفخ وغلظ. و
4
ذلك لما تتولد فيه من الريح فلا يدخل من ذلك الجرح. ولذلك أسلم الجراحات
5
الواقعة بالمراق الخارجة ما كان معتدل العظم. قال: وتحتاج هذه الجراحات الى
6
أشياء أولها ان يرد المعا البارز الى الموضع الذى هوله خاصة، والثانى ان يخاط،
7
والثالث ان يوضع عليها دواء موافق، والرابع ان يجتهد ان لا ينال شئيا من الاعضاء
8
الشريفة من اجل ذلك خطر.
9
"فاقول ان" الجراحة من الصغر بحال لا يمكننا لصغرها ان ندخل المعا البارز،
10
وعند ذلك لابد اما ان تحلل الريح واما ان توسع ذلك الخرق. وان تحليل الريح
11
اجود ان قدرت عليه. والسبب فى انتفاخ المعاء هو يرد الهواء؛ فلذلك ينبغى ان تغمس
12
اسفنجة فى الماء الحار وتعصرها وتكمدبها. والشراب القابض اذا سخن ايضا كان
13
نافعا فى هذا الموضع. وذلك انه يسخن اكثر من اسخان الماء ويقوى الامعاء. وان
14
لم يحلل هذا العلاج انتفاخ المعا فليستعمل توسيع الجراحة. وأوفق الألات لهذا
15
الشق الالة التى تعرف بمبط النواسير. وأما سكاكين البط الحادة من الوجهين والمحددة
16
الرأس فلتحذر.
17
واصلح الأشكال والنصب للمريض ان كانت الجراحة متجهة الى الناحية
18
السفلى فالشكل والنصبة إلى فوق. وإن كانت الجراحة متجهة الى فوق فالشكل
19
والنصبة المتجهه الى أسفل. وليكن غرضك الذى تقصده فى الامرين جميعا ان
20
لا تقع سائر الامعاء على المعا الذى برز فيثقله. واذا أنت جعلت هذا غرضك علمت
21
انه ان كانت الجراحة فى الشق الأيمن فينبغى ان يأخذ المريض بالميل إلى الشق الأيسر.
22
فان كانت فى الأيسر أخذته بالميل الى الايمن. ويكون قصدك دائما ان تجعل الناحية
23
التى فيها الجراحة أرفع من الناحية الأخرى؛ فان هذا أمر يعم جميع هذه الجراحات.
24
فاما حفظ الأمعاء فى مواضعها التى لها خاصة بعد ان ترد الى البطن إذا كانت
25
الجراحات عظيمة فتحتاج الى خادم جزل. وذلك انه يحتاج ان يمسك موضع تلك
26
الجراحة كله بشدة من خارج فيضمه ويجمعه، ويكشف منه شئيا بعد شىء للمتولى لخياطتها.
27
ويعمد الى ماقد خيط منها ايضا فيجمعه ويضمه قليلا قليلا حتى يخيط الجراحة كلها
28
خياطة محكمة.
4-216
1
وأنا واصف لك اجود ما يكون من خياطة البطن فأقول: إنه لما كان الامر
2
الذى تحتاج إليه هو ان تصل مابين الصفاق والمراق قد ينبغى لك ان تبتدئى فتدخل
3
الابرة فى الجلد <وفى العضلة> من خارج إلى داخل واذا انفذت الابرة فى الجلد
4
الذاهبة على استقامة فى طول البطن كلها تركت الحافة من الصفاق فى هذا الجانب
5
لا تدخل فيه الابرة، وانفذت الابرة فى حافته الأخرى من داخل الى خارج، <ثم
6
تنفذها من داخل الى خارج فى الحافة الأخرى من المراق> واذا انفذتها فانفذها ثانية فى هذه
7
الحافة نفسها من المراق من خارج الى داخل، ودع حافة الصفاق الذى فى هذا الجانب،
8
وانفذ الابرة فى حافته الأخرى من داخل إلى خارج وانفذها مع انفاذك لها فى
9
الصفاق فى حافة المراق التى فى فاحيته، حتى تنفذها كلها. تم ابتدئى ايضا من هذا
10
الجانب نفسه، وخيطه مع الحافة التى من الصفاق فى الجانب الخارج، وأخرج الابرة
11
من الجلد الذى يقربه. ثم رد الابرة فى تلك الجلدة، وخيط حافة الصفاق التى فى
12
الجانب الأخر مع هذه الحافة من المراق، واخرجها من الجلدة التى فى ناحيته.
13
فافعل ذلك مرة بعد أخرى الى ان تخيط الجراحة كلها على ذلك المثال.
14
واما مقدار البعد بين الغرزتين فتوق الإسراف فى السعة والضيق؛ لان السعة
15
لاتضبط على ما ينبغى، والضيق يتفرز، والخيط ايضا ان كان وتريا أعان على التفرز.
16
وان كان رخوا انقطع، فاختر اللين الصلب. وكذلك ان عمقت الغرز والجلد. فان
17
كان بعيدًا من التغرز؛ الا انه يبقى من الخيط داخل الجراحة ولا يلتحم فاحفظ الاعتدال
18
ههنا. ايضا قال: واجعل غرضك فى خياطة البطن الزاق الصفاق بالمراق؛ فانه يكد
19
ما يلتصق ويلتحم؛ لانه عصبى.
20
وقد تخيطه قوم على هذه الجهة: ينبغى أن تغرز الابرة فى حاشية المراق
21
الخارجة وتنفذها الى داخل، وتدع حاشيتى الصفاق جميعا، ثم ترد الابرة وتنفذها
22
ثم تنفذ الابرة فى حاشيتى الصفاق جميعا بردك الابرة من خلاف الجهة التى ابتدأت.
23
ثم تنفذها فى الحاشية ألاخرى من حاشيتى المراق وعلى هذا. وهذا الضرب من
24
الخياطة أفضل من الخياطة العامية التى تشبك الاربع الحواشى فى غرزه. وذلك انها
25
بهذه الخياطة ايضا التى قد ذكرناها قد يستتر الصفاق وراء المراق، ويتصل به استتارا
26
محكما. قال: ثم اجعل عليه من الأدوية الملحمة.
27
والحاجة الى الرباط أشد فى هذه الجراحات وتبل صوفًا مرعزيًا بزيت حار
28
قليلا وتلف على الابطين والحالبين كما يدور، وتحقنه بشىء ملين ايضا مثل الأدهان
29
والالعبة. وان كانت الجراحة قد وصلت الى الامعاء وعرفته فالتدبير ما قد ذكرناه
4-217
1
[الا انه ينبغى] ان يحقن بشراب اسود قابض فاتر، وخاصة ان كانت الجراحة قد
2
بلغت، او نفذت بردًا.
3
والمعاء الصائم لا يبرأ البتة من جراحة تقع فيه لرقة جرمه وكثرة ما فيه من
4
العروق. وقربه من طبيعة العصب. وكثرة انصباب المرار إليه، وشدة حرارته،
5
لانه أقرب الأمعاء من الكبد. فاما اسافل البطن فانها لما كانت من طبيعة اللحم صرنا
6
من مداواتها على ثقة.
7
قال جالينوس فى كتاب حيلة البرء: وليكن غرضك عند انخراق مراق البطن
8
عند الصفاق ان تخيطهما خياطة تلزق الصفاق بالمراق، لانه عصبى بطئى الالتحام
9
بغيره. وذلك بنوع الخياطة التى ذكرنا؛ لانها تجمع وتلزق فى غرزة <واحدة>
10
الصفاق. قال: والامعاء اذا خرجت فادع شرابا أسود قويا يسخن ويغمس فيه صوف
11
ويوضع عليه، فانه يبدد انتفاخها وتضمرها. فان لم يحضر فاستعمل بعض المياه
12
القوية القبض مسخنا. فان لم تحضر فتكمده بالماء الحار حتى يضمر. فان لم يدخل
13
فى ذلك فوسع الموضع.
14
قال بقراط: اذا خرج الثرب من البطن فى جراحة فلا بد ان يعفن ما يخرج
15
منه ولولبث زمانا قليلا، وهو فى ذلك أشد من الامعاء والكبد، لان الامعاء واطراف
16
الكبد ان لم تبق خارجة مدة طويلة حتى تبرد برد اشديدا؛ فانها اذا ادخلت البطن
17
والتحم الجرح تعود إلى طبائعها. واما الثرب فانه وان لبث أدنى مدة فلا بد ان ادخل
18
البطن مابدأ منه ان يعفن. ولذلك تبادر الاطباء فى قطعه، ولا يدخلون ما بدأ منه يعفن
19
الى البطن البتة. فان كان قد يوجد فى الشرب خلاف هذا فذلك قليل جدا لا يكاد
20
يوجد. فان خرج شئى من الثرب فيحتاج ان يعلم هل ينبغى ان يقطع أولا، وهل
21
ينبغى ان تخاط الجراحة، وكيف تخيط.
22
فان وقعت الجراحة بالبهرة ــ وهى وسط البطن ــ فهى اكثر خطرا؛ لان اطراف
23
العضل المغشى على البطن عصبية. فان كان فى الخصرين، وهما عن جنبى وسط
24
البطن عن عين وشمال نحو أربع اصابع فهو أسلم؛ لانه ليس فيه شىء من اطراف العضل
25
العصبية. واما موضع البهرة فخياطتها ايضا عسرة. وذلك لان الامعاء تنتو وتخرج
26
عن الخرق الذى فى هذا الموضع اكثر، وردها فى هذا الموضع أعسر. وذلك ان
27
الذى كان يضمها ويضبطها هو العضلتان الممدودتان فى طول البطن اللحمتيان اللتان
28
تنحدران من الصدر الى الركب، وهو عظم العانة. ولذلك متى وقعت الجراحة فى
29
هذا الموضع قطعت هذه العضلات، وكان نتؤ المعا اشر؛ لان العضل الذى فى الخصر
4-218
1
يضغطه، ولا يكون له فى الوسط عضلة قوية تمسكه. فان تهيأ مع ذلك أن تكون
2
الجراحة عظيمة فلا بدان ينتؤ ويخرج منها عدة أمعاء فيكون ادخالها أعسر.
3
|447ra42|فى كيفية ربط الجراحات
4
اما الجراحات والشق الظاهران اذا أردت أن يلتحما فاعمل ماقاله العالم من
5
أهل هذه الصناعة، قال: اذا اردت ان تلحم مثل هذا الشق فالزمه رباطا يبتدئى من
6
من راسين لا غير من الربط. فان كان عظيما احتجت أن تلزمه رفائد مثلثة. وان كان
7
موضع ممتلى احتاج الى الخياطة ايضا. والرفائد المثلثة خير فى جمع شفة القروح من
8
المربعة: لانها تضبط على الشق فقط. فضع الرفائد على هذا المثال ــ ب رفادة/ ج رفادة خط مستقيم ــ
9
ليكون الخط المستقبم من المثلثين. والرفادتان المثلثتان احدا هماب، والاخرى
10
ج مهندمتان على الشكل الذى تراه. فاذا ربطت هذا الموضع، ووقع رباط من رأسين
11
كان ضبط الرباط على موضع الشق أشد من أن يكون مربعا. ولا يجوز فى ضم القروح
12
رباط غيرذى الراسين. وهذه هى الرفائد المثلثة وشكل الشد هذا
13
وقيل فى كتاب حيلة البرء: وكان برجل جرح كان غوره قريبا من الأربية،
14
وفوهته قريبة من الركبة، فأبريناه بلا ربط البتة بان جعلنا تحت ركبته فخادا ونصبناه
15
نصبة صارت فوهته منصوبة بسهولة، وكذلك عملنا بجروح كانت فى الساعد والساق
16
فبرات كلها بسهولة. قال من قد عاين <فى> التجربة يعلم ان الجراحات التى تحتاج
17
ان يصير [دمها] مدة؛ لان مكثه داخل الى ان يتغير معه سائر ما هناك أجود وأسرع
18
للتغييرمعا.
19
الجراحات المتبرئة المتباعدة الشفتين تحتاج برباط تجمع شفتيها؛ الا ان يكون
20
عليها من ذلك وجع، أو تكون وارمة فينجع لذلك ولو كان برفق، أو تكون عضلة قد
21
انتبرت عرضًا فانه حيئنذ لا يجمع؛ بل يجعل فى وسطه فتيلة خوفا ان يلتحم الجلد
22
وتبقى العضلة غير ملتحمة. <قال> ولذلك اذا شققنا جلدة الرأس وضعنابين الشفتين
23
شئيا يملأه. وربما انقبضت جلدة الشفاة الى داخل القرحة فتحتاج حينئذ ان نروم
24
بالرباط ان نجذبه الى خارج. واذا وقعت الجراحة بالطول فالرباط يفى بحمعها جمعا
25
محكما. واذا كانت بالعرض احتاجت الى الخياطة وبقدر غور الجرح يكون غور
26
الخياطة <و> الأولى من زيادة التشريح.
4-219
1
قال: انما اضطررنا ان نزيد فى سعة الجرح اذا كانت نخسة، وخشينا ان
2
يكون لغورها يلتحم أعلاها ولا يلتحم قعرها، أو يكون العضو المجروح فى وقت
3
ماجرح على شكل يكون اذا عاد الى استواءه لم يمكن ان تسيل منه مدة، ولا يدخله
4
دواء. واذا رد الى شكله حين حرح هاج وجع فيضطر ان يشق شقا موافقا.
5
واعلم على الجملة ان مايقع من الجراحات فى عرض العضلة هى أولى بان يكون
6
تباعد شفتيها أشد. فذلك يكون الى الاستقصاء فى جميع الشفتين أحوج. وربما
7
لم يكن بد من الخياطة، واستعمال الرفائد المثلثة، وخصوصا ان وقع فى اللحم نقصان،
8
والواقعة فى الطول أقل حاجة إلى ذلك.
9
الأدوية الملحمة للجراح: هذه الادوية قد وصفنا قوتها وموضع اتصالها.
10
ولا شك ان الذرور منها يحتاج ان يكون أقل قوة من المتخذ بالادهان والقيروطيات
11
والحاجة الداعية الى الادهان والقيروطيات هى بسبب ان الأدوية اليابسة، وخصوصا
12
ما كان مثل المرداسنج، وسائر المعدنيات لا تغوض إلى القعر ولا تنقذ فى المسام
13
فاذا جعل منها قيروطى بلغها سيلان الدهن الى حيث شئنا.
14
وهذه الأدوية الملحمة قد تكون من المعدنيات وتكون من النباتيات و
15
الحيوانات ومن كل صنف. وهى من المعدنيات مثل الاسفيداج بدهن الأس والشمع،
16
ومن النباتات الأوراق مثل أوراق البلوط الذكر ضمادا. وورق الخلاف وورق الكرنب
17
وورق شجر التفاح وقشر لحائه. وورق لسان الحمل. والحلفا منقعا بخل أو شىء من
18
شراب، وخصوصا اذا خلط به ورق شجر الصنوبر الذكر والانثى يربط بلحائه،
19
وورق السرو وأغصانه، وأوراق فنطافلن مع عسل. ومن الصمغ علك البطم،
20
وخصوصا ما يقرب الاغصان الكبيرة. ومن الثمرات والحبوب الجوز الطرى
21
مسحوقا بماء وملح، أو بشراب مغلى بورق الحماض، او ورق السلق، او الخس،
22
والكمثرى البرية مع ما فيه من منع النزلة، وجوز السرو، والثوم المحرق، وغبار
23
الرحى، والشعر المحرق، وخصوصا للمشائخ مع شمع ودهن ورد. ومن الزهر
24
وما يشبه الزهر زهر الزعرور، وحشيشة ذنب الخيل، وخصوصا فى جوارحشو من عضو أو لحم،
25
والجراحات القريبة من رؤس العضل. ومن الحيوانات اللبن الحامض جيدا يلصق
26
الجراحات العظيمة. ومن المركبات دواء روفس، والدهنية، و[دواء] ينقولاؤس،
27
ودواء الخلاف بمشكطرا مشيع، ومرهم الكتان.
4-220
1
|447va2|الأدوية المدملة والخاتمة للجراحات
2
هذه الأدوية قد عرفت طبعها، وتعلم ايضا ان الذرور منها يجب ان لا تكون
3
فى قوة ما يقع فى المراهم. والأن يجب ان تعلم ان هذه الأدوية لا يجب ان تستعمل
4
وقد استوى سطح اللحم الصلب مع الجلد غاية الاستواء. واما اللحم الرطب فقد يستوى
5
ويزيد؛ ولكنه بحيث اذا جف نزل؛ بل انما يجب ان تستعملها فى الذى يكون اذا
6
جف استوى. وهذا شىء يعرف بالحدس، فيجب ان تستعمل الدواء المدمل قبل
7
ان يبلغ نبات اللحم فى الجراح التى ينبت فيها اللحم هذا المبلغ؛ لان المدمل ايضا
8
قد يزيد فى حجم اللحم الى أن يندمل. و<قد> تزيد معه القوة الطبيعة فيزداد على هذا
9
المبلغ، بل يجب أن يكون بحيث اذا جفف وفعل فعله يكون قد انبتت الطبيعة المقدار
10
المحتاج إليه مع بلوغ المدمل غاية فى الإدمال حتى يكون توافى الفعلين محصلا من
11
اللحم والجلد المدركين قدر ما يستوى به السطح المجروح. فان لم تراعى هذا أوشك
12
ان بصير اثر القرحة اعلى من الجلد.
13
ويجب ان تستعمل الخاتم فى أول ما تستعمله رطبا، ثم تستعمله يابسا عند ما
14
يقارب الختم تمره عليه بطرف الميل. وهذه الادوية مثل لحاء شجرة الصنوبر بقيروطى
15
من دهن الورد أو الأس، والراتنيج اليابس، والقيسوم المشوى، وقشور النحاس،
16
ودقاق الكندر، والمرداسنج، والقنطوريون الصغير، والعروق جيدة. والعظام
17
المحرقة إيضا. والزراوند المحرق شديد الإدمال. والشب ايضا. والعفص الفج
18
وورق التين. وقد كنى عنه أبقراط برجل العقعق كما قالوا، ويشبه ان يكون عنى
19
به الحشيشة المعروفة برجل الغراب، وجعر الكلب الاكل للعظام، وبعر الضب؛
20
الا انه أجلى من الأول، فتحتاج أن تكسره بالقوابض، وأصل السوسن الأسما نجونى
21
ولحاء اصل الجاوشير والتوتيا.
22
ومن المنبتات العجيبة فى القروح الحارة المزاج المتورمة الصندل والنيلوفر
23
والصبر، وخصوصا فى ناحية المقعدة والمذاكير. وقد يقع فى أدوية الزاج والقلطار
24
وان كانا من جملة الأكالات الناقصة للحم؛ لكنها ربما أدملت فى شديد الرطوبة،
25
وخصوصا اذا احرقت فيصير ادمالها ليس أقل من أكلها لاسيما ان غسلت فصارت
26
الى الادمال أميل. وأما الزنجار والأدوية الشديدة الاكل فلا تصلح لذلك الابتدبير قوى
27
وفى بعض الجراحات والقروح الشديدة الرطوبة. واما النحاس اذا غسل فهو جيد
28
فى الإدمال وإذا أريد أن يتخذ مراهم احتيج إلى ما هو أقوى من بين المدملات مثل
29
الاقليميا وخصوصا المحرق، والقطقطار المحرق، والمرتك. والإسفيداج؛
30
واما كيفية اتخاذ ذلك فان يحل الاسفيذاج والمرداسنج بالخل، ثم يستعمل والا قليميا
4-221
1
يسحق. والاجود أن يحرق ثم يخلط ذلك مع القلقطار. ويشرب دهن الأس بالخل
2
اوبالشراب القابض. وربما زيد عليه الزاج المحرق والجلنار والعفص اذا كانت
3
الجراحة والقرحة شديدى الرطوبة.
4
مرهم الكتان لذلك وهو عجيب: يوخذ خرقة كتان مغسولة نظيفة، فتدق
5
حتى تصير مثل الكحل، ثم يوخذ زيت قوى القبض أو دهن الأس ويجعل فيه
6
من القنة شىء يسير، ويداف فى الدهن ويجعل فيه الخرقة المدقوقة، ويجعل منه مرهم
7
فانه عجيب.
8
والمرهم الأسود قدينبت: فان أردت ان تقوى انباته فاجعل فيه من الكندر
9
والجاوشير والزراوند المجموعة بالسواء أجزاء يكون مثل وزن الاخلاط الاربعة.
10
صفة ذرور خفيف: يوخذ من الاسفيداج والمرداسنج جزء جزء، ومن خبث
11
الرصاص والمر والعفص من كل واحد نصف جزء.
12
ذرور آخر: صدف محرق اثناعشر، الرمان الصغار الذى سقط عن الشجر
13
وجف وقلقديس من كل واحد سته عشر، قرن الإيل محرق وقيشور وإقليميا وراتنيج
14
وأصل السوس من كل واحد أربعة، دقاق الكندر ولحاء شجر الصنوبر من كل واحد
15
ستة، قشور الرمان واسفيذاج وشب من كل واحد ثمانية، عفص جزء.
16
ذرور آخر: نورة عظام محرقة مرداسنج من كل واحد جزء، كندر وصبر من
17
كل واحد ثلاثة، أنزروت وماميثا من كل واحد جزء يتخذ ذرورا.
18
ذرور آخر: اذخر، وورد، واسفيذاج الرصاص، وجلنار، وبزر الورد،
19
وشب بالسوية. ذرور آخر نافع لذلك أصل السوسن وأصل الجاوشير جزء جزء
20
زراوند جزءان، دقاق الكندر جزء. صفة مرهم لجراحات أبدان المشايخ، يحرق
21
الشعير ويتخذ منه قيروطى بدهن الأس، أودهن الورد واسفيذاج الرصاص.
22
|448ra21|فى الأدوية المنبتة للحم فى الجراح والقروح
23
قد عرفت خاصية الأدوية المنبتة للحم، وانها كيف ينبغى أن يكون فى مزاجها،
24
ويجب ان يستعمل الأدوية المنبتة للحم وقد نقى الموضع عن الأوساخ ونحوها.
25
وان لم تكن قاعدة الجراحات إلا العظم نقى ذلك العظم ويبس فى الغاية، ولا يترك
26
فيه كمودة أو فساد الاقشر ولا رطوبة إلا جففت وخصوصا فى الرأس؛ فان ملاسة
4-222
1
العظم ورطوبته أحد اسباب منع نبات اللحم عليه. واذا حك وخشن كان ما يصير
2
عليه من المادة التى يتولد فيها اللحم أثبت.
3
واعلم أنه قد يكون دواء ينبت اللحم فى بدن أو عضو ولا ينبت فى أخر. و
4
ذلك انه ربما جفف فى بدن، ولم يجفف فى بدن بحسب مزاجى البدنين وعلى ما علمت
5
وربما افرط الجلاء فى بدن، ولم يفرط فى بدن، ولا جلاء أصلا اذا كان هذا
6
الدواء، يحتاج إلى تجفيف ما، والى جلاء ما مقدرين بحسب البدن غير مطلقين. والشئى
7
المقدر يختلف تاثيره فى أشياء ليست متفقة القدر فى الانفعال.
8
وكل مجفف يبسه أقل من يبس بدن من يعالج به؛ فانه ايضا يقصرعن عن انبات
9
لحمه؛ بل يجب ان يكون أيبس منه. ولذلك صار الكندر لا ينبت فى الأبدان اليابسة
10
التى جاوزت الإعتدال فى اليبس. والتجربة هى التى يعلم بها ما يكون من الجفاف
11
والوقوف أو من نبات اللحم على الاستمرار، أو من التوسخ. فان رأيت تجفيفا لا يكاد
12
ينبت معه اللحم فرطب يسيرا، وإن توسخ فزد فى الدواء اليابس، ودع المستمر على
13
قوته. وربما كان ايضا لبعض الابدان [مناسبة] مع بعض الأدوية غير منطوق بعلتها
14
فلذك يجب ان يخلط ادوية شتى ضعيفة وقوية.
15
واما اتخاذ المراهم والحاجة إليها فقد علمت. ولا يجب ان يقتصر من الدواء
16
على التجفيف والترطيب؛ بل تراعى الكيفيتين الفاعلتين على حسب ما قدمنا ذكره؛
17
ولا ايضا على التجفيف والترطيب مع الفاعلتين الا مع مراعاة مقايسة بين حال القرحة
18
وحال مزاج البدن؛ فانه قد يكون <مزاج> البدن رطبا والقرحة يابسة. وقد يكو ن
19
البدن يابسا والقرحة رطبة. وقد يكونارطين ويكونا يابسين. ويستعمل فى الأول
20
ما هو أضعف مثل الكندر ودقيق الباقلا ودقيق الشعير ونحوه. وان كان البدن يابسا
21
والقرحة رطبة فيحتاج إلى أدوية شديدة التجفيف بالقياس الى الادوية المنبتة للحم
22
مثل الزراوند وأصل الجاوشير والزاج المحرق، وفى الباقى يحتاج الى المتوسطات
23
كالايرسا ودقيق الترمس.
24
وقد يتفق ان يكون بعض الأدوية فيه شىء من خصال تحتاج إليها الادوية
25
المنبتة للحم من تجفيف وجلاء؛ ولكن يفرط فيصير مثلا لتجفيفه الشديد حابسا للوضر،
26
ومانعا للمادة، ولفرط جلاءه اكالا. فاذا خلط به غيره مما يضاده به كسر منه وعدله،
27
فصار منبتا مثل الزنجار، فانه اذا قرن به الزيت والشمع وهما يرطبان العضو و
28
يوسخانه قاوما تجفيفه وشدة جلاءه فصار مدملا. ويجب ان يكون الزنجار جزءا من عشرة
4-223
1
اجزاء من القيروطى اذا استعمل فى الابدان التى هى [ايبس وجزء من اثنى عشرجزءًا
2
اذا استعمل فى الابدان التى هى] أرطب. ويجب ان يراعى فى هذا اذا استعمل
3
ايضا لامتحان المذكور.
4
والمشايخ يحتاجون الى أدوية فيها حرارة اكثر وجذب أقوى، ويقع فيها
5
مثل الزفت والكندر، ودقيق الشعير، ودقيق الباقلا، ودقيق الكرسنة، وأصل السوسن
6
والزراوند، والاقليميا، وحشيشة الجاوشير. واذا امتنع دواء عن النفع ملت الى غيره.
7
فاذا استصعبت عالجته بما هو خاص بالقروح.
8
فى علاج جراحة الشجاح: اما تدبير العظم فيها وما يعرض من أعراضها
9
المخوفة فقد قيل فى باب العظام والجبر. وأما ملحمات قروحه فالخارج منه يكفيه
10
أدنى دواء مجفف خفيف، وذر عليه من الدواء الرأسى وهو متخذ من الصبر والمر
11
والكندر ودم الأخوين، وكذلك الأدوية الخفيفة من المذكورة فى الجراح. فان كان
12
هناك سيلان دم فيعالج بما ذكرنا فى باب نزف الدم.
13
ويجب ان يطعم صاحبه أدمغة الدجاج مشوية ما امكن فانه على ــ ما شهد به
14
قوم ــ مقوى للدماغ حابس للنزف وان كان فيه رأى أخر؛ وكذلك ماء الرمان المر،
15
ويضمد بعصا الراعى. ومن الأدوية الجيدة للجراح وللدم ان تاخذ الخمير المحمض
16
اليابس، وتسحق ويذر عليه ولا يرطب. واما ما يمنع الورم فالتضميد بدقيق الشعير
17
والسميذ معجونا بزوفا رطب، وكذلك سويق الشعير مع الفوتينج ينفع من رضته،
18
وسائر التدبير يوخذ من باب العظام.
19
|448va13|المقالة الثانية
20
[التقدمة] فى السحج، والرض، والفسخ، والوثى، والسقطة، والصدمة، والخزق،
21
ونزف الدم ونحو ذلك
22
قد علمت فى الكتاب الأول ما معنى الفسخ والهتك. وأما الوثى فهو ان يكون
23
قد زال العضو عن مفصله زوالا غير تام ولا ظاهر بين فيكون خلعا. والوهن دون الوثى؛
24
وكانه أذى من تمدد يلحق الرباط فى المفصل وما يحيط به من اللحم لوكان معه
25
ادنى زوال كان وثيا. ومن الناس من يسمى الوهن والمعنى الذى سميناه وثيا باسم
26
عام. ومن الناس من يسمى بالوثى الانفصال من أحد جانبى المفصل، مثل احد جانبى
27
الكعب والوسغ مع لزوم الجانب الأخر. وان كان انفصالا ظاهرا. والذى نريد
4-224
1
ان نقدمه ونتكلم فيه اولا هو الفسخ الذى يعرض للعضل فى أوساطها، والهتك
2
فى اطرافها.
3
|448va36|فى الفسخ والهتك
4
اذا عرض للعضلة ان تنفسخ عرض من ذلك بين أجزاءها عدد من تفرق الاتصال
5
كثير ينصب اليه لا محالة دم كثير، ولا محالة ان ذلك يورم. وأقل أحواله ان يجتمع فيه
6
دم فيعفن؛ لانها اكثر ما يرجى تحلله من النافس؛ وخصوصا عن منافس ضاقت
7
بالضغط الواقع من الفاسخ خارجا، وبالضغط الواقع من الورم داخلا. ولذلك ان لم
8
يتدارك الأمر فيه تأدى الى فساد العضو. وربما تبع الفسخ والسقطة والصدمة غدة،
9
فيجب ان يبادر الى علاجه لئلا يتسرطن. ولا يجب أن يشتغل فى الهتك باعادة الليف
10
المنقطع؛ بل بتسكين الوجع.
11
العلاج: قد لا يوجد فى كثير من الأحوال فى هده العلة العارضة بد من الفصد؛
12
بل اصحاب الصناعة يبادرون الى ذلك وان كان البدن نقيا. واذا وقع الفصد وبودر
13
إلى الأضمدة المانعة المشددة لم يعرض منه ما يحتاج الى علاج يحتفل به وكان
14
منها بتبريد وقبض، أو بواحد منهما. واما اذا تأخر ذلك وبادر الدم الى خلل التفرق،
15
وخيفت الأفات المذكورة فلا بد فى علاجه من استخراج ذلك الدم لئلا يعوق عود
16
الاتصال الى حاله. فان كان بحيث يمكن ان يتحلل بتسخيف المسام بالنطولات بمياه
17
حارة ونحوها، وبما يستعمل على المضروب مما نذكره، وإيضا بالأدوية المفشية
18
للدم الميت، والادهان المحللة للاعياء، وبان يسقى أشياء من باطن تعين على التحليل
19
فعل ذلك، واقتصر عليه. وهذه المسقيات المعينة على ذلك هى مثل مقل اليهود،
20
والقسط، والقنطوريون الغليظ، والسكنجبين، ليعين السكنجبين ايضا على ذلك
21
بالتقطيع.
22
وأما الادوية المفشية للدم الميت [فالضعيف] مثل دقيق الشعير، والزوفا
23
الرطب والسميذ المعجون بالماء، والقوى مثل الفوتنيج الجبلى مع سويق، وخصوصا
24
اذا وقع فى الرأس. وبالجملة ماله إرخاء بحرارة لطيفة تحلل تحليلا لطيفا. وبما يجفف
25
تجفيفا لطيفا؛ فان الشدة التحليل والتجفيف يستعجل فى تاثيره فيحلل اللطيف ويحبس
26
الكثيف بتجفيفه، ويسد المسام ايضا بتجفيفه. فهذه القدر ربما كفى المؤنة فيما "تفرق
27
اتصالاته" قريبة من الجلد وظاهرة غير غائصة. فان لم تكن كذلك، وكانت التفرقات
28
كثيرة وغائصة وبعيدة من الظاهر لم يكن بد من الشرط، وعلى ما الحال عليه فى
4-225
1
الاورام والقروح الردئية، ولا يكن حاله حال المضروب، فان المضروب؛ قد انجذبت
2
مادته الى الجلد، والجلد فى طريق التقرح. وهذا فان تفرق الاتصال فيه غائص
3
غائر فلذلك لا يطيع، فلا بد من استعمال الجذابات القوية، ومن المحاجم والشرط.
4
وربما كان الامر أعظم من هذا، أوصار العضو الى تورم عظيم خارجا ويجمع، فحينئذ
5
يجب ان تبادر إلى التقيح، واحاله ما يجتمع فيه مدة، ليسكن الوجع مما يتقيح ويتحلل
6
المادة بالتقيح؛ فان ذلك على كل حال يتقيح؛ ولان يتقيح أسرع معونة العلاج فهو
7
أسلم. وربما حلله الادوية المفتحة من غير تقييح، خصوصا اذا اعانتها الحرارة الغريزية
8
وسعة المنافس؛ ثم تأمل الأدوية المذكورة فى باب الصدمة والسقطة.
9
وأما الرباط الذى يستعمل على الفسوخ فقد قيل فى صفته انه اذا حدث رض
10
او فسخ فاربطه، وليكن الشد على الموضع نفسه شديد جدا، واذهب بالرباط الى
11
فوق ذهابا كثيرا، والى أسفل قليلا ولا تزيد رفائد ولاجبائر فتطلى عليه جبار كثير
12
لانه يحتاج الى تحليل ذلك الدم الميت، ويحتاج فى امعان ذهاب الرباط الى فوق
13
لئلا ينصب اليه شىء وما ذهب إلى فوق فيكون أرخى. ولتكن خرقة صلبة رقيقة
14
ليحتمل الشد ويسرع اتصال النطول به، وينصب العضو الى فوق كما يفعل فى
15
نزف الدم. وهذا العلاج أعنى الرباط فينبغى ان يكون قبل ان يرم العضو، لان
16
العضو اذا ورم لم يحتمل غير الرباط المعتدل فضلا عن شدة الغمز. ولذلك يداوى
17
حينئذ بالا ضمدة وبمواصلة صب الماء الحار عليه. وأما الغدد التى تتبع الفسوخ
18
فعلاجها بالاسرب يوضع عليه لئلا يزيد ويعظم، وربما تفدغت وانفسخت.
19
|449ra15|فى الصدمة والسقطة بحجرأو حائط أو غيره
20
ان الصدمة والسقطة تولم وتوذى بالفسخ والرض، وتكون فيها مخاطرة
21
بسبب تفرق اتصال العظام، او تفرق اتصال يقع فى الأحشاء فى اغشيتها وعصبها
22
او فى العروق الكبار التى لها وتكون فيها مخاطرة ايضا بسبب شدة الالم. وكلما
23
كانت الجثة أعظم كان الخطر أشد. ولذلك صار الاطفال لا يعرض لهم فى سقطانهم
24
من الاذى ما يعرض للبالغين. والغدد تكثر ايضا فى السقطات والصدمات والضربات
25
ويحتاج أن يتدارك بما وصفناه فى موضعه.
26
وقد يعرض من السقطة والصدمة أفات عظيمة من انقطاع جانب فى القلب
27
او المعدة فيموت الممنو بذلك فى الوقت. وقد يعرض ان يحتبس البول والبراز
4-226
1
او بخرجان بغير ارادة. وقد يعرض فى الدم والرعاف الشديد بسبب انقطاع عرق
2
فى الرأس، او الكبد، أو الطحال ونفخ البطن، وشدة النفس، وانقطاع الصوت
3
والكلام. ومن أصابته صدمة أو سقطة أو غير ذلك فانقطع كلا مه، وانتكس رأسه
4
وذبل نفسه، وعرق جبهته، وأصفر وجهه او اخضر فانه يموت فى الحال. واذا
5
عرض له او للمنخوس او المضروب ضربا مبرحا قئ الدم فى الوقت ولين طبيعة
6
فهو ميت. وأسلمه أن يتقيأ دما مخلوطا بطعام، وخصوصا ان كان قد تورم ظاهرة،
7
ثم [اذا] استطبن الورم وسكن الورم، ثم تقيأ بعد ذلك مدة فانه يموت مكانه ومن وقع
8
على صماخه وسال منه دم كثير فلا يد ان يورم وتقتل. ومن سقط على رأسه فكثيرا مالا
9
يتكلم، واذا بقى الى الثالث لا ينقص ولا يزيد فسيحقن فى الثالث وينتظر الى السابع،
10
ولا يحرك قبل ذلك شىء. وصاحب السقطة اذا لم يحمر موضع سقطة فالعضو عصبى.
11
العلاج: يجب اذا لم يكن كسر وخلع، أو نزف دم ان تبادر الى العضو
12
المصدوم، او الموهون بالسقطة فيجعل عليه ما يشدده، ومع ذلك فيلزم معالج هذا
13
الباب أن يتثبت حتى يظهر له ان ليس فى الباطن سبب مبادر الى الاتلاف. فان احتاج
14
ان يستظهر اكثر وأوجب الحال ذلك فيجب ان يبادر ويفصد ويستعمل حقنة لينة رقيقة.
15
ثم ان أمكنه ان يشدد الموضع ويشدد شقًا ان وقع بما نذكره بادر
16
إليه. والأدوية المحتاج إليها هى المشددة والمسددة المغرية ايضا، والمحللة للمادة
17
برفق وارخأ كما فى الفسخ، والملحمة الملزقة من خارج وداخل.
18
وأجود غذاءه الماش والحمص. وأما الادوية التى يجب أن يتناولها من به
19
به فسخ أو صدمة أو سقطة فالفاضل المقدم فيها الموميائى الخالص مع دهن المعروف
20
بالزنبق والشراب. وربما اتبع بشىء من الحقنة. ويسقى الراوند الصينى مع مثقال
21
من فوة الصبغ فى شراب والطين المحموم، وبعده اللانى والأرمنى. والسماق و
22
الانزروت ينفع جدا بالحامه. والشب ملصق نافع مشدد وهو مما يشتد نفعه. وللزرنيخ
23
قوة عجيبة فى جميع ما يحتاج اليه من إلحام وتحليل الدم والورم ومنع الأفة إذا سقى
24
وعصارة القنطوريون الاكبر والراوند والمقل والقسط مشروبات بالسكنجبين نافعة
25
كلها. ومما يسقونه للتليين والاطلاق الخيارشنبر ودهن اللور.
26
قرص جيد لذلك. يوخذ راوند صينى ثمانية، لك وفوة أربعة أربعة، طين
27
مختوم ثلاثة يقرص ويسقى فى ماء الحمص.
28
ومن الأدوية التى توضع عليه الذريرة والمر والمصطكى. والمغاث إذا ضمد
29
به أو شرب فله خاصية عجيبة فى الكسر، والخلع، والوثى، والفسخ، والضربة،
4-227
1
والسقطة، والصدمة؛ فانه يبرى ويلحم سريعا ويسكن الوجع. وان كان دشبذ
2
الكسر صلبه وقواه.
3
ومن الاقوية المشددة: الأقاقيا فانه عجيب فى الجبر ايضا، والصبر، والطين
4
الارمنى واللانى، والمختوم، والسماق، والماش، والجص، والنورة المقتولين،
5
والازر المسحوق. ومن الملصقات الأنزروت. ومن الكمادات الجيدة ورق السرو
6
مطبوخا بماء معصورًا مخلوطا بالزنبق. وكذلك ورق الأثل، وكذلك ان جعلت فيها
7
شيا.
8
صفة دواء مركب أيضًا: يوخذ من المغاث ثلاثة أجزاء، ومن الخطمى الأبيض
9
والانزروت جزء جزء، ومن الزعفران قليل، وهو ضماد جيد نافذ القوة الى الغور.
10
واما ان كانت الضربة لم تورث <الا> وجعا شديد ولم يخف ان ورما عظيما يسبق
11
إلى الموضع لنقاء البدن، ولاخيف التقرح، ولا كان هناك عضو مجوف فيجب ان
12
يبادر الى الارخاء بالزيت المسخن ونحوه. وهذا مثل المضروب على ظهره، وعلى
13
يده، وعلى فخذه، فان هذا التدبير يسكن الوجع.
14
|449rb49|الصدمة على البطن والأحشاء
15
قد ذكرنا من ذلك فى الكتاب الثالث ما فيه كفاية وبلاغ ويجب ان يكون عليه
16
العمل. ويجعل الغذاء كل ملين مبرد مثل اللبلاب والسرمق، والخبازى، ومن المغريات
17
ايضا مثل لسان الحمل. ويسقى ايضا فى الأول من العصارات المبردة مع مخالطة من
18
ملين مثل عصير عنب الثعلب، او لسان الحمل، او الهندباء مع الخيارشنبر. ومما
19
جرب ايضا فى هذا الباب ان يدق بزر قطونا ويوخذ منه جزء، ومن اللك والكهرباء
20
من كل واحد نصف وربع جزء، ومن الزعفران سبع جزء. والشربة منه درهمان بماء حار.
21
أو يسقى قرص بهذه الصفة: يوخذ من الكهرباء عشرة دراهم، ومن الورد
22
خمسة، اقاقيا مغسول أوقية، ومن السنبل الهندى ستة. اكليل الملك عشر. مصطكى
23
وكندر أربعة. طين أرمنى سبعة، زعفران ستة، جوز السرو ثمانية، يقرص بماء لسان
24
الحمل، وهذا يوافق خاصة اذا جاوزت العلة الأولى. ويجعل الضماد من مثل
25
هذا الجنس: يوخذ من التفاح السامى يطبخ بمبطوخ ريحانى حتى يتهرأ وينعم دقه
26
ويوخذ منه مائة درهم. ومن اللاذن عشرون. ومن الورد ستة عشر. ومن السنبل
27
والمصطكى والأقاقيا المغسول من كل واحد اربعة عشر يعجن بماء السرو المعصور
28
مع <ماء> لسان الحمل. وماء الكزبرة أحب الى. ويجوز ان يخلط به دهن السوسن
29
ويضمد. به.
4-228
1
|449va18|حال المضروب بالسياط ونحوها
2
يجب ان يكون طعام المضروب بالسياط من الحمص المقشر المرضوض،
3
ومن اللوبيا الأحمر المقشر <المرضوض>. ويسقى بدل الماء ماء الحمص المنقوع
4
ويسقى ايضا أدوية المصدوم والساقط، وخصوصا الطين الأرمنى. وايضا راوند
5
وزنجبيل يسقى من مجموعهما درهم ونصف بماء حار. وأما ما يوضع عليه فأفضل شىء
6
له ان يوخذ مسلاخ شاة قد سلخ فى الوقت وهو حار رطب، ويلزق على الموضع و
7
يترك عليه لا يفارقه، وربما أبرأه فى اليوم الثانى، وقد حلل الورم ومنع العفونة، و
8
خصوصا اذا درجت المسلاخ شئيا من ملح شديد السحق. ومما يذر عليه الخزف
9
المدقوق وتراب الأتون ونحو ذلك. وايضا يوخذ المرداسنج والاسفيداج اجزاء يتخذ
10
منه قيروطى بدهن ورد وشمع. وايضا طلاء من كثيراء وزعفران بالسوية. فان بقى
11
أثر أطليته بالزرنبخ وحجر الفلفل. وقد يذكر ههنا موت الدم ونحن قد ذكرناه
12
فى باب الزينة.
13
|449va43|فى الوثى
14
أفضل علاج للوثى للمفاصل الالية والتمر يجعل عليه ويترك؛ فانه يبرئه
15
اذا اصاب الوثى. وقد ذكرنا فى باب كسر العظام أدوية كلها تصلح للوثى فلتوخذ
16
من هناك. واذا كان هناك وجع فدار فى الشد والا فلا تبالى.
17
|449va51|فى السحج وفى سحج الخف
18
السحج انقشار يعرض فى سطح الجلد بمماسة عنيفة. وقد يكون مع ورم.
19
وقد يكون مع غير ورم. وقد يكون الجلد كله انسحج وانقطع، او تدلى، ويحتاج
20
الى إلصاقه فيعالج بالا لصاق الذى قيل فى باب الجراحات. ويجب ما امكن ان لا
21
يقطع الجلد؛ بل يبسط عليه ولو مرار؛ فانه يلتصق فى أخر الأمر، وان لم يلصق
22
الصق بالمراهم المعروفة لهذا الشان. وأما المكشوف فالاولى به ان يستعمل عليه
23
الدواء من غير ربط الا ان لا يمكن؛ فان تجفيفه بالأدوية بمعونة الهواء أجود. واما السحج
24
الخفيف فمن الادوية الجيدة السحج المفرد، وخصوصا سحج الخف ان توخذ
25
الرئة وخصوصا رئة الحمل فتلصق عليه فيبريه. وإذا لم يكن ورم فينفع منه الجلود
4-229
1
لخلقة المحرقة، او دهن الورد، والزرنيخ الأحمر، والقرع المحرق عجيب جدا
2
موثق به، وخاصة فى سحج الخف.
3
ومن الأدوية الخاتمة الملحمة المدملة جميع ما فيه قبض خفيف مثل الأقاقيا
4
والعفص، خصوصا محرقا. واذا فعل ذلك بالسحوج الخفيفة والشجبية كفى؛
5
وربما كفى ايضا المرهم الأبيض. ومما هو أقوى ان يوخذ الاسفيداج، والأشق،
6
والدهن دهن الورد والأس، أو دهن الخروع، ودهن السوسن يحل الأشق بالماء
7
او الشراب ويتخذ منه مرهم. وربما كفى المردا سنج وحده بالشراب. والسماق
8
مجفف للسحج الخفيف والشجبى مانع للورم.
9
ومن النطولات وخصوصا اذا حدث شقاق من السلخ ماء العدس وطبيخ
10
الكرسنة والعدس وماء البحر مفترًا والتضميد بالدردى اليابس. وأما ان ذهب الجلد كله
11
فيحتاج الى ان يمنع الورم بما فيه تجفيف وختم قوى، ويكون الامر فيه أصعب.
12
|449vb34|فى الوخز، والخزق، واخراج ما يحتبس من الشوك، ومن السهام، والعظام
13
الوخز والخزق متقاربان من حيث ن كل واحد منهما نفوذ من جسم حاد صلب
14
فى البدن. وانما يختلفان فى حجم الجسم النافذ فيشبه أن يكون الوخز لمادق وصغر.
15
والخزق بالرائى لما حجم وعظم، أو يشبه أن يكون الوخز مع صغر المنافذ يقتضى
16
قصر المنفذ كأنه لا يعد والجلد. ومثل هذا. فانه خفيف المضرة ان لم يتعرض له
17
وترك صلح بنفسه ولو فى ردئى اللحم؛ اللهم الا فى شديد ردأة اللحم؛ فانه ربما
18
تورم موضعه وحدث به ضربان، وخصوصا اذا كان ذلك الغرز والوخز قد اشتد فصار
19
نخسا واصلا إلى اللحم. ومثل هذا اكبر علاجه ان يسكن ورمه ووجعه. ولا يحتاج
20
الى تدبير الجرحة. وأما الخزق فانه يحتاج إلى تدبير الجراحة مع تدبير الورم والوجع
21
وقد قيل فى تدبير الجراحة وفى تدبير الأورام ما فيه كفاية.
22
والذى لا بدان يذكر فى هذا الموضع من امر الوخز والخزق هو التدبير فى
23
فى اخراج ما احتبس فى البدن من الشىء الواخز والخازق شوكا كان أو نصلا وما أشبه
24
ذلك. وهذا الاخراج قد يكون بالألات المتشبشة بالشىء الجاذبة له. وقد يكون
25
بالعصر وما يشبهه. وقد يكون بخواص أدوية جاذبة تخرج ما تعجز عنه الكلبتان و
26
سائر الألات.
27
وأما القانون فيما يخرج بالألات المتشبشة مثل استخراج النصول بالكلبتين
4-230
1
المبردية الرؤس ليشتد نشوبهما والقانون فيه أن يتوقى انكسار المقبوض عليه بها،
2
وان يكون طريقها إلى المنزوع موسعا لايمنع جودة التمكن منه، وان يطلب أسهل
3
طرق اخراجه ان كان نافذا من جانبين فيوسع الجانب الذى هو أولى بان يخرج منه
4
وتوسعا. وأما الحيلة فى ان لا ينكسر فهو ان لا يحرك به تحريكا قويا بغتة، بل يقبض
5
عليه فتهز هزا يعرف به قدر انغرازه وتشبشه، أو تقلقله فيه ثم تجذب جذبا على الإستقامة
6
وكثير اما يحتاج الى أن يترك اياما ليقلق فيه ثم يخرج.
7
وقد قال بعض العلماء بهذه الصنعة قولا نورده على وجه. ان انتزاع السهام
8
ينبغى ان يتعرف قبله أنواع السهام، فان بعضها يكون من خشب وبعضها من قصب
9
ولزجتها من حديد ومن النحاس، ومن الرصاص القلعى، ومن القرون ومن الغطام.
10
ومن الحجارة ومن القصب، ومن الخشب. وبعضها يكون مستديرا، وبعضها يكون
11
له ثلاث زوايا واربع زوايا. ومنها ماله ألسن أولسانان أو ثلاثة. ومنها ما يكون له زج
12
ومنها مالا يكون له زج. و[الذى له زج] وفربما كان زجه مايلأ الى خلف لكيما
13
اذا مد إلى خارج تعلق بالجسم. و[فى] بعضها يكون الزج مائلا الى قدام ليندفع.
14
ومنها ما يكون زجه متحرك لشىء يشبه اللولب. فاذا مدت الى خارج ينبسط فيمنع
15
السهم من الخروج. وبعضها يكون زجه عظيما. ويكون له طرف قدر ثلاثة أصابع
16
وبعضها قدر اصبع ويسمى ذنبانية. وبعضها يكون بسيطا. وبعضها يكون قد ركب
17
عليه حدائد دقاق. فاذأ اخرج السهم بقيت تلك الحدائد فى عمق الاجسام. وبعضها
18
يكون زجه مغروزا فى السهم. وبعضها يكون لزجه أنابيب تدخل فيها السهام. و
19
بعضها يستوثق من تركيبه. وبعضها لا يستوثق منه لكيما اذا جذب الى خارج فارق
20
السهم الزج، فيبقى الزج فى الجسد. وبعضها يكون مسموما. وبعضها لا يكون
21
مسموما.
22
والسهم يخرج على أحد نوعين: احدهما الجذب والأخر الدفع. وذلك
23
ان السهم اذا انتشب فى ظاهر الجسد فيكون اخراجه بالجذب. ويستعمل إيضا الجذب
24
اذا نشب السهم فى عمق الجسد. وكان يتخوف من المواضع التى تكون قبالة السهم
25
انها ان خرجت عرض منها نزف دم مهلك أو أذى شديد. ويخر ج السهم بالدفع
26
اذ انتشب فى اللحم. وكانت الأجسام التى تستقبلها قليلة ولم يكن هناك شىء يمنع
27
من الشق لاعصب ولاعظم، ولا شئى أخر يشبه بهذه الأشياء.
4-231
1
فان كان المجروح عظمًا فانا نستعمل حينئذ الجذب فان كان السهم ظاهرا
2
فلنجذبه. وان كان خفيا فينبغى كما قال بقراط: ان امكن المجروح ان يصير نفسه
3
على الشكل الذى كان عليه عند ما جرح فينبغى ان يستدل به على السهم. وان لم
4
يمكنه ذلك فينبغى ان يستلقى على ما يمكنه من الشكل، وان يستعمل التفتيش والعصر.
5
وان كان قد نشب فى اللحم فليجذبه بالأيدى او بخشبة ان كانت لم تسقط سيما
6
ان لم تكن من قصب. فان كانت سقطت الخشبة فليخرج الزج بالكلبتين او بمنقاش،
7
او بالألة التى تخرج بها السهام.
8
وينبغى فى بعض الأوقات أن تشق اللحم شقا اكثر اذا لم يمكن ان يخرج
9
الزج من الشق الأول. وإن صار السهم الى قبالة العضو المجروح، ولم يمكن
10
ان يخرج من الجانب الذى منه دخل فينبغى ان تشق تلك المواضع التى قبالته، ويخرج
11
منها اما بالجذب واما بالدفع ان كانت خشبة الزج فيه. وان كانت سقطت الخبشة
12
فلتدفع بشئى أخر، ويدفع به الزج إلى خارج. وينبغى أن لا يقطع بدفعنا عصبا او
13
شريانًا. وان كان للزج ذنب فانا نعلم ذلك من التفتيش. وينبغى ان يدخل ذلك الذنب
14
فى انبوب الألة التى بها يندفع السهم، وتدفعه بها. فاذا خرج الزج ورأيته فيه مواضع
15
محفورة، ويمكن ان يصير فيها حدائد أخر دقاق فلتستعمل التفتيش ايضا. فان وجدنا
16
شئيا من هذه الحدائد اخرجناها بهذه الحيل.
17
فان كان للزج شعب مختلفة ولم يجبنا الى الخروج فينبغى لنا ان نوسع فى
18
الشق ان لم يكن بالقرب من ذلك موضع عضو فيتخوف منه النزف حتى ان انكشف
19
الزج اخرجناه بالرفق. ومن الناس من يجعل تلك الشعب فى أنبوب لئلا تجرح
20
اللحم، ثم ان كان الجرح ساكنا ليس به ورم حار استعملت الخياطة اولا ثم العلاج
21
الذى ينبت اللحم. وان كان قد عرض للجرح ورم حار فينبغى ان يعالج ذلك بالتنطيل
22
والأضمدة.
23
وأما فى السهام المسمومة فينبغى أن يقور اللحم الذى قد صار إليه السهم ان
24
امكن. ويعرف ذلك اللحم من تغيره عن اللحم الصحيح، فان اللحم المسموم
25
يكون ردئى اللون كمدا، أو كأنه لحم ميت. فان انغرز السهم فى عظم أخرجناه بالالة.
26
فان منع من ذلك شئى من اللحوم فينبغى أن نقوره أو نشقه. وان كان قد انغرز السهم
27
فى عمق العظم فانا نعلم ذلك من ثبات السهم وقلة حركته اذا نحن حركناه فينبغى
28
لنا ان نقطع اولا العظم الذى يكون فوق السهم بمقطع، او نثقبه بمثقب ثقبا حوله
29
ان كان للعظم ثخن ويخلص السهم بذلك.
4-232
1
فان كان السهم قد انعرز فى شىء من الاعضاء الرئيسة مثل الدماغ أو القلب،
2
اوالرئة. او البطن، او الامعاء. او الكبد، او الرحم، او المثانة، وظهرت علامات الموت
3
فينبغى ان تمنع من جذب السهم؛ فانه يكون من ذلك قلق كثير لئلا يصير علينا موضع
4
كلام من الجهال مع قلة نفعنا للعليل. فان لم تكن ظهرت علامات ردئية اخبرنا بما
5
يتخوف من الاجذاب. ونقدم القول فى العطب الذى يعرض من ذلك كثيرا. ثم
6
ناخذ فى العلاج، فان كثيرا من أصابه ذلك سلم على غير رجاء سلامة عجيبة. وكثيرا
7
ما خرج جزء من الكبد. وجزء من الصفاق الذى على البطن والثرب والرحم كلها
8
فلم يعرض من ذلك موت. على انا ان تركنا السهم ايضا فى هذه الاعضاء الرئيسة
9
عرض الموت على كل حال، ونسبنا الى قلة الرحمة. وان انتزعنا السهم فربما
10
سلم العليل احيانا.
11
فى الأدوية الجاذبة: يجب ان يوضع على الموضع الناشب الأشق، فانه جاذب
12
قوى، أو يوخذ اصل القصب ويدق ويضمد به. وربما عجن بالعسل والخثى وايضا
13
ورق الخشخاش الأسود وورق شجر التين مع سويق، او بزر النبج خصوصا مع قلقديس
14
وكذلك ثمرة البنج بحالها. وايضا الخيرى وأصنافه، والزراوند، وبصل النرجس.
15
ومن الحيوانية أشياء كثيرة منها الضفدع المسلوخ فهو عجيب جدا لما نشب فى العظام،
16
ولذلك يقلع الأسنان. والسرطان ايضا مسحوقا، والاربيان والانافخ كلها. وقيل
17
ان العظاية شديدة الجذب لما تشدخ عليه. ومن المركبات رأس العظاية مع الزراوند
18
الطويل، وأصل القصب، وبصل النرجس. وأما المختص بجذب العظام الفاسدة
19
من تحت القروح المدملة فنذكرها فى باب العظام.
20
|450va44|قانون علاج حرق النار
21
الغرض فى علاج حرق النار غرضان: أحدهما منع التنفط. والثانى اصلاح
22
ما قد احترق. ويحتاج فى منع التنفط الى أدوية تبرد من غير ان يصحبها
23
لذع واما من حيث يعالج الحرق فيحتاج الى أدوية فيها جلاء ما مع تجفيف ما غير كثير،
24
ومن غير ان يلذع مع كونه معتدلا فى الحر والبرد. واذا احتيج الى التدبيرين معًا
25
دبرنا بالمبردات اولا، ثم ان احتيج الى الثانى فعل. واما ان ادرك وقد تنفط فالواجب
26
هو التدبير الثانى، وأدوية مثل القيموليا، والاطيان الخفيفة الحجم، والعدس المطبوخ
27
والمداد الهندى ونحوه. وأما مثل الكندر والعلك والدسومات فانها لا يصلح لذلك؛
28
لانها بعضها أسخن مما ينبغى ولا تخلو من قوة لذع، وبعضها أرطب مما ينبغى.
29
الأدوية الحرقية التى بحسب الغرض الأول: يوخذ صندل. وفوفل وأجر ابيض
30
جديد، أو خزف يطلى بماء عنب الثعلب وماء الورد، أو مرهم من مح البيض ودهن
4-233
1
الورد. وايضا هندباء، ودقيق الشعير مغسولا، ومح البيض ودهن الورد. وايضا
2
العدس المسلوق مع الورد بدهن الورد. وايضا الطين الأرمنى والخل. وايضا دهن
3
الورد والشمع على ما ينبغى، ثم يجعل فيها من النورة المغسولة غسلا تاما مع اسفيذاج،
4
وأفيون، وبياض بيض، وشىء من اللبن. وايضا يوخذ ورق الخبازى يسلق سلقة
5
بماء عذب، ثم يسحق وينقى من الأشياء الخيطية التى فيه، ثم يجمع اليه مرد اسنج
6
مربى واسفيداج القلعى من كل واحد جزءان ونصف، ومن دهن الورد أربعة أجزاء،
7
ومن ماء عنب الثعلب وماء الكزبرة من كل واحد جزء جزء.
8
الأدوية الحرقية بحسب الغرض الثانى: أجود الأشياء لذلك مرهم النورة
9
وصفته: توخذ نورة تغسل تسع مرات حتى تزول حدتها كلها. ثم تضرب بدهن الورد
10
اوالزيت، وقليل شمع ان احتيج إليه؛ وربما زادوا عليه طين قيموليا، وبياض البيض
11
وخل خمر قليل.
12
مرهم النورة بصفة أخرى. تغسل النورة كما علمت، ويتخذ منها بماء ورق
13
السلق وبماء ورق الكرنب. ودهن الورد، والشمع مرهم. ومما يصلح ههنا أوحيث
14
لا يخاف تبتر وتنفط فينشر عليها ورق الأثل المحرق او الخرنوب المحرق.
15
مرهم يصلح لقليل الحرارة وهو طويل التاليف جرب فوجد جيدا <عال>:
16
يوخذ اخثاء البقر الراعى المجفف، وقشور شجرة الصنوبر، ومشكطر امشيع من كل
17
واحد عشرة. ومن المرد اسنج ثلاثة، ومن خبث الفضة اثنان، ومن خبث الرصاص
18
اربعة، ومن النورة المغسولة بالماء البارد مرارا كثيرة خمسة، ومن القيموليا خمسة،
19
ومن الطين القبرسى او الرومى او الأرمنى ومن الاسفيداج سبعة سبعة، عصا الراعى
20
المدقوق عشرة، مداد فارسى أو صينى ستة، توتيا خضراء سبعة، بعر الضان عشرة،
21
حب اللبلاب وورقه من كل واحد خمسة عشر، خبث الحديد [وعصارة ورق الخطمى]
22
وعصارة ورق الخبازى عشرة عشرة. سوسن ازاد وبصله، وسوسن أسماء نجونى و
23
زعفران خمسة خمسة كافور أربعة موم ودهن ورد ومخ الايل وشحم مقدار الكفاية.
24
ومما هو أشد ويصلح لما هو أقل حرارة ان توخذ برادة النحاس والحديد
25
تعجنا بالطين الحر او الطين الأحمر، ثم يحرق فى تنور اوأتون، ويقرض ويحفظ
26
ويستعمل ذرورا حيث يحتاج الى تجفيف، أو يطلى بدهن الورد، ومن هذا القبيل ايضا
27
يحرق خرء الحمام فى خرقة كتان حتى يترمد، ويطلى بدهن فهو عجيب. والمواضع
28
المتقرحة ينفع منها كراث مسلوق، أو بقلة الحمقاء مع سويق وورق الأس المسحوق
29
ذرورا. فان استعصى فورق الأثل المحرق، او ورق الينبوت المحرق. فان كان أعصى
30
من ذلك استعملت الأدوية المدملة للقروح الخبيثة.
4-234
1
|451ra10|حرق الماء
2
قد يتفق ان تنصب قدر يغلى اوماء حار على عضو من الانسان فيفعل فعل النار.
3
والاصوب له ان يبادر فى الحال قبل ان يتنفط بمثل الصندل وماء الورد والكافور،
4
ولا يترك يجف بل يتبع كل ساعة بخرقة مغموسة فى ماء بارد مثلوج؛ فان هذا يمنعه
5
من ان يتنفظ. وقوم يبادورن فيصبون عليه ماء الزيتون أوماء الرماد. والأجود أن
6
يسحق أيهما كان بالسويق أو مرهم الفورة. وايضا الدواء المتخذ من زبل الحمام
7
المذكور عجيب جدا. والقروح تعالج بالكراث المسلوق، او المجفف المسحوق
8
وهو أجود، وسائر ما قلنا فى الباب الأول.
9
|451rb44|فى نزف الدم وحبسه
10
قد علم فى الكتاب الأول: ان الدم يخرج عن العروق، وانما يخرج إما
11
لإنفتاح فوهاتها بسبب ضعف فى العروق، أو لسدة من إمتلاء، او لحركة قوية مثل
12
الصيحة والوثبة، أو لحار جاذب يرد من خارج. واما لإنصداعها وانقطاعها بسبب باد
13
قاطع فساخ، أو بسبب تأكل من داخل، أو شدة حركة مع إمتلا؛ واما لرشح عنها لتهلهل
14
واقع لجرم العروق وصفاقه. وأولى العروق بأن يسيل ما فيه اذا وجد طريقا هو
15
الشريان، فان جرمه متحرك، وما فيه تارة ينعصر، وتارة ينتشر. واذا لم يضق
16
عليه مكانه بعد تفرق اتصاله ووجد خلاء آل الأمر الى أنور سما المسمى ام الدم.
17
والشريان وان كان مما يلتحم فهو مما يعسر التحامه.
18
وكثيرًا ما لا يلتحم الشريان، ويلتحم ما يحيط بالشريان، ويضيق عليه فلا
19
يقدر الدم على سيلان فاحش، بل يخرج منه شىء الى ناحية الجلد مقدار ما يسع. فاذا
20
رفق به بالغمز عاد واستبطن كما يعرض للفتق. وربما بقى العرق نفسه تحت الجلد
21
يحس نبضه وبقبقته. وكثيرا ما يعرض ذلك للشريان من باطن فينفتق من غير ان
22
ينتفق الجلد فيحصل تحت الجلد أنورسما ورمًا لينًا من دم وريح يمكن ان يسكن بالغمز.
23
وهذا كثير ما يعرض فى العنق والاربية والمابض من تلقاء نفسه. وكثيرا ما يعرض
24
من سبب من خارج أو من فصد.
25
وكثيرا من الاطباء ظنوا: ان كل فتق الشريان يودى الى ام الدم لانه لا يلتحم؛
26
بل اكثر ما يكون ان يلتحم ما حوله ويصير الورم المعروف. وأما هو بنفسه فلا يلتحم،
27
وليس الامر كذلك. أما من نفى الالتحام فقد احتج بقياس وتجربة؛ أما القياس فلان
28
أحد طبقتى الشريان غضروفية والغضروف فلا يلتحم، وأما التجربة فانه ربما ما روى
4-235
1
التحم. وقابلهم جالينوس بقياس وتجربة. أما القياس فخطابى. وصورته انه
2
بين الملتحم كاللحم. وغير الملتحم كالعظم، فيجب ان يكون ملتحما، ولكن صعب
3
الالتحام. واما التجربة فالمشاهدة. وقد حكى ان كثيرا من الشرائين داواها فالتحمت
4
وكان هذا شىء قد كنا فرغنا منه.
5
لكنا نقول الأن: ان الاعضاء يختلف حال انبعاثه الدم منها. فمنها غزير انبعاث
6
الدم عنها اذا انفتق مثل الكبد والرية. ومنها قليل انبعاث الدم عنها. وفى كل واحد
7
من القسمين ما هو خطر، ومنه ما هو غير خطر؛ مثل انبعاث الدم من الرية والأنف.
8
فان انبعاث الدم من الرية خطر، [ومن الانف غير خطر] وكلاهما ينبعث عنها دم
9
كثير. و<منها> مثل المثانة والرحم والكلية؛ فانها لا ينبعث منها دم كثير جدا جملة،
10
بل ربما كثر بطول المدة وأدى الى عاقية غير محموده. ويختلف حال النزف من
11
الشرائين فيكون فى بعضها صعبا جدا خطرا مثل الشرائين الكبار التى على اليد والرجل؛
12
فان امثال ذلك يقتل فى الاكثر ولا يحتبس. وفى بعضها سهلا مثل شريان القحف؛
13
فان جبس نزفه سهل، ويكتفى فيه بالشد وحده. وكثيرا ما يسيل من الشرائين الصغار
14
دم، ثم يحتبس من تلقاء نفسه. وقد يعرف الفرق بين دم الشريان وغيره أن دم
15
الشريان يرى ضربانيًا أرق، وأشد ارجوانية من غيره، وليس الى سواد دم الوريد
16
وقتمته.
17
واعلم ان كل من حدث به استفراغ وخصوصا دموى، وخصوصا شريانى
18
فافرط، واحدث به تشنجا فهو ردئى. وكذلك ان حدث به فواق فهو قاتل. وان كان
19
غشيا مع فواق فالموت عاجل. والهذيان واختلاط العقل ردئ فان قارن عصر التشنج
20
فهو قتال فى الاكثر.
21
قانون علاج نزف الدم: يجب فى علاج نزف الدم ان تبدأ فتحبس، ثم تعالج
22
قرحة ان كانت، ولا يمكنك ان تحبس فيما سببه ثابت من أكال أونحوه الابان يزال
23
السبب. وان كان الحال لا يمهل الى إزالة السبب احتيج ان يحبس بحوابسه، وهى
24
الأسباب التى لها ينقطع الدم السائل. وتلك الأسباب معلومة من الكتاب الأول؛
25
الا انا نذكرها على وجه الاستظهار. فنقول ان تلك الاسباب اما ان تكون صارفة الى
26
جهة غير جهة ذلك المخرج. واما حابسة دون جهة المخرج قبل الوصول الى المخرج.
27
وإما ان تكون مانعة فى ذلك المخرج عن الخروج. واما ان تكون جامعه لأمرين من
28
ذلك اوأمور.
29
فالقسم الأول وهو الصارف الى جهة أخرى اما ان يكون يجذب الى الخلاف
30
من غير اتخاذ مخرج أخر كما توضع المحاجم على الكبد فيرقأ الرعاف من المنخر
4-236
1
الأيمن. واما باحداث مخرج أخر كما يفصد المرعوف من اليد المحاذية للمنخر
2
فصدا ضيقا. واما الحابسة دون المخرج فتكون بما يمنع حركة الدم ونفوذه. وهو
3
اما بسبب مخثر، واما يسبب مخدر. والمخدر اما دواء، واما حال للبدن كالغشى؛ فانه
4
كثيرا ما يحبس الدم. واما لسبب الحابس فى الموضع فهو الساد للمخرج اما بربط،
5
واما بردم بالقام واما بردم غير القام: واما خشكريشة بكى، او دواء كاوى؛ واما
6
الجمود علقة؛ واما بتغرية أو تجفيف، والحام؛ واما بضغط من اللحم المطيف بالعروق
7
فيسده، ويطبقه اطباقا شديدا.
8
ويجب ان تعلم انه اذا صحب الجراحة ورم تعذر كثير من هذه الأعمال، فلم
9
يكن الربط بالخيوط، ولا ادخال الفتائل، ولا الشد العنيف، وانما يمكن حيئنذ استعمال
10
التغرية، والقبض، والتخدير، وتخثير الدم، وان كل علاج من شد أوشق أو تقريب
11
دواء اذا كان موجعا فهو ردئى جدا. وكل نصبة موجعة فردية. ويجب ان تكون
12
النصبة جامعة لأمرين: أحدهما فقدان الوجع، والأخر ارتفاع جهة مسيل الدم.
13
ولا يعان بالتدلية والتعليق و<التلفيق> فيسهل نزول الدم وخروجه. واذ تمانع
14
الغرضان تميل الى الأوفق بحسب المشاهدة. والأقرب من الاحتمال فى الحال.
15
ونحتاج الان أن نذكر وجها وجها بعد ان يعلم ان اول ما يجب ان يتفقد ان
16
يعرف هل العرق شريانا او وريدا بالعلامة المذكورة فيحتفل بالشريان ويعتنى به اكثر
17
مما يفعل ذلك بالوريد. ثم نقول: واما الجذب بالخلاف لا الى مخرج فمن ذلك إيلام
18
العضو بالدلك، او بالربط والشد وبالمحاجم. ويجب ان يكون العضو عضوا مشاركا
19
موضوعا من الموضع الماؤف وضعا على طرف خط واحد يصل بينهما بالطول و
20
العرض ويختار من المخالف فى الوضع طولا وعرضا ايهما كان بعيدا، ويترك
21
ما كان قريبا مثل ما يكون فى جانبى الراس، او جانبى اليد، فان العبد بينهما أقرب
22
مما يجب أن يتوقع منه الصرف التام.
23
وهذا يحتاج ان يتذكر ما قلناه حيث تكلمنا فى الكتاب الأول فى قوانين
24
الاستفراغ. ويجب ان يكون الشد والدلك ونحو ذلك متاديا مما هو أقرب الى العضو
25
الدامى، ثم ينزل عنه. ويجب ان لا يتوقع فى فتوق الشريان ونحوها أن يكون هذا
26
الصنع كافيا فى حبس النزف بل معينا وكذلك الحكم فى فصدا الجانب المشارك
27
المباعد.
28
واما احد وجهى القسم الثانى، وهو السبب المخثر فمثل أن يطعم من كثر
29
رعافه، أو غير ذلك أغذية غليظة الكيموس مخثرة للدم كالعدس والعناب ونحو ذلك.
4-237
1
واما الوجه الثانى فمثل أن يسقى المخدرات والماء البارد. ويعرض البدن للبرد. وينوم.
2
وربما نفع الغشى وحبس الدم. وأما الوجوه المذكورة فى القسم الأخر فيجب ان
3
يراعى فيها بابا واحدا، وهو انه ربما كان الشريان ليس انما اتصل بالقلب من جانب
4
واحد من جانبيه حتى اذا شددته وحده امنت؛ بل ربما اتصل بالجانب الأخر شعبة
5
من شريان أخر تغوص فيه. وتودى إليه الدم من غير الطريق الذى تشده فيحتاج
6
الى شدين. وقبل ذلك فيجب ان تعرف بان الجهة التى هى المبدأ للعرق ففى بعض
7
المواضع يكون من أسفل <و فى بعضها يكون من فوق فان بعضها من أسفل> كما فى
8
بعضها من فوق كما فى <الفخدو> الرجل. واذا حصلت الجهة استعملت فيها
9
الربط والشد.
10
ومن التدبير فى ذلك ان تتوصل الى إخراج العرق بصنارة ولوبشق قليل من
11
اللحم الذى يغطيه ويخفيه ثم تلفه، ثم تستعمل الأدوية التى نذكرها. وان كان ضاربا
12
فالأولى أن تعصبه بخيط كتان. وكذلك ان كان غير ضارب الا انه كثير لا يرقأ دمه.
13
فاذا فعلت ذلك الزمته الأدوية، واترك الربط الى اليوم الثالث والرابع حيئنذ. فان
14
رأيت الدواء المغرى لازما موضعه فلا تقلعه البتة؛ ولكن ضع حواليه من جنسه شىء
15
ينديه قليلا. فان عرض له تبرز من تلقاء نفسه عند إزالتك ما فوقه فاضبط باصبعك
16
مادون الموضع فى طريق مجىء العرق. واغمزه غمزا تأمن معه من توثب الدم، و
17
اقلع ما قد تبرأ منه وقلق فى موضعه، وبدله بغيره. وتكون نصبتك للعضو فى ذلك
18
الوقت على ما ينبغى، وهو ان تكون الفوهة أعلى من المبدأ. حتى اذا كان مثلا فى
19
أسافل المعا او الرحم فرشت فراشا تقل الاسافل وتطاطى الأعالى وعلى أبعد ما
20
يكون من الوجع، ثم اتركه ثلاثة أيام تلزم هذه الوتيرة الى ان يرقأ الدم.
21
واما الردم بالالقام فلذلك انما يمكن فى الشريان العظيم بان تتخذ فتيلة من
22
وبر الارنب، أو نسج العنكبوت، أو رقيق القطن، او خرق الكتان البالية، ثم تذر عليه
23
الأدوية المغرية والمانعة للدم، فتدس فى نفس الشريان كاللقمة، ثم تشد عليه الرباط
24
وربما استعملت الفتيلة من وبر الارنب وحدها فكفت المؤنة. ويجب ان تشد شدا
25
لازما لا يفارق حتى يلتحم. واما الفتيلة فالطبيعة تدبر أمرها فى اخراجها قليلا قليلا و
26
دفعها او غير ذلك.
27
واما الردم بلا القام فان يوضع مثل ذلك الشىء الفوهة، ويشد عليها من غير
28
انفاذ له فى العروق، وان يحبس بمثل الرفائد، وخصوصا الاسفنجة، وبالعصائب
4-238
1
القوية الشد. والشد لها بعكس الشد الذى يكون للجذب، فان الشد الأول يجب ان
2
يكون بقرب الفوهة، ثم يلف ذاهبا الى خلف، ويقال الشد بالتدريج. وههنا يكون
3
بالخلاف.
4
واعلم ان الشد الرفائد والعصائب اذا كانت ضعيفة جاء منها مضرة الشد وهو
5
الجذب، ولم تجئ منها منفعة الشد وهو الحبس والردم، فيجب <اذًا> ان يتلطف فى هذا
6
الباب. واذا شددت شدا جيدا شددت ايضا من الجانب المخالف لتميل المادة، و
7
تقاوم جذب هذا الشد. وانما يجب ان يبلغ بالشد دون الايلام، اللهم الا ان احتيج
8
اليه اولا ثم ترخيه قليلا قليلا. وكثيرا ما يحتاج ان يخيط الشق من اللحم ويضم شفتاه
9
ويعصب، وكثيرا ما يكفى ضم الشفتين ووضع رفائد حافظة للشد عرفتها، ثم شد
10
على ادوية تنشر ملحمة، ومثل الوداج اذا انفتق يجب ان تضغظه عند ابتداءه باصابع
11
احدى اليدين، ثم تلزمه الأدوية والرفائد عند الفوهة باليد الأخرى.
12
واما الردم بالعلقة فان يحصل بسد رادم فى وجه الفوهة لا يزال يمسك حتى
13
يجمد الدم فيصير ردما؛ واما بشىء مبرد جدا يوثر فى الدم ويجمد فى الفوهة. واما
14
الضغط من لحم المواضع فمثل ان يقطع العرق عرضا فيتقلص الى الجانبين أول مرة
15
فينطبق عليه اللحم من الجانب الذى يسيل منه. وهذا لا يكون الا فى المواضع اللحمية.
16
وكثيرا ما يتفق ان يحتاج الى قطع شعبة من طرف العرق ليكون دخوله فى الغور أشد،
17
ثم يجعل عليه الأدوية. وكثيرا ما يقع التحام المجرى من غير أم الدم.
18
وأما الشد بالخشكريشة فيكون بالنار نفسها اذا عظم الخطب، ويكون بالأدوية
19
الكاوية مثل النورة والزنجار، والزاجات والزرانيخ، والكمون إيضا ونحوها فيما هو
20
اضعف اذا ذررت على الموضع. وكذلك زبد البحر. وكثيرا ما ينثر على الموضع
21
ويشد فيحتبس، ولكن الخطر فى ذلك ان الخشكريشة سريعة الانقلاع من ذاتها،
22
ومن ادنى مقاومة من انحفاز الدم، وادنى سبب من الأسباب الأخر. واذا سقطت
23
الخشكريشة عاد الخطب جدعا. ولذلك أمروا ان يكون الكى بالنار بحديدة الاحماء
24
قوية حتى تفعل خشكريشة عميقة غليظة لا يسهل سقوطها. وتسقط فى مدة طويلة فى
25
مثلها يكون اللحم قد نبت، فان الكى الضعيف تحصل منه خشكريشة ضعيفة تسقط بأدنى
26
سبب ومع ذلك فتحدث مادة كثيرة وتسخن تسخينا شديدا.
27
وأما الكى القوى فيردم بالخشكريشة القوية، ويزيل الفتق، ويضمره ويقبضه،
28
ومن الكاويات الجيدة المعتدلة بالتدبير ان يوخذ بياض البيض ويجمع بنورة لم تطفأ،
29
ويلوث به وبر الأرنب أو نحوه، ويجعل على الموضع ويشد. ومن الجيد البالغ
4-239
1
كثيرا ان يوخذ الكمون والنورة ويجعل على الموضع ويشد، وقد يزاد عليها قلقطار
2
والزاجات من هذه الجملة ذوات قبض مع الكى والنورة لحاكى ليس فيه قبض يعتد به.
3
والمتولد من الخشكريشات بكى ماله قبض اطول ثبات وأعمق. وعصارة روث
4
الحمار وجوهر روث الحمار مما يجمع الى الكى بالحدة تغذية.
5
واما الأدوية الحابسة بالتغرية فمثل الجبسين المغسول، والعلك المطبوخ،
6
والنشاء، وغبار الرحى، والصموغ، والكندر، والراتينج. وايضا زبيب العنب
7
نفسه. والضفادع من هذا القبيل فيما يقال. وايضا كوكب شاموس. واما الأدوية
8
الحابسة بالتجفيف والالحام فمثل الصبر وقشار الكندر، ومثل عجم زبيب العنب
9
المدقوق جدا. والعفص يدهن ويحرق. واذا تم اشتعاله يطفأ. والبردى المحرق،
10
والراتينج المقلو، وصدأ الحديد، وزبل الحمار، وزبل الفرس محرقين وغير محرقين،
11
ورماد العظام، ورماد الصدف غير مغسولين فان المغسول من باب المغرى والاسفنج
12
الجديد المغموس فى زفت أو شراب ثم يحرق والشعير المحرق.
13
فى وصف أدوية بسيطة ومركبة من أصناف شتى قوية فى منع النزف ومما ذكر
14
جالينوس ووصفه وصفا جيدا وجربه من بعده فوجده كثير النفع: أن يوخذ القلقطار
15
عشرون، ومن دقاق الكندر ستة عشر، ومن الصبر والعلك اليابس ثمانية، ومن
16
الزرنيخ أربعة، ومن الجبسين الشديد السحق المهيئى بعد النخل عشرون، يعالج به
17
ذرورا على الفتائل، ونثرا على الموضع؛ فانه عجيب. وايضا يوخذ عنزروت وصبر مكى
18
ودم الأخوين، ويجعل على فتيلة ويشد. وايضا صبر وكندر وحده بالوبر على ما
19
علمت. وايضا اسفنج محرق كما ذكرنا. وأجر محرق ويوخد سحيقه، وخبث
20
الرصاص، والتوتيا والصبر. او يوخذ صبر وكندر وكبريت. او كندر وكبريت
21
ويتخذ ذرورا، ويستعمل فتيلة بياض البيض. أو يوخذ من القلقطار عشرون ومن
22
الكندر، او دقاقه ثمانية، ومن الراتينج، والجبسين المحرق ثمانية ثمانية. أو يوخذ
23
من القلقطار، والنحاس المحرق، والقلقديس، والزاج المشوى اجزاء سواء، ومن
24
الجيد لنزف الدم؛ خصوصا من الرأس. أن يوخذ من الصبر جزء او نصف جزء أولهما
25
فى الجاسى، وثاينهما فى البدن اللين، ومن قشار الكندر فى الجاسى درهم، ومن
26
الكندر نفسه الدسم فى البدن اللين جزء ويقتصر عليهما واللبن اللين جزء ويقبض عليهما،
27
او يجعل عليها دم الأخوين والانزروت، ويعجن ببياض البيض ويجعل على وبر
28
الأرنب أويدبر بحسب الموضع.
4-240
1
|452va1|المقالة الثالثة: فى القروح
2
كلام كلى فى القروح: القروح تتولد عن الجراحات، وعن الخراجات
3
المتفجرة، وعن البثور، فان تفرق الاتصال فى اللحم اذا مد وقاح سمى قرحة. و
4
انما يتقيح بسبب ان الغذاء الذى يتوجه إليه يستحيل إلى فساد لضعف العضو، ولانه
5
لضعفه يتحلل إليه ويتجلب نحوه فضول اعضاء تجاوره، اولمراهم رهلت العضو و
6
لثقته برطوبتها ودسومتها. وما كان من قبيل القيح رقيقا سمى صديدا، وما كان
7
غليظا سمى وسخا، وهو شىء خاثر جامد أبيض اوالى سواد وكالدردى. وانما
8
يتولد الصديد من رقيق الأخلاط ومائيتها او حارها. ويتولد الوسخ من غليظ
9
الأخلاط. والصديد يكثر توليد الورم. والصديد يحتاج الى مجفف، والوسخ إلى جال.
10
والقروح [قد] تكون ظاهرة وقد تكون ذات غور. والقرحة التى لها غور
11
لاتخلو اما ان يكون قد صلب اللحم المحيط بها فيسمى ناصورا، وهو كانبوبة نافذة
12
فى العضو، اولم يصلب ويسمى مخبأ وكهفا. وربما قال بعضهم مخبأ لما نفذ تحت
13
الجلد وتبرأ منه الجلد، وكهفا لما انعطف تحت اللحم واتسع. وقال بعضهم:
14
بل الواسع كهف، والضيق العميق ناصور و[لا يجب] المناقشة فى التسمية. واذا
15
كانت الصلابة على قرحة ظاهرة تسمى قرحة خزفية.
16
والناصور الردئى هو الذى لا يحبس، وبمقدار بعده عن الحس تكون ردأته.
17
ومنه مستوى، ومنه معوج. وما أفضى الى عصب أوجع وجعا شديدا، وخصوصا
18
اذا مس اسفله بالميل. وربما عسر فعل ذلك العضو وكانت رطوبته رطوبة لطيفة رقيقة
19
كما تكون رطوبة المفضى الى العظم. واذا انتهى الى رباط كان ما يسيل قريبا من
20
ذلك، لكن الوجع فى العظمى والرباطى ربما لم يعظم. ورطوبة ما يفضى الى العظم
21
أرق وأميل الى الصفرة. والمفضى الى الوريد والشريان فكثيرا ما يخرج عنه مثل
22
الدردى وفى الاحان يخرج منه ان كان منتهيا الى الوريد دم كثير نقى، أو إلى
23
شريان دم أشقر مع نزف ونزو. والمفضى الى اللحم يسيل منه رطوبة لزجة غليظة
24
كدرة فجة.
25
وكثيرا ما يكون للناصور الواحد افواه كثيرة يشكل أمرها، ولا يعرف هل الناصور
26
واحد او كثير، فينصب فى بعض الافواه رطوبة ذات صبغ. فان كان الناصور واحد
27
اخرج من الافواه الأخر، <لون واحد والناصور يختلف يكون أحمر أو أبيض أو كمدًا
28
او غير ذلك>.
4-241
1
والقروح تنقسم صنوفا من الاقسام فيقال. ان من القروح ما هو مولم. و
2
منها ما هو عادم للالم. ومنها متورم. ومنها عادم للورم. ومنها نقى. ومنها غير
3
نقى. وغير النقى اما لثق اى فيه خلط كثير ورطوبة غزيرة وان لم تكن ردئية. ومنها
4
وسخ ومنها مصد. ومن القروح متعفن. وأضر الأشياء به الجنوب ورطوبة الهواء
5
مع حرارته. ومنها متأكل. ومنها ساع. ومنها رهل اما بارد واما حار. والرهلة من
6
القروح الموجبة لاسقاط الشعر عما يليها.
7
وقد تكون من القروح رشاحة يرشح منها صديد اصفر حار. وربما كان
8
يسيل منها ماء حار محرق لما حولها وهو ردئى مهلك. ومنها عسرة الاندمال، والمتعفن
9
غير المتاكل وان كانا جميعا ساعيين. وربما كان اكال يأكل ما يتصل به لحدته من
10
غير عفونة ولا حمى البتة. لكن الساعى العفن تكثر معه الحمى اولا تفارقه. وجالينوس
11
يسمى امثاله النار الفارسى. والنملة الساعية قروحا متأكلة، ويعد القرحة المتعفنة مركبة
12
من قرحة ومن مرض عفن، ولكل واحد منها حال.
13
والقروح الصلبة الأخذة نحو الاخضرار والا سوداد ردئية. والقروح الباردة
14
رهلة بيض وتستريح الى الادوية المسخنة. والحارة الى حمرة وتستريح إلى البرد.
15
والقروح الردئية اذا صحبها لون من البدن ردئى كابيض رصاصى أو أصفر. فذلك
16
دليل على فساد مزاج الكبد. وفساد الذى يجىء الى القرحة فيعسر الاندمال. والقروح
17
التى اوضها حارة ومعها حكة ففضلها حريف، والتى أصولها عريضة بيض قليلة الحكة
18
فمزاجها بارد. والقروح المتولدة عقيب الأمراض ردئية؛ لان الطبيعة تدفع اليها باقى
19
فساد الفضلات. والقروح الناثرة للشعرعما يليها ردئية.
20
وقيل فى علامات الموت السريع: اذا كان بالانسان اورام وقروح لينة فذهب
21
عقله مات. والقروح الخبيثة قد يكون سببها جراحة تصادف فضولا خبيثة من البدن
22
أوتدبيرا مفسدا. وقد تكون تابعة لبثور ردئية تتلون عنها مسرعة الى التقرح بعد التبثر.
23
ويدل على خبث القرحة تعفنها وسعيها، وافسادها ما حولها، وعسر برءها فى
24
نفسها مع صواب العلاج لها.
25
وأفضل الدلائل الدالة على سلامة القروح والجراحات فى عواقبها المدة
26
كان بدواء مقيح، او من فعل الطبيعة؛ فان ذلك فعل الطبيعة على المجرى الطبيعى. و
27
لن نتولد المدة الاعن نضج طبيعى ولا يصحبها مكروه من أعراض القروح الردئية،
28
وخصوصا المدة المحمودة البيضاء الملساء المستوية التى نالت تمام النضج، ولا يصحبها
4-242
1
نتن اذ لاعفونة فيها. وربما لم تخل عن نتن قليل، فان المدة تحدث بتعاون من حرارة
2
غريزية وأخرى غريبة وقد قلنا فى المدة فى موضع أخر.
3
فاما لقرحة التى تحدث التشنج، والقرحة المتعفنة والسرطانية والخيرونية
4
والمتاكلة وما يجرى مجراها فلا تتولد فيها مدة؛ بل اذا ظهر فى القرحة مدة وورم
5
فانه علامة خير، ليس يخاف معه التشنج، واختلاط العقل ونحوه. وان كان فى
6
موضع يوجب ذلك مثل الاعضاء الخلفية والقدامية، الا ان يكون الامر مجاوزا الحد.
7
فان غاب الورم دفعة وغار، ولم يتحلل بقيح أو نحوه، ثم كان مجاورا للاعضاء العصبية
8
كالقروح الظهرية فانها فى جوار الصلب والنخاع. والقروح التى تقع فى مقدم الفخذ
9
والركبة فانها ايضا على العضل العصبية التى فيها بآل ألامر الى التشنج واختلاط العقل
10
ايضا.
11
فان وقع فى الأعضاء العرقية واكثرها فى مقدم تنور البدن خيف اما اسهال
12
دم ان وقع فى النصف الأسفل من التنور، ولذلك قد يخاف منه اختلاط العقل،
13
اوخيف ان تقع ذات الجنب والتقيح من بعده، أو فى نفث الدم ان وقع فى النصف
14
الأعلى منه. وقد علمت معنى التقيح فى الصدر من الكتاب الثالث. وقد يخاف منه
15
ايضا اختلاط العقل.
16
ومن العلامات الجيدة للقروح ان ينبت حواليها الشعر المنتشر. واكثر الابدان
17
قبولا لعلاج القروح أحسنها مزاجا واقلها رطوبة فضلية مع وجود الدم الجيد فيها
18
واما الكثير الرطوبة أو اليبس فهو بطئى القبول للعلاج فى القروح. على ان الرطب
19
كالصبيان أقبل من اليابس كالمشائخ، وخصوصا اذا كان المزاج الأصلى يابسا عديم
20
للدم النقى والعرضى رطبا مرهلا كما فى المشائيخ ايضا. ولذلك ايضا صار المستسقون
21
يعسر علاج قروجهم، والحبالى ايضا لإحتباس فضولهن لامتساك حيضهن. واما
22
المشائخ فلا تبرأ قروجهم لذلك ولسبب قلة دمهم الجيد.
23
وربما برأ القرح ثم انتقض؛ لانه انما انبت فيه اللحم قبل التنقية فلما احتبس
24
فيه فضل غير نقى وجب من ذلك ان يفسد الاتصال الحادث ثانيا. وقد توهم النواصير
25
برءً وتعرض لها حالة جفاف وامساك تقنع النفس بانه برء؛ لان حالها تلك تشبه البرء
26
كما نذكره. ثم ينتقض لأدنى حركة واهتزاز، وسعال، وصدمة، وسؤ اضطجاع،
27
وغير ذلك.
28
والقروح التى ينبت فيها اللحم بعضها ينبت فيها لحم زائد، وبعضها لا ينبت
29
ذلك. وأخرى ما ينبت فيه منها لحم زائد هو ما يستعجل بانبات اللحم فيها قبل
30
التنقية. وأخرى مالا ينبت فيها لحم زائد ما لا ينبت فيها ذلك الابعد التنقية. واذا
4-243
1
طالت المدة بالقرحة وتأكلت وتعفنت، وذهب من جوهرها شىء كثير فلا يتوقع
2
اندما لها؛ الا على عوز؛ وخصوصا اذا كانت قديمة بقيت مدة سنة ونحوها. او كانت
3
متخزفة وأخذ منها الخرف اعنى الناصور. والقديمة لا بد من ان تخرج عظما من
4
العظام التى يجاورها. والقروح السوداوية لا برء لها؛ اللهم الا ان يوخذ عنها جميع
5
فسادها الى اللحم والعظم الصححين.
6
والاسباب التى اذا عرضت أفسدت القروح: هى ضعف العضو فيقبل كل
7
مادة، وردأة مزاج العضو، وردأة ما يأتيه من الدم اما فى كيفيته، واما فى كميته فاكثره
8
لرداة مزج الكبد. ويكون اللون فيه الى بياض رصاصى أو صفرة؛ أو لردأة مزاج
9
الطحال ويكون اللون الى سواد وتنميش فيكون معه ردأة جميع الأخلاط فى البدن.
10
ومثل هذا مع انه لا يستفاد منه ما يستحيل لحما فقد يتضرربه بما يستحيل اليه من الفضول
11
والوضر، أو فى كميته بان يزيد أو ينقص فلا يوجد ما ينبت منه لحم القرحة وتكون
12
القرحة صافية نقية تبادر إلى خشكريشة لا تفلح ولا تملأ الا ان كان البدن نقيا قليل
13
الدم، او للتخزف الذى يعرض لحايطها وحافاتها؛ اولا تساع العروق التى تأتيها،
14
أو لفساد ما يليها من العظم، أو لفسادها الأخذ نحو الكمدة والخضرة والسواد، او
15
لعضو ردئى المزاج بمجاورها. والقروح الصعبة العلاج كالمستديرة ونحوها قاتلة
16
للصبيان؛ لان الصبيان لا يحتملون شدة ايجاعها وعسر علاجها وصعوبته.
17
|453rb44|قانون علاج القروح
18
اعلم ان كل القروح محتاجة الى التجفيف، ما خلا الكائن من رض العضل
19
وفسخها؛ فان هذه تحتاج اولا ان ترخى فترطب ومع ما تحتاج القروح فى غالب
20
الأحوال الى التجفيف فقد تحتاج الى احوال أخر من التنقية والجلاء وغير ذلك لاحوال
21
تلحق القروح غير نفس القروح. وكلما كانت القرحة أعظم واغور احتاجت الى
22
تجفيف أشد، وإلى جمع لشفيتها [اشد] استقصاء، وربما احتاجت الى خياطة. واعتير
23
من أحوال الحاجة الى الاستقصاء فى ذلك ونحوه بما قلنا فى باب الجراحات.
24
واعلم ان القروح ربما احتاجت فى علاجها الى استعمال أدوية منها سيالة نافذة
25
متزرقة غائصة. وحيئنذ لابد ان تكن مراهم أو نحوها فيجب حيئنذ ان تكون رطبة الظاهر
26
يابسة الباطن، وخصوصا الناصورية يجب ان تكون يبوسة قوتها تغلب رطوبة جرمها
4-244
1
شديدا. وقد تحتاج الى ان تخلط ادويتها بما يسيل ايضا لسبب أخر وهو لتصير لزجة
2
لازقة، فاعلم ذلك ايضا فيها.
3
واعلم ان القروح تحتاج إلى الرباطات والشد لوجوه ثلاثة: أحدها لاسالة
4
الوضر، فيجب ان تكون قوة شدها عن أخر القرحة وارخاء شدها عنه الفوهة ليحسن
5
عصرها. والثانية لتحفظ الدواء الملحم والمنبت اللحم على القرحة وليس تحتاج الى
6
شد شديد. والثالث لالحالم الشفتين، ويجب ان لا يكون الشد فيه رخوا عند الشفتين؛
7
بل ضاما ضما صالحا. ولا يجب ان يبلغ بالرباط فى الإيلام مبلغا يورم. وينبغى ان يكون
8
معينا يمنع الورم، فلا يمكن مع الورم أن تعالج القرحة. وان لم يمكنكك أن تمنع
9
وظهر ورم فاشتغل بالورم وعلاجه أى ورم كان مع مراعاة لنفس القرحة الى ان تفرغ
10
من علاج الورم فتخلص مراعاة القرحة. وكذلك اذا فسد ما حوالى القرحة واخضر
11
واسود عالجت ذلك بالشرط وإخراج الدم ولوبالمحجمة، ثم تلزمه اسفنجة يابسة
12
ثم أدوية مجففة.
13
واذا انفرغت القرحة أو وجدت القرحة ساذجة فيجب ان تتأمل أول شئى
14
هل ينصب الى القرحة من البدن شىء أو ليس ينصب بل قد انقطع فان كان ليس ينصب
15
اليها شىء قصدتها بالمداواة نفسها. وان كان ينصب إليها شىء فاشتغل بمنع ما ينصب
16
إليها من فصد، أو إسهال أو قئ؛ فان القئ قد ينفع ايضا فى ذلك وقد شهد به بقراط
17
واذا كان فى القروح شظايا عظام أو اغشية أو غير ذلك فلا تستعجل فى جذبها؛ و
18
لكن اعمل ما قلناه فى باب العظام.
19
وأول ما يجب ان تدبره من أمر القرحة هو التقيح بأدوية، ثم التنقية بأدويتها، ثم
20
انبات اللحم <بأدويته> والادمال. وان وجدت القرحة نقية مستوية لا غور لها فاد مل
21
فقط بما لا لذع له. واما الوضرة فلا بد فيها من جال لاذع. وفى أول ما تعالج تحتاج
22
الى الالذع؛ لان الحس لا يحس به، ثم تدرج الى ما هو أخف لذعا الى ان يحين وقت
23
إنبات اللحم، وتوق فى جميع ذلك ان لاتوجع ما أمكنك، وخصوصا اذا كانت
24
هناك حرارة والتهاب. ويجب ان تميط الأسباب المانعة عن الاندمال، وهى الأسباب
25
التى عددناها <وذكرناها> وذكرنا انها التى تميل بالقرحة إلى الرأدة؛ فانك ان لم
26
تعالجها اولا لم تتفرغ لعلاج القروح كما ينبغى؛ بل لم يمكنك. وكثيرا ما أصلح
27
مزاج العضو فكفى فى اصلاح القرحة.
28
وكثيرا ما تكون القرحة رهلة ينبت عليها لحم ردئى، و"هى فى نفسها" الى حمرة
29
وسخونة فيعالج باطلية مبردة للحم المطيف بها؛ مثل عصارة عنب الثعلب بالطين
30
الأرمنى، والخل، والأطلية الصندلية والكافورية مبردة بالثلج فلا يزال يندمل الجرح
31
ويضيق. والقروح الوجعة الشديدة الوجع يجب أن تشتغل فيها اولا بتسكين الوجع،
4-245
1
وذلك بالمرخيات التى تعرفها لامحالة وان كانت مضادة للقرحة؛ لانا اذا لم نسكن
2
الوجع لم يتهيأ لنا ان نعالج فاذا سكنا تداركنا.
3
والقروح الوضرة تحتاج ان تنقى وهى التى تتلون رطوباتها وما يسيل منها
4
<ويكثر>. وربما نقيت بعسل. وربما نقبت بالدرورانت والمراهم واذا لم تنق لم
5
يمكن أن يلاقيها الدواء خالصا إلى جرمها، وخصوصا الذرائر فيجب ان تنقى
6
ثم ينبت اللحم. والمنقى فيه جلاء اكثر؛ فان المنبت للحم جلاءه كما علمت [قليل]
7
ربما نبت لحم ردئى فاحتيج الى ان يوكل بدواء <جلاء> حاد. ويطلى من خارج بالمبردات،
8
ثم يقلع بما تقلع به الخشكريشة ثم يعالج. وهذا طريق علاجنا للنواصير ايضا، فانا
9
نحتاج ان نقلع خزفها ثم نعالج.
10
والدواء الواحد يكون بحسب بعض الأبدان منبتًا للحم، ويكون بحسب بعضها
11
اكالا شديد الجلاء اذا كان ذلك البدن لينا جدا، وبحسب بعضها غير جال ولا منبت
12
ولذلك يحتاج الدواء فى بدن الى ان يقوى امابتكثير وزنه، أو بتقليل دهنه، أو باضافة
13
دواء أخر إليه فيه تجفيف وجلاء. وفى بدن أخر يكون بالقياس اليه أكالا الى أن ينقص
14
من وزنه، أو يزيد فى دهنه، أو تضيف إليه بعض القوابض. وأولى القروح بان يقوى
15
دواءه ما عسر اندماله.
16
ومن الواجب أن تترك الدواء عل القرحة ثلاثة أيام ثم تحل؛ فانها اذا عولجت
17
لم تفعل فعلها. ويجب ان يبعد الدهن عن القروح. وان كان ولا بد فدهن الخروع
18
ودهن الأس ودهن المصطكى. واذا لم يكن لك الا القرحة فيجب ان ترفق بالحاس
19
من الأعضاء الحاملة لها، وتحذر من ايجاعه بالدواء القوى. واما البليد الحس فلا تتوقف
20
فيه عن واجب العلاج، والباطن والشريف الخطير، والكثير النفع، والقابل للافات
21
سريعا من باب الحاس، وحكمه وأضدادها من باب غير الحاس او ضعيفه. ولمثل
22
هذا لسبب لا تحتمل القروح الباطنة مثل الزنجار ونحوه وخصوصا التى تشرب و
23
تحتاج الى مغريات اكثر مثل الكثيرا والصمغ، والتى تحقن بها تحتاج الى ما هو بين الامرين.
24
ومن الصواب فى علاج القروح أن تسكن أعضاءها ولا تحرك فى اول الأمر
25
حركة رفيقة أقل مضرة من ان يتحرك بعد الاول حركات عنيفة، وخصوصا فى بدن
26
ردئى الأخلاط. ويجب أن تتوقى فى القروح ان يقع من تجاورها التحام بين عضوين
27
متجاورين مثل اللصاق الذى يقع بين الجفن والعين، وبين الجفنين، وبين الإصبعين
28
والكهوف والمخابى فسريعة الإستحالة الى النواصير. والقروح المجاورة للشرائين
29
والأوردة الكبار تودى الى ورم ما يجاورها من اللحم الرخو كالاربتيين وكالابط،
30
وخلف الأذن؛ كما يودى الجرب ونحو ما ذكرناه، ولتلك العلة بعينها، وخصوصا
4-246
1
اذا كان البدن ردئيا مملوا فضولا. وحيئنذ يشتد الوجع ويتادى الى القرحة فيجب ان تعالج
2
ذلك بتنقية البدن وبما قيل فى بابه.
3
وما لم ينق الورم لا ترجو علاجه. ونحتاج فى مثل هذا الى أن تحفظ القرحة
4
من الأذى بالباسليقون ونحوه ان كان البدن نقيا وتجعل بينها وبين العضو حاجز مانعا
5
عن تأدى الأذى إلى القرحة فى كل حال.
6
ويجب ان تسمع وصية جامعة وهو انه من الواجب اما أن يكون ما تعالج به
7
القرحة موافقا، أو غير موافق. والموافق ان لم ينفع فى الحال فلا يصحبه مضرة. و
8
غير الموافق اما ان تكون مخالفة لانه أضعف وتدل عليه زيادة ما هو ضد المتوقع منه
9
من تجفيف، أو تنقية، أو غير ذلك من غير فساد أخر فيجب ان يزاد فى قوته. واما ان
10
يكون تخالفه لوجوه أخر مثل أنه يسخن فوق ما يحتاج إليه فيحدث حمرة والتهابًا،
11
فيحتاج ان ينقص من قوته، ويطفأ من إلتهابه فى الوقت بمرهم مبرد، أويميل به إلى
12
سواد وكمودة، فيعلم انه يبرده اوليس يسخنه القدر المحتاج إليه. فيحتاج أن تزيد
13
فى قوة سخونته، أو يرهله فتحتاج ان تزيد فى قوة القوابض والمجففات كالجلنار والعفص
14
ونحوه، أو يجفف فيحتاج أن تدارك تجفيفه بما نذكرلك [او ياكله وينوره] كمانبين
15
فتحتاج أن تكسر قوة جلاءه. وكثير اما لا يوافق الدواء، لان مزاج العليل مفرط فى باب ما
16
فيحتاج ان يكون الدواء قويا فى ضد ذلك الباب حتى يعيده الى مزاجه، او ضعيفا
17
فى باب موافقته.
18
علاج القروح الصديدية: تحتاج أن تستعمل فيها الأدوية المجففة لتنقى الصديد،
19
ثم تشتغل بانبات اللحم. فان كانت رهلة واستعمل عليها أدوية الإنبات ''غورتها و
20
عفنتها" لضعف اجسام تلك القروح، بل يجب أن تجفف أولا ثم تستعمل. واذا استعملت
21
الدواء فلم تجد الرطوبة تنقص، أورأيتها ازدادت فاعلم ان الدواء بحسب ذلك البدن ليس
22
بمجفف فزد فى تقويته وتجفيفه، واعنه بالجلاء اليسير كالعسل مثلا، وبأدوية قباضة
23
مثل الجلنار والشب، وقلل من قوة الدهن، واجعله دهنا فيه تجفيف.
24
فان رأيت القرحة قد افرطت إيضا فى الجفاف فانقص من القوى كلها؛ أعنى
25
التجفيف والجلاء والقبض، واحفظ هذه الوصية فى الأدوية المنبتة للحم فى القروح
26
ولا يغلطك شىء واحد: وهو أن يكون الدواء أجلى مما ينبغى فيأكل العضو، ويحيل
27
لحميته الى رطوبة سايلة تحسبها صديدا وتزيد فى قوة الجلاء. ومثل هذا الدواء يجعل
28
القرحة أغور وأسخن، وأشبه بالمتورم، وتتخزف الشفة، ويحس العليل بلذع ظاهر.
4-247
1
واعلم ان الأدوية المجففة للقروح منها ما هى شديدة التبريد كالبنج والأفيون
2
وأصل اللقاح. ومنها ما هى شديدة التسخين مثل الراتنيج والزفت، فيكون لك أن تعدل
3
احدهما بالأخر، وبحسب مقابلة مزاج بمزاج من الأمزجة الجزئية. والأدوية المنقية
4
للصديد هى الأدوية المجففة، مثل الشب، والعفص، وقشور الرمان وقشور الكندر،
5
والمرداسنج، ودقيق الشعير وسويقه، وشقائق النعمان، وورق شجر البعوض.
6
فاذا ضمد بورق الجوز الطرى وجوزه، وضمد به كما هو أو مطبوخا بشراب نفع جدا،
7
ونشف الرطوبات بغير اذى.
8
مرهم جيد لذلك: يوخذ المرد اسنج فيسقى تارة بالخل وتارة بالزيت حتى
9
يبيض، ثم يوخذ من الكحل، والروسختج، والعروق، والعفض، والجلنار، ودم
10
الاخوين، والشب، واقليميا الفضة أجزاء سواء يسحق جيد، ويكون من كل واحد منها
11
سدس مأ اخذت من المرد اسنج، فيخلط الجميع. وتستعمل ايضا أدوية ذكرناها
12
فى الاقراباذين.
13
وكثيرا ما يحتاج الى غسل السديد بالسيالات كما نذكرها فى القروح الغائرة.
14
ومنها ماء البحر، وأما ماء الشب فيغسل ويردع ويجفف وجميع هذه الأدوية المذكورة
15
الان تضران كان مع القرحة ورم. والماء المطبوخ فيه السعد فهو جيد للتجفيف.
16
وطبيخ الهليلج والبليلج والأملج، وطبيخ الأزا درخت وورق السرو جيد فى ذلك إيضا.
17
|454rb55|القروح الوسخة
18
يجب أن تستعمل فيها الأدوية الجالية وتبتدأ من الأول بما هو أقوى والذع
19
على ما قلنا فى القانون، ثم تدرج إلى مثل الشيطرج والزراوند مع عسل وقليل خل؛
20
وإيضا علك البطم بمثله دهن الورد أو سمن. وايضا أصل السوسن مع عسل. وايضا
21
دقيق الكرسنة وحشيشة الجاؤشير. ومن المركبات المرهم الهندى، والمراهم
22
الخضر كلها الزنجارية البسيطة او المخلوطة بالأشق ونحوه. والمراهم القيسورية،
23
والمراهم المتخذة بدقيق الكرسنة، ومرهم الملح، والقرص الأسود، والقرص
24
الأخضر والمعروف بقرص جالينوس ومن الأدوية المجففات: يوخذ دردى الزيت
25
وعسل وشب يمانى أجزاء سواء، ويوخذ اسفيداج وجعده سواء واذا اشتد التوسخ يوخذ
26
الفراسيون مع العسل. ومن الأضمد الجيدة الزيتون المملح. وقد تقع الحاجة ههنا ايضا
27
إلى استعمال ما يغسل به من السيالات على مانقول فى باب الغائرة، وكلها تضر إن
28
كان ورم.
29
علاج القروح الغائرة، والكهوف، والمخابىء: هذه تحتاج فى علاجها إلى أن
30
تملأ لحما. ولا يكون ذلك الا مع غزارة الغذاء والدم. وتحتاج فى ذلك الى أدوية شديدة
4-248
1
التجفيف والتنقية جميعا. ويجب ان يكون وضعها وضعا لا يحتبس فيه الصديد بل
2
يسيل. وان وجدت هذا الوضع اتفاقا، وكان فيه أصل القرح من العضو إلى فوق
3
وفوهاتها الى اسفل، فذك وان كان بخلاف ذلك، وكان يتمكن الانسان ان يغير
4
وضع القعر بما يتكلفه من النصبة غير الطبيعة فعل، وان لم يمكنه لم يكن بد من شق
5
القرحة من أصلها شقا مستقصيا لايبقى كهفا، أو من احداث مسيل ومنفذ فى أصلها
6
غير فوهتها احداثا بعمل اليد.
7
وتتأمل فى ذلك حال العضو وهل يحدث به خطر من ذلك. فاذا فعل به ذلك
8
شددت القرحة بالرباط مبتدئا من الفوهة منتهيا الى الأصل الذى كشفت عنه، وفى
9
الأول بخلاف ذلك. وتجعل الشد الشديد فى الجهة العالية فى الوجهين جميعا. ولا
10
يجب ان تبالغ بالرباط الإيلام ثم <جهة>الإبرام. واذا لم يمكنك الشق اشتغلت بالغسل
11
وادخال الفتايل المنبتة والمنقية التى لا تبطل تنقيتها انباتها لقوة الأمرين فيها. وقد
12
جربنا نحن مرهم الرسل، وكان بالغا جيدا ينحج بالمداواة والقنطاريون اذا حشى
13
منه عجيب جدا، ثم سوقوطون، ثم الايرسا، ثم دقيق الكرسنة. والمخابى اذا لم
14
تتدارك لم يلتصق الجلد فيها التصاقا جيدًا، ولكن يجب ان يجفف الجلد ليلزم لزوما
15
يشبه الصحيح.
16
والقروح الغائرة، والمخابىء، والكهوف لا تنقيها الأدوية تنقية بليغة ولا ينبت
17
فيها اللحم، الا ان تجعل سيالات غسالة تزرق فيها زراقات، أو تدس بفتايل؛ وخصوصا
18
اذا لم يكن شكلها تشكلا يكفى فى تنقيتها النصبة، والعصر من الرباط على ما بينا.
19
والغسل من الغسالات، وخصوصا ممزوجا بالشراب. وماء الرماد غسال قوى
20
لا يحتمله قليل الوضر من القروح. وماء البحر قريب من ذلك؛ فانه يغسل ويجفف.
21
والماء الشبى غسال، ومع ذلك مانع لما يتحلب الى العضو. واذا كان ورم لم يصلح
22
شىء من ذلك ولا الشراب.
23
وهذه القروح يجب ان توضع عليها فوق الأدوية فى رباطاتها خرق ملطوخة
24
بما يحتاج اليه العضو فى صلاح مزاجه ويحتاج إليه فى مقاومة المراهم التى تستعمل
25
داخلا لتكون على فم القرحة خرقة أخرى مطلية بما يجب من الدوأ. والدليل على
26
انها التصقت قلة ما يسيل وطمانية الأسفل. وربما انعصر عنها بالربط وقوة الدواء
27
رطوبات كثيرة دفعة، ثم جفت والتصقت.
28
علاج دود القرح: من الأشياء النافعة له عصارة الفوتينج النهرى، وأدوية
29
ذكرناها فى باب دود الاذن فى الكتاب الثالث.
4-249
1
|454vb29|انبات اللحم فى القروح
2
يجب ان لا ينبت اللحم حتى تنقى أو تجذب إليه الغذاء إن قل فلم يصل إليه.
3
فاذا نقيت فبعد كل لذاع وجلاء بقوة كيف كانت القروح وأين كانت. ويجب
4
ان تراعى فى استعمال الأدوية المنبتة للحم الوصايا المذكوة من تعهد ما يظهر من فضل
5
رطوبة فيها أو فضل جفاف، فيعمل ما قلناه فى باب القروح الصديدية، ليس من حيث
6
تبقى القروح رطبة أو تصير جافة شديدة الجفاف، بل ومن حيث اللحم الذى ينبت
7
إذا كان شديد الرطوبة أو قليلا جافا. ومما يقلل تجفيفه تسييله، والزيادة فى دهنه
8
وشمعه ان كان مرهما. ومما يزيد فى تجفيفه أن تغلظ وتخثر وتقلل دهانته، وتكثر
9
الأدوية فيه، أو تزاد فيه مثل العسل وانبات اللحم فيها بالمراهم أوفق وأبطأ، وبالذرورات
10
[اعسر] أسرع. وربما صلبت اللحم فيكون من الصواب أن تنثر الذرور وتحدقه بالمرهم
11
والشراب، وخصوصا القابض <هو> دواء جيد لجميع القروح بما يغسل ويجفف
12
وينقى ويقوى، وقد ذكرنا الأدوية المنبتة فى باب الجراحات، وبالحرى أن نذكر
13
من جيادها ههنا شئيا، وهو أولى بهذا الموضع، وهو الكحل المحرق، والعنزروت
14
وغرى السمك، والحلزون <المحرق> المسحوق، وتوبال السابرقان، والا بار
15
المحرق، والوج، والبلنجاسف واللوف، والسعد، وخصوصا للوضرة. والجعدة
16
قوية جدا. والقنطوريون غاية والزجاج المحرق عجيب فى تجفيفها وادمالها.
17
علاج القروح المتاكلة غير المتعفنة: القانون الكلى فى علاج <القروح>
18
المتأ كلة والخبيثة أن تنقى اليدن أو العضو ان كان البدن نقيا بالحجامة، وإرسال العلق
19
عليه. وتبدل مزاجه بالأطلية وإصلاح الغذاء من غير تاخير ولا مدافعة؛ فان المدافعة
20
فى ذلك مما يزيد فى ردأتها. وربما احوج سعى التأكل الى قطع العضو. وينفع
21
المتأكلة التى لا عفونة معها التنطيل بالماء البارد، وماء الأس، وماء الورد، وماء عصا
22
الراعى، والشراب القابض ان لم تكن حرارة، والخل الممزوج بماء الورد، وماء ساذج
23
كثير ان كانت حرارة، ونحو ذلك من المياه المجففة المبردة. وان كانت هناك عفونة
24
فماء البحر، وغير ذلك مما سنقوله فى باب المتعفنة. ثم أجود علاجها إستعمال القوابض
25
المجففة المبردة مثل قشور الرمان، والعدس، وررق المصطكى، وبزر الورد، والشوكة
26
المصرية، وحب الأس، ونطولات فيها أمثال هذه الأدوية. فيقوى امثال هذه
27
بطعم من شب ونحوه. وكذلك التضميد بورق الحماض وأغصانه مغلى بشراب.
28
والتضميد بطين رومى معجون بخل او سكنجبين، أو قرع يابس محرق، أولسان الحمل
29
مع سويق، او ورق الزيتون الطرى.
30
علاج القروح المتعفنة والردئية: هذه القروح الردئية أصل علاجها تنقية
31
البدن، أو العضو نفسه ان كان البدن نقيا بما تنقيه وحده من الحجامة والعلق، والأطلية
4-250
1
المصلحة للمزاج على ما ذكرنا مرارا، وتجويد الغذاء. ولا يجب ان يتوانى فى علاجها؛
2
فان عتقها يزيد شرها ويجب ان يمنع عنها الأورام الحارة. ومما يسكنها البنج بالترمس.
3
وامثال هذه القروح إيضا اذا أفرطت ربما احوجت الى الاستيصال بالكى بالنار،
4
او بالدواء الحاد، أو بالقطع كيلا يبقى الااللحم الصحيح المعروف بجودة دمه أولونه،
5
والعظم الصحيح الأبيض النقى. والدواء الحاد ياخذ جميع الخزف فيخرجه ويتدارك
6
ايلامه بالسمن يوضع عليه وضعا بعد وضع، فهذه وان لم تكن نواصير ولا متخزفة
7
فهى ردئية خبيثة. وربما احوحت الى قطع العضو ليسلم من عفونته. والتنطيلات
8
التى تصلح لها هى مثل ماء البحر، والمياه المذكورة فى باب النواصير.
9
وهذه القروح وغيرها يجب اذا استعملت عليها الأدوية أن تترك أياما
10
ولا تحل. والادوية التى يجب ان تستعمل فى هذه فهى مثل دقيق الكرسنة مع شىء
11
من شب، أولحم السمك المالح المقدد مع شىء من لب الخبز، والزراوند، وأصل
12
الكرنب، وأصل السلق، وأصل قثاء الحمار، وبزر الكتان المسحوق بقلقديس، أو
13
حاشا بزبيب مع عسل، أو ورق شجر التين، أو نطرون، وكمون، ودقيق مع عسل،
14
او أضمدة ببصل الفأر مطبوخا بعسل [والكرنب بعسل] أو قرع يابس محرق، وورق
15
الزيتون الطرى.
16
دوآء مركب لذلك: يوخذ زراوند وعصارة ورق الخروع جزء جزء، زنجار نصف
17
جزء يتخذ منه لطوخ بالماء فى قوام العسل. وربما احتيج الى أن تقويه بعصارة قثاء الحمار
18
والسورى، وتجعل عليه خرق يابسة. وايضا زراوند وعفص وزيت بالسواء يتخذ منه
19
لطوخ للقرحة وحولها، أو نورة وقلقطار جزء جزء، زرنيخ نصف جزء، وايضا السورى
20
إثنا عشر، قلقطار عشرة، زاج أربعة يتخذ منه لطوخ يطبخ فى خل ثقيف نصف قوطولى
21
حتى يذهب الخل، ثم يوخذ بمرود ثم يلطخ به القروح. وايضا يوخذ من القلقطار
22
والزاج من كل واحد عشرون، قشور الحديد ستة عشر، عفص غير مثقوب عشرة.
23
او يوخذ ملح جزء، شب محرق وقشور النحاس وقيشور محرق نصف جزء.
24
مرهم جيد: عنزروت، وروسختج، وعفص، وزنجار، وزراوند يجمع
25
بشىء من العلك لتصير له لدونة وعلوكة، ويستعمل بعد تنظيف الوجه.
26
دواء غاية مجرب. زاج أحمر أربعة وعشرون نورة حية ستة عشر، شب ستة
27
عشر، قشور الرمان ستة عشر، كندر وعفص من كل واحد اثنان وثلاثون، شمع مأته
28
وعشرون، زيت عتيق قوطولى.
4-251
1
آخرجيد: رصاص محرق وكبريت، نحاس محرق، واسفيذاج الرصاص
2
كندر، مرداسنج، مر، أقليميا، أشق، جاوشير، مصطكى، من كل واحد درهمان،
3
شحم كلى البقر، راتينج، علك الأنباط دهن الأس، شمع من كل واحد ثلاثة ثلاثة،
4
يذوب ما يذوب فى الخل مقدار ما يعجن به ما يذوب وما يسحق ويجمع ويعجن.
5
دوآء منحج قد جربه جالينوس وغيره: يوخذ توبال النحاس أوقية، زنجار
6
محكوك أوقية، شمع نصف رطل، صمغة لاركيس أوقية ونصف، يتخذ منه مرهم
7
على رسمه فى ذوب ما يذوب وسحق ما ينسحق، ويزاد الشمع وينقص بقدر الحاجة.
8
واستحبرا ان يخلط به ديفرو حاس، وتكلم عليه جالينوس كلاما طويلا. واذا
9
كانت هذه القروح على مثل الذكر استعمل فيها دواء القرطاس المحرق، ودواء اندرون
10
وقرع يابس محرق، أو صوف وسخ محرق، أو ضماد ورق السرو أو ورق الدلب
11
<محرق>.
12
علاج العسرة الإندمال والخيرونية: اعلم ان القروح العسرة الاندمال
13
مطلقا غير المتأكلة وغير المتعفنة كما يكون العام غير الخاص فانهما ساعيتان، وهذه
14
قد لا يكون معها سعى وتقف على حالها مدة. وهذه غير النواصير إيضا، لانها لا يجب
15
ان تكون مخزفة، وبالجملة المتأكلة والمتعفنة والنواصير من جملة العسرة الاندمال
16
من غير عكس. وأما الخيرونية فهى الغاية فى الفساد وفى البعد عن الإندمال.
17
والقانون فى علاج هذه [القروح] انه ان كان السبب ردأة مزاج فأصلح،
18
اوردأة دم فاجعل الغذاء ما يولد دما جيدا مضادا لذلك، أو قلة فكثره، وتوسع فى
19
الغذاء الجيد. وان كان السبب ترهلا وتوسخا فعالج الرهل والوسخ. وان كان
20
السبب جفافا مفرطا لم يصر ناصورا بعد فعالج بتدبير معتدل. ومن الجيد فى ذلك
21
ان تفرقه بماء حار الى ان يغرق العضو ويحمر وينتفخ؛ ثم تمسك لا تجاوز ذلك المقدار؛
22
فانك تجذب به مادة كثيرة وآفة عظيمة الى العضو: واجعل الدواء بعد ذلك أقل
23
تجفيفا. وربما نفع وضع خرق مبلولة بالماء الفاتر. وربما احتيج إلى حك القرحة
24
وإدماءها "وذلك بعصرها"، واستعمال المراهم الجاذبة الزفتية.
25
وان كان السبب ردأة حال عرض لما يحيط بها من اللحم عولج بما عرفته من
26
الشرط، واخراج الدم، والتدارك بالمجففات. وان كان السبب دالية تسقى فاقطعها،
27
وسيل دمها، أو سلها فكثير اما أراح ذلك؛ ولكن ان كان إمتلاء فابدأ بالفصد، واستفراغ
28
خلط سرداوى ان كان، ثم تعرض للدالية وسيل منها من الدم ما أمكنك؛ لئلا يعرض
4-252
1
من تعرضك للدالية ما هو شر من القرحة الأولى، ثم عالج الجراحة التى عرضت
2
من الدالبة، ثم القرحة العسرة [الاندمال].
3
وإن كان السبب ضعف عضو فذاك بسبب سؤ مزاج لا كيف اتفق، بل سؤ
4
مزاج مفرط بعيد عن الاعتدال الذى بحسبه من حر أوبرد وما يتبع الأمزجة من تخلخل
5
مفرط أو تكاثف شديد والأول فى الاكثر يتبع الحراة والرطوبة أو الرطوبة، والثانى
6
البرودة واليبوسة أو اليبوسة، فيجب ان يعالج الموجب كله بالضد، أو ما يوجب الضد.
7
وكثيرا ما يكون السبب يكون عن الحرارة الجاذبة للمادة والمرسلة إياها، ويحتاج فى
8
علاجه إلى المبردة القابضة. وان كان السبب ناصورا فعالج علاج الناصور. وان
9
كان السبب فساد العظم الذى يليها شرحنا وكشفنا عن العظم. وان كان يمكن
10
إزالة ما عليه بالحك فعلنا الحك واستقصينا؛ وإلا قطعنا وفعلنا ما نشرحه فى
11
باب فساد العظم.
12
قال جالينوس: كان غلام به ناصور فى صدره قد بلغ الى العظم الذى فى
13
وسط قصه، وكشفنا عن عظم النفس جميع ما يحيط به فوجدناه قد أصابه فساد،
14
فاضطررنا إلى قطعه؛ وكان الموضع الفاسد منه هو الموضع الذى عليه مستقر علاقة
15
القلب. فلما رأينا ذلك ترفقنا ترفقا شديدا فى انتزاع العظم الفاسد. وكانت عنايتنا
16
باستبقاء الغشاء المغشى له من داخل وحفظه على سلامته. وكان ما اتصل من هذا الغشاء
17
بالقص قد عفن ايضا. قال: وكنا ننطر الى القلب نظرا بينا مثل مانراه اذا كشفنا عنه
18
عنه بالتعمد فى التشريح. قال فسلم ذلك الغلام، ونبت اللحم فى ذلك الموضع
19
الذى قطعناه من القص حتى امتلاء، واتصل بعضه ببعض فصار يقوم من ستر القلب
20
وتغطيته بمثل ما كان يقوم به قبل ذلك رأس الغلاف للقلب. قال وليس هذا بأعظم
21
من الجراحات التى ينثقب فيها الصدر. هذا. فنقول: انه اذا عتقت القروح، وقدمت
22
فمن الصواب ان يسيل منها بالجزر دم على قدر ما يليق بها.
23
واما الأدوية المعدة لعسر الاندمال فى غالب الأحوال فمثل توبال النحاس،
24
والزنجار المحرق وغير المحرق، وتوبال السابور قان، وتوبال سائر الحديد،
25
ولزاق الذهب يتخذ منها قيروطيات. والقلقطار والزاج وما أشبهها من أشياء مانعة
26
للتحلب الى العضو ان كان مثل الشب والعفص. ومما يعالج به العسرة الإندمال يوخذ
27
من الاقليميا ومن غراء الذهب ومن الشب ثمانية، زنجار أو قشور النحاس واحد،
28
صمغ السرو أربعة، شمع ودهن كما تعلم. وايضا يوخذ من الشمع عشرة، ومن
29
صمغ الصنوبر تسعة، ومن الا قليميا ثلاثة، ومن القلقطار ستة، ومن دهن الأس
4-253
1
بقدر الكفاية. وايضا يطبخ القلقطار والإقليميا بماء البحر وبماء الحصرم، أو ماء مطبوخ
2
فيه القلى والنورة طبخا يسيرا بحسب مزاج مزاج <ويوضع فى> ''برنية جديدة" فى الشمس
3
فى الصيف، ثم يصفى عنه من غير ان يتملح عليه ماء البحر، أوماء القلى.
4
وايضا نحاس محرق وراتينج وملح درانى من كل واحد أوقيتيان، شمع ودهن
5
الأس مقدار الكفاية. وينفع منها الأدوية الناصورية اذا جففت ودقت. ومنها دقيق
6
الكرسنة والايرسا، والزراوند المحرق، والنحاس المحرق، وتراب الكندر على
7
اختلاف ما يستحقه كل بدن من التركيب. دوآء جيد لذلك يوخذ برادة النحاس وبرادة
8
الحديد يعجن بماء شب ويطين بالطين الأحمر ويحرق فى التنور، ثم يخرج ويسحق
9
ويستعمل ذرورا، ويتخذ منه ومن المرداسنج مرهم.
10
صفة مرهم ذهبى جيد: يوخذ من المرداسنج الذهبى الجيد من، ومن
11
الشمع وأصل المازريون ستة وثلاثون مثقالا، زنجار ثلاثة عشر مثقالا، برادة الذهب
12
المسحوقة بالحكمة برائحة المرداسنج أربعون مثقالا، دهن عتيق ثلاثة أرطال يجعل عليه
13
اولا المرداسنج والذهب والزنجار ثم سائر الأدوية. وايضًا. يوخذ خزف التنور،
14
ورماد الودع، ورصاص محرق مغسول يتخذ منه مرهم بدهن الاس. ولا بد أن يكون
15
ذلك الدهن قوم بمرداسنج، وصفة ذلك ان يوخذ من المرداسنج مثلا أوقية، ومن
16
الخل الحاد جدا ثلاثة أمثاله، ومن الزيت أو دهن الأس أو أى دهن شئيت أوقيتان
17
يحرك بالرفق حتى ينحل المرداسنج ويخثر ولا يحترق.
18
وللخيرونية منها قشور النحاس زنجار نورة مغسولة بلا استقصاء يتخذ منه ذرورًا
19
اوشب مسحوق ذرورا، أوزوفا أربعة، ونطرون اثنان يتخذ منه ذرورا، ويتقدم فيلطخها
20
بعسل ثم يذر عليها هذا الذرور: يوخذ قشور النحاس جزء ان قيروطى عشرة يمرس
21
فى الشمس ويستعمل، او اسفيذاج وشب ثمانية، قشور النحاس وكندر وملح اندرانى
22
وزنجار وقشور الرمان من كل واحذ جزءان، نورة [جزء] شمع عشرة دهن الأس مقدار
23
الكفاية. وايضًا. مرداسنج وزيت رطل رطل عفص غير مثقوب وزراوند أوقية أوقية،
24
[اشق اوقية] دقاق الكندر أوقيتان يتخذ منها لطوخ على النار ويحرك بأصل القصب.
25
علاج النواصير والجلود التى لا تلصق: أما النواصير وأحكامها وأصنافها فقد
26
قيل فيها من قبل. واما ما يجب من تدبير اسالة الصديد والرطوبات الفاسدة عنه بالنصبة
27
او بالبط فقد بيناه ايضا فى مواضع قبل هذا الموضع. واما العلاج الخاص بالنواصير
4-254
1
فيختلف ايضا؛ فان النواصير اما طرية سهلة واما عتيقة قد غاص تخزفها فى اللحم غوصا
2
شديدا. وهذه عسرة العلاج؛ فان الذى لا بدمنه فى ذلك هو اخذ ذلك التخزف كله
3
بالقطع المستأصل من الجوانب بمجرد أو غيره، أو بالكى بالنار، أو بالدواء. وذلك
4
صعب شاق، وخصوصا اذا كان فى جوار عصب أو عضو شريف. وربما كان المريض
5
أميل الى أن يبقى ذلك ويداريه الى ان يقاسى علاجه. وربما امكن ان يجفف ويوكل
6
لحمها الردئى الخبيث فى داخلها، ويجفف الباقى من لحمها الميت ويدمل، ويبقى
7
ساكنا مدة طويلة من غير أن يكون قد أدمل الادمال التام. ومن اراد ذلك فيجب ان
8
ينقى الناصور من اللحم الخبيث الودكى الذى فيه، ثم يحشوه أدوية مجففة،
9
و"يترك بحال جفافه فانه" يبقى ما لم يقع خطأ من امتلاء، أو رطوبة مزاج، او وصول
10
ماد، او اضطجاع عليه مولم، أو صدمة، او ضربة أو سعال أو رعدة.
11
واما علاج قلعها واستيصالها فاعلم انها اذا كانت خبيثة عتيقة قديمة فلا دواء
12
لها؛ الا القطع للخزف، اوالكى له بالنار على مانبيه مع بط المعوج الملتوى من منافذه
13
ليعرف مذهب الكى ومنفذه مع تحزز وحذر حتى يكوى، فينقلع اذًا الكى بالأدوية الحادة
14
مثل النوشادر، والرزنيخ والكبرت والزنجار. والزيبق، يقتل الزيبق من جملتها فى
15
الجميع ويخلط بمثله برادة الحديد ونصفه قلى ونصفه نورة، ويصعد فى الاثال او
16
يخنق فى قنينة على ما يعرفه أهل الاشتغال بهذا الباب، فيصعد كالملح. فاذا جعل منه
17
فى الناصور التهب وانشوى وانفصل عن اللحم، فيوخذ بالكلبتين ويخرج، ويدام
18
اطعام العضو السمن ساعة بعد ساعة ليهدأ الوجع، ثم يعالج بعلاج القروح.
19
وآما الطرى السهل من النواصير فيجب ان يغسل بالأدوية القوية [ولاء]
20
كالقطران، وماء الأرمدة، وماء البحر الاجاج، وماء الصابون مخلوطا به زرنيخ ونوشادر.
21
والماء المصعد من روسختج ونوشادر يابسين مرعوين منديين من غير سيلان، وماء
22
طبخ فيه القلى، وكلس قشور البيض ونورة. فاذا نقيت فضع عليها الدواء الخروعى،
23
ومرهم الزرنيخ المورد فى أدوية الغرب عجيب النفع، ودواء جالينوس القرطاسى،
24
والادوية المولفة من الزاج، والقلقديس، والنحاس المحرق، والزنجار، وما أشبه
25
ذلك من القنطوريون، دقيق الكرسنة، والايرسا، والسوقطون. فقد جرب اصل
26
اسقولو قندريون، فانه اذا ملئى منه الناصور أبرأه. وكذلك الخربق اذا ملىء منه الناصور
27
وترك أياما ثلاثة أبرأه. وكذلك السورى. وكذلك عصارة قثاء الحمار مع علك البطم،
28
او عصارة اصل المحروث، أو زنجار وأشق، وقلقديس، وزاج، وقلقطار، و صمغ
4-255
1
بخل؛ أو يوخذ بول الاطفال ولا يزال يسحق فى هاون رصاص حتى يخثر ويجفف
2
ويستعمل.
3
دواء يستعمله أهل الاسكندرية أصل أنجوسا، وزاج مشوى، وقلقطار، وزنجار
4
وشب من كل واحد جزء، ذرا ريح نصف جزء، ويتخذ ذرورا، أو مرهما، أو يجمع
5
بخل قد طبخ فيه الذراريح، ويحذف الذراريح من النسخة. وربما جعل معه عسل،
6
وايضا يوخذ صبر، وزنجار ومرداسنج، وقشور البيض والكلس أقوى منه بكثير و
7
يخلط. وايضا أدوية قوية ذكرناها فى باب عسر الإندمال. فاذا ظهر اللحم الجيد
8
استعملت الملصقة المبتة اللحم. واذا كان بقربه عظم فاسد فيجب ان يصلح ويعالج
9
بعلاجه. واذا رأيت الرطوبات الصديدية قلت أوعادت صدفة فقد كاد العلاج ان
10
ينفع.
11
|456rb51|فى اللحم الزائد على الجراحات
12
يحتاج فى علاج ذلك إلى أدوية جالية مجففة، وكلما كانت أقل لذعا فهو
13
اجود. ويجب ان لا يتوفع ههنا من معونة الطبيعة ما يتوقع فى انبات اللحم؛ فان انبات
14
اللحم فعل طبيعى. وأكل ما أنبته الطبع كان بمعونة الدواء او بغير معونة مضاد لفعل
15
الطبع. فلذلك يجب أن يكون اكثر التعويل على الدواء. واعلم ان الأقراص المتخذة
16
لهذا الشان لا ينتفع بالعتيق منها، بل بالطرى. فان كان ولا بد منها فيجب ان تحفظ
17
بالتقريص وتدفنها فى موضع لا يفسده الهواء. وقد مدح لذلك ثخين الخل وليس
18
ذلك عندى بكل الصحيح، واتخاذها أقراصا وبنادق احفظ للقوة.
19
واما ما يقال انها تحتاج الى ان تسقى بماء حار من زرنيخ وثوم وخل فذلك مما
20
يهيئها لانحلال القوة ويعين الهواء المفسدلها. والدواء الذى هو أغلظ وآثبت فانه انفع
21
فى هذا الباب لا من حيث القوة، فربما كان اللطيف أقوى، ولكن من قبل انفعاله
22
من الهواء ومن اخلاط المزاج أقل، وثباته بحاله اكثر. وهذه الأدوية هى مثل قشور
23
النحاس، والصدف المحرق، ونوعى القنافذ المحرقة بلحومها، لكن القنافذ قد تنقى
24
قليلا وتقبض اللحم اكثر مما ينبغى. وأقوى مما عددناه زهرة الحجر المسمى السوس.
25
وأقوى منه السورى وغرإ الذهب، والقلقطار، والزاج. والإحراق يقلل قوتها ولذعها
26
معا ويزيد لطافتها. وزهرة النحاس قوية ولا كالزنجار؛ وخصوصا المتخذ من قشور
27
النحاس.
4-256
1
ومما ياكل اللحم الزائد أكلا جيدا القلى والزنجار. وكثيرا ما يحل اللحم
2
الزائد ويضمره أن يطرح عليه خرق مغموسة فى ماء البحر، أوماء قد حل فيه الملح
3
المر. وقد يوخذ القلى والنورة غير مطفأة وتترك فى سبعة امثالها ماء فى الشمس
4
سبعة ايام يساط فى كل وقت حتى يغلظ ويصير كالطين ويتخذ منه أقراص ويستعمل
5
وكذلك قرص نيطليوس. والمرهم الأخضر عجيب. والاخضر المتخذ بالملح
6
الدرانى، والمرهم المسمى الأشقر باكل اللحم بلا لذع. ودواء دودما ودواء دياروق.
7
والدواء المتخذ من قشور النحاس ودقاق الكندر يصلح للحم الذى ربا جدا منتفشا كالقطن.
8
وجميع الأدوية المعمولة للاربيان فى ألانف.
9
تدبير القروح المنتقضة بعد الإندمال: العلاج بعد انتقاضها ان يوخذ اللحم
10
الردئى والعظم الردئى الذى يليها، ثم تشتغل بتجفيفها على ما تدرى ومستجرحات
11
العظام. ربما كانت أدوية جاذبة مثل ورق الخشخاش الأسود ضمادًا مع ورق التين
12
وسويق، أو بزر النبج والقلقديس اجزاء سواء.
13
آثار القروح والجراحات: يحتاج فى قلع أثار القروح والجراحات الى أدوية جالية،
14
قوية الجلاء منقية وتكون قوتها بازاء ما يجلو، فيعالج القوى بالقوى، والذى دونه
15
بالذى دونه. واما ألادوية المنقية القوية للقوى فمثل أن توخذ سخالة الجديد مع اللك
16
والأطريفل، ويطلى عليه، وعندى ان صدا الحديد اجود. وكذلك الزبحار او يغرز
17
بابرة، وتطلى عليه النورة والعسل، أو يطلى عليه ميويزج والعسل. أوعصارة الفوتنج
18
وبياض البيض. وللعاصى الزرنيخ وحجر الفلفل. وأما الأدوية الخفيفة للخفيف فالباقلى،
19
ودقيق الحمص، وبزر الفجل، والرته، والطين الرخوالسخيف، وبزر البطيخ وقشوره،
20
وشحم الحمار جيد جدا، وخصوصا ما أقرن به بعض المذكورات. وأما آثار الضرب
21
فان التمسح بدهن السوسن يدهب بها سريعا، ثم اقرأ ما سنذكره فى باب الزنية.
22
|456vb12|المقالة الرابعة
23
فى تفرق اتصال العصب وما لا يتعلق بالجبر من تفرق لإتصال العظام
24
فصل فى جراحات العصب وما يجرى مجراه وقروحها: ان العصب لشدة
25
حسه واتصاله بالدماغ تعرض له من الجراحات أوجاع شديدة جدا، وآلام عظيمة
26
جدًا مثل التشنج واختلاط العقل. وكثيرا ما يودى الى التشنج من غير تقدم الم صعب
27
ولايكون فيه بد من أن يكون هناك ورم عظيم من غير وجع عظيم. وأسهل احواله
4-257
1
الحميات، وأورام كثيرة تظهر فى غير موضع الجراحة، وعطش، وسهر، وجفوف
2
لسان؛ خاصة اذا حدث هناك ورم.
3
وكذلك حال جراحات أوتار العضل؛ وخصوصا فى جانب رأسها. فاذا اورم
4
العصب وما يشبهه أو أصابه برد تشنج. فان اصابته عفونة فسد العضو ورمًا. و
5
العفونة تسرع إليها لانها مخلوقة من رطوبة أجمدها وعقدها البرد، ومثل هذا تسرع
6
إليه العفونة من الرطوبة، ومن الحرارة الرطبة فتنطبخ فيه. ولذلك المياه باردها
7
يضر من حيث يشنج، وحارها من حيث يعفن. وكذلك الدهن، لكن الدهن ربما
8
احتيج إلى المسخن منه لضرورة إسكان الوجع، أو لترقيق الأدوية وتسييلها، وتكون
9
الأدوية مقاومة لكيفيته المرطبة. والنسخة وحدها قد تفعل هذا الفعل، وقد يتورم
10
المجروح منها ايضا ورما ظهوره أبطأ. وكذلك نضجه وقبوله العلاج أبطا. وقد
11
يتقرح العصب قروحا أبطأ التحاما وأبطأ نضجا.
12
وكل جراحة تقع فى العصب فامانخس واماشق والشق اما أن يكون مع انكشاف
13
اومن غير انكشافه. وكل ذلك اما طولا واما عرضا. والجراحة الواقعة طولا فى العصب
14
أسلم من الواقعة عرضا؛ فان الليف الصحيح يتالم من مجاورة المقطوع، ويتأذى به،
15
ويؤدى الى الدماغ فيتوقع التشنج وأمراضا عظيمة. وقد يضطر حيئنذ كثيرا إلى
16
قطع المجروح والمنخوس بكليته، فيستراح منه وتزول الأعراض الردئية.
17
والجراحة فى الأغشية أخف منها فى الأوتار فضلا عن العصب. وأنت تعرف
18
الغشاء بالمشاهدة وربما عرفته من التشريح؛ ولان الغشاء مبرم لايرى فيها مسالك
19
الليف طولا، والوتر الغشائى ترى فيه مسالك الليف طولا، والوتر صلب جدا، وليس
20
الغشاء فى صلابة. والغشاء يحتمل الخياطة والجراحة. والخرق التى تصيب الرباطات
21
الثابتة من عظم إلى عظم فليس فيها مكروه، ويحتمل أشد العلاج، فلا يخاف من
22
انبتار الاعصاب ما يخاف من إنشداخها، ومن انقطاع بعضها عرضا وان كان العضو
23
بزمن.
24
قانون علاج تفرق اتصال العصب: دواء جراحات العصب هو الحار اليابس،
25
اللطيف الاجزاء، المعتدل الحرارة، بحيث لا يلذع، ويكون تجفيفها شديدا جدا مع
26
جذب، لامع قبض البتة. وكل ما فيه حرارة لطيفة مع تجفيف شديد للطافة جوهره،
27
فلا يخلو عن جذب احذر القبض فيها؛ وخصوصا فى أول الأمر؛ اللهم الا أن يكون
28
مع جلاء مثل الروسيختج وتوبال النحاس؛ وما كان مثل هذا ثقيل الجوهر فلطفه
29
بالسحق فى الخل الذى لا قبض فيه، وقد يتوقع من الخل وتلطيفه إبراز حرارة لطيفة
4-258
1
منبثة فى الشىء الكثيف. وان احتيج الى قوى الحرارة احيانا فيحتاج إليه <لا> ليكون
2
غائصا <فقط>؛ ولكنه يكسر ويمال به بما يخالطه الى الاعتدال فيسخن بقدر ويجفف
3
بقوة. وان كانت العصبة مكشوفة لم يحتمل شئيا له حدة البتة، وكان مضرة ذلك به
4
عظيمة. وكذلك اذا لقى الدواء او الخرق التى نستعمل على الجراحة ما يلقاه وهو
5
بارد بالفعل؛ فان تضرر العصب به شديد.
6
واذا وقعت جراحة فى العصب فلا يجب ان يبادر الى الالحام، ولكن يجب
7
أن يبدأ بتسكين الوجع بالتكميد بالخرق الحارة، وبأدهان مسخنة، وزيت الانفاق
8
خاصة ففيه قبض ما وسخونة ايضا. وتكون سخونتها فوق الفاتر؛ فان الفاتر من
9
قبيل البارد. و[كذلك تكون همتك] بتسكين الورم. ومما يستعمل ايضا حينئذ الضمادات
10
[المتخذة] بالسكنجبين وبماء الرماد؛ ومن الأدقة والأسوقة مثل دقيق الباقلى، و
11
الكرسنة، والحمص، والترمس المر، وسويق الشعير وغيره؛ بل هذه ايضا تستعمل
12
قبل أن ترم؛ وربما انتفع باستعمال الخفيف. فاذا فعل بها ذلك، ووقع الامان من
13
فضول تنصب بما يستعمل من الفصد والإستفراغ، فالحم ولا تسكن وجعهم بماء حار البتة؛
14
بل بالدهن اللطيف الاجزاء الذى لا قبض فيه حار الى حر غير مفرط؛ فان الحار المفرط
15
والبارد لا يوافقانه.
16
وكثيرا ما يكون قد قارب الجرح العافية فيضره البرد فيشتد الوجع ويعاود
17
الأذى، فيحتاج ان يتدارك فى الحال بالتسكين بالادهان المسخنة تنطل بها. فان ذلك
18
العصب مكشوفا وكان القطع طولا فاجتهد أن تغطيه بلحم، وتضع عليه الأدوية
19
الوخزية التى ذكرناها، وتشده بخرق عريضة شدا ضاما جامعا اخذًا لشىء صالح من
20
الموضع الصحيح. فاما ان كان الجرح عريضا فلا بد من الخياطة؛ والا لم يزل.
21
واذا استفحل الالم وخفت العفونة فى الواقعة عرضا فابتره واجهد ان تحرسه عن
22
الورم والعفونة ما امكنك؛ فان الورم واصابة البرد اياه يشنج، والعفونة تزمن العضو؛
23
فلذلك لا يجب أن يلتحم رأس الجرح ولا ينضم الا بعد العافية. واذا كان فيه ضيق
24
وسع؛ لان ذلك يودى الى عفونة الجراحة لما يجتمع فيها من الصديد وغيره، ومع
25
ذلك فان الوجع يشتد فلا يجب ان يلتحم البتة؛ الا بعد ان يجف جفافا محكما ويامن
26
كل. ورم وعفونة. ولذلك يحتاج ان يحل الشد على الداء الدواء أسرع من غيره. وربما
27
حل فى اليوم أو فى الليلة مرتين أو ثلاثة وربما احتجت أن يحله ايضا فى ليل ذلك
28
النهار اونهار تلك الليل ان كان طويلا؛ وخصوصا اذا كان هناك لذع. فان لم يكن
29
فالحاجة إلى ذلك أقل، ويكفى مرتين بكرة وعشية.
4-259
1
ويجب ان يراعى فى أدويته حتى لا يسخن فوق الواجب، اولا يقصر فى التسخين
2
الواجب؛ وكذلك فى الجلاء والتجفيف وضدهما فاذا رأيته قد سخن فبرده مقدار ما
3
ينقص الزيادة على الواجب. وقد تجرب القيروطبات الفرهونية على ساق انسان صحيح
4
مشاكل للعليل فى مزاجه وسخنة، وينظر هل يفرط فى تسخينه، أولا تسخينه شىء
5
يعتد به، أو يسخنه تسخينا معتدلا فيقدر ذلك، ثم يستعمل على العليل. ويجرب
6
عليه ثانيا؛ ولكن ان تجرب على غيره ممن يشبهه اولا اولى اذ لايحتاج فى التجربة
7
عليه الى تغير كثير.
8
ومع هذا كله فان العصبة اذا كان مكشوفة والجرح واسع جدا [فلا يحتمل شينا حارا]
9
مثل الافربيون والكبريت ونحوه، بل يحتاج الى دواء مثل التوتيا. وايضا الدواء المتخذ من
10
النورة المغسولة غسلا بالغا فى وقت واحد. ويجب ان يكون الدهن الذى يستعمل فى
11
قيروطياته ولطوخاته مثل دهن الورد والآس لم يمسسه ملح. والعلك ايضا إذا استعمل فى
12
هذه الادوية يجب ان يكون مغسولا، والتوتيا يجب ان يكون مغسولة، ولا يجب البتة
13
ان يكون فيها من الحدة واللذع شئيا.
14
وان كان فيها قبض يسير فى علاج المكشوف جاز مع قوة محللة بلا لذع، وخصوصا
15
اذا كان العليل ضعيف المزاج. واولى الاعصاب بتبعيد البارد والمائية والدهانة ونحوها
16
عنه ما كان مكشوفا، فليس مضرته فى المكشوف الذى يلقاه فيوضره كمضرته فيما
17
لا يلاقيه الا قليلا. وانما يلاقى ما يحيط به ويليه، وان كان لا بد فعلى ما قلناه. واما ان
18
كان هناك قوة ما فى الخلقة فلا باس ان استعملت أقراص بوليد اس، وأقراص القلقطار
19
وأقراص أندرون، وأقراسيون بمبيبختج أو يدهن. أما فى الشتاء فزيت لطيف، وأما فى
20
الصيف فدهن الورد والكندر، وعلك البطم، والبارزد بقدر أقل من أدوية المكشوف.
21
ومن الصواب ــ كيف كانت الجرحة ــ أن يوضع فوق الدواء مر عزى لين مغموس
22
فى زيت. وكما ان العصب المنكشف اولى العصب بان يرفق به كذلك الرباطات التى
23
التى تنبت مابين العظام أولى اشكالها بان يحمل عليها بالدواء القوى.
24
واما الرباطات التى تتضل بالعصل فهى بين الامرين. وأوجب الجراح بان يبعد
25
عنه الماء هوجرح العصب. وكذلك البرد وان قل <فهو> أضر الاشياء به. والزيت ايضا
26
ضار لا يحتاج اليه الا عند تسكين الوجع حارا. ولا يجب ان يغسل الجرح لا بالماء ولا
27
بالدهن؛ بل اجهد أن تمسح الرطوبات بخرفة أو صوفة فى غاية اللين؛ ولا ايضا بالميبختج
4-260
1
الا أن تأمن ضرر ترطيبه. واذا وجب لعلة من العلل ان يجعل عليه، وخصوصا على
2
ماهو مكشوف دهن فيجب أن يكون يمر عليه اولا ميبختج ثم الزيت.
3
قال جالينوس: اصاب رجلا وخزة بحديدة دقيقة الرأس فخرقت الجلد، ووصلت
4
الى بعض عصب يده، فوضع عليه طبيب مرهما ملحما قد جربه فى الحام الجراحات
5
العظيمة فى اللحم، فورم الموضع. فلما ورم وضع عليه ادوية مرخية كضماد دقيق الحنطة
6
والماء والزيت، فعفنت يد الرجل ومات هذا.
7
واذا عرض تشنج من القروح فيها فمن الواجب ان كان قد إفسد شق الجلد
8
ان تفتحه وتستعمل الأدوية النافعة من تلك القروح المجففة لها لطبفة جدا، وان
9
تجتهد فى أن تصل الى الغور. واذا كانت فى الجراحة وخزة ونخسة ولم يكن ورم
10
فالعلاج هو العلاج الموضعى. ويجب أن يكون أقوى حرارة وقوة تجفيف من المستعل
11
على الشق؛ لان ذلك ينفذ الى المرض أسهل ويجب أن يكون تدبير المجروح فى
12
العصب لطيفا وأن يكون فى غاية اللطافة.
13
واذا حدث وجع وورم فلاشر حئينذ من تناول الطعام؛ وخصوصا اذا كانت
14
الجراحة عرضا؛ فانه يحتاج هناك الى فصد العرق بلا محاباة ولاتقية من الغشى مثلا،
15
ويجب ان يكون مضجعه وطيا. وان يراعى الأعضاء القريبة من الجراحة بالتدهين؛
16
وابطاه بالتدهين؛ وخصوصا ان كان الجرح فى الأعلى، وكذلك العانة والأربية؛
17
وخصوصا اذا كان الجرح فى الأسافل وناحية الساق.
18
أدوية جراح العصب وفروجها: علك البطم من أجود الأدوية لجراح العصب.
19
وأما امثال النساء والصيان، ومن مزاجه شديد الرطوبة فيكفيه مثل علك البطم وحده
20
ذرورا أو مع قليل زيت يلينه ويلزجه ان كان يابسا، والريبتانج بدله. وأما فيمن هو
21
أجف مزاجا وأصلب لحما فيجب ان يخلط به فربيون ونحوه اما عتيق واما حديث
22
واما قليل، واما كثير بحسب مزاج البدن وسحتته ويكون المبلغ من القوى الحديث من
23
جزء الى اثنى عشر من القيروطى او علك البطم أو نحو ذلك إلى الثلث من القيروطى،
24
أو بما يمازجه. وقد يخلط به غير الافربيون من لبن التيوع؛ فانه عجيب، ومن
25
الحلتيت، ومن السكبينج ومن الجاؤشير، ومما هو أضعف من البورق ورغوته
26
والكبريت مسخنا بالزيت على قدر وسخ الحمام وزهر حجر اسيوس وكل جذاب للرطوبات
27
الى خارج والزاج إيضا ورماد مخلص النحاس، والبرنج، ولزاق الذهب، وربما لم
28
يوجد فى اوائل جراحات العصب الا الخمير ويستعمل وينتفع به، ويجذب من
29
عمق جذبا جيدا.
4-261
1
وكثيرا ما ينتفع بوسخ كورات النحل اذا لم يحضر الفربيون، او دقيق الشيلم
2
بماء الرماد ضمادًا واستعمال علك البطم أول شىء يبدأ به، وبعده بمثل مرهم الباسليقون
3
يقوى بما يحتاج ان يقوى به مما ذكر. وربما خلطوا بالقيروطيات نورة لتسخينها. و
4
يجب أن تكون مغسولة، وأجودها المغسول بماء البحر فى الشمس الحارة، وكلما
5
غسلته اكثر صار أنفع.
6
ومن الأدوية الجيدة دواء جالينوس المؤلف من الشمع والريتانج والأفربيون
7
والزفت والزيت الغليظ من كل واحد نصف جزء، ومن الزيت جزء، ودهن البلسان
8
مع لطافته ليس بكثير الإسخان أقول لسرعة تحلله. واذا كانت الجراحة رخوة أو نخسة
9
ولم يصحبها ورم ولا عفونة فيجب أن تستعمل مرهم الافربيون أو خرء الحمام يجعل
10
فى البدن الألطف أفربيون، وفى الأكثف زرق الحمام، تزيد وتنقص على حسب
11
ما ترى من حال البدن وسحنته ومزاجه. ومع ذلك فلا يجب أن يترك فم الوخزة
12
يلتحم البتة، وتوسع ان كانت ضيقة.
13
واعلم ان الدواء المحتاج اليه فى الوخز يحتاج أن يكون أقوى من المحتاج
14
إليه فى الشق. واذا عرضت فى الجراحات عفونة فالسكبينج جيد، و[دقيق الكرسنة
15
واما اذا عرضت اورام فدقيق اشعير] ودقيق الباقلى ودقيق الكرسنة ايضا وقد طبختها بماء
16
الرماد أوماء ساذج فيه قوة من السكبينج. واذا رأيت الجراحة أقبلت لم يتخوف حئيند
17
من استعمال الميجنتج عليه فيجب ان تستعمل الأدوية مذوفة فيه اما فى أقوياء البدن
18
فاقراص بوليداس مدوفة فيه ثم تسخنه، وتأخذه بخرقة لينة منفوشة وتضعه عليه.
19
|456vb15|فى الاورام التى تعرض للعصب المجروح
20
قد عرفت مما تقدمنا فعرفناه من قانون علاج جراحة العصب وجه ما لعلاج
21
الاورام التى تعرض لها اذا جرحت ويجب ان نزيد ذلك بسطا فنقول ما قال جالينوس
22
فى كتاب قاطا جانس: قال: اذا حدث فى جراحات العصب والاعضاء العصبية فلغمونى
23
فان كان الفلغمونى قويا ملهبا جدا فينبغى ان يستعمل فى علاجه الأدوية المتخذة بالخل
24
والاحجار المعدنية لتى قد ذكرتها، وأكثر منها فى المقالة الثانية من كتاب قاطا
25
جانس. واحدها هذه: يوخذ من القلقديس درهم وربع، ومن الزاج سبعة دراهم
26
ونصف وربع، ومن توبال النحاس أوقيتان ودرهمان ونصف، ومن قشار الكندر
27
أوقية ونصف، ومن الباردزد أوقية، ومن الشمع ست أواقى، ومن الزيت تسع أواقى،
28
ومن الخل الثقيف رطلان وربع، تسحق الأدوية اليابسة بالخل عشرة أيام ومذوب
29
ما يذوب، ويبرد ويخلط الجميع فى قدر، ويحرك تحريكا مستقصيا حتى يستوى.
4-262
1
ويجب ان يقطر على العضو العليل من الزيت مرتين أو ثلاثة فى اليوم. وعند وضع
2
هذا الدواء عليه ينبغى ان يوضع عليه من خارج صوف قد بل بخل وزيت معتدل الحرارة،
3
فانه ليس شىء أضر أصلا للاعصاب العليلة، ولا أردأ عليها مما كان باردا: فان احتجت
4
أن تضمد هذه الاعضاء فى حال بالضماد المتخذ بالخل والعسل والرماد فينبغى أن يكون
5
الضماد مطبوخا، وان يكون دقيقه دقيق الكرسنة. فان لم يحضرك فاستعمل دقيق
6
الباقلى أو دقيق الشعير.
7
|458ra44|فى رض العصب ووثيه
8
واذا أصاب العصب رض فانه ان لم تكن معه جراحة ولا ورم فيعالج بما يسكن
9
الوجع. وكذلك إذا حدث ورم فلا تعالجه بما يفجر مثل ماء الرماد ونحوه، بل عالجه
10
بالمسكنات للوجع. وكذلك يجب أن ينطل العضو بالدهن المسخن تنطيلا
11
متصلا، ويكون فى قوة ذلك الدهن ارخاء وتحليل. ومن الادهان الفاضلة فى ذلك
12
دهن الشبث والأقحوان، ودهن السذاب. وكذلك الضمادات الموافقة فى ذلك.
13
والخطمى عجيب اذادق ووضع على العصب المرضوض. ولحم الصدف عجيب
14
وربما عالجوا بالبلبوس المهرأ.
15
وأما إن كان هناك ورم فالتدبير فى تسكين وجعه أن يستعمل عليه عقيد العنب
16
مع شراب، وقليل خل وزيت بمقدار قصد، ويسخن باعتدال ويغمس فيها صوف
17
وسخ؛ وخصوصا صوف الزوفا ويوضع عليه. وان كان هذا الالم فى المفاصل
18
فهنالك أولى بان يسكن الوجع، ويجعل الدواء أقوى ومركبا مما ينضج ويحلل،
19
ولكن مع قبض معتدل ليقابل به الورم ولا يزيد فيه. وانظر فى الوجع والورم، واقصد
20
قصد أشدهما إهتماما. واذا لم يكن وجع فبط، واستعمل القوية مثل ماء الرماد
21
والخل والشراب إيضا. وإذا كان الورم قد طال فقو الدواء واجعل تحليله أشد، ولا
22
يهمنك أن تجعل فيه قبضا البتة مثل الدواء المتخذ بماء الرماد، وما يتخذ بوسخ الحمام.
23
واما إن كان هناك فى الجلد جراحة ايضا فيحتاج الى ما فيه تجفيف قوى وجمع
24
وشد، تضم به الأجزاء من المرضوض وينفع <به> الجرح. فان لم يصب الجلد
25
شىء من الرض والجرح، واستعمل الأضمدة المتخذة من مثل دقيق الباقلى وخل
26
وعسل وهو دواء جيد. وان أردت أن يكون اقوى تجفيفا جعلت فيه دقيق الكرسنة
27
وأن أريد أن يكون أقوى إيضا جعلت فيه أصل السوسن.
28
وان كانت الجراحة بحيث لا يلتفت إليها عولج بالعصب بما يمنع تورمه،
29
ولم تشتغل بها. ولحم الصدف عجيب وربما عالجوا بقيروطى من ملح، والضماد
4-263
1
بالكندر. والمر عام النفع فى الحالين. وان كان مع الأمرين وجع مبرح فيجب
2
أن يخلط مع الأدوية زفت ويضمد بذلك حارا. ويجب أن يحذر فى وثى العصب الماء،
3
ولا يقربه لا حارا ولا باردا؛ بل يستعمل الأدهان التى فيها قوة الرياحين اللطيفة القابضة
4
مسخنة، والأفاوية التى بهذه الحال.
5
|458rb36|حكم عصب فاسد
6
ربما عرض لشظيه من العصب فساد، ويحتاج أن يستخرج فيجب أن يستخرج
7
استخراج العرق المدينى.
8
|458rb41|فى صلابة العصب والتواءه
9
هذا اكثره يحدث عن ضربة وسقطة. واذا غمز أحس معه بخدر. وعلاج
10
صلابة العصب قريب من علاج الاورام الصلبه والدشبذات، وقد ذكرنا فى جداول
11
الأدوية المفردة،، وفى انقراباذين ما يحتاج ان يذكر من أدوية. والذى نذكر ههنا
12
أدوية مجربة فى ذلك منها خفيفة مثل أن يوخذ مقل اليهود وزن عشرة، فينقع فى الماء
13
الحار ويداف فيه، ويعجن به مثله أصل الخطمى المسحوق جدا ويضمد به. و
14
كذلك أصل السوسن معجونا بعقيد العنب. وإيضا الأشج والقنه والفربيون يجمع
15
بدردى الزيت. وإيضا بزر المرو ويتخذ ضمادا بالميبختج. وايضا الدياخيلون
16
مع نصفه بعر الماعز غاية.
17
|458va1|ذكر امراض العظام
18
قد تعرض فى العظام ايضا أمراض من فساد المزاج، ومن انحلال الفرد من
19
الانكسار والخلع، ومن التعفن التقرح والتقشر. ونحن نتكلم فى الكسر والخلع المحتاجين
20
الى الجبر بعد هذا الموضع. واما المحتاج من ذلك الى غيره من الدواء فنذكره ههنا مستعينين
21
بالله.
22
|458va9|فى ريح الشوكة وفساد العظم
23
ريح الشوكة سببه أخلاط حادة تنفذ فى العظم وتاكله. ومذهب ريح الشوكة
24
مذهب وجع المفاصل؛ الا ان المادة فى وجع المفاصل تكون فى اللحم، وفى ريح
25
الشوكة فى العظم. وتكون دبابة تفسد العظم جزء ابعد جزء. قال قوم: ان الشوكة تسيح
26
فى جييع البدن بسبب قرحة وليس يثبت.
4-264
1
علامات فساد العظام. انه اذا عرض للعظم فساد رأيت اللحم فوقه يرهل ويسترخى، و
2
ياخذ طريق النتن والصديد، وينفذ فيه المررد الى العظم أسهل مايكون. فاذا وصل
3
الى العظم لم تجده أملس يلزق عنه بل يلصق به قليلا: وكانه يجد شئيا غير ثابت فى نفسه؛
4
بل قد تفتت أوتعفن. وربما تخشخس ولان؛ وخصوصا اذا لم يكن الفساد فى الابتداء؛
5
فانه فى وقت الابتداء لا يظهر ذلك المرود؛ بل ربما دل زلقه المفرط على فساده من حيث
6
انه اذا زلق الميل فى كل جانب دل على تبرء الغشاء عنه، وذلك لفساده الذى يبتدى حين
7
فسد اللحم فوقه. واذا كشفت عنه وجدته متغير اللون. وكثيرا ما يتقدمه ورم وفساد من اللحم
8
والعضو اولا وموت، ثم يدب اليه.
9
العلاج علاج فساد العظم حكه وابطاله، أوقطعه ونشره، سواء كان ناصورا أولم يكن؛ فانه
10
لا بد من حكه وجرده؛ أوكى المبلغ الفاسد منه لتسقط منه القشور الفاسدة ويبقى الصحيح
11
وقد تسقط قشور العظام بادوية ايضا مثل ما تسقط قشور عظام الراس وغيره. ومن
12
ذلك دواء صفته: أن يوخذ زراوند ايرسا، مر، صبر، لحى نبات الجاوشير وفينك محرق
13
وتوبال النحاس، قشور الصنوبر، يجمع، وهو عجيب يسقط قشور العظام، وينبت اللحم الجيد
14
عليها. وان كان فساد العظام أغوص من ذلك فلا بد من تقويره. فان كان الفساد قد
15
بلغ المخ لم يكن بد من أخذ ذلك العظم بمخه. وان كان الفساد ممالا يبريه الا
16
القطع والنشر لكل عظم العضو، أولطائفة كثيرة منه فلا بد منه. فاعرف الموضع
17
الذى يجب منه ان يقطع بان تدور المرود الى ان تبلغ الموضع الذى تجد فيه التصاق
18
العظم بالغشاء فهنالك الحد. واما اذا كان العظم الفاسد مثل راس الفخذ والورل،
19
ومثل خرز الظهر فالاستعفاء من علاجه أولى بسبب النخاع. واذا كان فساد العظم متوقعا
20
على أنه بالغ لفساد اللحم الذى اتفق وقوعه أولا فالتبريد واخذ اللحم عنه هو علاجه. ويجب
21
أن يترك العضو الصحيح بألاطلية التى عرفتها فى باب فساد اللحم، ويبرد اللحم
22
المكشوف عنه بمثلها.
23
|458va20|صفة نشر العظم الفاسد
24
قال: يشال اللحم [عن العظم] <الفاسد> بان تلقى فى طرفه خيطا تمدبه
25
الى فوق وخذ عصابة فمد بها العضو، او غيره من ذلك الموضع الى أسفل ليلا
26
تصيب اسنان المنشار وانشره. واذا احتجت ان تنشر ضلعا، أو عظما تحته صفاق،
27
وشىء شريف مثل صفاق الأضلاع والنخاع، فاجعل تحت المنشار صفيحة يحفظ
28
بها العضو الشريف. فان كان اللحم على إستدارته كله مكشوفا فانشره؛ لانه لا ينبت
29
اللحم على العظم الذى قد انكشف من جميع جوانبه. فان كان اجزاء العظم الفاسد
4-265
1
قريبة من مفصل فاخرجها من المفصل. واذا فسد عظم الذراع كله أو الساق فلينزع
2
كله. وأما رأس الفخذ والورك وخرز الظهر اذا فسدت فاستعف من علاجه لمكان
3
النخاع.
4
|458vb32|فيما يبقى من شظايا العظم وقشره فى القرح المندملة:
الأجود أن لا يستعجل5
فى اخراجها؛ بل يترك الى الطبيعة، ويعان ذلك بجذب يسير بما يخرجها فى مدة
6
غير عاجلة ولا يحرك بالأدوية وعمل اليد؛ فان المستخرج كرها لا يخلو عن احدات
7
قروح ناصورية. فاذا دفعت الطبيعة الى الجلد واخذ يخرج وقد تبرا، فحينئذ يعان ويلحم
8
الجراحة. وكذلك الحكم فى شظايا وأغشية من حقها أن يبتر؛ فانك اذا استعجلت وأخرجتها
9
كرها كان فيه خطر التشنج والاختلاط والحميات. فان تقيحت لم يكن فيها كثير مضرة. فاما ان
10
شئت ان تعرف أدوية ذلك فمنها دواء بهذه الصفة. يوخذ زيت عتيق، وشمع أصفر، ووسخ
11
الكورات نكونان جميعا فى مثل الزيت، ثم يذاب الجميع، ويوخذ من الفربيون جزء،
12
وجزء لبن اليتوع، وثلاثة أشياء زراوند، ويتخذ منها القيروطى ويوخذ ايضا أشق ومقل
13
فيلتان بدهن السوسن، ثم يجمع بالسحق مرهما، ويوضع عليه؛ فانه مما يخرج العظم
14
بسرعة.
15
|459ra1|فى أدوية كسر العظام.
للكسر علاج باليد نذكره وعلاج بالادوية نذ كرها نافعة من كسر العظام و16
من الوثى طلاء للكسر والوثى مغاث ماس مقشر عشرة عشرة مر صبر خطمى أبيض أقاقيا خمسة
17
خمسة طين أرمنى عشرون درهما يطلى ببياض البيض ان كان ورم حار. ايضا وورق ألاثل،
18
والسرو، والاس، والخلاف، يدق ويعصر، ويوخذ سك وورد وبصل النرجس ووبا فيلن
19
وصندل أحمر وطبن أرمنى، ولاذن، وفوفل، وقمحة، وخطمى وماش وقيلوقيا، واكليل
20
الملل، ومرز نجوش، وزدفيه وردا، وان احتجت الى الاسخان فالق فيه المر زنجوش
21
والراسن والسرو.
22
[ضماد] للكسر، والوثى مع ورم حار:
ماش مقشر عشرون درهما، مغاث23
وجلنار، وقاقيا يضمد وهو قوى جدا. ومن أدويته ورق الأس، ولاذن، ومسك،
24
وزعفران، وطين ايضًا جيد للرض والوهن نافع للكسر والوثى والخلع <ايضا>:
25
مغاث، ماش، خطمى، أقاقيا، طين، صبر، مر، يطلى بماء الأس.
4-266
1
|459ra23| الفن الخامس
2
فى الجبر [و هو ثلاث مقالات]
3
|459ra24|المقالة الأولى: فى الخلع
4
|459ra25|كلام كلى فى الخلع:
الخلع هو خروج العظم من موضعه، ووضعه الذى له5
بالطبع عند ما يجاوره خروجا تاما، فان لم يخرج تاما سمى زوال المفصل إلى جهة
6
غائصة أو بارزة يعرف بالجس فيكون زوالا غير تام. وقوم يسمونه الوثى. وإذا كان
7
اذى لم يحرك العظم؛ لكنه رض ما يحيط به فهو الوهن وليس من الوثى. وربما
8
عرض للمفصل أمر ثالث، وهو أن يطول ويزيد على طوله الطبيعى، ولم يبلغ بعد
9
الى الإنخلاع الا أنه يصير سهل الانخلاع. وكثير اما يعرض ذلك فى العضد والفخذ.
10
ومن الناس من هو مستعد جدا للخلع فى مفاصله؛ لان نقر عظام مفاصله
11
غير عميقة، واللقم التى تدخلها غير مداخلة، والربط التى تنظم بينهما غير
12
وثيقة؛ بل ضعيفة فى الخلقة دقيقة أو رطية قابلة للتمدد، أو قد انصبت اليها
13
رطوبات لزجة مزلقة، او انكسرت حروف حفائر العظام المدخول فيها من عظام
14
المفاصل فصارت النقرجما مثلمة لا حواجز عليها.
15
فمن المفاصل مفاصل سهلة الإنخلاع. ومنها مفاصل صعبة الإنخلاع، ومنها
16
متوسطة. فالسهلة مثل مفصل الركبة لسلاسة رباطه فانه خلق سلس الرباط لمنافع
17
معلومة فى التشريح، فصار لذلك سهل الإنخلاع. وبسبب ذلك أرفد بالفلكة، وكان
18
ايضا سهل الإرتداد الى السلامة؛ فان سهولة الإرتداد على وزن سهولة الإنخلاع، و
19
صعوبته على قدر صعوبته. ومفصل المنكب قريب منه فى المهازيل دون السمان. وأما الصعبة
20
الانخلاع فمثل مفاصل الأصابع فانها تكاد لاتنخلع؛ بل تنكسر قبل ان تنخلع، ومثل
21
مرفق المفصل؛ ولذلك ردها صعب. وأما المتوسط فمثل مفصل الورك.
22
وقد يعرض ان يسهل انخلاع ما ليس يسهل الإنخلاع بسبب من الأسباب
23
فيصير ايضا سهل الإرتداد، كما يعرض [ان يصير حق الورك ممتلئا رطوبة فيسهل
24
انخلاعه، ومع ذلك يسهل ارتداده كما يعرض] <ايضا> لصاحب عرق النساء، فيكون
4-267
1
كل ساعة ينخلع وركه ويرتد بأدنى سعى، ثم ينخلع ويرتد. وهذا هو المحتاج إلى
2
الكى لا غير. وأصعب الخلع ما تنقطع معه رؤس الشظايا للعصب الذى يلزق عظما
3
بعظم. وقلما يرجع إلى حاله الطبيعية. واكثر ذلك فى رأس الورك، ثم فى رأس
4
العضد، وفى زندى القدمين عند الكعبين. والخلع أقبح من الكسر اذا لم يرتد الخلع
5
ولم ينجبر الكسر.
6
علامات الخلع الكلى: يحدث فى المفصل انخفاض وغور غير معهود مثل
7
ما يعرض عروضا ظاهرا فى خلع عظم الكتف، وفى خلع مفصل الرجل. واظهر
8
من ذلك فى مفصل العنق والمقايسة مما يخرج ذلك إخراجا صحيحا، وهو أن
9
تعتبر العليلة باختها الصحيحة من ذلك المريض نفسه لا من غيره. وإذا رأيت المفصل
10
لا يتحرك فاحكم بان الخلع أتم خلع، كما انه اذا تحرك حركة الى جميع جهاته،
11
وبلغ إلى جميع مبالغه فليس به علة متعلقة بالزوال.
12
علامات الميل: هو أن يرى تقعير مع نتؤ من جانب أخر، أو يفقد فى الحس
13
نتؤ كان محسوسا للداخل فى مثله، مع أن بعض الحركة ممكنة.
14
علامات زيادة طول المفصل من غير خلع: علامته ان يكون كالمتعلق فاذا
15
ادغمته ارتد إلى قده الطبيعى من غير تكلف فاذا تركته عاد الى القد العرضى وحدث
16
غور. وربما تدخل فيه الإصبع حيث لا يكون اللحم شديد الكثرة مثل المنكب.
17
علاج الميل والخلع: لا يخلو اما أن يقع الخلع إلى الطبيب مفردا، أو مركبا
18
مع مرض من قروح وجراحة وورم وغير ذلك. فان كان مع غيره فيجب ان ينظر.
19
فان كان الخلع مما يرتد بمد خفيف لا يوجع وجعا شديدًا يودى الى ورم غير محتمل
20
رد الخلع. وان كان الامر بالخلاف فيجب أن تعالج أولا القرحة أو الجراحة،
21
ثم تعالج الخلع؛ وخصوصا فى المفاصل الكبيرة. فانا إن أردنا أن نعالج الخلع فربما
22
تادى ذلك الى تشنج عظيم فى اكثر الأمر؛ وخصوصا اذا كان الخلع فى أعضاء قريبة
23
من الأعضاء الرئيسة. وكذلك الحال فى الأورام.
24
وبناء التدبير فيه على انا نجرب فان كان الأمرسهلا وليس يهيج منه الوجع
25
ولا يعسر معه رد جبرنا الخلع ولم نبال. فان حدث وجع فيجب ان لانتعرض. وان
26
كنا فعلنا فواجب أن نبطل الربط ان كان موجعا. فان دخل بسهولة عالجنا الورم ايضًا
27
والقرحة. وان كان خلع وكسر معًا، وكان المد فى جهة واحدة يمكن من تدبير
28
الأمرين فعل.
4-268
1
وحكى عالم: أنه قد وقعت صخرة على طرف منكب رجل فخرقت الجلد
2
واللحم حتى ظهر طرف العضد عاريا، وقد انخلع من تحته رأس الترقوة، فاذا بعض
3
جهال المجبرين اشتغل بتسوية العظم ورد عليه اللحم والجلد وضمد وشد، فعرض ان
4
انتن اللحم وأفسد بمجاورته العظم حتى اخضر، وما علم ان مثل ذلك اللحم كان
5
ينبغى ان يقطع ويكوى ذلك الموضع بالزيت المغلى. وكذلك ان كان هناك ورم
6
عظيم فيجب أن يعالج الورم أولا.
7
واما الخلع المفرد الساذج فالتدبير فى اصلاحه أن يمد الى خلاف الناحية التى زال
8
عنها حتى يحاذى طرف العظم الاخر ثم يرد الى الموضع الذى خرج منه فيرتد، وكثيرا مايدل
9
على ذلك صوت يسمع ثم يربط، وفى الرباط أمان من الورم، معين على أن لا يرم. والحاجة
10
الى منع الورم <بالشد> اكثر. [فانه لا يجوزان يعار الخلع فى الترقوة واى عظم كان الا بعد
11
علاج الورم وتسكينه]. ويكره أن يلاقى العضو خرق جافة؛ فانها تسخن وتزيد الورم،
12
بل يجب أن تكون مبلولة بقيروطى مبرد، أو بشراب عفض. على ان البقراط يوصى
13
أن يوخر المد والرد إلى اليوم الثالث والرابع الافى أشياء مستثناة. والميل ايضا
14
لابدله من مثل ذلك ثم يربط.
15
واذا صار العضو نحيفا ينخلع من كل حركة وكلمارد انخلع، وذلك لا سترخاء
16
ورطوبة فلا بد من كى. واذا بقى بعد الرد للخلع أوللزوال صلابة وكالورم استعملت الأضمدة
17
والنطولات الملينة. وأما فى الابتداء تحتاج الى أضمدة ونطولات مقوية. والاولى ان ينطل
18
على الشد لا محالة. اما فى الشتاء فدهن مسخن من الادهان المقوية وبالعسل بماء بارد فى
19
الصيف. ويجب ان يكون التغذية فى المخلوعين بما يقوى. وذلك هوالذى يقوى المفصل
20
ويربطه على الثبات الواحب.
21
|459rb42|علاج طول المفصل:
يجب أن ترد العظم المسترخى الى داخل مستقره22
الذى استرخى عنه، ويضمد بالأدوية التى فيها قوة قابضة مخلوطة بما له قوة مسخنة؛
23
مثل ان يخلط العفص والجلنار والأقاقيا بمثل شىء من الجند بادستر والقسط والاشنة،
24
وايضا يقتصر على مثل جوز السرو والأبهل وساير ما يقع فى ضماد الفتق ثم يشد.
25
|459rb50|خلع الفك
26
قد يعرض لفك الاسفل ان ينخلع عن رقبة فيبقى الفم مفتوحا وان كان ذلك
27
مما يقل ولا يقع وقوعا تاما. وإذا انخلع مال إلى قدام خلاف مايقع عند الإسترخاء
4-269
1
الذى ربما عرض له عند التثاؤب. ويكون ضم أحدهما إلى أخر عسرا؛ على انه
2
لا يعدم حركة بعضلاته التى تجئى من خلف. وقد يقع الخلع من جانب واحد فتكون
3
حينئذ الهئية تدل عليه؛ اذ يكون ميل الفك الى قدام مع توريب. والعلاج واحد:
4
وهو من جملة ما يجب أن يبادر إلى رده، والإ أدى الى أمراض وأفات، وصعب
5
مع ذلك رده. فان أسهل رده أسرعه. فان دوفع صلب وورم، ومدد العضلات، وهيج
6
حمايات لازمة، وصداعا مقيما لما يصحبه من شدة تمدد العضل. وربما صعب الأمر
7
حتى يقتل فى العاشر. وقد يعرض أن ينطلق له البطن فضولا مرية كثيرة صرفة،
8
ويتقيئون بمثله. فلذلك يجب أن يبادر الى العلاج.
9
ووجه تدبيره ان يمسك واحد رأسه، ثم يدخل المجبر إبهامه فى الفم، و
10
يلزم العليل ارخاء فكه من كل وجه، فان هناك عضلا قد يتعرض لشده وان انخلع
11
ثم يحرك الفك يمنة ويسرة، ثم يمدده دفعة ثم يرده. وانما يدخل الى ما فارقه من
12
خلف، فيجب أن يمدده بحيث يسويه على تلك النصبة. وعلامة استواءه إستواءه الرباعيات
13
وإنطباق الغم، ثم يرفد برفادة قيروطى بشمع ودهن الورد، ثم يتركه، فيبرأ فى
14
أسرع ما يمكن. واما ان كان لم يبادر وقد حدثت صلابة فيجب حينئذ أن يبدأ
15
فيلين الصلابة بالنطولات بالماء الحار، وبالدهن فى الحمام تنطيلا كثيرا حتى
16
يلين، ويجلس المجبر خلف العليل ويجذب فكه الى خلف حتى يتهندم ويشد، وبعد
17
ذلك فيجب ان يستلقى العليل على وسادة لينة الحشو جدا، ويلزم واحد راسه لئلا يتحرك
18
الى أن تتم العافية.
19
|459vb11|خلع الترقوة
20
قال: ان الترقوة لا تنفك من الجانب الداخل، لانها متصلة بالصدر غير منفصلة
21
منه. ولهذا لا تتحول من هذا الجانب وان ضربت من خارج ضربة شديدة وحزت
22
فانها تستوى، وتعالج بالعلاج الذى تعالج به ان انكسرت. واما طرفها الذى يلى المنكب
23
فينفصل منه وليس ينخلع كثيرا، لان العضلة التى لها رأسان تمنعها من ذلك، ويمنعه
24
ايضا رأس الكتف، وليس تتحرك إيضا الترقوة حركة شديدة؛ لانها إنما صيرت لتفرق
25
الصدر وتبسطه ولهذا صارت الترقوة للانسان وحده من بين سائر الحيوان.
26
وان عرض لها الخلع من صدع أو من شىء أخر مثل هذا فانها تسوى وتدخل
27
الى موضعها باليد، واما بالرفائد الكثيرة التى توضع عليها مع الرباط الذى ينبغى.
28
ويصلح هذا العلاج لطرف المنكب ايضا إذا زال ويردبه الى موضعه. والذى تربط
29
به الترقوة والمنكب وهو عظم غضروفى، وهو يغلظ به فى المهازيل. واذا زال
4-270
1
ظن الذى ليست له تجربة أن رأس العضل قد انفك وخرج من موضعه، فان راس
2
الكتف يرى حينئذ أحد، ويرى الموضع الذى إنتقل منه مقعرًا، لكن ينبغى أن
3
يميز بالدلائل. ومن علامته ان لا ينضم اليد إلى الرأس، وكذلك المنكب.
4
|460ra28|خلع المنكب
5
قد ينخلع المنكب وأما الكتف فيشك فى إنخلاعه، ويستعظم ان ينخلع؛ لكنه
6
قد يعرض لمفصل المنكب من العضد ان ينخلع بسهولة، لان نقرته غير عميقة، و
7
رباطاته غير وثقية؛ بل سلسلة رقيقة جعلت كذلك لتسهل الحركات. وانخلاعه ليس
8
يقع فيما نعلم الا على جهة واحدة خروجا ظاهرا كثيرا، فانه لا ينخلع الى فوق؛ لان
9
نتؤ المنكب يمنعه ولا الى خلف؛ لان الكتف يمنعه، ولا إلى ناحية البطن؛ فان العضلة
10
ذات الرأسين من قدام تمنعه مع منع رأس المنكب، لكن انما يخلع الى الجانب الإنسى
11
أو الوحشى، ويزول إليه زوالا يسيرا. وأما الى جانب الأسفل فقد يخرج خروجا
12
كثيرأ، وخصوصا فى القضاف المهاذيل؛ فان هؤلاء يقع فيهم انخلاع العضد و
13
إرتداده بأهون سبب، ويكون الأمران فى السمان صعبين جدا.
14
واذا عرض للعضد انخلاع فى وقت الولادة المتعسرة كما تعلم أو عند الشق
15
على الجنين ثم، لم يرد سريعا فانه لا ينشؤ بعد ذلك طولا، ويبقى المرفق دقيقا
16
وان أصلح. وقد لا يعيل فى بعضهم؛ بل يبقى قصيرا دقيقا، دقيق العضد والساعد.
17
فى كثير منهم يعمل، ويكون جيد الحال فى كثير منهم، لكنه يكون على [كل] حال
18
قصيرا يشبه قائمة ابن عرس. واما الفخد فلا يخلو عن النقصانين جميعا. واذا عرض
19
للعضد كسر فى عرضه ثم جبر؛ فانه لا يمكن رد خلعه؛ الا وينكسر الجبر.
20
علامات انخلاع العضد: علامته أن يرى تجويفا عند رأس المنكب وتطامنا؛
21
على ان هذا لا يخص ذلك؛ بل يكون إيضا بسبب إنقلاب رأس الكتف. ويرى طرف
22
المنكب الأخر أحد من هذا الطرف ان لم يكن عرض له زوال فى نفسه، أو فى العظم
23
الذى هو رأسه بصدمة أو غيرها. وقد سكن بالعلاج أذاه فيظن انه لا بأس به، وترى
24
رأس العضد المنخلع نتوأ كريًا من جهته تحت الإبط. وترى العضد ليس بجيد الإلتصاق
25
للجنب جودة الالتصاق اليد الصحيحة، لا يدنو إليها الا بعنف ووجع شديد. فان
26
حاول ان يرفع يده إلى فوق ويمس أذنه لم يتهيأله، وتعذرت عليه الحركات الأخر
27
وهذه العلامات قد تقع لوثى وورم.
4-271
1
علاج خلع العضد: اما علاج ما هو سهل من ذلك وفى أبدان الصبيان ولينى
2
الأبدان بأن يمد بيد، ويدخل تحت الإبط عند قرب رأس العضد يد يلزم ذلك القرب
3
ويدفعه الى فوق واليد الأخرى تمد العضو الى أسفل. وربما أمكن فى الاطفال
4
أن يسوى راس العضد باصبع وسطى، وتمد بتلك اليد بعينها. وأما ما هو أشد انخلاعا
5
فى أبدان قوية، وأخف الوجوه فى ذلك ان يدخل المجبر رجله فى جنب العليل و
6
تمكن عقبه من قرب رأس العضد، أو كرة يابسة أو مدهونة ان كان ورم يلزم قرب
7
رأس العضد، والعليل مستلق، ويجذب اليد بيديه على الإستقامة كانه يريد قلعها من
8
الكتف، ويميل يده يسرًا الى داخل فيدخل. وهذا أصوب الوجوه كها وأخفها.
9
وايضا يطلب رجل قوى طويل أطول من العليل، فيدخل منكبه تحت إبط
10
العليل ويقله عن الأرض معلقا عن منكبه وقد مديده إلى بطنه. فان كان العليل خفيف
11
الوزن لا يثقل بدنه على يده علق معه ما يرحجه، وربما جعل بدل الرجل عمود يقام
12
على الأرض وعلى راسه كرة من خرق وجلود يقوم فى العمل مقام منكب الرجل
13
ويكون المجبر يمد اليد من الجانب الاخر، ويرحج الرجل ان احتيج بثقل او
14
بمتعلق.
15
وإذا تعصب وتعسر، أو طالت المدة فربما احتيج إلى ما هو أقوى بعد
16
التنطيلات والاستحمامات. وقد تتخذ ألة مثل هراوة وهى عصا قصيرة طولها طول
17
العضد، او اكثر، أو أقل على راسها كرة. وأسهله أن يكون من خرق وجلود تدفع
18
بتلك العصا تلك الكرة تحت الإبط. ويجب إذا أريد ان يعمل ذلك أن يلزم رجل قوى
19
الهراوة تحت الإبط دافعا اياه بها الى فوق، أو مادا إياه الى فوق، أو رجلان حتى
20
يقاوما المجبر الماد لليد، ويضبط رجل أخر منكبه [الأخر] لئلا ينهض دفعة، أو يرفع
21
ذلك المنكب. ويكون ذلك المجبر قد أخذ اليد يمدها نحوه كان من عزمه
22
ان يبنهما من الكتف قلعا، ويكون الى داخل قليلا. واذا فعل ذلك وقع العضد
23
فى مفصله، ثم يلصق الكرة بالإبط الصاقا قويا معتمدا إلى فوق برأس العضد. ويجب
24
أن يكون اعتماد الخشبة والكرة على ما يلى رأس العضد دون ما تحته، لئلا ينكسر العضد،
25
فلا يمكن بعد جبره ان يعاد الى موضعه لما علمت.
26
وقد يعالج بالسلم بان يجعل رأس العضد على عتبة السلم وقد لينت وهيئت
27
باللفائف على هيئة موافقة، ويعلق الرجل من الجانب الأخر ويمد اليد فيدخل رأس
4-272
1
العضد فى موضعه. ولكن يجب ايضا أن يكون التعليق والعتبة من السلم بقرب رأس
2
العضد لئلا ينكسر. وربما جعل بدل العتبة والكبة الكرية رسن يمكن من ذلك الموضع
3
بعينه ولا ينزل عنه الى موضع أخر فيخاف من ذلك انكسار العضد.
4
وقد يعالج يوجوه أخر مشتقة من هذه الوجوه. وأفضل الوجوه هى الوجوه
5
الأول. فاذا رد الخلع إلى موضعه فمن جيد رباطه أن يربط الكرة مع المنكب ربطًا
6
بعصائب عريضة يمنع زوال مارد. ويجب أن ينفذ العصب بعينه، أو عصب أخر عليه
7
على التصليب الى المنكب الأخر. وقد وقع تصليب على المنكب العليل، ثم يربط
8
العضد مع الجنب الى أسفل، ويربط المرفق وطرف اليد إلى فوق من ناحية العنق
9
ولا يحل الى السابع أو بعده [وتغذوه] كما تعلم فان لج فى انخلاع كلما أعيد فلا بد
10
من الكى.
11
|460rb3|انخلاع الكتف فى نفسه
12
قد ذكر ذلك وهو مما ليس يتفق وقوعه ويتعجب منه مثل بقراط أو جالينوس.
13
|460va48|انخلاع العظم الصغير عند المنكب
14
قد يعرض للعظم الصغير الذى هو رأس المنكب ان يزول عن موضعه فيحدث
15
إيضا تقعير كما فى الخلع.
16
العلاج: لا يجب أن يمد مد الكسور؛ لكن يضغط ويشد بالأصابع، ويمال
17
إلى مكانه، ويشد كما تشد الترقوة بالرفائد؛ فان نفس الربط ايضًا ربمارده إلى موضعه
18
قسرا. ولا يبال بما يكون من شدة ذلك الربط وحفظه كما يبالى به فى الترقوة.
19
|460vb4|خلع المرفق
20
هذا المفصل يعسر خلعه ويعسر رده لشدة الرباطات المحيطة [به] وقصرها،
21
ولمعارضة النقرة. وقد يعرض له زوال قليلا، ويعرض له انخلاع تام فى بعض
22
الأوقات. واذا انخلع دل على إنخلاعه تحدب فى جانب وتقصع فى جانب. وشره
23
ما انخلع الى خلف؛ فانه عاص الجبر جدا. واكثر الخلع انما يعرض فى الزند الأسفل
24
وهو أسمج وأقبح لما يعرض له من التردد. وأما الزند الأعلى فقل ما يعرض له، ولا
4-273
1
يكون بسماجة خلع الأسفل؛ لانه أشد اتصالا بالكف، وأبعد من أن يتحرك.
2
ولا يمكن ان ينخلع أحد الزندين الا ان يتباعد عن الثانى بعدا.
3
العلاج: يجب ان يبادر الى علاجه، فانه يسرع إليه الورم الحار المانع عن
4
العلاج. فان مد للتسوية حيئنذ أدى الى العطب. وعلى أنه لا يمكن ايضا أن يسوى
5
وهناك ورم، والزرال اليسير يتلافاه أدنى غمز بأصل الكف برده إلى موضعه.
6
وأما الخلع التام فان كان إلى قدام فله تدبير، وان كان الى خلف فله تدبير
7
اخر، والذى إلى قدام فانه يرده إلى مكانه بضرب كفه المنكب الذى يحاذيه ضربات
8
وقد هيأ اليد كما ينبغى ويعين باليد الأخرى فيدخل. وأما الخلع الى خلف فانه
9
يجب ان يمد مدا شديدًا ثم يضربه الى خلف، فان لم يجب بذلك ضبط العضد والساعد
10
عدة أقوياء. ويلطخ المجبر يده بالدهن وياخذ فى مسح المرفق بشدة حتى يدخل،
11
ثم يجب أن يشده، ويجعل للساعد علاقة تترك المرفق مزوى وبقدر ما يحتمله فى
12
أول الوقت، ثم لا يزال يضيق العلاقة قليلا قليلا حتى تضيق الزاوية.
13
|460vb47|خلع مفصل الرسغ
14
ان مفصل الرسغ سهل رد الخلع صعب الإلتزام؛ فانه اذا مد مدا يسيرا وحوذى
15
احد العضوين بالأخر عاد، لكن القامه صعب؛ لان ما يحيط به من الأجساد يتورم
16
ويمنع جودة الإلتيام. ووجه مده أن يمد رجل الزند الى خلف، ويمد المجبر الكف
17
إلى خلاف تلك الجهة بل الى قدام، ويمد اصعبا اصبعا يبتدى من الابهام ويستمد
18
إلى الخنضر؛ فانه يستوى بذلك ويرتد، ثم يضمده ويشده.
19
|461ra2|خلع الاصابع
20
علامته: اذا انخلعت الاصابع مالت إلى الباطن فأظهرت هناك نتؤًا فى الباطن،
21
واظهرت تقعيرا فى الظاهر؛ وكذلك عظام الرسغ.
22
العلاج: ان رد الاصابع عن انخلاعها فيه عسر ما، ولا ينبغى أن يمده مدا مستويا؛
23
بل يجب ان تقبض عليها وتشيل السبابة من يدك التى يقع تحتها أصلها عند ما تقبض
24
عليها إلى فوق كانك تقلها من أماكنها، فترى المنخلع قد دخل وصوت.
25
|461ra16|فى انفكاك عظام الرسغ
26
يجب ان يفعل بها الممكن من التسوية، ودفع كل ميل ونتؤ الى ضد جهته،
27
ووضع الجبائر وشدها عليها وليترك عليها وليجعل بدلها عليها الأسرب المسوى
4-274
1
الحافظ للوضع بثقله، ولكن يجب من قبل ذلك أن يوضع عليه الجباير أو الاسرب
2
ان يضمد بضماد مقوى مما تعلم ولا تحرك.
3
|461ra26|فى انخلاع الخرز وزوالها
4
الفقار اذا انخلع الخلع التام قتل لا محالة، وغير التام إيضا اذا زال زوالا كثيرا
5
وان كان دون التمام فهو مهلك؛ لانه لا محالة يضغط النخاع ضغطا قويا أو ساغ ولم
6
يهتك. فان كانت الفقرة الأولى من العنق وما يلبها عدم الحيوان النفس ومات فى
7
الحال، لان عصب النفس ينضغط فلا يفعل فعله. وان كان من فقر الصلب والخلع الى
8
الباطن لم يمكن أن يعالج. وهو مما يقتل سريعا. وإن أمهل ولم يكن بحيث يمنع
9
التنفس حبس الغايط والبول فقتل. وان أمهل فلم يضغط النخاع ضغطا شديدا، أو
10
ضغط ولم يورم، أو سكن مابه من ورم لم يكن بدمن أفة تدخل النخاع والعصب التى
11
تحت ذلك الموضع، فيجعل الفضول يخرج بغير ارادة. وان كان إلى خلف فيكون
12
ضرره بالنخاع أقل، ولكن لا بد من ضرر إيضا. ومن اضغاط العصب الذى تحت
13
فتضعف الرجل وتضعف عضل المثانة والمقعدة، فيحتاج إلى قوة قوية ودفع شديد،
14
وصكة هائلة تكاد تكسر سناسنه حتى يعود الى موضعه. وقبل أن يعود الى موضعه
15
يكون قد انكسر بذلك سناسنه. وقد ينخلع الى الجانيبن وإلى فوق. وهذا باب
16
قد تكلمنا فى أقسامه حيث تكلمنا فى الجذب فليستوف من هناك. وعلامة ذلك أن ترى
17
هناك اما نتؤًا، واما تقصعا كانما انكسرت السنسنة، وليس فى إنكسارها كثير بأس،
18
وفى انخلاع الفقار خوف الهلاك.
19
العلاج: اما الذى إلى قدام من الظهر فالرجاء فيه قليل قلما يفلح فى علاجه.
20
واما الذى إلى خلف فيحتاج أن يضبط بالركبتين. والقوة كفعل الحمامى ويحمل عليه
21
بقوة، أو ينومه على بطنه ويقوم عليه بعقبه، أو يدعكه بالجوبق بقوة دعك الخباز الفرزدقة
22
فان كان الأمر أشد من ذلك وكان حديثا قال بقراط: ينبغى أن تتخذ خشبة طولها و
23
عرضها قدرما يسع العليل، أو يتخذ دكان على هذا القدر قريبا من حائط ممدود الى
24
جانب الحائط بالطول ولا يكون بعدهم من الحائط اكثر من قدر قدم ويلقى عليه فراش
25
وطى لجسد العليل، ثم يحمم العليل ويبسط على الخشبة، أو على الدكان على وجهه،
26
ثم يلف على صدر العليل قماط مرتين، ويخرج أطرافه من تحت الإبطين ويربط
27
فبما بين كتفيه، ويربط أطراف القماط الى خشبة مستطيلة شبيهة بدستج الهاون. و
28
تقام هذه الخشبة على الأرض قائما عند طرف الخشبة الموضوعة، او الدكان، وتدفع
4-275
1
الى خادم واقف عند رأس العليل ليضبطها لكيما يكون الطرف السفلى مسندا
2
إلى شئى ويمد الفوقانى الذى عند الرأس فى الوقت الذى ينبغى "أن يكون ذلك المد".
3
وتربط ايضا الرجلان جميعا بقماط أخر فوق الركبتين وفوق الكتفين ايضا. و
4
تربط ايضا المواضع التى هى أرفع من الموضع الذى يجتمع فيه الفخذان برباط أخر
5
ويجمع أطراف هذه الرباطات ويربط إلى خشبة أخرى يشبه الدستج مثل الخشبة
6
التى تقدم ذكرها، وتقيمها عند طرف الخشبة الموضوعة التى تلى رجل العليل مثل
7
ما اقمنا الخشبة الأولى، ثم يامر الأعوان ان يمدوا هذا الخشب مدا على الخلاف.
8
ومن الناس من استعمل لهذا المد آلات وهى سهام تدور على خشبة قائمة عند
9
طرفى هذه الخشبة او الدكان اعنى الطرفين اللذين يليان الرأس والرجلين. فاذا دارت
10
هذه السهام يليف بها الرباطات التى تمد. وينبغى اذا صار المد هكذا ان ندفع الحدبة
11
بأصل الكفين. فان احتجنا الى الجلوس عليه فعلنا ذلك ولم نتخوف شئيا. فان لم يستو
12
الفقار بهذه الاشياء وكان العليل محتملا للضغط فينبغى ان تحتفر حفرة فى الحائط الذى
13
بالقرب بالطول شبيها بميزاب قبالة الحدبة بقدر ما يكون طول الحفرة قدر ذراع.
14
ولا يكون أرفع من فقار العليل ولا أسفل منها كثيرا؛ بل ينبغى أن تكون الخفرة قد
15
عملت أولا؛ فانا لهذه العلة قلنا فى الإبتداء أن يكون الخشبة موضوعة قريبا من الحائط
16
ثم تأخذ لوحا معتدل القدر وتصير أحد طرفيه فى الحفرة التى فى الحائط، وتضع
17
وسطه أو الموضع الذى يدرك منه على الحدبة، ثم تدفع طرفه الأخر إلى أسفل، حتى
18
ترى ان الفقار قد استوى إستواء بينا.
19
وقد ذكر ابقراط: ان النفض وحده من غير اللوح يصلح هذا الشئى. وقال
20
ايضا: إن الكبس باللوح وحده يفعل ذلك. فان كان ذلك حقا فليس بمنكر ان يستعمل
21
المد الذى ذكرناه فى إبتداء النوع الذى يسمى زوال الفقار الى قدام من غير الكبس.
22
وينبغى بعد التسوية ان يستعمل لوحا من خشب عرضه قدر ثلاثة أصابع، وطرفه قدر
23
ما يحتوى على الحدبة، وعلى بعض الجزء الصحيح، وتلف عليه خرقة كتان، أو
24
مشاقة لئلا يكون جاسيًا، ويوضع على الخرز قيروط بالرباط الذى ينبغى.
25
ويستعمل العليل الغذاء اللطيف. وان بقيت بعد ذلك بقية من الحدبة فينبغى
26
استعمال العلاج الذى يكون بالأدوية التى ترخى وتلين مع استعمال اللوح الذى
27
وصفنا زمانا طويلا. وقد يستعمل بعض الناس صفيحة من الرصاص. وان انخلع
28
الى أحد الجانبين سوى بالجبارة [او بالجبارتين] وشد.
4-276
1
وأما الكائن من ذلك فى العنق إلى خلف وهو الذى يعالج فيجب ان يستلقى
2
العليل، ثم يمد رأسه، إلى فوق مدا برفق، ويسوى خرزه بالغمز والمسح. واذا
3
استوى وضع عليه ضماد مقوى، وأعلى <عليه> بخرق، وشد عليه جبارة بعد بقدر العنق
4
وطوله. ثم يربطها إلى الرأس والصدر بحيث لا يقع الرباط على الحلق، ويحل
5
فى عدة أيام، ويجعل الخيوط التى شدبها على هئية العصائب من حواشى الثوب؛
6
فان ما استدار آذى.
7
|461va39|فى خلع العصص
8
ان العصعص إذا انخلع فقد تعلم ذلك بالجس، واما عظم الخلع فتعلمه بالجس
9
إيضا، وبأن العليل لا ينبسط الرجل لا فى موضع الخلع، ولا عند الركبة؛ بل يكون
10
شنية الركبة عليهم أشق. وأما تدبير ذلك فانك إذا أردت ان تسويه فيجب أن تدخل
11
الاصبع الوسطى فى المقعدة حتى يحاذى الموضع، ثم تغمزها إلى فوق بقوة، وتراعى
12
بيدك الأخرى موضع العصعص حتى تسويه، ثم تضمده وتشده. وتقلل العليل الطعام
13
فيقل البراز، وليناول مع ذلك ما يلين الطبيعة.
14
|461va54|خلع الورك
15
انه قد يعرض للفخذ مثل ما يعرض للعضد من خلع الى أسفل كالمسترخى،
16
ولا يمكن ان انخلع الفخذ أن يبسط الرجل لا من قرب الخلع، ولا من عند الركبة؛
17
بل يكون ذلك فى الركبة أصعب. وقد يكون خلعه إلى داخل وإلى خارج، لكن
18
اكثر انخلاعه إلى خارج. وينقل انخلاعه الى داخل. وقد ينخلع إيضًا إلى قدام
19
وإلى خلف، وبتلك الأسباب بأعيانها. واذا وقع ذلك فى حال الولاد، أو الشق
20
عن الجنين خلفت تلك الرجل قصيرة ذات ساق دقيقة تعجزها عن حمل البدن فتضعف
21
ولا تقوى.
22
العلامات: يعرض من خلع الورك إلى داخل أن ترى الرجل المخلوعة
23
اطول من الأخرى، والركب انتأ، ولا يقدر أن يثنى رجله عند الاربية. وترى
24
الاربية منتفخة وارمة، لان رأس الورك قد اندس فيها، وان انخلع إلى خارج قصرت
25
الرجل وظهر فى الاربية عمق، وعرض فيما يحاذيها من خلف نتؤ وانتفاخ، ويكون
26
الركبة كانها منتقعرة الى داخل وان انخلع إلى قدام كانت الرجل أطول، وامكن
27
العليل أن يبسط ساقه ولم يمكنه ان يثنيه إلا بألم، ولم يتهيأ له المشى البتة. وان
28
تكلف مشيا مشى على العقب. ويعرض له كثيرا من ذلك ان تتورم اربيته، ويحتبس
4-277
1
بوله. وإن انخلع إلى خلف فضرت رجله وتعذر عليه البسط والقبض معا؛ الا انه
2
انه ربما ثنى الساق بانثناء الركبة ويظهر فى اربية إسترخاء. ويكون برأس الفخذ
3
إلى الإعفاج.
4
العلاج: يجب أن تبادر إلى المعالجة؛ فانه ان لم يرد سريعا فربما انصبت
5
اليه رطوبات وتعفنت وأدت إلى فساد العضو كله، وتبع ذلك من الخطر ما تعلمه.
6
فاما تدبير خلع الفخذ الى أسفل فهو أن تمد الرجل ثم ترده <بشدة> بعد ان تحركه يمنة
7
ويسرة حتى تحاذى به ما ترده إليه. ويوخذ حزام أو نوار ويجعل كالركاب للرجل،
8
ويشد على الساق ثم يشد على الفخذ وعلى الرد شدا يحفظه، ثم يعلق من المنكب
9
تعليقا لا يمكن الساق مع ذلك أن يمتد.
10
وأما اذا انخلع الى داخل فيومر بأن يركع ويضبطه انسان قوى من جانب الحالب،
11
ويأخذ المجبر بيديه رأس الفخذ عند الركبة، ويجره الى داخل بحيث يكون دافعا
12
للطرف الاخره يرفعه الى فوق وخارج. وان أعانه أخر من الطرف الأخر بخلاف
13
تحريكه وقد مكن منه عصابة أو حبلا كان جيدا، ثم يربط ربطا. واما اذا انخلع
14
الى خارج فيجب أن يتشبث المجبر بطرف الفخذ الذى عند الركبة، ويحركه خلاف
15
الحركة المذكورة، ويكون أخر تشبث من الطرف الأخر يحركه خلاف حركة
16
الأول وقد مكن منه عصابة او حبلا. وما كان من ذلك إلى قدام او خلف فليشد
17
المجبر أصل الفخذ بقماط، ويوخذ إلى المنكب على الجهة التى يجب بحسب ميل
18
الخلع، ويأخذ رجل طرفى القماط ثم يمدونه كلهم معا مدا يعلقون به العليل فى الهواء
19
وبمثل هذا إيضا يمكن أن ترد الوجوه المتقدمة إلى الصلاح.
20
وقد يعالجونه بالبيرم ومن صفة ذلك على ما عير عنه بعضهم فأجاد قال: ينيغى
21
ان تحفر حفيرة مستطيلة فى الخشبة كلها شبيه بخنادق، ولا يكون عرض الحفيرة
22
وعمقها اكثر من قدر أربع أصابع، ولا يكون بعد بعضها من بعض اكثر من اربع أصابع
23
ليصير طرف البيرم فى بعض تلك الحفرة وليستندبها ويكون دفعه الى الناحية التى
24
ينبغى ان يدفع إليها. وينبغى أن يوتد فى وسط الخشبة العظيمة أو الدكان خشية أخرى
25
قائمة طولها قدر قدم، وغلظها قدر هرواة فاس ليكون اذا استلقى العليل على ظهره
26
يكون هذه الخشبة تدور فيما بين الاعفاج ورأس الفخذ، فانها تمنع الجسد من ان
27
يتبع الذين يمدونه من ناحية الرجلين وان كان ذلك إيضا.
28
فكثيرا ما يحتاج إلى المد الذى يكون من فوق. ومع هذا فان الجسد اذا مد
29
الى أسفل دفعت هذه الخشبة رأس الفخذ إلى خارج. وينبغى أن يكون المد الى أسفل
4-278
1
على الصفة التى ذكرناها قبل هذا لاسيما مد الرجل. فان لم يدخل رأس الفخذ بهذا
2
النوع من الصلاح ايضا فينبغى أن تنزع الخشبة القائمة الموتودة وأن يوتد خشبتين
3
أخرين عن جانبى مكان تلك الخشبة، فى كل جانب منها خشبة ليكون كعوارض باب.
4
ولا يكون طول كل واحدة منهما من قدم، ثم تركب عليها خشبة أخرى كتركيب خشب
5
السلم، ليكون شكل الثلاث خشبات شبها بشكل الحرف المسمى باليونانية بطا [H]
6
فان هذا الشكل يكون اذا ركبت الخشبة الثالثة فى الوسط أسفل من الطرفين قليلا،
7
ثم ينبغى أن يستلقى العليل على الجنب الصحيح، ويمد الفخذ الصحيحة فيما بين
8
هاتين العارضتين تحت الخشبة التى تشبه عارض السلم، وتصير الفخذ العليلة من فوق
9
هذه العارضة ليكون رأس الفخذ راكبا عليه بعد أن يبسط على العوارض ثوبا قد طوى
10
طيا كبيرا لئلا توذى العارضة الفخذ. ثم تتخذ خشبة أخرى معتدلة العرض، ويكون
11
طولها قدر ما يدرك من رأس الفخذ إلى الكعب، ويوضع بالطول تحت الساق من داخل
12
ليمسك رأس الفخذ إلى الكعب ويربط معها، ثم يستعمل المد إما بالخشبة التى تشبه
13
بالدستج على ما تستعمل فى الحدبة، واما على ما قلنا فيما تقدم. وينبغى حيئنذ أن تمد
14
الساق الى أسفل مع الخشبة المربوطة معها ليرجع رأس الفخذ إلى موضعه بهذا المد
15
الشديد.
16
ويكون ايضا نوع أخر يدخل به رأس الفخذ من غير أن يمد العليل على الخشبة
17
وهو نوع يمدحه بقراط. وذلك يزعم أنه ينبغى ان تربط يدى العليل جميعا بقماط
18
لين ويربط رجليه كلتاهما بقماط لين قوى على الكعبين وعلى الركبتين. ويكون بعد
19
كل واحد منهما من صاحبه قدر أربع أصابع، وتكون الساق العليلة ممدودة اكثر من
20
من الأخرى قدر اصبعين، ثم يعلق العليل على الرأس ويكون بعيدا من الارض قدر
21
ذراعين، ثم يحتضن غلام ذوتجربة شاب بساعديه الفخذ العليل فى أغلظ موضع منها
22
حيث يكون رأس الفخد ايضا، ويتعلق بالعليل دفعة؛ فان المفصل اذا فعل به ذلك
23
دخل إلى موضعه بأهون السعى. وهذا النوع أسهل من غيره؛ لانه لا يحتاج إلى
24
عمل كثير، لكن اكثر المعالجين لايحسنون العمل به لانهم تهاونوا لسهولته.
25
وأما إن صار الفخذ إلى خارج فينبغى أن يبسط العليل على ما قلناه ويمد القماظ
26
الذى على الاعفاج على الاربية والترقوة على ما قلناه. ثم ينبغى للطبيب ان يدفع بالبيرم
27
من خارج إلى داخل بعد ان يصير طرف البيرم فى شىء من الحفر التى ذكرنا ليستند
28
عليها. ويكون بعض الأعوان من ناحية الفخذ الصحيحة، ويدفع ايضا ويستقبل الدفع
29
لئلا يندفع كثيرا.
4-279
1
وإذا كان الخلع إلى قدام فينبغى أن يمد العليل <الى أسفل> ثم يضع رجل
2
قوى أصل كف يده اليمنى على الأربية العليلة ويضغطها باليد الأخرى، وهو مع هذا
3
يصير الضغط ممدودا إلى أسفل إلى ناحية الركبة.
4
واذا كان الخلع الى خلف فليس ينبغى أن يمد العليل الى أسفل وهو مرتفع
5
على الأرض بل ينبغى ان يكون موضوعا على شىء صلب كما ينبغى أن يكون ايضا اذا
6
انفك وركه الى خارج كما قلنا فى الحدبة. فينبغى أن يمد العليل على الجنب أو الدكان
7
على وجهه، وتكون الرباطات مشدودة لا على الورك بل على الساق كما قلنا أنفا. و
8
وينبغى ايضا الكبس باللوح على الاعفاج والموضع الذى خرج المفصل إليه. فهذا
9
قولنا فى أنواع الخلع الذى يعرض للورك من علة بينة تتقدم ذلك؛ لكن إذ قد تنخلع الورك
10
لكثرة رطوبة تعرض له كما ينخلع الكتف فينبغى حيئنذ أن يستعمل الكى كما قلنا فى
11
الموضع الذى ذكرنا فيه هذا الكى.
12
|462rb45|خلع الركبة
13
الركبة سريعة الإنخلاع وربما انخلعت بلا سبب فوق مشى حثيث أو زلق يسير
14
كما ان اللحى كثيرا ما ينخلع من غير سبب غير التثاؤب وقد تنخلع الركبة إلى كل جانب
15
الا إلى قدام بسبب الفلكة ومعاوقتها.
16
علاجه: يقعد العليل على كرسى قريب من الأرض وترفع رجلاه قليلا
17
ثم يمد رجل قوى بيديه من فوق ومن أسفل مدا قويا ويرد المجبر المفصل الى حاله
18
على حكم الخلع الكلى ويربطه.
19
|462va1|فى انخلاع الرصفة
20
وهى فلكة الركبة اذا عرض لها انخلاع فيجب أن يبسط الرجل وترد
21
الفلكة ثم تملأ مابض الركبة خرقا مانعة عن الإنثناء وتوضع عليه جبائير تعارضها
22
فى الجهة التى مالت إليها فاذا اشتد ولزم فلا تثنين الركبة بعجلة بل قليلا قليلا حتى
23
يهون.
24
|462va11|خلع مفصل العقب عند الكعب
25
قد ينخلع الكعب فيحتاج إلى مد قوى وعلاج شديد و دفع بقوة ليعود ثم يجب
26
أن يحجر المشى قريبا من أربعين يوما لئلا ينخلع ثانيًا واما الزوال اليسير فيكفى فيه
27
أدنى مد ثم رد واذا انخلع بالتمام فيجب إن اشتد ولم يجب أن ترده على ما قال
4-280
1
الأولون. قالوا: ينبغى ان يبسط العليل على ظهره على الأرض ويوتد فيمابين فخذيه
2
عند الاعفاج وتدا طويلا داخلا فى عمق الارض لايدع جسده ان يتحرك إذا جررت
3
رجله إلى أسفل بل ينبغى أن يوتد هذا الوتد قبل أن يستلقى العليل فان حضرتك الخشبة
4
العظيمة التى قلنا انه يكون فى وسطها خشبة أخرى موتودة فينبغى أن يصير المد على
5
هذه الخشبة وينبغى أن يكون عون ضبط الفخذ ويمدها وعون أخر يمد الرجل اما بيديه
6
وإما برباط على خلاف مد العون الاول ويسوى الطبيب بيده الفك ويمسك عون أخر
7
الرجل الأخرى إلى أسفل وينبغى بعد التسوية ان تربط برباطات وثيقة وتذهب
8
ببعض الرباطات إلى مشط الرجل وبعضها إلى الكعب ويربط هناك وينبغى أن
9
تتقى من العصب الذى يكون فوق العقب من خلف لئلا يكون الرباط عليه شديدا
10
وان يمنع العليل من المشى أربعين ليلة فان هؤلاء ان راموا المشى قبل ان يبرأوا بالتمام
11
ينتقض عليهم العضو ويفسد العلاج وان زال عظم العقب من وثبة فان ذلك يعرض
12
كثيرا وعرض لهذا الموضع ورم حار فينبغى ان يسوى هذا العضو باستلقاء العليل
13
على وجهه ومد العضو وتسويته وبالتنطيلات التى تسكن الاورام الحارة واستعمال
14
الرباطات الوثيقة وأن يهدأ العليل ولا يتحرك حتى يصلح العضو الصلاح التام وربط
15
الكعب يجب ان يكون الى الا صابع ويترك العقب مفتوحا.
16
|462va55|فى انخلاع عظم القدم
17
تدبيرها قريب من تدبير انخلاع عظم الكف وربما يكفى أن يسويها بأن
18
تطأ بقدمك عليها وبينهما ثوب حتى يستوى ثم تضمد وتشد على نحوما علم.
19
|462vb3|المقالة الثانية
20
فى أصول كلية فى الكسر
21
كلام كلى فى الكسر: الكسر هو تفرق الإتصال الخاص بالعظام. وقد
22
يقع متفرقا ويسمى اذا صغرت أجزاءه جدا رضا. وقد يتفق غير متفرق. وغير
23
المتفرق قد يقع مستويا، وقد يقع منشعثا. والمستوى قد يقع عرضا، وقد يقع طولا
24
والواقع عرضًا قد يقع مبينا، وقد يقع غير مبين. والواقع طولا وهو الصدع والفصم
25
لا يقع مبينا.
26
وقد سمى قوم أصناف الكسر بأسماء فيقولون: الكسر العظيم الذاهب عرضا
27
وعمقا الفجلى والقثوى والقصبى ويقولون للذاهب طولا الكر المشطب، وللذاهب
4-281
1
طولا مع استعراض الهلالى والقضيبى، ولصغار الاجزاء جدا السويقى والجريشى والجوزى
2
وإذا تم الإنكسار لم يمكن ان يبقى العظمان على ما يجب بينهما من المحاذاة على سنن
3
الاتصال الطبيعى؛ بل تزايلا ضرورة عن المحاذاة. وكذلك [من] الزوال يحدث نحس
4
ضرورة فيما يحيط [به] من الحجب. واللحم، فيحدث وجع يتبعه [ورم].
5
واذا كانت الينونة مدورة بلا شظايا انقلب العضو بسهولة، ولأن يميل المكسور
6
الى خارج على ما قال أبقراط خير من ان يميل إلى داخل اى لان مايلاقيه من العصب
7
هناك اكثر فيولم. واذا وقع الكسر عند المفصل فانرضت الحواجز والحروف التى
8
تكون على نقر العظام البالغة للقم المفاصل وحفائرها صار المفصل مستعدًا للانخلاع
9
واذا وقع الكسر عند المفصل وانجبر بقيت الحركة عسرة بسبب الصلابة.
10
والدشبذ الذى يحدث يحتاج الى مدة حتى يلين وأصعب ما يقع ذلك فى
11
مفاصل العظام الصغار، ومن ذلك إيضا حيث يكون المفصل فى الخلقة أضيق، مثل
12
مفصل الكعب. وأصعب الكسر التحاما وإلتياما ما كان على التدوير ثم ما كان يميل،
13
فانه لا يلزم الا أن يطو عليه ربط ذوهندام عجيب مدة أطول ما يكون ويناول من
14
من الأغذية والأدوية ما يعد الدم لذلك الشان على ما نذكره. وشركسر العظام ما كان
15
إلى داخل ليس إلى خارج على ما ذكر. وما يقال من انقطاع المخ مهلك فمعنى لاحاصل
16
له، فان المخ ذائيب لين لزج وليس ينقطع.
17
وقد تعرض مع الكسر أعراض مثل الجراحة والنزف، والورم، والرض،
18
لما يطيف به من اللحم الذى ان لم يدبر بما يمنع العفن، أو لم يشرط عرض منه
19
الأكلة. وموضع الكسر من الكبار يعرف بالوجع، ومن وقع السبب الكاسر، وبمس
20
اليد. وأما من الصبيان الصغار فيظهر بالوجع والورم والحمرة، فانها تظهر فيهم أكثر.
21
|462vb4|احكام الاتجبار، وضده
22
العظام المنكسرة اذا ردت الى أوضاعها أمكن فى الأطفال ومن يقرب
23
منهم ان ينجبر لبقاء القوة الأولى فيهم. واما من هو فى سن الفتيان وما بعده فلا ينجبر
24
بل يجرى عليها لحام من مادة غضروفية يجمع بين العظمين من جنس ما يجريه الصغار
25
من الرصاص على وصل النحاس وغيره. وأعصى العظام على الانجبار العضد ثم الساعد
26
والترقوة اذا انكسرت الى داخل صعب علاجها. وأقبح الكسر فى الزندين كسر الأسفل
27
منها بمثل ما قيل فى الخلع. وأما أمر الفخذ والساق فهو أسهل، لان الجبر لا بمنعها
28
عن الإنبساط.
4-282
1
والا عضاء تختلف فى مدة الانجبار مثلا؛ فان الانف ينجبر على ما قيل فى عشرة،
2
والضلع فى عشرين، والذراع وما يقرب منه من ثلاثين الى أربعين، والفخذ فى خمسين.
3
وربما امتدت مدة طويلة حتى ينجبر الفخذ إلى أشهر ثلاثة اواربعة وما فوقها ولأن يميل
4
العضو فى خطأ إلانجبار الى بطنه خير من ان يميل إلى ظهره، فيكون ميله فى جانب
5
الثقل.
6
والأسباب التى لاجلها لا ينجبر العظم كثرة التنطيل أو كثرة حل الرباطات
7
وربطها، او الاستعجال فى الحركة، أو قلة الدم مطلقا. أو قلة الدم اللزج فى البدن،
8
ولذلك يقل انجبار كسر العظام من المرورين والناقهين. ومما يدل على الإنجبار ظهور
9
الدم نزًا كانه فضل دفعته الطبيعته من كثرة ما توجه إلى الكسر.
10
|463ra28|فى أصول من أمر الجبر والربط
11
الجبر قاعدته مد العضو بمقدار ما ينبغى؛ فان الزيادة فيه تشنج وتولم، وتحدث
12
منه حمايات؛ وربما عرض منه استرخاء. وذلك فى الأبدان الرطبة أقل ضررا
13
لمواتاتها للمد، والنقصان منه يمنع جودة الإلتيام والنظم. وهذا فى الخلع والكسر
14
سواء فاذا مد على الوجه الذى ينبغى اشتغل بنصبة العظمين على الإستقامة ووضع الرفائد
15
والرباطات على ما ينبغى واعلامها بالجبائير واعلاء الجبائر بالرباطات.
16
ويجب أن يسكن العضو مأ امكن الإ احيانًا بقدر ما يحتمل اذا لم تكن أفة
17
وورم لئلا يموت طبيعة العضو. ويجب ان تحذر الإيجاع الشديد عند المد والشد فى الكسر
18
والخلع معا. وكثيرا ما يعرض من الشد الشديد، وابطاء الحل، وقلة تعهد
19
ذلك ان يموت ذلك العضو ويعفن، ويحتاج الى قطعه. والمراد فى اكثر
20
الجبر حدوث الدشبذ فيماليس كعظام الرأس، فانها لا ينبت عليها الدشبذ فيجب ان
21
يدبر حتى لا يحدت يابسا ولا قليلا، ولا ايضا غليظا كثيرا مجاوزا للقدر.
22
ومن المعلوم ان عظمه يختلف بحسب العضو ومقدار الكسر فى عظمه، أو
23
كثرته، او فى خلافهما. وأنت فستعرف فى التفصيل ما ينبغى ان تفعل فى ذلك كله
24
عند ذكر التغذية وعند ذكر الشد. ويجب عند حدوث الدشبذ ان يهجر الحركات
25
المزعجة، والجماع والغضب والحرد؛ فانه يرقق الدم، ويهجر الموضع الحار،
26
ويطلب البارد، ويعان بأضمدة قوية قباضة فيها حرارة ما وتغرية، ويجعل فيها مثل
27
الأبهل وجوز السرو والكثيرا، والادوية الفتقية. واذا عرض للكسر ان لا ينجبر جبرا
4-283
1
يعتد به "فتفعل فيه شئيا" يشبه الحك فى القروح التى لا تبرأ، وهو أن يدلك باليدين حتى
2
تتنحى اللزوجة الخسيسة الضعيفة التى كأنها ليست بشىء فيعرض أن يدفأ الموضع،
3
ويندفع اليه دم جيد، وينعقد عليه دشبذ قوى.
4
وكثيرا ما يحوج تغير لون العظم أو افثاه القشور والفلوس الى الحك. ومثل
5
هذا لا يوضع الجبائر عليه؛ بل ان كان ولابد فيقتصر على رباط جيد. واذا اجتمع كسر
6
وجراحة فليس يمكن ان يدافع بالجبر إلى ان تبرأ الجراحة، فان العظم يصلب،
7
ولا يقبل الجبر الا بصعوبة، ومد شديد، واحوال عظيمة. ومع هذا فاذا حدث
8
مع الجراحة أوجاع وأورام فيها خطر فلان يعوج العضو خير من ان يحدث خطر
9
عظيم، فيجب ان لا يبالغ فى جبر مثل هذا الكسر.
10
واذا كان مع الكسر رض كان مع ذلك مخاطرة فى تأكل العضو، فيجب ان
11
يشرط الموضع ليخرج الدم، فان فيه خطرا، وهو أن يموت العضو. وان كان
12
نزف فيجب ان يحبس. وكثيرا ما يحوج لخوف الورم وأفة الجراحة [الى] ان يفعل
13
غير الواجب من علاج العضو، فيفصد ويسهل، ويلطف الغذاء. وقد يحدث من
14
من الشد حكة فيحتاج ان يحل او ينطل العضو بماء حار حتى يتحلل الرطوبات اللذاعة.
15
وابقراط يأمر لمن يجبر أن يمص شئيا من الخربق فى ذلك الوقت. وغرضه
16
ان يجذب المواد إلى داخل. وجالينوس يجبن عن ذلك بل يأمر بشرب الغاريقون
17
فان كان ولا بد فشىء من السكنجبين الذى فيه [قوة] خربقية. ويقول: إن ذلك
18
كان فى زمان ابقراط: وفصله بين الزمانين عجيب.
19
واذا رددت الجبر، ثم أوجع وأقلق، فالصواب أن يترك ذلك، ويخرج
20
ما رددت؛ فربما أرحت العليل بذلك من أوجاع. وأما الكسر بالطول فيكفى فيه ان يلزم
21
العضو بشد شديد أشد مما فى غيره، ويبالغ فى غمزه إلى داخل. وأما الكسر الذى
22
فى العرض فيجب أن يقوم العظمان على الإستقامة فى غاية ما يمكن وتراعى ذلك
23
من جهة وضع الأجزاء السليمة، وينظر هل هى من هذا العظم محاذية لنظيرها من العظم
24
الأخر ثم تجبر وتراعى فيما بين ذلك أشياء: منها الشظايا والزوائد، ومنها الثلم.
25
واما الشظايا فانها اذا لم تتهندم حالت بين العظم وبين الانجبار. واذا انكسرت ايضا
26
وقفت بين شفتى العظم فلم يدع يلزم احدهما للاخر، أوزالت فتركت قرحة يجتمع
27
فيها دائما صديد، فيعرض من ذلك انها نفسها تعفن ويعفن العضو ثم لا يكون الالتزام
4-284
1
وثيقا. فان الوثاقة انما تحصل اذا تهندمت الشظايا والزوايد فى محاذها التى يقابلها،
2
فلا بد اذا من تمديد شديد جدا بأيدى، او بحبال، او بألات أخر تمدبه ابعد ما يكون فتصح
3
المحاذاة بين العظمين وبين الزوائد، والمحاذ التى يلتقمها فيصح الجبر. فاذا مددت
4
وحاذيت فمن الصواب اذا وجدت المحاذاة الصحيحة ان ترخى المد يسيرا يسيرا، وتراعى
5
المحاذاة كى لا تميل. فاذا تهندم عدت وراعيت بيدك حال ما تهندم. فان وجدت
6
نتوا أو غير ذلك أصلحته باليد، ثم لا بد من رباط يحفظ العضو على سكونه، لا صلب
7
فيوجع جدا ولالين فيزل العضو. وخير الامور أوسطها. ويجب ان يكون الرباط فى الموضع
8
الذى اليه الميل الشديد.
9
وان كان الكسر تاما فيجب ان يسوى شده من كل جهة. فان كان الكسر فى جهة اكثر
10
وجب ان يكون هنال اكثر. واذا كان مع الكسر شىء من الشظايا والعظام الصغار، وان كانت
11
مولمة موجعة فتعرض لها بالاصلاح؛ وإن لم تكن مولمة فلا تبال بها ولا تتعرض. فان كان
12
مثلا يسمع خشخشتها فانها يرجى أن بجرى عليها دشبذ فاذا أيس من ذلك فحينئذ لا يجب
13
ان بهمل أمرها واذا حدث من الشظابا خرق اللحم فليس من الصواب أن تشتغل بتوسع الخرق
14
عمل الجهال؛ ولكن الواجب أن تمد العظمان إلى الجانبين على غاية من الإستقامة
15
لاعوج فيها؛ ففى التعويج حيئنذ فساد عظيم فاذا مد إعمد الى الشظية فتردها أو تشدها.
16
فان لم يرتد فلا توسع الخرق؛ بل احضر لبدا بقدر ما يحتاج إليه، واثقب فيه قدرما
17
يدخله الشظية، وركب عليه قطعة جلد لين بقدره وعليه ثقب كثقبه. وانفذ الشظية فيه،
18
واغمز على الجلد واللبد غمزا يسفلهما ويبرز العظم فى الثقب إبرازا إلى أصله. ثم
19
انشره بمنشار العمل؛ وهو منشاردقيق حاد كمنشار المشاطين.
20
وربما ثقب أصل ما يحتاج أن تبينه بالمثقب ثقبا متوالية تاخذا الموضع الذى
21
يراد منه الكسر، وليس عادما للخطر حيث يكون وراء العظم جسم كريم. على انه
22
ربما كان أسلم من الألات الهزازة بتحريكها ولقطها وقطعها.
23
وقد يحتال فى أن يجعل المثقب على عارضة من جوهر لا يدع المثقب أن
24
ينفذ الا على قدر معين، فيكون أقل أفة حيئنذ من الألات الهزازة. ولهذا يجب أن يكون
25
عند المجبرين من هذه المثاقب أصناف كثيرة معدة.
26
وربما لم تظهر الشظية [لكنه لا بد من صديد يسيل. فاستدل بذلك على الشظية]
27
فعالج ذلك الصديد بما يجففه ويحبسه، ثم افعل ما ينبغى. وان كانت الشظية أو
28
القطعة من العظام متمايزة تنخس العضل أو توجع فلا بد من شق وتدبير لاخراج ما يخرج،
4-285
1
ونشرما يجب نشره. واذا كان المنكسر المتفتت كثيرا، وكان تكسره وتفتته كثيرا،
2
فلا بد من ان يخرج الجميع. واما ان كان الكسر ليس بمفتت وكان الانقلاع منه
3
والانصداع ياخذ مكانا كبيرا فاقطع أمرض موضع، ودع الباقى؛ فانه لامضرة فيه،
4
بل المضرة فى قطع الجميع عظيمة.
5
|463vb26|فى وصايا المجبر
6
يجب على المجبر أن يتأمل ميل العظم المكسور؛ فانه يجد عند الجهة الذى
7
الميل إليها حدبة، وعند الجهة المميل عنها تقعيرا. واكثر ما يتفطن لذلك بالمس.
8
وإيضا فان الوجع يشتد فى الجهة التى إليها الميل. والخشخشة ايضا تدل على ذلك،
9
ذلك، فينى أمره على ذلك ويجب على المجبر أن يمريده على موضع الكسر فى كل
10
حال امرارا إلى فوق، والى أسفل بالرفق واللطف حتى إن رأى زوالا ونتوا أو شظية
11
عرفه لئلا يربط كرة أخرى على غير واجب فيحدث فسخ أو وجع. ولا يجب أن
12
يغتر بالاستواء المحسوس بالبصر قبل تمام العافية؛ فان الورم قد يخفى كتيرا من القبح
13
والإعوجاج. فاذا تأمل المجبر الكسر فوجده إن لم يستقص فيه سمج العضو، وإن
14
استقصى فيه تأدى إلى التشنج وحمى صعبة، فالأولى به ان تتركه ولا يتعرض.
15
واذا تعرض لجبر فعصى العظم ولم ينقل فيجب ان لا يعنف ويدخله بالقسر
16
على كل حال، فيدخل على العليل ما هو أعظم من بقاء العظم غير مستوى. فان أوجع
17
الرد والإصلاح جدًا، وامكن الطبيب ان يرده الى حال الكسر فهو ترفيه للعليل
18
وإراحة عظيمة. ويجب ان يبادر المجبر إلى جبر ما انكسر فيجبره فى يومه؛ فانه
19
كلما طال كان إدخاله أعسر والأفات فيه اكثر. وخصوصا فى العظام التى تطيف
20
بها عضل وعصب كثيرة مثل الفخذ. ويجب ان يعان على تعجيل الانجبار باسباب
21
هى أضداد أسباب بطؤه المذكورة، واولها تغرير الدم اللزج.
22
|464ra7|فى نصبة المجبور
23
وكل عضو جبرته فيجب ان تكون له نصبة موافقة تمنع الوجع. وأولى النصب
24
بذلك ما له بالطبع، مثل أن يكون فى اليد الى التزوية والرجل الى المد، مع تامل
25
لعادة العليل فى ذلك. وكما أن العضو الذى يجب أن يعلق يجب ان يعلق على الإستواء،
26
كذلك العضو الذى يقتضى حاله أن لا يعلق يجب أن يكون متكأه وموضعه على شئى
4-286
1
مستووطئ كى لا يتعلق بعضه ويستند بعضه. والتعليق ردئى لكل مجبور كما ان الرفع
2
إلى فوق موافق له ما لم يمنع. واذا جعلت نصبة العضو بحيث يكون أرفع مما يجب
3
أو أخفض لو العضو وعوجه بحسب امالة العلاقة والنصبة.
4
|464ra24|فى كيفية الرباطات والرفائد
5
يجب ان تكون خرق الرباطات نظيفة، فان الوسخ صلب يوجع، وتكون
6
رقيقة لينفذ شىء ان طلى عليها، وخفيفة لئلا يثقل على العضو الالم. ويجب أن
7
تاخذ الرباط من الموضع الصحيح شئياله قدر؛ فان ذلك أضبط للمجبور من أن يزول
8
واشد وثاقة. وان كان يجب ان لا يفرط فى ذلك ايضا، فيجعل العضو ضيق المسام
9
غير قابل للغذاء. وايضا فان ما أوصينا به من الشد أعصر للرطوبة المنصبة إلى العضو
10
العليل إلى ما هو أبعد منها دفعا، وأمنع لما يتحلب إليها.
11
والرباط العريض لذلك أجود فهو الزم واكثر اتساعا، ولكن بحسب ما يمكن
12
فى كل عضو، فليس ما يمكن من ذلك فى الصدر، مثل ما يمكن فى اليد. وماليس من
13
الأعضاء عريضا فان ذلك لا يمكن فيه، بل اذا عرض العصابة لم يحسن انتظامه على
14
مثل ذلك العضو. فلذلك يجب ان يقتصر فى أمثالها على ما سعته ثلاث أصابع إلى أربع؛
15
وذلك مثل الزند والترقوة ونحو ذلك، فانها لا يمكن فيها ذلك؛ بل انما يربط بالرقيق
16
لم يمكن؛ فان الترقوة لا ينساق فيها العريض. وفى مثل هذا يحتاج إلى تكثير اللفات
17
لتقوم مقام العريض. والعصابة التى تلف ان يكون عرضها ثلاث أصابع أو أربع
18
أصابع، وطولها ثلاثة أذرع.
19
والرفائد يسترفد بها فى معونة الرباطات على اللزم؛ بل الرفائد صنفان:
20
احدهما للغرض فيه تسوية تقع للعضو. وتجتهد فى أن لا يقع بينها فرج، وان
21
لا يتراكم تراكما مختلفا. وليلقم بها الفرج. والأخر الغرض فيه أن يغطى به الرباط
22
ويسوى تسوية ثانية ليدور الرباظ ويلزم على الإستواء فلا يكون أشد فى موضع، وأرخى
23
فى موضع فيلزم الجبائر لزوما جدا. فالأول منها للرباطات والعصائب، والثانى للجبائر.
24
والرباط الأسفل يمنع المواد، والثانى يمنع الإلتواء. ويجب أن تكون طاقات
25
الرفائد حيث يكون الرباط أقوى، وأن تركب كما يستدبر العضو حيث يمكن،
26
وبذلك القدر يجب ان يكون عدد الرفائد. وربما احتيج إلى إستعمال رفائد صغار
27
تغشيها رفادة يستوى عليها فى طول الرباط الواقع على الموضع.
4-287
1
والرباط الذى يسمى ذاوجهين وذا رأسين هو الذى يستعمل هكذا: يوضع
2
وسط الخرقة التى يحفظ بها تسوية موضع العلة على موضعها، ويكون ذلك فى منتصف
3
الخرقة، ثم يوخذ بكل واحد من النصفين الى الجهة المخالفة، ويعمل فى لفها باليدين
4
جميعا على ما هو مشهور لا يحتاج إلى تفسيره.
5
|464rb24|فى كيفية الرباط بالتفسير والتفصيل
6
ويجب أن يبتدأ بالرباط من الموضع المكسور ومنه حيث يميل العظم. و
7
هناك يكون أشد ما يكون شدا. وحيث الكسر أشد يجب أن يكون الربط أقوى. وبالجملة
8
موضع الكسر والموضع الذى يحتاج أن يدفع عنه المواد، وأن يحفظ عليه الوضع؛ وبذلك
9
برمن التورم. وربما حلل التورم. وبالامان من التورم يؤمن تعفن العظم ايضا. على
10
ان ذلك لاينفع من صديد ان تولد فى نفس العظم إلى المخ فأفسد المخ و
11
العظم، واحتيج إلى الكسر والشق عنه، والتطريق للقيح ليخرج. ويكون أول
12
المواضع لحماية ما يرد من قبيلة ما هو فوق، على أن العضو السافل قد يدفع إلى العالى
13
فضله إذا كان العالى ضعيفا.
14
ولا ينبغى ان يبلغ بشد الرباطات والجبائر مبلغا يمنع وصول الغذاء والدم؛
15
فذلك مما يمنع الانجبار. وبقراط يعين الرباطات فيما يرومه من دفع الورم بالقيروطيات
16
الرادعة مع زيت الانفاق والشمع. وربما احتيج إلى تبريد الرباطات بالفصل بهواء
17
او ماء ليمنع الورم. وربماء احتيج الى تسكين الورم بمثل دهن البابونج، وبمثل الشراب
18
القابض، فانه يحلل الورم ويقوى العضو، ولا يقرب القيروطى حيث تكون قرحة.
19
وربما احتيج الى ما فيه قوة وتحليل مثل الزيت والمصطكى والأشق.
20
وبالجملة فان الرباط اذا استعمل والكسر حديث لم يرم فينبغى أن يكون
21
من كتان ومبردا رادعا. وربما كفى ان يلطخ بماء وخل. وربما استعمل قيروطى و
22
نحوه مما ذكرنا. وان استعمل بعد الوم فالأولى أن يكون من صوف قد غمس فى دهن
23
محلل للورم ملين له. وعلى كل حال فان الرباط الذى يجعل عليه القيروطى هو الأسفل،
24
وفيه امان من هيجان الوجع، وخصوصا اذا كان الطبيب لا يلزم فيتدارك اذا حدث
25
وجع بحل ويربط. ولا يجب أن يستعمل القيروطى، وخصوصا إذا كان هناك
26
قرحة فربما جلب الى العضو العفونة، ويجعل بدلها الشراب الأسود. واكثر الكسر
27
المختلف يصحبه قرحة؛ فلذلك يجب أن يبعد القيروطى ويقتصر على الشراب القابض
28
يبل به رفادة طويلة. ونحن نجعل لأطلية الكسر بابا مفردا.
4-288
1
وإذا بدأت بالرباط من الموضع الواجب فلفه لفات تزيدها بمقدار زيادة عظم الكسر،
2
وتنقصها بحسب نقصانه، أو بحسب ورم ان كان ظاهرا، ثم رده إلى ذلك الموضع،
3
ثم استمر الى موضع الصحة فهذا هو الرباط الأول، ثم احضر الرباط الثانى ولفه
4
الكسر مرتين ثلاثا، ثم أنزله إلى أسفل متراخيا مرة قليلا قليلا، ثم احضر الرباط الثالث،
5
وافعل كذلك إلى فوق، فيظاهر الرباطات الى دفع الفضول على العضو، وعلى
6
تقويمه، وعلى العرض فى هئية هذا الرباط ولا يفرط ايضا فى تبعيد الشد فى
7
الجانبين فيصير منسد العروق غير قابل للغذاء، وربما أزمن. وقد لا يفعح ذلك؛ بل
8
يبدأ برباط صاعد، ثم يتبع برباط نازل، ثم برباط يبتدئى من أسفل الرباط السافل
9
الى اعلى الرباط الصاعد؛ كانه حافظ للرباطين، وتجعل أشد شده عند الكسر والغرض
10
فى أحد الرباطبن ضد العرض فى الرباط الذى يرادبه جذب المادة إلى العضو فيشد
11
تحت العضو بالبعد منه، ولا يزال يرخى إليه وهو الرباط المخالف. فهذه هى الرباطات
12
التى تحت الجبائير. وههنا رباطات فوق الجبائر.
13
وأما الرباط الأعلى فيجب أن يكون يحيث يجعل العضو كقطعة واحدة لا حركة له،
14
ويمنع الإلتواء. واذا كان الكسر فى العرض تاما أوجب أن يكون الرباط متساوى
15
الإحاطة والشد. وان كان اكثر الكسر إلى جهة، وهو من كسر العهون وجب أن
16
يكون الاعتماد فى الشد على الجانب الذى فيه الكسر اكثر. ولا يجب ان يختلف عليه
17
اشكال الرباط شكلا بعد شكل فان ذلك يفسد ما يقومه الجبر، ويورث الوجع الالتوائى
18
الذى ربما يعرض من ذلك. وشر الربط المشنج؛ فانه إذا شد أوجع، وان أرخى
19
عوج.
20
وابقراط يستصوب ان يحل الرباط يومًا، ويوما لا؛ فان ذلك أولى بان لا
21
يضجر العليل، ولا يقربه بالعبث به وحكة لما لا بد من ان تبادل الى العضو من رطوبة
22
رقيقة موذية ربما استحالت صديدا.
23
واوجب الاوقات لمراعاة جودة الرباط والمحافظة على الشرايط المذكورة
24
هو بعد العشر ونواحى العشرين؛ فان ذلك وقت ابتداء الدشبذ الاحم، ثم اذا لزم العظم
25
العظم فلا تشد جدا، ونفس موضع الشد منه لئلا يضغط فيمنع الدشبذ ويمنع
26
تكونه بمقدار كاف فلا يجذب الارقيقا ضعيفا؛ اللهم الا اذا كان قد حدث الدشبذ،
27
واخذ يزداد عظما لا يحتاج إليه، ويمعن فى الإفراط؛ فان من احد موانعه الشد الشديد،
28
وايضا استعمال القوابض المانعة، فانها تمنع الغذاء وتشد الدشبذ، فلا ينفذ فيه الغذاء
29
إيضا ولا ينبغى إيضا ان تريح وتعفى عن الربط فى غير وقتة.
4-289
1
|464vb24|فى كيفية الجبائر
2
يجب ان يكون الجوهر الذى تتخذ منه الجباير يجمع إلى صلابته لدانة ولينًا
3
مثل القنى، وخشب الدفلى وخشب الرمان ونحوه. ويجب ان يكون أغلظ ما فيه
4
الموضع الذى يلقى الكسر من الجانبين، فله يجب ان يكون اغلظ الجباير أولها الذى
5
بلى جانب الكسر، أو أشد الكسر، وتكون جوانبها أرق وان تكون مملسة الأطراف
6
لا تصادف عسرا؛ بل وطأ من الربط. وان وضعت الجبائر من الجوانب الأربع فهو
7
احوط. ولا بأس لوكان لهافضل طول فلا مضرة فى ذلك، ولا خسران فى ان تأخذ
8
من قرب المفصل من غير ان يغشى المفصل نفسه. وأطول جانبيه الجانب الذى
9
بلى حركة ميل العضو مع أن لا يكون بحيث يثقل، ولا يغمز شديدا، ولا يضغط،
10
وأن لا ينقص منها الرباطات نقصانا كثيرا فتصير الجبائر مزاحمة غمازة. واذا رأيت
11
شئيا من ذلك فمل إلى النقصان بحيث تصيب الإعتدال ولا يجب أن تلاقى الجبائر
12
موضعا معروقًا لا لحم عليه؛ بل هو عصبانى عظمى.
13
|464vb49|فى كيفية استعمال الجبائر بالتفصيل، والتفسير
14
الوقت الذى يجب ان توضع الجبائر هو بعد خمسة، أيام فما فوقها الى ان تومن
15
الأفات وكلما عظم العضو وجب ان يبطأ بوضع الجباير وكثيرا ما يجلب الإستعجال
16
فى ذلك أفات من الاورام، والحكة ونفاطات؛ لكن اذا أخرت الجباير فيجب أن
17
يكون هناك ما يقوم مقامها من جودة ربط بالعصائب ومن جودة النصبة. فان لم يكن
18
ذلك فلا بد من الجباير ولو فى اول الأمر. ويجب ان تلزم الجباير الرباطات والرفائد
19
الزاقا ضابطا مستويا مطبقا مهندما يكون أغلظه عند الكسر، ولا يغمزبه شديدا بل يزيد
20
فى الشد يسيرا يسيرا مع تجربة العليل بحال نفسه. فان كانت الرباطات والرقائد
21
تجافى منها فلا يكثر منها ومن لفاتها؛ فانها اذا تجافت كان الرباط رخوا.
22
ويجب ان لا تربط الرباطات العليا على الجباير ربطا يلويها ويزيلها عن هندام
23
وضعها ويجب ان تحل الرباطات ضرورة لا اختيارًا فى كل يومين فى أول الأمر؛
24
وخصوصا اذا حدث حكة، وحيئنذ ينبغى يفعل ما أمرنا به. فاذا جاوز السابع
25
من الشد حللت فى مدة أبطأ، وفى كل أربعة وخمسة؛ فان فى هذا الوقت يكون امانا من الحكة
26
والورم. وهناك يرخى قليلا من الرباط لئلا يمنع نفوذ الغذاء ولو أمكنك ان تمسك
27
الجباير ولا تحلها ولو إلى عشرين، ولم تكن مضرة لم تحلها؛ ولكن قد تحل فى بعض
28
الأوقات لا بسبب ظاهر؛ ولكن لاحتياط وتطلع الى ما حدث ونظر إلى المكشوف
29
من اللحم ان كان هل تغير لونه وحاله. وقد علمت انه يجب ان لا يبلغ بالشد مبلغا
4-290
1
يمنع وصول الغذاء إلى الكسر؛ فانه لن ينجبر إلا بالدم والغذاء القوى الذى يصل
2
إليه. ولا تستعجل فى رفع الجباير وطرحها فان انست إلتصاقا فربما عرض من
3
ذلك ان يكون الدشبذ لم يستحكم بعد فيعوج العضو. ولأن يبقى الجباير على العضو
4
مع الاستغناء أحرى من ان تضعها عنه قبل الاستغناء فلا تستعجل وأخر.
5
|465ra41|فى الكسر مع الجراحة
6
واذا اجتمع كسر وجراحة فليرفق المجبر بالجبر رفقا شديدا، وليبعد الجبائر
7
عن موضع الجراحة. وليضع على الجراحة ما ينبغى من المراهم، وخصوصا الزفتى.
8
وقوم بأمرون بان يبتدأ بالشد من جانبى الجرح، ويترك الجرح مكشوفا. وهذا
9
يحسن اذا كان الجرح ليس على الكسر نفسه. ثم يجب ان يكون عليها ستر أخر يغطيه
10
عن الهواء. وان كان على الكسر فيجب ان يحتال فى تشكيل الشد بحيلة حتى يبقى
11
وثيقا من كل جانب، ويخلى يسيرا عن الجرح نفسه بهئية موافقة لذلك، وتبل الرفائد
12
بشراب أسود عفص.
13
وهذه الحيلة هى أن يوضع طرف الرباط على شفة الجرح ثم يورب إلى خلف،
14
ويؤتى برباط أخر، ويوضع على الشفة الأخرى السافلة، ثم ينظم سائر الربط على
15
ما ينبغى، ثم يورب حتى يبقى الجرح نفسه مفتوحا، وما عداه يكون مستوثقا منه
16
قد علا رباط ونزل رباط، ووقع على موضع الكسر شد شديد، وبقى الجرح مفتوحا
17
لك ان تكشفه متى شيئت ولك ان تجعل على الجباير ثقبا بحذاء ذلك ليصل دواء الجراحة
18
إليها، ويمكن إخراج الصديد عنها. ويكون ذلك بحيث [يمكن] ان تقع التغطية
19
عليهما جميعا بعد ذلك. فان ترك الجرح مكشوفا ردئى وخصوصا فى البرد، بل
20
يجب ان يكون غير مضغوط فقط. وان يلثم بالليل. فان صح الجرح استعملت
21
الجبائر ان كانت قد أخرت أو مكنت الجبارة من ذلك الموضع ان كان ذلك الموضع
22
معفى منها. ويكون متى أريد حل ما يغطى الجرح غدوة وعشية لعلاجه الخاص أمكن
23
ولم يكن فيه تعرض لرباط الجبر للكسر البتة.
24
قال ابقراط: ينبغى ان يربط الجرح من وسط الرباط ان كان طريا، وان
25
تقادم وتقيح من بعد النضج فليربط من فوقه الى أن يبلغ وسطه. ومن الجيد
26
ان تجعل ما يلى الجرح من الرباطات، وخصوصا الفوقانية أشد لتمكن من التسييل؛
27
ولكن شده بحسب الإحتمال. وكلما برعد عن الجرح جعل ألين. واذا كان للقرحة
28
غور شديد شدد على مكان الغور ربط الرباط. فان وافق شد الرباط موضع الجبر فقد
4-291
1
حصل الغرض، والا عومل الجرح بما قلنا. واذا انتهى إلى الكسر إيضا جعل
2
الرباط أشد. ويجب ان يجعل نصبة العضو بحيث يسهل اسالة قيح ان اجتمع فى
3
الجراحة.
4
ويجب فى الصيف ان تبرد الرباطات المحيطة بالجراحة إيضا ليكون عونا
5
على منع الورم. ولا يجب ان يقرب الموضع القيروطى وخصوصا فى الصيف، فربما
6
عفن العضو، بل ان احتيج الى رادع فالشراب القابض على ما سلف منا بيانه. واذا
7
كان مع الكسر رض فخيف موت العضو فاشرط. واعلم بالجملة ان الجروح اذا ما
8
ربط على الاحكام دفع الربط النوازل. وان أخطأ فى الربط ورم، وخصوصا اذا
9
ارخى موضع الجراحة، وشد على ما وراءه. وان لم يكن له مكشف لم يسل عنه
10
الصديد ولا وصل إليه الدواء. فان ترك مكشوفا تعفن وبرد، وعرض موت العضو،
11
ويتأدى إلى أوجاع وحميات فيحتاج الطبيب ان يفعل شئيا بين بين، وينظر ما يحدث
12
فيتلافاه قبل استحكامه.
13
|465rb58|فى كسر العثم
14
ربما كان الكسر قد جبر لا على واجبه فيحتاج ان يعاد كسره. فيجب ان يكون
15
المجبر يتعرف حال الدشبذ الذى يجبر العظم فان كان عظيما قويا لم يتعرض لكسره
16
ثانيا. فربما لم يمكن ان ينكسر من موضع الكسر الأول لشدة الدشبذ فينكسر فى
17
غيره من الموضع. فان لم يجد بدا فيجب ان يتقدم فيلين حتى يسترخى الدشبذ. و
18
مليناته هى الأدوية المذكورة فى باب الصلابات ههنا مثل جلد الإلية، ومثل الالية
19
والتمر، ومثل أصناف عكر الأدهان، والإهالات، والامخاخ، ولب حب القطن
20
ونحوه. ثم يكسر ويدام مع ذلك التنطيل بالماء الحار ودخول أبزن فى اليوم مرارا.
21
فان لم ينفع ذلك، وكانت التجربة والتحريك يدل على وثاقة شديدة فيجب ان يشرح
22
اللحم بحيث يمكن من حل الدشبذ من جانب وايهانه، ثم يكسر ويجبر ويعالج الجرح
23
بعلاجه. وكثيرا ما يمكن ان يعالج كسر العثم من غير كسر بان يلين الدشبذ بما علم،
24
ثم يسوى بالدفع والجباير فيتهندم الكسر ويستوى واذا حفظ عليه يستوى عليه الدشبذ
25
ايضا ويكفى الكسر وخصوصا فى الأبدان اللينة.
26
|465va28|فى أطلية الكسر وما يجرى مجراها
27
الأطلية منها لمنع الورم واصلاح الحكة. ومنها لتصليب الدشبذ وتقويته.
4-292
1
ومنها لتعديل الدشبذ العظيم. ومنها لإزالة صلابة المفاصل التى تحدث بعد الجبر.
2
ومنها لإزالة إسترخاء ان وقع فى المفاصل.
3
|465va38|فى الأطلية المانعة للورم:
وما يجرى مجراها والمصلحة للحكة. وقد ذكرنا4
فى باب الربط إشارات الى ما يجب أن تعمل فى هذا الباب، وذكرنا قيروطيات
5
ونطولات بالشراب العفص ونحو ذلك. ونعاود الأن فنقول: يجب أن يكون ما
6
تستعمله من القيروطى أوغيره لا خشونة بوجه؛ بل يكون أسلس ما يكون وألينه. ولا
7
يجب ان تستعمل القيروطيات حيث تخاف العفن ولا حيث يكثر اجزاء الكسر، فان
8
مثل هذا مهيأ لقبول العفن؛ لان أكثره مع قروح. فاما المياه الحارة وصبها فقد تكلمنا
9
عليها، وعرفنا ان الفائدة فيها تحليل المواد التى تورث الحكة، وجذب المادة الغذائية
10
وقد يحتاج إليها إيضا اذا كان العضو قد أنحلمه الشد وجففه، والمبلغ معلوم.
11
|465va57|اطلية لتصليب الدشبذ:
الأشئبا النافعة فى ذلك هى النطولات القابضة اللطيفة12
والأضمدة التى تشبهها، مثل طبيخ الأس ودهنه ان احتيج الى دهن، ودهن الحناء،
13
والطلاء بماء ورق الأس وحبه، وطبيخ شجرة القرظ، وطبيخ أصل الدردار،
14
وطبيخ ورقه؛ فانه ملحم مصلب. والضماد المتخذ من الأس خصوصا اذ جعل معه
15
زعفران ومر. وعجن بشراب ريحانى جيد جدا. وقشور الطلع جيدة ايضًا.
16
تدبير تعديل الدشبذ: أما فى الأول وما دام طريا فالقوابض المذكورة، فانها
17
تجمعه وتشده وتصغر حجمه؛ وأما بعد ذلك اذا افرط وخصوصا بالقرب من المفصل
18
فلا بد من شق عنه، وحل حتى يعتدل. وجميع هذا مما قيل فيه.
19
|465vb11|الأدوية الملينة لصلابة المفصل:
يجب ان يبدأ فينطل بماء حار، ثم تستعمل20
عليه الأضمدة والمروخات الملينة المتخذة من الألعبة، والصموغ. والشحوم والأدهان
21
وان جعل فيها خل حاذق كان أغوص. ومما يقرب إستعماله التمر والإلية والشيرج؛
22
فانه ضماد جيد خفيف. وايضا طحين حب الخروع، ويخلط بمثل نصفه سمنا،
23
ومثل ربعه عسلا. وربما كفى قيروطى من دهن السوسن وحده. وقد يستعان بحميع
24
الملينات المذكورة فى باب سقيروس. واذا احسست باستحالة مزاج إلى برد فزد فيها
25
مثل الجند بيدستر والسكبينج والجاؤشير.
26
دوآء جيد: يوخذ دردى دهن الكتان، ودردى الشيرج وحلبة مطبوخة فى
27
اللبن واهال إلية ويستعمل.
28
وايضًا أصول الخطمى، وأصول قثاء الحمار، ومقل، وأشق، وجاؤشير
29
يحل بالخل الثقيف ويطلى. والمرهم العاجى جيد.
4-293
1
دوآء جيد: توخذ لعابات الحلية وبزر الكتان، ولعاب قثاء الحمار، وأشق
2
ولاذن، وزوفا رطب، ودهن سوسن، وشحم بط ومقل لين، وبارزد خالص، و
3
مخ العجل يحل فى الدهن ويتخذ مرهما.
4
آخر قوى: يوخذ زيت عتيق رطلان، دهن السوسن نصف رطل، ميعة سائلة
5
ربع رطل، شمع أصفر نصف رطل، علك البطم أوقيتان، فربيون أو قيتان، مخ عظام
6
الابل أربع أواقى تتخذ مرهما.
7
|465vb18|مرهم جيد لصلابة المفاصل التى أورثها الجبر:
أشق جزء، مقل اليهود نصف8
جزء، لاذن نصف جزء دهن الحناء شحم البط من كل واحد ربع جزء تذاب الصموغ
9
ويجمع الجميع.
10
مرهم جيد: أشق ستة وثلاثون [مثقالا] ومثله شمع أصفر، علك البطم
11
مقل رقنة من كل واحد ثمان أواقى، دهن الحناء اربع أواقى، يسحق الصموغ مدوفة
12
فى الخل، ثم يجمع هاون ممسوح بدهن السوسن، وكذلك دستجه.
13
وللتعقد الذى يعرض كالغدة حيث كان وقد ذكرناه فى بابه يستعمل المراهم
14
التى ذكرناها الأن؛ والإ استعمل الجند بيدستر، والقسط، وخرء الحمام، والخردل
15
ضمادا فهو غاية.
16
ملين جيد: يوخذ عكر دهن السوسن أوقية، ومن عكر البزر أوقية، ومن
17
الميعة اللينة والقنة وجاؤشير وأشق من كل واحد نصف أوقية، مقل لين أوقية، وشحم
18
الدب، أو البط، أو الدجاج، او الخنزير عند من يستحل ذلك من فقهاء الداودية
19
أوقيتان يتخذ منه مرهم.
20
|466ra7|المقويات للاسترخاء:
الاعتماد فى معالجته على القوابض اللطيفة مثل الأبهل21
و<جوز> السرو ونحوه، أو على القوابض الكثيفة. وقد يخلط بها مثل الزعفران
22
والدارصينى والمر والراسن جيد جدا، وخصوصا إذا طبخ معه الوج، ورماد الكرم،
23
وشحم عتيق، وقشور الطلع، وجميع ما قيل فى تصليب الدشبذ.
24
|466ra17|فى استعمال الماء الحار والدهن:
اعلم ان الماء الحار والدهن لا يصلحان عند25
الجبر؛ لانها يمنعان الجز؛ لكن يصلحان قبله، فانهما معدان للانجبار ويصلحان بعده؛
26
لانهما يحللان ما بقى من الورم، والصلابة، والدشبذ، واليبس الذى تورثه الرباطات
27
فى الأعصاب، فيكون الحركة معها غير سهلة. فاذا استعمل الماء الحار والأدهان
28
والشحوم والمخاخ تداركت تلك الأفات. وأما ما بين ذلك فان الماء والدهن مانع جدا
29
عن الالتحام. وربما استعملا فى الأطفال ومن يقرب منهم لا غير اذا كانت الضمادات
30
قد جفت عليهم وأوجعهم، فيحتاج حيئنذ أن يدهن الموضع الذى أوجع، ثم يرفد
31
ويجبر. وأما عند سكون الوجع فلا رخصة فى ذلك.
4-294
1
والاطباء ربما استعملوا نطولا من الماء الحار عند حلهم الربط الأول يلتمسون
2
منه منفعة، وهى ان يجذبوا إليه المادة. وينبغى ان يكون ذلك الماء بحيث يقع عند
3
العليل انه معتدل؛ فانه فان الحار جدا ربما حلل من البدن النقى فوق ما يجذب،
4
خصوصا اذا طال زمان صبه. ويجذب من البدن المبتلى فوق ما يجب، وخصوصا
5
ان قصر زمانه؛ بل يجب أن يكون الماء مع حرارته إلى إعتدال، ويكون زمان صبه
6
على مقدار ما يرى من ذبول العضو وانتفاخه، ولا يصب حين ما يأخذ فى الضمور
7
وقد ذكرنا من احكام التنطيل فى باب الخلع ما يجب ان يتأمل ايضا ههنا. والأحب
8
إلى اذا لم يكن هناك وجع أن لا يقرب العضو دهنا ولا ماء حارا البتة الا ما نقدمه
9
فى أول الأمر للاحتياط. ومما يجعل على المفاصل التى صلبت بعد الجبر على الوثى
10
والرض التمر والالية ضمادا.
11
|466ra53|فى تغذية المجبور وتسقيته
12
يجب ان يكون غذاءه مما يولد دما ثخينا [وليس ثخينا] يابسا؛ بل ثخينا لزجا
13
ليتولد دشبذ لدن قوى، ليس بيابس ضعيف منكسر؛ وذلك مثل الأكارع، والهريسة،
14
والبطون والرؤس، وجلد الجدى، والحمل المطبوخ، ونحو ذلك، والشراب الغليظ
15
القابض. ومن النقل الشاهبلوط واللبوب التى لاحدة فيها. ويجتنب كل ما يرقق
16
الدم ويسخنه، ويبعده من الانعقاد؛ مثل الشراب الرقيق، والأشياء المتوبلة جدًا.
17
وبالجملة تدبير ''التغليظ للتدبير" الا ان يكون هناك مانع من جراحة تقتضى تلطيف
18
الغذاء حسب ما يكون عليه من عظمه أو صغره، وعند خوف الألم. وأما اذا أمن ذلك
19
فليوسع فى الغذاء وفى الشراب، ومن أحب الإحتياط بدأ بالتدبير الملطف ليا من
20
غائلة الورم. وذلك كما انه قد يحتاج إيضا إلى ان يفصد ويسهل، ثم بعد أيام قلائل
21
يستعمله. على أنه قد يحتاج ايضا الى ان يترك هذا التدبير اذا افرط الدشبذ فى
22
العظم واحتيج الى منعه.
23
صفة لون موافق له، يستعمله لوقت الانعقاد: يوخذ خبز سميذ، ودقيق أرز، و
24
شحم البقر السمان، ولبن فتتخذ هريسة يجود ضربها. وأما دواء الذى يتناوله للجبر فالموميائى
25
عجيب.
26
|466rb28|فى الاشارة الى الأمور التى تتبع الكسر والجبر، ولا بد من تداركها
27
قد يعرض من الكسر انهتاك لحم لا يلتصق. فان لم يقطع تعفن وعفن ما يليه
28
من العظم، فيحتاج ان يقطع ويكوى. وقد يعرض النزف فيحتاج أن يمنع. وقد
4-295
1
يعرض فسخ ورض قوى للحم ان لم بعالج بشرط، أو بالادوية المانعة للعفن صار إلى
2
الأكلة فيجب ان يراعى ذلك. وقد يعرض ورم حار فيه مخاطرة فيجب ان يدبر تدبيره.
3
وقد تعرض جراحات تحتاج ان تعالج بما مضى ذكره. وقد يعرض دشبذ مفرط
4
فى الكسر لاحاجة إلى قدره فيجب ان يقلل الغذاء ويمنع تولده ويمنع الغذاء والشد
5
عليه وسائر ما قيل. وقد يعرض استرخاء للمناضل من المد. وقد يعرض ان يسيل
6
صديد إلى المخ متولد فى العظم فيحتاج أن يخرج ويكشف الطريق للصديد.
7
|466rb52|المقالة الثالثة
8
فى كسر عضو عضو
9
فى كسر القحف: كثيرا ما يعرض ان ينكسر القحف، ولا ينشق الجلد بل
10
يتورم فاذا اشتغل بعلاج الورم ولم يتعرض للشجة فربما عرض أن يفسد العظم من
11
تحت. ويعرض قبل البرء أو بعده أمراض ردئية من الحميات، والرعشة، وذهاب
12
العقل وغير ذلك فيحتاج الى أن يشق. وكثير اما يدل على موضعه العليل بعبثه به ومسه
13
إياه كل وقت، وحيئنذ فلا يكون بد من رد الجراحة إلى حالها ليعالج الكسر، ويجب
14
ان يشق عن الجلد بقدر ما لا يحتبس فيه الصديد فى هذا وفى غيره كيف كان؛ فانه
15
يجب أن لا يكون يحتبس الصديد؛ اللهم الا ان تكون أمنت ازدياد الورم ووجدت
16
الورم ينقص. وان كان الشق فى الجلد قليلا انما يحاذى كسرا واحد من عدة كسور،
17
وكان الورم انفجر وأظهر كسرا واحدا فقد يعرض من ذلك الغلط الكبير؛ فانه يظن
18
ان لاكسر الا ذلك. ولهذا ما يجب ان يتامل حال الكسر تاملا جيدا.
19
ومما يميل بالحدس فيه إلى الصواب ان يتأمل سبب الكسر، ومبلغ قوة
20
الكاسر فى ثقله أو فى عظمه أو فى قوته، ليعلم بذلك مبلغ ما يجب ان يكون من الكسر.
21
وكذلك الأعراض قد تدل على ذلك مثل السكتة والسدر. وبطلان الصوت وما أشبه
22
ذلك. وقد يدل إنشقاق الجلد فى كثرته وإختلافه وفى وقوعه على سمت واحد على
23
حال الكسر إيضا. على ان هذا ليس بدليل يدل من كل جهة، فانه ربما كان الكسر
24
الباطن كسرا عظيما ولم يكن على الجلد شق، أو كان شقا قليلا فيحتاج
25
حينئذ ضرورة إلى أن تتعرف الحال بالدلالة التى تقيس بها على الكسر يتمكن البصر
26
ان امكن. وفى مثل هذه الأحوال يحتاج الى أن يشرح الجلد صليبا، ويكشط حتى
27
يظهر العظم المتهشم كله. وان عرض نزف حشوت الكشط بخرق يابسة، ثم رقدته
28
برفادة مغموسة فى شراب، وتتركه الى الغد.
4-296
1
واما الشجاج إلى حد الموضحة فعلاجها ما قد ذكر فى باب القروح وقبله
2
واما الهاشمة والمنقلة ونحوها مما يذكر ههنا.
3
وأقل أحوال كسر العظام فى الرأس ان يحدث فيها صدع قشرى غير نافذ
4
الى الجانب الأخر، بل يقف عند بعض النخاريب. ومثل هذا يكون كالخفى عن
5
الحس وكانه شعرة. ومثل هذا فالأصوب ايضا ان يحكه الى أن لا يبقى من الصدع
6
شئى. وان أحببت أن تستظهر بصب رطوبة سوداوية حتى يشتد ظهرر الصدع بها فعلت،
7
وحككتة حتى لا يبقى الأثر، ويكون عندك محاك مختلفة الأقدار، فتستعمل اولا
8
اعرضها ثم ما يليه. واذا حككت استعملت الدواء الرأسى وقد كفاك. والأدوية الرأسية
9
هى مثل الايرسا، ودقيق الكرسنة، ودقاق الكندر، والزراوند، وقشور أصل الجاؤشير
10
والمر، والانزروت، ودم الأخوين. وكل مجفف بلا لذع ويعالج بعلاج القروح.
11
واما أن حدست ان الصدع نافذ إلى الجانب الأخر فان الحك لا يفنيه الا بالتنفيذ
12
فاياك والامعان فى الحك، بل قف حيث انتهيت، وتعرف حال الحجاب انه هل هو
13
حافظ لوضعه من العظم فتكون الأفة أقل والأمن أظهر، ويكون عروض الورم أقل
14
وأسلم وأصغر، وظهور القيح النضيج أسرع واكمل؛ او قد ابانته الصدمة عن العظم
15
وذلك مما فيه الخطر اكثر. والاوجاع والحميات وما يتلوها اكثر، وقبول العظم
16
لتغير اللون أسرع وسيلان القيح الصديدى الرقيق فيه اكثر. وما يعرض من الأوجاع
17
والحميات، والتمدد والغشى وذهاب العقل لسبب الاهمال للعلاج فيه اكثر. وفى مثل
18
هذه الحال بل فى كل حال يجب ان يوقى البرد توقية شديدة ولو فى الصيف؛ فان
19
فيه خطرا عظيما.
20
واما الصادعة التى ليس فيها الاصداع، لكنه كثير يظهر معه السمحاق فكثيرا
21
ما يكفى الشد والربط، والضماد بالمبردات، ولكن الأصوب أن يبدأ ويصب على
22
الشق دهن الورد، مغترا ثم يجمع بين طرفى الجراحة وتخيطها ان احتيج إليه، ويذر عليه
23
الذرور الرأسى، ويجعل فوقها خرقة كتان مبلولة ببياض البيض، وفوقها رفائد مشربة
24
شرابا قابضا مضروبا بزيت، ثم سائر الرباطات. وليسكن العليل وليرفه ولينوم،
25
وليفصد ان احتيج إليه. ولا يطلب فى كل صداع وكسر أن يأخذ العظم كله. فان
26
هذا لا يمكن فى كل موضع، ولكن تذكر ما أوصينابه فى الباب الكى من الكسر والجبر.
27
على ان كثيرا من الناس أخذ العظم من رؤسهم قطعا على وجه أخر ونبت اللحم و
28
الجلد على الشجة فعاشوا.
4-297
1
وأما الهاشمة وما بعدها فاعلم ان عظام الراس تخالف عظاما أخر إذا انكسرت،
2
فانها اذا انكسرت لم تجر الطبيعة عليها دشبذا قويًا كما تجريه وتبنيه على سائر العظام
3
بل شئيا ضعيفا، فلذلك فلكيلا ينصب القيح إلى باطن يجب ان يخرج ان كانت الشجة
4
تامة، أو تقطع ان لم تكن تامة. ولا تشتغل بجبرها ويجب أن لا يدافع بذلك فى الصيف
5
فوق سبعة أيام، وفى الشتاء فوق عشرة أيام وكل ما كان أسرع فهو أجود، وأبعد
6
من ان يعرض الأفات العظيمة.
7
ومما يستدعى إلى ذلك ويوجبه ان العظام الأخر غير عظم الرأس قد يصرف
8
عنها الربط المواد. وهذا الربط لا يمكن على الرأس؛ فلذلك لا بد من أخذ العظم
9
فى الكسور التى لها قدر حتى يخرج الصديد كما يحتاج إليه. وايضًا لوعرض صديد
10
فى داخل عظم مجبور مربوط بالربط العاصر الدفع المادة قد كان يولد ذلك الصديد
11
من نفس الموضع، ونقذ إلى المخ احتجنا الى الكشف والتنقية، فكيف فى مثل
12
هذا العضو. فلا بد اذا من هذا اللقط والقطع، ومن كشف الموضع، ومنع التحامه
13
الى ان يأمن. ولولا خوف سيلان الصديد الى داخل ما قطعنا العظم.
14
ويجب ان يكون القطع من الموضع الأوفق. والأوفق هو الجامع للمحاذاة
15
التى تحدس ان الصديد تسيل منه أجود، ولسهولة القطع، وقلة الحاجة الى الهز
16
والتعنية. والذى هو مع ذلك ابعد موضع من العصب مثل اليافوخ فان وسطه لا يلاقى
17
منبت الأعصاب واجتهد بان لا يصيب الحجاب برد، فانه ردى وخطر. ولطف
18
التدبير، وأدم صب الدهن المفتر. وان ظهر على الحجاب سواد فربما كان فى ظاهره
19
ولم يكن ضارا. وربما كان سببه الأدوية فعالجه بعسل مضروب بثلاثة أمثاله دهن
20
الورد حتى يذهب السواد، وذر عليه الدواء الرأسى. وان كان السواد متمكنا فاهرب.
21
واذا صحت الحاجة الى قشر شئى وقطعه، او إخراجه فليبادر، ولا تنظر
22
إستكمال تولد القيح فى الموضع، فان هذا انما يحتمل حيث لا يكون الغشاء المسمى
23
بالأم مضغوطا او منخوسا؛ فان النخس يوجب فى الحال ورما وتشنجا وربما أدى
24
الى السكتة، فيجب ان يخرج ذلك العظم فى الحال فيعود الحس ان كانت سكتة فى
25
الحال. واما ان كان ثقب فالأمر أشد استعجالا. واذا كسر القحف وبرز الحجاب
26
وورم سمى ذلك فطرة، فعليك بمثل فيماذ ذكرناه بمثل هذا الإستعجال. وان كان
27
لا بد من انتظار فالى يومين ثلاثة. وفى اكثر الأمر يجب ان يعالج فى الثانى.
28
والقطع قد يكون بالمنشار اللطيف المذكور وقد يكون بان يثقب ثقبا صغارا
29
متتالية حيث يجب أن يسقط منه. على ان فيه خطرا؛ فانه ربما نفذ دفعة إلى الغشاء؛
30
اللهم الا أن يكون احتيل بالحيلة التى ذكرناها فيكون أسلم.
4-298
1
وأما كيفية هذا العلاج فلنذكر فى ذلك ما قاله الأولون قالوا: ينبغى ان يحلق
2
راس المجروح، ويصير فيه شقين متقاطعين على زاوية قائمة، ويقطع أحدهما الأخر
3
شبيها بشكل صليب، فينبغى أن يكون أحد الشقين الشق الأول الذى كان من الضربة،
4
ثم ينبغى ان تسلخ ماتحت الزوايا الأربع، ليكشف العظم كله الذى تريد تقويره. فان
5
عرض من ذلك نزف دم فينبغى أن تحشوها بخرقة مغموسة فى ماء وخل؛ والا فاحشها
6
بخرق يابسة، ثم صير عليها رمادة مغموسة فى شراب وزيت. ويستعمل الرباط الذى
7
الذى يصلح لذلك، حتى اذا كان الغد ولم يحدث شىء من الأعراض الردئية فينبغى
8
أن تاخذ فى تقوير العظم المكسور، وذلك أنه ينبغى ان يجلس العليل وتأمره أن يستلقى
9
على الشكل الذى يصلح الكسر، ثم تسد اذنيه بصوف أو بقطن لئلا يتاذى من صوت
10
الضرب، ويحل رباط الجرح، وتنزع الخرق منه وتمسحه، ثم تأمرخادمين
11
ان يضبطا بخرق رقيقة اربع زوايا الجلد الذى قد شق ويمدداها إلى فوق أعنى الجلد
12
الذى يكون على العظم المكسور.
13
وإن كان العظم ضعيفا من طبعه أو من الكسر الذى عرض له فينبغى ان تنزعه
14
بمقاطع توضع بعض بحذاء بعض، وتبتدئى من أعرض ما يكون منها، ثم تستبدل منها المقاطع
15
الرقيقة، ثم تصير الى الشعرية، وتستعمل الرفق فى النقر والضرب لئلا يؤذى ويقلقله.
16
وان كان عظم الرأس قويا فينبغى أولا أن يثقب بالمثاقب التى تسمى غير
17
غايصة؛ وهى مثاقب يكون لها نتو قليل داخلا من المواضع الحادة منها يمنعها ذلك النتو
18
من أن تغوص فتصل إلى الصفاق حتى يقور بها العظم المصدوع فيقلعه لا بمرة؛ بل
19
قليلا قليلا. وإن أمكنا أن نقلعه بالاصابع فذاك؛ والا فبمنقاش أو بكلبتين أو نحو ذلك.
20
وينبغى ان يكون بين الثقب فرج قدر مرود، حتى يصير قريبا من سطح العظم الداخل
21
وينبغى أن يتقى أن يمس المثقب شئيا من الصفاق. ولهذا ينبغى ان يكون المثقب
22
قدر ثخن العظم. وان تستعمل فى ذلك مثاقب كثيرة.
23
فاذا كان الكسر انما هو فى موضع إنثناء العظم فقط، فينبغى أن يصير الثقاب
24
إلى ذلك الإنثناء فقط، حتى اذا قورت العظم ينبغى أن يسوى خشونة عظم الرأس
25
الذى يكون من القطع. والتقوير إما بمجرد، وإما بشىء من المقاطع التى تشبه الشفرة
26
بعد أن يضع من تحت الالة التى تستر الصفاق وتحفظه. وان بقى شىء من العظام الصغار
27
أو الشظايا فينبغى أن يوخذ برفق ثم يصير إلى العلاج بالفتل أو المراهم؛ فان هذا أسهل
28
ما يكون من أنواع العلاج وأقل مضرة.
29
وقال جالينوس: اذا أنت كشفت جزءا من عظم الرأس فصير تحته مقطعا يكون
30
الجزء الذى يشبه العدسة فى آخره ناتيا كالأملس، ويكون الحاد فى الطول حتى
4-299
1
يكون العرض العدسى مستند اعلى الصفاق. ويبغى أن يضرب من أعلاه بالمطرقة
2
وذلك ان الصفاق لا يخرج حيئنذ، ولا ان كان العالج ناعسا؛ لان الصفاق يستقبل
3
الجانب العريض من الألة العدسية. وان صارت هذه الألة إلى عظم الرأس فانها
4
تفعل من غير أذى؛ وذلك ان أخر الشكل العدسى المستدير يهدى المقطع من خلف
5
فيقطع عظم الرأس. وليس يمكن أن يوخذ نوع أخر لقلع هذا العظم أسهل ولا أسرع
6
فعلا من هذا النوع.
7
وأما العلاج الذى يكون بالمناشير والألات التى تسمى جونيفدس؛ فان
8
الحدث قد ذموه لردأته. فهذا قولنا فى علاج عظم الرأس إذا عرض له شق. ويصلح
9
هذا العلاج بعينه فى سائر انواع الكسر الذى يعرض لعظم الرأس. وان كنا ذكرنا
10
علاج الشق فصيرناه مثلا لغيره.
11
قال بولس وجالينوس: ايضا تعلمنا كمية العظام التى ينبغى ان تقطع، وهذا
12
قوله؛ اما ما ينبغى أن يقطع من العظم العليل فان ما كان منه قد تفتت تفتتا شديدا، فانه
13
ينبغى ان ينزع كله. واما ما كانت تمتد منه شقوق امتدادا كثيرا فان ذلك ربما عرض
14
فلا ينبغى حيئنذ أن تتبع الشقوق الى أخرها. وان يعلم انه لا يحدث بهذا السبب شىء
15
ضار اذا كانت سائر الأفعال التى ينبغى ان تفعل على ما ينبغى. ثم ينبغى بعد العلاج
16
بالحديد أن يوخذ خرقة كتان مبسوطة قدر عظم الجرح، وتغمس فى دهن الورد
17
ويغطى بها فم الجرج. ثم تاخذ خرقة مثنية أو مثلثة، وتغمسها فى الشراب ودهن
18
الورد وتلطخ الجرح كله بدهن الورد، ثم تضع الخرقة عليه بأخف ما يكون لئلا
19
يثقل الصفاق، ثم تستعمل من فوق رباطا عريضا، ولا تشده إلا بقدر ما تمسك الخرق
20
فقط، ثم تستعمل التدبير الذى يسكن الإلتهاب، ويذهب بالحمى، ويرطب الحجاب
21
من فوق بدهن الورد فى كل حين. وتحله فى اليوم الثالث وتمسحه، وتعالجه بالعلاج
22
الذى ينبت اللحم، ويسكن الإلتهاب. وتذر على الصفاق ذرورا من الادوية اليابسة
23
التى تسمى أدوية الرأس حتى ينبت اللحم. وفى بعض الأوقات يحك العظم ان احتجنا
24
إلى ذلك اذ كانت عظاما ناتية، أو لينبت اللحم سريعا. ويعالجهم بسائر الأدوية التى
25
ذكرنا ها فى علاج الجراحات.
26
وقال بولس: انه كثيرا ما يعرض فى صفاق الرأس بعد العلاج بالحديد ورم
27
حار حتى أنه يعلو ثخن عظم الرأس وثخن الجلد إيضا. ويكون مع ذلك جساوة و
28
تمتنع حركة الطبيعة. وكثير اما يعرض لهؤلاء الإمتداد وأعراض أخر ردئية ويتيع
29
هذه الأششاء الموت. وانما يعرض الورم الحار للصفاق اما لعظم ناتى ينخسه، واما
30
لثقل الفتائل، واما لبرد وكثرة طعام، أو كثرة شراب، أو لعلة أخرى خفية.
4-300
1
فان كان الورم الحار من علة بينة فينبغى أن تحسم تلك العلة سريعا. وان كان
2
من علة خفية فاجتهد فى إزالتها، واستعمل فصد العرق ان لم يكن شئى يمنع من ذلك
3
والإقلال من الطعام، والتدبير الذى يصلح للاورام الحارة؛ مثل التنطيل بدهن الورد
4
الحار، أو بماء قد أغلى فيه خطمى وحلبة وبزر كتان وبابونج ونحوه. واستعمل الضماد
5
المتخذ بدقيق الشعير، والماء الحار، والدهن، وبزر الكتان. واستعمل شحم الدجاج
6
فى صوفة، ورطب بها الرأس والعنق والقفار، وقطر فى الأذنين شئيا من الأدهان التى
7
تسكن الحرارة. واجلس العليل فى ماء حار فى بيت وأميرخه،. فان دام الورم الحار
8
ولم يكن شئى مانع من أخذ دواء مسهل مرة فافعل ذلك؛ فان ابقراط أمر بذلك.
9
قال بولس: فان اسود الصفاق، وكان السواد فى سطحه، وكان ذلك إيضا
10
من دواء عولج به، فان الدواء الأسود ربما فعل ذلك، فينبغى أن يوخذ من العسل
11
جزء من العسل، ومن دهن الورد ثلاثة أجزاء، يخلط ويلطخ به خرقة، وتوضع على
12
الصفاق. وان حدث فى الصفاق السواد من ذاته فكان واصلا إلى العمق، سيما ان
13
كان ذلك من علامات أخر ردئية فينبغى أن ييئس من سلامة هذا العليل؛ لانه دليل على
14
على فناء الحرارة الغريزية وذهابها. وقد رأيت من أصابه كسر فى رأسه فقور عظم رأسه
15
بعد سنة فصح؛ وذلك ان الكسر كان فى اليافوخ، وكان من رمية سهم، فكان له
16
مسيل. ولهذا لم يصب الصفاق شئيا بل سلم من الفساد.
17
قال جالينوس: عرض على انسان كان قد انكسر يافوخه، وايضا عظم الصدغ
18
كسرا ممتدا فتركت الكسر كله بحاله إلا شئيا من عظم اليافوخ قطعته للغرض المعلوم،
19
وكان ذلك كافيا، وقد عوفى الرجل.
20
|467vb21|فى كسر الحى
21
قال العالم: اذا انقطع إلى داخل ولم ينتصف باثنين، فادخل ان انكسر اللحى
22
الأيمن السبابة والوسطى من اليد اليسرى فى فم العليل. وان انكر اللحى الأيسر فمن
23
اليد اليمنى. وادفع به حدبة الكسر إلى خارج من داخل واستقبلها باليد الاخرى
24
من خارج وسوه، وتعرف استواءه من مساواة الاسنان التى فيه. واما ان انتصف اللحى
25
باثنين فامدده فى الجانبين على المقابلة بخادم يمده وخادم يمسكه، ثم يصير الطبيب
26
على تسويته على ما ذكرناه، ويربط الأسنان التى تعوجت وزالت بعضها من بعض فان
27
كان عرض مع الكسر جرح أو شظية عظم ينخس فشق عنه وأوسعه،، واخرج
28
الشظية، واستعمل الخياطة والرفائد والأدوية الملحمة بعد الرد والتسوية.
4-301
1
قال: ورباطه يكون على هذه الجهة يجعل وسط العصابة على نقرة القفا. و
2
يذهب الطرفين من الجانبين على الأذنين الى طرف اللحى، ثم يذهب به ايضا إلى
3
النقرة، ثم إلى تحت اللحى على الخدين الى اليافوج، ثم تمر منه ايضا إلى تحت النقرة
4
وليوضع رباط أخر على الجبهة وخلف الرأس ليشد جميع اللف الذى لف، ويجعل
5
عليه جبيرة خفيفة. وان انفصل اللحيان جميعا من طرفيهما فليمدا بكلتى اليدين قليلا
6
ثم يقابلا ويولفا، وينظر إلى تالف الاسنان، وتربط الثنايا بخيط ذهب لئلا يزول
7
التقوم. ويوضع وسط الرباط على القفا ويجئى برأسه الى طرف اللحى، ويومر
8
العليل بالسكون والهدؤ وترك الكلام ويجعل غذاءه الأحساء. وان تغير شئى من
9
الشكل فحل الرباط، الا أن يعرض ورم حار. فان عرض فلا تغفل عن الأضمدة
10
والنطول التى تصلح لذلك مما يسكن ويتحلل باعتدال. وعظم الفك يشتد كثيرا قبل
11
الثلاثة الاسابيع؛ لانه لين وفيه مخ كثير يملأه.
12
|468ra7|كسر الانف
13
الانف اعلاه عظم وأسفله غضروف. ولا يعرض لذلك الغضروف الكسر؛ بل
14
الرض، والتفرطح المفطس، والزوال الى جانب. وأما أعلاه العظمى فقد يعرض له
15
الكسر واذا انكسر الانف ولم يعالج أدى إلى الخشم. وايضًا قد يصلب ويبقى على عوجه،
16
فلا يقبل التسوية. فيجب ان تبادر فى اليوم الأول ولا تجاوز العاشر.
17
واعلم أن كسر الأنف اذا بلغ المواضع العالية منه أو وقع فيها فاصلح التدبير
18
فيه أن يوخذ ميل مهندم أملس، ويدخل بالرفق فى الأنف إلى أقصى الخياشيم و
19
تمسكه بيد، وتسوى الأنف باليد الأخرى، حتى يستوى، ثم تتلطف بادخال الفتيلة
20
الحافظة لشكل التسوية. والأولى أن يكون من الكتان. والاحتياط أن يدخل فى
21
المنخرين جميعا وان لم يكن الأفة إلا فى جانب واحد. وربما جعل فى داخل الفتيلة
22
اصل ريشة ليكون أصلح لها، ثم اضمده والصق عليه خرقة الضماد. ولا تخرخ الفتيلة
23
الى ان يبلغ مبلغه من الإستحكام والإنجبار. ولا تركب على الأنف رباطا فانه يفطسه؛
24
اللهم الا ان يكون هناك قنى عظيم ونتؤ يحسنه التطامن. وأما إذا عرض فى الأجزاء
25
السفلى فيمكن أن يسوى باصبعين من يدين بسبابتين أو خنصرين.
26
واذا عرض فى هذه الحال ورم فمرهم الدياخيلون جيد جدا؛ فانه يسكن الورم
27
ويحفظ إيضا شكل التسوية ويقويه. وكذلك الدواء المتخذ بالخل، والزيت، والسميذ،
28
ودقاق الكندر، وتذر عليه رمادا وتضمد به. فاذا كان الكسر رضا مفتتا فلا يمكن أن
4-302
1
يعود الأنف معه الى <حال> الصلاج الا بعد ان يشق، ويخرج هشيم العظام ويخيط
2
ويذر عليه من بعد الذرورات.
3
فاذا عرض ميل وزوال للغضروف فسوه قهرًا، ثم أربطه ربطا يحفظه على ذلك
4
وهو ان تجعل الربط مشددا من صفحة العنق التى عليها الميل. ومما يسهل به هذا
5
الربط ويجود أن تاخذ حاشية ثوب قوية، أو سيرا له عرض إصبع، ويلطخ أحد
6
طرفيه بعزى السمك، او بغرى جلود البقر، او بالصمغ، أو بسائر اللازوقات. و
7
تلصقه على طرف الأنف من الجانب الذى عنه الميل حتى يجف عليه. ويرد الأنف
8
إلى وضعه بالقهر. ثم تمد ذلك السير أو الخرقة حتى تسويه، وتميله إلى الجانب المخالف
9
للميل الأول، وتجره على الرقبة، وتربطه ربطا ماسكا للانف على تلك الهئية و
10
تضمد بالضماد الذى يجب.
11
|468rb3|كسر الترقوة
12
الترقوة تنكسر إما لثقل محمول، وإما لسقطة عظيمة، واما لضربة شديدة. ثم
13
ان الترقوة يصعب جبرها ويحتاج إلى لطف. قالوا فى جبرها: ان اندقت بالقرب
14
من القس كان نزول رأس العضد الى أسفل أقل. قال: واذا اندقت الترقوة بنصفين
15
فاجلس العليل على كرسى، ويضبط الخادم العضد الذى فيه الترقوة المكسورة، و
16
يمده إلى خارج وإلى فوق ايضا. ويمد خادم ايضا أخر العنق والمنكب المقابل
17
بقدر ما يحتاج إليه ويسوى الطبيب بأصابعه ما كان ناتيا يدفعه، وما كان منقعرا يجذبه
18
ويجبره. فان احتاج فى ذلك الى مد اكثر وضع تحت الابط كرة عظيمة من خرق،
19
ودفع المرفق حتى يقربه من الأضلاع؛ فانه يمتد على ما يريد.
20
وان انقطع طرف الترقوة إلى داخل كثيرا ولم يجب يجذب الطبيب ولم
21
يعلو؛ لانه صار إلى عمق كثير فائق العليل على قفاه، وضع تحت منكبه مخدة محدودبة،
22
واكبس منكبه الى أسفل حتى يرتفع عظم الترقوة، ثم سوه واصلح باصبعك وشد.
23
فان وجد العليل نخسا من امرار اليد عليه فان شظية تنخسه بحسب الوضع فشق وانزع
24
الشظية. وليكن ذلك منك برفق؛ خاصة ان كانت الشظية تحت لئلا ينخرق صفاق
25
الصدر. وادخل الألة الحافظة للصفاق تحت العظم، ثم اكبس العظم. فان لم يعرض
26
ورم حار فخط الشق وألحمه.
27
وان عرض ورم حار فبل الرفائد بالدهن. وان نزل رأس العضد عند الكسر مع
28
قطعة الترقوة الى أسفل فينبغى أن يعلق العضد برباط عريض، ويشال إلى ناحية العنق.
4-303
1
وان كان قطعة الترقوة تميل إلى فوق وقلما يكون ذلك فلا تعلق العضد. وليستلق
2
صاحب الترقوة المكسورة على ظهره، ويلطف تدبيره، وتشتد الترقوة فى شهر
3
أو أقل.
4
واما رباطات الترقوة فقد قالوا: إن الترقوة لا تنفك من الجانب الجانب الداخل؛
5
لانها متصلة بالصدر غير منفصلة منه. ولهذا لا يتحرك من هذا الجانب. وان ضربت
6
من خارج ضربة شديدة وبرزت فانها تسوى، وتعالج بالعلاج الذى تعالج به اذا انكسوت
7
وأما طرفها الذى يلى المنكب وينفصل منه فليس ينخلع كثيرا، لان العضلة التى لها
8
رأسان يمنعها من ذلك ويمنعه ايضا رأس الكتف. وليس تتحرك إيضا الترقوة حركة
9
شديدة؛ لانها انما صيرت لتفرق الصدر فقط وتبسطه. ولهذا صارت الترقوة للانسان
10
وحده من بين سائر الحيوان.
11
فان عرض لها الخلع من صدع او من شئى أخر مثل هذا فانها تسوى، وتدخل
12
الى موضعها باليد، وبالرفائد الكثيرة التى توضع عليها مع الرباط الذى ينبغى.
13
ويصلح هذا العلاج لطرف المنكب اذا زال ويوديه إلى موضعه. والذى يربط به
14
من الترقوة بالمنكب وهو عظم غضروفى، وهو يغلظ به فى المهازيل. واذا زال
15
ظن الذى ليست له تجربة ان رأس العضد قد انفك وخرج إلى موضعه؛ فان رأس
16
يرى حينئذ أحد، ويرى الموصع الذى انتقل منه مقعرا، لكن ينبغى ان يميز بالدلائل
17
التى نخبر بها من بعد.
18
|468va14|كسر الكتف
19
أما الكتف فقلما ينكسر الموضع العريض منها. واكثر ما يعرض من الكسر
20
فيها فانما يعرض للحروف والجوانب والشظايا. واذا عرض فتعرف باللمس وبما
21
يتبعه من النخس؛ لكن قد يعرض لها كثيرا شق تدل عليه خشونة تعرف باللمس و
22
الوجع المكانى. والنخس ان كان وان لا يكون سائر العلامات وربما عرض لها
23
انكسار إلى داخل فيدل عليه التقصيع الحادث، وخشخشة خفية ينالها السمع اذا مست
24
مس الاستبانة وخدر يحدث باليد التى تليه، ووجع. وعلاجه ايضا تلطيف بلطف
25
المد وحسين التانى للدفع من قدام والتسوية. وربما احتيج الى المحاجم فيما أظن
26
حتى يجذبه إلى خلف، ويسوى مع احتراز من مضرته فى جميع المادة. وأما شظايا
27
الكتف اذا انكسرت فانها اذا كانت قلقة ناخسة موذية فلا بد من اخراجها. وان كانت
28
ساكنة سويت وربطت برباطات مشبهة برباطات الترقوة. ويجب ان ينام صاحب
29
كسر الكتف على الجانب الصحيح لا غيره.
4-304
1
|468va37|كسر القس
2
قد يعرض للقس انفلاق مفرد، وقد يعرض إنكسار إلى داخل. والأول
3
تعرفه بالفرقعة المحسوسة باللمس والسمع. ومما تجده من تباين جزين منه وبامتداد
4
الوجع. وأما الثانى فقد تتبعه أعراض ردئية من ضيق النفس والسعال اليابس. وربما
5
نفث صاحبه الدم، وربما تولد منه تعفن الحجاب. وعلاج هؤلاء علاج من به ذلك
6
فى المنكب. وإن مال إلى أسفل، فالعلاج الذى رسم فى أوجاع الترقوة المتطامنة
7
بالكسر. وان دخلت الأضلاع استعملت عليها الرباط المتخذ من الصوف بالاستدارة
8
بعد رباطات توضع عليها من أسفل بالاستقامة،، ثم تجمع طرفى الرباطين ويربط
9
بعضها ببعض، فانها يمنع الرباطات المستديرة من أن تنحل.
10
|468va55|فى كسر الأضلاع
11
الاضلاع الصادقة السبع يعرض لها كسر من الجانبين. وأما الكاذبة فيعرض
12
لها كسر من جانب الصلب، ولأن أطرافها الأخر غضاريف الشراسيف على ما علمت
13
فلا يعرض لها الا الرض. وأما تعرف كسر الأضلاع فهو سهل لا يخفى على اللمس
14
لما يحس من الخشونة، ومن الحركة فى غير موضعها. وربما سمع ان تسمع إلى
15
خشخشة خفية.
16
فان كان الميل من الضلع الى داخل، وتدل عليه اعراض ذات الجنب،
17
وربما كان معه نفث دم فلا يقدم المجبرون على علاجه بالمد إلى خارج لعوز الحيلة؛
18
فان ذلك عسر بغير محاجم؛ ولان المحاجم قد يخاف منها ان تجمع مادة كثيرة إلى
19
ذلك المكان وفيه ما فيه من الفساد. فان رفقت بها ولم تطل إمساكها لم يكن بأس؛
20
ولكنه ربماء أطعمو العليل أغذية نفاخة جدا لتنفخ أجوافهم فيزاحم النفخ الكسر، و
21
يدفعه إلى خارج. وهذا ايضا ان كان مما لا يوجد عنه فى بعض الأوقات بد فهو
22
سبب عظيم فى احداث الورم.
23
قال بعض العلماء من أهل الجبر: ينبغى أن تغطى المواضع بصوف قد غمس
24
فى زيت حار، وتصير رفائد فيما بين الأضلاع حتى يمتلىء ليكون الرباط مستويا إذا
25
لف على الإستدارة كما وصفنا فى الصدر، ثم يصير فى أصحاب الشوصة على قدر يلائم
26
العظم. وإن أرهقنا أمر شديد، وكان العظم ينخس الحجاب نخسا موذيا، فينبغى
27
أن يشق الجلد ويكشف المكسور من الضلع، ثم يصير تحته الألة التى تحفظ الصفاق
4-305
1
لثلا يخرج الصفاق، ويقطع برفق العظام التى تنخس، ويخرج. ثم ان لم يعرض
2
ورم حار تجمع الشقوق، ويعالج بالمرهم. وان عرض لها ورم حار يغطى برفائد
3
مغموسة فى دهن، ويغذى ويعالج بما يسكن الورم الحار، ويستلقى على الجانب الذى
4
يخف عليه.
5
|468vb37|فى ما يعرض للخرزات من الكسر
6
قال بولس: ان إستدارات الخرز ربما يعرض لها الرض. وأما الكسر فقلما
7
يعرض لها. وحينئذ تنعصر صفاقات النخاع أو النخاع نفسه، فيشاركهما العصب
8
فى الألم، ويتبعها الموت؛ سيما ان عرض ذلك لخرز العنق. ولهذا ينبغى أن
9
نقدم القول ونخبر بالعطب الكائن. وان امكن أن تخاطر وتنزع العظم الموذى بالشق
10
فذاك؛ والا ينبغى ان تدبرهم بالتدبير الذى يسكن الأورام الحارة. وان بقى شئى من
11
الأجزاء الناتية من الخرز الذى يكون منها التى تسمى شوكية؛ فان ذلك يسقط سريعا
12
تحت الأصابع اذا أردنا تفتيشه؛ لان الذى تفتت يتحرك فيزول عن موضعه، فينبغى
13
ان ينزع ذلك بشق الجلد من خارج، ثم يجمع بالخياطة، ويستعمل فيه علاج يلحم.
14
وان انكسر عظم الكاهل أسفل القطن والعصعص فليدخل الإصبع السبابة
15
من اليد اليسرى فى المقعدة، ويسوى العظم المكسور باليد الأخرى على ما يمكن
16
وان أحسسنا بعظم مكسور قد تبرأ فينبغى ان ينتزع ايضا بالشق كما قلنا، ثم يستعمل
17
الرباط الذى يليق بالمقعدة، والعلاج الموافق لها.
18
|469ra5|فى كسر العضد
19
عظم العضد اذا انكسر كان فى الاكثر انما يميل الى خارج فيجب ان يفعل ما
20
يجب ان يفعله فى رد الكسر الى موضعه على ما علمت. وتمسه بيدك وتسويه بالتسوية
21
البالغة، واربطه بالرباط المتصاعد ولو الى المنكب، تشده به ان كان قريبا منه، ثم
22
الرباط المشارك على ما علمت. ولو إلى تحت المرفق ان كان الكسر قريبا من
23
المرفق، ثم اربطه برباط ثالث يصعد من أسفل الى فوق، وعلق اليد مزوى ولا تكونن
24
معلقة مدلى فانه ردئى. والاجود أن يشد العضو الى الصدر على التزوية فى المرفق
25
لئلا تتحرك؛ وخصوصا اذا كان انكسر بقريب المرفق. واجعل على الرباط اما
26
ماء وخلا، أو ماء وحده. ان كان الكسر بعد لم يرم واجعله من كتان، وعرضه
4-306
1
أربع أصابع لا غير. وان كان قد أتى عليه مدة وورم فاجعله فى صوف واغمسه فى
2
دهن وإن أمكنك. ولا يكون مانع فلا تحل إلى السابع فما بعده إلى العاشر، ثم حيئنذ
3
تحل وتربط بالجبائر وان دعاك الإحتياط الى غير ذلك فحل فى الثالث، وهو الذى
4
يميل إليه بقراط، فانه يدفع أفات وإن أضر بالانجبار.
5
وأما كيفية وضع الجباير فيجب ان يكفيك ما بينا لك فى بابها، ولا تفارقه الشد
6
إلى أقل من أربعين يوما. واذا احتيج لحسن المعاودة الى مد شديد ولم يواتيك،
7
ولم تعفن معونة من يعينك فاجلس العليل على كرسى مشرف، ويكون الى القائم
8
اكثر منه إلى القاعد وليتكين بابطه على درجة من السلم، أوما يشبهها مما علمت فى
9
باب الخلع، وقد وطئى ذلك الموضع، وقد مهد ولين، ثم ليعلق من مرفعة شئيا ثقيلا
10
يمده إلى أسفل. فاذا امتد الامتداد المطلوب سوى. وان أغناك ربط عصائب قوية
11
تحت الكسر وفوقه وانامة العليل مستلقيا ومد ما عصبت بأقوياء من الرجال الى
12
تحت وإلى فوق، ففى ذلك كله كفاية.
13
واذا كان الكسر فى وسط العضد جعلت الربط [ببعد واحد من طرفى العضد
14
وان كان اقرب الى جانب جعلت الربط] شديد القرب من طرف بعيد من الأخر
15
وان كان صدع فقط فعلاجه علاج الصدع، وشد عليه الربط.
16
|469ra54|كسر الساعد
17
فد يتفق ان ينكسر الزندان معا. وقد يتفق أن يكسر أحدها. وانكسار الزند
18
الأسفل أشر، وأقج من انكسار الزند الأعلى اذا انفرد الكسر باحدهما. وذلك لان
19
الزند الأسفل وهو الساعد هو الحامل فانكساره أشر، ولأنه معرى عن اللحم فانكساره
20
أقبح. وايضا فان قبول الاعلى للعلاج سهل يكفيه مد يسير، ولا كذلك الأسفل؛
21
وخصوصا ان انكسرا معًا. ويجب أن يتوكأ عند مد العضو على الكوع وهو أصل
22
الكف، ويتعرف مبلغ شد الرباط، فانه ان حدث منه فى الأصابع ورم يسير، أو وجع
23
يسير فان الرباط معتدل، وان لم يكن البتة فهو رخو. وان كان كثيرا مفرطا فهو
24
شديد ويجب أن يرخى.
25
واما وضع الجبائر فليس مما يخفى عليك، ولكهنا يجب أن لا يبلغ بطولها
26
الكف وأصول الأصابع؛ بل اقصر من ذلك بقليل الا ان يحوج إليه قرب الكسر
27
من المفصل الرسغى؛ ولكن حيئنذ ايضا يجب أن لا يمس البراجم من الأصابع.
28
واذا جبر وربط فيجب أن يعلق من العنق على شكل مزوى. ويجب أن يكون تعليقه
29
خاصة ان كان كسره إلى أسفل بخرقة عريضة تأخذ طول الساعد كله؛ فانه إن كان
4-307
1
ملاقاة العلاقة من قرب الكسر فقط، وسايره مبرأ عن المسند عرض له التواء لا محالة،
2
ومال على ما يوجبه ميل الكف، بل يجب أن يكون الكف واكثر الساعد فى العلاقة.
3
واما ان كان الكسر إلى فوق وجب أن يكون التعليق بحيث يبرئى الكسر،
4
ويبعد الطرفين من جانب المرفق بان يبرأ ما بين ذلك يكون عون له على إستواء الشكل
5
وتكون العلاقة خرقة لينة. ويكون التعليق بحيث لا يلوثه البتة ولا يبسطه بسطا عنيفا.
6
وربما عرض للساعد ان ينجبر بسرعة الى قرب ثمانية وعشرين يوما.
7
|469rb37|فى كسر الرسغ
8
هذه العظام قلما يعرض لها الكسر؛ فانها صلبة جدا. واذا اصابها سبب أزالها عن
9
مواضعها ولم يكسرها، فانه غاية العلاج فيها نحو ما قلنا فى الخلع.
10
|469rb44|فى [كسر] عظام الأصابع
11
هذه ايضا قلما يعرض لها الكسر؛ بل يعرض لها زوال. وقالوا: إن عرض
12
لها كسر فينبغى ان يجلس العليل على كرسى مرتفع ويؤمر ان يضع كفه على كرسى
13
مستوى، ويمد العظام المكسورة خادم، ويسويها الطبيب بالأبهام والسبابة. وان
14
كانت الابهام مائلة الى أسفل فينبغى استعمال الرباط من فوق. وربما عرض
15
ورم حار. ولمكان إسترخاء هذه العظام تجمع إليها فضلة كثيرة، وتجمد سريعا فيشتد.
16
وان عرض الكسر لسلامى أولا صبع ان كان الابهام ينبغى ان يربط الرباط
17
الخاص له، وأن يربط ايضا مع الكف ليثبت ولا يتحرك. وان عرض الكسر
18
لشئى من سائر الاصابع ان كانت السبابة والخنصر فليربط مع التى تقرب منها. وان
19
كان من الأصابع الوسطى فليربط مع التى من جانبها، أو يربط كلها على الولاء بعضها
20
مع بعض؛ فانه أجود. وذلك انها تثبت ولا تتحرك، وتكون حيئنذ كانها قد ربطت
21
مع جبائر اعنى العظام المكسورة.
22
|469va8|فى كسر العظم العريض والورك
23
عظم الورك قد ينكسر فى الندرة بحال قوته وقد يعرض ذلك به على سبيل
24
تفتت الأطراف. وقد ينشق فى الطول. وقد يندفع داخله إلى باطن. ويعرض
25
بعد هذه الأحوال إيضا من الوجع والنخس، وخدر الساق والفخذ، قريبا مما يعرض
4-308
1
للعضد من انكسار المنكب. واذا انكسر العظم [العريض] الذى فوق العصعص،
2
أو تشيظت عضله صعب الأمر فى إصلاحه، وصار أحد الوركين إلى النقصان. وعلاجه
3
ان ينبطح العليل ويتعاطى رجلان قويان مد فخذ به كل يمد منه فخذ وقد تشبث واحد
4
بيديه لئلا يتسارعا الى مدافعة من يمد فخذيه، فيتولا مجبران غمز وركيه بشدة وقوة
5
حتى يستوى، ثم يهيأ عليها الضماد، ثم يستلقى على مثل كبة من خرقة أو نحوها مماله
6
صلابة. وهذا قريب مما يعالج به الكتف إيضا. واذا انكسر من جانب الورك فعلاجه
7
علاج إنكسار المنكب. ويجب ان يستعمل الترطيب على الربط، ويسوى الرفائد
8
كما ينبغى. ويجب أن يكون مستنده على موضع وطئى.
9
|469va35|فى كسر الفخذ
10
اذا انكسر الفخذ احتيج إلى مد قوى شديد، ثم يسوى على الهئية الطبيعية التى
11
له. وهى تحديب فى وحشية، وتقعير يسير فى انسيه على استمرار الهئية التى له فى
12
الصحة. وتراعى من حال انكسار وسطه وطرفه الأعلى والأسفل احوال
13
ذكرت فى باب العضد. ويكون الشد إلى فوق ليحفظ "ويحبس".
14
قالوا: اذا انكسرت الفخذ انقلبت إلى المواضع القدام والى خارج؛ وذلك
15
انها عريضة من هذه الناحية بالطبع ويسوى بالايدى، والرباطات، وأنواع
16
المد التى تكون على المساواة، ويصير أحد الرباطين فوق الكسر، والأخر
17
تحت الكسر اذا كان الكسر فى الوسط وأما ان كان الكسر مائلا عن الوسط أو كان
18
قريبا من رأس الفخذ فليوخذ قماط ويلف فى وسطه صوف لئلا يقطع اللحم، ويصير
19
وسطه على العانة ويصعد أطرافه الى ناحية الرأس، ويدفع الى خادم يمسكها
20
الى أسفل. وان كان الكسر مما يلى الركبة فانا نصير الرباط من فوق الكسر وتذفع
21
الى أطرافه إلى من يمدها فوق، وتضبط الركبة برباط تلفه عليه، وتسوى هذا العضو،
22
والعليل مستلق على وجهه وساقه ممدودة.
23
وان كانت عظام تنخس فينبغى أن تسوى كما قلنا مرارا كثيرة، وما ارتفع
24
منها فليوخذ. وأما سائر التدبير فليكن على ما ذكرنا فى علاج عظم العضد.
25
وعظم الفخذ يشتد فى خمسين ليلة. وسنخبر كيف ينبغى أن يكون وضعه بعد ان
26
يجمع علاج الساق. ويجب أن يوضع بين الفخذين حينئذ كرة من خشب ونحوه،
27
حافظة للهئية التى تسوى عليه، ويجبر الجبر المعروف على تعاهد لما سيحدث من
28
ورم وحكة.
4-309
1
واذا عرض ورم على الفخذ فانه يكون ورما قويا، وهو مما يسارع إلى الفخذ
2
ليتنفسر يجب ان يبادر إلى الحل ليتنفس ويتبدد الورم. وقد عرفت النطولات
3
الخاصة به. وأما القوالب والبرابخ، وهى الواح عظام فيها قليل تقعير لتتهندم على اللفائف،
4
وتأخذ طول طرف الرجل؛ فانها إن قصرت ولم تجبر على الساق، وقطع دون
5
ذلك كان ذلك مما لا فائدة فيه الفائدة [المطلوبة فيه]. وان طولت كان المريض
6
منه فى تعب على انها ان قصرت لم تخل من إتعاب. وفائدة تطويلها ان يمنع ايضا
7
الطابقة الصحيحة من الرجل ان تتحرك اذا كانت الحركة ذلك القدر ضارة بالكسر؛
8
وخصوصا فى حال الغفلة والنوم. وكانت الحاجة إلى هذه الألات انما تكون فى
9
الكسر العظيم جدا. ولا يمكن مع ذلك استعمالها إلا قبل أن ترم؛ فان الورم لا يحتمل
10
امثالها. وبالجملة هى ثقل وبلاء وتعب لا يجب ان يرغب فيها ما دام عنها استغناء
11
بحل أخرى.
12
وأما نصبة مجبور الفخذ فينبغى أن يكون على ما اعتاده فى الصحة من دوام
13
القبض والبسط هو الذى هو الأغلب فهو البسيط. واعلم ان منكسر الفخذ والورك
14
قلما يعرى من عرج اذا انجبر. واذا انقطعت شظايا عضلها استرسلت أولا ثم نقصت ثانيا
15
|469vb41|فى كسر الفلكة
16
الفلكة قلما تنكسر، وفى الاكثر تندق، ويعرف ما يعرض لها باللمس و
17
خشونة، وبالقرقعة التى يفطن لها باللمس ويسمع بالاذن. ويجب فى علاجها ان
18
يمد الساق، ثم يلقم الفلكة موضعها. فان كانت تفرقت تجمع أولا ثم تدس.
19
|469vb49|فى كسر الساق
20
اذا انكسر العظم الصغير من الساق فهو أسلم من أن ينكسر العظم الكبير.
21
واذا انكسرت القصبة الصغرى العليا كان الميل إلى خارج وقدام، وكان المشى
22
مع ذلك ممكنا. وان انكسرت القصبة الكبرى السفلى مال الساق الى خلف [والى
23
خارج] واذا انكسرت القصبتان جميعا فهو أردأ، وحيئنذ قد يعرض للساق ان تميل
24
الى جميع الجهات. واعلم ان علاج كسر الساق على قياس علاج الساعد وفى مثله.
25
وليس حال الساق فى إنحراف يعرض لشكله الطبيعى كحال الفصد، بل هو مستقيم
26
فيجب أن يكون مده على أن يرد إلى إستقامة.
4-310
1
|470ra5|فى كسر الكعب
2
الكعب مصئون عن الإنكسار لصلابة، وباحاطة الوقايات به. واكثر ما يعرض
3
له إنما هو الخلع وقد قيل فى ذلك.
4
|470ra10|فى كسر العقب
5
انكسار العقب صعب، وعلاجه عسر. واكثر ما ينكسر اذا سقط الانسان
6
من موضع عال فاتكأ على رجله. وربما عرض معه رض عظيم مع سيلان دم إلى بطون
7
العضل [يجمد] فيها. وقد يؤدى الى أعراض عظيمة من حمى، واختلاط عقل،
8
وارتعاش وتشنج من الرجل. واذا عرض فيه ورم جامد ليس يتبين ولا يخرج
9
وقد أحدث كمودة لم تكن فهو علامة ردئية تدل على انه فى طريق التعفن. وان كان
10
ورمه ظاهرا مدافعا فهو اجود؛ وربما تيسر انجباره. واذا انجبر العقب كان المشى
11
عليه موجعا، وإذا لم ينجر العقب على ما ينبغى بطل الانتفاع به.
12
|470ra26|فى اصابع الرجل
13
علاجها فى الكسر والخلع علاج أصابع اليد. وربما سواها المجبر بقدمه
14
يطأها به.
4-311
1
|470ra32|الفن السادس
2
فى السموم [يشتمل على خمس مقالات]
3
|470ra34|المقالة الأولى فى أصول ما يعلم من أحوال السموم المشروبة، وتفصيل القول
4
فى معالجات السموم التى ليست بحيوانية
5
|470ra38|كلام كلى فى التحرزعن السموم المشروبة وعلاجها
6
من خاف أن يسقى سما فيجب ان يحترز عن الأغذية الغالبة الطعوم فى حموضة،
7
أو ملوحة، أو حرافة، أو حلاوة. والغالبة الروائح فانهم يكسرون بذلك طعم
8
مايد سونه ورايحته. ويجب ان لا يحضروا مكانا منهمًا على جوع شديد، أو عطش شديد
9
فان كل واحد منهما يخفى ما يجب أن يتفطن له لشدة النهم. وعلى ان الممتلىء من الطعام
10
والشراب اذا سقى السم عرض للسم عرضان: أحدهما ان يندفن فى خلال ما امتلئ منه. والثانى
11
ان العروق يكون مملؤة فلا يجد السم فيها منقذا. وربما كان فيها [طعم] شئى يضاد السم،
12
هذا؛ ويجب عليه ايضا ان يكون متناولا على سبيل الاعتياد الادوية الدافعة لمضرة
13
السموم كالمثر وديطوس، وقد جرب منفعته، ومثل معجون الطين الأرمنى، و
14
كذلك التين مع ورق السذاب، والجوز، والملح الجريش. وأما الأوزان فان يوخذ من
15
السذاب اليابس عشرون جزءا، ومن الجوز جزءان، ومن الملح خمسة أجزاء، ومن
16
التين اليابس خمسة أجزاء.. من الجدوار عجيب فى دفع مضرة السموم كلها. وبوحى
17
ايضا. ولست أحقق هل هما دوا أن أو دواء واحد. وإيضا من بزر السلجم الصغار
18
وزن درهم ونصف يشرب بالمطبوخ. والسداب والملح ايضا كذلك.
19
ويجب على المتحرز ان لا يكون كل تحرزه من اطعام غيره أو سقيه؛ فربما
20
عرض له من حيث لا يشعر؛ بل قد يتفق أن يسقط شئى خبيث مثل العظاية، والرتيلاء،
21
والعقرب فيما يطبخ، أو فى الأوانى التى فيها شراب؛ فان كثيرا من الهوام يحب رائحة
22
الشراب ويبادر إليه. وقد يموت فى الدنان. وقد يشرب منه فيتقيأ فيه، ولهذا
23
ان يتوقى المسقفات، وما تحت الشجر العظام والمعاشب.
4-312
1
|470rb20|كلام كلى فى السموم المشروبة
2
أصناف السموم صنفان: فاعل فعله بكيفية فيه، وفاعل بصورته وجملة جوهره.
3
والأول إما أكال معفن فمثل الأرنب البحرى. وإما ملهب مسخن مثل الأفربيون.
4
وإما مبرد مخدر مثل الافيون. وإما مسدد لمسالك النفس فى البدن مثل المرداسنج.
5
واما الفاعل بجملة جوهره مثل البيش، والهلهل الذى يدعى أنه صمغ إما للبيش،
6
وإما لقرون السنبل وإما لشئى أخر مثل قرون السنبل، ومثل مرارة النمر، ومأ أشبه
7
ذلك. وهذا شر السموم. وايضا فان من السموم ما يحمل على عضو واحد بعينه مثل
8
الذراريح على المثانة، والأرنب البحرى على الرئة. ومنه ما يحمل على جملة البدن
9
مثل الأفيون.
10
وكل ما قتل بتبديل المزاج، أو بالتعفين، او بالحمل على عضو فقد يجوز ان
11
يكون فعله بعد حين على ان المعفن كلما بقى فى البدن كان فعله أردأ، والسلامة منه
12
منه بتحليل يعرض له، ولما يعقبه بالعرق ونحوه، أو بالعلاج المقابل له.
13
واعلم أن مضرة المخدرات بالأمزجة الحارة من جهة أضعف، ومن جهة أقوى،
14
وأى الجهتين اغلب كان الحكم له. فمن حيث ان المزاج الحار فى القلب يقاومها
15
ففعلها أضعف. ومن حيث انها تجد من البدن الحار تلطيفا لجوهرها البارد الثقيل و
16
اجتذابًا بقوة حركه الشريانات وجذبها عند الإنقباض، فتكون نكايتها فى الأبدان
17
الحارة أشد، لا سيما وهى مضمادة لمزاجها.
18
ويشبه ان يكون القول فى السموم الحارة هذا القول ايضا؛ فان المزاج الحار
19
يقاومها بالدفع عن القلب وتحليل القوة، لكن الشرائين من المزاج الحار تجذبها فيعرض
20
مثل ذلك. ولذلك قال جالينوس: ان الفربيون <هو الشوكران> وأظنه البيش أو
21
سما قاتلا انما يقتل الانسان، ولا يقتل الزرازير، لانه لا يصل فى الزرازير الى القلب الا
22
بعد مدة قد انفعل فيها عن البدن الانفعال الذى ما بقى بعده الا انفعال الإستحالة غذاء.
23
وفى الانسان يستعجل قبل ذلك لسعة مجاريه، وشدة حرارته، وقوة حركات شرائينه الجاذبة.
24
وأقول هذا وجه ما؛ لكن المناسبات ايضا بين القوى الفاعلة والمنفعلة مما
25
يجب أن يراعى. ومن اين علم ان الفربيون سم بالقياس إلى المزاج العريض الذى
26
للحيوانات مطلقا [اذا تمكن] حتى يكون قاتلا اذا تمكن من مثل الإنسان غير قاتل اذا لم
27
يتمكن من مثل الزرزور، فعسى ان الفربيون ليس بسم بالقياس إلى مزاج الزرزور و
28
[لو] لم يستحل غذاء ووصل الى قلبه وصوله إلى قلب الإنسان بسهولة ولم يقتل.
4-313
1
قال: وقد كانت بعض العجائز تناولت فى أول الأمر من البيش شئيا قليلا،
2
ثم لم تزل تناوله حتى الفته الطبيعة، وتجرأت عليه، وما ضرها شئيا. وقد حدث
3
روفس: انه قد يغذى الجارية بالسم ليتقل بها الملوك الذين يباشرونها، وهو انها
4
ببلغ مزاجها مبلغا عظيما حتى يقتل لعابها الحيوان ولا يقتل لعابها الدجاج.
5
|470va27|الاستدلال على أصناف السموم
6
قد يستدل عليها بما يحدثه فى البدن من الأوصاف. فان حدث شبه لذع و
7
وتقطع ومغص وأكال عرف ان السم من قبيل الأدوية الحادة الحارة الحريفة مثل
8
الزرنيخ، والشك والزيبق المقتول. وان حدث التهاب شديد، ودرور العروق، والعرق،
9
وحمرة العين، وكرب وعطش، دل على أنه سم لحرارته فقط مثل الأفربيون.
10
وان حدث سبات، خدر وبرد دل على ان السم من قبل المخدرات. وان لم يظهر
11
الا سقوط قوة، وعرق بارد، وغشى، فهو من السموم التى تضاد الإنسان بجملة
12
الجوهر وهو أردأها.
13
وقد يستدل عليها بالروائح. إما رائحة البدن كله مثل سطوع رائحة الأفيون
14
من شاربه، وإما رائحة عضو منه كرائحة الفم عند شرب السموم المعفنة مثل أرنب
15
البحر واقوينطس، والذراريح. وقد يستدل عليه بالتقئية فانه إذا قئى السم لم يبعد
16
ان يقع البصر على جوهر ما سقى منه، أو يعرف بالرائحة، أو بالطعم مثل ما يقع البصر
17
على المرداسنج والجبسين، وعلى الدم الجامد واللبن المنعقد. وكذلك الأفيون يعرف
18
بالرائحة، والأرنب البحرى والضفدع بالزهوكة.
19
العلامات الردئية: اذا أخذ المسموم يغشى عليه، وتنقلب حدقته، فيغيب
20
سوادها فلا يرجى، وكذلك ان احمرت عينه، ودلع لسانه، وسقوط النبض، و
21
العرق البارد دليل سؤ. وفى مثل هذه الحال قلما يعيش.
22
|470vb1|قانون علاج من سقى سمًا:
يجب أن لا يدافع بل يبادر كما يحس به قبل ان23
تتفشى قوته فى البدن، ويشرب ماء فاترا، ودهن الشيرج، أو الزيت؛ ويتقيأ و
24
يبالغ فى ذلك ما أمكن. والأجود ان تكون فيه قوة من شبت وبورق. وقد يخلط
25
بالزيت الحضض وشحم الأوز. ويستحب ان يكون الذى يشربه القىء من ذلك،
26
ومن غيره ماء كثيرا وأغذية كثيرة؛ فانها وإن لم تقىء فقد تكسر السم وتغلبه. و
27
إذا تقيأ ما امكنه ثم يشرب اللبن الكثير فانه يكسر عادية السم. "ولا بأس أن يقذف
4-314
1
به عنه." وايضا إن شرب طبيخ بزر الانجرة مع السمن دفع السم قيئا وإسهالا، ثم
2
يشرب اللبن. والزبد أجود من اللبن. وايضا طبيخ بزر الكتان وكذلك الشراب الحلو
3
بشحم الوز المذاب. وكذلك ماء رماد حطب الكرم.
4
ويجب أن يتبع القئ بالحقنة خصوصا إذا أحس بنزول الأذى إلى أسفل.
5
فان كان الإضطراب فوق ذلك استعمل ما يقىء ويسهل. ولا يغفل أمر شرب اللبن.
6
وان احتجت ان تسقيه مثل ترياق الطين المختوم فافعل، فانه نعم العون على دفع
7
السم، وخصوصا اذا سقى فى أول الأمر، فانه يقذف السم كما هو. ونسخته: حب
8
الغار مثقالان، طين مختوم مثقالان، وايرسا [مثقالان] يعجن بزيت. والشربة منه
9
بندقة. وأيضا حب البلسان زوفا يابس، بزر اللفت البرى، فلفل أبيض وأسود، دار فلفل
10
ووج، وأنيسون، وفطرا ساليون، وأسارون، وكمون كرمانى، وبزر البنج من كل
11
واحد [اربع درخميات، سنبل، فقاع الاذخر من كل واحد خمس درخميات سليخة ثمانية عشر
12
درخميات، حماما، زعفران من كل واحد] ست درخميات يعجن بعسل، ويسقى بشراب
13
مثل الباقلاة الرومية. وسقى الطين المختوم كما هو نفسه بالشراب يفعل ذلك.
14
وقد زعم قوم ان خرء الديك اذا سقى فى الحال قذف السم. ومما يسقى
15
إيضا عصارة الفراسيون، وورق القصب، والناردين، وبزر الجرز؛ والجندبادستر،
16
والبندق، والتين [اليابس] والسذاب. ومما هو محمود فى هذا الباب أن يسقى من
17
القنة المنتنة أربعة [دراهم] ومن المر درهم بشراب حلو.
18
واذا عرض بعد القىء التهاب شديد فاسقه ماء الثلج ودهن الورد مبردا، وقئيه
19
به مع ذلك. ويجب ان لا ينام البتة، ولا يترك نفسه يخثر بل يجب أن ينبه، ويقعقع
20
حوله. فاذا انشرحت له الصورة وعرف السم عالج كل سم بما يقال فى بابه.
21
وهذا الانشراح يكون على وجهين: أحدهما بان تعرف ان السم من أى
22
جنس هو. والثانى ان تعلم أنه من أى نوع هو. مثال الأول أن تعلم أنه من المقطعات
23
الحادة فتعالجه بمثل اللبن والزبد والفالوذج السيال، المتخذ بدهن اللوز والسمن، و
24
بكل ما يكسر الحدة. أو تعلم انه من الملهبات فيبرد بالكافور وماء الورد وماء الكزبرة
25
وما يشبه ذلك. وكل ذلك مبردا بالثلج. وتضمد أعضاءه الرئيسة بمثل الطلحب
26
وغيره. يجدد عليه التبريد كل وقت. ومما ينتفع من مثله جدا مخيض البقر. وان
27
احتيج الى الفصد فصده.
28
او أن تعلم انه من المخدرات فيستعمل مثل الترياق ودواء الحلتيت فى
29
الشراب الصرف، وكذلك الثوم. أو تعلم انه مضاد بالجوهر فتعالج بالمشروذيطوس
4-315
1
والترياق، ودواء المسك، والفادزهر. ويستعمل ماء اللحم والشراب. ويطيب العليل
2
ويروح الموضع الذى يأوى إليه، ويلبس المطيبات، ويعطس، ويدلك فم معدته،
3
وينفخ فى فمه، وينتف شعره.
4
واما اذا عرف نوع السم عولج بما يخصه مما نذكره. وبالجملة فان الادوية
5
التى تشرب بسبب السموم إما ان يراد بها كسر حدة السم، او احالة جوهره مثل الطين
6
المختوم وإما ان يراد بها مقابلة كيفية مثل سقى الثوم فى الشراب لمن لسعته عقرب.
7
ادوية مشتركة للسموم: هذه الأدوية هى الأدوية التى تعارض السم فلا تدعه
8
ان يصل إلى القلب، وهى مثل الترياق والمشروذيطوس والفازد هرية ما كان مجربا،
9
والطين المختوم [والترياق] المتخذ منه، وترياق الأربعة. وقالو: ان زهرة الدفلى
10
وورقه يخلصان عن السم. ويقال ان حب العرعر عجيب فى هذا الشان لا نظير له.
11
نسخة لذلك: يوخذ من الانجدان واصوله بالسوية درهم، ومن الشيح الأرمنى درهمان،
12
يعجن بعسل ويسقى فى ماء التفاح. والدواء المتخذ منه غاية. وأصل بخور مريم اذا شرب
13
بالشراب. والفوتنج ايضا. وبزر الشلجم، وايضا الغاريقون درهمان بشراب، و
14
البرشاؤ شان والخبازى وبزره وورقه.
15
وايضا الدارصينى ومخ الأرنب بخل خمر أوقيتان، أو جندبادستر مثقال مع
16
اوقيتين زيت، والقيسوم. وايضا يوخذ ماء الحسك المعصور ويسقى وبزر الجرز خصوصا
17
الإقليطى، والحلتيت، وطبيخ الجعدة وطبيخ السيساليوس وبزر شجرة السكبينج
18
عجيبة. دوآء مركب <لذلك>: يوخذ بزر السكبينج البرى، وجند بادستر، وورق القصب
19
من كل واحد جزء، شحم الحنظل ثلاثة أمثال الجميع يسقى منه بندقة كبيرة. وأشياء
20
تنسب افعاله الى خواص فيها مثل ما ذكروا: ان قديد إبن عرس البرى المنظف المسلوخ
21
من أقوى الأدوية لدفع السموم.
22
|471rb1|جملة فى السموم الجمادية من المعدنية وغيرها
23
من ذلك الحجر الأحمر: قد حكى بعض الناس ان فى الاحجار حجرا سيما
24
يشبه البسد، وان وزن الدانق منه قتال. وعده فى السموم الحقيقة التى تفعل بجملة
25
الجوهر كالبيش. وقال: ان علاجه علاج البيش. وأنفع الادوية له الفادزهرات.
26
الزيبق: أما الزبيق الحى فان اكثر من يشربه لا يتضرر به، فانه يخرج نخاله
27
من الأسفل بل من صب فى اذنه الزيبق [الحى] فانه يعرض له الم شديد واختلاط
28
عقل. وربما ادى إلى التشنج، ويحس بثقل شديد من ذلك الجانب. وربما أدى
29
صرع وسكتة لتاذى جوهر الدماغ ببرده ورجرجته وثقله. واما الميت والمصعد
4-316
1
فانه ردئى ضار مقطع، تعرض منه أعراض شبيهة باعراض من شرب المرتك من مغص
2
والتواء معاء، ومشى الدم، وثقل اللسان، وثقل المعدة. ويرم جسده ويحتبس بوله.
3
العلاج: ومن جيد العلاج له بعد التقيئية وما يجرى مجراها ان يسقى من
4
الأدوية مثل المر وزن ثلاثة دراهم فى الشراب، ويسقى ماء العسل مرة بعد مرة. و
5
ايضا فليحتقن به مع البورق، ثم يتبع ذلك بعلاج السحج وحقنه مع تقوية القلب ايضا
6
بالأدوية المشتركة. وأما إذا كان صب فى أذنه فيجب ان يقوم على فرد رجل ويحجل
7
على ذلك الشق وقد يميل رأسه اكثر مما يمكنه من التمييل؛ وخصوصا اذا تعلق اليد
8
التى فى الجانب الأخر من شئى. وكذلك إذا ترجح على ذلك الشق. والذى يريد
9
ان يلقطه يميل من رصاص يدخل فى الأذن فيجد الزيبق يتعلق به فهو مخطى؛ لان
10
الزيبق اذا كان فى ذلك الموضع وبالقرب منه لم يحتج الا إلى ترحج وحجل فقط
11
وان كان أغوص من ذلك لم ينتفع بذلك الميل ولم يصل إليه.
12
|471rb43|المرتكك وبرادة الرصاص:
يعرض لمن شرب المرتك ان يرم بدنه <كله>13
ويثقل رأسه. ويحتبس منه البول والغائط. وربما لم يحتبس الغائط، بل افرط
14
انطلاقه. ويجد ثقلا فى معدته وأمعاءه حتى ربما خرج السرم، ويؤدى الى سحج
15
وتكون فى أعاليه نفخة، ويخرج فى بطنه كغدة متحجرة، ويصير لونه رصاصيا
16
<وترمد>، ويضيق نفسه، وربما خنق، وربما عرض معه اعراض إيلاؤس و
17
يصير لون البدن كلون الأسرب، وكذلك برادة الرصاص.
18
علاجه: يجب أن يبادر ويبدأ العلاج المشترك من التقئية، وليكن بشىء فيه
19
تفتيح كطبييخ بزر الكرفس، والتين، والشبت، والبورق. ويجب أن يسقى من المر
20
ثلاثة دراهم فى شراب. أو يسقى السنبل الرومى مع زبل الحمام والراعية بشراب؛
21
فانه علاج يبلغ. أو يسقى أفسنتين أو الزوفا، وبزر الكرفس، أو الفلفل خاصة كل
22
ذلك بشراب. أو وزن درهم مر بوزن نصف درهم فلفل حتى يعرق. أو يسقى ستة
23
قراريط سقمونيا فى ماء العسل. وغذاءه الذى يجب أن يدام عليه الاسفيذباج المتخذ
24
من لحم الخروف. وعلامة برءه أن تنطلق الطبيعة، ويدر البول، وبالجملة يحتاج
25
الى المفتحات المعرقة المدرة والمسهلة.
26
|471va12|فى <سقى> الاسفيذاج
27
يعرض لشاربه ان يبيض لسانه، وتسترخى اعضاءه، ويشتد سعاله وفواقه،
28
ويختلط عقله، ويبرد بدنه، ويبرد دماغه، ويجف ويغشى عليه. وربما أحس
4-317
1
فى حلقه بعفوصة؛ ووجد فى لهاته ولسانه خشونة ويبسا، وفى بطنه مغصا،
2
وفى معدته لذعا، وفى فوأده وجعا، وفى شراسيفه تمددا، وفى نفسه
3
ضيقا. وربما ادى الى خناق، ويبيض لون بدنه. وربما بال اسودا ودمويا.
4
علاجة: مثل علاج المرتك، ويسقى سقمونيا فى ماء العسل، ومدرات البول
5
ولا يترك ينام. ومما يدخل فى تقئيته دهن الأقحوان، ودهن السوسن، ودهن
6
النرجس. ويقع فى أدويته صمغ الاجاص، ودواء دم الدردار، وايضا مما ينفعه أن
7
بأكل السمسم بقمحة ويمضغه، ويشرب عليه الطلاء.
8
|471va33|الجبسين
9
يعرض لشاربه منه مثل ما يعرض من الإسفيداج، ولكن يعظم خناقه فيجب
10
أن يعالج بعلاج الإسفيذاج وعلاج الفطر، ثم يسقى اللعابات اللزجة لتزول خشونة
11
الحلق بعد التليين المذكور، والاحساء اللينة ويحتاج إلى إسهال بالسقمونيا ونحوه
12
ويعاود الإسهال مرارا. وان أسحج عولج السحج. ومما هو مذكور للجبسين رماد
13
اطراف الكرم مع الحاشا.
14
|471va43|الزنجفر والشك
15
يعرض منهما اعراض شبيهة باعراض الزيبق المقتول، لكن الشك ربما عرض
16
منه إسهال كثير. وهذا أول علامة به.
17
علاجه: ذلك العلاج بعينه، ثم يستعمل الاحساء الدسمة، والشحوم اللينة.
18
|471va51|الزنجار
19
يعرض <لشاربه> منه مغص شديد، ولذع قوى فى الحلق، وتقطيع فى الاحشاء،
20
وقروح، وقئى.
21
علاجه: مثل علاج الزرنيخ الذى نذكره.
22
|471va56|برادة الحديد وخبثه
23
يعرض من ذلك وجع شديد فى البطن، ويبس فى الفم ولهيب، ويغلب
24
الصداع.
25
العلاج: يسقى اللبن مع بعض ما يسهل بقوة، ثم يسقى السمن والزبد حتى تسكن
26
تلك الاحوال ويدام صب دهن الورد، ودهن البنفسج، ودهن الخلاف مضروبا
4-318
1
بالخل على رؤسهم. وربما سقى شاريه شئيا من مغناطيس حتى يجمع المتفرق إلى
2
نفسه، ثم يتبع بالمسهلات المذكورة. وربما سقوه منه كل يوم وزن درهم، ثم حسوه
3
بعده المرقه الدسمة المزلقة مع سمن البقر ليسهل ان كان نزل، وقيئوه بها ان كان
4
بعد فى المعدة.
5
|471vb14|النورة والرزنيخ
6
من سقى منهما جميعا حدث به مغص وقروح فى الأمعاء. ومن سقى الززنيخ
7
المتصعد عرض منه قريب ما يعرض من الشك. وقد يعرض سعال موذ. ومن
8
سقى النورة وحدها عرض له يبس الفم، ووجع المعدة، وأسر البول، واستطلاق
9
البطن بالدم، وتخرج النورة فى بوله. وربما عرض منه برد الأطراف، وعرض
10
الغشى وربما جف اللسان وعرض الخناق.
11
العلاج: يبدأ بما يجب من سقى الماء الحار بالجلاب ليتقيئا أو بالدهن، ثم
12
يوخذ طبيخ بزر الكتان، وطبيخ الأزر وطبيخ الجرجير، أو مجموعها، وعصارة الملوكية
13
بالعسل. ولا يزال يسقى اللبن، واللعابات واللزوجات، والدسومات، والمرق الشحمية
14
وخصوصا بالخبازى. ويعالج سعال ان حدث به [بالملينات] وعلاج النورة التقئية
15
[والحقن] والتدسيم والتليين. وعلاجه قريب من علاج الذراريح. ومما قيل فى
16
ذلك يوخذ بول الحمار ومرارة الغزال، ويسقى قدر دانقين فى ماء حار.
17
|471vb35|الصابون
18
قريب الحال من النورة، وعلاجه علاجه.
19
الزاج والشب
20
يهيج من شربهما سعال شديد يؤدى إلى السل.
21
علاجه: شرب اللبن، وشرب الزبد والسكر والأشربة الزوفانية ونحوها.
22
|471vb44|فى شرب الماء البارد على الزيق
23
من شرب ذلك على الريق، وعلى حمام، او جماع خيف منه فساد المزاج
24
والإستسقاء.
4-319
1
العلاج: دواء الكركم ودواء اللك ونحوه. وربما كفى الشراب الصرف
2
ويشربه عليه.
3
|471vb51|جملة من السموم النباتية
4
|471vb52|البيش
5
هو من شر السموم، ويعرض لشاربه أن ترم شفتاه ولسانه، وتحجظ عيناه
6
ويتواتر عليه الدوار والغشى، ولا تعمل ساقاه. وهو ردئى ومن تخلص منه فلقلما يتخلص
7
الا واقعا فى السل أو الدق، وربما صرع ريحه. ويسقى عصيره للنشاب فيقتل من
8
يصيبه فى الحال.
9
العلاج: يجب أن يبادر الى تقئية شاربه بطبيخ بزر الشلجم، ويسقى الطلاء
10
وسمن البقر سقيا على سقى وكذلك طبيخ قشور البلوط بالخمر، ثم علاجه الأصلى
11
الفادزهر، ودماء المسك، والجدوار، والبوحا. والترياق الكبير فقد ينفع فيه إلى حد
12
ومن اجود الأشياء له ان يسقى المسك فى حكاكة الفادزهر، أو مقدار درهم من دواء
13
المسك مع قيراط مسك. وزعم قوم: ان اصول الكبر فادزهر البيش وجميع الفاذرهرات
14
جيدة له وخصوصا الذى يشبه الشب، وله خيوط كخيوط المرتك، والحيوان
15
المسمى بيش موش وهو فارة تضاد البيش، وتبطل فعله إذا أكل منها.
16
|472ra20|قرون السنبل
17
من سقى منه ظهرت به علامات السرسام، واسود اللسان، وقطر الدم من
18
احليله قطرة قطرة.
19
العلاج: يجب بعد العلاج المشترك من التقئية بماء الشعير بدهن الورد المفتر
20
ونحو ذلك أن يسقى من الكافور مثقالا واحدا فى أوقية من ماء الورد، ويضمد كبده
21
وقلبه بالأضمدة الشديدة التبريد المكوفرة والمصندلة. ويسقى مثل عصارة التفاح
22
الحامض وسويق الشعير بماء الثلج فى الجلاب، ويسقى عصارة الرمان الحامض،
23
وعصارة الخيار، والبطيخ الرقى، وماء الشعير، وماء عنب الثعلب، ويسقى
24
الرائيب الحامض.
4-320
1
|472ra34|موفيون
2
هذا دواء لست أعرفه، وأظن من بعض وجوه الظن أنه يشبه البيش.
3
العلامات التى تخص هذا الدواء يقولون انه يعرض لمن شربه لذع فى البطن، وفواق،
4
<وغشى> وصفرة فى الوجه كله؛ وخصوصا فى الشفة، ويبرد نفسه، وينتن بدنه
5
ويخدر، ويختلط عقله بعد ثقل فى الراس، ويصغر النبض وينقطع، ويعرق عرقا
6
باردا ويحمرويموت، وعلاجه علاج البيش.
7
|472ra47|عدة ادوية سمية حاره
8
الأفربيون
9
يعرض منه لشاربه كرب شديد ولهيب، ويحدث لذع فى البطن وفواق،
10
وربما استطلق البطن منه بافراط،
11
العلاج: يجب ان يتقيأ ثم يبرد، ويسقى السمن والزبد بقوة، ثم يعالج بعلاج
12
قرون السنبل. وليقم على ماء الرمان المز، وماء التفاح المز، وماء الرايب.
13
|472ra56|البان اليتوعات
14
وهى السبعة المعدودة فى الأدوية المفردة، وخصوصا لبن الشبرم، و
15
لبن العشر، ولبن اللاغية، انما يعرض منها من اللذع والإسهال ما يعرض من
16
الأفربيون فيجب أن تكسر قوتها بالدوغ والسمن والزبد. ويعالج العرض الحادث منها
17
من إسهال دم أو بوله بما علم فى بابه. وقيل ان لبن الشبرم يقتل منه وزن درهمين
18
وعلاجه الإستحمام بماء الثلج. ولبن العشر يقتل منه وزن ثلاثة دراهم فى يومين
19
ويفتت الكبد. وعلاجه إيضا مثل علاج ذلك.
20
|472rb11|السقمونيا
21
الشربة القاتلة منه درهمان، وهو قريب الأحوال مما ذكر ويجب ان يكسر
22
غائلته بالدوغ وسويق التفاح، ورب السفرجل، ورب الربياس، والسماق.
23
|472rb17|المازريون وخامالأون
24
الشربة القاتلة منه درهمان، يعرض منه قىء وإسهال مفرط. والأسود المسمى
4-321
1
خامالاون قتال أكثر. ويعرض منه لذع شديد فى الاحشاء، ووجع فى البدن كله،
2
ودغدغة وفواق، ثم قئى بلغمى وزبدى، ثم يؤدى إلى كزاز، ويذهب الصوت.
3
العلاج: لا بد من سقى لبن حليب وسمن على التواتر، والجلاب إيضا ليكسر
4
ذلك شره واذا عظم الخطب فلا بد من سقى الترياق، والمشروديطوس، ودواء الطين
5
المختوم. واذا سكن سقى بعده السكنجبين والهندبا ايامًا ليزول سؤ المزاج.
6
|472rb32|الدخلى
7
ان الدفلى كثيره يقتل الناس والدواب، وقليله يورث كربا شديدا، وانتفاح
8
بطن، ولهيبا عظيما. وهو حار يابس لذاع مقطع والماء الذى ينبت الدفلى فيه ردئى
9
واذا لم يكن بد منه فيجب أن يقطر أو يمزج بالجلاب.
10
العلاج: يجب ان يوخذ طبيخ الحلبة والتمر الشهريز فانه عجيب، وبزر
11
الفنجكشت، والفنجكشت نفسه؛ وطبيخهما ترياقه، والتين بالعسل، والسكر والجلاب،
12
والحلاوات كلها. ورب العنب جيدة، ومع ذلك فلا بد من الدسومات، واللزوجات
13
التى علمتها مرارا، ومن أتباعها بالحقن.
14
|472rb45|البلاذر
15
يعرض لشاربه منه تقطيع فى الحلق والجوف، والتهاب وأمراض حادة.
16
وربما عطل بعض الأعضاء واذا سلم منه أحدث الوسواس باحراقه السوداء. والقاتل
17
منه مثقالان. وربما لم يضر بعض الناس بالخاصية، وخصوصا اذا أكلوا بالجوز
18
[وقد رأيت من كان يقضم منه بالجوز] قضما لا يبالى منه.
19
العلاج: يسقى دهن اللوز، والشيرج، والزبد، والسمن، واللبن الحليب،
20
والدسومات من الأمراق، وما يجرى هذا المجرى، ليسكن اللذع والمغص، ثم يسقى
21
رائب البقر المبرد بالثلج، ودهن البنفسج المبرد، وماء الشعير المبرد، ومياه الفواكه
22
مبردة، ويجلس فى ماء الثلج، ويعالج بعلاج السرسام. ومن الاشياء التى يعالج
23
بها حب الصنوبر، والجوز فادزهره.
24
|472va5|الكبيكج
25
هو ايضا مما يقتل بحدته. وعلاجه مثل علاج البلاذر. والدهانات من أدفع
26
الأشياء لمضرته.
4-322
1
|472va10|الميويزج
2
أعراضه واوجاعه كأعراض الذراريح وعلاجها <علاجه>. ونحن سنذكر ذلك.
3
|472va15|السذاب البرى
4
يعرض لمن شرب منه حجوظ العين وحرقة، والتهاب شديد.
5
علاجه: يجب أن يقيأ بالماء الحار والزيت، ثم يعالج بعلاج الدفلى ونحوه.
6
|472va21|الثافسيا
7
هذا هو صمغ السذب الجبلى وقد يجئ من طعمه كطعم الباذروج وهو حاد.
8
ويعرض من شربه احتباس كل ما يسيل من السبيلين، وورم اللسان. ويحدث قرقرة
9
ونفخ، وحرقة فى الحلق والمعدة، وحجوظ عين، وحمرة وجه. وربما شرى
10
البدن من حدته. وكثيرا ما يفضى إلى غشى، وصغر نفس.
11
العلاج: هو ان يبادر فيتقيأ؛ ويسقى بعد ذلك اللبن، والسمن، والزبد، وماء
12
الشعير، ويتغرغر بدهن الورد، واللبن الحليب. ويسقى السكنجبين ونقيع الأفسنتين.
13
مما هو معروف عندهم كالفادزهر له بزره، وعلك البطم، وأصل المحروث،
14
وطبيخ الصعتر. ويقال إيضا الجندبادستر مع الخل المسخن أو العسل. وهذا عسى
15
ان يكون على سبيل الخاصية، أو على سبيل دفعه عن البدن بالتحليل. وأما على ظاهر
16
الواجب فالتبريد أولى.
17
|472va42|الجلاهنك
18
آعراضه وعلاجه أعراض الكندس والخربق الابيض "وذلك علاجه".
19
|472va45|الدند الصينى
20
يعرض منه اسهال عظيم جدا.
21
العلاج: يجب أن يقيأ ما أمكن وتكسر قوته بسقى اللبن والزبد سقيا بعد سقى،
22
او يسقى الدوغ، ويشتغل بمنع الإسهال، وربما أغاث من مضرته ومنع إسهاله الترياق.
4-323
1
|472va52|الكندس والخريق الأبيض، والعرطنيثا، وعصارة قثاء
2
الحمار، وضرب من الشونيز ردئى، والفاريقون الأسود
3
الكندس: ''يغثى تغثية" عظيمة، وربما خنق بها. وكذلك العرطنيثا، والخربق
4
إيضا؛ فانه يغثى ويقىء. وربما جمع ما لا يندفع بل يخنق، وربما حرك الإسهال.
5
والجميع يتأدى بالانسان الى الغشى، وسقوط القوة، والعرق البارد والتشنج؛ وخصوصا
6
الخربق الأبيض والغاريقون الأسود، فهما متشابهان التاثر.
7
قال جالينوس: ان نبض شارب الخربق الأبيض فى اوله عريض متفاوت
8
ضعيف جدا، بطىء جدا، لاختناق الحرارة الغريزية تحت المادة الكثيرة التى تحفها قوة
9
الدواء دفعة، ولا تستقل بدفعها الطبيعة واذا أخذ يقىء ظهر اختلاف لا نظام له؛ لان
10
القوة الباطنة مضغوطة. فاذأ اخذ ينتظم ويستوى جدًا فقد أخذ العليل يحسن حاله.
11
فان لم يكن وجهه إلى الصلاح، بل الى الفواق والتشنج ضعف النبض واختلف،
12
وتواتر جدا. واذا اختنق تفاوت بلا نظام وأبطأ؛ لان الحار يطفى. وربما ظهرت
13
فيه موجية للرطوبة. والخربق مما يقتل الكلاب.
14
العلاج: يجب ان تبادر إلى قذفه بما تعلم، او استنزال مدد ضرره بالحقنة القوية
15
بمثل شحم الحنظل، ثم معالجة خنقه بما قيل فى باب الفطر. فاذا قل القىء ان كان
16
فى الابتداء يقىء ولا يكون شئى كثير فيجب أن يملأ بطنه بالماء الفاتر ثم يقيأ ثم يعاود
17
واذا عرض التشنج سقى اللبن بالسمن الكثير، ومرخت أوصاله بالقيروطيات الملينة،
18
والزم الأبزن المعتدل، وعولج بعلاج التشنج اليابس.
19
|472vb31|الخربق الأسود
20
يحدث اسهال شديد، وخنق. واذا سقى منه درهمان شنج وقتل ويتقدم ذلك
21
خفقان وحرقة لسان وعض عليه، وجشاء كثير ونفخ؛ ثم يتشنج شاربه، ويرتعش
22
ويموت.
23
العلاج: تكسر قوته ايضا بما علمت وبأن يسقى الافسنتين بالشراب، أو يوخد
24
من الكمون والأنيسون والجندبيدستر والسنبل أجزاء سواء يسقى منه قدر درهمين بشراب
25
ويوضع على النفخ خرقة مسخنة وكمادات مفششة مما علمت، ثم يطعم الجبن الرطب
26
بالعسل، والسمن الطرى، والأمراق الدسمة، والشراب الحلو، والشراب الكثير
4-324
1
المزاج وان حدث منه تشنج فعل ما قيل فى باب الخربق الأبيض، واذا افرط إسهاله
2
جلس فى الماء البارد وشرب الربوب، والأدوية الحابسة.
3
|472vb51|الجرمدانق
4
يعرض من وزن درهمين منه حكة وورم ويقتل. علاجه علاج الفربيون.
5
|472vb55|الدادى
6
إذا أكثر منه يقتل.
7
علاجه: ما يقىء ويسهل بالالبان والدسومات على نحو ما علمت.
8
|473ra1|كسب الخروع والسمسم
9
قيل ان المستقصى فى عصره من هذين سم قاتل. وان علاجه العلاج المشترك.
10
|473ra7|الجندبادستر
11
ان الجند البادستر اذازنخ عرض منه أعراض السرسام الحار مع الذبحة، وقتل
12
فى يوم، وخصوصا الأسود المنتن منه، والاغبر الذى يضرب الى سواد.
13
العلاج: يجب أن يقيأ منه، بماء الشبث والفوتنج، والسبستان بالعسل و
14
الطلاء. ثم يسقى الحموضات مثل حماض الأترج، وربوب الفواكه الحامضة، والخل
15
الخمر وحده، ورائب البقر، وعصارة التفاح، ولبن الاتن غاية.
16
|473ra18|العنصل البرى
17
قد يعرض من تناوله ومن الإكثار من جيده ايضا تقرح الامعاء وجد اول الكبد،
18
ويتقدمه مغص وتقطيع.
19
العلاج: اذا عرض ذلك فيجب ان يبادر بسقى اللبن المطبوخ بقطع الحديد
20
المحماة، وصفرة البيض مسلوقة فى الخل، وسفوف البروز كالمقلياثا ونحوه.
21
|473ra27|خانق الذئب وخانق النمر
22
يعرض لمن تناول منهما عفوصة فى الحنك واللهاة والمرى، وقصبة الرئة،
23
ويبس مع ورم. ويتصعد من فمه بخارد خانى، ويتأدى الأمر إلى انعقال لسانه،
4-325
1
واختلاج صدغه، ثم الى رعشة وتشنج وكمودة لون واختناق. ويكون مع ذلك
2
قراقر فى البطن ورياح كثيرة، ويعرض لشارب خانق النمر سدر وظلمة عين كلما
3
أراد [أن] ينهض مع رطوبة فى العين، ويثقل صدره. وخانق النمر منبته فى أرض
4
هرقلة ومواضع [أخر] وهو مر الطعم كريه الرائحة.
5
العلاج: يجب ان تبادر إلى تقيئته "بما تدرى"، ثم تحقنه، ثم تسقى مثل الصعتر
6
الجبلى. والفراسيون، والسذاب، والأفسنتين، والشيح الأرمنى بالشراب، و
7
كمافيطوس فى الشراب، أو يسقى دهن البلسان قدر درهم ونصف فى الشراب. وخير
8
الشراب ما طفىء فيه الحديد أو الفضة أو الذهب. وخبث الحديد نفسه جيد. و
9
الانافخ وخصوصا انفخة الغزال والايل والجدى، والأمراق الدسمة.
10
|473ra52|آزار درخت
11
ورقه يقتل البهائم، وخشبه ربما قتل. وعلاجه العلاج لمشترك وقريب
12
من علاج الدفلى.
13
|473ra57|قشور الأرز
14
من سقى قشر الأرز على ما قاله بعض الأولين اعتراه فى الوقت وجع فى الفم،
15
وفى اللسان، وورم لسانه، ثم امتد الوجع فى مريه ومعدته وأمعاءه والتهب جميع
16
بدنه، وعدوه فى السموم.
17
العلاج: يعالج بعلاج الذراريح. ويجب أن يكون زيته الذى يسقاه مطبوخا
18
فيه السفرجل.
19
|473rb9|بزر الأنجرة
20
يعرض منه ما يعرص من العنصل؛ وايضا فقد يعرض منه سعال قوى. و
21
علاجه علاج العنصل، الا ان سعاله يعالج بالملينات مثل شراب البنفسج. بماء الشعير
22
وغير ذلك من أدوية السعال.
23
|473rb15|التربد [الردى] الأصغر والاسود
24
يعرض منه كل أعراض الخربق الأسود والغاريقون الأسود. وعلاجه ذلك
25
العلاج، ويخصه تجرع دهن اللوز الكثير.
4-326
1
|473rb21|تودرنيون
2
لست أعرف طبع هذا الدواء ولا علاجه الا المشترك، وأظنه من الحادة؛
3
ولا يبعد أن يكون من غير الحادة. وقالوا: هو دواء يعرض منه لشاربه اختلاط العقل
4
والتمدد، حتى يعرض للشفة من الإمتداد حالة شبيهة بالضحك، ولذلك يتمثل اليونانيون
5
انه يضحك ضحك سادر ويوما.
6
وعلاجه: العلاج المشترك. وقال بعضهم: يجب أن يقيأ شاربه، ويشرب
7
بعده ماء العسل. وينفعه شرب اللبن، وتدهين البدن بالمسخنات، وإستعمال الأبزن
8
الحار والتدلك، والأدوية الدافعة للتشنح الخبيث.
9
|473rb35|طيوبيون
10
هذا دواء لست اعرف طبعه ولا علاجه، وأظنه من الحادة، ولا يبعد أن يكون
11
من غير الحادة. وقيل انه يحدث فلغمونيا فى الشفة واللسان، والجنون والوسواس،
12
وسقوط البيض.
13
|473rb42|اللبوب الزنخة
14
أحوالها وعلاجها قريب مما قيل فى العنصل والانجرة، وخصوصا بربوب
15
الفواكه مثل رب الحصرم، والريباس، والتفاح <والأنجرة> ويعرض منها غثيان
16
وغشى وكرب. وهذه اللبوب مثل الجوز ونوى المشمش، والنارجيل، واللوز،
17
|473rb51|الشراب الصرف على الريق
18
كثيرا ما يحدث ذلك خناقا، وأوجاعا، والتهابا، وخصوصا بعد الرياضة
19
والتعب؛ وخصوصا اذا كان الشراب غليظا وحلوا.
20
العلاج: الاستفراغ بالفصد والإسهال ان وجب، والقىء نعم الدواء ان تيسر،
21
ثم يبرد المزاج بالماء البارد، والفقاع البارد، وماء الرائيب المحمص، وماء الفواكه،
22
وأقراص الكافور ونحوها.
23
|473va3|العسل الردى
24
واكثره يجلب من بلاد أرقيليا، هذا عسل حاد يعطس من شمه. ويعرض
25
منه ايضا أعراض ردئية شبيهة بما يعرض من العنصل والأنجرة ونحو ذلك. ويسرع
4-327
1
إلى من شمه الغشى والعرق البارد. ومن العسل صنف أخر ردئى حكمه فى اعراضه
2
وعلاجه كحكم الشوكران.
3
العلاج: ياكل السذاب، والسمك المالح، والشراب المسمى أو مالى،
4
ولا يزال يأكل ويتقيأ ما أمكنه.
5
|473va15|الدبق
6
من شرب الدبق عرض له قرقرة فى البطن، ومغص من غير اختلاف، وديلر.
7
العلاج: يجب ان يسقى الماء والعسل ويقيأ به، ويحقن بحقن لينة، بحمن وينفعه
8
سقى الافسنتين مع الخمر الكثير والسكنجبين. ومما يختص به طبيخ الجرجير. وايضا
9
السنبل مع الجند بادستر والفلفل، ويكمد بماء حار وخل.
10
|473va24|جملة فى الأدوية النباتية السمية الباردة
11
|473va26|الافيون
12
يعرض لمن شرب الأفيون خدر الأطراف وبردها وحكة، تفوح منها
13
رائحة الأفيون، ودوار، وفواق، وظلمة العين، وضيق حلق ونفس وصغره،
14
وكمودة [اطراف وصغرة] وجهه وشفتيه، وصعوبة تجشؤ، وسبات واعتقال لسان،
15
وغور العينين. ثم يؤدى إلى كزاز خانق، وعرق بارد، ونفس بارد وموت. ومن
16
اسباب قتله تغليظه الدم ولا يجرى، وتبريده الروح، وتشنيجه لألات النفس.
17
والشربه القاتلة منه وزن درهمين يقتل فى يومين، وخصوصا إذا سقى بالشراب فهو
18
أعمل له؛ اللهم الا ان يبلغ الشراب مبلغا يقاومه، وفى الابدان الحارة؛ لانه أشد
19
مضاده لها، وأسرع نفوذا على ما قلنا فى القانون.
20
العلاج: يستعمل فيه القوانين المستفرعة المشتركة من التقئية بالدهن والماء
21
والملح والبورق، ثم بالسكنجبين، ويسقى الماء والعسل، ثم يحقن بحقن قوية. ومن
22
أدويته السكنجبين والافسنتين. وايضا الافسنتين بشراب، والحلتيت ترياقه. و
23
كذلك الدارصينى خاصة ومع الخل، والسكنجبين ايضا. وكذلك الجند بادستر خاصة
24
والفلفل بشراب، أو بسكنجبين والصعتر والشذاب والملح. وكذلك دهن اللوز
25
مع الخل، أو مع العسل والثوم ''والجوز جندم وقنة". وقد يسقى شاربه ترياقا خاصا له.
4-328
1
وصفته يوخذ من الحلتيت والأبهل والجند بادستر والفلفل اجزاء سواء يعجن بعسل.
2
والشربة منه من مقدار البندقة إلى مقدار الجوزة.
3
وكثيرا ما خلص منه شرب مثقال من الحلتيت فى وزن خمسة وعشرين درهما
4
شرابا ريحانيا. والشراب العتيق الكثير المقدار عجيب له، وخصوصا اذا كان رقيقا
5
ريحانيا كثير الاحتمال للماء، وكان مع الدارصينى، ولا كالترياق والسنجرينا و
6
المثروديطوس بالشراب ويجب أن يراعى تزعزع دماغه بالتعطيس بالكندس ونحوه
7
فانه علاج جيد لدفع اسباته.
8
ويجب ان ينتف شعره، ولا يترك ان ينام، وأن يمرخ بدنه بالادهان الحارة،
9
مثل دهن القسط، ودهن السوسن، ويشم الجندبادستر، ومثل المسك. ويجب
10
ان يجلس فى أبزن حار لئلا يتشنج، ولا تشتد به الحكة. ويتحسى الأمراق الدسمة،
11
والمخاخ، خاصة والشحوم.
12
|473vb17|جوز ماثل
13
يعرض منه <لشاربه> دوار وحمرة العين وغشاوة وسكر وسبات. وقد يقتل
14
منه مثقال فى اليوم، وخصوصا الهندى منه ''وقيل ان الذى يقتل" يعرض منه عرق
15
ونفس باردان. وأما ما هو دون النصف درهم فيبست ويسكر ولا يقتل الا الضعاف
16
من الناس.
17
العلاج: اعظم علاجه التقئية بالنطرون والماء والدهن. والسمن ترياقه.
18
ويسقى معه الشراب الكثير بالفلفل والعاقرقرحا، وحب الغار، والدارصينى،
19
والجندبادستر. وينفع منه وضع الأطراف فى الماء الحار، ويسخن البدن بالخرق،
20
ويدهن بدهن البان والقسط؛ وأن يحضر ما أمكنه ويرتاض، ويغتذى بعد ذلك
21
لأغذية الدسمة، والشراب الحلو، ويستعمل جميع علاج الأفيون.
22
|473vb34|الببروج
23
وهو اصل اللفاح. وهو الشاهترج. أعراضه أعراض جوز ماثل، وحاله
24
كليشرغس، وحكاك، وكزاز، وصمم. وشر ما فيه قشوره. وحبه قريب من ذلك.
25
وجرمه ايضا قد يفعل شئيا من ذلك.
4-329
1
العلاج: قريب من علاج جوز ماثل والأفيون. ويجب ان يسقى الأفسنتين
2
فى الشراب. وايضا فلفل وجند بادستر، وسذاب، وخردل، والخل نافع لهم.
3
ولجميع المخدورين. ويعطس ايضا بأمثال هذه الأدوية، ويشمم الزفت ودخان
4
الفتل المطفاة. ومما يجب ان يجعل على رؤسهم خل خمر ودهن ورد، ولا يتركون
5
ينامون، بل يسهرون بنتف الشعر، والتعطيس، وغمز أصل الابهام.
6
|473vb53|درقيون
7
<وقد يسمى دروبسون> هو دواء من جملة المخدرات، وفى طبيعة البنج ويسكر.
8
ويعرض منه <لشاربه> أولا غثيان شديد وفواق ومغص، وحاله كايلاوس. وربما
9
قيأ الدم وأسهله، ويؤدى الى الغشى ويسبت ويموت من بين الرابع الى السابع
10
بعد خدر البدن كله. وعلاجه العلاج المشترك.
11
|474ra5|النبج
12
يعرض لشاربه منه ان تسرخى اعضاؤه، ويرم لسانه، ويخرج الزبد من فيه،
13
وتحمر عيناه، ويحدث به دوار، وغشاوة عين، وضيق نفس، وصمم، وحكاك،
14
بدن [ولثة] وسكر، واختلاط عقل. وربما صرع. وربما حكوا أصواتا مختلفة
15
وربما نهقوا، وربما صهلوا، وربما شحجوا، وربما نعقوا.
16
العلاج: يجب ان يسقى فى الحال ماء وعسلا، ولبن البقر، ولبن الماعز،
17
ولبن الغنم ايضا بعسل وبغير عسل، والسمن، وحب الصنوبر مطبوخا بالشراب،
18
ونور الصنوبر. وايضا طبيخ التين. وايضا الشراب الحلو الكبير. وايضا البصل
19
المشوى. ويسقى بزر الفجل، والخردل، والحرف، وبزر الانجرة، وكل حريف
20
مقطع. ويسقى من البصل والثوم والفجل وبزرها. ولا كالمثروذيطوس والترياق
21
والشجرينا ونحوه، وترياق الأفيون، وعلاجه التقئية.
22
|474ra24|الشوكران
23
يعرض منه خناق، وبرد الأطراف، وتمدد شديد خانق. وغشاوة البصر لا يكاد
24
يبصر شئيا، ويبطل التخيل ويبرد الأطراف، ثم يشنج ويخنق ويقتل.
25
العلاج: يستعمل اولا الحقن، والتقئية، والإسهال على ما علمت. يبدأ
26
بالحقن، ثم يسقى الشراب الصرف شئيا بعد شئى ساعة بعد ساعة؛ فانه عظيم النفع
4-330
1
ثم يسقى لبن البقر والافسنتين، ويسقى الفلفل بالشراب والجندبادستر، والسذاب،
2
والنعناع، والحلتيت، وورق الغار وحبه، ورب العنب ايضا. وترياق الأفيون نافع
3
له. ومما ينفعهم بزر الانجرة، والانجدان، والقردمانا والميعة، كل ذلك بالشراب
4
وكذلك طبيخ قشور التوت ودهن البلسان مع لبن. ويجب أن تضمد البطن منه والمعدة
5
بدقيق حنطة مع خمر.
6
|474ra42|عنب الثعلب المخدر الردئى
7
تعرض منه كمودة اللون، وجفاف اللسان، وفواق، وقىء دم كثير ونفثه،
8
واختلاف سحجى مخاطئى. ويعرض فى المذاق كطم اللبن.
9
العلاج: علاجهم على القانون العام يفعل ذلك ويسقى لبن الأتن مع ماء العسل،
10
ولبن الماعز، وايضا الحلتيت مع أنيسون. والاصداف نافعة كلها عنه. وصدور
11
الدجاج مطبوخا، واكل اللوز المر.
12
|474ra54|الكزبرة الرطبة
13
اذا استكثر من الكزبرة الرطبة، وأكل قريبا من نصف رطل، وشربت
14
عصارتها دفعة، وما يقرب من ذلك الى اربع أواقى حدث من ذلك دوار وسدر، و
15
اختلاط عقل، وغلظ صوت، وسبات، وحال كالسكر من إفحاش كلام سكرى،
16
وغير ذلك، ويشم منه رائحة الكزبرة.
17
العلاج: يجب أن يقيأ، وخصوصا بدهن السوسن أو بالزيت؛ وخصوصا
18
بطبيخ الشبث وفيه بورق. ويطعموا صفرة البيض النيمبرشت بالملح والفلفل، و
19
مرق الدجاج السمان بملح كثير وفلفل. وكذلك مرق اوز. والشراب القوى الصرف
20
يسقونه قليلا قليلا. ويكون ما يأكلونه بفلفل كثير وملح. وينفعهم الافسنتين، أو
21
الدارصينى، أو الفلفل فى الشراب. وينفعهم الماء المالح. والمبيتخج غاية لهم.
22
|474rb12|بزر قطونا
23
قد يعرض من شرب بزر القطونا الكثير سقوط القوة والنبض، ويبرد جميع
24
البدن، والغم، وضيق النفس، والتمدد، والقلق والخدر مع ضعف ثم الغشى.
25
العلاج: كعلاج الكزبرة.
26
|474rb18|الفطر والكمأة الردئية
27
مضرة الفطر إما بجنسه فان منه ما هو قتال، وإما بالإستكثار منه. والردى فى
4-331
1
جنسه هو الذى لا يكون نباته فى موضع معروف سلامة ما ينبت فيه؛ بل يكون نباته
2
فى موضع ردئى وعند أحجرة الهوام، وعند أشجار قوية الكيفيات. والاسود منه
3
والأخضر والطاؤسى كله ردئى ويعرض منه ذبحة، وضيق نفس، ونفخة البطن
4
والمعدة، وفواق، ومغص، وصفار اللون وصغر النبض، واقشعرار، وغشى، و
5
وعرق بارد، ويقتل.
6
العلاج: يقيؤن بما تدرى وخصوصا بعصير الفجل مع البورق، ثم يعطون
7
رماد الكرم فى السكنجبين. والكمثرى ترياقه، [وخصوصا ورق شجر البرى منه؛
8
بل مرى ايضا ترياقه] ويجب يعد التقئية ان يسقى من المرى النبطى شئيا بعد شئى
9
ومن البورق بالعسل. و<ايضا ترياقه> ذرق الدجاج عظيم النفع اذا سقى فى السكنجبين
10
والبورق ايضًا. والملح الهندى، وعصير العوسج مع السكنجبين، والبورق، والمعاجين
11
الحارة؛ مثل الفلافلى، والكمونى، والشراب القوى العتيق، والزراوند، و
12
أصل الجاؤشير، ودردى الشراب، والخردل، والحرف. وايضا الأفسنتين،
13
والصعتر الجبلى، وطبيخهما، وطبيخ التين. ويجب ان يكمد ما تحت الشراشيف
14
منه دائما.
15
|474rb49|فى السهام الأرمينية
16
ومما يليق بهذا العلاج تدبير علاج من خرقتة السهام الارمينية. قالوا: يجب
17
ان يشرب على المكان القنة، فهو علاج لذلك. قالوا: او يملح مسلوخ ابن عرس البرى
18
المنزوع الاحشاء ويقدد، ويشرب منه مثقالان بشراب. وقد بلغنى ان شرب زبل
19
الناس ترياق لذلك.
20
|474va1|المقالة الثانية
21
فى السموم المشروبة الحيوانية
22
هذه السموم المشروبة الحيوانية منها ما هى لحم ذلك الحيوان وجملة بدنه
23
كيف كان ومنها ما هى عضو خاص من حيوان. ومنها ما هى رطوبة منه. فكل قسم
24
على قسمين: فمن ذلك ما يكون لجوهره مثل لحم الضفادع الاجامية. ومنه ما يكون
25
لعارض يعرض له مثل السمك البارد، والشواء المغموم. واللبن الجامد فى المعدة.
4-332
1
|474va14|فى الحيوانات التى تقتل بجملة اجسادها او تفسد
2
اما القسم الاول من قسميه فكالوزغة، والذراريح، والضفادع والارنب
3
البحرى والحرذون، والقسم الثانى هو السمك البارد والشواء المغموم
4
فى الذراريح: الذراريح حادة حريفة قتالة تحدث مغصا ووجعا فى الأحشاء،
5
وبالجملة وجعا ممتدا من الفم الى العانة. وايضا عند الورك، والكليتين، والشراسيف،
6
وتقرح المثانة تقرحا موجعا مورما، وتورم القصيب والعانة ونواحيها بالتهاب شديد
7
ويقيم إلى البول فاذا أراد صاحبها أن يبول فاما ان لا يستطيع، وإما أن يبول دما وقطع
8
لحم بوجع شديد. وقد يعرض مع ذلك إسهال سحجى وغشى، واختلاط عقل،
9
وسقوط عند القيام وغشى ويقتل. واكثر نكايته بالمثانة. ويجد صاحبه فى فمه
10
طعم القطران والزفت. وأضر ما يكون هذه الحيوانات عند طلوع الشعرى قبل وبعد
11
وفى الخريف.
12
العلاج: يجب ان يقيؤا ويحقنو ''بما تدرى'' ويجب أن يقع فيما بقئ به ويحقن
13
النطرون، وطبيخ التين ايضا، وتكون التقئية مندرجة. وان رأى أن يفصد حفظا
14
للمثانة فعل، ثم يسقى اللبن سقيا متداركا، ولعاب بزر القطونا، وماء الرجلة، والزبد
15
الكثير، ثم يحقن فى هذا الوقت بماء الشعير، والخطمى، وبياض البيض، ولعاب
16
بزر الكتان، أو بماء الشعير، وماء الارز، وطبيخ الحلبة، أو طبيخ الخندروس، والأمراق
17
الدسمة، ودهن اللوز، وشحم الإوز، وصفرة البيض نيمبرشت، والسمن، والعسل،
18
أو الجلاب، ودهن اللوز، ومخيض البقر جيد له. وينفعه ماء العسل، وحب الصنوبر
19
الكبار والصغار والميبختج، وشحم الأوز، وشراب العسل، والمطبوخ بالحبوب
20
المدرة، مثل حب البطيخ، والقثاء، وطبيخ التين مع شراب البنفسج. وقيل ان سقى
21
دهن السفرجل ترياق له، ودهن السوسن، وكذلك طين ساموس. وينفعهم الإسهال
22
بشراب ادرومالى. ويجب ان تقطر فى احليل شاربها دهن الورد، لا بالزراقة بل بقمع
23
لطيف ألين ما يكون، ويستعمل الأبزن الفاتر.
24
|474vb1|فى الأرنب البحرى
25
يعرض لمن يسقى منه ضيق نفس وعسره، وحمرة عين، وسعال يابس
26
ونفث دم، وعسر بول، أو بول الدم، أو بول بنفسجى، ووجع فى المعدة، وقىء
27
مفرط صفراء، ودم، ويرقان، وكرب، ووجع كلية. وبرازه يكون بنفسجيا،
28
وربما كان مخاطيا. ويعرق عرقا منتنا، ويعاف الطعام، واذا رأى السمك اشمأز منه،
4-333
1
فاذا صار لا يشمأز منه فقد عوفى. ويجد طعم السمك المنتن فى فمه وفى جشاءه مع
2
ملوحة ايضا. واكثر من يعافى منه يقع فى السل.
3
علاجه: ينفع منه شرب لبن الماغر منفعة بالغة، ولبن الأتن إيضا، والبان
4
النساء من الثدى، وقضبان الخبازى، و<ورق> الخطمى الرطب مسلوقة، ومرقة
5
السرطان النهرى خاصة، فانه يقدر أن يأكله دون سائر المائيات، والقنفذ المشوى
6
الطرى أو دمه، والحرذون الصخرى لا يعافه ويأكل منه. وأما من الأدوية القوية
7
فالفوذنج النهرى [طريا] ودم الإوز حارا طريا ايضا. وبول الانسان المعتق، و
8
أصول بخور مريم ثمانية أبولوسات بشراب؛ أو قطران [يشرب] ذلك القدر بشراب
9
أو طلاء، والخربق القليل بشراب. وإذا جاء اليوم الثانى من هيجان الأعراض وسكنت
10
اتخذت له حبا من الخربق الأسود، والسقمونيا، والغاريقون، ورب السوس،
11
والكثير اجزاء سواء. والشربة درهم وما فوقه قليلا بجلاب. وعلامة برءه أنه يرى
12
السمك ولا يشمأز منه بل ياكله. وإذا وقع فى السل عولج السل.
13
|474vb32|فى الوزغة والحرباء
14
لحم الوزغة قاتل. وربما سقطت فى الشراب وماتت فيه وتفسخت فصار ذلك
15
الشراب كالسم. يعرض لمن شرب منه القىء ووجع الفواد الشديد. والحرباء ايضا
16
قتال قريب من هذا. وبيضه ــ كما يقال ــ سم ساعة وسنذكره. وقد قال قوم: ان هذه
17
الدابة اذا طبخت، ورش طبيخها فى ماء الحمام، اخضر كل من يستحم منه مدة، ثم
18
يرجع الى حاله قليلا قليلا. وهذا قول لا أحقه.
19
العلاج: هو العلاج المشترك ومثل علاج الذراريح.
20
|474vb46|الحرذون
21
إن ضربًا من الحراذين هو سالا مندرا وفيه تشابه من طباعه وما يشيهها قتال
22
ويعرض لمن شرب من لحمه ورم اللسان، وحكة، وصداع، وحرقة، وغشاوة
23
عين.
24
العلاج: يوخذ السمسم، والخرنوب النبطى، والسكر بالسوية، ويسقى
25
بسمن البقر. ويجب ان يسقى لبن الحليب ويمرخ بالدهن ويستحم.
4-334
1
|474vb56|فى شرب سالا مندرا
2
هذه ضرب من العظايات نصفها فى باب العض. ويعرض لمن يشربها
3
أوجاع شديدة فى المعدة، وورم كالاستسقاء فى البطن، وكزاز، واحتباس بول.
4
وقال غير هذا القائل وهو اطيوس الأمدى وغيره انه يحدث لمن شربه ورم اللسان
5
وذهاب العقل، واسترخاء وزمانة، واسوداد لمواضع من البدن، وعفونة اجزاء
6
من البدن تسقط اذا عولج الانسان يصح.
7
العلاج: علاجه المشترك، وعلاج الأفيون، وسقى الترياقات الكبيرة
8
مثل الفاروق، والمثروذيطوس ونحوه. واما أطيوس الأمدى ونحوه فقد ذكر: ان علاجه
9
علاج من اخذ الذراريح. ومما يخصه أن يوخذ الراتينج وعلك البطم واحد منهما
10
أو كلاهما مع الميعة [او] مع الجنطيانا. وينفعهم ماء طبيخ الكما فيطوس مطبوخا فيه
11
حب الصنوبر الصغار وورق السرو وبزر الانجرة، ويشرب مع زيت وكذلك ينفع
12
بيض السلحفاة البحرية، والصفادع المطبوخة بفوذنج.
13
|475ra19|فى <شرب> الضفادع الأجامية الخضر والبحرية الحمر
14
يعرض لمن شربها كمودة اللون الى الصفرة، وتورم البدن على سبيل الترهل،
15
وحرقة فى الحلق والفم، وعسر نفس، وظلمة عين، ودار، ونتن فم، وربما
16
تشنجوا، وامتدوا احيانا. ويعرض لهم قىء وإسهال دو سنظارى، وغثى، واختلاط
17
عقل وغشى. وربما قذفوا المنى والفضول بغير ارادة. ومن تخلص منها لم يكد
18
تسلم أسنانه بل تسقط.
19
العلاج: يقيأ بالزيت والماء الحار، أو بشراب كثير. ويكثر الرياضة، و
20
التعرق فى الحمام، والأبزن الحار، والتمرخ بالأدهان الحارة. وينفعه دواء الكركم
21
واللك، وكل ما ينفع من الإستسقاء ينفعهم شراب كثير مع وزن ثلاثة دراهم أصول
22
القصب. وكذلك السعد وقصب الذريرة بالشراب.
23
|475ra39|الضفادع الصفر
24
تنقطع منها شهوة الطعام، ويحمض الجشاء، ويفسد اللون، ويقع غثى وقىء
25
ووجع فواد، ويرم البطن والساق
26
العلاج قريب: من علاج الضفادع الأول الأجامية والبحرية.
4-335
1
|475ra46|القسم الأخر من هذا القسم فى السمك البارد
2
السمك البارد وخصوصا الموضوع فى مكان ندى فانه يعرض منه أعراض
3
الفطر، وربما لم يظهر شئى الى يوم ويومين.
4
العلاج: علاجه التقئية وسائر علاج الفطر.
5
|475ra51|فى الشوا المغموم، واللحم الفاسد
6
يجب إذا شوى اللحم أى لحم كان أن لا يغم بل يترك مكشوفا حتى يتنفس،
7
فانه ان غم صار سمًا، تعرض منه علامات الهيضة من الكرب، وانطلاق البطن،
8
وربما فقد طاعمه عقله يوما أو يومين، وربما سبت وقد يقتل.
9
العلاج: يقيأ ويسقى الميبه، والميسوسن، والشراب الريحانى مع عصارة
10
السفرجل والتفاح. والطين المختوم جيد له بعد القىء. ويعالج هيضته، بعلاج
11
الهيضة.
12
|475rb8|الجنس الثانى من الحيوانية، وهى مثل المرارات القاتلة، وطرف ذنب الابل.
13
مرارة الأفعى
14
هذه من السموم التى إذا سقيت على النحو الذى به تقتل تواتر الغشى، وقلما ــ
15
ينفع الدواء.
16
العلاج: ان نفع شىء فالتقئية بالسمن حالا بعد حال، والمبادرة إليه بعد القى
17
بالترياق والمeروديطوس والفاد زهر أجل شئى له. والمسك دواءه. واذا تواتر الغشى
18
أوجر الشراب وماء لحم الفراريج مع شئى من المسك، أو من دواء المسك.
19
|475rb32|مرارة التمر
20
يعرض لمن شرب منها أن يتقيأ مرة خضراء وصفراء، ويجد ريح الصبر
21
فى أنفه، وطعمه فى فمه. ويعرض منه فى العين يرقان، وهو قتال، فان جاوز ثلاث
22
ساعات رجى.
23
العلاج: يقيأ كما تدرى، ويسقى الترياق الخاص به، وهو أن يوخذ من الطين
24
المختوم وحب الغار جزء جزء، ومن انفخة الغزال أربعة أجزاء، ومن بزر السذاب والمر
25
من كل واحد نصف جزء يعجن بالعسل. والشربة منه مثل الجوزة ومع ذلك يقيأ إيضا،
26
ويجب أن يكون قد اتخذ له آبزن من ماء الرياحين.
4-336
1
|475rb39|مرارة كلب الماء
2
قال: ان أكل انسان مرارة كلب الماء قدر عدسة قتل بعد أسبوع.
3
علاجه: يسقى سمن البقر مع الجنطيانا الرومى والدارصينى وإيضا الفحة
4
الأرنب. ويتمرخ بدهن طيب ويلطف التدبير.
5
|475rb48|طرف ذنب الابل
6
يعرض لمن شربه كرب شديد وغشى، وهو سم قاتل.
7
العلاج: يقيأ شاربه كما تدرى، وأجوده بالسمن والشيرج والشب، ثم يسقى
8
البندق والفستق وفيلزهرج معجونة معا كل مرة بندقة كبيرة، يسقى ذلك فى اليوم
9
اربع مرات.
10
|475va11|الجنس الثالث من الحيوانية
11
دم الثور الطرى
12
يعرض لمن شرب الطرى منه عسر نفس، ووجع اللوزتين والمرى، وحمرة
13
لسان، وقطع دم جامد فى الاسنان واللثة، وغثيان شديد وكرب واضطراب ثم
14
يظهر تآكل فى اللسان، ثم يؤدى إلى خنق وكزاز.
15
العلاج: يجب ان يبادر هؤلاء بالحقنة والإسهال؛ فان تقئيه خطر، فربما
16
اندفع ما لا يطاق دفعه فخنق. ويجب أن يسقى الادوية النافعة فى جمود الدم مثل
17
التين الفج المملو لبنا، وبزر الكرنب، وأصل الأنجدان، والحلتيت، والبورق،
18
ورماد حطب التين [فى الخل] والفلفل فى الخل، وعصارة ورق العليق فى الخل،
19
وألا نافخ فى الخل. واذا قطعت الأدوية الدم الجامد فى بطونهم أسهلوا حيئنذ،
20
وضمد بطونهم بدقيق الشعير''مع مالى قراطن''.
21
عرق الدواب
22
يخضر منه الوجه ويتورم، ويسيل من البدن عرق منتن، ومن الابطين.
23
العلاج: يقيأ بماء فاتر، ويسقى الطلاء مع دهن الورد وزن نصف درهم،
24
زراوند نصف درهم، ملح إندرانى <نصف درهم>. وينفع منه ترياق الطين المختوم.
4-337
1
|475va18|بيض الحرباء
2
زعم بعضهم ان من شرب من بيض الحرباء قتل فى الحال، فان لم يتدارك
3
لم ينفع شئى.
4
علاجه: يسقى ذرق البازى فى الطلاء ثم يقيأ قيئا تاما، ويمرخ بدنه بالسمن
5
البقرى، ويكمد رأسه بالملح، ويطعم التين اليابس والزبد والجنطيانا.
6
|475va27|اللبن الفاسد
7
هو الذى يستحيل فى طريق الحموضة الى عفونة أخرى، ويتولد عنه دوار
8
وغثى ومغض فى فم المعدة، وربما عرضت منه هيضة قتالة.
9
العلاج: القىء بماء العسل ثم الشراب الصرف مع الفلافلى، ويكمد معدته بدهن
10
الناردين.
11
|475va36|الدم الجامد
12
ان الدم <الجامد> اذا جمد فى البطن كان لا محالة سمًا من هذا الجنس. فان
13
كان انما استفاد السمية لا من خارج البدن لانه حيث يجمد فيه من أفضية البطن والصدر
14
والمعدة او الأمعاء والمثانة تعرض منه أعراض ردئية، فانه إذا جمد فى الصدر ذهب
15
اللون، وصغر النبض وضعف، وأدى اولا إلى تواتر واسترخاء المريض، وتأدى
16
الى الغشى. وإذا جمد فى المعدة يبرد البدن، وعرض اختناق، وصغر نبض،
17
وغشى مترادف. واذا جمد فى المثانة وعرض أعراض قريبة مما ذكر وكذلك
18
فى الأمعاء.
19
الأدوية العامية لذلك: هى الأقحوان الأبيض خاصة، والأحمر ايضا، والمقل،
20
والحاشا، والأنافخ ثلاث أبولوسات، وخصوصا انفحة الارنب، ولبن التين، والخل
21
والحريف، والحلتيت، وماء رماد خشب التين المكرر. ومما اورد وهو عجيب ــ
22
لبن الماعز. قالوا: انه يذيب الدم الجامد فى الجوف أجمع؛ أو يوخذ الأنجدان و
23
الكرنب أجزاء سواء يسقى فى الخل، وهو دواء عجيب.
24
علاج جمود الدم فى المعدة والمثانة: هذا كأنا قد ذكرناه فى الكتاب الثالث
25
مرة فليقابل البابان فنقول: ان صاحبه يجب أن يقيأ ان امكن بالعسل وعصارة الكرفس
26
وينفع من ذلك ترياق الطين المختوم. وطحين القرطم اذا ذوب فى الماء الحار
27
كان نافعا جدا. وهذا الدواء يوخذ من الطين المختوم ثمانية [دراهم] انفحة الأرنب
4-338
1
ستة وثلاثون درهما، انفحة الغزلان اثنان وثلاثون درهما، جنطيانا أربعة دراهم، زراوند
2
مد حرج أربعة دراهم، بزر السذاب البرى أربعة دراهم، مر أربعة راهم، حلتيت
3
اربعة دراهم، يعجن بعسل. والشربة كالجوزة فى ماء حار أو فى السكنجبين. وايضا
4
يوخذ رماد الطين وزن درهمين مع مخ الأرنب مقدار مثقال، واظنه مع انفحة الأرنب
5
يدافان فى خل خمر ويشرب. والملح الدرانى مع انفحة الجدى ايضا، او مثقال
6
من خرء الكلب.
7
ويخص ما ينعقد منه فى المثانة أن يعطى العليل عصارة ورق زرين درخت؛
8
فان له خاصية فى ذلك. ويديم شرب السكنجبين، والترياق، والمشروديطوس،
9
والمدرات القوية، وورق البرنجاسف، والحلتيت، وعصارة الكرفس، وبزر الفجل
10
يحل ذلك فى السكنجبين أو فى الخل ايضا؛ فان الخل دواء جيد لهذا الشان.
11
وكذلك مثقال من القرد مانا بماء حار، او نصف مثقال من حلتيت، أو شربة من غاريقون،
12
أو سيساليوس، أو شئى من الأنافخ، أو درهمان من حب البلسان، أو درهمان
13
من اظفار الطيب، او درهمان من عود الفاونيا. وتستعمل الادوية المفتتة للحصى مشروبة
14
ومحقونة وطلاء. ويزرق فى مثانثه وزن نواة من ملح مسحوق محلول فى ماء. ويستعمل
15
ماء رماد الكرم. فان لم ينجع هذا لم يكن بد من الشق عن الدم الجامد، واستخراجه
16
كما تستحرج الحصاة.
17
|475vb33|جمود اللبن فى المعدة
18
قد يجمد اللبن فى المعدة لسبب من الأسباب الموافية المجمدة، أو لاستعداد
19
قوى فى اللبن، أو لأنفحة شربت فى اللبن. ويعرض منه عرق بارد، وغشى، و
20
حمى نافض. وان كان جمودة مع أنفحة فهو أردأ، وأسرع إلى الخنق. وجمود
21
اللبن فى المعدة من جنس جمود الدم. ويعرض منه الأحوال الردئية مثل ما يعرض
22
من ذلك ومن السموم، فانه يعرض ايضا لجمودة فى المعدة برد البدن، وصغر
23
النبض، واختناق مضيق للنفس وغشى. وربما انتفخ بطن شاربه.
24
العلاج: يجب أن بجنب من تجبن اللبن فى معدته من الملوحات؛ فانها تزيده
25
تجبنًا؛ ولكن بجب ان تسقيه الخل وحده، أو ممزوحا بماء. واسقه من الفوتنج اليابس
26
وزن خمسة دراهم، فانه عجيب يحلله من ساعته. ولقوته فى ذلك يمنع اللبن الحليب
27
من الجمود ويرققه. وأسقه من الانافح شئيا الى مثقال فانها تحلله أو تخرجه بقىء
28
او إسهال واسقه ايضا الأدوية المذكورة لجمود الدم فى المعدة، وخصوصا ما يتخذ
29
من الطين المختوم مما ذكرته؛ ودواء الأنجدان والكبريت، أو يسقيان بالسوبة فى
30
الخل؛ وماء رماد خشب التين إيضا اذا كرر استعمال الرماد فيه.
4-339
1
|476ra7|<ابتداء الكلام فى النهوش واللسوع>
2
المقالة الثالثة
3
فى تدبير النهش الكلى وفى طرد الحشرات وفى علاج لذع الحيات واصنافها
4
اعلم ان القانون الاكبر فى علاج السهم تقوية الحار الغريزى، وتهييجه للمدافعة
5
كما يفعله الترياق. واللعبة البربرية لتحرق السم. وتدفعه الى خارج. ومراعاة
6
تقوية الأحشاء، ثم دفع السم، وابطال فعله بالمشروبات والأطلية التى لها ذلك
7
بخاصية، أو بطبيعة معروفة على ما نذكر. وربما دخل فى هذه الأغراض شئى أخر
8
وهو التدبير المقلل لرطوبات البدن، فان نفوذ السم فى الاعضاء الأصلية <الصلبة>
9
أعسر واصعب عليه من نفوذه فى الرطوبات اذا وجدها وامتطأها.
10
ويدخل فى هذا الباب الفصد والاسهال ونحوه. وأولى الأوقات بالفصد
11
حين ما تعلم ان السم قد انتشر فى البدن وليس مما ينجذب [وخصوصًا] لمن كان
12
ممتلئا. وقد يدخل فى هذا الباب شئى أخر، وهو تصيير الاخلاط متحركة الى جهة
13
الاعضاء الرئيسة. والمشروبات على السموم إما ترياقات وفادزهرات كلية، أو خاصية
14
بذلك السم.
15
وأما أدوية مضادة للسم بالمزاج كالحلتيت المضاد لسم العقرب بالخاصية وإما
16
مموجة السم الى خارج بتحريك الاخلاط إلى خارج كالأدوية المعرقة. وأما
17
أدوية منحية للاخلاط عن وجه السم فلا تجد مما ذكرنا مركبا مثل الأدوية المسهلة،
18
والمقئية فى اللسوع، وكذلك المدرات. وأما أدوية محركة للمواد الى البعد عن الرئيسية
19
فتدافع ما يتحرك إليها كهذه الأدوية المسهلة والمقئية والمدرة.
20
والأدوية التى تستعمل على العضوض أطلية فيها أغراض: احدها ان تمنع
21
نفوذ السم فى البدن؛ وذلك اما برباطات وسد طرق، ومنع نوم لتحرك الحار
22
الغريزى الى خارج فيدافع؛ ومن هذا الباب قطع العضو الملسوع، وإما بأدوية و
23
اسباب جواذب، ولذلك القوابض ضارة لها؛ لانه لا انفع من الدواء الذى يجذب السم
24
الى خارج، ويمنعه عن النفوذ الى داخل، وخصوصا اذا كان السم بعد لم ينتشر.
25
ومن هذا القبيل المحاجم. وربما احتيج إلى شرط ان كان قد تعمق ونفذ.
26
وان كان يمكن فارسال العلق جيد يغنى عن ذلك وعن المص ما دام فى الجلدة،
27
فان المص ربما كفى. ويجب ان يكون الماص غير صائم؛ بل قد أكل وغسل فاه،
28
ويكون غير متاكل الأسنان. وقد تمضمض بشراب ريحانى و شرب منه شئيا، و
4-340
1
أمسك فى فمه دهن الورد أو دهن البنفسج. واذا كان فى فمه أفة ''اخذ ودفع". وكل
2
ما يمصه هذا الماص فيجب أن يبزقه.
3
وأما الأدوية: فمثل الأدوية المعرقة شربا، والمحمرة والجاذبة طلاء. ويقول
4
جالينوس: الأدوية الجاذبة للسم إما ان تكون لقوة مسخنة جاذبة، أو بسبب المشاكلة
5
لتجذب ما تشاكله، مثل ما يفعل شحم التمساح لعضة التمساح، ولحم الأفعى بعد
6
قطع طرفيه فى جذب سمه حتى يكون بعض الأدوية النافعة من السموم سموما ايضا؛
7
لكنها أضعف، وكأنها فيما بين مزاج البدن ومزاج السم. وهذا القول مما يجب
8
ان ينظر فيه الطبيعى من الحكماء ليعرف أنه غير متقن. وأما الطبيب فليس يضره أن
9
لا يعرف هذا.
10
وكثيرا من النطولات الجاذبة تقرح وتنفط فيجب أن يسيل ما فيه. فهذا
11
من شرائط الدواء المطلى. ومن شرايطه ان يكون الدواء محيلا لطبيعة السم إحدى
12
الاحالات إما الإجماد كفعل أصل اليبروج، وإما الاحراق كفعل الكى بالنار وبالزيت،
13
والزفت خاصة الزفت المغلى، وهو عمل اهل مصر. وإما لخاصية مضادة، وإما بكيفية فى الحر
14
والبرد مضادة. واذا استعمل ما يجذب فى الابتداء، أو يفعل شئيا مما ذكرنا ولم ينفع، و
15
كان الامر عظيما قطع ما حوالى اللسعة، وأخذ لحمه كله إلى العظم. وان كان الخوف
16
اعظم من ذلك قطع العضو ثم كوى.
17
ومما يحتاج إليه فى جميع أدوية السموم خصوصًا فى أطليتها ان تكون مسكنة
18
للوجع، ومتداركة لأعراض خبيثة تتبع اللسوع، مثل القلقطار يقع فى أطلية اللسوع
19
ليحبس الدم اذا امعن فى سيلانه عن النهشة. ومن الوصايا التى يجب أن يراعى فى
20
اللسوع والعضوض ان يمنع ادمال الجرح إلى وقت برء العليل من غايلة السم.
21
المشروبات على اللسوع: من الأدوية الجيدة أن يسقى بزر الخند قوقى فى ماء
22
او شراب، وطبيخ أنواع الفوتنج الثلاثة. والجندبادستر عجيب. وأما لبن اللاعية وأظنه
23
الترياق المعروف بالبوشنجى والفراوى فشديد النفع من لسع جميع [الهوام خصوصا]
24
الافاعى. والجدوار والبوخاء، ويشيموشك، والأذريون، والباداورد، والحرف.
25
وايضا الكمونى الذى يشبه الشونيز، والكاشم، والثوم، وقشور ورق العرعر مع الفلفل
26
والفلفل نفسه.
27
قال جالينوس: الشراب الذى تقع فيه الأفعى نافع من لذع الهوام. فكيف
28
الترياق وبزر الاترج يضاد السم أجمع. والشربة مثقالان. واصل الانجدان نافع
29
من جميع السموم. وثمرة الفنجنكشت، ودهن البلسان وحبه، والجوز مع التين،
4-341
1
والبندق، والجنطيانا، والجاؤسير مع زراوند، وزهر الدفلى وورقه، وثمرة الدلب
2
الطرية عجيب فى ذلك دارصينى الصين، وبعر المعز المحرق ضمادا وسقيا، والكماد
3
ريوس، والكاشم. وايضا السرطان النهرى مع لبن، والنانخواه، والسكبينج، و
4
الفستق مع شراب، والفوتنج وطبيخه شربا وضمادا. والراسن، والقيسوم، والقرد
5
مانا، والغاريقون، واصل الخنثى ثلاثة دراهم. وكذلك بطون ابن عرس الى معدته
6
اذا حشى بالكزبرة ويجفف، ويوخذ منه عند الحاجة، وطبيخ الخبازى البستانى
7
وبزر الخطمى ودماغ الدجاج خصوصا مع انفحة، ومرقة ابن عرس الحى، ومرق
8
الجرد الحى اذا شرب بشراب، والرق المملح، وطبيخ السرطانات النهرية و
9
السلحفاة. والقنة عجيبة. والجنطيانا عجيب. وبزر الجزر البرى نافع.
10
ومما تنفع فى ذلك من الأدوية الباردة أصل اليبروج ضمادا بالعسل. والهندبا
11
البرى عجيب فى هذا الشان. والبرشياؤشان [عام للجميع]. وربما ركب غاريقون
12
مع مثقال زراوند طويل. وايضا ترياق عجيب: افيون ومر من كل واحد درهم، فلفل
13
درهم ونصف، اصل الزراوند الطويل والمدحرج ثلاثة دراهم، حرمل درهم، كمون
14
هندى درهم، شونيز خمسة دراهم، جنطيانا ثلاثة دراهم، سذاب درهمان يعجن بعسل
15
وماء الجهبر. الشربة مثقال بمطبوخ جيد.
16
وايضا دواء الطين المختوم؛ وهو حب الغار مثقالان، طين مختوم مثقالان
17
وابولوسان، يشرب بزيت والشربة بندقة فى ثلاث أواقى من ماء العسل.
18
وايضا ترياق عام للسوع والمشروبات: فلفل وزن عشرة [دراهم] سنبل درهمان،
19
وأصل الحزاء من كل واحد وزن درهمين يعجن بعصير الخرنوب، ويوضع فى الشمس
20
اربعين يوما، يحرك كل يوم مرة، وكلما جف نديته، ويسقى بماء حار. وقوم يدعون
21
انه ينفع ايضا كحلا. وطبيخ السرطانات النهرية، ودم السلحفاة، والرق المملح.
22
دوآء نافع لكل نهشة: شونيز، بزر الحرمل، كمون من كل واحد درخميان،
23
جنطيانا وزراوند مدحرج من كل واحد درخمى، فلفل أبيض مر من كل واحد نصف
24
درخمى يعجن بعسل. والشربة منه باقلاة رومية فى الشراب. وايضا جنطيانا درخميان،
25
فلفل وسذاب من كل واحد درخمى يعجن بعسل. وهو شربة واحدة فى الشراب
26
<ايضا>. وايضا حماما وحب البلسان من كل واحد ثلاث درخميات، بزر الجرجير
27
بزر الكراث من كل واحد درخمى، واصل زراوند وأصل الانجدان الاسود من كل واحد
28
درخميان، مرو زعفران من كل واحد درخمى، طين البحيرة أربع درخميان، يعجن بعسل
4-342
1
منزوع الرغوة. والشربة منه مثل الباقلاة. وايضا حب البلسان، والزوفا اليابس،
2
وبزر اللفت البرى، والفلفل الأبيض والأسود، والدار فلفل، والوج، والانيسون،
3
والفطر اساليون، واسارون، وكمون كرمانى، وبزر البنج، من كل واحد أربعة،
4
سنبل وفقاح الاذخر من كل واحد ستة، يعجن بعسل، والشربة باقلاة رومية.
5
|476va55|الأطلية على اللسوع:
مما يطلى عليها نفط أبيض وأزرق، أو الثوم كما هو6
او مسلوقا بالسمن، او الجندبادستر بالزيت، أو عصير الكراث الذى لم يمسه ماء.
7
والفوذنج النهرى نعم الجذاب للسم، والكبريت بالبول، أو الدجاج والديك يشقان
8
احياء ويضمد بهما اللسعة، ويبدل كل ساعة ويستعمل ضمادا. قال قوم: ان الدجاج
9
شديدة الحرارة، ولذلك يذيب النحاس المبلوع والرمل والحصى، ويشبه ان يكون
10
ذلك فى حوصلته وكرشه لا غير. ومما يضمد به الملح، أو الخل، أو مرارة الثور او
11
النمام، وورق الخنثى [والرماد] والخل، وخصوصا رماد حطب التين والكرم،
12
وخصوصا فى الإبتداء، والزفت والملح مطبوخين. قالوا: ان الضماد بالثوم والملح
13
وبعر الماعز نافع فى كل لسعة الا لذع الاصلة الصم، والضماد بالنورة والعسل
14
والزيت نافع حتى للاصلة. وايضا يوخذ خردل ونورة وخل يطلى عليه
15
بماء الصابون والقطران، أو بطبيخ الزفت والملح ويطلى. والزفت المغلى جيد فى صبه
16
على اللسعة، وحتى لسعة الافاعى وهو من معالجات اهل مصر وهو كى جيد. والبصل
17
مع السويق والمرهم المعمول بالملح ومرهم النطرون. ومن النطولات الجيدة
18
ماء البحر حارا مفردا ومع الخل وطبيخ الجرد الحى <ومع> ابن عرس.
19
|476vb27|فى أطلية اذا طلى بها على الابدان لا تقربها الهوام
20
مما ذكر لهذا الشان دماغ الأرنب مع الخل والزيت والميعة اذا حلت فى الزيت
21
والزيت المنقوع فيه ورق الصنوبر الطرى المدقوق، او فقاح السرو، أو حب العرعر،
22
وكذلك ورق الفنجكشت فى الزيت، والقيسوم، وأصل الانجدان، والخنشى، والدوفو،
23
أو حب البلسان، واصل الحرف كل ذلك بالزيت.
24
ومركبات منها: أن يوخذ أصل الأنجدان الأسود، وفقاح الساج الطرى
25
وحب العرعر من كل واحد جزءان، أصل اليبروج نصف جزء، حب البلسان وقردمانا
26
من كل واحد ثلاثة أجزاء، يرض ويطبخ بزيت طبخا جيدا، حتى يصير له قوام وسخ
27
الحمام ويدهن به. وايضا خنثى درهمان حب البلسان وبزر البنج من كل واحد نصف
28
درخمى، يحل بخل وزيت ويطلى به. وايضا فقاح الصنوبر جزء، أصل اليبروج
4-343
1
جزأن، بزر البنج ثلاثة أجزاء، يخلط الجميع بالزيت ويطلى به، وهذا ايضا يصلح بخورا.
2
وايضا حب العرعر جزأن، ميعة جزء واحد يخلط الجميع بدهن ويطلى به. والطلاء
3
بدهن الفجل يهرب البق.
4
|476vb52|فى طرد الهوام على الكلية
5
يجب ان يرش البيت بما نذكره ويفرش به وتطلى الحجر والكوى بما ينطل
6
به مما نذكره فى البخورات وغيرها ليلا تقربها الهوام. أما البخورات فمثل دخان
7
خشب الرمان. فانه يطرد الهوام. وكذلك أصول السوسن وقضبان الرمان عجيبة
8
فى ذلك. وكذلك القنة، والقرون، والاظلاف، والحوافر،، والشعر، والمقل،
9
والسكبينج، والحلتيت، وورق الغار وحبه، والفوتنج، والشيح، والافتراش به. و
10
الافتراش بالقطران والجعدة، والتبخير بالفنجكشت والافتراش به وكذلك الحرف
11
وكذلك رماد خشب الصنوبر، وخصوصا مع القنة. وان اتخذت دخنة من أفيون،
12
وشونيز، وقنة، وقرن الابل، والكبريت، وأظلاف المعز تطرد الحيات والهوام.
13
وايضا ميعة، وقرن الايل، وشونيز وقفر [جزء جزء] وشعر الماعز وأظلافها من
14
كل واحد نصف جزء يقرص ويبخر به.
15
آخر: قردمانا، واصل الانجدان الاسود وميعة من كل واحد أوقية، قشور
16
بيض النعام وشونيز وبزر الحرمل من كل واحد أوقيتان. وايضا بزر البنج وورق
17
السرو وصنوبر وشونيز من كل واحد درخمى، قشور أصل اليبروج درخمى، شعر
18
الماعز ثلاث درخميات، فوذنج درخميان قفر أربع درخميات يخلط ويبخر به على جمر
19
<حطب> الكرم، وفى نجوره أمان.
20
ومما اذا فرش به يطرد اكثر الهوام السيسنبر والحبق. والفنجكشت حرز
21
عجيب من الهوام اذا فرش حول المرقد. والشيح ايضا. والحلتيت والغار عجيب
22
فى هذا؛ وكذلك اذا جعل حول المجلس مندل من رماد خشب الصنوبر. ومما
23
يستظهر به فى ابعادها ان توضع المصابيج والسرج فى الموضع البعيد من المرقد
24
فتميل إليه. ومما يستظهر به فى دفع الحشرات والهوام امساك مثل اللقلق، والطوس،
25
والبيضانيات، والايايل، والقنافذ، وبنات عرس، وما يجرى مجراها، فان الهوام
26
تفزع منها، فاذا ظهرت قتلتها هى. قالوا من اتخذ سفرة من جلد النامور لم تقربه
27
حية. وكذلك ان اتخذ منها لباسا. حكاه من لا يوثق بقوله.
4-344
1
أشياء ذكرها قوم فى إتلاف السباع: قالو الخربق يقتل السباع والذباب.
2
وخانق النمر يقتل النمر، وخانق الذئب يقتل الذئب والكلب وابن أوى. واللوز
3
المر يقتل الثعالب. والدفلى وورق الازاد درخت يقتل البهائم. واكثر هذه معروفة.
4
|477ra10|طرد الحيات
5
ومما يطردها من الدخان قرن الايل، واظلاف المعز، وأصل السوسن،
6
والعاقرقرها والكبريت ومن لطخ بدنا بلوف الحية وعصارتها وطبيخها لم تنهشه
7
الأفعى. ورش الموضع بما حل فيه النوشادر مما يهربها عنه. والخردل يقتلها فاذا
8
وضع على مسالكها تنحت عنه. ومما يقتل الحيات تفل ايصائم فى فمها، وخصوصا
9
ان أخذ فى فمه النوشادر.
10
|477ra26|طرد العقارب وقتلها
11
العقارب يقتلها تفل الصائم الحار المزاج عليها. والفجل المشدوخ وعصارته
12
اذا مسها وورقه، وكذلك الباذروج.
13
بخور يخرج العقارب: يوخذ ميعة، وزرنيخ، وبعر الغنم، وشحم الشرب
14
للغنم اجزاء سواء، يذاب الشرب ويخلط به الأدوية، ويبخر عند أجحرة العقارب
15
فاذا وضع الفجل المقطع فى حجر العقرب لم يجسر ان يخرج منه. ومن التبخيرات
16
له العقرب نفسه اذا بخر به. وكذلك الزرنيخ.
17
|477ra44|طرد البراغيث
18
اذا رش البيت بنقيع الحنظل تماوتت البراغيث وتهاربت، وكذلك طبيخ
19
الخرنوب، وطبيخ العليق. قالوا: واذا جعل دم التيس فى حفرة فى البيت اجتمعت
20
البراغيث عنده ثم لتقتل. وكذلك تجتمع على خشبة مطلية بشحم القنفذ. ويهربن
21
من ريح الكبريت وورق الدفلى. وههنا حشيشة معروفة بكيكوانه اى حشيشة
22
البرغوث اذا جعلت فى الفراش أسدرها وأخدرها فلم تعش.
23
|477ra53|طرد البعوض والبق
24
يدخن بنشارة خشب الصنوبر، أو بالقلقديس، أو بالشونيز. والاجود أن
4-345
1
يجمع بينهما. وكذلك التدخين بالأس اليابس، وبالكبريت، والمقل، والشوكة
2
المنتنة المسماة فوزرا واخثاء البقر، والحرمل مدخنا به، وموضوعا على الفراش و
3
الكوى، وورق السرو وجوزه. واذا رش البيت بطبخ أصل الترمس نفع، أو بطبيخ
4
الشونيز، أو بطبيخ الحرمل، أو طبيخ الافسنتين، أو طبيخ السذاب.
5
|477rb7|طرد ابن عرس
6
قالوا: يطرده ريح السذاب.
7
|477rb46|طرد الفار وقتله
8
الفار يقتلها المرداسنج والخربق، وايضا الخربق وبزر البنج. وكذلك أصل الكرنب.
9
وكذلك بصل الفار، والشك، وخبث الحديد وزعفرانه. ويطردها الفارة الذكر اذا
10
سلخت فتركت فى البيت أو خصيت أو قطع ذنبها، والسلخ أقوى. وقيل: ان ربط
11
الواحد منها فى البيت مشدودة الرجل بخيط [صوف] تتزيل <و> تهرب الباقيات
12
وفيه نظر.
13
|477rb58|طرد النمل
14
اذا جعل على جحرها قطران هريت منه. وكذلك من المغناطيس، ومن
15
مرارة الثور، ومن الزفت، ومن الحلتيت، ويهربن من دخان النمل نفسه.
16
|477va5|طرد الذباب
17
يقتلها الزرنيخ اذا جعل منه شئى فى اللبن، ووضع للذباب. ويقتلها دخانه،
18
ودخان الكندر، وطبيخ الخربق الأسود.
19
|477va11|طرد الزنابير
20
يهربن من بخار الكبريت والثوم، ولا يقربن من تلطخ بعصارة الخطمى،
21
او بعصارة الخبازى والزيت.
4-346
1
|477va15|طرد الخنافس
2
يطردها ــ على ما قيل ــ دخان الدلب، وخصوصا دخان ورقه.
3
|477va18|طرد الأرضة
4
لا تالف الأرضة دارًا فيها هدهد او النقار؛ والتدخين بأعضائه. الهدهد وريشه
5
يقتل الأرضة فيما يقال.
6
|477va23|طرد السوس
7
الأفسنتين يمنع الثياب عن التسوس. وكذلك الفوتنج. وكذلك قشور الأترج.
8
|477va26|فى اصناف الحيات
9
ان العلماء بأمر الحيات وطبايعها قسموها ثلاثة أصناف [قسم] شديدة الحدة
10
لا يمهل فى الحال إلى فوق ثلاث ساعات ولا علاج لملسوعها؛ فانها الصم و
11
الأصلال. ولا ينفع فيها الا قطع العضو فى الحال، او الكى البالغ النافذ [بالنار] فانه
12
يحرق السم ويضيق المجارى. وقد ينفع فى علاجها <السمك الطرى> ثم التقئية
13
<بعده> على امتلاء من سمك مالح، ثم بعد ذلك تعقب بالمعالجات الأخر. وان كانت
14
الحية اضعف يسيرا كفى الربط الشديد، ثم سائر العلاج المشترك. وقسم ضعيف
15
قل ما يقتل، وقسم متوسط لا يتاخر عن ثلاثة إلى سبعة.
16
قالوا: وأما التنين البرى ونحوه من الحيات الكبار الجثث فانما يعالج لسعه من
17
حيث هى قرحة فقط، لا من حيث هو سم يعتد به. قالوا والطبقة الأولى أجناس فمنها
18
مثل الحية المسماة بالملكة وباليونانية باسليقوس، وهى تقتل بلحظتها واسماع
19
صوتها. ومنها مثل الحية المسماة بالخطاف، ولونها يشبه لون الخطاف. وطولها
20
قريب من ذراع، وتقتل قبل ساعتين. ومنها الحية المسماة اسقيوس اليابسة لشدة
21
يبس جلدها، وهى فى قدها ما بين ثلاثة أذرع الى خمسة. ولونها رمادى والى صفرة
22
وعيونها شديدة الضؤ، وتقتل ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات.
4-347
1
ومنها البزاقة فانها تقدر على ان تمج بزاقها، وتزرقه بعصر أسنانها بعضها على
2
بعض، فتقتل ما يقع عليه بزاقها، أو رائحة بزاقها. وطولها الى ذراعين، ولونها رمادى
3
الى الصفرة، وتقتل ملسوعها قبل أن يوجع. وهذه الطبقة انما تذكر فى الكتب
4
لا لرجاء كثير فى معالجتها؛ ولكن لتعلم، ويعلم انها لا ينفع فيها علاج الا ما قد ذكر،
5
فلعله ينفع أحيانا بما قلناه.
6
وللصم المقصعة أصناف أخر <كثيرة> تكثر فى حدود مصنر. وربما كان
7
لبعضها قرنان، والوانها مختلفة بيض وشقر وحمر، وعسلية، ورمد،. وقد تكون
8
على خلق الأفاعى. وقد تكون لبعضها أسنان كالصنانير. والثعابين القتالة فى الحال
9
من هذا القبيل. والطبقة الثانية الأفاعى ونحوها ايضا مختلفة. فمنها الأفاعى الأصلية.
10
ومنها الأفاعى البلوطية. ومنها المعطشة وسائر ما نذكره.
11
وقد يعرض للحيات اختلاف ايضا لا فى النوع؛ بل بحسب الإتفاق فى نوع
12
واحد. واذا اختلف بالذكورة والانوثة، والذكورة أقل أنيابا واكثر سما وأحد. على
13
ان قوما قالوا: ان الأناث أردأ لكثرة أنيابها. وايضا من قبل السن فان الفتى أردأ من
14
المسن. ومن قبل الجثت فان الكبار أردأ من الصغار اذا كان نوعهما واحدا. وأما
15
من قبل المكان فان التى تاوى المعاطش والجبال أردأ من التى تأوى الريوف و
16
الأمكنة الكثيرة المياه. وأما من قبل حالها من الامتلاء والخلاء فان الجياع
17
منها أردأ سمًا. وأما من قبل انفعالاتها النفسانية فان المحرجة الغضبى أردأ سمًا. وأما
18
من قبل الزمان فان سمها فى الصيف أردأ وقالوا: الطول الغلاظ من جنس واحد أردأ.
19
وقد ظن بعض الناس ان سم الحيات والأفاعى بارد، وهو ظن غلط. والذى
20
يعرض من البرد لملسوعها فهو لموت الحار الغريزى لمضادة السم. والحار الغريزى
21
هو الذى يسخن البدن بانتشاره واشتعاله. فأما إذا لم يكن حار غريزى، واشتعل
22
القلب نارا حقيقة لم يجب ان يسخن له الأطراف.
23
وقد ظن قوم: ان سم الأصلة خاصة بارد ويجمع دم القلب ويجمده لذلك
24
يخدر جدا. وليس هو كذلك بل هو بما يحلل الحار الغريزى ويميته. والذى يحتج
25
به فى ان الحيوان البارد المزاج يكون فى الشتاء ميتا، والحار تزداد حرارته وحدته
26
كائتا من كان هذا القائل، فحجته غير صحيحة. ولا هذه الدعوى فى الحشرات الصغار؛
27
ولكن فى الحيوانات الكبار الابدان. والدليل على فساد هذا القول ان الزنبور حار
28
المزاج جدا، وهو مما يتماوت فى الشتاء فلا يتحرك ولا يبعد ان تكون الحية مع حرارة
29
مزاجها لا تتحرك شتاء لمضادة المزاج الطبيعى، ولما يعرض لها من أمور أخر.
4-348
1
|477vb52|فى لسع باسلقوس
2
وهو الأول من الصم وحرمانا، ولست أعلم أنه هو أو غيره. قال قوم:
3
انها تسمى ملكة لانها مكللة الرأس، طولها شبران إلى ثلاثة، وراسها حاد جدا،
4
وعيناها حمرا وان، ولونها إلى السواد والصفرة، تحرق كل ما تنساب عليه ولا ينبت
5
حول جحرها شئى. واذا حاذى مسكنها طائر سقت. ولا يحس بها حيوان الا هرب
6
فان كان أقرب من ذلك خدر فلم يتحرك. وتقتل بصفيرها الى غلوة. ومن وقع
7
عليه بصرها من بعيد مات. وليس كما يقال ان من وقع عليها بصره مات. ومن
8
نهشته ذاب بدنه، وانتفخ وسال صديدا ومات فى الحال. ومات كل من يقرب من
9
ذلك الميت من الحيوانات. وقلما يتخلص من ضرر جوارها، ولكن قد يمكن فى
10
بعض الأوقات ان يمس بعصا، وفى الاكثر من مسها بعصا هلك وهو بتوسط العصا،
11
ولذلك قد مسها فارس برمحه فمات الفارس ودابته، ولسعت حجفلة الفرس فمات
12
الفرس والفارس. وهذه الحية يكثر ببلاد الترك ولوبية.
13
علامة لسعها: ان يرى موتا بغتة من غير وقوع سبب باد ظاهر؛ وخصوصا
14
اذا كان فى موضع عرف بتلك الحية، ولا علاج له أصلا.
15
|478ra22|فى حرمانا
16
قد ذكر فى حرمانا صفات قريبة من صفات الملكة من انها لا تشوى وليس
17
انما تقتل باللسع فقط بل وباللحظ وباسماع الصفير. وأى حيوان لسعته تهرأ؛ وأهلك
18
ما تقرب منه من الحيوانات؛ لكنهم وصفوا قدها بخلاف قد الملكة فزعموا انها من
19
ذراع إلى ذراع ونصف. قالوا: وان لا ينفع ملسوعها شئى. فان نفعه شئى فبزر
20
الخشخاس الى درهمين، والجندبادستر الى درهم. فقد شهد قوم بذلك.
21
علامات لسع الحية المسماة بالخطاف: وهى من الصم يعرض لملسوعها
22
فواق وتغير لون، وخدر، وبرد اعضاء وسبات وعلاجها علاج الصم.
23
علامات لسع اسقيوس اليابسة: من لسعته [هذه] عرض له ما يعرض من
24
لسع الخطاف؛ فتغير لونه، وخدر، وكثر فواقه، وبردت أعضاءه، وانغمضت أجفانه
25
وسبت. وعلاجها علاج الصم، وقد ذكرناه.
4-349
1
|478ra51|فى لسع البزاقة وأسيلوس
2
من لسعته بقى بلا حس ولا حركة مسكوتًا مسبوقًا بعد الأمور الأخر المذكورة
3
فى باب اسقيوس بعد تثاوب متتابع، وتغميض ''والتواء رقبة" وكزار، ونبض غير
4
منتظم. ولا يحس بوجع، وربما أحس فى أوائل بوجع مغثى تراه يدخل اصبعه حلقه
5
ليتقيأ. وقد ذكر بعضهم أسيلوس، ووصفها بانها ترفع رأسها وتبزق السم، فلست
6
أدرى انها والتى ذكرناها نوع واحد، او هى من جنس البزاقات؛ لكنه ذكر من اعراضها
7
ان موضع لسعها صغير بقدر نخس الإبرة من غير ورم، ويسيل منه دم قليل أسود.
8
وتعرض للمسلوع غشاوة عين، ووجع فى الأحشاء والفواد أولا، ثم يعرض التغميض
9
والسبات، ولا يعيش فوق ثلث النهار. وعلاجها من جنس علاج الصم، وقد ذكرناه.
10
|478rb13|المقرنة
11
جنس من الصم، يكون طوله من ذراع إلى ذراعين، وعلى رأسها نتوان كقرنين
12
ولون بدنها لون الرمل، ويكون على بطنها كفلوس يابسة صلبة، تكش على الأرض
13
بصرير. واسنانها مستوية غير معوجة. وأكثرها فى المواضع الرملية. قال قوم: ومنها
14
جنس يسمى القصيرة، وهى بسبب ان قرنها أقصر، أو قد سقط قرنها. وهى ايضا
15
صغار قصار، وهى كبيرة اللحيين؛ ولذلك تسمى لحيانية.
16
علامة لسعها: يحس فى موضع اللسعة كأن ابرة أو مسمارا اغرز فيه وركز،
17
ويثقل بدنه ثقلا عظيما، وينتفخ جفناه. ويعرض له دوار، وظلمة عين، وذهاب
18
عقل. وعلاجها ايضا علاج الصم. ومما يختص بها ان يسقى بزر الفجل مع شراب
19
وخصوصا اذا تقيؤا به. واذا قذفوا نفعهم الكمون الهندى. والسمسم نافع إيضا
20
من عضته مع شراب، والجندبيدستر مع شراب، والفوتنج البرى مع شراب. وبزر
21
الفجل عجيب المنفعة فيه. ويوضع [على] اللسعة ملح مسحوق معجون بالقطران،
22
أو بصل مدقوق بخل.
23
|478rb38|فى حية تسمى أودريس وكروسو دروس
24
هذه الحية اذا كانت فى الماء سماها اليونانيون أودرس. واذا كان مسكنها
25
فى البر سميت كروسودروس، وهى أصغر من الأصلة الصماء، وأعرض عنقا
26
واشر وأضر. ويعرض من لسعتها أن تاخذ اللسعة توجع وجعا شديدا، و تلتهب ثم
4-350
1
تخضر وتتأكل ويعرض للمسوع دوار، وقدف أشياء منتنة، وحركة غير منتظمة،
2
وضعف قوة. ويهلك فى الاكثر فى الساعة الثالثة ولا يجاوز الثالث. فان أفلت "لأنها
3
مائية" أو لأن مزاج الملسوع قوى لزمته أمراض لا يكاد يبرأ منها.
4
العلاج: علاجه العلاج العام. ومما يختص به ان يشرب من جوز السرو
5
المنقى مع حب الأس من كل واحد درخمى بماء العسل أو بشراب. وكذلك الزراوند
6
وزن درهمين بشراب أو خل ممزوج. وكذلك عصارة الفراسيون. ويضمد بالكلس،
7
والزيت، والفوتنج الجبلى، وقشور أصل البلوط ونحو ذلك مفردا أو مخلوطا. ومما
8
يخلط به دقيق الشعير.
9
|478va4|فى ادريس
10
انما ذكرت ادريس فى الجملة لانى غير واثق هل هو <و> ادريوس <واحد>
11
وقد خولف بالتصريف والكتابة كما يقع فى كتابة كلمات اليونانيين، أو حية أخرى؛
12
لكن الموضع الذى نسخت منه هذا قد ذكر مصنفه للسعتها أعراضا أخر فقال: ان
13
لسعتها تجرح ويستعرض [جرحها] ويكمد لونه، ويخرج منه رطوبة سوداء كثيرة
14
منتنة جدا. ويطول علاجهم ويعسر، فيجب ان ينظر غيرى فى هذا، ويعرف
15
حاله لينتقل الى الطبقة الثانية من الحيات.
16
|478va17|قول كلى فى لسع الأفاعى وأحكامها
17
شر الافاعى والثعابين ذكورها. وأما الأناث فانهن أسلم. ولسع الانثى
18
يعرف بوجود مغارز لا كثر من نابين فى الجهة التى عض فيها. ويخرج من أول الأمر
19
من موضع النابين أو الانياب دم ثم صديد غسالى وربما إبتدأ مائيا ثم زيتيا، ثم زنجاريا
20
فقد استحال إلى جوهر السم ولونه، ويوجع الموضع ثم يدب وجعه، ثم يظهر ورم حار
21
أحمر أو بثور كثيرة ونفاطات كحرق النار، وربما فشا، ثم يخضر ذلك الورم فى
22
قرب اللسعة، ويجف الفم. ويعرض فى الأحشاء إلتهاب، وفى البدن حمى مع
23
نافض، ثم عرق بارد، وفسادلون إلى خضرة، وتهيج ودوار، وتواتر نفس [وصغره]
24
وغثى وفواق. وربما تقيأ خلطا مريا، ويعسر البول، ويثقل الرأس. وربما
25
أرعف، ويظهر ثقل فى الصلب ثم عرق بارد، ورعدة شديدة وغشى. واكثر ما يهلك
26
فى ثلاثة أيام. وربما بقى الى السابع.
4-351
1
علاج لسع الأفاعى بما هو كالقانون: تراعى الأصول المشتركة فى العلاج
2
ثم اقوى العلاج المبادرة إلى ترياق الأفاعى. واذا تأخر فقد يمكن ان ينفع الترياق
3
كثيرا، وقد يمكن أن لا ينفع. وأما مصيره ألة للسم فليس بشىء؛ لان الطبيعة هى التى
4
تستعمل الألات. وأما الشىء الغريب فليس يمكنه ان يستعملها؛ اللهم الا ان يتفق هيجان
5
منهما معا. وان امكنه الاستكثار من الثوم والشراب فربما استغنى عن كل علاج.
6
وكذلك الكراث والبصل مع الشراب ان لم يوجد الثوم.
7
وقد ذكروا: ان ذكر الايل المشوى اذا اطعم فى الحال ينفع. والحرمل من الادوية
8
المخلصة. وكذلك لب حب الأترج. ومن الترياقات الخاصة بها القوية انيسون اكسونافن
9
فلفل أربع درخميات، قشر الزراوند المدحرج وجند بادستر ومر من كل واحد درخمى، يعجن
10
بالطلاء، والشربة جرزة. وايضا مر وجندبادستر وفلفل وزرنيخ أحمر من كل واحد
11
درهمان بزر الشبث أوقيتان تعجن بالطلاء. وايضا بزر الحند قوقى وزراوند مدحرج
12
وسذاب برى ليس هو الحرمل على ما يظنه بعضهم؛ بل هو ضرب من السذاب نفسه.
13
ويجب ان يعطى السمن الكثير وخصوصا العتيق. وكثيرا ما خلص السمن
14
العتيق وحده. ويجلس فى آبزن من لبن ويكلف الإنتباه. ويمشون ويحممون فى
15
بعض الأوقات حماما معرقا، ويسقون الأنافع ونحوها عقيب ذلك. وخيرها انفخة
16
الأرانب الطرية؛ فانها ايضا أطيب اذا سقيت باربع اواق خمر ممزوج باعتدال. و
17
انفحة الايل ايضا جيدة.
18
قال قوم: ان أخذ انسان البصل البرى ومضغه، وبلع ما يسيل منه، وضمد
19
بثفله اللسعة لم يهلك البتة. وجرب قوم مرقة الضفادع فكانت نافعة مخلصة اذا اكلت،
20
ولحم ابن عرس المخلل المملح، والسرطانات النهرية، ودم السلحفاة البحرية
21
وقال قوم: ان الحجر الذى يعرف بحجر الحية اذا علق كان فيه عافية.
22
سائر المشروبات الممدوحة فى لسع الافاعى: قالو: الكرفس البرى ــ وهو
23
السمرنيون ــ جيد من ذلك. وأصل الوج، وورق الزراوند وأصله، وأصل المر و
24
الفاشرا، والفاشرشين أو الغاريقون أى ذلك كان يسقى منه فى شراب حلو قدر درخمى.
25
وكذلك عصارة اناغلس اى آذان الفار. وكذلك الكمون لا سيما الجبلى، وعصارة
26
الكرنب، أو قسط درهمان مع أبولوسين فلفل، او اصل بخور مريم، أو بزر الكاشم
27
أو اصله، أو بزر الحرمل بعصارة الكراث، أو عصارة الحرشف. وايضا انفحة الأرنب
28
ودقيق الكرسنة خاصة، والزنجبيل فى لبن النساء. ويسقى أصل الحزاء أو الحزنبل
29
الذى هو معروف بنواحى الترك وهو شديد المنفعة، وقشر الزراوند واصل الحند قوقى.
4-352
1
وقد زعموا: ان التربذ اذا سقى فى لبن حليب نفع جدا. ولبن اللاغية واظنه
2
الترياق الفراوى، والبوشنجى نافع ايضا فيما ذكر من لسع الأفاعى وجميع الهوام.
3
والجاوشير وزن درهمين مع خل. وايضا يوخذ من القسط ثلاث مثاقيل او من جنطيانا.
4
وايضا مما هو جيد بعر المعز يفتت فى شراب، ويسقى جميع المقطعات الحادة؛
5
وخصوصا الثوم والبصل، والكراث، والفجل وماؤه، وجميع المملحات، خصوصا
6
جوف ابن عرس، والعقرب المشوية، ومرارة الديك، وسائر الطير. ومن العصارات
7
الشديدة النفع عصارة السذاب، وعصارة ورق التفاح، وعصارة المرزنجوش. والخل
8
نفسه يغلى منه اربع أواق ويسقى، وعصارة أطراف الكرنب النبطى، وبول الانسان فيما يقال.
9
الضمادات من خارج: هذه الضمادات الجذابة تستعمل قبل ان يتورم، وهى
10
تتخذ من الأبهل وحب الغار، ومن البابونج، والاشقيل المشوى خاصة، ودقيق
11
الكرسنة، كل ذلك افرادا ومخلوطا بشراب. والتضميد بالجبن العتيق جيد بالغ. و
12
التضميد بالدجاج المشقوق جيد جدا غاية. وكذلك بلحم الأفاعى، وبالضفادع المشقوقة،
13
ومن الأدهان دهن الغار، أو دهن طبيخ فيه ورق الغار.
14
|479ra10|فى الحيات النازفة للدم من المسام كلها مثل اموديوس وبسطين
15
هذه حيات ردئية اذا لسعت انفجرت المسام والمنافذ كلها دما منبعثا ثجاجا
16
حتى من القروح المندملة مع وجع مفصل وقىء دم ونفث دم. وقد ذكرت العلماء:
17
ان هاتين الحيتين رمليتا الابدان، وعلى ابدانها نقط سود وبيض، واطوالها اطوال
18
المقرنة. وقد قال بعضهم: انها أصغر من الأفعى، ورؤسها وأذنابها دقاق. وهى
19
رمد الألوان، وربما كانت سوداء وحمراء وبيضاء. وتكون على رؤسها جدد بيض
20
متقاطعة، ولانسيابها كشيش ليبوسة قشور بطونها كانها خشخشة القصبا. وهى ثقال
21
الحركة مستوية الأسنان. وهذا يصفها بصفات بعض الحيات التى فى الطبقة الأولى
22
وهذه حيات ردئية يفجر لسعها المسام والمجارى الطبيعية دما منبعثا ثجاجا. وربما
23
سال منها شئى قليل مائى حتى من انداب القروح المندملة حتى من مأقى العين،
24
وانزعج قئى دم، ونفث دم ورعاف، ورجع فى المعدة. وقال بعضهم: ان الموضع
25
يرم ويسود ويسيل منه شئى قليل مائى، ويستطلق البطن ويضيق النفس، ويعسر
26
البول، وينقطع الصوت، وتسترخى الاعضاء، ويغلب على البدن حالة كالنسيان
27
ويحدث الكزاز، ويسقط الأسنان، ويموت صاحبه.
4-353
1
العلاج: علاجهم قريب من علاج الأصلال والأفاعى من حيث يسقون
2
شرابا كثيرا، ويقيئون عليه بعد التغذية بمثل الطريخ والسمك المالح والثوم، ويكرر
3
عليهم القىء، ثم ياكلون بعد ذلك الخبز والسمك المكبب على الجمر، وياكلون الزبيب
4
وبزر الفجل ايضا مما ينفعهم، وخصوصا بشراب، وعصارة الخشخاش مع أصل
5
السوسن الأسما نجونى بشراب. وقد ينفعهم بياض البيض بشراب. وقد ينفعهم.
6
من حيث نزف الدم التضميد ببقلة الحمقاء، ودقيق الشعير، وورق الكرم المطبوخ،
7
أو لسان الحمل، أو العفص. ومما يحبس الدم بالكى الكراث والأنجرة والسذاب
8
بدقيق الشعير، وبياض البيض.
9
|479ra55|فى المعطثة
10
قالوا: إن الحية المعطشة طولها شبر واحد، وعلى ذنبها أثار سود كثيرة، وراسها
11
صغير، وعنقها غليظ. ويبتدئى خلقها من عنق غليظ الى ذنب دقيق. وقال قوم:
12
ان اكثر ما تكون هذه فى بلاد لوبية والشام. وصورتها صورة الأفعى ولون مآخيرها
13
إلى الأذناب الى السواد، وتنساب مشيلة ذنبها. وقال قوم: انها تكون فى السواحل
14
قالوا: ويعرض لملسوعها ان يحترق بطنه ويلتهب فلا يروى من الماء بل لا يزال يشرب
15
من غير خروج شئى ببول أو بعرق حتى ينتفخ بدنه كله، ويجرى الماء فى جميع
16
عروقه.
17
العلاجات: تدبيرهم بعد المشتركات من التدابير الزامهم شرب الدهن
18
الكثير والقذف ثم حقنهم بما يخرج الاثفال والرطوبات ويجذب الماء الى أسفل
19
وأن يعطو المدرات مثل طبيخ الكرفس، والسنبل الهندى، والدارصينى، والأسارون،
20
والساليوس، والفطراساليون ونحو ذلك. ويضمد من خارج بالملح والنورة والزيت،
21
والأضمدة التى نذكرها لمن عضه الكلب الكلب.
22
|479rb22|فى القفازة والطفارة
23
هذه حيات صغار وقصار دقاق، ربما كمنت فى الأشجار راصدة، وترمى
24
نفسها الى من يمر بها، وتثب منزجة إليه. أقول: ان جنسا من هذه الحيات رأيتها
25
بنواحى دهستان وهى الى الحمرة وهى خبيثة جدا. وقالوا: يعرض من نهشها وجع
26
شديد، وورم حار فى جميع البدن ان كان من الجنس الذى رأيناه؛ فيعرض منه الهلاك.
27
قالوا: وعلاجها العلاج المشترك، وعلاج الأفاعى. وقد ذكر حية إسمها أمفسيا.
4-354
1
وذكر انها <القفازة> الطفارة الى الجهتين ولست أحقق انها القفازة أو غيرها؛ لكنهم
2
يصفونها ان طرفيها متساويان فى الغلظ، ومساويين للوسط. وما اظن أن هذه هى
3
التى رأيناها بالحق.
4
|479rb42|البلوطية وهى درسوس
5
هذه تاوى المبالط. ويعرض من لسعها انسلاخ الجلد لملسوعها، وانسلاخ
6
جلد من يخالطه ويعالجه. ولها رائحة خبيثة تسدر من يباشر قتلها، سواء كانت "سامة
7
أو غير سامة". ويعرض منها ايضا أعراض لسع الأفاعى.
8
العلاج: علاج هذه علاج الأفاعى. وينفعهم خاصة شرب الزراوند الطويل
9
بالشراب، وكذلك الحند قوقى، وأصل الخنثى، والشراب، والتضميد بثمرة البلوط.
10
|479rb49|الجاورسية
11
هذه جنس من الحيات كأن الوانها لصفرتها الوان الجاورس. وتعرض لمن
12
لسعته أعراض ردئية شبيهة بأعراض الأفاعى. وعلاجها ذلك العلاج.
13
|479va1|الحية المسماة سيسطانى
14
قالوا: انها تشبه الطفارة الى الجهتين؛ لكن تلك أشر. وعلاجها ذلك العلاج.
15
|479va5|الحية الرقشاء ذات الألوان المختلفة
16
قد ذكر بعضهم انها خبيثة تقتل فى اليوم الثانى بتأكل الكبد، وتفتت الأمعاء.
17
وعلاجها علاج الأفاعى الصعبة.
18
|479va11|حية نارسطيلس
19
قد وصفت هذه الحية بأن أعراضها مثل أعراض الأفاعى، لكن مع انتفاخ
20
من موضع اللسعة ونفاخات وصلابة، ويظهر سيلان رطوبة دموية وسوداء من ذلك
21
الموضع ويعرض له تغير عقل، وغشاوة بصر، وكزاز مهلك. وعلاجها علاج الأفاعى.
4-355
1
وقد ذكرت أنا هذه الحية فى هذا الموضع تخمينًا. وما أعرفها ولا أعرف طبعها،
2
ولا جنسها بالتحقيق، ولا أعرف هل هذه فى المكرر أم ليس.
3
|479va22|فنجوسوس
4
قالوا لسعتها شبيهة بلسع الأفاعى، لكن يعرض للحم الملسوع فساد واسترخاء
5
كما <يعرض> لمن الإستسقاء. ويعرض له سبات ونسيان، واسقام فى الكبد، والصائم،
6
والقولون. وقولى فى هذه الحية ــ وأنا على التخمين أوردتها فى هذا الموضع ــ قولى
7
فى التى أوردت قبلها، وربما لم تكن من هذه الطبقة؛ بل من طبقة المعفنة. وعلاجها
8
علاج الأفاعى.
9
|479va32|فى امير ذوطيس وموا عروس
10
قالوا ان هذه الحيات طول كل واحدة منها الى ذراع، والوانها ألوان الرمل،
11
وعلى أبدانها أثار. قالوا: يعرض لمن تلسعه وجع شديد فى موضع اللسعة، وورم عظيم،
12
ويسيل منها صديد دموى. ويعرض منها وجع فى المثانة والكبد والمراق مبرح.
13
وهو مما يقتل فى الثالث، ولا يمهل الى السابع.
14
علاجهما: قالوا إن علاج ملدوغهما العلاج العامى، ويخصهما سقى الجند
15
بادستر، والدارصينى، وأصل القنطوريون من أيها كان، درهمين بشراب. وينفعهم
16
أصل الزراوند وخصوصا الطويل منفعة عظيمة. وكذلك إيضا الشواصيرا، وعصارته،
17
خاصة، وأصل الجنطيانا. وينفعهم من الأضمدة العسل المطبوخ المجفف المدقوق،
18
وقشور الرمان. وكذلك القنطوريون، وبزر الكتان، والخس، وبزر الحرمل،
19
واللبلاب، والسذاب البرى. وتنفعهم الضمادات المختصة بالقروح المتعفنة.
20
|479va52|الحية المسماة سيسروهى المعفنة
21
قد زعم قوم انها حيات تكون فى بلاد الشام وبمصر، عريضة الرؤس،
22
دقيقة الأعناق، قصار الاذناب، مستدير البطن، ليس على رؤسها خطوط وجدد؛ و
23
لكن على أجسادها خطوط مختلفة الألوان. واذا انسابت لم تستقم بل تعجرف. و
24
يعرض لمن تلدغه ورم موجع، وعفن فى البدن كله بعد انرضاضه، وتمرط من الشعر.
25
وربما أسرع العفن فهلك السليم، وكأنها ضرب من الأفاعى.
26
العلاج: يجب ان يكون علاجها العلاج العام، والعلاج المتوسط من الأفعى،
27
ثم علاج ما عرض من لسعها من الأحوال والأعراض.
4-356
1
فى اصناف الحيات التى توذى إذا عضت بالجرح لا بسم
2
المعتد به، وهى الحيات الكبار الحبث جدا
3
|479vb14|فصل فى التنين
4
قالوا أصغر أصناف التنائين على ما ذكره بعضهم خمسة أذرع. وأما الكبار
5
فتكون من ثلاثين ذراعا الى ما فوق ذلك. قالوا ويكون للتنين عينان كبيرتان وتحت
6
الفك الأسفل نتو كالذقن، وتكون له أنياب كثيرة قال قوم: انها تكثر فى ناحية
7
النوبة، والهندية اكبر. والنوبية التى تكون فى بلاد أسنة تكون إلى أربعة أذرع، و
8
الهندية هى الكبيرة جدا. قالوا: وتكون صفتها ما ذكرنا. ولها وجوه صفر وسود.
9
ولها أفواه شديدة السعة، وحواجب تغطى أعينهم. وعلى أعناقها تفليس. وفى كل
10
لحى ثلاثة أنياب. وأقول: وقد رأينا من هذا القبيل ما على رقبته فى حافيتها ''شعر غليظ".
11
قالوا: ويحدث من نهشها وجع يسير ثم يلتهب. وذكورها أخبث من إناثها. أقول: قد
12
صح ان فى غير بلاد الهند قد تكون تنانين عظيمة جدا. وقالوا: علاجها علاج القروح
13
الردئية فقط.
14
|479vb36|اغاذ يسمون والنسر
15
ليشبه ان يكون هذه من اجناس التنانين. قالوا: ان من نهشه أغاذيسون يعرض
16
له ما يعرض لسائر نهوش التنانين. وأما النسر قالوا: ان أنيابه شديدة. ومن شانه أن
17
ينهش اللحم فييبسه، فيعظم الخطب فى قرحته. ويحتاج إلى علاج الجراحات
18
الردئية جدا.
19
|479vb45|فى عض التنين البحرى
20
قالوا: يطلى عضته بالكبريت والخل. قالوا: وينفع منه شحم التمساح ضمادا،
21
والسمكة المسماة طريغلا. والرصاص اذا دلك عليه انتفع به. وأدوية كتبناها فى
22
باب الرتيلا، وخاصة الترياق الأول والباذروج شربا وضمادا نافع منه.
23
|479vb53|حيوان بحريان
24
ذكرهما بعض العلماء، وأظن انهما من جنس التنانين البحرية او غيرهما.
25
أحدهما سموريا، وزعم ذلك العالم انه يعرض من نهشه ما يعرض من نهشة الأفاعى
26
ويشبه ان يكون علاجه علاج الأفعى.
4-357
1
الأخر طروغورون: قال من نهشه طروغورون عرض له وجع شديد، و
2
برودة كثيرة، وخدر، وموت وشيك. ويشير ان علاجه. علاج البارد من السموم
3
قال: يجب أن تظل النهشة بالخل المفتر. ويضمد الموضع بورق الغار، ويمرخ بدهن
4
القسط، ودهن العاقرقرحا، وما يشبهها من الأدهان، وما فيها قوة العنصل و
5
الأنجرة. واما المشروبات لهم فسلاقة ورق الغار مع خل الأنجدان بسذاب. أو يوخذ من
6
المر والفلفل والسذاب أجزاء سواء. والشربة درخميان فى شراب الترياق الاول
7
المذكور فى باب الرتيلا.
8
|480ra16|المقالة الرابعة
9
فى عض الإنسان وذوات الأربع
10
يذكر فى هذه المقالة أفات عض الإنسان وعض الكلب <والأرنب> والذئب
11
ونحوه، وعض الكلب من الكلاب والسباع والتمساح، وعض القرد، وعض ابن
12
عرس، وعض الفلا، وهو موغالى.
13
|480ra24|كلام كلى فى علاج العض
شر العض ما كان من جائع كان انسانا أو غير14
انسان. ومن أراد ان يعالج العض فيجب ان يوضع أولا على العضة خرقة مغموسة
15
فى الزيت، أو يمسح بنفس الزيت ثم ان لم يبلغ به الغرض ضمد بمثل العسل والبصل
16
والباقلا ممضوغا نيا كما هو، فذلك عجيب فى هذا الشان. وايضا الطلا و
17
المرداسنج، والتضميد بدقيق الكرسنة عجيب. فان رأى فيه فسادا نقى أولا بمص
18
أو محجمة او بدواء جاذب وترك حتى تقيح، وينظر فان رأى فى تقيحه عفونة علم
19
ان التنقية والجذب للافة لم تكن قوية بالغة، فيعالج بالجواذب القوية التى ذكرناها
20
فى باب اللسوع. فان لم يكن فى العضو فساد منع التورم والحم الجرح. ومن أجود
21
المراهم للعض، ولمناشب المخالب المرهم الأسود، يستعمل بعد جذب الغائلة ان
22
احتيج إليه وبعد غسل بماء وملح.
23
|480ra47|عض الانسان للانسان
24
يوضع على العضة اذا وقعت شديدة بصل وملح وعسل يوما وليلة ثم يعالج
25
بالمرهم الأسود المتخذ من الشحم والشمع والزفت والزيت والبارزد، فانه خير ضماد
26
للعضة. و كذلك الرماد المعجون بالخل والعسل والبصل. وايضا دقاق الكندر
4-358
1
بشراب وزيت وايضا عظام العجاجيل محرقة الى أن تبيض يعجن بعسل. وايضا ملح
2
مسحوق بعسل، أو مر وصمغ البطم. والجراحة قد تملأ شبا يابسا محرقا وتملأ به وتشد.
3
ويطلى عليها ايضا رماد الكرنب. وربما عرض من عض الانسان؛ وخصوصا الصائم
4
والمتناول للحبوب المستعدة للفساد؛ وخصوصا العدس حال ردئية. فيجب ان يمسح
5
العضة بالزيت بأصل الرازيانج مع العسل ودقيق الباقلا مع ماء ويبدل الضماد كل مرة.
6
|480rb6|عضة الكلب الأهلى غير الكلب، وكذلك الذيب ونحوه
7
يقرب علاج ذلك مما ذكرناه فى الباب الكلى من علاج عض الانسان وربما
8
كفى ان يرش الموضع فى ساعة بالخل، ويضرب عليه بالكف مرات، ثم يوضع
9
عليه نطرون بخل ويجدد عليه كل ثلاثة أيام، وخصوصا إذا خيف غائلة كلب. وربما
10
كفى ان يعالج ببصل وملح وسذاب، والباقلا، واللوز المر مع عسل، او لسان الحمل
11
مع الملح، وورق القثاء والخيار والفوذنج مد قوقا بشراب. وايضا الطلا عليه
12
بمرداسنج؛ وخصوصا ان كان هناك ورم وان كان هناك لهيب شديد فدقيق الكرسنة
13
بالعسل. ومما ينفع منه سعتر برى مع ملح وعسل والمرى [المخلل] والخل المذاب
14
فيه الملح المتروك أياما. وهذه ايضا تنفع من البابين الأولين.
15
|480rb23|صفة الكلب الكلب، والذيب الكلب، وابن اوى الكلب
16
[الكلب] وغيره مما ذكر يعرض له الكلب وهو استحالة من مزاجه إلى
17
سوداوية خبيثة سمية وتعرض له هذه الاستحالة اما من الهواء، واما من الأغذية و
18
الاشربة. فاما من الهواء فان يحرق الحر الشديد اخلاطه فيكلب فى الخريف،
19
او يجمد البرد الشديد دمه إلى السوداوية فيكلب فى الربيع. وأما من الأغذية و
20
الاشربة ''فان يلغ'' فى دماء القصابين ويأكل من الجيف، ويشرب من المياه العفنة، و
21
تميل أخلاطه إلى سوداوية عفنة، فيعرض إيضا لخلقه أن يتشوش حين عرض لمزاجه
22
ان يتغير كما يعرض للمجذوبين. وربما ورم بدنه، واستحال لونه إلى الترمد ويزداد
23
تماديا فى أسباب فساده، فانه يجوع ولا يأكل، ويعطش ولا يشرب المياه. وإذا
24
لقى الماء فزع منه وعافه وربما ارتعش منه وارتعد واكثر الإرتعاش يكون فى جلدة
25
وجهه بل وربما مات خوفا منه، وخصوصا فى أخر عمره وتعرض لبصره غشاوة.
26
ويكون دائما لاهثا مجنونا لا يعرف أصحابه. وتراه أحمر العينين، سدر
27
النظر منكره، والع اللسان، سائل الريق زبديه، سائل الانف أذيه، قد طاطأ رأسه،
4-359
1
وأرخى أذنيه فهو يحركهما. وقد حدب ظهره وعطف صلبه الى جانب، فتراه
2
قد عوجه إلى جانب والى فوق. وقد استشفر ذنبه يمشى خائفا مائلا، كانه سكران
3
كئيب مغموم، ويعثر كل خطوة. وإذا لاح له شبح ماثل عدا اليه حاملا عليه، سواء
4
كان حائطا أو شجرة، او حيوانا. وقلما أقرن حملته بنبحه الى ما يحمل عليه على
5
عادة الكلاب، بل ساكت زميت. واذا نبح رأيت نباحه أبح. وترى الكلاب تنحرف
6
عن سبيله، وتفر عنه وهو بعيد. فان دنا من بعضها غفلة بصبصت له، وتخاشعت
7
بين يديه، ورامت الهرب منه. والذيب شر من الكلب. وكذلك ما <كان> فى قده
8
من السباع، وبنات أوى.
9
|480va9|ذكر ما يكلب غير ما ذكرنا
10
قيل ان الثعلب يكلب، وابن عرس يكلب. وقال بعضهم: ان بعض البغال
11
كلب، فعض صاحبه، فجن صاحبه الجنون الذى يعرض من سائر الكلبى.
12
|480va16|احوال من عضه الكلب الكلب
13
اذا عض الكلب الكلب انسانا لم تر الا جراحة ذات وجع كسائر الجراحات
14
ثم يظهر عليه بعد أيام شئى من الفكر الفاسدة، والاحلام الفاسدة، وحالة كالغضب
15
والوسواس، وإختلاط العقل، واجابة بغير ما يسأل عنه. وتراه تتشنج أصابعه و
16
أطرافه، ويقبضها إليه، ويهرب من الضؤ، واختلاج الحجاب، وفواق وعطش
17
ويبس فم، وهرب من الزحام، ويحب إستفراده. وربما بغضوا الضؤ، وتحمر
18
اعضاءهم؛ وخصوصا وجوههم، ثم تتقرح وجوههم، ويكثر وجعهم. ويبح صوته
19
فيبكى، ثم فى الأخير ياخذ فى الخوف من الماء، ومن الرطوبات وكلما قرب منه
20
تخيل الكلب فخاف منه. وربما لم يفزع بل استقذره. وربما أحب التمرغ فى التراب
21
وربما حدث به زرق المنى بلا شهوة، ويؤدى لا محالة إلى تشنج وكزاز،
22
وتادى إلى عرق بارد، وغشى وموت. وربما مات قبل هذه الأحوال عطشا و
23
ربما اشتهى الماء، ثم استغاث منه اذا لقيه. وربما جرع منه فغص به ومات. وربما
24
نبح كالكلاب، وكان أبح. وربما انقطع صوته فصار كالمسبوت لا يستطيع أن ينادى
25
وربما بال شئيا تظهر فيه أشياء لحمية عجيبة كانها حيوانات، وكانها
4-360
1
كلاب صغار. واما فى اكثر أحواله فبوله رقيق، وربما كان أسود. وقذ يحتبس بوله
2
فلا يقدر ان يبول البتة. وقد يكون بطنه فى الاكثر بابسا.
3
ومن عجائب أحواله انه يحرص على عض الإنسان. وإن عض انسانا عند
4
هيجانه عرض لذلك الانسان ما يعرض له، وكذلك سور ماءه وفضلة طعامه تعملان
5
عند تناولهما ذلك. وما فزع منهم من الماء أحد فتخلص بعلاج أو غيره، خصوصا
6
اذا رأى وجهه فى المرأة فلم يعرف نفسه، أو تخيل له فيها كلب؛ الا ان رجلين فيما
7
زعم الأوائل عاشا فى مثل هذه الحال. ولم يكن الكلب نفسه عضهما، بل انما عضهما
8
انسان قد عضه الكلب. وأما قبل الفزع من الماء فعلاجه قريب. وقد يقتل ما بين
9
أسبوع ونحوه الى ستة أشهر. والأجل العدل اربعون يوما. وقد ادعى قوم ولم
10
يصدقوا ــ انه ربما فزع بعد سبع سنين. قال بعضهم: وكانه روفس فانه انما يخاف من الماء،
11
ويحب التمرغ فى التراب لان مزاجهم قد استحكمت يبوسة، فيكره المضاد
12
للمزاج، ويحب الموافق. وهذه القول مما لا نميل إليه؛ فان الميل الى ما يوافق
13
المزاج الغريب مما لا أصل له. وأسلم من عضه هذا الكلب حالا من يسيل من عضته
14
دم كثير. وكذلك إذا بال بعد سقى الأدوية الترياقية دمًا، فقد امن الفرع من الماء.
15
|480vb18|التفريق بين عضة الكلب الكلب وغير الكلب
16
ربما عض بعض الناس كلب فلم يتأت له استثبات صورته وتحقق أحواله،
17
واحتيج إلى معالحته. وعلاجه من حيث جراحة الإدمال، ومن حيث هى عضة
18
الكلب الكلب التفتيح والتقييح، فانه ان ادمل كان فيه الهلاك، فيحتاج ذلك الى علامة
19
يتعرف منها حاله. ومما قالوا فى ذلك انه ان أخذ الجوز الملوكى او غيره، وجعل
20
على الجرح، وترك عليه ساعة، ثم أخذ وطرح إلى الدجاجة، فان عافته فالكلب كلب،
21
وان اكلته وماتت فهو ايضا كلب. او يوخذ قطعة خبز ويلطخ بما يسيل من تلك الجراحة،
22
كان دما او غير دم، ويطرح للكلاب، فان عافته فالعضة عضة كلب كلب. قالوا: ومن
23
علاماته انه اذا صب عليه ماء بارد سخن بدنه عقيبه. وأقول هذه علامة غير خاصة [به].
24
العلاج: يجب أول شئى ان لا يترك جرحه يلتحم، بل يوسع ويفتح ان لم
25
يكن واسعا، ويفعل به من المص، ووضع المحاجم ما قيل لك فى باب اللسوع وأقل
26
ما يجب ان لا تدمل منه الجرح للاستظهار أربعون يوما. وإن جذبت فى الأول، ثم لم
27
تلحم، فعلت فعلا نافعا جدا. وان كان قد وقع الخطا وألحم فيجب ان ينكث ويبالغ فيه.
28
ويجب ان يضع عليه من المفتحات اذا أدركته فى أول الأيام، مثل الجاؤشير والجوز
4-361
1
والثوم، ومرهم الزفت والجاؤشير والخل. يوخذ من الخل قسط، ويجب ان يكون
2
حاذقا، ومن الزفت رطل، ومن الجاوشير ثلاث أواق ينقع الجارشير فى الخل حتى
3
ينحل ثم يخلط الجميع وربما كفى الثوم والبصل. والجيرجير ايضا مسلوق، والحلتيت
4
مركبة ومفردة. والسلق ايضا ربما جعل معها سمن. وربما احتجت الى ان تستعمل
5
الادوية الأكالة مثل القلقديس، ثم يتبع السمن.
6
ومن الموسعات ان يوخذ ملح ثلاثة أجزاء، نوشادر جزءان، قلقديس ثلاثة اجزاء،
7
اشقيل مشوى ستة عشر، سذاب أربعة، بسذ عشرة، نحاس محرق اربعة، زنجار ثلاثة،
8
بزر الفراسيون اثنان. يجعل عليه منخولا بحريرة.
9
ولا بد فى الإبتداء من تعريقه بما يمكن من مشى وإستحمام. ولا يجب ان
10
يبادر فى الأيام الأول الى الاستفراغات، بل يشتغل بالجذب إلى خارج، فان الإستفراغات
11
ربما أعانت على نفوذ السم إلى العمق، وعاوقت جذبها إلى خارج؛ لانها تجذب الاخلاط
12
الى داخل فتجذب معها السم. فاذا جذبت ما أمكنك بعد يومين ثلاثة فاشتغل باستفراغ
13
ما عسى قد نفذ وان لم تكن جذبت ووقعت [غفلة] فالاستفراغ حنيئذ أوجب
14
وأولى أن يكون أقوى. فان رأيت إمتلأ دمويا فصدت والإفلا. فاذا فصدت فلا تدعه
15
ينظر الى دمه؛ وخصوصا فى أخر الأمر. وأما الإسهال فليكن بما يخرج السوداء حتى
16
بالخربق وحب الخربق ونحوه مما لا بد منه. وايارج روفس عجيب لهم. ومما
17
يجب أن يسهلوا به قثاء الحمار.
18
صفة مسهل جيد لهم: هليلج كابلى مثقالان، افتيمون مثقال ونصف،
19
ملح هندى نصف مثقال، بسفائج مثقال، حجر أرمنى مثقال، انما ريقون مثقال و
20
نصف، خربق أسود مثقالان والشربة من الجميع محببًا مثقالان.
21
وأذا أسهلته بالإسهال القوى فلا بد ايضا أن تراعيه فى كل يوم أو يومين بحقنة
22
خفيفة لا توذى المقعدة مثل الزيت وماء السلق، او إسهال بمثل ماء الجبن مع أفتيمون
23
ويجب أن يكون غذاءه بعد الإسهال مما يتخذ من الذراريح والفراريح المسمنة. و
24
تستعمل بعد ذلك المدرات الملطفة والشراب الحلو؛ وخصوصا العتيق مع حلاوة.
25
والطلاء ايضا واللبن والشراب شديد المنفعة لهم. وأوجب الامور تعديل غذاءه والترطيب،
26
فهو ملاك أمره وذلك مثل مرق الطيور الفاضلة، والخبز الحوارى فى الماء البارد.
27
وينفعهم من المياه ما طفى فيه الحديد مرارا كثيرة نفعا عظيما، لكن البصل
28
والثوم من الاغذية التى تناصب السموم وتقطعها وتدرأها عن البدن، فيجب أن
4-362
1
لا تنسى استعمالها على أنها أدوية، وان تبادر فتسقيه الترياق الفاروق، ودواء السرطان
2
الخاص به. ويقال ان الترياق ترياق الأربعة شديد النفع لهم. وكذلك ترياق
3
الأنافخ الذى سنذكره. واطعمه السرطان النهرى. فقد جرب أن يوخذ من فحم السرطان
4
النهرى المحرق على حطب الكرم الأبيض باعتدال على قدر ما ينسحق، وفحم
5
جنطيانا على ذلك الحطب بعينه وبذلك القدر يسقى منه بشراب صرف. والشربة أربعة
6
ملاعق منهما فى ذلك الشراب ويجب ان يكونا مسحوقين كالكحل.
7
ولهذا ايضا نسخة اخرى: يوخذ من فحم السرطان النهرية المصيدة ــ والشمس
8
فى <برج> السرطان ــ المشوية فى تنور <أو> فى قدر نحاس شيًا معتدلا وقد جعلت فيها
9
<حية غير ميتة> خمسة أجزاء، ومن الجنطيانا خمسة أجزاء، ومن الكندر جزء تسحق
10
وتحتفظ. والشربة فى الايام الأول ملعقة فى ماء، ومن بعد ايام يمضى ملعقتين. و
11
كذلك تزيد فيها الى اربعة ملاعق.
12
ومن الأدوية الموصوفة بأنها بالغة لهم دواء الذراريح، وسنذكره عن قريب
13
ودواء السرطان لا يسقى [فى الاول] إلا من بعد حدوث الفزع من الماء. وربما
14
جعل فى نسخة جنطيانا نصف السرطان المحرق. وان أدركته بعد يومين ثلاثة فيجب
15
ان يكون ما تسقيه من دواء الرمادين ضعف ما تسقيه لو أدركة فى الأول وكذلك حال
16
الادوية الأخر التى سنذكرها. وإن كان بعد سبعة أيام فاكثر اضعافا، واشرط مما
17
يلى الجرح ان أدركته فى مثل هذه الايام شرطا عمقيا ومص مصا شديدًا. وإن أدركته
18
بعد ايام اتت عليه اكثر من ذلك فليس فى توسع الجرح حيئنذ بلاغ، فلا تفرط
19
فيه فتولم العليل بلا كثير فائدة، بل اجتهد فى ان يبق مفتوحا؛ فان التوسيع لا كثير غناء
20
له حيئنذ؛ اذ قد يمضى الايام الثلاثة الأول وما يقرب منها لان السم قد انتشر، فاقنع
21
حينئذ ببقاء الجراحة مفتوحة، واضعف له سائر التدبير ''من سقى'' ترياقاته، واستعمال
22
إستقراغاته. ويشبه ان يكون السم يفشو الى أربعة أيام إن كان قويا، وفى أقل منه
23
ايضا فقد قتل كثيرا فى أسبوع ولا محالة انه ان انتشر سريعا أسرع مما ذكرنا فلا شئى
24
من الحوادث كالكى حتى انه اذا كانت المدة أطول من ذلك وخفت الوقوع فى الفزع
25
من الماء، وبادرت إلى كى عظيم بعد المدة، لم تبعد أن ينحج؛ فليس جذب الكى و
26
افساده لجوهر السم كجذب غيره وإفساده.
27
فان كان عن ذلك عائق استعملت الأدوية التى تقوم مقام الكى، مثل مرهم
28
الملح، والأدوية المحمرة كضماد الخردل ونحوه. ولا تدخله فى مثل هذا الوقت
29
الحمام البتة حتى يبل ويظهر فيه الإقبال، فانك اذا حممته قتلته. وقد قيل ان الأبزن
30
مما ينفع الجلوس فيه. وأظن ان ذلك فى الأوائل. والبرد يجب أن يتوقاه. وربما
4-363
1
احتجت فى هذا الوقت، وبعد ذلك الى فصده ثانيا فافصده، ولا تمكنه ايضا من النظر
2
إلى دمه.
3
فاذا رأيته قد توجه إلى البرء قليلا فجمشه رياضة معتدلة، وحممه باعتدال،
4
وصب عليه ماء فاترا كثيرا، وأدلكه ومرخه بدهن معتدل. فاذا أل أمره إلى الفزع
5
من الماء فلا تجبن ايضا ما لم يصر بحيث لا يعرف وجهه فى المرأة. قالوا: فانه ربما لم
6
يعرف وجهه. وربما تخيل مع ذلك ان فى المرأة كلبا فاسقه ما ذكرنا من الماء المطفأ
7
فيه الحديد بالحيل التى نذكرها، فهو نعم العلاج. واحتل عليه بكل حيلة فى سقيه
8
الماء. وان احتجت الى شده واكراهه [فعلت] وضمد معدته بالمبردات. وقد
9
جربت الشراب الممزوج مناصفة فنفع نفعا عجييا.
10
وقد ينفع هذا الوقت دواء بهذا الصفة: أنفحة الأرنب وطين البحيرة المجلوب
11
من الاسكندرية وحب العرعر وجنطيانا من كل واحد اربع درخميات، حب الغار ومر
12
من كل واحد ستة درخميات، يعجن بالعسل والشربة مثل الباقلاء المصرية. وايضا
13
خواتم البحيرة وحب العرعر من كل واحد عشرة، انفحة الثعلب أربعة، أنفحة الارنب
14
ستة، زراوند مدحرج وحب الغار ومر وحماما وبزر السذاب البرى من كل واحد
15
ثلاثة درخميات، يدبر عجنها بشراب حلو، ثم يعجن بالعسل. والشربة باقلاة.
16
وايضا الطين المختوم ثمانية مثاقيل، حب الدهمشت مثله، أنفحة الأرنب ستة عشر،
17
انفحة الظبى اثنان وثلاثون، اصول الجنطيانا أربعة، مر أربعة تجمع بعسل ويمسك.
18
الشربة منه حمصة بماء حار. وقد قال بعض الناس: من علق على بدنه ناب كلب كلب
19
انحرف عنه الكلب الكلب فلم يقصده. وكذلك سائر الكلاب. وليس ممن يوثق به.
20
الأدوية المشروبة لذلك: أما البسيطة فالحضحض، والحلتيت، والأفسنتين
21
والجعدة، والطين المختوم بشراب، والشونيز عجيب فى هذا الباب حتى ان اسمه فى
22
اليونانية مشتق من معنى النفع فى عضة الكلب الكلب. والمر جيد له شربا وضمادا.
23
قالوا: ولا دواء له خير من الجنطيانا والكماد ريوس إيضا. وادعى بعضهم ان عيون
24
السراطين اذا شربت كانت أنفع الأشياء من ذلك. وقال بعضهم ان سقى أنفحة جرو
25
صغير فى ماء عوفى. وزعم بعضهم ان دم الكلب الكلب نفسه علاج، وأنا لا أقدم
26
عليه. وكذلك قالوا: أطعمه كبد الكلب الكلب مشويا خصوصا الذى عضه. قالوا وبعد
27
النزع من الماء أطعمه الكبد المذكورة، وقلبه، أو جلد الضبعة العرجاء المشوية. و
28
قالوا: فاذا سقيته ما هو دانه مع الجند بادستر فى هذه الحال، وحملته بشيافه منه انتقع به
29
وزال الفزع.
4-364
1
ومن المركبة دواء جالينوس وترياق [كبير] قريب مما ذكرناه سالفا:
2
يوخذ من السرطان النهرى المحرق وجنطيانا من كل واحد خمسة، كندر فوتنج ثلاثة
3
ثلاثة، طين مختوم إثنان يستف منه ثلاثة دراهم على الريق بماء فاتر، وثلاثة اخرى
4
بالعشى. يستعمل ذلك أياما كثيرة قبل الأربعين.
5
فسخة دوآء الذراريح النافعة لهم: يوخذ من الذراريح السمان الكبار منتوفة القوائم
6
والرؤس والأجنحة جزء، ومن العدس المقشر جزء، ومن الزعفران والسنبل و
7
القرنفل والدارصينى من كل واحد سدس جزء، يسحق الجميع نعما، وخصوصا الذراريح
8
ويعجن بماء ويقرص دانقان. ويسقى منه كل يوم قرصة بماء فاتر. وإن وجد منه مغصًا
9
فى المثانة شرب طبيخ العدس المقشر ودهن لوز، أو زبد أو سمن، ويدخل الحمام
10
كل يوم بعد شربة، ويجلس حتى يبول فى الأبزن. ويستعمل غذاء مرطبا من اسفيد
11
باج بفروج مسمن، ويشرب نبيذا، ويتوقى البرد نسخة مختصرة لدواء الذراريح:
12
يوخذ ذراريح على ما وصفنا، فينقع فى الرايب يوما وليلة، ثم يصب ذلك
13
الرايب عنها، ويبدل رائبا أخر، ويترك فيه يوما وليلة، ويفعل ذلك ثلاث مرات
14
ثم يجفف فى الظل، ويسحق مع مثله عدس مقشرا ويقرص. والشربة منه دانقان بشراب
15
أو ماء فاتر فاذا شربه توصل الى التعرق بما يمكنه من مشى أو تدثر فان أكربه ما شربه
16
شرب عليه اسكرجة من سمن أو زبد. واستعمل الأبزن وبال فيه. فاذا بال الدم
17
فقد أمن من الفزع من الماء.
18
الضمادات ونحوها للجذب والتوسع: الحلتيت ضماد جيد. وقيل ان تضميده
19
بكبد الكلب الكلب نافع جيد، وشهد به جماعة. والثوم ضماد ومشروب ولحم
20
السمك المالح جيد نافع ومما يجذب السم عنه بقوة أن يجعل على العضة بول انسان
21
معتقًا، وخصوصا مع نطرون، ورماد الكرم وحده وخل. والنغنع مع الخل و
22
الجاوشير عجيب جدا وورق القثاء البستانى شديد النفع من ذلك، وأصل الرازيانج.
23
قالوا: وقد ينفع منه منفعة عجيبة أن يطلى الموضع بعزاء السمك مرارا وايضا ان يضمد
24
بالنمل المدقوق. وايضا زنجار وملح من كل واحد أربعة دراهم، شحم العجاجيل إثنا
25
عشر، يعمل من ذلك مرهم. وايضا لبلاب ثلاثة، بورق اثنان، زبد البحر واحد،
26
ملح أربعة، شحم الإوز عشرة وثلثان، دهن الحنا مقدار الحاجة.
27
الإحتيال فى سقيه الماء: قد ذكر مثل فيلغريوس انه اذا فزع من الماء فاسقه
28
فى اداوة من جلد الضبع <فانه> يشربه. وقال غيره أو فى اناء يغشى بجلد الضبع،
29
وخصوصا ان كان اناء من خشب، أو جلد كلب كلب. وقال بعضهم: أو يجعل تحت
30
الإناء او فوقه خرقة من خرق المتوضأ. وقال غير هؤلاء: ان شئيا من ذلك لا يغنى.
4-365
1
وقد احتال بعضهم ببلبلة طويلة تدخل حلقه إلى بعيد ويصب الماء فيه مغطى بما يستر
2
الماء تجعل طرفها فى الحلق، ويصب الماء فيها أو أنابيب خاصة من ذهب. ومن
3
الحيل فى سقى الماء تتخذ ايضا أشياء مجوفة من عقيد العسل او من الشمع، ويجعل
4
فيها الماء ويومر ببلعها.
5
|482ra21|عض النمر، والفهد، والاسد، وجراحة مخاليبها
6
هذه السباع وما يشبهها ليست كالكلاب السليمة والناس، بل لا تخلو أنيابها
7
ومخاليبها من طبائع سمية. فلذلك يجب أن يعالج اولا بالجذب ثم بالإلحام، ويكفى
8
فى جذبه أمر قليل.
9
|482ra29|عض التمساح
10
من عضه التمساح فليدبر التدبير المذكور فى باب عض الكلب غير الكلب مع
11
جذب السم الذى لا يخاو منه عضه وان كان سليما، وذلك بمثل النطرون والعسل
12
واذا حدس تنقيته ملئ الجرح سمنا، وشحم الاوز والعسل، ثم يلحم. وشحمه انفع
13
الاشياء لعضه، قال بعضهم حتى ان من أكل التمساح بعض بدنه كان شفاء مثل تلك
14
الجراحة شحم التمساح.
15
|482ra42|عض القرد
16
من عضه القرد يفعل ايضا ما يجذب سميته ان كانت فى عضه، وذلك بمثل
17
التضميد بالرماد والخل والبصل والعسل، او اللوز المر، أو التين، وخصوصا الفج،
18
والمرداسنج مع الملح، أو أصل الرازيانج مع عسل. ويسكن ورمه بالمرداسنج
19
المذوب فى الماء ويفتحه بالشونيز والعسل، او الكرسنة والعسل.
20
|482ra52|عض السنور
21
ربما عرض من عض السنور وجع شديد وخضرة فى الجسم. وعلاجهم
22
العلاج العام وينتفعون بضماد البصل وضماد الفوتنج البرى وبأكلها ايضا. والضماد
23
المتخذ من الشونيز أو السمسم ايضا بالماء.
4-366
1
|482rb2|عض ابن عرس
2
قالوا ان عضته سريعة فشو الوجع، ويكون لونها إلى كمودة. وعلاجها قريب
3
من علاج ما ذكرنا من التضميد بالبصل والثوم وأكلهما بالشراب الصرف عليها و
4
ينفع منه التين الفج مع دقيق الكرسنة. قيل فى كتاب الترياق: ان التضميد به مسلوخا
5
على عضة الكلب الكلب جيد نافع يبرئى فى الحال.
6
|482rb12|فى عضة موغالى وهو الفلا
7
قال بعضهم: هذا حيوان صغير أصغر من ابن عرس فى قدره ولونه أميل الى
8
الرمدة مع لطافة ودقة، وطول فم، وسعته فى الغاية. قال هذا: وانه اذا رأى حيوانا
9
طفر عليه وتعلق بخصاه. قال بعضهم هو فى صورة فارة وفى لونها، لكن خطمها محدد
10
وعيناه صغيرتان، ولأسنانه طبقات ثلاثة بعضها فوق بعض معقفة تعقيفا يسيرا الى قوق.
11
قالوا: تعرض من عضته أوجاع شديدة، ونخس فى البدن، وظهور حمرة فى مواضع
12
بحسب انيابها. ويحدث حول العضة نفاخات مملوءة رطوبة دموية على قواعد كمدة، وما
13
يحيط بها كمد. وإذا شقت عما يليها خرج لحم أبيض فى لون العصب ذو صفاقات
14
وربما ظهر فيها احراق ما، وربما تأكل وسقط. قالوا: بل يسيل فى الأول قيح صديدى
15
ثم يعفن ويتأكل ويسقط لحمه وربما تأدى الأمر إلى مغص فى الأمعاء، وعسر بول،
16
وعرق بارد فاسد.
17
العلاج: قالوا: يجب ان يوضع على الموضع القنة مفردة او مع الخل، وينطل
18
بالماء الملح الحار، ويفعل ما رسم فعله من المعالجات العامة.
19
او يوضع عليه دقيق الشعير والسكنجبين، أو تشق الدابة بعينها، وتوضع عليه. ويجب
20
ان يذر على نواحى العضة وعليها عاقر قرحا وخبازى، او ثوم مدقوق، أو خردل.
21
كل ذلك ان لم يكن ورم. واما مع ورم فقشور الرمان الحلو مطبوخا يضمد به واما ما
22
يسقى منه فالشيح الأرمنى مغلى بالشراب، او الجرجير، أو النمام، أو جوز السرو بشراب
23
او العاقر قرحا وبزر الجرجير والقرطم، ومما هو قوى بخور مريم بالسكنجبين،
24
او الجاوشير، او أصل الجنطيانا. وانفحة الجدى وانفحة الخروف جيدان جدا.
25
وينفعه التين مع السكنجبين نفعا بالغا. قال بعض العلماء: أنفع شئى منه عصارة ورق
26
الغار، وورق الغار الرطب مع شراب بطبيخ الجرجير، أو طبيخ القيسوم، أو طبيخ
27
اللبلاب مع الشراب، والميعة ايضا جيدة لهم اذا سقيت بشراب. وكذلك اذا أكلت
28
الأشياء المذكورة بحالها. فاذا سقط اللحم الفاسد عولجت القرحة بعلاجها.
4-367
1
|482va1|المقالة الخامسة
2
فى لسوع الحشرات وعضوضها
3
نذكر فى هذه المقالة لسع العقارب والرتيلات والزنابير والعظايات وما يجرى
4
مجراها ونبدأ بالبريات منها.
5
|482va8|فى اصناف العقرب البرى
6
قال قوم: ان العقرب الأنثى اكبر من ''العقرب الذكر"، فان الذكر نحيف
7
دقيق، والانثى سمينة عظيمة لكن ابرة الانثى دقيقة، وابرة للذكر غليظة وقد
8
يتفق ان يكون لبعض العقارب ابرتان فيما زعم بعضهم تترك ثقبتين عند اللسعة،
9
وتبرد اللسعة، وتسخن وتبرد العرق أحيانا. وأما العقرب بالجناح فهو كبير. و
10
كثيرا ما يمنعه الريح اذا طار عن أن يقع، فيسافر به من بلاد الى بلاد. وقد
11
تختلف خزرات ذنب العقارب فمنها ما له ست خزرات تشتد سطوتها فى زمان طلوع
12
الشعرى ويقتل لديغها، ومنها ما له أقل. وزعم قوم: ان العقرب تسعة ألوان البيض،
13
والصفر، والحمر، والرمد، والشهب، والخضر. ومنها الذهيبة السود الزبانيات
14
وأطراف الأذناب. ومنها خمرية تحس من ضربتها نخس ابرى، ووجع موذى.
15
ومنها الدخانية، ويعرض من لدغها قعقعة، وإختلاط العقل.
16
|482va34|ما يعرض من لسعها
17
يعرض للسعها أن ترم من ساعتها ورمًا صلبا أحمر، ووجعا متمددا، تارة يلتهب،
18
وتارة يبرد، ويتخيل عنده بان بدنه يرجم بكبب الثلج. وتعرض أوجاع بغتة، ونخس
19
كنخس الابر ويتبع ذلك عرق، واختلاج شفة وبردها، وقذف شئى لزج يجمد
20
عليها، وقشعريرة، وتفتت من الشعر، وارتعاد وبرد الأطراف خصوصا التى
21
تلى الضربة، واسترخاء جميع البدن، ونتو الأربتيين، وامتداد القضيب. وتعرض
22
نفخة فى البطن. وربما وقع على ملدوغه ضراط، وخصوصا ان كانت
23
اللسعة فى الاسافل. وتعرض أورام الابط، وجشأ كثير، وخصوصا ان كانت الضربة
24
فوق، ويستحيل اللون. فان كانت العقرب شديدة الردأة كانت الاعراض ردئية جدا،
25
فافرطت الأحوال المذكورة وكان اللسع كالكى فى إحراقه، والبدن كله يتفض بردا،
4-368
1
وتعلو الشفة رطوبة لزجة تجمد عليها، وتسيل من العين كذلك رطوبات، ثم يجمد
2
الرمص فى المأقين وينبسط استحالة السحنة، وتخرج المعقدة، ويرم الذكر،
3
ويغلظ اللسان، ويصطك الأسنان، وتتشنج الاعضاء الحلقية. وربما تتركب الأسنان
4
بعضها على بعض فلم تنفتح، وهو دليل ردئى. قال جالينوس: ان اصبات بضربتها
5
الشريان أحدثت غشيا، او <اصابت> العصب احدثت تشنجا، او <اصابت>
6
الأوردة أورثت عفونة.
7
العلاج: يعالج بالقوانين العامية، وبالتكميد بمثل الملح والجاورس ونحوه،
8
وأول ما يجب ان يعمل هو المص بشروطه، وسائر ما قيل فى الجذب. وتستعمل
9
عليه أدوية حارة لطيفة سريعة الإلتهاب مثل الحلتيت والثوم والعاقر قرحا. وأما الحزاء
10
فانه من أفضل الأدوية له، وكذلك لب الرته وهو البندق الهندى، وكل بندق. و
11
حشيشه كأن ورقها ورق المرزنجوش ينبسط على الارض على التدوير، يكون قطرها شبرا،
12
وفى طعمها لزوجة، ومذاقتها كذاقة النبق الغض، تشرب فى الماء فيسكن الوجع
13
فى الحال. وذكروا ايضا حشائش وأشجارا باسماءها لم نعرفها. وايضا نبات له
14
اغصان مستوية تعلو قدر ذراع، ويظهر عليها <شئى> شبيه بالبلح، طعمه طعم البلح،
15
يسكن شربها الوجع فى الحال، واللعبة البربرية غاية فى ذلك. وبصل الاشقيل
16
عجيب اذا أكل. وينفع منه الترياق الفاروق، والمشروذيطوس، وترياق عزره،
17
وترياق الأربعة، والشجرينا، ودواء الحلتيت. والحلتيت دواء جيد له، والفاشرا
18
والحرمل مما جرب الأن. والقرطم البرى بحيث يشهد به جالينوس وان امساكه يسكن
19
الوجع، وهو من اصناف الحراشف الشاكة.
20
قال قوم: ان سقى من البيش سمسة سكن وجعه دفعة ولم يقتل لان القاتل
21
الى نصف درهم. ومن الأدوية الثوم بشراب يشرب الشراب عليه بعد هنئية، وخصوصا
22
اذا كان مع مثله جوز، ويوكل منهما كل يوم قريب أوقية. ويجب بعد تناول الثوم
23
والشراب أن يتدثر فى موضع شديد الدفؤ، وان احتيل لنصبة فوق بخار ماء حار كان
24
نافعا. والغرض فى ذلك ان يعرق والغرض فى ان يعرق تحريك المواد إلى خارج.
25
والعرق فى الحمام شديد النفع لهم، واذا خرجوا شربوا شرابا صرفا.
26
ترياق جيد لذلك: زراوند طويل، جنطيانا، حب الغار، قشور أصل الكبر،
27
واصول الحنظل، وأفسنتين نبطى، وعروق صفر، وفاشرا يجمع بعسل. آخر جيد
28
لذلك: بزر السذاب البرى، وكمون حبشى، وبزر الحند قوقى، من كل واحد اكسونافن،
4-369
1
حل مقدار العجن، صمغ مقدار ما يلزج الخل، فتجمع الأدوية. والشربة منه
2
درخمى، لا يزاد على ذلك ففيه خطر، بل ان احتيج بعد ساعة أخرى الى زيادة سقى
3
نصف درخمى.
4
أخر ترياق له جيد: يوخذ الثوم والجوز جزء جزء، ورق السذاب اليابس،
5
والحلتيت، والمر من كل واحد نصف جزء، يعجن بتين قد نقع فلان وتعسل. الشربة
6
منه ثلاثة دراهم بشراب.
7
ترياق آخر له جيد: جند بادستر فلفل أبيض مر أفيون أجزاء سواء يقرص.
8
والشربة ثلاث ابولوسات باربع أواق شراب. وينفع ايضا من عض الرتيلا. وايضا
9
جاوشير مر، قنة، جند بادستر، فلفل أبيض يعجن بالميعة والعسل بالسوية. والدواء العكرى
10
وصفته: اصول الحنظل، اصول الكبر، افسنتين، زراوند طويل ومدحرج،
11
طرخشقوق اجزاء سواء الشربة للصبى دانقان، وللكبير درهم، عجيب غاية لا نظير له.
12
سائر المشروبات: ومن الأدوية الجيدة الحلتيت. وايضا الفاشرا. وايضا
13
القردمانا وزن درهمين بشراب. أو السعد، وحب الأس، والباذروج وبزره، وبزر
14
الحماض البرى، والطرخشقوق والهندبا، والسكبينج مشروبا ومطليا. والفوتنج
15
البرى، والسرطان النهرى ان شرب بلبن الأتن. والعرب يسقون الملدوغ وزن
16
درهمين من أصول الحنظل فينفع منه نفعا بينًا. وقوم حمدوا الملح ملح العجين اذا
17
استف منه كف. وزعم قوم: ان الاشنان الاخضر اذا عجن بسمن البقر بعد الدق
18
والنخل، وأخذ منه قريب من مثقالين كان عظيم النفع. ومن كان قد اكل الفجل
19
او الباذروج لم يتضرر بالعقرب. والجرادة التى لا جناح لها العظيمة البدن التى تسمى
20
حركول اذا جففت وشربت بشراب نفع. قال الثقة: انه ان سقى لديغها الأفيون
21
وبزر النبج بالسوية معجونا بالعسل نفعه.
22
وزعم بعضهم: ان المداد الهندى نافع شربا كما ينفع طلاء. والغاريقون عجيب
23
المنفعة، وثمرة الخنثى وزهرتها، وحب الغار خاصة، وبزر الحند قوقى، وورق
24
الفجل، وكامخ الحزاء، وايضا زراوند، وشونيز، اصل الجاوشير، بزر الحرمل
25
اجزاء سوية الشربة درخميان بشراب وايضا عاقرقرحا زراوند جزء جزء، فلفل نصف جزء،
26
محروت ربع جزء. الشربة كالباقلا. وايضا زراوند طويل عاقرقرحا بالسوية يعجن
27
بعسل، والشربة درهمان بشراب. وايضا مر، وجارشير، وافيون أجزاء سواء، فاشرا أربعة
28
أجزاء، يتخذ منه أقراص. وايضا قشور أصول الززراوند الطويل، وعاقرقرحا من كل
29
واحد جزء يسقى قدر الواجب. قال قوم: يوخذ من دردى الشراب ستة ومن الكبريت
4-370
1
الأصفر ثمانية، ومن بزر السذاب ثلاثة، ومن الجند بادستر وبزر الجرجير من كل
2
واحد درهمان يجمع بدم سلحفاة بحرية والشربة درهمان بخمس أواق شرابا.
3
الاطلية والاضمدة: العقرب بنفسه من الأضمدة الجيدة للعقرب، وذنبه
4
ايضا. وايضا النبات الذى يقال له ذنب العقرب لشبهه به على انه يخدر ما يضمد به
5
فى حال الصحة، ويثبت الدم فيه على زعم بعض اليهود. والفارة إذا شققت ووضعت
6
على لسع العقرب نفعت باجماع، وكذلك الضفدع. وقد جربت انا ايضا المداد
7
الهندى طلاء فنفع، وسكن الوجع. وكذلك لبن التين الفج والجندبادستر والبلاذر
8
فيما قالوا عجيب فى ذلك مسكن الوجع. والقلى بخل جيد. والكبريت الحى مع
9
الراتينج، او علك البطم، ولحم السمك المالح، والثوم المطبوخ، والسمن يوضع
10
حارا. وايضا بزر الكتان، أو بزر الخطمى، أو كلاهما مع الملح. وايضا دقيق الشعير
11
بعصارة السذاب أو طبيخه وايضا نخالة الحنطة مطبوخة مع خرء الحمام. والباذروج
12
من الأطلية الجيدة المسكنة للوجع فى الحال. وكذلك اصول الحنظل والطرخشقوق
13
والهندباء والحماما مع الباذروج. طلاء جيد. المرزنجوش اليابس، وايضا ملح البول
14
من الأدوية التى ليس وراءها نفع نافع. ومما ينفع منه أن تمسك اللسعة على بخار خل
15
من حجر محمى. ومن نطولاته طبيخ النخالة، وطبيخ الانجرة، وطبيخ البابونج عجيب.
16
وماء البحر سخنا. وايضا عصارة الحند قوقى، أو طبيخه عجيب والنفط الأبيض
17
المسخن عجيب. وزيت طبخ فيه الوزعة اذا قطر على اللسعة حار كان عجيب النفع.
18
|483rb33|فى الجرارة
19
هذه كالعقارب انجدانية الجثت، جارة الاذناب. وسمومها حادة. وتكثر
20
بالخوز، وبعسكر مكرم، وخاصة فى معادن الانجدان. واذا لسعت لم يشعر بها
21
فى الوقت، بل غدا وبعده، ثم يحدث كربا، ويتغير اللون، وربما عرض يرقان
22
وتورم اللسان، ويتقرح موضع اللسعة، ويبول الدم، وربما احتسبت الطبيعة وربما آل
23
امرها الى الهلاك. ويبدأ بالخفقان والغشى، فلا يجب ان يتهاون بها لخفة وجعها،
24
فانها ردئية السموم.
25
العلاج: بعد العلاج العام فأفضل المعالجات كى الموضع، والمشروبات
26
ماء الخس المر، وماء الطرخشقوق، وماء الشعير، وجميع المطفيات، خصوصا اذا
27
اشتد اللهيب وأفضل علاجاته المجربة سويق التفاح بالماء البارد. وقال قوم:
28
ان أصل الجعدة اذا شرب بالماء نفع. والراسن دواء جيد له فيما يقال. و
29
الترياق العسكرى جيد، ونسخته قشور الكبر، جنطيانا، وافسنتين رومى،
4-371
1
وزراوند مد حرج جزء، طرخشقوق يابس يسحق الجميع. والشربة منه وزن درهمين
2
ترياق آخر لهم: طرخشقوق يابس، وورق التفاح الحامض، وكزبرة اجزاء سواء،
3
يستف منها ثلاث راحات. واذا عرض له الالتهاب الشديد سكن بمياه الفواكه، و
4
عصاراتها مبردة. وان عرض الخفقان نفع منه شراب التفاح الشامى، وسويق التفاح
5
والرايب الحامض باقراص الكافور. وان اشتد الكرب فمياه الفواكه مع دهن الورد
6
المبرد. فان احتبست الطبيعة حقن. وان بال الدم فصد، واستعمل علاج بول الدم.
7
وان ورم اللسان فصد العرق الذى تحته، وغرغر بماء الهندباء والسكنجبين. وان
8
عرضت فى اللدغة أكلة عولجت بالدواء الحاد، وفى نواحيها بالطين الأرمنى والخل
9
طلاء وعولج علاج القروح الخبيثة.
10
|483va15|اصناف العناكب، والشبتان، والرتيلات
11
اما الرتيلات فقد ذكر إصحاب المراعاة والتجربة لهذه الأشياء انها ستة اصناف،
12
ثم اختلفوا فى العبارة عن صفة كل صنف منها، فقال بعض المعتمدين من الأطباء: ان
13
الأول من أصنافها يسمى الراغبون مدور الشكل، عبنى اللون. ويعنون بعنبى اللون
14
ما يكون إلى السواد. والثانى يسمى لوقوس، وهو أعرض جسما من ذلك مدور الشكل،
15
وفى الأجزاء التى فى رقبته خروز ظاهرة، وعلى فمه ثلاثة أجسام ناتية بارزة متخلخلة
16
ملس والثالث مورقيون وهو فى حجم النملة الكبيرة المسماة عجروف، ولونه
17
إلى الرمدية ويغشى بدنها اجسام ناتية صغار حمر؛ وخصوصا عند ظهورها. والرابع
18
وهو سلقر ونقلون فان جميع بدنه وراسه صلب، وهو ذو جناح كجناح النملة الكبيرة
19
والخامس سقللون فانه طويل الجسم دقيقه، وعلى بدنه نقط، وخصوصا عند رأسه
20
وعنقه. والسادس وهو قرايولقطيس فانه طويل الجسم أخضر اللون، له كالابرة
21
تحت عنقه. وهذا الطبيب جعل للسع جميع أصناف الرتيلاوات أعراضا واحدة.
22
وقال غير هذا الرجل: ان الرتيلا دابة تشبه العنكبوت الذى يسمى الفهدة
23
وهو صياد الذباب، وان أصنافها كثيرة، وعلى ما قال جالينوس: إثنا عشر صنفا،
24
وشرها المصرية. فمنها حمراء كأنها عنكبوت مستديرة. ومنها سود دخانية تشبه
25
العنبة ايضا ومنها رقط. ومنها بيض مدورة البطن، صغيرة الفم كوكبية، وهى
26
محددة الظهور بخطوط براقة. ومنها الصفراء الزغباء. ومنها العنبية المخصوصة بهذا
4-372
1
الاسم، فمنها فى وسط رأسها، وارجلها قصار مائلة إلى خلف واذا ارادت اللسع استقلت
2
على رجليها. واذا أرادت ان تضرب قذفت رطوبة يسيرة، وهى الطف من العنبية
3
الأولى. ومنها نملية تشبه النمل، حمراء العنق، سوداء الرأس، بيضاء الظهر، منقطة
4
بالوان مختلفة. ومنها ذروحية. ومنها زنبورية حمراء تشبه الزنبور. ثم جعل لكل
5
واحدة منها اعراض. ومنها الكرسنة سميت بذلك لصغرها، وكانها كرسنية مدورة،
6
صغيرة الفم [شقراء البطن] بيضاء القوائم كثيرة الزغب. واما المصرية التى ذكرت
7
أولا فهى خبيثة ذات بطن كبير، ورأس كبير تشبه الذباب الذى يطير حول السرج.
8
|483vb8|فيما يعرض لمن لسعته الرتيلاء بالجملة وبالتفصيل
9
قال جالينوس: ان لسعة الرتيلا، لا تغوض غوص لسعة العقرب، فلذلك لا
10
تصادف عرقا، ولا تخضر فى الأكثر. قال من ذكر ان اصناف الرتيلاوات ستة،
11
وسمى الأسامى الأولى: ان جميعها يشترك فى تورم موضع اللسعة، ويكون فى
12
موضع اللسعة فى الأقل من الأوقات حمرة، وفى اكثر كمدة خضراء، ذات حكة
13
بها وما يليها، وربما امتدت الى الساق. وزاد أخرون ان لا يكون نتوا كثيرا جدا،
14
ولا إلتهاب.
15
وقال الأول: يعرض للاعضاء العصبية والعظام برودة دائما، اى لمثل
16
الركبة، والقطن، والظهر، والاكتاف. وربما برد البدن وارتعد وارتعش. قال:
17
ويكون وجع شديد مبرح، وسهر، وصفرة لون الوجه. ويتخيل فى العنيين انهما
18
أرطب من المعتاد ويقطر الدمع قطرا متواترا. ويحس فى أسفل البطن؛ وخصوصا
19
بقرب العانة كالفراغ والخلاء وتاخذ الطبيعة فى دفع مادة [مائية] من فوق ومن
20
اسفل وربما ظهر فى تلك المادة كمثل نسج العنكبوت. ويعرض للاربيتين والأنثيين
21
انتفاخ، وللمفاصل تقبض كالتشنج، لا يكاد يستوى منبسطة ويعرض وجع الفواد
22
وغثيان، ويرشح البدن عرقا باردا. وربما يصدع الرأس صداعا كصداع المبرسمين.
23
وزاد الأخرون. انه يعرض للوجه صفار وللبدن ثقل وللبول حركة. وربما
24
صحبها عسر. وربما خرج معه كالعنكبوت. ويعرض للقضيب والركب والعانة
25
تمدد شديد وكذلك فى المعدة. ويعرض للسان إنتشار وحبسة، وتشتد الاوجاع.
26
قال الأول: واما الخاص بالنوع السادس على ما حكاه فهو انه يعرض منه وجع شديد
27
فى المعدة، وانتفاض شديد جدا، مع اختلاج كثير جدا، هذا الذى قال.
4-373
1
وأما التفصيل الذى ذكره جالينوس وغيره قال فهو انهم قالوا: اما الحمراء
2
منها فيعرض من لدغها وجع يسير سريع السكون. وأما السوداء والرقطاء فيشتد الوجع
3
بلسعتها مع اقشعرار وبرد ورعشة وثقل فى الفخذين. وأما البيضاء المدورة البطن
4
الصغيرة الفم فيعرض من لستعها وجع يسير مع حكة ومغص، واسترخاء البطن
5
واختلافه. وأما الكوكبية فيشتد الوجع بلسعتها مع حكة وقشعريرة وخدر، وثقل
6
راس، وإسترخاء بدن وأما العنبية فيعرض منها وجع شديد فى موضع الضربة، وبرد
7
البدن كله، واقشعرار وارتعاش وكزار، وعرق يسيل بارد، وانقطاع الصوت، وخدر
8
فى البدن كله، وورم فى البطن، وتوتر فى القضيب وانغاط، وقذف منى من غير
9
إرادة، وبول كدر. وإما السوداء الدخانية فانها خبيثة ويعرض منها وجع المعدة، و
10
تواتر قىء دائم وصداع، وسعال متتابع وحصر، وتقتل سريعا. وأما الصفراء الرغباء
11
فيشتد الوجع من لسعتها جدا وتحدث رعشة، وعرق بارد، وانتفاخ بطن، ويقتل
12
كثيرا.
13
وزاد بعضهم شئيا من أوصاف عض العنبية من الانغاط وتوتر القضيب، و
14
انقطاع الصوت، وقذف المنى، والكزاز، وليس ذلك بموثوق به فيما نراعيه. وأما
15
النملية فلسعها شديد سليم، قليل الألم. واما الذروحية فيعرض منها تنفط البدن، و
16
ثقل اللسان. وأما الزنبورية فيعرض منها ورم فى الموضع وكزاز، وسبات غالب،
17
وضعف الركبتين. وأما الكرسنية فانها خبيثة اعراضها من جنس اعراض العنبية. و
18
هى أصعب من أعراض العنبية. واما المصرية فانها خبيثة تحدث صداعا شديد وسباتا،
19
ويعقبها موت وحى.
20
|484ra29|العلاج:
علاجهم ايضا استعمال القانون الكلى من الجذب والمص ويطلى21
بماء مالح حار، ويعطى الترياقات المذكورة فى باب العقارب. والحمام والابزن أسرع
22
شئى فى اسكان وجعهم، فانهم اذا استنقعوا فى الأبزن سكن وجعهم. وان خرجوا
23
منه عاد، فيجب ان يحموا كل ساعة.
24
|484rb27|ترياق جيد للرتيلا والتنين البحرى واجناس من الحيات:
قالوا: تسقى25
فى لسع مثل سموريا وطرغون دواء بهذه الصفة: يؤخذ فلفل أبيض، زراوند، اصل
26
السوسن الاسما نجونى، ناردين، عاقرقرحا، دوقو، خربق أسود، كمون حبشى،
27
<ومر> وورق الينبوت أفرويطون، أقماع الرمان، وأنفحة الارنب، ودارصينى،
28
سرطان نهرى، ميعة، عصارة الخشخاش، حب البلسان من كل واحد أوقية، يدق
29
ويعجن بعصارة الشيح، ويقرص كل قرص من درخمى وهو شربة يسقى بالشراب
30
وفى بعض النسخ وأصل السوسن الابيض، وعيدان البلسان، وبزر الحند قوقى،
31
وجوز السرو، وبزر الكرفس.
4-374
1
سائر الاشربة: حب الصنوبر، والكمون الحبشى، وورق شجرة الدلب و
2
قشوره، وبزر الخند قوقى، والحمص الأسود، وخصوصا البرى، وحب الاس
3
جيد جدا وبزر القيسوم وبزر الشبث، والزراوند، وثمرة الطرفاء، وعصارة حى
4
العالم، ولبن الخس البرى. والشربة من ايها كان وزن مثقالين بشراب. وايضا
5
شراب يطبخ فيه جوز السرو، وخصوصا بالدارصينى، ومرق السرطانات، ومرق
6
الأوز، وطبيخ أصل الهليون بشراب. ومن جيد ما يسقونه تركيبا: الزراوند والكمون
7
<تركيبا> أجزاء سواء والشربة ثلاثة دراهم فى ماء حار. ترياق جيد لذلك مجرب: يوخذ
8
شونيز عشرة، دوقو وكمون من كل واحد خمسة، ابهل جوز السرو من كل واحد
9
ثلاثة، سنبل الطيب، وحب الغار، وزراوند مدحرج وحب البلسان ودارصينى،
10
وجنطيانا وبزر الحند قوقى، وبزر الكرفس من كل واحد درهمان، يعجن بعسل.
11
والشربة قدر جوزة بشراب عتيق.
12
الاطلية ونحوها: من جيدها رماد شجرة التين معجونا بشراب وملح.
13
والقلقديس والاسفنج مغموسا فى خل معصورا، والزراوند بدقيق الشعير معجونا بخل
14
وورق الخرشف، والكراث، وعصا الراعى، والزراوند مع شجرة التين. ضماد
15
جيد: يوخذ قشور الرمان، وزراوند، ودقيق الشعير بالخل، يستعمل بعد غسل الجرح
16
وملح. ومن المروخات دهن الحند قوقى نطولا مسخنا. ومن النطولات ماء البحر
17
مسخنا وكل ماء مالح، وطبيخ الحرشف، وطبيخ جوز السرو.
18
فى الشبث وعلاجه: هذا كالعنكبوت الكثير القوائم الطويلها قالوا: يعرض
19
من لسعه وجع المعدة وقىء وعسر بول، وعسر براز، وهى قاتلة، والمصرية أردأ،
20
اقول: انى لست اعلم هل هذا المصرى هو المذكور فى باب الرتيلا أو غيره. وعلاجه
21
علاج الرتيلاء.
22
|484rb36|العنكبوو وعلاجه
23
تعرض من لسعه رياح كثيرة فى البطن مع قشعريرة وبرد اطراف، وينتشر
24
القضيب. وعلاجهم من جنس علاج الرتيلا وينفعهم سقى شراب شئيا بعد شئى
25
جميع النهار، والسعد فى الشراب، والتعريق فى الحمام ومن أدويتهم الشونيز،
26
والشراب، والسذاب اليابس وحده ومع السعد.
27
|484rb46|حيوان ذكرهما بعض أهل العلم من الأطباء
28
هما ايضا من جنس ما سلف ذكره، إلا انى لست بعالم بأمرهما، وهل هما
29
داخلان فيما سلف أو ليسا، ويعرفان بذوى أربع فلوك. قال ذلك العالم: هما من
4-375
1
بض له أرجل بيض، وعلى رأسه نتوان: احدهما ينزل
2
، وألاخر يمر مقاطعا لهذا عرضا، فيخيل ذلك ان له
3
خر فله بدل النتوين خطان يخيلان ذلك التخيل ويعرض
4
لعقارب، ووجع شديد، وبياض موضع الدغة، وتربل
5
علاج ذلك علاج لسع الرتيلاء وأخص أدوية الرتيلا به
6
والحند قوقى، والقيسوم.
7
|484va11|حيوان اخر يسمى مرعرسا
8
هذا حيوان ذكره ذلك العالم. وقال يعرض من لسعه وجع شديد وحمرة،
9
وأسربول. وينفع المبتلى به ثمرة الطرفا، والكمون البرى، وورق الجوز، والثوم،
10
والشراب الحلو.
11
|484va18|قملة النسر المسماة دريم بالفارسية وصلوكى باليونانية وطيعانوس بالهندية
12
وهذه كالقملة او كأصغر القردان، قال جالينوس: هى صغيرة مما لا يتوقأ منها
13
ويكاد لا يبصر لسعتها. وهى مما يفجر الدم بولا ورعافا، ومن المقعدة، ومن المعدة
14
بالقىء، ومن الصدر والرئة، ومن أصول الاسنان. وربما عظم الخطب فيها فلم
15
تقبل الدواء.
16
علاجها: مثل علاج الجرارة ومما يخصها أن تطلى اللسعة بالفاد زهر، وبعصارة
17
الخس والصندل الاحمر. ويسقى للسعتها اللبن الحليب لبن الماعز والزبد، والطين
18
المختوم، والجدوار، والفرفخ وعصارته، وبزر قطونا ولعابه، وسائر المطفيات مثل ماء
19
الهندباء، وماء الخس، والقرع والخيار.
20
|484va36|الطبوع وخرز الطين
21
وهى دابة كثيرة الارجل حادة السم، وهى فى أحكام قملة النسر.
22
|484va40|فى الزنانير
23
الزنانير أشد تسخينا من النحل. ويعرض من لسعها وجع وحمرة وورم. و
24
من الزنانير الكبار جنس سود الرؤس، ذو ابر كثيرة قتالة. والكبيرة خرزها فى الجملة
4-376
1
أقتل؛ فلذلك ربما أدى الى تشنج، وإلى ضعف الركبتين. واما الصغيرة ايضا فربما
2
عظم الخطب فى لسعها، فا حدثت نفاطات، وأثقلت اللسان.
3
العلاج: يستعمل عليه من المص ما تعلم وان عظم الخطب فمما يسقى حيئنذ
4
وزن درهم من بزر المرزنجوش، فيسكن الوجع فى مكانه، أو ثلاث راحات كزبرة يابسة
5
ويتناول العصارات المبردة المعروفة، والاشربة [المبردة] المعروفة. وقد يحتمل
6
الجمل كالشيافة فينفع ومن أطليتها ماء الخبازى وماء الباذروج. والخبازى عجيب
7
بالخاصية. والخطمى، والبقلة اليمانية، وعنب الثعلب، والسمسم المدقوق وورقه.
8
وايضا التين والخل، والطين الحر، وماء الحصرم. وايضا اخثاء البقر خصوصا
9
بخل. وايضا ورق النمام وورق الغار الطرى. وايضا يوخذ افيون، وبزر الشوكران
10
وكافور، ويطلى بعصارة باردة مغموسة، ويغلى بخرقة كتان مغموسة فى ماء بارد، ويطلى
11
حواليه بطين وخل. وكذلك الطحلب بالخل عجيب. وكذالك الخضرة التى تحدث
12
على جرار الماء. وايضا على ما زعم بعضهم يكمد بماء وملح، ويطلى بلبن. وايضا
13
شورج الحيطان بخل وقد يتخذ من مياه هذه وسلاقاتها نطولات. وقد جرب ان
14
العضو اذا ترك فى ماء حار ساعة، ثم نقل دفعة الى ماء مالح ممزوج بالخل سكن فى
15
الحال. ومن دلوكاتها الذباب، فانه يسكن الوجع.
16
|484vb25|النحل وعلاجه
17
قريب الأحوال من الزنبور الا انه يترك ابرته فى اللسعة. وعلاجها يقرب
18
من علاج الزنانير.
19
|484vb30|النمل الطيار وشئى أخر يشبهه
20
ذلك قريب الأحوال من النحل وأسلم منه. وأقول من ذوات الحمة والابرة
21
شئى شبيه بالنمل الطيار، الا انه اكبر منه جدا. وهى فى قدر الزنبور الصغير، الا انه
22
اطول منه كثيرا، وليس فى غلظه. وله أرجل عنكوتية طوال صفر، أطول من ارجل
23
الزنابير، والتحزيز الذى له أصغر وليس له من التأتى لبناء عشه ما للزنابير، بل بنيتها
24
طينية ذوات أبواب واسعة، ويفرخ فراخا كالعناكب. اذا خرجت من أوكارها مشيت
25
مشى العنكوت كانها تنسلخ من بعد، وتطير. وعندى انه من حكم الزنانير.
26
|484vb46|سام ابرص والعضاية
27
اذا عضا خلفا فى موضع العضة أسنانا صغارا دقاقا، [سودًا] لا يزال الموضع
28
يوجع ويحتك، حتى ينزع بابريسم أوقز، فيمر عليها وياخذها ويلقطها، فيسكن
4-377
1
الوجع وقد يخرج أسنانها الدهن والرماد، ثم يمص الموضع، ويوضع فى ماء حار.
2
وقد ذكر ان أكل الطرخشقوق نافع جدا من عضته. وان عظم الوجع سقى ترياق
3
الرتيلا.
4
|484vb58|الاربعة والأربعون
5
هى الحيوان المعروف بدخال الاذن، وربما كان فى طول شبر وله فى كل
6
جانب إثنان وعشرون قائمة. وقد يمشى قدما، وقد ينكص بحاله وله فيما يقال
7
سمية ما يحدث منه وجع يسير، يسكن من ساعة وزهرة الحنثى من ترياقاته. وربما
8
كفى فيه استعمال الملح مع الخل.
9
|485ra10|فى عضة سالامندرا
10
زعم انها هامة تشبه بالعظاية ذات أربع أرجل، قصيرة الذنب يزعمون انها لا
11
تحترق وان القيت فى الاتون اطفئت ناره ويعرض لمن عضته وجع شديد والتهاب
12
فى البدن نارى، وورم حار فى اللسان، واعتقال اللسان، وتمتمة ورعدة، وخدر. و
13
كثيرا ما يعرض منه اسوداد عضو على شكل مستدير وسقوطه.
14
العلاج: قال علاجه علاج الذراريح وأخص ما يعالجون به أن يسقوا الراتينج
15
من اى صنوبر كان مع العسل. ويسقون كما فيطوس، وطبيخ السوسن مع ورق القريص
16
والزيت. ومنهم من يعطيهم الضفادع مطبوخة، ويسقيهم من مرقها، ويضمدهم
17
بلحومها، وقد ياكلها ايضا. وكذلك بيض السلاحف البرية والبحرية مطبوخة.
18
|485ra30|سقولوقندر البرية والجرية
19
لست أعرفهما، ولا يبعد أن يكونا مما فرغنا منه، قالوا: انه يعرض من عضة
20
البرى أن تكمد العضة وتصير وردية اللون، قلما تحمر حمرة ناصعة بل يسيرة جدا.
21
ويكون وجع شديد وحكة فى اليدن. وأما البحرى فتكون عضته مائية اللون، ويشبه
22
ان يكون علاجها علاج الرتيلا ونحوه قال بعضهم: ليضمد بملح أو رماد معجون
23
بخل العضل، أو بالسمسم المحرق وشراب وينطل أولا بزيت كثير أو بماء حار
24
ثم يوضع عليه ذلك.
25
|485ra45|العقرب البحرى
26
اظن انه يعرض من لدغة العقرب البحرى انتفاخ البطن، وهئية إستسقائية.
27
وربما يعرض منه خروج الريح بغير أرادة. ويجب ان يستقصى فى تعرف هذا. و
4-378
1
علاجه علاج التنين البحرى والرتيلا. وقد قال من لا يوثق بقوله: ان عقرب
2
الماء حار السم.
3
|485ra54|العنكبوت البحرى
4
يشبه ان تكون أحواله تقرب من أحوال العقرب البحرى.
5
|485ra58|فى عض الضفادع البحرية الحمر
6
حكى عدة من العلماء انها خبيثة ردئية، متعرضة للحيوانات والاجسام، تقفز
7
إليها من البعد لتعضها، وان لم تتمكن من العض نفخت إليه نفخة ضارة. ويعرض
8
من عضتها ورم عظيم، وهلاك سريع. أقول يشبه ان يكون علاجها بالترياق الكبير
9
وما يجانسه.
10
|485rb9|جملة علاج الهوام البحرية السامة
11
قالوا: يجب ان يعالج بالترياقات، وبما يعالج به السموم الباردة، وبأدوية الرتيلا
12
وترياقاته.
13
تم الكلام فى السموم
4-379
1
|485rb15|الفن السابع فى الزينة
2
[ويشتمل على أربع مقالات]
3
|485rb16|المقالة الأولى فى الشعر وفيه الحزاز
4
الشعر يتولد من البخار الدخانى اذا نفذ فى المسام، وثبت عليها بما يستمد
5
من المدد، وخصوصا اذا كانت رطوبة الأبدان لدنة دهنية، ليست بمائية ولا طينية،
6
كما ان الأشجار الدهنية لا يتناثر ورقها. وقد قيل فى الكتاب الأول فى سواده وشيبه،
7
وسائر الوانه ما قيل؛ ولكن المتعلق من الكلام فى الزينة تدبير جوهره بالانبات و
8
التمريط، وتدبير عدده بالتكثير والتقليل، وتدبير حجمه بالتغليظ والتدقيق والتطويل،
9
وتدبير شكله بالتسبيط والتجعيد، وتدبير لونه بالتسويد والتشقير والتبييض ونحن
10
متكلمون فى هذه المقالة على هذه المعانى،
11
|485rb37|فى سبب بطلان الشعر
12
الشعر يبطل او بنقص إما بسبب المادة، أو بسبب فى الشى الذى ينبت فيه.
13
والسبب فى المادة أن تقل أو تعدم والقلة إما بسبب ما يغمره أو يغيره، وإما بسبب قلة
14
أصل الجوهر مثل قلة البخار الدخانى فى الصبى والمرأة لكثرة البخار الرطب فلا
15
تنبت لحيته. واما قلة أصل الجوهر فاما لعارض، وإما لانتهاء الطبيعة إليه. أما الذى
16
للعارض فكما يعرض للناقهين إذا نشفتهم الأمراض الطويلة والسلية والدقية، فلم
17
تبق لهم مادة ليغتذى منها الشعر، فيسقط ولا ينبت، مثل ما يعرض للنبات المستسقى
18
اذا لم يسق، وكما يعرض للخصيان من تشبههم بالنساء فى الرطوبة والبرد، لسبب
19
إخصاءهم؛ ولسبب ان ما <كان> يتولد منيا يتراكم فيهم ويبرد، ويتادى برده
20
إلى الاعضاء الشريفة فيبردها. فلذلك لا تنخل رطوباتهم إلى الجفان. وما يتحلل لا يبقى
21
فى المسام لرقته وقلته؛ بل يخرج كما يعرض لمن أدام العمائم الثقال على رأسه.
22
واما الذى هو من طريق الطبيعة فكالصلع؛ فان الصلع يحدث لقصور مادة الشعر عن
23
الصلعة، وذلك لقلتها، او لتطا من الدماغ عما يماسه من القحف، فلا يسقيه اياه
24
وهو ملاق.
4-380
1
واما الذى يكون لسبب الشئى الذى فيه ينبت فهو على ثلاث وجوه. إما تنفذ
2
فيه مادة الشعر، وإما ان تنفذ فيه ولا تحتبس، وإما ان تفسد فيه وتستحيل الى كيفية
3
غير ملائمة لتكون الشعر عنها. وانما لا تنفذ فيه لانسداد مسامه. وانما تنفذ مسامه
4
لشدة تلززه ليبسه كما هو من المعاون على الصلع، ويسرع فى حار المزاج لسرعة
5
جفافه. فلذلك يكثر على المستعدين للصلع شعر البدن والصدر لحرارة المزاج. وهؤلاء
6
فان القليل من شعرهم صعب الإنتتاف، او لتلززه بسبب أثار قروح سالفة كما هو الحال
7
فى القرع. والذى لا يحتبس فيه فهو لشدة تخلخله، واتساع مسامه، كما هو فى أحد
8
المعاون فى ان لا تنبت اللحية، ويكون الباقى من شعر هؤلاء رقيقا سهل الانتتاف، و
9
فى أخر العمر لما يبس المزاج فضاق المسام مع رطوبة مزاج لقلة الحرارة، أثر فى
10
أن لا يكون صلع كما للنساء والخصيان.
11
والذى يفسد فيه فاما لخلط مستكن خبيث كما فى داء الحية والثعلب، واما
12
لقروح ردئية أكالة كما يكون فى بعض اصناف القرح والصلع، تعسر معالجته وان
13
كان قد يمكن دفعه قبل ان يبتدى أو تاخيره. والذى يقول بقراط من ان الصلع اذا
14
عرض لهم الدوالى ينبت شعرهم، يعنى به المتمرطين بداء الثعلب ونحوه. وشعر
15
الحاجبين والاشفار لا ينتشر سريعا بسبب ان منبتها حصيف غضروفى حافظ. ولذلك
16
يتاخر الصلع الحبشة والزنج لشدة ضبط جلودهم لشعورهم؛ فان الصلب لا ينتتف،
17
فلذلك يقل معه الشعر لكنه يحفظ الشعر، فلا ينتشر سريعا ولا يتمرط واللثغ
18
لا يصلعون لكثرة رطوبة أدمغتهم. ولذلك يكثر بهم الذرب الحادث عن النوازل.
19
|486rb40|الادوية الحافظة للشعر
20
الأدوية الحافظة للشعر هى التى فيها حرارة لطيفة، وقوة قابضة. والتى فيها
21
خواص تفعل بها. وقد ذكرنا بسائط هذه الأدوية فى الادوية المفردة، وذكرنا
22
ايضا فى الاقراباذين مركبات به ونذكر ههنا من الأدوية ما هو أليق بهذا الموضع.
23
فالأدوية البسيطة التى تصلح لحفظ الشعر، وتزيل أخذه فى التساقط بالجملة الى
24
ان يشترط من بعد الشروط الواحبة فى تدبيرها عن أمثال هذه الأس وحبه، واللاذن،
25
والأملج، والهليلج الكابلى، والمر، والصبر، والبرشاؤشان. وقد نفع فيه العفص
26
لقبضه والفيلزهرج خصوصا مع شراب قابض، ودهن الأس أو دهن المصطكى. أو
27
ماء الأس، او عصارة ورق الازاد درخت. وايضا حراقة شجرة بزر الكتان محرقا مع
4-381
1
بزره طلاء بدهن. وايضا قشور الجوز محرقة اذا خلط بدهن الأس والشراب القابض
2
ومسح به، وخصوصا الصبيان.
3
ومن المركبات حب الأس، والعفص، وأملج يطبخ فى دهن الورد، أو دهن
4
الأس على الوجه المعلوم ويستعمل. وايضا ورق الأس الرطب، واللاذن، و
5
العوسج، واطراف السرو، وحب الأس يغلف به الراس مدقوقة بالزيت. وايضا
6
حب الأس الأسود، وبزر الكرفس، وأطراف الأس، وبزر السلق، واطراف
7
العوسج جزء جزء، برساوشان لاذن نصف جزء نصف جزء، الشراب الأسود ستة أجزاء،
8
تهرأ الأدوية فيه طبخا حتى يبقى ثلث الشراب، ثم يلقى عليه زيت مطيب بالسعد والسنبل
9
جزءأن، ويعاد طبخه حتى يغلى ثلاث غليات، ثم يصفى الماء والدهن عن الأدوية
10
بعصر شديد، ويجعل فى برنية ويخضخض، ويستعمل عند الحاجة فانه حافظ مسود.
11
وايضا بزر الكرفس وبزر السلق برشاوشان كندر من كل واحد أوقيتان <قشور>
12
الجوز خمسة عشر عددا، أو قشور الصنوبر رطل يشوى الجميع ليلة فى التنور، وقد
13
جعل فى قدر مطين ويترك، حتى يحترق جميعا إحتراقا منسحقا، ويسحق ويلقى
14
عليه رطل من شحم الدب وهو أجود، او من شحم الوز ويرفع وكلما احتجت إليه
15
ديف فى دهن مطيب ويستعمل. وينفع ايضا من الصلع المبتدى.
16
وايضا يوخذ رطل ونصف شراب قابض، ومن اللاذن أوقية، ومن قشور
17
الصنوبر محرق أوقيتان، برشاؤشان <شامى> محرق ثلاثة، شحم الدب رطل، عصارة
18
عنب الثعلب أربع أواق ونصف، يطبخ اللاذن فى الطلاء حتى يثخن، وتلقى عليه
19
الأدوية ويخلط ويرفع. فمتى احتيج إليه أخذ منه شئى فى دهن مطيب. وأجوده
20
الأدوية ويخلط ويرفع. فمتى احتيج إليه أخذ منه شئى في دهن مطيب. واجوده
21
دهن الناردين ويطلى، وقد يطلى بلا دهن.
22
ومما هو خفيف ان يوخذ المر واللاذن ودهن الأس، وخصوصا ما اتخذ
23
من دهن الخيرى، وماء الأس طبخا، وشراب قابض، ويخلط جيدا على ما توجبه
24
المشاهدة ويطلى به. أو يوخذ ورق شقائق النعمان مع دهن الأس، ويمسح [به]
25
الرأس، ويترك ليلة ثم يستحم، فانه يحفظ ويسود. أو يوخذ لاذن، وبرشاؤ شان،
26
ورماد قشور الصنوبر، وشحم الدب، ومن الشراب العفص ما يكفى، مخلوطا بمثل
27
دهن المصطكى والأس [وايضا يوخذ الحناء المدقوق مثل الهباء نصف رطل. ومن
28
العفص الأخضر المدقوق عشرة دراهم مضافان إلى مثلهما من الخل الحاذق ويقطر
29
بالقرع والأنبيق فان الحاصل من التقطير يحفظ اشعر] أو يوخذ برشاوشان ولاذن
30
سواء، ودهن الأس ما يكفى. أو يوخذ كندر وخرء الضب وخرء القنفذ البحرى
4-382
1
من كل واحد خمسة دراهم، سذاب جبلى درخميان يسحق بشراب قابض، ويخلط
2
بشحم الدب ويستعمل.
3
|486vb19|دواء يحفظ شعر الحواجب:
ورد شقائق النعمان أربعة، رعى الحمام مع أصوله،4
واطراف التين من كل واحد واحد، لاذن ثلاثة، برشاؤشان اثنان، يسحق ويستعمل
5
بدهن المصطكى مثله.
6
ايضًا أصل الفاشرا أو أصل الأشراس ورماد ثمرة الصنوبر الطرى من كل واحد
7
جزء، بورق جزءان يخلط بدهن الأس المطيب. فهذا هو الكلام الاكثرى؛ لكنه إن
8
كان السبب يبس مزاج، وقلة دم، رفه البدن [وغذى] بما هو جيد الغذاء دسمه،
9
وبه ميل الى حرارة لطيفة. ويترك كل مالح وحامض وعفص، وهجر
10
الباه، ويهجر من الشراب ما كان عتيقا، واديم الإستحمام بالمياه العذبة،
11
ولم يقرب من البدن نطرون، ولا اشنان، ولا صابون؛ بل مثل دقيق الباقلى او حب
12
البطيخ، او الطين، أو بزر قطونا ونحوه. وإن كان لتقبض المسام جدا احتيج
13
ما يحلل ويخلخل، فوجب ان يجعل فى الغذاء ما نفخ مثل الخردل والثوم والكراث
14
ويطلى الجلد ايضا بمثل الثافسيا، والخردل، والفوتنج، والشراب، والبصل. و
15
ويستعمل الحمام بمياه تحلل ويغسل الرأس بالبورق وزبد البحر. ويجب ان يجتنب
16
صاحبه الأدهان. والذى للتخلخل فنفع منه الأدوية المذكورة التى اكثر ميلها الى القبض،
17
والاطلية والأدهان القابضة، ودخول الحمام، وإستعمال الماء الفاتر، ثم إردافه
18
بالبارد دفعة.
19
|486vb47|فى مطولات الشعر
20
اكثر نطولات الشعر ما فى جوهره لزوجة يمكن أن ياخذ منها الشعر،، وهو
21
مثل ورق السمسم، وورق القرع، والأدهان التى فيها حرارة وقبض، مثل دهن السوسن
22
محرقا مع شمع مخلوطا، او كما هو، ودهن الحنا ودهن الأس خاصة. وقد ينفع
23
فى ذلك غسل الرأس بنقيع الحنظل. ومما ينفع فى ذلك أن يوخذ اللاذن ويذاب الجيد منه
24
فى قدح مطين على الجمر اللطيف إذابة فى زيت، ويذر عليها شئى من نوى محرق،
25
ويمزج الجميع على الجمر مزجا لطيفا ويستعمل. ولورق الأزاد درخت ولماء ورقه
26
خاصية جيدة فى ذلك، ولفحم بزر الكتان مستعملا بدهن الشيرج.
27
|487va33|دوآء مركب لذلك عجيب:
يوخذ ورق الأزاد درخت، والمرشاؤشان الحديث28
الرومى، والمر، والاملج، ويغلف به الرأس فى بعض الاغسال المعروفة. وايضا
4-383
1
الخردل يجعل فى طبيخ السلق، ويغسل به الرأس، ويدهن بعده بدهن الأس،
2
او بدهن الأملج.
3
مركب آخر جيد لذلك: يوخذ مرارة الثور، ومرارة الذيب، وهليلج كابلى،
4
وبليلج، وأملج، وساد وران وعفص صحاح، من كل واحد جزء يدق ويربى بعصارة
5
عنب الثعلب سبعة أيام ثم يجفف، ويستعمل طلاء بشىء من البطيخ بعد غسل الرأس
6
واللحية بماء وعسل وزجاج مدقوق.
7
وايضا شعير مقشر ثلاثون درهما، أملج خمسة يطبخان بالماء طبخا شديدا، حتى
8
ياخذ الماء قوتهما، ويطبخ فى ذلك الماء نصفه دهن البنفسج، ولاذن وزن ثلاثة دراهم
9
وورق السمسم وورق الخطمى وورق القرع رطبا او يابسا وزن عشرة عشرة، لا يزال
10
يطبخ الماء حتى يذهب ويبقى الدهن.
11
نسخة أخرى <جيدة> [تنسب الى الكندى] شير املج عشرون درهما يطبخ
12
برطلين من الماء حتى يبقى الربع، ويصب عليه مثله دهن البان و<شئى من> شعير
13
مقشر، وشئى من لاذن، ويطبخ حتى يعود الى الثلث.
14
|487vb4|فى منبتات الشعر القوية
15
وفيها علاج ما يمكن علاجه من الصلع، ومن انتثار الحواجب ونحو ذلك،
16
جميع الأدوية التى نذكرها فى باب داء الثعلب، وجميع وجه التدبير من دلك الرأس
17
وتحميره، وإستعمال الشحوم عليه، ثم استعمال الأدوية القوية الجذب والتحليل
18
مع الخاصية بداء الثعلب، فهى نافعة فى الصلع وانبات الشعر فى التمرط وفى الحواجب
19
وللحية. ولقشور أصل الغرب بالزيت تقوية وحفظ عجيب مع تسويد.
20
وأما الادوية التى من غرضنا ان نذكرها ههنا وان كانت ايضا نافعة فى داء
21
الثعلب بعد اعتبار ما ذكرناه فى أخر باب حفظ الشعر فهى هذه يوخذ الذراريح الطرية
22
مقطوفة الارجل والرؤس، مجففة فى الظل، وتسحق فى دهن البنفسج، او تطبخ فيه،
23
او فى زيت حتى تغلظ، وتطلى به حيث شئت، فينفط ثم ينبت الشعر. وكذلك عسل
24
البلاذر اذا جعل على الموضع الذى تمرط شعره. أو سحيق الكندس فى دهن
25
البيض ويطلى به حيث شاء الانسان مرارا فينبت. او يوخذ حافر حمار محرق، وقرون
26
محرقة، ويطلى بدهن الحل فانه قوى. واما بيض النمل مع دهن البان فهو مما عد فى
27
المنبتات وعند عامة الناس انه مما يمنع النبات. ومما جرب العظاية التى تكون فى
28
البيوت تموت وتجفف وتسحق، وتطلى بالدهن. وايضا سحيق الزجاج الفرعونى مع الزنبق.
4-384
1
ومما هو أخف من ذلك ان يوخذ فهر وصلاية من الرصاص ويجعل بينهما
2
دهن من الشعرية، او شحم مما عرف، ويسحق حتى تنخل اليه قوة من الرصاص
3
ويلطخ به ويضمد الموضع بورق التين المسلوق جيد، وإلى قوة ما. وايضا يوخذ
4
لب عشرين بندقة تشوى حتى تنسحق، ويجمع بدهن الفجل. أو يوخذ من الحشيشة
5
المسماة خركوش، ومن قضيب الحمار وطحاله مشويين من كل واحد نصف رطل،
6
ومن اللاذن عشرون وزنة، يخلط الجميع بعد حل اللاذن فى الشراب ويستعمل.
7
ومما ذكر فيلغريوس: يوخذ شحم الثور مملحا ستة وتسعون درهما، ومن الاشنان
8
والثافسيا من كل واحد ثمانية وعشرون درهما، مر ثمانية دراهم، لاذن مثله، برشاؤشان
9
ثمانية واربعون درهما، قضيب الحمار ثمانية واربعون درهما، طحال الحمار ستة وتسعون
10
درهما، يشوى قضيب الحمار وطحاله وينحت ويجمع الجميع بشراب أسود، و
11
يحلق الرأس ويطلى به، ويترك خمسة أيام، ثم يغسل ويراح يومين، ثم يعاود. فان
12
تقرح عولج الموضع بشحم الاوز.
13
وايضًا لقريطن: يوخذ بطون ستة من الأرنب ويجفف ناعما، ويحرق فى
14
قدر مطين فخار، ويلقى عليه من ورق العوسج ومن ورق الأس مثله، ومن البرشاوشان
15
تسع أواق، ويحرق كرة أخرى فى إناء زجاج، ثم يسحق ويخلط بثلاثة أرطال من
16
شحم الدب، ومثلها دهن الفجل ويرفع، ويستعمل عند الحاجة فى دهن مطيب.
17
وحب الغار، ودهن الفلفل، ودهن الخروع فكل ذلك ما يعين فى الانبات.
18
وايضا رماد القيسوم اذا خلط بالزيت العتيق انبتت اللحية البطئية النبات ورماد
19
الشونيز بالماء. وخصوصا بالحواجب. وايضا للحواجب: يحرق جوزتان إلى أن
20
أن ينسحقا فقط، ويجمع إليها من نوى التمر المحرقة كذلك بغير استقصاء، وخمسة
21
عشر فلفلة ويغلى بدهن ورد. وايضًا رماد القيسوم، وبندق محرق، ولاذن، وذراريح
22
وكندس يغلى فى دهن بان فى مغرفة جديدة حتى يسود، ويمرخ بمثله غالية. ويدلك
23
الموضع ويطلى به. وإيضا برشاؤشان، وحب الأس وبزر الكرفس يحرق قليلا
24
حتى يسود، ويجمع بشحم الدب ودهن فجل.
25
دوآ ينبت الشعر فى الحواجب: يوخذ كندر اربع درخميات خرء التمساح، وخرء
26
القنفذ البحرى، سذاب جبلى [درخمى درحمى] يسحق بشراب قابض ويستعمل. آخر للتمرط
27
فى الحواجب القديم من داء الثعلب أو غيره: يوخذ من الشيح جزء، ومن زبد البحر
28
ثمانية اجزاء، ومن الفربيون وحب الغار من كل واحد ثلاثة أجزاء، زفت رطب أربعة،
29
يداف بدهن السوسن، ويداف فيه الافربيون، ثم يخلط به سائر الأدوية. مثله: أصل
4-385
1
القصب المحرق سبعة، رماد الضفدع خمسة، بزر الجرجير أربعة، أصل الاشراس ثلاثة
2
ويسحق بدهن الغار ويستعمل.
3
|487vb17|فى دواء الثعلب، وداء الحبة
4
قد علمت ان السبب فى تولد داء الثعلب مادة ردئية مستكنة فى الجلد، وفى
5
منابت أصول الشعر، فتفسد أصول منابت الشعر اكلا لها، ومنعا للغذاء الجيد إياها
6
ويسمى داء الثعلب لعروضه للثعالب. والفرق بينه وبين داء الحية أن داء الحية ليس
7
انما ينتشر فيه الشعر فقط، بل تنسلخ معه جلدة رقيقة كما يعرض للحية. وربما عرض
8
فيها تشكل ناتى كشكل الحية. والمادة التى تورث داء الثعلب وداء الحية قد تكون
9
صفراوية، وقد تكون سوداوية، وقد تكون بلغمية، وقد تكون من دم فاسد ويستدل
10
على كل ذلك بما يظهر عند الحلق من لون الجلد، وخصوصا اذا دلك دلكاما. وقد
11
يستدل عليه من التدبير المقدم، ومن الأعراض التى تصحبه مما بدل على الخلط
12
الغالب مما عرفت وقد يستدل على سرعة برءه وبطوءه مما يرى من سرعة احمراره
13
بالدلك والحلق بسرعة انجذاب الدم الجيد إليه، أو بطوءه على ان الدلك الكثير يفرح
14
فيمنع نبات الشعر.
15
|487vb25|العلاج:
لا شك ان صواب التدبير فيه استفراغ ذلك الخلط الفاعل أولا،16
وادخال الأغذية الحسنة الكيموس جدا الى البدن مما تعلمه. والشراب المعتدل
17
الممزوج المائل الى أثر من الحلاوة قليل مع رقة وصفاء؛ فان هذا أغذى. والحمام
18
ينفعه قبل كل دلكة وبعدها. ويبتدئى أول شىء باستفراغ البدن أولا عن الخلط الفاعل
19
بالادوية المخرجة له او بالفصد ان أوجبت المادة ذلك، ثم باستفراغ الرأس عنه بما
20
عرفته من السعوطات والنشوقات والغراغر مما هو مذكور فى باب تنقية الرأس بحسب
21
فصل فصل، ثم الاقبال على الجلدة وتنقيتها عما استكن فيها باخراجه عنه، وتحليله.
22
ويستعجل فى ذلك لئلا تكتسب الجلدة كيفية راسخة ردئية.
23
ولا شك فى أن الأدوية المتفرغة من الموضع المادة الخبيئة يجب ان تكون
24
مقطعة ومحللة تحليلا لا يبلغ التجفيف اشد التسخين فيفيد الجلد جفافا يكون فى العاجل
25
سببا لسقوط الشعر. وان كان فى عاجل لعله يذهب بداء الثعلب. وان كان حارا
26
قويا كالثافسيا، وهو أصل فى الباب الذى لا بد منه كسرت حرارته بالادهان المعتدلة
27
تغلب عليه، وبالمياه يرفق بها، واجوده الحديث. والذى أتى عليه سنون ثلاث
28
ضعيف. ومن حق القوى ان يقلل قدره، ويكسر مزاجه، ويسرع أخذه عما طلى به.
29
ومن حق الضعيف ان يفعل بالضد. ويجب ان يكون لطيفة، وإلا لم تنفذ قوتها
4-386
1
فى غور الجلد. ويجب أن تكون فى تلك الأدوية تقوية ومنع، لثلا يقبل الرأس مادة
2
خبيثة. ولا يجب ان يصحب تلك التقوية قبض كثير، يمنع المادة عن الورد إلى الموضع
3
ثم النفوذ فى مسامه <فاذا تنقى البدن> يجب ان تكون فيها قوة جذب للدم الجيد، و
4
وبخاره المعتدل من البدن بعد تحليله للفاسد الذى فى الجلد، ليجمع تحليلا للفاسد القريب
5
وجذبا للجيد البعيد. وذلك بعد التنقية.
6
واذا استعملت هذه الأدوية فيجب ان تراعى تاثيرها وتبدأها مضعفة بالمزاج
7
والتقليل. وتنظر فيما كان منها: فان وجد المريض محتملا والأثر سليما زيد فى
8
القوة [والمقدار] وان لم يحتمل وعظم الاثر نقص بالمقدار أو بالمزاج واجتهد
9
حتى لا يؤدى إلى تقريح وتوريم؛ وخصوصا فى الابدان اللينة المزاج او السن او
10
الجنس. وان أدى الى توريم والتقريح تدورك ذلك بالشحوم وطليتها عليه؛ مثل
11
شحم البط والدجاج، ومثل القيروطى اللين. فاذا سكن عوود بالقدر الذى يحتمله.
12
فاذا عظم الاثر [فتر] لا يزال يفعل ذلك حتى يتحلل الفاسد وينجذب الجيد. وعلامة
13
تاثير الدواء فيه ان يحمر<الجلد> بدلكات ألين وأقل عددا من الدلكات التى يحمر بها
14
قبل استعمال الدواء. فان لم تتغير الحال فاعلم انه يحتاج إلى دواء أقوى. وان كان
15
لا يحمر ذلك بالخرق اشتد ذلك حتى يخاف الإنتشار، ثم دلك بمثل البصل. فان لم
16
يحمر لم يكن بد من شرط موضع وطلى بمثل الثوم. ومما يحتاج إليه فى تنقية الجلد
17
عن مادة داء الثعلب الردئية العلق والمحاجم، وغرز الابر الكثيرة وايضا التنفط
18
بالادوية الحادة التى سنذكرها، وتنقية ما يتنفط، وتبرئته ليخرج الشعر عنه.
19
ومما يعين فى تحليل المادة لبس قلنسوة مؤبرة دائما ليلا ونهارا، فانه يحلل
20
ويعرق. ويجب ان يحلق كل يومين ثلاثة بالموسى، وكلما نبت حلق. ويجب قبل
21
استعمال الأطلية ان يحلق الرأس ويدلك بخرقة خشنة أو بمثل البصل. أو قشور الفجل
22
حتى يحمر ويصير قابلا لقوة الدواء بتفتيح المسام. وربما ناب الحمام عن الدلك
23
فان لم يحلق رقق الدواء ليصل إلى الأصل.
24
وأما الاستفراغات فليستفرغ الصفراوى بطبيخ الهليلج مع قوة من خربق و
25
وبحب القوقايا وبايارج فيقرا. وايضا فان ايارج شحم الحنظل جيد، خصوصا للبلغمى.
26
وان كان هناك سوداء خلط به شئى من الخربق الأسود. وان كان هناك صفراء
27
خلط به السقمونيا وايارج روفس، واللوغاذيا جيد ان خصوصا للسوداوى. وكثيرا ما
28
يبرأ بالإستفراغ وحده. واصناف هذه الاستفراغات مما قد أحطت به علما فيما سلف
4-387
1
وان أراد أخف من ذلك سقاه الايارج المر مركبا بشحم الحنظل والتربذ فى الشهر
2
شربات ثلاثة او أربع. واذا لم ينجع استفراغ واحد كرر بعد اراحات فيما بين ذلك.
3
واذا رأيت جلدة الرأس حمراء، وعروقها حمر ممتلية فصدت بعد الفصد الكلى ان
4
أوجبه الرأى [عروق الرأس و] عروق الجبهة والصدغين. فان لم تر ذلك فلا
5
تفعل شئيا من ذلك، فان الدم محتاج إليه هناك. واما الغراغر والسعوطات ونحوها
6
فقد عرفتها فى باب معالجات الرأس.
7
وأما الادوية الموضعية فاقواها الفربيون الذى لم يأت عليه فوق ثلاث
8
سنين تدبر على ما اعطينا من التدبير فى القانون، وبعده الثافسيا، فانه عجيب
9
جدا، ثم الحرف والخردل ورماد الذراريح معجونا بالزفت الرطب، او ميويزج
10
مسحوقا بدهن الغار، او لبن اليتوع ينفط به ويفقأ، ليسيل ما تحته. واذا طرح القشر
11
طلع الشعر من تحته، والكبيكج يوضع على العضو مدة قليلة ويحتاج إليه فى القوى
12
والصنفان من زبد البحر، وقشور القصب وأصوله محرقة، وخرء الغار، وبعر الغنم
13
محرقا، ودار فلفل [ومر] وخردل، وبندق محرق، وورق التين، وكندس، وعروق
14
ما ميران والقطران. وقد يقع فيها مرارة الثور، ثم مثل اللوز المر محرقا بقشره، ومثل
15
الكندر المسحوق اياما فى الخل الفائق. والخرنوب النبطى من أدوية هذه العلة.
16
وأفضل الادهان المستعملة فيه دهن الغار ودهن الخروع. وأفضل الأدوية
17
الشمعية القطران ثم الزفت وأفضل الشحوم شحم الدب، وخصوصا ما عتق لطوخ جيد.
18
يلطخ بالخردل وبالقطران.
19
|487vb54|لطوخ قوى:
فربيون ثافسيا بدهن الغار من كل واحد مثقالان، كبريت حى20
وخربق أيهما كان اسود أو أبيض من كل واحد مثقال، يتخذ قيروطى بشمع مقدار
21
الكفاية. وايضا بورق افريقى جزءان نوشادر جزء يحرقان ويسحقان فى خل ثقيف،
22
وتطلى به المواضع بعد الدلك طليا رقيقا، ويعاد بعد ثلاث ساعات وقد نشف، يداوم
23
ذلك ثلائة أيام. فان تنفط فعل ما تدرى. وايضا ذراريح وخردل يطبخان فى دهن
24
حتى يصير كالغالية، ثم تنفط به الموضع القوى. وتكسر قوته بالمزاج الضعيف. و
25
مما هو أخف من ذلك وهو عجيب نافع ان يوخذ الخل الثقيف مع مثله دهن الورد
26
الجيد ويلخلخان، ثم يدلك الموضع بخرقة خشنة ويطلى به. وايضا المسح بالغالية
27
فيها شئى من ثافسيا. واعلم أن الصبيان يكفيهم الحمية، والصبى المراهق يحتمل نصف
28
درهم من حب القوقايا، ولابن عشرة سنين دانقان.
14
|488ra17|علاج من احرقته النورة:
يجب ان يقلل تقليتها، وليسرع غسلها وقد قدم15
عليها دهن الورد. فاذا غسل بالماء الحار جلس بعد ذلك فى ماء بارد، فان ذلك علاج
16
جيد. ثم يطلى عليه عدس مقشر مسحوق بماء ورد وصندل؛ وخصوصا ان احرق قويا
17
فلا بد من مثل مرهم الاسفيداج ومثل الطلاء بالمرداسنج المربى فان أحرق احراقا
18
قويا فلا بد من مثل مرهم الاسفداج، ومثل الطلاء بالمرداسنج المربى بياض البيض،
19
ودهن الورد والكافور.
4-388
1
|488ra22|فصل فيما يحلق الشعر
2
يوخذ من النورة جزءان، ومن الزرنيخ جزأن، ويطلى بهما مع قليل صبر مجعول
3
فيهما، فيحلق فى الحال. وان جعل من النورة أجزاء اكثر، ومن الزرنيخ أقل كان أعدل.
4
وإن زيدت النورة كان أبطأ عملا إلا انه يعمل. وقد توخذ النورة والزرنيخ جزأن وجزء،
5
ويطبخان فى الماء طبخا حتى تسمط الريشة. فان كرر العمل فى ذلك الماء كان أجود،
6
والتشميس أجود. ويوخذ ذلك الماء، ويطبخ فيه دهن قليل منه فى كثير، حتى ياخذ
7
قوته ويطلى به. وربما ترك ذلك الماء لينعقد ملحا. وإستعمال ذلك الملح فى الماء.
8
واكلاس الأصداف تعمل عمل النورة مع الزرنيخ وتكون الطف. فان أخذ بدل النورة
9
ماء النورة المكرر فيه النورة تشميسا أو طبخا، وجعل فى الماء الزرنيخ المسحوق كان
10
جيدا. وقد يستعمل ايضا العلق الخضر الذى يكون تحت الجرار. وان أريد ان يكون
11
ما ينبت رقيقا ألقى فى النورة رماد الكرم أو البورق، وأكثر تقليته ثم غسل بدقيق الشعير
12
والباقلى وبزر البطيخ. وقد تركب النورة والزرنيخ بمثل ماء الكشك وماء الأزر، وقد
13
يجعل فيه المر والمصطكى، وقد يعان بزيد الجر.
20
|488ra28|فيما يقطع رائحة النورة
21
ان يطلى بعدها بالطين المربى بالطيب أو الطين [بالخل] وماء الورد. ولورق
22
الخوخ خاصية فى ذلك عجيبة، ولورق الكرم، والشا هسفرم المسحوق، والحنا،
23
ولثجير العصفر والورد والسعد والبنك والأذخر ونحو ذلك فرادى ومجموعة.
24
|488ra31|فيما يمنع نبات الشعر
25
يمنعه المخدرات المبردة مثل ان يبتدئى فينتف، ثم يطلى بالبنح والأفيون والخل
26
والشوكران معها ووحده، وان يكون مطبوخات فى الخل أجود. وجرم الضفدع
4-389
1
الأجامى مجففا من المانعات اذا سحق وخلط بلعاب بزر قطونا أو عصارة البنج،
2
او الخل يكرر ذلك. وقيل ان طليه بدهن تفسخت فيه العظاية طبخا مما يمنع نباته؛
3
وكذلك بدهن طبخ فيه القنفذ، وربما ادعى فيه ضد ذلك. ومما ذكر فى ذلك ان
4
يوخذ القيموليا واسفيداج الرصاص بالسوية، والشب نصف جزء يسحق بماء البنج
5
الرطب. وقد زعم قوم: أن دم الضفادع الاجامية ودم السلاحف النهرية قد يمنع
6
ذلك. قالوا: وكذلك دم الخفاش ودماغه وكبده. وقد ركبوا دواء من هذه؛ قالوا: يوخذ
7
الضفادع من اجام القصب وتجفف ويوخذ من قديدها، ومن دم السلحفاة النهرية
8
المجفف، ومن البورق الأحمر، ومن المرداسنج، ومن صدف اللولؤ المحرق
9
اجزاء سواء يعجن بالماء، ويستعمل على نتف الشعر فى العانة والابط. وبزر الأنجرة
10
بدهن مما ينتشر الشعر بقوة.
11
|488ra38|المجعدات
12
هى مثل دقيق الحلبة ودهنه والسدر الأبيض، والمر، والعفص، والنورة و
13
المرد اسنج يخلط، أو يقتصر على بعضها ويغلف به الرأس. وقد يقع فيه بزر النبج ودهنه.
14
وقد يستعمل البنج كما هو وحده. والنورة بما يشيظ ويحرق يسيرا داخلة فى هذه
15
الجملة، خصوصا اذا قرن بها ثلثاها من السدر معجونين بماء بارد. وكذلك رغوة الملح
16
المر يجعد شديدا.
17
مجعد جيد: يوخذ العفص، والكزمازج، وسحالة الابر، وورق السرو
18
أو حبه، وحب السفرجل، والمرداسنج، والكثيرا، والطين الخوزى، والاملج
19
من كل واحد جزء، النورة التى لم تطفأ نصف جزء، يعجن بماء السلق ويستعمل، فانه
20
مجعد مسود.
21
|488rb48|فيما يمط الشعر
22
علاجه علاج شقاق الشعر المذكور وبالجملة استعمال الأدهان المرخية،
23
واللعابات المرطبة.
24
|488va32|فى تشقيق الشعر
25
سببه اليبس والغذاء اليابس، وتمنعه الأدهان المعتدلة، واللعابات اللزجة،
26
كلعاب الخطمى، ولعاب بزر قطونا ولعاب ورق الخلاف، وجميع ما فيه ترطيب.
4-390
1
|488va58|فيما يرقق الشعر
2
البورق اذا وقع فى أدوية الشعر رققه.
3
|488vb29|كلام فى الشباب والشيب
4
قد قلنا فى غير هذا الموضع فى سبب الشباب والشيب والذى نذكره الأن
5
هو ان الدم ما كان دسما ثخينا لزجا، فان الشعر يكون أسود. فاذا أخذ إلى المائية
6
مال الشعر إلى الشيب.
7
|489va44|فيما يبطئ الشيب
8
الأشياء المبطية بالشيب منها تدبير الأسباب الأول. ومنها تدبير ما يوصل
9
الى الشعر بنفسه فاما الأول فاستفراغ الخلط البلغمى كل وقت، وخصوصا بالقىء
10
على الطعام، وبالحقن ايضا. ويراح ويعاد. ثم يستعمل المعاجين، والأدوية المشببة
11
التى نذكرها مع إستعمال الاغذية الحسنة الكيموس باعتدال من جنس ما يتولد منه
12
دم محمود متين، مثل القلايا والمطبخات والمكببات والمشويات، دون المرق
13
والشرائد. ويجتهد حتى يكون بقدر الهضم، فانه أصل. فاذا فسد الهضم فسد الدم
14
ويجب اذا كان المزاج رطبا جدًا ان يستعمل الابازيرا الحارة من الخردل والفلفل،
15
والتوابل، والكوامخ، والمرى، وخصوصا على الريق، والسلق بالخردل.
16
والاقتصار على شراب قليل صرف، واجتناب الفواكه، والبقول المرطبة، والالبان،
17
والسمك، والهريسة، والعصيدة، وشرب الماء الكثير، والفصد الكثير، ونتف
18
الشعر، والسكر المفرط، والجماع الكثير، وامساس مثل الكافور، وماء الورد،
19
ودهن الياسمين، وماء الياسمين للشعر. واجتناب كثرة استعمال الماء العذب إستحماما.
20
فان فعل جففه ونفشه بسرعة. على ان غسل الشعر حافظ لقوة. فان استحم استعمل
21
مثل شحم الحنظل، والشونيز، والبورق، ومرارة الثور غسولا.
22
واما المعاجين والعقاقير التى تقطع مادة البلغم، ويبطئى بالشيب، فمثل لوك
23
الهليلج الكابلى كل يوم منه واحدة بالعدد ياتى عليه لوكا وبلعا؛ فان هذا ربما حفظ
24
الشباب الى أخر العمر. وكذلك الاطريفلات المتخذة من الهليلجات الصغير والكبير،
25
والمعجون بالخبث، وخير منه ان يكون فيه ذهب. ومن ذلك ان يوخذ الهليلج
26
الأسود والاملج من كل واحد جزء، عسل البلاذر المستخرج عنه نصف جزء، ويخلط
27
بالسمن ويعجن بعسل ويستعمل وهذا قوى جدا. ويجب ان يستعمل قليلا قليلا قدر
28
ما لا يوثر أثرا ردئيا. والانقر دياقوى. والمثروديطوس قوى والترياق [قوى] و
29
لحوم الأفاعى حافظة للشباب والقوة اذا اعتيد أكلها.
4-391
1
صفة معجون جيد: يوخذ هليلج أسود، وبرنج، ودار فلفل وأملج، وقد
2
يكون بدل الدار فلفل خبث الحديد، وسكر يتخذ منها أطريفل. ومن الجيد المجرب
3
ان يوخذ زنجبيل وهليلج كابلى ودار فلفل أجزاء سواء يستعمل. وأيضًا ان يوخذ من
4
الهليلج الكابلى وزن عشرين درهما، خبث الحديد وزن أربعة دراهم، ومن الغاريقون
5
خمسة دراهم، ومن الزنجبيل والدار فلفل والقرنفل من كل واحد ثلاثة دراهم يعجن
6
بالعسل. ويجب ان يتناول هذه المشببات سنة كاملة. واذا شرب المحب للشباب
7
من امثال هذه المعاجين يصبر عليها الى نصف النهار، ثم يأكل الغذاء.
8
اللطوخات المانعه من الشيب: جميع الادهان الحارة المقوية، وجميع السيالات
9
التى تشبه ذلك فى الطبع حافظة لمزاج الشعر على حرارة غريزية، ولا يتكرج معها ما
10
ينفذ فيها من الغذاء. وهذه مثل القطران اذا طلى به ترك أربع ساعات ثم يدخل الحمام
11
وهذا ايضًا علاج لصاحب المزاج الحار وكذلك الزفت الرطب السايل الرقيق. و
12
كذلك دهن القسط فانه قوى جدا. ودهن البان ودهن الشونيز قوى جدا أقوى من كل
13
شئى والدهن المتخذ بشحم الحنظل ودهن الخردل. والجيد القوى هو ان يتخذ
14
من دهن الخردل ومن الشونيز بأن يطبخ فيه الشونيز، ثم يطبخ فيه الحنظل بعده او
15
معه. والزيت المعتصر من الزيتون البرى إذا أديم التمريخ به كل يوم منع الشيب.
16
دهن جيد: زيت انقاق ثلاثة أقساط، سنبل أوقية ونصف، اظفار الطيب
17
نصف أوقية، فقاح الاذخر نصف أوقية، يطبخ الأدوية إما فى الدهن حتى يبقى ثلثة
18
وإما فى الماء حتى ياخذ الماء قوتها اخذا شديدا، ثم يطبخ الزيت فى ذلك الماء حتى
19
يذهب الماء. والأصوب حيئنذ أن يقلل قدر الزيت، ويقتصر على قسط ونصف،
20
ثم يوخذ أوقية أقاقيا فيداف بشراب ويسحق ناعما، ويخلط به الأقاقيا ويستعمل.
21
دهن جيد: دهن حب القطن، ودهن الأس، ودهن الأملج أجزاء سواء، ويوخذ
22
من جملتها رطل، ويوخذ من السعد، والسليخة، والسنبل، والشونيز، والقرنفل،
23
وشحم الحنظل، والقسط، والعوسج، والعود الخاص، وفقاح الاذخر، وقصب
24
الذريرة، من كل واحد أجزاء سواء، ويوخذ من جملتها وزن مائة درهم ويطبخ فى
25
عصارة الحنظل ان وجد، أو فى عصارة قشور الجوز قدر أربعة أرطال، فاذا انتصف الماء
26
جعل عليه الدهن ولا يزال يطبخ حتى يبقى الدهن ويذهب الماء، ويصفى ويستعمل.
27
لطوخ جيد: حتى انه يذهب الحديث منه: يوخذ أقاقيا أو عفص، وحلبة،
28
وبزر البنج والكزبرة اليابسة، والسنبل، واللاذن، وعصارة قشور الجوز مجففة، و
29
عصارة شقائق النعمان مجففة، وصداء الحديد، وروسختج، والشب الأسود يتخذ
30
أقراصا رقيقة، ويجفف ويستعمل فى الشهر ثلاث مرات طلاء بماء الاملج أو ماء الأس.
4-392
1
غلوف جيد: هليلج أسود وأملج وعفص من كل واحد عشرة، لاذن عشرون
2
وورق الأس [وحبه] ثلاثون ثلاثون، يجعل فى ثلاثة ارطال زيت، ويترك فيه ثلاثة
3
أيام، ثم يطبخ حتى يغلظ ويغلف به. ومما جربه ممن تقدمنا، وجرب فى زماننا
4
شرب الزاج الأحمر البلخى وزن درهم؛ فانه ينثر الشيب، وينبت بدله شعرًا أسود،
5
لكنه انما يحتمله القوى البدن المرطوب المزاج. ويجب ان يستعمل بعده ما ينقى
6
الرية ويرطبها.
7
|489vb6|فى ذكر الخضابات
8
انه قد يوجد فى الكتب أدهان نظن بها انها خضابات والتجربة تخرج ان
9
قوى العقاقير الخاصة اذا علاها الدهانة حال بينها وبين الشعور، فلم تنفذ فيها، ولم
10
تعمل شئيا، الا أن تكون هناك قرة شديدة، أو خاصية عظيمة. ولا تتوقع القوة الشديدة
11
إلا من أشياء قوية الصبغ، مثل صدأ الحديد، ومثل صدأ الأسرب، ومثل مائية قشور
12
الجوز. فلعل هذه وأمثالها اذا كررت قواها فى الأدهان، ووسطت قوى الأدوية
13
الميدرقة كالخل والخمر، امكن أن يكون شئى، فهوذا. أرى وأسمع قوما يشهدون
14
بصحة ما يقال من ان عرقا من عروق الجوز اذا قطع فى أول الربيع، والقم قارورة
15
فيها دهن، ودفنا معًا فى الارض نشف ما فى القارورة رشفا ومصًا، ثم يرسلها فى
16
الخريف ارسالا، فيعود كثير منها الى القارورة ويكون خضابًا. واكثر ما ينفع من هذا
17
الباب ويوثر فانما يكون ذلك منه بالتكوير. ثم ان أصناف الصبغ الذى يصبغ به الشعر
18
ثلاثة مسود ومشقر ومبيض ونحن نبدأ بذكر عدة من المسودات الجيدة.
19
المسودات: أما الحناء والوسمة فهو الأصل الذى اجتمع عليه الناس. ويختلف
20
اثرهما بحسب اختلاف استعدادات الشعر. والناس يبدأون بالحناء، ثم يردفونه
21
بالوسمة بعد غسل الحناء، ويصبرون على كل واحد صبرا له قدر، وكلما صبروا اكثر
22
فهو أجود. ومن الناس من يجمع بينهما، ومن الناس من يقتصر على الحناء ويرضى
23
بتشقيره. ومنهم من يقتصر على الوسمة ويرضى بتطويسها. والوسمة [الهندية]
24
الجيدة أسرع خضبا؛ لكهنا أشد تطويسا وشقرة. والوسمة الكرمانية أقل خضبا وأبطأ؛
25
ولكن صبغها إلى سواد شعرى لا كثير تطويس فيه.
26
ومن أحب ان يرد صبغ الوسمة الى لون الشعر، وتبطل شقرته ونصوعه،
27
استعمل عليها الحناء كرة أخرى وان كان استعمله قبلها؛ فانه يبطل التطويس، ويرده
4-393
1
الى لون شعرى. والأولى أن لا يطيل إلباثه، بل يبادر الى غسله، أعنى الحنا الذى
2
بعد الخضاب الاول ومن الناس من يجمعها بماء السماق وبماء الرمان، أو بماء الرائب،
3
أو يركب معها المصل وماء قشور الجوز، وجميع ذلك معين. ومنهم من يجمعها
4
بماء ترك فيه النورة والمرداسنج طبخا او تشميسا حتى تسود الصوفة وهذا ايضا جيد.
5
واذا جعل فى الخضاب وزن درهم قرنفل سود جدا، ومنع غائلة عن الدماغ.
6
وأما الخضاب الأخر الذى يستعمل كثيرا، ولكن دون استعمال الأول، فهو
7
ان يوخذ العفص، ويمسح بالزيت ويحرق، وأجوده فى قدر مطين، وغاية الإحتراق
8
قدر ما يسود وينسحق، ولا يبالغ فيه ويوخذ منه عشرون درهما، ومن الروسختج
9
عشرة دراهم، ومن الشب درهمان، ومن الملح الاندرانى درهم، ويتخذ منه خضاب
10
فانه يسود الشعر تسويدا تاما وقد يستعمل على هذه النسخة؛ يوخذ رطلين من العفص
11
فيمسح بزيت ويقلى حتى يتشقق، ويوخذ من الروسختج ومن الشب ومن الكثيرا،
12
من كل واحد خمسة عشرة، ومن الملح سبعة دراهم، فيجاد سحق الجميع ويعجن
13
بماء حار، ويختضب به، ويترك ثلاث ساعات. وربما خلطوا بها حناء ووسمة.
14
والذى هو مشهور بعد هذا، فهو المتخذ من النورة والرداسنج، والطين
15
الماكول أو الخوزى، أو طين قيموليا، او اى طين شئت من أصناف طين الرأس أجزاء
16
سواء يعجن بالماء عجن الخضاب ويستعمل، ويغلى بورق السلق. وملاك الأمر شدة
17
سحق المرداسنج. وإن كان ماءه ماء الحناء والوسمة الماخوذ بتكرير طبخها أو
18
تشميسها فهو أجود، لكن من الواجب أن يترك قريبا من ست ساعات وتحفظ عليه
19
رطوبة. وايضا يوخذ من الحناء، ومن الوسمة، ومن المرداسنج المسحوق كالكحل
20
ومن النورة، ومن العفص المقلو، ومن الروسختج، والشب، والطين، والكثيرا
21
والقرنفل أجزاء سواء يخضب.
22
وههنا خضابات مسودة قد ذكرت فى الكتب أوردت منه ما هو قريب أن
23
يقبله القلب أو يقع به الإيمان. خضاب جيد: يوخذ من الحناء جزء، ومن الوسمة جزأن،
24
ومن الروسختج، والشب، والملح الدرانى، والعفص المقلو، وخبث الحديد أجزاء
25
سواء يسحق بالخل، ويترك حتى يتخمر ويستعمل. ومما ذكر فى ذلك ان يوخذ
26
خبث الحديد بعد السحق فى خل خمر يعلوه بأربع أصابع سحقا شديدا، ويطبخ الى
27
النصف، ثم يترك اسبوعين حتى يتزنجر [كله]، ويوخذ مثل خبث <الحديد> هليلج
28
أسود، ويصب عليه ذلك الخل يعد سحقه، ويطبخ حتى ينشف ذلك الخل،
29
ويصير كالخلوق. ثم يغمر بالدهن ويطبخ حتى يصير كالغالية. وان شئت طيبت
30
وهذا ان صبغ مع الدهانة فلقوة صدأ الحديد.
4-394
1
وايضا فان خبث الفضة المطبوخ فى الخل طبخا شديدا يعد فى جملة المسودات
2
القوية. والأحب الى أن يكون بدل الخل حماض النارنج او الأترج، وان يكون
3
بدل الطبخ الترك للحديد فيهما مدة. قالوا ايضا ان ترك فى قنينة ساف من شقائق النعان،
4
وساف من شب [وسك] أوقية للرطل من الشقائق، <و> أوقيتان منهما، ودفن
5
فى الزبل انحل خضابا. قالوا [وكذلك] ان دفن نبات الشعير الرطب قبل ان يسنبل
6
مع نصفه شب فى السرقين فى جوف قارورة صار كله ماء أسود، ولطوخا مسودا.
7
قالوا: وكذلك ان قور القرع الرطب وهو على شجرة، واخرج ما فيه، وجعل فيه
8
ملح وشئى قليل من خبث الحديد، ورد القشر المقور وطين؛ فان جميع ما فيه ينحل ماء
9
أسود، وخضابا ومدادا. قالوا: وان سحق ورق الكبر وطبخ بلبن وخصوصا لبن
10
النساء، حتى يبلغ الثلث، ويترك الليل كله كان خضابا جيدا. والأولى عندى أن يكون
11
من جملة الحافظات.
12
وقد شهد جالبنوس لهذا الخضاب قال: يوخذ من الزهرة التى تكون مثل
13
العناقيد فى شجرة الجوز، فتسحق بزيت، ويطلى به مع شئى من قفر رطب. وقال
14
بعضهم: اذا خلط به بعر الماعز جاد. قالوا: وكذلك قشور أصل الكبر اذا سحق
15
بالزيت وادهن به فانه يسود. وعندى انه ان كان صباغا ايضا أضعف فعله الزيت
16
ولو كان بدل الزيت ماء لعله كان أجود. وكذلك قولى فيما قاله بولس من ان ورد
17
الشقائق اذا سحق بالزيت حتى يصير كالغالية صار خضابا فان كان لهذا معنى فلا بد من
18
معفص كالشب.
19
وكذلك قولهم فى تربية الدهن بقشور الجوز، وطبخهم اياه فى ماءه، وادخال
20
قليل شب فيه، كل هذا مما استضعفه. وكذلك ما قيل فى طبخ الدهن فى ماء الشقائق
21
حتى يفنى. ومثل ما قالوا من انه يجب ان يوخذ دهن الحل ويلقى عليه ثلثه أملج
22
ويطبخ ساعة بالرفق ويصفى ويوخذ لكل رطل ربع رطل من صفائح الاسرب
23
الرقيقة، ثم يغلى بالرفق، لئلا يذوب الاسرب، ولئلا يشتعل الدهن ويحركه دائما،
24
ثم تتركه اياما ثلاثة ثم تاخذه. وأقول فى هذا رجاءما خصوصا اذا كان فيه الشب.
25
قالوا: وكذلك اذا جعل دهن البان فى جوف النارجيلة ثم استوثق من تطيينها،
26
وضعت فى التنور وضعا بالإحتياط، خرج الدهن خضابا. والأولى أن يعد هذا فى
27
جملة ما يمنع الشيب. قالوا: وان نقع عجم الزبيب وسحق نعما كالكحل، وغمر
28
بدهن حل، ودفن شهرا فى السرقين كانا خضابا، وجيدا للنصول. ومما هو كالمجمع
4-395
1
عليه ان بيض اللقلق خضاب قوى وكذلك بيض الحبارى. وقد اتفق فى زماننا أيام
2
حياة الملك شمس الدولة: ان سلخ فهد من فهودته على طائفة من لحية فهاد نائم بجنبه
3
فخضب اسود.
4
غالية قد انتخبوها قالوا: يوخذ خمسون درهما أملج، ورطل ونصف ماء الأس
5
الرطب العصور، وأربعة ارطال ماء يطبخ حتى ينقص النصف، ثم ينزل عن النار ويوخذ
6
خمسون درهما خطمى، حناء خمسون، وخمسون وسمة، وعشرون عفصا مقلوا،
7
وعشرة زاجا، وخمسون صمغا، فيلقى فيه ويغلظ بالطبخ، ويطيب بالسك والمسك
8
وتغلف به ما تريد خضابه قدر ما يعلوه.
9
قالوا ويوخذ دهن حب القطن وزن ثلاثين درهما، ويلقى فيه من برادة الحديد
10
وبرادة الاسرب والروسختج من كل واحد وزن أربعة دراهم، يسحق الجميع معه،
11
ويترك حتى يسود، ثم يغلى ويقوم، ويطيب بالمسك.
12
واعلم ان الشعير المحرق، وقشور الباقلى، وقشور الرمان من جملة ما يدخل
13
فى الخضاب مدخل الحناء وكذلك قشور الجوز وقد ذكر أدوية الخضاب فى الأدوية
14
المفردة، وأمهاتها الشيطرج، والمر، والحضض، والخردل، والملح، والخربق،
15
والسرمق، والأملج، والبرشاؤشان، والشقائق والحناء، والوسة والنحاس المحرق
16
وخبث الحديد، وماء قشور الباقلى الرطب، وقشور الجوز وماءه والأقاقيا والحلبة،
17
وبزر السلق، والأس وحبه واللاذن، والنورة والمرداسنج والاخباث كلها و
18
البرادات.
19
|489vb16|المشقرات وما يجرى مجراها
20
قالوا: ان سيالة القصب النبطى الطرى الماخوذ منه قشره اذا وقد عليه من الجانب
21
الآخر نار يخضب كالذهب. وكذلك صدأ الحديد بماء الزاج يصبر عليه كما يصبر على
22
الحناء. او يوخذ الحناء ودردى الشراب والراتنيج سواء، وشئى من الاذخر وتختضب
23
به. او يوخذ الحناء ويختضب به بعد ان يعجن بطبيخ الكندس. قالوا: ويخضب بالشب
24
او بالاسفرك والزعفران، او بالمر والسوزج يترك يوما وليلة ثم يكرر ذلك أياما.
25
واذا كرر <عليه> طليه بترمس معجون بخل حمره، وايضا يوخذ ترمس مسحوق
26
عشرة دراهم، مر خمسة دراهم، ملح الدباغة اى السورج ثلاثة دراهم، دردى الشراب
27
المجفف المحرق ثلاثة دراهم، ماء رماد حطب الكرم بقدر الكفاية.
28
محمرقوى: يوخذ من السماق أوقيتان، ومن العفص ثلاث أواق، ومن الأذريون
29
الأصفر أوقيتان، ومن البرشاؤشان باقتان، ومن الافسنتين باقة ومن الترمس المقشر
4-396
1
اليابس كفان يدق، وينقع فى عشرة أرطال ماء اياما، ثم يضمد يه الرأس وهو فاتر.
2
قالوا: وطبيخ السعد والكندس فى الماء جيد مشقرقوى يوخذ دردى الشراب محرقا
3
وغير محرق يخلط بدهن البان أو دهن الاذخر.
4
|489vb32|المبيضات
5
منها الخطاف ومنها النسرين ومنها الماش، ومنها زهرة البوصين الابيض
6
ومنها قشور الفجل، ومرارة الثور، وبخار الكبريت، وفقاح الكبر، وفقاح الزيتون،
7
فرادى او مجموعة؛ وخصوصا بالخل؛ وخصوصا بعد تبخيره بالكبريت. مركب
8
لذلك: يوخذ يزر الراسن، وقشور الفجل اليايس والشب، يجمع بالدق مع نصف
9
جزء صمغ عربى. وايضًا يوخذ ورق النسرين وقشور الخشخاش، واللقاح. وان
10
كان بدلها البنج كان قويا، ويخلط خضابا. وان كان فيه كافور وماء ورد فانه أجود.
11
وقديبل الشعر ثم يلف فى كبريت، ثم يبخر فيه يفعل به فى الليل مرتين.
12
|490ra5|تدارك أحوال تتبع الخضاب
13
اكثر اصناف الخضاب مبرد للدماغ مفسد له، موقع اياه فى الاستعداد للنوازل
14
والسكتة ونحو ذلك، فيعالج ذلك بما يقرن الخضاب، أو يستعمل عقيبه من الطبيب
15
الحار كالمسك والقرنفل ونحوه، وقد يعرض من الخضاب ان يمتد الشعر كانه وتد
16
وتزول جعودته، ويقج وضعه. ويتدارك ذلك بان يجعل مع الخضاب ما يرقق و
17
يجعد، وخصوصا فى الجنس من الشعر الذى يفعل ذلك وقد يعرض من الخضاب
18
أن يتلبد الشعر، وتحفر اللحية، وينكسر الشعر. ويتدارك ذلك بان يتبع بدهن
19
البنفسج ودهن الخيرى وقد يعرض من الخضاب أن يسود البشرة. والناس يغسلوه
20
بدقيق الباقلى والحمص، ولا أغسل له من دهن حار. وقد يعرض بعد الخضاب
21
النصول. وأجود ما يستعمل منه أن يوخذ من الخضاب مثل الجوزة ويجفف؛ و
22
خصوصا من خضاب فيه قوة غواصة وكلما ظهر النصول أو كاد يظهر أخذت خشبة
23
كالسواك وبلت، وأخذ على طرفها من حلالة ذلك الخضاب المعقود، ويتبع بها
24
النصول وقوم يداخلون دخان دهن طيب كدهن البان فى الاذن والشمع، ويمسحون
25
به النصول واذا اغتسل بطل.
4-397
1
|490ra21|فى الحزاز
2
ان الكلام فى الحزاز مناسب للكلام فى الشعر بوجه ما فلنتكلم فيه. والخزاز
3
هو الإبرية أعنى النخالة التى تكون فى الرأس ضربا ما من التقشر الخفيف يعرض
4
للرأس لفساد عرض فى مزاجه خاص التاثير فى السطح الأعلى من الجلد. وأردأه
5
ما يبلغ الى القروح وإلى فساد منابت الشعر، ويكون عن مادة حادة بورقية،
6
أو دم سوداوى. وربما كان لسؤ مزاج فى الرأس فيفسد ما يصل إليه. وربما فعله يبس
7
مجرد، ولم يكن سائر المزاج فى البدن الإ جيدًا. وربما كان بالشركة
8
العلاج: من الحزاز خفيف يكفيه العلاج الخفيف، ويبطله طلاء الرأس بدهن
9
الورد والبنفسج، وباللعابات ومنه ما هو أشد من ذلك، ويحتاج إلى ما له جلاء وتحليل
10
قوى، ثم يتبع بما يرطب ويعدل ومنه ردئى جدا يؤدى إلى التقريح والواجب فى
11
علاجه ان ينقى البدن بفصد وإسهال ان كان الى ذلك حاجة. وان كان للسبب
12
فيما يرى فى الرأس امتلاء من البدن ثم يعالج. وكلما عولج بما يجلو يتبع بالأدهان.
13
ادوية الحزاز اللينة بغير لذع كثير: يكفى الحزاز القريب الضعيف الغسل بماء السلق
14
وبماء الحلبة، وبحب البطيخ، وبدقيق الحمص والترمس، والباقلى، وبزر
15
الخطمى، مطبوخا فى الزفت وبلعاب السفرجل والخطمى، وبالكثيرا، وبالطين
16
الخوزى والقيموليا، وخصوصا بعصارة السلق بعد ان يترك على الرأس ساعة، وبعصير
17
ورق الخلاف الرطب فانه غاية. وبالتمر هندى وبالكرفس وعصارته، وطبيخ
18
الأزاد درخت، وورق الشاهدانج، وورق السمسم. وهذان ربما أبطلا القوباء مع
19
لطاقتها، وكذلك عصارتها. واللوز المقشر بالخل، ودقيق الحلبة بالخل. أو يوخذ
20
دقيق الحمص مع ورق السمسم المسحوق، ويخلط بماء السلق، وشىء من الخل الخمر،
21
او يوخذ الحمص المدقوق والخطمى يعجن بخل ويطلى أو يغسل الرأس بفقاح التوت
22
مسحوقة كالغبار مستعملة كالخطمى، أو بزر الخطمى بالزيت او كندر محلول فى شراب
23
قد خلط بزيت يكمد ذلك أسبوعين ومن اللطيف السهل غسل الرأس بماء ورق الخلاف
24
الرطب، فانه جيد بالغ مجرب سليم. ويجب ان يستعمل بايها كان، ثم يدهن ليلا
25
بمثل دهن الورد والبنفسج.
26
ادوية الحزاز التى هى أقوى: يخلط بالاغسال البورق، أو الكبريت، أو
27
مرارة الثور، أو شحم الحنظل، أو دردى الشراب والخردل، او الميويزج، أو الزجاج
28
أو الزجاج المحرق أو الخربق، أو الثافسيا ونحو ذلك. وايضا يوخذ قيموليا ويعجن
29
بمرارة البقر ويستعمل، ويترك ساعتين. أو حب البان ودقيق الباقلى بالسوية يطبخ
4-398
1
بماء ويغسل به الرأس. أو يوخذ دردى الشراب رطل ومن الصابون أوقيه، ومن
2
البورق أربع درخميات، يجمع الجميع ويلطخ به الرأس ثم يغسل بماء السلق، ودقيق
3
الحمص، ثم يستعمل بدهن الأس وقد يطلى الرأس باخثاء البقر لينفع جدا يراح ليلة،
4
ويطلى ليلة، وغسله ببول الجمل، خصوصا الأعرابى شديد النفع. والزجاج المسحوق
5
قوى فى باب الحزاز الردى وكذلك ما يقع فيه القلقند والميويزج، ويوخذ رغوة البورق
6
وقلقند بالسوية، ويطلى به الرأس بعد الحلق. وربما جمعا بالزيت، أو يسحق الميويزج
7
فى الزيت ويدهن به. أو يوخذ الكبريت وقلقند وبورق ويجمع بلاذن مذاب فى
8
دهن المصطكى، ويترك على الرأس، وربما جعل فيه الخربق.
9
دوآء يدعيه بعض المحدثين وقد جرب فوجد جيدا: يوخذ من الزوفا الرطب
10
نصف جزء، شحم البط جزأن، دهن الخيرى جزء، ثافسيا ربع جزء، لاذن جزأن، يغسل
11
الرأس بماء حار وصابون، ويدلك بخرقة يابسة حتى يحمر، ويطلى به يوما وليلة ويغسل.
12
|490rb38|المقالة الثانية
13
فى أحوال الجلد من جهة اللون
14
|490rb39|فى الاسباب المغيره للون
15
اللون يستحيل إلى السواد بسبب شمس، أو برد، أو ريح، او تفل، أو قلة
16
إستحمام، أو أكل الملوحات، او استحالة الدم إلى السوداوية، ويستحيل الى الصفرة
17
من الأسباب المصفرة، وهى الأمراض، والغموم، وفقدان الغذاء وكثرة الجماع
18
والأوجاع، وحر الهواء السديد، وشرب المياه الراكدة. ومن الماكولات مثل
19
النانخواه، وكثرة شمه حتى النظر إليه فيما قيل، والخل وادمانه مصفر للوجه،
20
والكمون شربا ولطوخا بالخل، وطول مقام فى بيت فيه كمون كثير. والاستكثار
21
من الخل، واكل الطين حتى يوقع سددافى فوهات العروق، فلا يخلص إلى الجلد
22
دم قانى، بل شئى من بخار الصمراء.
23
|490va1|فى الأشياء المحسنة للون بالتبريق، والتحمير، والجلاء اللطيف
24
اعلم ان كل ما يحرك الدم والروح إلى الجلد فانه يكسوه رونقا ونقاء وحمرة
25
ويعينه ما يجلو جلاء خفيفًا فيجعل الجلد أرق، ويكشط عنه مامات على وجهه كشطا
4-399
1
لطيفا، وخصوصا ان كان فيه صبغ. ويحتاج مع هذا كله إلى استتار عن الحر والبرد،
2
والرياح. والأشياء المحركة للدم الى الجلد يفعل ذلك على وجوه أربعة منها بتوليد
3
الدم؛ وخصوصا الرقيق، فان الدم الجيد إذا تولد وكثر وانتشر بلغ كل موضع.
4
ومنها بتنقية الدم. ومنها بنشر الدم وببسطه بتحريكه إياه الى خارج وتفتح مجاريه.
5
"ومنها يجذبه اياه قسرا من داخل الى خارج" وتفتيح مجاريه.
6
فالأشياء التى تحسن اللون بالطريق الأول فمثل تناول الحمص، والبيض
7
النيمبرشت، وماء اللحم، والشراب الريحانى، وتناول التين، فانه يولد دما رقيقا
8
مندفقا إلى الجلد، وبسيب ذلك يقمل. ومن سمج لوئه من الناقهين وأراد ان يعود
9
الى لونه القديم، انتفع بالتين اليابس وبالبسر، فانهما يزيدان فى دم لطيف، وحرارة
10
غريزية. ومما هو مجرب لذلك أن يشرب أياما متوالية على الريق شرابا ولبنا.
11
والأشياء التى تفعل ذلك بتنقيته فهو مثل الأطريفل الصغير، والهليلج المربى
12
اذا استعمل على الدوام. والهليلج الكابلى أقوى من الاطريفل والأشياء التى تفعل
13
[ذلك] بسط الدم وبنشره فمثل الحلتيت والفلفل والسعد والقرنفل اذا وقع فى
14
الطعام، ومثل الزعفران على ان الزعفران يصبغ الدم ايضا، وخصوصا فى الميبختج
15
والشربة إلى درهم ومثل الزوفا يوخذ زوفا درهمان، زعفران نصف درهم يشرب
16
بالسكر. والوج ايضا يحسن اللون واللعبة البربرية من درهم إلى درهمين اذا شربت
17
فى الأسوقة مغلوثة بها غلثا شديدا، لئلا يورث اشتعالا فاحشا. ومن البقول فمثل الفجل
18
والبصل والكرنب خاصة وادمان أكله. والثوم ايضا. ومن الافعال والحركات
19
الإغتياظ والغضب والجذل، والرياضة المعتدلة والمصارعة؛ وايضا السرور
20
والطرب، ومطالعة ما يونس من الافعال والأعمال، ومجالسة النظاف والظراف،
21
والنظر الى أصناف المنازه <و> من الإزهاق فى الساق والهراش وغير ذلك.
22
والأشياء التى تفعل من الخارج بالجذب وبالجلاء ايضا فاللطوخات والغسولات
23
المتخذة من دقيق الباقلى المقشر ودقيق الشعير، ودقيق الكرسنة، ودقيق الحنطة
24
والنشاء، ودقيق الحمص خاصة ودقيق العدس ودقيق الأرز، وعزاء السمك، و
25
الايرسا، واللاذن، والتين، والكندر، والمصطكى ودهنه، وقشور البيض، ولحم
26
الصدف، والمقل، والمرتك، والاسفيداج، ونشارة العاج، والعظام النخرة،
4-400
1
والمحلب، وفوه الطيب قوى ايضا فى ذلك، واللوز الحلو والمر، وبزر
2
الخيار، والبطيخ، والقطف، والقرع، وبزر الجرجير. وكثيرا ما صفى الوجه ونقاه
3
الطلاء بالنشاء، والكثيرا باللبن كل يوم. وعصارة القنابرى، وزردج العصغر، والألبان
4
كما تحلب، وطبيخ أظلاف العجاجيل قد هريت فيه، وطبيخ لحم الصدف، وبياض
5
البيض، وطبيخ الحلبة، او طبيخ اكليل الملك.
6
غسول جيد: باقلى مقشر، كرسنة، ترمس، بزر الفجل، بزر البطيخ المقشر،
7
حمص نشا يتخذ منه غسول.
8
غمرة جيدة: يوخذ من دقيق الباقلى ودقيق الشعير من كل واحد جزء ومن دقيق
9
الحمص جزء، عدس مقثر كثيرا نشاء من كل واحد نصف جزء حب البطيخ جزأن، زعفران
10
قدر ما يصبغ يطلى ليلا، ويغسل نهارا بطبيخ قشور البطيخ، وطبيخ البنفسج ونحوه.
11
غمرة اخرى: يوخذ اللوز الحلو والكثيرا والصمغ، ودقيق الباقلى، و
12
غمرة أخرى: يؤخذ اللوز الحلو والكثيرا والصمغ، ودقيق الباقلى، و
13
ايرسا، وعزاء السمك، اجزاء سواء، يذاب الغراء فى ماء يكفى الجميع، ثم يجعل فيه
14
الادوية ويتخذ طلاء.
15
غمرة اخرى: يوخد دقيق الباقلى، والشعير، والحمص، والسميذ، يطلى
16
ببياض البيض. ومما يجلر جلاء قويا البلبوس، والبصل، والبورق، والنانخواه مع
17
العسل، والأشق، ودهن البابونج، والميعة الرطبة شديدة التنقية، والكبريت ايضا،
18
والزرنيخ وخرء الضب، وأصل النرجس.
19
غمرة قوية: يوخذ زردج العصفر ويطبخ إلى أن يغلظ، ويوخذ منه أوقية،
20
ويعجن به عجن الطلاء هذه الأدوية: ذرق العصافير، دقيق الترمس، دقيق الحمص
21
بزر البطيخ مقشر يسحق ويجمع به ويطلى.
22
غمرة أخرى: كثيرا وزجاج شامى مسحوق كالغبار، وزعفران، وترمس
23
ولب حب القطن من كل واحد مثقال يطلى بدهن اللون.
24
واذا طلى الوجه كل ليلة بالخردل الابيض، والزرنيخ الأحمر والأصفر باللبن،
25
وغسل من الغد حمر الوجه تحميرا شديدا، وهذه الأدوية القوية الجلاء تنفع السخنة
26
التى تكون من إبتدا الجذام التى تسمى التنكر والبثور.
27
والسمن اذا استعمل عليها أذهبها. ومما يختص بذلك ايضا وينقى بموه.
28
صمغ أبيض، بورق، كندر، كبريت اصغر بالسوية، يقرص بالخل ويجفف ويستعمل
29
عند الحاجة بخل وعسل ورغوة البورق خير فى ذلك من البورق. وايضا يوخذ رطل
30
صابون، ومثله أشق ويحلان بالذوب فى ثلاثة أرطال ماء، ثم يلقى عليه من الكندر
4-401
1
والمصطكى والنطرون أجزاء سواء من كل واحد ثلاث أواق، ويسحق الجميع فى
2
زجاجة سحقا شديدا، ويستعمل ليلا، وايضا دقيق الكرسنة، ودقيق الحمص،
3
والباقلى، والشعير والترمس، والايرسا وأصل النرجس أجزاء سواء ومن الصمغ
4
وأصل السوسن نصف جزء يقرص. واعلم ان كل ما ينفع الكلف والبرش، والاثار،
5
وكمودة الدم فهو ينفع فى هذا أقوى نفع، وقليله يكفى.
6
|491ra16|فى حفظ الجلد عن الشمس، والريح، والبرد
7
يجب ان يطلى ببياض البيض، او بماء الصمغ، او بالموم روغن، أو يوخذ
8
حلالة السميذ المنقوع فى الماء المصفى، ويخلط بمثله بياض البيض ويمسح به الوحه.
9
|491ra23|فى أثار الضربة والأثار السود
10
يقلعهما المرد اسنج المبيض ''اذا طلى" بشىء من الشحوم أو بلباب الخبز و
11
كذلك حجر الفلفل المعروف ينفع من ذلك اذا طلى به نفعا بينا. والبقلة التى يقال
12
لها فلفل الماء وكذلك ورق الكرنب، والكندر، والفجل، والفوتنج الرطب،
13
والروسختج كل ذلك بماء الكزيرة والكرفس واذا لطخ الموضع بنورة وبنطرون أحمر
14
مع خل حاذق زالت الاثار الخضر وكذلك الكندر والنطرون والصبر يقلع الأثار
15
الباذنجانية والافسنتين الرومى بالعسل، وكذلك علك البطم، واللاذن ايضا يجب ان
16
يترك على العضو أياما ومرهم الدياخيلون جيد ايضا.
17
طلاء جيد لذلك: لوز مقشر درهم، صدف محرق وحرف أبيض من كل واحد
18
درهمان، ماش مقشر نصف درهم، حمص أبيض مقشر درهمان، كرسنة درهم، ترمس
19
نصف درهم، زبد البحر درهم، العظام الشديد البلى والجفاف درهم، أنزروت درهم
20
يسحق ويعجن بماء العسل والسكر ويطلى بماء الباذروج وايضًا. حكاكة الحرف
21
يطلى العضو وكبيكج بدهن اللوز ايضا. وايضا نطرون وأشق ومر وكبريت
22
أصفر بالسوية يتخذ منه طلاء بالخل مكسورا لئلا يقرح وكذلك قيموليا وزبل الحمام
23
والصابون والكندر بالسوية يطلى بالسوية. وايضًا قرن الابل محرق حتى يبيض و
24
كندر ودقيق الترمس [دقيق الكرسنة، ودقيق النافلى] اجزاء سواء أشق ونوشادر
25
ولوز مر من كل واحد ثلث جزء، كثيرا وصمغ من كل واحد ربع جزء،
4-402
1
وايضًا يضمد بالعلك ثم يوخذ نطرون ولوز ورماد الكرم ويجمع بالعسل ويطلى.
2
وهذا صالع للنمش وأثار القروح، وربما احتيج إلى شرط.
3
|491rb5|آثار القروح والجدرى
4
جميع ما هو قوى مما ذكرناه ينفع للضعيف من أثار القروح ومن الأدوية
5
المذكورة لتلك المجربة: شحم الحمار، وعصارة أصول القصب الرطب مع شئى
6
من العسل، والحبق مع ملح العجين، معجون بعسل النحل. ويطبخ الفاشرا
7
فى الزيت حتى يغلظ وهو مجرب. ولذلك ضماد بهذه الصفة: الايرسا، والقسط،
8
والمرتك المغسول، وقرن الايل [المحرق] والبورق، والأشق وبعر عتيق
9
[يدق] ويستعمل حتى فى النمش والكلف. وايضا: يوخذ من البعر العتيق البالى
10
الابيض، ومن العظام النخرة عشرة عشرة، ومن أصول القصب اليابس عشرون،
11
ومن الحرف الجديد عشرة، نشاء عشرة، والترمس خمسة، وبزر البطيخ المقشر
12
عشرة، ومن الارز المقشر عشرة، ومن دقيق الحمص عشرة، ومن حب البان
13
خمسة عشرة يعجن بماء الشعير ويطلى. وان جعل فيه قسط ومر وزراوند من كل واحد
14
عشرة فهو أحود. وقد أشرنا إلى معالجات هذه الأثار فى موضع قبل هذا الموضع.
15
|491rb30|فى الدم الميت، والبرش، والنمش، والكلف
16
النمش والدم الميت يكون لدم قد انفتح عنه فوهة عرق ليفى الامتلاء،
17
او انصداع الفوهة لضربة أو غيرها، فاحتقن تحت أعلاء الجلد احتقانا فى موضع يتادى
18
اونه وشكله منه فما هو إلى الحمرة يكون نمشا، وما هو الى السواد يكون برشا
19
واللخطمى منه يسمى كلفا وقوم يسمون النقطى كلفا وكثيرا ما يعرض لصاحب النمش
20
تشقق الشفتين ليبس مزاجهما. ويجب ان يبادر إلى علاج جميع ذلك قبل ان يشتد
21
جمود الدم ويسود، فانه بعد ذلك يعسر علاجه.
22
واما الدم الميت والبرش فقد يستخرج بطرف مبضع تنحى الجادة الرقيقة
23
"بثقبة غير منفرجة"، وان كان هناك شئى جامد أخذ بالرفق. وان كان غير جامد
24
بعد سيل بالرفق، ثم يعالج لتمام الجلاء بالأدوية. وقد عالجنا البرش والندش
4-403
1
بمثل هذا فزال؛ لكن يجب ان يتبع ذلك ضمادا فيه قبض لئلا يسيل من فوهات العروق
2
الدم كرة أخرى. على انه لا بد من خلط أدوية قابضة فيما يستعمل من المحللة، لئلا
3
تجذب المحللة الحادة من طريق ما اتسع من العروق، وخصوصا فى المبتدى من
4
الكلف. ولذلك لا ينبغى أن يشد عليه اللذع. والمزمن الواقف لا يخاف، بل يجب
5
ان يستعمل عليه المحلل واللذاع رفعا ووضعا على التوالى والمزمن الأسود لا غير
6
فقد يمكن ان يحلل الدم الميت فى أول الأمر بتنطيلها بالماء الحار الكثير زمانا طويلا،
7
وخصوصا ان كان فى ذلك الماء قوة محللة. وربما شرطنا أولا.
8
وقد ينفع شياف المر والشياف الوردى من ذلك طلاء يكرر ذلك، وما يجرى
9
مجراه فى اليوم مرتين بعد ان يغسل الموضع بمثل طبيخ اكليل الملك واجود ما يستعمل
10
به هذان الدوا أن وغيرهما: ماء الحلبة. والشياف المتخذ من المر يقلع البواقى من
11
تنقية الأدوية هى أضعف. والتين المنقع فى الخل الحامض ربما حلل الدم الميت
12
وكذلك النطرون المشوى وذرق الحمام والبورق بالسوية يطلى بعسل. وايضا يغسل
13
الموضع بالنطرون، ثم يضمد بصمغ البطم، ويشد ستة أيام ثم يغسل ويبخس بالابر
14
ليدمى، ثم ينشف الدم ويترك ستة أيام، ثم يدلك بالملح ويترك نصف ساعة،
15
ثم يوضع عليه هذا الدواء الذى نذكره خمسة أيام، فيخرج جميع الباقى من الدم. و
16
ثم يوضع عليه هذا الدواء الذى نذكره خمسة أيام، فيخرج جميع الباقى من الدم. و
17
هذا الدواء هو: كندر ونطرون ونورة وشمع وعسل. يذاب الشمع مع العسل ويخلط
18
ويضمد به، ويستعمل فى كل ثلاثة أيام أو أربع إلى خمس تركا على الموضع،
19
فيذهب باثر الدم الميت والوشم.
20
ومن الأدوية الجيدة المفردة: الكندس مع لباب الخبز، واللوز المر، وبزر
21
الكرنب، وبزر الفجل، ولبن التين، وماء الجرجير مع مرارة البقر، والكنكرردو،
22
وورق اليبروج دلكا على النمش وغيره من الأثار اسبوعا والمرزنجوش لطوخ جيد
23
للدم الميت، وجميع الأدوية القوية الجلاء المذكورة فى الابواب الماضية. وايضا
24
مثل القردمانا، والمر، والثافسيا، وبصل الزيز بالعسل، وأصل لوف الحية. وقد
25
جرب جالينوس وغيره الجوز الحمت ينعم دقه، ويشد عليه ليلة ثم يعاد عليه والفاشرا
26
ايضا او الفاشرشين وثجير حب البان والياسمين؛ وخصوصا الرطب، ونشارة العاج
27
والعصفر بالخل، والخربقان، والدارصينى، وحماض الاترج جيد، والحند قرقى
28
جيد ايضا وخرء الحمام وخرء العصافير، وخرء البارى. أو يوخذ فلفل جزء نورة
29
جزأن، زرنيخ أحمر وأصغر من كل واحد جزأن يعجن بالعسل ويرفع فى فخار.
30
واذا احتيج إليه غسل الموضع بنطرون ثم ضمد بالراتنيج خمسة أيام، ثم يحل
31
ويبخس الموضع بالابرة وينشف، ويذر عليه ملح، ويعاد عليه هذا الدواء خمسة
4-404
1
أيام أخر يفعل ذلك مرارا، فيذهب بالدم الميت وبالوشم. أو يوخذ بورق وكثيرا بالسوية
2
يتخذ أقراصا ويطلى بالخل، ويغسل بالصابون، ويطلى بقرع يابس يسحق جدا مع قليل
3
زعفران فانه جيد بالغ. او يوخذ طين أفريطى وحب القطن، ويجمع بماء الصابون
4
ويطلى، فينقى الكلف والبثور والنمش وكذلك عكر الزيت المحرق، ودقيق الكرسنة،
5
ودقيق الترمس أجزاء سواء ويطلى. ومن الأدوية الخفيفة التى تنفع من البرص والنمش
6
وجميع الأثار لعاب السفرجل مع الزعفران، وحب القرع مع طبيخ الحلبة. ومما
7
يذهب بالكلف بزر الفجل والخردل يعجنان بتين منقوع فى الخل. والدواء المتخذ
8
من الخردل والزرنيخ اذا كان بقدر ما يقشر قليلا ولا يقرح.
9
ويذهب به ايضأ أن يوخذ القسط مع الدارصينى يعجنان بماء الزردج ويطلى
10
أو يوخذ تراب الزنبق، وبزر البطيخ، والمحلب، واللوز المر ويستعمل. وايضا
11
الزردج ويعجن به المقل وبزر الجرجير. وايضا المقل بالخل، ويستعمل هذه الأدوية،
12
وكلما لذعت اخذت ثم أعيدت. وايضا بصل الزعفران وبصل النرجس. وايضا
13
يوخذ بزر الجرجير، ونشا، ومرداسنج مبيض، من كل واحد جزء وقليل زعفران،
14
وخرء الضب، وخرء الكلاب، ودقيق الباقلى، ودقيق الشعير، ودقيق الحلبة جزأن
15
جزأن، دهن اللوز الحلو، ودهن النارجيل ما يجمع به.
16
وايضا دياخيلون على هذه الصفة: يطبخ أوقية من المرداسنج فى أوقيتين من
17
الزيت العتيق حتى ينحل فيه، ثم يوخذ من لعاب الحلبة ولعاب الخردل بالسوية أوقية،
18
ومن المقل والمر من كل واحد خمسة دراهم، يسحق الدوا أن ثم يلقى عليهما اللعابات
19
ويسحق سحقا شديدا ثم يجمع مع الزيت، ويتخذ منه دياخيلون.
20
قرص جيد لذلك: مازريون أربعة، خردل أبيض عشرة، أشق درهمان، مقل
21
درهمان يحلان فى ماء بقدر ما يجمع به الباقى ويقرص. دوآ للساهر جيد. يوخذ
22
منكبويه درهم، بورق درهم، بزر الفجل، وعظم بال، وحب البان، وحجر الفلفل،
23
وترمس، وبزر البطيخ، وقسط، ولوز مر يتخذ منها أقراص ويستعمل.
24
دواء جيد غاية، قل ما يوجد له نظير: يقتل من الزبيق درهمان فى طحين
25
ثلاثة دراهم ''من لوز مر بالسحق'' حتى لا يرى أثره ويسود الطحين، ثم يطرح مثل
26
الجميع بزر البطيخ مد قوقا جيدا، ويطلى اسبوعا كل ليلة ويغسل من الغد. وايضا
4-405
1
سذاب جبلى وزوفا من كل واحد جزء، رخام الطين الاخضر ثلث جزء، كندر جزء،
2
بورق جزأن <ونصف> صمغ البطم جزءان ونصف، شمع سبعة اجزاء يذاب الشمع
3
والصمغ بدهن الورد، ويحل البورق ورخام الطين بالماء الحار، ويجمع الجميع و
4
يخلط به شئى من العسل، ويستعمل على حذر من تقريحه. قالوا ومما يذهب بالكلف
5
فصد عرق الارنبة الا انه يجعل الوجه فى حمرة الوجه السفعى.
6
|492ra15|فى الوشم
7
قد يقلع الوشم دوا أن ذكرنا هما فى باب النمش وربما كفى ان يغسل الموضع
8
بالنطرون ويوضع عليه علك البطم اسبوعا، ويشد ثم يحل، ويدلك بالملح دلكا جيدا،
9
ويعاد عليه علك البطم الى أن يقطع ومعه سواد الوشم. فان لم ينجع امثال ذلك لم
10
يكن بد من تتبع مغارز ''أثر الوسم'' بنقط البلاذر ليقرحها ويأكلها.
11
|492ra27|فى علاج الباد شنام والحمرة المفرطة
12
البادشنام حمرة منكرة تشبه حمرة من يبتدئى به الجذام، تظهر على الوجه
13
وعلى الأطراف، وخصوصا فى الشتاء والبرد، وربما كان معها قروح ويكون سببه
14
حقن البرد البخار الكثير الدموى وعلاجه الفصد والإسهال والحجامة، وارسال العلق،
15
ثم استعمال التدبير المذكور لمن به التنكر فى ابتداء الجذام فى باب قبل هذا.
16
|492ra40|فى البهق، والوضع، والبرص الأبيض والأسود
17
الفرق بين البهقين والبرص الابيض الحقيقى ان البهقين فى الجلد وان كان
18
له غور فقليل جدا. والبرص نافذ فى الجلد واللحم إلى العظم. والسبب العام الى
19
الجميع ضعف فعل [القوة] المغيرة حتى لم يشبه تمام التشبيه؛ لكن المادة كانت فى
20
البهقين أرق، والقوة الدافعة أقوى، فدفعت إلى السطح. والمادة فى البرص كانت
21
غليظة، والقوة الدافعة ضعيفة، فاربتكت فى الباطن وأفسدت مزاج ما نفذت فيه،
22
فكان زيادة والتصاق ولم يكن تشبه وقد عرفت هذه المعانى فى باب القوى واذا
23
ارتبكت هذه المادة احالت الغذاء الذى يجىء إليها إلى طبعها وان كان أجود غذاء
24
كما ان المزاج الجيد يحيل الفاسدة الى صلاح وموافقة، وكما ان الاشجار تنتقل من
4-406
1
مغارس الى مغارس فتستحيل عن السمية الى الماكولية، وعن الماكولية
2
الى السمية كما حكى جالينوس وغيره ان الشجرة المعروفة باللنج كانت بفارس سمية
3
الثمرة، فلما غرست بمصر كانت ثمرتها مما يوكل. فكما ان ألوان الحيوانات و
4
النبات تستحيل بحسب البلاد، كذلك لا يبعد أن يستحيل المواد بحسب الاعضاء؛ فانها
5
لها كالبلاد. واذا صار العضو بلغميا، ولحمه كلحم الاصداف، أحال الدم الجيد
6
الى مزاجه البلغمى ولونه الأبيض.
7
والفرق بين البهقين هو ان احدها بسبب مادة سوداوية، والأخرى بلغمية
8
خامة. فاما الشئى الذى يسمى البرص الأسود فليست نسبته الى البرص الابيض نسبة
9
البهق الاسود او البهق الابيض، بل هو جنس مخالف فى المعنى للبرص الابيض.
10
وذلك لأن البرص الأسود هو المسمى القوبا المتقشر وهو تخرف يعرض للجلد
11
مع خشونة شديدة وتفليس كما يكون للسمك مع حكة. وهو لخلط سوداوى تشربه
12
الجلد مما يليه تشربًا أقوى من أن يوثر فى اللون وحده، وهو من مقدمات الجذام
13
وهو مع ردأته ومع ان المزمن منه لا يبرأ. وكذلك المزمن من البهق، فانه، أسلم
14
من البرص. وسبب جميع هذا معلوم. وأعلم ان البرص قد يتبع المحاجم،
15
ويظهر على أثارها، ويكثر عليها لما ينجذب مع الدم من الرطوبة، فلا تصحبها عند
16
مص الحجام، وتبقى فى الجلد، ولما يضعف الجلد المجروح عن اكمال
17
أفعاله.
18
العلامات: أما البهق الأسود فلا يشكل أمره. وأما المشكل فهو الفرق بين
19
الوضخ الذى هو البهق الأبيض، وبين البرص الردئى، ومن الفرق بينهما أن الشعر
20
الذى ينبت على الوضخ يكون أسود أو أشقر، وينبت على البرص أبيض لا غير. ويكون
21
الجلد فيه أنزل وأشد تطامنا من جلد سائر البدن. وربما كان ذلك للوضح إلا انه
22
قليل جدا. وإيضا فان غرز الابر يخرج من الوضح دما ومن البرص غير دم، بل
23
رطوبة مائية، وهذا لا يبرأ. وايضا ما يتحمر بالدلك فهو الى الرجاء وإلى ان يكون
24
بهقا، وما لم يتحمر فهو ردئى. واما الفرق بين البهق الأسود، والبرص الأسود فهو
25
التقشر والتفلس والتخزف، فانها لا يكون فى البهق الأسود. ثم البرص ايضا متفاوت
26
فان منه خشنا، ومنه أملس. فاملس الأبيض شر، وأملس الأسودين خير؛ لانه
27
البهق. ومنه شديد البعد عن لون البدن. ومنه أقرب إليه وهو أسلم. والذى هو
28
غاص لا يحمر ولا يدمى، وهو شديد الإتساع أخذ مكانا كبيرا، فلا رجاء فيه وكذلك
29
الذى هو أخذ كل ساعة فى زيادة؛ لان مزاجه قوى يحيل ما يليه إلى مشابهته، ولذلك
30
هو ردئى جدا.
31
|492va4|علاج البهق الأسود:
يجب ان يبتدئى بالفصد ان كان هناك كثرة من الدم،32
وباستفراغ الدم المحترق السوداوى؛ بمثل طبيخ الافتيمون، والغاريقون، والهليلج
4-407
1
الأسود، والبسبائج والاسطوخودس، بالزبيب والتين ونحو ذلك، والحجر الأرمنى
2
واللازورد اذا وقع فى أدويته كان بالغا، والخربق، وأيارج الاوغاذيا، وايارج روفس
3
وغير ذلك. ومن الاستفراغات الرقيقة ماء الجبن بالافتيمون، يشرب كل يوم وزن
4
درهم أفتيمون فى قدح من ماء الجبن لينقى بالرفق. وقد ينفعه استعمال الأغذية الحسنة
5
الكيموس، واستعمال الحمامات، واستعمال الاطريفلات الافتيمونية.
6
سفوف نافع له وللبرص الأسود: هليلج أسود أملج وشونيز من كل واحد
7
جزء، زوفرا جزء ونصف، يشرب منه كل يوم ثلاثة دراهم بكرة، وثلاثة دراهم
8
عشية. واذا سخن البدن ترك اياما ثم عوود. ويجب ان يعينهم الإشتغال بحال اصلاح
9
الطحال ان كان فاسدا، وضعيفا عن جذب السوداء وبعد ذلك فليستعمل الأطلية القاشرة
10
القوية الجلاء، والجاذبة للدم الصحيح. واذا نفطت أريح أياما، حتى تسقط الجلدة
11
<والجاذبة> ثم يعاود ان وقعت إليه حاجة. وربما لم يترك ان يتنفظ؛ بل كلما
12
أخذت فى اللذع أخذت حتى يهدأ، ثم أعيدت. وهذه الأدوية: مثل الثافسيا والفلفل
13
والخردل، والحرف، ولبن اليتوع، والحرمل، والشيطرج، وبزر الفجل، و
14
قشور أصل الكبر. والطلاء بالكبيكج ايضا نافع فى البهق والبرص لشدة جذبه الدم،
15
والعظام النخرة، والنوى العتيق النخر الملقوط من الحيطان، وجميع الجلاأت
16
القوية المذكورة فى باب قلع الأثار. والمياه التى بطلاء بها [الماء] القنابرى وطبيخ
17
الحنظل.
18
صفة طلاء جيد: يوخذ بزر الفجل ويدق مع كندس، ويطلى به البهق الاسود
19
فى الحمام. وايضا بزر الفجل وبزر الخردل معجونين فى التين المطبوخ بالخل
20
صفة طلاء آخر: شونيز مقلو شيطرج فارسى من كل واحد عشرة، شب وسناء من كل
21
واحد ثلاثة، زاج وعفص من كل واحد درهمان، بزر الحرمل المقلو [خمسة] يطلى
22
بخل ثقيف، ثم يتدارك أثر إن عرض بلبن النساء. وجميع الاطلية القوية المذكورة
23
فى باب البرش والنمش وغيره نافع للبهق الأسود.
24
|492vb1|فى علاج الوضع والبرص
25
يجب ان يجتنب الفصد ان لم يكن يوجبه أمر قوى، والحمام <والجماع>
26
الا أحيانا على الريق، والشراب الا الصرف والتعرق فى الحمام ينفعه ان كان نقى
4-408
1
البدن. ويستعمل القىء أولا، ثم الأدوية المستفرغة للبلغم ان لم يكن البدن نقيا، ثم
2
المدرات والمسهلات، مثل الايارجات الكبار، وخصوصا ايارج شحم الحنظل و
3
المدرات والمسهلات، مثل الايارجات الكبار، وخصوصا ايارج شحم الحنظل و
4
الحبوب التى تشبهه. والايارجات تسقى فى طبيخ الاهلبلج، والافتيمون، والبسبائج
5
والزبيب، والملح، ولحب النيل خاصية عجيبة فى استفراغ الخلط الساقى للوضح
6
والبرص. ومن المسهلات الموافقة لهم ايارج فيقرا مركبا بشحم الحنظل، أو على
7
هذه النسخة: يوخذ من الدارصينى، والسنبل وعيدان البلسان، والمصطكى، و
8
الأسارون، والزعفران، والساذج، والفوذنج النهرى وشحم الحنظل من كل واحد درهم،
9
صبر ثمانية عشر درهما. الشربه درهم أو مثقال بالسكنجبين المغلى والماء الحار.
10
ومن المسهلات الموافقة لهم أن يوخذ من الهليلج والأملج جزء جزء، ومن
11
التربد ثلاثة أجزاء، وكل جزء أوقية، ومن الفانيذ نصف رطل يحل بالماء الحار، و
12
يقوم ويعجن ويشرب والشربة منه من ثلاثة إلى خمسة. وأنا استحب ان يجعل فيه
13
من الزنجبيل جزء. ويستعمل المعاجين الاطريفلية. وجوارشنا بهذه الصفة: هليلج
14
أسود كندر أبيض من كل واحد جزء زنجبيل ربع جزء، يعجن [بعسل] الزبيب ويوخذ
15
منه كل يوم قد بيضة. وايضا هليلج أسود وأملج شونيز بالسوية، زوفرا جزء ونصف،
16
يشرب كل يوم منه ثلاثة دراهم، ويتركه متى حمى. وايضاوج ودار فلفل وهليلج
17
كابلى، ومصطكى، وكندر، وشونيز، وحب الغار يعجن بالعسل بالسوية والشربة
18
درهمان.
19
ومما ذكر فى كتاب الاختصارات: سفة سويق الحنطة الشديد القلى وان احتيج
20
إلى إعادة قلى فعل، ويشرب على إثره نصف أوقية مرى نبطى ويصابر العطش
21
إلى نصف النهار. وللزوفرا وبزره فى الشراب فى هذا الباب خاصية عجيبة. وعصارة
22
اطراف الكرم المزة تشرب منها كل يوم قدحا فانه يقشف البرص ويمنع ازدياده.
23
وشرب الترياق وأكل لحوم الأفاعى نافع جدا فى ذلك. وأقراص الافاعى ايضا.
24
ومن المعاجين والأدوية التى هى بين الاطريفلية والمسهلة ان يوخذ من
25
بزر الزوفرا جزأن، ومن بزر الانجرة نصف جزء، ومن الصبر ربع جزء يعجن بعسل و
26
الشربة ثلاثة دراهم يستعمل ذلك دائما. ومن الناس من يجعل معه الوج والافتيمون
27
وايضا كلكلانج درهمان هليلج أسود درهم، افتيمون دانقان، يشرب السنة كاملة بتمامها.
28
ومما يجرى مجرى هذا؛ الا أنه أقوى واظهر نفعا، ويحتاج أن يشرب سنة: يوخذ
29
من الوج ستة دراهم ومن الهليلج الكابلى والبسبائج من كل واحد عشرة دراهم، ومن
30
الهليلج الأصفر خمسة عشر، ومن ايارج الفيقرا عشرون درهما، ومن الملح الهندى
4-409
1
سبعة دراهم، بزر الزوفرا عشرون، عاقر قرحا عشرة، تربد خمسة، ومن شحم الحنظل
2
عشرون، غاريقون خمسة، سقمونيا ثمانية، يعجن بعسل السعتر. والشربة من مثقال
3
إلى مثقالين.
4
ومن هذا القبيل للكندى: يوخذ بزر الحرف ثمن كيلجه، زوفرا وصبر سقوطرى
5
من كل واحد ثلاثة دراهم، يلقى ذلك على رطل ونصف من العسل ويقوم. الشربة منه
6
قبل الطعام قدر الحاجة مع سويق، ثم يتجرع بعده ثلاث جرع مرى. ويحفظ الرأس
7
بدهن البنفسج ودهن الورد والغذاء بعده اسفيدباج وقد يجوز أن يستعمل دائما اللوغاذيا
8
والثبادريطوس كل يوم شربة صغيرة إلى نصف درهم. وأقل وقد انتفع قوم بأن
9
كووا موضع البرص فخلصوا واستراحوا، لكن هذا يمكن فى القليل قدرًا منه.
10
واذا كان البدن نقيا، ومزاج البدن معتدلا، فدع الأدوية المشروبة، فانها
11
ربما جلبت أفة. وأقل ذلك ان ينزف الدم ويقل الروح. وهما من المحتاج إليهما
12
فى علاج البرص. واقتصر على علاج العضو بما يختص به من الأطاية ونحوها
13
وليجعل غذاءه سريع الهضم لا لزوجة له، ولا دسومة فيه وليجتنب البقول والهرائس
14
واما الأدوية الوضحية والبرصية الموضعية فأول درجاتها ان تكون شديدة
15
الجلاء قوية الجذب للدم شديدة تسخين مزاج العضو. وأما بعد ذلك فان تكون مقرحة
16
مقشرة. وفى الأدوية الوضحية ادوية تستعمل على ان تصبغ. والأوجب ان تستعمل
17
الأدوية الموضعية بعد الدلك والتحمير وأن يكون الدلك بمثل ورق التين الى ان يكاد
18
ان يدمى، أو بعد غرز الابر فى مواضع كثيرة. ومن المعينات على نفع الأدوية
19
ان يستعمل اللطوخات فى الشمس. وأفضل الأدوية البرصية ما يقرح او ينفط فيسيل
20
مادة، ويبرأ ويعاود. وربما لم يترك ان ينفط بل لذعها، وأعيد بعد الاراحة.
21
والأدوية البرصية بحسب الاعتبار الأول فهى القوية مما ذكر كالخربقين،
22
والنورة، والزرنيخ، والكندس، والميويزج، وأصل الفاثر، والجنطيانا، والأبهل،
23
والراتينج وأصل دم الأخوين، واصل الخنثى، وزبد البحر، والحلتيت، وقشور
24
أصل الكير، والخردل، والحرمل، وبزر الفجل، وأصل قثاء الحمار، والجرجير،
25
والفوه، والقاقلة، والمازريون، والزاج، والقلقند، والزنجار، والكبريت، والقطران
26
فى الحمام، والبلبوس، والقسط، وزراوند، والشقائق، وثافسيا، وفربيون، و
27
الكرمدانه شديدة الموافقة. والكبريت ايضا بالخل طلاء بعد طلاء. وبصل النرجس.
28
ومما جرب النوشادر ودهن البيض طلاء جيد. وأصل اللوف عجيب. وأصل
29
النيلوفر للوضع، ودم الاسود السالخ، وأصل اسقمونيا، وورق التين اليابس، ــ
30
وورق الدفلى، والراسن وورقه، والأشترغار، وأما المياه فالخل، وماء الزردج،
4-410
1
وماء القنابرى، وماء البلبوس، وماء العنصل خاصة، وماء المرزنجوش، وخصوصا
2
على برص أثار المحاجم، وعصارة الراسن، وشورباج لحم الافاعى.
3
ومن الاطلية الجيدة الترياق، او المشروديطوس، واللوغاذيا بماء القنابرى.
4
وايضا الشيطرج المدقوق والخردل المدقوق. وربما أبرأ بهذا ما كان بين الجلدين،
5
ومن الادهان الجيدة دهن الأس مطبوخا فيه الشيطرج المحرق، مخلوطا به بعد ذلك
6
زاج. ومن الاطلية الجيدة الذراريح يسحق بالخل ويطلى ويوخذ الشاهترج
7
الرطب واليابس، ويجعل فى جوف أفعى مذبوحة منقاة الجوف حشوا وتخيطه،
8
وتشوى الأفعى حتى تنضج جيدا، ثم يخرج ذلك الشاهترج ويضمد به البرص فيبرأ
9
[بسرعة] أو يوخذ ورق الدفلى الطرى يغلى مع الزيت حتى يجفف الورق ويصفى
10
الزيت، ويجعل عليه الشمع المصفى بقدر، ثم يذر عليه الكبريت الأصفر ويصير
11
كالمرهم، ويطلى فى الشمس.
12
طلاء جيد للهند: يوخذ قسط، وشيطرج هندى، وزرنيخ أحمر، وفلفل،
13
وزنجار يسحق فى الخل فى اناء نحاس ويترك أسبوعا ويطلى به، ويقام فى الشمس
14
نيبطل البهق والبرص المبتدى وينفع القلى والنورة فى ابوال الصبيان الرضع، ويجد
15
عليه سبعة أيام، ثم يطبخ كالعسل ويستعمل حتى يتقرح، ثم يوخذ زفت، ثوم،
16
وقطران، وقشور الجوز المحرق، ودم فرخ الحمام، ودهن الحنا ويطبخ حتى
17
يختلط، ثم يوضع على الموضع حتى يبرأ <ويصير> لونه لون البدن والأجود ان
18
يكرر فى الشمس الحارة مرارا.
19
واعلم ان استفراغ صاحب هذه العلة يجب ان يكون بالضعيف المستفرع للرقيق
20
بتدريج. وماء الاصول منضج مطرق للدواء وفى أخر أمره يشرب حب المنتن،
21
ثم يعاود ماء الأصول أسبوعين. ويولد دمه من اللحوم الحارة من الطير والمقليات،
22
فيهجر الحوامض والمرق الا الزيرباج أحيانا. والماء أضر الأشياء به، فليكن بشراب
23
عتيق من غير تكرير. ويجب ان يدلك الموضع كل وقت بخرق خشنة ليجذب إليه
24
الدم ودخول الحمام يضره والغذاء الغليظ والفواكه الطرية واليابسة والكى على
25
البرص ردى ربما انتشر وكثر. والبرص الذى يظهر عقيب كى بسبب <حديد> فليس
26
يعيب وكذلك حول المشارط.
27
طلاء كثير الاخلاط اتخذ للمعتصم: يوخذ من دم الأسود السالخ ثلاث أواق،
28
ومن دم الغراب الأبقع والنحام، والأبغث، وفرخ الورشان، والسلحفاة البرية،
4-411
1
من كل واحد أوقية، ومن القطران. والزفت الرطب، والنفط، وعسل البلاذر،
2
من كل واحد أوقية، تخلط هذه وتجفف، ويوخذ من ماء الحنظل الرطب جزء، ومن
3
الشراب العتيق جزأن، ومن ماء الراسن الرطب جزأن، ومن ماء السذاب وماء
4
الخردل الرطب من كل واحد جزء، يجمع منها ما يحمله عشرة ارطال على هذه:
5
ويجعل فى طنجير، ويلقى عليه فلفل أسود، ودار فلفل، وزنجبيل، وشونيز، وجند
6
بادستر، وعاقر قرحا، وكندس، وثافسيا، وقرنفل، وسليخة وما زريون، وأصل
7
قثاء الحمار، وخربق أسود، وجاؤشير، من كل واحد أوقية، يطبخ فى المياه حتى
8
يبقى الثلث، ويصفى على الأدوية ويجعل على الدماء والاخلاط المذكورة، حتى
9
تنشف وتجف، ثم يوخذ ماء الحنظل الرطب والراسن الرطب، والعنصل، وماء
10
المرزنجوش، وشئى من شراب عتيق يرش على المياه ويكون الجميع تمانية ارطال،
11
ويلقى عليه من الحلتيت المنتن والمحروث والأشترغار، ومن الزرنيخين، والزنجار
12
والكبريت من كل واحد أوقية ونصف، ويطبخ فى المياه الى ان يبقى الربع وتصفى
13
ولا يزال الدماء والاخلاط المجففة يشرب منه، ويسحق حتى يشرب الجميع ثم
14
ن
15
يطلى به فى الحمام. أقول: انه قد يمكن أن يستعمل هذا الدواء أخف مؤنة وأقوى تاثيرا
16
ما يسوق به طبيب هذا الملك.
17
طلاء جيد للساهر: خربق شونيز، شقائق النعمان، أصل الكبر من كل واحد
18
جزء، شيطرج حضض، دوادم، مر، زرنيخ، من كل واحد نصف جزء يطلى فى الشمس.
19
طلاء جيد نافع. يوخذ شقائق النعمان وهزارجشان. وايضا فوة الصبغ، وزبد البحر،
20
وبزر الفجل، وكندس بخل خمر. وايضا يوخذ برادة الشبه والخربق الأسود والصفر
21
المحرق، والزراريح الأحمر من كل واحد درهم، يعجن بقطران مذوب فى الخل
22
ويطلى بعد ما يذر. وايضا لاريباسوس <الحكيم>: خربق أبيض، فلفل، شونيز،
23
زبد البحر، كبريت، زرنيخ أحمر، فوة الصبغ، شيطرج زنجبار، ذراريح يسحق بخل
24
ويقرص ويجفف، وعند الحاجة يسحق بالخل ويطلى ''بعد دلك محمر'' ويلطخ.
25
وايضًا من كتاب الزينة لقريطون: خربق أسود، فاشرا [لحاء] أصل
26
المازريون، كبريت اصفر، زاج، زنجار، برادة الحديد، زبد البحر، ورق التين، يسحق
27
بالخل كالخلوق ويحفظ فى رصاصة، ويطلى فى الشمس بعد الدلك. آخر لجبريل:
28
كبريت فربيون خربق من كل واحد درهم، بلاذر درهمان، عاقرقرحا شيطرج مثقال
29
مثقال يطلى بالخل. وايضا بزر الفجل، كندس ثافسيا، ما زريون، فوة الصبغ شيطرج
30
حرف، عاقرقرحا، ميويزج يجمع بدم الأسود السالخ ويقرص، ويستعمل بماء
4-412
1
فوة الصبغ مطبوخا شديدا مصفى بعد الحمام. وايضا شيطرج وفوه من كل واحد
2
خمسة دراهم، بزر الفجل عشرة، كندس تمانية يطلى بالخل بعد الحمام.
3
دوآء ملكى: ورق المازريون وبزره المقشر، والخربق الأسود، والفلفل،
4
يطبخ بغمره خلا حتى يتهرأ، ثم يطرح فيه زاج، وذراريح، وبرادة الحديد، ونطرون
5
وزبد البحر، ويطبخ حتى يغلى، ويطلى ويحتمل، ولا يغسل ما أمكن وتفقاء النفاطات.
6
دواء آخر: عسل البلاذر سبعة، عاقرقرحا ثافسيا ثلاثة، [ثلاثة] افربيرن أربعة،
7
شيطرح فارسى درهمان، يطلى بماء معجونا باللبن. ومما جربناه أن يوخذ من عسل البلاذر،
8
ومن الكبيكج، ومن ذرق الحمام، ومن الذراريح، ومن الشيطرج، ومن بزر الفجل،
9
وبزر الخردل، وفوة الصبغ، والحناء، والوسمة، والزاج، اجزاء سواء <يعجن بخل
10
ويلطخ به حتى> يتنفط ويفقأ، ويعالج القروح ويعاود حتى يبرأ والذى يذهب برص
11
اثار المحاجم ماء القنابرى، وماء المرزنجوش، وفوة الصبغ، والشيطرج مطليا بماء البقم.
12
وأما الاصباغ التى تستعمل على البرص فليس يمكن أن ينص فيها على أوزان
13
بعينها لاختلاف الوان البشرات، بل يعطى فيها قوانين، ثم يقدم ويؤخر. فمنها
14
ان يوخذ السورج، والمر، ودردى الخمر، والمعزة، والفوه، والشب، ونحو ذلك،
15
ويركب ويطلى. صمغ جربناه. يوخذ من قثور الجوز، ومثله حناء، ومثل الحناء
16
وسمة. وايضا نورة وزرنيخ وشيطرج من كل واحد جزء، فوة الصبغ جزأن، يجمع
17
ذلك بماء البصل، ويستعمل بحسب ما يشاهد. صبغ آخر: مرداسنج ونورة، وعفص
18
وزاج، وحنا يعجن بعسل وبخل السواد ويستعمل طلاء. وايضا زاج، قلقند، عفص، وزاج،
19
وحنا يعجن بعسل وبخل السواد ويستعمل. ويدلك العضو فى الشمس، ويطلى به طليات،
20
وهو صبغ باق. وايضا شيطرج اسود، وخبث الحديد، وزاج الاساكفة، وزنجار،
21
وفوة الصبغ، وقشور الرمان يسحق بخل الخمر حتى يسود ويطلى عليه مرات.
22
وأغذية صاحب هذه العلة المشويات، والقلايا، والمطنجنات، والمكببات
23
من اللحوم الخفيفة بالابازير، والاقتصاد على الشراب. ويجتنب شرب الماء أصلا
24
ان امكن او يقال منه، ويستعمل المطبوخ منه، او الممزوج بالشراب.
25
|494ra6|علاج البرص الأسود
26
هو علاج البهق الأسود ويحتاج إلى ترطيب البدن أشد، واستفراغ أقوى
27
ثم يستعمل أجلى أدوية البهق الأسود وقد يتفق لصاحبه ان ينتفع بالجماع فكثير النفع
28
له. فان اشتد وبالغ عولج بعلاج الجذام.
4-413
1
|494ra15|المقالة الثالثة
2
فيما يعرض للجلد لا فى لونه
3
فى السعفة والشيرينج والبلخية والبطم
4
السعفة من جملة البثور القرحية. وقد جرت العادة فى اكثر الكتب انها تذكر
5
فى ابواب الزينة. والسعفة تبتدى بثورا "مستحكة خفيفة'' متفرقة فى عدة مواضع، ثم
6
تتقرح قروحا خشكريشية، وتكون الى حمرة. وربما سيلت صديدا، ويسمى
7
شيرينجا وسعفة رطبة. وربما ابتدأت قوبائية يابسة. وكثيرا ما تثور فى الشتاء وتزول
8
بسرعة. وسبب السعفة رطوبة ردئية حادة أكالة تخالط الدم، وأخلاط غليظة ايضا
9
ردئية فيحتبس الغليظ ورمًا وينتشر الرقيق. وسبب اليابس منها خلط سوداوى كثير
10
خالطه رطوبة حريفة فتندفع إلى الجلد ويفسد ويأكل. وأما البلخية فهى من جنس
11
السعفة الردئية. وأما البطم فقروح سوداوية تظهر فى الساق من مادة الدوالى بعينها يقرب
12
علاجها من علاجها.
13
العلاج: علاجه قريب من علاج القوبا وسنذكره؛ لكنا نقول الأن انه ينفع
14
من السعفة اليابسة استفراغ الخلط الصفراوى والسوداوى، والبلغم المالح بمثل طبيخ
15
الهليلج بالأفتيمون يجعل فيه الصبر والسقمونيا، ويستعمل بعدها ما ينقى الباقى مع
16
ترطيب، مثل ماء الجبن والشاهترج الرطب يوخذ من الجملة رطل واحد، ويخلط
17
بهما من الهليلج الأسود والأصفر من كل واحد ثلاثة دراهم، ومن الافتيمون وزن
18
درهمين، ومن الملح النفطى دانقان، ثم بعد ذلك يقتصر على ماء الجبن والأفتيمون
19
كل يوم وزن ثلاثتين درهما من ماء الجبن، ودرهم ونصف من الافتيمون ان احتملت
20
الطبيعة ولم يفرط، أو على ما يحتمل. واجتناب كل ماله حلاوة مفرطة وخصوصا
21
التمر، او مرارة، أو حرافة، أو ملوحة. ويقتصر على التفه المولد للخلط السام الذى
22
لا لذع فيه ويرطب البدن رطوبة معتدلة بالحمام وغيره ويفصد العرق من اليد إن
23
كانت الحاجة اليه ماسة، أو من العرق الذى يسقى ذلك العضو مثل عرق الجبهة فى
24
السعفة الكائنة على الرأس، والعرق الذى فى جلد الرأس، والعرق الذى خلف
25
الاذنبين وهى تكون فى اكثر الامر على الرأس. والحجامة ايضا لما كان فى الرأس
26
وان كانت فى الاعضاء السافلة فصد الصافنين.
27
واذا فعلت ذلك حكت السعفة حكا قويا حتى تدمى ويجهد فى ان يسيل منها
28
دم كثير، ثم يعالج بالادوية الموضعية، وخصوصا اذا دلك بعد الادماء بالملح والخل
29
وقد ينفع اليابس منها الحمام المتواتر من غير اطالة جلوس، واكباب العضو على
4-414
1
بخارا الماء الحار والفاتر فى اليوم مرارا، والادهان والشحوم، والتدبير المرطب
2
بالغذا، والتدهين والمسعوطات، ويحتاج فى الاستفراغ لها إلى أدوية تجذب السوداء
3
جذبا قويا ويسهله. ويستعمل بعد هذا ماء الجبن على ما قيل. ولا بأس بارسال العلق
4
بالقرب، ثم لا بد من الحك والإدماء، ثم يستعمل الأدوية الموضعيه. وقد
5
زعم قوم: ان دم فصد السعفة من العرق القريب منها كعرق خلف الاذنين لسعفة الرأس
6
علاج لها، تطلى به ثم يغسل بماء السلق والزاج.
7
وأما الأدوية الموضعية للرطب المبتدى، والذى على بدن رطب، وابدان
8
الاطفال فمثل الحناء، ومثل الوسمة مع العفص المحرق بدهن الألية فانه مجرب
9
غاية، ومثل الأدوية المتخذة من القوابض المجففة كقشور الرمان بحل خمر ودهن
10
ورد. وربما جعل فيها المرداسنج. وربما احتيج الى إستعمال ما فيه جلاء ايضا مثل
11
الزراوند. وكثيرا ما أبرأ المتوسطة منه الدلك بالخل والملح، والاشنان الرطب الاخضر
12
فتجف وتسقط. ومن ادوية التى هى فى هذه المرتبة: التوتيا، والاقلميا، والقيموليا،
13
والقرطاس المحرق بالخل، وصمغ الصنوبر بالجلنار، والخل، ودهن الورد، أو
14
يوخذ مرتك، وخبث الفضة، ولوز مر محرق، وعروق الصباغين من كل واحد درهم
15
بخل ودهن ورد. وكذلك أصول السوسن الأسما نجونى، وعود البلسان، والكور
16
المحلول، وحب البان المسحوق. وايضا العدس والمغرة بخل. وايضا لوز مر و
17
عفص اخضر مسحوقان يتخذ منهما طلاء بالخل بعد ان يقوم بالشمس. قالوا: وايضا
18
يوخذ السرطان الحى ويدق مع المرزنجوش، ويعتصر ويسعط به، وبرطوبة السرطان
19
وحده.
20
واما المزمن والذى على الابدان الصلب فيحتاج فيه الى مثل القلقطار، و
21
القلقند، والسورى، وزاج الحبر، والملح، والكبريت، وتراب الزيبق، وعروق
22
الصباغين، ودواء القراطيس، وتوبال النحاس، ودخان التنور. والملح من القوابض
23
المحللة. وإيضا الى مثل المرداسنج والاسفيداج. واما الخرف اليابس فهو من
24
المجففات القوية. وذرق الحمام من المحللات الشديدة الجلاء والتجفيف. وكذلك
25
خرء الزرازير، وخصوصا الآكلة للارز. ومرهم العروق مما ينفع كل سعفة. والمرهم
26
الأحمر المتخذ من العروق الصفر، والحناء، والزراوند وقشور الرمان، والمرداسنج،
27
والدواء الذى نذكره فى باب المابسة.
28
دواء جيد لذلك: قيموليا، وكبريت أخضر، ورماد القرع وشحم الحنظل
29
اجزاء سواء بخل أو كزبرة يابسة محرقة، وخزف تنور وحنا بخل ودهن ورد. وايضا
4-415
1
رماد حطب الكرم وزراوند مدحرج، وجلنار، وعفص، وراتيخ بخل ودهن.
2
دواء جيد جدا. تغسل السعفة بطبيخ الدفلى، ثم يطلى بتوبال النحاس ومر وزن درهمين،
3
وتراب الكندر وشب يمانى من كل واحد وزن اربعة دراهم، زراوند وقلقطار و
4
رماد الكرم وصبر من كل واحد وزن درهم بخل ودهن ورد.
5
|494ra17|الادوية الموضعية للسعفة اليابسة:
والمزمن القوى منها يحتاج إلى دواء حاد6
ياكلها الى ان يبلغ الى اللحم الصحيح، ثم يعالج بمرهم القروح، مثل مرهم العروق
7
والمرداسنج، والخل والزيت، وما دون ذلك فيعالج بما يعالج به المزمن الأول
8
المذكور وينفع منه ترطيب البدن بالأغذية والنشوقات والحقن وغير ذلك دواء للسفة
9
الرطبة واليابسة: يوخذ دهن لوز مر ودهن خردل من كل واحد نصف سكرجة خل
10
سكرجة، أشياف ما مثيا وعفص من كل واحد ثلاثة مثاقيل، فيلزج هزج مثقال، عروق
11
صفر وبورق من كل واحد نصف مثقال، يسحق الأدوية ويخلط بالدهنين والخل
12
خلطا شديدا بالسحق، ثم يستعمل على كل سعفة، وجرب، وقل، وقوبا، وداء الثعلب
13
وتمرط، وحزاز. والبلخية من جنس السعفة الردئية وربما كان سببها لسع مثل
14
البعوض الخبيثة. وعلاجها مثل ذلك العلاج. دوآء لنا قوى جدا: يوخذ من الزراوند
15
والزنجار، والأشق، والمقل، والخردل، والزاج اجزاء سواء، يجمع بدهن الحنطة
16
ومثله خل وقليل عسل ويستعمل.
17
|494va52|فى القوباء
18
القوبا ليست بعيدة عن السعفة. وانما تخالفها بشئى خفى، وخصوصًا السعفة
19
اليابسة. ويجوز أن تكون السعفة اليابسة قوبا اخبث وأردى، وآكل وابعد غورًا. و
20
سبب القويا قريب من سبب السعفة؛ فانه مائية حريفة حادة يخالطها ايضا مادة غليظة
21
سوداوية اغلظ من مادة الجرب. وأسرع القوبا برءًا ما كان رقيقة أغلب. ومن القوبا
22
رطب دموى تظهر عند حكه نداوة وهو أسلم. ومنه يابس اكثره يكون من بلغم
23
مالح استحال بالاحتراق سوداء. ومن القوبا متقشر لشدة [اليبوسة] وكثرة الغور، وهو
24
كالبرص الأسود، أو كالخشكريشة. ومنها غير متقشر. ومن القوبا ساع خبيث، ومنها
25
واقف ومن القوبا حديث ومنها ردئى وهو مرض خريفى.
26
|494vb16|علاج القوباء:
يحتاج القوبا فى أصل العلاج الى أدوية تجمع تحليلا وتقطيعا،27
واذابة وتلطيفا مع تسكين وترطيب. فالاول منها بحسب المادة الغليظة. والثانى
28
بحسب المادة الحارة الرقيقة. وبحسب غلبة أحد الأمرين يحتاج الى تغليب أحد
29
التدبيرين، وإرسال العلق من أجود أدويته ويحتاج فى أمر التنقية وإبتاعه ماء الجبن
4-416
1
على نحو ما توجبه المشاهدة والتغذية، والترطيب، والتدبير المرطب الى ما تحتاج إليه السعفة.
2
وكذلك الحمام من أجل المعالجات. وربما احتيج إلى مفارقة الهواء اليابس. قال
3
قوم: ومما يمنع حدوث القوابى ويبرئى الحادث منها ان يسقى من اللك المغسول
4
غسل الصبر وزن درهم واحد بثلات اواق مطبوخ ريحانى. واذا انتشر القوبا وكثر
5
فعلاجه علاج الجذام.
6
المعالجات الموضعية: اما للحديث والمتوسط منه فمن الأدوية المفردة حماض
7
الاترنج. وللقوى ايضا الصمغ الاعرابى بالخل، وصمغ اللوز، وصمغ الاجاص بالخل،
8
وعسل اللبنى بالخل، والخردل بالخل غاية. والماء الكبريتى، والماء المالح،
9
وزبد البحر، وعزى الجلود، وريق الانسان الصائم، وطلاوة أسنانه، وبزر البطيخ،
10
وأصل الخنثى. والأسراش بدهن اللوز المر جيد. وورق الكبر بالخل والسنجسبويه
11
ينفع من كل القوبا بخاصية. والأقاقيا، والمغاث، ودهن الحنطة يصلح لما يعرض
12
لكل بدن الضعيف والقوى؛ والعروق الصفر. وللمبتدى أن يدام صب الماء الحار
13
عليه ثم، يدلك بدهن البنفسج يفعل ذلك على الدوام. وماء الشعير طلاء ربما اذهبه؛ و
14
خصوصا مع الجوز مازج. وينفع من السعفة الرطبة القثاء ولعاب بزر قطونا وعصارة
15
الرطب منه، وماء البقلة الحمقاء. وصمغ الاجاص نافع لقوباء الصبيان. ويوخذ
16
صمغ اللوز وغرى الجلود والميعة اجزاء سواء وتجمع بالخل ويطلى أو يوخذ عزى
17
النجارين، وكندو، وكبريت، وخل ويسحق ويستعمل.
18
وأما المزمن الردئى منه فيحتاج الى أدوية أقوى مثل عصارة حماض الاترنج
19
مقوية بالطبخ، ومثل دهن الحمص، ودهن الازر، ودهن الحناء خاصة، وصمغ
20
اللوز المر، والكبريت، وبعر الماعز محرقا، وزبد البحر والقطران والزفت عجيبان
21
وكذلك إدامة طلاءه بالنفط الأبيض، وخرء الحيوانات المذكورة فى باب السعفة،
22
والفنجكشت، والكبر، والأشق، والخربق، وحب البان، والثافسيا خاصة؛ لا سيما
23
اذا اتخذ منه قيروطى بدهن الخردل، والسنجسبويه، والأشق بالخل، والقردمانا،
24
والكندس، ورماد الحمام، والكندر والعروق، والخردل، وبزر الجرجير،
25
وعسل البلاذر غاية.
26
ومن المركبات لذلك: يوخذ قردمانا ويسحق ويعجن، ويجمع بدهن
27
الحنطة، ورماد الثوم مع عسل والكبريت بصمغ البطم، وثجير حب البان بالخل
28
قوى جدا وللمقشر ايضا: ان يوخذ كندر وزاج وكبريت وصبر من كل واحد درهم، ومن
29
الصمغ درهمان يطلى بالخل، أو يوخذ بورق أرمنى نصف مثقال، دهن الحنطة ثلاثة
30
دراهم، حماض الاترنج، وقفر اليهود من كل واحد درهمان، بزر الجرجير درهمان،
31
شونيز درهم ونصف، خربق أسود درهم ونصف، زاج محرق مثله، يتخذ منه طلاء.
4-417
1
أو يوخذ سنجسبويه فيطلى بالخل. أو يوخذ زاج، ومر وكندر، وشب. وكبريت،
2
وصبر، يعجن بالطلاء ويطلى. دوآء جيد لذلك. حب البان عشرة، كبريت أصفر أربعة،
3
سنجسبويه جزء ينعم دقه، ويطلى بخل خمر ودهن [ورد]. أو يوخذ كبريت ودقاق
4
الكندر، وأشق يذاب بخل؛ أو يوخذ خرء كلب، وأشنان القصارين، وكبريت ابيض
5
وسذاب، ودخان التنور، وقشور الرمان، ورماد الحمام، والزرنيخان، والكبريت
6
الأصفر بالسوية، ذاف بالخل والزيت طلاء.
7
|495ra44|فى البثور اللبنية
8
انه قد ينتشر على الأنف والوجه بثور بيض كانها نقط لبن بسبب مادة صديدية
9
تندفع إلى السطح من بخار البدن. وعلاجه كل ما فيه تجفيف وتحليل مثل الخربق
10
الابيض بنصفه ايرسا يتخذ منه لطوخ، وبزر الكتان مع البورق والتين والشونيز مع الخل.
11
|495ra54|فى الجرب والحكة
12
المادة التى يتولد عنها الجرب <والحكة تكون> إما مادة دموية يخالطها صفرأ
13
تكاد ان تستحيل سوداء، او استحال شطر منها سوداء. واما مادة دموية تخالط بلغما مالحا
14
بورقيا. والأول جرب يابس ومادته يابسة الى الغلظ، والأخر جرب رطب ومادته
15
رطوبة الى الرقة. واكثر ما يتولد من تناول الملوحات، والحرافات، والمرارات،
16
والتوابل الحادة ونحوها. وما ياخذ من البدن مكانا واسعا فهو ايضا من جملة الجرب
17
الرطب. وما هو أنشز واشخص وأحد رأسًا من جميع البثور فهو احد خلطا. وما هو
18
أعرض وأشد اطماسا فخلطه أقل حدة. واسباب تولد مادة الجرب هى اسباب تولد
19
مادة الحكة، لكهنا أقوى؛ وتقارب أسباب تولد القمل والسعفة والحزاز والقوبا،
20
وتقار بها فى علاج.
21
ويفارق الجرب الحكة بأن الحكة لا يكون معها بثور كما يكون فى الجرب
22
لانه عن مادة أرق، وأقل تميل إلى الملوحة، وفيها سكون واستقرار حبسها فى الجلد،
23
بعد دفع الطبيعة اياها انسداد المسام وقلة التنظيف، او احتبست لضعف الدافعة كمثل
24
ما يعرض للمشائخ وفى أخر الأمراض؛ خصوصا اذا كانت المادة كثيرة أو غليظة،
25
او لا غذية ردئية، يتولد عنها كيموس ردئى حريف مثل المالح والحريف ونحوها.
4-418
1
اولسو هضم يعفن معه الغذاء. والحكة قد تخلى عن قشور نخالية لا تأخذ من العمق
2
شئيا. والحكة الشيخوخية قليلة الاذعان للعلاج، وانما تدبر وتدارى.
3
واعلم ان الجرب المتقشر والقوابى تكثر فى الخريف، وبالجملة فان مادة
4
الحكة تجتمع بين الجلدين. فان كان فى البدن منه شئى ولد جربا يابسا. والحلاوات
5
العظيم الفاحش "يجلب خراجا" وينتقل إلى القوابى والقشف. والأدهان تضرهم.
6
والسكنجبين ينفعهم ان لم يخف السحج.
7
العلاج:
أما علاج الجرب فأوله وأفضله والذى كثيرا ما يستكفى به هو الاستفراغ8
بما يخرج الخلط الحار المحترق والبلغم المالح، ثم إصلاح الغذاء، وتدبير الترطيب
9
على ما علمت فى اخوات هذا الباب. واستعمال الأشيا المائية التفهة التى تومن
10
سرعة تعفنها مثل البطيخ الهندى والخس والهندباء ونحوه، ومن خارج ايضا، و
11
يترك الجماع اصلا، فان الجماع يحرك المواد إلى خارج، ويثير بخارا حارا عفنًا
12
ياتى سطح الجلد، فيعفن من هناك. ولذلك ينتن ايضا رائحة البدن؛ ولذلك ما أمر
13
بالتدلك فى غسل الجنابة. ومن المستفرغات الجيدة لأصناف مواد الجرب طبيخ
14
الافتيمون بالهليلج الأصفر، والشاهترج، والسنا، والبسبائج، والافسنتين. وقد
15
جعل فيه الورد وبزر الهندبا ونحوه. وقد يجعل فيه الماميران بخاصية فيه وقد يجعل
16
فيه السقمونيا. وايضا فان حب الصبر والسقمونيا جيد بالغ.
17
طبيخ جيد:
يوخذ من الهليلج الأصفر والزبيب من كل واحد وزن عشرين18
درهما، يطبخ بثلاثة أرطال من الماء حتى يبقى الثلث، ويصفى ويوخذ من ماءه ثلثا
19
رطل يمرس فيه من الخيارشنبر عشرة دراهم، فاذا مرس فيه صغى ايضا، ويجعل فيه
20
درهم غاريقون.
21
حب جيد:
وهو حب الشاهترج: يوخذ الهليلج الأصفر والكابلى والأسود22
من كل واحد خمسة دراهم صبر سقوطرى سبعة دراهم، سقمونيا خمسة دراهم، لا يزال
23
يعجن بماء الشاهترج ويترك حتى يجف، ويسقى مرة بعد أخرى ويترك حتى
24
يجف، ويعمل ذلك ثلاث مرات كل مرة مثل الحسو، ثم يترك حتى يتقوم ويحبب.
25
دواء قوى للمزمن:
يوخذ من الاهليلج الأصفر، ومن البليلج، ومن الأملج،26
ومن البرنج الكابلى المقشر من كل واحد درهم، تربد درهمان، يعجن
27
بغانيذ ويقرص. والشربة للاسهال التام من عشرة إلى خمسة عشر درهما إلى عشرين
28
درهما بماء حار وربما جعل فيه السقمونيا عند الشربة.
29
وربما خلص من الجرب الردى المزمن ان يدام شرب الصبر، لكن يواتر
30
ثلاثة أيام كل يوم مثقال، ثم يغب بعده يوما ويوما لا ثلاثة أيام يجرى على الاغباب
4-419
1
او يترك أياما ثلاثة، او يعاود المتواترة، أو ''يفرج فرجة" على ما ترى بحسب المشاهدة.
2
ويعالج السحج ان حصل بحقنة؛ فان ذلك نافع مستأصل للجرب. والجيد ان يشربه
3
منقوعا فى ماء الهندباء، ومعه قليل ماء الرازيانج ان لم يكن عن ماء الرازيانج مانع،
4
وقدرما يكون فيه من الصبر من درهم إلى مثقال واذا لم يحتمل المداومة ترك والنقوعات
5
الاجاصية نافعة ايضا. أو يوخذ رب الهليلج الاصفر المتخذ من تجفيف ماءه المطبوخ
6
هو فيه تجفيفا فى الشمس، ويوخذ منه للرطب من خمسة إلى عشرة بالسكر. وهذا
7
للصفراوى وللرطب. ويمكن ان يتخذ مثل ذلك من جميع المسهلات الخشبية
8
ويخلط بعضها ببعض [وقد يركب بعضها ببعض] ويتخذ منه ربوب وحبوب. وماء
9
الجبن والافتيمون جيد اذا استعمل كل يوم على ما ذكر فى غير هذا الباب أنفا؛ و
10
بالهليلج. وعصير الشاهترج اياما متوالية غاية.
11
ومما يجرى مجرى المنقيات بالرفق أن يتخذ حب الصبر بالسقمونيا والزعفران
12
ويتخذ منه كل <يوم> شربة خمس حمصات. ونسخته هليلج أصفر وصبر اسقوطرى
13
من كل واحد درهم، كثيرا وورد من كل واحد درهم، زعفران ثلث درهم وايضا يوخذ
14
من الدواء الذى يقع فيه البرنج ــ وقد ذكرناه ــ كل يوم أو يومين من درهمين إلى ثلاثة.
15
قال قوم: انه اذا كثرت الاستفراغات ولم تجد منجعا فالأولى ان يخفف ويقتصر
16
على سقى صاحب هذه العلة كل يوم بكرة وعشية سويق الحنطة بالسكر والماء الكثير.
17
قالوا: ومما ينفع صاحب الجرب اليابس والحكة القشفية ان يشرب ثلاثة ايام كل يوم
18
ه
19
من الشيرج وزن مأىة وثلاثين درهما مع نصفه من السكنجبين ونحوه. ومن الناس من
20
يخلط به ماء العناب وقد جربنا هذا فكان علاجا بالغا إلا انه مضعف للمعدة.
21
ومن المركبات المناسبة لهذه الأدوية: خبث الفضة، والمرداسنج، وقنبيل
22
وعروق يعجن بخل ودهن ورد ويطلى. وهذا للقوى ايضا. وأخف منه: طين أرمنى
23
وكافور وزعفران من كل واحد نصف درهم بخل. وماء العنصل ودهن ورد عام للخفيف
24
ولما هو أقوى قليلا: بزر الرازيانج يسحق بالحل ودهن الورد ويستعمل فى الحمام.
25
وايضا ماء الرمان وبورق وأجود ماء الرمان ما فيه قوة شحمه. وكذلك دقيق العدس
26
ومعزه وخل [ويخلط] ويوضع فى الشمس حتى يحمى ثم يطلى.
27
وأما المعاجين التى يحتاج ان يستعملها فهى مثل المعاجين التى يحتاج إلى أن يشربها
28
اصحاب القوبا والسعفه والبهق، أعنى ما لان من ذلك مثل الاطريفل الصغير بالقشمش.
4-420
1
وايضا مثل هذا المعجون: يوخذ من السنا والشاهترج، من كل واحد درهمان، ومن
2
الهليلج الاصفر وزن اربعة دراهم، ومن القشمش المعسل ضعف الجميع.
3
وأما الادوية الموضعية للجرب، فهى جميع ما فيه جلاء وربما كفى ما كان
4
جلاءه مع تقوية للجلد واصلاح مزاجه مثل ماء الملوكية والحماضية والساق والرمان
5
ومثل نخالة السميذ ودقيق العدس المقشر. وايضا الأقاقيا بالخل، وحب البطيخ
6
وجوف البطيخ كما هو، ونشاستج العصفر، وعصارة الكرفس، و طبيخ الحلبة
7
وعصارة قشور الموز، وربما احتيج الى ما فيه تحليل قوى، مثل شحم الحنظل وعلك
8
الانباط بماء النعناع، والراتنيج بالخل، والزاج المشوى، وخصوصا الأصفر بالخل
9
ودهن ورد وكذلك القلقند واخواته. والدفلى قوى جدا. وربما كفى خله الذى
10
نقع فيه ثم يطبخ مع الشيرج، وقد يخلط بالحادة مثل دهن الورد ليمنع الافراط، ومثل
11
قشور الرمان لمثل ذلك، ومما جرب بزر الجرجير يوخذ دهنه، ويحك الجرب،
12
ويتمرخ به فى الشمس الحارة، او [بقرب] الكانون وكرر فانه جيد غاية
13
دواء جيد لذلك: يوخذ مرداسنج وزاج الحبر بالسوية، فيسحق بخل خمر،
14
ويجعل فى كوزحزف ويدفن فى النداوة شهرا، ويستعمل بعد ذلك طلاء؛ فانه بالغ
15
مع قلة لذع. والكندس، والزيبق المقتول، وخبث الفضة، والزراوند، والكبريت،
16
والقنبيل، والقلى والنحاس المحرق، والنوشادر، والعدس، والمر، وبزر الحرمل، والأشق،
17
والزنجار، واشنان القصارين، وزبل الكلب، والازبال المذكورة فى ابواب أخر، وقثاء الحمار.
18
وايضا قشور حطب الكرم المحرقة تنشر على موضع الجرب ممسوحا بالزبد، ويشد
19
بعد ذلك ويجدد الى ان يبطل. وقد ينفع القردمانا بالخل وعلك الانباط به.
20
ومن المركبة الجيدة لذلك فأن يوخذ من الزيبق المقتول، ومن ورق الدفلى
21
ومن اقليميا الفضة، ومن المرداسنج طلاء بالخل ودهن الورد، وينام عليه ليلا ويغسل
22
البدن من الغد فى الحمام بخل وأشنان أخضر بماء حار اولا ثم بالبارد، ثم يتمرخ بالدهن.
23
دواء سهل: يوخذ مرداسنج وزاج أصفر بالسوية يسحق بالخل اسبوعا فى الشمس،
24
ويطلى به عند الحاجة. وايضا زيبق مقتول وميعة ودهن سائلة ورد ويجمع ويستعمل.
25
وايضا زيبق مقتول وميعة سائلة وزهر البنفسج، والقسط أجزاء سواء. وايضا كندس
26
جزء، معزة ثلاثة أجزاء، ويطلى بخل. واذا استعملت القوية، <المجففة> المحللة أو
27
اليايسة المقشفة فاتبعها بالأدهان المغرية مثل دهن السعد والخلاف، والنيلوفر،
28
والبنفسج ونحوه، وخصوصا فى اليابس والقليل الرطوبة. واستعمل فى الرطب
4-421
1
ما هو أشد تجفيفا، وفى اليابس ما هو أقل تجفيفا، وما يقع فيه الزيبق المفتول، و
2
بعده ما قدرت عليه من نواحى المعدة والامعاء والاعضاء الكريمة.
3
وأما علاج الحكة الياسبة بعد الاستفراغ اذ احتيج إليه بما تعلم، بمثل سقى
4
رائب البقر الحامض ومثل الاستحمام بالماء الفاتر، واستعمال المروخات الدهنية
5
من الأدهان الباردة، وخصوصا اذا جعل فيه عصارة الكرفس وعلاج الجرب اليابس
6
والحكة اليابسة متقاربان ومن الأدوية اللبنة فى ذلك الخشخاش المسحوق بالخل
7
وايضا ورق السوسن. وايضا الصبر بماء الهندباء. والنشا ايضا مما ينقع فى ادويته
8
وماء الكرفس والخل وماء الورد جيد.
9
ومن الادوية القوية قيروطى فيه افيون يمسح به البدن فيسكن الحكة. ومن
10
الأدوية القوية ان يركب من الأدوية الأولى تركيبًا ويجعل فيه نشادر ويطلى بالخل،
11
وخصوصا على الخصى. وايضا الشب المقلو والقطران وهذا ايضا ينفع الحكاك المستبطن
12
فى الفرجين يحتمل على خرقة. والمشائخ ينتفعون فى علاج الحكة التى تعرض
13
لهم ان يطلى بدردى الشراب مع شئى من الشب الرطب.
14
وأما الاستحمامات للحكة والجرب فمثل ماء البحر مسخنا أو بحاله، أو طبيخ
15
قثاء الحمار. واما الغذاء لأصحاب الجرب [والحكة] فمما يرطب ويولد دما محمودا
16
من الأغذية المائلة الى البرودة والرطوبة، واللحوم المعتدلة وأصحاب الحكة
17
القشفية لا بد لهم من استعمال الأدهان اللينة فى المتناولات مثل دهن اللوز والشيرج
18
ونحوه. واعلم ان حجامة الساقين ينفع من الجرب الفاحش.
19
فى الصحف
20
قد يتبثر البدن او العضو الكثير العرق جدا، القليل الاغتسال، أو القليل التدلك
21
عند الاغتسال؛ وخصوصا فى البلاد الحارة بثورًا شوكية كأنها عن مواد تكسل، لثقلها
22
عن لحوق العرق السريع التفصى لرقة مادته فتحتبس فى سطح الجلد، وكانها
23
اثقال العرق المستصعبة على الرشح وربما لم تبثر بثور ظاهرة؛ بل أحدثت خشونة.
24
العلاج: تقطع مادته ان كثرت فى البدن بالفصد والإسهال ولذلك يجب
25
ان يستظهر المعتاد لها كل وقت بالاستقراغ للاخلاط الحادة. ومما ينفع منه ويزيله
26
الاستحمام والتنظيف، ثم استعمال الماء البارد إستحماما فيه. ويصلح لهم التدلك
27
فى الحمام بلحم البطيخ مع دقيق العدس بعد التعرق بالشا هشفرم. وايضا لحم
28
البطيخ مع [دقيق] العدس ودقيق الباقلى واما الصندل فيمنعه مع حكة يحدثها. فاذا
4-422
1
كان مع كافور لم يفعل ذلك والحناء ايضا ــ ان لم ينكر صبغه ــ ينفع منه. ويتناول ما
2
يشبه ماء الرمان، والحماض، والعدس، والاجاص، والتمر الهندى، واستعمال
3
كل ما يمنع العرق من مثل طبيخ الأس والورد وماء الكزبرة. قيل وينفع منه الماء
4
المسخن فى الشمس. وقد يمنع منه جميع المياه اذا طبخ فيها القوابض، وترك
5
الحركة، واجتناب المواضع الحارة المعرقة، وطلب الأمكنة الريحية، والترويح
6
بالمراوح الكثيرة معا، والاغتسال بماء بارد. وايضا المسوحات من مثل دهن الأس
7
ودهن الورد. وللزبد خاصية عجيبة عظيمة فيه؛ خصوصا مع كثيرا وصمغ. وايضا
8
المسوحات التى فيها قوة المرداسنج والخبث وللتوتيا خاصية، ورماد ورق الأس،
9
وذريرة ورق الأس، وورق الغار الطرى، والسذاب، ودقاق الكندر. وقد ينفع
10
من الحصف طلاء عزى السمك مدافا فى الماء. وربما احتاج القوى إلى الميويزج
11
والكندر والكبريت. وأما ما تقرح منه فيعالج بمثل العروق، والعفص، والطين
12
الأرمنى، والاسفيذاج بخل. ومرهم الاسفيداج جيد لذلك، وربما بلغت هذه القروح
13
مبلغا عظيما من الفساد، فيكون علاجها علاج حرق النار، والمستحكم منها يعالج
14
بعلاج السعفة.
15
فى نبات اليل
16
من بلى بحصافة الجلد، وانسداد المسام، وجودة الهضم، فقد يعرض له فى
17
برد الليل حكة <عظيمة> وخشونة، وبثر صغار تسمى بنات الليل. والسبب احتباس
18
ما يجب ان يتحلل لضيق [المسام] فى الأصل اعانه ووزاد فيه بحصيف البرد،
19
وخاصة فى وقت يكثر فيه الهضم. ويتبع كثرته، كثرة البخار وهواء الليل. و
20
بسبب ذلك تسمى بنات الليل إذا كثر عروضها يكون فى الليل. ومن احوال هذه
21
العلة ان الحكة تشتد فيها، وتستلذبديا، ثم يودى الى وجع يثيرة [فى] مواضع
22
الحكة الشديدة.
23
العلاج: يجب ان يدبر فى توسيع المسام بالحمامات والتمريخات المعروفة
24
بذلك، وبتخلية العروق عن المادة الكثيرة، وذلك بالفصد والاستفراغ على ما قيل
25
فى باب الحكة ان كان الى ذلك حاجة، وكان لا يكفى بالأدوية الموضعية. وأما الأدوبة
26
الموضعية فالصبر والمر من أجود الأدوية لها، وخصوصا بماء العسل. وكذلك
27
الصبر مع دقيق العدس بقليل خل وعسل. وماء الكرفس من السيالات المناسبة له.
28
ومن الأدوية النافعة له دردى الخل وحده، والبورق والحناء والزعفران.
4-423
1
|496va51|فى الثاليل والمسمارية منها والعقف [القرنية] منها وما يجرى مجراها
2
السبب الفاعل لها الأول دفع الطبيعة، والمادى خلط غليظ سوداوى انما
3
استحال سوداء عن بلغم يبس جدًا اذا كثر فى الدم. وربما عرض لنفس الدم لاحتقانه
4
وكثرته، وعدم أسباب التعفين ان يستحيل إلى يبس وبرد؛ وخصوصا فى العروق
5
الصغار التى لا يعفن الدم فى أمثالها لقلته وقربه من الأسباب الخارجة التى هى الى
6
ان تجفف أسرع منها إلى أن تعفن؛ لا سيما اذا لم يكن الدم حارا فى جوهره جدا.
7
وربما نبت منه واحد كبير، فصار سببا لاستحالة مزاج ما ياتى العضو المجاور من الغذاء
8
إلى مزاج مادته، فييبس ذلك ويبرد، فتكثر الثاليل. فاذا وقف او ابطل بأى تدبير
9
كان سقطت الأخر. وتسمى الكبار العظيمة الرؤس كرؤس المسامير المستدقة الأصول
10
مسامير، والطوال العقف قرونًا. ومن الثاليل جنس يسمى طرسوس، ويعد فيها
11
وان كان يجب ان يميز عنها، وتشق اذا شقت عن مدة تحتها.
12
العلاج: أما المبادرة إلى تقليل الدم بالفصد، وإلى استفراغ سوداء، فأمر
13
لا بد منه اذا كثرت العلة، وجاوزت القصد وكذلك التدبير المولد للكيموس الجيد
14
وغير ذلك مما سلف ذكره مرارا. واما العلاج الموضعى فبالادوية التى لها مرارة و
15
قبض. فالخفيف منها للخفيف مثل تمريخ الثاليل بدهن القسط دائما، وبطبيخ الحنطة
16
المصفى المتروك بعد ثلاثة أيام، وماء الكراث النبطى مع سماق ودهن البان. وايضا
17
ورق الكبر، وجوز السرو، والزيتون الفج والجوز مازج جيد ايضا. وورق الأس
18
الرطب [للخفيف] وللقوى. قشور الجوز الرطب بالتين اليايس، والخرنوب مع
19
قلة اذاه صالح للعظيم منها وللقوى. وقشر لحاء اصل الغرب ورماده بخل خمر. و
20
مما هو جيد بالغ ان يوخذ الحرمل والحناء ويدق وينخل ويطلى بماء بارد.
21
وأما القوى منه للقوى مثل الطلاء المتخذ من النورة والزرنيخ والقلى، وخصوصا
22
مع الزيبق المقتول، لا سيما برماد البلوط والزيت، والملح بماء البصل، والببلوس،
23
وبعر الماعز. وايضا الذراريح مع الزرنيخ. وايضا عسل البلاذر قوى فى نشره. و
24
لبن اليتوع اذا كرر عليه مرارا سقطه. ودفعه الكرم. والكبيكج ايضا عظيم الاسقاط
25
لها. والشونيز معجونا بالبول ان تضمد به كان عجيبا ومرارة التيس ايضا. والحلتيت
26
والمرهم الحاد والمفجر للدبيلات وهو مرهم البلاذر. تركيب معتدل. قشور الجوز
27
الرطب، وزجاج، ونورة حية من كل واحد جزء يدق وينخل ويوضع عليه. أو يوخذ
28
زنجار وقرطاس محرق من كل واحد خمسة دراهم، شحم الحنظل ستة دراهم، بورق
4-424
1
ستة دراهم، نوشادر أربعة دراهم، قلى وزرنيخ أصغر من كل واحد ستة دراهم، مرارة
2
البقر ستة دراهم، أشنان فارسى سبعة دراهم، يدق وينخل ويطلى عليه بماء الصابون.
3
ومن المعالجات للثاليل قلعها. وقد يكون ذلك بانابيب ريشية أو قصبية،
4
او حديدية تجويفها بقدر ما يلتقم فيه الثاليل بعسر [ما] وحرفها حاد قطاع، فيلتقم
5
فيه الثاليل التقاما فيه عسر ما، ويلف عليه ويغمز يسيرا عند أصله ويستأصله. أو
6
يمده بالصنانير حتى تتمدد أصولها، ثم يوخذ بالة حادة تغوص الى الأصل، ويجعل
7
عليها السمن بعد القلع. وايضا كلما ماسها الدواء الحاد فأقلق أخذ الدواء الحاد، و
8
جعل عليه السمن، وترك قليلا ثم عوود إلى ان يتم سقوطه. وقد تقلع بان تبان عن
9
ما يليها بحديدة لطيفة مفورة، ثم يسلط عليها دواء حاد. وقد جربنا قطعها بالموسى
10
اعمق ما يمكن مع مراعاة سطح الجلد، ثم دلك الموضع بالصابون والسعد والورد،
11
حتى يسيل ما سال من الدم ويحتبس، ويسقط بعد ذلك ما بقى.
12
|497ra36|فى القرون
13
هى زوائد كثيفة مخلبية تنبت على المفاصل من الاطراف لشدة العمل وعلاجها
14
القطع للمخلى منها التى لا توجع، ثم يستعمل على الباقى الأدوية الشديدة الحدة من
15
أدوية الثأليل حتى تسقط، ثم تتبع بالسمن.
16
|497ra45|الشقوق التى تظهر على الجلد، والشفة، والأطراف <وتظهر فى> الجلد فى كل موضع
17
سبب جميع الشقوق اليبس فى الجلد [حتى يتشقق] وذلك اليبس إما لمزاج
18
مفرد، أو ردأة أخلاط ترسل مادة مجففة حادة. وإما لحر مجفف، أو ريح منشفة للنداوة،
19
او برد محصف مكثف كما يعرض للارض الجافة المجففة بالريح أو بالحر،
20
او المصرودة جدا من أن يتشقق. وقد يقع بسبب المياه القابضة والتى فيها قوة الشب
21
ونحوها اذا وقع بها الاغتسال، وتضادها المياه الكبريتية والقفرية فقد جربنا الفرق
22
بين ماء همذان وما يليها، وماء السابور خواشت فى هذا الباب تجرية قوية.
23
علاج الشقوق عامة: يجب ان يستفرغ ان كان <السبب> خلطا ردئيا. ويبدل
24
ان كان مزاج يابس ويشرب الأدهان خصوصا دهن السمسم المقشر الى أوقية ونصف
4-425
1
كل يوم فى عصير العنب، أو ينقع الزبيب الحلو اياما ولاء، وكذلك طبيخ السرطانات
2
النهرية بالماء والسكر، ويدام التدهين، وان كان من برد فينفع منه القاقيا. وايضا
3
طبيخ الشلجم [والسلجم] وورق السلق وطبخه، وخصوصا قيروطيات منها، ومن
4
الشحوم المعروفة، والامخاخ، والزفت الرطب، والقطران، وان كان من حر
5
فبالقيروطيات الباردة الرطبة، مضروبة بالعصارات الباردة الرطبة. واصلاح الغذاء،
6
واستعمال الحمام بالماء الفاتر.
7
|497rb7|الشفة
8
السبب فى شقوق الشفة اليبس إما لريح كززت الجلد ويبسته، ونشفت نداوته.
9
أو لبرد، أو لحر، او لمزاج يابس ما علمت. أما منعه فبان يطلى قبل التعرض لسببه
10
بالقيروطيات، والشحوم، والمخاخ، ودهن الورد مع الزوفا الرطب. وهذه ايضا
11
قد تزيل الواقع. والتصاق السماحيق عليه مثل غرقى البيض، والقصب، وقشور الثوم،
12
والبصل. فاما ازالة الحادث منه فمن الجيد له ان يوخذ دردى <الشراب> مشوى، وعلك
13
البطم، ويخلط بشحم مثل الدجاج والاوز والعسل. أو يوخذ سحيق العفص الفج
14
كالغبار معجونا بصمغ البطم مذابا على النار. وقد قيل ان تدهين السرة عند النوم
15
او ايداع قطنة مغموسة فى الدهن صماخ السرة نافع جدا.
16
|497rb23|شقوق الرجل
17
قد يقع لابخرة ردية. وقد يقع لليبس والقشف، وبالجملة قد يقع بها انتفاع
18
لما يتحلل منها.
19
|497rb45|العلاج:
ان امكن أن يزال بادامة وضع الرجل فى الماء الحار، وتمريخه20
بالادهان والشحوم؛ خصوصا شحم الماعز والبقر والنعاج والمخاخ مقومة يسيرًا
21
بالشمع <والدهن> ايضًا خصوصا دهن الخروع، ودهن الأكارع، والدهن الصينى؛
22
فانه غاية جدا، والدهن المنصب من الضرم المعرض للنار فانه جيد جدا. والحنا
23
جيد؛ وخصوصا معجونا بطبيخ الحرمل. وشيرج العنب جيد عولج بذلك. وان
24
لم ينجع ذلك، واحتيج الى لقم مغرية تنفذ فيها، كما يعالجونه بعد الإستحمام، و
25
وضع الرجل فى ماء حار، فيجب ان يجعل الكثيراء المهبأ بالدق فى الشق فانه عجيب.
26
وايضا يوخذ شمع، ودهن حل، وعلك البطم، وميعة سائلة يجمع ويلقم
27
فانه عجيب. وايضا القطران مع طحين السمسم عجيب جدا. والكندر المسحوق
4-426
1
والادهان والشحوم نافع جدا. وايضا الطلاء بسرطان محرق مسحوقا بدهن الزيت
2
وهو فى شقاق اليدين أنجع وأسرع. أو يوخذ الداخل من بصل العنصل يغلى فى
3
الزيت ويداف فيه علك البطم، ويجعل فى الشوق. وعلك البطم فى الزيت وحده
4
ايضا غاية. وايضا عجين يتخذ من دقيق حب الخروع المطحون مع قليل ماء ويلزم
5
العقب. وكسب الخروع نفسه جيد للمزمن المتقرح. او يوخذ مرداسنج وشمع
6
وزيت وعسل بالسوية، ويتخذ منه شئى مقوم. او يطج السرطان النهرى بالشيرج
7
وايضا يوخذ دردى الزيت، وشحم البط، وعلك البطم. علاج جيد لنا: يوخذ الكثير
8
ويسحق كالغبار، وأصول البسبائج نصفه وزنا، والكهربا والكندر المسحوقين من
9
كل واحد ثلاثة وعلك البطم مثلا الكثير يجمع الجميع بدهن الخروع. ويستعمل
10
ويقال من استعمل تدهين العقب كل ليلة لا يغب أمن ذلك.
11
|497va37|شقوق اليد
12
يعالج بعلاج شقوق الرجل الخفيفة.
13
|497va40|شقوق ما بين الاصابع
14
يعالج بمثل ذلك، ويخصه أن يضمد بأصل البسائج مسحوقا كالغبار.
15
|497va45|تقرح القطاة
16
قد يعرض للقطاة أن تحمر أولا وتنشق، أو تتقرح لسبب كثرة الإستلقاء، و
17
خصوصا للمرضى فيجب اذا بدأ يحمر أن يترك الإستلقاء، ويستعمل عليه الروادع
18
واما فى المرض فيستعمل فرشا من مثل ورق الخلاف منزوعا من القضبان، وبمثل
19
الجاورس، وبمثل الريش كل ذلك حشو كرباس لين، او ما يشبه الكرباس. فان
20
تقرح فمرهم الاسفيداج.
21
|497vb1|فى الرائحة المنكره فى الجلد والمغابن والبول والغايط
22
الرائحة تفسد لعفونة خلط أو عرق. وقد تعين عليه الحركات المشوشة
23
للاخلاط، وترك الغسل من الجنابة والحيض وتاخيره، وتناول مثل الحلبة. وما
24
من خاصيته ان يحرك المواد الحريفة الى ظاهر البدن واما البخر فقد قيل فيه.
4-427
1
|497vb11|علاج فساد الرائحة للجلد عاما:
يصلح الخلط بالاستفراغ، والمزاج بالتبديل،2
ويتناول ما يجود هضمه بكيفيته وكميته، ويتنظف فى الحمام وغيره. ويتناول على
3
الريق ماله تعطير العرق مثل السليخة والفلنجة. وايضا الكرفس والخرشف والهليون
4
وكل مدر للبول منق للدم عن العفن لكن يعضه مثل الهليون ينتن البول. ومما ينفع
5
ذلك أن يشرب نقيع المشمش الطيب الريح، والمشمش نفسه. ويطلى على البدن
6
مثل ماء الأس وماءديف فيه الشب اليمانى، والميسوسن، وطبيخ النمام، والنعنع،
7
والفوذنج، والمرزنجوش، وورق التفاح، وورق الخلاف. وكذلك يتمرخ بالأس
8
المسحوق. وايضا الصندل خاصة، والسعد، وفقاح الاذخر، وقصب الذريرة، و
9
السرو، والورد خاصة، والمرزنجوش، والشاهشفرم والأشنة،، وورق الاترج وقشره،
10
وورق التفاح؛ أو ورق السوسن نافع فى هذا الباب جدا. وايضا اقراص الورد بالسك.
11
وايضا مما يسد المنافس ويمنع العرق المرداسنج، والتوتيا، ورماد ورق السوسن،
12
والشب ونحوه، والمر، والبصر، ودهن الأس، ودهن الورد.
13
|497vb40|علاج الصنان
14
زعم قوم ان الصنان من بقايا أثار المنى المتخلق عنها الانسان، قد وقع فى
15
نواحى الابط، ونفذ فى مسام الجلد. وهذا ليس مما يجب أن يعتمد عليه ولان
16
ينسب الى بخار المادة التى تستحيل منيا فى الانسان، وإلى تحركه فيه أولى.
17
واما علاجه فيجب ان يعالج بعد التنقية ان احتيج إليها بالتوتيا والمرداسنج
18
المربى، والقليميات، ورماد الأس، وبماء حل فيه الشب. وقد تصندل هذه و
19
يخلط بالكافور. قرص جيد: يوخذ من الصندل، والسليخة، والسك، والسنبل،
20
والشب، والمر، والساذج، والورد، من كل واحد جزء ومن التوتيا والمرداسنج المبيض
21
من كل واحد ثلاثة أجزاء ومن الكافور نصف جزء، يتخذ منه قرص بماء الورد ويستعمل
22
بعد التجفيف. وايضا يوخذ من الورد الأحمر <رطل>، ومن السك، والسنبل،
23
والسعد، والمر، والشب من كل واحد عشرة دراهم يقرص بماء ورد ويستعمل لطوخا.
24
ذرور مطيب للبدن وينفع الأمزجة الحارة: يوخذ سعد، وساذج، وفقاح
25
الاذخر، والميعة السائلة وهى لبنى الرهبان من كل واحد عشرة درخمى، وورد يابس،
4-428
1
واطراف الأس من كل واحد عشرين درخمى. يبل السعد وفقاح الاذخر والساذج
2
بشراب ريحانى ويجفف [ويسحق] ثم يطرح عليها الورد وأطراف الأس مسحوقين
3
وادف الزعفران بماء الورد، واخلطه بالأدوية الباقية، وجففه فى الظل ثم اسحقه،
4
وانثره على البدن بعد الاستحمام؛ بأن ينشف العرق من البدن اولا نشفا بالغا، ثم
5
تنشر عليه الأدوية.
6
آخر. يقطع رائحة العرق المنتن يصلح لاصحاب الامزجة الباردة: يوخذ سنبل
7
الطيب، وقرنفل، وحماما، وعيدان البلسان، وسليخة، من كل واحد ثلاثة درخمى،
8
قسط، واظفار الطيب، وسنبل هندى، ودارصينى، من كل واحد درخمى، اطراف
9
المرزنخوش وسنبل من سورية من كل واحد اربع درخمى، لبنى الرهبان، تحل هذه
10
بشراب، واسحق الباقية بماء النمام واستعمله على ذلك المثال.
11
آخر يقطع العرق: يوخذ دارصينى، وسنبل هندى، واظفار الطيب، وقسط،
12
من كل واحد أوقيتان، طين البحيرة، وخبث الاسرب، واسفيداج مغسول، من كل واحد
13
اوقيه، شيح وسنبل رومى من كل واحد أوقية، زعفران وورد يابس من كل واحد ثلاث
14
اواق، تسحق البابسة بماء الأس، والزعفران يحل بشراب ريحانى. ويجمع ويستعمل.
15
|498ra39|علاج شدة نتن البراز والريح
16
يكون ذلك بسبب عفونة الاخلاط، وبسبب تناول أشياء من خاصيتها ذلك
17
مثل الاشترغار، والثوم، والجرجير، والكراث، والانجدان، والحلتيت. وايضا
18
البيض، لكنه يذهب نتنه جودة الهضم؛ وتناول ما يميل العفن الى الجلد والبول كالحلبة؛
19
فانه ينتن العرق والبول، ويذهب بنتن الرجيع. والشراب الطيب يذهب نتن
20
الرجيع.
21
|498ra51|فى نتن البراز
22
اسباب نتن البول هى اسباب نتن البراز. وايضا المدرات كالهليون ونحوه؛
23
فانه يطيب رائحة البدن، وينتن رائحة البول. وايضا قروح المثانة، وعلاجه سهل
24
مما علمت.
25
|498rb1|فى القمل والصيبان
26
المادة الرطبة التى فيها حرارة ما أو معها حرارة ما اذا اندفعت الى الجلد فربما
27
كانت من الرقة واللطف بحيث تنحل ولا يحس بها، ويليها ما يتحلل عرقا، ويليها
4-429
1
ما يتحلل وينعقد وسخا. [ويليها ما يحتبس فى اعلى طبقات الجلد] ويتولد منها
2
الحزاز والحصف ونحوها. ويليها ما يحتبس أغور من ذلك. فان كانت ردئية جدا فعلت
3
مثل داء الثعلب ونحوه، والقوبا، والسعفة. وان كانت أقل رداءة، ولم تكن فيها قوة
4
صديدية، ولا أسرع اليها العفونة المشتعلة البالغة، وصلح لان تكون مادة تقبل الحياة.
5
فاض عليها الحياة من واهبها، فحدث القمل وتحرك وخرج. وربما حدث منها
6
الكثير دفعة. وقد يعين على تولد القمل اغذية جيدة الكيموس رقيقة متحركة إلى
7
الظاهر كالتين، ويعين عليه حركات محركة لذلك، لا سيما اذا صحبه بخار من
8
المنى المتولد عن الجماع. وقد يعين عليه ترك الاستنظاف والغسل، واستعمال
9
ما يفتح مسام الجلد، ويحرك المواد المحتبسة فيها الى التحلل، او يدخل اليها النسيم
10
المانع اياها عن الإستحالات العفنة، والشبيهة بالعفنة. وقد يغلب القمل حتى ينزف
11
صاحبها، ويصفر لونه، ويسقط شهوته، ويخف بدنه وينحل قوته.
12
|498rb36|العلاج:
القمل الكثير المتولد غير المنقطع النسل يحتاج فى علاجه أولا13
إلى تنقية البدن، وخصوصا بالفصد، واصلاح التدبير، وترك ما يحرك المواد
14
الى خارج مما ذكرناه، ثم تستعمل الأدوية الموضعية. وتنقعه ادامة الاستحمام و
15
الاستنظاف، ولأن يديم الاستحمام بالماء المالح، ثم بالماء العذب فهو أجود. ويجب
16
ان يلزم تبديل الثياب، ويلبس الحرير والكتان، ويشرب أدوية تقتل القمل مثل الثوم
17
بطبخ الفوذنج الجبلى.
18
وأما الادوية الموضعية فتحتاج ان تكون مجففة محللة جذابة الى خارج. فان كان
19
الأمر أعظم احتيج ان يخلط بها قوى سمية. ومن الأدوية الموضعية السماق والزيت،
20
والحماض ايضا وورقه وأصله، أو الشب بالزيت، أو ورق الآزاد وخت، [او ورق
21
الرمان] أو ورق الحنظل، او ورق الأس، أو ورق السرو، [وورق بزر الكتان
22
أو قصب الزريرة والدارصينى] ودهن القرطم نافع مانع ودهن الفجل عجيب.
23
وقثور السليخة والزراوند ان، والعاقر قرحا، وأصل الخطمى، والنمام، والجعدة، و
24
الأنيسون، ومشكطرا مشيع، وبزر الانجرة، والبرنجاسف، والقردمانا. مركب
25
لذلك: يوخذ شياف ما ميثا ثلاثة دراهم، قسط نصف درهم، بورق درهم، نشا مثل
26
الجميع يتنور ويطلى.
27
ومن الغسولات طبيخ الترمس فانه جيد قوى. وطبيخ الساق وطبيخ لطرفا وطيح الفوذنج
28
الجبلى، وطبيخ ورق السرو، وورق الصنوبر. والمرارات اذا وقت فى الغسولات
4-430
1
كانت جيدة. ومن البخورات التبخيرات بالكندس، والميويزج، والزرنيخ، وبالسك
2
خاصة، وبالكبريت.
3
ومن الأدوية القوية أن يوخذ الميويزج والزرنيخ الأحمر والبورق يسحق الجميع
4
بخل وبزيت ويطلى به الرأس. أو الخربق الأبيض والبورق، أو ورق الدفلى بالزيت،
5
أو ورق الحنظل أو يوخذ الخردل والكندس مسحوقين يصب عليها قليل خل، ويقتل
6
بعد ذلك فيهما الزيبق سحقا وهو قوى وكذلك ما يتخذ بالكبريت، والزرنيخ، و
7
الزراوند، ورماد البلوط، والقسط، والمر. أو يوخذ الكندس، والزنيخ الأحمر،
8
والزراوند الطويل، والقطران، ومراة البقر، قدر ما تعجن فيها الأدوية، وهو طلاء
9
قوى. وايضا القطران والجنطيانا والزرنيخ ودهن السوسن. وايضا الميويزج وورق
10
الدفلى والشب اليمانى. وايضا يطلى فى الحمام بشياف الماميثا جزء، بورق نصف جزء،
11
قسط سدس جزء نشا مثل الجميع، ويطلى به بعد النورة معجونا بالخل. واستعمال
12
هذه الأدوية بعد التبخير بمثل الكندس والميويزج أجود، وخصوصا اذا ابتدأ
13
بغسولات من جنس ما ذكرنا.
14
|498va39|المقالة الرابعة
15
فى أحوال تتعلق بالبدن والأطراف، وهى تمام كتاب الزنية
16
فى إزالة الهزال
17
الهزال يكون إما لعدم مادة السمن من الغذاء، أو يكون لكثرة استعمال الغذاء،
18
الملطف، فلا يتولد فى البدن دم كثير. والتدبير المقصور على ما غذاه لا يتولد منه
19
دم زكى. وإما لضعف القوة المتصرفة فى الغذاء إما الهاضمة وإما الجاذبة الى الاعضاء
20
لفساد مزاج. واكثره بارد أو بسبب سكون كثير تنام معه قوة الجذب؛ خصوصا اذا
21
كان بعد وياضات اعتادت الطبيعة ان تجذب بمعونتها الغذاء، فاذا هجرت لم
22
تجذب، ولا الغذاء المعتدل. أو بسبب ان الدم بغيض الى الطبع المرارى أبغض إلى
23
الجاذبة من الرطب المائى. وإما لمزاحمة الطحال للكبد اذا عظم فجذب إليه اكثر الدم،
24
وأوهن قوة الكبد المضادة بينهما. وإما لمزاحمة الديدان للبدن، وإما لضيق المسام
25
لانسدادها عن اختلاط، او انطباقهما عن اكتناز فعله برد أو حر، او مجرد يبس،
26
يعرف كلا منهما بعلامته، أو رباط دام عليهما، فسدد المسام والمجارى، فلا تجذب
27
اليها الغذاء؛ وخصوصا عن الطين الماكول. وإما لكثرة التحلل فلا يثبت ما ينجذب
28
الى الاعضاء، بل يتفرق كما يعرص فى الرياضيات السريعة، والهموم والغموم،
29
والأمراض المحللة. والابدان التى تهزل فى زمان قصير فيحتمل أن يعاود اليها
4-431
1
الخصب فى زمان قصير والتى هزلت فى زمان طويل، فلا يحتمل إلا المداراة لضعف
2
القوة عن ان تستعمل غذاء كثيرا.
3
وأقبل الابدان للسمن ارخاها جلدا، وأقبلها للتمديد ومما يحوج الإنسان
4
الى الهرب عن الهزال الضعف وشدة الانفعال عن الحر والبرد، وعن المصادمات
5
والمصاكات، وعن الانفعالات النفسانية وللنصب والتعب والارق، وعن الاستفراغ
6
والجماع. ويحتبس غذاءه فى عروقه فلا ينفذ فيعفن والسمن له مضار ايضا نذكرها
7
ولا كالمعتدل. فما دام السمن لا يحدث ضررا فلا تكرهه؛ فان الحياة فى الرطوبة؛
8
لكنه يجب أن تحتاط، وتكره طريق الافراط وان لم تظهر أفة؛ لان أفته تصيب
9
مغافصة وبغتة على ما يقال فى موضعه. واذا يبست الابدان والاهوية كان هزال.
10
|498vb44|العلاج:
يجب ان تنظر ما السبب فى هزاله من أسباب الهزال التى ذكرناها11
فيعالج، ويزال مثلا ان كان الغذاء غير مولد لدم غليظ قوى، جعل ما يولده، ولم يقتصر
12
على ما يولد دما محمودا فقط، فربما ولد رقيقا محللا. وان كانت القوة الجاذبة
13
فى الأعضاء كسلى حركت وقويت، ونظر الى سؤ المزاج ان كان فبدل. و
14
الدلك مع الانتباه من النوم مما ينبه القوة الجاذبة. وربما احتيج الى منع الغذاء عن
15
الجانب الأخر وجذبه الى الجانب المهزول اذا اختلف الجانبان؛ مثل ان يكون أحد
16
اليدين مهزولة، والأخرى سمينة، فتحتاج أن تعصب السمينة مبتديا من أسفل عصبا
17
غير شديد الإيلام، بل بقدر ما يضيق فقط، ويمنع الغذاء، عن النفوذ ويرجع
18
إلى موضع اللقمة ويجذب الى الجانب الأخر بتنبيه الجاذبة بالدلك؛ وخصوصا
19
بدهن مثل الزيت بقليل شمع مسخنا دلكا غير مجفف وكلما التهب العضو ترك، ثم
20
عوود كما يسكن وإن كانت المنافذ مفسدة فتحت.
21
وإن كان البدن شديد الاكتناز ولذلك انسدت المسام أرخى بالترطيب. و
22
الاسخان بالمسخنات من المتناولات والحركات البدنية والنفسانية ان كان البرد حصفه.
23
والتبريد والترطيب ان كان الحركززه ولززه. وأجود ما يسخن به العضو الذى لا يقبل
24
التسمين لبرده ان يدلك، ثم يوضع عليه محمر. وان كان السبب فى الهزال الطحال
25
عولج الطحال. وان كان الهزال للديد ان قتلت واخرجت بكل ما ذكر فى بابه،
26
ورفه ونعم، ووطى اللين وسكن الظل، ونشط وعطر، وسقى الماء البارد. فان
27
هذه كلها تقوى القوة الطبيعة جدا فيحسن تصرفها فى التغذية ودفع الفضول. وذلك
28
مبدأ أسباب السمن.
29
ومن المسمنات تناول الشراب الغليظ، والطعام الجيد الكيموس القوية
30
المتينة اذا انهضم؛ مثل الهرأس، والجوذابات، والرز باللبن، والمشوى من اللحوم،
4-432
1
لما يحتبس فيه من قوة اللحم ويولد لحما صلبا. واما المطبوخ فيولد لحما رهلا منفشا
2
غير ثابت ولحم البط مسمن، ولحم الدجاج كذلك. ولحم القنج بليغ فيه. وكذلك
3
اللبوب والسكر والحمام بعد الطعام شديد الجذب للغذاء إلى البدن مسمن؛ لكن
4
صاحبه عرضة للسدد تحدث فى كبده؛ خصوصا اذا كان طعامه طعام اصحاب الإستسمان.
5
ولذلك يكثر الحصى فى كل من يبتغى هذا. واولى من تكثر بهم السدد والحصى
6
من كان ضيق العروق خلقة، وليس كل كذلك. وهؤلاء اذا أحسوا الثقل فى الجانب
7
الايمن سقوا المفتحات لسدد الكبد المعروفة، وسقوا قبل طعامهم الكبر بالخل
8
والعسل، والسكنجبين البزورى حتى يزول الثقل.
9
وأجود الحمام ما كان على الهضم الأول وقد انحدر الطعام. وعلى ان أكل
10
الطعام عقيب الخروج من الحمام بلا فصل من أسباب السمن. ونعم المسمن الحمام
11
لاكئر الناس؛ وخصوصا الذين هم فى حال كالذبول. ويجب ان يكون الاستحمام
12
على اول الهضم؛ خصوصا اذا انحدر الغذاء عن المعدة الا فى أشياء باعيانها. وللمحرورين
13
الدوع المتخذ من رائب لم يتحمض.
14
ومن حيل التسمين حبس الدم على العضو بعصب العضو الذى يوازيه فى الجانب الأخر
15
كما ذكرناه من قبل، وبعصب ما تحت العضو مما يتعداه الغذاء إليه ان كان سمينا؛
16
او غير مطلوب سمنه؛ مثل الساعد اذا كان مهزولا، والكف سليم، فيعصب عند
17
الرسغ، أو العضد اذا كان مهزولا، والساعد سالم، فيعصب عند المرفق من أعلى
18
الساعد. ومن المسمنات ما يتعلق بالرياضة، وهو كل رياضة لينة بطئية. وكل ذلك
19
معتدل بعد ذلك سريع خشن قليل معتدل فى الصلابة واللين؛ وخصوصا
20
الدلك كما ينتيه الى ان يحمر الجلد. وبعد ذلك يرتاض باعتدال، ويستحم استحماما
21
قصيرا، ثم يمسح بدنه، ويدلك الدلك اليابس، ثم يستعمل اللطوخات المسمنة. وتبديل
22
الهواء والماء من احد ما يجب ان يراعى، وربما كان الهزال بسببهما.
23
ومن المسمنات لطوخات تستعمل بعد تحريكات الأعضاء وتحميراتها؛
24
مثل الزفت وحده ان كان شديد السيلان، او مذابا فى دهن بقدر ما يسيلها للطخ. وقد
25
يستعمل وحده على جلدة يدنى من النار حتى يذوب ثم يلزق، وترفع اذا جمد فانه يجذب
26
الغذاء الى العضو ويحبسه فيه، ويزيل بردا ان كان سبب ضعف قوة، او انسداد مسام
27
فى الجلد، ويعطيه لزوجة وثخونة، ويسد عليه المسام، وينبه القوة الجاذبة،
28
فيبقى ريثما يستحيل جزء من العضو ولا يتحلل ويجب أن يستعمل فى الصيف مرة فى
29
اليوم الذى يستعمل فيه، وفى الشتاء مرتين وينظر فى أخذه عن العضو، وتركه عليه
4-433
1
بسرعة تحميره، وتنفيخه له، أو بطؤ ذلك؛ فانه اذا اسرع فى ذلك فلا يبالغ فى تركه
2
عليه، بل اقلعه سريعا، بل ربما كفى أن تقلعه اذا الصقته حارا فبرد.
3
وقد ينفع ان يقدم على الزفت دلك سريع خشن صلب ثم يطلى، أو يضرب
4
بقضيب خيرزانى مستو غير أعجر؛ وخصوصا مدهونا ضربا حتى يحمر وينتفخ، ثم
5
يمسك؛ فان الزيادة فى الدلك والضرب يحلل، ثم يلزق الزفت مسخنا بالاعتدال
6
عند النار، فاذا جمد وبرد أخذ عنه اختطاف دفعة. والأجود ان يصب عليه قبل الزفت
7
ماء الى حرارة ولذع ما، ثم يزفت.
8
والمياه الكبريتية والقفرية جذابة ايضا الغذاء إلى الظاهر. قال جالينوس: قد
9
رأيت نخاسًا سمن بهذا التدبير غلامًا أزل فصار أليان سمين الاوراك فى مدة يسيرة. و
10
من كره الزفت استعمل بدله دهنا من الأدهان المسددة مع حرارة ما. وان إستعمل الماء
11
البارد واحتمله على البدن كله وعلى العضو فعل. وأجود الاوقات لذلك وقت عمل
12
اللطوخ فى المجذوب فتكاد القوة تحيله دما. ولا يجب ان يهرب من العلاج اذا اطيل
13
فلم ينجع، بل يجب ان يواظب على ذلك بالخرق، وصب الماء الحار، ثم بالذلك
14
باليد ثم الزفت. وربما احتيج ان يجذب الدم بغير الدلك بالادوية المحمرة، وبمثل
15
العاقرقرحا والكبريت، وبمثل الثافسيا. ومن الاعضاء أعضاء تحتاج إلى تسمينها
16
الى غذاء اكثر من المعتاد، لانه قد يتحلل منه اكثر من المعتاد. ويحتاج للسمن الى
17
فضل باق لا سيما والدلك قد يحلل.
18
والنورد الأن الأدوية المتناولة والحقن. أما المتناولة فالغرض فيها من قوى
19
الادوية الهضم وحبس الغذاء فى المعدة وفى الأمعاء قليلا بقوة ماسكة، وتنفيذه
20
فى العروق الى جهات الكبد؛ وتفعله المدرات المعتدلة؛ وخصوصا اذا شربت فى
21
الطعام وبعده بمدة يسيرة. وتحتاج إلى اجماده فى العضو وتفعله المبردة والمخدرة
22
كالبنج ونحوه، والخاصية وهى أصل القوى من ذلك للمعتدلين يوخذ اللوز، والبندق
23
المقشرين، والحبة الخضراء، والفستق، والشهدانج، وحب الصنوبر الكبار، ويعجن
24
بعسل ويبندق بنادق جوزية يوخذ منها كل يوم خمس جوزات إلى عشرة، ويشرب
25
عليه شراب فان هذا يسمن ويحسن اللون، ويقوى على الباه.
26
دوآء جيد يسمن ويحسن اللون: يوخذ مكوك دقيق سميذ وخمس أواق
27
عنزروت، يلتان بسمن البقر لتًا رويًا، ويتخد منه أقراص ويوكل بالغداة والعشى.
28
أو يوخذ لوز وبندق مقشورين، وحبة الخضراء، وسمسم، وخسخاش بالسوية، كسيلا
29
نصف جزء، فانيذ مثل الجمع يستف كل غدوة وعند النوم الى عشرين درهما.
4-434
1
وللكندى: يوخذ ربع كيلجة من الخروع المقشر فينعم سحقه، ويصب عليه
2
رطلان من اللبن الحليب ويعجن جدا بدقيق البر ما يحتمله وتقرص منه أقراص
3
برازوخر كل قرص منها أوقية ونصف ويخبز ويجفف. ويوخذ منه كل يوم قرصان
4
مدقوقان.
5
تدبير جيد للهزال الكائن بسبب الطين، وسدد نواحى الكبد والصغار: يوخذ
6
الزبيب الجيد ويصب عليه أربعة امثاله ماء، ويطبخ الى النصف، ويطرح على كل
7
قفيز من الزبيب وزن رطلين من خبث الحديد، وكف من نانخواه، وكف سكر، وكف
8
صعتر. فاذا نش وغلى يومين ثلاثة صفى ويشرب منه على الريق مقدار رطل، وبعد
9
ثلاث ساعات ياكل خبزا بكافخ كبر وكراث، ويشرب عليه من النبيذ القوى قدر رطل
10
ثم اذا مضى سبع ساعات اكل اللحم السمين ويشرب النبيذ الصلب الى ثلاثة ارطال،
11
فان هذا يفعل فى اقوياء المزاج منهم فعلا عجيبا، ويحسن اللون.
12
أو يوخذ من الكثيرا وبزر الخشخاش، والكوز وكندم، والبهمن، والكبر،
13
والزرنباد، والكهربا، والمغاث من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف، يدق ويغلى بسمن
14
<البقر> ويلقى على وزن منوين من سويق الحنطة ويوخذ كل يوم من الجميع الى ثلاثين
15
درهما، ويطبخ منه حسو بلبن وسكر وسمن يتحسى ويستحم بعده استحمام خفيف.
16
او يوخذ من المغاث خمسون درهما، ومن الخربق عشرون درهما، ومن الكثيرا
17
اربعون درهما، ومن الزرنباد ثلاثون درهما، يدق وينخل، ويوخذ منه ثلث الجميع
18
خبز السميذ، ومثل ثلثه ايضا اللوز المقشر، ومثل ثلثه ايضا سكر سليمانى. يوخذ منه
19
كل يوم عشرون درهما فى لبن النعاج وعصير العنب من كل واحد رطل، يتخذ منه
20
حسوا ويتحساه.
21
وتفاريق المسمنات المعتدلة هى اللبوب والادقة، والكور كندم، والكسيلا،
22
خصوصا مع سويق؛ فانه مع ذلك يكسر نفخ السويق. وحب السمنة لكنها بطئية فى
23
المعدة، والمغاث، والزرنباد، والبهمنان، وجميع ما يحرك المنى من مثل البلبوس
24
والكرسنة واللوبيا.
25
ومما يجرى مجرى الخواص أن يوخذ دود النحل وييبس ويدق ويخلط
26
شئى منه بالسويق ويسقى منه. ومن ذلك المحرورون. من التدبير الجيد للمحرورين:
27
ان يوخذ دوغ الرائب الحلو الذى لم يشتد جموده، ولا حمض بل أخذ ونزع دسمه
28
ليكون أنفذ وأخف، ويسقى المهزول قدر نصف رطل، ويمكث عليه ثلاثة ساعات
29
حتى يستمرءه، ثم يسقى منه مثله كرة أخرى. ويدافع بالطعام الى العشاء. ويكون
4-435
1
غذاءه الفراريج المسمنة. وان احتمل ان يشرب [الشراب الرقيق الابيض فعل،
2
وان استحم قبل العشاء على ذلك وقد شرب] قدح نبيذ رقيق صاف، ثم خرج وتعشى
3
كان أجود.
4
مسمنة أخرى: يوخذ الحمص، وينقع فى لبن البقر يوما وليلة وان جدد
5
عليه اللبن وربى فيه اكثر من ذلك جاز. ويوخذ من الارز المغسول الأبيض، ومن
6
بزر الخشخاش المدقوق، ومن الحنطة والشعير مهروسين من كل واحد وزن ثلاثين
7
درهما، ومن خبز السميذ المجفف والسكر الأبيض من كل واحد ثلاثين درهما، و
8
من اللوز المقشر خمسون درهما، يجمع الجميع ويطبخ منه كل يوم وزن ثلاثين درهما
9
بلبن حليب، أو دهن وسمن، ويشربه ويستحم بعده بالأبزن قدر ما يتحلل.
10
او يوخذ رطل لبن حليب ورطل ماء، ويغلى بالرفق حتى يذهب الماء، ويلقى
11
عليه أوقية فانيذ، وأوقيه سمن البقر ودهن الحل ويغلى عليه ويتحسى. أو يوخذ
12
دقيق الحمص والباقلى، والشعير، والارز، سواء، عدس مقشر وخشخاش ابيض.
13
وماش مقشر من كل واحد نصف جزء، حنطة مرضوضة وسمسم مقشر من كل واحد
14
نصف جزء سكر جزأن يتخذ حساء بلبن النعاج ويتحسى غدوة. أو يوخذ البنج ويطبخ
15
فى الماء طبخا جيدا ويصفى عنه الماء بالقوة، ثم تجفف فى الظل ويجعل فى وسط
16
عجين، ويخبز فى التنور على آجرة، فاذا احمر العجين وصار كانه بسرة أخرج و
17
سحق، وألقى مثقالان فى رطل من الفتيت المتخذ بالسمسم والخشخاش. ويتناول
18
منه غدوة وعشية ثلاثة كفوف. دوآء عجيب. يوخذ البنج ويغسل بالماء الفاتر بعد
19
ان ينقع فيه يوما وليلة ويجفف، ويلت بالسمن لتا رويًا، ويقلى قدر ما ينسحق، ويلقى
20
عليه اربعة أمثاله لوز مقشر، ومثله جوز، ومثله سكر، ويوخذ منه عند النوم وزن خمسة
21
دراهم.
22
وهؤلاء يسمنهم الكاكنج، وعنب الثعلب، والخس، والتوث، ولحم القج.
23
والمبالغون فى الهزال يفتقرون إلى معالجة مرطبة ذكرناها فى باب الدق، وفى باب
24
يبس المعدة فارجع اليها. وهؤلاء ايضا ينبغى أن يطلوا بالزفت كل اربعة أيام أو ثلاثة
25
على النحو المعلوم.
26
ومن ذلك للمبرودين: يوخذ خربق أبيض وتودريجين، وبزر الخشخاش
27
الابيض، من كل واحد وزن درهمين، بورق، حب الصنوبر من كل واحد ثلاثة دراهم،
28
حب السمنة وزن اريعة دراهم، سورنجان وبزر البنج، وعاقرقرحا، وخولنجان،
29
وبهمن أبيض من كل واحد وزن درهم، كسيلا وزن خمسة دراهم، حنطة بيضاء مكوك
30
واحد تنقع الحنطة فى اللبن حتى تربو، ثم تجفف فى الظل وتقلى وتسوق ويخلط
4-436
1
الجميع، ويلقى عليه من سمن البقر عشر مغارف، ويستف منه كل يوم بكرة وعشية
2
عشرة عشرة، ويشرب عليه اللبن.
3
آخر معروف: خربق أبيض، ودقيق الحمص، ودقيق الباقلى، والنانخواه
4
من كل واحد جزء، كسيلا جزأن، كمون كرمانى وفلفل من كل واحد نصف جزء، يسحق
5
ويعجن ويخبز فى التنور، ويجفف ويخلط بمثله خبز سميذ مجفف. ويتخذ منه
6
كل يوم حساء بلبن أو يجعل فى مرقة فروج سمين ويتحسى قبل الطعام.
7
شراب لهم. يوخد من الكسيلا خمسة دراهم ويترك على رطلين من الشراب
8
الطيب الذى لا حموضة له البتة ويشرب منه ثلاثة أقداح غدوا وعشيا، وعند النوم
9
فى كل حال قدح. وينفع ان يتبع بالسويق واللعبة البربرية فى السويق شديدة
10
النفع لهم يسخنهم ويرطبهم، لكهنا شديدة الحرارة. ومن ذلك لاصحاب اليبس
11
يعالج بعلاجهم بالمرطبات المعلومة، وتدبير المدقوقين، ثم يدبر الذى جلب الحر
12
يبسه بتدبير المحرورين. والذى صحب يبسه برد بتدبير أصحاب الدق الهرمى.
13
واما الحقن فكل حقنة مسمنة للكلى كلبن النعاج، وخصوصا اذا حل فيه من
14
البارزدشئى. ومنها مركبة قد ذكرت فى ابواب الباه ونذكرها منها ههنا واحدة: يوخذ
15
رأس شاة سمينة فتنظف ثم تدق جدًا، ويجمع إليه نصف رطل الية ورطلان لبنا،
16
ويوخذ من الحنطة والازر والحمص المهرومة من كل واحد ربع رطل بعد ان يكون
17
قد جمع ذلك كله وهرى فى الماء وصفى، ويصب هو وماءه على الأخلاط الأخر،
18
ويعاد الجميع الى الطبخ فى التنور حتى يتهرا الرأس ايضا، ويصفى الجميع. ويوخذ
19
من المرق ثلاث أواق، ومن الدسم أوقيتان، ومن دقيق اللوز والجوز من كل واحد
20
اوقية، ويحقن به وينام عليه.
21
|500rb45|فى تسمين عضو عضو كاليد، والرجل، والشقة، والأنف والقلفة، والقضيب
22
الممكن فى ذلك مما يختص بذلك العضو، وليس ذلك من جهة الماكول
23
والمشروب؛ فان ذلك عام للبدن، بل من جهة جذب الغذاء إليه، وحبسه عليه، وتحويله
24
الى طبيعته. وذلك كما علمت بالدلك المحمر بالخشونة، وبالادوية المحمرة ثم بالدلك
25
الذى هو أقوى، وبصب الماء الحار، ثم بطلاء الزفت. وقوم يجعلون العلق البرية ــ
26
وهى الدود الأحمر ــ فى قوة الزفت. وقد علمت فى اول الابواب كيف يستعمل الزفت
27
ويعينك على ذلك توجيه المادة إليه بسد الطريق عنه الى غيره، أو عن تقسيم الغذاء
28
الى غيره. وقد علمت جميع ذلك. وبعض الاعضاء يختص به أعمال من أعمال
4-437
1
الحديد مثل الشفة والانف والأذن، وقد قيل فى غير هذا الباب <قالوا>: اذا كانت
2
الشقة والأنف ناقصتين فيجب ان يبط الوسط، ويكشط الجلد عن الجانبين، و
3
يقطع اللحم الذى فى الوسط ما صلب، فيطول ويزول التقلص.
4
|500va13|فى عيوب السمن المفرط
5
ان السمن المفرط يعوق البدن عن الحركة والنهوض والتصرف، ضاغط
6
للعروق ضغطًا مضيقا لها، فينسد على الروح مجاله فيطفى كثيرا. وكذلك لا يصل
7
اليهم نسيم الهواء، فيفسد بذلك مزاج روحهم. ويكونون على حذر من ان يندفع الدم
8
منهم ايضا الى مضيق. فربما انصدع عرق بغتة انصداعا قاتلا. وفى مثل هذه الحال
9
والحال التى قبلها يحدث بهم ضيق نفس وخفقان، فليتدارك حيئنذ حالهم بالفصد.
10
وهؤلاء بالجملة معرضون للموت فجأة. وبالجملة فان الموت على العبال البالغين
11
فيه أسرع؛ وخصوصا الذين عبلوا فى أول السن، فهم دقاق العروق مضغوطوها.
12
وهم معرضون للسكتة والفالج والخفقان، والذرب، لرطوبتهم، ولسؤ النفس و
13
الغشى، والحميات الردئية. ولا يصبرون على الجوع ولا عطش؛ لسبب ضيق منافذ
14
الروح. وشدة برد المزاج، وقلة الدم، وكثرة البلغم ولن يبلغ الانسان المبلغ
15
العظيم من العبالة الا وهو بارد المزاج. وكذلك هم غير مولدين ولا منجبين، ومنيهم
16
قليل وكذلك العبلات من النساء لا يعلقن. فاذا علقن اسقطن، وشهوتهن ايضا ضعيفة.
17
وهؤلاء جميعهم اذا عولجوا بالادوية لم تكد الأدوية تنفذ فى عروقهم الى
18
أعضاءهم الالمة. واذا مرضوا لم يحسوا به بسرعة، لان حسهم ضعيف، وفصدهم
19
صعب، وفى اسهالهم خطر. فربما حرك أخلاطهم، فلم يمكنها أن تنفذ فى العروق
20
راجعة لانضغاطها، فربما اتلف ذلك فان عملوا شئيا أوهنهم، لان حارهم الغريزى
21
ضعيف؛ لان مكانه ضيق. وقد ذكرنا ان الفاضل هو المعتدل، وخصوصا فى الشبية
22
وإن كدت واضعفت عن الحركة، فانها بما يصحبها من الدلالة على الرطوبة،
23
مبشرة بطول العمر.
24
تدبير الهزيل هو ضد تدبير السمين، وهو تقليل الغذاء وتعقيبه الحمام، و
25
الرياضة الشديدة، مع تبعيده وجعله من جنس ما لا يغذو، أو من جنس ما غذاءه يابس،
4-438
1
أو حريف، أو مالح مثل العدس والكواميخ والمخللات. وليكن خبزهم الخشكار،
2
وخبز الشعير. ولتكثر التوابل الحارة فى طبخهم ومما يعين على تقليل غذاءهم ان يجعل المذكور
3
مع ما وصف دسما جيدا ليشبع بسرعة. فان شهواتهم ضعيفة. وليكن طعامهم وجبة
4
وليعن بتحليل مادة ان اجتمعت منه ويعين عليها شدة خلخة البدن منهم بالرياضات
5
العنيفة، وتخشين الملبس والمضجع، وتبديل الماء البارد الى الحار، والهوا البارد
6
إلى ألحار، والتكشف دائما للبرد لتنقبض المسام وتنسد، ويتحصف البدن للقشعريرة،
7
فلا يقبل الغذاء، ويمنع التحليل المعتدل الذى هو مقدمة الانجذاب لما وراءه. فان كان
8
صيفا كشف للحر حتى يكثر تخلخله فيتحلل فوق ما ينجذب الى العضو.
9
والاستفراغات والقىء غير المعتدلة؛ فان القىء اذا كان معتدلا قبل الطعام
10
وبعده أسمن، لكن الكثير يهزل. وإحالة المزاج إلى ضد المزاج الفاعل للسمن. ان
11
كان بردا فبتسخين، وان كان حرارة معتدلة فامالة الى برد او الى حر مفرط. وفى
12
اكثر الأمر فان من انفع الاشياء لاكثر من يفرط فى السمن، ويكون مثل ذلك على البرد،
13
فهو استعمال الأدوية الملطفة. وهذا ايضا للحار نافع.
14
ويجب ان يحمل عليهم الرياضات العنيفة والاستفراغات؛ فانها تفعل فى
15
الاخلاط ثلاثة أفعال، كل فعل منها معين على التهزيل. من ذلك ترقيق الخلط فيه
16
وابعاده عن الانقعاد وتعريضه للتحلل. ومن ذلك انها تدر وتحرك للاخلاط إلى
17
غير جهة العروق. ومنها انها تفيد الدم كيفية حادة غير حبيبة الى القوة الجاذبة.
18
والأدوية الملطفة هى فى اكثر الامر الأدوية المستعملة فى أوجاع المفاصل
19
وهى القوية جدا فى ادرار البول، ليست المعتدلة التى اذا خالطت توجهت الغذاء الى
20
العروق، ولم تقدر على توجيه المواد الى رواضع العروق، ولا إلى ناحية البول أخذًا عن جهة
21
العروق؛ اللهم الا ان تسقى. وقد وقع الهضم الثانى فترد الى الكبد. وهناك يبتدئى
22
أول فعله، بل القوى الذى يبقى مميزا جذابًا لاخلاط الى غير جهة العروق، فيجوع
23
العروق ويفعل سائر الافعال.
24
وهذه الأدوية ايضا يدر الطمث بقوة فتعين على التهزيل فى النساء. وهذه
25
الأدوية مثل الجنطيانا، وبزر السذاب والزراوند المدحرج، والفطرا ساليون، و
26
الجعدة. وللسندروس قوة مهزلة جدا ضد قوة الكهربا. واللك له فى ذلك خاصية قوية
27
ايضا. وكذلك بزر الكرفس والزاج مهزل قوى لكنه خطر. والمرزنجوش كذلك.
28
دواء مركب لذلك: يوخذ زراوند مدحرج وزن درهم، قنطوريون دقيق ثلثا درهم،
29
جنطيانا رومى، وجعدة، وفطرا ساليون، وملح الأفاعى من كل واحد ثلاثة دراهم،
4-439
1
وهو شربة. دواء قوى لذلك ايضا: يوخذ اصل قثاء الحمار، وأصل الخطمى، وأصل
2
الجارشير، ويستف من الجملة درهم. وايضا. يوخذ من النانخواه وبزر السذاب ــ
3
والكمون بالسوية ومن المرزنخوش اليابس والبورق من كل واحد ربع جزء ومن
4
اللك جزء. الشربة كل يوم مثقال.
5
ومن الأدوية الملطفة: الخل والمرى، خصوصا على الريق الا ان من كان
6
به ضعف عصب، وكذلك من بهن أفة فى الرحم، فليجتنب الخل. وشرب الشراب
7
على الريق قد يهزل ايضا بما يحلل وبما يملأ العروق بخارا اذا كان شرب كثيرا،
8
فلا تقبل العروق داخلا أخر عليها من الطعام وكذلك الأدوية الملينة للطبيعة؛ فانها
9
تصرف الغذاء عن العروق. واذا استعملت كثيرا صارت القوة الجاذبة كسلى واعتادت
10
العروق التخلية عما يتوجه إليها عند ادنى حركة من الاخلاط إلى الأمعاء. واذا
11
تظاهرت الأدوية الملينة للطبيعة والملطفة المدرة لم توجه إلى العروق كثير شئى.
12
ومن الأدوية المنحفة الترياق واستعماله، وملح الأفاعى، ودواء الكركم،
13
والكمونى، والفلافلى والسنجرنيا، والانقرديا، ودواء اللك، والاثاناسيا، والامروسيا،
14
والأطريفل الأصغر. وأما أطلتيهم فيجب أن تكون من جنس ما يبرد،
15
ويخدر القوة الجاذبة، وتكون فيه سمية كالشوكران والبنج. أو من جنس ما يحلل
16
تحليلا شديدا مثل الأدهان والمروخات القوية التحليل. ويجب ان يكون إستحمامهم
17
على الريق، ويكون هوائيا معرقا لا مائيا مرطبا. وان كان مائيا محللا يدوم فيه،
18
لئلا يهبج منه الجذب المفرط دون التحليل، ثم لا يبادر الى الاكل عليه بل يصبر و
19
ينام عليه، او يتحرك ويرتاض، ثم يستقر، ثم ياكل شئيا طفيفا. وكذلك يجب دلكه
20
دلكا محللا متواليًا.
21
|501rb2|فى تهزيل أعضاء جزئية مثل الثدى، والخصية، واليد والرجل ونحو ذلك
22
يرجع فى التدبير ايضا الى الأحوال والشروط التى قيلت فى التهزيل المطلق،
23
ويعاون بمعينات تختص بها تعين على ذلك؛ مثل تسكينها وتبريدها، وعصب مسالك
24
الغذاء اليها، وشد الرباط وادامتها على تلك المسالك دونها، وجذب الغذاء الى مقابلتها
25
ومن الاطلية التى تمنع الخصى عن الكبر، والاثداء عن العظم، أن يوخذ قيموليا و
26
اسفيذاج الرصاص، ويخلط بعصير البنج ودهن الأس، ويستعمل مروخا. ويدام
27
طليها بحكاكة حجر المسن بعضه على بعض بخل او بعصارة البنج. وكذلك كثر الطلاء
28
بالشب كل يوم. وأن يوخذ طين جزء وعفص اخضر فيسحقان ويطليان بالعسل يوما،
29
ثم يغسل بالماء البارد، يفعل ذلك فى الشهر ثلاث مرات. ويخص الثدى أن يشد عليه
4-440
1
كمون مسحوقا معجونا بالخل يضمد به التدى، ويترك عليه خرقة مبلولة بالخل ثلاثة
2
أيام، ثم يحل ويتبع ببصل السوسن الابيض ويشد ولا يحل ثلاثة أيام أخرى، يفعل
3
ذلك فى الشهر ثلاث مرات.
4
|501rb33|ولنتكلم الان فى علل الاظفار
5
فى الداحس
6
الداحس ورم حار خراجى يعرض فى جانب الظفر. وهو صعب شديد الإيلام
7
وقد يتقرح ويؤدى إلى التاكل وربما سال من متقرحه مدة رقيقة منتنة ويكون فى
8
ذلك خطر فى الاصبع [وكثيرا ما تحدث الحمى]
9
|501rb41|العلاج:
ان احتيج الى فصد واسهال فعل ولا بد من تلطيف الغذاء وتبريده.10
ويجب ان يجرى فى العلاج مجرى سائر الأورام أعنى مراعاة حال الإبتداء والتزيد
11
والإنتهاء والانحطاط على ما علمت. وأما الأدوية الموضعية له فى الإبتداء يجب
12
ان يغمس فى الخل الحار فقد وصف جالينوس انه لشديد المنفعة للداحس ولا شك
13
أنه فى الأول أنفع؛ وخصوصا مع نخالة أو سويق شعير. والمرهم الكافورى المتخذ
14
بالكافور واذا عجن الأفيون بلعاب بزر قطونا المستخرج بالخل نفع جدًا. والتضميد
15
بالعفص المدقوق المسحوق ربما ردعه. وكذلك وسخ الأذن مع الحضض ربما منعه
16
ان يجمع والحضض ايضا نافع جيد. وكذلك السماق وبرادة العاج والأقاقيا يستعمل
17
ايها كان بالسكنجبين ضمادا وكذلك العفص المعجون بعسل. فانه مما يمنع استحكامه،
18
ويغمس دائما فى الماء البارد، ويسكن وجعه بالأفيون، فانه عجيب. ولعاب بزر
19
قطونا جيد نافع. أو يوخذ عفص، وقشور الرمان الحامض، وتوبال النحاس وتين
20
يابس بالسوية يعجن بعسل، أو برب العنب أو بالجلاب ويشد عليه، ولا يقرب دهنا
21
ولا رطوبة. واذا خفت تقرحا فاصل السوسن والكندر المسحوق وحده ومع غيره
22
وحب الأس مطبوخا برب العنب ربما ردعه.
23
دواء مبرى للداحس. يوخذ الصبر والجلنار والكندر والعفص ويجمع بعسل
24
ويستعمل ولا يجب ان يقام على المبردات؛ فانها اذا جاوزت الوقت أو الإبتداء كثفت
25
الجلد وحصرت فيه المادة، واشتد الوجع فلا يلتفت حيئنذ الى ما يحس من الحرارة
26
وان كانت كالنار، بل حلل وجفف. وربما انحج الغمس فى دهن مسخن والصبر
27
عليه، وفى الوسط يسحق الكندر ويوضع عليه. أو زنجار الحديد والشونيز ايضا مسحوقا.
28
وايضا اللعابات الملينة والشحوم وكذلك أقراص أندرون وموساس. ووسخ الأذن
4-441
1
جيد له قبل الجمع. و"اذا حدث النضج''، فضع عليه بزر المر، وبزر القطونا باللبن،
2
وفى قريب الإنتهاء ويجمع، فيجب ان يحرق الملح ويعجن بالزيت، ويوضع
3
عليه، فانه يسكن وجعه. فاذا تم الجمع فليبط بطا لطيفا صغيرا ليخرج ما فيه. وليضمد
4
عند اخراج ما فيه بالقوابض مثل العدس والورد، ومثل سويق النبق، وسويق التفاح،
5
وسويق الزعرور، وبعد ذلك دقيق الترمس بعسل. واذا تقرح فان الصبر من أفضل
6
علاجاته. وكذلك الكندر بالزرنيخ ومرهم الزنجار مخلوطا بمرهم الاسفيداج أو العنزروت
7
يغشى ذلك بخرقة مشروبة شرابا. ويجب حينئذ ان يبرى اللحم من الظفر من كل ناحية،
8
ويقطع ما ينخس اللحم من الظفر.
9
مرهم جيد ذكره بولس: زاج محرق كندر جزء جزء، زنجار نصف جزء، يسحق
10
بالعسل ويستعمل. وايضًا مرهم جيد بهذه الصفة: قشور الرمان الحامض، والعفص،
11
وتوبال النحاس وزنجاره، يخلط بالعسل ويلطخ ويشد، ولا يمس الموضع ماء
12
ولا دهن. مرهم جيد: يوخذ زاج محرق وكندر من كل واحد جزء زنجار نصف جزء
13
يجمع بالعسل ويوضع عليه وربما احتيج عند خوف التأكل الى استعمال فلدفيون
14
من زرنيخ وزاج وزنجار ونورة فانه يجففه، ولا افضل منه، واذا جعل تسيل من الداخس
15
المتقرح مدة فاكو أو قطع لئلا تفشو غايلتها فى الاصبع كلها، وكأنا قد تكلمنا
16
فى الداحس مرة.
17
|501va57|اذان الفار وتشقق الاظفار وتقشرها وجربها
18
قد يعرض هذه الأعراض بسبب يبس مزاج سوداوى. وما كان من تشقق
19
الاظفار الى اجزاء حادة فيتعلق باللحم وتنخس وتوذى فيقال، له اذ ان الفار. واما علاجه
20
فلا بد فيه من تنقية البدن بالاستفراغ للخلط السوداوى ان كان غالبا. والأدوية الموضعية
21
ان يطلى بالاشراس مع ملح العجين ودردى الخمر تركه وهذه تنفع للجرب والتقشر
22
وكذلك المصطكى مذابا مع ملح جريش.
23
|501vb17|التشنج، والتعقف، والتجذم الذى يعرض للظفر
24
هذه العلة تعرض ايضا للظفر فى الأكثر من السوداء فتقلبه وتشنجه وتعقفه و
25
تجذمه وكثيرا ما يكون سببه قالع من القوالع عرض للظفر. فلما اراد ان ينبت نباتا
26
جيدا لم يرفق به، ومس كثيرًا [واولم] فخرج ما خرج على هئية ردئية، واستمر
27
فى التولد على تلك الجملة اذا كان ما ياتيه من الغذاء يأتيه فلا يجد فيه نفوذا. ومنه
4-442
1
تحللا على الوجهين الطبيعين، فتراكم فى أصل الظفر تراكما يصير له المدد كالاصل
2
وكثيرا ما يعالج المنقوس والمتعفف بشحم سبعة ايام، ثم يحك بزجاجة ثم تعاود حتى
3
يستوى. وكثيرا ما ينقلع الظفر لسقطة، ويشد الوجع ويورث الحمى.
4
العلاج:
الذى سببه السوداء فلا بد من استفراغه ان كان عاما للبدن، وكانت5
الاظفار كلها قد صارف كذلك، واصلاح الغذاء من اوفق الغذاء لذلك، ومن شرب
6
الشيرج وأدمنه استوت أظفاره وان كان السوداء خاصا بظفر واحد فيجب ان يعالج
7
بالمعالجات الموضيعة. والمعالجات الموضعية لذلك منها ما يلين الظفر ويهئيه للتقشر
8
والتسوية، مثل استعمال النورة والزرنيخ عليه، فيصير بحيث ينجرد بالسكين اى قدر شئت.
9
وكذلك كثرة تضميده بثفل الفقاع، فانه يسهله للتسوية. وكذلك اذا احتمل اليد سخنته
10
بالشمع وسويته وصمغ السرو ضماد جيد لتليينه. وبزر الكتان ايضا جيد للتشنج. وشحم
11
الضان اذا شد عليه أياما وترك يلينه، فان لم يلن اعيد عليه مرارا الى ان يلين، ويتهيأ
12
للتسوية، وينفع من جرب الاظفار ايضا.
13
|502ra3|الحيل فى قلع الظفر الردى فى هئية ادنى لونه، وسائرعيوبه لينبت بدله ظفر جيد
14
يوخذ صمغ السرو ويضمد به الظفر الخبيث الموجع أياما ليلين، ثم يغرز أصله
15
بابرة ويسيل منه دم كثير، ثم تشد عليه ثوم مدفوق يوما وليلة، ثم يجدد عليه الثوم فى
16
اليوم والليل مرتين، فانه يسقط. وادامة تضميده اياما بالزبيب فانه ربما هيأه للسقوط
17
بادنى تدبير، خصوصا اذا خلط به الجاؤشير وكبريت مدقوق مسحوق بشحم. ومن
18
الأدوية القوية لقلع الظفر الكبيكج وايضا دبق البلوط، والثافسيا، والزرنيخ و
19
الذراريح يجمع بالخل ويداوم تضميدها به فى كل غداة. وايضا الزرنيخان والكبريت
20
الأصفر وعلك البطم يتخذ منه ضماد بالخل، ويحل كل اسبوع.
21
|502ra26|فى مرامحاة ما لينبت
22
يجب ان يحتال حتى يكن ويوقى عن المس باليد والهواء وغير ذلك وينسى
23
واوفق مأ اعرف لذلك أن يتخذ شئى على الانملة كالقلنسوة من فضة، وفيها تشبيك
24
وخرق لئلا يمنع الهواء اصلا. فان وجب منع الهواء عنه لحر أو برد أو غيره ستر بشى
25
اخر ويجب ان يكون شكل هذه القلنسوة الشكل الذى يتجا فى عن ملاقاة الإصبع
26
من جهة الظفر اذا اشتدت عليه، ويلاقى من جهات أخر وينسى على الإصبع مدة أشهر؛
27
فانه ينبت حيئنذ ظفر أجود ما يكون.
4-443
1
|502ra41|فى البرص الذى يكون على الاظفار
2
يوخذ جوز السرو ويدق ويخلط بخل ودقيق؛ وخصوصا دقيق الترمس،
3
ويضمد به فيقلع البرص. وكذلك بزر الكتان بالحرف. وكذلك الدردى المحرق
4
مخلوطا بالزرنيخ الأحمر والراتينج. والزفت المرطب عجيب فى ذلك، وخصوصا
5
مع الزرنيخ ومع جوز السرو. وعزى السمك عجيب بالغ. واصل الحماض ايضا
6
بالخل.
7
|502rb10|فى الصفرة التى تعرض للاظفار
8
يطلى بالعفص والشب بشحم البط، او بمرارة البقر، او بزر الجرجير مدقوقا
9
ناعما معجونا بالخل.
10
|502rb14|فى رض الاظفار
11
يضمد أولا بورق الأس وورق الرمان اللين، ثم الملنيات. فان كان عرض
12
لرؤس عصبها المنتهية اليها انتشارا استعمل عليها الشحوم المعروفة والقيروطيات
13
اللينة.
14
|502rb21|موت الدم تحت الظفرعن رضة وقعت
15
يعالج بدقيق مخلوط بزفت ويضمده. وان لم يغن بل احتيج الى عمل اليد
16
فيجب أن يشق الظفر شقًا موربًا بألة حادة حتى يخرج الدم من تحته. فان عرض من
17
ذلك أن انقلع الظفر سيلت الدم، والصقت الظفر على ما تحته بالرفق ليكون وقاية
18
ولا يوجع، ثم يراعى بعد ايام. وإن كان هناك صديد ازعجت الظفر وشققته برفق،
19
ورددت وشددت، ولا تقشر اللحم فيهيج وجع عظيم أعظم من الداحس، بل غطه
20
به، وانطل على الظفر الماء والدهن الفاتر، وضع عليه من بعد وباخره مرهم باسليقون.
21
تم كتاب الزينة وتم بتمامه الكتاب الرابع من القانون تصنيف الشيخ الرئيس
22
ابو على ابن سينا رحمه الله تعالى ــ يتلوه الكتاب الخامس ــ وهو الاقراباذين
23
والحمد الله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه وازواجه وسلم.