4-1
0
|393ra1|[الكتاب الرابع]
1
|393ra4|الفن الاول
2
ابتداء الكتاب الرابع من القانون <لابن سينا> [فى الامراض التى
3
لاتختص لعضو بعينه والزينة وهو سبعة فنون]
4
|393ra5|[المقالة الأولى] الكلام فى الحميات
5
حد الحمى: الحمى حرارة غريبة تشتعل فى القلب وتنبث منه بتوسط الروح
6
والدم فى الشرائين والعروق فى جميع البدن، فتشتعل فيه اشتعالا يضر بالا فعال
7
الطبيعية لا كحرارة الغضب والتعب اذا لم يبلغ ان يتشبث ويووف الفعل ومن
8
الناس من قسم الحمى الى قسمين اوليين الى حمى مرض والى حمى عرض.
9
وجعلوا حميات الاورام من جنس حمى العرض؛ ومعنى قولهم هذا ان الحمى المرضية
10
ما ليس بينه وبين السبب الذى ليس بمرض واسطة كحمى العفونة، فان العفونة سببها
11
بلا واسطة وليست العفونة فى نفسها مرضا، بل هى سبب مرض.
12
واما حمى الورم فانها عارضة للورم تكون مع كون الورم تابعة له. فالورم مرض
13
فى نفسه. ولمناقش ان يقول انه لما كانت حمى الورم تتبع حرارته وتلزم [من]
14
وجعه فيشبه ان تكون حمى عرض. وحينئذ يجب ان يكون كثير من حميات اليوم
15
حميات عرض. وان كانت تتبع العفونة التى فى الورم فالورم ليس سبب لها اولى
16
من حيث هو ورم، بل من حيث العفونة التى فيه، فسببها الذى بالذات هو العفونة،
17
والورم ليس بسبب لها الا بالعرض.
18
وان يقول ان لم تعن بحمى عرض هذا؛ بل عنيت انه تابع وجودها لوجود
19
الورم، فكذلك حال حميات العفونة بالقياس الى العفونة؛ لكن الاشتغال بامثال هذه
20
المناقشات ممالا يجدى فى علم الطب شئيًا، ويجعل الطبيب متخطيا من صناعته الى
21
مباحث أخر ربما شغلته عن صناعته فلنجر على ما اعتيد من ذلك.
22
فنقول: لتكن حميات الاورام والسدد حميات العرض. ولنقل انه لما كان
23
جميع ما فى بدن الانسان ثلثة اجناس: اعضاء حاوية لما فيه من الرطوبات، و
4-2
1
الارواح قياسها قياس حيطان الحمامات؛ ورطوبات محوية فقيا سها قياس مياه الحمامات؛
2
وارواح نفسانية وحيوانية وطبيعية، وابخرة مبثوثة وقياسها قياس هواء الحمام.
3
فالمشتعل بالحرارة الغريبة اشتعالا اوليًا وهو الذى اذا طفى هو برد ما يجاوره،
4
فان برد ما يجاوره لم يجب ان يطفى هو، بل يمكن ان يبقى وان يعود فيسخن ما يجاوره.
5
يكون احد هذه الا جسام الثلثة الذى لا يوجد فى الانسان جنس جسمانى خارج عنها.
6
فان تشبث الحمى بالا عضاء الاصلية التشبث الاول كما يتشبث الحريق مثلا
7
بحيطان الحمام او بزق الحداد او بقدر الطباخ فذلك جنس من الحمبات يسمى حمى
8
الدق. وان تشبث الحمى تشبثها الاولى بالا خلاط ثم فشت منها فى الاعضاء كما
9
يتفق ان ينصب الماء الحار فى الحمامات فتحمى جد رانه بسببه، او مرقة حارة فى القدر
10
فتحمى القدر بسببها فذلك جنس من الحميات يسمى حمى خلط.
11
وان تشبث الحمى تشبثها الاولى بالارواح والابخرة، ثم فشت منها فى الاعضاء
12
والاخلاط، كما يتفق ان يصير الى الحمام هواء حار، او يوقد فيه فيسخن هوائه،
13
فيتادى الى الماء والى الحبطان، فذلك جنس من الحميات سمى حمى يوم؛ لانه متشبث
14
بشئى لطيف يتحلل بسرعة، وقلما تجاوزت يوما بليلته ان لم تستحل الى جنس اخر
15
من الحميات. فهذه قسمة الحميات بالوجه القريب من القسمة الواقعة بالفضول.
16
وقد تقسم الحميات من جهات أخر فيقال من الحميات حميات حادة، ومنها
17
غير حادة، ومنها مزمنة، ومنها غير مزمنة، ومنها ليلية، ومنها نهارية، ومنها سليمة
18
مستقيمة، ومنها ذات اعراض منكرة، ومنها مفترة، ومنها لازمة؛ ومن اللازمة
19
ما لها اشتدادات وسورات؛ ومنها متشابهة، ومنها حارة، ومنها باردة ذات نافض
20
اوقشعريرة، ومنها بسيطة، ومنها مركبة.
21
فى المستعدين للحميات: قالوا ان اشد الابدان استعدادًا للحميات هى الابدان
22
الحارة الرطبة، وخصوصا اذا كانت الرطوبة اقوى من الحرارة. وهؤلاء يكونون
23
منتنى العرق والبول والبراز. والا بدان الحارة اليابسة ايضا مستعدة للحميات الحادة
24
تبتدئى يومية ثم تسرع الى العفن والا حتراق؛ وربما اوقعت فى الدق، ويتلوهما
25
التى تتساوى فيها الرطوبة واليبوسة وتستولى الحراة. وهذه من جنس ما يبتدى
26
فيها حمى البخار [الحار] ثم تنتقل الى حمى خلط، ثم التى يتساوى فيها الحر والبرد،
27
وتكثر الرطوبة. وقد تعرض له حميات العفونة فى اكثر الا مرابتداء. والابدان
28
الباردة الرطبة والباردة اليابسة ابعد الا بدان من الحمبات وخصوصا اليومية.
4-3
1
فى اوقات الحميات: ان للحميات اوقاتا كما لسائر الامرض [من] ابتداء،
2
وصعود، ووقوف عند المنتهى، وانحطاط. وقد تكون هذه الاوقات كلية. وقد
3
تكون جزئية بحسب نوبة نوبة. والمخاطرة من الابتدء الى الانتهاء. فاما عند الانحطاط
4
فلا يهلك عليل من نفس الحمى؛ الا لما نذكره من السبب.
5
والابتداء هو وقت اختناق الحرارة الغريزية عن المادة الغائرة فى ''العضو
6
الى وقت ما لا يكون ظهر للنضج او خلافه المضاد للنضج اثر. والابتداء موجود
7
فى كل مرض؛ ولكن ربما خفى خفاؤه فى سونوخس والصرع والسكتة. واذا كان
8
الابتداء خفيا قليل الاعراض ظن انه لا ابتداء فيه. وكذلك ربما رأى فى اليوم الاول
9
من الحميات الحادةغمامة او علامة نضج فيظن انه لم يكن لها ابتداء، وليس كذلك.
10
والتزيد هو وقت ما يتحرك فيه الحرارة الغريزية لمقاومة حركة ظاهرة فتظهر
11
علامة النضج او علامات المضاد للنضج.
12
والانتهاء هو الوقت الذى يشتد القتال فيه بين المادة والطبيعة، ويظهر حال
13
استعلاء احد هما على الأخر وهو وقت الملحمة. ومدته فى ذات النوائب الحادة
14
فوبة واحدة ولا تعرف الابالتى تليها، او نوبتان، وتعرف بالثالثة منهما، لا يزيد عليهما
15
فى الاكثر الافى الامراض المزمنة، فربما تشابهت نوائب كثيرة فى جميع احكامها.
16
وهناك عند المنتهى تتم أثار النضج وضده.
17
والانحطاط هو وقت ما تكون الحرارة الغريزية قد استولت على المادة فقهرتها
18
فهى فى تفريق شملها شئيا بعد شئى، وحينئذ تخف حرارة الباطن وتنتفض الى الاطراف
19
حتى تتحلل. وكثيرا ما يغلط.
20
والمنتهى يختلف فى الامراض. فالامراض الحادة جدًا ابعد منتهاها الى
21
اربعة ايام، وحميات اليوم من هذه الجملة الا انها لا تعد حادة؛ لانه لا يكفى فى حدة
22
المرض ان يكون منتهاه قريبا، بل يكون من الامراض ذات الخطر، وتلوها الامراض
23
الحادة مطلقا لاجدا، وهى التى منتهاها الى سبعة ايام مثل المحرقة والغب واللازمة.
24
ومنها ماهى اقل حدة من ذلك، وهى التى منتهاها الى اربعة عشر يومًا، وما بعد ذلك
25
فهى حادة المزمنات الى الحادى والعشرين، ثم المزمنات الى الاربعين وستين وما
26
فوق ذلك. ومعرفة الامراض الحادة فى مراتبها والمزمنة نافعة فى تدبير غذاء المرضى
27
على ما سنذكره. وكثير من الحميات يستوفى الابتداء والتزيد والمنتهى فى نوبة
4-4
1
واحدة، وتنوب الأخرى منحطة. والحميات ايضا تختلف فى هذه الازمنة، فمنها
2
ما يطول تزيدها، ومنهاما يطول انحطاطها.
3
|393va57|فى تعريف أوقات المرض وخصوصا المنتهى
4
تتعرف اوقات المرض الكلية مرة من نوع المرض، فان التشنج اليابس
5
والصرع والسكتة والخناق من الحادة جدا، والغب الخالصة والمحرقة [حادة]
6
لاجدا، والربع والفالج من المزمنة؛ ومرة من حركة المرض؛ فانه ان كانت النوائب
7
قصيرة دلت على ان المنتهى قريب كالغب الخالصة، فان زمان نوابئها من ثلث ساعات
8
الى اربع عشر ساعة. وان كانت طويلة دلت على ان المادة غليظة فالمنتهى بعيد كالغب
9
غير الخالصة.
10
وان لم تكن هناك نوائب، بل كانت مادتها حارة كسونوخس فالمرض حاد.
11
وان كانت مادتها غليظة باردة او الى غلظ فالمرض غيرحاد. و[مرة] من السحنة
12
فانها ان انخرطت بسرعة وضمر الوجه والشراسيف فالمرض حاد، وان بقيت
13
بحالها فالمرض ليس بذلك الحاد. و[مرة] من القوة هل يسرع اليها الضعف فيكون
14
المرض حادا، او لم يظهر ذلك فيكون المرض غير حاد. ومرة من السن والفصل،
15
فان السن الحار والفصلين الحارين يسرع فيها منتهى الامراض، وفى الاسنان الباردة
16
والفصلين الباردين يبطئى منتهى الامراض. وكذلك حال البلدان. ومن النبض فانه
17
اذا كان سريعا متواترا عظيما فالمرض حاد، وإلا فهو غير حاد. ومن النافض فانه
18
ان كان طويل المدة فالمرض الى ازمان، وان كان قصير المدة فالمرض الى حدة؛
19
وان لم يكن نافضا البتة فهو اقصر جنسه.
20
وقد يتعرف اوقات المرض من جهة اوقات النوائب، فانها ان كانت مستمرة
21
على التقدم متفاضلة 'ما به'' يتقدم تفاضلا اخذًا إلى الازدياد فالمرض فى التزيد، لأن
22
من الامراض ما يجرى <امرها> الى اخر اوقاتها على التزيد. وقد يكون من جنس
23
الغب، ومن جنس المواظبة. وان كانت قد وقفت بعد التقدم، ووقفت الفضول
24
فيوشك ان يكون المرض فى المنتهى، والحافظة لساعة واحدة طويلة المدة، وان
25
تاخرت فالمرض فى الانحطاط.
26
وكذلك يتعرف حال الاوقات من تزايد اعراض الحمى وقوتها ونقصانها،
27
ومن تزيد نوابئها فى طولها وقصرها. وربما تخالفت ولم تتشابه.
4-5
1
وقد يتعرف من حال الاستفراغات، فانه اذا عرض فى نوبة ما عرق او اسهال،
2
وكانت النوبة التى بعد ها فى مثل شدة الاولى، او فوقها فالاستفراغ للكثرة لا
3
للقوة. والمرض يوذن بطول.
4
وقد يتعرف من جهة النضج وضد النضج على ما ذكرناه مثلا اذا ظهر
5
نفث مع نضج ما، او يبول فيه غمامة ما فهو اول التزيد، ثم اذا كثر ذلك وظهر <نضج>
6
او ضده فهو علامة المنتهى. وايضا اذا ظهر النضج او خلافه سريعا من نفث، او
7
غمامة فاعلم ان المنتهى قريب، وان تأخر فاعلم ان المنتهى بعيد.
8
واما تعرف الاوقات الجزئية فان وقت ابتداء النوية هو الذى ينضغط فيه النبض،
9
وقد علمت معناه، ويكمد لون الاطراف ويبرد الاطراف خاصة طرف الاذن و
10
الانف الى الوقت الذى يحس فيه بانتشار الحرارة. وربما صحب الابتداء تغير لون،
11
وكسل وغم، وابطاء حركات، وسبات، واسترخاء جفن، وثقل كلام، وقشعريرة
12
بين الكتفين والصلب. وربما عرض فيه نافض قوى. وربما عرض سيلان الريق،
13
واختلاج الصدغين، وطنين الاذنين، وعطاس، وتمدد اعضاء البدن، واشدما تضعف
14
القوة [تضعف] فى الابتداء وفى الانتهاء.
15
ووقت التزيد نصفه الاول هو الوقت الذى يأخذ النبض فى الظهور والعظم
16
والسرعة، وتنتشر الحرارة فى جميع البدن على الاستواء، ونصفه الاخير هو الوقت
17
الذى لا تزال هذه الحرارة المنتشرة بالا ستواء تتزيد.
18
ووقت الانتهاء هو الوقت الذى تبفى فيه الحرارة والاعراض بحالها، ويكون
19
النبض اعظم ما يكون واشد سرعة وتواترًا
20
ووقت الانحطاط هو الوقت الذى يبتدئى فيه النقصان ويأخذ النبض يعتدل
21
ويستوى، ثم الذى ياخذ فيه البدن يعرق ويودى الى الاقلاع. وكثيرا ما يعرض
22
عند الموت حالة كالا نحطاط، وكان المريض قد اقبل. ويجب ان لا يشتغل بذلك
23
بل تتعرف حال النبض، وهل هو عظيم وقوى. وان رأيت ان نضرب لك مثلا
24
من الغب فتأمل ان الغب فى اكثر الاحوال يبتدى فيه قشعريرة ثم بردو نافض، ثم يسكن
25
النافض ويقل البرد، وياخذ فى التسخن، ثم يستوى التسخن، ثم يتزيد، ثم يقف،
26
ثم ياخذ يتناقص الى ان يقلع. واعلم ان المرض تطول مدته إما لكثرة المادة، واما
27
لغلظها، وإما لبردها. وقد يعين عليه الزمان والبلد والسن الباردات فضعف الحرارة
28
الغريزية واستحصاف الجلد.
4-6
1
|398rb1|<المقالة الثانية فى حمى يوم>
2
كلام كلى فى حميات يوم
3
ان اسباب كل اصناف حمى يوم هى الاسباب البادية المسخنة بالذات او
4
المسخنة بالعرض من جملة الملاقيات، والمتناولات، والانفعالات البدنية والنفسانية؛
5
ومن الاوجاع والاورام الظاهرة. فقد يكون منها من السدد ما ليس سببه بباد ولا يبلغ
6
اسبابها باشتدادها الى ان تجاوز ما يشعل الروح؛ فانها ان جاوزت ذلك اوقعت فى
7
الدق، او فى ضرب من حميات الاخلاط نذكره؛ فان الاسباب البادية قد تحرك
8
كثيرا المتقادمة، فان حركتها الى العفونة كانت حميات عفونة.
9
ومن الناس من زعم ان حمى يوم لا تكون الا من تعب البدن والروح وذلك
10
غلط. وهذه الحميات فى الاكثر تزول فى يوم واحد. وقلما تجاوز ثلثة ايام. فان
11
جاوزت ذلك القدر حدس من امرها انها انتقلت. ومعنى الانتقال ان تشبث الحرارة
12
جاوز الروح الى عضو او خلط. على ان من الناس من ذكر انها ربما بقيت ستة ايام،
13
وانقضت انقضاء تاما لا يكون مثله لو كان قد انتقل الى جنس أخر. وهذه الحمى
14
سهلة العلاج صعبة المعرفة؛ وكذلك ابتداء الدق.
15
واسرع الناس وقوعا فى حميات اليوم واشدهم تضررًا بها ان غلط عليه
16
فيها من كان الحار اليابس اغلب عليه فيتأدى بسرعة الى الدق والغب، ثم الذى الحار
17
الرطب اغلب عليه فيتأدى بسرعة الى حمى العفونة، ثم الذى الحار فيه اكثر، ثم الذى
18
اليابس فيه اكثر. ومن كان حار المزاج يابسه فانه اذا عرض له جوع، وقارنه سهر،
19
وتعب نفسانى او تعب بدنى اسرعت اليه حمى يوم مع قشعريرة ما فان لم يتدارك
20
ويطعم فى الحال اسرعت اليه حمى الدق.
21
العلامات: العلامات الخاصية بحميات اليوم المميزة لها عن الحميات
22
الآخر. فمن خواصها انها لا تكون عن الاسباب المتقادمة ولا تبتدئى بتضاغط. وهو
23
انها لا تبتدئى فى اكثر الامر بنافض وبرد اطراف، وغوور حرارة، وميل الى الكسل
24
والنوم، وغوور نبض واختلافه وصغره، بل ربما عرض فى ابتدائها شبيه بالبرد،
25
او قشعيريرة ونخس سببه بخار كيموس ردى ويزول [بسرعة] وقد يعرض فى الندرة
26
نافض لكثرة الابخرة الموذية للعضل بنخسها كثرة مفرطة. ويكون اشتعاله غير
27
لاذع مقشف بل طيبًا كحرارة بدن المتعب والسكران.
4-7
1
واذا كان البول فى اليوم الاول نضيجا والنبض حسنًا فاحكم انها حمى يوم،
2
وذلك ان البول لا يتغير فيها من حيث هى حمى يوم ويكون ثقله نضيجا غير مائل
3
الى لون خلط وربما كانت غمامة متعلقة. وربما كانت طا فيه حسى اللون. واذا
4
اتفق ان لا يعتدل لونه فان قوامه يكون معتدلا. وانما يتغير لونه لما يقارنه من سبب
5
تغير البول وان لم تكن هناك حمى مما سنذكره فى التعبية ونحوها.
6
والنبض يكون الى تواتروقوة وعظم؛ الا فيما يكون عن الانفعالات المضعفة،
7
والا ان يكون فى فم المعدة خلط يلذع، او برد او سبب اخرمما يصغر النبض غير
8
الحمى. وقلما يختلف فان اختلف كان له نظام وان خالف ذلك فلسبب اخر تقدم
9
الحمى، او قارنها مثل التعب الشديد، اولذع شديد فى الاحشاء ونحو ذلك.
10
وقد يعرض ان يصلب لبرد شديد مكثف مبرد، او حرارة شمس شديدة
11
مجففة، او لتعب شديد مجفف، اوجوع، او سهر، اوغم اواستفراغ. وقد يسرع
12
فيه الانبساط ويبطى الانقباض. ولا يسرع اكثر من الطبيعى الا فى الندرة، وسرعة
13
قليلة لان الحاجة الى الترويح فيه اشد من الحاجة الى اخراج البخار الفاسد، فان البخار
14
فيها ليس فاسدًا بقياسه الى المعتدل، بل سخينًا بقيا سه اليه. فاذا اشكل عليك النبض
15
وانقباضه فتعرف من التنفس. والنبض يعود بعد اقلاعها الى العادة الطبيعية له فى
16
فى ذلك البدن، وهذه علامة جيدة.
17
واعلم بالجملة انه كلما كان البول والنبض جيدان دل على ان الحمى يومية. واذا لم
18
يكن لم يجب أن لا تكون يومية، فانه كثيرا ما يكون فيها البول منصبغا، والنبض
19
مختلفا وضعيفا وصغيرا ومما يدل على انها حمى يوم أن يكون ابتداؤها هينًا لينًا،
20
ويكون تزيد ها لا يزيد على ساعتين ولا تصحب منتها ها اعراض شديدة، وحمى
21
العفونة بالضد. [وأن] لا تعرض فيها الاعراض الصعبة ولا سورة حرارة شديدة،
22
وتقل معها الاوجاع. وان كان معها صداع او وجع لم يكن ثابتا لازما بعد اقلاعها،
23
وهذا يدل على انها يومية. واكثر اقلاعها يكون بعرق ونداوة تشبه العرق الطبيعى
24
ليس الخلطى، وليس بشديد الافراط ايضا فى الكمية. بل قريب من العرق الطبيعى
25
فى قدره كما هو قريب منه فى كيفيته. فان رأيت عرقا كثيرا فالحمى غير يوميه.
26
ومما تجرب به حمى يوم ان يدخل صاحبها الحمام. فاذا احدث فيه المكث
27
كالقشعريرة غير المعتاد علم ان الحمى حمى عفونة، واخرج صاحبها من الحمام
28
فى الحال فان لم يتغير من حاله شئى فهى حمى يوم.
4-8
1
|393ra6|فى انتقال حمى يوم
2
حمى يوم اذا كانت تقتضى ان يغذى صاحبها فأخطأ الطبيب عليه فلم يغذه
3
انتقلت فى الابدان المرارية الى الدق او المحرقة، وفى الابدان اللحمية الى سونوخس
4
التى بغير عفونة. وربما انتقلت الى التى بالعفونة وكذلك اذا كانت تحتاج الى معونة
5
فى تفتيح المسام وتخلخل الجسم فلم تفعل اشتعلت فى الاخلاط المحتبسة فى البدن
6
اشتعال ما يسخن بقوة وما يعفن.
7
فى علامات انتقال حمى يوم الى حميات أخر: دليل ذلك ان تنحط من غير
8
عرق او نداوة، او مع العرق من غير نقاء بالعرق، ويكون الانحطاط متطاولا متعسرا،
9
ومن غيرنقاء النبض بل يبقى فى النبض شئى، ويبقى الصداع ان كان. وهذا كله
10
يدل على انتقالها الى حمى عفونة الخلط او الدق.
11
وان كانت الاسباب شديدة او طال لبثها انتقلت الى الدقية. فان انتقلت
12
الى الدق رأيت مجس الشريان حارًا جدًا ورأيت الحمى متشابهة فى الاعضاء كلها
13
تزداد على الامتلاء وعند اخذ الطعام جدًا، ورأيت النبض حافظ الاستواء مع صلابة
14
وصغر، ورأيت سائر ما نقوله من علامات الدق.
15
واذا انتقلت الى جنس من حميات الدم وتسمى سونوخس غير عفنة رأيت
16
الا متلاء، وتزايد الحرارة، وانتفاخ الوجه. واذا انتقلت الى حميات العفونة ظهر
17
الاقشعرار، واختلف النبض وصغر، وظهر التضاغط، وكانت الحرارة لاذعة يابسة،
18
واشتدت الاعراض. واما البول فربما بقى فيه النضج من القديم وفى الاكثر لا يظهر نضج.
19
فى معالجات حمى يوم بضرب كلى: جميع اصحاب الحميات اليومية يجب
20
ان يورد على ابدانهم ما يغذوا غذاء حسنًا مع سرعة الهضم، لان المحموم عليل والعليل
21
ماؤوف، لكن بعضهم يرخص له فى الترفة فيه كالتعبى والغمى والجوعى. والذين
22
فى ابدانهم مرار كثيرة، ومن يشتكى قشعريرة فى الابتداء يلقم طعاما مغموسا فى ماء،
23
او فى شراب ليكون انفذ، وهؤلاء يغذون وفى ابتداء الحمى وبعضهم يمنع الترفه
24
فيه، ويشار عليه بالتلطيف مثل السددى والا ستحصا فى و الورمى. والاولى ان يؤخر
25
التغذية الى الانحطاط خلا من استثنيناه.
26
والماء البارد: يجب ان لا يمنع فى اول الأمر؛ لان القوة قوية ولايخاف
27
ضعفها، وهو افضل علاج فى التبريد؛ لكن ان كان هناك ضعف فى الاحشاء،
4-9
1
وكانت الحمى قدا متدت، او كانت سدية فالأولى ان لا يكثر منه. والحمام تكثر
2
المشورة به عليهم عند انقضاء نوبهم فى حميات اليوم لاعراض: منها الترطيب، و
3
منها التعريق وخلخلة المسام، ومنها التبريد فى ثانى الحال، ويمنع حيث يخاف
4
وقوع العفونة.
5
وانما ينيغى ان يجتنب الحمام صاحب السدد منها لانه ربما ثور الحمام
6
مرضا عفنيًا؛ وكذلك التخمى الا فى أخر الامر عند اتساع المسام وانحدار التخمة،
7
فهناك ايضا يجب أن يحمم، وصاحب الزكام لا يحمم؛ الا ان يكون احتراقيا.
8
وجميع اصحاب حميات اليوم يجب ان لا يطيلوا اللبث فى هواء الحمام، بل فى مائه
9
ما احبوا؛ الا صاحب الاستحصاف والتكاثف فله ان يطيل اللبث فى هواء الحمام
10
حتى يعرق.
11
واما التمريخ فاذا كان صبًا وطلاء فقط سدد المسام. وأخر كل حمى يوم
12
كائنة عن سدة ظاهرة او باطنة. فان استعمل صاحبها الدلك فتحها. ثم ان صادف
13
رطوبة كثيرة حللها، وان صادف رطوبة قليلة جفف البدن. واما الاستفراغ فلا يحتاج
14
اليه منهم الا صاحب السدة والا متلائى، وصاحب التخمة، ومن به حمى يوم استحافية
15
وبدنه ممتلىء.
16
فى اصناف حمى يوم: حميات يوم منها ما ينسب الى احوال نفسانية، ومنها
17
ما ينسب الى احوال بدنية، ومنها ما ينسب الى امور تطراء من خارج بالمنسوبة الى
18
الاحوال النفسانية. منها الغمية والهمية والفكرية والغضبية والسهرية والنومية والفزعية
19
والفرحية.
20
والمنسوبة الى الاحوال البدنية منها ما ينسب الى امور هى افعال وحركات
21
[واضدادها] ومنها ما ينسب الى غير افعال وحر كات واضدادها. والمنسوبة
22
الى امور هى حركات واضدادها هى التعبية والراحية والاستفراغية، ومنها حمى
23
يوم وجعية وحمى يوم غشيية، ومنها الجوعية، ومنها العطشية.
24
والمنسوبة الى غير الافعال منها السددية، ومنها التخمية، ومنها الورمية،
25
ومنها القشفية. واما المنسوبة الى امور تطرأ من خارج فمثل الاحتراقية من احراق
26
الشمس، ومثل البردية والاستحصافية الاغتسالية. فلنذكر واحدة واحدة منها بعلاجها.
27
فى حمى يوم الحادتة عن الغم
28
قد تعرض من حركة الروح الى داخل واحتقانه فيه لفرط الغم حمى روحية.
4-10
1
العلامات: نارية البول وحدته حتى ان صاحبها يحس بحدته بسبب غلبة اليبس،
2
ويكون حركة العين الى غموض، وتكون العين غائرة للتحلل مع سكون الفتور،
3
ويكون الوجه الى الصفرة لغوور الحرارة، والنيض الى صفر وضعف، وربما مال
4
الى صلابة.
5
العلاج: يجب ان يكثر <صاحبها> الدخول الى الابزن، ويجعل اكثر قصده
6
الاستحمام بماء الحمام دون هوائه، ويكشر التمريخ بعد ذلك، فان الدهن انفع له من
7
الحمام، ويشتغل بالمفرحات والعطر البارد، وليوضع على صدره اطلية مبردة من
8
اللعابات والعصارات، والمياه الطيبة، وليسقوا شرابا كثير المزاج، فانه نعم الدواء
9
لهم.
10
فى حمى يوم الحادثة عن الهم
11
قد تعرض من كثرة الاهتمام لشىء مطلوب حركة عنيفة للروح مسخنة موقعة
12
فى حمى.
13
العلامات: تشبه علامة الغمية، الا ان حركة العين مع غوورها للتحلل يكون
14
نحوالخارج، ولا يكون النبض حاملا منخفضًا، بل يكون فيه مع ضعف ان كان به
15
شهوق ما، وعلاجها نحو علاج الغمية.
16
فى حمى يوم الحادثة عن الفكر
17
قد تعرض من كثرة الفكر فى الامور حمى تشبه الغمية، إلا أن حركة العين
18
تكون معتد لة لا الى غموض ولا الى خروج، وتكون مائلة الى الغوور، ويكون
19
النبض مختلفا فى الشهوق والخفوض. واكثر ما يكون [يكون] معتدلا، ويكون
20
الوجه الى الصفرة. وعلاجها علاج الهمية.
21
فى حمى يوم الحادثة عن غضب
22
قد تحدث لفرط حركة الروح الى خارج فى حال الغضب سخونة مفرطة
23
تتشبث بالروح حمى.
24
العلامة: احمرارالوجه الا ان يخالطه فزع فيصفر، وانتفاخ الوجه شبيه بما
25
ينتفخ فى الأرقية، وتكون العينان محمرتين جاحظتين لشدة حركة الروح الى خارج.
4-11
1
وربما عرض لبعضهم رعدة لحركة خلط او لضعف طباع، ويكون الماء احمر حادا
2
يحس بحدته، وله ادنى بصيص، ويكون النبض ضخما ممتليا شاهقا متواترا.
3
العلاج: تسكنهم وتشغلهم بالمفرحات والحكايات، والسماع الطيب و
4
اللعب، وادخالهم الحمام فى ماء فاتر غير كثيرا لحر[و تمريخهم تمريخا كثيرا بدهن
5
كثيرا فذلك اوفق لهم من الماء الحار. وتغذيتهم بما يبرد ويرطب وتمنعهم الشراب
6
اصلا فانه لا سيل لهم اليه.
7
فى حمى يوم الحادثة عن السهر
8
قد تعرض ايضا من السهر حمى يوم.
9
وتهيج الاجفان لفساد الغذاء، ولكثرة البخار، وكدورة البول لعدم الهضم، وضعف
10
النبض، وصفرة الوجه لسوء الهضم، وانتفاخه للتهيج من سوء الهضم، لكنه ليس مع
11
حمرة كما للغضبية.
12
العلاج علاجها التوديع والتسكين والتنويم، وتنطيل الراس بما يبرد ويرطب
13
والحمام الرطب، والا غذية الجيدة الكيموس، والمروخات المرطبة، والشراب
14
من انفع الاشياء لهم يسقونه بلاتوقى؛ الا ان يكون صداع.
15
حمى يوم الحادثة عن النوم والراحة
16
ان الروح قد تتحلل عنها بخارات حارة باليقظة والحركة، فاذا طال النوم و
17
الراحة لم تتحلل، وعرض منها سخونة الروح وحماه.
18
العلامة: يدل عليها سبوق النوم والراحة الكبيرة، وخصوصا ما لم يكن
19
فى العادة ووقع خلاف العادة، ويدل عليها امتلاء بخارى من النبض.
20
العلاج: علاجه التعريق فى هواء الحمام والاغتسال المعتدل بالماء الحار،
21
وقلة الغذاء وإما لته إلى ما يبرد ويرطب، والرياضة المعتدلة، ولا يجب ان يشربوا.
22
فى حمى يوم الحادثة عن الفرح
23
قد تعرض من الفرح الحمى مثل ما تعرض من الغضب.
24
علامتها: قريبة من علامة الغضبية؛ الا ان العين تكون سحنتها سحنة الفرحان
25
غير سحنة الغضبان، ويكون التواتر فى النبض اقل.
26
علاجها: قريب من علاج الغضبية.
4-12
1
فى حمى يوم الحادثة من الفزع
2
قد تعرض من الفزع حمى على سبيل ما تعرض من الغم فان نسبة الفزع الى
3
الغم نسبة الغضب الى الفرح من جهة ان حركة الفزع الى داخل، وحركة الغضب
4
الى خارج، ويكونان دفعة، والا خران بتدويج.
5
العلامة: قريبة من علامة الغمية، الا ان الاختلاف فى النبض اشد، وسحنة العين
6
سحنة مرعوب.
7
العلاج: يقرب من علاج الغمية. ويجب ان يؤمن الخوف، ويوتى بالبشارة.
8
والشراب نافع لهم.
9
فى حمى يوم العارضة من التعب
10
ان التعب قد يبالغ فى تسخين الروح حتى تصير حمى ضارة بالا فعال، واكثر
11
مضرته وحمله هو على الحيوانية والنفسانية.
12
العلامات: تقدم التعب وزيادة سخونة المفاصل على غيرها ومس اعياء،
13
ويبس البدن. وربما عرض فى أخره نداوة ان كان التعب معتدلا ولم يكن فيه حر
14
مجفف، او برد مانع للعرق. واما ان كان التعب مفرطا قل التندى والعرق؛ وربما
15
تبعه سعال يابس بمشاركة البرية، ويكون نبضه صغيرا ضعيفا، وربما مال الى صلابة،
16
والبول اصفر حار بسبب الحركة رقيق بسبب التحلل.
17
العلاج: علاجهم الراحة والاستحمام فى الابزن، والتمريخ بعده، خصوصا
18
على المفاصل، والتناول من الطعام الحسن الكيموس المرطب مقدار ما يهضمونه
19
من جنس لحوم الفراريج والجداء، والسمك الرضراضى؛ ولان قوتهم ضعيفة فلا
20
يجب ان يتوقعوا ان يهضموا <ما كانوا> يهضموا. فى حال الصحة؛ بل دونه. وكذلك
21
ان اغتذوا بما يغذ و قليله كثيرًا بمثل ما ذكرناه، وبمثل صفرة البيض النيمبرشت
22
وخضى الديوك كان جيدا.
23
وزعم بعضهم ان صاحب الاعياء يجب ان يلطف تدبيره اكثر من غيره، و
24
ليس ذلك بصواب. ويجب ان يتناولوا من الفواكه الرطبه ويسقوا الشراب الكثير
25
المزاج ان ''كان معتادا" والجلاب ونخوه ان لم يكن معتادا. ويجب ان يكون تمريخه
26
اكثرمن تمريخ غيره بالدهن لترطيب اعضاءه ومفاصله المتجففة. وايضا ليرخى
4-13
1
ما لحقها من التمدد. ودهن البنفسج من افضل الادهان له. ويجب ان يعم تمريخه
2
البدن وخصوصا الراس والعنق وخرز الظهر والمفاصل كلها، وخصوصا بعد
3
الاستحمام. ويجب ان يوطا مفرشه، ويعطر ثيابه ومجلسه. وان احتاج الى معاودة
4
الحمام لبقية ما عاود جميع ما رسم فى بابه.
5
فى حمى يوم الحادثة عن الاسفراغ
6
انه قد تعرض من اضطراب الاخلاط عند الاسهال حركة للروح مفرطة
7
تشتعل فيه حمى، واكثره للاعياء الذى يتبعه. وقد تفعله الادوية المسهلة بما يسخن.
8
وقد يتبع الفصد بما يزيل من رطوبة الابخرة ودمويتها الى صيرورتها دخانية مرارية.
9
العلاج: يجب ان يتلطف فى حبس الطبيعة بما هو معلوم فى ابوابه، وان
10
يغذى العليل بما يقوى اكثر مقدار ما يهضم بما يبرد ويرطب وقد جعل فيه قوابض؛
11
ويجعل على المعدة الضمادات والنطولات المقوية مسخنة غير مفترة، فان كل فاتر
12
مرخ للقوة. ومن هذه الجملة صوفة مغموسة فى دهن الناردين، او دهن ابرد منه
13
مطيب وتعصر حتى تفارقها اجزاء الدهن، ويجعل على القلب والكبد ما يبرد
14
فى حمى يوم الحادثة عن الوجع
15
ان الوجع قد يسخن الروح حتى يشتعل حمى.
16
العلامة: الوجع فى الراس او العين او الاذن او السن او المفاصل، او
17
الاطراف، والقولنج او البواسير وغير ذلك من اوجاع الدما ميل.
18
العلاج: يدبر الوجع بما يجب فى بابه، ثم يعالج بعلاج التعبية. فان خيف
19
من سقى الشراب حركة من الوجع لم يسق.
20
فى حمى يوم العارضة عن الغشى
21
قد تعرض لمن يغشى عليه لاضطراب حركات الروح سخونة تنقلب حمى.
22
وربما بقيت منها بعد زوال الخطر فى الغشى بقية.
23
العلامة: مقارنة الغشى، وسقوط القوة من غير علامات الحميات الاخر
24
الخارجة عن حميات اليوم. ويكون النبض فيها مختلف الاحوال، فتارة يسقط ويبطل
25
<بتة> حين ما يغلب البرد، وتارة يسرع ويظهر عند استيلاء الحرارة. ويشبه نبض
26
اصحاب الذ بول المحشف فى صلابته مع دودية.
4-14
1
العلاج: علاجها علاج الغشى، واعطاء اغذية سريعة الهضم حسنة الكيموس
2
مما علمت. وان احتجت ان تسقيه شرابا فعلت، ولم تبال من الحمى. فاذا تخلص
3
من الغشى ويقيت الحمى الشبيهة بالذبولية عولج بما هو القانون من التبريد والترطيب.
4
فى حمى يوم العارضة عن الجوع
5
قد تحتد البخارات فى البدن اذا لم تجد الغذاء فتولد الحمى ويكون نبضه <سريعا>
6
ضعيفا صغيرا وربما مال الى صلابة.
7
العلاج: الاطعام اما فى الحمى فمثل تناول حسو متخذ من كشك الشعير مع
8
البقول، وتغذه بالا غذية الجيدة المقوية، ويستحم ويصب على راسه ماء فاتر كثيرا،
9
يجلس فيه، ويرطب بدنه بمثل دهن البنفسج والورد والقرع.
10
فى حمى يوم العارضة عن العطش
11
هذه قريبة من الجوعية وهى اولى بان تحدث لفقد ان ما تسكن به من الماء
12
حرارة قوية فى الا بخرة.
13
العلاج: سقى الماء البارد ومياه الفواكه الباردة، وخصوصا الرمان، وترطيب
14
البدن بالأبزن. واذا امكنه الاستحمام بالماء البارد فعل.
15
فى حمى يوم الحادثة عن السدد
16
السدد قد تكون فى مسام الجلد لقشفه، وقلة الاغتسال. وكثرة اغبرار ولبرد،
17
ولا غتسال بماه مقبضة، ولا حراق شمس. وقد تكون فى ليف العروق وسواقها،
18
وفوهاتها ومجاريها. واذا قيل حمى يوم سدية فانما يشا رالى هذ الصنف، فانه يعرض
19
ان يقل التحلل، ويكثر الامتلاء والاحتقان، ويعذم التنفس، ويجتمع بخار كثير حار
20
لا يتحلل فيحدث حرارة مفرطة. فما دام اشتعالها فى اضعف الاجرام وهو الروح
21
كانت حمى يوم فان اشتعلت فى الدم كان الضرب المشهور من سونوخس وسنذكره،
22
وهو الذى يكون من جملة حميات الاخلاط ليس للعفونة بل للاشتعال والغليان
23
[والسخونة]. فان تعدى ذلك الى عفونة توجبها السدة وعدم التنفس انتقل الى حميات
24
العفونة.
4-15
1
ومثل هذه السدة إما ان تكون من كثرة الاخلاط والدم، وإما من غلظها، وإما
2
من لزوجتها، وإما من وقوع شئى من اسباب السدة فى الالة لافى المجرى، مثل برد
3
يقبض اوورم يضغط، او نبات شئى او غير ذلك مما عليك أن تتذكره.
4
وهذه الحمى من حميات اليوم قلما تنتقل الى الدق، لان البدن فيها كثير
5
المادة. وهذه الحمى ايضا فيها عطش والتهاب، ولزوم حرارة، وقارورة متوسطة
6
بين النارية والقتمة. وهذه الحمى صعبة التعرف قريبة الشبه من حميات الاخلاط
7
وهذه الحمى قد تبقى الى الثالث فما بعده ان كانت السدد كثيرة قوية وليست تكاثفية
8
واستحصافية من خارج. وان كانت قليلة اسرع اقلاعها ان لم يقع خطأ. وهذه
9
الحمى قد تعرض وتعاود لثبات السدة التى هى العلة فتكون كان لها نوايب، وهذه
10
الحمى كثيرًا ما ينقل الى البرد والا قشعرار فيدل على انها صارت عفنية
11
والسدية اذا احدثت وجعا بعد الفصد فى الجانب الايسر من البدن لم يكن
12
بد من اعادة افصد، لاسيما اذا سكنت الحمى ودام الوجع.
13
العلامة: اذا عرضت حمى يوم لا عن سبب باد وكانت طويلة الانحطاط،
14
فاحدس انها سدية، وخصوصًا اذا انحطت بلا استقراغ بنداوة. وتوكد حدسك
15
علامات الامتلاء فى الابدان الكثيرة الدم والمولدة له، او الغليظة الاخلاط لزجتها.
16
ويفرق بينهما ان ما كان السدد فيه بسبب غلظ الاخلاط ولزوجتها دلت
17
عليه العلامات المعلومة لهما، ولم يكن هنالك انتفاخ من البدن وتمدد وحمرة، و
18
بالجملة علامات الكثرة. وما كان السبب فيه الامتلاء كانت علامات الامتلاء من حمرة
19
الوجه، ودرور العروق، والانتفاخ والتمدد وغير ذلك [ظاهرة فى البدن] وان
20
افرطت السدد كان النبض صغيرا، فان لم تفرط لم يجب ان يصغر النبض.
21
العلاج: ان كان السبب كثرة الاخلاط والامتلاء فيجب ان يبادر الى الفصد
22
والاستفراغ، ولأن يفصد ولم يحم بعد فهو خير، فاذا حم فالتوقف <اوفق>
23
او يكون ضرورة؛ فان الفصد قد يجرى الاخلاط ويخلط بينها. فان لم يكن بد
24
فلا يجب ان يوخر الفصد والاستفراغ، ثم يشتغل بما يفتح السدد، وينقى المجارى
25
ولا يبادر قبل الاستفراغ الى تنقية المجارى فان ذلك ربما صار سببًا لانجذاب الاخلاط
26
دفعة الى بعض المجارى، واللحوج فيها؛ وذلك بما فيه اخطار كثيرة، وربما زادت فى
27
السدد ان كانت غليظة، وخاصة ان كانت المنافذ فى خلقها ضيقة. على ان الفصد
28
ايضا والاستفراغ قد يخرج الفضول الدخانية الفاعلة باحتقانها هذه الحمى، ويمنع
4-16
1
ان تنتقل الى العفونة، وخصوصا اذا بالغت وقاربت الغشى. وان لم تحس بكثرة
2
الاخلاط، بل احست بالسدد وانها حادثة عن غلظها ولزوجتها فربما لم تحتج الى
3
فضل فصد واستفراغ؛ بل احتجت الى التفتيح. والتفتيح هو بالجوالى من الادوية و
4
الاغذية.
5
ولما كانت العلة حمى فليس يمكن ان يرجع فى التفتيح الى الجوالى الحارة؛
6
بل مابين السكنجبين الساذج الى السكنجبين البزورى، ومن ماء الهندباء الى ماء
7
الرازيانج. والغذا بما فيه غسل وليس فيه لزوجة مثل كشك الشعير والسكر، مع
8
انه قريب من الغذاء فيه تفتيح وجلاء، فلا بأس ان يخلط <بالكشك> كشك الشعير
9
ثم يجب ان تنظر اذا استفرغت ان وجب استفراغه وفتحت بمثل ما ذكرنا
10
هل نقصت الحمى ووهنت. وهل ان كانت قد تنوب ضعفت نوبتها الثانية عن
11
الاولى، ونظرت الى البول فوجدته ليس عديم النضج،
12
وفى النبض فوجدته لايدل على عفونة، استمررت على هذا التدبير، فادخلت العليل
13
فى اليوم الثالث بعد النوبة الى الحمام وقت تراخى النوبة المنتظرة ان كانت الحمى
14
الى خمس ساعات، ومرخته ودلكته باشياء فيها جلاء معتدل مثل ما بين دقيق الباقلى
15
الى دقيق الكرسنة ودقيق اصول السوسن والزرواند المطحون بشيء من العسل
16
وان حدست ان الحمام يغير من طبعه شئيا، وتحدث قشعريرة لم يلبث فيه
17
طرفة عين؛ فان هذه السدة ليس من جنس ما يفتحها الحمام. فاذا خرج من الحمام
18
فلا يجب ان يقرب طعاما ولا شرابا إلا يعد امن من النوبة. فان اوجبت الحال ان
19
يطعم شئيا ولم يصبنريسقى ما فيه تفتيح مثل ماء الشعير الرقيق الكثير الماء القليل الشعير
20
الكثير الطبخ مطبوخا مع الكرفس. فان لم تعاوده النوبة فحممه ثانيًا ان اشتهى ذلك
21
واغذه. وان نابت ناقصة عن النوبة الاولى وكان البول جيدًا فثق بصحة العلاج
22
وقلة السدد، وعالجه بعد اقلاعها بمثل ماعالجت واغذه. وان جاءت النوبة كما كانت
23
اواقوى من ذلك والبول ليس كما يجب فالعلة الى العفن والعلاج علاج العفن.
24
فى حمى يوم امتلائية تخمية
25
قد تحدث من التخم ابخرة ردية تشتعل حرارة، وتلهب الروح حمى.
26
وخصوصا فى الابدان المرارية والتى ليست بواسعة المسام فان اكثر فضوله تبخر
27
ابخرة دخانية،
28
ويقل فيها الجشاء الحامض. واشد ما يكونواء استعدادًا هم الذين
4-17
1
ياخذون بعد التخمة فى الرياضة والحركة والتشمس والاستحمام بعد ما عرض لهم
2
من هذا فتكثر فيهم البخارات الدخانية، وخصوصا اذا كان بابدانهم وجع ولذع،
3
وخصوصا فى احشائهم.
4
واما عن مادة الجشاء الحامض وفى اصحابها فقلما يتفق ان تتولد حمى. فان
5
تولدت <حمى> كانت ضعيفة، بل ما تتولد ويظن ان المتولد مع الجشاء الحامض
6
لسبب غير التخمة. وهؤلاء اذا انطلقت طبائعهم انتفعوا جدا وزالت حماهم لانتقاص
7
الفضل الدخانى. ويختلف علاج من تحتبس طبيعته منهم ومن تستطلق. ومن حم من
8
تخمة ولانت طبيعته بمجلسين ثلثة، ثم افتصد قوى علبه الاسهال. وربما صار كبديا
9
يدل عليه الخفقان، وسواد اللسان، وتشبه اعراض الحمى الامتلائية البومبة اعراض
10
الحمى المطبقة فتحمر العينان والوجه جدًا ويكون "التهاب شديد"، ويعظم النبض
11
ويسرع، وتحمر القارورة، ثم اكثر ما تبقى ثلثة ايام. واعلم ان حمى التخمة قد تاتى
12
بادوار اربعة اوسبعة، ومع ذلك تكون حمى يوم، ولكن يكون نبضه صحيحا.
13
العلامات: علامتها تغير الجشاء الى حموضة او دخانبة. فاذا تغير الجشاء الى
14
الصحة اذن بالبرء. وبول هؤلاء عديم النضج مائى. واذا كان سبب التخمة سهرًا
15
كان فى وجوههم تهبج وفى اجفانهم ثقل.
16
العلاج: صاحب هذه التخمة لا يخلوا اما ان تكون طبيعته غير منطلقة واما ان
17
تكون طبيعته منطلقة. فان كانت طبيعته غير منطلقة فبالحرى ان يطلقها. وان كان شى
18
من الطعام والثقل باقيا فى المعدة فيجب ان تقييه ئم تطلقه وتنظر اين يجد الثقل، فتعرف
19
هل الاصوب استفراغها بالحمولات والحقن، او باشياء تشرب من فوق ليسهل،
20
او ليحط او ليهضم.
21
ويدل على الصواب من جميع ذلك حال الجشاء فربما احتجت ان كان الطعام
22
واقفا من فوق وتعذر القئ ان لا تلتفت الى الحمى، وتستعمل الفلا فلى ليحدر ويحط
23
مع الهضم، او تستعمل ما هوا ضعف منه. وتستعمل النطولات والاضمدة الهاضمة
24
المعروفة فى باب الهضم، والمطلقة المعروفة فى باب الاطلاق. فاذا انحد فاما ان
25
يخرج بنفسه، واما ان يعاون بحمول ويجاع عليه حتى لا تبقى شبهة فى بطلان التخمة.
26
ثم يتناول الغذاء الخفيف السريع الهضم الجيد الكيموس. والفزع الى النوم والجوع
27
مما يكفى المؤونة فى الخفيف من الامتلائى.
28
فان كانت الطبيعة منطلقة نظرت هل الشئى الذى يستفرغ هو الشئى الذى
29
فسد، فان كان ذلك فلا يحتبس حتى تستفرغه كله عن اخره، وانتظر انحطاط النوبة
4-18
1
وادخله حيئنذ الحمام، واغذه؛ الا ان يكون هناك افراط يحجف بالقوة فلا تدخله
2
الحمام؛ بل اغذه وقو معدته بالا شياء التى تعلمها، ورسم لك بعضها فى باب الاسهالية.
3
ومن ذلك صوف مغموس فى زيت فيه قوة الافسنتين او فى دهن ناردين بعد ان يكون
4
قد عصر وفارقه جل الدهن.
5
وان دام الا نطلاق ووجدت ما يخرج من غير جنس ما فسد استعملت دهن
6
السفرجل الفائق الطرى على هذه الصفة، ودهن المصطكى، وليس ايضا فى دهن
7
الناردين مضادة لهم. وربما استعملها قيروطيات، وخصوصا اذا لم يحتمل الحال
8
شدها على بطوهم. وربما احتجت الى اضمدة اقوى من هذا من الاضمدة المذكورة فى
9
الهيضة. وتسقيه مياه الفواكه ان نشط لها. وتغذوه بما يخف غذاؤه، ويسهل هضمه
10
كخصى الديوك والسمك الرضراضى. وتقدم عليها شئيا من الفواكه والعصارات
11
والربوب القابضة. فان انقطعت شهوة حركتها بما علمت، وخصوصا بالسفرجليات
12
واذا فرغت لم يكن بأس بان تستعمل عليه جوارشنًا قويا ممايهضم، ويقوى المعدة،
13
ويفتح السدد، وذلك بعد زوال الحمى والاعراض. والفصد سبيله ان لا يستعمل
14
فيه حتى ينحط فيعمل. واولى ما يسقاه ماء الشعير والغذاء مثل حصر مية بقرع، و
15
لوز قليل. ويبرد مضجعه، ومشمومه، واقراض الكافور لا يجعل فيها ريوند فيسود
16
اللسان.
17
فى حمى يوم ورمية
18
الحميات التابعة للاورام الباطنة تكون عفنية وربما صحبهادق وليست من
19
عدد الحميات اليومية. واما الاورام الظاهرة كالدماميل والخراجات التى تقع بها،
20
وخصوصا الاورام العظام التى تقع فى الاعضاء الغددية وفى اللحوم التى تسمى رخوة
21
مثل الذى يقع فى الاربية عن فضول الكبد وفى الابط عن فضول القلب، وتحت
22
الاذن عن فضول الدماغ، فانها قد تتبعها حميات، ولا تخلواما ان تكون التى تتادى
23
منها الى القلب حتى تحمية سخونة وحدها او مع عفونة. فان كانت سخونة وحدها
24
فهى من جنس حميات اليوم. وان كانت سخونة مع عفونة فهى من جنس حميات
25
الاورام الباطنة.
26
واكثر ما يعرض من هذه الحميات تابعة لاورام تتبع اسبابا بادية من قروح
27
وجرب واوجاع وضربات وسقطات تندفع اليها المواد فتحتبس فى طريقها عند
4-19
1
اللحوم الرخوة فهي من جنس حمى يوم. واكثر ما يعرض من هذه الحميات تابع
2
لاورام اسبابها متقادمة مثل امتلاءات وسدد سلفت فهى عفونية. واكثر ما تكون
3
الحميات التابعة لها يومية اذا كانت الحميات تابعة والاورام اصولا. واكثر ما تكون
4
عفونية اذا كانت الحميات اصولا والاورام تابعة على انه قد تكون بالخلاف وبقراط
5
يسمى هذه الحميات خبيثة ما كان منها يومية وغير يومية. واكثر هذه تتبع الاورام
6
الدموية فقد تعرض تبعا للحمرة ونحوها.
7
العلامات: علاماتها ما ذكرناه من تقدم الاورام عليها ويكون الوجه احمر
8
منتفخا زايدا فيها على حال الصحة ولا تكون شديدة لذع الحرارة وان كانت كثيرتها؛
9
لان امثال هذه الاورام دموية، اللهم الاحميات تتبع الحمرة. وهذه الحميات قد
10
يتعقبها نداوة [تنز عن البدن] ويكون النبض فيها عظيما سريعا متواترا للامتلاء و
11
الحرارة ويكون البول مائيا ابيض لميلان المواد الى الاورام والقروح.
12
العلاج: يجب ان يتقدم فيه بالفصد والاسهال، ويداوى الورم بما يجب فى
13
بابه، ويلطف التدبير، ولا يشرب الشراب البتة، ولا يغتذى الا بعد الانحطاط التام.
14
ولا بدله من المطفيات المبردة المرطبة، والاضمدة المبردة بالثلج على العضو العليل
15
الورم حيت لايضر بالورم ولا يفججه، بل يبرد الطريق بينه وبين القلب تبريدا ينفذ
16
فى القعر.
17
فى حمى يوم قشفية
18
هذه الحمى ايضا تتبع عدم التحلل لسدد غير غائصة. وكثير من الناس اذا
19
تركوا عادتهم من الحمام حموا، واكثرهم الذين يتولد فى ابدانهم البخار المرارى
20
لمزاج ابدانهم واغذيتهم ومياههم الردية، ولا حوالهم العارضة من السهر والتعب.
21
العلاحات: التنظف واستعمال الحمام، والتعرق فيه بعد الانحطاط. ويتدلك
22
بمثل النخالة ودقيق الباقلى، واللوز المر وبزر البطيخ، وشئى من الاشنان والبوزق.
23
ويجعل غذاؤه مطفيا مرطبًا، وشرابه كثير المزاج، ويعاود الحمام مرارا.
24
حمى يوم حرية
25
قد تعرض من حرارة الهواء اومن حرارة الحمام ونحوه حمى واكثر ذلك انما
26
تعرض من شدة حرالشمس. ويكون اول تعلقها بالروح النفسانى اذا كان اول ما
27
يتاذى به الراس فيسخن هواءه فيتادى الى القلب فيصير حمى، ثم ينتشر فى البدن كله
28
وقد يكون اول تعلقها بالقلب بحرارة النسيم وحين يصان الراس عن الحر؛ لكن
4-20
1
اكثر ما تقع الشمسية توثر فى الدماغ والراس. ولذلك من لم يكن نقيا امتلاء راسه،
2
وغير الشمسية من القيظية والحمامية وغيرها تؤثر فى القلب.
3
العلامات: العلامة السبب الواقع وشدة التهاب الراس فى القسم الشمسى
4
الدماغى وربما كان مع ثقل وامتلاء ان لم يكن البدن نقيا. وعظم النفس فى القسم
5
القلبى ويكون ظاهر البدن شديد السخونة اسخن من داخله. ومما يعرف به ذلك
6
ان عطشه يكون قليلا اقل من عطش من حرارته تلك الحرارة وهى فى هذه الخلة
7
بحلاف الاستحصافية.
8
العلاج: يجب ان يبدأ فى علاجه بما يبرد من النطولات على الراس والصدر،
9
ومن الادهان الباردة، وخصوصا دهن الورد مبردا على الثلج يصب على الراس و
10
الصدر من موضع بعيد، ويسقى الماء البارد وما يجرى مجراه، ولا يزال يفعل ذلك
11
الى ان تنحط الحمى. فاذا فارقت ادخل الابزن ولا يبالى بنزلة ان كانت به حمى
12
وحممه بالماء الفاتر ولا تدع هواء يسخنه. ولا تخف من صب الماء الحار على راسه؛
13
فانه يرطب ويحلل الحمى. وحاجته الى الاستحمام اكثر من حاجته الى التمريخ.
14
فاذا اخرج فغرق راسه فى الادهان الباردة مثل دهن الورد والنيلوفر.
15
فى حمى يوم استحصافية من البرد
16
انه قد يعرض من البرد والاستحمام بالمياه الباردة ان تلتفت المسام
17
الظاهرة، ويحتقن البخار الدخانى على ماقيل فى القشفية، فيحدث الحمى وكثيرا
18
ما يؤدى الى العفونة. وانما يؤدى الى ذلك الحمى اذا كان البخار المحتقن حادا
19
ليس بعذب فان العذب لا يولده.
20
العلامة: السبب، وان يكون البدن فيها اول ما بلمس غير شديد الحرارة
21
فاذا لبثت اليد حست بحرارة ترتفع. ولا يكون النبض فى صغر العمية والهمية والجوعية،
22
لانه ليس ههنا تحلل، بل يكون سريعا للحاجة؛ الا ان يكون البرد شديدا. وربما مال
23
الى الصلابة، ولا تكون العين غائرة؛ بل ربما كانت منتفخة لسبب البخار المحتقن
24
والماء قد يكون ابيض لان الحرارة محتنقة. وقد يكون منصبغا لان الحرارة التى كانت
25
تتحلل من المسام اندفعت الى طريق البول.
26
العلاج: يدثرون فى الحمى حتى يعرقوا، فاذا انحطت يدخلون الحمام و
27
يستحمون بماء الى الحرارة وبالهواء الحار، وينطلون على انفسهم مياهًا قد طبخ فيها
4-21
1
مثل المرزنجوش والشبث والنمام، ويتدلكون بما ذكرناه بما يجلو المسام ويرخيها،
2
ويؤخرون التمريخ الى ان يتعرقوا ويتد لكوا، ويستحموا بالماء الحار جدًا. ويجب
3
ان يتقدم الاستحمام بالماء الاستحمام بالهواء، ثم يتمرخوا بادهان موسعة للمسام،
4
ويصب على رؤسهم ايضا مثل دهن الشبث والخيرى والبابونج. ويغذون تغذية خفيفة،
5
ويعطرون، ويسقون شرابا ابيض رقيقًا او ممزوجا، وهو خير لهم من الماء <البارد>
6
لما فيه من التعريق والادرار. والتمريخ بالدهن لاصحاب التعب انفع منه لاصحاب
7
الاستحصاف.
8
حمى يوم استحصافية من المياه القابضة
9
قد يعرض لمن يستحم من المياه المقبضة مثل ماء يغلب عليه قوة الشب او
10
الزاج ان يشتد تكاثف مسامهم الظاهرة فتحقن ابخرتهم ويعرض لهم ما قلنا مرارًا.
11
وكثيرا ما يودى الى العفونة.
12
العلامات: يدل عليه السبب وما يشاهد من قحولة الجلد كأنه مقدد مدبوغ
13
وكما تمبس جلدا مغموسا فى ماء الزاج، ويكون الحال فى تزيد الحرارة بعد زمان من
14
مس اليد كما فى غيره مما يعرض من سدد المسام، والنبض يكون اضعف واصغر
15
واشد سرعة، والبول اشد بياضا ورقة كبول الشاة. ولا يكون فى ابدانهم ضمور،
16
ولا فى اعينهم غوور.
17
العلاج: يجب ان يعالجوا بقريب مما يعالج من قبلهم؛ الا انهم لا يسقون الشراب
18
الا بعد ثقة من توسيع المسام؛ الا ان يكون الاستحصاف قليلا فربما فتحه الشراب
19
ويجب ان يكون تلطيف تدبيرهم اكثر، ولبثهم فى هواء الحمام واستحماماتهم بالماء
20
الحار اكثر. ويجب ان يؤخر تمريخهم اكثر.
21
فى حمى يوم شربية
22
قد تعرض من الشراب حمى يوم. وعلاجهم علاج الخمار. وربما احتيج
23
الى اطلاق بماء الفواكه ونحوه، والى فصد وخصوصا اذا دام صداعهم ويجب
24
ان يدخلوا الحمام بعد الانحطاط.
25
فى حمى يوم غذائية
26
الاغذية الحارة قد تفعل حمى يوم، فكما ان الشمسية فى اكثر الامر دماغية
27
و فى روح نفسانى، والحمامية فى اكثر الامر قلبية وفى روح حيوانى، فان الغذائية
28
كبدية وفى روح طبيعى.
4-22
1
علاجها: الا درار بالمبردات المعروفة، واطلاق الطبيعة بمثل شيرخشت
2
وتمر هندى. واصلاح الكبد اول شئى بماء الهند باء والبقول والسكنجبين، و
3
الاضمدة المبردة من الصندل والكافور وماء الورد. وعصارته، وعصارات البقول الباردة
4
مبردة بالفعل، والتطفية بالاغذية الباردة الرطبة. ثم القول فى الحميات اليومية.
5
|413va39|المقالة الثالثة
6
"ابتداء القول فى حميات العفونة وتمام القول فى الحميات الدموية والصفراوية"
7
العفونة تحدث اما بسبب الغذاء الردى اذا كان متهيأ لان يعفن ما يتولد عنه لرداءة جوهره،
8
او لسرعة قبوله للفساد وان كان جيد الجوهر مثل اللبن، او لانه مائى الغذء يسلب
9
الدم مائته مثل ما يتولد عن الفواكه الرطبة جدًا، او لانه مما لا يستحيل الى دم جيد
10
بل يبقى خلطا رديا باردا ياباه الحار الغريزى ويعفنه الغريب، مثل ما يتولد عن القثاء
11
والقثد والكمشرى ونحوه. اورداءة صنعته، اووقته وترتيبه على ما علمت.
12
واما بسبب السدة المانعة للتنفس والترويح بسبب مزج البدن الردى اذا لم
13
يطق الهضم الجيد؛ وكان ايضا اقوى ممالا يفعل فى الغذاء والخلط شئيا فيتركه فجًا.
14
ومثل هذا المزاج إما ان يولد اخلاطا ردية، وإما ان يفسد ما يولد لتقصيره فى الهضم،
15
ولتحريكه اياه التحريك القاصر. وهذه اسباب معينة فى تولد السدد المولدة للعفونة.
16
وإما بسبب احوال خارجة من الاهوية الردية كهواء الوباء وهوا إلبطائح والمستنقعات
17
وقد يجتمع منها عدة امور.
18
واكثر اسباب العفونة السدة [والسدة] إما لكثرة الخلط او غلظه او لزوجته.
19
واسباب كثيرة الاخلاط وغلظها ولزوجتها معلومة، وايراثها السدة معلوم. فاذا
20
حدثت السدة حدثت العفونة لعدم الترويح خاصة اذا كانت معقبة بحركات فى غير
21
وقتها على امتلاء وتخمة واستحمامات مثل ذلك، او تشمس، او تناول مسخنات على
22
الامتلاء، وترك مراعاة الهضم فى المعدة والكبد، وتلافى تقصير ان وقع بتسخنيها
23
بالا طلية والكمادات.
4-23
1
والعفونة قد تكون عامة للبدن، وقد تكون فى عضو لضعفه، او لشدة حرارته
2
الغريبة وحدتها او وجعه. والخلط القابل للعفونة إما صفراء يكون حق ما يتبخر عنها
3
ان يكون دخانيا لطيفا حادا، وإما دم حق ما يبتخر عنه ان يكون بخاريا لطيفا، وإما
4
بلغم يكون حق ما يتبخر عنه ان يكون بخاريا كثيفا، وإما سوداء حق ما يبتخر عنها
5
ان يكون دخانيا كثيفا غباريا.
6
وعفونة الصفراء توجب الغب وما يجرى مجراها، وعفونة الدم توجب
7
المطبقة، وعفونة البلغم، توجب النائبة كل يوم وما يجرى مجراها، وعفونة السوداء
8
توجب الربع وما يجرى مجراها. والدم مكانه داخل العروق فعفونته داخل العروق
9
وأما الصفراء والبلغم والسوداء فقد تعفن داخل العروق، وقد تعفن خارج العروق.
10
واذا عفنت خارج العروق ولم يكن سبب أخر، ولا كانت العفونة فى ورم باطن يمد
11
القلب بعفونة متصلة اوجب الدور الذى ذكرناه لكل واحد فعرض واقلع وان كان
12
البلغمى لا يقلع [الا] وهناك بقية خفية.
13
واذا عفن داخل العروق اوجب لزوم الحمى ولم تكن مقلعة ولا قريبة
14
من المقلعة بل كانت دائمة لازمة لكن لها اشتدادات يتعرف [بها] النوبة التى لها.
15
واذا كانت العفونة الداخلة مشتملة على العروق كلها او على اكثر ما يلى القلب منها
16
لم تكد الاشتدادات والنقصانات تظهر. واما اذ كانت على خلاف ذلك ظهرت
17
التغيرات ظهورا بينا.
18
وانما كانت العفونة الخارجة تقلع ثم تنوب لان المادة التى تعفن تاتى عليها
19
العفونة فى مدة النوبة فتفنى رطوباتها التى بها تتعلق الحرارة وتتحلل، وتخرج من
20
البدن لانها غير محبوسة فى العروق فتمنعها ذلك عن تمام التحلل وتبقى رماديتها
21
وارضيتها التى ليست مطية للحمى والحرارة كما ترى من حال عفونة الاكداس والمزابل
22
قليلا قليلا حتى يترمد الجميع ثم لا تبقى حرارة. واذا لم تبق فى الخلط المحترق
23
بالعفونة حرارة بطلت الحمى الى ان تجتمع مرة اخرى الى موضع العفونة وقد بقيت
24
فيها بقية حرارة من العفونة الاولى وان لم تبق مادة. او لوجود علة التعفن الاول
25
فى المادة الاولى فتشتغل فى المادة الثانية على سبيل التعفين. فامر العفونة يدور على
26
وجود حرارة مقصرة تعفن وتحلل وترمد، وتتعدى الى المجاور حتى يقطع الحد و
27
تفنى المادة، ولا يجد مجاورا اخر فتبقى بقية حمى تنتظر مادة اخرى تتحلب الى موضعها.
28
واما اذا كانت العفونة داخل العرق فقد يعرض ان يكون التحلل التام متعذرا،
29
وان تدور العفونة لاتصال بعض ما فى العروق ببعض. فيعفن كل شئى ما يجاوره، ثم
30
يدور الى المجاور الاخر؛ وايضا فان المحصور فى العروق شديد المواصلة للقلب.
4-24
1
وهذه الحميات التى لها نوائب اقلاع وتفتير فقد تترك نظامها لاختلاف
2
المواد فى الكثرة والقلة، والغلظ والرقة، ولاختلافها فى الجنس؛ ''بل <تختلف>
3
بتنقل' بعض المواد فتصير من جنس مادة أخرى يخالفها فى النوع لافى الكثرة والقلة
4
والغلظ والرقة فقط. وقد يكون من سؤ تدبير العليل، او لضعفه، او لكثرة حسه.
5
ونوائب المقلعة تبتدئى فى اكثر الامر بقشعريرة اوبرد او نافض، وتنحل
6
بالعرق وانما صارت تبتدئى بالبرد او بالقشعريرة فى الاكثر اما لسبب برد الخلط
7
او حدته فيلذع العضل، واما لغوور الحرارة الى الباطن متجهة نحو المادة، واما لضعف
8
القوة واما لبرد الهواء. والذى يكون من لذع الحرارة فهو اولى بان ينسب الى القشعريرة
9
منه الى البرد. واكثر ما يعرض منه يكون كنخس الابر فى كل عضو.
10
واما تحلل المادة بالعرق فلأن الحرارة المتعفنة تحلل الرطوبة وتبقى الرمادية.
11
واذا كانت تلك الرطوبة غير محصورة فى العروق سهل اندفاعها فى المسام عرقا.
12
ونوائب اللازمة التى تفتر ولا تقلع لا تبتدى ببرد، الا لضعف القوة، او لغوور الحرارة
13
الغريزية فتبرد الاطراف، وذلك علامة ردية.
14
وقد يتركب فى بعض الحميات برد وقشعريرة معًا. لان المادة التى تعفن
15
تكون مركبة من بارد ولاذع. وقد يتركب بعض حميات العفونة تركيبا يصيربه فى
16
هئية اللازمة؛ وذلك مثلا اذا كان قد ابتداء خلط يعفن فى موضع فلما اتت عليه العفونة
17
ابتدأ خلط من جنسه، او من غير جنسه يعفن فصادف عفونة الثانى زمان اقلاع نوبة
18
الاول، ثم اتصل الامركذلك. وقد تتركب الحميات العفينة ضروبا أخر من التراكيب
19
سنفصلها فى بابها.
20
وادوار الحميات قد تطول و[قد] تقصر فطولها لغلظ المادة، او للزوجتها،
21
او كثرتها، او سكونها، او لضعف القوة او لضعف الحس، او لتكاثف المسام فلا
22
يتحلل الخلط وقصرها لاضداد ذلك.
23
والنوائب تسرع وتبطئى. وبطؤها اما بسبب ان المادة قليلة او بطيئة الحركة
24
الى معدن العفونة لغلظها، وهذا كمادة الربع. وسرعتها لانها كثيرة كالبلغم الا
25
الزجاجى، ونوائبه ربما تباطئت، او لطيفة كالصفراء. واردأ الحميات هى اللازمة
26
التى تكون العفونة فيها داخل العروق، ثم المقلعة التى تكون العفونة فيها فى جميع البدن
27
او فى نواحى القلب. وقلما تعرض للمشايخ حمى صالبة لبرد مزاجهم وقلة التخم فيهم.
4-25
1
واما النبض فقد تختلف احواله فى الحميات العفينة بحسب اختلافها فى اجناسها،
2
وبحسب اختلاف النوع الواحد منها فى الشدة والضعف، وفى قوة الاعراض و
3
ضعفها. وقد تعرض له الصلابة فيها إما اورم حار سديد التمدد، اوورم حار فى عضو
4
عصبى، او ورم صلب، او لشدة اليبس، او عند استيلاء البرد فى الابتداءات. وقد
5
يكون لينه بسبب المادة الرطبة اللينة البلغمية الدموية، وبسبب ان الورم فى عضولين
6
مثل ذات الكبد وذات الرية وليثرغس، او بسبب التندى المتوقع عند ما يريد ان
7
يعرق. والنبض يكون فى ابتداء النوائب ضعيفا منضغطا بسب اقبال القوة على المادة
8
واشتعالها بالتنقية والترويح.
9
قول كلى فى علامات حميات العفوفة: قد تدل على حميات العفونة توافى
10
الاسباب السابقة لها، وخصوصا اذا لم يكن لها سبب باد، والنبض والنفس الذى
11
يسرع انقباضه، لان الحاجة الى التنقية شديدة جدا، وتكون الحرارة لذاعة غير عذية
12
كحرارة حمى يوم.
13
واكثر حميات العفونة تتقدمها المليلة. والمليلة حالة تخالطها حرارة لا تبلغ
14
ان تكون حمى، ويصحبها اعياء وكسل وتمط، وتثاوب. واضطراب نوم، وسهر
15
وضيق نفس وتمدد عروق وشراسيف، وصداع، وضربان راس. فاذا طالت
16
اوقعت فى الحميات العفنية، او احدثت ضعفا وصفرة لون. وربما صحب المليلة
17
المتقدمة على الحميات كثرة فضل ومخاط، وغثيان، وبول كثير، وبراز كثير،
18
[عفن وثقل راس] وتهبج. ويعرض تواتر فى النبض لاعن سبب من خارج من
19
تعب، او غضب، او غيره. فاذا عرض الانضغاط فيه فقد جاءت النوبة. والانضغاط
20
غوور من النبض وصغر مختلف تقع فيه نبضات كبارقوية، ولا تكون سرعته قوية. فاما
21
الاختلاف فى الابتداء والتزيد فهو من خواص دلائل حمى العفونة وان كان لا يظهر
22
فى الغب ظهورًا كثيرًا لخفة مادتها.
23
ومن علامات ان الحمى عفنية خلو الدور الاول من العرق والنداوة، فان
24
اليومية بخلاف ذلك. وان كان الابتداء فى الغب للخفة المذكورة يشبه يومية لم يتقل
25
الى العفونة فان يكن تزيدها مختلطا غير متناسب متشابه وطول التزيد ايضا يدل على
26
انها عفنية. وازدياد النبض عظما على الاستمرار يدل على التزيد. ثم ان تكون اما مقلعة
27
تبتدى بنافض او قشعريرة ويترك فى اكثر الامر بعرق او نداوة، وتدور بنوائب،
28
اوتكون لازمة مع تفتير او غير تفتير لاتشبه اليومية فى النبض والبول، وتمام النقاء،
29
وسكون الاعراض.
4-26
1
واكثر العفنية معها اعراض كثيرة من عطش، وصداع، وسواد لسان وخصوصا
2
عند المنتهى، ويكثر القلق من كرب واضطراب شديد توجبه مقابلة المادة والقوة.
3
فتارة تستعلى المادة، وتارة تستعلى القوة. والنبض لذلك تارة اخذ الى العظم والقوة،
4
وتارة الى الصغر والضعف.
5
واما الصلابة فقد تكون ولا يجب دائما الا ان يكون مع الحمى ورم صلب
6
فى أى عضو كان، اوورم فى عضو صلب. وان لم يكن صلبا او يكون قد اتفق شرب.
7
ماء بارد، او شئى اخر مما يصلب النبض مما قيل فى كتاب النبض.
8
واما الاختلاف فى الابتداء والتزيد فهو من الخواص بالحمى العفنية ومن
9
دلائلها القوية. فان كان لا يظهر فى الغب كثيرًا لخفة مادتها، وما لم يصر النبض قويا،
10
ولم يسرع الاسراع المذكور فالحمى بعد يومية لم تنتقل الى العفونة، ويكون البول
11
فى الابتداء غير نضيج او قليل النضج، وربما كان حادا.
12
واعلم ان الحميات الحادة المهلكة قلما يتخلص عنها الابزمانة عضو واذا
13
بقيت الحمى بعد سكون الورم فى ذات الجنب ونحوه فاعلم ان بقية المادة <بعد> باقية.
14
وان المادة قد مالت الى حيث يظهر وجع.
15
علامات اللازمة: ان الدائمة يكون اختلاف النبض الذى بحسب الحمى فيها
16
ظاهر اجدا، ويكون فى اكثره غير ذى نظام ولا وزن، وتدوم الحمى، ولا تقلع بعد
17
اربع وعشرين ساعة، ولا يصحبها ما ذكرنا من احوال المقلعة من تقدم النافض وغيره.
18
ومما يدل عليه لزومها وشدة اختلاف حالها عند التزيد فتنقص مرة وتحتد اخرى.
19
|398rb2|فى امور تفترق ببعضها حميات العفونة وتشترك فى بعض
20
ما كان من الحمى لعفونة الصفراء فتكون حركتها غبا سواء أن كانت الحركة
21
ابتداء نوبة، او ابتداء اشتداد؛ الا ضرب منها يعرف بالمحرقة وتخفى حركاتها جدا
22
وهى كاللازمة المطبقة. والغب الصرف حادة للطافة المادة وحرارتها عظيمة لذاعة
23
لقوة المرة؛ لكنها سليمة بسبب ان الصفراء خفيفة على الطبيعة ولانها تريح. والغب
24
غير الخالصة اطول مدة من الخالصة. والخالصة قلما تجاوز سبع نوائب الاعن خطاء.
25
والدائمة ربما انقضت فى اسبوع. وما كانت من عفونة الدم فانها دائمة لازمة، و
26
حرارتها كثيرة عامة مع لين ليس فى لذع الصفراوية؛ وربما انتهت فى اربعة ايام واما
27
البلغمية المواظبة كل يوم فانها لينة الحرارة بالقياس الى الصفراوية طويلة للزوجة المادة
28
وبردها، وكثرتها عظيمة الخطر؛ لانها قليلة مدة ولانها تصحب فسادا وضعفا فى
29
فم المعدة لا بد منه وذلك مما يجلب اعراضاردية من الغشى والخفقان وسقوط الشهوة.
4-27
1
واللازمة منها اشبه شئى بالدق لولا لين النبض على انه قد يصلب ايضا. وكلما كانت
2
اقل خلاصا كانت اقصر نوبة الا ان تميل بقلة خلاصها الى السوداوية. واما الربع فانها
3
غير حادة لبرد المادة طويلة لذلك، وربما امتد الخالص منها سنة، وغير الخالص اقصر
4
مدة؛ لكنها الاخطر فيها؛ لانها تريح مدة طويلة؛ ولانها ليست من الحدة بحيث يتبعها
5
اعراض شديدة. والربع والغب الدائمة والمفترة تنقضى بقئى، او استطلاق اوعرق
6
او درور بول. واما المحرقة فتنقضى بمثل ذلك وبالرعاف.
7
واعلم ان الابتداء يطول فى الغب، والانتهاء فى المطبقة، والانحطاط فى
8
المواظبة. على انه قلما توجد ربع دائمة، ومواظبة تامة الاقلاع. والحميات اذا لم
9
تعالج على ما ينبغى وخصوصا الورمية آلت الى الذبول وخصوصا فى الحميات الحادة
10
التى يجب ان يغذى فيها صاحبها فلا يغذى لغرض ان تقبل الطبيعة على المادة، او
11
يجب ان يسقى الماء البارد فلا يسقى لغرض ان لا يفجج، ولا يتدارك بتطفية اخرى؛
12
فانه ان كان الغرض الذى سنذكره فى التغذية وسقى الماء البارد اقوى من الغرضين
13
المذكورين قدم عليهما، واغفل مراعاة ذينك الغرضين.
14
فى دلائل اعراض الحميات: اعلم ان ماخذ دلائل الحميات هو من التدبير
15
المتقدم، وانه كيف كان ومن الاحوال والاعراض الحاضرة مما نذكرها، ومن
16
البلدان والفصول، ومن السن والمزاج، ومن النبض والبول والقئى والبراز والرعاف،
17
ومن حال الحمى فى النافض والعرق وكيفية الحرارة، ومن النوائب، ومن حال
18
الشهوة والعطش، ومن حال التنفس، ومن المقارنات مثل الصداع والسهر والهذيان
19
والقلق وغير ذلك.
20
فان للحميات اعراضا تدل فيها على احوال فمنها اعراض تدل على عظمها
21
وصغرها، مثل كيفية الحرارة وكميتها ومنها ما تكون لذاعة شديدا من اول ماتاخذ
22
الى اخرها. ومنهاما يلذع اولا ثم يخور لتحلل المادة وتلين. ومنهاما [لا] يلذع
23
ومنها ما حرارته رطبة. ومنها ما حرارته يابسة.
24
واعراض تدل على جنسها كالا عراض الخاصة بالغب مثل ابتداء النوبة بنخس
25
وقشعريرة، ولذع الحرارة فيه. وعراض تدل على خبثها، مثل القلق والهذيان والسهر.
26
واعراض تدل على النضج وغير النضج؛ مثل ما نذكره من احوال البول. واعراض تدل
27
على البحران وسنذكرها. واعراض تدل على السلامة او ضدها وسنذكر جميع ذلك.
28
وللسحنة احكام كثيرة <جدًا> مثل من يتغير لونه الى الرصاصية من بياض
29
وخضرة، فيدل على برودة الاخلاط وقلة الحار الغريزى، او الى التهيج والانتفاخ
4-28
1
كما يعرض لمن سبب حماه تخمة؛ ومثل سرعة ضمور الوجه وانخراطه، ودقة
2
الانف، فيدل اما على شدة الحرارة واما على رقة الا خلاط وسرعة تحللها لسعة المسام.
3
وللحركات فى نفسها وخروجها عن العادة او سقوطها دلائل، ولاشياء
4
أخر مما سنذكرها. ومن اعراض الحميات ما وقته المنتهى مثل الهذيان واختلاط
5
الذهن لتلهب الراس. ومنها ما وقته الابتداء مثل القشعريرة والبرد. ومثل السبات
6
الذى يلحق اكثر اوايل الحميات لضعف الدماغ وميل الحرارة الى باطن حيث المادة،
7
وكثرة بخارات تتصاعد عن الاضطراب المبتدى فى البدن الى ان يحللها الاشتعال،
8
ويعين ذلك برد الدماغ فى نفسه، وبرد الخلط الذى يريد ان يعفن ويسخن.
9
والاشياء التى يتعرف منها حال الحمى وانها من أى صنف هى حال الحمى
10
فى حدتها ولينها، وحال الحمى فى وقوعها عن الاسباب البادية او السابقة على الشرط
11
المذكور. وحال الحمى فى لزومها واقلاعها وفتراتها. وحال الحمى فى اخذها
12
بنافض وبرد وقشعريرة او خلافها ومتى [كان] ما كان منه. وحال الحمى فى
13
تركها بعرق كثير وقليل او خلافه، او حال سالف التدبير، والسن، والسحنة، و
14
الزمان، والصناعة، وحال النبض والبول.
15
|414rb7|كلام فى النافض والبرد والقشعيريرة والتكسر
16
القشعريرة هى حال يجد البدن فيه اختلافافى برد ونخس فى الجلد والعضل.
17
ويتقد مها الكسل والتكسر وكان التكسر صنفا منها. واما البرد فهو فى ان يحس فى اعضائه
18
ومتون عضله بردًا صرفا. واما النافض فهو ان لا يملك اعضاءه من اهتزاز وارتعاد يقع فيها.
19
وحركات غير ارادية. وربما كان برد قوى ولم يكن نافض قوى فى مثل حميات
20
البلغم والربع. ومن اسباب اشتداد النافض شدة القوة الدافعة التى فى العضل.
21
ولذلك كلما كان السبب المنفض الزج كان النافض اشد، والدم يغور مع النافض
22
الى داخل.
23
واعلم ان الخلط البارد يكون ساكنا قد الفه العضو الذى هو فيه واستقر انفعاله
24
عنه فلا يحس برده. فاذا تحرك وتبدد تبددا كثيرا او قليلا بسبب من الاسباب من حرارة
25
مفرقة او غير ذلك انفعل عنه العضو الذى كان غير ملاق له، واحس ببرده بسبب
26
المزاج المختلف، وقد علمت [ذلك] فى الاصول الكلية من علم الطب.
4-29
1
وكثيرا ما يعرض عن البلغم الزجاجى المنتشر فى البدن نافض لا يودى الى
2
حمى. وربما كان له ادوار ولا تكون قوته قوة النافض المودى الى الحمى. والمادة
3
التى تفعل الاعياء بقلتها تفعل النافض بكثرتها قبل ان تعفن، فان لم تعفن لم تؤد الى
4
الحمى.
5
وقد يعرض البرد والنافض لغوور الحرارة بسبب الغذاء وما يشبهه. والنافض
6
والبرد يتقدم الحميات؛ لان الخلط الخام ينصب الى العضل اولا وهو موذ ببرده
7
بالقياس الى العضل، ثم اذا اخذ يتعفن اخذ فى التسخين.
8
وقد تتقدم النافض الحميات للذع الخلط، وقوة القوة الدافعة التى فى العضل
9
كما ينتفض الانسان من صب الماء الحار جدا على جلدة، وخصوصا اذا كان مالحا.
10
وربما صار ادنى ما يلذع سببا لهرب الحار الغريزى الى باطن، ويستولى البرد.
11
فيكون مع لذع الحار برد كان البرد يشتمل واللذع الحار عند الغشاء والباطن.
12
وقد يقع النافض <والقشعريرة> لهرب الحرارة الى الباطن كما يكون فى
13
الاورام الباطنة، وربما دل النافض والقشعريرة على البرء فى الحميات اللازمة، لانه
14
يدل على ان المادة انتفضت من العروق وخرجت، لكنه اذا لم يكن مع نضج وفى
15
وقت بحرانى، ولم يتبعه خف دل على انتفاض ذلك القدر، ليس لان القوة غلبت؛
16
بل لان المادة كثيرة تنتفض لكثرتها. ومن النافض ما يدل على الموت وهو الذى
17
يتبع ضعف القوة، وسقوط الحار الغريزى، واليبس واما القشعريرة فيكون عن
18
اسباب اقل من اسساب النافض. وهيجان الدهش والدوران يندر بدور. والحميات
19
تكون فى المشائخ مدفونة.
20
وربما كان السبب فى طول الحمى غلظا فى الاحشاء فليستلق المحموم، ويمد
21
رجليه ولتحس احشاءه فاذا اسود لسان المحموم مع خفة الحمى فحماه مدفونة. وقد
22
يصحب المحموم فالج فتعالج الحمى اولا، ومما يصلح له السكجبين ممروسا و
23
الجلنجبين، وماء الحمص بالزيت ان احتملت الحمى، وحلق الراس مما يكثف
24
جلده، فيعطف البخارات فتشتد الحمى.
25
إشارة الى معالجات كلية لحميات العفونة اعلم ان الغرض فى مداوات هذه
26
الحميات تارة يتجه نحو الحمى فتحتاج [الى] ان تبرد وترطب وتارة نحو المادة
27
حين تحتاج [الى] ان تنضج او تحتاج [الى] ان تستفرغ. والانضاج فى الغليظ
4-30
1
تعديله بالترقيق، وفى الرقيق تعديله بالتغليظ وربما يناقض ما تستدعيه الحمى من
2
التدبير ويستدعيه الخلط من الانضاج والاستفراغ والتحليل.
3
وربما كان المنضج والمستفرغ بخارا بل هو فى الاكثر كذلك وحيئذ يجب
4
ان يراعى الاهم من الامرين. وربما يناقص مقتضى الحمى من التدبير مثل البطيخ
5
الهندى وسائر البقول ومقتضى المادة من التقليل فيمنع ذلك سقيها الاحيث لا مادة.
6
وبالجملة فالحزم ان يؤخر ماء الفواكه الى اسبوع ويقتصر على ماء الشعير. وجميع
7
الفواكه تضر المحموم لغليانها وفسادها فى المعدة. وكثيرا ما يوجد الشئى الذى ينضج
8
ويلطف ويستفرغ مبردا ايضا مثل السكنجبين.
9
واعلم انه ربما كانت الحمى من الشدة والحدة بحيث لا يرخص فى تدبير السبب
10
بل يقتضى التبريد البليغ وخصوصا اذا لم تجد القوة قوية مقاومة صابرة فان وجدتها
11
مقاومة صابرة قطعت السبب ودبرت الخلط وقطعت الغذاء ولم تبرد تبريدا <شديدا>
12
يمنع التحلل وان وجدت القوة مقصرة اشتغلت بتعديل المزاج المضاد لها وبردته
13
وانعشت القوة بالغذاء فاذا قويت القوة بنعشها وقهرمضادها عدت الى العلة فاذا بردت
14
من هذه الحميات فلا تبرد بما فيه قبض وتكثيف مثل الاقراص المبردة الابعد النضج
15
والاستفراغ.
16
واعلم ان علاج حمى العفونة بخلاف علاج الدق فان علاج الدق مقصور على
17
مضادة المرض، وعلاج حمىء العفونة ليس مقصورا على مضادة المرض وحده بل
18
عليه وعلى قطع سببه، وان ''كانت تشاكل' المرض والتغذية صديقة القوة من جهة
19
نفسها، وعدوة القوة من جهة انها صديقة عدوها وهو المادة ''فهى معينة' لكليهما فلذلك
20
يحتاج فى تدبيرها الى قانون ولنفرد له بابا <ان شاء الله>.
21
واعلم انه لا يمكنك ان تعالج الحمى الا بعد أن تعرفها فان جهلت فلطف
22
التدبير، واحرص ان لا تلقاك النوبة الاوانت خال الجوف ولا تحرك فى يوم النوبة
23
شيئا ما امكنكك ولا تعلج <الحمى> ويجب ان تراعى فى جميع ذلك حال القوة.
24
وان كانت قوية وكان الغالب الدم او كان مع الخلط الغالب دم فالفصد اوجب شئى
25
وخصوصا اذا كان البول احمر غليظا ليس اصفر ناريا يخاف عند الفصد عليه المرار
26
وحدته ثم اتبع فصده اسهالا لطيفا خصوصا ان كان هناك يبس بمثل ماء الشعير و
4-31
1
الشيرخشت القليل و<مثل> ماء الشعير والسكنجبين، فان لم تلن الطبيعة زدت فى
2
مثل الشيرخشت مثل شراب البنفسج، وتكون لعناية التليين، لا الاسهال والاطلاق
3
العنيف.
4
والاحب إلى استعمال الحقن على المبلغ الذى يحتاج اليه فى القوة. ومن
5
الحقن المشتركة النفع الخفيفة حقنة تتخذ من دهن البنفسج وعصارة ورق السلق و
6
البيض والسكر الاحمر والبورق "فاذا لينت" وهذه التليين ربما احتجت اليه فى الانتهاء
7
اضعف مما تحتاج اليه فى الايتداء وذلك اذا كانت الطبيعة محتبسة ثم تتبعه بادرار
8
بمثل السكنجبين المطبوخ باصل الكرفس ونحوه ثم تعرقه وتفتح مسامه بما ليس
9
له حر قوى بمثل التمريخ بدهن البابونج والدلك بالشراب الابيض بالماء العذب
10
الفاتر.
11
فان كانت الحمى محتدة جدا لم يجز شئى من التمريخ والتنطيل فان وجدت
12
الخلط فى الاول يميل الى المعدة قيى بما ليس فيه مخالفة للعادة بل بمثل السكنجبين
13
بالماء الحار ان كان الخلط تحركه الطبيعة الى القىء ولا يخالفها ان كان هناك ميل
14
الى المعى و"احس المريض" بقرقرة وانحدار ثفل وما يشبهه وامنعه النوم فى ابتداء
15
الحميات خصوصا اذا كانت قشعريرة ''اوبردا" او نافضا فيطول عليه البرد والنافض
16
فانه يعين المواد ان كانت متجهة الى بعض الاحشاء، ويمنع نضج الاخلاط، واما
17
عند الانحطاط فهو نافع جدا وربما لم يضر عند المنتهى ولا تمنعه الماء البارد الا ان
18
يكون الخلط فيه فجاجة وغلظ فيمنع النضج. واعلم ان الفصد اذا نفع ثم استعملت
19
طريقة "ردية لم يكن شفاء".
20
واما الخلط الصفراوى فنضجه ان يصير خاثرا عن رقته والماء البارد يفعل ذلك
21
الا ان تكون المعدة والكبد ضعيفتين او باردتين او يكون فى الاحشاء ورم او يكون
22
فى احشائه وجع او يكون مزاجه قليل الدم، او حرارته الغريزية ضعيفة فتضعف بعد
23
شرب الماء البارد او يكون غير معتاد لشرب الماء البارد مثل اهل بلاد الحر وهؤلاء
24
يتشنجون بسرعة، ويصيبهم فواق. والمهزول من هذه الجملة. واما حيث المادة
25
حارة او غليظة وقد نضجت، والبدن عبل، والحرارة الغريزة موفورة، وتكون القوة
26
قوية والاحشاء سالمة ليست باردة المزاج الاصلى ولم يكن غير معتاد للماء البارد؛ بل
4-32
1
هو معتاد للبارد جدا، فالماء البارد افضل شىء، فانه كثيرا ما اعان على نقص المادة باطلاق
2
الطبيعة، او بالقىء او بالبول، او بالتعريق، او بجميع ذلك فيكون فى الوقت يعافى
3
وربما سقى الطبيب العليل من الماء البارد قدرا كثيرا حتى يخضر لونه ويرتعد
4
ولوالى من ونصف. فربما استحالت الحمى الى البلغمية. وربما قوى الطبع ودفع
5
المادة بعرق وبول واسهال، وكانت عافية. واذا كان ايضا بعض المواضع
6
[وارمًا] ثم خفت مضرة الحرارة والعطش، وظنت انه يودى به الى الذبول لم تمنع
7
الماء البارد، فان ازدياد الورم او فجاجته ربما كان خيرا من الذبول.
8
والسكنجبين ربما سكن العطش وقطع واطلق، وليس مضرته بالورم كثيرة
9
كمضرة الماء، وليس له جمع المادة وتكثيفها، وكذلك الجلاب الكثير المزاج.
10
واذا لم يجز شرب الماء البارد فاقدم عليه خيف ان يحدت تقبضا من المسام فتحدث
11
حمى اخرى لحدوث سدة اخرى، وربما كانت اشد من الاولى واذا صادف عضوا
12
ضعيفا افسد فعله. وكثيرا ما عسر الازدراد وعسر التنفس، واحدث رعشة وتشنجا
13
وضعف مثانة، او كلية او قولون. واكثر من يجب. ان يمنعه منهم الماء البارد
14
من يتضرر به فى حال صحته بل اذا رأيت السحنة قوية، والعضل غليظة، والمزاج حارا
15
يابسا واستفرغت فرخص احيانا فى الاستنقاع فى الماء البارد وعند الانحطاط
16
وظهور [علامات] النضج والاستفراغ للاخلاط فلا باس ان يستعمل الحمام،
17
ويشرب الشراب الرقيق الممزوج، والتمريخ بالادهان المحللة.
18
فاذا استعملت القوانين المذكوة فى اول حدوث الحمى فيجب بعد ذلك ان
19
تشتغل بالانضاج والاستفراغ، الذى ليس على سبيل التقليل والتخفيف، وقد ذكرناها،
20
بل على سبيل قطع السبب فلا تستفرغ المادة غير نضيجة فى حار او بارد؛ الا لضروة،
21
فربما كثر الاستفراغ من غير الخلط غير المهى للاستفراغ بالنضج، فربما خلط
22
به الخبيث بالطيب لتحريك الخيث من غير انضاجه.
23
ولا تصغ الى الرجل الذى زعم ان الغرض فى الانضاج الترقيق، والخلط
24
الحار رقيق لاحاجة الى ترقيقه، فليس الامر كما يقوله بل الغرض فى الانضاج تعديل
25
قوام المادة حتى تصير متهئية للدفع السهل، والرقيق المتشرب، والغليظ الناشب،
26
واللزج اللحج، كل ذلك غير مستعد للدفع السهل؛ بل يحتاج الى ان يثخن الرقيق و
27
يرقق الثخين قليلا، ويقطع اللزج. ولوان هذا الرجل لم يسمع من كلام المتقدمين
28
فى النضج شئيا من قبيل ما قلناه، وتذكر حال نضج الاخلاط المنفوثة ان الرقيق منها
4-33
1
يحتاج ان يخثر، والخاثر منها يحتاج ان يرقق لكان يجب ان يهتدى به ولم ليس
2
يتأمل فى نفسه فيقول ما بال القوارير فى الحميات الحادة لا تكون فى ابتداء ثهاذات
3
رسوب، ثم تصير ذات رسوب، وهل الراسب المحمود شىء غير الخلط الفاعل للمرض
4
وقد نضج، فلم ليس يندفع فى اوائل الامر، ان كانت الرقة هى الغاية المقصودة
5
فى النضج فمن الواجب ان يكون فى اوائل حميات الدم والصفراء رسوب محمود.
6
فان كانت الطبيعة لا يمكنها دفع ذلك الفضل الابعد وقت تصير فيه مستعدة
7
للدفع فى البول فلذلك الصناعة يجب ان يعلم ان استفراغها للخلط قبل مثل ذلك
8
الوقت الذى يظهر فيه النضج فى القارورة ممتنع او متعسر مستعصعب. وربما حرك
9
ولم يفعل بلاغا، وربما خلط الطيب بالخبيث، وكان الاولى بهذا الانسان ان يحسن
10
الظن بمثل جالينوس او بقراط فيما رسمه من هذا؛ او يتأمل فضل تأمل ويرجع
11
الى المناقضة. فان كان مناقضا للاولين وهو على الحق فمعذور. ولكن الاولى به
12
ان يعم النظر اولا.
13
وأظن ان هذا الرجل اتفقت له تجارب انجحت فى هذا الباب، فركن اليها
14
وامثال هذه التجارب، التى ليست على القوانين قد يتفق لها ان لاتنجح ولا واحد ويتفق
15
لها ان لا تحقق ولا واحد فهذا هو الواجب.
16
فاما اذا كانت المادة كثيرة متحركة منتقلة من عضو الى عضو فظننت انه لا
17
مهلة الى نضجها، او ربما حدث منها اورام سرسامية وغير ذلك، ولو تركت اوقعت
18
فى خطر قبل الزمان الذى يتوقع فيه نضجها. وذلك اطول من الزمان الذى يتوقع
19
فيه النضج المعتدل لا محالة ولا بدمن استفراغها؛ فان الخطر فى ذلك اقل من الخطر
20
فيها، ومع ذلك فان الطبيعة تكون متحركة الى دفعها لكثرة اذاها فاذا اعينت وافقها
21
الا عانة ولا بد منه.
22
واعلم ان الفصد اذا كان الغرض الدم ليس من قبيل ما ينتظربه النضج انتظاره
23
فى المسهلات. وانما ينتظر النضج فى الاخلاط الأخر. واذا تاخر الفصد عند ابتداء
24
العلة فلا يفصد فى انتهائها اذلا معنى له. وربما اهلك بموافاته ضعف القوة، وكذلك
25
ان خفت غلبة من الخلط واوجب الاحتياط الاستفراغ.
26
وان لم يكن نضج فلا تحرك الا فى الابتداء واما عند الانتهاء فلا تحرك شئيا
27
حتى تغلب الطبيعة وتنضج. فان هى لم تتحرك حركت انت وفق تحريكها. فان
28
كانت هى تتحرك او تحرك فدعها وفعلها؛ وهذا هو الذى يسميه بقراط هائجاحين
4-34
1
قال ينبغى ان يستعمل الدواء المسهل بعد ان ينضج المرض. واما فى اول المرض
2
فلا ينبغى ان يستعمل ذلك؛ الا ان يكون المرض مهياجا وليس يكاد ان يكون فى
3
اكثر الامر مهياجا. ومثل هذا الاستفراغ الضرورى الذى ليس فى وقته مثل التغذية
4
الضرورية التى ليس فى وقتها. ونسبة هذا الاستفراغ الى الكف من عادية المادة
5
نسبة. تلك التغذية الى منع القوة عن سقوطها.
6
فاذا استعملت استفراغا فراع وقت الاقلاع، او وقت الفترة، او ابرد وقت
7
يكون ولا تستفرغ بالاسهال يوم الدور، ولا تفصد ولا تضاد ياستفراغ الصناعة جهة
8
ميل استفراغ الطبيعة، ولا تثيرن الاخلاط بما تفعله فى الحال حال حركة دور. و
9
بالجملة يتوقى <البدن> التدبير الغليظ فى وقت الدور، حتى لايسقى فى ماء الشعير سكر
10
ولا جلاب لئلا يثير الدور بتضييق المجارى، فانه خطر، بل ''اعن ان لا يفرط"؛ فان
11
الطبيب معين الطبيعة لا منازع لها.
12
واعلم انه كثيرا ما يحتاج الى دواء قوى ضعيف اما قوته فمن حيث يسهل الخلط
13
الغليظ اللزج، واما ضعفه فمن حيث يسهل مجلسًا او مجلسين فلا تستفرغ الكثير معاحتى
14
لا تسقط القوة. والرأى فى الفصد ان يدافع به ما امكن فان لم يمكن فتكثير العدد
15
خير من تكثير المقدار. ويجب ان لا تستفرغ دما كثيرا دفعة فتستفرغ كثيرًا مما
16
لا يحتاج الى استفراغه، ولا يكون من الدم عدة لاستفراغات ربما احتيج اليها، و
17
تضعف القوة عن مقارعة بحرانات منتظرة.
18
واعلم انه اذا اجتمع الصداع والحمى فعلاج الحمى اولى. واعلم ان الصداع
19
ربما رد الحمى المنحطة الى التزيد فيجب ان يسكن والصبى الراضع اذا حم فيجب
20
ان يصلح لبن امه. واذا كانت القارورة [اليرقانية] فى الحمى تدل على ورم فيكون
21
العلاج بسقى ماء الشعير والسكنجبين. فاذا هدأت الحمى قصد الورم. واذا كان مع
22
الحمى قولنج فيما لم ينفتح الطريق فلا يسقى ماء الشعير، بل ماء الديك ان وجب
23
ولين الحقنة وكثر دهنها، ثم يسقى ماء الشعير ان وجب.
24
واما المسهلات فمنها اشربة تتخذ من التمر الهندى والترنجبين والشيرخشت
25
وربما جعل فيها ماء اللبلاب. وربما جعل فيها خيار شنبر. وربما طرح عليه السقمونيا،
26
وربما سقى السقمونيا وحده فى الجلاب. وربما احتيج الى استعمال مثل الصبر اذا
4-35
1
كانت المادة غليظة. والاجود ان يغسل ويربى فى ماء الهندباء وماء اليعضيد ثم يحبب.
2
واما الاهليلج الاصفر فقد يستعمله قوم، وما وجد عنه مذهب فعل، لانه يقبض المسام
3
بعد الاسهال ويخشن الاحشاء فان كان ولابد فبعد النضج التام. وماء الرمانين عظيم
4
النفع [خاصة] المعتصر بشحمهما وفى اوقات.
5
ومن المسهلات ما يتخذ من البنفسج والسقمونيا ويكون من البنفسج وزن
6
مثقال، ومن السقمونيالى قيراط، وربما جعل معها قليل نعناع. وقد يوخذ من المبردات
7
المطفية دواء يجعل فيه سقمونيا مثل حب بهذه الصفة: يوخذ كزبرة وطباشير وورد
8
من كل واحد نصف درهم، كافور طسوح، سقمونيا الى نصف دانق او دانق يسقى
9
منه. أو يوخذ من الشيرخشت خمسة دراهم، ومن الترنجبين مثله، عصارة التفاح
10
الشامى، وعصارة السفرجل بالسواء وعصارة الكزبرة الرطبة سدس جزء تجمع العصارات
11
ويغمر بها الشيرخشت والترنجبين، ويقوم بها حتى يكاد ينعقد، ثم يوخذ من الكافور
12
وزن دانق ونصف، ومن السقمونيا وزن درهم، ويرفع <الشئ> عن النار، ويذر
13
عليه الكافور والسقمونيا ويحفظ لئلا يتحلل بالبخار، ثم يترك حتى ينعقد من تلقاء
14
نفسه بالرفق. والشربة منه من درهمين الى درهمين ونصف. وقد يمكن ان يتخذ
15
من الترنجبين والشيرخشت والسكر الطبرزد ناطف، ويجعل فيه السقمونيا والكافور
16
على قدر أن يقع منه فى الشربة اعنى من الكافورالى طسوج، ومن السقمونيا الى دانق،
17
فيكون حبيبا الى النفس غير كريه.
18
والمحموم فى الصيف حمى باردة لا يدخل فى الخيش خاصة اذا عرق لئلا
19
تنعكس المادة عن تحللها. والاقراص لا توافق اوايل هذه الحمى الا بعد النضج و
20
الاستفراغ. واوفق ما تكون الاقراص لمن حماه متشبثة بمعدته كانها دقية وتارك عادته
21
فى تدبيره قد يحس احيانا بحمى، وليس بذلك الضار؛ لان السبب ترك العادة فى
22
التدبير.
23
|414rb36|فى تغذية هؤلاء المحمومين
24
اعلم ان اوفق الا غذية للمحمومين هى الاغذبة الرطبة، وخصوصا لمن مزاجه
25
رطب من الصبيان والمتدعين، فيوافق من حيث هو يشبه المزاج، ومن حيث هو ضد
26
المرض. واذا اخذت الحمى والطبيعة يابسة فلا تغذ البتة ما لم يخرج الثفل بتمامه.
27
ويجب ان تلقاهم النوائب الدائرة، والنوائب المشتدة واجوافهم خالية لا غذاء فيها
28
البتة، فانهم اذا كانوا متغذين فى ذلك الوقت اشتغلت الطبيعة بالهضم عن النضج
4-36
1
والدفع، واستحكم المرض وطال. فلذلك يجب ان تؤخر التغذية الى الانحطاط
2
فما بعده. وان اتفق ان وافق وقت الانحطاط وقت العادة فى الغذاء فهو اجود ما يكون.
3
واعلم ان من التغذية والتدبير ما هو لطيف جدًا. ومنه ما هو غليظ جدًا،
4
ومنه ما هو بين ذلك فبعضه يميل الى اللطافة اكثر وبعضه يميل للكثافة اكثر. واللطيف
5
البالغ فى اللطافة هو منع الغذاء. والغليظ جدا هو استعمال اغذية الاصحاء.
6
واللواتى تلى جانب اللطافة مما هو متوسط ان يقتصر فى الغذاء على عصارة الرمان
7
والجلاب الرقيق جدا، وبعده ماء الشعير الرقيق، وبعده ماء الشعير الغليظ، والبقول
8
الباردة الرطبة، مثل السرمق والاسفاناج واليمانية ونحوها، وبعده كشك الشعير كما
9
هو وهو الوسط.
10
واللواتى تلى جانب الغليظ فالدجاج والاطراف، والطف منه القباج والفراريج
11
والطف منها الطياهيج [والطف منها اجنحة الفراريج والطياهيج] والنيمبرشت
12
القليل الرقيق، والسمك الصغار جدا، والطف منها كشك الشعير كما هو، والطف
13
منها محلول الخبز السميذ فى الماء البارد حلا رقيقا، واما الغليظ فهو غذاء قوى.
14
وكشك الشعير فنعم الغذاء فانه يجمع الى ثخونته واتصاله ملاسة وزلقا، وجلاء
15
وترطيبا ولينا ومضادة الحمى، وتسكينا للعطش، وسرعة نفوذ وانغسال، ولا قبض
16
فيه، ولذلك لا يرسب ولا يتشبث فى المنافذ وان ضاقت، وليس فيه لصوق بمماره
17
وبالمرى؛ وربما جلا مثل البلغم. واذا اجيد طبخه لم ينفخ البتة. وقد كان القدماء
18
يستعملون حيث يحتاج الى تلطيف تدبير الطف من التدبير بالكشك وماؤه ماء العسل
19
الكثير الماء؛ فان غذاءه قليل، وتنفيذه للماء وترطيبه وجلاؤه وتفتيحه وادراره كثير،
20
وحرارته مكسورة، وانه لا محالة قد يزيد فى القوة زيادة ما وان قلت.
21
ويتلوه السكنجبين العسلى، فهو اغلظ واغذى واقوى تقطيعا وجلاء، وليس
22
فيه من التسخين ومضرة الاحشاء الحارة ما فى العسل. واما الان فان عسل القصب
23
وهو السكرخصوصا النقى افضل من عسل النحل وان كان جلاؤه اقل من جلاء العسل
24
وكذلك السكنجبين السكرى؛ ولكن الاقتصار على السكنجبين ربما اورث سحجًا.
25
وهذا مخوف فى الامراض الحادة ونحن نجعل لسقى ماء الشعير والسكنجبين كلامًا مفردا.
26
وتلطيف التدبير يقتضيه طبع مادة المرض، وتمكين الطبيعة من انضاجها
27
وتحليلها واستفراغها. واولى الاوقات بالتلطيف المنتهى، فهناك يشتد اشتغال الطبيعة
28
بقتال المادة، فلا ينبغى ان تشتغل عنها بشئى اخر وخصوصا عند البحران، واما قبل
4-37
1
ذلك فان القتال لا يكون قد استحكم. ومما يقتضى التلطيف ان يكون الى فصد، او
2
اطلاق بطن، او حقنة او تسكين وجع حاجة فحينئذ يجب ان يفرغ من قضاء تلك الحاجة،
3
ثم يغذى ان وجب الغذاء ولم يكن مانع اخر.
4
وتغليظ التدبير تقتضيه القوة. واولى الا قات بالتغليظ الوقت الذى لا تكون
5
القوة مشتغلة فيه جدًا بالمادة، وهو اوايل العلة. ويجب ان يتدارك ضرر التغليظ
6
بالتفريق، فانه ايضا اخف على القوة. والصيف لتحليله يحوج الى زيادة تغذية
7
وتفريقها، فان القوة لاتفى بهضم الكثير دفعة؛ ولان التحليل فيه بالتفاريق فيجب
8
ان يكون البدل بالتفاريق. وفى الشتاء الامر بالعكس، فانه لقلة تحليله لا يحوج الى بدل
9
كثير، ثم ان اعطى البدل دفعة كانت القوة وافية به فتفرغت عنه دفعة. والخريف
10
زمان ردى، ولهذا يحتاج ان يتلطف فيه بين حفظ القوة وبين قهر المادة. والتفريق
11
قليلا قليلا اولى به. وبالجملة التفريق مع ضعف القوة اولى به.
12
واعلم انه لولا تقاضى القوة لكان الاوجب ان يلطف الغذاء ابلغ تلطيف؛ لكن
13
القوة لا تحتمل ذلك وتخور، واذا خارت لم ينفع علاج، فان المعالج كما علمت هو
14
القوة لا الطبيب. لان الطبيب خادم يوصل الالات الى القوة واذا تصورت هذا فيجب
15
ان تنظر فان كانت العلة حادة جدا وذلك ان يكون منتهاها قريبا وحدست ان القوة
16
لا تخور فى مثل مدة ما بين ابتدأها الى انتهأها خففت الشغل عن القوة وسلطتها على
17
المادة ولم تشغلها بالغذاء الكثيف؛ بل لطفت التدبير ولو بترك الطعام اصلا، وخصوصا
18
فى يوم البحران.
19
فان رأيت المرض حادا ليس جدا بل حادا مطلقا فيجب ان تلطف التدير لا
20
فى الغاية الاعند الانتهاء، وفى يوم البحران خاصة الالسبب عظيم. وان رأيت المرض
21
مزمنا او قريبا من المزمن لم تلطف التدبير، فان القوة لا تسلم الى المنتهى مع تلطيف
22
التدبير؛ لكنه يلزمك مع ذلك فى جميع الاصناف أن يكون اول تدبيرك اغلظ، وأخر
23
تدبيرك الموافى للمنتهى الطف، وتتدرج فيما بين ذلك حتى تكون القوة محفوظة
24
الى قرب المنتهى، فهنالك ترسل على المادة ولا تشغل بغيرها.
25
فاذا علمت ان القوة قوية فربما اوجبت الحال ان تقتصر على الجلاب ونحوه
26
ولو اسبوعا، وخصوصا فى حميات الاورام، فان خفت ضعفا اقتصرت على ماء الشعير.
27
واذا اشكل عليك الحال فى المرض فلم تعرفه فلان تميل الى التلطيف اولى من
28
ان تميل الى الزيادة مع مراعاتك للقوة والاحتمال.
29
والذى زعم ان التغذية والتقوية فى المرض لحاد اولى؛ لانه لا معنى للنضج
30
وفى يدك الاستفراغ متى ما شئت فعلته الطبيعة اولم تفعله، فقد عرفناك خطاءه؛ بل
31
اذا خفت سقوط القوة فالتغذية اولى.
4-38
1
من الا بدان ابدان مرارية تقتضى تدبيرًا مخالفًا لما قلناه، وخصوصا اذا كانت
2
معادة الأكل الكثير؛ فانهم اذا لم يغذوا ولو فى نفس ابتداء، بل فى اصعب منه وهو
3
وقت المنتهى لم تخل حالهم من امرين، لانهم اذا كانوا ضعاف القوى غشى عليهم
4
فماتوا قريبا، وان كانوا اقوياء وقعوا فى الذبول وظهرت عليهم علامات الذبول
5
من استدقاق الاتف؛ وغوور العنين، ولطو الصدغين؛ وربما غشى عليهم قبل ذلك
6
لما ينصب الى معدهم من المرار اللاذع.
7
ومن الناس من هو موفور اللحم لكنه اذا قطع عنه الغذاء ضعف وهزل، ولا
8
يحتمل منع الغذاء فكل من حرارته الغريزة قوية جدا كثيرة، او حرارته الغريزية قليلة
9
ضعيفة جدا فلا يصبر على ترك الغذاء ومنهم من يصيبه ''الم ووجع فى" معدته
10
وصداع بالمشاركة وهؤلاء من هذا القبيل. وهؤلاء ربما اقتنعوا بماء الشعير، وربما
11
احتاجو الى ان يخلطوا به عصارة الرمان ونحو ذلك ليقوى فم المعدة. وربما احتجنا
12
ان نقئيه بالرفق قبل الطعام. وكثير من هؤلاء اذا ضعفوا وكاد يغشى عليهم. فالسبب
13
ليس هو من شدة الضعف بل انصباب المرار الى فم المعدة. فاذا سقوا سكنجبينا ممزوجا
14
بماء حار كثيرا، او شرابا ممزوجا بماء كثير قذف فى القذف اخلاطا صفراوية، فاستوت
15
قوته. فاذا تطعم شئيا من الربوب القوابض سكن.
16
والمشائخ والضعفاء والصبيان من قبيل من لا يصبر على الجوع. واما الكهول
17
فهم شديدوا الصبر، ويليهم الشبان وخصوصا الملتززوا الاعضاء، الواسعوا العروق
18
فى الهواء البارد.
19
وكثيرًا ما يخطى الاطباء فى امثال هؤلاء المرضى من وجه أخر، وذلك لانهم
20
يمنعونهم الغذاء فى اول الامر، فاذا شارفوا المنتهى وعلموا ان القوة تسقط غذوه
21
فى ذلك الوقت ضرورة فيكونون قدا خطوا من جهتين، ولوانهم غذوهم فى الابتداء
22
فكان ذلك خطاء وغلطا كان غلطا دون هذا الغلظ.
23
ويعرض لاولئك المرضى ان تصيبهم نزلات فجة ومرارية، وسهر للامتلاء
24
ولعدم النضج، ويتقلقلون ويتململون. ويهذؤن وتضغط المواد قواهم، وتكثر
25
بخاراتهم فيسمعون ما ليس، ويتقلبون فى الفراش، ويتخيل لهم ما ليس، وترتعش
26
وتختلج شفاههم السفلانية لوجع فم المعدة، وتحزن نفوسهم لثقل المعدة.
27
القانون فى سقى السكنجبين وماء الشعير: ان ماء الشعير منه ما ليس فيه من جرم
28
الشعير الا كالقوة والصورة: وانما يكون له مدخل فى العلاج ومطمع فى النفع اذا
29
كان قد استوفى البطخ واجوده ان يكون الماء قدر عشرين اسكرجة، والشعير اسكرجة
30
واحدة وقد رجع الى قريب الخمسين فيوخذ الاجمر الرقيق منه. فهذا هو الرقيق
4-39
1
الذى غذاؤه اقل. وترطيبه اكثر، وغسله واخراجه الفضول وانضاجه كثير وتبريده
2
معتدل. ومنه ما فيه شىء من جرم الشعير ودقيقه، والاحب الى فى مثل هدا
3
[ان] لا يكون كثير الطبخ جدًا، بل يكون طبخه بقدر ما يسلب النفخ ولا يبلغ ان
4
يلزجه شديدًا ومثل هذا اكثر غذاء واقل غسلا انضاجا. ويعرض "له كثيرا ان يحمض"
5
فى المعدة الباردة فى جوهرها وان كان بها حر غريب من باب سؤ المزاج كثير.
6
وماء الشعير قد يكون مطبوخا من الشعير بقشرة، وقد يكون مقشرا. واجود
7
السكنجبين عندى الذى يجعل السكرفيه فى القدر، ثم يصب عليه الخل الثقيف خل
8
الخمر بقدر مالا يعلو متون السكر؛ بل يتركها مكشوفة، ثم يترك تحت القدر جمرًا
9
هادئًا او رمادًا حارًا حتى يذوب السكر فى الخل بغير غليان، ثم يلقط الرغوة ويترك ساعة،
10
ولا كثير حرارة حتى يمتزج السكر والخل، ثم يصب عليه الماء قدرا صبعين ويغلى
11
الى ان يصير له قوام.
12
والجمع بين السكنجبين وبين ماء الشعير معا مكرب مفسد فى الاكثر لماء
13
الشعير. ولا يجب ان يسقى ماء الشعير على يبس الطبيعة؛ بل يحقن قبله. فان حمض
14
فى المعدة سقى الارق منه. فان حمض طبخ معه اصل الكرفس ونحوه. فان حمض
15
ايضا فلابد من ان يضاف اليه شىء من الفلفل، خصوصا اذا لم تكن المادة شديدة
16
الرقة والحرارة.
17
واذا كثرنفخه فقد يمزج به للمحرورين قليل خل خمر؛ ولكن اذا سقى السكنجبين
18
بكرة قطع الاخلاط وهيئى الفضول للدفع، <و> تبع بعد ساعتين ماء الكشك الرقيق
19
المذكور ليغسل ما قطعه، ويجلوه ويخرجه بعرق او ادرار. ولا ضير ان سقى السكنجبين
20
عند العشاء وقد فارق الغذا المعدة. وقد احتيج الى تقدم الجلاب على ماء الشعير ليزيد
21
فى الترطيب؛ وذلك اذا رأيت يبسا غالبا على البدن واللسان. وربما احتيج ان تقدم
22
قبلهما لتلين الطبيعة شئيا من [ماء] التمر هندى كل ذلك يساعتين.
23
فى علاج الحميات الحادة: اما ما قيل من تدبير التليين والادرار، والتعريق
24
والانضاج، ثم الاستفراغ بالدواء من بعد ذلك وما قيل فى التغذية من ذلك فذلك مما
25
يجب ان تذكره ههنا.
26
واما وجوه تطفية شدة الحرارة فيكون بتبريد الهواء، وتبريد الغذاء، وبالاطلية
27
والضمادات، وبالادوية وبامساك مثل لعاب بزر قطونا، ولعاب حب السفرجل،
28
وعصارة البقلة الحمقاء ورب السوس فى الفم ليسكن العطش. وان تعاهد حلق صاحب
4-40
1
المرض الحاد ليبقى رطبًا ولا يجف من المهمات النافعة جدًا. وربما انتفعوا باستعمال
2
الحقن المتخذة من عصارة البطيخ الهندى والقثاء والقرع والحمقاء بدهن الورد مع
3
شىء من الكافور انتفاعا عظيما.
4
ويجب ان يكون الهواء مبردا ما امكن. وتبريده يمنع الزحمة، وبتعليق
5
المراوح الكثيرة، وتنضيد الجمد الكثير. فان كان بيتا قريب العهد بالتطيين بالطين
6
الحر، وخصوصا الذى يجعل فيه مكان التبن قطن البردى فهو اجود واذا نصبت
7
فيه الفوارات والرشاشات، وسال فيه ماء عذب او كان المضجع على بركة مغطاة بشباك،
8
وكان الفرش الذى ينام عليه من الطبرى ونحوه، وكان سائر الفرش من اطراف
9
الخلاف والسفرجل والريحان المرشوش عليه ماء الورد والتفاح والنيلوفر والورد
10
والبنفسج، وقد وضعت اطباق فيها نضوحات من فائق الفواكه الطيبة الريح الباردة،
11
مثل التفاح والسفرجل، وضروب من الكمثرى الطيب الريح، مرشوشة بماء الورد
12
والنيلوفر والخلاف، مذرور عليها الصندل والكافور، وقد قطر عليها شى يسير من
13
الشراب العطر فهو غاية ما يكون فهذا تدبير الهواء.
14
واما تدبير الغذاء فماقد علمت فان اريد مع التبريد التليين فماء القرع، وماء
15
البطيخ الهندى خاصة، وماء القثاء والقثد والخس بالخل غاية. ومما يصلح لتسكين
16
عطشهم فقاع يتخذ من الخبز السميذ بماء الجبن المتخذ من الدوغ بعد تصفية شديدة.
17
وان اريد مع التبريد الحبس فعصارة الرمان المز والحامض، وماء الحصرم، وماء
18
التوث الشامى، وماء حماض الليمو غير المالح، وماء حماض الاترج، وماء الامبرباريس
19
وما اشبه ذلك.
20
واما الاطلية والضمادات فمن العصارات المعلومة، وخصوصا ماء الورد،
21
او عصارة الورد الطرى بالصندل والكافور. ولماء الكزبرة والهندباء مع هذا تبريد
22
كثير. ولعاب بزر القطونا بالخل، وماء الورد من هذا القبيل. وتنطيل الكبد بالمبردات
23
اعظم شىء وانفعه؛ فانه اذا اعتدل كان فيه جل الصلاح وربما صلح الماء.
24
واذا كانت هناك نزلة وسعال، او فى راسه ثقل او تمدد يدل على كثرة البخارات
25
فيجب ان لا يصب على الراس مأ او خلا، بل يجب الاشتغال بالاكباب على بخارالمياه
26
بحسب ما توجبه الحال. فان لم تكن نزلة ولا شىء مما ذكرناه فاستعمل من النطول
27
والطلاء ما شئت. واضر نطول فى مثل حال امتلاء الراس حلب اللبن على الراس؛
28
فانه ربما احدث ورما فى الراس واهلك.
4-41
1
واسلم اوقات تنطيل الراس مع امتلائه ان يكون البخار مراريًا ليس برطب،
2
بل فى مثل هذا الوقت ربما لم يضر بل ينفع ويتعرف حال النوم والسهر ورطوبة
3
الخيشوم ويبسه. واذا رأيت نوما او سباتا او رطوبة خيشوم فاياك. والطتنيل والتمريخ
4
واجتهد فى جذب المادة الى اسفل. واذا رأيت حمرة فى الوجه وفى الانف شديدة
5
فلا بأس ان تسيل الدم من المنخر. وبرد الكبد بالاضمدة. واذا ابردت فاياك
6
ان تصادف بالتبريد الشديد وقت التعرق والتحلل، بل يجب ان تراعى ذلك فربما
7
صار السبب فى طول العلة. على انه ربما كان طول العلة اسلم من حدتها. ويجب
8
ان تحذر فى الحميات الحادة وقوع السحج؛ فانه يزيد فى ضعف القوة، وتشمئز الطبيعة
9
عن قبول الفضل الى الامعاء ودفعها عنها الا بغلبة من الفضول. وربما رجعت الفضول
10
الى <الا معا> الا عالى فالمت الشراسيف ونفخت فيها، وألمت الراس. وربما كان
11
لشراب الخشخاش موقع عجيب فى تخثير المادة الرقيقة فتنضج وفى التنويم.
12
|414va42|ذكر اعراض تصعب فى الحميات الحادة
13
فلنتكلم اولا فى الاعراض التى تشتد فى الحميات وفى علاجها، ثم نشرع فى
14
تفصيل الحميات الحادة. وهذه الاعراض مثل النافض والبرد والقشعريرة، ومثل
15
العرق الكثير، ومثل الرعاف المفرط، ومثل القئى العنيف والاسهال المضعف،
16
ومثل العطش الذى لا يطاق، ومثل السبات الكثير، ومثل الارق اللازم، ومثل خشونة
17
اللسان وقحل الفم، ومثل العطاس الملح، والصداع الصعب والسعال المتواتر،
18
ومثل سقوط الشهوة والبوليموس ومثل الشهوة الكلية والردية والفواق.
19
فى تدبير النافض والقشعريرة إذا أفرطا: ما كان من ذلك تابعًا للعرق،
20
فانه يصلح سريعا ولا يحتاج الى تدبير. والبحرانى لايجب ان يعارض بالدفع، ولا
21
هو مما يضعف وغير ذلك ربما سكن بربط الاطراف، والدلك الرفيق، وتسخين
22
الدثار، والتمريخ بدهن الشبث او البابونج ان احتيج اليه. واما القوى اذا دام كان فى
23
الحميات او فى غيرها فيجب ان يربط الاطراف فى مواضع كثيرة ويمرخ بدهن
24
البابونج واصل السوسن.
25
ومن الناس من يقوى ذلك بمثل القاقلة والجند بادستر، والسذاب، والشيح
26
والفوذنج، والبورق، والفلفل، وعاقرقرحا. وربما جاوز ذلك الى استعمال لطوخات
27
الخردل والحلتيت وربما طبخت هذه الادوية فى ماء ثم طبخ فيه دهن. وماء الجرجير
28
قوى فى هذا الباب بنفسه وحده او مع دهن يطبخ فيه؛ وكذلك طبيخ الحبق اوماءه.
4-42
1
صفة دهن جيد: يوخذ شبث يابس، ومر وسذاب وفوذنج، وفلفل وعاقرحا
2
ويطبخ فى شراب طبخًا نعمًا، ثم يطبخ المصفى فى نصفه دهن السمسم الى ان
3
يفنى الماء ويبقى الدهن ويستعمل مروخا.
4
ومن الادهان القوية فى مثل نافض الربع دهن القسط، ودهن الشيح ودهن
5
القيسوم، ودهن السوسن، ودهن المر ويجعل ''فيه للاوقية" قدر ثلتة دراهم فلفل
6
ودانق عاقرقرحا مسحوقا. ويستعمل الافسنتين مطبوخا فى الدهن، او الزيت المطبوخ
7
فيه الكرفس. والدخول فى الزيت الحار نافع جدا.
8
وربما احتيج الى مشروبات. وكثيرا ما يسكنه شرب الماء الحار الكثير الحرارة،
9
والاكباب على بخاره واذا لم يسكن بذلك وكانت المادة اغلظ طبخ فى الماء انيسون،
10
وفوتنج، وبزر الكرفس، ومصطكى، وجرجير، وشبث. وبخر بمياه قد طبخ
11
فيها مثل الشيح، والقيسوم، والفوتنج، والشبث، والاذخر، والسذاب، والمرزنجوش،
12
والقسط، والبزور الحارة. وجميع الادوية القوية الادرار لتسكين النافض.
13
ومن الادوية المسكنة للنافض العظيم فى الربع ونحوه ان يشرب من القسط
14
مثقال بماء حار ومن الغاريقون مثله فى ماء حار. وللغاريقون منافع، وربما جعل معه قليل
15
افيون ونوم وعرق فمنع شدة النافض وغير ذلك وايضا الا يرسا مقدار مثقال فى ماء
16
حار. وايضا الابهل وزن مثقال بماء حار. وايضا الفطر اساليون مثقال بماء حار.
17
ومن المركبات ترياق الاربعة، وترياق غزرة، والكمونى، والفوذنجى،
18
والفلافلى. وشراب العسلى مغلى فيه مثل السذاب والحلتيت وعاقر قرحا والفلفل.
19
حب مجرب: يسقى قبل النافض بساعة، والعليل مستو على مرقده، وهواؤه
20
مسخن بالنار والتدثر فيعد له او يمنعه، صفته، يوخذ ميعه ومروافيون وجاوشير وفلفل
21
من كل واحد جزء يعجن السمن. والشربة من قدر باقلاة. وايضا يوخد من الجاؤشير
22
والجند بادستر والدوقو والحلتيت وعاقرقرحا وافيون اجزاء سواء، يعمل كما عمل
23
فى الاول.
24
نسخة جيدة: لمثل ذلك يوخذ من الجاوشير، والسكبينج، والانجدان، و
25
[الكمون] الكرمانى وبزر الكرفس، والفلفل من كل واحد مثقال ونصف، بزر النبج،
26
وزعفران وزراوند، وجندبادستر، وفربيون، ومرونانخواه، وزنجبيل من كل واحد
27
وزن دانقين، بزر حرمل وعاقرقرحا من كل واحد مثقال ويعجن بعسل. والشربة
28
بندقة بماء حار جدًا وربما احتيج فيه الى سقى الشراب المسخن، والاغذية المسخنة،
4-43
1
والى الاسهال بمثل الايارج والسفرجلى والتمرى؛ بل اذا كان النافض متعبا، وخصوصا
2
بلا حمى سقيت حب المنتن فانه شفاؤه.
3
فى تدبير العرق المفرط فى الحميات: البحرانى يجب ان لا يحبس ما امكن،
4
فاذا وقعت الضرورة وجاوز الحد فيجب ان يروح ويبرد الموضع، فان لم يغن فيجب
5
ان يرجح فى موضع بارد. ولا يجب ان يشتغل بنشف ما يندى نشفا بعد نشف، فذلك
6
سبب لادراره وتكثيره، وربما جلب الغشى. فان مسحه يزيد فيه، وتركه يحبسه. و
7
يجب ان يمرخ البدن بدهن الورد القوى، وبدهن الاس، وبدهن الخلاف وبدهن
8
الجلنار او يتخذ دهن من مياه قد طبخ فيها السفرجل العفص، والتفاح، والعصفر،
9
والورد والجلنار ونحوه، ويصفى ويطبخ فيها الدهن على ما تعلمه.
10
وقد يدرحب الاس المدقوق والجلنار والكهرباء مسحوقا كالهباء ونحوه فيحبس
11
وربما حبس الخل الممزوج بالماء وعصارة الحصرم، وطبيخ الجلنار، وطبيخ
12
العفص، وطبيخ الاس وعصارة الخلاف عجيبة، وماء حى العالم. واذا اشتد الامر
13
طلى بالا لعبة الباردة وبالصمغ، خصوصا اذا جعل فى امثال هذه صندل وكافور،
14
وخصوصا اذا ضمد بهذين وروح. واذا اشتد الامر وجب ان يوضع الثلج على
15
الاطراف، او يدخل فيه الاطراف، او يستحم بماء بارد ان صبر عليه.
16
تدبير الرعاف المفرط: يجب ان لا يبادر الى منع البحرانى منه ما امكن. و
17
اذا وجب منع الرعاف فى الحميات الحادة ربطت الاطراف، ووضعت المحجمة
18
على الجانب الذىيلى الجانب الراعف، ثم اتبع تبريد ذلك الموضع. وما امكنك
19
ان تبرد فتحبس به فلا تضع المحاجم، وقطر فى الانف بعض القطورات المذكورة فى باب
20
الرعاف. واذا لم يكن مانع فبرد الراس بالمبردات المذكورة فيه. وقد يصيب
21
اصحاب الربع رعاف فيحتاج ان يعين بالمرعفات المعلومة، فان فيه شفاء للربع.
22
فان خفنا الافراط فعلنا مثل ما فعلنا.
23
تدبير القئى الذى يعرض لهم بالافراط: البحرانى ايضا لا يقطع الا عند الضرورة،
24
وفى بعض الاوقات يقطع قيئهم وغشيانهم بالقى وبمعونة ما يستخرج به الخلط
25
الموذى مثل السكنجبين والماء الحار. وربما احتيج ان يقوى فيجعل بدل السكنجبين
26
الساذج السكنجبين البزورى. فان كان الخلط متشربا وغليظا فيصلح ان يسهلوا بمثل
27
الصبر والايارج. واذا لم يكن تشرب فربما نفع الايارج والصبر. وان كان متشربا
28
غير غليظ نقاه السكنجبين بالماء الحار، ثم يعدله بعد ذلك ماء الرمانين يشرب. فان
29
قاءه شرب مرة أخرى حتى يعتدل ويهدأ. وكذلك شرب النعناع بحب الرمان. وربما
4-44
1
سكنه تبريد المعدة. ولا يجب ان يقرب الاشياء العفصة والمسكنة للقئ بعفوصتها
2
وحموضتها القابضة من المتشرب، فانه ردئى يزيده تشربا. واما غير المتشرب فربما
3
قذفها وان كان غليظا الى اسفل. وربما قوى المعدة على قذفه من فوق، فانه اذا
4
دام القذف من الصفراء ولم يكن من قبيل المتشرب فاستعمال القوابض، وخصوصا
5
اضمدة نافعة مثل ضماد يتخذ من قشور الرمان والعفص ونحوهما بشراب ممزوج
6
<او بخل> او بخل ممزوج. ولقذف السوداء المفرط يغمس اسفنج فى خل ويوضع
7
على المعدة، فان احتيج الى اقوى استعمل الادوية المذكورة فى باب حبس القئ.
8
تدبير الاسهال الذى يعرض لهم: قد افردنا فى باب الاسهال كلاما فى هذا
9
الغرض فلترجع اليه. ومما ينفع من طريق الاغذية الماش <المصفر> المقلو،
10
والعدس المقلو، و الكسيرة أيهما كان يسلق ويصب عنه الماء، وخصوصا اذا حمضا
11
بحب الرمان.
12
تدبير عطشهم المفرط: يجب ان يبرد الراس بدهن بارد مبرد جدا، يصب
13
عليه ويوضع على الراس ان لم يكن مانع، وبالمياه المبردة، وامساك لعاب حب
14
السفرجل مخلوطا بدهن الورد البالغ <فى الفم>، او نقيع الاجاص ولبوب القثاء،
15
والقثد، والقرع، وبزر الخس الا سود، واصول السوس، والحب المكتوب
16
فى الاقراباذين للعطش.
17
ومن المضوغات والمصوصات التمر هندى. والعطش قد يكون من اليبس
18
فيقطعه النوم، وقد يكون من الحر فيقطعه السهر.
19
|414vb47|فى السبات الذى يعرض لهم
20
يجب ان يوخذ عن سباته بالحديث ونحوه بالاصوات، وتربط اعضاءه السفلى
21
ربطا مولما بقدر ان لم يكن مانع، ويحمل شيافة لطيفة ان كانت الطبيعة معتدلة، و
22
فى وقت الراحة وفترة اللزوم يحجم مابين الكتفين والعقار.
23
|415rb51|فى ثقل رؤسهم
24
يجب ان يجنبهم حلب اللبن على رؤسهم، او صب دهن عليها، او نطول او
25
سعوط، بل اقتصر على التبخيرات بالتطولات البابونجية وفيها بنفسج ونخالة وغير
26
ذلك.
4-45
1
فى ارق اصحاب الحميات وغيرهم: اما دهن البنفسج فاستشاقه مع دهن
2
بزر الخس ودهن التيلوفر والقرع، والصاق شىء من المخدرات المشهورة على
3
الاصداغ، والاكباب على الابخرة المرطبة، واشتمام النبلرفر واللفاح والشاهشفرم
4
المرشوش من بعيد. والنطولات المرطبة فامر تعلمه؛ وكذلك ان لم يكن مانع
5
فسقى الخشخاش ولعوقه، ثم تكثر بين يديه السرج، ورفع الاصوات بالحديث،
6
وعصب اطرافه عصبا يولم قليلا باناشيط تنحل بسرعة، وتكلف التناوم وتغميض
7
العينين. فاذا نام يسيرا اطفيت السرج، وكفت الاصوات، وانشطت الا ناشيط؛
8
فانه ينام. واذا وجد خفا وسكونا من النوبة، او من الشدة ادام غسل الوجه بماء قد
9
طبخ في الخشخاش الاسود مع شىء من اليبروج و واصله. وان كان هناك خلط بورقى
10
نفع الماء المطبوخ فيه النمام واكليل الملك والاقحوان والخشخاش غسولا للوجه
11
واكبابا على بخاره.
12
|415va45|فى وجع الجوف الذى يعرض لهم
13
يكون من انصباب مرار الى المعدة فان عرض فى ابتداء دور سقى قليل
14
شراب تفاح مع سكنجبين.
15
|415vb7|فى خشونة لسانهم [ولزوجتها]
16
اما فى كون اللزوجة فيحك بخيزران او بقضيب خلاف بدهن اللوز والطبرزد
17
حتى ينقى، او باسفنج وقليل ملح ودهن ورد، فان فيه تخفبفا كثيرا على العليل،
18
و بعد ذلك وعند خشونة لاعن لزوجة؛ بل عن يبوسة، فيجب ان يمسك فى فمه
19
السبستان، او نوى الاجاص، او ملح يجلب من الهند هو فى لون الملح وحلاوة العسل،
20
يوخذ منه على مازعم ارجيحانس قدر باقلاة. وحب السفرجل مما يرطب اللسان و
21
يمنع تقحله. ويجب ان لا يفغر كثيرا، ولا يستلقى نائما، فان هذين يجففان اللسان.
22
|415vb36|فى العطاس الملح [الذى] يعرض لهم
23
قد يعظم ضرر العطاس الملح بهم، فانه يوذيهم، ويملأ رؤسهم ويضعف
24
قواهم، وربما ارعفهم. فيجب ان يدلك منهم الجهة والعين والانف وتفتح افواههم،
25
و تدلك احناكهم بشدة، وتمدد رؤسهم ويقلبون، وتغمر اطرافهم، وتصب فى اذانهم
4-46
1
ادهان فاترة الى حرارة يسيرة، ويرطب عضلهم وفكوكهم، وتوضع تحت اقفائهم
2
مرافق مسخنة. ولا يوقظون عن نومهم دفعة، ويوقون الغبار والدخان، وكل ما فى
3
رائحته حدة، ويشممون السويق وطين النجاح والاسفنج البحرى.
4
|415vb47|فى الصداع الذى يعرض لهم
5
تربط اطرافهم وخصوصا الفخذ وتعصب وتدلك اقدامهم، ويحملون
6
شيافة تجذب المادة الى اسفل، وتقوى رؤسهم بالمبردات المعلومة. وان لم يكن
7
من نزلة اوسعال مانع نطلت رؤسهم بطبيخ الورد والبنفسج والشعير وورق الخلاف
8
ونحو ذلك، وكذلك دهن الورد ودهن الخلاف. واذا لم يغن ذلك فاخلط النطولات
9
المبردة بملينات مثل البابونج، ومخدرات مثل الخشخاش ولا تحلب اللبن الا عند
10
زوال الحمى. فاذا كانت القوة قوية حلبت لبن الماعز، وان كانت ضعيفة حلبت
11
لبن النساء. واحذر اللبن عند الامتلاء الرطب البدنى السباتى، وكذلك احذر جميع
12
المرطيات، فانما تستعمل المرطبات متى كان البخار دخانيا والراس يابسا قليل
13
النوم. واذا كثر الامتلاء فى الراس من البخار الرطب جذبته الى اسفل بالشيافات
14
والحقن، وتشد الاعضاء السافلة حتى الخصيتين.
15
|416ra15|فى سعالهم
16
ان السعال كثيرا ما يعرض لهم من حرويبس فيجب ان يمسكوا فى افواههم
17
حب السعال واللعوقات والخشخاش المتخذ باللبوب الباردة والنشا ونحوه. ويستعملون
18
القيروطيات المبردة المرطبة المتخذة من دهن الورد الخالص، ومن لعاب
19
بزر القطونا، وعصارة القلة الحمقاء ونحو ذلك.
20
|416ra17|فى بطلان شهوتهم
21
ربما كان سببه خلطا. فى فم المعدة يعرف مما قد قيل فى بطلان الشهوة،
22
ويستفرغ بقئى او اطلاق. وكثيرا ما ينتفعون بادخال الاصبع فى الحلق وتهييج المعدة،
23
وخصوصا اذا قذف شئيا مريا او حامضا. وربما كان من شدة ضعف فيعالج المزاج
24
الذى اوجبه بما علم. ويجب ان تقرب اليهم الروائح الطيبة المنبهة للشهوة، مثل
25
رائحة السويق المبلول بالماء، او بالماء والخل، ويعطوا الجوارشن المنسوب الى
26
المحمومين، وقليل شراب، وسلاقات الفواكه العفصة الطيبة الرائحة، ويلعقون
4-47
1
شيئا من "خل قريض السمك" او الجداء ونحو ذلك. ويجعل على المعدة بعد الايام
2
الاول اضمدة متخذة من الفواكه، وفيها افسنتين وصبر على ما علمت. وتمريخها
3
بالادهان الطبية نافع.
4
|416rb12|فى بوليموسهم
5
يجب ان يعالجوا بالمشمومات والطين النجاحى والا رمنى مبلولا بالخل،
6
ويشمون المصوصات. والخبز النقى الحار، واللحوم المشوية. وتشد اطرافهم،
7
وتمد اذانهم وشعورهم. وتقوى ادمغتهم بالنطولات المبردة الرطبة؛ فان اكثر
8
بوليموسهم لبطلان حس فم المعدة بسبب مشاركة الشعب الدى ياتيه بالحس، ويكون
9
البدن يقتضى ويطلب لكن الحس لا يتقاضى به.
10
|416rb48|فى سواد لسانهم
11
يجب ان لا يترك على لسانه السواد بل يحك بما تدرى، والاصعد الى الراس
12
بخارات خبيثة فا وقع فى السرسام.
13
|416va26|فى شهوتهم الكلية
14
يعالجون بالدسومات الباردة والحلاوات.
15
|416vb20|فى الغشى الذى يعرض لهم
16
قد يعرض لهم الغشى فى ابتداء الحميات لانصباب المرار الى افواه معدهم
17
فيجب ان يعطوا قبل النوبة او عند النوبة قطعة خبز سميذ بماء الرمان اوماء الحصرم.
18
واعلم انه اذا اجتمع الغشى والحمى فالغشى اولى بالعلاج، وان احوج الى الطعام
19
فقليل خبز ممزوج بثلثة دراهم شراب عتيق؛ والاشراب التفاح العتيق الذى تحللت
20
فضوله. والفصد كثيرا ما يزيد فى الغشى. والحقنة اللينة اوفق. والقذف نافع لهم،
21
وشد الساقين، ووضع اليدين والرجلين فى ماء حار. وكما يفيق فمن الحزم ان تسقيه
22
سويق شعير مبرد وفيه حب رمان.
23
|416vb39|فى ضيق نفسهم
24
ضيق النفس يعرض لهم إما لتشنج ويبس يعرض لعضل التنفس، وإما لمادة
25
خانقة تنزل الى حلوقهم؛ وإما لضعف يستولى على العصب الجائى الى اعضاء التنفس.
4-48
1
والاول يعالج بالمراهم المرطبة، والثانى بما يمنع الخوانيق، والثالث بتعديل المزاج فى
2
الدماغ، وتمريخ العنق بما يبرد ويرطب، عل المعدة ايضا من مثل جرادة القرع،
3
والبقلة الحمقاء، والصندل بدهن الورد ونحوه.
4
|417rb42|فى شدة كربهم
5
اذا كثر الكرب بسبب فم المعدة وحصول خلط لاذع فيه فتبرد معدتهم بما
6
علمت من الاغذية. ويروحون ويضجعون فى موضع بقرب حركات الماء مفروش
7
بالاطراف، والاغصان الباردة، والرياحين الباردة من النيلوفر والورد، والنضوحات
8
الباردة المتخذة من الفواكه العطرة الباردة والصندل. وكثيرا ما ينفعهم من <شدة> كربهم
9
الحقن الباردة المتخذة من ماء القرع والخيار، وعصارة البقلة الحمقاء وحى العالم بدهن
10
الورد.
11
|417rb55|فى عسر الازدراد الغرى يعرض لهم
12
ان كان عسر الازدراد يعرض لهم والحمى مطبقة فليفصد وليخرج الدم قليلا
13
وليغذ بالخل والخس ان كانت الشهوة فيها بعض الفتق والافليقتصر على ماء الشعير
14
وليحذر العاقلة وان كان <به> عتقال. فالحمول [والحقن] خير من المسهل
15
من فوق بكثير.
16
|417va17|فى برد الاطراف الذى يعرض لهم
17
كثيرا ما تغور حرارتهم، وتبرد اطرافهم، وتبخر الحرارة الغائرة الى الراس،
18
فلتوضع الاطراف فى الماء الحار، ولا يشر بوا الماء البارد.
19
|417va25|كلام كلى فى حمى الصفراء
20
الحميات الصفراوية ثلثة: غب لازمة، وغب دائرة ومحرقة. فالغب الدائرة
21
اما خالصة وتكون عن عفونة صفراء خالصة، واما غير خالصة وتكون عن عفونة
22
صفراء غليظة الجوهر لاختلاط صفراء مع بلغم اختلاطا ممازجا متحدا. وبذلك
23
تخالف شطر الغب اذ كانت شطر الغب توجبها مادتان متمايزتان، وهذه توجبها مادة
24
واحدة هى فى نفسها ممزوجة يمتزج بخارها شى من البارد تثقل عفونتها وانحلالها و
4-49
1
نضجها. فلذلك تكون لشطر الغب نوبتان، وللغب غير الخالصة نوبة واحدة. وهذه
2
غير الخالصة ربما طالت مدة طويلة وقريبا من نصف سنة. وربما ادت الى الترهل
3
والى عظم الطحال.
4
واما المحرقة فانها من جنس اللازمة؛ الا ان تقارن اشتداد وفتور غير محسوس
5
واعراضها شديدة. والسبب حدة المادة وكثرتها؛ اذ وقوعها بقرب القلب، و
6
فى عروق فم المعدة او فى نواحى الكبد خاصة، وبالجملة الاعضاء الشريفة المقاربة
7
للقلب.
8
واما [فى] الغب فان الصفراء تكون فى اللحم الى الجلد، وفى الدائمة تكون
9
مبثوثة فى عروق البدن التى تبعد عن القلب: وشدة العطش، والكرب والقلق،
10
والارق، والهذيان. والغثيان، ومرارة الفم وتبشر الشفاة وتشققها، والصداع يكثر
11
فى الحميات الصفراوية، وتكون الطبيعة فى اكثرها الى اليبوسة؛ لان المادة إما محركة
12
الى الاعالى، وإما إلى ظاهر البدن والجلد.
13
|418rb57|الكللام فى الغب مطلقا ويسمى طريطاؤس
14
نوبة الغب تاخذ اولا بقشعريرة ونخس ابر، ثم تبرد وتاخذ فى نافض
15
صعب جدا، اشد من سائر النوافض غير بارد او قليل البرد، وليس برده
16
الالغوور الحرارة الى الباطن نحو المادة، ويجد كنخس الابر. وهذا النافض مع شدته
17
سريع السكون والسخونة. وقد علمت سبب هذا النافض [ويكون النافض] فيه
18
فى الايام الأول اقوى واشد، وفى الربع بخلافه، وايضا فان النفض تبدأ بقوة ثم
19
تلين قليلا قليلا وتنقضى بسرعة، وفى الربع بخلافه. والعرق يكثر فى الغب عند
20
الترك، ويكون البول فيها احمر الى نارية لا كثير غلظ فيه؛ او يكون غير خالصة فيكون
21
بوله فجا او غليظا.
22
وحرارة الغب اسلم من حرارة المحرقة. واليد كلما طال لمسها للبدن لم تتزيد
23
التهابا؛ بل ربما نقص التهابها، وفى المحرقة يزداد التهابها. والعوارض التى تعرض
24
فى الغب السهر بلاثقل فى الراس؛ الا فى بعض غير الخالصة، والعطش، والضجر،
25
والغضب، وبغض الكلام؛ ويكون نبضه حارا سريعا بالقياس الى نبض سائر الحميات
26
ولا يكون مستو الانقباض والانبساط؛ لان الخلط يجهده، ويزيده اختلافا عند
4-50
1
المنتهى. والاختلاف فيه دون ما فى سائر الحميات الخلطية، واقل مما فى غيره،
2
مع صلابته. ويكون النبض اقوى فيه؛ بل لا اختلاف فيه فى الاكثر؛ الا الاختلاف
3
الخاص بالحمى من [دون] غيره. وفى الابتداء لا بد من تضاغط النبض الى وقت
4
انبساط الحمى [ثم] يقوى ويسرع ويتواتر، ويكون اختلافه ليس بذلك المفرط.
5
وقد يدل عليه السن. والعادة والبلد والسخنة والحرفة والفصل وكثرة وقوع
6
الغب فى ذلك الوقت. فاذا تركبت غبان كانت النوائب عايدة كل يوم. فمن راعى
7
الغب بالنوبة غلط فيها؛ بل يجب ان يراعى الدلائل الأخر، والنوائب كلها توكدها.
8
واصحاب الغب يعرض لهم سهر وحب خلوة، وكثيرا ما يحسون بغليان عند الكبد.
9
|418va45|الفرق بين الغب الخالصة وغير الخالصة
10
الخالصة لطيفة خفيفة تنقضى نوبتها من اربع ساعات الى اثنى عشرة ساعة لا
11
تزيد عليها كثيرا. فان زادت زيادة كثيرة فهى غير خالصة، وهى فى الاكثر الى سبع
12
ساعات ويسخن فيها البدن بسرعة وترى الحرارة تنبعث عن البدن والاطراف بعد
13
باردة. وكذلك الخالصة لا تزيد اذا لم يقع غلظ على سبعة ادوار وربما انقضت للطافة
14
مادتها فى نوبة واحدة ويقع فيها قئى اواسهال منق، ويظهر النضج فى البول فى اول
15
يوم، او فى الثالث او الرابع، او السابع. فان زادت على سبعة ادوار زيادة كثيرة فهى
16
من جملة غير الخالصة. وكذلك ان طالت مدة نافضها، ويكون تزيد نوابئها، وتقدم
17
نفضها على نظام محفوظ النسب متشابهها، وفى غير الخالصة يكون ذلك مختلفا غير
18
مضبوط، وكذلك اذا تشابهت النوائب على حد واحد، وسائر علامات طول الحمى
19
مما قد علم.
20
واذا رأيت الابتداء بنافض على ما حددناه، والانتهاء بعرق غزير فلا تشك انها
21
خالصة. والخالصة اذا شرب صاحبها ماء انبعث <مما> فى بدنه بخار رطب كأنه يريد
22
ان يعرق، وربما عرق. وغير الخالصة يوجد معها ثقل كثير فى الراس وامتداد.
23
وتطول النوبة حتى تبلغ اربعا وعشرين ساعة، او ثلثين ساعة الى وقتها، وتفتر تتمة
24
ثمانى واربعين ساعة. وبمقدار زيادة النوبة على اثنتى عشرة ساعة تكون بعدها عن الخلوص
25
والغب غير الخالصة يبطوفيها ظهور النضج، ولا يظهر فى السحنة قضف ولا هزال؛
26
وربما لم تقلع بعرق وافر؛ وربما لم تبتد بنافض قوى ولا تكون الحرارة بتلك القوية
27
ولا يكون تزيدها مستويا بل كانها تتزيد، ثم تتقدم فتنقص، والاعراض الصعبة تقل فيها.
4-51
1
العلامات: الغب اللازمة تعرف باشتداد النوائب غبًا وبشدة اعراض الغب.
2
وعند جالينوس ان الدم اذا عفن صار من هذا القبيل، وفيه كلام [ياتى] من بعد.
3
علاج الغب الخالصة: يجب ان تتذكرما اعطيناك من الاصول فى علاج الحميات
4
فى الاسهال والغذاء، وفى جميع الابواب، وتبنى عليها. ولا تلتفت الى قول من يرخص
5
فى الابتداء بالمسهلات القوية وبالا هليلج ونحوه، الا بما ذكرناه من الصفة؛ بل يجب
6
ان تبادر فى الاول فتلين تليينا ما؛ مثل ما ذكر هناك بمثل التمر هندى قدر اربعين درهما
7
ينقع فى ماء حار ليلة، ويصفى، ويلقى عليه شيرخشت، او ترنجبين، او بماء الرمانين،
8
ومثل طبيخ اللبلاب بالترنجبين والزبيب المنزوع العجم، او نقيع الاجاص والترنجبين
9
او الشيرخشت، او شراب البنفسج، او البنفسج المربى.
10
ووبما فعل لعاب بزر القطونا مع بعض الاشربة مثل شراب الاجاص ازلاقا
11
وتلينا، او بطبيخ العدس واللبلاب، او الحقن اللينة مثل الحقنة بطبيخ الخطمى،
12
والعناب، والسبستان، واصل السوس، ودهن البنفسج، وعصارة السلق، وبدهن
13
البنفسج والبورق على نحوما تعلم، وذلك اذا مست اليها الحاجة، فانه من الصواب
14
ان لا يسقى مثل ماء الشعير ولا نحوه ولا الاغذية الا وقد لينت الطبيعة. على ان الاسهال
15
فى الابتداء فى حمى الغب الخالصة اقل غائلة من مثله فى غيرها وان كانت له غائلة
16
ايضا عظيمة.
17
واذا امكن ان لا يفصد الى ثلثة ادوار فعل. وكذلك اذا خفت ان يكون المرض
18
مهياجا ففعلت ذلك كان ما يقع من خطأ ان وقع اقل من غيره. ويجب ان لا يحرك
19
يوم النوبة شيئا الا بالضرورة، ولا يغذوه الاعند الشرائط المذكورة، وأن يدر البول
20
بحليب البزور.
21
ويجب ان ترد عليه النوبة وهو طاوليس فى معدته شىء بل يجب ان يسقى
22
السكنجبين كل بكرة، وبعد ساعتين ماء الشعير فى يوم لانوبة فيه. والسكنجبين بعد
23
النوبة صالح. وكذلك وضع الرجل فى الماء الفاتر لتجذب بقايا الحرارة. واستحب
24
ان يكون فى السكنجبين خصوصا فى الا واخر حليب البزور الباردة المذكورة، او قيل
25
النوبة بثلث ساعات او اربع، ويسقى بعد النوبة ماء الشعير.
26
واذا وجب تلطيف التدبير سقى مثل ماء الرمان وماء البطيخ الهندى ونحوه،
27
ويدرج تدبيره على الوجه المذكور. وكلما قارب المنتهى لطف. وفى الايام
28
الاوايل يغذى بكشك الشعير والخبز المشرود فى الماء البارد إما كما هو، وإما حليبه
29
فيه، وبماء يتخذ من المج والعدس.
4-52
1
واذا كان الطعام يحمض فى معدته لم يسق من ماء الشعير الذى ليس برقيق
2
جدا شيئا. وان احتيج الى سقيه قوى يسيرا بطبيخ اصل الكرفس. وان كانت المعدة
3
ابرد من ذلك، والحمى غير عظيمة وغير خالصة جعل فيه قليل فلفل على رائى بقراط.
4
فان دلت العلامات على ان البحران قريب فاستكفه بماء الشعير وماء الرمانين الحلو
5
والمز والسكنجبين.
6
والفواكه التى تستحب لهم الرمان والاجاص النضيج والنى؛ واما البطيخ الهندى
7
فشىء عظيم النفع مع انه مطلق ويدر، ويكسر شدة الحر ويعرق، وربما لم يضر
8
الدستبنويات الصغار، ومن البقول القرع والقثاء والقثد والخس.
9
واعلم ان المقصود فيما يغذاه صاحب الغب اما الترطيب كما يعطى فى اخره
10
من اطراف الطياهج، وخصى الديوك، وادمغة الجداء لمن لاغثيان به، وصفرة
11
البيض. فاما التبريد والترطيب معا مثل كشك الشعير، ولا يفرط فى التبريد جدا،
12
خصوصا فى الابتداء الا ان تجد التهابا شديدا فيخاف انقلابة الى محرقة لازمة. فان
13
ادرك البحران ورأيت نضجا فى الماء، وهو الرسوب المحمود الذى تعرفه فان اغنى.
14
<اغنى>؛ والافعالجت حينئذ بما يعين الطبيعة به من ادرار البول، او اسهال، او قئ،
15
او عرق، ولا تناقضها فى ذلك. فان لم تجد ميلا ظاهرًا فاستفرغ بالاسهال، فمن
16
ذلك السقمونيا قدر دانق فى الجلاب، او طبيخ الاهليلج بالتمر هندى، والترنجبين،
17
والزبيب، والاصول، وخيارشنبر على ما علمت. ولك ان تقويها بالشاهترج والنسا
18
والسقمونيا.
19
ومما يوافقهم ايضا اقرص الطباشير المسهلة. ومن ذلك دواء<مسهل> صفته:
20
يوخذ من الاهليلج الاصفر المنزوع النوى وزن اربعة دراهم، سكر طبرزد وزن عشرين
21
درهما، سقمونيا وزن دانق، يشرب بماء بارد، وبعد ذلك يعالجون بالادرار.
22
وان كانت هناك حرارة مفرطة، والتهاب عظيم وقد استفرغته، فلا بأس
23
ان تسقيهم شيئا من المطفيات القوية مما قيل فى تدبير الحادة. وربما انتفعوا بالاضمدة منها.
24
واما الحمام فيجب ان لا يقربوه قبل النضج، واما بعد النضج وعند الانحطاط
25
فهو افضل علاج لهم، وخصوصا المعتاد. وعلى ان الخطاء فى ادخالهم الحمام قبل
26
النضج اسلم من مثله فى غيرها. ويجب ان يكون حمامهم معتدلا طيب الهواء رطبة
27
فيعرقون فيه بالرفق بحيث لا يلتهب قلوبهم، ويتمرخون بدهن البنفسج والورد مضروبا
28
بالماء. ولا يطيلون فيه المقام، بل يخرجون بسرعة.
29
والمعاودة اوفق لهم من اطالة المقام. وعند الخروج ان استنقعوا فى ماء
30
فاتر يقيمون فيه قدر الاستلذاذ [فهو صالح لهم] ثم اذا خرجوا فلهم ان يشربوا شرابا
4-53
1
ابيض رقيقا ممزوجا كثير المزاج، ويتدثرون مكانهم؛ فانهم يعرقون عرقا شديدا.
2
وينضج بقية شىء ان كان بقى.
3
ويغتذى بعد ذلك بالاغذية المبردة المرطبة، والبقول التى بتلك الصفة.
4
ولا تخفف بعد الانحطاط من سقيهم الشراب الممزوج الكثير المزاج؛ فان الشراب
5
المكسور الحميا بالمزاج ينفع القدر الباقى منه تحليل ما يحتاج اليه من التحليل، ويتدارك
6
الماء النافذ بقوته ومخالطته ما فيه من التسخين اليسير فيبرد شديدًا ويرطب. وان
7
كان هناك اعراض من العطش والصداع والسهر وغير ذلك فقد تقدم لك علاجها.
8
واذا بقى بعد البحران شىء من الحرارة اللازمة فعليك بالسكنجبين مع العصارات المدرة
9
او مطبوخا فيه البزور والاصول المدرة.
10
واعلم ان علاج الغب اللازمة هو علاج الغب؛ لكنه اميل الى مراعاة احوال
11
النضج، والى التبريد بالسكنجبين المتخذ ببزر الخيار وبزر الهندباء، خاصة المرضوضين،
12
ويسقى بعده بساعتين ماء الشعير؛ والى تلطيف الغذاء؛ والى استعمال الحقن اللينة
13
فى الابتداء؛ والى الادرار. ويجب ان ترفق فلاتسق من المسهلات فى الابتداء وما
14
يقرب منه؛ الا مثل شراب البنفسج وماء الفواكه، ولا تستعمل الا الحقن اللينة.
15
علاج الغب غير الخالصة: الامور التى يخالف بها علاج الغب غير الخالصة
16
الغب الخالصة هى امور تشارك بها الحميات الباردة من ان الترخيص الذى ربما رخص
17
به لاصحاب الخالصة ''من ان لا ينتظروا النضج ولا ينتظروا [اكثر] الانحطاط" ان انتظروا
18
النضج. و[الحمام] هو محرم عليهم، فان الحمام يخلط البلغم غير النضيج بما
19
ينصب الى موضع العفونة، ويختلط بالخط الردى العفن، ويتحلل اللطيف و
20
ويبقى الكثيف.
21
وان التغذية كل يوم ايضا، والقريب من التغذية مما يضرهم؛ بل يجب ان
22
يغذوا يومًا ويومًا لا. ويكون فى اغذيتهم مما يجلوا او يسخن قليلا، وان يكون
23
التغذية فى اوايل العلة اكثف منها فى اوايل الخالصة؛ ثم يدرج الى تلطيف فوق تلطيف
24
الغب، وان يكن التلطيف فيها فى الاوايل بالاجاعة اكثر من التلطيف بالغذاء اللطيف
25
جدا؛ وان يكون التبريد اقل، وان يحقنوا فى الابتداء بحقن احد، وان ينتظروا
26
النضج فى اسهالهم القوى اكثر، وأن يكون فى ماء شعيرهم قوى منضجة محللة مثل
27
ما قلنا لمن يحمض ماء الشعير فى معدته؛ بل اقوى من ذلك؛ وربما احتيج الى ان
4-54
1
يطبخ فيه الزوفا والسعتر والفوذنج والسنبل بحسب المزاج. والسلق نافع لهم [وخلط
2
ماء الحمص بماء الشعير وفى أخره ماء الحمص نافع لهم].
3
ويجب ان تنظر فى قرب غير الخالصة من الخالصة وبعدها عنها، وبحسب
4
ذلك تخالف بين علاجها وبين علاج الخالصة. فان كان قريبا جدا من الخالصة فخالف
5
بينهما مخالفة يسيرة. واذا رأيت قواريرهم غليظة فافصد، واذا فصدت لم يحتج
6
الى حقنه.
7
واعلم انه لا<شئ> انفع لهم من القئ بعد الطعام فمن المسهلات فى او ائلها
8
التى هى اقرب الى الاعتدال ماء الجلنجبين المطبوخ والسكنجبين. وربما جعلنا
9
فيها خيارشنبر. واقوى من ذلك ان يجعل فيه قوة من التربد.
10
والحقن فى الابتداء احب إلى من المسهلات الأخر، وهى الحقن التى فيها
11
قوة الحسك، والبابونج والسلق، والقرطم، والبنفسج، والسبستان، والتين، ورائحة
12
من التربد، وفيها خيارشنبر، ودهن الشيرج. والبورق. وربما احتيج الى احد من
13
هذا بحسب بعد الحمى من الخالصة.
14
واما المعينات على الانضاج فمثل السكنجبين مخلوطا بشىء من الجلنجبين او
15
السكنجبين الاصولى، وبعد السابع مثل طبيخ الافسنتين؛ فانه نافع ملطف للمادة،
16
مقو للمعدة. وكذلك ماء الرازيانج وماء الكرفس مع السكنجبين. فان جاوز الرابع
17
عشر. فلا باس بسقى اقراص الورد الصغرى. فان طالت العلة لم تجد بدا من مثل
18
اقراص الغافت وطبيخه. وتسخين نواحى الشراسيف من هذا القبيل. وتضمد
19
مراقهم ايضا بما ينضج ويرخى تمددا اذا وقع هناك. فاذا علمت ان النضج قد حصل
20
فاستفرغ وادر، ولا تبال.
21
ومن المستفرغات الجيدة لهم ان يوخذ من الايارج خمسة دراهم، ومن عصارة
22
الخس والاغافت من كل واحد ثلثة دراهم، ومن بزر الكرفس والاهليلج الاصفر
23
والكابلى من كل واحد خمسة دراهم، ومن التربذ سبعة دراهم يحبب بماء الكرفس.
24
والشربة منه درهمان.
25
ومن ذلك مطبوخ جيد لنا: يوخذ من الغافت ومن الافسنتين ومن الهليلج
26
الكابلى من كل واحد خمسة دراهم، ومن بزر البطيخ، وبزرر القثا، والخيار، وبزر
27
الكرفس، والشكاع، والباذ اورد من كل واحد عشرة دراهم، ومن التربذ وزن درهم،
4-55
1
ومن الخيارشنبر وزن ستة دراهم، ومن الزبيب المنزوع العجم عشرون درهما،،
2
ومن السبستان ثلثون عددا، ومن التين عشرة عددا، ومن الجلنجبين المتخذ بالورد
3
الفارسى خمسة عشر درهما، يطبخ الجميع على الرسم فى مثله [ماء] ويوخذ منه قدح
4
كبير قد جعل فيه قيراط سقمونيا.
5
وربما احتيج الى دواء اقوى من وجه، ضعيف من وجه. فاما قوته فبحسب
6
استفراغه الخلط اللزج واماضعفه فبحسب انه لا يستفرغ كثيرا دفعة واحدة، بل يمكن
7
ان يدرج به فيستفرغ. الخلط المحتاج الى استفراغه [مرارًا] لئلا تنهك القوة. و
8
هذا الدواء هو الذى يمكن ان يفرق ويجمع ليطلق قليله ويطلق كثيره. اما القليل
9
فقليلا من الردى، واما الكثير فكثيرًا من الردى.
10
واما السلاقات فقليلها ربما لم يفعل شيا؛ ومثل هذا الدواء ان يوخذ من
11
لتريذ قليل قدر نصف درهم [اواقل] او اكثر بحسب الحاجة، ومن سقمونيا قريب
12
من سطوج او فوقه، ويعجن بالجلجنجبين المذكور ويشرب. او يوخذ من
13
الفاريقون ومن سقمونيا على هذا القياس، ويعجن بالجلنجبين المذكور ويشرب
14
او يجل فى عصارة الوردى الطرى قد راوقية ويشرب، او فى شراب الورد ويشرب
15
|418vb23|فى الحمى المحرقة وهى المسماة فاريقوس
16
ان المحرقة على وجهين: محرقة صفراوية يكون السبب فيها كثرة العفو
17
إما فى داخل عروق البدن كله، او فى العروق التى تلى نواحى القلب خاصة، ان
18
عروق نواحى فم المعدة او فى الكبد. واما بلغمية وتكون من بلغم مالح قد عفو
19
فى العروق التى تلى نواحى القلب كما قال بقراط فى ابيذ يميا؛ وانما يكون البلد
20
المالح كما علمت من مائية البلغم مع الصفراء الحادة، فتكون الصفراء التى تتعفن [نار
21
رمادية] مخالطة للمائية الكثيرة. ولما كانت المحرقة اشد اعراضا من الغب وجب
22
ان تكون اقصر مدة منها.
23
والمشايخ قل ما تعرض لهم الحميات المحرقة. فان عرضت لهم هلكوا،
24
لانها لا تكون فيهم الابسبب قوى جدًا ثم قواهم ضعيفة. واما الشبان والصبيان فتعرض
25
لهم كثيرا، وتكون فى الصبيان اخف لرطوبتهم، وربما كانت فيهم مع السبات
26
لتثور الا بخرة الى الراس. وقد ذكر بقراط ان من عرض له فى حمى محرقة رعشة
27
فان اختلاط الذهن يحل عنه الرعشة ويشبه ان يكون ذلك لان الدماغ يسخن جدا،
4-56
1
ويسخن العصب ويشبه ان تكون محرقة، ويكون اختلاط الذهن ينحل عنه بالرعشة
2
لانتقاض المواد الى العصب واكثر ما ينقضى بقئى او استطلاق او عرق اورعاف.
3
العلامة: علاماتها اللزوم وخفاء الفترات، وشدة الاعراض من خشونة
4
اللسان ومن اصفراره اولا ومن اسوداده ثانيا، ومن احتباس العرق الاعند البحران
5
وشدة العطش. قال ابقراط: إلا ان يعرض سعال يسير فيسكن ذلك العطش ويشبه
6
ان يكون شدة عطشهم بسبب الرية. فاذا تحرك يسيرًا بالسعال ابتلت بما يسيل اليها
7
من اللحم الرخو. والحرارة فى المحرقة فى اكثر الامر لا تكون قوته فى الظاهر قوتها
8
فى الباطن، ويكون النكس منها اخف منه فى غيرها.
9
والكائنة من الصفراء تشتد فيها الاعراض الردية من السهر، والقلق، والاحتراق،
10
واختلاط الذهن، والرعاف، والصداع، وضربان الصدغين، وغوور العينين،
11
واستطلاق البطن بالصفراء المحضة، وسقوط الشهوة. واذا عرضت للصبيان كرهوا
12
الثدى ولم يقبلوه، وفسد ما يمصونه من اللبن وحمض.
13
علاج المحرقة: علاج المحرقة هو علاج الغب الخالصة. واذا احتيج
14
الى استفراغ بمثل ما قيل فالتعجيل اولى. واما التام فعند النضج والفصد ربما الهبهم،
15
وربما نفعهم ان كان هناك كدورة [ماء] وحمرة؛ لكنه يحتاج الى تلطيف تدبير اشد،
16
وتبريد بالفعل لما يتناوله. واذا خفت سقوط القوة فلا بد من تغذيتهم وان لم يشتهوا؛
17
وخصوصا فيمن يتحلل منه شىء كثير؛ فانهم كثيرا ما يصيبهم بوليموس لعدم الحس،
18
و<يحتاجون> الى تليين فى الابتداء اقوى، والى معالجات الحمى الحادة المذكورة
19
على جميع الانحاء الموصوفة.
20
وقد يصلح ان ينام عند فتور من الحمى قليل على ماء التمر الهندى وقد جعل
21
فيه قليل كافور. واستحب لهم السكنجبين او حليب بزر رجلة. او حليب بزر الهندباء
22
البارد، والبطيخ الرقى جيد له. ويعتبر فى شرب الماء البارد ما ذكرناه، فان لم يكن
23
مانع سقى منه ولو الى الاخصرار. وربما انساهم اختلاط الذهن طلب الماء فيجب
24
ان يجرعوا منه كل وقت قليلا قليلا جرعات كثيرة، وخاصة فيمن يرى لسانه يابسا
25
جافا، ويعالج اعراضه المفرطة بما ذكرناه فى ابوابها.
26
ويجب ان يتوقى عليه افراط الرعاف، فانه مما يعظم به الخطب عندهم. و
27
يجب ان يراعى نفسهم ولا يدع نواحى الصدر ان تتشنج. ويجب ان تحفظ رؤسهم
28
بالخل، ودهن الورد، والصندل، وماء الورد، والكافور، ونحو ذلك، والتنطيل بالسلاقات
29
المطبوخ فيها ما ذكرنا. واذا اشتد بهم السهر فعالجهم ولاباس بان يسقوا شراب
4-57
1
الخشخاش ولو من الاسود فى مثل هذه الحال، وفى اخره تسقى الاقراص التى
2
تصلح له مثل اقراص الكافور. وفى ذلك الوقت يوافقهم السكنجبين بحليب بزر القثاء
3
وبزر الهندباء، وبزر البقلة الحمقاء من كل واحد وزن درهمين، والسكنجبين من خمسة
4
وعشرين الى خمسة وثلثين على ماترى. وان كان هناك اسهال فاقراص الطباشير
5
الممسكة.
6
قرص جيد لذلك: يوخذ طباشير وورد من كل واحد وزن درهمين ونصف،
7
زعفران وزن دانقين، وبزر البقلة الحمقا وبزر الهندباء من كل واحد وزن ثلثة دراهم،
8
بزر القرع وبزر القثاء من كل واحد وزن درهمين، صندل وزن درهم ونصف، رب السوس
9
ونشا من كل واحد وزن درهم، كافور دانق ونصف. والشربة منه وزن درهم.
10
آخر ايضا: ورد وزن اربعة دراهم، بزر البطيخ والخيار والقثاء والبقلة الحمرا
11
من كل واحد وزن درهمين، زعفران دانقان، كافور دانق ونصف صمغ ونشا وكثيرا
12
ورب السوس من كل واحد وزن درهم. الشربة منه وزن درهمين. واذا انحط<المرض>
13
انحطاطا بينًا فلا باس بالحمام المايل ماؤه الى البرد، واحب ما يكون الحمام منهم لمن
14
تكون حماه من البلغم المالح.
15
|419ra9|الكلام فى حمى الدم
16
قد ظن جالينوس انه لا تكون حمى الدم من عفونة الدم، وان الدم اذا عفن
17
صار صفراء ولم يكن دما، فتكون الحمى حيئنذ صفراوية لادموية، وتكون المحرقة
18
المذكورة او الغب. وتعالجها بذلك العلاج. وهذا القول منه خلاف قول ابقراط،
19
وخلاف الواجب. واكثر الغلط فيه من قوله اذا عفن صار صفراء، فان هذا القول
20
يوهم معنيين احدهما انه اذا عفن تادى الى ان يصير بعد العفونة صفراء كما نقول ان
21
الحطب اذا اشتعل صار رمادا. والثانى انه اذا عفن يكون حال ما هو عفن صفراء كما
22
نقول ان الخشب فى حال ما يسخن يصير رمادا، فلتنظر فى كل واحدة من المفهومين.
23
فاما المفهوم الاول فهو فاسد الماخذ من وجوه ثلثة. احدها ان الدم اذا عفن
24
استحال رقيقه الى صفراء ردية، وكثيفه الى سوداء، فليس بكليته تصير صفراء والثانى
25
ان ذلك يكون بعد العفونة ونظرنا فى حال العفونة. والثالث انه بعد ذلك يكون صفراء
26
لا يدرى هل فيها عفونة ام لا. فان كثيرا من الاشياء تعفن ويتميز منها رقيق وكثيف،
27
ولا يكون الرقيق ولا الكثيف عفنا توجب عفونته كونه عن عفن فقد يكون من العفن
28
ما ليس بعفن، ولو كان كونه عن العفن يوجب عفونته لكان يجب ان يكون الكثيف
4-58
1
المترمد ايضا عفنا، فتكون هناك حمى سوداوية ايضا. فهذا مما يوجبه تلخيص المفهوم
2
الاول.
3
واما المفهوم الثانى فهو كذب صرف، لان العفونة طريق الى الفساد. و
4
العفونة لهازمان، واستحالة الدم صفراء لا يكون فى زمان؛ بل العفونة فساد يعرض
5
للدم، وهودم كما يعرض للبلغم، وهو بلغم لم يصر سوداء ولا صفراء؛ إلا ان يستحيل
6
بعد ذلك بتمام العفونة؛ بل الحق الصحيح قول بقراط: ان الدم قد تتولد من عفونته
7
حمى.
8
فنقول الان ان حمى الدم حميان حمى العفونة، وحمى سخونة وغليان التى
9
يسميها بقراط سونوخس [اى] المطبقة دون غيرها. واكثر غليانها عن سدد تحقن
10
الحرارة. وقد تكون عن اسباب أخر تشتد فوق اشتداد اسباب حمى يوم وقد تسمى
11
الشابة القوية، وهى من جملة الحميات التى بين حميات العفن وحميات اليوم،
12
فتفارق حميات اليوم بسبب ان التسخين للاول فيها للخلط، وتفارق حميات العفونة
13
بانه لاعفونة لها، وهى حمى حادة ليست حمى يوم، ولاحمى دق، ولا حمى عفونة.
14
وكثيرا ما تنتقل الى حمى العفونة، أو إلى حمى الدق. وكثيرا ما اجراها جالينوس
15
مجرى حميات يوم.
16
ويرى جالينوس ان حمى الدم لا تتركب مع سائر الحميات لان العفن اذا
17
كان فى الدم كان عاما لكل خلط. وفى هذا تناقض لبعض مذاهبه لانحتاج ان نطول
18
الكلام فيه، ولا ينتفع به الطبيب. وسبب هذه الحمى الامتلاء والسدة واكثره من
19
الرياضة، وخصوصا غير المعتادة، وترك الاستفراغ، ثم استعمال رياضة عنيفة. و
20
قد توجب العفونة فيه كثيرًا مائية الدم من اكل الفواكه المائية يستحيل الى العفونة،
21
وكثرة الخلط الفج فيه، فيهئيه للعفونة مثل ما يتولد من القثاء والقثد والكمثرى و
22
نحوه. وهذا الحمى لازمة ولا تفتر لعموم المادة ولزومها الى البحران او الموت.
23
وأصنافها ثلثة: أسلمها المتناقصة تبتدى بصعوبة ثم لا تزال تتناقص؛ لان التحلل اكثر
24
من التعفن، ثم الواقفة على حال واحدة ربما تشابهت سبعة ايام، وشرها المتزايدة، لان
25
التحلل فيها اقل من التعفن، وبحرانها الى السابع فى الاكثر، وانقضاؤها باستفراغ
26
محسوس او غير محسوس وقد تنتقل الى المحرقة والى السرسام، وقد تنتقل بالتبريد
27
الكثير الى ليثرغس، وقد تنتقل الى الجدرى والحصبة. واذا عرض فيها سبات و
28
وانتفاخ بطن يجىء منه كصوت الطبل فلا يحطه الاسهال مع تململ، وكان الاسهال
29
لا ينفع ثم خرج حصف اخضر <خفيف> عريض خاصة فهو من علامات الموت.
30
العلامات: علامة الحمى الدموية لزوم الحمى، وحمرة الوجه والعين،
31
وانتفاخ الاوردة والصدغين، وامتلاء تام من غير نافض ولاعرق، الاعند البحران.
4-59
1
وكثيرًا ما يصحبوها حكاك فى الانف وفى المحاجر ويضيق النفس. وكثيرا ما يقع
2
عليهم سبات، وعسر كلام وهو ردى، وكذلك اورام الحلق واللوزتين واللهاة، وسيلان
3
الدموع، وحرارتها كثيرة رطبة بخارية حمامية غير قشفة كما فى المحرقة. ونبضها
4
عظيم لين قوى ممتلى سريع متواتر جدًا، مختلف غير كثير الاختلاف، واقل اختلافا
5
وسرعة مما فى المحرقة والغب، وليست حرارتها فى حد <حرارة> المحرقة والغب
6
القوية. وما كان منها عن عفن فحرارته واعراضه اشد، وعلاجه اصعب، وهو
7
اشبه بالمحرقة. وامارقة الدم، وغلظه فيعرف بما يخرج منه.
8
والسوناخس الغليانية اشبه شىء فى ابتدأئها بحمى اليوم، لكن حرارتها قليله
9
اللذع والاذى ونجد منها اللهب والربو وكان اكثر تاثيرها بقرب القلب. واما العفنة
10
فمستوية او شبيهة بالمستوية فى الاكثر.
11
واما علامات انتقالها فعلامات كل ما ينتقل اليه من الخناق ومن اورام الحلق
12
واللوزتين وقد عرفتها. وعلامات الجدرى ستعلم. وعلامات السرسام والصداع
13
واختلاط الذهن وغير ذلك فقد علمت. واما علامات طولها فمثل ما علمته من تأخر
14
النضج، وانخراط الوجه، واختلاف حالها فى مدتها من التزيد والوقوف والنقصان
15
حتى تكون كانها مفترة، فان ذلك يدل على ان الدم مملوا خلطافجا. واما مدة بحرانها
16
فيدل عليه ظهور علامات النضج ان تأخر الى بعد الثالث والرابع ثم تبحرن فى السابع
17
وكثيرا ما يكون بحرانها فى الرابع.
18
علاج حمى الدم: الغرض فى علاج حمى الدم هو استفراغ الكثرة الى الغشى،
19
وتغليظ جوهر الدم ان كان رقيقا جدًا مائيا او صفراويا، وتبريده وتنقيته وترقيقه
20
ان كن غليظا [فيمن] قد تناول مولدات الدم الغليظ. ومولدات الخلط الفج،
21
وانضاج المادة الفاعلة للحمى وتحليلها.
22
واما الاستفراغ فلا كالفصد من اليد فى أى وقت عرض ولا تنتظر بحرانا
23
ولانضجا؛ الا ان تكون تخمة فاحذرها واخرجها. وان دامت الحمى فافصد،
24
ولاتزال تفصد حتى تقارب الغشى، او يقع الغشى ان كان البدن قويا، فان الغشى يبرد
25
المزاج القوى.
26
واعلم ان الفصد وسقى الماء البارد ربما اغنى عن تدبير غيره والتفريق فيه
27
اولى ان لم يكن ما يوجب الاستعجال؛ فانه ربما كان فيما دون مقاربة الغشى بلاغ
28
وربما يتبع الفصد البالغ فى الوقت اسهال مرة وعرق يجب ان يمسح كل وقت حتى
4-60
1
يتتابع. وربما عو فى به ويتدارك ما عرض من ضعف وغشى بغذاء لطيف وسكون.
2
ويجب ان يدام تليين الطبيعة بما عرف من مثل ماء الرمانين وماء الرمان الحلو والمز
3
الى حد، و الشيرخشت، والتمر الهندى، وشيافات خفيفة مما ذكرناه. وربما احتيج
4
عند النضج الى استفراغ بمثل الاهليلج والشاهترج وخيارشنبر ونحوه مما علمت. فان
5
لم يحتمل الحال الفصد فى اليد ففصد العرق الذى فى الجبين والحجامة. فان لم
6
يتهياء شىء من ذلك لعارض مانع فبالاسهال والتبريد على نحو ما فى المحرقة، والتبريد
7
بما يفتح ويقطع، ويسكن الغليان. وان عرض من الفصد غشى اطعمه خبزا بماء
8
الحصرم. وان عرض رعاف من تلقاء نفسه لم يقطع الاعند مقاربة الغشى.
9
واما تغليظ الدم فبمثل رب العناب وهو ان يطبخ مائة عنابة بخمسة ارطال ماء
10
حتى يبقى الثلث ويقوم بالسكر، وكلما قل السكر فهوا فضل. والعدس ايضا خصوصا
11
المتخذ بالخل الحامض الثقيف من هذا القبيل. واياك ان تسقى رب العناب او جرم
12
العدس والمادة غليظة. واما تبريده فبمثل ماء العدس المبرد وماء الخس المبرد،
13
وسقى الباء البارد ان لم يكن مانع. وربما سقى حتى يرتعد ويخصر، فربما عوفى.
14
وربما انتقلت الحمى الى بلغمية وعولجت باقراص الورد ونحوها وهذا العلاج لبعض
15
المتقد مين وانتحله بعض المتاخرين.
16
واما سقى ماء الشعير فهو علاج نافع له، ولكن مع لين الطبيعة. واولى الاوقات
17
بهذا وقت شدة الغليان والكرب والاشتعال، وتواتر الخفقان. واعلم ان الاقتصار
18
على التبريد وترك الفصد والاسهال فانه يزيد فى السدد والحقن، فتزداد العفونة
19
والحرارة فى ثانى حال. واما تنقيته فبمثل مسهلات الصفراء بحسب اختلاف استيجاب
20
القوة والضعف، ومنضجات الخلط الخام. فربما كان هو السبب فى عفونة الدم
21
وفى آخره تسقيه مثل اقراص الكافور واقراص الطباشير. وهذه الاقراص جيدة:
22
يوخذ طباشير ثلثة، بزر البقلة خمسة، بزر القثاء اربعة، بزر القرع ستة، صمغ وكثيراء
23
ونشا من كل واحد وزن ثلثة، رب السوس وزن سبعة تتخذ منها اقراص.
24
نسخة اخرى لذلك: وخصوصا عند ضعف الكبد: ورد ثلثة دراهم، عصارة
25
امبر باريس درهمان، بزر قثاء وخيار وبطيخ وحمقاء وطباشير من كل واحد وزن درهم،
26
صمغ وكثيراء ونشا من كل واحد نصف درهم، راوند صينى وزعفران وكافور من
27
كل واحد ربع درهم، يقرص.
28
واما الاغذية فالعنابية، والعدسية المحمضة، والرمانية، والسماقية. وان
29
كان شىء من هذه يخاف عقله كسر بالشيرخشت وبالاجاص وبالقرعية والحماضية.
30
وفواكههم الكمثرى الصينى والرمان، والتفاح الشامى، وبقوله القرع، والقثاء
31
والقثد، والهندباء، والبقلة الحمقاء، والحماض، والكربرة وما يشبهها. فان عرض
4-61
1
صداع او خفقان، او سهر اوسبات، او رعاف مفرط منهك للقوة وغير ذلك من
2
الاعراض الصعبة فتعالج بما علمناك فى موضعه.
3
|419rb7|الكلام فى الحمى البلغمية
4
قد علمت ان حمى عفونة البلغم قد تكون نائبة، وقد تكون لازمة، وعلمت
5
السبب فى ذلك فلها اوقات كسائر الحميات. واقل اوقات ابتدائها فى الاكثر ثمانية
6
عشر يوما. واقلاعها فى الاكثر ما بين اربعين وستين يوما. واسلمها النقية الفترات،
7
ولا سيما الكثيرة العرق، فتدل على رقة المادة وقلتها وتخلخل البدن. واطول اجزاء
8
هذه العلة الصعود، حتى ان انحطاطها ايضا اطول من انحطاط الغب بكثير.
9
والبلغم العفن قد يكون زجاجيا او يكون حامضاء وقد يكون حلوا، وقد يكون
10
مالحا، وقد عرفت كيف يكون من المالح محرقة. واكثر ما تعرض حمى البلغم للمرطوبين،
11
والمتودعين، والمشائخ والصبيان، واصحاب التخم، والمرتاضين، والمستحمين
12
على الامتلاء، واصحاب الجشاء الحامض، واصحاب امتلاء واصحاب نوازل الى
13
المعدة تعفن فيها، وقلما تخلو عن الم فى فم المعدة. واعلم ان كل حمى معها برد
14
فانه يضيق النبض ويصغره.
15
علامات البلغمية الدائرة: وهى التى تسمى انطوماطرس. أما ما كان السبب
16
فيه بلغم زجاجى او حامض فان البرد يكثر فيها جدا. والنافض فى الزجاجى اشد،
17
لكن البرد لا يبتدى فيها دفعة؛ بل قليلا قليلا فى الاطراف ثم يبلغ الى ان يصير
18
كالثلج لا يسخن الابعسر، ولا يسخن دفعة، ولا على تدريج متصل، بل قليلا قليلا مع
19
عود من البرد. وربما خالط برده فى الابتداء قشعريرة، فيكون البرد لمالم يعفن.
20
والقشعريرة لما قد عفن، واعظم برده ونافضه فى ادوار المنتهى.
21
وهذه الحمى ليست من مادة تفعل نخسًا حتى يكون سببا للنافض فى طريق
22
النفض، فان عفو نتها شىء لين، وياخذ مع ثقل وسبات. وكثيرا ما تبتدى فى النوائب
23
الاولى بلا برد ولانافض؛ بل تتاخر الى مدة، وربما كان برد ولم يكن نافض.
24
وكثيرًا ما تبتدى بغشى ولا يكون. وهذه العلة يكثر فيها الغشى لضعف فم المعدة و
25
سقوط الشهوة وعدم الاستمراء الذى هو مبنى لمادة الغذاء والقوة. واما ما كان من
26
بلغم مالح فيتقدمه اقشعرار ولا يشتد برده. واما ما كان من بلغم حلو. فقل ما يتقدمه
27
فى الاوائل الى كثير من النوائب قشعريرة ولا برد ولا نافض.
4-62
1
واكثر ادوار حمى البلغم تاخذ بالغشى، وقد يظهر فيها فى الاوائل حر أشد، و
2
فى الاواخر يقل ذلك، ويشبه ان يكون السبب فى ذلك ان العفونة تسبق اولا إلى الاحلى
3
والاملح والارق، ثم الى الاغلظ الابرد. ومس الحرارة فيها فى الاول ضعيف و
4
بخارى، ثم اذا أطلت وضع اليد على العضو احسست بحدة وحرافة، إلا انها تكون متشابهة
5
مستوية فى جميع ماتقع عليه اليد؛ بل تكون متفاوتة تجد فى مواضع حرافة، وفى مواضع
6
لينا، وكأن الحرارة تتصفى خلف شىء مغربل؛ لان البلغم لزج يختلف انفعاله وترفقه
7
عن الحرارة كما يعرض لسائر اللزوجات عند غليانها، فانها تتفقأ فى مواضع ولاتتفقأ
8
فى مواضع. وكيف كان فحرارتها فى اكثر الامر دون ان تلتهب وتكرب، ويعظم
9
الشوق الى الهواء البارد والماء البارد، ولا الى التكشف والتململ والنفس العظيم
10
والنافخ. وكثيرا ما يعرض لحرارتها ان تقف زمانا له قدر ساعة اوساعتين فيحسب انها
11
قد انتهت، فاذا هى بعد فى التزيد، لأنك تراها قد اخذت تزيد، وكذلك لها فى
12
الانحطاط وقوفات.
13
وحميات البلغم كثيرة التندية لكثرة الرطوبة، وبخارها قليلة التعريق للزوجة
14
الخلط. واذا عرقت كان شئيا غير شايع. ومن اخص الدلائل بها قلة العرق و
15
فقده. والعطش يقل فى حميات البلغم، الا لسبب ملوحة، او لسبب شدة عفونته،
16
ومع ذلك فيكون اقل من العطش فى غيرها. وانتفاخ الجنين يكثر فيهم. وقد يعرص
17
لجلد الجنب ان يرق مع تمدده.
18
واما لون صاحب حمى البلغم فالى خضرة وصفرة تجريان فى بياض، حتى
19
يكون المجتمع كلون الرصاص، حتى فى المنتهى ايضا، وقلما يحمر فيه احمراره
20
فى منتهيات سائر الحميات.
21
واما نبضه فنبض صغير منخفض ضعيف متفاوت اولا، ثم يتواتر أخرًا. و
22
تواتره وصغره اشد من تواتر الربع والغب وصغرهما. وشدة تواتره لشدة صغره؛
23
لكنه ليس باسرع من نبض الربع؛ و<لكنه> ربما كان ابطأ منه او مثله فى الاول،
24
وشديد الاختلاف مع عدم النظام والصغار والضعاف منهم فى اختلافه اكثر. ودلائل
25
النبض عليها من اصح الدلائل.
26
واما بوله فى الاول فابيض رقيق لكثرة السدد والبرد، ثم يحمر للعفونة و
27
يكدر لردأة النضج. وقد يتغير فيه الحال وقتا فوقتا. فاذا بقى من المادة الغليظة، و
28
تحلل المتعفن، وعاوقت السدد ابيض، ثم اذا عفن شى كثير بعد ذلك واندفع وفتح
29
السدد احمر الى ان يرد على السدد ما يسدها مرة اخرى من ذلك الخلط بعينه.
4-63
1
واما برازه فلين رقيق بلغمى. ومما يدل على ان الحمى بلغمية ان تكون نوبتها
2
ثمانية عشر ساعة، وتركهاست ساعات، ولا يكون تركها تركا نقيا. وذلك ان المادة
3
مع الغلظ واللزوجة كثيرة. وقد يدل عليها السن، والعادة والفصل والبلد والاغذية،
4
وتوافى اسبابها السايقة من التخم، وتدل عليها السحنة المذكورة من لون الوجه و
5
تهبجه، ولين اللمس، وضعف فم المعدة، وسقوط الشهوة. وربما كبر معها الطحال،
6
ويسبقه جشاء حامض فى اكثر الاوقات كثير.
7
علامات اللازمة: وهى التى تسمى اللثقة ان تكون كسائر علامات الحمى البلغمية
8
غير الاقلاع وما يشبه الاقلاع، وغير الابتداء بنافض وبرد وقشعريرة، ويكون
9
اشبه شىء بالدق. ويكون هناك بقية فى ست ساعات ونحوها فوق الذى يكون فى
10
الدائرة، فان الدائرة ايضا لا تخلو عن بقيه الا انها تكون خفية غير ظاهرة.
11
|419rb23|حميات هى الاكثر من جنس البلغميات
12
وقد يكن من الصفراء احيانا ولسن مما يكن من السوداء خصصن باسماء واحكام
13
وهى افيلوس وليفوريا وهما من جملة الحمى التى تختلف فيها اماكن الحر و
14
البرد من داخل اوخارج بسبب اختلاف مواضع ما تعفن وما لم تعفن. وهى ثلثة اقسام:
15
والحمى المخصوصة بالغشية الخلطية <والحمى الغشية الدقيقة> والحمى الليلية و
16
النهارية.
17
|419va47|الحمى التى يبطن فيها البرد ويظهر فيها الحر
18
وهى حمى افيلوس هذه تكون عن بلغم زجاجى <لكنه> حاصل فى الباطن
19
والقعر، يبرد حيث هو لكنه قد عرض له عفونة فينتشر منه بخارما يعفن ويتفرق و
20
يلهب فى الظاهر، وما ليس بعفن يبرد فى الباطن. وانما كان لا يظهر بردها
21
قبل ذلك الزمان "لانها كانت ساكنة الفها'' ولا ينفعل "عنها ما يلاقيها"، فلما اخذت
22
فيها العفونة تحركت وتبددت تبددا ما وإن لم يبلغ ان يعم البدن كله.
4-64
1
العلامات: علاماتها اسبابها بعينها المذكورة، ويكون بوله باردا فجا اقل
2
من حرارة بول غيره من جنسه. ونبضه بطئى متفاوت وهى فى الاكثر تشتد فى كل
3
يوم؛ لكنها لغلظ مادتها قد تستحيل ربعا وغبا، لان مثل هذه المادة فى البدن قليلة،
4
وقليلة التعفن نادره والقلة من اسباب بعد الدور. وهذا لا يخرجها عن ان تكون بلغمية؛
5
لانها بلغمية بسبب ان العفونة عفونة البلغم، لا بسبب ان النوبة تعود <فى> كل يوم. واما
6
مدة نوبتهافمن اربع ساعات الى اربع وعشرين ساعة، وفى الاكثر تنقضى قبل ذلك،
7
لان هذه المادة لا تكون بتلك الكثرة.
8
|419vb22|الحمى التى يبطن فيها الحر ويظهر فيها البرد
9
وهى حمى ليفوريا. هذه الحمى فى الاكثر بلغمية، وقد تكون صفراوية
10
من صفراء غليظة جدا. واما انها كيف تكون بلغمية فهو ان البلغم الباطن اذا اشتعل
11
وعفن سخن ذلك الموضع؛ ولانه ليس يتحلل لا يسخن خارج البدن بانتشار بخاره سخونة
12
كثيرة، ولان القوة تنصب الى حيث الاذى فيخلو الظاهر عن الحر فيبرد، وخصوصا
13
اذا كان فى الظاهر بلاغم فجة زجاحية باردة، وايضا لانه كثيرا ما يتحلل منه بخار لم
14
يعفن، ولكنه يصعد وينفصل للحرارة، وتصحبه الحرارة مدة قليلة، ثم تزايله مزايلتها
15
بخار الماء السخن، فاذا زايلته وكانت فى الاصل قبل العفونة شديدة البرودة تعود
16
فتبرد البدن.
17
واما كيف تكون صفراوية فهى ان الصفراء اذا كانت قليلة وباطنة وعفنت
18
وسخن الموضع ولم يتحلل منها شىء، وعرض ما قلناه فى نظيرها من البلغم. وقد
19
تخص هذه الصفراوية باسم طيفورس. واما ليفوريا فاسم الجنس وهى اطول مدة من
20
شطر الغب. ولقائل [ان] يقول ان الحمى كيف تكون ولا تنبعث فيها الحرارة من القلب
21
فى جميع البدن، والذى يصفونه فهو من قبيل ما لا ينبعث فيه الحرارة من القلب فى
22
جمبع البدن، فالجواب ان حدود هذه الاشياء يعبر فيها شرط ان لا يكون مانع مثل
23
ما يحد الماء بانه بارد رطب؛ اى اذا خلى وطباعه، ولم يكن له مانع، ويحد الثقيل بانه
24
الهادى الى اسفل؛ اى اذا خلى وطباعه. وفى جميع هذه فان الحرارة تبلغ الى القلب
25
وتنبعث فى الشرايين وتنتشر، لكن يعرض منه ما يمنع ذلك فى بعض المواضع كما
26
يعرض لووضع الجمد عليه؛ واما اضرارها بالفعل فلا بد منه.
4-65
1
|420ra58|الحمى التى يكون فيها كل واحد من الامرين فى كل واحد من الموضعين
2
مثل هذه الحمى ان كانت فانما تكون حيث تكون مادتان باردتان متحركتان
3
بسبب التعفن احدهما فى الباطن والاخرى فى الظاهر. وليس ولا واحدة منهما كثيرة
4
[فاشية]، ثم اذا اخذتا تتعفان ارسلت كل واحدة منهما بخارا حارا يطيف بنواحيها و
5
حيث هى فبارد وقد علمت السبب فى تبريد الخلط البارد فى حال الحركة.
6
|420va39|الحمى الغشية الخلطية
7
هذه فى الاكثر بسبب بلغم فج تخمى متفرق كثير قد قهر القوة، وفى الاكثر
8
يعين غائلتها ضعف فى فم المعدة اذا تحرك واخذ فى العفونة قهر القوة اكثر، وجعلها
9
متحيزة ان تركت، والمادة لم تف بها. وان اشتغل باستفراغها برفق عصت، او
10
حركت حركة خانقة للقوة. فان اشتغل باستفراغها بعنف باسهال او فصد بالعنف لم
11
تحتمل القوة؛ وكيف تحتمل وهناك مع سكونها غشى. ومع هذا كله فان حاجتهم
12
الى الاستفراغ شديدة [وايضا فان حاجتهم الى الغذء شديدة]؛ لان اخلاطهم ليس فيها
13
ما يغذ والبدن فينعشه. والبدن عادم للغذاء، فان تكلف التغذية ازدادت المادة الناهضة،
14
وان لم تغذ سقطت القوة.
15
ويعرض فى ابتدائها ان ينصب الى القلب شىء بارد يحدث الغشى، ويصفر
16
النبض ويبطئى ويتفاوت. ثم ان الطبيعة تجتهد فى تسخين المادة وتلطيفها. والعفونة
17
التى حركت بعض اجزائه تعين عليه ليتخلص القلب من ضرر برده، ويقع فى ضرر
18
حره، فيصير النبض سريعا، وخصوصا فى انقباضه اكثر سرعة من غيره. على ان
19
الغالب مع ذلك صغر وبطؤ وتفاوت، ودورها دور البلغمية "لا يحل قلدها" <العرق>،
20
ويكثر معها تهبج الوجه وتربل البدن.
21
والوان اصحابها لا تستقر على حال <لاجل ان مادتها لا تستقر على حال>؛ بل
22
قد تكون مائية وزجاجية. وربما صارت صفراء. وربما كانت سوداء. وربما صارت
23
شفاههم كشفاه اكل التوث. اما عيونهم فكمدة خضر تحجظ جدا عند الهيجان من
24
العلة وتصير كالمخنوق. وما تحت الشراسيف منهم شديدة الانتفاخ؛ و[كذلك]
25
احشاؤهم. وربما تقيأ حامضا. واذا كان بهم ورم فى بعض الاحشاء فلايرجى البتة.
4-66
1
وقد تعرض هذه الحمى ايضا فى الاوقات من الصفراء الغالبة الغليظة، وتكون معه
2
حرقة فى الاحتساء، وتتقيأ مرارا، وتكون لها ادوار البلغمية فى الاكثر.
3
الحمى الغشية الدقية الرقيقة
4
هذه حمى حادة تسقط النبض والقوة فى نوبة واحدة، او نوبتين مع تربل ذوبانى
5
يحدث فى الجسد بسرعة. وربما لم تف معها القوة الى الرابع، وتكون من كيموسات
6
رقيقة، اكثرها صفراوية شديدة الرقة والغوص ردية الجوهر سمية، قد عرض لها التعفن
7
فى ابدان حادة المزاج يابسة جدا. واكثر نوائب هذه الحمى غب
8
الحمى النهارية والليلية من البلغمية
9
النهارية هى التى نوائبها تعرض نهارًا وفتراتها ليلا، والليلية بالعكس، وكلا
10
هما ردى والنهارية اطول واردأ، وتوقع كثيرًا لطولها ولعروضها فى
11
حر النهار فى الدق ولولا انها خبيثة لم تكن لتعرض فى وقت انفتاح المسام وتحلل
12
البخار، فلن تعرض الا لكثرة المادة وقوتها. ويحتاج مع ذلك الى ان يغذ واصاحبها
13
ليلا؛ ولا يترك ينام على امتلا معدته، ويكلف السهر، وهو مما يسقط القوة.
14
ومقاساة الحمى فى حر النهار والسهر فى برد اليل مما بالحرى ان يوقع فى الدق.
15
وبالجملة فهى من جملة الحميات العسرة.
16
علاج البلغمية: ان علاج هذه العلة قد يختلف بحسب اوقاتها اعنى الابتداء
17
والانحطاط، وبحسب ظهور النضج فيها وخفائه ويختلف بحسب موادها، اعنى البلغمية
18
الحامضة، والبلغمية الزجاجية، والبلغمية المالحة، والبلغمية الحلوة.
19
وجميع اصنافها تشترك فى وقت الابتداء فى ثلثة اشياء فى وجوب التليين
20
المعتدل والقئى، وفى وجوب استعمال الملطفات والمقطعات والمدرات، وكما
21
ياتى على الحمى ايام ثلثة ترق فيها المادة بسبب الحمى. وقبل ذلك تحرك وتوذى
22
ولا تفعل شئيا، وفى الاستظهار بتلطيف التدبير على الاعتدال. وربما اقتصر على ماء
23
الشعير فى الايام الثلثة الاول رجاء ان يكون منتهاها اقرب اما لرقة المادة اوقلتها. ولو
24
علم يقينا ان منتهاها متباطئى لم يلطف التدبير.
25
على ان الجوع والنوم على الجوع والرياضة عليه ان لم يضعف غاية فى المنفعة
26
من هذا المرض، بل مل فى الابتداء الى التغليظ الى السابع ثم درج؛ لكن الاستظهار
27
يوجب ان يلطف التدبير اولا. فان ظهر ان المنتهى بعيد امكن ان يتلا فى ذلك بتغليظ
4-67
1
التدبير، ثم يدرج الى وقت الانتهاء، لان الزمان ممكن فى ذلك فى هذه العلة غير
2
ممكن فى الحادثة.
3
واذا جاوز السابع فلا تقيمن على التلطيف؛ فان ذلك يضعف، ويزيد فى ضعف
4
فم المعدة. وكلما احسست بطول اكثر لطفت اقل. على ان تلطيفه فيها بالجملة اوجب
5
مما يجب فى الربع. و لذلك يجب ان لا تسرع الى اطعامه [مثل] الفروج بل
6
الخبز مع المزورات؛ الا ان تخاف الضعف، او يظهر الانحطاط. ثم يختلف ما كان
7
سببه المالح والحلو، وما كان سببه الزجاجى والحامض، فتكون منه حمى فرو موريوس
8
الزمهريرية التى لا يسخن البدن فيها. على ان الاولين يحتاج فيهما لين، والى تدبير ما؛ وفى
9
الثانيين بدواء الى تليين بدواء اعنف. والاوليين يحتاج فيهما الى تقطيع بالملطفات
10
المقطعات التى ليس فيها تسخين [غير] كثير وان كان تجفيف كثير. وفى الثانيين
11
يحتاج الى ما يلطف بتسخين ويقطع حرافه، وخصوصا اذا كان البلغم مختلطا بالسوداء،
12
فلا بد فى مثله من مثل الكمون ومعجون الكبريت، واستعمال المملحات فى مثله.
13
واوفق الادوية التى تستعمل فى الابتداء الجلنجين الى اليوم السابع. ولاباس ان يستعمل
14
ايضا ماء الرازيانج، وماء الهندباء، وماء الكرفس مع الجلنجبين بحسب الحاجة. والسكنجبين
15
شديد المنفعة ايضا. وماء العسل بالزوفا. وقد يمكن ان يبلغ به ما يراد من تلين الطبيعة،
16
وخصوصا المسهل المتخذ من السكر <الاحمر> والورد الاحمر المعروف بالفارسى؛
17
فانه مسهل ملين. واذا احتيج ان يقوى تليينه مرس فى ماء اللبلاب، وخلط ان اريد
18
الخيارشنبر والفانيذ. وايضا الجلنجبين المتخذ بعسل الترنجبين مذوفا فى ماء اللبلاب.
19
ولا تلح عليه بالمسهلات فى الابتداء او بعده، وخصوصا اذ كانت مع المادة صفراء،
20
فان ذلك يؤدى الى فساد المزاج.
21
وكثير من الناس يسقون فى الابتداء مثل دواء التربذ: فى كل ليلة، ومثل حب
22
المصطكى فى الاسبوع مرتين، ومثل حب البزور المدرة. نسخة دواء التربذ: يوخذ
23
زنجبيل ومصطكى من كل واحد عشرة دراهم، وتربذ عشرة دراهم، سكر طبرزد مثل
24
الجميع، يسقى كل ليلة مثقال. وذلك اذا كانت الطبيعة غير لينة. وان كانت تجيب
25
كل يوم مرتين لم يحتج الى ذلك.
26
واما انا فلا أحب الا انتظار النضج والتلين بما ذكرناه اولا؛ بل يجب ان
27
يستفرغ منه شىء، ويصبر فى الباقى الى النضج. ويكون ذلك برفق، وقليلا قليلا من
4-68
1
غير احجاف، ثم اقبل على المدرات. ولذلك اكره ما يشبه ماء الاجاص والتمر
2
هندى ونحوه مما يضعف المعدة، او يسهل الرقيق.
3
وان كانت المادة الى زيادة برد خلط به لب القرطم. وان كانت المادة الى
4
الصفراوية خلط به شراب البنفسج، او البنفسج المربى والشيرخشت، او البنفسج
5
اليابس مسحوقا، واستعن بالحقن اللينة المتخذة من العسل، والملح، وماء السلق،
6
ودهن الحل. والقئ بماء الفجل، والفجل المنقع فى السكنجبين البزورى ونحوه.
7
واذا احتاج الى قئى اكثر لكثرة ما يعتريه من الغثيان وتغير طعم الفم استعمل
8
حب الفجل، ويشرب منه الى مثقال بالماء البارد. والقئى مع ما فيه من اضعاف المعدة
9
شديد المنفعة جدا، وهو بالغ لهذه العلة. ويجب ان ينتظر به السابع، لئلا يقع منه
10
فى الاول ضعف يورم المعدة. وان تعذر عليه القئ لم يجبر عليه بالعنف. وان
11
اعتراه قذف، وخصوصا فى ابتداء الدور لم يحتبس الا ان يحجف ويضعف فحينئذ
12
يحتبس بمثل الميبه، وشراب النعناع، وما نذكره من بعد.
13
وان عرض صداع استعملت النطولات البابونجية مع ارسال الاطراف الاربع
14
فى الماء الحار، وشد الساقين بالقوة. وان احتيج الى ماء الشعير استعمل منه المطبوخ
15
بالاصول مقدارا معتدلا، او خلط به سكنجبين العسل ان لم يحمض فى المعدة، اوماء
16
العسل ان حمض واولى وقت سقى فيه ذلك ان يكون فى مائه فى اول الايام انصباغ
17
فيجب ان يسقى اولا الجلنجبين، ثم يسقى بعد ساعتين ماء الشعير.
18
ولا يجب ان يمرخ بالمروخات المحللة، ولا ينطل بالنطولات الملطفة اذا
19
كانت العلة فى الابتداء وكان الخلط فى البدن جوال؛ فانها ترخى الاحشاء بتسخينها
20
الرطب، ويجتنب الماء البارد. وكلما رأيت البول اغلظ واحمر فلا باس ان يفصد
21
والواجب ان تفرغ حينئذ الى السكنجبينات.
22
واعلم ان الدلك من المعالجات النافعة لهم. وكلما كان البلغم ألزج واغلظ
23
كان الدلك انفع. وقيل ان الدلك بنسج العنكبوت مع الزيت نافع جدا.
24
واذا اخذت العلة فى التزيد، وبعد ذلك فلتكن اكثر عنايتك بفم المعدة وما
25
يقويه؛ والمضوغات المتخذة من النعناع والمصطكى والانيسون، واستعمال القئى
26
على ما ذكرنا بالفجل مع تقليل الغذاء. ويكون الجلنجبين الذى تسقيه حينئذ، وبعد
27
السابع مخلوطا به ما يقوى فم المعدة. ويكون فيه ادرار كثير مثل الانيسون والمصطكى
28
ويكون الماء الحار، وخصوصافى ابتداء الدور؛ فانه يقاوم النافض والبرد، ويطفى
29
مع ذلك العطش ان كان يهيج. وكثيرًا ما رخص فى استفراغ البلغم والخام فى هذا
30
الوقت. والاولى ان ينتظر به تمام النضج.
4-69
1
واذا كانت العلة تاخذ بالحر وتلح انتفع بهذا القرص: يوخذ اهليلج اصفر
2
وصبر وعصارة اغافت وعصارة الافسنتين من كل واحد خمسة دراهم، زعفران و
3
مصطكى من كل واحد ستة دراهم، ويقرص ويسقى منه فى كل يوم وزن درهم، وكل
4
ليلة نصف درهم. واذا رأيت النضج يظهر اعنته بمثل ماء الكرفس والرازيانج واصول
5
الاذخر وبرشاوشان. فان علم ان المادة باردة جدا لم يكن بأس باستعمال الفلفل اليسير،
6
واستعمال الشراب الرقيق قليلا غير كثير. وقد يعين المروخات المحللة على الانضاج
7
والتحليل بقوة قوية، وهى اوفق فى هذه العلة منها فى سائر الحميات.
8
ويجب ان يعتبر فى ذلك القوة والحمى والنافض. فان كانت القوة قوية،
9
وليست الحمى صعبة جدا زيد فى قوة المروخات؛ والا استعملت الادهان اللطيفة التى
10
هى الى الاعتدال. واذا جاوز الرابع عشر فلا بد من استعمال ما يلطف اكثر مثل
11
الرازيانج والكرفس. وربما احتجنا الى بزورهما، والى الانيسون، والى مثل السكنجبين
12
البزورى الواقع فيه الزوفا والحاشا، والى استعمال اقراص الورد. وربما احتيج ان
13
يزاد فيها بسبب المعدة كندر ومصطكى وسعد وافسنتين ونحوه بحسب ما توجبه المشاهدة.
14
والشراب الرقيق ينفعهم فى هذا الوقت بتلطيفه وتقوية الحار الغريزى، و
15
ادراره وتعريقه. واذا رأيت نضجا وقوة سقيته اقراص الافسنتين. وبعد ذلك فاذا
16
رايت البرد فى ابتداء النوائب يوذى والعلة ليست فى الابتداء فأسق ماء حارًا طبخ فيه
17
مثل بزر الكرفس والانيسون والحبق. واستعمل ايضا امثال هذه. واقوى منها نطولات
18
وبخورات وامثال ذلك.
19
وقد يسقى من النافض الشديد مطبوخ على هذه الصفة: زنجبيل وصعتر ونانحواه
20
من كل واحد ثلتة، كزبرة اربعة، ورد وفوذنج من كل واحد ثلثة، زبيب سبعة، يطبخ
21
على الرسم، والشربة ثلت اواقى.
22
واذا رأيت النضج التام فاستفرغ وادربما فيه قوة وتنقية مثل ذبيد كبريت
23
<و كركما>. وان كانت المادة من ابرد البلغم سقيته الترياق. وتسقى ايضا اقراص
24
الوردة الكبير بماء الرازيانج. وان تجرى كل ليلة بدواء التربذ وحب الصبر المتخذ
25
بالاغافت، والمتخذ بالا فاوية.
26
ومن ذلك مطبوخ بهذه الصفة؛ يوخذ ايارج سبعة، تربذ عشرة، اهليلج اسود
27
خمسة، غافت خمسة، ملح هندى ثلثة، باذ اورد وشكاع من كل واحد اربعة، انيسون
28
ثلثة، يطبخ بماء الكرفس ويسقى منه بقدر الحاجة.
29
واقوى من ذلك الاصلان واصل السوسن من كل واحد عشرة، ايارج ثمانية،
30
عصارة الاغافت خمسة، بزر الكرفس والرازيانج من كل واحد اربعة، ورد، سنبل،
4-70
1
ونعناع من كل واحد سبعة، يتخذ منه اقراصا ويستعمل.
2
مطبوخ جيد لذلك: يوخذ من الاصلين من كل واحد عشرة، زبيب منقى سبعة،
3
انيسون ومصطكى من كل واحد ثلثه، شكاع، وباذ اورد، وغافت من كل واحد اربعة،
4
يطبخ بثلثة ارطال ماء حتى يرجع الى رطل، ويسقى اياما على الريق.
5
اقراص جيدة عند الازمان واشتداد النافض: يوخذ ايارج وعصارة الغافت و
6
افسنتين وشكاع وباذ اورد من كل واحد خمسة، بزر الكرفس وبزر الرازيانج وانيسون
7
من كل واحد ثلثة، ملح نفطى اربعة، بزر الكشوث واهليلج كابلى من كل واحد عشرة،
8
اغاريقون خمسة عشر، اقراض الورد عشرون درهما، تربذ ثلثون، يتخذ منه اقراص
9
وهو مسهل.
10
وايضا اقراص: صبر واهليلج اصفر وراوند ومصطكى وعصارة الغافت
11
وعصارة الافسنتين من كل واحد جزء زعفران نصف جزء يدق ويستعمل.
12
وايضا حب لذلك: يوخذ ايارج واهليلج كابلى وملح من كل واحد وزن اربعة
13
دراهم، بزر الكرفس والانيسون والراريانج من كل واحد نصف درهم ونصف،
14
افسنتين خمسة اقراص الورد ثلثة، شكاع وباذا ورد من كل واحد درهمان يدق ويحب.
15
مطبوخ جيد: لذلك: يوخذ غافت خمسة، اصول السوس واصول السوسن
16
ونانحواه من كل واحد ثلثة، بزر الكرفس والرازيانج من كل واحد اربعة، ورد خمسة،
17
يطبخ الجميع والشربة فى كل يوم ثلث واقى.
18
وايضا مطبوخ جيد لذلك يوخذ الاصول الثلثة من كل واحد عشرة، انيسون،
19
وبزر الكرفس من كل واحد درهمان، شكاع وباذ اورد وافسنتين وغافت من كل واحد
20
خمسة، قنطوريون ثلثة، يطبخ ويشرب منه اربع اواقى.
21
وايضا مطبوخ جيد لذلك: يوخذ حشيش الغافت وشاهترج وشكاع و
22
باداورد وافسنتين من كل واحد خمسة، زبيب منقى واهليلج اصفر عشرة عشرة، يطبخ
23
ويستعمل. وهذا للمالح وللغالب عليه الصفراء اوفق والاغاريقون اذا استف منه الى
24
درهم ودرهم وثلث ايامًا منع تطاول العلة، يستف منه اويمزج بعسل ويستعمل.
25
وبزر الانجرة بعد النضج عجيب جدا سفوفا اوبعسل.
26
واما ان اتخذت له حبوب الاسهال فيجب ان يزاد فيه بسبب ضعف الكبد ريوند
27
وبزر الكشوث، وبسبب ضعف المعدة الانيسون والمصطكى، وبسبب ضعف الطحال
28
وغلظه قشر اصل الكبر واسقولو قندريون؛ فانه كثيرا ما يصحب هذه العلة طحال.
29
وربما احتيج ان يزاد لاجله سعد، وحب البان، وحلبة؛ ومع ذلك تراعى حال شدة
30
الحمى، لئلا يقع افراط تسخين.
4-71
1
واما المستفرغات التى هى اقوى المحتاج اليها فى هذه العلة عند النضج فمن
2
ذلك ان يزاد الشربة من حب التربذ ويستعمل الحقن القوية. ومن ذلك هذا الحب:
3
يوخذ مصطكى دانق عصارة الافسنتين ربع درهم، شحم الحنظل دانق، ايارج فيقرا نصف
4
درهم، اغاريقون نصف يحبب بالسكنجبين العسلى ويسقى. ومن ذلك حب المصطكى
5
والصبر.
6
واذا كانت المادة الى الحرارة اخذ من اقراص الطباشير المسهلة ثلثة اقراص،
7
ومن التربذ مثقال، ومن السقمونيا نصف مثقال، عصارة الاغافت مثقالان، ويسقى
8
بقدر القوة. وايضا لمثل ذلك اغافت، وافسنتين، وبرشاوشان، اهليلج، شاهترج،
9
زبيب منقى بالسوية، يطبخ ويسقى منه بقدر الحاجة. وان لم يحتمل البدن الاسهال
10
اقبل على المدرات والملطفات والمعرقات ومن جملة ما يحتاج اليه حينئذ نقيع الصبر
11
بالعسل. واذا انحطت العلة لم يكن حيئنذ بدخول الحمام قبل الطعام باس.
12
واما اغذيتهم أما اللطيفة فمثل الخل والزيت، وربما جعل فيه قليل مرى،
13
وخصوصا فى أخره. وأما التى هى اقوى فالطياهج والفراريج والقباج ونحوها بعد
14
الانحطاط. ويجب ان يجعل فيها، وخصوصا عند النضج ما فيه تقطيع مثل الخل
15
والخردل او المرى. فان كان البلغم حامضا رديا لزجًا فالكراث وماء الحمص من
16
من اجود الاغذية لهم واذا جعل فيه كمون وشبث وزيت. وايضا بوارد تتخذ من السلق
17
والمرى والخل، والزيت المغسول، والكواميخ؛ مثل كامخ الكبرو كامخ الشبث،
18
والصعتر، والانجدان، والهليون. وتجتنب البقول التى فيها تبريد وترطيب ووقت
19
الغذاء بعد فتور النوبة او اقلاعها، وقبل النوبة لا اقل من اربع ساعات. واما تقدير نومهم
20
فان كان معاد لا لليقظة ليكون النضج الى النوم والتحليل الى اليقظة. والحمام شديدة
21
المضرة لهم الا بعد الانحطاط.
22
تدارك القذف اذا أفرط: ينبغى ان يستعان فى <مثل> ذلك بمثل الميبه، و
23
شراب الرمان النعناعى المعروف. وان احتيج الى اقوى اخذ من حب الرمان المز
24
عشرة دراهم، ومن الكندر الابيض والمصطكى من كل واحد خمسة، نعناع سبعة دراهم،
25
يطبخ فى رطلين من الماء وفيه طاقات نعنع ''ثم يصفى".
26
تدارك إسهاله إذا افرط: اما حبسه فيما علمت من القوابض التدبيرية و
27
والدوائية. واما [تلافى] اضعافه فبأن يطعم عقيبه الفراريج المشوية والمطجنة، والبخورات
28
والروايح الناعشة. فان عرض تهيج فى الوجه والاطراف انتفعوا باستعمال مثل هذا
4-72
1
القرص: يوخذ انيسون ولك مغسول من كل واحد خمسة لوزمر مقشر وزعفران ومر
2
ماحوز من كل واحد اربعة دراهم، بزر الكرفس وبزر الرازيانج وفقاح الاذخر من كل واحد
3
ثلثة، عصارة الغافت ثلثة ونصف، سنبل ستة، ايارج فيقرا سبعة، ورد عشرة، يتخذ منه
4
اقراص ويستعمل. وربما احتجت الى مثل امروسيا ودواء اللك، ودواء اللوز المر.
5
قرص لطول الحمى <والنافض> مع البرد: ورد عشرة <دراهم> مصطكى،
6
وسنبل ورازيانج وبزر الكرفس وبزر الهندباء، وعصارة الغافت وعصارة الافسنتين
7
من كل واحد اربعة دراهم، طباشير <وزن> خمسة دراهم يجمع ويعجن ويقرص.
8
والشربة منه درهمان مع عشرة جلنجبين فى طبيخ الرازيانج قدر اوقيتين. وللنانخواه
9
المعجون بالعسل منفعة عظيمة فى مثل هذا الموضع.
10
وربما احتجت لطول البرد الى الدلك. والوجه فيه ان تبتدئى من المنكبين
11
والاربيتين اذا انتشرت الحرارة فى اليدين والرجلين وسخنتا. فان احس بشبه الاعياء
12
انتقل الى الدلك الصب. واذا اشتدت السخونة فلاباس بان يدلك بالدهن
13
حتى تبلغ العضو السخونة المحتاج اليها، فيتركه الى عضو أخر.
14
ومن الادهان الجيدة لهم الزيت العذب الذى لاقبض فيه، ودهن البابونج،
15
ودهن الشبث المطبوخ فى الاناء المضاعف. فاذا فرغت فامسح الدهن لئلا يكرب.
16
ولابأس ان تتبع الدلك اليابس دلكا بالدهن. ومما يحفظ معدهم ان لا تضعف المروخات
17
لراس المعدة التى هى مثل دهن البابونج ودهن النادين، ودهن الشبث، واقوى
18
منه الرازقى. ومن الاضمدة النافعة ان يطبخ البابونج بشىء يسير من المصطكى مطبوخا
19
بشراب مع ضعفه عسلا. وان كانت الشهوة ساقطة فالاجود ان لا يستعمل الشراب،
20
يل الميبجتج مطبوخا فيه "البابونج والتمر"،، واكليل الملك، والافسنتين.
21
علاج البلغمية اللازمة التى تسمى اللثقة: علاجها علاج النائبة فى كل يوم،
22
وتفارقها بان تلك يجب ان يكون استعمال الملطفات الحادة فيها برفق، وان اقتصر
23
على مثل السكنجبين، والجلنجبين، وجلاب العسل وماءه، وماء الرازيانج، والكرفس
24
والاصول الثلاثة يوشك ان ينفع. وقد ينفعهم كافح الشبث، وكافح الكبر، وخصوصا
25
مع اثار النضج.
26
وتدبير غذاءهم فمن مراعاة الازمان وخلافه، وقوة القوة وضعفها تدبير ماسلف
27
ذكره. ومن الأدوية الجيدة لهم أقراص العشرة. وايضا من الادوية لهم المجربة
28
أن يوخذ ورد ستة، ورب السوس <ستة>، شاهترج وسنبل من كل واحد اربعة دراهم،
29
مصطكى ثلاثة، كهرباء ثلاثة، انيسون اثنان. وايضا اقراص الغافث بنسختها: غافث
4-73
1
اربعة دراهم، ورد درهم وثلث، طباشير درهمان ونصف. وايضا غافث ثلاث أواق،
2
ورد نصف رطل، سنبل نصف رطل، طباشير اربع أواق. وايضا قرص أفسنتين نسخته:
3
يوخذ افسنتين وأسارون، بزر كرفس أنيسون، ولوزمر، وشكاع، وباز اورد،
4
وعصارة الغافث، مصطكى، سنبل من كل واحد إثنان <يدق وينخل ويعجن> ويقرص.
5
فى علاج انقيلاؤس وليفوريا علاجهما قريب من علاج ما ذكرنا قبلهما،
6
وهما متقاريا الطريقة. ويجب اولا ان تبدأ اولا بالسكنجبين العسلى والسكرى. و
7
قد يومر فيهما ايضا برب الحصرم المطبوخ بالعسل وشراب الورد، ثم يتدرج فى طريق
8
سقى البزور ومياهها الى نقيع الصبر، وأقراص الورد والمصطكى، وحب الصبر،
9
وايارج فيقرا، وحب الغافث.
10
ويجب فيهما جميعا ان يعتنى بالمعدة، ويستعمل القذف بماء اللوبيا والفجل
11
والشبث والفوذنج، والمدرات. ومن المسهلات النافعة منها ما يتخذ من الا هليلج
12
الاسود والاصفر والتربد والسكر. ومما ينفع منهما نفعا بليغا الحقن المائلة الى الحدة،
13
الواقع فيها لب القرطم، والقنطوريون الدقيق، والشبث، والبابونج، والحسك، واكليل
14
الملك، والمرى، والعسل. وتدبير ليفوريا يحتاج الى رفق اكثر من تدبير الأخرى.
15
علاج الحمى الغشية الخلطية: هذه الحمى صعبة العلاج، والوجه فى علاجها
16
الاستفراغ متدرجا من اللطيفة الى القوية، وخصوصا اذا كانت الطبيعة لا تجيب من
17
نفسها؛ فانك بالحقن تنقى ما فى المعاء والعروق القريبة منها من الفضل،
18
ويستعمل فى الباقى التلطيف بالدلك. وقد زعم جالينوس انه عجز
19
عن استفراغ اكثرهم الا بالدلك. وأحسن الوجوه فى دلكهم ان يبدأ من الفخذين
20
والساقين منحدرا من فوق الى اسفل. ويستعمل ذلك بمناديل خشنة ساحجة للجلد،
21
ثم ينتقل الى اليدين نازلا من المنكب الى الكتف بحيث يحمر الجلد ثم الظهر والصدر،
22
ثم يعاود الساقين. ويرجع الى النظام الاول. ويجعل نصف زمانهم دلكا، ونصف
23
زمانهم تنويما ان امكن. وبالجملة قانون علاجهم تلطيف من غير تسخين جدا.
24
ومما ينفعه الملطفات مثل ماء العسل، وخصوصا مع قوة من الزوفا، ومن
25
بزر الكرفس فى الغدوات ونحوه. فان كان هناك اسهال مفرط طبخت ماء العسل
26
طبخا أشد، فلا يسهل الاقليلا معتدلا نافعا. والسكنجبين المعسل ايضا ينفعهم؛ اما فى
27
الصيف ومع عادة شرب الماء البارد ممزوجا بالماء البارد، وفى الشتاء فيجب ان لا
28
يسقوه البتة. وليقتصر على تناول الماء الحار.
29
وتناول الحار من الاشربة افضل لهم الاعند ضرورة القيظ، وشدة اكراب
30
الحر. واوفق ما يسقون العطش السكنجبين العسلى. والشراب المائى ينفعهم فى اول
4-74
1
الأمر، وخصوصا ان كانت حماهم قوية. فقلما يكون وخصوصا فى المشائخ، ولا
2
بدلهم من بعد الغذاء من الشراب.
3
ويجب عليك ان تراعى نبض صاحب هذه العلة دائما. فاذا رأيته أخذ فى الضعف
4
والسقوط بغتة اطعمته خبزا مبلولا يشراب ممزوج ان لم يمنع ورم فى الاحشاء.
5
فاذا قارن هذه لم يكن للعلاج وجه ولا للرجاء موضع، أعنى اذا حدث مثل هذا
6
التغيير فى النبض. وهذا الاطعام مما يحتاجون إليه عند ما يشتد الغشى؛ ولكن
7
يجب ان تتبع ذلك دلك.
8
واما الغذاء الذى يجب ان يبيتوا عليه فماء الشعير لا يزاد عليه الاعند سقوط القوة،
9
وان زيد فالخبز المنقوع فى جلاب أوماء العسل، والحمام من أضر الأشياء لهؤلاء
10
والحار والبارد جدا من الهواء، فان الحار لا يومن معه سيلان الاخلاط الى الرئة والقلب
11
والى الدماغ، والبارد يمنع نضجها ويزيد تسديدها. فان كان الخلط فيه صفراوية ما
12
فان سهل القئ وخف كان نافعا؛ وبالجملة فانه أولى ان ينحج فيه.
13
فى علاج الحمى الغشية الدقية: يجب ان يضمد صدره بالصندل والماء ورد،
14
وينعش بالغذاء قليلا قليلا؛ وليكن غذاءه مثل الخبز السميذ المنقوع فى ماء الرمان
15
مبردا ان اشتهاه؛ وكذلك فى ماء الفواكه. فان احتيج الى القوة الى المصوصات المتخذة
16
من الفراريج بالخل، وماء الحصرم، والبقول الباردة. وخصوصا الكزبرة كان نافعا.
17
تدبير الليلية والنهارية: تدبيرهما تدبير البلغميات لاخلاف فيها.
18
فى الربع الدائرة ويسمى بطراطاؤس
19
اكثر الربع هى الدائرة ويقل وقوع ربع لازمة. وأما اسباب الربع فهو ما يولد
20
السوداء ثم بعفنها، وقد علمت جميع ذلك. وعلمت ان من السوداء ما هو يقل الدم،
21
ومنها ما هو حراقة، ورماد الأخلاط. وقد علمت ان من ذلك دمويا، ومنه
22
بلغميا، ومنه صفراويا، ومنه حراقة السوداء الطبيعة نفسها. وزعم بعض الناس
23
ان الربع لا تتولد من السوداء الطبيعة فانها لاتعفن. ومثل هذا القول لاينبغى ان يصاخ
24
اليه، بل كل رطوبة من شانها ان تعفن وان تفاوتت فى الاستعداد.
25
واكثر ما يعرض عقيب أمراض [و] حميات مختلفة بعقب حميات متفقة
26
لاختلاف الاخلاط التى تتولد منها ومن عفونتها، فانها اذا ترمدت ولم تسفرغ كثرت
27
السوداء ثم اذا عفنت كانت الربع. وكثير اما يحدث عقيب الطحال ومع ذلك فانها
28
فى الاكثر لا يخلو من وجع الطحال أوصلابته. وأسلم الربع مالم يحدث عن ورم
29
الطحال أو غيره، ولا معها ورم الطحال؛ فان الربع التى تحدث عن ورم الطحال
4-75
1
او يكون معها ورم الطحال كثيرا ما يودى الى الاستسقاء، القيل. والسليمة من الربع
2
تخلص من امراض ردئية سوداوية مثل المالنخوليا والصرع وفيها امان من التشنج؛
3
لان الخلط يابس، وهو فى الاكثر مرض سليم. واذا لم يقع فيها خطأ لم تزد على
4
سنة. وربما لزمت اثنتى عشرة سنة فمادونها والمتطاولة منها تؤول الى الاستسقاء.
5
واعلم ان الخريف عدو للربع.
6
العلامات: ان الربع تاخذ اولا ببرد قليل ثم ياخذ بردها يتزيد، ثم يقل يسير
7
عند المنتهى كما <يكون> فى البلغم. واذا سخن البدن لم تكن الحرارة شديدة وان
8
كانت اكثر وأظهر من التى فى البلغمية، فانها مع تعسرها فى الاشتعال تشتعل اشتعالا
9
يعتد به كالنار فى الحطب [الجزل] ولا مشتملة على البدن كله، بل يكون هناك حرارة
10
تقشعر منها وثقل. والسبب فى ذلك غلظ الخلط. ويكون مع برده شئى من وجع
11
كانه يكسر العظام. ويكون هناك انتقاص تصطنك له الأسنان؛ ولكن لا كما يكون
12
فى البلغمية. ويودى ذلك الى ضعف البصر؛ لكنه يبين عند النضج، لان الردأة ثقل
13
كما كانت فى الابتداء قليلة.
14
ومن علامة الربع اسبابها المتقدمة من حميات طالت، ومن طحال، ومن
15
وجع. ومن علامات الربع حال المزاج، ودلائل سوداوية. والسن والفصل، و
16
الغذاء والسخنة، والعادة، وما أشبه ذلك. ودورها اربع وعشرون ساعة. وتكون
17
الحمى كثيرا غبا فى الصيف، وتصير ربعا فى الشتاء.
18
وكثيرا ما تودى الحميات المختلفة الى حميات مختلفة لانظام لها لا ختلاف
19
بقايا الأخلاط الباقية بعد الحميات. فاذا استقر على الترمد استقرت على الربع. وما
20
كان عن بلغم محترق كانت أدوارها أطول. ويحدث اكثر ذلك عقيب المواظبة. و
21
يكون العرق ابطأ، والبول اغلظ، وصلابة العرق أقل، ويكون فى الاكثر عقيب
22
حميات بلغمية. وما كان عن دم محترق فتقدمه علامات الدم، وحمياته، وحمرة
23
البول، ويدل عليه السخنة، والفصل، والسن، وربما كان بعد حميات دموية.
24
وما كان عن صفراء محترقة فيكون النبض أشد سرعة وتواترا، ويبتدئى
25
اقشعرار وبرد، ورض فى اللحم، وعطش وعرق، ويكون ثم غضب، وعطش
26
والتهاب. ويدل عليها السحنة والسن والفصل. وقد يدل عليها كونها عقيت حميات
27
صفراوية.
28
والنبض فى الربع يكون إلى الصلابة ليبوسة الخلط، فانه يجذب الى داخل
29
كانه نبض تشنج، والى الاستواء مالم يتحرك وان تحركت اختلف النبض جدا لغلظ
4-76
1
الفضل. ويكون تفاوته ظاهرا عند الفترة، وهو دلالة تامة على الربع. وكثيرا ما
2
يتفق انبساط غير مستو وانقباض شديد السرعة على خلاف ما فى الغب. ونبض الربع
3
أحسن من نبض البلغمية فى الصفر والتواتر؛ ولكنه مثله فى الابطاء، وعند ابتداء النوبة
4
يزداد ابطاءه واختلافه وتفاوته اكثر من اختلاف سائر الحميات، ثم ياخذ فى عظم و
5
تواتر وسرعة.
6
والبول فى الربع يتشابه أوقاته فى عدم النضج لبرد المادة وغلظها؛ الا عند
7
المنتهى الجيد؛ لكن أحواله والوانه تختلف، وذلك لان السوداء تتولد من اخلاط
8
شتى. ومن علامات نضج الربع لين النافض. واما البول فانه يكون فى الابتداء ابيض
9
الى الخضرة فجًا لاهضم له، وبعد الابتداء يختلف حاله. ويتلون بسبب ان اكثر
10
السوداء متولدة من اخلاط شتى، ويكون عند الانحطاط اسود. والعرف فى الربع
11
كثير بالقياس الى البلغمية، وليس يكثير بالقياس الى غيرها. والعطش يقل فى هذه
12
الحمى، الا ان يكون عن سوداء صفراوية.
13
العلاج: ينظر فى هذه العلة هل هى عن سوداء دموية، او سوداء بلغمية،
14
او سوداء صفراوية، او سوداء سوداوية. ثم تدبر كل واحدة بما هو اولى به مما ندكره
15
لكن لجماعة اصنافها احكام تشترك فيها. وذلك انها كلها تنفض فى الابتداء. فواجب
16
يتامل هل للدم غلبة، وخصوصًا اذا كانت الربع عن سوداء دموية. فحينئذ يفصد و
17
يخرج من الدم بقدر الحاجة.
18
وربما اوجبت كثرته وردأته أن يخرج منه شئيا كثيرا. واذا لم تكن ثم حاجة
19
الى الفصد وفصد ضر من حيث يضعف القوة، ومن حيث اخراج ضد السوداء، و
20
من حيث تحرك الاخلاط الى خارج. فأن يستفرغ فى الاول من الخلط المحدث
21
للحمى شئيا ما للتخفيف لا للتنظيف؛ فان ذلك عند النضج على حسب ما نشير اليه. و
22
ليكن بعد النوبة بيوم. ولا يجب ان يدر فى الاول بقوة.
23
ويجب ان يستعمل المرخيات. وان لم يستصوب المشروبات استعمل
24
بدلها حقوًا موافقة؛ لكهنا يجب ان تكون لينة وانما يرخص فى تقويتها اذا بلغ المرض
25
المنتهى. وان كان الطبيب قد يتهور فيطلق السوداء فى الابتداء مرات اطلاقا قويا،
26
ويمنع العلة، اصلا؛ لكنه صواب عن خطأ. ويجب ان يمنع يوم النوبة من الاكل،
27
ويكلف الصوم، ويمنع من الماء البارد ذلك اليوم. ولا بد فى سائر الايام من لحم
28
طيهوج، او فروج والطهوج اولا الى ثلثة او اربعة ادوار ثم الفروج، فحينئذ يكون
29
الفروج خيرا. ويكون الدواء فى غير يوم النوبة جلنجبين ممروسا فى الماء الحار فى
30
اليوم مرتين، او ثلاثة دراهم جلنجبين فى عشرة دراهم سكنجبين.
4-77
1
وانت تعلم ان السوداء اذا كانت صفراوية فيجب ان تستعمل فيما يطلقها [فى
2
الاوائل] شىء من جنس الاهليلج والبنفسج وان كانت بلغمية وجب ان تستعمل فيما
3
بطلقها فى الاوائل شىء فيه قوة التربد. فان كان سوداويا وجب ان تستعمل فى الاوائل
4
شئيا فيه قوة من البسفائج والافتيمون ونحوه.
5
وتعلم ان ماء الجبن نعم المطية لما يستعمل من القوى المذكورة. وربما انجح
6
استعماله وحده، وخصوصًا اذا كانت الحرارة متسلطة؛ فان الجلنجبين وماؤه المصفى
7
عن طبخه القوى منزلته هذه المنزلة، خصوصا اذا كان فى المعدة ضعف، او كان
8
الغالب خلطا باردا.
9
والقئ ايضا وخصوصا قبل الطعام وبعد الطعام احرى ايضًا، وخصوصا
10
يوم النوبة قبل النوبة، وخصوصًا اذا كانت السوداء بلغمية من الامور النافعة فيه.
11
وليس فى الابتداء فقط؛ بل وفى كل وقت. ويجب ان لا يعنف فى الابتداء، وفى
12
اوائل النضج الى قبول تمام النضج واستفراغ الفضل بما لا يسخن بقوة، ولا ما يجفف
13
بقوة من الدواء ومن ترك الاغذية، ولا بما يضعف بالاسهال، ولا ايضا مما يضعف
14
فى الابتداء من تلطيف التدبير.
15
واعلم انه اذا ابتدأت الربع فى صيف اوشناء فيجب ان يسقى اولا ماء الشعير
16
بالسكنجبين ليفتح الطرق للدرور وتنقضى بسرعة. وذلك بعد الدور المتقدم بثلاث
17
ساعات او اربع. واذا عرضت الربع شتاء فالمداراة، ولا وجه فى سقى الاقراص.
18
واعلم ان الاشياء الباردة الرطبة، السهلة الانهضام، الجيدة الكيموس قد
19
توافق هذه العلة من حيث الحمى، ومن حيث مضادة احدى كيفيتى السوداء التى هى
20
اليبوسة، فيجب ان تستعملها ايضًا حين لا تخاف ضررًا فى النضج، او القدر الذى لا يخاف
21
الاشياء [هى] الحارة بالاعتدال ويحذر كل بارد يابس. والاشياء الباردة الرطبة الموافقة
22
من هذه العلة هى مثل الهندباء والخس والبطيخ والخوخ احيانا.
23
وانما يجب ان يجتنب امثال هذه إما لشدة البرد، وذلك موجود فى مثل الخس ليس
24
موجودًا فى مثل البطيخ الحلو، وإما لشدة الادرار المؤدى الى تغليظ الدم، وذلك
25
موجود فى البطيخ، واما لتهيئة ما تخالطه العفونة وذلك موجود فى الخوخ، ويجب
26
ان تراعى امثال هذه.
27
واما الاغذية الحارة باعتدال الزائدة فى الرطوبة فهى نافعة جدًا، خصوصا
28
اذا اريد تعديل حرارتها حين ما لا يراد ان يستعان بها على الانضاج بالباردات الرطبة مثل
29
خلط التين بالهندبا، ولا باس فى الاوائل بتناول ما فيه ملوحة وحرافة وتقطيع اذا لم
4-78
1
يخف سورة الحرارة؛ واما فى آخر المرض فلا بد من ذلك. واقراص الافسنتين نافعة
2
فى آخر العلة. ومما ينتفع به الجلوس فى الماء الحار العذب قبل الغذاء كل يوم. و
3
الاستحمام الذى يرطب [ولا يعرق]. ولا يهيج الحرارة، ولزوم الترفه والدعة،
4
وهجر الرياضة والحركات البدنية والنفسانية.
5
وجميع هذه الحميات يحتاج الى مرطبات، ويختلف فى قدر ما يحتاج اليه
6
من تبريد أو تسخين، وحاجتها الى المجففات لما فيها من قوة تقطيع وجلاء واطلاق
7
لا بسبب التجفيف. ويجوز ان تراعى امر المعدة باضمدة جيدة مقوية ما بين قوية
8
الحرارة ولطيفتها على ما توجبه الحال، وتراعى الطحال والكبد وتدبر لئلا يصلب
9
ويرم. وربما احتيج فى التقئية الى ماء الفجل وبزره يخلط بالسكنجبين. وربما استعنت
10
بتقديم اكل السلق، والمملوح من السمك والخردل ونحوه قبله. وقد يستعان بعد
11
ذلك بشرب ماء كثير ثم تعقب بالسكنجبين ويقذف.
12
ومما ينفعه ان يتناول بوم النوبة ثم يتقياء عليه، فيامن مضرة البرد والنافض،
13
وحدة الحمى ان يتناول ثوما او عسلا. ويشرب سكنجبينًا عسليا ويمتلى طعاما، ثم
14
يتناول ماء حارا ويتقيأ. واذا انقضت النوبة تعش بشىء يسير، واستحم بالغداة. وان
15
يتناول قبل النوة بخمس ساعات طعاما ليتقيأ؛ فانه ربما نفع ذلك وان لم يتقيأ. والقئى
16
قبل النوبة لاى حلط كان يخفف النوبة ويقلعها.
17
ومن التدبير الجيد ان يصوم يوم النوبة ان لم يكن مانع. ولا يتناول غذاء حتى
18
تنقضى النوبة. ويدخل الحمام فى اليوم الثانى. أما ان كان نضج فعلى الرسم، وان
19
لم يكن نضج فلا تعمل فيه غير صب الماء الحار مقدار ما يلتذ به البدن ويترطب، دون
20
مبلغ ما يثور فيه خلط. وفى اليوم الثالث يستعمل القئ لما يكون فضل من الطعام
21
وما يكون حاله الحمام. على انه ينبغى ان يستعمل القئ فى يوم النوبة ايضا.
22
وان كانت السوداء دموية انتفع بالفصد من الباسليق ثم باستفراغ لطيف بما
23
يقع فيه من منقيات الدم مثل قوى الشكاع والباذ اورد والبسفائج والشاهترج، و
24
الاهليلج الكابلى. وهذا الجنس سريع القبول للعلاج. وان كانت السوداء صفراوية
25
فعليك بالتبريد والترطيب البالغين من الادوية والاغذية، واستعمال الماء المعتدل جلوسًا فيه
26
واغتسالابه. ويكون تليين طبيعته فى الابتداء بمثل ما يكون من البنفسج، وما يكون
27
من ماء الجبن مع قوه من البسفائج، او سكنجبين افتيمونى، وشراب الورد، وماء اللبلاب
28
وخيارشنبر.
29
واما اطلاقه التام فربما تيسر بعد عشرين؛ لان النضج يظهر منه اى اذا كانت
30
المادة سوداء صفراوية ثم تتدرج الى ما يلطف ويقطع. وان احتيج الى اصلاح معدته
4-79
1
فبمروخات من ادهان ومن اطلية لا يجاوزها قوى البابونج وورق الافسنتين واكليل
2
الملك ونحوه. والصوم الكثير حتى فى يوم الدور احيانا ايضا معالا يوافقه وان كان
3
يوم الدور يقتصر عليهم من الغذاء بقليل تافه.
4
ومن المنقيات النافعة فيها طبيخ الاهليلج، والافتيمون، والسنا فى السكنجبين
5
المطبوخ فيه البنفسج؛ وربما سقوا الحلتيت على الريق، خصوصا يوم النوبة، وقيأوه
6
ان غثت نفسه.
7
وان كانت السوداء بلغمية فزع الى السكنجبين العسلى بمياه الكرفس والرازيانج
8
ونحوه. وان احتيج الى تليين خلط به فى الابتداء قوة مطلقة للبلغم من قوى التربد
9
والبسبائج، ودرج يسيرا الى قوة من الغاريقون، وقيئ بالسكنجبين البزورى العسلى
10
ونحوه الى ان ياخذ فى النضج. ويكون تكميده المعدة وتضميدها بما هو اقوى
11
حتى بالتمر والتين ونحوه وكذلك تمريخها بادهان حارة الى دهن القسط. وربما احتيج
12
الى تقيئته بسكنجبين فيه قوة الخربق الابيض؛ بل ربما احتيج الى ان يسقى الخربق
13
الابيض فى الفجل، اوقوة الخربق فى الفجل، او الخربق بحاله اذا لم تخف حال
14
ضعف القوة.
15
وان كانت السوداء سوداوية صرفة من قبيل عكر الدم فيصلح اسهاله فى الاول
16
بماء اللبلاب والفانيذ، ويصلح استعمال الجلنجبين العسلى او السكرى، وفى آخره
17
يستفرغ بمثل طبيخ الاهليلج الاصفر، والاسود، والشاهترج، والزبيب. فاذا
18
نضجت العلة فللفصد حينئذ ايضًا موقع جيد يفصد الباسليق، ويستعمل القى على الطعام
19
بقوة، او بلطف على حسب الوقت او الحاجة. ويجب ان تدمنه فهو اصل، فاستفرغ
20
بالادوية والحقن القوية.
21
والادوية التى تستعمل فى مثل هذا الوقت مثل الافتميون، والبسبائج، و
22
الغاريقون والاسطوخودس والحجر الارمنى واللازورد، مغسولين وغير مغسولين،
23
وعصارة ورق فنطافيلون مع شراب العسل. وربما احتيج الى الخربق الاسود. وربما
24
اقنع فى الصفراوى السنار والشاهترج مع الافتيمون وفى السكنجبين، ثم ادر، وحينئذ
25
فاسق عند استفراغ البلغمى والسوداوى منه الترياق والمثروذيطوس، ودواء الحلتيت
26
والكبريت والفلفل وحده يشرب فى الماء وامثال الخردل يستعمل <ويستعمل> غير
27
دائم؛ بل فى كل ثلاثة وفى الاوائل وقبل ذلك فى مدد ابعد؛ وكذلك الفلافلى ونحوه
28
من الجوارشنات. ولا تعجل بشئى من هذه قبل النضج؛ فانك ان سقيت الترياق ونحوه
29
من الجوارشنات فى الاول ركبت ربعا مع ربع، وربما جلبت امراضا اخرى، وخصوصا
30
فى الشتاء وفى أخره ان وجب الفصد اقدم عليه.
4-80
1
قال جالينوس: أبرأت خلقا كثيرا من الربع بأن سقيتهم بعد النضج مسهلا،
2
ثم سقيتهم عصارة الافسنتين، ثم سقيتهم الترياق. واقول: ان الحلتيت والفلفل مفردين
3
نافعان جدا اذا ظهر النضج وبلغ المنتهى. واطعمه الصحناء والبن، وكامخ الكبر
4
والخردل والمرى. وجميع ما فيه قوة ملطفة بقوة. وربما احتجت ان تسقيه بعد
5
الاربعين كل غداة مثل نبقة من مثل دواء الحلتيت، وكل عشية كذلك اذا لم تكن الحمى
6
حادة والمادة اصلها صفراء.
7
ومن الاقراص النافعة فى هذا الوقت عند الانحطاط قرص على هذه الصفة:
8
يوخذ من عصارة الغافث ومن الزعفران من كل واحد ثلاثة، ومن الاسقولو قندريون
9
واللك والراوند والطباشير من كل واحد خمسة. ومن بزر الحماض، وبزر البقلة،
10
والورد والسنبل وبزر الكشوث والانيسون وبزر الكرفس، واصل الكبر وحب البان
11
وبزر الرازيانج من كل واحد اربعة، <يدق وينخل> ويعجن بماء الكرفس ويقرص
12
ويسقى بماء الرازيانج والهندباء والكشوث. وهذا الدواء نافع من وجوه كثيرة.
13
واذا نضجت المادة <استعمل هذا الدواء>: يوخذ مر سبعة عشر درهما،
14
سنبل ثلاثة عشر درهما، عاقرقرحا وقسط وفقاح الاذخر من كل واحد خمسة،
15
فطراساليون خمسة عشر درهما، انيسون عشرة دراهم، يعجن بشراب عتيق او بعسل الزنجبيل.
16
والشربة منه مثل الجوزة.
17
وقد يسقون فى آخره الناقهين، وعند قلة التاذى بها وكثرة الحرارة ومع
18
تلطيف المادة دواء بهذه الصفة: يوخذ من بزر البنج واليبروح قيراط <قيراط> ومن
19
الحلتيت قريب من ثلاث باقلات. ومن هذا القبيل ايضا ان يوخد من الفوذنج البستانى
20
اربعة مثاقيل، ومن بزر الانجرة عشرون مثقالا ومن الافتيمون مثقال يقرص اقراصًا
21
صغارا جدا والشربة درهم.
22
ومما هو جيد لهم استعماله بعد ظهور اثر النضج الى آخره: أن يوخذ من الزبيب
23
الغسانى او الهروى، ومن الثوم البرى، ومن الاس الطرى من كل واحد جزء،
24
يطبخ فى الماء بعد ان ينقع فيه ثم يغلى بالاستقصاء، ويصفى ويسقى منه اوقية. وايضا
25
بزر الكرفس وانيسون وقرد مانا خمسة دراهم، صعتر برى واغافت من كل واحد سبعة
26
دراهم، نانخواه اربعة، شكاع ثلاثة، زبيب عشرة يطبخ بثلاثة ارطال ماء الى ان يرجع
27
الى رطل.
28
ومما هو جيد لهم ان يوخذ من النانخواه ومن السنبل ومن الفوذنج من كل واحد
29
عشرة دراهم، ومن الكراويا والانيسون من كل واحد سبعة دراهم، ومن الحلتيت
4-81
1
خمسة دراهم، ومن الزنجبيل اربعة دراهم، ومن السليخة وزن ثلاثة دراهم يعجن
2
بالكفاية من العسل. والشربة منه وزن درهم بماء الكرفس والرازيانج.
3
قرص لذلك بهذه الصفة: يوخذ من عصارة الغافت عشرة دراهم، اسقولو
4
قندريون وطباشير ورازيانج وسنبل وزعفران من كل واحد خمسة دراهم، لك وراوند
5
من كل واحد اربعة دراهم، بزر الحمقاء وبزر القثاء من كل واحد ست دراهم يقرص
6
بماء الكرفس ويسقى بماء السكنجبين.
7
وايضا للبلغمى: مر خمسة وثلثان، زعفران وفطر اساليون من كل واحد خمسة
8
دراهم، سنبل الطيب اربعة ونصف، جند بادستر ثلاثة، انيسون ثلثة ونصف، بزر الكرفس
9
وكراويا من كل واحد اربعة، حماما وقشور السليخة وميعة من كل واحد درهمان وثلث،
10
سيساليوس ادريون المعجون من كل واحد درهم وثلثان. واذا اشتد النافض كان
11
القىء بماء فاتر وسكنجبين نافعا من ذلك. فان لم يجب قواه بما سلف ذكره بحسب
12
الوقت. والتبخير بنطول قد طبخ فيه الشيح والبابونج ونحوه محفوفا باكسية تجمع السخونة.
13
ذكر مسهلات يحتاجون اليها بعد النضج: [الهليلج] الكابلى ستة، افتيمون
14
وافسنتين من كل واحد خمسة دراهم، هليلج اصفروعصارة الغافت واملج من كل واحد
15
اربعة دراهم، وبزر الكرفس والانيسون وبزر الرازيانج من كل واحد درهمان، يتخذ
16
منه طبيخ ويسهل برفق. او يوخذ من القشمش عشرة دراهم [ومن الهليلج الكابلى]
17
والافتيمون من كل واحد تمانية دراهم، ومن الشاهترج وزن سبعة دراهم، ومن الشكاع
18
<والباذاورد> والقنطوريون الغليظ من كل واحد ستة دراهم، ومن الغافت واصول
19
الاذخر من كل واحد وزن خمسة دراهم، يطبخ بخمسة ارطال ماء حتى يرجع الى رطل.
20
نسخة حب خفيف: اذا استعمل فى كل خمسة ايام مرة كان نافعا<رفيقا>
21
وهو مجرب: يوخذ افتيمون وتربذ <عراقى> من كل واحد عشرة، كراويا وانيسون
22
من كل واحد سبعة، نانخواه ثمانية، بزر الكرفس والرازيانج من كل واحد ثلاثة، بسفايج
23
ستة، اغاريقون ابيض ثمانية، ملح هندى خمسة، ايارج فيقرا احد عشر <يدق وينخل
24
ويعجن> ويحبب. الشربة منه <وزن> درهم ونصف بماء النعناع.
25
واذا كانت المادة بلغمية نفع هذا الحب ايضا: يوخذ افتيمون ونانخواه و
26
اغاريقون من كل واحد ثمانية دراهم، بزر الكرفس وانيسون ورازيانج من كل واحد
27
ثلاثة دراهم، ملح نفطى خمسة دراهم، ايارج وتربد من كل واحد وزن عشرة دراهم،
28
<يعجن ويحبب> والشربة وزن درهمن ونصف.
29
واذا كان مع وجع الطحال انتفع بهذا الدواء ويسهله برفق: يوخذ
30
اسقواوقندريون خمسة عشر، اغاريقون اثنا عشر، اهليلج اسود وايارج من كل واحد
4-82
1
عشرة، اهليلج كابلى وافسنتين من كل واحد ثمانية، شكاع وباز اورد وكما فيطوس
2
عصارة الغافث من كل واحد سبعة، ثمر الطرفا <ثلاثة> قشور اصل الكبر خمسة، بزر
3
الكرفس وانيسون ورازيانج من كل واحد ثلاثة يتخذ معجونا اوحبًا.
4
فى تغذية اصحاب الربع: الاصوب ان يمال فى تدبيرهم فى اول الامر الى
5
ثلاثة اسابيع فى تلطيف ما من غير ان تنهك القوة. وذلك ان يجتنبوا اللحم والزهومات؛
6
فان هذا يقلل مادتهم، ويخفف علتهم، ويقصر مدة مرضهم. وبعد ذلك فلا بد
7
من انعاش القوة بمثل السمك الرضراضى. والبيض النيمبرشت، والفراريج، والطياهج.
8
فاذا صار وا الى مدة مثل المدة التى منع فيها الزهومات ولم ينقص العلة فلا بد من
9
مراعاة القوة واطعام ما هو اقوى من لحمان الدجاج، والفراريج، والحملان، والجدا،
10
والطير الرخص اللحم، مثل التدارج، والدراريج، والسمك الجيد الذى ليس بكثير.
11
واعلم ان الشرط فيما يغذى منه صاحب الربع ان يكون جامعا لخلال: احدها
12
ان لا يكون فجاء؛ بل محللا للنفخ التى تجذبه السوداء. والثانى ان لا يكون غليظا بل
13
ملطفًا للغلظ. والثالث ان لا يكون عاقلا بل مطلقا للبطن. والرابع ان يكون الدم المتولد
14
منه محمودا. واكثر ما يكون كذلك ما يكون له حرارة ورطوبة. وقد علمت انه كيف
15
يتغذى قبل النوبة وباى ساعات ولم ذلك؟ وعلمت ايضا انه ربما احتاج الى الغذاء
16
فى النوبة، ويقرب منها للعلة المذكورة؛ لكن الاصوب ان تلقى الحمى خالى البطن
17
ثم لا تشغل الطبيعة بمادة غير مادة المرض الى ان تدفعها. والشراب الصافى الرقيق
18
الابيض نافع له.
19
فى علاج الربع اللازمة: حال هذه الحمى على ما اخبرنا به من قبلها. و
20
القانون فيها مجانس للقانون فى الربع المفترة. وانما يخالف فى اشياء يسيرة. من ذلك
21
ان الميل الى الاعتدال فى المسخنات، والى التبريد فى هذه اولى للزوم الحمى فيجب
22
ان يستعمل فى علاجها مثل السكنجبين والجلنجبين، والسكنجبين البزورى وماء الاصول
23
المعتدل والافشرجات بالعسل. ومن ذلك ان الفصد فى هذه اوجب؛ لان المادة
24
محصورة فى العروق. ومن ذلك ان الرخصة فى اللحمان فى هذه العلة اقل.
25
فى الحمى [الخمس و] السدس والسبع ونحو ذلك وتسمى فيماطوس،
26
وقوم يسمون امثال هذه دوارة. هذه تتولد من مادة مجانسة لمادة الربع، لكنها اغلظ
27
واقل. واكثر ما يكون من سوداء بلغمية. واما السدس والسبع وماوراء ذلك فان ابقراط
28
يذكره.
4-83
1
وجالينوس يقول: مارأيت فى عمرى منه شيئا ولا رأيت خمسا جليا قويا انما
2
هو حمى كالخفية. قال: ولا يبعد ان يكون السبب فى مثل السبع والتسع تدبيرا اذا
3
استعمل وجرى عليه اوجب حمى. فان عود اوجب فى مثل ذلك الوقت تلك الحمى.
4
ولو بدل واصلح لكان لا يوجب فيكون السبب فى ادواره وعوداته عودات التدبير،
5
وادواره لا ادوار مود تنصب وعوداتها. قال: فيجب ان تراعى فى امتحان هذه العلة
6
هذا المعنى حتى لايقع غلط. على ان جالينوس كالمنكر لوجود هذه الحميات وكالموجب
7
ان لا يكون لا مثالها اصل اخر.
8
لكن ابقراط قد حقق القول فى وجود السبع والتسع وليس ذلك بين التغذر،
9
ولا واضح الاستحالة حتى يرجع فيه الى التاويل، والاقاويل التى قالها ابقراط فى باب
10
هذه الحميات ان السبع طويلة وليست قتالة، والتسع اطول منها، وليست قتالة.
11
وقال ان الخماسية اردأ الحميات، لانها تكون قبل السل وبعده وقول جالينوس فيه
12
كما تعلمون.
13
وانا اظن لهذا القول وجهاما، وهو ان يكون السل يعنى به الدق، ويكون
14
قوله فى الخماسية موضوع قضية مهملة لاتقتضى العموم. فيكون كانه يقول ان من
15
الخماسية صنفا من اردأ الحميات؛ لانها تكون قبل الدق وبعده. فيكون معنى قوله
16
ذلك ان الحميات اذا اطالت واذت واختلطت واختلفت تادت كثيرا الى اشتعال
17
الاعضاء الرئيسة الى دق.
18
ومن شان امثال هذه الحميات ان تقف فى آخرها على نمط واحد واكثر ذلك على الربع
19
قد بينا هذا ؛ لكهنا انما تودى الى الربع اذا كان فى الاخلاط غزارة وفى الرطوبات
20
كثرة. واما اذا كان الذوبان قد كثر، والاستفراغات المحسوسة وغير المحسوسة
21
قد تواترت لم يبق للاخلاط رمادية؛ الا اقل والا اغلظ. وذلك يوجب ان تكون النوبة
22
ابطأ، ويكون ما كان يكون ربعا خمسا. وفى مثل هذه الحال بالحرى ان يكون البدن
23
مستعدا لان يشتغل وتصيردقا.
24
وايضا فان الدق اذا سبق لم يبعدان يحدث للاخلاط رمادية ما قليلة لقلتها
25
فى او اخر الدق، وتعرض لتلك الرمادية عفونة فتحدث حمى. وقد انهكت الحمى
26
الدقية البدن فيكون ردية من حيث انها علامة احتراق خلط ما بقى منه الا اليسير وكانت
27
حرافة يسيرة، ومن حيث انها سبب ازدياد الحمى وتضاعفها
28
ولا يجب ان ننكر امراضًا لم يتفق ان تشاهد فى زمان ما، وفى بلاد ما؛ فان
29
من هذا الجنس مالا يحصى كثرة. ولا يجب ايضا ان يقال انه ان كان خمسا فلابد
30
من مادة خامسة، فان السوداء انما دارت ربعا لالنفس انها سوداء؛ بل لاجل انها غليظة
31
قليلة، وقد لايبعد ان يكون فى بعض الابدان سوداء قليلة غليظة تعرض لها العفونة.
4-84
1
وليس لقائل ان يقول: يجوز فى البلغمية ان تصير لها نوبة أخرى اذا غلظ و
2
قل؛ فان التجويز امر واسع قلما يتمكن من الزام نقيضه. ثم ليس الحال فى تجويز
3
مالم ير قط، ولم يسمع ولا يشهد به مجرب ولا عالم كتجويز ما شهد به مثل بقراط.
4
وقد حدثنى ثقة انه قد شاهد السبع. واما الخمس فقد شاهدنا مرارا، ولن نضطر
5
لذلك الى ان نقول ان ههنا خلطا أخر.
6
علاج اصناف هذه الحميات: يقرب علاج هذه الحمى من علاج الربع
7
البلغمية، ويحتاج فى علاجها الى فضل صوم، و تلطيف التدبير، ونوم هاضم لتتحلل
8
به المادة الغليظة وتنضج، ويحتاج ايضا الى تغليظ تدبير لئلا تخور معه القوة، وهما
9
كالمتعاندين. ولما لم تكن هذه الحميات بحيث توهن القوة لم نبال بان نلطف
10
التدبير ونستعل على المريض الصوم مدة، وأن يتلا فى ذلك "كما قد بينا" بان يغذوا
11
بما يجود غذاوه ويسرع [ويكثر] ولا يكون فيه تغليظ للمادة ولا زيادة فيها.
12
ومن انفع المعالجات لذلك القى بالخربق وبزر الفجل والفجل المخربق،
13
وبزر السرمق وجوز القىء والاستفراغ بالايارجات، وبعد ذلك استعمال الترياق و
14
نحوه. وينفع حيئنذ التعريق بالادوية وبالحمام الحار من غير استعمال الماء، ومن
15
غير استعمال المرطبات.
16
الكلام فى الدق
17
قد علمت ان فى الاعضاء رطوبات مختلفة الاصناف: منها رطوبات معدة للتغذية
18
ولترطيب المفاصل فمن ذلك ما هو مخزن فى العروق. ومن ذلك ما هو مبثوث
19
فى الاعضاء كالطل. وهاذان قسمان: واولهما مادة لحمى العفونة او حمى الغليان كما
20
علمت، اذكان الغذاء ليس كله يتفق كما يحصل؛ بل قد يبقى منه ما هو فى سيل
21
الانفاق وما هو فى سبيل الادخار.
22
ومنها رطوبات قريبة العهد بالجمود، وهى الرطوبات التى صارت بالفعل
23
غذاء، اى انجذبت الى الموضع الذى هو ابدال لما يتحلل منه، وصارت زيادة فيه
24
متشبهة به، الا ان عهدها بالسيلان قريب فهى غير جامدة.
25
ومنها رطوبات بها تتصل اجزاء الاعضاء المتشبهة الاجزاء من اول الخلقة،
26
وببطلانها تصير الى التفرف [والتفتت] والتترب. مثال الرطوبة الاولى دهن السراج
4-85
1
المصبوب فى المسرجة. ومثال الثانى الدهن المتشرب فى جرم الذبال. ومثال
2
الثالث الرطوبة التى به تتصل اجزاء قطن اتخذ منه الذبال.
3
فاذا اشتعلت الاعضاء الاصلية؛ وخصوصا القلب كان ذلك هذا المرض
4
الذى هو الدق على ما علمت. وحرارة الكبد قد تودى الى الدق، لكن لا يكون نفسها
5
دقًا؛ بل الدق ما كان بسبب القلب. وكذلك حال الرئة والمعدة، ولكنه مادام يفنى
6
الرطوبات التى من القسم الاول من الاعضاء، وخصوصا من القلب، كما يفنى المصباح
7
الادهان المصبوبة فى المسرجة، فهو الدرجة الاولى المخصوصة باسم الجنس <الاول>
8
وهو الدق، وباليونانية افطيقوس؛ اذ ليس لها فى نوعهم اسم. فاذا فنيت الرطوبات
9
التى من القسم الاول واخذت فى تحليل الرطوبات التى من القسم الثانى، وفى إفنائها،
10
كما اذا أفنت الشعلة الدهن المفرغ فى المسرجة، واخذت تفنى المتشرب فى جرم
11
الذبال كانت الدرجة الثانية وتسمى ذبولا وفاريسموس. ولها عرض ابتداء وانتهاء
12
ووسط، ثم لا يفلح من بلغ انتهاء الذبول، وقلما يقبل العلاج الا ماشاء الله، وخصوصا
13
اذا بلغ ان يدق اللجم. فاذا فنبت هذه واخذت تفنى الرطوبات التى من القسم الثالث،
14
كما تاخذ الشعلة تحرق جرم الذبالة، ورطوبة الاصلية كانت الدرجة الثالثة، وتسمى
15
المفتت والمحشف، وباليوناينة ردميس وهده العلة من الحميات التى لانوائب لها
16
ولا اوقات نوائب.
17
وقد قال قوم اما ان يكون تعلق الحميات الدقية بالرطوبات القريبة العهد
18
بالجمود، وإما بمثل اللحم، واما بالاعضاء الاصليلة الصلبة كالعظام والعصب. وهذا
19
القول ان فهم منه انه يتعلق على سبيل انه يفنى ما فيه من الرطوبة المتصلة به كان و
20
المعنى الاول سواء، وان عنى ان اول ما يفنيه الدق هى الرطوبات القريبة العهد بالجمود
21
لم يكن قولا صحيحا.
22
والدق قد يقع بعد حمى يوم، وقد يقع بعد حميات العفونة والاورام. ويبعد
23
ان يعرض الدق ابتدأ، فتكون الاعضاء الاصلية قد اشتعلت، ولم يشتعل خلط ولا
24
روح قبل ذلك؛ بل يجب ان تسخن تلك اولا، ثم على مر الايام تسخن الاعضاء
25
الاصلية؛ اللهم الا ان يعرض سبب قوى جدا.
26
والسبب الواحد قد يكون سببا للدق، وقد يكون سببا لحمى يوم بحسب شدة
27
تعلقه وضعف تعلقه مثل النار، فانها تلقى الحطب على وجهين: احدهما على وجه
28
تسخين له وتبخير فيه، والثانى على سبيل اشتعال.
4-86
1
وحمى العفونة والورم ينتقل كثيرا الى الدق لشدة الحمى، وشدة تلطيف الغذاء
2
فيه ومنع الماء البارد، وقلة مراعاة جانب القلب بالاطلية والاضمدة؛ وخصوصًا
3
فى امراض اعضاء مجاورة للقلب مثل الحجاب. وكثيرا ما يوقع منه فيه اضطرار الطبيب
4
لسقوط القوة، وتواتر الغشى الى سقى الخمر وماء اللحم ودواء المسك ونحوه. وقد
5
يتركب الدق مع حميات العفونة والاورام. والدق فى اول الامر عسرة التعرف سهل
6
العلاج، وفى الاخر بالعكس. وآخر الذبول غير قابل للعلاج البتة.
7
العلامات: أما النبض فيكون دقيقا صلبا متواترا ضعيفا ثابتا على حال واحدة.
8
واما ملمسهم فيكون ما يحس من حرارتهم دون حرارة سونوخس ونحوها المشتعلة
9
فى مواد. وفى ابتداء ما يلمس يكون اهدأ. واذا بقيت اليد عليها ساعة ظهرت
10
بقوة ولذع، ولم تزل تنمو، ويكون اسخن ما فيه مواضع العروق والشرابين. وتكون
11
حرارتهم متشابهة لا تنقص؛ لكهنا اذا ورد عليها الغذاء نمت به واشتدت، وقوى النبض
12
واخذ فى العظم. ولذلك ما يعرض للجهال من الاطباء ان يمنعوهم الغذاء لما يعرض
13
منه من هذا العرض فيهلكوهم كما تنمو الشعلة عند اصابة الدهن، والمقلى عند صب
14
الماء عليه. وهذا من دلائلها القوية.
15
والغذاء فى سائر الحميات ليس لا محالة توجب هذا الاتقاد وان اوجب اضطراب
16
حركات الطبيعة. وهذا الاتقاد لا يكون كاتقاد سائر الحميات بعد تضاغط، ولا
17
على ادوار معلومة؛ بل كما يغذ وفى اى وقت كان. ويكون صاحب المرض غير شديد
18
الشعور بما فيه من الحرارة، لانها صارت مزاجا للعضو متفقا. وقد علمت فى الكتاب
19
الاول كيفية الحال فى مثل ذلك؛ لكهنا تظهر عند تناول شىء من الاغذية لاشتدادها.
20
ومن دلائل انتقال حمى يوم الى حمى الدق اشتداد الحرارة فى الثالث جدا،
21
وفى الاكثر تاخذ الحمى بعد اثنتى عشرة ساعة فى الانحطاط. واذا جاوزت الحمى
22
اثنتى عشرة ساعة ولم تظهر علامات الانحطاط، بل استمرت الى الثالث واشتدت
23
فذلك دق. ومن دلائل تركيب الدق مع حميات العفونة بقاء حرارة يابسة بعد آخر
24
الانحطاط، وبعد العرق الوافر، وزيادة فى الذبول والنحافة على ما توجبه تلك العلة،
25
ودهنية فى البول والبراز. وان كان الظاهر الدق والخفى غيره فيدل عليه التضاغط
26
الواقع فى النوائب؛ فان مثل ذلك غير موجود فى الدق البتة.
27
واعلم انه ربما ابتدأت دق متشبثة بالمعدة فيفسد مزاج الكبد بالمجاورة.
28
علامات الذبول: واما علامات الذبول فان الحمى اذا اندفعت الى الذبول،
29
واشتدت صلابة النبض وضعفه وضغره وتواتره، وخصوصا اذا كان سبب
30
الوقوع فى الدق اورام لا تتحلل؛ فان ذلك ــ اعفى التواتر ــ يزداد جدا. وكذلك السرعة
4-87
1
ويصير النبض من جنس المعروف بذنب الفارة. فان كان من شرب شراب حار كان
2
بدل ذنب الفارة مسلى.
3
ولا يكون اعراض الذبولية شديدة جدا؛ فانها لايمهل الى مثل ذلك. ويظهر فى
4
البول دهانة وصفائح، وتاخذ العينين فى الغور. فاذا انتهى الذبول اشتد غوورهما،
5
وكثر الرمص اليابس وتنبؤ حروف العظام من كل عضر وفى الوجه، ويلطأ
6
الصدغان، وتتمدد جلدة الجبهة، ويذهب رونق الجلد، ويكون كأن عليه غبارامًا،
7
واحتراقات الشمس، ويودى الى ثقل رفع الحاجب، وتصير العين نعاسية مغمضة
8
من غير نوم، ويدق الانف، ويطول الشعر، ويظهر القمل، ويرى بطنه قد نحل
9
ولصق بالظهر كانه جلد يابس قد انجذب، وجذب معه جلد الصدر. فاذا انحنت
10
الاظفار وتقوست فقد انتهى، واخذ فى المفتت واذا حصل فى المفتت دابت
11
الغضاريف.
12
علاج حمى الدق: ان الغرض فى علاج حمى الدق التبريد والترطيب. وكل
13
واحد منهما يتم بتقريب اسبابه، ورفع اسباب ضده. وربما كان سبب احدهما سببا
14
لضد الاخر مثل سبب التبريد، فانه ربما كان سببا للتجفيف، وهو ضد الترطيب مثل
15
التبريد بالاقراص الكافورية والطباشير ونحوها. وربما كان سبب الترطيب ايضا
16
سببا للتسخين، وهو ضد التبريد مثل الشراب، فانه يرطب لكنه يسخن، فيجب ان
17
يراعى ذلك.
18
وان دعت الحاجة الى قوى فى التبريد ولم يكن الايبسا قرن به او قدم عليه،
19
او اعقبه ما فيه قوة ترطيب. وكذلك ان دعت الحاجة الى قوى فى الترطيب سريع
20
فيه كماء اللحم والشراب فيجب أن يقرن به اويقدم عليه وتعقبه بما فيه قوة تبريد.
21
وان كان سبب الدق ورما، او الما فى عضو فالواجب علاجه اولا. ومن
22
احب ان يركب تدبيره من فنون مختلفة يوافق من اشتدت به الحمى جدا فالواجب
23
ان يبدأ ويسقيه قرص الكافور، وما يجرى مجراها فى السكنجبين سحرا، ومع طلوع
24
الشمس ماء الشعير بالسراطين ان لم يكرهها، وبالجلاب، او بماء الرمان، وعند
25
المبيت لعاب بزر قطونا ان لم يكن مانع من قبل المعدة وغيرها.
26
والتدبير المبرد ما علمت من اشربة مبردة، ومن بقول مبردة؛ ومن اقراص
27
مثل اقراص الكافور، ومن اضمدة مبردة، ومروخات ونحوها. وتبريد هواءهم
28
حتى فى الشتاء. فان لم يحتمل خفف عليه الدثار؛ فان تبريد هوائهم افضل شىء؛ ومثل
4-88
1
الباسه المصندلات المكفرة، واشمامه ما فيه ورد وكافور وصندل؛ وفواكه باردة،
2
وشاهسفرم مرشوشين بماء الورد، و"التبخير بالعرق" والحمام.
3
ويجب ان لا يطال امساك الاضمدة الباردة جدا على الاعضاء القريبة من اعضاء
4
النفس، فربما ضر ذلك بالنفس والصوت ضررا عظيما. ويجب ان يمييل الى الراحة
5
والنوم والدعة والفرح. ويجتنب العليل ما يغيظه وما يحزنه وما يغمه، والجوع والعطش
6
الطويل. والاضمدة المبردة التى يجب عليهم ان يستعملونها العطرة؛ فانها احضر
7
نفعا، وخصوصا على الصدر وما يليه وتكون مبردة، ولا يكون فيها قبض، فان القبض
8
مع ما يحدث من التجفيف يمنع قوة الدواء ان تغوص.
9
ويجب ان يدام التبديل لئلا يبقى الدواء فيسخن، ويسخن مع مراعات لشدة
10
تمريده؛ فانه اذا برده <تبريدا> شديدا لم يبعد ان يضعف العضو. واذا كان بقرب
11
اعضاء التنفس لم يبعد ان يخدر الحجاب وغيره عن اخراج النفس بسهولة. والتدبير
12
المرطب منه اغذية لبنية وفاكهية، وآبزنات، ومروخات، وضمادات، ونشوقات،
13
وسعوطات، وراحة ودعة؛ وأن لا يحمل عليه فى جوع او عطش.
14
ذكر الأدوية المبردة لهم: اما المرطبة منها فجميعها غذائية، او يغلب عليها
15
الغذائية مثل ماء الشعير المطبوخ بالسراطين. ويجب ان تنتف اطراف السراطين من
16
قوائمها وانيابها، وتغسل بماء بارد وملح طيب ورماد مرارا ثلاثا فما فوقها، حتى تتنقى
17
وتتنظف من زهومتها، ثم تطبخ فى ماء الشعير؛ ومثل ماء مخيض البقر، ومثل عصاراة
18
البقول المعلومة المذكوة فى ابواب الحميات الحادة، ومثل لعاب بزر القطونا. واما
19
الخل ففيه تجفيف شديد، وقوة من التحليل فيجب ان يشرب بما يقاوم الخلتين من مزج
20
بماء كثير، وبعض المرطبات الملينة.
21
والبان الاتن يوشك ان تكون مع "ترطيبها مبردة"، حتى ان قومًا فضلوا تبريدها
22
على تبريد محيض البقر، لكهنا توافق من ليس به الاحمى دق، ولا مادة، ولا خلط متهيئ
23
للعفونة. ويجب ان يحذر ثخين اللبن، ومما يمنه السكر. واذا احسست عفونة
24
حدثت من اللبن فاسهلها برفق، وان خشيت تسخينا فامسك عنه اياما، وعالج فيها
25
بالاقراص، ومياه الفواكه، ثم عاود.
26
واما الادوية المبردة التى لا ترطيب لها فمثل الاقراص المعمولة الموصوفة،
27
اعنى اقراص الكافور واقراص البسد الباردة؛ ومثل اقراص بهذه الصفة: يوخذ طباشير
28
وطين ارمنى من كل واحد اربعة دراهم، ورد ستة دراهم، بزر الحمقاء والخيار والقرع
4-89
1
والكهرباء من كل واحد ثلاثة دراهم، تتخذ منها اقراص. والشربة وزن درهمين،
2
وهى جيدة جدًا.
3
وايضا قريب منها: لسان الحمل ونشا وصمغ وكثيراء من كل واحد ثلاثة
4
دراهم، طين ارمنى وطباشير من كل واحد اربعة دراهم، خشخاش خمسة دراهم، ورد
5
وبزر القرع والخيار والحمقاء من كل واحد ستة دراهم، حب السفرجل مقشرا، بزر
6
البطيخ وفثاء من كل واحد سبعة دراهم، رب السوس وزن عشرة دراهم، يعجن بلعاب بزر
7
القطونا.
8
واما المروخات، والاطلية، والضمادات المبردة، والنشوقات، والسعوطات
9
المبردة فهى التى عرفتها، فاجودها المروخات بدهن القرع، والخشخاش، والنيلوفر،
10
والخلاف، والبنفسج.
11
واما المفارش المبردة المرطبة فهى التى تكون مهندمة جدا من ادم مرشوش
12
بماء الورد اوكتان من جنس ما يعمل بطبرستان، ويكون حشوه مالا يسخن؛ بل يكون
13
من جنس الكتان المحلوج يجدد دائما، او تكون مفارش من ادم وقد ملئت ماء بعد
14
بعد ان يكون عليها تضريب يبسط الماء بسطا ويمنع تركده، ويكون بقرب الفراش
15
المياه ومجاريها، وتحتها اوراق لشجر البارد مثل الخلاف وحى العالم، والبقول
16
الرطبة، والرياحين الباردة وكالورد، وايضا اوراق الشجر الباردة،، وعساليج الكرم
17
ونحو ذلك.
18
ذكر الادوية المرطبة لهم: اما ما كان مع تبريد فقد سلف ذكره، ويبقى
19
الكلام الان فى كيفية سقى الالبان والمخيض، وفى كيفية استعمال الابزن والحمام
20
وفى استعمال المروخات والادهان والاطلية، وسائر التدبير.
21
وقد علمنا سقى الالبان فى باب السل ويبس المعدة فيجب ان يكون ذلك
22
قانونا. ولا لبن بعد لبن النساء كلبن الاتان ثم الماعز. فيجب ان يكون علفها من حشائش
23
وبقول باردة رطبة كما تعلم؛ فانها خصوصا لبن الاتن يقلع الدق ان كان له قالع، ولا
24
ايثار عليه الا ان تمنع عفونة واقعة، او متوقعة لمادة حاصلة. واللبن نافع لهم من اول
25
الدق الى أخره. ولبن النساء رضاعا اوفق الجميع.
26
والقانون فى سقى المخيض مقارب لذلك ايضا. والاولى ان تبتدئى من وزن
27
عشرة دراهم الى ثلاثين وما فوقها ان كانت القوة معينة. ولك ان تخلط بها شيئا من
28
الاقراص المبردة، ولك ان تزيد على المبلغ المذكور فى السقية الاولى والاخيرة ان
29
اعانت القوة على الهضم.
4-90
1
واما الابزن فافضله ما كان فاترا لا حرارة فيه [كثيرة] وكان مع ذلك قوى
2
البقول والحشائش المبردة المرطبة، ولا يكون بحيث يندى فضلا عن ان يعرق
3
ولا يجوز ان يكون للابزن بخار حار، ولو لم يكن مانع من استعمال الابزن البارد لم
4
يوثر عليه؛ ولكن المانع من ذلك ضعف ابدانهم ونحافتها. واما فى اوائل امرهم
5
فربما شفاهم ذلك.
6
واما ضعف البدن فقد يشفيه ذلك مع تبريد يسير يوجبه فى مزاجه يمكن ان يعالج،
7
وان كان اضعف من ذلك خيف ان يقع فى دق الشيخوخة، وذلك فى الاقل؛
8
ولكنه مع ذلك ابطأ زمان موت، وربما عاش معه مدة لها قدر. وكثيرا ما يكون الاصلح
9
نقله الى ذلك الدق.
10
واما ما كنافيه من حديث الابزن فان الاصوب ان تبدأ بما هو حار الى حد، و
11
يتدرج الى البارد والمعتدل البرد المحتمل؛ فان هذا التدريج يجعل البدن قابلا للما
12
البارد؛ إذا الألم انما يكون بورود المضاد للمزاج بغتة. وايضا فان البدن يستفيد بالماء
13
الحار، شبيها بخصب يحتمل معه الماء البارد. وان كرر الابزن فى اليوم ثلث مرات
14
صوابا.
15
ويجب ان يستعمل برفق لئلا تسقط القوة، وان يتناول ماء الشعير قبل الابزن
16
بساعتبن كان صوابا. وان قدم الابزن بعد حلب اللبن على بدنه، كما سنفسره ليوسع
17
مجارى الغذاء، ثم يتناول ماء الشعير وما يشبهه ثم صبر ثم استعمل الابزن لينبسط الغذاء
18
كان جيدا.
19
ويستعمل بعد الابزن والحمام التمريخ بادهان مبردة مرطبة كدهن البنفسج
20
خصوصا اذا كان متخذا من دهن القرع، وكذلك دهن النيلوفر ودهن القرع، وان
21
انتقل من بعد الابزن الى ما يكون امنل الى بزد قليل محتمل، ثم يدهن كان صوابا. وان
22
قدم الادهان وعجلها، ثم دخل ماء ابزن <وقتا> يسيرا كان صوابا. وذلك بحسب
23
الاحتمال، ولا باس بالتدريج فيه.
24
واجود اوقات هذا الصنيع بعد هضم الطعام. وان امكن ان يغمس بعد الأبزن
25
الحار فى ماء بارد دفعة من غير تدريج فهو ابلغ من جهة العلاج، واشد من جهة الخطر.
26
وصبه بالرفق اقل خطرا من غمس المريض فيه دفعة واقل منفعة. وليكن البرد
27
قدر برد ماء الصيف الذى هو ما بين الفاتر وبين شديد البرد.
28
وان قدم حلب اللبن على اعضائه ان لم يكن ضعيفا، او الممزوج منه بالماء
29
ان كان ضعيفا، ثم استعمل الابزن كان صوابا؛ فان حلب اللبن على البدن شديد الترطيب.
4-91
1
والالبان الجيدة [للحلب] هى المذكورة. ويجب ان يحلب من الضرع، والاولى
2
ان يبيت على تمريخ من الادهان المذكورة للبدن كله وللمفاصل.
3
واما الحمام فلا يرخص له فى دخوله الابحيث اذا كان لا يعرق، ولا يحمى
4
ولا يغير التنفس، ويكون الحار ماؤه دون هوائه، وتكون حرارة مائه فاترة بحيث
5
تنفذ، ولا توذى، ولا تعرق. وذا لم تكن فى بدنه مادة مهيأه للعفونة؛ وخصوصا
6
اذا كان ذلك ولم ينهضم الطعام؛ بل بجب ان يكون ذلك حين ما يراد ان ينبسط المهضوم
7
منه فى البدن. وأن لا يطيل فيه، بل يفارقه بسرعة. واذا فارقه تناول شئيا من المرطبات.
8
ومن الاحساء التى لاتضره المتخذة من الشعير واللبن. واذا عرض له فى الحمام
9
عطش سكنه بماء الشعير، وماء الرائب، وبلبن الاتن.
10
ويجب ان يكون ادخالهم الحمام ثم اخراجهم على جهة لا تعب معها البتة.
11
وقد خبرنا بذلك فى مواضع أخر. وسنعيد من ذلك شطرًا فيجب ان ينتقل الى الحمام
12
فى محفة محمولة مفروش ممهد، حتى يوا فى بها البيت الاول فينقل الى مضربة لينة
13
مما يصلح للحمام، وينزع ثيابه فيه، او فى الاوسط ان لم يكن حارا. ولا يلبث فى
14
احدهما الاقدر النقل وانفاس قليلة، وقدر نزع الثياب، ثم يدخل البيت الثالث
15
على ان لا يكون شديد الحرارة، ويقيم فيه قدر احتماله للابزن؛ هذا ما قيل. والاحب
16
الى ان يكون ابزنه فى البيت الاوسط المعتدل فاذا فارق الابزن البارد زمل بمنديل،
17
او بفرجية ذات طاقتين، ونقل الى فراشه او محفته، ونشف عرقه بمنديل ودهن
18
وغذى.
19
فى تغذية أصحاب الدق: يجب ان يفرق عليهم الغذاء، فلا يطعمون شبعهم
20
دفعة واحدة، ثم ان اجود ما يغذوا به ماء الشعير، وخبز الحنطة المغسولة منقوعة فى
21
الماء البارد. والالبان اذا لم يمنع منها ما ذكرناه، ومخيض البقر فهو كثير الغذاء،
22
والماش والقرع. ومن الفواكه البطيخ الفلسطينى وهو الزقى المعروف عندنا بالهندى.
23
واذا احس باقبال فلا باس باطعامه الجبن الرطب غير المملح وان كانت
24
القوة تضعف لم يكن باس بان يطعم مرقة زير باجة مطيبة بالكزبرة الرطبة [مطبوخة]
25
بمثل الدراج والطيهوج. وربما احتيج الى ان يسقى شئيا من الشراب الرقيق ممزوجا
26
بماء كثير. وربما احتيج الى ان يطعمه مصوصا من لحم الدراج والطيهوج والقبج و
4-92
1
والفراريج وهلاما حامضا، او قريصا حامضا من لحم الجدا، ولحم البقر اذا كان
2
هناك قوة هضم. وخل المصوص والقريص نافع لهم، ومقو فى مثل هذه الحال.
3
وربما لم يكن بد من ماء لحم مخلوط بشراب الفواكه الباردة والحامضة، او من
4
صفرة نيمبرشت واذا <كان قد> تمادى فيهم الضعف الى الغشى احتيج ان يغذ وايماء لحم
5
ماخوذ من اضلاع جدى بملح قليل يصفى، ويصب عليه مثل جميعه ماء التفاح، ومثل
6
نصف عشره شراب ريحانى ويسقى مفترا.
7
فاما الماء البارد الذى ليس بشديد البرد جدا فلا باس ان تسقيه اياه؛ الا ان يكون
8
مانع. وذلك المانع اما ورم فيما دون الشراسيف، او يكون فى البدن كيموسات
9
عفنة وكيموسات نية يحتاج معها الى نضج، ولم يظهر علامة النضج التى
10
ان ظهرت كان الخوف اقل، وكذلك اذا كان الدق انتقالا من السرسام او البرسام،
11
فهذا اولى بان يحرم معه شرب [الماء] البارد من غيره؛ فان الدق اذا ورد على امراض
12
ناهكة للقوى مرخية اياها مذبلة للعظم واللحم ورد على ضعف، فاذا طابقه على الاضعاف
13
سقى [الماء] البارد لم يلبث ان يقع فى جنس أخر من الدق، وهو يشارك هذا الجنس
14
فى اليبس، ويخالفه فى الحر [والبرد] ويعرف بدق الشيخوخة. ودق الهرم.
15
وذلك مرض صعب تكون الغريزية فيه قد بطلت. ولذلك الماء البالغ البرد والكثير
16
قد يضرهم فى كل حال، ويفسد غريزة اعضائهم الاصلية. وربما عجل موتهم او
17
نقلهم الى الضرب الأخر من الدق.
18
فى تدارك أحوال تتبع الدق: من ذلك الغشى، وقد ذكرنا التدبير فى ذلك
19
غذأ، ومن ذلك الاسهال فيجب ان يعالج ويتدارك، فان فيه خطرا عظيما. ومن
20
معالجته اولا ان يجعل ماء شعيرهم ماء السويق، او يجعل فى ماء شعيرهم جاورس
21
مقلوا وصمغ وعدس مصلوقا مكررًا، ولبن مطبوخا بالرضف او بالنار وحده حتى
22
تذهب مائيته، وخصوصا مع الجاورس.
23
ويسقون هذه الاقراص: يوخذ طين ارمنى خمسة دراهم شاه بلوط مقلو وورد
24
من كل واحد اربعة دراهم، طباشير وكهرباء من كل واحد ثلاثة دراهم، بزر حماض
25
مقشر وحب امبر باريس من كل واحد ستة دراهم، يقرص بعصارة السفرجل ويسقى
26
بماء الكمثرى بالغداة، وعند النوم يسقى بزر قطونا مقلوا. وكذلك سفوف الطباشير
27
الذى فيه مقل مكى نافع جدا. وان ادى الى سحج عولج السحج بالحقن التى تعرفها
28
فذلك اوفق.
4-93
1
فى دق الشيخوخة: قد جرت العادة ان يذكروا دق الشيخوخة بعد حمى
2
الدق، ونحن ايضا نسلك السبيل المعتاد. ودق الشيخوخة معناه استيلاء اليبس على المزاج
3
من غير حمى. وقد يكون مع اعتدال فى الحر والبرد، وذلك فى الاقل.
4
وقد يكون مع برد، وتسمى هذه الحال دق الشيخوخة، ودق الهرم، لان البدن
5
يعرض له فى غير وقت التشيخ ما يعرض فى ذلك الوقت من الذبول واليبس.
6
والمسنون اسرع وقوعا فى ذلك من الشبان. والشبان اسرع وقوعا فيه من
7
الصبيان. على انه قد يعرض للفتيان والصبيان.
8
والسبب الموقع فيه اما برد مستولى مع ضعف من البدن، فيمنع القوة الغاذية
9
عن فعلها التام، كما بعرض ايضا فى أخر العمر. ومن هذا الباب شرب ماء بارد فى غير
10
وقته، او على ضعف من البدن مع حمى، او فى حال النهوة، او عقيب رياضة حللت
11
القوة، وفتحت المسام، وحرضت على اجتذاب الماء البارد الى الاحشاء دفعة؛ او
12
بخارات ردئية باردة تصعد الى القلب فتبرد مزاجه.
13
واما حرارة تحلل وتذيب الرطوبات فتخمد الحرارة الغريزية وتعقب بردا
14
ويبسا. وقد تعقب الاستفراغات. وقد تجلب هذه العلة الافراط فى تبريد اصحاب
15
هذه الحميات بما يشرب ويضمد. وهذه العلة اذا استحكمت لم تعالج، ولوكان
16
لها حيلة لكان للموت حيلة.
17
العلامات: هؤلاء ترى فيهم علامات الذبول والقشف، ولا ترى فيهم الاشتعال
18
والالتهاب؛ بل ربما وجدوا باردى الملابسن، ولا يكون نبضهم كنبض اصحاب حميات
19
الدق؛ بل يكون بطيأ صغيرا متفاوتا؛ الا ان يشتد الضعف فياخذ النبض فى التواتر،
20
وخصوصا فى من اصابهم هذا من شرب الماء البارد. ويكون بولهم ابيض رقيقا
21
مائيا ويكونون فى احوالهم كالمشايخ.
22
علاج دق الشيخوخة: انما يعالج هذا العلاج عند مالم يستحكم رجاء ان لا
23
يستحكم، وعند ما استحكم رجاء ان يتأخر الهلاك قليلا. والقانون فى معالجاتهم
24
التسخين والترطيب. ومن الترطيبات الحمامات على ما علمت. ولا يستعمل الابعد
25
الهضم؛ فانها ان استعملت عقيب الاكل اسقطت القوة. والحقن المتخذة من الرؤس
26
والاكارع [والحمص] والحنطة المهروسة، والتين مع الحسك والبابونج يستعمل
27
منه قدر نصف رطل مع اوقيتين من الشيرج، وشىء من دهن البان. ويستعمل الدلك
28
على التغذية.
29
واللبن المرضوع شديد النفع لهم. والعسل غاية فى نفعهم، كما انه غاية فى
30
مضرة اصحاب حمى الدق، وكل غذاء مرطب سلس النفاذ، سريع الانحدار، لا
4-94
1
لزوجة فيه مثل ماء اللحم ومثل صفرة البيض النيمبرشت، والشراب الرقيق العطر
2
القليل المقدار شديد الموافقة لهم. ويجب ان يراعى الترطيب المذكور فى باب الدق،
3
ويخلط به ما يسخن من الروائح، والاضمدة، والمروخات والاغذية وغير ذلك.
4
فى حميات الوبا وما يجانسها
5
وهى حمى الوباء والجدرى والحصبة
6
فى حمى الوباء: قد يعرض للهواء ما علمناك فى الكتاب الكلى مثل ما يعرض للماء
7
من استحالة فى كيفياته الى حروبرد، ومن استحالة فى طبيعته الى أجون وعفن كما
8
ياجن الماء وينتن ويعفن. وكما ان الماء لا يعفن على حال بساطته؛ بل لما يخالطه
9
من اجسام ارضية خبيثة تمتزج به، وتحدث للجملة كيفية ردئية، كذلك الهواء لا يعفن
10
على حال بساطته؛ بل لما يخالطه من ابخرة وادخنة ردئية يمتزج به، ويحدث للجملة
11
كيفية ردئية.
12
وربما كان ذلك بسبب رياح ساقت الى الموضع الجيد ادخنة ردئية من موضع
13
نائية فيها بطائح آجنة واجسام متجيفة فى ملاحم، او اوباء قتالة لم تدفن، ولم تحرق.
14
وربما كان السبب قريبا من الموضع جاريا فيه. وربما عرضت عفونات فى باطن
15
الارض لاسباب لا نشعر بجزئياتها، فاعدت لماء والهواء.
16
والحميات الحادثة بسبب الهواء اليابس اقل من امثالها الحادثة من الهواء الرطب؛
17
الا ان الصفراء تكثر فى الهواء اليابس فيكون ذلك ايضا سببا لحدوث حميات صفراوية.
18
واما الوبائية فتكون من الهواء الكدر الرطب. والحميات فى الهواء الرطب اكثر؛ لكهنا
19
اقل حدة واطول مدة. واما فى الصيف اليابس القليل المطر فتكون اقل حدوثا، و
20
اكثر حدة، واسرع فصلا. فافضل الفصول ما حفظ طبعه.
21
ومبدأ جميع هذه التغيرات هيأة من هئيات الفلك توجبه ايجابا لا نشعر نحن
22
بوجهه. وان كان لقوم ان يدعوا فيه شئيا غير منسوب الى بينة؛ بل يجب ان يعلم
23
ان السبب الاول البعيد لذلك اشكال سماوية، والقريب احوال ارضية.
24
واذا اوجبت القوى السماوية الفعالة، والقوى المنفعلة الارضية ترطيبا شديد
25
الهواء يرفع ابخرة دخانية اليه وبثها فيه بحرارة ضعيفة فاذا صار الهواء بهذه المنزلة حمل
26
على القلب، فافسد مزاج الروح الذى فيه، وعفن ما يحويه من رطوبة، وحدثت حرارة
27
خارجة عن الطبع، وانتشرت بسببها فى البدن فكانت الحمى الوبائية. وعمت خلقا
4-95
1
من الناس لهم ايضا فى انفسهم خاصية استعداد؛ اذ كان الفاعل وخده اذا فعل
2
ولم يكن المنفعل مستعدا لم يحدث فعل وانفعال.
3
واستعداد الابدان لمانحن فيه من الانفعال ان تكون مملؤة اخلاطًا ردئية،
4
فان النقية لا تكاد تنفعل من ذلك. والابدان الضعيفة ايضًا منفعلة منه مثل التى اكثرت
5
الجماع، والايدان الواسعة السبل [الرطبة] الكثيرة الاستحمام.
6
العلامات: هذه الحمى تكون هادئة الظاهر، مكربة الباطن، فى الاكثر مهلكة
7
يحس منها بحراقة واشتعال قوى. ويكون معه عظم النفس وعلوه، ويضيق كثيرا
8
وينتن ويتواتر، وشدة عطش، وجفوف لسان. وقد يكون مع غثيان او سقوط شهوة،
9
إن لم تقاومها بالاكل "قسرًا هلكت"، ووجع فواد، وعظم طحال، وكرب شديد و
10
تململ. وربما كان سعال يابس، وسقوط قوة، وانافة على الغشى، واختلاط عقل،
11
وتمدد ما دون الشراسيف. ويكون به سهر، واسترخاء البدن، وفتور. وربما عرض
12
معه بشر اشقر واحمر. وربما كانت سريعة الظهور سريعة البطون. ويحدث قلاع
13
وقروح. ويكون النبض فى الاكثر متواترا صغيرا ويشتد فى الاكثر ليلا.
14
وربما حدث بهم حالة كالاستسقاء ويختلف المرار وغيره. ويكون برازه
15
لينا سمجا غير طبيعى. وربما كان سوداويا، واكثره يكون زبديا منتنًا وفيه شىء من
16
جنس ما يذوب. ويكون اوله مائيا مريا سوداويا. وكثيرا ما يتقيأ السوداء. واما
17
الصفراء فاكثر ذلك. ويعرقون عرقا منتنا. وهذه الحمى تبتدئى مع الاعراض
18
المذكورة بقوتها فيؤل امره الى الغشى، ويبرد الاطراف، وليثرغس، والتشنج،
19
والكزاز.
20
وقد يكون من هذه الحميات الوبائية ما لا يشعر فيها العليل، ولا الحاس
21
القريب بكثير حرارة، ولا يتغير النبض. والماء كثير تغير؛ ومع ذلك فانها تكون
22
مهلكة بسرعة، وتدهش الاطباء فى امرها. واكثر من ينتن نفسه من هؤلاء، ومن
23
الاولين يموت؛ فان العفونة تكون قد استحكمت فى القلب.
24
علامات الوباء: مما يدل على الوباء من الاشياء التى تجرى مجرى الاسباب
25
ان يكثر الرجوم والشهب فى اوائل الخريف، وفى ايلول، فانه منذر بالوباء الحادث
26
انذار السبب. واذا كثرت الجنوب والصباء فى كانون اياما. وكلما رأيت خثورة
27
فى الهواء او ضبابية، فظننت مطر أو وجدته مغيرا يابسا لا يمطر فاعلم ان مزاج الشتاء فاسد.
28
واما الوباء الصيفى الخبيث الردى فيدل عليه قلة المطر فى الربيع مع برد،
29
ثم [اذا رأيت] تكثر الجنوب ويكدر الهواء اياما، ثم يصفو بعده اسبوعا فما فوقه،
4-96
1
ويحدث برد ليل، وومدنهار، وغمة وكدورة وحرارة، فقد جاء الوباء، وتوقع حميات
2
الوباء، والجدرى ونحوه.
3
وكذلك اذا لم يكن الصيف شديد الحرارة، وكان شديد الكدورة مغبر
4
الاشجار، وكان قد سلف فى الخريف شهب ونيران ونيازك وغيرها فهو علامة وباء.
5
وكذلك اذا رأيت الهواء يتغير فى اليوم الواحد مرات كثيرة، ويصفو الهواء يوما، و
6
تطلع الشمس صافية، وتكدر يوما اخر، وتطلع فى جلباب من الغبرة فاحكم بان
7
وباء سيحدث.
8
واما العلامات التى على سبيل المقارنة للسبب فمثل ان ترى الضفادع قد كثرت
9
وترى الحشرات المتولدة من العفونة قد كثرت. ومما يدل على ذلك ان ترى الفار
10
والحيوانات التى تسكن قعر الارض تهرب الى ظاهر الارض سدرة مسمدرة، وترى
11
الحيوان الجيد الذكى الطبع مثل اللقلق ونحوه يهرب من عشه، ويسافر عنه، وربما
12
ترك بيضه.
13
معالجات الحميات الوبائية: جملة علاجهم التجفيف، وذلك بالفصد والاسهال:
14
ويجب ان يبادر فيه الى الاستفراغ. فان كانت المادة الغالبة دموية فصدوا، وان كانت
15
اخلاطا اخر استفرغوا. ويجب ان تبرد بيوتهم وتصلح اهويتها. واما تبريد بيوتهم
16
فان تحف بالفواكه، والرياحين الباردة، واطراف الشجر البارد، واللخالخ، والنضوجات
17
المتخذة من الفواكه الباردة الرائحة، ومن الكافور، وماء الورد والصندل. ويرش
18
بيته كل يوم مرارًا، وخصوصا بماء الورد والخلاف والنيلوفر. وان كان فى البيت
19
رشاشات ونضاحات للماء فهو اجود.
20
واما اصلاح الهواء فسنذكره. ويستعمل فيهم اقراص الكافور، والربوب الباردة،
21
وماء الرائب والرائب المنزوع الزبد، وماء ورد قد اذيف فيه مصل حامض طيب، والخل
22
بالماء ايضا. وماء البارد الكثير دفعة نافع جدا. واما القليل المتابع فربما هيج حرارة.
23
فان تمادى [الامر] الى ان تتمدد الشراسيف، ويبرد الاطراف، ويطول السهر و
24
الاختلاط، وترى الصدر وما عليه يرتفع وينزل فلا بد من استعمال الدثا الجاذب
25
للحرارة الى خارج.
26
فاذا سقطت الشهوة اجبروا على الاكل، فان اكثر من يتشجع ذلك، وياكل
27
قسرًا يقبل ويعيش، فلا بد من اجبارهم على الغذاء فيجب ان تكون اغذيتهم من الحوامض
28
والمجففات، ويكون قليل المقدار، فان اغذيتهم تكون ايضا ردئية فتصير كثرتها من
29
حيث الرداءة وتضر ايضا من حيث الامتلاء.
4-97
1
واما اصلاح الوباء فقد تكون <باشياء> بعضها بحسب الاصحاء، وبعضها بحسب
2
الاصحاء والمرضى. فاما الذى بحسب الاصحاء فيكون الغرض فيه ان يجفف الهواء
3
ويطيب، وتمنع عفونته باى شىء كان، فيصلح بالعود الخام، والعنبر، والكندر،
4
والمسك، والقسط الحلو والميعة، والسندس، والحلتيت، وعلك القرنفل، و
5
المصطكى، وعلك البطم، واللاذن، والعسل، والزعفران، والسك والسرر و
6
العرعر والاشنة، والغار، والسعد والاذخر، والابهل، والوج، والشابانك واللوز المر،
7
والاسارون. وقد يتخذ من هذه مركبات. ويرش البيت بالخل والحلتيت.
8
واما بحسب الاصحاء؛ وايضا المحمومين والمرضى فالتبخير الصندل والكافور
9
وقشور الرمان، والاس، والتفاح، والسفرجل، والابنوس، والساج، والطرفاء والريباس
10
ويجب ان يكرر التبخير.
11
فى التحرز من الوباء: يجب ان تخرج عن البدن الرطوبات الفضلية، فيمال
12
تدبيره الى التجفيف من كل وجه، ومن قلة الغذاء الا الرياضة، فيجب ان لايستعمل،
13
ولا الحمام، ولا الاشربة، ولا يصابر على العطش، ويصلح الهواء بما ذكرناه. و
14
لتمل الغذاء الى الحموضات ويقلل منه، وليكن اللحم الذى يستعمل مطبوخا فى
15
الحموضات. ويتناول من الهلام والقريص والمصوص المتخذ بالخل وغيره،
16
ومن السماق، وماء الحصرم، وماء الليمو، اوماء الرمان، والمخللات النافعة، وخصوصا
17
الكبر المخلل. والحلتيت مما ينفعهم ويمنع عنهم العفونة. ومما يخلص منه استعمال
18
الترياق والمثروديطوس قبله مع سائر التدبير الصواب. والدواء المتخذ من الصبر،
19
والزعفران، والمر يتخذ منه كل يوم قريب من درهم، فانه نافع جدا.
20
فى الجدرى: قد يحدث فى الدم غليان على سبيل عفونة ما من جنس الغليانات
21
التى تعرض للعصارات عروضًا يصير بها الى تميز اجزائها بعضها من بعض. فمن ذلك
22
ما يكون سببه امرًا كالطبيعى يغلى الدم لينقص عنه ما يخالطه من بقايا غذائه الطثى
23
الذى كان فى [وقت] الحمل، او يولد فيه بعد ذلك من الاغذية العكرة الردئية مما
24
يثخن قوامه، ويثوره الى "تسخن يتحصل" له جوهر متقوم اقوى من الاول، واظهر
25
مثل ما تفعل الطبيعة بعصارة العنب حتى تقيمه شرابا متشابه الجوهر قد نقص عنه الرغوة
26
الهوائية، والثفل الارضى.
27
ومن ذلك ما يكون سببه امرًا واردًا من خارج مثورًا يخلط الاخلاط بالدم
28
خلطًا "يمر فى حال" غليان ونشيش مثل ما يعرض عند تغير الفصول، وخصوصا الربيعى
4-98
1
عن الواجب لها من الكيفيات والنظام؛ فان الجدرى والحصبة من جملة الامراض
2
الوافدة، ويكثر ان ''عقيب الجنائب'' اذا كثر هبوبها. والبدن المستعد للجدرى هو
3
الحار الرطب، والكدر الرطوبة خاصة، والقليل اخراج الدم بالفصد. ومن الاغذية
4
اغذية توقع فى الجدرى [سريعا]، وخصوصا اذا لم تكن معتادة، واستعملت عليها
5
ادوية واغذية مسخنة، مثل الالبان، وخصوصا لبان اللقاح والرماك اذا استكثر
6
منها من لم يعتدها، ثم شرب شرابا كثيرا، وادوية حارة، وكان الجدرى ضربا ما
7
من البحران.
8
واكثر ما يعرض الجدرى يعرض للصبيان ثم الشبان، ويقل عروضه للمشايخ؛
9
الا لاسباب قوية، وبلدان شديدة الحرارة والرطوبة. وعروضه فى الابدان الرطبة
10
اكثر من عروضه فى الابدان اليابسة. وعروضه فى الربع اكثر من عروضه فى الشتاء،
11
وبعد الربع فى أخر الخريف، وخصوصا اذا كان صيف حار يابس وكان ذلك
12
الخريف حارا يابسا [ايضا].
13
والجدرى ليس انما يعرض فى الجلد وحده وفيما يلى الظاهر؛ بل يعرض
14
فى جميع الاعضاء المشابهة الاجزاء الظاهرة والباطنة حتى الحجب والاعصاب. و
15
اذا ظهر الجدرى اورث حكة، ثم تظهر اشياء كرؤس الإبرجاورسية، ثم يخرج ويمتلىء
16
مدة، ثم يستقرح، ثم تصير خشكريشة مختلفة الالوان ثم تسقط.
17
وربما انتقل الجدرى الى فلغمونى وماشراء، والى دبيلة تجمع المدة. واكثر
18
ما يظهر يظهر وله لون الفلغمونى؛ ولكنه ربما خرج على الوان مختلفة رمادية، وبنفسجية،
19
وسود. فان الجدرى له اصناف والوان: منه ابيض، ومنه اصفر ومنه احمر ومنه
20
اخضر، ومنه بنفسجى، ومنه الى السواد. والأخضر والبنفسجى رديان، وكلما
21
ازداد ميلا الى السواد فهو اردأ، وكلما مال اليه فهو اميل الى الشر. والابيض اجوده،
22
وخصوصا اذا كان قليل العدد كثير الحجم سهل الخروج قليل الكرب ضعيف الحمى،
23
ترى الحمى تتقص مع ظهوره وخروجه. ويكون اول بروزه فى الثالث وما يقرب منه.
24
وبعد هذا البيض الكبار الكثيرة العدد المتقاربة من غير اتصال؛ فان اللواتى
25
يتصل بعضها ببعض حتى يحيط برقعة كبيرة من اللحم ذات اضلاع، او مستديرة، فهى
26
ردئية؛ وكذلك المضاعفة الكبار التى تكون فى جوف الواحدة منها جدرية اخرى.
27
واما البيض الصغار الصلبة المتقاربة العسرة الخروج فانها وان اوهمت فى
4-99
1
ابتداء الامر بسلامة فقد يخشى عليها ان يعسر نضجها، ويسؤ معها حال العليل، ويتادى
2
بها الى الهلاك، لان السبب فيه غلظ المادة.
3
ومن اصناف الردى المخوف الذى يهلك كثيرا ما يختلف حاله، فتارة تظهر،
4
وتارة تبطن، وخصوصا اذا ظهر بنفسجيا، وكذلك اللحوج الذى لا ينفك الاقبال
5
منه عن ضعف قوة، او اخضرار عضو، او اسوداده مهلك. وان كان الاخضرار
6
والاسوداد الذى يعقبه بعد الا قلال لاتسقط القوة، بل تتزايد معه لم يكن مهلكا،
7
لكنه ربما اوقع فى قروح وما يجرى مجراها. [ولأن] تكون الحمى قبل الجدرى
8
خير من ان يكون جدرى ثم تتبعه حمى.
9
واكثر ما يجب ان تتفقد من المجدور نفسه وصوته، فانهما اذا بقيا جيدين كان
10
الامر سليما. واذا رأيت المجدور يتتابع نفسه، وكذلك المحصوب فاحدس بسقوط
11
قوة، اوورم حجاب. ثم اذا رأيت العطش يشتد والكرب يلح والظاهر يبرد، والجدرى
12
والحصبة تخضر فقد أذن العليل بالهلاك. ويؤيد ذلك ان يكون الجدرى من جنس
13
ما ابطأ خروجه وظهوره.
14
واكثر من يموت بالجدرى يموت اختناقا وظهورا من الخناق. وقد يموتون
15
لسقوط القوة بالسحج والاسهال. واذا رايت البنفسجى من الجدرى والحصباء
16
تغور فاعلم انه سيغشى على العليل. واذا اسرع الى بول الدم، وعقبه بول اسود فهو
17
هالك؛ لاسيما اذا كان هناك سقوط قوة، واختلاف اخضر دموى وغسالى مع
18
سقوط قوة.
19
والحميقاء شىء بين الجدرى والحصباء [وهى اسلم منهما] وكثيرًا ما يجدر
20
الانسان مرتين اذا اجتمعت المادة للا ندفاع مرتين والموم الرصاصى هو الجدرى
21
الذى بثره فى الوجه والصدر والبطن اكثر منه فى الساق والقدم، وهو ردئى، ويدل
22
على مادة غليظة لا يندفع الى الاطراف.
23
علامات ظهور الجدرى: قد يتقدم ظهور الجدرى وجع ظهر، واحتكاك انف،
24
وفزع فى النوم، ونخس شديد فى اعضاء الجسد، وثقل عام، وحمرة فى لون الوجه
25
والعين، ودمع، واشتعال، وكثرة تمطى وتثاؤب مع ضيق نفس، وبحة صوت،
26
وغلظ ريق، وثقل راس، وصداع، وجفاف فم، وكرب ووجع فى الحلق والصدر،
27
وارتعاش رجل عند الاستلقاء؛ وميل اليه؛ ومع ذلك كله حمى مطبقة.
4-100
1
فى الحصبا: اعلم ان الحصباء كانها جدرى صفراوى، ولا فرق بينهما فى
2
اكثرا الاحوال. وانما الفرق بينهما ان الحصباء، صفراوية، وانها اصغر حجما وكانها
3
لاتجاوز الجلد، ولا يكون لها سمك يعتد به، وخصوصا فى اوائله. والجدرى يكون
4
له فى اول ظهوره نتؤ وسمك، واقل من الجدرى، واقل تعرضا للعين من الجدرى.
5
وعلامات ظهورها قريبة من علامات ظهور الجدرى؛ لكن التهوع فيها اكثر، والكرب
6
والاشتعال اشد، ووجع الظهر اقل؛ لان ميله فى الجدرى للامتلاء الدموى الممدد
7
للعرق الذى على الظهر الموضوع؛ فان تولد الجدرى هو لكثرة الدم الفاسد، والحصباء
8
لشدة ردأة الدم الفاسد القليل.
9
والحصباء فى الاكثر يخرج دفعة، والجدرى شئيا بعد شىء. وعلامات سلامتها
10
مثل علامات سلامة الجدرى؛ فان السريع البروز والظهور والنضج سليم، والصلب
11
والاخضر والبنفسجى ردئى. وما كان بطئ النضج متواتر الغشى والكرب فهو قاتل،
12
وما غاب ايضا دفعة فهو ردى مغشى.
13
العلاج: يجب فى الجدرى ان يبادر فيخرج الدم اخراجًا كافيا اذا احتمل الشرائط
14
وكذلك ان كانت الحصبة مع امتلاء من دم، ومدة ذلك الى الرابع. فاذا برز الجدرى
15
فلا ينبغى ان يشتغل بالفصد، اللهم الا ان يجد <العليل> شدة امتلاء وغلبة مادة فيفصد
16
مقدار ما يخفف. واوفق ما يستعمل فى هذه العلة الفصد، فان فصد عرق الانف يقع
17
منفعة الرعاف، وحمى النواحى العالية عن غائلة الجدرى، وكان اسهل على الصبيان.
18
واذا وجب الفصد فلم يفصد ايضا بالتمام خيف فساد طرف. وكذلك قد تخاف
19
مثله على من يدام تطفئة جدًا.
20
ويجب ان يغذى فيهما اولا بما فيه تقوية مع ردع وتطفية من غير عقل للطبيعة
21
وتغليظ الدم؛ مثل العنابية بالتمر الهندى، والطلعية والعدسية اسفيد باجة و[ما فيه]
22
تليين شديد. ولذلك يجب ان يكون مع هذه التمر الهندى وما يوافقه، والقرعية،
23
والبطيخ <الهندى> الرقى؛ بل يجب ان تكون الطبيعة لينة فى الاول. وافضل ما يليين
24
به التمر الهندى، فان لم يجب به زيد عليه الشيرخشت مع رفق واحتراز، وترنجبين،
25
اونقوع الاجاص.
26
وقد ينفع ان يسقى مع اول ظهور أثار الجدرى وزن ثلثة دراهم من رب الكدر
27
مع قرص من اقراص الكافور. وشراب الطلع شديد المنفعة فى مثل هذا الوقت.
4-101
1
فاذا تمادت العلة وجاوزت اليوم الثانى، واخذ الجدرى يظهر فربما كان التبريد
2
سببا لخطاء عظيم بما يحبس الفضل داخلا، ويحتمل به على الاعضاء الرئيسة بما لا
3
يمكنه من البروز والظهور، ويحدث قلقا وكربا؛ وربما احدث غشيا؛ بل يجب ان
4
تعين الفضل فى مثل هذه الحال بما يغليه، ويفتح السدد؛ مثل الرازيانج والكرفس
5
مع السكر عصارة، او طبيخ اصول وبزور. وربما اشم شيأ من الزعفران. رماء التين
6
جيد جدا؛ فان التين شديد الدفع الى الظاهر. وذلك احد اسباب الخلاص من مضرته.
7
ومما ينفع جدا فى هذا الوقت ان يوخذ من اللك المغسول وزن خمسة دراهم،
8
ومن العدس المقشور وزن سبعة دراهم، ومن الكثيراء وزن ثلثة دراهم، يطبخ بنصف
9
رطل من الماء الى ان يبقى ربع رطل ويسقى.
10
ومما هو شديد المعونة على اظهار الجدرى ان يوخذ من التين الاصفر سبعة
11
دراهم، ومن العدس المقشور ثلاثة دراهم، ومن اللك ثلاثة دراهم ومن الكثيراء وبزر
12
الرازيانج من كل واحد وزن درهمين يطبخ برطل ونصف ماء الى ان يبقى منه قريب
13
من الثلث، ويصفى ويسقى منه، فيدفع الحرارة عن نواحى القلب، ويمنع الخفقان.
14
ويجب ان لا يقربه فى هذا الوقت وهن البتة.
15
ويجب ان يدثر ويبعد عن الهواء البارد، وخصوصا فى الشتاء، ويعمل به ما
16
يعمل بالمستعرق؛ فان البرد يسد المسام ويرد المواد الى وراء. وكثرة شرب الماء
17
المبرد بالثلج ودخول الخيش ردى له جدا. وربما كان الفصد ردئيا لاسترداده وصرفه
18
ما يبرز فليتوق بعد يومين وثلثة.
19
واذا عرض من التدثير والتسخين كالغشى، او كان يعرض الغشى، فلا بد
20
من تبريد الهواء المنشوق خاصة والفزع الى رائحة الكافور والصندل وان لم يكن بد
21
من كشف البدن للخيش او الهواء البارد قليلا قليلا فعل. وكذلك اذا كانت المعونة
22
بالتسخين، او بترك التبريد، وبادرته الى الخروج لا يجد معه خفة، بل يجد الحرارة
23
مشتعلة واللسان الى السواد فاياك والتسخين.
24
ويجب ان يجتنب اصحاب الجدرى والحصباء تضميد البطن؛ فان فى ذلك
25
خطرا من تضبيق النفس على المكان، وان يعرض اسهال ردى وبول دم؛ وفى أخره
26
يجب ان تحفظ الطبيعة، ويطعم بدل العدس كما هو العدس المصلوق صلقتان بتجديد
27
الماء، وبدل العدس المحمض بالتمر الهندى، والعدس المحمض بماء الرمان، والسماق،
28
والحصرم، او نحوه.
29
واما الادوية المغلظة للدم المبردة له المانعة اياه عن الغليان الما موربها فى الاول
30
فمثل رب الريباس والحصرم، ومياه الفواكه الباردة، وشراب الكدر، خاصة وشراب
4-102
1
الطلع، والطلع نفسه، والجمار. ولشراب الكدر نسخ كثيرة ذكرناها فى الاقراباذين
2
ونحن نذكرها هنا نسخة قوية عجيبة، وهى التى تتخذ بماء الرائب المحمض المكرر،
3
وقوته شديدة جدا، ويصلح فى الاول.
4
نسخة: يوخذ رب الكدر جزءان فان لم يحضر اخذ الكدر [كما هو]،
5
ونشر واخذ نشارته، اودق واخذ مدقوقه، واذيف مع نصفه صندل فى الخل المقطر،
6
او فى ماء الحصرم الصرف اياما، ثم يطبخ فيها طبخا بالرفق وكلما كان الخل اوماء
7
الحصرم اكثر فهو اجود، ثم يوخذ ماء الدوغ المخيض المنزوع من جبنية الدوغ
8
اما بترويق بالغ، واما بطبخ كطبخ ماء الجبن حتى تنعزل عنه المائية، ثم يوخذ دقيق
9
الشعير ويتخذ منه ومن ماء الرائب فقاع، ويحمض ذلك الفقاع، ثم يرون، ثم يجدد
10
اتخاذ الفقاع [منه و] من دقيق الشعير ويحمض. وكلما كرر كان اجود، فيوخذ
11
منه خمسة اجزاء، ويوخذ ماء الكمثرى الصينى، وماء السفرجل الحامض الكثير الماء،
12
وماء الزعرور، وماء الليمو، اوماء الرمان الحامض، وماء الاجاص، وماء التفاخ الحامض
13
[الكثير الماء] وماء الطلع المعصور، وماء الكندس الطبرى، وماء التوث الشامى
14
الذى لم ينضج تمام النضج، وماء المشمش الفج الحامض، وعصارة الحصرم،
15
وعصارة الريباس، وعصارة عساليج الكرم، وعصارة الورد الفارسى، وعصارة النيلوفر،
16
وعصارة البنفسج من كل واحد ثلث جزء، ومن عصارة حماض الاترج ومن عصارة
17
حماض النارنج من كل واحد ثلثا جزء، ومن عصارة الكزبرة، و<عصارة> الخس،
18
وعصارة ورق الخشخاش الرطب، و<عصارة> الهندباء، و<عصارة> البقلة الحمقاء
19
من كل واحد ربع جزء، ومن عصارة ورق الخلاف وورق التفاح، وورق الكمثرى
20
وورق الزعرور، وورق الورد، وورق عصا الراعى من كل واحد ربع جزء، ومن عصارة
21
لحية التيس، ومن الورد اليابس، ومن النيلوفر اليابس، وعصارة الامبر باريس،
22
اليابس، ومن بزر الهندباء، وبزر الخس، والجلنار، والنيلوفر، والورد من كل واحد
23
نصف عشر جزء، ومن عصارة النعنع الرطب سدس جزء، ومن عصارة الامبر باريس
24
الرطب نصف جزء، تجمع الادوية والعصارات فتركب على النار، ويلقى فيه من العدس
25
اربعة اجزاء، ومن الشعير المقشور جزءان، ومن السماق ثلثة اجزاء، ومن حب الرمان
26
ثلثة اجزاء، ويطبخ الجميع على النار حتى يبقى النصف، ثم ''ينزل'' عن النار حتى
27
يبرد ويمرس بقوة ويصفى، ويوخذ من الكافور لكل وزن ثلثمائة درهم وزن مثقال،
28
فيسحق الكافور ويذر على اصل قرعة او قنينة، ويصب عليه الدواء بالرفق، ثم يضم
29
راسها بشىء شديد القوة، ثم يوضع على الجمر حتى يعلم انه يكاد يغلى، ثم يوخذ و
4-103
1
يخضخض ويودع بستوقة، ويشد راسها لئلا يضيع الكافور ويطين. والشربة منه
2
الى عشرة دراهم. ومن الناس من يجعل فيه السنبل، والزنجبيل، وبزر والرازيانج،
3
والانيسون والفلفل، والسعد اجزاء على قدر ما يرى.
4
فاذا خرج الجدرى بالتمام وجاوز السابع، وظهر فيه النضج فمن الصواب
5
ان يفقأ بالرفق بابر من ذهب، وتوخذ الرطوبة بقطنة. واما التمليح فلا بد منه. فاذا
6
اردت ان تملح فبعد التمليح مما فقاته من الكبار المولمة عن قريب؛ فان ذلك يوجع؛
7
بل ملح سواها، ودعها ينسد بها طريق الفقأ، ثم ملحها ولا تملح قبل تمام النصج، فان
8
ذلك ربما احدث وجعا شديدا اوورما.
9
والتمليح امر لا بد منه بعد ان ينضج، وذلك بماء ملح فيه قوة من زعفران.
10
وان كان ذلك الماء ماء ورد فهو اجود. فان كان ماء قد طبخ فيه الطرفاء والعدس
11
والورد، ثم ملح فهو غاية، وخصوصا ان جعل فيه ايضا كالكافور وصندل، فان التمليح
12
ينضج ويجفف ويسقط بسرعة. والتدخين بالطرفاء نافع جدا. وفى الشتاء يجب
13
ان يواصل الوقود من الطرفاء. واذا كان الجدرى شديد الرطوبة فلا بد من التدخين
14
بالاس وورقه.
15
ومن التدبير الجيد عند نضج الجدرى والاهتمام بتجفيفه ان ينوم المجدور على
16
دقيق الارز، والجاورس، والشعير، والباقلا؛ واوفقه ان تجعله حشو مضربة شف سخيفة
17
تنفذ فيها القوة. وورق السوس جيد فى ذلك. والدهن ردى فى هذا الوقت ايضا، لانه
18
يمنع الجفاف. واذا اخذ الجدرى يجف فيجب ان يطلى بالمعينة عليه بالادوية المذكورة
19
مع قوة من الزعفران.
20
واذا عرضت قروح من الجدرى دفع المرهم الابيض، وخصوصًا مخلوطا
21
بشى من الكافور، وحكاكة اصل القصب بماء الورد، وحكاكة عروق شجرة الخلاف،
22
او شجرة الزعرور. وربما نفع به الاسفيذاج والمرداسنج. واذا كانت فى الانف
23
خشكريشة نفع القيروطى المتخذ بدهن الورد الخالص مع قوة الاسفيذاج والاقليميا.
24
واستعمال الدهن بعد الجفاف وعند التقرح جيد. فاما عند الجفاف فيما يسقط بسرعة،
25
واما عند التقرح فلانه مادة المراهم. والمرهم الاحمر جيد لقروح الجدرى.
26
فصل فى مراعات الأعضاء وحياطتها عن آفة الجدرى والحصبة:
الاعضاء التى27
يجب ان توتى آفة الجدرى هى الحلق، والعين، والخياشيم، والرئة، والامعاء؛ فان
28
هذه الاعضاء هى التى تتقرح، فاما العين فربما ذهبت، وربم عرض فيها بياض.
29
واما الحلق فربما عرض فيه خناق، وربما عرض فيه من القروح ما يمنع البلع فى
4-104
1
المرى؛ وربما تادى الى اكلة هناك قتالة. واما الخياشيم فربما عرض فيها قروح تسد
2
مجرى النسيم. واما الرئة فربما عرض فيها من يثور الجدرى والحصباء ضيق نفس
3
شديد؛ وربما اوقعت فى السل اذا قرحت. فاما الامعاء فربما عرض فيها سحج يعسر
4
تلافيه.
5
واما حفظ العين فاجوده ان يكحل العين بالمرى وماء الكزبرة، وقد جعل
6
فيه سماق وكافور، وخصوصا فى اول يوم. والمرى ايضا وحده. وكذلك يكحل
7
يكحل مربى بماء الكزبرة، وماء السماق مجعول فيه كافور. وعصارة شحم الرمان جيدة
8
ايضًا فى الاول. واما اذا ظهر فتكحل بماء الورد والكافور اوفق. وقد ذكر ان الاكتحال
9
بالنفظ الابيض جيد جدا فى ذلك. ودهن الفستق مما تستعمله النساء فى بلادنا بعد
10
الجدرى وحدوث أفة فى العين فتقلع غمامة ان كانت ويصلح العين. والشياف الابيض
11
جيد عند ظهور البشر.
12
واما حفظ الفم والحلق فبمثل مص الرمان، ومضغ حبه فى الابتداء: ومص التوث
13
الشامى، والغرغرة بربه، وخصوصا انا اخذ يشتكى وجعا فيها، وحينئذ يجب ايضا
14
ان يلعق ربه شئيا بعد شىء.
15
واما الخياشيم فباطلية من الماميثا، والصندل، ورب الحصرم،. والخل
16
واستنشاق الخل وحده شديد المنفعة. واما حفظ الرئة فليس له كلعوق من العدس
17
لين مع بزر الخشخاش. واما حفظ الامعاء فاكثر ما يجب ان يحفظ بعد الابتداء،
18
وهو بالقوابض. واذا بدأ الاستطلاق فى أخر العلة عولج باقراص الطباشير فى رب الريباس،
19
واقراص بزر الحماض.
20
فى قلع آثار الجدرى: هذا سنتكلم فيه ايضا مرة اخرى عند كلا منا فى الزينة.
21
واما الان فنذكر ما هو اوفق واشد مناسبة. [و] مما يقلع أثار الجدرى اصول القصب
22
المجفف، واصول الباقلى، وحكاك خشب الخلاف، وحكاكة اصول القصب،
23
والعنزروت، وبزر البطيخ وقشوره المجففة، والارز المغسول، وماء الشعير، وبياض البيض،
24
والطين المتخلخل، والمرداسنج، والسكر الطبرزد، والنشاء واللوز الحلو، ولوز مر،
25
ومن الادهان دهن السوسن، ودهن الفستق، وشحم الحمار بدهن الورد وما يشبهه،
26
[و] الماء الذى يكون فى ظلف الجمل الذى يشوى؛ فانه غاية.
27
ومما هو اقوى زبد البحر، وحجارة الفلفل، والقسط، والاشق، والكندر، و
28
الصابون، والبورق، والعظام المحرقة، والعظام البالية، وبزر الفجل، ودقيق الفجل
4-105
1
المجفف، والراوند، والترمس. ومن المطعومات الجيدة المحسنة للونه، <بزر>
2
الرمان الحلو، والحمص والشراب الطيب، وصفرة البيض النيمبرشت، ومرقة
3
الدجاج والقباج، والدراريج، والتدارج السمينة. ويجب ان يديم صاحبه الاستحمام.
4
ومن المركبات ان توخذ العظام المحرقة، وبعر الغنم العتيق، والخزف
5
الجديد والنشا، وبزر البطيخ، والارز المغسول، والحمص من كل واحد عشرة، ومن
6
حب البان، والترمس، والقسط والزراوند الطويل خمسة خمسة، ومن اصول القصب
7
اليابس عشرون جزءا، يتخذ منها طلاء بماء البطيخ اوبماء القثاء البرى، اوبماء الشعير،
8
اوماء الباقلى، ويطلى به العضو، ويغسل غداء بطبيخ البنفسج.
9
آخرلقريطن: خزف جديد عظام بالية، اصول القصب الفارسى، ونشا، وترمس،
10
وبزر البطيخ، وارز مغسول، وحب البان، وقسط اجزاء سواء يتخذ منها غمرة. وايضًا
11
ترمس وحمص اسود.
12
فى حميات الاورام:
13
قد علمت حال الحميات التى تتبع الاورام الظاهرة انها فى الاكثر تكون
14
من جنس حميات اليوم. إذ كانت هذه الاورام فى الاكثر انما يتادى الى
15
القلب سخونتها دون عفونة ما فيها، واكثر هذا عن اسباب بادية. فاما اذا تادت
16
عفونتها الى القلب لعظمها او لقربها صارت الحمى من غير جنس حمى يوم. واكثر
17
امثالها انما يكون من اسباب سابقة بدنية وامتلاأت. وقد تكون من قروح تتجه اليها
18
مواد خبيثة وتحتبس فى اللحوم الرخوة.
19
واما الحميات التى تتبع الاورام الباطنة، فانها لا تكاد تكون من وصول السخونة
20
الى القلب دون العفونة. واشر ما تكون الحميات من الاورام الباطنة اذا كانت من
21
جنس الحمرة فى بعض الاحشا، فيشتد الوجع والعطش والالتهاب، وتدل عليه دلائل
22
مخالطة المرة الكثيرة للدم. وهذه الاورام الباطنة مثل اورام الدماغ وحجبه والصماغ
23
وفى الحلق احيانا، وفى الحجاب الذى يلى الصدر، والكبد والكلية، والمثانة،
24
والرحم، والامعاء وما يشبه ذلك.
25
وقد تختلف حمياتها فى الشدة والضعف بحسب القرب من القلب والبعد.
26
وما كان منها ايضا فى الاعضاء اللحمية فان حماه يكون اشد، وما كان فى العشائية
27
ونحوها كانت الحمى اضعف. وما كان فى جوار [الشرائين، فان حماه اشد. وما
28
كان فى جوار]. الاوردة وحدها فان حماه اضعف.
4-106
1
ولا تخلو هذه الحميات من ادوار بحسب المواد التى تنصب الى اورامها. و
2
وادوارها بحسب تولدها، وبحسب حركتها، وبحسب جذب الحرارة والالم اياها. فيكون
3
لكل خلط، دور يليق به.
4
واعلم انه كثيرا ما يبرأ الورم فى ذات الجنب وغيرها وتبقى الحمى فيدل
5
على ان النقاء [التام] لم يقع. وهذه الحميات اذا طالت ادت الى الدق، خصوصا
6
اذا كانت الاورام فى الكبد. واما الحجابية فانها اذا استحكمت لم تمهل الى الدق.
7
فى علاماتها وأحكامها: الحميات الورسية الباطنة توجد معها ثلثة اصناف
8
من العلامات والاعراض. علامات واعراض تدل على العضو العليل. وعلامات و
9
واعراض وتدل على المادة. وعلامات واعراض تدل على حال العليل.
10
فاما الصنف الاول من العلامات فمثل النبض المنشارى والوجع الناخس
11
<الدالين على ان> الورم فى نواحى الصدر. وكذلك السعال اليابس اولا، والرطب
12
ثانيا، وما يشبه ذلك من اعراض ذات الجنب الدالة على ورم فى نواحى الصدر وبالجملة
13
فان الوجع والثقل يكون فى العضو، ويكون اسخن من سائر الاعضاء سخونة اكثر من
14
العادة، ومثل التشنج فانه كثيرا ما يصحب الاورام الحارة فى الاعضاء العصبية.
15
واما الصنف الثانى فمثل دلالة اشتداد الحمى غبا على ان العلة صفراوية. واما
16
اعراض العليل فهى الاحوال التى تبشر بسلامته او تنذر بعطبه.
17
وقد تختلف الاورام الباطنة فى ايجاب الحمى وقوتها، ودوامها وافتارها
18
بحسب عظمها فى انفسها وعظم عروقها، وبحسب اعضاءئها؛ فان من الاعضاء
19
الباطنة ما هو قريب من القلب او شديد المشاركة له، ومنها ما هو بعيد عنه قليل المشاركة
20
مثل الكلية؛ فانها ليست توجب دائما لسبب اورامها حميات قوية ولازمة؛ بل كثيرا ما
21
تكون مفترة، وتكون من جنس الحميات المختلطة، وحميات الغب والربع والخمس
22
والسدس، ويكون معها نافض وقشعريرة، ويشكل امرها. ويدل عليها ثقل فى
23
مواضع الكلية، وناحية القطن ووجع، واختصاص الحرارة بالعضو اكثر من المعتاد.
24
واذا اجتمع فى العضوان كان قريبا من الرئيس، او قوى المشاركة [له]
25
او شديد الحس، وكان عصبيا فانه مع اشتداد الحميات التابعة لاورامه يعرض له
26
قلق عظيم وتشنج، وربما تبعه اعراض غريبة مثل ورم الرحم؛ فانه يصحبه مع الحمى
27
صداع، ووجع عنق والحرارة. وان اشتعلت فى هذه الاورام فليست بشديدة الحدة
28
جدا كما تكون فى المحرقة؛ الا ان يكون امر عظيم. والسبب فيه ان العفونة غير
29
فاشية ولا متحركة الى خارج.
4-107
1
والنبض فى حميات الورم الباطن نبض حميات العفونة صغير فى الابتداء، سريع
2
الانقباض عند المنتهى، ثم يعظم ويسرع ويتواتر بحسب العضو والمادة على ما علمت،
3
ثم يكون منشارية وموجية بحسب العضو فى عصبيته ولحميته. والبول فى اكثرها الى
4
البياض، وقلة الصبغ لسبب سيلان المادة الى الورم على ما علمت.
5
علاجها: علاج هذه الحميات [هو علاج الحميات] الحادة بعد علاج الاورام؛
6
فان الاصل فيها هو علاج الورم مع مراعاة علاج الحمى من التبريد والترطيب. و
7
هذه الحميات تخالف فى علاجها الحميات الساذجة الحارة بان لارخصة فى هذه الحميات
8
فى شرب الماء البارد، ولا فى دخول الحمام. وان كان الورم حمرة جاز وضع الاشياء
9
الباردة المبردة بالفعل من خارج عليه، مثل عصارة الخس، وحى العالم والبقلة الحميقاء
10
مع شئى من سويق الشعير الابيض لا يزال يبرد على الجمد ويبدل. وربما خلطته بزيت
11
انفاق او دهن ورد. وان اكل الخس المغسول مبردا جاز وانتفع به.
12
فى أحوال الحميات المركبة: الحميات قد تتركب بعضها مع بعض. وربما
13
تركب منها اصناف داخلة فى اجناس متباعدة، مثل تركيب حمى الدق مع حمى
14
العفونة. فقد تتركب منها اصناف متفقة فى الجنس القريب، مثل تركيب اصناف
15
من حمبات العفونة مثل <تركيب> الغب مع البلغمية؛ كالحمى المعروفة بشطر الغب،
16
ومثل تركيب حميات الاورام. وقد يتركب منها اصناف متفقة فى النوع، مثل تركيب
17
غبين، وتركيب ربعين، وثلاثة ارباع، فيصير الغبان فى ظاهر الحال على نوائب البلغمية،
18
وثلاثة ارباع فى نوائب البلغمية.
19
وقد يتركب ثلاث من حميات الغب. وان كانت على المبادلة كانت حمى
20
اليوم الثالث اشد؛ لانه منتهى دور اليوم [الاول] وابتداء <دور> اليوم الثالث؛
21
وكذلك الخامس. ويشبه هذا شطر الغب؛ كما ان التركيب من الغبين يشبه النائبة
22
البلغمية. ولمثل هذا لا يجب ان يشتغل كل الاشتغال بالنوائب؛ بل يجب ان يشتغل
23
بالاعراض. ومما يعرض اذا كانت هذه الحميات غبا خالصة ان تسرع نوائبها
24
الى القصر حتى يتلاشى الاضعف منها اولا. وقد يدل على التركيب معاودة
25
قشعريرة بعد هدو.
26
وقد يستقبح من الطبيب العالم بدلائل كل حمى واعراضها ان لا يفطن بالتركيب
27
وفى اول يوم او الثانى. وتركيب حمى الدق مع حمى العفونة مما يشكل جدًا؛ لأنهم
28
يرون فترات، وابتدآت للنافض والقشعريرة، ومعاودات للعرق ان كانت واوقات
29
جزئية، فيظنون ان هناك حميات عفونة فقط لازمة، او مركبة من لازمة ومفترة.
4-108
1
وقد يتوالى التركيب حتى تظهر حمى واحدة [متصلة] متشابهة تشبه سوناخس؛ ولا يكون
2
حينئذ بد من الرجوع الى الدلائل.
3
واذا كانت النوائب قصيرة لم يتلاحق اتصالها؛ الا لامر عظيم من كثرة عددها،
4
وخاصة فيما فتراته طويلة. واذا تركبت حميات مختلفة مثل شطر الغب اقلعت الآخذة
5
منهما اولا، وبقيت المزمنة صرفة كانتا مفترتين او لازمتين، او مفترة ولازمة.
6
وربما تركبت مع شطر الغب غب اخرى، وبلغمية وسوداوية. فان كانت
7
مع غب اقلعت الغب وخلص الشطر. وان كانت مع بلغمية وسوداوية اقلعت شطر
8
الغب، وخلصت البلغمية والسوداوية.
9
وقد يقع التركيب فيها على وجه اخرى، وهو ان تتركب مفترة ولازمة
10
مختلفتى الجنس، او متفقتيه او متفقتى النوع مثل غب دائمة مع غب لازمة. وكما
11
انه تتركب مفترتان كذلك قد تتركب لازمتان. وقد زعموا ان اللازمتين لا يتركبان مثل
12
غبين؛ لان المادة اذا كانت داخل العروق لم يكن ان يختلف ما يقع فيه العفن؛
13
بل العفن يكون فاشيا فى الجميع.
14
وليس هذا الراى مما يجب لامحالة عندى؛ وذلك لان العفن يبتدئى لا محالة
15
من موضع ثم يفشو، ثم تجرى احكام الاشتداد والتفتير على تاريخ العفن؛ "الا ان تكون"
16
له حركات بحسبه، فلا يبعد ان يتفق عفن له سلطان ما يبتدئى فى جزء من المواد ليس
17
سلطان يتبع غيره؛ بل يجتمع فيه ان يبتدئى، وأن يتبع معا فيكون له تاريخ تفترو اشتداد.
18
واصناف تركيب الحميات ثلاثة: مداخلة، ومبادلة، وشابكة. فالمداخلة
19
ان يدخل احدهما على الأخر. والمبادلة ان يدخل بعد اقلاعها. والمشابكة ان تاخذ
20
معها واذا رأيت حمى مطبقة وفيها نافض ولا عرق، او ربما يقع فى نوافض كثيرة
21
عرق واحد فاشهد بالتركيب؛ وكذلك ايضا اذا رايت فى المطبقة افراطا فى برد الاطراف
22
والتقبض. واما القليل منها فربما كان فى المطبقة.
23
فى شطر العب
24
ان شطر الغب هى حمى مركبة من حميين: احدا هما غب، والاخرى بلغمية.
25
فيكون فى يوم واحد نوبة الغب والبلغمية معًا اما على سبيل المشاركة والتوافى، واما على
26
سبيل المبادلة والجوار، واما على سبيل المداخلة والطرؤ. واصعب الاقسام تعرفا هو
27
الاول ثم الثانى.
4-109
1
وقد تكون الحميان لازمتين؛ لان العفونتين داخلتان. وقد تكونان دائرتين
2
تقلعان؛ لان العفونتين خارجتان. وقد تكون الصفراوية لازمة؛ لان عفونتها داخلة،
3
والبلغمية بالخلاف. وقد يكون بالعكس. وقوم يجعلون شطر الغب الخالصة الحمى
4
المركبة التى تكون من غب خارجة وبلغمية داخلة، وما سوى ذلك فيعدونه غير خالصة.
5
وليس ذلك مما ينبغى ان يشتغل به فضل اشتغال.
6
وربما كانت السابقة الى العفونة هى الصفراوية، وربما توافيا معا. وايضا
7
فتارة تكون المادة الفاعلة للحمى البلغمية اغلب، وتارة المادة الفاعلة للحمى الصفراوية
8
اغلب. وكيف كان فان المادة البلغمية تجعل نوائب الصفراوية اطول وابطأ بحرانا،
9
والمادة الصفراوية تجعل نوانب البلغمية بالضد. وربما امتدت شطر الغب مدة طويلة
10
الى تسعة اشهر فما فوقها. وقد يكون من شطر الغب مرض حاد. وقد يكون شطر
11
الغب من اقتل الحمايات؛ لانها تودى الى الدق، والى امراض زمنة عسرة.
12
علامات شطر الغب: اخص علاماتها واولها وإن كان لا بد من قرائن اخر
13
هو ان تكون مدة الحمى فى احد اليومين اطول من مدة الغب واسكن، ثم يكون اليوم
14
الأخر اخف نوبة واقل اعراضا. وقد يتكرر فيها القشعريرة فى اكثر الامر مرارًا لما
15
يعرض من تصارع المادتين، ولدخول احداهما على الأخرى. وربما وقع هذا التكرار
16
ثلث مرات.
17
وقد يسخن اعضاء ما، والقشعريرة ثابتة بعد، وهذه التى هى شطر الغب؛ فان
18
البدن لا ينقى معها نقاءً تاما. ويكون ابتدائها وتزيدها شديد الاضطراب، وخصوصا
19
اذا كان تشابك او كان تداخل فى مثل ذلك الوقت. وحينئذ يكون للقشعريرة عودات،
20
ويكون المنتهى طويلا. وكلما ظننت ان البدن قد تسخن، والحمى هوذا ننتهى وجدت
21
قشعريرة معاودة. وذلك لمجاهدة الاعراض المجاهدة للاخلاط. ومنتهى هذه
22
العلة فى الاوقات الجزئية والكلية قبل منتهى البلغمية، واسرع منه وابطأ من منتهى
23
المرارية، لان الحرارة لا تنبسط الابكد، وخصوصًا فى الاول، وتشتد حدتها عند
24
المنتهى. ولذلك يكون فى الانحطاط طويلا لما يعرض من وقفات توجبها منازعة
25
احدى المادتين للاخرى، وقلما تفتر بالعرق. وهذه الحمى فان اليوم الثالث من
26
ايامها يشبه اليوم الاول، والرابع الثانى.
27
وقد يقع الاستدلال على شطر الغب من وجوه مختلفة. وقد يقع من العادات،
28
وقد يقع من الاعراض. والوقوع من العادات هو ان يكون انسان يكثر فى بدنه الصفراء
29
وعفونتها، ثم ترفه وترك رياضات واستعمل اغذية واصنافًا من اصناف التدبير
4-110
1
تولد البلغم؛ او يكون الانسان يكثر فى بدنه البلغم وعفونته، ثم ارتاض كثيرا، وتعرض
2
لما يولد الصفراء من اصناف التدبير. او اوجب السن فيه ذلك بان شب بعد صبى و
3
غلبة رطوبة، او اكتهل بعد شباب وحدة مزاج.
4
واما من الاعراض فمن مثل النبض والبول، وبروز ما يبرز من القى والبراز،
5
وحال النضج وعلاماته، وحال العطش، وحال اللمس، وحال القشعريرة والنافض
6
واحوال الاوقات والنوائب.
7
فاما النبض فيكون فيها عظما وسرعة وتواترا مما يكون فى الغب، واقل فى
8
اضدادها مما يكون فى البلغمية. واما البول فيكون بطئ النضج، والقئ فيكون مختلطا
9
من مرار وبلغم، والبراز كذلك. واما حال السخونة والبرد، والعطش والقشعريرة،
10
والاوقات والنوائب فقد قلنا فيها ما وجب وانما يتوقع الوقوف على الغالب من الخلطين
11
بالغالب من الدلائل، فانه ان غلب البلغم كانت النوئب اطول، والاقشعرار اقل،
12
والتضاغط ــ وخصوصًا فى النبض ــ اقوى، والاطراف اسرع قبولا للبرد فى اوائل المرض
13
وابطأ بقاء على بردها، والعطش اقل، وقىء المرار اقل، والبول اشد بياضا وفجاجة،
14
والعرق اقل، والسن ''الصبى او الشيخ". ومزاج البدن قد يدل عليه، وكذلك العادة
15
وما يجرى معها مجراها.
16
وان غلبت الصفراء كانت النوائب اقصر، والاطراف اسرع الى التسخن
17
والعطش، وقىء المرار اكثر، والعرق اغزر. وربما مالت قشعريرته الى حال كالنافض
18
ويكون البول اشد صبغا، والسن اشب. ومزاج البدن قد يدل عليه؛ وكذلك العادة
19
وما يجرى مجراها.
20
واذا تساوى الخلطان توازنت الدلائل فكانت قشعريرة صرفة تامة غير نافضة،
21
ولا متعدية الى النفض. واذا كان التركيب بين الدائرة واللازمة، وهى التى يخصها
22
كثير من الناس باسم شطر الغب الخالصة، وكانت اللازمة هى البلغمية كان نافض
23
وضعف؛ لان المادة الخارجة صفراوية. ولا معارض لها من جهة البلغم خارجا معها
24
فيما يرجب من نقص ولكنه يكون اضعف. وربما تكرر فيها البرد والقشعريرة
25
حتى يغلظ فى الانتهاء كما تعلم، تكثر فيها حرارة الاحشاء البطن مع برد الاطراف؛
26
ويكون النبض اشد صغرا وتفاوتا. فان كانت اللازمة هى الصفراوية لم يكن نافض،
27
ولا كثير قشعريرة، ويكون النبض اعظم واسرع، والكرب اشد. وان تركبت
28
الدائمتان لم يكن نافض البتة. ويعرض للغب اللازمة ان تخف قبل خفة البلغمية وان
29
لم تكن راجعة قبل رجوعها.
4-111
1
علاج شطر الغب: الواجب فى شطر الغب ان تشتد العناية باستفراغ المادة
2
على انحاء الاستفراغ من الاسهال، والتقئية، والادرار، والتعريق اكثر من اشتدادها
3
بالتطفئة. والمسهلات يجب ان يتلوم بها النضج؛ الا أن يكون من جنس ما يلين
4
ويطلق، ولا يشوش مثل ماء اللبلاب مع الجلنجبين ان كان الغالب البلغم، ومثل
5
الترنجبين والشيرخشت، ونقوع التمر هندى، وشراب البنفسج ان كان الغالب الصفراء،
6
ومثل ما يركب من هذين ان كان الخلطان كالمتكافئين، وبعد ظهور النضج ان استفرغ
7
بالقوى جاز.
8
والقئ يجب ان يكون ايضا بحسب الغالب اما بماء الفجل مع السكنجبين الحار
9
اوالسكنجبين مع الماء الحار. والادرار يجب ان يكون بما فيه اعتدال. واذا اسرع
10
فى سقى المطبوخات قبل النضج خيف السرسام واما الادوية النافعة فى الطريق السالك
11
الى المنتهى لاصلاح المادة وانضاجها، وتلافى آفاتها فمن المفردات الافسنتين؛
12
ولكن بعد السابع، وظهور النضج بعد ان يكون الردى الجيد منه. واذا استعجل به.
13
حرك الخلط ولم يستفرغه فاحدث كربا وغما وغثيانا، ثم كر عليها بمراته [فجففها]
14
وبقبضه فبلدها. وجالينوس ومن قبله يعالجهم بماء الشعير وفيه قوة من الفلفل.
15
وقد قال بعض الاطباء الاولين ان جالينوس قد امعن فى السهو ووقف حيث وجب
16
ان يتعجب منه، ولم يدر ان الفلفل يلهب الحمى، وماء الشعير يبلد المادة. وقد اخطأ
17
هذا المعارض خطأ لا يختص بهذا المعنى، بل بالقانون المعطى فى معاضدة الطبيعة
18
اذا انتصبت لمقاومة امثال هذه المواد معاضدة تكون بالادوية المركبة من مبردات
19
ومسخنات لتمييز الطبيعة بين القوتين، فتشتغل المبردة بالحمى وناحية القلب، والمسخنة
20
بالمادة.
21
ومن الذى عالج شطر الغب بغير ذلك وان لم تكن الطبيعة قوية على التمييز
22
فلن ينجع العلاج كيف عمل. وقد اخطأ من وجوه أخر لا يحتاج ان يسلك فى ايرادها
23
مسلك المطولين. وقد قال هذا المتعنت انه كان يجب ان يستعمل الملطفات التى
24
لا تسخين قوى لها مثل الكرفس والشبث، ولم يعلم ان الفلفل قد يمكن ان يبرد
25
بتقليله الى ان ينكسر بتسخينه، ولا يقصر تلطيفه عن تلطيف الكرفس الكثير. ويكون
26
ماء الشعير عضد اله فى ايصال قوته، وهدم افراطها، وانقاع المواد له ليسهل نفوذ
27
قوته فيها. ثم من العجب العجيب انه جعل جالينوس ممن يجهل ان الفلفل يلهب الحمى
28
ويعده معد من غفل عن هذا حين افتى بهذا.
4-112
1
واما المركبات من الادوية التى يجب استعمالها فى هذه الوقت فمثل اقراص
2
الافسنتين واقراص الورد.
3
اقراص جيدة لشطر الغب: ورد واصول السوسن من كل واحد اربعة، ترنجبين
4
ثلاثة، سنبل وعصارة الافسنتين وطباشير من كل واحد وزن درهمين تتخذ منه اقراص.
5
اخرى للملتهبة: ورد ستة، بزر الحماض وصمغ من كل واحد اربعة، نشا وزن ثلثة، امبر
6
بارليس وطباشير وبزر الحمقاء من كل واحد درهمان، كثيراء وزعفران وسنبل
7
[وراوند] من كل وحد درهم كافور وزن دانقين يتخذ اقراصا.
8
اقراص أخر جيدة لصاحب هذه الحمى: وخصوصًا اذا كان يشكو مع ذلك
9
اسهالا وسعالا: سنبل الطيب وعود وزعفران وامبر بايس او عصارته من كل واحد
10
ثلاثه، راوند صينى اربعة، طباشير، ورد باقماعه، ولك وصمغ مقلو وكهرباء من كل
11
واحد خمسة، بزر الحماض المقلو ستة، طين رومى سبعة يتخذ منه اقراص.
12
نسخة أخرى جياة: ورد احمر وزن ستة دراهم، امبر باريس وصمغ عربى
13
وبزر الحماض من كل واحد اربعة دراهم، سنبل واغافت وطباشير واسارون وبزر
14
الحمقاء وحب القثا <مقشر> من كل واحد وزن درهمين، بزر الهندباء وبزر الكشوث
15
من كل واحد درهم ونصف، رب السوس وزن درهم لك وزراوند من كل واحد نصف
16
درهم يجمع ذلك ويقرص.
17
حب جيد لهذه العلة: ولجميع المزمنات والحميات الموذية للاحشاء، و
18
خصوصا اذا كانت المادة البلغمية اغلب: صبر ومصطكى، واهليلج اصفر، وراوند،
19
وعصارة الغافت، وعصارة الافسنتين، وورد اجزاء سواء، زعفران نصف جزء، يدق
20
ويعجن بماء الهندباء. والشربة وزن درهمين بالسكنجبين.
21
فسخة جيدة: تصلح فى قرب النضج وتسهل: صبر، ومصطكى، وعصارة
22
الغافت، وعصارة الافسنتين، وورد بالسوية، زعفران نصف جزء، يحبب بماء الهندباء.
23
والشربة منه وزن درهمين بالسكنجبين.
24
فصل [فى النكس]
النكس شر من الاصل، والرأى [فيه] ان لا يبادر فيه25
بالمعالجة حتى يتبين وجه الامر؛ فانه فى الاكثر خبيث.
4-113
1
|420va45|الفن الثانى
2
فى تقدمة المعرفة واحكام البحران [وهو مقالتان]
3
نحن نذكر فى هذا الفن احوال البحران وايامه، وعلاماته وعلامة النضج،
4
وما يختص بكل واحد من الدلائل من حكم، وفى العلامات الجيدة وغير الجيدة. و
5
هذه هى الامور التى عليها مدار الامر فى تقدمة المعرفة وتقدمة المعرفة هو ان يحكم
6
من دلالات موجودة على امر كائن تؤول اليه حال المريض من اقبال وهلاك بسبب
7
ما يعرف من القوة وثباتها، وسقوطها، ومعرفة وقته، والوجه الذى يكون مثلا
8
هل يكون [ام لا].
9
|420va45|المقالة الأولى فى البحران
10
ومذاهب الاستدلال عليه وعلى الخير والشر.
11
فى البحران وما هو وفى اقسامه واحكامه
12
البحران معناه الفصل فى الخطاب. وتاويله تغير يكون دفعة إما الى جانب
13
الصحة، وإما الى جانب المرض. وله دلائل يصل الطبيب منها الى ما يكون منه. و
14
بيان هذا ان المرض للبدن كالعد والخارجى للمدينة، والطبيعة كالسلطان الحافظ لها.
15
وقد يجرى بينهما مناجزات خفيفة لا يعتد بها. وقد يشتد بينهما القتال فيعرض حينئذ
16
من علامات اشتداد القتال احوال واسباب مثل النقع الهائج، ومثل الوغر والصراخ،
17
ومثل سيلان الدماء، ثم يكون الفصل فى زمان غير محسوس القدر، وكانه فى ان
18
واحد إما بان يغلب السلطان الحامى، وإما بان يغلب العدو الباغى.
19
والغلبة تكون اما تامة يكون فيها من احدى الطائفتين تمام الهزيمة، والتخلية بين
20
المدينه والسلطان <اوبين المدينة والخارجى>؛ واما ناقضة تكون منها هزيمة لا تمنع
21
الكرة والرجعة، حتى يقع القتال مرة اخرى او مرارًا، فيكون حينئذ الفصل فى اخرها.
4-114
1
وكما ان السلطان اذا غلب على الباغى فنفاه ودفعه فاما ان يطرده طرد اكليا
2
حتى يبرح عن فناء المدينة ورقعتها، وسائر النواحى المتصلة بها؛ واما ان يطرده طردا
3
غير كلى؛ بل ينحيه عن المدينة، ولا يقدران ينحيه عن نواحى أخر متصلة بالمدينة. كذلك
4
القوة التى تاتى بالبحران الجيد اما تطرد المادة الموذية عن قريعة البدن، وهو القلب
5
والاعضاء الرئيسة، وعن نواحيها وهى الاطراف؛ واما ان تطردها عن القريعة ولا تقدر
6
ان تنحيها عن الاطراف؛ بل تصير اليها ويسمى بحران الانتقال.
7
وكل مرض يزول فاما ان يزول على سبيل البحران، او على سبيل التحلل بان
8
تتحلل المادة يسيرا يسيرا حتى يفنى على التدريج. واكثر هذه فى الامراض المزمنة،
9
والمواد الباردة، ولا تتقدمه علامات هائلة، وحركات صعبة. وكذلك كل مرض
10
يعطب فاما ان يعطب على سبيل البحران، او على سبيل الاذبال، وهو ان تتحلل القوة
11
يسيرا يسيرا.
12
وافضل البحران هو البحران التام الموثوق به، البين الظاهر، السليم الاعراض
13
الذى انذربه يوم من ايام الانذار، فوقع فى يوم بحران محمود.
14
وكل بحران اما جيد، واما ردئى. وكل واحد اما تام واما ناقص. والتام الجيد
15
اما بان تدفع الطبيعة المادة دفعة كليا، واما بانتقال. وقد يكون من البحران الناقص
16
ما يليه اما فى الجيد فتحلل. واما فى الردى فذبول. والبحران الناقص ينذر يومه بيوم
17
البحران التام ان كان انذار على سبيل ما نبينه من حال ايام البحران وايام الانذار،
18
وذلك فى الجيد والردى معًا.
19
وليتوقع البحران التام الدفع فى الامراض <الكائنة من> المواد الرقيقة الحادة
20
والقوة القوية. وليتوقع بحران الانتقال حيث تكون القوة اضعف، والمادة اغلظ.
21
والاول ايضا يختلف حاله فانه اذا كانت المادة فيه شديدة الرقة بحرن بالعرق، وان
22
كان دون ذلك فكان حارا جدا بحرن بالرعاف؛ والافبالادرار، والا فبالاسهال والقئ.
23
واعلم ان المخاط ومدة الاذن، والرمص والدمعة من بحارين امراض الرس،
24
والنفث من بحارين امراض الصدر، وانفتاح دم البواسير بحران جيد لامراض كثيرة؛ لكنه
25
اما يعترى فى الاكثر لمن جرت به عادته. واحمد البحارين واقربها من الفصل
26
الرعاف؛ لانه يبلغ نفض المادة فى كرة واحدة، ثم الاسهال، ثم القى، ثم البول،
27
ثم العرق، ثم الخراجات.
28
والخراجات من قببل بحران الانتقال. وقد يتفق ان تكون الخراجات اقوى
29
من العرق فى البحرانية. وكثيرا ما تزول بها الامراض دفعة كانت سليمة او كانت
4-115
1
ردئية تميت الاعضاء؛ فان الخراجات التى تكون بها البحارين تكون من اصناف شتى
2
دما ميل، ودبيلات، وطواعين، ونملة، وجمرة، ونار فارسى، واكلة، وجدرى
3
وخوانيق، وقروح تكثر فى البدن.
4
وقد يكون البحران او شئى منه بتعقد العضل والعصب، او الجرب باصنافه،
5
والقوباء والسرطان، والبرص، وبالغدد، والقيل، والدوالى، وانتفاخ الاطراف
6
وغير ذلك.
7
ومن اصناف الانتقال مالا يؤدى الى الخراج؛ بل يفعل مثل اللقوة، والتشنج،
8
والاسترخاء، واوجاع الورك <والانثيين والمنكبين> والظهر، والركبة، واليرقان،
9
وداء الفيل، والدوالى.
10
واعلم ان البحران الكائن بالانتقال مالم يقع الانتقال الذى يبحرن به لم يقع
11
العافية. واما بغير الانتقال خراجا فى عضو وشئيا اخر فربما كان بعد العافية. واحمد
12
الانتقالات ما كان الى اسفل، واحمد الخروج ما كان الى خارج وبعد النضج التام
13
وبعيدا من الاعضاء الشريفة.
14
وكما ان للمستدل ان يستدل من الاحوال المشاهدة على ما يريد ان يكون من
15
غلبة السلطان الحامى، او غلبة العدو الباغى، كذلك للطبيب ان يستدل من الاحوال
16
المشاهدة على البحران الجيد والبحران الردى. وكما ان الباغى اذا غزا المدنية وامعن
17
فى المناجزة وضيق، وثارت الفتنة، وظهرت علامات الايقاع الشديد، والسلطان
18
الحامى [بعد] غير أخذ بعدده؛ ولا متمكن من استعمال الاته كانت العلامات المشاهدة
19
دالة على ردأة حال السلطان. وان كان الحال بالضد كان الحكم بالضد.
20
كذلك اذا حرك المرض علامات البحران التى سنذكرها من قبل وقوع النضج
21
دل على بحران ردى، وان كان هناك نضج ما دل على بحران ناقص. وان كان نضج
22
تام دل على بحران جيد تام. والبحران التام يكون عند المنتهى، وربما ورد عند
23
الاخذ فى الانحطاط. وهذا السبب ما يتعوق البحران التام فى البرد الشديد؛ لان العلة
24
يعسر انتهاؤها فيه، فكيف انحطاطها. وكثيرا ما يجب على الطبيب ان يتلا فى ضرر
25
البرد فيسخن الموضع، ويصب على بطن العليل دهنا حارا الى ان يرى العرق يبتدى،
26
ثم يمسك عن صب الدهن، ويمسح العرق، ويحفظ الموضع على الاعتدال.
27
واعلم ان حركات البحرن اذا وقعت فى الايام والاوقات التى جرت العادة
28
من الطبيعة ان تناهض المرض فيها مناهضة تكون عند استظهار من الطبيعة فى اختيار
29
الوقت، واعتياد الحال باذن الله كان مرجوا. فان وقعت المناهضة قبل الوقت
4-116
1
الذى فى مثله تناهض من تلقاء نفسها فتلك مناهضة احواج من المرض اياها و
2
اضطرار. وذلك مما يدل على شدة مزاحمة المرض واثقال المادة كما تنهض عند
3
ميل الخلط لفم المعاة فتحرك بالقئ، او لقعرها فتحرك بالاسهال. وكذلك الحال
4
فى احداثها السعال والعطاس.
5
وكذلك اذا كانت الدلائل تدل على ان البحران [يقع فى يوم ما كالرابع عشر
6
فيتقدم عليه وتوجد مبادى البحران تتحرك قبله فى يوم وان كان باحوريا مثل الحادى
7
عشر فان ذلك يدل على أن ذلك البحران] لا يكون تاما وان كان قد يكون جيدا؛
8
لانه ايضا يدل على ان الطبيعة عوجلت بالمناهضة. وان كان المرض ردئيا خبيثا فليس
9
يرجى ان يكون البحران جيدا، وان كان المرض سليما فليس يرجى ان يكون البحران
10
تاما وبالجملة فان تقدم حركات البحران قبل المنتهى المستحق فى ذلك المرض اما ان
11
يكون لقوة المرض او لشدة حركة وحدتها؛ واما بسبب من خارج يزعج الساكن [منه]
12
كخطأ فى ما كول او مشرب او رياضة، اولعارض نفسانى، فان العوارض النفسانية تدخل
13
فى تغير البحران، او فى تغير جهته؛ فان الفزع يجعل البحران اسهاليا اوقيئيا او بوليا
14
فالسرور يجعله عرقيا. وذلك بحسب حركة الروح الى داخل او الى خارج. واذا
15
كان تقدم المناهضة بحيث يخير القوة اخارة لا تثبت معها دون المنتهى فهو دليل الموت؛
16
وربما يقيت للقوة بقية الى المنتهى فكات سلامة.
17
واعلم ان البحران لايقع فى وقت الراحة <القوية> والاقلاع، ولا فى وقت
18
التفتير عن الشدة الا نادرا قليلا. واولهما اقل. وانما رآه اركاغنيس فى تجاربه دفعتين،
19
وجالينوس مرة. وان افضل البحران ما يكون فى وقت المنتهى الحق، وما يتقدمه
20
غير موثوق به، بل يكون اما ناقصا، واما ردئبا ازعا جيا؛ واما فى الابتداء فلا يكون بحران
21
البتة الا مهلكا. وبالجملة عروض علامات البحران فى اوائل المرض يدل على هلاك
22
وفى تزيده ان كان محمودا يدل على بحران ناقص. واما فى الانحطط فلا يكون بحران
23
اصلا. واما كيف يقع الموت فيه او حالة تشبه البحران الجيد فسنقول فيه من بعد.
24
واعلم ان البحران فى الامراض السليمة يتاخر؛ لان الطبيعة لا تكون محرجة
25
فيمكنها ان تصبر الى ان تجد تمام النضج، وفى القتالة يتقدم <النضج> ولن يتفصى
26
العليل من عهدة مرضه دفعة ليست على سبيل التحلل؛ الا وقد كان استفراغا محمودًا او
27
خراجا محمودا. واما التحلل المخلص والذبول المهلك فلا يتقدمهما اعراض هائلة،
28
ولا استفراغات محسوسة.
4-117
1
واعلم ان الامراص مختلفة: فمنها ما يتحرك فى الابتداء ثم يهدأ ويسكن،
2
ومنها ما هو بالعكس. وكثيرا ما تدل الدلائل على ان البحرن يكون يدفع الطبيعة
3
مادة المرض الى جانب فى اندفاع المادة اليه ضرر، فيحتاج ان يقوى ذلك الجانب،
4
وذلك العضو، وتميل المادة الى الخلاف.
5
واعلم انه ربما جاء بحران، ويحسب من السادس واذا هو [من] السابع، وقد
6
صح اول المرض، فان البحران الجيد قلما يكون فى السادس.
7
واعلم ان اصناف تغير المرض ستة، فان المرض اما ان يتغير الى الصحة دفعة، واما
8
الى الموت دفعة، واما ان يتغير الى الصحة قليلا قليلا، واما الى الموت قليلا قليلا؛ واما
9
ان يجتمع فيه الامران، ويزول الى الصحة، واما ان يجتمع فيه الامران ويؤل الى الموت.
10
واعلم ان اسم البحران على ما ذكره من يعتمد على قوله مشتق فى لسان اليونانيين
11
من فصل الخطاب الذى يتبين لاحد المتجادلين او المتخاصمين عند القضاة على الأخر،
12
كانه انفصال وخراج من العهدة.
13
|421va39|قول كلى فى علامات البحران:
ان البحران قد يتقدمه ان كان وقوعه ليليا14
والكرب، والتململ والتنقل، واختلاط الذهن، والصداع، واوجاع الرقبة، و
15
ففى النهار، او كان وقوعه نهارا فى الليل، احوال وامور هى علامات له؛ مثل القلق
16
الدوار والسدر، والخيالات بين العينين، والطنين والدوى، والحكة فى الانف،
17
وتغير اللون فى الوجه والارنبة دفعة الى الحمرة او الصفرة، واختلاج الشفة، والغثيان
18
العطش، والخفقان، ووجع فم المعدة، وضيق نفس وعسرة يعرضان بغتة، وثقل
19
والشراسيف، وتمدد ووجع فيها، واختلاج ووجع فى الظهر، واختلاج فى العضل،
20
ومغص وقرقرة. وقد يعرض نافض ايضا يدل عليه. ويعرض وجع اعيائى.
21
وقد يتغير النبض عن حاله فيدل عليه. وقد يحتبس لسبب البحران اشياء كان من
22
شانها ان يستفرغ من دم طمث وبواسير والاختلاف فيدل على ان الحركة حدثت
23
بالخلاف فى الجهة. والعلامات الليلية اشد من النهارية.
24
والسبب فى ذلك ان المادة الفاعلة للمرض تثير اعراضا ودلائل بسبب حركتها
25
تختلف إما لسبب اختلاف المادة، واما لسبب جهة الحركة. والاختلاف بسبب اختلاف
26
المادة فمثل ان الحركة من المادة اذا كانت الى فوق، ثم دلت الدلائل من نوع المرض،
27
ومن السن والمزاج وغيره ان المادة دموية، توقع الطبيب الرعاف. وان دلت على
28
انها صفراوية توقع القئى فى الاكثر، اللهم الا ان تدل دلائل أخر مختصة بالرعاف
29
فكثيرا ما يكون بحرانه بالرعاف ايضا. وتتقدمه خيالات صفر ونارية. والرعاف
30
المهول ربما استاصل مواد امراض خبيثة، وعافا فى الحال.
4-118
1
واما بسبب جهة الحركة فلانها اما ان تتحرك نحو الحمل على الاعضاء الرئيسة
2
والتى تليها من الاحشاء فتحدث افات فى افعالها ومضار تلحقها مثل ما يعرض فى
3
ناحية الدماغ اختلاط الذهن والصداع، وما ذكرناه معهما، وفى ناحية القلب الخفقان
4
وسؤ التنفس وما ذكرنا معهما. واما ان تتحرك نحو الاندفاع، ويكون ذلك على
5
وجهين: فانه اما ان ياخذ فى الاندفاع من كل جهة وبعد، فيكون فى جميع الظاهر وهو
6
العرق، واما ان ياخذ نحو جهة واذا اخذ نحوه فربما كانت الجهة بحيث اذا سلكت
7
لم يكن بد من المرور بالاعضاء الرئيسة مثل الجهة العالية، فان المادة المتوجهة اليها تجتاز
8
على نواحى الدماغ فيحدث اعراضا مثل اعراضها لو لم تكن مندفعة؛ بل حاصلة.
9
وربما كانت الجهة نحو اعضاء هى دون الرئيسة كفم المعدة عند قصد المادة المندفعة
10
بالبحران أن تندفع بالقىء اوهى من الرئيسة الا انها حالة للمؤن غير متادية بسرعة
11
الى الفساد كما تتادى الى نواحى الكبد فيدفع من طريق المثانة او المرارة.
12
ومن كل جهة موضع دفع بحرانى كما فم المعدة للقى، وناحية الراس للرعاف
13
ونحوه، وناحية الكبد للبول، وناحية الامعاء للاسهال. فاذا كانت الصورة هذه فلا
14
يبعد أن يكون لحركتها فى كل جهة علامة تدل على ان المتوقع من اندفاعها كان من
15
ذلك القبيل ان كان البحران المتوقع جيدا. او علامة تدل على ان نكايتها الاولية فى
16
جملتها الردئية على ذلك العضو ان كان البحران ردئيا.
17
فربما كانت علامة واحدة صالحة لان تدل على جهات كثيرة مثل ان الخفقان قد يدل
18
على ان المادة مندفعة الى فم المعدة. وقد يدل على ان المادة حالة على القلب. وربما
19
كانت العلامة الواحدة دالة على امر كلى مشترك للحركة الى جهة، ويتوقع علامات أخر
20
يستدل بها على ان الوجه الذى يندفع به من تلك الجهة، مثل الصداع، وضيق النفس،
21
وتمدد الشراسيف الى فوق، فان هذا يدل على ان المادة تتحرك الى فوق ثم لايفصل
22
انها تندفع من طريق القىء؛ او من طريق الرعاف؛ الا بعلامات أخر.
23
وقد يدل على ان البحران الواقع من جهة ما احتباس ما كان يسبل وينفصل
24
من خلاف تلك الجهة، مثل ان امساك الطبيعة مع علامات البحران الجبد يدل على
25
ان الحركة البحرانية فوقانية ليست سفلانية؛ بل هى اما بادرار، واما بعرق، اوقئ، او
26
رعاف. وقد يدل نوع المرض على جهة بحرانه؛ مثل ورم الكبد اذا كان فى الجانب
27
المحدب، فبحرانه إما برعاف من المنخر الايمن، واما بعرق محمود، واما ببول. وان
28
كان فى الجانب المقعر كان باختلاف، او بعرق، او بقئ؛ ومثل الحمى المحرقة؛
29
فان اكثر بحرانها برعاف او بعرق، ويتقدمه نافض، وقد يكون بقىء واختلاف و
4-119
1
خصوصا فى مثل الغب وكذلك حمى اورام الراس يكون بحرانها برعاف، او بعرق
2
غزير.
3
والحمايات البلغمية الباردة لا يكون بحرانها برعاف البتة، ولاذات الرئة، ولا
4
لشرغس. واما ذات الجنب فهو بين بين. وكثير اما تكون للمرض عدة اصناف من
5
البحارين [يتم] باجتماعها البحران مثل المحرقة اذا ارعفت اولا، ثم تممت بعرق
6
غزير. والحامل كثيرا ما تبحرن بالاسقاط.
7
واعلم انه ليس كلما قامت علامات البحران او جبت بحرانا جيدا او ردئيا، بل
8
ربما لم يتبعها بحران اصلا فى الوقت وان لم يكن بد من بحران يتبعها لا محالة جيدا،
9
فى وقت غير الوقت الذى تتصل به العلامات، فانه ليس كلما رأيت عرقا، اوقئيا،
10
او اختلافا، وصداعا، واختلاط ذهن، او سؤ نفس، او سباتا، او غير ذلك من جميع
11
ما نعده كان معه بحران. وان كان فى الاكثر قد يدل فبعضها يكون علامة فقط كالصداع
12
وبعضها يكون علامة وجهه بحران كالغثبان.
13
واذا ظهرت علامات البحران ولم يكن بحران فاما ان يكون على ما قال البقراط
14
دلالة على الموت، او على تعسر البحران. وربما كان امر من الا مور التى هى من
15
علامات البحران عارضا لسبب <آخر> غير سبب اشراف البحران وان كان فى وقت من
16
اوقات علامات البحران، مثل ما يعرض فى الغب المتطاول قبل النوبة صعوبة و
17
اضطراب فى اكثر الاوقات المتقدمة على النوبة من غير دلالة على البحران، أما فى
18
الغب الخالصة ففى الاكثر تكون علامة بحران.
19
ومما يهديك السبيل الى ان تعلم فى المريض ان سلامته اوموته تكون ببحران
20
ام لا مراعاتك حركة المرض وقوته وطبيعته والوقت الحاضر، فان هذه قد تدل
21
على ان الحال توجب مصارعة قوية بين المادة والطبيعة، وتحتمل المكافحة.
22
واعلم ان دلائل جودة البحران [دلائل] تدل على استيلاء الطبيعة فلا تخلف،
23
ودلائل ردأته ونقصانه [دلائل] تدل على معاسرة ومعاوقة تجرى بين الطبيعة وبين
24
ما يصارعها، فلا يمكنكك ان يجزم القضية بان الطبيعة تقهر لا محالة، الا ان يكثر و
25
يعظم. فكم رأينا من علامات هائلة من سبات، وسقوط نبض، وتقطع عرق تادى
26
بعد ساعات الى بحران تام جيد؛ لان الطبيعة تكون فى مثلها قد اعرضت عن جميع.
27
افعالها، وشغلت بكليتها بالمرض فلما صرفت جميع القوة اليه صرعته ودفعته؛
4-120
1
وربما لم يف به. وذلك فى كثير من الاوقات، لانها لا تكون قد تعطلت عن جميع
2
الافعال، الا لامر عظيم، واوشك بالعظم ان يعجزها.
3
واعلم ان ثوران علامات البحران على الاتصال، وفى يومين متواليين كالثالث
4
والرابع مثلا يدل على سرعة البحران، ثم تكون الجودة والردأة بحسب القوانين التى
5
سنذكرها، وخصوصا اذا تقدمت نوبة الحمى تقدما كثيرا، ولاسيما اذا ظهر فى النبض
6
تغير دفعة. فان كان <أدى> الى العظم ولا ينخفض فافرح.
7
واعلم ان يبس البدن وقحولته فى ايام المرض تدل على بطؤ البحران. و
8
الامراض اليابسة جدا اما قتالة، واما بطئية البحران. وقد تدل على اوقات البحران
9
واحواله كلها. واحكام علاماته ما يوجد عليه حال المرضى فى الاكثر.
10
واعلم ان النبض المشرف <والقوى ايضا> كالدليل المشترك لاصناف البحرانات
11
الاستفراغية؛ ولكن العظيم يدل على ان الحركة الى خارج بعرق اورعاف؛ وغير
12
العظيم والسريع الى الباطن يدل على قئ واختلاف. وبالجملة كل اجماع على دفع
13
مادة وقد قويت الطبيعة لا يخلو من شهوف النبض وان لم يكن استعراض وميل الى
14
الجانبين، وقبل ان تقوى فلا بد من انخفاض وانضغاط. وربما اجتمعت علامتان
15
فكان امران مثل قئى وعرق، ورعاف. واذ قد فرغنا من ذلك فلنشرع فى التفصيل
16
يسيرا.
17
|422rb44|علامات حركة المادة [فى البحران] إلى فوق.
علامة ذلك صداع لتصعد البخار18
اوالمشاركة فم المعدة ايضيا "فى دلائل القىء". وايضا من علامات ذلك: دوار و
19
ثقل فى الصدغين، وطنين وصمم يحدث ذلك كله دفعة. وقد قارنه او تقدمه
20
بزمان يسير ضيق نفس، ووجع فى العنق، وتمدد المراق والشرا سيف الى فوق
21
من غير وجع، واشتعال الراس. واعلم انه يشتد المرض والاعراض ليلا. لان
22
الطبيعة تشتغل فيه بانضاج المادة وغير ذلك عن كل شىء.
23
|422va1|علامات تفصيل جميع ذلك:
فان قارن ذلك ظلمة وغشاوة فى العين لاتباريق24
معها، وسرارة فم، واختلاج الشفة السفلى، وبؤكد الامر فيه وقوع وجع فى فم المعدة
25
اوغثيان، وتحلب لعاب، وخفقان، وانضغاط من النبض وانخفاض؛ وخصوصًا
26
اذا اصاب العليل عقيب هذا نافض وبرد دون الشراسيف فاعلم انه واقع بالقئ وخصوصًا
4-121
1
اذ كانت المادة صفراوية والحمى صفراوية ليست من المحرقات، وخصوصا اذا
2
اصفر الوجه فى هذه الحال، وسقط اللون.
3
وكثيرا ما يجلب القى الواقع بعد ثقل الراس ووجع المعدة من الصبيان لضعف
4
عصبهم تشنجا، وفى النساء لعادة ارحامهن وجع ارحام، وفى المشايخ لضعف قواهم
5
امراضًا مختلفة لانتشار المادة المتحركة فيهم، واما ان قارن ذلك تمدد فى جهة الكبد
6
اوجهة الطحال من غير وجع فان الطحال يشارك الاعالى ايضًا بعروق فيه تقارن
7
جهة الانف وعروقه وان لم يتصل بها، ورأى العليل خيوطا حمرا، ولأ لأ وتباريق،
8
واحمر الوجه جدًا، او العين، او الانف، او جانب منه، وسال الدمع دفعة، وشهق
9
النبض وماج واسرع انبساطه، واحتك لانف؛ وكان اشتعال الراس شديدا جدا،
10
والصداع ضربانيا فتوقع رعافا، خصوصا اذا دل المرض، والسن، والعادة، والمزاج،
11
وسائر الدلائل على ان المادة دموية. على ان الصفراوية ايضا قد تبحرن بالرعاف. و
12
تنذر بذلك التباريق وخيالات خيطية ونارية صفر ترى امام العين، واكثر ذلك فى الحمى
13
الصفراوية المحرقة.
14
وقد تدل جهة لوح الشعاع وحكة الانف على ان الرعاف يقع من المنخر
15
الايمن، او الايسر، او المنخرين جميعا. وقد تعين هذه الدلائل ايضا برد يصيبه
16
يوم البحران ويبوسة البطن والجلد. وقد يدل السن؛ فان الرعاف اكثر ما يعرض
17
لمن سنه دون الثلاثين. وقد تعين هذه الدلائل ايضا اشتداد الصداع جدًا فوق ما يوجبه
18
وقوع القىء مع آلام أخر، واشتعال وحمى، وكون الامارات الاخر جيدة ليست
19
علامات موت. وفى مثل ذلك فتوقع الرعاف لابد منه.
20
|422va51|حكم فى هذه العلامات المشتركة المذكورة والخاصية:
من العلامات المشتركة21
المذكورة ما هو اولى بالرعاف، مثل الدموع، والطنين والصمم، وتمدد الشراسيف
22
فى احد جانبى الكبد والطحال من غير وجع، واشتعال الراس ومنها ما هو اخص
23
بالقئ مثل ضيق النفس، وتمدد الشراسيف مطلقا من قدام، واكثره مع وجع فى المعدة.
24
واعلم ان ضيق النفس الداخل فى علامات الرعاف انما يعرض عند اشتداد
25
الطبيعة للدفع الرعا فى بسبب ان الاجوف يمتلئ ويندفع بمادته الى فوق فيزاحم اعضاء
26
النفس. ومن العلامات الخاصية بالقىء والرعاف ما الموجود منه فى احدهما مقابل
27
للموجود فى الأخر، كما يخيل شعاعات براقة من علامات الرعاف، ويقابلها تخيل
28
الظلمة. والغشاوة من علامات القىء وحمرة الوجه من دلائل الرعاف، ويقابلها
29
سقوط اللون. واصفراره من علامات القىء. وربما لم يكن كذلك مثل اختلاج الشفة؛
4-122
1
فانه من علامات القىء، ولا مقابل له من علامات الرعاف، ومثل حكة الانف،
2
فانها من علامات الرعاف، ولا مقابل لها من علامات القىء.
3
|422vb22|فى علامات ميل المادة الى العروق.
اذا صار النبض شديد الموجية، وكان4
امساك اليد عن الجلد يحصل تحته نداوة، ويصبغ حمرة، ويجد سخونة الجلد مع
5
ذلك اكثر مما كانت، وانتفاخه واحمراره اكثر مما كان، وكان البول منصبغا الى
6
غلظ، وخصوصا اذا انصبغ فى الرابع، وغلظ فى السابع فاحدس عرقا يكون.
7
وكذلك ان عرض فى مرض مزمن نافض قوى، واشتدت بعده الحمى، والقوة قوية،
8
والعلامات جيدة فتوقع عرقا، ولا سيما ان قل البراز والبول واستمر عليه.
9
وبالجملة فان الحميات المحرقة اذا لم تبحرن بالرعاف بحرنت بالعرق،
10
وتقدمه النافض. وان برى المريض حمامًا وابزنا، واستعددا له فى منامه فهو دليل
11
عرق. وانصباغ البول يدل الدلالة الاولى على ان المادة تبحرن من طريق العروق.
12
وتلك الطريق اما العرق، واما البول، ثم ينفصل بما قلنا. ولا يجب ان يتوقع بحران
13
عرق مع استطلاق من الطبيعة غالب. ولا بد فى الاستفراغ المتوقع بالعرق أن
14
يكون هناك تزيد من الحرارة، وانتشار، واستظهار قوة قوية.
15
|422vb50|فى علامات ميل المادة الى أعضاء البول:
يدل على ذلك ثقل فى المثانة، و16
احتباس فى البراز، وفقدان علامات الاسهال التى سنذكرها، وعلامات القىء و
17
الرعاف والعرق التى ذكرناها. واعلم ان حرقة الاحليل مع ثقل المثانة وسائر الدلائل
18
دليل قوى على البحران بالادرار. وقد يدل عليه ثوران البول وغلظه فى سائر الايام،
19
ووجرد الرسوب فيه. وربما عرض الادرار على دلائل البراز وعلى ما ذكرت فى باب
20
البراز. واعلم انه اذا كثر اجتماع البول فى المثانة مع قلة انطلاق البطن، وقلة العرق
21
فى ذلك الوقت، او فى طبع العليل وهئية اعضائه، وجسو ظاهره فتوقع اليحران
22
بالبول دون الاختلاف والعرق، وخصوصا فى الشتاء.
23
|423ra10|فى علامات ميل المادة إلى طريق البراز:
يدل عليه اولا حبس الفضل24
اذا علم انه ليس بدموى، وعلم انه مع ذلك كثير، ثم يوكده من علاماته
25
حصر البول، ومغص يجده فى جميع البطن، وثقل فى اسفل البطن، وفقد
26
لعلامات القىء؛ بل حدوث قراقر، وانتفاخ حالب، وكثرة انصباغ البراز من قبل،
27
ومجيئه اكثر من العادة، وعلو مادون الشراسيف ونتوه، وانتقال قرقرة الى وجع
28
ظهر. وربما كان ذلك ايضا للرياح وربما در البول فعارض دلائل البراز، خصوصًا
29
فى مريض عسر البطن صلبه عادة؛ لاسيما فى الهواء البارد. ويكون النبض صغيرا
30
مع قوة وليس بصلب، وصغره للانخفاض.
4-123
1
وقد يدل على البحران الاسهالى العادة فى قلة الرعاف والعرق، وكثرة
2
الاختلاف، وخصوصا لمعتاد شرب الماء البارد. وقيل انه متى كان البول بعد البحران
3
فى حمى غبية ابيض رقيقًا فتوقع اختلافا يكاد ويسحج؛ لان المرار اذا لم يخرج بالبول
4
وغيره خرج بالاختلاف. وقلما يقع بحران باستطلاق مع بول او درور عرق.
5
|423ra40|فى علامات ان البحران قد يكون من طريق الرحم:
اذا لم تجد سائرالعلامات،6
ولم يكن استفراغ اسهالى، ووجدت ثقلا فى الرحم وفى القطن، ووجعا هناك
7
وتمددا فاحكم انه طمثى.
8
|423ra45|فى علامات ان البحران يكون من انفتاح عرق المقعده:
يدل عليه فقدان9
سائر الدلائل وعادة هذا النمط من السيلان، وثقل فى نواحى المقعدة، ونبض عظيم
10
الى قوة.
11
|423ra52|علامات كون البحران بالانتقال:
علامات البحران الذى يكون بالانتقال قوة12
الحمى مع ثبات وجع، واحتباس الاستفراغات مع البول والبراز، والنفث والعرق
13
الغزير، وتاخير النضج او عدمه مع صحة من القوة، وجودة من النبض، ولاسيما
14
فى الامراض البطيئة السليمة العديمة للنضج. وجهة الانتقال يدل عليها الوجع، و
15
انتفاخ العروق فى المواضع الخالية التى تليه، وشدة التهاب. وايضا الجهة التى فيها
16
عضو ضعيف، او وجع <اوالم> المفاصل اوعضو متعب. واما الشراسيف اذا تمددت
17
واوجعت فليس يمكن ان يستدل منها على الموضع نفسه، ولا على جهته؛ فان ذلك
18
كالمشترك لجميع الميول.
19
واعلم ان <جميع> الانتقالات والخراجات تكون فى البرد وفصله، وفى
20
سن الاكتهال اكثر. اما فى الاول فان البرد حابس ممسك، واما فى الثانى فلان القوة
21
تعجز عن الدفع التام. وقال بعضهم ان من جاوز الخمسين؛ بل من جاوز الثلاثين قل
22
بحرانه بالخراج والانتقال. و[عندى] ليس ذلك بمعتمد؛ بل الانتقال له سببان: احدهما
23
فى المادة، [هو] ان لا تكون قابلة للدفع الكلى بسبب غلظها فى الاكثر وكثرتها
24
فى الاقل. والثانى فى القوة، وهو ان لا تكون القوة قوية جدا شديدة النشطة ولا
25
ضعيفة ايضا عاجزة لا تدفع البتة عن الاعضاء الرئيسة. والاثنان من هذه الاسباب متناسبان
26
لاوائل الشيخوخة جدًا. وكثير اما تقوم علامات الانتقال فيطرأ عليها استفراغ عظيم،
27
وخصوصا ببول غزيرابيض فلا يقع الانتقال.
28
|423rb26|علامات ان ذلك الانتقال الى الاسافل:
حدوث وجع الى اسفل مع التهاب29
وانتفاخ فى الحالبين والوركين.
4-124
1
|423rb31|علامات ان انتقال ذلك الى الاعلى:
يدل عليه ثقل الرأس والحواس،2
خصوصا السمع، حتى ربما ادى الى الصمم بعد ضيق من النفس وتغيير من نظامه
3
كان فسكن، كل ذلك بغتة، وحدث فى الراس ما حدث، وكذلك ان حدث سبات.
4
واكثر هذا يكون بخراج فى اصل الاذن؛ وكذلك ان دام درور الاوداج، وضربان
5
الاصداغ، وحمرة فى الوجه لابثة.
6
|423rb43|علامات الانتقال الى مرض آخر:
اذا رأيت المرض الحاد يقوى عند7
الانحطاط فاعلم ان وجهه الى المرض المزمن.
8
|423rb48|علامات البحران الخراجى:
اذا كانت القوة صحيحة، والعلامات جيدة،9
ودامت رقة البول زمانا طويلا فذلك مما ينذر بالخراج. وحيث يكون المرض من مادة
10
فيها حرارة، وكذلك اذا اقبل العليل من غير بحران ظاهر بل على سبيل انتقال، ثم رأيت
11
شريانى الاصداغ شديدى الانبساط، كثيرى الضربان لا يهدأن وترى اللون حائلا،
12
والنفس متزائدا. وربما رأيت سعالا يابسا. ومن به ذلك فهو متعرض بخراج فى
13
مفاصله. والعضو الذى يختص فى المرض بعرق اكثر فهو الذى يتوقع فيه الخراج.
14
[اكثر].
15
وفصل الشتاء وسن الاكتهال على ما ذكرنا من دلائل وقوع البحران بالخراج؛
16
بل من اسبابه، وتكون الخراجات الكائنة حينئذ بطيئة للقبول للنضج، الا ان
17
المعاودات منها فى الشتاء والشيخوخة اقل لما يوجب البرد من السكون. على ان بعضهم
18
قال بخلاف ذلك على ما حكيناه. فاذا كثر البول المائى عند صعود الحمى دل على
19
وجع يحدث بالاسافل من البدن.
20
ومن الدلائل القوية على بحران الخراج تاخير البحرانات الأخر، وتطاول
21
العلة الى ما بعد العشرين. ومثل هذه العلة المتطاولة اذا عرضت لها اوجاع دفعة
22
فى بعض المواضع فتوقع الخراج. وفى الحميات الاعيائية اذا لم يكن ادرار ثخين،
23
ولا رعاف ولا اسهال، وتوقع خراج تلك المفاصل، خصوصا فى يوم باحورى.
24
ومن الدلائل القوية على ذلك ان لا يكون البحران البطئ تاما مع بطئه ولا
25
معاودا بعلامات أخر. والحميات الاعيائية اذا لم تبحرن فى الرابع ببول ثخين فتوقع
26
رعافا. فان طال فتوقع خروج خراجات فى المفاصل التى تعبت، والى جانب اللحيين
27
كان الاعياء من رياضة، او من تلقاء نفسه، لكن الخراج الواقع فى اللحيين فى التمددى
28
اكثر؛ لان المفاصل تعبها ليس بشديد، ولا يكون فيها من المفاصل جذب، ويكون
4-125
1
من الحمى تصعيد، ومن اللحم الرخو قبول، واما الاعياء اذا كان حركيا كان ذلك
2
فى المفاصل اكثر.
3
وكثيرا ما يتوقع الخراج وتدل عليه علاماته فيبول صاحبه بولا كثيرا غليظا
4
ابيض فيندفع. واذا كانت الحمى مبتدئة بنافض مقلعة بعرق قل فيها الخراج. وذلك
5
مثل الغب، والربع، الا ان تكون المادة كثيرة جدا. وبالجملة فان النافض المعاود
6
يستفرغ بنفضه كل يوم مادة كثيرة. فقلما يفضل فيها للخراج شئى. هذا اذا كان نافض
7
وحده فكيف مع عرق. والادرار الغليظ ايضا يقل معه الخراج.
8
والخراجات التى فى المزمنة المطاولة تكون فى الاكثر فى الاعضاء السفلى،
9
وفى التى هى احد فى الاعضاء العليا، وفى المتوسط فى الجانبين، وفى ليثرغس
10
خراجات اصل الاذن. وهذه الخراجات كثير اما يقع بها بحران تام. وذات الرئة
11
كثير اما تبحرن بخراجات المفاصل.
12
|423va54|احكام فى امثال هذه الخراجات:
ما حدث من هذه الخراجات وغاب من13
غير انفتاح لم يخل امره من احد امرين: اما أن يعود اعظم مما كان، او يعود المرض
14
اوتندفع المادة الى المفاصل؛ والى اعضاء وجعة، او متعبة، او ضعيفة. وخير هذه
15
الخراجات ما اورث خفا، وكان بعد النضج، وكان شديد الميل الى خارج، وكان
16
بعيدا من الاعضاء الشريفة. وما كان من هذه الاورام لينًا متطامنا تحت اليد فانه اقل غائلة
17
من الصلب الحار؛ الانها ابطأ لانها ابرد، وانما تقل غائلتها لانه لايصحبها وجع
18
شديد. وامثال هذه ان بقيت معها الحمى ولم تتحلل تجمع بعد ستين، والتى دونها
19
ما بين ستين وعشرين.
20
واقل الخراجات غائلة ان يكون العضو المنصب اليه سافلا، وان يكون
21
مع كونه سافلا خسيسًا واسع المكان يسع جميع المادة؛ فانه ان لم يسعها عرض من
22
رجوعها ثانيا الى المواضع التى كانت تفسد فيها ما يعرض لها اذا ردعها الطبيب الجاهل
23
بالتبريد، فانكفأت الى حيث اتت منه، وقد ازدادت شرًا بما جرى عليها من العتو
24
والتردد وقتلت. وشر الخراجات البحرانية ما تكون الى داخل وفى داخل؛ لكن
25
اولى المواضع بالخراج ما كان ضعيفا اوبه مرض؛ وخصوصا فى الاسافل التى تختص
26
بكثرة سيلان العرق منه. وافضل الخراجات <البحرانية> وابعدها من ان يتبعها نكس
27
ما انفتح؛ كما ان التى تغيب منها ادلها على النكس.
4-126
1
|423vb32|علامات وقوع التشنج:
الصبيان اذا كثر بهم التفزع فى النوم، وانعقلت2
طبيعتهم، وكثر بكاؤهم، وحالت الوانهم الى صفرة وحمرة وكمودة فتوقع التشنج.
3
وذلك الى تسع سنين؛ وكلما صغر واكان ذلك اكثر. واما الشبان اذا احولت اعينهم
4
فى الحمى الحادة، وكثر طرفهم، واعوجت اعناقهم ووجوههم، وكثر تصريف
5
الاسنان منهم فاحكم بوقوع التشنج. وكثيرا ما تطول اوجاع الرقبة والثقل فى الراس
6
بحمى وغير حمى. فاذا كان ورم حار <وحدث تشنج او قى زنجارى>، خصوصا فى
7
نواحى "الراس والرقبة" فاقطع به.
8
|423vb49|علامات وقوع النافض:
اذا رأيت فى الحمى الحادة علامات السلامة، و9
علامات بحران جيد، وقل البول فاعلم انه سيحدث نافض يقع به البحران؛ الا ان
10
ياتيك اختلاف بطن مجاوز للاعتدال. واما المعتدل فلا يرد النافض المتوقع. وكثيرا
11
ما يتلوه عرق؛ فان النافض فى الامراض الحادة المحرقة مقدمة عرق.
12
|423vb58|العلامات الدالة على البحران الجيد:
اعلم ان اجود علامات البحران الفاضل13
هو ان يكون النضج قد تم، ثم يكون فى يوم من ايام البحران المحمود الذى سنذكره،
14
وقد انذربه يوم يناسبه من ايام الانذار، وكان باستفراغ، لابانتقال وخراج. وكان
15
استفراغه من الخلط الفاعل للمرض، وفى الجهة المناسبة. وقد احتمل بسهولة،
16
وقد يوثق بجودة البحران طبيعة المرض فى نوعه كالغب والمحرقة اذا وجد بحرانا
17
مناسبا، او فى احواله كالتى يجرى فيها امر القوة والنيض على ما ينبغى. وحال القوة
18
وحال النبض فى اوقات العلامات الصعبة اذا كان قويا متبينا وخصوصا اذا كان
19
يزداد قوة ويقل اختلافه ويستوى، فهو العمود المعول عليه وتمام ذلك مصادفة الراحة
20
والخفة.
21
واعلم ان العلامات الردئية اذا اجتمعت، وكان اليوم باحوريًا <تاما> فالرجاء
22
اقوى واصح من ان يكون بالخلاف فيجب ان يعتمد ذلك. وكثيرًا ما تعظم العلامان
23
الهائلة، وترى النبض يصح ويستوى ويقوى. واعلم ان المريض الجيد الاخلاط
24
اذا مرض، وظهر النضج فى بوله فى اول ما مرض فقد امنت، وكلما ظهرت به
25
علامات هائلة فان الفرح بها اوجب، لان البحران اقرب.
26
|424ra28|العلامات الدالة على البحران الردى:
اصولها واوائلها ان تكون مخالفة27
للعلامات الجيدة المذكورة. وذلك مثل ان تكون حركة البحران قبل المنتهى والنضج
28
ويسميه ابقراط سابق السبيل، وقد عرفت السبب فى ردائته، وأن يكون فى يوم
29
غير باحورى وأن يكون النبض ياخذ معه الى السقوط والصفر واعلم ان علامات
4-127
1
البحران اذا جاءت قبل المنتهى والنضج، وتبعها استفراغ ذريع فلا تغتربه. فذلك
2
للكرة، وهو دفع عن عجز من غير تدبير. كما ان الخف الذى يجده المريض من
3
غير استفراغ ظاهر بما يجب ان لا تغتر به. فذلك لسكون من المادة، لا لصلاح فيها؛
4
بل كثيرا ما تنضج وتعجز الطبيعة عن دفعها لضعفها.
5
|424ra45|احكام من احكام العلامات الدالة على البحران الردى:
اذا اجتمت علامات6
ردئية من عدم نضج، او تغيره عن الواجب، وغير ذلك من العلامات الردئية وحكم
7
منها على العليل بموته فوقف الحكم على السرعة والبطؤ بما يتعرف من حال
8
الاسباب المتقدمة للبحران مما قد ذكرناه. مثال هذا انه اذا كانت علامات ردئية، وكان
9
رسوب السود وغير ذلك وذلك فى الرابع، فالموت فى السابع او فى السادس ان
10
اوجب الاسباب المذكورة تقدمًا.
11
|424ra58|علامات النضج واحكامها:
النضج يعرف من البول وقد فسر فى موضعه.12
ويجب ان لا تغتر بشدة صبغ البول اذا لم يكن رسوب، فان ذلك ليس للنضج. وعدم
13
النضج فى القوام اضر منه فى اللون، فان بالقوام تتهيأ المادة لعسر الاندفاع وسهولته
14
واذا ظهرت علامات النضج مع اول المرض فالمرض سليم لاشك فيه. وان تاخرت
15
فليس يجب ان يكون دائما مع خطر؛ فربما كان طويلا لا خطر فيه، ولا بد من ان يكون
16
طويلا وكلما كان بحران جيد فقد كان نضج، وليس كلما كان نضج كان بحرانا؛ بل
17
ربما كان المرض ينقضى بتحلل. واعلم انه لا يكون للحمى مع ظهور النضج صولة،
18
كما انه لا يكون مع نضج الورم وجع شديد. واذا تاخر النضج، ورأيت الاعراض
19
جيدة، والقوة ثابتة فتوقعه.
20
|424rb20|احكام فى العلامات مطلقا:
ليس كل تغير دفعة فى اللون او فى اللمس رديئا،21
بل ربما دل على خير عظيم وبحران نافع، بل اعتبر مع ذلك حال البدن عقيب ذلك.
22
وما كان من العلامات الذبولية فى السحنة والوجه والاطراف واقع لسبب سهر وتعب
23
ورياضة واسهال فهو سليم، ويعود الى الصلاح فى يومين [او] ثلاثة. وما كان
24
بسبب الاحتراق اوسقوط القوة فهو ردئى.
25
|424rb31|ذكر العلامات الجيدة:
العلامات الجيدة هى الاحتمال للمرض، وثبات القوة26
والسخنة معه وان اشتدت اعراضه وقوة النبض واشتداده وانتظامه، وظهور علامات
27
النضج، وانجاح البحران، وجودة علاماته وخفة توجد عقيب الاستفراغ، واقبال
28
النبض معه الى الجودة والاقشعرار العارض عقيب الاستفراغ من العلامات الجيدة؛ فانه
29
يدل على اقلاع السخونة وتعقب البرد. مع اقلاع المادة. وافضل ذلك ان يكون
30
الاستفراغ من الخلط الموذى بسهولة على استقامة.
4-128
1
واعلم ان ثبات القرة مع العلامات الردئية يوجب الرجاء. وكذلك ثيات العقل،
2
وجودة التنفس، وسهولة الاحتمال لما يطرأ عليه من الاحوال الهائلة الغريبة، ووجود
3
الخف عقيب النوم جيد. ومن العلامات الجيدة التنفس الحسن السهل. وكذلك
4
الشهوة باعتدال، وحسن قبوله الغذاء وبجوعه ومنفعته ونعشه. وكذلك السحنة
5
الطبيعية والا ضطجاع الطبيعى، والنوم الطبيعى، واستواء الحرارة فى اعضاء البدن.
6
واعلم ان العلامات الجيدة مع صحة القوة تدل على عافية عاجلة، ومع ضعفها على
7
عافية بطيئة.
8
|424va1|احكام العلامات الردية.
اعلم ان العلامات الردئية التى فى غاية الرداءة تنذر9
بالموت. فان كانت القوة قوية طال المرض ثم قتل. وان كانت ضعيفة قتل من
10
غير طول. وكثيرا ما تظهر علامات مهلكة وفى ايام ردئية، ثم يعرض بحران جيد،
11
اوانتقال مادة الى عضو، وتكون سلامة، ويجب ان تثق بالعلامات الجيدة عند المنتهى،
12
وخف المهلكة اذا بادرت، ولا تحكم بها ايضا ما لم تر القوة تسقط، وسقوط القوة
13
وحده علامة ردئية.
14
ثم يجب ان تراعى فى الامراض الحادة التى مبدأها عضو معين كالصدر لذات
15
الجنب ما يكون من احوال ذلك العضو، فانها ادل من احوال عضو اخر فان نضج
16
النفث فى ذات الجنب ادل على السلامة من نضج الماء. ويجب على الطبيب المتفرس
17
اذا رائ فى الوجه والعين وغيرهما هئية ردئية غير طبيعية بحسب الاكثر ان يتعرف اولا هل
18
ذلك طبيعى بحسب ذلك الشخص، ولا يحكم جزافا حتى فى النبض. وايضا ان
19
يتعرف هل ذلك من المرض، او من سبب باد. فربما حدث مثلا على اللسان صبغ
20
ردى وخشونة مفرطة لأكل شىء ذلك فعله للمرض.
21
|424va28|العلامات الردئية:
العلامات الردئية تختلف بحسب فعل فعل وعضو عضو،22
وبالحرى ان يذكر كل ذلك بالتفصيل.
23
|424va32|العلامات الردئية المتعلقة السحنة واللون:
اذا كانت سحنة الحى مثل24
سحنة الميت لالسهر ولا لجوع، ولا لا ستفراغ فهو علامة ردئية. والوجه الذى يشبه
25
وجه الموت، ويخالف وجوه الاصحاء هو الذى غارت عيناه وتحدد انفه، وتلطأ
26
صدغه، وتبرد اذنه، وانقلبت شحمته، وتمددت جلدته، وكمد لونه، او اسود او اخضر
27
وعلته غبرة، وخصوصا اذا كان كغبرة القطن المندوف؛ فانه علامة موت عاجل.
28
واعلم انه اذا مرض الصحيج القليل المرض دل على خطر. وما كان من هذا
29
التغير لاسباب غير المرض فانه يعود سريعا الى الحال الطبيعية ولو فى يوما وليلة.
4-129
1
واما الاخر الذى سببه المرض، وهو الذى علامة ردئية فلا يعود الى الصلاح بالهوينا.
2
ان الاول الذى سببه الجوع والاستفراغ والسهر وما ذكر معها ليس بجيد ايضا،
3
لكنه اسلم من غيره. فان اتفق ذلك فى الامراض الحادة كان ردئيا، ودليلا على ان
4
المرض سيغلب. ومع ذلك فهو اسلم من الكائن فى الامراض الحادة لسبب المرض
5
لا لسبب ذلك المعاون.
6
وكذلك يجب ان تتعرف الفرق بين ما يظهر من علامات الانخراط، وتغير
7
اللون بسبب فساد المرض، او لسبب سهر واستفراغ، لا يكون به كبير باس. وكذلك
8
ما نذكره فى العين من ذلك ان كان سببه السهر، وحدث معه ثقل فى الاجفان، وميل
9
الى سبات وتواتر شديد من النبض، وتقدم سهر موذ. وما كان بسبب اسهال تجد
10
الاسهال قد تقدم وافرط. وما كان من جوع تجد ذلك حادثا بتدريج لادفعة.
11
ومما يوكد انه من المرض فقد ان تلك الاسباب، وشدة حدة الحمى، و
12
احساس اشياء كالشرارات تلقى يدك عند اللمس، واصفرار اللون دفعة علامة غير جيدة،
13
واسوداده بغتة علامة ردئية. وشر ذلك كله الاسوداد واكثره من موت الغريزة.
14
والكمدة تليه والاصفرار ليس بجيد؛ ولكنه اسلم، لانه قد يكون عن حرارة ليس
15
كله عن برودة. وربما كان عن سهر، او عن جوع، او من وجع فيكون سليما، وان
16
يحدث بالجبهة والانف غضون لم تكن علامة ردئية.
17
|424vb24|علامة ماخوذة من الصداع:
الصداع اذا دام، والقوة ضعيفة، والمرض18
حاد، وهناك علامات ردئية فالمرض قتال. واذا لم يكن فتوقع الى السابع
19
رعافا، وبعد السابع شئيًا يجرى من الانف او الاذن. فان دام الى العشرين
20
فقل ما يكون انحلاله برعاف، ولكن اما بمدة تجرى من المنخرين والاذنين،
21
او خراج وخصوصا اسفل. واكثر من يبتدئى به الصداع من اول مرضه فيصعب
22
عليه فى الرابع والخامس، ثم يقلع فى السابع. واكثر ما يبتدئى يكون فى الثالث،
23
ويصعب فى الخامس، ويقلع فى التاسع والحادى عشر. قالوا: وكان القياس ان
24
يكون فى العاشر، فانه سابع الثالث، لكنه ليس بيوم بحران. وهذا الكلام عندى
25
ليس بشئى؛ فان الحساب ليس على هذا القبيل. وان ابتدأ فى الخامس اقلع فى الرابع
26
عشر ان جرى الامر على ما ينبغى. واكثر ما يعرض من هذا الصداع يعرض فى الغب.
27
|425ra4|علامات ردئية من جهة الحس:
ان لايرى المريض، ولا يسمع علامة ردئية،28
وان يهرب عن الاصوات والاراييح، والالوان ذوات القوة علامة ردئية تدل على
29
ضعف الروح النفسانى.
30
|425ra10|العلامات الكائنة فى العينين:
غوور العينين وتقلصهما لا بسبب من الاسهال31
والسهر والجوع علامة غير جيدة، وكمودة بياض العين واحمرارها الى فرفيرية،
4-130
1
واسما نجونية علامة ردئية؛ وصغر احدى العنيين فى الامراض الحادة والسرسام و
2
نحوه علامة ردئية جدا. وأن لا يرى العليل شئيا علامة مهلكة. والتواء العنيين وحولهما
3
فى الامراض الحادة علامة ردئية. وهذا الحول ان كان من تشنج خاص بعضل
4
العين فقط من غير آفة فى الدماغ فعلامة ذلك ان لا يكون اختلاظ عقل ونحوه.
5
واما العلامات الماخوذة مما يرى ويلمع فان اللمع السود تدل على القىء اكثر،
6
والحمر البراقة على الرعاف اكثر، وعلى ميل الدم الى فوق. ويدل على كل واحد
7
ولائله الاخرى، وجريان الدمع من غير ارادة، وخصوصا من عين واحدة علامة ردئية؛
8
اللهم الا ان يكون هناك علامة بحران بالرعاف وتدل عليه سائر العلامات المخصوصة
9
بالرعاف مع سلامة علامات أخر.
10
وليتفقد من الدموع القلة والكثرة، والرقة والغلظ، والحر والبرد، والخروج
11
بارادة او بغير ارادة. وكراهية الضوء علامة ردئية. وان اشتد حبه للظلمة فهو قتال، اللهم
12
الا ان يكون "امتداد ووجع". وان لم يكن فهو لسقوط قوة الروح النفسانى. والنظر
13
الواقف من غير حركة وطرف ردئى. وكثرة اجتماع الرمص شئيًا بعد شىء ردئى،
14
والرمص اليابس جدا ردئى. ومثل هذا الرمص يتولد بعجز قوة العين الغريزة عن
15
انضاج المادة. ولذلك يحس مع اكثره كغرزان شىء للعين يروم الخروج. ولا
16
يجوز ان يقال ان ذلك كثرة الرطوبة الجائية الى العين [بحيث] تعجز الطبيعة عن انضاجها؛
17
لان العين فى هذه الحال يابسة غائرة. وعلامات اليبس واضحة. ولذلك ييبس
18
هذا الرمص سريعا.
19
ومن العلامات المناسبة لهذه ان يجتمع على الحدقة و هى مفتوحة شىء كنسج
20
العنكبوت ثم يتنحى الى الشخر فيصير رمصا، ولا يزال يكون كذلك [وهو] دليل
21
قرب الموت. وشدة حمر العين، وبقاؤها كذلك فى حدة الحمى علامة ردئية
22
تدل على ورم دماغى حار <او معدى>، او فى فم المعدة وانتقالها الى تطويس و
23
اسمانحونى اردأ. وحجوظ العين ايضا. وكثرة التباريق دليل ردئى ربما كان لمواد حارة
24
كثيرة واورام فى نواحى الدماغ. وبقاء الجفن فى النوم مفتوحا من غير عادة علامة
25
غير جيدة. ويبس الاجفان دليل ردئى. وان بقيت العين فى اليقظة مفتوحة لو قرب
26
منها اصبع لم تطرف فهو دليل قاتل. وشدة اتساع العين ايضا مع هذيان وضعف
27
قاتل. وقيل من ظهر به بثر كالعدسة البيضاء تحت عينيه مات فى اليوم العاشر ويظهر
28
به شهوة الحلاوة.
29
|425rb12|علامات توخذ من جهة الانف:
التواء الانف ردئى ويدل على قرب الموت؛30
فان السبب فيه تشنج ردئى قتال. وتفرطحه ايضا ردئى. والتعويل فى الاستنشاق
4-131
1
على الانف والمنخرين ردئى. وان يجد من نفسه ريح المسك او السمن او الطين
2
<ردئى>. وقطر الماء الاصفر من الانف فى الحميات الحادة ربما كان دليل قرب
3
الموت. وان لا يعطس بالمعطسات دليل موت وبطلان حس. وكذلك ان لا يرعفه
4
العقر والخدش والالحاح من المريض باصبعه على انفه كانه ينقيه من غير سبب علامة
5
غير جيدة. وخروج الماء من الانف ردئى.
6
|425rb27|علامات توخذ من [جهة] الاذن:
جفاف الشحمة وانقلابها، وتقبض7
الصدفة علامة ردئية. قيل ان وسخ الاذن اذا حلا فهو علامة ردئية عند جالينوس،
8
مهلكة عند الاولين. حدوث الم بالاذن مع حمى حادة مخاطرة؛ فانه قاتل؛ الا ان
9
يسيل منه شىء ويسكن. وذلك فى المشايخ، واما فى الشبان فيموتون قبل ان يتقيح
10
لشدة حسهم.
11
|425rb37|علامات توخذ من جهة الاسنان:
قضقضة الاسنان فى الحميات الحادة. و12
كأن صاحبها ياكل شئيا علامة ردئية غيرجيدة. قيل من غشيت اسنانه فى الحميات لزوجات
13
دلت على ان حماه يشتد؛ فانه يدل على حرارة شديدة، وعلى مادة لزجة بطئية التحلل
14
تعرض المرضى فى كل وقت لتنقية الاسنان من غير عادة جرت دليل غير جيد.
15
صرير الاسنان وتصريفها من غير عادة ربما انذر بجنون. فان كان الجنون حدث ثم
16
حدث ذلك دلت على هلاك؛ الا فيمن هو معتاد لذلك لضعف عضل فكيه فتصر اسنانه
17
من كل ادنى سبب، واخضرار الثنايا دليل ردئى.
18
|425rb52|علامات ماخوذة من جهة الفم واللسان ومايليه:
اسوداد اللسان فى الامراض19
الحادة علامة الى الرداءة، وجفوف الفم والريق غير جيدين. واذا يبس اولا ثم خشن
20
مع المنتهى، ثم اسود فهو قاتل؛ وخصوصا فى الرابع عشر.
21
واعلم ان لشدة نتن الفم فى الامراض الحادة دليل على الهلاك؛ لانه يدل على
22
فساد الاخلاط. علو احدى الشفتين على الأخرى من غير خلقة علامة ردئية. التواء
23
الشفة فى الحميات الحادة ردئى. تشقق الشفتين فى الحميات الحادة يدل على فرط
24
الالتهاب، وتقلصهما وبرد هما ردى. بقاء الفم مفتوحا فى الامراض الحادة دليل ردئى.
25
افراط يبس اللسان علامة غير جيدة. قيل اذا ثار على اللسان فى حمى حادة كالحمص
26
الاسود او كحب الخروع فالموت قريب، وتعرض له شهوة الاشياء الحارة. خشونة
27
اللسان ويبسه دليل سرسام. وتامل فى خشونة اللسان وتغير لونه فضل تامل، كى
28
لايكون سببه شئيا صابغا. واعلم انه ليس ينصبغ اللسان بالخلط الغالب فى كل حال ما لم
29
يكن مترقيا اليه يبخوهره او ببخاره من بعض الاشياء المشاركة.
4-132
1
|425va20|علامات توخذ من اصل الحلق والمرى:
الاختناق بغتة لا فى يوم بحران2
علامة ردئية. والاختناق بلا زبد اخف؛ فان الازباد لا يكون الا وقد بلغ القلب فى
3
السخونة مبلغا تعطل له افعال الرئة والحجاب، ولا يستطيع ان يرد النفس بالاستواء.
4
وهذا لا يكون ولا ورم فى الحلق الا لامر عظيم. وقد يكون كثيرا، بل فى الاكثر
5
بسبب الدماغ. وبالجملة اذا حدثت فى الحمى القوية خوانيق صعبة فقد اطل الموت،
6
لان القلب يقتضى بسبب شدة الحرارة نسيما كثيرا وقد سد سبيله، فيتلهب القلب ويفرط
7
سؤ مزاجه فلا يحتمل الحياة. وكذلك اعوجاج الرقبة مع امتناع البلع؛ فان ذلك يكون
8
اما لزوال الفقار واما لشدة اليبس. ولا شر منهما مع الحمى وايضا ان لا يسيغ البلع
9
الا بكد دليل ردئى. وكذلك ان يشرق بالماء فيخرج من انفه، وكذلك اذا غص بريقه
10
فى كل وقت فهو دليل غير جيد.
11
|425va43|علامات توخذ من جانب المعدة وفمها:
الفواق فى الامراض الحادة ردئى،12
وخصوصا عقيب الاسهال. وكذلك الالتهاب فى المعدة، والخفقان المعدى مع
13
حرارة الحمى ردئى.
14
علامات توخذ من اعضاء التنفس:
التنفس البارد فى الامراض الحادة ردى15
يدل على موت الغريزة. وكذلك المختلف ردئى. والتنفس الشبيه بنفس الباكى المنقطع
16
الذى يستنشق الهواء ردئى. سؤ التنفس الكائن لاختلاط العقل ردئى، والذى للاورام
17
فى نواحى الصدر اردأ. الذين يحضرهم الموت تربو بطونهم ويتتابع نفسهم مع ضعف
18
ويتنفسون صعداء.
19
|425va46|علامات ردئية توخذ من استرخاء البدن وسؤ الاستلقاء والضعف:
ان استرخاء20
البدن وسؤ الاستلقاء والضعف قد يكون بسبب كثرة الاخلاط الغليظة فى الاحشاء.
21
وقد يكون [ليس البدن كله وشدة قلة الاختلاف وقد يكون] لفرط ضعف القوة
22
فى العضل وليس الدليل الفارق بينهما كون البدن غليظا او نحيفا كما ظن قوم. وكثيرا
23
ما تكون الاحشاء مملوة رطوبات والبدن نحيف. وكثيرا ما تضعف القوى فى العضل
24
والبدن سمين؛ بل العلامة سائر ما قيل فى مواضع أخر.
25
|425vb3|علامات رديئة من قبل [هيئة] الاضطجاع:
الاستلقاء على الفراش لا على26
الهيئة المعتادة، بل على تخليط وخروج من العادة علامة ردئية، لاسيما اذا كان المريض
27
ينحدر عن فراشه قليلا قليلا، ويكون كلما سويته ونصبته النصبة الجيدة انقلب على ظهره.
4-133
1
ويحب كشف الاطراف، ويطرحها طرحا غير طبيعى من غير حرارة ظاهرة جدا،
2
فيكون السبب كربا عظيما. ويجب ان يراعى فى هذا ايضا امرا واحدا. وذلك انه
3
ربما كان الانسان عبلا ثقيل البدن، سريع الاسترخاء يحب فى حال الصحة ان يضطجع
4
فى كل وقت على هذه الهئية، او يكون مانع وجع من غير الاستلقاء فذلك ايضا مما
5
لا يعظم معه الخوف. وكل نصبة غير معتادة فى حال الصحة من استلقاء وامتداد و
6
غير ذلك لم يكن يفعله فى حال الصحة فهو فى الامراض الحادة ردئى.
7
واعلم ان حب الاستلقاء اما لكثرة اخلاط فى الاحشاء، او ليبس وتحلل الاخلاط
8
فيضعف العضل، او لضعف يعرض للعضل من جهة أخرى، وان لا يقدر على
9
الاضطجاع والاستلقاء وغيره، بل يشتهى القعود دليل ردئى. واكثره بسبب ان التنفس
10
يعصى عند الاضطجاع لاورام وافات فى اعضاء التنفس عرفت الحال فيها فيما سلف
11
وان يحب الاعراض عن الناس. والاقبال على الحائط دليل غير جيد. والميل الى
12
النوم على البطن من غير عادة ردئى، فانه اما عن اختلاط عقل، واما عن الم فى البطن
13
والاضطجاع الرطب محمود، وهو الذى تكون مفاصله قابلة للتثنية بسرعة.
14
|425vb37|علامات ماخوذة من الجلد:
اذا يبس الجلد بحيث اذا مددته لم يرجع الى15
موضعه فذلك دليل ردئى. خروج البخار الحار من الجلد مع التنفس البارد دليل هلاك،
16
ولا يكون الا لان حرارة القلب [قد] فنيت.
17
|425vb43|علامات ماخوذة من البطن ونواحى الشراسيف:
انتفاخ البطن فى الامراض18
الحادة وقلة انهضامه، وخصوصًا وهنالك استطلاق فهو علامة موت، لاسيما اذا ظهر
19
به بشر واسع كمد اللون. تمدد الشراسيف وكون احد جابينها انتأ من الأخر [ردئى]
20
وكذلك كون كل جانب انتأ من جانب هو فى مثله فى النتؤ والانخفاض. وكذلك
21
فى لين الملمس وصلابة اذا انتفخت المراق لاعن ريح مع قحل ويبس وفى داخلها
22
ورم، وليس بها والا لم تقحل. وتمدد الشراسيف ان كان بوجع فالمادة مائلة الى
23
اسفل، وان كانت بلاوجع فالمادة مائلة الى فوق.
24
|426ra1|علامات ماخوذة من المقعدة:
بروز المقعدة فى الحميات الحادة من قبل نفسها25
دليل ردئى.
26
|426ra4|علامات ماخوذة من القضيب والانشيين:
لين الخصتين علامة ردئية،وكذلك27
تورمها فى الامراض الحادة. تقلص الانثيين والذكر دليل على موت الغريزة، او على
28
وجع شديد الاحتلام فى اول المرض يدل على طول، وهو فى اخر المرض احمد.
29
|426ra13|علامات ماخوذة من الارحام:
بروز الرحم من الامرأة والقبل فى الحمى30
الحادة دليل ردئى.
4-134
1
|426ra15|علامات ماخوذة من قبل الاطراف:
منها من جهة كيفياتها مثل برد الاطراف2
مع حرارة الحمى الحادة وثباتها اذا لم تقلع علامة غير جيدة. وأما فى المزمنة فذلك
3
غير منكر وسببه فى الحميات الحادة ورم عظيم فى الجوف او طفؤ الحرارة الغريزية.
4
واما قرب غشى وانحلال. واقوى دلائل برد الاطراف فى الحميات الحادة على
5
الهلاك ما كان من البرد يعرض لها فى اول المرض، وكذلك اذا كان بردًا لا يسخن.
6
وهذا كله يدل على انهزام الدم كله الى الباطن للورم.
7
كمودة اصابع اليدين والرجلين واظافيرهما علامة هلاك. احمرار الاطراف
8
وفر فيريتها دفعة اقتل من كمودتها. فان وجدت ثقلا فقد قرب [الموت]، لان
9
الثقل يدل على ضعف القوة النفسانية، والكمودة تدل على ضعف الحرارة الغريزة،
10
والحمرة على فساد وغلبة اخلاط. والسواد خير من الكمودة والحمرة، ومع هذا
11
كله اذا رأيت العلامات الجيدة كثيرة لم يبعد ان يسلم المريض، ويسقط اطرافه المتغيرة.
12
واحتراق الاطراف والجلد مع برودة الباطن دليل موت ايضا. ومنها من جهة اوضاعها
13
مثل التشنج وخصوصا عقيب الاسهال فانه قتال. الكزاز مع الهذيان وشدة الحمى
14
دليل الموت.
15
|426ra44|علامات من جهة النوم واليقظة:
ان يكون النوم نهارا ليس ليلا علامة غير16
جيدة، وان لا ينام فيهما جميعاشر؛ فان السبب فيها جميعا فساد الدماغ كيف كان.
17
واسلم النوم النهارى ما كان فى اوله. وهذا كله فى منتهيات نوائب الحمى شر؛ واما
18
فى ابتدائها فكثيرا ما يكون ولا يضر. والسبات مع ضعف النبض ردى، فانه يكون
19
لضعف القوة لالرطوبة الدماغ، وخصوصا ان كان مع اختلاط عقل. وربما كان
20
هذا عن عفونة خلط بارد. النوم الزائد فى العلة التى تعقب اختلاط عقل، ويستصحب
21
برد الاطراف ردئى؛ كما ان النوم المعقب خفاجيد.
22
|426rb1|علامات ردئية من قبل اعمال اليد:
لقط الزئبر، والتعرض كل وقت لشىء كأنه23
يلقطه من نفسه او من الحائط علامة ردئة. والسبب فيه ابخرة تصعد الى الدماغ، فيخيل
24
ما ليس لانحدارها الى العين والى الرطوبة البيضية.
25
|426rb8|علامات ماخوذة من الاوجاع:
الوجع الشديد فى الاحشاء فى الحميات الحادة26
علامة ردئية تدل على احتراق شديد، او عظم ورم، او خراج اذا كان ببعض الاعضاء
27
وجع شديد يسكن بغتة سكونا تامًا من غيرسبب فذلك ردئى.
28
|426rb14|علامات ماخوذة من الصوت والكلام والسكوت:
الصوت القوى جيد29
والكلام المنتظم جيد. وخلاف ذلك ردئى. والسكوت الكثير الطويل يدل فى الاكثر
4-135
1
على الوسواس، او على استرخاء عضل اللسان والحنجرة، او تشنجها او ذهاب التخيل
2
الذى هو مبدأ الكلام. واذا تكلم المريض فى البحران فهو جيد. وبالجملة فان سكوت
3
الكليم يدل على ابتداء سبات او وسواس او شىء مما ذكرنا. وكثرة الكلام من السكيت
4
تدل على ابتداء هذيان واختلاط عقل.
5
|426rb28|علامات ماخوذة من العقل:
الهذيان مع حركة وضربان فى الراس والمنخر6
سليم، ومع الوقار والسكنية قتال.
7
|426rb32|علامات ماخوذة من الحركات:
كثرة الاختلاط والقلق علامة غير جيدة.8
وتدل على كثرة بخار يرتفع الى الراس <كل ساعة>. توثب العليل وجلوسه كل ساعة
9
دليل ردئى، وهو لكرب اولا ختلاظ عقل، وضيق نفس وخناق. وفى ذات الرئة
10
هو اردأ؛ لانه يكون اكثره بسبب الخناف وضيق النفس. وان كان لاسباب أخر
11
ايضا واذا ثقلت الاعضاء عن الحركة ايضا فهو دليل ردئى. واذا كمدت الاظافير
12
فالموت حاضر. الرعشة علامة ردئية اذا لم تكن البحران جيدا.
13
|426rb45|علامات ماخوذة من الاوهام:
اذا كثر الخوف من الموت فهو خطر.14
|426rb47|احكام ماخوذة من التثاؤب والتمطى:
التثاؤب والتمطى يكونان بسبب تحريك15
الطبيعة للاعضاء العضلانية لتدفع عنها الفضل. وما دام العضو سخيفا، والمادة قليلة
16
مجيبة لم يحتج الى ذلك، بل يحتاج اليه لضد ذلك. واذا كان ذلك مع انتقال من
17
حر الى برد فهو ردء للطبيعة، وهو علامة غير ردئية، فيدل كثيرا على ان الطبيعة
18
ليست تقدر على التحليل الا بمعونة الليف لكثرة المادة اولضعف القوة.
19
|426va1|[علامة ماخوذة من الاحلام:
كثيرًا ما يرى المريض من جنس ما يبحرن به20
فى رؤياه مثل ما يرى المبحرن بالعرق انه يدخل الحمام وانه يتهيا له].
21
|426va6|علامة ماخوذة من الشهوة والعطش:
ذهاب الشهوة فى الامراض المزمنة22
ردئى، وفى الامراض الحادة ايضا، لكن دون ذلك، وبالجملة يدل على اخلاط فاسدة،
23
اوموت قوة نفسانية وطبيعية. واذا بطل العطش فى الحميات فهو دليل ردى؛ وخصوصا
24
مع سواد اللسان.
25
|426va14|احكام واستدلالات من اليرقان:
اليرقان قبل السابع و قبل النضج ردئى،26
اللهم الا ان يتداركه الاسهال على مازعم بعضهم، وهو على القياس <للاسهال>. وبالجملة
27
فاليرقان قبل السابع ليس بحران محمود وان كان اليرقان بعد السابع فهو ايضا ليس
28
بذلك السليم ما لم يقارنه علامات أخر. فان عرض يرقان فى سابع او تاسع او حادى
4-136
1
عشر مع علامات محمودة؛ ومن غير آفة فى ناحية الكبد، او صلابة اوورم فهو محمود.
2
وكثيرا ما يقع بمثله بحران تام ويدل على حمده حال الخف الذى يوجد بعده، ويدل
3
على ردأته حال ضد الخف. ومما يدل على ردأته انه يكون مع اليرقان اختلاف مرار
4
كثير يغلى غليانا، وخروج اشياء زبدية محرقة. وفى مثل هذا يكون العليل مخوفا عليه، الا ان
5
يتداركه اسهال بالغ منق، او عرق متتابع، وتكون القوة قوية فحنيئذ يكون خف بسرعة.
6
|426va34|دلائل ماخوذة من الاورام:
اذا تادت الحمى الحادة الى اورام المعابن و7
الاطراف فهو ردئى اردأ من ان يكون اولا تلك الاورام، ثم تتبعها حميات بسبب العفونة.
8
على ان ذلك ايضا ردئى. الاورام التى تحدث فى اصل الاذن ولا تنضج بتقيح ردئى،
9
اويعقبها استفراغ. فان لم يسكن شئى من ذلك ولم ينضج ولم يعقيها استفراغ و
10
قوى من الاستفراغات فهو علامه ردئية. ولا يجب ان يغرك ايضا النضج اذا عرض
11
للخراج وسائر الاخلاط غير نضيجة؛ فان ذلك غير مغن؛ كما ان هذه ايضا كثيرا ما
12
يحدث. وقد ظن انحطاط فيقتل كل بثر وورم يظهر، ثم يغور فهو ردئى، الا ان
13
يعود فيستدل به على قوة الطبيعة. وربما كان الظهور والغوور معتادًا لانسان ما فى طبيعته
14
فلا تكون دلالة شديدة الردأة.
15
|426va50|علامات ماخوذة من جهة البشور وما يشبهها:
البثور الحمصية السود فى الحميات16
الحادة ردئى جدا. فاذا بادرت هلك صاحبها فى الثانى كثيرا. استحالة قروح فى
17
البدن الى خضرة وسواد وأسمانجونية، او صفرة علامة ردئية. والصفرة اخفها.
18
قيل اذا ظهر على ركبة المريض شىء اسود مثل العنب الاسود وحوله احمرمات عاجلا.
19
وان امتد الى خمسين يومًا: فان علامة موته ان يعرق عرقا باردا. اذا ظهر على الوريد
20
الذى فى العنق شبيه بحب الخروع مع خصف ابيض كثيرا عرضت له شهوة الاشئيا
21
الحارة ومات فى العشرين. وقد ذكرنا ما يعرض فى اللسان من البثور المهلكة. قيل
22
انه اذا كانت حمى ما كانت، وظهر على اصابع اليدين جميعا ورم اسود كحب الكرسنة
23
مع وجع شديد مات فى الرابع. ويعرض له ثقل وسبات فان انعقلت الطبيعة مع ذلك
24
حدث سرسام، وقد تنعقل حتى تستحجر.
25
|426vb17|علامات ماخوذة من هئية العروق:.
قال البقراط اذا انتصبت الاوردة الصغار26
التى عند الجبين، والتى فى الجفون والترقوة فهو ردئى. تغير لون العروق الظاهرة
27
عن حالها الى تطويس وفرفيرية، وظهور مالم يظهر منها قبل ذلك بهذه الصفة ردئى.
4-137
1
|426vb24|علامات ماخوذة من النافض:
النافض الكثير المعاودة فى حمى صعبة مع2
ضعف القوة مهلك، ومع ثبات القوة ايضا اذا لم تقلع به الحمى فليس بجيد. واردأ
3
الجميع ان يتبعه استفراغ غير منحج لا تسكن معه الحمى. وان لم يعرض استفراغ
4
ايضا فيدل على ان الخلط متحرك غالب معجوز عن دفعه وهو ردئى. واما العارض
5
مرة واحدة فلا يكاد يصح فصل الحكم معه هل هو لضعف مفرط من القوة ام لغيره.
6
|426vb36|حكم الاستفراغ:
الاستفراغ النافع بالاسهال والقىء وغبر ذلك فهو الذى بعد7
النضج، والذى يستفرغ الخلط الذى ينبغى، والذى يكون بسهولة، والذى يعقبه
8
الخف. ومن علامات [أن] الاستفراغ افنى الخلط الذى يستفرغه كان بدواء او بغير
9
دواء أن ياخذ فى استفراغ خلط اخر. والردىء منه أن يكون، وينتقل الى جرد خراطة،
10
اودم اسود، او خلط منتن، او خلط صرف؛ وكذلك فى القى. واذا قصر الاستفراغ
11
بعد ما اخذ فيجب أن يعان، واذا افرط الاستفراغ ولم يكن قد بدءا النضج فليس
12
ذلك مما يركن الى نفعه. والاستفراغ الضعيف القليل من عرق اورعاف، او غيره
13
يدل على ان الطبيعة ''تحركت ولم تقو". وان ساءت العلامات الاخر دلت على الموت
14
وان لم تسؤ دلت على طول.
15
|426vb55|احكام العرق:
نعم البحران فى الامراض الحادة والمزمنة البلغمية ايضا العرق،16
ولا صحاب الاورام الخطرة واورام الاحشاء.
17
|427ra2|سبب كثرة العرق:
العرق يكثر اما بسبب المادة لكثرتها اورقتها، او بسبب18
القوة من اشتداد الدافعة او استرخاء الماسكة، او لسبب مجاريه اذا اتسعت لاسباب
19
الاتساع. ويقل العرق لاضداد تلك الاسباب والعرق اذا مسح در، واذا ترك انقطع.
20
|427ra11|اختلاف الاعضاء فى التعرق وضده:
الاعضاء التى هى اكثر تعرقا هى التى21
فيها المادة الفاعلة للمرض اكثر. والاعضاء التى لا تعرق هى الاعضاء التى لا مادة
22
فيها، والتى غلب عليها اشياء من اسباب ضيق المسام. ولذلك فان الجانب الذى
23
ينام عليه المريض فى الاكثر قلما يعرق؛ لانه منضغط جاف المجارى، لاتسيل اليه
24
رطوبة ولا تسيل عنه. والعرق يكثر فى الاعضاء الخلفانية كالظهر اكثر مما فى المقدمة
25
كالصدر، ويكثر فى الاعالى اكثر مما يعرض فى الاسافل، وخصوصا فى الرأس.
26
|427ra25|اختلاف الاحوال فى التعرق وغيره:
النوم اكثر تعريقا من اليقظة؛ لان تصرف27
الحار الغريزى فى الرطوبات فيه اكثر؛ ولان اداء النفس فيه اصعب؛ وذلك محرك
28
للمواد الى الباطن. قال ابقراط: العرق الكثير فى النوم من غير سبب يوجب ذلك
4-138
1
يدل ان صاحبه يحمل على بدنه من الغذاء اكثر مما يحتمل، فان كان ذلك من غير ان
2
ينال صاحبه من الطعام فاعلم انه يحتاج الى استفراغ.
3
والسبب فى ذلك ان العرق الكثير مع صحة من القوة لايكون الا لكثرة مادة
4
من حقها ان تدفعها الطبيعة. وتلك الكثرة اما ان تكون لسبب قريب وهو الامتلاء
5
القريب هو من المطعوم الوقتى؛ ومثل هذا الامتلاء يدفعه الجوع والرياضة، والعرق
6
الذى اندفع بالطبع. واما ان تكون لسبب بعيد متقادم وهو من الفضول السابقة ولا
7
يغنى فى مثلها الا الاستفراغ المنقى للبدن منها. واما العرق فانه ربما لم يخرج منه
8
الا اللطيف الرقيق القليل، وترك الفاسد العاصى فى البدن، وغادر الطبيعة تحت
9
ثقل الخلط الفاسد، وذلك مما يضعفها.
10
واعلم انه كلما كانت الحرارة الغريزة اقوى كان التحلل اخفى، فلم يكن عرقا؛
11
الا ان تكون اسباب أخر. ولذلك صار العرق خارجا عن الطبيعة، لانه اما ان يكون
12
عن الامتلاء وكثرة، وشدة اتساع مسام، واما لعجز من القوة عن الهضم الجيد،
13
واما لشدة حركة.
14
|427ra57|الايام التى يكثر فيها العرق اويقل:
اكثر ما يكون العرق فى الامراض الحادة15
فى الثالث والخامس، ويقل فى الرابع، بل يقل ان يبحرن به هذه الامراض فى
16
الرابع الا فى الندرة. وقلما يتفق على مازعم المجربون ان يعرق المريض فى السابع
17
والعشرين، والواحد والثلاثين، والرابع والثلاثين.
18
|427rb8|وجوه الاستدال من العرق:
العرق يدل بلمسه هل هو بارد او حار. ويدل19
بلونه هل هو صاف او الى صفرة او الى خضرة. ويدل بطعمه هل هو مر او حلو
20
او الى حموضة. ويدل برائحته هل هى منتنة وهل هى حامضة او حلوة او غير
21
ذلك ويدل بقوامه هل هو رقيق اولزج. ويدل بمقداره هل هو كثير او قليل. ويدل
22
بموضعه هل هو سابغ او قاصر، او انه من اى عضو هو <ففيه المرض> ويدل من
23
وقته هل هو فى الابتداء او الانتهاء او الانحطاط. ويدل بعاقبته هل يعقب به <المرض>
24
خفا، او يعقب اذى ونافضا وقشعريرة.
25
|427rb25|العلامات الماخوذة من جهة العرق:
العرق البارد مع حرارة الحمى علامة26
ردئية جدا، وخصوصا ما اختص بالرأس والرقبة، وينذر بغشى. وان لم يكن باردًا
27
فكيف البارد، وهو اردأ اصناف العرق؛ لانه يدل على غشى كان، لا على غشى يكون
28
فان كانت الحمى عظيمة فالموت قريب. ولن يكون عرق بارد الا وقد سقطت
29
الحرارة الغريزة، فلا تحفظ الرطوبات بل تخلى عنها فتغرقها وتبخرها الحرارة الغريبة،
30
ثم تفارقها تلك الحرارة لغربتها فتبرد.
4-139
1
العرق المنقطع ردى. والعرق الكثير يدل على طول المرض لكثرة مادته،
2
ولا يوافق صاحبه الفصد والاسهال لضعفه بل الحقن اللينة. والعرق اذا لم يوجد عقيبه
3
خف فلبس بعلامة جيدة. فان وجد عقيبه زيادة اذى فهو علامة ردئية ولوكان ايضا عاما
4
للبدن. والعرق المسارع من اول المرض ردئ؛ لانه يدل على كثرة المادة، اللهم
5
الا ان يكون السبب فيه رطوبة الهواء لامطار كثيرة فيكون مع ردأته اقل ردأة.
6
وكثير اما يبتدئى المرض بالعرق ثم تتبعه الحمى ويطول. واذا حدث من
7
العرق اقشعرار فليس يحمد بل هو ردئ. وذلك ان الاقشعرار يدل على انتشار خلط
8
ردئى موذ فى البدن، وذلك يدل على ان العرق لم ينق؛ بل صرف من الاخلاط الردئية
9
ما كان مكسور الحدة لمخالطة رطوبات تحللت بالعرق. ويدل على ان المادة كثيرة
10
لا تتحل بمثل الاستفراغ العرقى.
11
اذا ضعفت القوة والنبض وعرق الجبين قليلا فهو علامة ردئية فان سقط النبض
12
فهو يموت. العرق الجيد الذى يتفق ان يكون به البحران التام هو الذى يكون فى
13
فى يوم باحورى، ويكون عاما للبدن كله <ويكون> غزيرًا، ويخف عليه المريض.
14
ويليه الذى لا يعم، الا انه يعقب خفا.
15
وبالجملة تفقد من العرق كيفيته فى حرارته وبرودته، ولونه ورائحته وطعمه،
16
وكميته فى كثرته وقلته، وزمان خروجه هل هو فى الابتداء او فى الانتهاء او
17
الانحطاط، وما يقارنه من الحمى فى قوته وضعفه، وما يعقبه من الخفة والثقل. واعلم
18
ان الناقه يكثر عرقه بسبب بقايا من المادة ولا باس بالفصد اليسير.
19
|427va17|العلامات الماخوذة من النبض:
النبض: النبض المطرقى والنملى، والشديد المنشارية،20
والموجية ردئى. والغزالى مع الضعف ردئى. والاختلاف الذى فيه انقطاع شديد و
21
حركات ضعيفة، ثم يتدارك ذلك واحد اقوى تداركا غير متدارك، بل من حين الى
22
حين ردئى جدا. قالو اذا كان النبض <فى الجانب> الايسر متواترا، والايمن متفاوتا
23
وذلك مع ضعف فهو دليل ردئى. [واعلم ان كثيرا من الناس نبضهم الطبيعى مختلف
24
ردى] من غير مرض فيجب ان يتعرف هذا ايضا.
25
|427va31|احكام الرعاف:
ان مثل السرسام، واورام الكبد الحارة، والاورام الحارة26
تحت الشراسيف يبحرن بحرانا تاما برعاف. اما الاول فمن اى منخر كان، واما
27
الأخر فمن الذى يليه. وكذلك الحميات المحرقة، وهى من قبل الاول. واما ذات
28
الرئة فلا يبحرن به وذات الجنب الامر فيها وسط، والغب [قد] يبحرن به واكثر
29
ما يعرض الرعاف النافع يعرض فى الافراد. وقلما يكون فى الرابع. واما الثالث
30
والخامس والسابع والتاسع فيكون.
4-140
1
فاذا رجى من رعاف خبر، وكان ضعيفا أعين على ما علمه ابقراط بصب الماء
2
الحار على الراس ربالتكميد، كما اذا خيف افراط منع بالماء البارد، وبوضع المحجمة
3
على الشراسيف التى تليه. واجود الرعاف ما يلى بالشق العليل والمخالف فليس
4
بذلك. واولى الاررام بان تبحرن بالرعاف ما كان فوق السرة. والورم البلغمى والذى
5
ياخذ فى التحجر ويطول فتوقع فيه تقيحا وانفجار الابحرانا برعاف ونحوه. لا تتوقع
6
فى بحران الورم البارد فى الدماغ وفى ذات الرئة بحرانا برعاف.
7
|427vb2|دلائل ماخوذة من الرعاف:
الرعاف القليل ردى. واكثر الرعاف الردى8
هو ما كان من دم اسود، وقلما يكون رعاف ردى من دم احمر مشرق. والرعاف
9
الذى يقع فى الرابع يدل على عسر البحران؛ بل الجيد منه ما يقع فى الافراد.
10
|427vb11|دلائل ماخوذة من العطاس:
العطاس جيد اذا عرض عند المنتهى، واما فى11
اوائله فهو من امارات زكام او خلط لذاع.
12
|427vb16|احكام البراز:
قد تكلمنا فى البراز فى الكتاب الاول كلاما كليا مختصرا، ولا13
بد لنا من ان نشبع القول فيه فضل اشباع، وبحسب ما يليق بالكلام فى الامراض الحادة
14
من يعرق عرقا كثيرا فلاياتيه بحران تام بالاختلاف.
15
|427vb22|علامات ماخوذة من البراز:
اختلاف الوان ما يخرج بالبراز محمود فى وقتين16
لا غير: احدهما اذا كان الاختلاف بحرانيا عقيب نضج فى يوم باحورى وعلامة
17
بحرانية محمودة. والاخر عقيب شرب المسهل المختلف القوى، ويدل فى الحالين
18
على نقاء البدن متوقع. واما فى غير ذلك فيدل على احتراق وذوبان، وكثرة اخلاط
19
فاسدة. البراز المنتن الشبيه ببراز الصبيان وعقى الاطفال ردى. البراز المرارى فى اول
20
المرض يدل على غلبة المرار وهو غير جيد. وفى آخره عند الانحطاط يدل على
21
ان البدن يستنقى وهو دليل جيد.
22
واذا انفصل البراز المرارى كثيرا ولم يخف المرض فذلك علامة ردئية. والاختلاف
23
الكثير بعد علامات ردئية، وسقوط قوة، ومن غير ان يعقب خفا دليل موت. وان كانت
24
الحمى ايضا مقلعة. والاختلاف الذى عليه دسومة لا عن تناول شىء دسم يدل على
25
ذوبان الاعضاء الاصلية، وهو دليل ردئى وليس يهلك، لانه ربما كانت الدسومة
26
من للحم. واذا صار عليه شبه والصديد، وانشعبت الصفرة، وغلب النتن وذلك
27
فى الحميات الحادة فهو مهلك. الاختلاف الذى يقف على نواحيه شئى رقيق يدل على
4-141
1
انه صديد من الكبد وهو يلذع ويخرج البراز بسرعة وربما خرج وحده ردى. اذا
2
كان فى البراز مثل قشور الترمس فى جميع الامراض فهو علامة مهلكة.
3
|427vb54|احكام القئ:
قد قلنا ايضا فى الكتاب الاول فى القىء ومن الواجب ان نورد4
هاهنا اشياء من ذلك ومن غيره، هى اليق بهذا الموضع فنقول: ان انفع القئ ما يكون
5
البلغم والمرار المتقئيان فيه شديدى الاختلاط "ولا يكون شديد الغلظ" وكلما كان
6
القىء اصرف فهو اردأ؛ فان المرار الصرف يدل على شدة حر، والبلغم الصرف
7
يدل على شدة برد.
8
|428ra8|علامات ماخوذة من القىء:
القى المخالف للون القئ المعتاد وهو الابيض9
المائى والاصفر ردئى. وذلك مثل الاخضر والكراثى، خصوصا المنتن والسلقى
10
والقانى الحمرة والكمد، وشره الزنجارى والاسود، وخصوصًا اذا تشنج بغتة؛
11
فانه يقتل فى الوقت؛ الا ان يكون هناك قوة، فربما يقى الى يومين ويجب ان يراعى
12
فى ذلك ان لا يكون الصبغ عن شىء من الماكول. واذا تقيأ جميع هذه الالوان فهو
13
ردئى جدا. والقىء المنتن ردئى. والقىء الصرف كما ذكرنا ردئى.
14
|428ra21|احكام فى البول:
قد سبق منا اقاويل كلية فى البول فى الفن الذى فيه15
الاعراض من الكتاب الاول، ونحن نورد الان من ذلك ومن غيره ما هو اليق بهذه
16
الموضع فنقول: انه لا يجب اذا لم تر فى البول علامة نضج قوى ان يقضى بالهلاك،
17
فانه ربما تخلص المريض مع ذلك باستفراغ واقع من جهة ما بقوة تدفع النضج وغير
18
النضج. وربما تحلل الخلط على طول المهلة او بحرن بالخراج، وخصوصا اذا لم
19
يكن الخلط شديد الردأة، لكنه ردى فى الاغلب ودال على قوة المرض، واقل ما فيه
20
الدلالة على الطول. وكذلك البول الذى يبقى على الوان ابوال الاصحاء فى اوقات
21
المرض كلها. فان اخذ يتغير مع صعود المرض فهو اسلم. وقد يكون البول فى
22
الامراض الوبائية جيدا طبيعيا فى قوامه ولونه ورسوبه وصاحبه الى الهلاك. واعلم
23
ان كثيرا ما تبول المرضى ابوالا ردئية فى قوامها ولونها وغير ذلك، ويكون ذلك نفضا
24
بحرانيا، خصوصا فى الامراض الحادة التى <يكون> سببها الكبد ونواحى البول.
25
|428ra45|علامات بولية ماخوذة من القلة والكثرة:
البول الذى يبال مرة قليلا ومرة26
كثيرا، ومرة يحتبس فلا يبال علامة ردئية فى الحميات الحادة، يدل على مجاهدة
27
شديدة بين المرض والطبيعة، فيغلب وتغلب، وعلى غلظ المادة وعسر قبولها
28
للنضج. فان كانت الحميات هادئة انذر بطول لغلظ الخلط.
4-142
1
|428ra55|علامات ماخوذة من رقة البول:
البول الرقيق قد يكون فى مثل ذيبابيطس2
ويكون معه دوام العطش، وسرعة القيام وسهولة الخروج. وقد يكون للفجاجة
3
والسدد المانعة لخروج المادة. وقد يكون لضعف القوة [المغيرة ولا يكون] مع
4
سهولة الخروج وهو اقل رداءة من الذيابيطس. واذا ثبت البول الرقيق فى الامراض
5
الحادة ايامًا دل على اختلاط. فان عرض الاختلاط ودامت الرقة دل على موت سريع
6
بسبب ان المواد تحمل على الدماغ فتتعطل النفس. واذا استحال الى غلظ لاخف
7
معه؛ فربما كان لذوبان الاعضاء. اذا كثر البول المائى عند وقت صعود الحمى الكلى
8
دل على ورم فى الاسفل يحدث. وانظر فى القوام المخالط للون فى الابوال التى بعده
9
ايضا. واعلم ان الرقة كانها لاتجامع السواد والحمرة، فان رأيت فاعلم ان السبب فيه
10
شىء صابغ او شدة قوة من الكيفية المرضية المؤثرة فى الماء.
11
|428rb19|علامات ماخوذة من غلظ القوام وكدورته:
اذا استحال البول الرقيق غليظا12
فى حمى لازمة، وكانت علامات جيدة دل على بحران بعرق، فاذا لم تكن علامات
13
جيدة وكانت الحمى شديدة الاحتراق دل على اشتعال فى القلب او الكبد. وتصفى
14
البول الغليظ قبل البحران علامة غير جيدة، فان ذلك يدل على احتباس المادة وعجز
15
الطبيعة عن دفعها. البول الغليظ الكدر الذى لا يرسب فيه شىء ولا يصفو يدل على
16
غليان الاخلاط لشدة الحرارة الغريبة وضعف الغريزة المنضجة فلذلك هو ردئى.
17
والبول الثخين، وخصوصا فى الرابع بكثرة بحران الحميات الاعيائية، وخصوصا اذا
18
قارنه رعاف.
19
|428rb35|علامات ماخوذة من لون البول:
البول الابيض فى الحمى الحادة يدل على20
ميل المادة الى غير جهة العروق والات البول؛ فربما مالت الى الدماغ وكان صداع
21
وسرسام وربما مالت الى بعض الاحشاء فيدل على ورم. فان كانت علامات سلامة
22
فتدل على انها تخرج فى الاول بالقىء وفى الاكثر، وخصوصا اذا لم يكن علامة
23
قىء بالاسهال فيعقبه سحجا. واذا كان البول ابيض رقيقا فى الحمى الحادة، ثم عرض
24
له الكدورة والغلظ مع بياضه دل على تشنج وموت.
25
|428rb47|علامات ماخوذة من <الالوان> البول الاسود فى الحميات الحادة:
اعلم انه26
ليس يصح الحكم الجزم بالهلاك لسواد البول فى الامراض الحادة وان كان فى نفسه
27
علامة ردئية، وان صحبته ايضا علامات اخر ردئية، اذا رأيت القوة قوية وقادرة على
28
استفراعات مختلفة من كل جنس يعقبها استراحة. كما يعرض للنساء اذا استفرغن بالطمث
4-143
1
ايضا اخلاطا ردئية. ولذلك هذا فى النساء اسلم، لانه ربما كان بسبب ما يستفرغن
2
مثل هذه المادة من طريق الحيض.
3
واعلم ان البول الاسود كلما كان اقل فهو شر يدل على فناء الرطوبة. وايضا
4
كلما كان اغلظ فهو شر. واذا كان الاسود الى الرقة واللطافة وفيه ثفل متعلق.
5
ورائحته حادة فى الحميات الحادة اذن بصداع واختلاط. واصلح احواله انه يدل على
6
رعاف اسود؛ لان المادة حادة غالبة. وربما كان معه عرق للحرارة اذا لم تفرط ولم
7
تقل ودفعت نحو العضل ويتقدم عرقه قشعريرة.
8
فاذا قارن البول الاسود الذى فيه تعلق اسود مستدير مجتمع عدم الرائحة،
9
وتمدد فى الجنبين وورم تحت الشراسيف وعرق دل على الموت. ومثل هذا التمدد
10
فى الشراسيف يدل على التشنج. ومثل هذا العرق يكون من ضعف. والبول الرقيق
11
المائى الذى الى السواد يدل لرقته على طول المرض ولسواده على ردأته. وقيل فى
12
الابوال السود اللطيفة ان صاحبها اذا اشتهى الطعام مات.
13
البول الرقيق الاسود اذا استحال الى الشقرة والغلظ؛ ولم تصحب ذلك راحة
14
دل على علة فى الكبد، وخصوصا على يرقان، لان هذه الاستحالة التى الى الغلظ
15
عن الرقة والى الشقرة عن السواد يدل على نقصان حرارة ووقوع هضم. وذلك مما
16
يصحبه او يعقبه الخف. فان لم يكن كذلك دل على مادة قد لحجت فى الكبد لست
17
تستنقى وقد احدثت سددا، بل ان كانت حارة فكانك بها وقد احدثت ورما. البول
18
اللطيف الاسود الذى يبال فى الحميات الحادة قليلا قليلا فى زمان طويل اذا كان مع
19
وجع الراس والرقبة يدل على ذهاب العقل بتدريج وهو فى النساء اسلم.
20
|428va36|اللون الاحمر فى الامراض الحادة:
اذا كان البول مع الحمرة رقيقا دل مع21
العلامات المحمودة على سرعة البحران، ومع اضدادها على سرعة الموت، وبالجملة
22
يدل على التهاب شديد. والرقة مع الحمرة تدل فى الامراض الحادة على الصداع
23
والاختلاط. والبول الاحمر الغليظ فى الامراض [الحادة] اذا كان خروجه قليلا
24
قليلا ومتواترا، وكان مع نتن دل على خطر لانه يدل على حرارة شديدة واضطراب
25
وعجز طبيعة. واما اذا كان غزير الخروج، كثير الثفل دل على الافتراق، وخصوصا
26
فى الحميات المحرقة والذى بلون الدم الصرف فى الحادة قتال: لانه يدل على
4-144
1
امتلاء دموى شديد مع حدة وغليان، ويخاف من مثله الاختناق الذى يكون عن امتلاء
2
تجاويف القلب ان مال الى القلب، او السكتة ان مال الى الدماغ.
3
البول الاحمر جدا ان استحال فى الحميات الاعيائية الى الغلظ، ثم ظهر ثفل
4
كثير لا يرسب، وكان هناك صداع دل على طول من المرض، لان المادة عاصية.
5
فلذلك لم يغلظ اولا، فلما تغلظت لم ترسب بسرعة، لكن بحرانه يكون بعرق؛ لان
6
المادة مائلة الى العروق. ومثل هذا البول يشبه البرقانى، ويفارقه بانه لا يصبغ الثوب.
7
وبالجملة فان البول الاحمر الجوهر الاحمر الثفل يدل على النهوة والفجاحة، ويدل
8
على طول، خصوصا اذا كانت الحمرة ليست بشديدة وهى التى الى الكدورة. البول
9
الاشقر فى الحمى الحادة اذا استحال الى البياض او الى السواد فهو ردىء، لانه يدل
10
بالبياض على تصعد المادة الى الرأس، وبالسواد على احتداد كيفية المرض.
11
|428vb11|علامات ماخوذة من الرسوب:
الرسوب المختلف فى القوام واللون الذى12
يدل على كثرة الاخلاط المختلفة ردى، واردأه ما كان اصغر اجزاء فيدل على ان الطبيعة
13
لم تقدر على الدفع الا بعد ان تصغر الاجزاء.
14
والملاسة كثيرا ما يكون ادل على الخير من البياض. وكثيرا ما يعيش من
15
ثفله الى الحمرة؛ لكنه املس، ويموت من ثفله الى البياض وهو مختلف جريش؛
16
فان صلوح القوام اشد تسهيلا لقبول الاندفاع من صلاح اللون. ويدل ايضا على ان
17
الاخلاط لم تنفعل عن المرض كثيرا. كما ان الرسوب الجيد اذا صغرت اجزاؤه
18
دل على ان الطبيعة قد فعلت فيه جدا والمرض لم يفعل فيه. والرسوب الرغوى
19
الزبدى الذى بياضه لمخالطة الهواء له هو اردأ جدًا خارج عن الطبيعة. والخام ردى.
20
الرسوب المستدق الاعالى متحركها افضل من الرسوب الجامد المتسطح
21
الاعالى، وادل على ان المرض سريع المنتهى حاد. والرسوب الذى لم تسبقه
22
رقة وفقد ثقل؛ بل هو موجود من الابتداء يدل على ان الخلط كثير لا على انه نضيج؛
23
بل يجب ان يجيىء الرسوب بعد اوان النضج، وبعد ان يكون البول رقيقا فى الاول،
24
وبعد ان يكون الرسوب قليلا. وما لم يكن كذلك دل على ان المادة الغليظة
25
الثقيلة كثيرة، وان المرض يقتل. وكذلك شدة الصبغ من غير الرسوب لا يدل
26
على خير ونضج. وقد يعرض ذلك للالم ولشدة الحرارة والجوع، فان الجائع يزداد
27
صبغ بوله ويقل ثفله.
28
والرسوب الأحمر يدل على كثرة الدم وعل تأخر النضج، ويصحبه فى الحميان
29
المحرقة كرب وغم. وان امتد إلى الاربعين طالت العلة، ولم يرج البحران فى
4-145
1
السنتين ايضا. الثفل الاحمر المتعلق الذى فيه ميل الى فوق اذا كان فى بول لطيف
2
فانه يدل فى الامراض الحادة على اختلاط العقل. فان دام خيف العطب. فان اخذ
3
البول قواما الى الغلظ، واخذ المتعلق يرسب ويبيض دل على السلامة.
4
الرسوب الذى على هئية قطع اللحم فى الحميات الحادة بلا دلائل نضج
5
يدل على انها من انجراد الاعضاء وليس من الكلى. واذا كان هناك نضج او لم تكن
6
حمى دل على ما علمت من حال الكلى. والذى يشبه قشور السمك، ولا علامة نضج،
7
والحمى حادة هو من جرد الحمى للعصب والعظام والعروق، وفى غبر ذلك يكون
8
من المثانة. والنخالى يدل على مثل ذلك، وعلى ان الحمى اخذت تجرد من العمق.
9
ويفرق بينه وبين المثانى انه يكون فى المثانى مع علامات الم المثانة، ومع النضج
10
ومع غلظ.
11
|428vb17|علامات ماخوذة من أحوال تجتمع بسبب دلائل شتى من اللون والقوام واولها
12
فى الأبوال الدهنية:
البول الدهنى هو الذى لونه وقوامه يشبه لون الدهن وقوامه وان13
كان ردئيا، فانه اذا دلت الدلائل الأخر على السلامة لم يكن معه مكروه، ولكن الرسوب
14
اذا كان زيتيا فهو ردئى جدا. وبالجملة فان الزيتى الخالص ردئى، وهو الذى يريك
15
لون الدهن مع صفرة وخضرة. واذا كان الزيتى عارضا بعد البول الاسود فهو دليل
16
خير على ما يشهد به روفس الحكيم. واردأ الزيتى ما كان فى اول المرض. واذا
17
دلت الدلائل على الرداءة، وبيل بول زيتى فى الرابع انذر بموت المريض فى السادس.
18
والبول الذى يتغير دفعة من علامات محمودة الى علامات مذمومة يدل فى الامراض
19
[على الموت، لانه يدل] على سقوط القوة بغتة لصعوبة الاعراض. البول الدهنى
20
ربما دل على اختلاط العقل؛ لانه كائن عن جفاف. والبول الذى فيه قطع دم جامد
21
فى حمى حادة اذا كان معه يبس لسان علامة ردئية. فان كان اسود مع ذلك فذلك أردأ.
22
وليس يسيل الدم فى البول عن حمى حادة الا لشدة حراقته، وتفجيره للاوعية و
23
الجداول، وجموده لشدة حرارته.
24
البول الأبيض الرقيق الذى فيه زبد وسحابه صفراء دل على خطر شديد
25
لمايدل عليه من الاضطراب وشدة خطر المادة. وقد قلنا فى البول الاسود الرقيق
26
ما فيه كفاية.
27
البول الرقيق الأشقر فى ابتداء الحميات الحادة اذا استحال إلى الغلظ وإلى
28
البياض ثم بقى متكدرا متعكرا كبول الحمار، وأخذ يخرج من غير ارادة، وكان هناك
29
سهر وقلق دل على تشنج فى الجانبين يعقيه الموت ان لم يكن علامات جيدة تغلب
4-146
1
عليها؛ فان البول ما كان ليرق مع الشقرة إلا لغلبة الخلط الصفراوى الحار، وما
2
كان ليغلظ ويثخن الا لصعوبة من المرض، واضطراب فى احوال المادة. وقالوا:
3
البول القليل الذى بلون الدم ردئى، لاسيما ان كان بالمحموم عرق النساء.
4
|429rb9|علامات ردئية من جهة كيفية انفصال البول:
5
اذا كان لا يمكن المحموم الحاد الحمى ان يبول الا قليلا مع وجع من غير
6
قرحة، أو ورم فى ألات البول، ومع تواتر من النبض وضعف فهو علامة ردئية. و
7
اذا احتبس البول فى حمى دائمة، وشدة صداع، وكثرة عرق دل على كزاز. البول
8
الذى يقطر قطرا فى الحمى الساكنة يدل على الرعاف. فان كانت الحمى حادة محترقة
9
دل على حالة رديئة اصابت الدماغ، وان كانت هاديئة دلت على كثرة الامتلاء وضعف
10
الطبيعة عن الدفع. والبول الخارج فى الحميات الحادة من غير ارادة بسبب ضعف
11
قوة وأفة فى الدماغ، لا يكون ذلك الا لتصعد مادة حادة مسخنة الى الدماغ فتشركه
12
الاعضاء العضلية.
13
|429rb30|عدة علامات ردئية فى البول:
البول المائى والاسود والمنتن والغليظ ردئى14
والذى، يبرز من أسفله الى أعلاه كالدخان مهلك عن قريب. وايضا الدسمى
15
الذى لونه لون ماء اللحم مع نتن غالب قتال.
16
|429rb37|علامات ردئية فى المرضى من اجناس مختلفة "رداءتها" من قبل اجتماعها فى
17
المحمومين وغيرهم:
اذا اجتمع القىء والمغص، واختلاط العقل فذلك علامة18
قتالة اذا اختلف تغاير البدن فى اللمس وفى اللون، وفيما يقىء وفيما يستقرغ دل ذلك
19
على ان الطبيعة ممنوة باخلاط مختلفة، وأمراض مختلفة يحتاج الى مقاومتها كلها. وذلك
20
مما يعجزها لا محالة، اذا اجتمع فى حمى غير مفارقة برد الظاهر، واحتراق الباطن،
21
واشتداد العطش مع ذلك فذلك قتال. اذا اجتمع مع صربر الاسنان تخليط فى العقل
22
فان ''المريض قريب من الهلاك".
23
اذا عرض دفعة لمريض اسهال سوداء مع حرقة ولذع، والم محرق فى بطنه،
24
وخفقان وغشى فهو علامة موت. اذا عرق الجبين عرقا باردا، واصفرت الاظفار،
25
واخضرت وتغيرت، وورم اللسان، وظهر عليه وعلى البدن بثر غريب فالموت
26
قريب. اذا كان فى نواحى الشراسيف ضربان واختلاج مع حمى، ثم كانت العين
27
مع ذلك تتحرك حركة منكرة فيجب ان توقع رداءة حال، لان هذه الحال تدل على رياح
28
نافخة، والضربان يكون لورم شديد، ولشدة نبض العرق الكبير.
4-147
1
والنبض الشديد الضرب المتلاحق العظيم جدا يصحب الجنون. ويجب
2
ان تامل فربما كان الضربان والاختلاج ليس بغائض الى الاحشاء، بل فى ظاهر المراق.
3
وذلك غير ضار وان كان به ورم، إلا ان يفرط جدا فى عظمه. فان دامت هذه الحال
4
عشرين يوما ولم يسكن الورم والحمى دل على انفتاح. وربما سلم المريض من ذلك
5
بول غزيزا وانتقال مادة الى الاطراف وخصوصا الرجلين.
6
والذين ضعفوا من امراض اذا عرض لهم نفس متواتر وغشى فقد قربوا من
7
الموت ولا يزيدون على اربع ساعات. اذا كان بانسان حمى محرقة فوجد خفًا، و
8
سكون حرارة بغتة من غير بحران ظاهر باستفراغ او انتقال، ولا تطفية بالغة، ولا إنتقال
9
من هواء إلى هواء فى بلد واحد او بلدين، وسكن ما كان فى النبض من غير سرعة،
10
ووجد كالراحة فاحكم انه يموت سريعا.
11
اذا كان بانسان حمى، وخفق قلبه، وأخذه الفواق، وانعقل بطنه بلا سبب
12
معروف مات. اذا كان بول من به مرض حاد اولا أشقر لطيفا ثم غلظ، ثم تثور وأبيض،
13
وبقى متثورا كذلك، وكانه من الحمار وصاريبال بغير ارادة، وكان به سهرو قلق دل على
14
تمدد يظهر فى الجانبين ثم يموت. قيل اذا كان البول مريا وقد كان أبيض قبل ذلك
15
وعليه كالزبد، ثم يسيل من المنخرين دم أسود فذلك [شر، و] ردئى.
16
ومن العلامات الردئية التى ذكرها قوم من الأطباء، ولا يتوجه القياس اليها
17
الابعسر ما قيل: انه اذا ظهر بانسان على الوريد الذى فى عنقه بشر كشبه حب القرع
18
مع حصف أبيض كثير، وعرضت له شهوة الاشياء الحارة مات. وقيل: اذا ظهر بانسان
19
فى صدغه الأيسر بثر حمر صلب، واعترى صاحبه مع ذلك حكة شديدة فى عينه مات
20
فى اليوم الرابع. وقيل من ظهر به بثر كالعدس من تحت عينيه مات فى اليوم العاشر
21
وصاحب هذا المرض يشتهى الحلو.
22
قيل اية علة شديدة عرضت بغتة ثم يتبع ذلك قئى أو خلفة فهو دليل موت. قيل
23
انه اذا ظهر للمحموم او غيره اورام وقروح لينة ثم ذهب عقله مات. قيل اذا كان
24
بالانسان ترهل فى وجهه وبدنه ولم يكن وجع، وعرض له فى اوئل ذلك حكة
25
فى انفه مات فى الثانى أو فى الثالث. قيل انه اذا كان بانسان على ركتبيه مثل العنب
26
المدور، وكان ذلك اسود وحوله أحمر مات عاجلا، الا ان ينظر خمسين يوما، و
27
علامة موته ان يعرق عرقا باردا.
28
|429vb49|علامات طول المرض:
اعلم ان طول المرض يكون لغلظ فى الأحشاء،29
او تخليط فى التدبير، وعلى كل حال تضعف فيه المعدة لان يهزلها و علاماته بطؤ
4-148
1
النضج المستدل عليه، أو بطء الرسوب للثفل المعلق، او دوام الرسوب الأحمر. و
2
ايضا فان قلة ظهور الضمور يدل على طول العلة. وكذلك اذا كان مع حدة المرض
3
نبض عظيم، ووجه سمين، وسراشيف منتفخة ليست تضمر دل على قلة تحلل وطول
4
مرض. اذا جاءت علامات البحران قبل النضج، ولم تسقط القوة ولم تظهر علامات
5
الموت فالمرض يطول.
6
واعلم ان تهاويل البحران والامه اذا لم تنفع ولم تضر، وبقيت الاحوال
7
بحالها فالمرض طويل. وكثرة الاختلاج فى المرض تدل على طوله، وخصوصا
8
اذا ابتدأ من اول الامر، واما فى أخره فهو اصلح وكثرة العرق تدل على طوله. واذا
9
صحب الاستفراغات القليلة التى تدل على تحريك الطبيعة للمادة، وعجزها عن دفعها
10
بالتمام كان عرقا، اورعافا، أو غير ذلك علامات جيدة، أو علامات ردئية، دل على طول.
11
واذا بقى الرسوب الأحمر الى الاربعين أنذر بطول حتى لا يرجى البحران والانقضاء
12
ولا إلى ستين. الاحتلام فى أول المرض يدل على طول.
13
اذا رأيت علامات طول المرض فى الأيام المتقدمة فليس دلالتها كدلالتها
14
بعد ذلك. واذا رأيت ما يضاد تلك العلامات يكاد يظهر فى اوسط الايام وفى أخرها
15
فتامل حكم الانذار؛ لتعلم انها فى أى يوم كانت، وذلك اليوم "باى يوم ينذر". وراع
16
الشرائط المذكورة فيه، وتامل حال القوة والسن، والفصل والمزاج، وحال حركات
17
المريض فى كيفياتها وكمياتها، وتقدمها وتأخرها، واوقاته خصوصا فى منتهيات
18
الحمى الحادة، وطولها وقصرها، هل هى إلى الحركة أو الى السكون فاحكم بقدره.
19
علامات ان المرض ينقضى ببحران أوبتحلل: اذا كانت القوة قوية، والمرض
20
حادا، والنوائب متزائدة فى الكيف والكم والسن والمزاج والفصل مما يميل الى التحريك
21
دون التسكين، والنضج وضده علامات مستعجلة. فان المرض ينقضى ببحران. وان
22
كانت الاشياء وبالضد، وعلامات البطؤ موجودة فالمرض يطول فيقتل أو يزول
23
بتحلل. وان اختلفت كانت البحرانات ناقصة ومتأخرة وانتقالية. وأما لموت
24
والحبات فيستدل عليها من أحوال القوة. وعلامات تعين كل واحد من الأمرين و
25
نقيضه.
26
|430ra5|احكام النكس
27
اردأ النكس ما كان اسرع وكان مع قوة أضعف. ويصحبه لا محالة اذا كانت
28
الصورة بهذه الصورة علامات العطب. ولان يقع النكس خطأ من التدبر أسلم من أن
29
يقع من تلقاء نفسه مع صواب التدبير. ومن الخطأ فى ذلك سقى المسخنات والادوية
4-149
1
التى يرادها فى ذلك جودة الشهوة والهضم مثل الجلنجبين العسلى وأقراص الورد
2
ونحوها. والبقايا التى تبقى بعد البحران تجلب نكسا عاجلا، الا أن يتدارك. والنكس
3
شر من الاصل، لان الوبال عائد و"القيم معى".
4
علامات النكس: ومن لم تسكن حماه ببحران تام وفى يومه خيف عليه النكس
5
وان كان سكونها بلا بحران البتة فلا بد من نكس، وخصوصا اذا كان البحران
6
بمثل جدرى؛ أو يرقان أو جرب، وبالجملة بسبب جلدى. وقد يستدل على نكس
7
يكون من ضعف القوة والشهوة والغثيان، وخبث النفس، وقلة الهضم، وفساد
8
الطعام فى المعدة إلى حموضة أو دخانية، وانتفاخ من الشراسيف، ونواحى الكبد
9
والطحال، وفساد النوم، وطول السهر، وشدة العطش، وشدة تهيج الوجه، خصوصا
10
علامة عظيمة، وخصوصا فى الجفن الأعلى، وخصوصا تورمه وبقاءه كذلك مع انحلال تهيج
11
الوجه. ومما يدل عليه ان لا يحسن قبول البدن للطعام، ولا يزول به هزاله، وخصوصا
12
اذا كانت هذه الاعراض الردئية تظهر او تشتد فى أوقات نوائب المرض الذى كان.
13
وقد يستدل على النكس من النبض اذا بقى فيه تواتر او سرعة، ومن غؤر
14
الخراجات البحرانية وغيبتها، ومن البول إذا بقى فيه صبغ كثير، ومن صفرة أو شقرة
15
وحمرة، او كان فجلا لا تعلق فيه ولا رسوب؛ واذا لم يشبه بول العليل بوله الطبيعى
16
وبعض الفصول ادل على النكس من بعضها مثل الخريف فانه يقع فيه النكس اكثر
17
مما يقع فى سائر الفصول. وجنس المرض ايضا يعين فى الدلالة على النكس، مثل
18
الحميات الورمية اذا اخلفت حرارة وتلهبا فى الاحشاء، ومثل الصداع والسدر،
19
وأوجاع الكلى والكبد والطحال، والشقيقة والبيضة والنوازل وما يتولد عنها من الرمد
20
وغيره، وأمراض النفس.
21
|430ra42|اسباب الموت
22
الموت يكون اما بسبب يفسد به مزاج القلب، واما بسبب تتحلل به القوة فتطفأ.
23
والكائن بسبب يفسد به مزاج القلب اما الم شديد، واما كيفية مفرطة من الكيفيات
24
المعلومة، واما كيفية غريبة سمية، واما احتباس مادة النفس. والمبر سمون فى الاكثر
25
يموتون لعدم النفس، ولذلك يجب ان لا يتركوا مستلقيين، ولا يتركوا ان يجف حلوقهم.
4-150
1
|430ra52|اصناف الموت الذى يعرض فى اوقات الحميات وعلامة كيفية موت العليل
2
من ذلك الموت الذى يعرض مع ابتداء نوبة الحمى او فى تزيدها، واكثره
3
فى حميات الاورام الباطنة حين ينصب إليه فضل دفعة، وفى الامراض الخبيثة التى
4
تنهزم عنها الطبيعة اول ما يتحرك بقوة، لاسيما ان كانت ضعيفة. وبالجملة هو كالخنق
5
او كاطفاء الحطب الكثير النار. ومن ذلك الموت فى منتهى نوائب الحمى لانهزام
6
الطبيعة عن المرض. والثالث الموت الكائن فى الانحطاط، وهو قليل نادر. واكثره
7
فى الانحطاط الجزئى دون الكلى.
8
والسبب فيه ان الطبيعة تكون فيه كالآمنة، وتنتشر الحرارة وتتفرق، وتفارق
9
الماسك الذى يحتاج إليه فى الاوقات الأول واكثرهم يموتون بالغشى دفعة، و
10
بعضهم يموت بتدريج. وربما كان الإنحطاط انحطاطا دون إسترخاء القوة وتحلل الحرارة
11
الغريزية فيظن انحطاطا حقيقيا. والنبض فى الانحطاطبن مختلف، فانه فى الحقيقى
12
يقوى، وفى الباطل يسترخى، وفى الحقيقى يستوى وفى الباطل يختلف
13
ويخرج عن النظام. واما فى الانحطاط الكلى فلا يموت الا لاسباب عنفية
14
من خارج تطرأ على المريض وهو ضعيف ــ مثل حركة اوقيام اوغضب. وقد يعرض
15
مثل هذا ايضا للاول. ويسبق مثل هذا الموت عرق لزج يسير.
16
وكثيرا ما يموت الإنسان فى الجدرى فى انحطاطه. وكثيرا ما يتقدمه عرق
17
غير مستو وافى البرد؛ وربما كان فى الراس والرقبة وحده، او فى الصدر وحده.
18
واذا كان الجلد فى النزع يابسا متمددا فلا يكون الموت بعرق، وبضده يكون
19
بالعرق، لكن اكثر الموت فى الامراض القتالة يكون من وجه ما فى الوقت الذى يكون
20
البحران الجيد فى الامراض السليمة، مثل انه ان كانت العلة فى الازواج كان الموت
21
فى الازواج، أو فى الافراد كان الموت فى الأفراد.
22
واعلم ان المحرقة وما يشبهها تجلب الموت عند المنتهى من النوبة، ويحدث
23
معه أعراض ردئية، مثل اختلاط العقل، وإشتداد الكرب والسبات، والضعف عن
24
احتمال الحمى، ثم يحدث صداع وحمى، وظلمة عينين، ووجع فواد وقلق.
25
والبلغمية تجلب الموت فى أول النوبة، وحينئذ يكون البرد متطاولا لا يسخن، والنبض
26
صغيرا جدا ردئيا، ويشتد السبات والكسل.
27
وبالجملة فان كل ذلك يجلب الموت فى الساعة التى يشتد فيها على المريض
28
اكثر ابتداء كان او صعودا أو منتهى. والموت فى التزيد الظاهر قد يقع فى القليل.
4-151
1
واذا تأملت علامات الموت فى وقت وقت مما ذكرناه فلم تجدها فلا تخف. فان وجدتها
2
فاحدس انه يكون الموت. فان كان مع ذلك شئى من العلامات الردئية المذكورة
3
فاحزم. وفى اكثر الأمر ان كانت النوانب افرادا فانه يموت فى السابع، أو أزواجا
4
فانه يموت فى السادس لاسيما اذا كان المرض سريع الحركة.
5
|430rb54|دلائل الموت من غير بحران
6
من ذلك ضعف القوة وعجزها عن مقاومة المرض. ومن ذلك قوة المرض
7
مع بطؤ حركة. ومن ذلك تاخر علامات النضج البتة. واذا اجتمع جميع هذا كان أول.
8
|430va3|احوال تعرض للنافهين
9
قد يعرض للناقهين النكس اذا كان بهم ما ذكرنا فى باب النكس. ويعرض
10
لهم اشتداد القوة وضعفها بحسب ما ذكرناه فى باب تدبيرهم. ويعرض لهم ان لا
11
ينتفعوا بما يتناولون ولا يرجع بدنهم الى القوة. ويعرض لهم الخراجات اذا لم تكن
12
قد استنقت أبدانهم من الاخلاط بالاستفراغ. وقد يعرض لهم فساد بعض الاعضاء
13
لاند فاع المادة الى هناك. وقد تعرض لهم امراض مضادة للامراض التى كانت بهم
14
مثل ان يعرض لهم ثقل اللسان، والفالج، والقولنج البارد، والسكتة، والصرع،
15
والصداع اللازم، والشقيقة، وما أشبه ذلك اذا كان التبريد والترطيب قد جاوز القدر.
16
وقد تعرض لهم الحكة كثيرا ويزيلها الماء العذب الفاتر. ويعرض لهم ان تبيض
17
شعورهم لعدمها الغذاء وليبس الرطوبة الغريزية التى تقيم السوداء كما يعرض للزرع
18
اذا جفت <رطوبته> فيبيض، ثم اذا حسنت احوالهم عاد سواد شعورهم، كما
19
يعرض ايضا للزرع اذا سقى ماء فعادت خضرته.
20
تدبير الناقه: يجب ان يرفق بالناقه فى كل شئى، ولا يورد عليه ثقيل من الأغذية،
21
ولا شىء من الحركات الحمامات، والاسباب المزعجة حتى الأصوات وغير ذلك
22
ويدرج الى رباضة معتدله رفيقة، فانها نافعة جدا. وأن يشتغل بما يزيد فى دمه.
23
ويجب ان يودع، ويفرح ويسر، ويجنب إلاستفراغات وخصوصا الجماع، و
24
الشراب بالاعتدال نافع له، خصوصا من الشراب اللطيف الرقيق. وأولى الناقهين
25
بان يحجر عليهم فى التوسع ما كان منهم خفى البحران، فانه مستعد للنكس، ومثله
26
ربما احتاج الى استفراغ. وأصوبه الاسهال اللطيف، لاسيما اذا رأيت البراز مراريا،
27
او مائلًا الى لون خلط، وقوامه من الاخلاط التى كانت منها الحمى، ورأيت فى الشهوة
28
خللا. واذا اردت ذلك فارح الناقه، وقوقوته برفق، ثم استفرغ.
4-152
1
وربما احتجت الى ان تستفرغ وتقوى معا بالتقوية، وحينئذ فاجعل له اغذية
2
دوائية مسهلة، وامزج بها قوى أدوية مسهلة موافقة كالاجاص والشير خشت والترنجبين
3
ونحو ذلك لاصجاب المرار. وقد ينتفعون بالادرار فتنتقى به عروقهم. وقد يفعل ذلك
4
هذه المدرات المعروفة، ويفعله الشراب الممزوج.
5
واما الفصد فقلما يحتاج الناقه الى اخراج دم، وربما احتاج ايضا ويدل عليه
6
السحنة، وعلامات الدم، لا سيما اذا وجدت للحمى كالتنقية فى العروق، ورأيت
7
بثورا فى الشفة. وربما احوجك الى فصد المحموم رداءة دمه لما بقى فيه من رمادية
8
الاخلاط الردئية، فيلزمه ان يخرج دمه الردئى، ويزيد فيه الدم الجيد، ويكون الاولى
9
فى ذلك ان ترفق، ولا تفعل شئيا دفعة. ونوم النهار ربما أضر بالناقه بارخاءه اياه،
10
وربما نفعه باحمامه. فاذا لم يوافق فربما جلب حمى بما يفحج، ويكسر من قوة الحار
11
الغريزى.
12
والاحتباط فى جميع الناقهين نقيهم وغير نقيهم ان يجرى امره على التدبير
13
الذى كان فى المرض من المزورة وغيره يومين فما يليها. وبالجملة مقدار ان يجاوز
14
اليوم الباحورى الذى يلى يوم صحته ثم يرفع الى ما فوقه. ويجب للناقه النقى، والذى
15
كانت حماه سليمة ان لا يلطف تدبيره فيحمى بدنه ويسؤ حاله. ويجب ان يرد من ضمر
16
وهزل <بدنه> فى ايام قلائل الى الخصب فى ايام قلائل؛ لان قوته ثابتة، ويفعل مع
17
خلافه خلاف ذلك. وان لم يشته الناقه ففيه امتلاء، وان اشتهى ولم يسمن عليه
18
فهو يحمل على نفسه فوق طاقته فلا يقدر على ان يستمرئ به ويفرقه فى البدن، او فى
19
بدنه اخلاطا كثيرة والطبيعة مشغولة بها، او قوة معدته ساقطة جدا، او قوة جميع بدنه
20
وحرارته العريزية ساقطة، فلا تحيل الغذاء إحالة يصلح لامتيار الطبيعة منه.
21
وامثال هؤلاء وان اشتهوا فى اوائل امرهم الطعام فقد توول بهم الحال الى
22
ان لا يشتهوا؛ لان الأفات والامتلاء من الاخلاط الردئية تقوى ولان لا يشتهى ثم يشتهى
23
لانتعاش قوته، خير من ان يشتهى ثم لا يشتهى. فاذا دام الاشتهاء ولم يتغير البدن الى
24
القوة والعيالة فقوة الشهوة وألتها صحيحتان، وقوة الهضم وألتها ضعيفتان، فالاولى
25
ان يدرج الناقه من الطيهوج إلى الفروج الى الجدى، ولا يرجعن الى العادة، وبعد
26
فى العروق ضيق. والسكنجبين ربما أسحجهم لضعف أمعاءهم و[كذلك] كل الحواميض.
27
ومن تدبير الناقهين نقلهم الى هواء مضاد لما كان لهم. ومن تدبيرهم مراعاة
28
ما يجب ان يحذر من نوع مرضهم ليقابل بما يومن عنه مثل المبرسمين، فانه يجب ان
29
يخاف عليهم خشونة الصدر. ولا يجب ان يعرق الناقه فى الحمام فتحلل لحمهم
30
الضعيف. واذا كثر عرقه ففيه فضل. والحلق بالموسى يضره لما تقدم ذكره.
4-153
1
|431ra8|تغذية الناقه
2
يجب ان يكون غذاءه فى الكيف حسن الكيموس سهل الانهضام. ويجب
3
ان لايصابر جوعا ولا عطشا. وربما احتيج ان يمال بالكيف الى ضد مزاج العلة السالفة
4
لبقية اثر، او لاحتياط. واعلم ان الاغذية الرطبة السيالة أسرع غذأ، وأقل غذوًا، و
5
الغليظة والثخينة بالضد، اطعمة كانت أو أشربة. ويجب ان لا يحمل عليه بالباردات
6
ان لم تدع اليه بقية حرارة؛ بل يجب ان يدبر بما هو معتدل. وله حرارة لطيفة مع رطوبة
7
كاملة سريعة القبول للهضم؛ وأن يكون غذاءه فى الكم بقدر ما يحسن هضمه وانفصاله،
8
وتزيده على التدريج اذا لم تر ثقلا، ولا قراقر، ولا سرعة انحدار ولا بطؤ جدا، و
9
ينقص منه ان أنكرت من ذلك شئيا. واذا امتلاء دفعة وتمددت معدته فربما حم.
10
وكذلك لا يجب ان يشرب دفعة، فربما كان منه خطر.
11
وأما وقت غذاءه فوقت اعتدال الهواء فى عشيات الصيف أو ظهائر الشتاء؛ الا
12
ان يكون داع مستعجلا. ويجب ان يفرق عليه مقدار هو دون شبع غذاءه. والماء
13
الشديد البرد مما [يجب ان] يجتنبه الناقه، فربما حمل على بعض الاحشاء، وربما
14
شنج. وقد علمنا من مات بذلك.
15
واعلم ان شهوة الناقه قد تقل لضعف اولا خلاط فى المعدة، ويصحبه فى الاكثر
16
كالغشى. وقد تقل بسبب الكبد وقلة جذبها، ويظهر فى اللون وفى البراز الرقيق.
17
وقد تقل بسبب اخلاط فى البدن كله ويحمر. وقد تكون لضعف قوة البدن والحرارة
18
الغريزية، أو فى المعدة خاصة. فدبر كل واحد بما تعلم من تدبيره بارفق ما يمكن.
19
واعلم ان السكنجبن السفرجلى نعم الدواء للناقهين، وخصوصا اذا كانت
20
شهوتهم ساقطة لضعف فى معدهم، وأمنوا السحج. وأما المقومات للمعدة التى هى
21
اسخن من ذلك مثل قرص الورد وما أشبهه، فربما كان سببا للنكس.
22
|431ra53|حركات الأمراض
23
قد علمت أوقات المرض. واعلم ان الحركات فى الادوار قد تكون متزائدة
24
فى العنف فتدل على الانتهاء. وقد تكون متناقصة فتدل على الانحطاط. وتشتد حركات
25
الامراض وأعراضها ليلا لشدة اشتغال الطبيعة بانضاج المادة حيئنذ عن كل شىء.
4-154
1
|431rb3|المقالة الثانية
2
|431rb4|فى اوقات البحران وايامه وادراه
3
فصل فى ابتداء المرض واول حساب البحران: من الناس من قال: ان أول
4
المرض الذى يحسب منه حساب أيام البحران طرف الوقت الذى احس فيه المريض
5
باثر المرض. ومن الناس من قال: لا؛ بل طرف الوقت الذى طرح نفسه، وظهر
6
فيه ضرر الفعل، وانما يتأتى هذا الاختلاف فى الحميات التى لا تعرض بغتة. واما
7
التى تعرض بغتة فليس يخفى فيها اول الوقت. وذلك مثل ما يعرض لقوم محمومين
8
بغتة ان تبدأ حماهم ابتداء ظاهرا وقد كان الانسان قبل ذلك لاقلبة به فنام، او دخل
9
الحمام، او تعب فحم بغتة.
10
وأما الحميات التى يتقدمها تكسير وصداع ونحو ذلك ثم تعرض؛ فان الامرين
11
مختلفان فيه. والأولى ان يعتبر وقت ابتداء الحمى نفسها. وهنالك يكون قد ظهر الخررج
12
عن الحال الطبيعية فى المزاج ظهورًا بينًا. واما ابتداء الصداع والتكسير فلا اعتبار به،
13
والاطراح والنوم ليس مما يعتمد [عليه]، فربما لم يطرح العليل نفسه وقد أخذته
14
الحمى. واذا ولدت المرأة ثم عرض لها حمى فليحتسب من الحمى لا من الولادة
15
فذلك خطأ، قال به قوم. فاكثر ما يعرض ذلك يعرض بعد الثانى والثالث.
16
|431rb33|فى اسباب ايام البحران وادواره
17
ان اكثر الناس يجعل السبب فى تقدير ازمنة بحرانات الأمراض الحادة من جهة
18
القمر؛ وان قوته قوة سائيرة فى رطوبات العالم، توجب فيها اصنافا من التغيير، و
19
تعين على النضج والهضم، أو على الخلاف بحسب استعداد المادة. ويستدلون فى ذلك
20
بحال المد والجزر، وزيادة الادمغة مع زيادة النور فى القمر، وسرعة نضج الثمرات
21
الشجرية والبلغمية مع استبداره. ويقولون: ان رطوبات البدن منفعلة عن القمر فتختلف
22
أحوالها بحسب اختلاف أحوال القمر، ويشتد ظهور الاختلاف مع اشتداد ظهور
23
الاختلاف فى حال القمر. وأشد ذلك اذا صار على مقابلة حال كان فيها، ثم على تربيع.
24
وهذا يقسم دوره الى النصف ثم الى نصف النصف.
25
قالوا: ولما كان دور القمر فى تسعة وعشرين يوما وثلث تقريبا ينقص منه
26
ايام الاجتماع؛ إذا لقمر لا فعل له فيه، وهى بالتقريب يومان ونصف وثلث يبقى ستة
27
وعشرون يوما ونصف، يكون نصفه ثلاثة عشر يوما وربع <يوم>، وربعه ستة ايام و
28
ونصف وثمن <يوم>، وثمنه ثلاثة أيام وربع ونصف ثمن <يوم> وهو أصغر دوره.
29
وربما اخرجوه على وجه أخر فيخالف هذا الحساب بقليل، ويزيد فيه قليلا؛ ولكن
4-155
1
فيه تعسف، فيكون اذًا هذه المدد مددا توجب ان تظهر فيها اختلافات عظيمة، وهى
2
الادوار الصغرى. واذا ابتدأت المدة وكانت المادة صالحة ظهر عند انتهاءها تغير ظاهر
3
إلى الصلاح. واذا ابتدأت، وكانت المادة والاحوال فاسدة كان التغير الظاهر عند
4
انحتام المدة الى الفساد.
5
واما بحرانات الامراض التى هى فى الازمان وفوق شهر فيعدونها من الشمس
6
ثم فى هذا التقدير والتجربة شكوك، وفيها مواضع بحث، لكن الاشتغال بذلك على
7
الطبيعى، ولا يجدى على الطبيب شئيا. انما على الطبيب ان يعرف ما يخرج بالتجارب
8
الكثيرة، وليس عليه ان يعرف علته اذ كان بيان تلك العلة يخرج به الى صناعة
9
أخرى؛ بل يجب ان يكون القول بأيام البحران قولا بقوله على سبيل التجربة، او على
10
سبيل الاوضاع والمصادرات.
11
واعلم ان اكثرهم يسمى بالدور مالا يخرج به التضعيف عن جنسه؛ ومعناه
12
ان لا يخرج به التضعيف الى يوم غير بحرانى. ومثال هذا الرابوع والسابوع؛ فان
13
تضعيفها ينتهى ابدا إلى يوم باحورى بحسب اعتبار أيام البحران التى تقع للامراض
14
التى يليق بهذا الرابوع والسابوع.
15
والا دوار الجيدة الاصلية ثلاثة: دور الارابيع وهو قام ودور الاسابيع وهو
16
تام، ولكن دور العشرينات أتم من الجميع، فان <ادور> الاربعين والستين والثمانين فكل
17
ذلك ايام بحران. واما الدودان الأولان فينقصان من ذلك بسبب الكسر الذى يجب ان
18
والادوار الجيدة الاصلية ثلاثة: دور الارابيع وهو تام، ودور الاسابيع وهو
19
تام، ولكن دور العشرنيات أتم من الجميع، فان <دور> الاربعين والستين والثمانين
20
فكل ذلك ايام بحران. واما الدوران الأولان فينقصان من ذلك بسبب الكسر الذى يجب ان
21
يراعى. ولذلك يكون ثلاثة أسابيع عشرين يوما، لا احد وعشرين يوما. والرابوع
22
الأول هو الرابع، والرابوع الثانى فيه جبر الكسر. فلذلك يكون فى السابع، لانه يكون
23
ستة أيام، وشىء كثير من السابع. فلذلك يقع موصولا، والرابوع الثالث يقع فى لحادى
24
عشر. وهناك يجبر وقت تضعيف السابوع، فيلحق السابوع الثانى، فيكون فى الرابع
25
عشر، ثم اذا جبر بالسابوع الثالث وقع فى اليوم العشرين. وقد جرى الامر فى الرابوعات
26
على ان الرابوع الأول والثانى موصولان، والثانى والثالث منفصلان، والثالث والرابع
27
موصولان. فاذا جاوز الرابع عشر فقد وقع فيه الخلاف.
28
والأفاضل مثل بقراط وجالينوس ابتدأوا بالموصول فكان ترتيب الايام
29
هكذا: السابع <عشر>والعشرون موصول الرابوعات، والواحد وعشرون مضاعف
4-156
1
السابوعات على الفصل، فتجد اسبوعين منفصلين يتلوهما ثالث موصول يتم العشرين،
2
ثم منفصلا من العشرين وهو الرابع وعشرون، ثم السابع وعشرون موصولا،
3
ثم الواحد والثلاثون منفصلا، و الرابع والثلاثون موصولا ثم اسبوع متصل فيكون
4
اربعين، فتجد كل اسبوعين منفصلين يتلوهما ثالث موصول يتم العشرين، ثم يجرى
5
التضعيف على ثلاثة اسابيع على انها عشرون؛ فيكون على الاتصال ستون وثمانون ومائة
6
ومأته وعشرون. ولا التفات كثير إلى ما بينها من الايام.
7
وقال أخرون مثل اركيغانس: ان بعد الرابع عشر الثامن عشر، وهو يوم
8
بحران، ثم الحادى والعشرون والثامن والعشرن، ثم الثانى والثلاثون، ثم الثامن و
9
الثلاثون يتوصل أسبوع. وقد عد قوم، الثانى والاربعون، والخامس والأربعين،
10
والثامن والاربعبن من ايام البحران وقد تعسفوا فيه.
11
وانظر انت كيف يقع ما علموه من تفصيل الارابيع والاسابيع. وللارابيع قوة
12
فى ايام البحران قوية الى عشرين يوما، ثم تجئى القوة للاسابيع الى الرابيع والثلاثين.
13
فاذا جاوز المريض فى المرض المزمن العشرين فتفقد السابوعات. وعند اركيغانس
14
ان اليوم الحادى والعشرين اكثر بحرانا جيدا من العشرين الذى هو شاهد السابع عشر
15
بتفضيله على الثامن عشر من حيث الاسابيع، ولم يجد ابقراط وجالينوس ومن بعدهما
16
الامر على ذلك. وكذلك الخلاف فى السابع والعشرين والثامن والعشرين، فان
17
اركيغانس رأى غير رايهما. وفضل الثامن والعشرين، وكذلك حال الواحد والثلاتين
18
مع الثانى والثلاثين، والرابع والثلاثين مع الخامس والثلاثين، والاربعين مع الثانى
19
والأربعين
20
واعلم ان من الامراض ما بحرانه فى سبعة أشهر، بل فى سبعة سنين، وأربع
21
عشرة سنة، واحدى وعشرين سنة. ومن الناس من ظن انه لا يكون بعد الاربعين
22
بحران باستفراغ قوى، وليس الامر كذلك، ولا ايضا يحتاج ان يتغير المرض لاجل
23
ذلك الى الحدة، او ان يكون فيه نكس، أو يكون فيه تركيب من امراض فليس بممتنع
24
فى المرض المزمن ان لاتزال الطبيعة تنضجه، ثم تقوى عليه دفعة واحدة فتستفرغه
25
وان كان قليلا، وكان الاكثر هو على ما ذكر، ويكون الفضل فيه اما ببحارين ناقصة،
26
واما يخرج بطئى الحركة، واما بتجليل.
27
قال بقراط: ان الايام البحرانية منها ازواج ومنها أفراد. والا فراد أقوى فى
28
البحارين فى اكثر الامر وفى اكثر العدد. ومثال الازواج الرابع والسادس، والثامن
4-157
1
والعاشر، والرابع عشر والعشرون، والرابع والعشرون، وما عددناه من الازواج
2
على المذهيين. والافراد مثل الثالث والخامس والسابع والتاسع، والحادى عشر،
3
والسابع عشر، والحادى والعشرين، والسابع والعشرين، والواحد والثلاثين. ثم ان
4
جالينوس انكر ما ذكر فى هذا الفصل من أمر الثامن والعاشر، ووجده خلاف اصول
5
بقراط. ولعل هذا القول من بقراط من قبل ان احكم امر ايام البحران، اوله تاويل.
6
واعلم انه ربما اتصلت ايام فصارت كيوم واحد للبحران؛ وذلك اكثره بعد العشرين
7
كان استفراغا أو خراجا. واعلم ان يوم البحران الجيد اذا ظهرت فيه علامات رديئة
8
فذلك أردأ، ويدل على الموت اكثر، مثل ان يعرض منها شىء فى السابع او الرابع عشر.
9
|432ra9|فصل فى مناسبات ايام البحران بعضها الى بعض فى القوة والضعف ومقايستها الى الامراض
10
الايام الباحورية منها قوية فى الغاية يكاد يكون فيها دائما بحران، ومنها ضعيف
11
جدا، ومنها متوسط. وسنذكرها مفصلة بعد ان نقول: ان اول ايام البحران هو
12
اليوم الرابع، ومع ذلك فليس بكثير ما يقع فيه من البحران وهو منذر بالسابع. واما
13
اليوم السابع فهو يوم قوى جدا، وينذربه الرابع. والسابع يجوز أن يجعل فى
14
فى اول الطبقة العالية. واليوم الحادى عشر ليس فى قوة الرابع عشر؛ لكنه فى الامراض
15
التى تاتى نوائبها فى الأفراد كالغب قوى جدا، وأقوى من الرابع عشر. واليوم الرابع
16
عشر يوم قوى؛ ومن قوته انه لا يوجد يوم يناسب الرابع عشر الا وليس بغاية القوة
17
فى احكام البحران وسلامته فضلا عن تمامه. اليوم السابع عشر قوى، وما يناسبه من الايام
18
أقوى. ومناسبته العشرين مناسبة الحادى عشر للرابع عشر. الثامن عشر يوم من ايام
19
البحران [القليلة] وفى الأقل يناسب الحادى والعشرين. اليوم الرابع والعشرون
20
والواحد والثلاثون من ايام البحران القليلة، وأقل منهما اليوم السابع والثلاثون؛
21
وكانه ليس بيوم بحران. واليوم الاربعون أقوى من الرابع والثلاثين؛ على ان الرابع
22
والثلاثين صالح القوة، وأقوى من الحادى والثلاثين.
23
واعلم ان الأمراض التى تنوب فى الافراد كالغب واكثر الحادة فهى أسرع
24
بحرانا، وبجراناتها فى الافراد؛ فلذلك ينتظر فى الغب الحادى عشر، ولا ينتظر الرابع عشر
25
الاقليلا. وان كان فى الاكثر يكون النوبة. السابعة ايضا تنحط عن الرابع عشر
26
قليلا؛ والتى تنوب أزواجا هى أبطأ، وبحراناتها فى الازواج اكثر الايام الباحورية التى
27
فى الطبقة العالية فمثل السابع والحادى عشر، والرابع عشر، والسابع عشر والعشرين.
4-158
1
وقد تكون الادوار من الأمراض موافقة فى الاكثر لعدد ايام البحارين، فيكون سبعة
2
أدوار الغب كسبعة ايام المحرقة. وقد يكون حال عدد الشهور والسنين فى المزمنات
3
على حال عدد الايام فى الحادات، فيكون للربع سبعة أشهر مثلا وتجرى انذاراتها
4
على قياس [انذارات الايام ويقع فيها من التقديم والتاخير على قياس] ما يقع فى الايام
5
وسنذكره.
6
|432rb2|فى الايام الواقعة فى الوسط
7
هذه الايام التى ذكرناها هى الايام الباحورية الأصلية. وقد يعرض لايام
8
البحران لسبب من الأسباب العارضة من خارج، او من نفس المرض فى سرعة حركته
9
وبطؤها، أو من حال البدن فى قوته أو ضعفه. ومن اعراض تعرض كالسهر الشديد
10
من مسهر خارج، او واقع من أسباب بدنية ونفسانية اذا افرط افراطا شديدا ان يقع
11
قبلها استعجال، أو عنها تأخر وان كان لا يقوم مقام البحران الواجب فى وقته؛ بل
12
انقص منه لولا السبب القوى العارض لصح البحران عندها، ولم يتقدم ولم يتأخر؛
13
لكن اذا عرض ذلك العارض وكان قويا انحرف الوقت فتأخر او تقدم. وان كان
14
ضعيفا عسر البحران ومنعه من ان يكون تاما، ويسمى الأيام التى يقع اليها هذا الانحراف
15
الايام الواقعة فى الوسط. ولها احكام ايام البحران من جهة ما. وهذه الايام مثل الثالث
16
والخامس والسادس، ومثل التاسع، مثل الثالث عشر؛ فان الثالث والخامس يكتنفان
17
الرابع والتاسع بين السابع والحادى عشر. وربما كان اليوم الواقع أولى بأحد اليومين
18
الذى فى جانبيه، او كان اليوم البحرانى الذى يلى ذلك الواقع واقع فى جانب أخر
19
احق به؛ فان استعجال الحادى عشر الى التاسع اكثر من تاخير السابع الى التاسع وان
20
كان كل منهما يكون كثيرا.
21
|432rb31|فى قوة الايام الواقعة فى الوسط وضعفها
22
اعلم ان التاسع هو اليوم القوى المقدم فيها، ثم الخامس ثم الثالث؛ وليس
23
يقصر عن المرابع الذى هو الاصل قصورا بينا. والثالث عشر كانه لضعفه ليس مما يكون
24
فيه بحران. وأما السادس فهو يوم يقع فيه بحران؛ الا انه يكون ردئيا. فان جاء غير
25
ردئى كان عسرا خفيا ناقصا غير سليم من الخطر؛ وكانه فى قلة وقوع البحران فيه،
26
ووقوعه فيه ردئيا أو غير هنئ ضد السابع وينذر به الرابع فى الشر. وقلما يتم به انذار
27
الرابع بالخير الالعسر فتعرض فيه علامات هائلة كالسكات والغشى؛ وخصوصا ان
4-159
1
كان استفراع فيحدث غشى [بقئ] ويعرض فيه سقوط قوة، وارتعاد ورعشة، و
2
بطلان نبض. وان ظهر فيه عرق لم يكن مستويا. وربما نقص فيه البحران بالاستفراغ
3
فكان تمامه بالخراج الردئى واليرقان. ويكون البول ردئيا ردئى الرسوب، هذا ان
4
كان سلامة، فان لم يكن فكيف يكون، وسلامته يكون يعرض النكس.
5
قال جالينوس: ان السابع كالملك العادل، والسادس كالمتغلب الجائر،
6
والثامن قريب من السادس.
7
|432va1|فصل فى الايام الفاضلة والرديئة وعلى ترتيبها كانت بحرانية، او رافعة فى
8
الوسط وايام الانذار:
افضلها السابع والرابع عشر، وبعدهما التاسع والسابع9
عشر، والعشرون، والخامس، ثم الرابع والثامن عشر، ثم الثالث عشر،. واعلم ان
10
اقوى ايام البحران حكما، وأقوى ايام الوقوع، وايام الانذار[بذلك] ما كان فى الايام
11
المتقدمة وكلما امعن ضعف حكمها.
12
فى الايام التى ليست بحرانية لا بالقصد الأول ولا بالقصد الثانى
13
هو اليوم الاول والثانى والعاشر، والثانى عشر، والسادس عشر، والخامس
14
عشر ايضا من هذه الجملة. والعجب ان كثيرا منها يلى اليوم البحرانى.
15
|432va19|فصل فى ايام الانذار
16
ايام الانذار هى التى يتبين أثار ماهى دلائل تغير من المادة، او دلائل استيلاء
17
احد المتكافحين من المرض والقوة، وابتداء مناهضة خفيفة تجرى بين الطبيعة
18
والعلة؛ لاللفصل، ولكن للتهييج. أما الاول فمثل دلائل النضج وضد النضج. اما
19
دلائل النضج فمثل غمامة حمراء أو إلى بياض. ودلائل غير النضج ايضا معروفة.
20
واما الثانى فمثل ظهور قوة الشهوة أو سقوطها فيه، وخفة الحركة أو ثفلها. واما الثالث
21
فمثل الصداع، والكرب، وضيق النفس، والرعدة، والعرق غير العام، والاستفراغ
22
الغير التام. فاذا ظهرت هذه الأثار فى هذه الايام كان البحران فى ايام تتلوها معلومة،
23
وكان الرابع ينذر أما بالسابع ان كانت علامته جيدة، او بالسادس ان كانت علامة ردئية؛
24
وخصوصا فى المحرقة والنائبة. على انه يكون فى السابع، وفى الاقل بالسابع؛ لكنه
25
فى الغب يكثر على انه يكون فى السادس والسابع اما الحادى عشر أو على الاكثر.
26
فالرابع عشر والحادى عشر ايضا بالرابع عشر. والرابع عشر بالسابع عشر، أو الثامن
27
عشر أو العشرين او الواحد وعشرين. والثامن عشر ينذر بالواحد والعشرين والعشرون
28
بالاربعين. ومن الايام الواقعة فى الوسط الثالث بالخامس. وان كان ردئيا فبا لسادس
29
والخامس بالتاسع. وان كان ردئيا فبالثامن.
4-160
1
واعلم ان دلائل الانذارات قد تنحرف عن أيامها للسبب المذكور فى انحرافات
2
ايام البحران عن أيام المستحقة الى ماقبلها أو بعدها. واعلم [انه] اذا تلا اليوم الثانى
3
من ايام الانذار شىء من جنس ما كان فى يوم الانذار فالمرض سريع الحركة. وتامل
4
العلامات المعجلة والمؤخرة، واحكم فى ايام الانذار <والايام> التى تنذربها ان
5
اعجلت او أخرت من ذلك.
6
|432vb1|تعرف ايام البحران اذا أشكل
7
تعرف ايام البحران يحتاج إليه لاغراض كثيرة، فانه يجب اذا كان البحران
8
قريبا ان يدبرتدبرا ما، وان كان بعيدا ان يدبر تدبيرا أخر. ويجب فى يوم البحران
9
وما يقرب منه ان يدبر المريض تدبيرا خاصا فلا يحركه البتة بدواء فربما عاون الطبيعة على
10
الاستفراغ فافرط افراطا شديدا، وربما ضادها فى الجهة، فولد تكافؤ الايجابين ولم يكن
11
استفراغ، وفى ذلك ما فيه.
12
ويجب فى تعرف ايام البحران أن تراعى ايضا الأمور المغيرة لايام البحران
13
المعلومة. ونحو التعرف ينقسم الى وجهين. احدهما فى بحران المرض مطلقا، و
14
الأخر فى تعيين يوم البحران من جملة مدة كان فيها البحران، فربما طالت احوال
15
البحران يومين ثلاثة فاشكل انه الى ايهما ينسب. واما الوجه الأول فيستدل عليه من
16
وجهين من علامات قصر المرض وطوله، ومن طبائع الامراض وقواها.
17
اما الاستدلال من علامات الطول والقصر فانما يكون على انقضاء المرض،
18
فمثل ان يكون المرض ليس مما يمكن ان ينقضى فى الرابع وما يليه، ويمكن ان
19
ينقضى فى السابع وبعده. فان ظهرت علامات النضج ظهورا جيدا فيمايلى الرابع يرجى
20
انه يبحرن فى السابع. وان ظهرت علامات طول المرض المذكورة فى بابه علم ان
21
بحرانه يتأخر، ويكون عافيته بغير بحران. فان لم يظهر أحدهما رجى ان ينقضى
22
المرض ما بين السابع والرابع عشر.
23
واما الاستدلال من طبائع الأمراض فمثل ان اليوم الفرد أولى كما علمت بما
24
يتحرك من الامراض فى يوم فرد، والحارة الحادة والزوج بما يخالفه.
25
وأما الوجه الثانى فيستدل علبه من وجوه: من قياس الأدوار، ومن عدد اوقات
26
البحران، وزمان البحران، ومن استحقاقات الأيام وقواها. فاما الاستدلال من قياس
27
الادوار فمثل ما علم ان اليوم الزوج اولى بمرض والفرد اولى بمرض. وأما من زمان
28
البحران فان تنظر وتعرف ان المعاناة فى أى اليومين كان أطول فيجعل له البحران،
29
الا ان يمنع ما هو اقوى حكما من حكم هذا الدليل. ومن هذا الباب ما يجب ان
30
يجعل البحران فيه اليوم الأوسط من ثلاثة أيام مع الشرط المذكور.
4-161
1
واما الاستدلال من قوة الايام وطبائعها فمثل ان يكون العرق ابتدأ فى الليلة
2
السابعة، ولم يزل العرق فى الثامن نهاره كله؛ فان البحران يكون للسابع لا للثامن وان
3
اقلعت الحمى فى الثامن. ولو كان على خلاف هذا فابتدأ العرق فى الثالث عشر. ولم
4
يزل المريض يعرق الى الرابع عشر ويقلع الحمى فى الرابع عشر؛ فانما ينسب البحران
5
الى الرابع عشر؛ وذلك لان الثامن والثالث عشر ليستا فى قوة اليومين الأخرين
6
فى الخير. والموت بالسادس أولى منه بالسابع؛ والعاشر اولى منه بالتاسع.
7
وأما الاستدلال من اجتماع الاحكام فمثل ما سلف ذكر مثال الرابع عشر فيما ذكر؛
8
لانه اجتمع فيه العرق والاقلاع معا. وأما الاستدال من الايام المنذرة فان تنظر هل
9
وجدت فى الامثلة المذكورة انذارا من الرابع فتجزم بان البحران للسابع أو فى السابع
10
او تجدها فى الحادى عشر فتجزم ان البحران للرابع عشر.
11
|433ra14|فى بيان نسبة ايام البحران الى اكثر الامراض
12
قد علمنا ان الامراض الحادة جدا يجب ان يكون بحرانها الى السابع، والتى
13
يليها فى الحدة، يجب ان يكون بحرانها الى الرابع عشر والى العشرين، والتى تليها
14
فالى الأربعين، ثم بعد ذلك بحارين الامراض المزمنة مطلقا. اذا كانت المحرقة تشتد
15
فى الازواج فان ذلك علامة ردئية. وكثيرا ما تقتل فى السادس وتنذربه الرابع، ويكون
16
فيه عرق بارد ونحو ذلك. وما كان مثل السرسام فانما يكون بحرانه فى اكثر الأمر الى
17
الحادى عشر مع حدته؛ لان ابتدأ معظمة يكون فى الاكثر بعد الثالث والرابع، ثم
18
يبحرن فى اسبوع. ثم القول فى البحرانات.
4-162
1
|433ra30|الفن الثالث
2
فى ألاورام والبثور [يشتمل على ثلاث مقالات]
3
|433ra31|المقالة الأولى فى الحارة منها والفاسدة
4
قد تكلمنا فى الكتاب الاول فى الاورام وأجناسها ومعالجتها كلاما كليا لابد ان
5
يرجع إليه من يريد ان يسمع ما نقوله الأن؛ واما فى هذا الموضع فانانتكلم فيه
6
كلاما جزئيا.
7
|433ra33|كلام فى الاورام والبثور الحارة
8
فنقول ان كل ورم وبثر <لا يخلو من ان يكون> اما حارا واما غير حار. والورم
9
الحار اما ان يكون من دم وما يجرى مجراه، او صفراء وما يجرى مجراها. وما كان عن
10
دم فاما ان يكون عن دم محمود، واما عن دم ردئى. والدم المحمود اما غليظ، واما
11
رقيق. والمتكون عن الدم الغليظ المحمود هو الفلغمونى الذى يأخذ اللحم والجلد معًا،
12
ويكون مع ضربان، وعن الرقيق الفلغمونى الذى يأخذ الجلد وحده وهو الشرى
13
ولا يكون مع ضربان.
14
واما الكائن عن الدم الغليظ الردئى فتحدث عنه انواع من الخراجات الرديئة.
15
فان اشتدت ردأته واحتراقه حدثت الحمرة، واحدثت الاحتراق والخشكريشة،
16
وشرمنها النار الفارسى. وعن الرقيق الردئى يحدث الفلغمونى الذى يميل الى الحمرة
17
مع رداءة وخبث. فان كانت <المادة> أرق كانت الحمرة الفلغمونية. وان "كانت
18
الردأة'' اكثر كانت الحمرة ذات النفاخات، والنفاطات، والاحتراق، والخشكريشة.
19
واما الصفراوى فاما ان يكون عن صفراء لطيفة جدًا لا تحتبس فيما هو داخل من
20
ظاهر الجلد ''وهى حريفة'' وتكون منها النملة. <والنملة> اما أن تكون ساعية وحدها
21
وهى ألطف، واما ساعية اكالة وهى ردئية. واما من صفراء اغلظ من ذلك وأقل ''حرافة،
22
وتكون فى عمق الجلد ويخالطها بلغم ويسمى جاورسية". وهى أقل إلتهابا او أبطأ إنحلالا.
4-163
1
وان كانت المادة اغلظ وأردأ حدثت <منها> النملة ألاكالة. وان كانت تجاوز فى
2
غلظها الى قوام الدم وكانت ردئية حدثت الحمرة الرديئة. وجميع ذلك يكون المادة
3
فيه رديئة لطيفة. وان اختلفت بعد ذلك، وتكون للطفها تدفعها الطبيعة فلا تحتبس فى
4
شىء الا فى الجلد وما يقرب منه.
5
واذا كثرت مادة الورم الحار وعظم الورم [جدا] فهو من جملة الاورام الطاعونية
6
القتالة ومن جملتها المدركة المعروفة بتراقيا. وهذه الاصناف الردئية وما يشبهها
7
تكثر فى سنة الوباء والردئى من الاورام الحارة مالم تنته الى انحطاط يتبعه اللين والضمور،
8
ولا الى جمع مدة؛ بل إلى فساد العضو. وليس يكون دائما عن عظم الورم وكثرة
9
المادة، بل قد يكون عن خبث المادة. واعلم ان الاورام قلما تكون مفردة صرفة واكثرها
10
مركبة. واعلم ان كل ورم فى الظاهر لاضربان معه فانه لايقيح، وأما فى الباطن
11
فقد قلنا فيه.
12
|433rb31|فى الفلغمونى
13
قد علمت الفلغمونى، وعلمت علاماته من الحرارة والإلتهاب، وزيادة الحجم
14
والتمدد، والمدافعة والضربان ان كان غائصا، وكان يقرب الشرائين، وكان العضو
15
ياتيه عصب يحس به. وليس لكثير من الاحشاء كما علمت حاله. وكلما كانت الشرائين
16
اعظم واكثر كان ضربانها، وإيجاعها أشد، وتحللها أو جمعها أسرع. فاذا كان البلغمونى
17
فى عضو حساس تبعه الوجع الشديد كيف كان، ويلزمه أن يظهر عروق ذلك العضو
18
الصغار التى كانت تخفى.
19
واعلم ان اسم الفلغمونى فى لسان اليونانى كان مطلقا على كل ما هو التهاب،
20
ثم قيل لكل ورم حار، ثم قيل لما كان من الورم الحار بالصفة المذكورة. ولا يخلو عن
21
الإلتهاب لاحتقان الدم، وانسداد مجاريه. والفلغمونى قلما يتفق ان يكون بسيطا.
22
وهو فى الاكثر يقارن حمرة، أو صلابة أوتهيجا. وله أسباب: منها سابقة بدنية من
23
الامتلاء، اوردأة الاخلاط مع ضعف العضو القابل وان لم يكن امتلاء ولاردأة الأخلاط.
24
ومنها بادية مثل فسخ، أو قطع، أوكسر، أوخلع، أو قروح تكثر فى العضو فتميل إليها
25
المادة للوجع والضعف. وربما مالت اليها المواد فاحتبست فى المسالك التى هى أضعف؛
26
كما تعرض مع القروح.
27
والجرب المولم: أورام فى المواضع الخالية. وتزيده يتبين بتزيد الحجم و
28
التمدد، وانتهاءه بانتهاءه. وهنالك يجمع المدة ان كان يجمع، وانحطاطه ياخذه الى
4-164
1
اللين والضف. والردئ هو الذى لا ياخذ الى الانحطاط ولا يجمع المدة؛ ومثل هذا
2
يودى الى موت العضو وتعفنه. وكثيرا ما يكون ذلك لعظم الورم وكثرة مادته.
3
وكثيرا ما يكون لسبب خبث المادة وان كان الورم صغيرا. وأنت تعلم ما ينفش بان
4
الضربان ياخذ بالهدؤ، واللهيب فى السكون، وتعلم ما يجمع بازدياد الضربان والحرارة
5
وثباتهما، وتعلم ما تعفن بعسر النضج والكمودة، وشدة التمدد. واعلم انه ما لم
6
تقهر الطبيعة المادة لم يحدث منها ورم. واعلم انه اذا تجاورت ثبور دملية انذرت بد مل
7
خبيث. ويجب ان يسقى صاحب الاورام الباطنة ماء الهندباء وماء عنب الثعلب بفلوس
8
خيارشنبر.
9
علاج الفلغمونى: اذا حدث الغلغمونى عن سبب باد لم يخل اما ان يصادف
10
السبب البادى <واثره> نقاء من البدن اوامتلاء، فان صادف نقاء لم يحتج الا إلى مداواة
11
الورم من حيث هو ورم. وعلاج الورم من حيث هو ورم اخراج المادة الغريبة التى
12
احدثت الورم؛ وذلك بالمرخيات والمحللات اللينة مثل ضماد دقيق الحنطة مطبوخا
13
بالماء والدهن؛ وربما أغنى الشرط. وكفى المؤنة؛ وخصوصا اذا كان الورم كثير
14
المادة.
15
و"اما اذا حدث الورم والبدن ممتلىء'' فيجب ان لا يلين الورم بالمرخيات فينجذب
16
اليه اكثر مما يتحلل عنه، بل يجب ان يستفرغ المادة بالفصد، وربما احتيج الى إسهال
17
فان فعل ذلك استعملت المرخيات. ويقرب علاجه من علاج ما كان سببه الامتلاء
18
البدنى؛ ويفارقه فى أنه ليس يحتاج الى ردع كثير فى الابتداء كما يحتاج ذلك بل دونه.
19
واما اذا كان السبب سابقا غير باد فيجب ان تبدأ بالاستفراغ وتوفيه حقه من الفصد
20
والاسهال ان احتيج إليه. والحاجة إليه اما لان البدن غير نقى، واما لان العلة عظيمة
21
فلا بد من استفراغ وتقليل المادة، وجذب إلى الخلاف. واذا كان البدن ليس
22
بكثير الفضول فان العضو قد يحدث به ما يضعفه فتنجذب اليه مواد البدن وان لم يكن
23
مواد فضل.
24
ويجب ان تراعى الشرائط المعلومة فى ذلك من السن والفصل والبلد وغير ذلك،
25
ولتبدأ بالروادع الا فى الموضع الذى شرطناه فى الكتاب الأول، ثم يحاذى التزيد
26
باد خال المرخيات المرطبة مع الروادع. وكما يمعن فى التزيد يمعن فى زيادة المرخيات
27
قليلا قليلا. وعند [المنتهى و] الوقوف، وبلوغ الحجم والتمدد غايته تغلب المرخيات
28
وتصرفها. والمجففات منها هى المبرئة فى المنتهيات.
4-165
1
وأما المرخيات المرطبة فلتوسع المسام واسكان الوجع، والمجفف هو الذى
2
يبرى ويمنع ان يبقى شئى يصير مدة. فان لم يبرء بالتمام فانما يبقى شئيا يسبرا يحلله ما فيه
3
حدة. وقد تعرض من الردع شدة الوجع لاختناق المادة وارتكاز العضو. وقد
4
يعرض منه للمادة أن ترجع الى اعضاء رئيسة. وقد يعرض ان يصلب الورم. وقد يعرض
5
ان ياخذ العضو الى الخضرة والسواد، خصوصا اذا عولج به فى أخر الأمر ويقرب
6
الانتهاء.
7
واعلم ان شدة الوجع تحوجك الى أدوية ترخى من غير جذب، وربما كان معها
8
تبريد لايمانع الارخاء. وأما إرتداد المادة الى اعضاء رئيسة فيومن منه الاستفراغ؛ الا
9
اذا كان ما أتاها منها على سبيل دفع منها، وكانت الاعضاء القابلة عنها كالمفرغة
10
لها، فهنالك لاسبيل الى دفع وردع البتة. وقد حققنا هذا فى موضعه.
11
واذا خفت ان يميل إلى صلابة استعملت المرخيات التى فيها تسخين وترطيب
12
بقوة. فاما الادوية الرادعة فالتى هى المتوسط كعصارات البقول الباردة التى قد ذكرنا
13
كثيرا منها فى مواضع أخر؛ مثل عصارة بقلة الحمقاء والقرع والهندباء، وعصارة الراعى
14
وغير ذلك، وعصارة عنب الثعلب خاصة واجرامها مدقوقة مصلحة للضماد، وعصارة
15
بزر قطونا ايضا، والقيروطى بماء بارد. وربما كفى الخطب فيه اسفنجة مغموسة فى خل
16
وماء بارد. والكاكنج قوى فى الابتداء. وكذلك قشور الرمان، وحى العالم، والسويق
17
المطبوخ جدا، وخصوصا بخل ممزوج أوسماق. والطحلب جيد ايضا. وان احتيج الى
18
أقوى من ذلك زيد فيها الصندل والأقاقيا، والماميثا، والفوفل، والبنج. وحشيشة
19
يعرف بحشيشة الاورام جيدة فى الابتداء جدا. وقد يعان تجفيفها وقبضها بالزعفران
20
والترتيب فى الابتداء خطر.
21
واذا وقع الافراط فى التبريد فربما أدى الى فساد العضو، وفساد الخلط
22
المحتقن فى الررم، فياخذ الورم الى خضرة وسواد. فان خفت شئيا من ذلك فضمد
23
الموضع بدقيق الشعير واللبلاب وما فيه ارخاء. فان ظهر فيه شىء من ذلك فاشرط الموضع
24
واشرحه، ولا تنظر جمعا ونضجا. وذلك حين ترى المنصب كثيرا جدا. وربما أمات
25
العضو. والشرط منه ظاهر، ومنه غائر. وذلك بحسب مكان الوم وحال العضو.
26
واذا شرط فانطل بماء البحر، وبسائر المياه المالحة، وضمد بما فيه إرخاء. وان لم
27
تحتج إلى رش ونطل اقتصرت على المرخيات.
28
واعلم ان استعمال القرية الردع فى الاول، والقوية التحليل فى الأخر ردئى
29
فلتحذر ما أمكن، فان التبريد الشديد يودى الى ما علمت. والماء البارد وكذلك مما
30
يجب ان يخدر الا فى مثل الحمرة. والتحليل الشديد يحدث وجعا. فان اريد ان يدبر
4-166
1
فى الابتداء بتسكين الوجع فلا تقربن الماء الحار. والادهان المرخية والضمادات
2
المتخذة من امثال ذلك من الأدوية؛ فانها شديدة المضادة لما يجب من منع الانصباب
3
ولتفرغ الى الطين الأرمنى مذوبا فى الماء البارد او مع دهن ورد. وافضل دهن الورد
4
ما كان من الورد والزيت؛ فان الزيت فيه تحليل ما، أو الى العدس المطبوخ مع الورد،
5
او الى المردا سنج بدهن الورد. فان تنجع هذه وما يجرى مجراها استعمل اللبلاب،
6
فانه شديد الموافقة فى الابتداء كالانتهاء. والسرمق والحسك والكرفس والباذروج.
7
كذلك.
8
وكثيرا ما يسكن الوجع شراب حلو مخلوط بدهن ورد، بل عقيد العنب، وقليل
9
شمع على صوف، أو صوف زوفا مبردا فى الصيف مفترا فى الشتاء، واسفنج مغموسا
10
فى شراب قابض، أو خل وماء بارد. والزعفران يدخل فى تسكين الوجع. فاذا رأيت
11
الورم يسلك طريق الخراج فدع التبريد، وخذ فى طريق ما ينضج ويقيح.
12
فاما اذا انتهى الورم فلا بد من مثل الشبث، والبابونج، والخطمى، وبزر الكتان
13
ونحوه، بل من المراهم الدياخلونية والباسليقونية. وفى مرهم القلقطار تجفيف من
14
غير وجع. ولذلك يصلح استعماله عند سكون اللهيب من الفلغمونى، ويصلح اذا لم
15
تخف الجمع. والاجود ان تضع عليه من فوق صوفا مغموسا فى شراب قابض. واللحم
16
اكثر حاجة الى التجفيف من العصب؛ لان العصب يرجع الى مزاجه بتجفيف يسير،
17
واقل اللحم حاجة أقله شرائين. وكثيرا ما تقع الحاجة الى الشرط قبل النضج. وكثيرا
18
ما يحتال فى جذب الورم من العضو الشريف الى الخسيس بالجواذب، ثم يعالج ذلك
19
ويقيح، وما يحتاج الى التقييج من الاورام الحارة فليضمد ببزر قطونا رأسه، و
20
بالمطفيات حواليه، ولتطل الأطلية [والضمادات] بالريشة، فان الإصبع تولمه.
21
|434rb1|الحمرة واصنافها
22
قد عرفت اسباب الحمرة وأصنافها فى الكتاب الأول، والتى تتميز عن الفلغمونى،
23
ان الحمرة أظهر حمرة وأنصع، والفلغمونى تظهر منه حمرة الى السواد او الخضرة،
24
واكثر لون دمه كامنا فى الغور. وحمرة الحمرة تبطل باللمس عن مكان، فيبيض مكانها
25
بسبب لطف مادة الحمرة وتفرقها، ثم تعود بسرعة، وليس كذلك حمرة الفلغمونى.
26
وترى فى حمرة الحمرة زعفرانية وصفرة ما، ولا ترى ذلك فى حمرة الفلغمونى. وورم الحمرة
27
يكون فى ظاهر الجلد، والفلغمونى غائيرا ايضا فى اللحم. والحمرة الخالصة تدب،
4-167
1
ولا كذلك الفلغمونى. والصديدية تنفط، ويقل ذلك فى الفلغمونى، والخالصة لا تدافع
2
اليد <البتة>، والفلغمونى يدافع. وكلما كثر زيادة الدم على الصفراء كانت المدافعة
3
أظهر، والوجع والضربان أشد. والحمرة تجلب الحمى أشد من الفلغمونى.
4
وقد يبلغ من حرارة الحمرة ان تحرق القشرة ويصير ما يسمى جمرة، ولا
5
كذلك الفلغمونى. وليس التهاب الحمرة دون التهاب الفلغمونى بل اكثر؛ بل تمدد
6
الفلغمونى وايجاعه بسبب التمدد فقد يكون اكثر. ولذلك وجع الحمرة أقل. واكثر
7
ما تعرض الحمرة تعرض فى الوجه، وتبتدئى من ارنبة الانف، ويزداد الورم وينبسط
8
فى الوجه كله. وإن حدثت الحمرة عن انكسار العظم تحت الجلد فذلك ردئى. وقد
9
عرفت الاختلاف بين الحمرة الفلغمونية والفلغمونية الحمرية فى غير هذا الموضع.
10
علاج الحمره: يجب ان يستفرغ البدن فيه باسهال الصفراء. وان احتيج
11
الى الفصد فصد إيضا. وانما ينفع الفصد جدا حين ما تكون المادة بين الجلدين، واما
12
ان كانت غائرة فنفعه يقل، وربما جذب. وان احتيج الى معاودة الإسهال بعد الفصد
13
فعلت. وذلك بحسب ما تخمن من المادتين، ثم تقبل على تبريد هما بالمبردات القوية
14
المعلومة فى باب الفلغمونى، وتصب الماء البارد، وتفعل ذلك حتى يتغير اللون؛ فان
15
المحضة تبطل مع تغير اللون ونقصانه.
16
وبالجملة فان التبريد فى الحمرة أوجب؛ لان اللهيب والوجع الالتهابى فيه
17
اكثر؛ والاستفراغ فى الفلغمونى؛ لأن المادة فيها أعصى واغلظ. ويجب ان يكون
18
مبرداته فى الإبتداء قوية القبض يكاد يربو قبضها على بردها. واما فى قريب الانتهاء
19
فليكن بردها أشد من قبضها. ولتحذر مع ذلك من ان ترجع المادة إلى عضو باطن،
20
اوالى عضو شريف. ولتحذر ايضا من ان يسود العضو ويكمد، ويأخذ فى طريق الفساد.
21
واذا ظهر شىء من ذلك اخذ فى طريق ضد القبض والتبريد.
22
فان كانت الحمرة دبابة على الجلد عولج بخبث الرصاص مع شراب عفص
23
يغلى بورق السلق المغلى بالشراب. ويعالج بما فيه تحليل وتجفيف قوى مع تبريد؛
24
وذلك مثل ان يوخذ الصرف العتيق المحترق من غير ان يغسل وزن اثنتى عشر درهما
25
ونصف، فحم قلب شجر الصنوبر مثله، شمع خمسة عشر درهما، خبث الرصاص
26
تسعة دراهم، شحم الماعز العتيق المغسول بالماء خمسة عشر درهما، دهن الأس خمس
27
أواق. وايضًا اخف منه: مرهم يتخذ من خبث الرصاص بعصارة السذاب ودهن
28
الورد وشمع.
4-168
1
|434va18|النملة الجاورسية
2
النملة بثرة أو بثور تخرج وتحدث ورما يسيرا وتسعى، وربما قرحت، وربما
3
انحلت. وقد عرفت سبب كل واحد من ذلك. ولون النملة الى الصفرة، وتكون
4
ملتهبة مع قوام ثولولى، ومستدير، وهى فى الاصل مستعرضة الأصل؛ الاضرب منها يسمى
5
أفرو خور ودن يكون مستدق الأصل؛ كانه معلق. ويحس فى كل نملة كعض النملة. وبالجملة
6
فان كل ورم جلدى ساع لاغوص له فهو نملة، لكن منها جاورسية، ومنها اكالة على ما
7
علمت. واذا صارت قروحا وتعفنت خصت باسم التعفن.
8
علاج النملة: النملة وما يجرى مجراها اذا لم يبدا فيها فيستفرغ الخلط على
9
ما يجب؛ بل عولجت القروح بما يبرى عاد من موضع بالقرب، او من الموضع نفسه.
10
ولاتزال تأكل الجلد اكلا بعد أكل. وماء الجبن بالسقمونيا نافع فى استفراغ مادة النملة
11
ونحوها. وأما الطريق التى تعالج بها النملة فهو ان يجنب الاكال منها المرطبات التى
12
قد تستعل فى الحمرة؛ فان الترطيب لا يلائم القروح. واستعمل فى أوائلها لامثل
13
الخس، والنيلوفر، وحى العالم، والطحلب، والرجلة؛ بل ان كان ولا بد فمثل عنب
14
الثعلب، وخصوصا اليابس المدقوق؛ فان فيه تجفيفا، ومثل لسان الحمل والعليق
15
والعدس من بعد، وسويق الشعير، وقشور الرمان، وقضبان الكرم. فاذا خيف عليها
16
التاكل والنقرح استعمل مع هذه المبردات شئى من العسل ونحوه، او دقاق الكندر
17
مع خل، والماء الذى يسيل من خشب الكرم الرطب عند الاحراق، وبعر الغنم مع
18
الخل، واخثاء البقر مع الخل،
19
فاذا ظهر التاكل والتقرح فاستعمل أقراص أندرون بشراب قابض اوخل ممزوج
20
او عصارة قثاء الحمار وملح، ومرارة التيس، والسذاب مع النطرون والفلفل، او النطرون
21
ببول صبى. وجالينوس يستصوب ان يوخذ شىء كالانبوب من طرف ريش او غير
22
ذلك حاد الطرف يمكن ان يلتقم النملة، ثم ينفذ حولها الى العمق بحدبة، ويقلع بها
23
النملة من أصلها. واما امثال الصبيان فتذهب نملتهم ان يدخلوا الحمام فيضربهم هواء
24
الحمام ثم يخرجوا بسرعة ويطلوا دهن الورد بماء الورد.
25
علاج الجاورسية من بين اصناف النملة: الجاورسية تشبه النملة فى العلاج؛
26
لكن الاولى فى إسهالها ان تكون فى مسهلها قوة من مثل التربد مع ما يسهل الصفراء.
27
وان كانت قوة من الأفتيمون فهو اجود، لانه لا بد هناك من سوداء وبلغم يخالط الصفراء،
28
ثم يوخذ العفص، والكرمازك والصندل، وقشور الرمان، والطين الأرمنى يجمع كله
29
فى خل وماء الورد مقدار مالا يلذع ويلطخ عليه بريشة. واللبن الحليب شديد الملائمة
30
لعلاج هذه العلة. فاذا جاوز الاول فيجب ان تعالج بمثل رأس السمك المليح محرقا
31
يطلى بالشراب العفص. وأقوى من ذلك ان احتيج إلى تجفيف بليغ ان يوخذ ورق
4-169
1
الباذروج فيجعل فيه القلقنديس ويستعمل. وأقوى من ذلك زنجار وكبريت اصفر محرق
2
يتخذ منه لطوخ بالشراب. أو بماء خبث الكرم الذى يبين عن إحتراقه.
3
|434vb33|الجمرة ــ بالجيم ــ والنار الفارسى وغير ذلك
4
هذان اسمان ربما اطلقا على كل بثر اكال منفط محرق محدت للخشكريشة <يشبه>
5
احداث الحرق والكى. وربما أطلق اسم النار الفارسى من ذلك على ما كان هناك بثر
6
من جنس النملة اكال محرق منفط فيه سعى ورطوبة، ويكون صفراوى المادة، قليل
7
السوداء قليل التقعير؛ ويكون مع بثور كثيرة صغيرة؛ كأن هناك خلط حار كثير الغليان
8
والبثر. واطلق اسم الجمرة على ما يسود المكان، ويفحم العضو من غير رطوبة؛ و
9
يكون كثير السوداوية غائصا، وبثره قليل كبير الحجم ترمسى. وربما لم يكن هناك
10
بثر البتة؛ بل ابتدأت فى الاول جمرة، وجميع ذلك يبتدئى بحكة كالجرب.
11
وقد تنفط النار الفارسى أو الجمرة. ويسيل منه شىء كما يسيل عن المكاوى
12
محرق. ويكون الموضع رمادى اللون اسود، وربما كان رصاصيا. ويكون اللهيب
13
الشديد مطيفابه من غير صدق حمرة؛ بل مع ميل الى السواد. والذى يخص باسم الجمرة
14
يكون أسود أصلا الجرح ناريا، وكان له بريق الخمر. والنار الفارسى منهما أسرع
15
ظهورا وحركة، والجمرة أبطأ وأغور؛ وكأن مادتها مادة البثر والقوبا؛ لكهنا حادة فى
16
النار الفارسى. وما عرض منهما فى اللحم فهو أسرع تحللا، وما عرض للعصب
17
فهو أثبت وابطأ تحلا.
18
وكل واحد منهما عن مرار اصفر محترق مخالط للسوداء، لذلك يحدث منهما جميعا
19
خشكريشة سوداء. وكان النار الفارسى أشد صفراوية، والجمرة أشد سوداوية. ولك
20
ان تسمى كل واحد منهما بالمعنى الذى يجمعها جمرة، ثم تقسم ولك ان تسميهما كلاهما
21
فارسيا لذلك المعنى بعينه، ثم تقسم ولك ان تعطى كل معنى اسما وقد فعل
22
جميع ذلك ولا كثير فرق فيه. وقد تكون مع هذه ومع اصناف النملة الجاورسية
23
الرديئة حميات شديدة الردأة قتالة. وقد تحدث هذه بسبب الوباء، وكثيرا ما تشبه
24
الفلغمونى، وإلى سوادما فى ابتداء الأمر، وخصوصا فى سنة الوباء.
25
علاج الجمرة والنار الفارسى: لا بد من الفصد ليستفرغ الدم الصفراوى.
26
واذا كانت العلة قاتلة فلا بد من مقارنة الغشى به. وربما احتيج وخصوصا فى الجمرة
27
إلى شرط عميق ليخرج الدم الردئى المحتقن فيه الذى هو فى طبيعة السم، ولا
4-170
1
يفعل ذلك اذا كانت المادة مائلة الى الصفراوية. واما العلاج الموضعى فلا بد من مثل
2
علاج الحمرة. ولكن لا يجب ان يكون اللطوخ شديد التبريد كما فى الحمرة؛
3
فان المادة الى غلظ؛ ولانها بحيث لا تحتمل ارتداد القليل منها إلى باطن؛ لانها مادة
4
سمية. ولا يجوز ان يستعمل شديد القبض ايضا؛ فان المادة غليظة بطيئة التحلل.
5
ولا يجوز ان تستعمل المحللات لا فى أول الأمر من الظهور، ولا عند اول سكون
6
الالتهاب فتزيد فى كيفية المادة؛ بل يجب ان تستعمل الأدوية المجففة التى فيها تبريد
7
وتحليل ما مع دفع مثل ضماد يتخذ من لسان الحمل والعدس وخبز كثير النخالة؛ فان
8
مثل هذ الخبز ألطف فى جوهره. واضمدة تشبه هذه مما كتب فى الاقراباذين. و
9
ايضا العفص بخل الخمر، والشب بخل خمر.
10
ومن الأدوية الجيدة فى هذا الوقت وبعده ان يوخذ رمان حامض ويشقق،
11
ويطبخ مع خل حتى يلين، ثم يسحق ويوخذ على خرقة ويستعمل، فانه يصلح فى
12
كل وقت، ويقلع هذه العلة فى الإبتداء والانتهاء. وقد يقع فى أدوية هذا الوقت الجوز
13
الطرى وورقه مع السويق والزبيب والتين بشراب ودهن الخشخاش الأسود، و
14
أجوده ان يتخذ من الجملة ضماد.
15
ومن الادوية الصالحة فى اكثر الأوقات: أفيون وأقاقيا وزاج سورى وقشور
16
الزمان من كل واحد وزن درهمين، زهرة النحاس درهم، بزر النبج درهم، وامثال
17
هذه الأدوية انما توضع على ما لم يتقرح. واما المتقرح منه فلا بد فيه من المجفف
18
القوى مثل دواء أندرونى وفراسيون، واقراص بولوندروس، ودواء القيشور بشراب
19
حلو وميبختح، وسائر ما قيل فى علاج الحمرة المتقرحة والنملة الجاورسية. و
20
يجب ان تضمد عليها الاضمدة فى اليوم مرتين وفى الليل مرتين.
21
ولا تستعمل المعفنات ما قدرت؛ فانها تزيد فى رداء العلة. ويجب ان تضمد
22
ما يحيط بالوجع وموضع الاحتراق بالطين الأرمنى بالخل والماء، وسائر ما يبرد
23
ويردع، وما هو أقرب من ذلك بصوف الزوفا مغموسا فى الشراب. فاذا سكن
24
الالتهاب وبقيت القروح عولجت بمثل المراهم الراسية ومرهم ديابوطامون،
25
وسائر أدوية القروح المتاكلة المذكورة فى اقراباذين. والجوز العتيق الدهين صالح
26
للنار الفارسى فى هذا الوقت.
27
|435rb26|فى النفاطات والنفاخات
28
النفاخات تحدث على وجهين: احدهما بسبب مائية تندفع من غليان فى الاخلاط
4-171
1
تتصعد به المادة دفعة واحدة الى ما تحت الجلد، فتجد الجلد أكثف مما تحته فلا تنفذ فيه،
2
بل يبقى نفاخة مائية. والثانى ان يكون بدل المائية دم فيتقيح من تحت.
3
علاج النفاطات والنفاخات: اما تنقية البدن والفصد ونحو ذلك فعلى ما قد علمت،
4
وتستعمل التدبير والغذاء على النحو الذى ذكر، وتجعل عليها فى أول ما تكاد تظهر
5
مثل العدس المطبوخ بالماء، ومثل قشر الرمان، أو قشر أغصانه مطيوخا بالماء. كل
6
ذلك يوضع على موضعه بعد الطبخ والتليين فاترا. فان خرجت النفاطات وأردت علاجها
7
نفسها فالغليظ الجلد يوجع، فيجب أن يقفأ بالإبر ويسيل مافيها، والرقيق ربما تقفأ من
8
نفسه. ولا يجب ان يمهل بل يقفأ أيضا، وتعصر ما فيها بالرفق قليلا قليلا. ثم لا يخلو
9
اما ان يبرأ، واما ان يتقرح. فان تقرح عولج بالمراهم الاسفيداجية والمرداسنجية
10
ونحوها، وخصوصا اذا وقع فيها مثل الأيرسا، ومراهم الحمرة اذا سعت وتأكلت،
11
والنملة وسائر ما ذكرناه.
12
دوأ مركب: مرد اسنج رطل، زيت عتيق رطل ونصف، زرنيخ رطل، يطبخ
13
المرد اسنج بالزيت حتى لا يلتصق باليد، ثم يصب عليه الزرنيخ. وايضا دواء. يصلح
14
لما يقع منه على المذاكير والشفة ونحوها، وبالجملة على الاعضاء التى هى اشد حاجة
15
الى التجفيف: يوخذ قلقطار وقلقديس من كل واحد ثمانية، بورق اثنان، يسحق بماء
16
ويستعمل؛ وكذلك بعر الماعز بالعسل.
17
واذا سقطت الخشكريشة واللحمان الفاسدة، وظهر اللحم الصحيح فيعالج
18
بعلاج الجراحات البسيطة. وقد تسقط الخشكريشات واللحم الردى ادوية معروفة.
19
وباسكندرية يسقطونها بالحشيشة المسماة سارافياس. وايضا نارخس. وايضا طرماحسلس،
20
ودهن الاقحوان جيد لاسقاطها. وبالجملة فان الاشتغال باسقاط الخشكريشة.
21
وعلاج الباقى بعلاج الخراحات الصحيحة صواب جدا.
22
دوأ جيد مجرب للقدماء انتحله بعض المحدثين: يوخذ انزروت وصبر وكندر
23
واسفيداج وزنجار أجزاء سواء، طين أرمنى مثل الجميع يتخذ منها بنادق يوخذ ويحل
24
فى خل وماء، ويطلى به الموضع طلاء، حتى يحدث فيه تقبض شديد، ويصير خشكريشة
25
فاما ان تسقط بنفسها ان كان تحتها رطوبة، واما ان تحتاج الى أن تخلعها وتسقطها لا تزال
26
تفعل ذلك حتى يسقط الجميع.
27
|435va29|فى الشرى
28
الشرى بثر صغار كالنفاخات الى الحمرة. ما هى حكاكة مكربة تحدث دفعة
29
فى اكثر الأمر. وقد يعرض ان تسيل منها رطوبة، فربما كانت دموية و فى اكثر الامر
4-172
1
تشتد ليلا ويشتد كربها فيه وغمها. وسببها بخار حار يثور فى البدن دفعة اما عن دم
2
مرى أو عن بلغم بورقى. والدموى يكون أشد حمرة وحرارة، وأسرع ظهورا، و
3
البلغم أقل فى جميع ذلك. فاشتداد البلغمى ليلا اكثر من اشتداد الدموى. واذا كان
4
الشرى ياخذ موضعا واسعا فان لم يفسد خيف حمى الغب. ويجب ان تفصد فى
5
مهلة بينه وبين المبتدى.
6
علاج الشرى: اما ان كان الغالب الدم فيجب ان تبادر بالفصد، ثم تتبع باسهال
7
الصفراء ان احتملت القوة بمثل الاهليلج جزء ان ومن الايارج جزء. الشربة ثلاثة دراهم
8
فى السكنجبين. وتسكنه بمثل التمر هندى وماء الرمانين بقشرهما، اوماء الرمان المز
9
بقشره، ونقيع المشمش، وماء الرائب واقراص ''الطباشير، والكافور" بماء الرمان.
10
وسقى الماء الحار فى اليوم مرارا مما ينفع منه. وتلين طبيعة صاحبه. ومما يسكنه
11
نقيع السماق المصفى يوخذ منه ثلاث أواق. ومن أغذيته الطفشيل والخل ''بزيت ودهن
12
اللوزبحل وزيت بماء الحصرم" والرائب.
13
فاما ان كان الخلط بورقيا فتستفرغ البدن بالهليلج بنصفه تربذ. والشربة
14
ثلاثة دراهم. ويعطى العليل جوز السرو الرطب أوقية مع درهم صبر، ويوخذ العصفر
15
ويسحق ويضرب بخل حامض ويسقى ماء المغرة، أو ماء أجرة جديدة. وللبلغمى
16
يوخذ كبابة درهم مع ثلاثة دراهم سكر، او وزن ثلاثة دراهم بزر الفنجنكشت فى اللبن
17
الحليب. ومما جرب فوافق فى كل ضعف: فوذنج درهمان، طباشير درهمان، ورد
18
أحمر نصف درهم، كافور قيراط، يسقى فى ماء الرمان الحامض، أو يسقى الابهل على
19
الريق.
20
|435vb21|فى الاكلة، وفساد العضو، والفرق بين غانغرانا وسفاقلوس
21
الكلام فى هذه الأشياء مناسب من وجه [ما] للكلام فى الامور التى سلف
22
ذكرها فنقول: ان العضو يعرض له الفساد والتعفن بسبب مفسد للروح الحيوانى
23
الذى فيه، أو مانع اياه عن الوصول إليه، او الجامع للمعينين، ومثل السموم الحارة
24
والباردة المضادة بجواهرها للروح الحيوانى، ومثل الاورام والبثور، والقروح الردئية
25
الساعية السمية الجوهر. والذى يخطأ عليها كما يخطأ فى صب الدهن فى القروح
26
الغائرة فيعفن اللحم، وبالتبريد الشديد على الاورام الحارة فيفسد مزاج العضو الذى فيه.
27
وأما المانع فالسدة، وتلك السدة اما عرضية بادية، مثل شد بعض الأعضاء
28
فى اصله شدا وثيقا، فان هذا إذا دام فسد العضو لاحتباس الروح الحيوانى عنه، او
4-173
1
احتباس القوة الساطعة على الروح الحيوانى الذى فيه، التى تنتشر فى القلب من النفس
2
فيفسد مزاجها ويهلك. وقد يكون لسدة بدنية مثل ورم حار ردئى ثابت عظيم غليظ
3
المادة، ساد للمنافد ومداخل النفس الذى بها يحيى الروح الحيوانى. وهذا مع ما
4
يحتبس قد يفسد المزاج ايضا. وما كان من هذا فى الابتداء، ولم يفسد معه حس ماله
5
حس فيسمى غانغرانا، وخصوصا ما كان فلغمونيا فى ابتداء، وما كان من الاستحكام
6
بحيث يبطل حس ماله حس، وذلك بان يفسد اللحم وما يليه حتى العظم ابتداء، أو
7
عقيب ورم؛ فانه يسمى سفاقلوس. وقد يصير غانغرايا شفاقلوس، بل هو طريق
8
إليه. وكل هذا يعرض فى اللحم، ويعرض فى العظم وغيره. واذا اخذ يسعى
9
افساده العضو، ويورم ما حول الفاسد ورما يودى الى الفساد، فحينئذ يقال لجملة العارض
10
اكلة، ويقال لحال ''جرم العضو الذى قد فسد تعفن". ولولا غلظ مادتها لم تلزم
11
واندفعت.
12
العلاج: أما غانغرانا فمادام فى الابتداء فيرجى ان يعالج، واما اذا استحكم
13
الفساد فى اللحم فلا بد من أخذ جميعه، فاذا رأيت العضو قد تغير لونه وهو فى طريق
14
التعفن فيجب ان تبادر الى لطخه بما يمنع العفونة مثل الطين الأرمنى المختوم بالخل
15
<وما شاكل ذلك> فان لم ينجع ذلك لم يجد بدا من الشرط الغائر المختلف الوجوه
16
والمواقع، وارسال العلق، وفصد العروق المقارنة له الصغار لياخذ الدم الردئى مع
17
صيانة لما يطيف بالموضع مثل الاطلية المذكورة، ويوضع على الموضع المشروط
18
نفسه ما يمنع العفن؛ ويضاده مماله غوص أقوى مثل دقيق الكرسنة مع السكنجبين،
19
اومع دقيق الباقلا، وخصوصا مخلوطا بملح. ومما يطلى عليه الحلتيت وبزر القريص.
20
وايضًا زراوند مدحرج وعصارة ورق الخوخ جزء جزء، زنجار نصف جزء، يسحق حتى
21
يصير على ثخن العسل، ويطلى به القرحة وحواليها. ومن الأدوية المانعة للاكلة: أن
22
يوخذ الزنجار والعسل والشب بالسوية يلطخ به، فانه يمنع ويسقط المتعفن، ويحفظ ما
23
يليه.
24
فان جاوز الحال حال الوم وحال فساد لونه فاخذ فى طريق الترهل، وترطب
25
ترطيبا يسيرا، فهذا أخذ منه فى التعفن. فيجب ان ينثر عليه زراوند مد حرج وعفص
26
بالسوية حتى يجففه. وكذلك الزاج إيضا والقلقطار جيدان، خصوصا بالخل وورق
27
الجوزة. وكذلك قثاء الحمار أو عصارته طلاء. فان أخذ اللحم يفسد قطعة واسقطته بمثل
28
اقراص الأندرون. واقوى منه فلدفيون. فاذا سقطت طبقة تداركت بالسمن تجعله
29
عليه ثم تسقط الباقى حتى تصل الى اللحم <الحى> الصحيح. والزاج الأحمر نثور جيد
4-174
1
على الترهل والتعفن. واذا ظهر العفن فلا تدافع بالقطع والإبانة فيعظم الخطب.
2
واذا عظم الورم حول العفن فقد مدح له سويق بعصارة النبج؛ وليس هو عندى
3
بجيد؛ بل يجب ان يكون استعمال مثله على الموضع الصحيح ليمنع عنه ويردع.
4
واذا قطعت العضو الذى تعفن فيجب ان يكون ما يحيط به بالنار فذلك هو الحزم؛
5
أو بالادوية الكاوية المحرقة، وخصوصا فى الاعضاء السريعة القبول للعفن بسبب
6
حرارتها، ومجاورة الفضول الحاوية لها مثل المذاكير والدبر. فهذا القدر الذى نقوله
7
ههنا، وتجد فى كلامنا فى القروح المتعفنة ما يجب أن تضيفه الى هذا الباب.
8
|436rb11|فى الطواعين
9
كان أقدم القدماء يسمون باسم ما ترجمته بالعربية الطاعون كل ورم ويكون فى
10
الاعضاء الغددية اللحم والخالية، اما الحساسة مثل اللحم الغددى الذى فى العنق و
11
الثديين، وأصل اللسان. واما التى لا حس لها مثل اللحم الغددى الذى فى الإبط و
12
الاربية ونحوهما؛ ثم قيل من بعد ذلك لما كان مع ذلك ورما حارا قتالا؛ ثم قيل لكل
13
ورم قتال لاستحالة مادته الى جوهر سمى يفسد العضو، ويغيراون ما يليه، وربما رشح دما
14
وصديدا ونحوه، ويؤدى كيفية ردئية الى القلب من طريق الشرائين، فيحدث الخفقان
15
والقئ والغشى، واذا اشتدت أعراضه قتل. وهذا الأخر فيشبه أن يكون الاوائل
16
كانوا يسمونه قوماطا. ومن الواجب ان يكون مثل هذا الورم القتال يعرض فى اكثر
17
الأمر فى الاعضاء الضعيفة مثل الاباط والاربية وخلف الأذن، ويكون أردأها ما يعرض
18
فى الأباط، وخلف الأذن لقربها من الاعضاء التى هى أشد رياسة.
19
وأسلم الطواعين القتالة ما هو أحمر ثم الأصفر، والذى الى السواد لا يسلم
20
منه أحد والطواعين تكثر فى الوباء وفى البلاد الوبيئة. وقد وردت أسماء يونانية لاشياء
21
تشبه الطواعين مثل طرفسوس وقوماطا، وقوما حلاء؛ وبوبوس، وليس عندنا اكثر
22
تفصيل بين مسمياتها.
23
العلاج: اما الاستفراغ بالفصد وما يحتمله له الوقت، أو يوجبه بما يخرج
24
الخلط العفن فهو واحب. ثم يجب ان تقبل على القلب بالحفظ والتقوية بما فيه تبريد
25
وعطرية؛ مثل ماء حماض الاترج والليمو ورب التفاج والسفرجل، ومثل الرمان
26
الحامض، وشم مثل الورد والكافور والصندل، والغذاء مثل العدس بالخل، ومثل
27
المصوص الحامض جدا المتخذ من لحوم الطياهج والجدى. ويجب ان يكلل ماوى
28
العليل بالجمد الكثير، وورق الخلاف والبنفسج والورد والنيلوفر ونحوه، ويجعل
4-175
1
على القلب أطلية مبردة مقوية بما يعرف من ادوية أصحاب الخفقان الحار وأصحاب
2
الوباء. وبالجملة يدبر تدبير أصحاب الهواء الوبائى.
3
واما الطاعون نفسه وما يجرى مجراه مما سمى فيعالج فى البدء بما يقبض و
4
يبرد باسفنجة مغموسة فى ماء وخل، أو فى دهن الورد، أو دهن التفاح وشجرة المصطكى
5
اودهن الأس، هذا فى الابتداء. ويعالج بالشرط ان امكن يسيل ما فيه، ولا يترك
6
ان يجمد ويزداد سمية. وان احتيج الى محجمة تمص باللطف فعل. وما كان خراجى
7
الجوهر فيجب ان تشتغل عند انتهاءه، أو مقاربة الانتهاء بالتقييح. واذا كان هناك
8
حمى فتأن فى التبريد لثلا ترد المادة الى خلف. والتقيح يكون بمثل النطل بماء البابونج
9
والشبث، وسائر المقيحات اللطيفة التى نذكرها فى أبواب الخراجات.
10
قالوا: وأما قوماطا وبوبوس فينفعهما ضماد متخذ من البرشاوشان، والسرمق،
11
واللبلاب، وأصل الخطمى مع قليل اشج وعسل بالشراب، او دبق مع راتينج وقيروطى،
12
او وسخ كور النحل، وترمس منقع فى خل، أو أصل قثاء الحمار مع علك البطم،
13
او نطرون مع تين او مع خمير.
14
|436va25|فصل فى الاورام الحادثة فى الغدد
15
أما الأورام الغددية التى ليست تذهب مذهب الطواعين فربما وقعت موقع الدفوع
16
فى البحارين، وربما وقعت مرقع الدفوع عن الاعضاء الأصلية. وربما جلبها قروح
17
واورام أخر على الاطراف يجرى اليها مواد، فتسلك فى طريقها تلك اللحوم فيتشبث
18
بها كما يعرض للاربية والإبط من تورمها ممن به جرب أو قروح على الرجلين واليدين.
19
وربما كانت مع امتلاء من البدن. وربما لم يكن فى البدن كثير إمتلاء.
20
وعلاجها كما علمت يخالف علاج الاورام الأخر فى انها لا تبدأ بالدفع ولا
21
يستعجل فيها ذلك؛ بل الاستفراغ بالفصد، والاسهال ممالا بد منه. واما العلاج الأخر
22
فتوقف فيه ان أمكن حتى يستبين الحال. فان كان على سبيل البحران او على سيل
23
الدفع من عضو رئيس فينبغى له أن لا يمنع البتة؛ بل يجذب الى العضو اى جذب كان
24
ولوبا لمحاجم. واما ان كان لكثرة الامتلاء فالاستفراغ هو الأفضل، وتقليل الغذاء
25
وتلطيفه. ولا تستعمل الدافعات، بل المرخيات. مع انه لاينبغى ان تستعمل المرخيات
26
ايضا من غير استفراغ، فربما جنى ذلك على العضو بجذب المادة الكثيرة، بل اذا استعملت
27
المرخيات فاستفرغ مع ذلك، واجذاب المادة الى الخلاف. والخطر فى الدافعات
4-176
1
رد المادة إلى الاحشاء والاعضاء الرئيسة، والخطر فى المرخيات جلب مادة كثيرة و
2
الاستفراغ. وامالة المادة تومن مضرة المرخيات.
3
واذا اشتد الوجع فلا بد من تسكينه بمثل صوفة مبلولة بزيت حار، ثم يزاد
4
فيه فى أخره الملح حتى يسكن الوجع وتحلل، وفى الاول ربما زاد فى الوجع. واذا
5
كان البدن نقيا أو نقيته فحلل ولا تبال. وربما نجع فى التحليل مثل دقيق الحنطة،
6
وأسلم منه دقيق الشعير. وربما عظم المحلل القوى الورم فلا يستعمل الا اذا احتيج
7
الى دفع من الاعضاء الرئيسة بجذبه المادة عنها الى الورم خوفا على تلك الرئيسة.
8
وكثيرا ما يبرءها فى الإبتداء الزيت المسخن يصب وحده. واما اذا كان الورم فى لحم
9
رخو او فى عضو شريف مثل الثدى والخصية، ولم تخف من منعه آفة فامنعه و
10
اردع. واذا احسست ميلا الى صلابة فلين حيث كان.
11
|436vb17|فى الخراجات الحارة
12
الخراج من حملة الدبيلات ما جمع من الاورام الحارة. وكان اسم الدبيلة
13
يقع على كل ورم يتفرع فى باطنه موضع ينصب اليه مادة ما فتبقى فيه اية مادة كانت.
14
والخراج ما كان من جملة ذلك حارا فيجمع المدة. وقد يبتدئى الورم الحار ــ كما هو ــ
15
جمع وتفرق اتصال باطن. وقد لا يبتدئى كذلك بل يبتدئى ابتداء الاورام الحارة
16
الصحيحة، ثم يؤل امره عند المنتهى أن يأخذ فى الجمع. ولنوخر الكلام فى الدبيلات
17
الباردة التى تحتوى على اخلاط مخاطية [وجصية] وحصوية ورملية، وشعرية وغير
18
ذلك.
19
وعلى ان من الناس من خص باسم الدبيلات ما فيه اخلاط من هذا الجنس،
20
لكننا نتكلم الان فيما يجمع المدة؛ فان هذا ابتدأ اخراجا لمادة دفعتها الطبيعة فلم يمكن
21
ان تنفذ الجلد، ولا ايضا يتشربها اللحم؛ بل فرق لها اتصال لغلظها تفريقا ظاهرا، و
22
استكنت فى خلل ما تفرق. وفى الاكثر يظهر له رأس محدد، وخصوصا ان كانت
23
المادة حادة.
24
فهذه الخراجات تبتدئى وتجمع المدة ثم تنضج المدة ثم تنفجر. وربما احتاجت
25
الى تقوية فى الانضاج والانفجار؛ وربما لم تحتج. وكلما كان الخراج أشد ارتفاعا،
26
واحد رأسا واحمرارا فالخلط المحدث له أشد حرارة، وهو أسرع نضجا وتحللا و
27
انفجارا، وخصوصا الناتى البارز الصنوبرى. وما كان بالخلاف مستعرضا غائصا قليل
4-177
1
الحمرة فهو غليظ المادة ردئى، مائل الى باطن، قليل الوجع، ثقيل الحركة. وأردأ
2
هذا ما كان انفجاره الى الباطن، ويفسد ما يمر عليه. ومنه ما يندفع الى الجانبين.
3
واحمد انفجاره ما كان الى التجويف الخاص بالعضو الذى له مسيل الى خارج مثل
4
خراج المعدة؛ ولأن ينفجر الى باطنه وتجويفه خير من ان ينفجر الى ظاهره، وإلى
5
التجويف المحيط به المراق. كما ان الانفجار الدماغى إلى التجويفين المقدمين أحمد؛
6
لان لهما منفذا مثل ''الانف والاذن" واذا انفجر إلى الفضاء المحيط بالدماغ، أو إلى
7
البطن المؤخر لم يجد منفذا إلى خارج واضر إضرارا شديد.
8
وليس كل عضو صالحا لان يحدث فيه خراج؛ فان المفاصل يقل خروج الخراج
9
فيها؛ لان فيها اخلاطا مخاطية، ومكانها واسع غير خانق للمادة ولا حابس فيحوج
10
الى العفن. فان خرج هناك خراج فلامرعظيم. وأشر الخراجات ما يخرج على اطراف
11
العضل، وخصوصا العضل الكثيرة العصب.
12
والخراجات تختلف مدة نضج مدتها بحسب الخلط فى لطافته وغلظه، والمزاج
13
فى حره وبرده واعتداله، وبحسب الفصل والسن وجوهر العضو. وانما لا ينضج
14
الخراج ويستحيل ما فيه قيحا لسب قلة الحار الغريزى فى العضو، أولسبب غلظ جوهر
15
المادة. وقد يبلغ من ذلك ان يتقيح فى باطنه، ولا يظهر للحس لغوور القيح وغلظ
16
ما عليه. والمدة قد توقف على نضجها سريعا، وقد لا توقف بحسب جوهرها فى الغلظ
17
فلا تلين بسرعة. وان نضجت والرقة فتلين بسرعة وبحسب ما عليها من اللحم الكثير
18
والقليل واسباب الخراج والوقوع الى المدة الامتلاء وكثرة المادة وفسادها، واسباب
19
اسبابها التخمة، والرياضات الردئية، والامراض التى لاتبحرن بالاستفراغ الظاهر،
20
والافات النفسانية من الغموم والهموم المفسدة للدم.
21
ومن الخراجات ضرب يسمى طرميسوس، وهو خراج ينفجر فيخرج ما تحته
22
شىء يشبه باللحم المجيد، ثم يظهر عنه مدة أخرى ومن الخراجات ضرب يسمى الثين
23
وهو خراج قرحى مستدير أحمر لا يعرى صاحبه عن الحمى فى اكثر الأمر. وحدوثه
24
فى اكثر الأمر فى الرأس وقد يحدث فى غيره.
25
دلائل كون الورم خراجا: اذا رأيت ضربانا كثيرا، او صلابة مساعدة وحرارة
26
فظن أن الورم فى طريق صيرورته خراجا.
27
دلال النضج وعلاماة: اذا رأيت لينا ما وسكونا للوجع فاعلم أنه فى طريق النضج.
4-178
1
احكام المدة
2
المدة الحميدة هى البيضاء الملساء التى ليست لها رائحية كريهة. وانما تصرفت
3
فيها الحرارة الغريزية وان لم يكن بد من مشاركة الغريبة. وانما يراد ملاستها ليعلم
4
انها متفقة الانفعال عن القوة الهاضمة. ولم يختلف فعلها فى عاص ومطيع ويطلب
5
ان لا يكون لها رائحة شديدة الكراهة لتكون أبعد من العفونة.
6
قالوا: ويطلب منها البياض لأن لون الاعضاء الاصلية بيض، ولن يشبهها
7
بها الا الطبيعة المقتدرة عليها. والمدة الردئية هى المنتنة الدالة على العفونة التى هى
8
ضد النضج، وتدل على استيلاء الحرارة الغريبة. فاذا خرجت مدة مختلفة الاجزاء،
9
متفننة الالوان والقوامات فهى ايضا من الجنس المخالف للجيد. ولا بد لكل مدة تحصل
10
فى بدن من عفونة، او نضج، أوتبرد و"يستحيل نحو أخر".
11
دلائل الخراج الباطن: إذا حدث ورم حار فى الاحشاء، وعرضت قشعريرات
12
وحميات لا ترتيب لها، واشتد الوجع، وكانت القشعريرة فى الأوائل أطول
13
مدة، ثم لا نزال تقصر مدتها، وازداد ثقل الورم، واعلم ان الورم صائر خراجا، وانه
14
هوذا يجمع. وانما تكون هذه الاوجاع فى الابتداء أشد، وكلما بالغ الانتهاء نقص؛
15
لان التمزق يكون فى الابتداء. والتمزق وتفرق الاتصال أوجع ما يحدث منه عند
16
ماحصل، وعند ما تصير المادة مدة تسكن ايضا الحمى الشديدة والالتهاب، وتسكن
17
الحمى الواقع لمشاركة القلب.
18
واعلم ان صلابة النبض هو الشاهد الاكبر. وان ظهرت علامات الخراج
19
والدبيلة فى الاحشاء، ولم يصلب النبض فلا تحكم جزما بالخراج فى الباطن؛ فانه مثله
20
ربما لم يكن فى الاحشاء؛ بل فى الصفاق الذى يحيط بالاحشاء، وأنت تحس الجانب
21
الذى فيه الخراج بالثقل الذى يتعلق منه أو بالوجع.
22
دلائل نضج الباطن: اذا عرضت دلائل الخراج الباطن، ثم سكنت الاعراض
23
من الحمى والقشعريرة والاوجاع سكونا تاما وبقى الثقل فاعلم ان المدة قد استحكمت
24
والنضج كان.
25
دلائل قرب انفجار الباطن: واذا عاودت الأوجاع ونخست ولذعت، و
26
اشتد الثقل، وتشابهت الحميات، فان الانفجار قد قرب. واذا عرض النافض بغتة
27
وسكن الثقل والوجع فقد انفجر، وخصوصا اذا ظهرت المدة مستفرغة تلذع ما تمر به؛
28
ولا بد من ذبول قوة وضعف يدخل. واذا انفجر الخراج الباطن انفجارا دفعة،
29
وخرج شىء كبير فربما عرض خفقان وغشى ردئى، وربما عرض موت لانحلال
4-179
1
القوة، وربما عرض قئى واسهال، وربما عرض نفث مدة كثيرة دفعة اذا كان الخراج
2
فى الصدر، وربما عرض اختناق اذا انفجر الى الصدر شىء كثير دفعة.
3
علاج الخراجات الظاهرة: اما الا ستفراغات وما تعالج به الاورام فى
4
أوائلها، الا ان يخاف رجوع المادة الى عضو شريف كما بينا، وكما يغلظ فيه الجهال
5
فامر يشترك فيه الخراج الحار والاورام الحارة غير الخراجية، والذى يختص به من
6
التدبير فهو تحليل ما يجتمع فيه.
7
وذلك على وجهين من التدبير: احدهما التدبير الجارى على السداد اذا لم يكن
8
الورم خارجا عن المعتاد خروجا كثيرا، وهو ان تحتال فى انضاج المادة مدة، وفى
9
تفجيره بعد ذلك؛ وان تراعى القوة وتحفظها لئلا يسقطها الوجع والانفجار دفعة؛
10
فان كثيرا من الناس يموتون غشيا وذبول قوة؛ بل يجب ان تراعى أيها الطبيب كيف
11
تقوى القوة، وتحفظها بما تعلم. فيجب ان تغذ وصاحب الدبيلة أغذية جيدة، الا ان
12
يكون الخراج فى الاحشاء فتحتاج ضرورة الى تلطيف الغذاء.
13
والثانى التدبير الخارج عن السداد لضرورة الحال، وهو انه اذا كان المرض
14
عظيما، والخراج مجاوزا فى عظمه المعتاد، وخيف استفحال الأمر فى انتظار النضج
15
فيه، أو علم ان القوة لا تفى بانضاج جميع ذلك، وان حاولت الانضاج تادى ذلك إلى
16
تاثير غير الانضاج، فلا بد من البط مع اتقاءك مس الحديد لما يلقى الخراج
17
من الأعضاء الكريمة التى فى مس الحديد لهاخطر. وكذلك اذا أحسست ان المادة
18
من الغلظ بحيث لا يمكن أن ينضج، أو خفت ان الحار الغريزى فى العضو من القلة
19
بحيث "لا يفى بالنضج"؛ أوخفت انها لتقصيرها بحيث يحيل احالة غير الانضاج الخفى،
20
أو يكون الخراج بقرب المفاصل، والاعضاء الرئيسة فيخاف افساده اياها. و[ان]
21
عولت فى الانضاج على الادوية المغرية والمنضجة لم يعد ان تمنع المغرية نفوذ
22
النسيم فى المسام، وتحرك المنضجة حرارة ضعيفة. وجميع ذلك يعين على تعفين العضو،
23
ففى امثال هذه لا بد من الشرط الغائير والبط العامق، ثم يتبع ذلك بأدوية هى فى غاية
24
التحليل والتجفيف.
25
ويجب ان يكون البط والشرط ذاهبا فى طول ليف عصب العضو؛ اللهم الا ان يراد
26
ان يبطل فعل ذلك العضو خوفا من وقوع التشنج فيقطع الليف عرضا، ويسلم مما يتخوف.
27
واكثر طول الليف مع طول البدن؛ الافى اعضاء مخصوصة فلذلك [تجد] اكثر طول الليف
28
مع كسر الاسرة الا فى اعضاء مخصوصة كالجبهة. ولا ينبغى ان يقرب من المبطوط والمشروط
29
ماء ولا دهنا، ولا شئيا فيه شحم. وان لم يكن بد من غسل فبماء وعسل، او بماء وشراب،
4-180
1
اوبخل. فان اشتد الورم والالتهاب بعد البط ضمدت بالعدس وان لم يكن الى ذلك
2
حاجة استعملت الملحمات والمراهم.
3
واعلم ان هذا البط مولد للصديد، والوضر، والناصور؛ ولكن اذا لم يكن منه بد
4
فلا حيلة. واولى ما يصبر عليه الى ان تنضج الموضع اللحمية القلية العصب والعروق. واعلم
5
ان الصنوبرية المرتفعة المحددة الرؤس قلما تحتاج الى بط لا قبل النضبح ولا بعده.
6
تدبير الانفاخ والحيلة للتقيح فى الخراجات الظاهرة
7
الادوية المنضجة يجب ان تكون حرارتها قريبة من حرارة البدن وتكون لها تغرية ما. من ذلك فى
8
اول الدرجات النطول بالماء الفاتر، والتضميد بدقيق الحنطة او الشعير. والحنطة الممضوغة
9
اجود فى ذلك. والخبز مع ماء وزيت، او شمع وزعفران، ودقاق الكندر، والزفت بدهن الورد،
10
أو شحم الخنزير أوضماد من الخطمى وبزر الكتان ايضا. وضماد من التين اليابس الحلو
11
الدسم السمين وحده، اوبدقيق الشعر. ودقيق الشعر ايضأ وخصوصا ان جعل فيه زوفا،
12
وسعتر برى، او جمع بماء طبخ فيه مع قليل ملح من غيرافراط. وربما زدت فيه شحما او دهنا.
13
واقوى من ذلك حرف مع علك البطم. والادوية المركبة من الزبيب، والميعة، والقنة،
14
والمر، واللاذن، والراتينح، والسمن، والمصطكى، والزوفا الرطب، واصل قثاء الحمار،
15
واصل دم الاخوين، ومرهم جالينوس بدهن الخروع من غير شمع، وخصوصا اذأ اديف
16
هذا المرهم فى الزيت. وكذلك المرهم ذولوس، ومرهم باسليقون. ومن الجيد فى ذلك
17
دواء حجر مار قشيشا بأشق يجعل عليه ليسقط من نفسه.
18
|437vb41|تدبيرالخراجات الظاهرة اذا نضجت
19
اذا وجدت الخراج غليظ الجلد لا يرجى مع النضح انفجاره، وهنال عروق واوتار
20
وعصب، فيجب ان تبط؛ فانك ان تركت المدة فسدت وافسدت، واكلت العروق وليف
21
العصب. واشد ما يكون ذلك اذا كان بقرب المفاصل واطلب ببطك موضع
22
المدة، واجتهد ان يقع باب البط الى اسفل؛ الا حيث لا يمكن. وان كان ما على الخراج
23
سمينا فشققت فشق الباب فقط، فانه لا يلتصق السمين بما وراءه؛ وان كان نحيفا
24
فشق جميعه طولا.
25
واعلم ان الموضع الذى فيه المدة يتبين باللمس، وخصوصا اذا كبست باصبع
26
فانت تراعى باصبع أخرى ولو من اليد الأخرى، هل يندفع شىء من الكبس. وموضع
27
المدة يظهر من ميل لونه إلى البياض، وما لم ينضج يكون الى الحمرة. وقد يكون
28
موضع المدة الى خضرة وصفرة اذا لم تكن المدة جيدة. والمعتمد اللمس دون البصر:
29
على ان للبصر معونة.
4-181
1
ويجب ان يلزم فى الشق الخطوط الطبيعة من الأسرة الا عند الضرورة وفى
2
اعضاء مخالفة وضع الليف فى طوله لموضع الاسرة؛ فانك ان اتبعت فى بط خراج يكون
3
على الجبهة الأسرة سقطت جلدة الجبهة على الوجه، بل تحتاج الى ان تخالف الأسرة.
4
واما فى مثل الاربية فيجب أن تذهب مع الأسرة فى العرض من الجلد.
5
واذا بططت الخراج وأخرجت ما فيه فالواجب ان تبادر الى الصاق الجلد باللحم
6
لئلا يتخرق ويصلب، ويصير بحيث لا يلتصق، يحدث فيه المخابى التى لاتزال
7
تمتلئ، وتعود مثل الخراج الأول. وكلما نقيت لم تلبث ايضا ان تمتلىء وتصير بالحقيقة
8
من جنس النواصير. وقبل ان تلصقه فى الوقت يجب ان تنقيه. فان احتجت إلى أن
9
تدخل فيه مرودًا على راسه خرقة خشنة تنقيه به وتحكه، ثم تلصقه وتضبطه بالشد على
10
ما سنذكره من رباط الكهوف والقروح الغائرة كان صوابا جيدا. ويجب ان تراعى
11
فى البط ما ذكرناه من الشرائط، ثم تبط من أنضج موضع وألحمه، وابعده من العروق
12
الشرائين والأوتار.
13
وقال انطيلس: ان كان الخراج فى الرأس فشقه شقا مستويا، ويكون مع اصل
14
نبات الشعر، ولا يكون معترضا فيه لكى يغطيه الشعر، ولا يتبين اذا برأ. قال: وإذا كان
15
فى موضع العين فانا نبطه معترضًا. فان عرض فى الانف بططلناه مستويا بقدر طول
16
الانف. فان كان بقرب العين بططناه بطايشبه رأس الهلال، وصيرنا الإعوجاج الى أسفل
17
فان عرض فى الفكين شققناه شقا مستويا، لان تركيب هذا الموضع مستوى. ويعرف
18
ذلك من ابدان الشيوخ. وأما خلف الاذنين فانانبطه مستويا. واما الذراعان، والمرفقان،
19
واليدان، والأنامل، والاربتيان، فانا نبطها كلها الى الطول.
20
قال: فان كان بقرب الفخذين بططناه بلا مستديرا. والبط المستدير هو الذى
21
ياخذ مع أخذه فى طول البدن شئيا من عرضه؛ قال: لان هذا الموضع اذا لم يبط مستديرا
22
امكن ان تجتمع فيه المواد ويصير ناصورا، وكذلك ايضا يبط ما كان قريب المقعدة
23
لمكان الرطوبة التى تجتمع فيه، وفى الجنب والأضلاع يبط موربا. و
24
اما الخصى والقضيب فمستويا. قال: وتحرص ابدًا أن يكون البط متتابعا للشكل
25
الكيانى ما قدرت عليه. واما الساقان والعضدان فتشق بالطول وتتحفظ أن لا تصيب
26
العصب.
27
واعلم ان البط يختلف بحسب المواضع اذا كان عند العين فبطه مقرنا يشبه
28
وضع العين، وفى الانف بطول الانف، وفى الفك وقرب الاذن يشق مستويا؛ لان
29
تركيب هذا الموضع مستوى، ويعرف ذلك من أجساد الشيوخ. وأما خلف الاذن
4-182
1
فشق مستويا، والذراع والساق والعضد والفخذ كله مستوى بالطول. و
2
كذلك فى عضل البطن، وفى الظهر، وفى الاربية، والابط اجعله بطًا يأخذ من العرض
3
ايضا لئلا يصير فيه مخبأ يصير ناصورا. وكذلك ما كان قرب المقعدة فخذ فيه من
4
العرض أيضا لئلا يحدث مخبأ فيصير ناصورا. و[فى] الانثيين والقضيب مستويا
5
بالطول، وفى الجنب والأضلاع هلاليا ليكون مقرنا؛ لان وضع الاضلاع كذلك
6
واللحم الذى عليها.
7
قال: وتفقد ايضا وضع لحم الموضع وليف عضله، لانا انما نحرص على
8
ان نبط باتباع الموضع ليلا يحدث قطع. وليكن موضع الالتحام حسنا غير وحش
9
وليكن فى [كل] حال من همك ان لا تقطع شريانا ولا عرقا عظيما، او عصبة،
10
أو ليف عضلة. والبط بحسب عظم الخراج ان كان صغيرا يسيل ما فيه من
11
موضع فشقه فى موضع. وان كان عظيما فبطه بتزيده، ثم ادخل اصبعك السبابة
12
الايسر فيه وبط حيث تنتهى الى رأسه، ثم ادخل ايضا فى البط الثانى وعلى ذلك حتى
13
تأتى عليه. وان كان للخراج موضع متسفل يمكن ان يخرج ما فيه منه بططناه فى ذلك
14
الموضع. وان كان مستديرا وله شكل لا يخرج ما فيه من بطة واحدة بططناه فى أسفله
15
من موضعين أو ثلاثة بقدر ما تعلم ان كل ما يجتمع فيه يسيل فى الوقت.
16
قال: واذا كان الخراج فى مفصل أو عضو شريف، أو موضع قريب
17
من العظم، أو غشاء اسرعنا فى بطه قبل ان يستحكم نضجه لئلا يفسد القيح شئيا من
18
هذه الاعضاء. نقول: هذا هو التدبير اذا لم تجدبدًا من البط. فان رجوناه انه ينفجر
19
بنفسه فلاتبط. وكذلك ان رجوناه ينفجر بالأدوية المفجرة. وربما وجدت فى الادوية
20
المفجرة ما يقوم مقام البط. وكثيرا ما يبط الجلد بطًا ويوخذ منه شىء ثم يوضع عليه
21
المفجر ليكون أغوص له.
22
|438rb51|فصل فى المفجرات الخارجة
23
اما الخراجات السليمة التى لا كثير ردأة فيها فيفتح مثلها الماء الحار ويفجره.
24
واما المتعفنة فتتضرر بذلك ضررا شديدا لما يجلب اليها من المادة. واذا رأيت الخراج
25
اصله الماء الحار فثق بجودته. واعلم ان التضميد بأصل النرجس يفجر كل صعب،
26
وخصوصا مع ماء وعسل يغلى جميع ذلك فى دهن السوسن، وأصل القصب الطرى
27
مع عسل، أو زفت يابس مع وسخ كواير العسل، أو مرهم أو بوسلوس أو يوخذ شمع
4-183
1
وراتينج وسمن من كل واحد رطل، ومن الزفت اليابس والعسل نصف رطل،
2
ومن الزنجار ثلاث أواق، ومن الزيت قدر الكفاية. ودواء الثوم جيد جدا. أو يوخذ
3
الاشق ستة، شمع أربعة، [بطم اربعة] كبريت اصغر ثلاثة، نطرون ثلاثة يتخذ منه
4
مرهم.
5
ومما جربناه ان يوخذ لب حب القطن، والجوز الزنخ، والخمير، والكرنب
6
المطبوخ، والبصل المطبوخ والخردل، وذرق الحمام يتخذ منه ضماد فينفجر بسرعة.
7
وأيضا الدياخيلون مذوفا فى لعاب الخردل، والصابون، مذافا بالتين.
8
ومن الأدرية المفجرة القايمة مقام البط ان يستعمل مرهم ماخوذ من عسل
9
اليلاذر والزفت الرطب يجمعان بالنار سواء، ثم يجعل على الخراج نصف يوم فيفجره.
10
ومما هو قوى ايضا أن يوخذ القلى والنورة غير المطفأة، فيجعل فى غمرة ونضف
11
ماء، ثم يصفى بعد اغلاءه، ويكرر فى ذلك الماء القلى والنورة، ثم يوخذ ويجعل فى
12
قصعة من نحاس، يوضع على جمر فينعقد ملحا، ويوخذ من هذا الملح شىء، ومثل
13
ربعه نوشادر، ويحل فى لعاب الحرف وفيه شىء من عسل البلاذر ويستعمل.
14
وتوخذ الذراريح تسحق وتجعل على الزيت العتيق، وتجعل على نار لينة نار جمرة حتى يخثر
15
الجميع، ثم تسحق سحقا كالمرهم، ويتخذ منه ضماد، وخصوصا ان جعل عليه عسل
16
بلاذر، وخصوصا ان جعل فيه ذرق البازى، أو ذرق العصافير، أو ذرق البط. وذكر
17
بعضهم الكبيكج.
18
ومن الأدوية المحللة كل حال محلل يكرر على العضو مرتين فى اليوم مع
19
تسخيف العضو وخلخلته بالكمادات الفاعلة لذلك مما فيه رطوبة حارة وكلما تحلل
20
نقصت مرارا الوضع والتكميد.
21
ويجب ان لا يخلى التدبير عن الادوية الملينة حتى تلين صلابة ان حدثت ولا
22
تجمد المدة فان زالت المدة وتحللت وبقيت صلابة فالواجب استعمال الملينة وحدها
23
وهذه الادوية المحللة للمدة فهى من جملة البورق والخردل وزبل الطير والزرنيخ و
24
النورة والقردمانا ويخلط بمثل الكندر وعلك البطم والمصطكى والدبق ويجمع بالخل
25
والزيت العتيق والدواء المتخذ بالثوم والدواء المتخذ بالاقحوان ودواء يتخذ من العاقر
26
قرحا والميويزج والبورق بالعسل، وكل هذ ينظف الموضع قبله بماء حار. ودواء مار
27
قشيشا ونسخته: أن يوخذ من حجر المرقشيشا اثنا عشر درهما، أشق مثله، دقيق الباقلى
4-184
1
ستة دراهم، يخلط براتينج رطب، ويلطخ على جلده، أو يوضع على الخراج حتى
2
يسقط من ذاته. ويجب ان يستعمل فى الوقت فانه يجف سريعا.
3
دواء آخر. يتخذ من النوشادر قدر جزء ومن البلاذر قدر ربع جزء، ومن المرتك
4
قدر جزء وثلث، ومن الزيت العتيق قدر جزء [وثلثا جزء] يتخذ منه لطوخ واذا لم
5
تنفع الأدوية احتيج كما قدمنا ذكره إلى بط أو كى.
6
|438vb9|تدبير الخراجات الباطنة
7
أما الدبيلات الباطنة فيجب ان تدبرها بالاستفراغ، وخصوصا اذا دل المرار
8
الخارج فى البراز والبول على ان الدم كله ردئى. واما اذا اصلحا وحدس الطبيب
9
ان الدم جيد خلاما دفعه إلى الخراج وبعد الاستفراغ فيجب ان ينضج بأدوية معتدلة
10
مثل الشراب اللطيف الرقيق اذا شرب قليلا قليلا. والمعتمد فى انضاج المستعصى
11
منها الادوية الملطفة المجففة كالمر والدارصينى وسائر الافاوية، ويتبع شرب الشراب
12
الرقيق الذى الى البياض، ومن المركبات الترياق والمشروديطوس، والأمروسيا.
13
|438vb25|فى الدماميل
14
الدماميل ايضا من الخراجات واكثرها من ردأة الهضم، ومن الحركات على
15
الإمتلاء، وما يجرى مجرى ذلك. وأردى الدماميل أغورها.
16
علاج الدماميل: اذا ظهر الدمل فعلاجه الى قريب من ثلاثة ايام علاج الأورام
17
الحارة، ثم بعد ذلك ينبغى ان يشتغل بالتحليل والانضاج. فربما تحلل وذلك فى الأقل،
18
وربما نضج. ولا يجب ان يتغافل عن علاج الدمل، وكثيرا ما يؤل الى خراج عظيم،
19
وهذا يومن عنه الإستفراغ بقدر الواجب فصدا واسهالا. واذا كان للدمل ضربان
20
وقاعدة أصل فلا بد من نضج فاعن عليه. والمبتلى بكثرة ظهور الدما ميل يخلصه منها
21
الإسهال، وتسخيف الجلد بالحمام المستعمل دائما والرياضة.
22
ومن منضجاته بزر المرو مدقوقا مع اللبن، اومع التين والعسل أو التين بالعسل
23
نفسه. والحنطة الممضوغة جيدة لانضاجها. وكذلك الزبيب المعجون ببورق، أو
24
التين مع الخردل مخلوطا بدهن السوسن، والدواء الدملى المعروف. ودواء بهذه
25
الصفة ينضج بالرفق: سمن أوقية ونصف. خمير حامض أو قيتان بزر المرو المدقوق،
4-185
1
وبزر قطونا مدقوق من كل واحد أوقية ونصف، شيرج التين ثلاث أواق، حلبة
2
وبزر الكتان من كل واحد خمسة دراهم، يغلى فى اللبن ويستعمل فانه معتدل.
3
واذا كان الدمل عسر التقيح ساكن الحرارة ثقيلا فافصد العرق الذى يسقيه،
4
ثم احجم الموضع. ولا تفعل هذا فى الابتداء فيخرج الدم الصديدى. ويحتس
5
الغليظ، وتصير هناك قرحة صلبة. فاذا نضج ولم ينبط بططته اما بادوية واما بالحديد
6
بحسب ما قيل فى باب الخراجات. ومن مفجراته الجيدة بزر الكتان، وذرق الحمام
7
والخمير. فى التوثة
8
هذا ورم قرحى من لحم زائد يعرض فى اللحم السخيف، واكثره فى المقعدة
9
والفرج. وقد يكون سليما، وقد يكون خبيثا مولما.
10
[العلاج: هو فى الكبير النتو القطع بالحديد ثم استعمال المراهم المدملة،
11
وقد يكون فيما يكون دقيق الاصل بالحزم بالابريسم وشعر الخيل، وقد يكون الديك
12
برديك والقلدفيون ونحوها بحسب الابدان ثم بالمراهم.]
13
|439ra13|المقالة الثانية فى الاورام الباردة وما يجرى مجراها
14
الأخلاط الباردة، وما يجرى مجراها فى البدن، البلغم والسوداء والريح
15
والمركب منها، وقد عرفت أصنافها. والاورام الباردة اما ان تكون بلغمية أو سوداوية
16
اوريحية، واما مركبة. والاورام البلغمية اما ساذجة بلغمية وتسمى أوراما رخوة، واما
17
مائية، كما يعرض لعضو ما ان يجتمع فيه ماء كاستسقاء يخصه؛ واما دبيلات لينة كالسلع
18
اللينة، واما مستحصفة كالخنازير والسلع الصلبة. والسوداوية اما سقيروس واما سرطان.
19
وستعرف الفرق بينهما. وأما الريحية فاماتهبج، واما نفخة. فاما التهبج ان كانت
20
الريح منتشرة مخالطة بخارية، والنفخة اذا كانت الريح مجمعة فى فضاء واحد مرتكزة
21
فيه. وقد تتركب هذه الاورام بعضها مع بعض ومع الحارة.
22
|439ra32|فى الورم الرخو البلغمى المسمى أوذيما
23
هو ورم ابيض مسترخى لا حرارة فيه. وكلما كانت المادة أرق وأبل كانت
24
الرخاوة أشد، والاصبع أسهل نفوذا فيما تغمزه مع ممانعة ما فيه لاتكون فى التهبج.
25
وكلما كانت المادة أغلظ كان الى الصلابة والبرد اكثر. وكثيرا منه ما يكون عن
4-186
1
بخار البلغم فيكون من قبيل التهبج. ويفارق اوذيما أورام السوداء بقلة الصلابة وقلة
2
الكمودة. واذا عرض من ضربة ونحوها لم يصادف مادة تجذب الى موضعها غير
3
البلغم، فلم يورم غير ورم البلغم، وذلك قليل لم يخل من وجع.
4
علاج الورم الرخو: اما الاستفراغ بالاسهال واحتماء ما يولد البلغم فامر لابد منه.
5
واذا فعل ذلك فيجب ان يكون ردعه فى الابتداء بما يجمع التجفيف والتحليل. ويجب
6
ان يدلك المكان بمناديل دلكا صلبا، ثم يستعمل عليه المجففات، ولا يجب أن يمسه الماء.
7
ومن الجيد فى الابتداء ان يستعمل عليه اسفنجة جديدة مغموسة فى الخل الممزوج
8
او مغموسة فى ماء البورق والرماد، ففى جوهر الاسفنجة تجفيف وتحليل. وكلما تزيدت
9
العلة جعل الخل الذى يغمس فيه الاسفنجة أحذق قليلا، وعند المنتهى يبلغ به الغاية
10
فى الحذاقة. ويستعمل وحده فى الاسفنجة ومخلوطا بادهان شديدة التحليل. وفى
11
ذلك الوقت ايضا يستعمل الاسفنجة مغموسة فى ماء رماد التين والكرم والبلوط ونحوه
12
ويجب ان يكتنف الاسفنج بجميع الجوانب لئلا تميل المادة الى موضع أخر.
13
وقد تستعمل مكان الاسفنجة اذا لم توجد الخرق المطوية طاقين بماء الرماد،
14
واذا أديمت عليه واحدة بعد أخرى فربما كفت؛ وماء النورة أقوى. ومما ينفع إيضا
15
دهن الورد بالخل والملح والكبريت المحرق. والكبريت نفسه جيد. والحمص
16
بماء الكبريت عجيب النفع. والماميثا فى الابتداء وحده وببعض المجففات الحارة
17
جيد. والشد بالرباط نافع لما لا يكون فيه مادة غليظة. ويجب فى ذلك الرباط ان
18
يبتدأ من أسفل الى فوق. وعصارة الأس جيدة فى الابتداء، وجيد بعد ذلك ان تعجن
19
به الادوية من بعده.
20
واذا كان هذا الورم فى عضو عصبى كثيف، أو رباط، او وتر فاخلط فى أدوية
21
ما يقطع مع تليينه. واذا كان مع ذلك وجع للسبب الذى قيل فيجب ان يسكن الوجع
22
اولا بمثل الزوفا الرطب والميبختج، والقيروطيات من الزيت. وأن يستعمل النطل
23
بالشراب الأسود القابض، وبعد ذلك يستعمل ماء الرماد ونحوه.
24
ومن الاطلية الجيدة ان يؤخذ مر وحضض، وسعد، وصبر، وزعفران، واقاقيا،
25
وطين أرمنى قليل، ويعجن بخل وماء الكرنب. وايضا ورق الطرفا وملح وزيت
26
وطين أرمنى ضمادا بخل. وإيضا للمتقادم الوجع: يوخذ وسخ ويغلى ويقوم بنورة
27
تجعل فيه حتى يصير كالعجين الرخو ويطلى وايضا يطلى الموضع بالزيت، ويجعل عليه
28
اسفنجة أو صوفة مشربة بخل وتشد عليه. ودواء الخمير نافع. ومما هو نافع: ان
4-187
1
يوخذ ورق السوسن يسلق ناعما ويعصر، ويوضع عليه فانه عجيب. وكذلك الشبث
2
والحضض مذوفين بالخل وماء الرماد.
3
ومن الاطلية القوية النفع أخثاء البقر، والكندر، والميعة، والاشنة، وقصب
4
الذريرة، والسنبل، والأفسنتين كلها نافعة. وجميع الأدوية المذكورة لها فى جداول
5
الاورام المذكورة فى الاقراباذين. وقد ينفع الترهل العارض فى اقدام الحوامل ان يغمس
6
فقاح القصب التى يتخذ منها المكانس فى الخل ويوضع عليه، وأجوده ما يكون
7
بعد الدق، والقيموليا بالخل والشبث. ومن النطولات طبيخ الكرنب والشبث،
8
أو طبيخ قشور الترنج. وما كان من الترهل تابع للاستسقاء وأمراض أخر ابطله علاج
9
ما هو السبب.
10
|439va1|فى السلع
11
السلع دببلات بلغمية تحوى اخلاطا بلغمية، او متولدة عن البلغم صايرة كلحم،
12
أوكعصيدة، أو كعسل، أو غير ذلك، وخصوصا ما يحدث فى مابض المفاصل، أو
13
شئيا صلبا لا يبعد أن يوجب الحاقها بالسوداوية، الا انا جعلنا ها بلغمية، لان ذلك الصلب
14
بلغمم عرض له أن ييبس غلظا. وقد يعرض ان ينعقد العصب فيشبه السلع، ولا يكون
15
من السلع؛ ويفارق السلع بانه لايزول من كل جهة، ولا يزال طولا بل يمنة ويسرة.
16
وكثيرا ما يحدث من الضربة شبه سلعة. فاذا عولج فى الابتداء بالشد عليه زال وتحلل.
17
علاج السلع: ما كان من السلع غدديا فعلاجه القطع والبط لاغير. وكذلك
18
العلاج الناجع فى العسلية ونحوها. قال انطيلس فى السلع مدا ولا الجلد الذى فوق
19
السلعة بيدك اليسرى أو خادم يمده لك على نحو ما يمكن، لانه يحتاج ان
20
لايشق الكيس اى كيس السلعة فيمنعك ذلك من تقصى الكشط. فاذا مددت اليك الجلد
21
نعما فشقه برفق؛ لانه قد يمكن أن يكون مجاب السلعة امتد معه فى الاحوال فتانأ حتى
22
يظهرك حجاب السلعة، ثم مد الجلد من الجانبين بصنانير، وخذ فى كشط الكيس
23
عن اللحم؛ فانه ربما كان يمكن قشطه. وربما كان متصقا به، وعند ذلك فاسلخه
24
بالقمادين حتى تخرج الكيس صحيحا بما فى جوفه. فان ذلك أحكم ما يكون.
25
فاذا أخرجته ان كان الجلد لا يفضل عن موضع الجرح لصغر السلعة فامسح الدم،
26
واغسل الجرح بماء العسل وخيطه وألحه. وان كان يفضل عليه كثير العظم السلعة
27
فاقطع فاضله كله ثم عالج.
4-188
1
فان كانت السلعة تجاوز عصبا أو عروقا، وكانت مما تنكشط فلا بأس بكشطها.
2
وان كانت مما تحتاج ان تسلخ بالقمادين، وخفت ان تقطع شئيا غير ذلك فاخرج
3
منه ماخرج، واجعل فى الباقى دواء حادا ولا تلحمه، حتى تعلم انه لم يبق شىء من
4
الكيس، لانه ان بقى منه شىء عاد <كما كان وأوفى>. واذا جببت سلعة عظيمة
5
فاحشها بقطن ذلك اليوم، وعالجها بالدواء. ان شاء الله تعالى.
6
واذا بططت فيجب ان تنزع الكيس الذى يكون لها بتمامه ولو بالصنانير؛
7
فانه اذا ترك ولو قليل منه عاد. وان امكن ان يسلخ ويوخذ الكيس مع السلعة كان
8
أجود. وان بقى شىء من الكيس جعل فيه دواء حاد، ثم الحق يالسمن.
9
والعسلى من الخراجات يجب ان تجتهد حتى لا ينخرق كيسه، وتحتال ان يخرج
10
مع الكيس، فان كيسه ان انخرق صعب اخراجه. فان عرض ان ينخرق فالصواب
11
أن تخيطه على ما فيه. والمسلوخ عنه يجمع ويشد برباطات. واذا سال من ذلك
12
شىء كثير فيجب ان تراعى صاحبه بالمقويات للطبيعة، ويحفظ عند النوم، لانه ربما
13
بادر إليه الغشى. ويجب ان يعالج بعلاج من يخاف عليه الغشى.
14
وكثيرا من اصحاب السلع لا يحتملون السلخ، ولا الادوية الحادة لعظم مرضهم،
15
ولأمزجتهم ايضا، ولا يحتملون غير البط فيجب فى هؤلاء ان تبط سلعهم، ويخرج
16
ما يخرج عنها. ولا يتعرض للكيس؛ بل يجعل فيه كل يوم بعد اخراج ما يجتمع دهن
17
سمن مفتر. فان الكيس يعفن ويخرج بنفسه.
18
واما العسلية الشهدية فمن علاجها الجيد ان يبدأ فتكمد بشىء حار ثم تضمد بزبيب
19
منزوع العجم. والأولى أن يكشط [الجلد] ثم توضع عليه المراهم. وربما بلغ
20
الدواء الحاد فى كشط الجلد المبلغ المعلوم مثل النورة والصابون والرماد، وغير ذلك
21
مما يجرى مجراهما مما ذكر من مفجرات الخراج. وايضا يوخذ من النورة أربعة، و
22
من دردى الخمر المحرق درهمان، ومن النطرون درهمان، معزة درهم، يغلى فى
23
ماء الرماد غليات قليلة، ويجعل فى حقة من رصاص، ويندى دائما لئلا يجف.
24
وهذا الدواء صالح ايضا للثأليل والغدد ونحوها، وهو ان يوخذ من الخربق
25
والزرنيخ الاحمر جزء ان جزأن، ومن قشور النحاس اربعة أجزاء، يتخذ منه لطوخ بدهن
26
ورد، او يتخذ من بزر الانجرة وقشور النحاس وزرنيخ بدهن ورد.
27
ومن الاضمدة الجيدة للعسلية وجميع الخراجات والحارة ايضا، وما فيه خلط
28
لين: يوخذ لاذن. وقنة، ومقل، وأشق، ووصخ الكوائر اى كور النحل، وعلك
29
البطم اجزاء سواء يتخذ منه ضماد. ومن المدوفات بلا كثير لذع: يوخذ من البورق
30
ومثل نصفه خربق، ويتخذ منه موم روغن بالشمع، ودهن ورد. وايضا نورة جزء
4-189
1
قلقطار جزء زرنيخ جزء. واما الغدد التى تشبه السلع، وهى صنف من التعقد فان أمكنك
2
اخراجها كالسلع ولم يكن من ذلك مضرة بعصب أو عضو مجاور فعلت. وان كان
3
فى اليد والرجل وفى موضغ متصل بالعصب والاوتار فلا يتعرض لاخراجه فتوقع
4
صاحبه فى التشنج، بل رضه وشد عليه ما له ثقل حتى يهضمه. وعلامة مثل هذا ان
5
الغمز عليه يخدر العضو.
6
|439vb55|فى الغدد
7
قد يتولد فى بعض الاعضاء ورم غددى كالبندقة والجوزة وما دونهما. وكثيرا
8
ما يكون على الكف وعلى الجبهة. ويكون فى أول الامر بحيث اذا غمز عليها تفرقت
9
ثم تعود كثيرا وربما لم تعد. وعلاجها من جنس علاج السلع. وربما كفى ان يرض
10
ويفدغ، ثم يعلى <عليها> اسرب ثقيل يشد عليه شدا فيضمرها، وخصوصا اذا
11
طلى تحت الأسرب بطلاء هاضم مما علم. ويجب ايضا ان يستعمل الشد بعد انهضامها؛
12
فان ذلك سبب لمنع المعاودة.
13
|440ra12|فى البشور الغددية
14
قد يعرض ايضا بثور غددية صغار، فعلاجها شدخها، وعصر ما فيها، وشد
15
الاسرب عليها.
16
|440ra17|فى فوجثلا
17
فوجثلا من جنس أورام الغدد، فكانه يختص بهذا الإسم ما يكون خلف الأذن
18
وقد ذكرنا كلا ما كليا فى جميع ما يجرى مجراه.
19
العلاج: وعلاجه العلاج المذكور فى اورام الغدد، وفى اورام ما خلف الأذن.
20
ومما يخصه رماد الحلزون معجونا بشحم عتيق لم يملح، ولا نظير لهذا الدواء. وايضا
21
رماد ابن عرس يخلط بقيروطى بدهن السوسن ويعتق ويستعمل، وينفع من الخنازير
22
أيضًا.
23
|440ra29|فى الخنازير
24
الخنازير تشبه السلع، وتفارقها فى انها غير متبرئة تبرء السلع؛ بل هى متعلقة
25
باللحم. واكثر ما تعرض تعرض فى اللحم الرخو، ويكون لها ايضا حجاب عصبى
26
وقل ما يكون خنزير شديد العظم. وربما تولد من واحد منها كثير. وتشبه فى ذلك
4-190
1
الثاليل. وربما انتظمت عقدا، وصارت كقلادة؛ وكانها من عنقود. والخنازير بالجملة
2
غدد اسقيروسية. ومن الخنازير ما يصحبه وجع، وهو الذى يخالطه ورم حار و
3
مادة حادة. ومنها مالا يصحبه وجع وهو أعسر علاجا. وربما احتيج فى علاجها
4
الى بط والى تعفين.
5
وأشد الناس استعداد للخنازير فى ناحية الرقبة والرأس فصار الرقاب مرطوبى
6
الامزجة. واكثر المواضع تولدا فيها الخنازير الرقبة وتحت الابط، ويشبه ان يكون
7
انما سميت خنازير لكثرة عروضها للخنازير لسبب شرهها، او لسبب ان شكل رقاب
8
اهلها <فى الاكثر> يشبه الخنازير. واسلم الخنازير <الوصلى> ما يعرض للصبيان، و
9
اعسرها ما يعرض للشبان.
10
العلاج: الاصل المعول عليه فى علاج أصجاب الخنازير الاستفراغ وتلطيف
11
التدبير. ومن الاستفراغ الفاضل القئ. ولابد من الاسهال للبلغم الغليظ، وخصوصا
12
بالحب المعروف بالواصل. وايضا يوخذ من التربد والزنجبيل والسكر أجزاء سواء،
13
ويشرب الى درهمين، وهو مع اطلاقه للبلغم الغليظ غير مسخن ولا مسحج.
14
والفضد ايضا نافع. ويجب ان يكون لا محالة من القيفال.
15
فاما تلطيف التدبير فان يجتنب الأغذية الغليظة، وشرب الماء عليها، والتخمة،
16
والامتلاء، وليجوع ما أمكن، ويهجر كل ما يملا الرأس مادة. ويجب ان تصونوا
17
المنتهى لها الرأس عما يميل اليه المواد من النصبات المائلة مثل السجود والركوع
18
الطويلين، والوسادة اللاطية، وعن الافعال التى تجذب المواد الى الرأس، مثل الكلام
19
الكثير والصداع والضجر. والحجامة غير موافقة لاصحاب الخنازير فى اكثر الأمر.
20
وذلك انها لا يمكنها ان تستفرغ من المادة التى للخنازير وما يجرى مجراها، بل تجذب
21
إليها وتغلظها بما يخرج من الدم الرقيق، وكثيرا ما تعيد الخنازير الأخذة فى الذبول
22
والتحلل إلى حالها الأولى.
23
وجملة تدبير الخنازير تناسب تدبير سقيروس من جهة نفس العلة والخنازير
24
اذا كانت عظيمة فان الجرائحين يجنبون عن علاجها بالحديد وبالدواء الحاد. وذلك
25
مما يودى الى تقرحها وفسادها. ولا بد فى أمثالها من الاستفراغ والتنقية، وتلطيف
26
الغداء، واستعمال الادوية المحللة عليها بالرفق. وقد وجدنا لمرهم الرسل المنسوب
27
إلى السليحين فى الخنازير القادحة المنفجرة أثرا عظيما؛ ولكن بالرفق والمداراة.
28
ومن المراهم المستحبة للخنازير مرهم الدياخيلون. وقد يخلط بهذا المرهم
29
أدوية أخر تجعله أعمل؛ مثل اصول السوسن خاصة بخاصية فيه، ومثل بعر الماغر والغنم،
4-191
1
ومثل الحرف، وأصل قثاء الحمار وزبيب الجبل، والتين الذى سقط قبل النضج
2
ويبس، أو دقيق الباقلى، واللوز المر، والمقل يجمع إليه ويستعمل.
3
ومن المراهم الجيدة مرهم بهذه الصفة: يوخذ من دقيق الباقلى والشعير
4
وشحم <الخنزيرو> الاوز جزء جزء، ومن أصل الحنظل والشب اليمانى وأصل السوسن
5
والزفت الرطب من كل واحد نصف جزء، يجمع جميع ذلك بالزيت العتيق بالسحق
6
المعلوم بعد إذابة الشحم والزفت فى الزيت.
7
مرهم جيد يحلل الورم الصلب فى اسبوع وما هو دونه فى ثلاثة أيام وصفه
8
جالينوس فى قاطا جانس: يوخذ خردل، وبزر الابخرة، وكبريت، وزبد البحر،
9
وزراوند، ومقل، وأشق، وزيت عتيق، وشمع.
10
ومن الأدوية التى توضع عليه زفت معجونا به دقيق، أو مع عنصل، او معجونا به
11
اصل الكرنب المسحوق، وأصل الكبر مع المقل، والترمس بالخل والعسل،
12
أو بالسكنجبين، او أخثاء البقر مجموعة، او مطبوخة بالخل. وجميع هذه مع شحم
13
الخنزير أو مع الزيت.
14
دوآء جيد لذلك، حلبة اربعة أجزاء، نورة ونطرون جزء جزء يجمع بالعسل. و
15
ايضا أصل قثاء الحمار وورق الغار مدقوقا مع علك البطم، أو رمادهما مجموعا به. و
16
ايضا يجمع دقيق الكرسنة، وبعر الماعز والغنم، وخصوصا الجبلى ببول صبى و
17
يتخذ لطوخا.
18
وأيضا هذا الدواء. مر عشرة، أشق سبعة، دبق البلوط خمسة، قنة وهو
19
البارزد، ووسخ الكوائر واحدا واحدا، يدق الجميع. وايضا يجمع فى الهاون الدبق
20
المضوغ والراتينج من كل واحد رطل، قنة ثلاث أواقى يجمع ذلك وهو لطوخ
21
جيد.
22
ومن الأدوية الجيدة شمع، وصمغ الصنوبر، وشحم الخنزير غير مملح،
23
وفراسيون، وزنجار أجزاء سواء يتخذ منه لطوخ. وأيضا ريتبانح جزء، قشور النحاس
24
جزأن، شب يمانى وزرنيخ من كل واحد اربعة أجزاء يتخذ منه لطوخ. ومن الأدوية
25
الجيدة دواء القطران، ودواء قثاء الحمار، ودواء الكندس، والدواء المسمى
26
اسندوس.
27
والادوية المتخذة بالحيات والساذج منها ان توخذ الحية الميتة فترمد فى قدر
28
مطين بطين الحكمة، ويودع التنور المسجور، ثم يعجن بمثله خلا مخلوطا بعسل مناصفة. ومن
4-192
1
الادوية الجيدة لدلك دواء يتخذ من القردمانا والحرف، وزبل الحمام بالزيت، وكلها
2
نافعة ايضا فرادى وكذلك دقيق الكرسنة معها ووحده بالخل والعسل، أوبالزفت
3
والشمع والزيت. وايضا يوخذ زبيب الجبل، ونطرون، وراتينج، ودقيق الكرسنة
4
ويجمع بالخل والعسل. أو يوخذ أصل السوسن وبزر الكتان، ويغليان فى شراب،
5
ويجعل فيهما بعد ذلك زبل الحمام مقدار ما توجه المشاهدة، ويتخذ منه كالضماد فهو
6
عجيب وقد جرب بول الجمل الأعرابى، والمنعقد منه ضمادا أو مرهما، ومخاوطا
7
به الادوية الخنزيرية فكان نافعا. والمغاث من الاضمدة العجيبة الخنزيرية. وزعم
8
بعضهم وهو الكندى ان مشاش قرن الماعز اذا أحرق وسقى اسبوعا كل يوم درهمين
9
أبرأها، ويجب ان يفعل كل شهر أسبوعا.
10
واعلم ان من الخنازير ما يكون منها سرطانية ما؛ وفى مثل ذلك يجب ان يعجن
11
الأدوية الحارة المذكورة بدهن الورد، وتترك أياما ثم تستعمل. واما الخنازبر التى احر
12
مزاجا فلا يجب ان يفرط عليها من الأدوية الحادة؛ بل يكفيها مثل سويق الحنطة بماء
13
الكزبرة. وأقوى من ذلك المر مع ضعفه حضض معجونا بماء الكزبرة. ويكون
14
التدبير فى تغليب ماء الكزبرة أو تغليب الدواء الأخر بحسب المشاهدة، وما يوجبه شدة
15
الالتهاب أو قلته. ومما ينفعه ان يسعط بدهن نوى الخوخ المقشر المحرق.
16
فان احتيج فى علاج الخنازير الى استعمال الحديد فيجب ان يكون استعماله فى
17
الخنازير المجاورة للعروق الكثيرة، والعروق الشريانية، والعصب بتقية واحتياط؛
18
فان رجلا اخطأ فى بطنه عن بعض الخنازير فاصاب شعبة من العصب الراجع فابطل
19
الصوت. وقد يعرض ان لا يصيب العصب؛ لكنه يكشفه للبرد فيسؤ مزاجه، فيبطل
20
فعله الى ان يعاد إليه مزاجه بالتسخين؛ وربما أخطأ واصاب الاوداج. وشر الاوداج
21
فى ذلك الغائر؛ فلذلك اذا كشطت من جانب سليم فيجب ان تأخذ الخنزير، وتبطل
22
الباقى بالدواء الحاد، وان لا تتعرض لجانب الأفة.
|440vb16|[فصل] فى الأورام الصلبة:
الورم23
الصلب المسمى سقيروس الخالص منه <و> هو الذى لا يصحبه حس، ولا الم، وان
24
بقى معه حس ما، ولويسيرا، فليس بسقيروس خالص، والخالص منه وغير الخالص
25
الذى معه حس ما، فهو عادم للوج. والسقيروس اما أن يكون عن سوداء عكرية
26
وحدها أصلية، ولونه ايازى، وإما عن سوداء مخلوطة ببلغم، ولونه أميل إلى لون
27
البدن، واما عن بلغم وحده قد صلب.
28
والخالص فى اكثر الأمر لونه لون الاسرب شديد التمدد والصلابة <و> ربما
29
علاه زغب، وهذ الذى لا برء له، وقد يكون منه ما لونه لون الجسد، وينتقل من عضو
4-193
1
إلى آخر ويسمى قونوس، وربما كان بلون الجسد صلبا عظيمًا لا يبرأ ولا ينتقل البتة.
2
وكل سقيروس <ف> إما مبتدئى وهوسقيروس يظهر قليلا قليلا، ويزيد أويستحيل
3
عن ورم فلغمونى أو حمرة اوخراج فى موضع خال، واكثر ما تعرض الصلابة فى
4
الأحشاء، انما تعرض بعد الورم الحار اذا عولج بالمبردات اللزجة من الأدوية و
5
الأغذية. وقد ينتقل السقيرس إلى أن تصير سرطان، وقرب السقيرس من السرطان
6
وبعده عنه بحسب كثرة إلتهابه، وقلته، وظهور الضربان فيه خفاءه، وظهور العروق
7
حواليه، وغير ظهورها.
8
العلاج: يجب ان يعالج من هذه الاورام ما كان له حس وان يكون الاعتماد
9
بعد تنقية البدن بما يخرج الخلط الفاعل للعلة؛ وربما كانت تلك التنقية بالفصد إن
10
كان الدم كثير السواد على ما يحلل ويلين معًا ولا يعالجه بما يحلل ويجفف فيؤدى ذلك
11
إلى شدة التحجر ليجفف الغليظ ويحلل اللطيف.
12
ويجب أن تجعل لعلاجه دورين، دور التحليل بالمداواة بما ليس بحفيفه بكثير
13
اذ كل محلل فى الاكثر مجفف؛ والمرطب قلما يحلل، ويجب أن تكون درجة فى الحرارة
14
فى الثانية إلى الثالثة وفى التجفيف من الدرجة الأولى ودورا أخر للتلين، ويكون هذان
15
الدوران متعاقبين متعاونين، ويجب ان يجوع ذلك العضو فى دور التحليل، ويجذب
16
الغذاء الى مقابلته بتحريك <ذلك> المقابل ورياضته وايجاعه وان يشبع فى دور التليين
17
ويسبب إليه الغذاء بالدلك وما يشبهه وبطلاء الزفت وتختلف الحاجة إلى قوة الادوية
18
المحللة والملينة وضعفها بحسب تخلخل العضو وتكاثفه، وشدة الصلابة وضعفها
19
وايضًا فان تركيب الادوية يجب ان يجمع بين القوتين ويجب ان لا يستكثروا من
20
الحمام فيحلل اللطيف، ويجمع الكثيف، ولا يبلغ أن يلين الكثيف.
21
والملنيات التى لها تحليل ما هى مثل الشحوم كشحم الدجاج، والإوز، والعجاجيل،
22
والثيران، والأيايل خاصة ومخاخها، وشحم التيوس وشحم الحمار جيدلها، وشحوم
23
السباع مثل الأسد والدب. والذئب وما يجرى مجريها من الثعالب والضباع، وشحوم
24
الجوارح من الطير، ويجب ان يخلط بها مثل المقل، والاشق، والقنة، والميعة،
25
والمصطكى اذا هئيت للتحليل وتفرد اذا هئيت للتليين، وأفضل الشحوم المذكورة
26
شحم الأسد والدب ولعاب الحلبة والكتان فيهما تحليل وتليين، ويجب ان لا يكون
27
فى هذه الشحوم وامثالها من الملينات ملح البتة فان الملح مجفف مصلب، بل يجب
28
ان يكون فعلها فعل الشمس فى الشمع يلين ويذيب؛ ولا يبلغ ان يجفف.
29
ومن المحلات التى فيها تليبن ايضا كالمقل الصقلبى، والزيت العتيق، ودهن
30
الحناء، ودهن السرسن، والقنة، و اللاذن، و الميعة، والزوفا الرطبة وأجودها
4-194
1
اقلها عتقا وجفافا، وأشدها رطوبة. وايضا المصكى تقارب المذكورة، ودهن الحناء
2
ودهن السوسن، والتين البستى، والخروع فيه من التحليل والتليين معا ماهو فوق
3
الكفاية.
4
ومن الملينات ان يوخذ عكر البرز وعكر الخل يغليان ويصب بعد الاغلاء
5
الجيد عليهما أهال الإلية ويستعمل. ومن الأدوية الجيدة لذلك أن يؤخذ قثاء الحمار،
6
واصل الخطمى ويتخذ منها لطوخ؛ وان كان معها ميعة فهو اجود. وايضا اذا ظهر
7
لن فيجب ان يلطخ بأشق محلول بخل ثقيف اياما كثيرة ثم يعاود التليين، أو قنة وجاؤشير
8
او يوخذ قنة، واشق، ومقل ويسحق الجميع ويلت بدهن الناردين ودهن السوسن
9
مع شىء من لعاب الحلبة، والكتان ويتخذ كالمرهم ووسخ الحمام من الأدوية الشديدة
10
النفع اذا وقع فى مراهم الأورام الصلبة، وان لم يجد وسخ الحمام استعمل بدله
11
<ماء> الخطمى والنطرون.
12
ومن الأضمدة الجيدة فى وقت التحليل الأضمدة التى للخنازير مما ذكرناها،
13
وضماد باريس وقوناون. واذا كان الورم شديد الغلظ فلا بد من الخل فانه يقطع
14
ويوهن قوة العضو، وخصوصًا اذا كان عصبيًا فيكون اشد تخلية عن المادة وتسليما
15
لها إلى السبب الموثر من خارج؛ ولكن يجب أن يكون استعمال الخل وادخاله فى
16
الأدوية فى آخر الامر دون أوله وحين تقع المبالغة فى التليين، ومع ادخال فترات
17
التليين فيرفق باستعمال الخل؛ واذا لم يرفق بالخل اضر بالعصب وحجر وآخر
18
ما يكون الطبيب على استعمال الخل هو عند ما يكون الورم فى عضو لحمى مثل ما
19
يكون فى الطحال. وقد يطلى الموضع بالخل ويبخر به ثم يتبع بطلاء مثل الجاؤشير،
20
ثم الأشق، ثم يبدأ بالقليل الرفيق، ثم يزاد قوة، ثم يدرج إلى التليين، ويجب أن يستعمل
21
على الورم الدهن اللين الذى لاقبض فيه، وهو أوفق من الماء وخصوصا دهن الشبث
22
المتخذ من الشبث الرطب وما كان من الصلابة فى الأوتار والعصب فليعالج بالمقطعات
23
ومن المعالجات الجيدة لذلك التبخير بالحجارة المحماة مثل حجر الرحى، وافضل
24
ما يبخر عنه المارقشيثا، ويجب ان يبالغ فى التبخير والتدخين حتى يظهر العرق
25
وربما يطلى بالمار قشيشا مسحوقا بالخل فينفع، ويجب ان يرفق بها فى إستعمال الخل
26
لئلا يفرق اللطيف ويصلب الكثيف ولئلا تفسد قوة العصب بافراط، وهو فى الابتداء
27
ردئى. واجعل لاستعماله فترات فيها تليين فاذا ابتدأ فبخر العضو بمثل ما ذكر واطل
28
حينئد بالادوية الموافقة. وذلك فى العضو اللحمى اسلم.
29
|441rb41|[فصل فى] صلابة المفاصل:
قد يعرض فى المفاصل صلابة تمنع تحريك4-195
1
المفصل بالسهولة، ولا تبطل الحس وربما كان عصببا معه خدر ما، وربما كان لحميا
2
فالعلاج ما علمت.
3
|441rb47|[فصل] فى التى تسمى المسامبر:
ان المسامير عقد مستدبرة بيض مثل4
راس المسمار، وكثيرا ما تعرض الشجوج، وبعد الجراحات، وعقيب علاجها،
5
ثم تكثر فى البدن، واكثره يحدث فى الرجل، واصابع الرجل، وفى الأسافل
6
<عروضا> يمنع المشى فيجب ان يشق عليه ويخرج أو يفدع باليد دائما، ويلزم
7
الاسرب ان كان حيث لا يمكن ان يخرج. وكثيرا منه اذا لم يعالج صار سرطانا.
8
|441va1|[فصل] فى السرطان:
السرطان ورم سوداوى، تولده من السوداء الإحتراقية9
عن مادة صفراوية وعن مادة فيها مادة صفراوية احترق معها ليس عن الصرف العكرى؛
10
ويفارق سقيروس فانه مع وجع، وحدة، وضربان، وسرعة ازدياد لكثرة المادة
11
وانتفاخ لما يعرض فى تلك المادة من الغليان عند انفصالها إلى العضو، ويفارقه
12
ايضًا بالعروق التى ترسل حواليه إلى العضو الذى هو فيه كارجل السرطان ولا يكون
13
حمراء كما فى الفلغمونى بل إلى سواد، وكمودة، وخضرة وقد يخالفه بان الغالب
14
من حدوثه يكون ابتدًاء وغالب حدوث الصلب يكون انتقالا من الحار ويفارق سقيرس
15
الحق بان له حس وذلك لاحس له البتة. واكثر ما يعرض فى الاعضاء المتخلخلة،
16
ولذلك هى فى النساء اكثر، وفى الأعضاء العصبية ايضًا، وأول ما يعرض يكون
17
خفى الحال فانه اذا ظهر السرطان اشكل أمره أول ما يظهر فى اكثر الأمر، ثم تظهر
18
اعلامه، وأول ما يظهر فى الابتداء يكون كبا قلاة صغيرة. صلبة مستديرة كمدة اللون
19
فيها حرارة ما.
20
ومن السرطان ما هو شديد الوجع. ومنه ما هو قليل الوجع ساكن. ومنه
21
<ما هو> متأد الى التقرح؛ لانه من سوداء هى حراقة الصفرة المحضة وحدها. ومنه
22
ثابت لايتقرح، وربما انتقل المتقرح الى غير المتقرح، وربما رده الى التقريح
23
علاجه بالحديد، ويجعل له شفاها اغلظ واضرب. ويشبه ان يكون هذا الورم يسمى
24
سرطانا لاحد أمرين: اعنى اما لتشبثه بالعضو تشبث السرطان بما يصيده، واما لصورته
25
فى استدارته فى الاكثر مع لونه، وخروج عروق كالارجل حوله منه.
26
العلاج: الذى يجب ان يتوقع منه علاجه انه اذا ابتدأ فربما امكن ان يمنع
27
على ما عليه حتى لايزيد، وان يحفظ حتى لايتقرح. وقد يتفق فى الاحيان أن يبرأ
28
المبتدى، واما المستحكم فكلا. وكثيرا ما يعرض فى الباطن سرطان خفى، ويكون
29
الصلاح فيه على ما قال بقراط: ان لا يحرك فانه ان حرك فربما أدى الى الهلاك،
4-196
1
وان ترك ولم يعالج فربما طالت المدة مع سلامة ما، وخصوصا اذا اصلحت الاغذية
2
بما يبرد ويرطب، ويولد مادة هادئة سالمة مثل ماء الشعير، والسمك الرضراضى،
3
وصفرة البيض النيمبرشت، ونحو ذلك. واذا كانت هناك حرارة فمخيض البقر
4
كما يمخض ويصفى، وما يتخذ من البقول الرطبة حتى القرع.
5
وربما احتملت السرناطات الصغار القطع. وان امكن ان تبطل بشىء فانما
6
يمكن ان تبطل بالقطع الشديد الاستيصال المتعدى الى طائفة يقطعها من المطيف
7
بالورم السال لجميع العروق التى تسقيه حتى لا يغادر منها [شىء]، ويسيل منها بعد
8
ذلك دم كثير. وقد تقدم تنقية البدن من المادة الردئية اسهالا وفصدا، ثم احفظ
9
على نقاءه بالاغذية الجيدة الكم والكيف، وتقوية العضو على الدفع. على أن القطع
10
فى اكثر الأوقات يزيده شرا؛ وربما احتيج بعد القطع الى كى؛ وربما كان فى الكى
11
خطر عظيم؛ وذلك اذا كان السرطان بقرب الاعضاء الرئيسة والنفسية وقد حكى
12
بعض الأولين ان طبيبا قطع ثديا مسرطنًا قطعا من أصله فتسرطن الأخر. اقول: انه
13
قد يمكن ان كان ذلك فى طريق التسرطن فوافق تلك الحالة، ويمكن ان يكون
14
على سبيل انتقاله وهو أظهر.
15
ذكر تدبير اسهاله: من ذلك يسقى مرارًا [بينها] أيام قلائل كل مرة اربعة مثاقيل
16
افتيمون بماء الجبن، اوماء العسل، او طبيخ الافتيمون فى السكنجبين، وللقوى من
17
الناس ايارج الخربق.
18
ذكر الادوية الموضعية للسرطان. واما الادوية الموضعية للسرطان فيراد بها
19
اربعة أغراض: ابطال السرطان اصلا وهو صعب، والمنع من الزيادة، والمنع من
20
القرح، وعلاج التقرح. واللواتى يرادبها ابطال السرطان فينجى فيها نحو ما فيه
21
تحليل لما حصل من المادة الردئية، ودفع لما هو "فى حال حصول" فى العضو منها،
22
وان لا تكون شديد القوة والتحريك؛ فان القوى من الأدوية يزيد السرطان
23
شرا. ولذلك يجب إيضا ان يجتنب فيها اللذاعة. ولذلك ما يكون الأدوية الجيدة
24
لها هى المعدنية المغسولة مثل التوتيا المغسول وقد خلط به من الأدهان مثل دهن
25
الورد مع دهن الخيرى.
26
واما منع الزيادة فيوصل إليه بحسم المادة وإصلاح الغذاء وتقوية العضو بالأدوية
27
الرادعة، واستعمال اللطوخات المعدنية مثل لطوخ حكاكة حجر الرحى وحجر المسن،
28
ومثل لطوخ يتخذ من حلالة تنحل بين صلاية وقهر من أسرب فى رطوبة مصبوبة
29
على الصلاية، وهى مثل دهن الورد، ومثل ماء الكزبرة. وايضا فان التضميد بالحصرم
30
المدقوق جيد نافع.
4-197
1
واللواتى برادبها منع التقرح فاللطوخات المذكورة تمنع الزبادة اذا لم يكن
2
فيها لذع؛ فان جميعها نافع؛ وخصوصا اذا خلط بالحلالة المذكورة من <حكاكة>
3
وصلاية اسربية. واذا كان فى الجملة طين مختوم أو طين أرمنى، أوزيت انفاق
4
وماء حى العالم، والا سفيداج مع عصارة الخس، أو لعاب بزر قطونا، واسفيداج
5
الاسرب فهو تركيب جيد. ومما هر بالغ النفع التضميد بالسرطان النهرى الطرى،
6
وخصوصا مع اقليميا.
7
واما علاج التقرح فمما هو جيد لها ان يدام القاء خرقة كتان مغموسة فى ماء
8
عنب الثعلب عليه كلما يكاد يجف رش مائية عليه. أو يوخذ لب القمح واللبان و
9
اسفيداج الرصاص من كل واحد وزن درهم، ومن الطين المختوم والطين الأرمنى
10
والصبر المغسول من كل واحد درهمان يجمع هذه ويسحق. وتستعمل على الرطب
11
ذرورا، وعلى اليابس مرهما متخذا بدهن الورد. وقد ينفع منه رماد السرطان مع قيروطى
12
بدهن ورد، وأجوده المختلط به اقليميا. وقد ينفع فيه دواء التوتيا، والتوتيا المغسول
13
بماء الرجله، أو لعاب بزر قطونا.
14
|442ra19|فى الاورام الريحية ونفخات العضل
15
ان من الاورام الريحية ما يكون عن بخار سلس، فيشبه التهيج ويجرى مجراه.
16
ومنه ما يكون عن بخار ريحى ويسمى نفخة، وله مدافعة برفق وربما صوت ضربه
17
باليد، وخصوصا اذا صادف فضاء يجتمع إليه كالمعدة والأمعاء، ومابين الاغشية
18
المطيفة بالعظام وبين العظام، او المطيفة بالعضل وبين العضل. وكذلك ما يطيف
19
بالأوتار. وربما لم يتخلل الافضية؛ بل مزق الاعضاء المتصلة ودخلها، وتولد فيها
20
فاحوج الى تمزيقها. والريح تبقى وتحتبس لكثافتها وغلظها، ولتكاثف ما يحيط
21
بها، وضيق المسام. وربما توهم الانسان ان على عضو منه كالركبة ورم محوج إلى
22
البط فيبط فيخرج ريح فقط.
23
العلاج: اما ما يشبه التهيج فعلاجه من جنس علاجه. واما النفخة فتحتاج فى
24
علاجها الى ما يخلخل الجلد ويحلل ما فيه، ويمكن ان يكون له على الموضع مكث
25
مدة طويلة. ولا بد من ان يكون فى غاية اللطافة ليمكن للطافة أجزاءها من الغوص البالغ.
26
وربما احتاج الى وضع محاجم من غير شرط ليفش النفخة. و من أدويتها الموضعية
27
ادهان حارة مثل زيت لطيف الأجزاء طبخ فيه مثل السذاب والكمون، والبروز الملطفة
28
مثل بزر الكرفس والانيسون والنانخواه وما اشبه ذلك من المراهم المحللة وخصوصا
29
لما يقع فى الاعضاء الوترية والعضلية أن يوخذ وسخ الحمام، ويجعل مع الماء فى
30
الطبخير، و يصب عليه نورة غير مطفأه على قدر ما يحصل منها قوام كقوام الطين و
4-198
1
يلطخ به. وقد يعمل من الخمر والنورة مرهم معتدل جيد: يوخذ الزوفا اليابس
2
ويسحق، ويذر على قيروطى متخذ من الشمع ودهن الشبث، ويتخذ منه مرهم للطوخ.
3
والذى يعرض من النفخ فى العضل لرض يعرض لها فيجب ان يجتنب
4
الأدوية الحارة جدا والحريفة لئلا يستوحش الأعضاء منها وتشمزء، بل اذا عولج
5
بالمحللات فليخلط بها شىء من المسكنة للوجع، وذلك مثل علاجله بمثل المببختج
6
مضروبا بالزيت مغموسا فيه صوف الزوفا. وان كانت حرارة ما فدهن الورد مغموسًا
7
فيه صوف الزوفا [او محلو لافيه الزوفا] اعنى الرطب، ويستعمل جميع ذلك فاترا
8
الى الحرارة، ولا يترك ان يبرد. فان البرد ضار لمثله. فان كان هناك من الابتداء
9
وجع فيستعمل عليه الادهان التى فيها تسكين للوجع مع منع ما فى الابتداء كدهن
10
البنفسج والورد مع قوة من دهن الشبث. فاذا وجد بعض الخف جعل فى الأدوية
11
ما فيه زيادة قوة على التحليل مثل النطرون والخل، ثم مثل الرماد، والمراهم المحللة
12
مثل المراهم المذكورة.
13
|442rb26|فى العرق المدينى
14
العرق المدينى هو ان يحدث على بعض البدن بثرة ما فتنتفح ثم تنفط ثم
15
تتثقب، فيخرج منها شىء أحمر الى السواد، ثم لايزال يطول ويطول. وربما كانت
16
له حركة بارزة وتحت الجلد كأنه حيوان وكأنه بالحقيقة دود، حتى ظن بعضهم انه
17
حيوان يتولد. وظن بعضهم انه شعبة من ليف العصب فسد وغلظ. واكثر ما يعرض
18
يعرض فى الساقين. وقد رأيته على اليدين وعلى الجنب، ويكثر فى الصبيان على
19
الجنبين. واذا مد فانقطع عظم فيه الخطب والألم؛ بل مدة يوجع وان لم ينقطع
20
وقد قال جالينوس: انه لم يحصل من أمرها شئيا واضحا معتمدا؛ لانه لم يرها
21
البتة. ونقول: ان سببه دم حار، ردئى سوداوى، او بلغم محترق يحتد مع اشتداد
22
من يبس مزاج. وربما ولدته بعض المياه والبقول بخاصية فيها. واكثر ما يولده من
23
الاغذية ما هو جاف يابس. وكلما كانت المادة المتولدة عنها ذلك أحد كان الوجع
24
اشد. وربما حدث فى بدن واحد فى مواضع نحو أربعين وخمسين مع انه يتخلص منه
25
بالعلاج. ويقل فى الابدان الرطبة، والمستعملة للاستحمامات والاغذية الرطبة،
26
والمستعملة للاشربة بقدر. واكثر ما يتولد فى المدينة. ولذلك نسب إليها. وقد
27
يتولد ايضا فى بلاد خوزستان وغيرها. وقد يكثر ايضا فى بلاد مصر وبلاد أخر.
4-199
1
العلاج: اما الإحتراس منه فى البلاد التى يتولد فيها، والاغذية التى يتولد
2
منها فبمضادة سببه؛ وذلك باستفراغ الدم الردى فصدا من الباسليق، أو من الصافن
3
بحسب الموضع؛ وتنقية الدم بمثل ''شراب الهليلج" أو طبيخ الأفتيمون، وشرب
4
حب قوقايا خاصة، واستعمال الاطريفل المتخذ بالسناء والشاهترج، وترطيب البدن
5
بالاغذية المرطبة <ومثل> الاستحمامات، وسائر التدبير المرطب المعلوم. واذا
6
ظهر أثره اول ظهوره فالصواب ان يستعمل تبريد العضو بالأضمدة المبردة والمرطبة
7
مثل العصارات الباردة المعروفة مع الصندلين والكافور بعد تنقية البدن. واستظهر
8
ايضا بارسال العلق على الموضع.
9
ومن الاطلية الجيدة طلاء من صبر وصندل وكافور، او المر والبزر قطونا،
10
واللبن الحليب. وان لم <يكن> يرجع، ولكن أخذ يتنفط فربما منعه وصرفه،
11
وخفف الخطب فيه ان يشرب صاحبه على الولاء اياما ثلاثة كل يوم وزن درهم من صبر،
12
او يشرب منه يوما نصف درهم، وفى الثانى درهم، وفى الثالث درهم ونصف ثلاثة
13
ايام. ويطلى عليه الصبر، أو يطلى على فوهته رطوبة الصبر الرطب اللزجة؛ وكذلك
14
فى ابتداء ما يخرج. وان لم تبال بذلك وخرج فالصواب ان يهيأ له ما يشد به ويلف
15
عليه بالرفق قليلا قليلا، حتى يخرج الى أخره من غير انقطاع. وأحسنه رصاصية تلف
16
عليها، ويقتصر على ثقلها فى جذبه فيجذب بالرفق ولا ينقطع، ويجتهد فى تسهيل
17
خروجه بان يدام تسخيف العضر وخلخلته بالنطول بالماء الحار، واللعابات المبردة
18
والأدهان المنينة باردة ولطيف الحرارة وما يجرى مجراها ليسهل خروجه.
19
وربما لم يسهل بذلك؛ بل احتيج الى مثل التلطيف بدهن الخيرى، بل الزنبق
20
بل البان، وان يستعمل عليه مرهم الزفت. وان كل الحدس يوجب ان البط عنه
21
يخرجه بكليته ولم يكن مانع بططت واخرجت. فان كان اخراجه بالجذاب المذكور
22
لايسهل، والبط عنه لا يمكن فعفنه بالسمن؛ فانه يعفن بكليته ويخرج. واياك واستعمال
23
الحارة من الأدوية فانه ربما أدى الى الاكلة. واذا ادمن على اواخره الدلك بالملح
24
قليلا قليلا ودلك من خلف بالرفق ويدهن مخرجه باللطيف خرج بكليته؛ وخصوصا
25
اذا شق ابعد ما خلفه؛ وادخل تحته الميل هناك ودفع، واديم المسح، وهو يخرج
26
بالملح قليلا قليلا وبالرفق، فانه اذا عمل فيه ذلك فقد يخرج كله، وان انقطع و
27
كمن لم يكن بد من البط عنه الى أن يصاد كرة أخرى، ثم يخرج بالرفق ويعالج
28
الموضع بعلاجات الجراحات.
4-200
1
|442vb1|المقالة الثالثة فى الجذام
2
فى ماهية الجزام وسببه
3
الجذام علة ردئية تحدث من انتشار المرة السوداء فى البدن كله فيفسد مزاج
4
الاعضاء وهئيتها وشكلها، وربما أفسد فى أخره اتصالها حتى يتاكل الاعضاء، وتسقط
5
سقوطا عن تقرح، وهو كسرطان عام للبدن كله، فربما تقرح، وربا لم يتقرح
6
وقد يكون منه ما يبقى بصاحبه زمانا طويلا جدا. والسوداء قد تندفع الى عضو واحد،
7
فيحدث صلابة، أو سقيروس، أو سرطانا بحسب أحوالها. وان كانت رقيقة غالية
8
احدثت اكلة. فان اندفعت إلى السطح من الجلد أحدثت ما يعرف بالبرش والبهق
9
الأسود والقوبا ونحوه. وقد تنتشر فى البدن كله فان عقت أحدثت الحمى السوداوية
10
وان ارتكمت ولم تعفن احدثت الجذام.
11
وسببه الفاعلى الاقدم سؤ مزاج الكبد المائل جدا الى حرارة ويبوسة، فيحرق
12
الدم سوداء، او سؤ مزاج البدن كله، او يكرنان بحيث يكثف الدم بسبهما بردا وسببهما
13
المادى هو الاغذية السوداوية والاغذية البلغمة ايضا اذا تراكمت فيها التخمة، او
14
عملت فيها الحرارة، فحللت اللطيف، وجعلت الكثيف سوداء. والامتلاأت و
15
الاكلات على الشبع لهذا المعنى بعينه.
16
واسبابه المعينة انسداد المسام فيحتنق الحار الغريزى ويبرد الدم ويغلظ،
17
وخصوصا اذا كان الطحال سدديا ضعيفا لا يجذب، ولا يقدر على تنقية الدم من الخلط
18
السوداوى. او كانت القوة الدافعة فى الاحشاء تضعف عن دفع ذلك فى عروق المقعدة
19
والرحم، وكانت المسام منسدة. وقد يعين ذلك كله فساد الهوى فى نفسه، او لمجاورة
20
المجذومين؛ فان العلة معدية. وقد يقع بالارث وبمزاج النطفة التى منها خلق فى نفسه
21
لمزاج لها، أو مستفاد فى الرحم بحال فيها مثل ان يتفق ان يكون العلوق فى حال
22
الحيض. واذا اجتمع مرارة الهواء مع ردأة الغذاء، وكونه من جنس السمك والقديد،
23
واللحم الغليظ، ولحوم الحمير والعدس كان بالحرى ان يقع الجذم كما يكثر
24
بالاسكندرية.
25
والسوداء اذ خالط الدم أعان قليلها على تولد كثيرها،، لانه لا محالة تغلظ
26
من وجهين أحدهما بجوهرها الغليظ، والثانى ببردها المجمد. واذا غلظ نقصت
27
رطوبته فكان تجفيفه بحرارة البدن أسهل وقد يبلغ من غلظ دم المجذومين ان يخرج
28
فى فصدهم شىء كالرمل. وهذه العلة تسمى داء الأسد. وقيل انه انما سمى بذلك
4-201
1
لانه كثيرا ما يعترى الأسد. وقيل لانه يهجم وجه صاحبه ويجعله فى سحنة الأسد.
2
وقيل لانه يفترس من يأخذه تفرس الاسد. والضعيف من هذه العلة عسر البرء،
3
والقوى مايوس من علاجه، والمبتدئى أقبل، والراسخ أعصى. والكائن عن السوداء
4
المحترق عن الصفراء أهيج واكثر أذى، وأصعب اعراضا، وأشد احراقا وتقرحا؛
5
لكنه اقبل للعلاج. والكائن من ثقل الدم اسلم وأسكن ولا ينقرح. والكائن عن
6
السوداء المحترقة يشبه الصفراوى فى اعراضه؛ لكنه أبطأ قبولا للعلاج.
7
وهذا المرض لا يزال يفسد مزاج الاعضاء بمضادة الكيفية للكيفية الموافقة
8
للحياة اعنى الحرارة والرطوبة حتى يبلغ إلى الاعضاء الرئيسة، وهناك يقتل. و
9
يبندئى اولا من الأطراف والاعضاء اللينة، وهناك ينتشر عنها، ويتغير لونها. وربما
10
تادى الى تقرح، ثم يدب يسيرا يسيرا فى البدن كله، فانه وان كان [اول] تولده
11
فى الأحشاء فان اول تاثيره فى الاطراف؛ لانها أضعف. على انه ربما مات صاحبه
12
قبل ان تنعكس غائلته الظاهرة على الاحشاء والاعضاء الرئيسة. ويكون موته ذلك
13
بالجذم وسؤ مزاجه. ولما كان السرطان وهو جذام عضو واحد مما لا برء له، فما
14
تقول فى الجذام الذى هو سرطان البدن كله، الا ان فى الجذام شىء واحد، وهو
15
ان المرض فاش البدن كله. فاذا استعملت العلاجات القوية اشتغلت بالمرض، و
16
لم تحمل على الاعضاء الساذجة، وليس كذلك فى السرطان.
17
العلامات: اذا ابتدأ الجذام ابتدأ الوجه حمرة الى سواد، وتظهر فى العين
18
كمودة إلى حمرة، ويظهر فى النفس ضيق، وفى الصوت بحة بسبب تاذى الرية
19
وقصبتها، ويكثر العطاس وتظهر فى الانف غنة؛ وربما صارت سدة وخشما، و
20
ياخذ الشعر فى الرقة والقلة. ويظهر العروق فى الصدر وناحية الوجه. وتكون
21
رائحة البدن، وخصوصا العرق ورايحة النفس إلى النتن. وتظهر اخلاق سوداوية
22
من تيه وحقد وتكثر فى النوم احلام سوداوية ويحس فى النوم كأن على بدنه ثقلا
23
عظيما.
24
ثم يظهر الانتثار فى الشعر والتمرط فيه؛ خصوصا فيما كان من الشعر فى الوجه
25
ونواحيه، وربما انقلع موضع الشعر. وتتشقق الاظفار. وتاخذ الصورة تسحج،
26
والوجه يجهم، واللون يسود. ويأخذ الدم يجمد فى المفاصل ويعفن، ويزداد ضيق
27
النفس حتى يصير الى عسر شديد وبهر عظيم، ويصير الصوت فى غاية البحة،
28
ويغلظ الشفتان، ويسود اللون. ويظهر على البدن زوائد غددية تشبه بالحيوان الذى
29
يسمى باليونانية ساطورس ثم ياخذ البدن فى التقرح اذا كان جذام غير ساكن، و
30
يتأكل غضروف الأنف ويسقط الانف والاطراف، ويسيل صديد منتن، ثم يعود
4-202
1
الصوت إلى خفاء، ولا يكون قد بقى شعر، ويسود اللون جدا. ونبض المجذوم
2
ضعيف لضعف القوة وقلة الحاجة؛ اذا المرض بارد، وبطىء غير سريع لضعف
3
البرد. ولا بد من تواتر اذلا سرعة ولا عظم.
4
العلاج: يجب ان يبادر فيه بالاستفراغات والتنقية قبل ان يغلظ المرض.
5
واذا تحققت ان هناك دما كثيرا فاسدا فيجب ان تبادر وتفصد فصد ابليغا ولو من
6
اليدين. وان لم يتحقق ذلك فلا تفصد، فان الفصد من العروق الكبار ربما يضره
7
جدا اكثر مما ينفعه؛ ولكنه قد يومر بفصده من تفاريق العروق الصغار ان خيف
8
على فصد الكبار وعلم ان دما باردا فى الظاهر فيكون ذلك ابلغ من الحجامة والعلق،.
9
واقل ضررا بالاحشاء؛ وذلك مثل عرق الجبهة والأنف. واما فى الاكثر فالفصد
10
محتاج إليه فى علاج هذه العلة. ومما يستدعى الى ذلك ضيق نفسه وعسره. وربما
11
احتيج الى فصد الوداج عند اشتدادبحة الصوت وخوف الخنق.
12
واذا فصد فيجب ان يراح أسبوعا ثم يستفرغ بمثل ايارج لوغاذيا وايارج
13
شحم الحنظل، ويستفرغ بمطبوخات وحبوب متخذة من الافتيمون، والاسطوخودس،
14
والبسبايج، والهليلج الأسود والكابلى، والخربق الأسود، واللازورد والحجر الأرمنى.
15
ولا يضر ان يخلط بها شحم الحنظل والسقمونيا ايضا، خصوصا اذا كانت هناك
16
صفراء، ويضاف إليها صبر وقثاء الحمار والثيادريطوس جيد لهم. وايارج فيقرا
17
إيضا، وخصوصا اذا قوى بالسقمونيا من جيد مسهلات المجذومين؛ لاسيما اذا أشم
18
شمة من الخربق، او جعل معه الحجر الارمنى. وفى الصيف يجب ان يخفف ولا
19
يلقى فى المطوخ تقوية حتى ''لا ينثر ويثير".
20
بختج للمجذوبين: يوخذ اهليلج اصفر واهليلج أسود من كل واحد عشرة دراهم،
21
نانخواه خمسة دراهم، حلتيت طيب نصف درهم، زبيب منزوع العجم نصف من،
22
يطج بثلاثة اباريق ماء حتى يصير على الثلث، ويعصر ويصفى ويخلط فيه ماء العسل
23
وزن خمسة دراهم، ويسقى ويمرخ جسده بالسمن، ويجلس فى الشمس حتى يعرق،
24
او يخطوسبعين <اوتسعين> خطوة، ويتقلب على اليمين والشمال، والظهر واليطن
25
وياكل الخبز بالعسل، ويسقى هذا الدواء، على ما وصفنا سبعة أيام، ويجدد طبخه،
26
فى كل يوم.
27
وليس يكفى فى علاج هؤلاء الذين لم يستحكموا استفراغ واحد، بل ربما
28
احتيج الى ان يستفرغ فى الشهر مرتين أو فى كل شهر مرة بحسب موجب المشاهدة؛
4-203
1
وذلك بادوية معتدلة. وقد يسهل فى كل يوم بالرفق مجلسا ومجلسين بما يسهل ذلك
2
من الشربات النافضة النافعة من الأدوية المذكورة اربعين يوما <ولاء>. وأما القوية
3
جدأ مثل الخربق ونحوه والكثيرة الوزن فيكفى فى العام مرة ربيعا ومرة خريفا
4
واكثر من ذلك.
5
ويجب ان يقبل على ادمغتهم بالتنقية بمثل الغراغر المذكورة فى باب امراض
6
الرأس، وبالسعوطات المعروفة. نسخة سعوط: يوخذ دار فلفل وما ميران وشيطرج
7
وجوف الهرنج من كل واحد درهم، جوزبوا ومشكطرا مشيع من كل واحد نصف درهم،
8
عصارة الفنجنكشت ثلاثة قواطل، دهن حل ثلاثة قواطل، يخلط ويطخ حتى يذهب
9
الماء ثم يصفى ويحفظ فى زجاجة، ويسعط فى منخريه ماوسعا، ثم يتبع اذا اكثر
10
من ذلك بالسعوطات المرطبة المذكورة.
11
ويجب ان يجتنبوا عن كل ما يجفف ويحلل الرطوبة الغريزية. ويحرم
12
عليهم التعب والغم، وان ينقلوا من هراء يضاده، ويسقوا بعد التنقية الادهان، مثل
13
دهن اللوز بمثل عصير العنب، وذلك اذا استفرغوا مرازا.
14
ويجب ان يرتاضوا كل غداة بعد اندفاع الفضول من الامعاء ويكلفوا رفع
15
الصوت العالى، ويتوثبوا ويصار عوا، ثم يدلكوا. فاذا عرقوا فينشفوا، وبعد ذلك
16
يدهنون بادهان معتدلة فى الحر والبرد مرطبة فى اكثر الأمر مقوية فى الاول؛ فانهم
17
يحتاجون فى الاول الى مقعويات مثل الهليلج ايضا والعفص بخل. وربما استعمل
18
عليهم التمريخ بالدهن مع لبن النساء. وكذلك يجب ان يسعطوا به اذا كثر اليبس.
19
واذا هاج بهم غثيان قيؤا والاجود ان يستحموا ثم يتمرخرا. واذا استحموا
20
فمروخاتهم من مثل دهن الأس، والمصطكى، ودهن فقاح الكرم، ودار شيشعان،
21
ودهن القسط على الاطراف، ثم يراح المعالج منهم ساعة. ويعرض على القىء بالريشة،
22
ثم تسقى شئيا من الافسنتين. وربما احتيج الى تمريخهم فى الحمام بالملطفات المحللة
23
التى يقع فيها النطرون والكبريت وحب الغار وغراء البخارين؛ بل الخردل، والصعتر،
24
والفلفل، ودار فلفل، والعاقرقرحا، والميويزج. والخردل والصنوبر والفوتنج؛
25
والى تضميدها على أو صالهم، بل ربما احتيج الى مثل الفربيون، وذلك حين تكلفهم
26
ان يستحمو التحليل فضولهم ولتعريقهم؛ فان تعريقهم قانون فى علاجهم. وقد يمرخون
27
بالترياق والشيليشا والهفيارغان وربما احتيج الى تمريخهم بمثل ذلك فى الشمس
28
الحارة. وخير غسولاتهم فى الحمام ما قد طبخ فيه الحلبة مع الصابون الطيب. و
29
يجب ان يجتنب المجذوم الجماع اصلا.
4-204
1
واما الاشياء التى يسقونها فمن أفضل الأدوية لهم الترياق الفاروق المتخذ بلحوم
2
الافاعى. وترياق الاربعة والهفيارغان ودبيد كركما. وقد يسعط بهذه ايضا.
3
وان يسقوا من أقراص الافاعى ايضا وحدها مثقالا مثقالا فى أوقية شراب غليظ او
4
طلاء، وأقراص العنصل ايضا.
5
واعلم ان لحم الافاعى وما فيه قوة لحمه من أجل الادوية له. ولا ينبغى ان
6
تكون الافعى سبخبة ولاريفبية أو شطية؛ فانها فى الاكثر قليلة المنفعة، ولكثير منها
7
غائلة التعطيش والاتلاف به؛ بل يختار الجبلية، لا سيما البيض، وقطع رؤوسها وأذنابها
8
دفعة واحدة. فان كثر سيلان الدم عنها، وبقيت حية مضطربة اضطرابا كثيرا زمانا
9
طويلا فذلك، والا تركت. والموافق منها الكثير السيلان للدم والاضطراب
10
بعد الذبح. وتنظف وتطبخ كما يذكر لك، ويوكل منه ومن مرقته. والخمر التى
11
تموت فيه الأفعى أوتكرع <و تشرب> فقد عوفى بشربه قوم اتفاقا او قصد اللقتل
12
من الساقى ليموت ذلك المجذوم فيستريح ويستراح منه، او فعل ذلك طاعة لحكم
13
رؤيا. وملح الافاعى نافع ايضا.
14
فاما شور باجة الافاعى فان توخذ الافاعى المقطوعة الطرفين المنقاة عن الاحشاء
15
ثم تسلق بالكراث والشبث والحمص والملح القليل، وتطبخ بماء كثير حتى يتهرأ،
16
ويوخذ عظامه حينئذ عنه، وينقى لحمها ويستعمل [بأن] يوكل لحمها ويتحسى
17
مرقها على ثريدة من خبز سميذ. وربما طرح معها شىء من فراخ الحمام حتى يطيب.
18
وهذا التدبير ربما لم يظهر فى الابتداء نفعه ثم ظهر دفعة. وربما تقدم العافية
19
زوال العقل أياما ما. وعلامة ظهور فائدته فيه والوصول الى الوقت الذى يجب ان
20
يكف فيه عن استعماله ان يأخد المجذوم فى الانتفاخ فينتفخ، ثم ربما اختلط عقله،
21
ثم ينسلخ، ثم يعافى. فاذا لم يسدر ولم ينفخ فليكررعليه التدبير كرة أخرى.
22
ومما وصفوا لذلك ان يذبح الأسود السالخ، ويدفن حتى يدود ويخرج
23
مع دوده ويجفف، ويسقى من أفرط عليه الجذام منه ثلاثة أيام كل يوم وزن درهم
24
بشراب العسل. والتمريخ ايضا بما فيه قوة الافعى نافع له مثل الزيت بطبخ فيه، و
25
مثل هذا الدواء. يوخذ الاسود السالخ ويجعل فى قدر، ويصب عليه من الخل الثقيف
26
ثمان اواقى، ومن الماء أوقية، ومن الشيطرج الرطب، واصل اللوف من كل واحد
27
اوقيتان يطبخ على نارلينة حتى تتهرأ الحبة، ويصفى الماء عن الحية، ويتدلك به بعد
28
حلق اللحية والرأس، يفعل ذلك به ثلاثة أيام،
4-205
1
ويعرض لهم من استعمال الأدوية الافعوية الانسلاخ عن الجلد الفاسد،
2
وابتدال لحم وجلد صحيح. على ان تمريخ المجذوم بالمرطبات المعتدلة <فى>
3
الحرارة مما ينفع فى بعض الأوقات اذا اشتد اليبس. وكذلك اسعاطه بمثل دهن
4
البنفسج وفيه قليل دهن خيرى. وايضا مثل شحوم السباع والثيران والطيور، و
5
بمثل دهن القسط أو دار شيشعان، ودهن السوسن يحفظ الاطراف. وذلك بعد
6
التنقية، وقبل التنقية لا يمرخ البتة فيسد المسام.
7
ومن المشروبات النافعة لهم البزرجلى ودواء السلاخة. واللبن من أوفق ما
8
يعالج به، وخصوصا عند ضيق النفس، عسره، وبحة صوته فى فترات مابين
9
الاستفراغات. ويجب ان يشرب فى حال ما يحلب. ولبن الضان من أنفع الأشياء لهم.
10
ويجب أن يشرب منه قدر ما ينهضم. وان اقتصر عليه وحده ان امكن كان نافعا جدًا.
11
وان كان ولا بد فلا يزيد عليه شىء ان أمكن غير الخبز النقى، والاسفيدباجات بلحوم
12
الحملان وما أشبه ذلك مما سنذكره. فاذا اعاد النفس إلى الصلاح فالاولى ان يترك
13
اللبن ويقل على الأشياء الحريفة يتقيأ بها لا غير ذلك، ويستفرغ بما ذكر، ثم ان
14
احتيج عاود اللبن الى الحد المذكور. ويجب ان يكرر هذا التدبير فى السنة مرارا.
15
واما المستحكمون فلا يجب ان تشتغل بفصدهم ولا باسهالهم بدواء قوى،
16
فان الفضول فيهم تتحرك ولا تنفصل، بل ترفق بامالة المواد منهم الى المعاء واستعمل
17
من خارج ما يفش ويحلل.
18
ومن الأشربة الصالحة لهم ان يوخذ من الخل أوقية ونصف، ومن القطران
19
مثله، ومن عصارة الكرنب البرى النى ثلاث أواقى يخلط الجميع ويسقى بالغداة
20
والعشى. او يوخذ لهم من برادة العاج وزن عشرة قراريط فيسقونه فى ثلاث أواقى
21
شراب وسمن. أو يوخذ الحلتيت بالعسل قدر جوزة، او يوخذ من العنصل قدر عشرة
22
قراريط مع شراب العسل المقوم كاللعوق. أو يوخذ من الكمون وزن خمسة دراهم
23
من عسل مقدار ما يتقوم كاللعوق. وعصارة الفوذنج جيدة لهم جدا من ثلاث قوايوس
24
الى ست والسمك المالح يجب أن يستعملوا منه فى الاحيان كما يستعمل الدواء. و
25
يجتنبوا الحريفة جدا الا للقىء، والاعلى سبيل الأباربز.
26
وقد يعالجون بالكى المتفرق على أعضاءهم مثل اليافوخ ودروز الرأس، و
27
على اصل الحنجرة، والصدغين، والقفاء ومفاصل اليدين والرجلين. وقال بعضهم:
28
يجب ان يكووا فى أول الخوف من الجذام بكية فى مقدم الرأس ارفع من اليافوخ
29
واخرى اسفل من ذلك، وعند القصاص فوق الحاجب. وواحدة فى يمنة الرأس
4-206
1
واخرى فى يساره، وواحدة من خلف فوق النقرة وثنتان عند الدرزين القشريين،
2
وواحدة على الطحال. وتكون تلك الكيات بمكواة خفيفة دقيقة. واذا كوى على الرأس
3
فيجب ان يبلغ العظم حتى ينقشر العظم ولو مرارا كثيرة بعد ان يحفظ وصول ذلك
4
الى الدماغ على جملة مفسدة لمزاجه؛ فان الجهال ربما قتلوا بذلك اذا لم تخف ايديهم.
5
صفة ادوية نافعة مركبة لهم. منها مثل البزرجلى والبيشى الذى يقوم مقام
6
لحم الأفاعى فى هذه العلة، ومنها دواء السلاخة. فاما البزرجلى فله نسخة كبيرة ذكرها
7
الهند وجربوها، وصفتها ان يوخذ الهليلج الاسود وشيطرج الهندى من كل واحد
8
عشرة دراهم، دار فلفل خمسة دراهم، بيش ابيض درهمان ونصف، يدق ويلت بسمن
9
البقر ويعجن بعسل. والشربة مثقال الى درهمين بعد تنقية البدن. فان أخذ منه مثله
10
دواء المسك لم تخف غائلته فانه فادزهره.
11
صفة المعجون المسمى بزرجلى ألاكبر، وهو الجوانداران النافع من الجذام.
12
والبرص والبهق والقوبا والماء الأصفر والحكة والجرب العتيق؛ ويثبت العقل
13
ويذهب النسيان، وهو جيد للحفظ نافع للغشى. وهذا الدواء اتخذه علماء الهند لملوكهم:
14
يوخذ اهليلج وبليلج وأملح وشيطرج الهندى من كل واحد اربعة عشر درهم،
15
جوزبوا خيربوا وقشور الكندر، ومو وفو وفلفل وفلغلموية، ونار قيصر ونار مشك
16
وكندس وعصارة الاشقيل وساذج هندى من كل واحد ثمانية مثاقيل، ومن البش
17
الأزرق الجيد اربعة مثاقيل، تدق الأدوية وتنخل، ويسحق البش على حدة، ويسد
18
الذى يدقه أنفه وفمه، ويدهنهما قبل ذلك بسمن البقر بازاء سحقه الأدوية. ويوخذ
19
الفانيذ الخزائبنى الجيد او السجزى منوان ونصف بالبغداوى يرض ويلقى فى قدر
20
جديدة ويصب عليه من الماء بقدر ما يذوبه. فاذا ذاب فانزله وذر عليه الأدوية،
21
واعجنها به عجنا جيدا، ثم اتخد منه بنادق كل بندقة من مثقال، واسق منها كل يوم
22
واحدة على الربق بماء فاتر او نبيذ.
23
صفة معجون السلاجة وهو دوآء هندى فى طريق البزرجلى. وهو ينفع ايضًا
24
من تناثر الاشعار، وبياض الشعر، والبهر، والخفقان، وفتور الشهوة، والإسهال
25
الذريع، والاستسقاء، واليرقان، وقلة الزرع، والباسور، ويشبب الشيوخ وينفع من
26
الحكة والقروح، يوخذ من السلاجة المنقاة المغسولة مائتان وستون مثقالا. والسلاجة
27
هى أبوال التيوس الجبلية؛ وذلك انها تبول ايام هيجانها على صخرة فى الجبل تسمى
4-207
1
السلاجة، فتسود الصخرة وتصير كالقار الدسم الرقيق، ومن الهليلج والبليلج والاملج،
2
والفلفل، والدار فلفل، والدهمشت، وخيربوا وقرفة، وبسباسة، وعود "و باله
3
ودينكاره"، وطاشير واكتمكت، وبرنج، وفاقس من كل واحد اربعة مثاقيل، ومن
4
المقل مائتان وستون مثقالا، ومن السكر الطبرزد مأئة وأربعة وثلاثون مثقالا، ومن
5
الذهب الاحمر، والفضة الصافية، والنحاس الأحمر، والحديد، والأنك، والفولاد
6
من كل واحد ثمانية مثاقيل. تحرق الجواهر وتدق وتنخل مع الادوية وتخلط جميعا
7
بالسمن والعسل، وترفع فى بستوقة خضراء. والشربة مثقالان بلبن المعز اوبماء
8
فاتر، ويزاد فيه العسل المنزوع الرغوة سبعة وستون مثقالا، ومن السمن أربعة و
9
ثلثون مثقالا. فان طبخت كان خيرا؛ لانه يربو ويدرك فى أحد وعشرين يوما.
10
صفة احراق الفولاد. يضرب الحديد صفائح، ثم يطبخ هليلج وبليلج وأملج
11
ويصفى ماءها، ويجعل فى قدر نحاس ويوقد تحتها نارلينة، ويسخن الفولاد حتى يحمر،
12
ويغمس فى ذلك الماء ثم يعاد إلى النار ويحمى، فاذا احمر غمسته ايضا فى ذلك الماء
13
تفعل ذلك احد وعشرين مرة، ثم يصفى ذلك الماء، ويوخذ ايضا ثفله الذى يرسب
14
فيه من الفولاد ثم يعاد القدر على النار ويجعل فيها بول البقر ويحمى الحديد ويغمس
15
فيها احدى وعشرين مرة، ويوخذ ايضا ثفله حتى يخلص من ثفله ثمانية مثاقيل ومن
16
ثفل الفولاد ثمانية مثاقيل وكذلك فعل بالنحاس ايضا حتى يستوفى منه ثمانية مثاقيل.
17
واما الفضة فانها تبرد بالمبرد حتى تصير كالتراب، ثم يطبخ بماء الملح فى مغرفة حديد
18
حتى تحترق احتراقا جيدا. فان لم تحترق القيت فى المغرفة شئيًا قليلا من الكبريت
19
الأصفر فانها تحترق، وتأخذ منها ثمانية مثاقيل كل ذلك مدقوقًا منخولا.
20
واما إحراق الذهب فينبغى ان يبرد الذهب حتى يصير شبه التراب؛ وليكن
21
معه مثقال من الأنك وهو الاسرب، ويبرد الأنك مع الذهب حتى يذابا معا، ثم
22
يترك ساعة، ثم يبرد ايضا، ويزاد عليه مثقال من الانك ويبرد ايضا بالمبرد، ثم
23
يلقى فى المغرفة ويصب عليه ماء الملح، ويغلى حتى يذهب الماء ويبقى الذهب
24
والانك، ثم يدق فى الهاون نعما حتى يصير مثل الذريرة ويخلط بالأدوية.
25
واما تصفية السلاجة فعلى هذا: يوخذ ماء الحسك وبول البقر،، وتلقيهما
26
على السلاجة فى اناء حديد قدر ما يغمره، ويوضع فى الشمس الحارة ساعة، ثم يدلك
27
دلكا شديدا، ويصفى الماء عنه فى اناء حديد، ويوضع فى الشمس ثلاثة أيام ثم يصفى
4-208
1
ويوخذ ثفله الخاثر ثم يصب ايضا ماء الحسك والبول على السلاجة وتدبر كمادبرت
2
أولا، ثم تفعل ذلك ثلاث مرات، ثم يوضع فى الشمس احد وعشرين يوما حتى يغلظ
3
ويصير شبه العسل، ويسود مثل القار.
4
صفة معجون السلاجة الصغرى: ومنافعها كمنافع الكبرى: يوخذ السلاجة
5
المصفاة جزء، ومن الكور أربعة أجزاء، يدق الكور ويخلط معها مثل وزنها من العسل
6
ومثله من السكر، ومثل نصف العسل سمن البقر، وترفع فى قارورة. والشربة منه
7
مثقالان بلبن البقر فاترا.
8
صفة دواء نافع للجذام: يوخذ الاهليلج أسود منقى وأصفر منقى وزنجبيل من
9
كل واحد عشرة دراهم، نانخواه خمسة دراهم، حلتيت طيب ثلاثة دراهم، زبيب منقى
10
نصف مكوك يطبخ بثلاث دوارق ماء ــ والدورق اربعة أرطال البغدادى ــ حتى يذهب
11
الثلثان ويبقى الثلث، ثم يعصر ويصفى ويلقى على المصفى من العسل ما يكفيه، و
12
يسقى منه رطل، ويدهن على المكان بدن العليل بسمن البقر ويجلس فى الشمس حتى
13
يعرق، ويؤمر أن يمشى اذا أطاق ذلك سبعين خطوط. ويضطجع مرة على جنبه
14
الايمن، ومرة على جنبه الأيسر، ومرة بطنه ومرة على ظهره. وتغذى بالخبز
15
والعسل مقدار قصد سبعة أيام على ان تطرى له الأدوية كل يوم.
16
صفة طلاء للجذام: يوخذ أسود سالخ فيذبح ويصير فى قدر، ويصب عليه
17
من الخل الثقيف ثمان أواقى ومن الماء أوقية ومن انشيطرج الرطب واصل اللوف
18
من كل واحد أوقيتان، يطبخ على نار لينة حتى تتهرأ الحية <فى الطبخ> ثم يصفى بخرقة
19
وتنشر العظام من اللحوم ثم يصير الثفل فى اناء زجاج فاذا اردت العلاج فمره بحلق
20
الشعر الحاجبين والرأس، واطل عليه من ذلك ثلاثة أيام.
21
صفة طلاء آخر: يوخذ ميويزج وهليلج أسرد منقى وأملج من كل واحد
22
جزء يغلى بزيت انفاق ويلطخ به الموضع بعد ان يغسل بطبيخ العوسج والجلنار. وايضا.
23
يحرق الهليلج والعفص ويطلى عليه بحل.
24
وأما أغذيتهم فكل سريع الهضم حسن الكيمرس مثل لحوم الطير المعروفة
25
اسفيد باجاتها، والسمك الرطب الخفيف اللحم مع اباريز لا بد منها. وخير غذاءه
26
خبز الشعير النقى وخبز الخندروس، والاحساء المتخذة منها، والبقول الرطبة. وقد
27
يحتاج ان يخلط بمثل السلق والفجل والكراث. ولا يجب ان يغفل عن استعمال
28
المقطعات، وخصوصا قبل التنقية كالكبر والرازيانج والكراث؛ فان هذا ينقى غذاءهم
29
عن الفضول ويعد الفضول للاندفاع. فاذا استعملت الأدوية المحمودة فاستعمل
30
ايضا هذا التدبير. والسمك المالح فى هدا الباب جيد جدا لهم. ونحن نحرض على هذا
4-209
1
حين نريد ان نقيئهم ونسهلهم. والكرنب نافع لهم بالخاصية. والخبز باللبن والعسل
2
نافع لهم. والتين، والعنب والزبيب واللوز المقلو، والقرطم، حب الصنوبر وما
3
يتخذ من هذه موافقة لهم. ويجب ان ياكل فى اليوم مرتين على تقدير الهضم؛ فان
4
المرة الواحدة تضربهم وأن لا يشرب عند هيجان العلة الا قليلا، وعند سكون العلة
5
ان شرب من الرقيق الذى ليس بعتيق بقدر معتدل جاز. واذا انتثر الشعر من الحاجب
6
ونحوه فليعالج بعلاج داء الثعلب فى سائر ما نذكره فى كتاب الزينة.
4-210
1
|445ra30|الفن الرابع فى تفرق الإتصال
2
<وهو> سوى ما يتعلق بالكسر والجبر اربع مقالات
3
|445ra33|المقالة الأولى فى الجراحات
4
كلام كلى فى تفرق الإتصال: قد بينا فى الكتاب الأول أصناف تفرق الاتصال
5
على النحو الذى يجب فى مثل ذلك الموضع، ونربد ان نشير الأن إلى جمل من
6
احوالها يجب ان تكون معلومة لنا امام ما نريد أن نبينه فنقول: انا نروم فى بعض
7
الاعضاء الذى تفرق اتصالها ان يعود اتصالها كما كان، وذلك فى مثل اللحم. و
8
نروم فى بعضها ان يبقى تماسها بحافظ وان لم يعد اتصالها وذلك فى العظم اللهم
9
الا فى عظام الاطفال والصبيان فقد رجى فيهم ذلك العود.
10
واما العصب والعروق فقد قال قوم من الاطباء: انها لا تعود متصلة؛ بل ربما
11
يبقى عليها تماس التصاقى بحافظ يجرى عليها ويجمعها. وقد قال قوم: ان ذلك لا يتأتى
12
فى الشرائين وحدها. واما جالينوس فقد انكر ذلك عليهم وقال: بل قد تلتحم الشرائين
13
ايضا بمشاهدة من التجربة وتجويز من القياس. واما المشاهدة فلانه قدر أى الشريان
14
الذى تحت الباسليق، ورأى شرائين الصدغ والساق قد التحمت واما التجويز الذى من
15
<قبل> القياس فلان العظم طرف فى الصلابة لا يلتحم الاقليلا فى الاطفال، واللحم
16
طرف فى اللين يلتحم، والعروق والشرائين متوسطة بين العظام واللحم فيجب ان يكون
17
حالها بين بين، فيكون أقل قبولا للالتحام من اللحم، واسهل قبولا له من العظم. فيلتحم
18
إذا كان الشق قليلا وصغيرا والبدن رطبا لينا، ولا يلتحم فيما يخالفه وهذا ضرب من
19
الاجتجاج خطابى والمعول على التجربة.
20
|445rb32|جملة فى الجراحات
21
من الاعضاء أعضاء اذا وقع فيها جراحة عظم الضرر وقتل فى الاكثر؛ و
22
انما لا يقتل فى النادر مثل المثانة والدماغ والكلى والأمعاء الدقاق والكبد؛ مع انه
23
يمكن ان يسلم عليها اذا كانت خفيفة. واما القلب فلا يتوقع السلامة مع حدوث جراحة
24
فيه. واكثر من تعرض له جراحة فى بطنه. فاذا عرض له تهوع أو فواق او استطلاق
25
بطن مات. واذا كانت الجراحة فى مواضع يجب ان يشتد فيها الوجع والورم كرؤس
4-211
1
العضل وأواخرها، وخصوصا العصبانية منها. ولم يحدث ورم دل ذلك على أفة
2
مستبطنة انصرفت إليها المواد فلم تفضل للجراحة. وقد يجب ان تتامل ما نقوله فى
3
باب القروح من أحكام يشترك فيها القروح والجراحات اخرناها الى هناك التماسا للاوفق.
4
كلام كلى فى علاج الجراحات: الجراحة [اللحمية] لا تخلو اما ان يكون
5
شقا بسيطا مستقيما، أو شقا مستديرا، اوذا أضلاع [او] شقا مع نقصان شئيًا من لحم.
6
وقد يكون غائرا نافذا. وقد يكون مكشوفا. ولكل واحد تدبير، ويشترك الجميع
7
فى حبس الدم السائل. وقد جعلنا له بابا <مفردا>. وربما كان سيلان قدر معتدل من
8
الدم نافع للجراحات يمنع الورم والتبثر والحمى؛ فان من أفضل ما يعنى به فى الجراحات
9
ان يمنع تورمها؛ فانه اذا لم يعرض ورم تمكن من علاج الجراحة.
10
واما إذا كان هناك ورم او كان رض او فسخ اجتمع فى خلله مع الحراجة دم
11
يريد ان يرم، أو يتقيح لم يمكن معالجة الجراحة ما لم يدبر أمر ذلك ويعالج الورم.
12
فان احتقن فى الرض دم فلا بد من أن يتعجل فى تحليله ان كان له قدر يعتد به وتمديد؛
13
وذلك باحالته <فيه> قيحا وتحليله، وذلك بكل حار لين مما قد علم. ولهذا ما يجب
14
ان يعان سيلان الدم اذا قصر. وان كان الشق بسيطا مستقيما لم يسقط منه شىء كفى
15
فى تدبيره الشد والربط، ومنع الدهانة والمائية عنه، ومنع ان يتخلله شىء من الأشياء
16
لا شعر ولا غيره بعد حفظك لمزاج العضو، واجتهادك فى ان لا ينجذب الى العضو
17
إلا دم طبعى.
18
فان كان عظيما لا يلتقى اطرافه، لانه مستدير متباعد، او مختلف الشكل،
19
أو قد ذهب منه لحم قليل غير كثير فعلاجه الخياطة، ومنع إحتماع الرطوبة فيه باستعمال
20
المجففات الرادعة، واستعمال الملصقات التى نذكرها. وان كان غائيرا فالشد أيضا
21
قد يلصقه كثيرا ولا يحتاج الى كشفه، وربما احتيج الى كشفه ان أمكن؛ وذلك حين
22
مالا ينفع شده برباط يوثقه كما نبينه، وخصوصا حيث لا يقع الشد الجيد على أصل
23
الغور فتنصب إليه المواد لضعفه وللوجع <الذى لا بد منه>، ولاحوال نذكرها فى أمر
24
القروح. وان احتيج إلى كشفه لم يكن بد من وضع قطنة، وما يجرى مجراها على
25
فوهته تنشفه، وخصوصا حيث يكون الشد لا يقع على ألاصل كما قلناه، او تكون نصبته
26
نصبة لا يمكن ان تنصب المادة الرديئة عنه، أو يكون فيه عظم، أو يكون قد تخزف وصار
27
ناصورا، أو صار فيه رطوبة رديئة جدا. وهو حيئند فى حكم القروح دون الجراحات.
28
وقال العالم: انما يحتاج الجرج الى الربط الجامع للشفتين اذا احتاج إلى
29
الالزاق والالحام واما ان كان يحتاج ان ينبت فيه لحم فلا يحتاج الى ذلك؛ لكن
4-212
1
يحتاج مرة الى الرباط الذى يصب الوضر من فيه، ومرة الى رباط بقدر ما يمسك
2
الدواء عليه. قال وبحرى ان يكون لفوهة الجرح مكان ينصب الوضر عنه دائما
3
بطبعه اما بان يوقع البط هناك، واما ان يشكله بذلك الشكل، فانى قد أبرأت "جرحا
4
كبيرا" كان غوره حيث الركبة، وفوهته فى الفخد من غير ان جعلت فوهة أخرى
5
اسفل عند الركبة، لكن نصبت الفخد نصبة، كان الغور فوق، والفوهة أسفل، فبرأ
6
من غير بط فى الأسفل. وكذلك قد علقت الساعد والكف وغيره تعليقا تكون الفوهة
7
ابدا الى أسفل، فهذا قوله.
8
ونقول: ربما وقعت الجراحة حيث يوجب عليك القطع التام وابانة العضو
9
واما اذا كانت الجراحة اتقطع منها لحم كثير فيحتاج الى المنبتات للحم، وليس يكفى
10
ما يجفف ويمنع، بل ربما ضر المجفف والمانع من جهة ما يردع مادة ما ينبت
11
منه. وقد يكون الغور والنقصان من العظم حيث لا يمكن ان ينبت بالتمام فيبقى غور،
12
كما انه قد يتفق ان ينبت اكثر من الواجب فيكون لحم زائد.
13
ويجب ان يغتذى المريض ــ المراد انبات اللحم فى جراحته ــ بغذاء محمود
14
حسن الكيموس. وقد يكون المنبت حيث يمكنه ان ينبت اللحم. فاما الجلد فلا
15
ينبته اذا كان قد انقطع بكليته؛ بل انما ينبت مكانه لحم صلب ولا ينبت عليه الشعر،
16
واما العروق فكثيرا ما تتولد شعبها وتنبت كاللحم.
17
ومن الجراحات جراحات ذوات خطر مثل الجراحات الواقعة فى الاعصاب
18
وأطراف العضل، وسنذكرها فى باب احوال العصب. وكثير اما تتبعها اعراض
19
[منكرة] رديئة مثل ما يتبع جراحة طرف العضل من تغير اللون، وسقوط النبض
20
بعد تواتر وصفر، ويتأدى الى الغشى وسقوط القوة. وقد يتبعها التشنج، فكذلك
21
التى تقع قدام الركبة عند الرضفة؛ فانها تتبعها أعراض [منكرة] رديئة، وهى قاتلة
22
قلما يتخلص عنها. واذا وقع تشنج من مثل هذه الجراحات العضلية ولم يقبل العلاج
23
فالعلاج قطع العضلة عرضا، والرضى ببطلان فعل العضلة، ولكن ذلك مما يجب
24
ان يوخر ما أمكن علاج التشنج واختلاط العقل بشىء أخر غيره؛ ومثل جراحة
25
الركبة ربما احتيج ان يوضع بشق صليبى، وان يستظهر فى اورامه وقروحه و
26
جراحاته بالفصد والإسهان، ومنع الالتحام حتى تتنقى بالغا ثم تلحمه.
27
|445vb29|فى تعريف قوة ماينبت، وما يلحم وما يختم وما يأكل من الادوية
28
الدواء المنبت للحم هو الذى يعقد الدم الصحيح لحما. فان كان له تجفيف
29
شديد منع الدم الوارد فلم يكن مادة للحم. وان كان له جلاء شديد أزاله وسيله فافقد
4-213
1
المادة الموجدة للحم فيجب اذن ان لا يكون له كثير تجفيف، بل الى حد، ولا جلاء
2
قوى؛ بل جلاء قليل قدر ما يجلو الوضر من غير لذع. ولا يحتاج الى قبض يعتدبه
3
ويحتاج ايضا ان يكون فى الحرارة والبرودة بحسب ما تحتاج اليه الجراحة والقرحة
4
فى مزاجه، ان كانت زائلة عنه فبالضد بقدر الزوال. وان كانت غير زائلة زوالا يعتد
5
به فبالمشاكل للحار جدا حار جدا وللبارد جدا بارد جدا. وتراعى ايضا تاثير الدواء
6
فى الموضع ليقابله ان افرط فى إساءة المزاج.
7
واما الادوية الملحمة فهى التى تجمع بين المتباعدين، ولا تحتاج الى ان تتصرف
8
الا فى سطحهما فيلصق بينهما بالنداوة التى فى جوهر هما. وان كان دم حاضر فهى
9
التى تجفف الدم الحاضر فى الجرح المكتفى به فى الالتصاق سريعا قبل ان يتقيح.
10
ولا يمكنه ذلك ان لم يكن معه فضل قوة على التجفيف، ولكن يجب ان لا يكون جاليا،
11
فان الجلاء ضد الغرض فيه؛ لان الغض فيه جعل الحاصل من الدم غراءً ولصوقا.
12
والجلاء يجلو ذلك الدم ويبعده فيبعد المادة التى تتوقع منها التغرية. وليس يحتاج الى
13
نقصان من التجفيف كما تحتاج إليه المنبتة لان المنبتة تحتاج الى ان تسيل اليها المادة،
14
وتلك المادة يمنع سيلانها التجفيف والملحمة لا تحتاج؛ بل تحتاج الملحمة الى تجفيف
15
أقوى ويسير قبض.
16
والمدملة الخاتمة أشد حاجة الى القبض منهما جميعها. لانها تحتاج ان تجفف
17
ما هو بالطبع أشد جفافا اعنى الجلد؛ ولانها تحتاج الى تجفيف الرطوبة الغريبة، و
18
الأصلية تجفيفا شديدا جميعا، وما قلبه كان تحتاج الى ان تجفف الرطوبة تجفيفا اكثر،
19
والأصلية قدر ما تغرى وتغلظ، ولا تنقص من الجوهر. واما الأكالة الناقصة للحم
20
فيجب ان تكون شديدة الجلاء جدا.
21
|446ra26|فى بط الجرح وغيره اذا احتيج الى كشفه
22
قال جالينوس: يجب ان يشق من أشد موضع منه نتوًا وأرقه ويكون وجه
23
البط انما هو الى الناحية التى يمكن سيل القيح منها الى أسفل، وان يراعى فى البط
24
الأسرة والغضون على الوجه الذى ذكرناه فى باب الجراحات والدبيلات الا فيما
25
استثنينا. واما فى مثل الأربية والابط فيجب ان يذهب البط مع الجلد فى الطبع، ثم
26
توضع عليها المجففات من غير لذع مما هو مورد فى جد اول الأدوية المفردة. و
27
دقاق الكندر أفضل فيها من الكندر، لأن ذلك أشد قبضا. والصواب فى علاج الجراحات
28
اذا بطت ان لا يقربها الماء، وان كان لابد ولم يصبر العليل عن الإستحمام فيجب
4-214
1
ان يغيب الجرح تحت المراهم الموافقة مغشاة بالخرق المبلولة بالدهن تعشية
2
تحول بين ماء الحمام ورطوبته وبين الجراحات، أو يحتال فى ذلك بشئى من الحيل
3
الممكنة فيه.
4
|446ra48|فى تدبير الجراحات ذوات الأورام والأوجاع
5
يحتاج فى امثال هذه الجراحات الى الرفق، وأن يعتقد ان الجراحة لا تندمل
6
البتة ما لم يسكن الورم، ولا يتم ذلك الابما فيه تجفيف وتبريد فى أول الامر، وإرخاء
7
فى الثانى. وأن يستعمل فيه علاج الاورام بالجملة. ومما هو خاص بذلك مع عموم
8
نفعه فى كل عصو من الرأس الى القدم أن توخذ رمانة حلوة وتطبخ بشراب عفص
9
ويضمد به الموضع. ويجب أن يتأمل الى ما يؤول حال الورم مثل انك ان كنت
10
استعملت المرهم الأسود فرأيت الجراحة تشتد حمرتها او تتنفط ملت الى المبردات
11
والى المرهم الأبيض. فان رايتها تترهل او تصلب وقد استعملت الأبيض استعملت
12
الأسود أو غيره.
13
|446rb7|تدبير كلى فى جراحات الاحشاء من باطن [وظاهر]
14
الغرض فيما يتوهم أنه شق وصدع من باطن ان يلحم، ولا يترك الدم
15
يجمد فى الباطن، وان يمنع نزوف الدم. والادوية النافعة فى الغرضين الاولين
16
مثل البلابس اذا طبخت فى الخل، او يسقى من القنطوريون الكبير وزن درهم واحد.
17
وللطين المختوم فى ذلك غناء عظيم. واما ما يسقى بسبب منع النزف فمثل دانق ونصف
18
من بزر البنج بماء العسل، وسائر الأدوية المذكورة فى منع نزف الدم ونفثه.
19
واما الجرح والشق الظاهر ان فقال العالم: ان انخرق مراق البطن حتى يخرج
20
بعض الامعاء فينبغى ان تعلم كيف تضم الامعاء وتدخل. فان خرج شىء من الثرب
21
فيحتاج أن يعلم هل ينبغى أن يربط برباط وثيق ام لا، وهل تخالط الجراحة أم لا،
22
وكيف السبيل فى خياطته. وذكر جالينوس تشريح المراق، وذكرناه نحن فى
23
التشريح قال: ولما قد ذكرنا فى التشريح موضع الخصرين أقل خطرا اذا انخرق
24
من موضع البهرة وسط البدن، والخصران من الجانبين مقدار اربع أصابع عن البهرة.
25
قال: لان الشق اذا وقع فى موضع البهرة خرجت معه الامعاء اكثر، وردها فيه يكون
26
اعسر. وذلك ان الشىء الذى كان يضبطها انما كان العضلتان المخدرتان فى طول البدن
27
اللتان تحدرتا من الصدر الى عظم العانة. ولذلك متى انخرقت واحدة من هاتين
28
العضلتين فلا بد ان يخرج بعض الامعاء وتنتوا من ذلك الخرق؛ وذلك لان العضل
4-215
1
الذى فى الخصرين يضبطه، ولا تكون له فى الوسط عضلة قوية تضبطه. فان تهيأ
2
أن تكون الجراحة عظيمة خرج عدة من الأمعاء فيكون ادخالها أشد وأعسر.
3
واما الجراحات الصغار فان لم تبادر بادخال المعامن ساعته انتفخ وغلظ. و
4
ذلك لما تتولد فيه من الريح فلا يدخل من ذلك الجرح. ولذلك أسلم الجراحات
5
الواقعة بالمراق الخارجة ما كان معتدل العظم. قال: وتحتاج هذه الجراحات الى
6
أشياء أولها ان يرد المعا البارز الى الموضع الذى هوله خاصة، والثانى ان يخاط،
7
والثالث ان يوضع عليها دواء موافق، والرابع ان يجتهد ان لا ينال شئيا من الاعضاء
8
الشريفة من اجل ذلك خطر.
9
"فاقول ان" الجراحة من الصغر بحال لا يمكننا لصغرها ان ندخل المعا البارز،
10
وعند ذلك لابد اما ان تحلل الريح واما ان توسع ذلك الخرق. وان تحليل الريح
11
اجود ان قدرت عليه. والسبب فى انتفاخ المعاء هو يرد الهواء؛ فلذلك ينبغى ان تغمس
12
اسفنجة فى الماء الحار وتعصرها وتكمدبها. والشراب القابض اذا سخن ايضا كان
13
نافعا فى هذا الموضع. وذلك انه يسخن اكثر من اسخان الماء ويقوى الامعاء. وان
14
لم يحلل هذا العلاج انتفاخ المعا فليستعمل توسيع الجراحة. وأوفق الألات لهذا
15
الشق الالة التى تعرف بمبط النواسير. وأما سكاكين البط الحادة من الوجهين والمحددة
16
الرأس فلتحذر.
17
واصلح الأشكال والنصب للمريض ان كانت الجراحة متجهة الى الناحية
18
السفلى فالشكل والنصبة إلى فوق. وإن كانت الجراحة متجهة الى فوق فالشكل
19
والنصبة المتجهه الى أسفل. وليكن غرضك الذى تقصده فى الامرين جميعا ان
20
لا تقع سائر الامعاء على المعا الذى برز فيثقله. واذا أنت جعلت هذا غرضك علمت
21
انه ان كانت الجراحة فى الشق الأيمن فينبغى ان يأخذ المريض بالميل إلى الشق الأيسر.
22
فان كانت فى الأيسر أخذته بالميل الى الايمن. ويكون قصدك دائما ان تجعل الناحية
23
التى فيها الجراحة أرفع من الناحية الأخرى؛ فان هذا أمر يعم جميع هذه الجراحات.
24
فاما حفظ الأمعاء فى مواضعها التى لها خاصة بعد ان ترد الى البطن إذا كانت
25
الجراحات عظيمة فتحتاج الى خادم جزل. وذلك انه يحتاج ان يمسك موضع تلك
26
الجراحة كله بشدة من خارج فيضمه ويجمعه، ويكشف منه شئيا بعد شىء للمتولى لخياطتها.
27
ويعمد الى ماقد خيط منها ايضا فيجمعه ويضمه قليلا قليلا حتى يخيط الجراحة كلها
28
خياطة محكمة.
4-216
1
وأنا واصف لك اجود ما يكون من خياطة البطن فأقول: إنه لما كان الامر
2
الذى تحتاج إليه هو ان تصل مابين الصفاق والمراق قد ينبغى لك ان تبتدئى فتدخل
3
الابرة فى الجلد <وفى العضلة> من خارج إلى داخل واذا انفذت الابرة فى الجلد
4
الذاهبة على استقامة فى طول البطن كلها تركت الحافة من الصفاق فى هذا الجانب
5
لا تدخل فيه الابرة، وانفذت الابرة فى حافته الأخرى من داخل الى خارج، <ثم
6
تنفذها من داخل الى خارج فى الحافة الأخرى من المراق> واذا انفذتها فانفذها ثانية فى هذه
7
الحافة نفسها من المراق من خارج الى داخل، ودع حافة الصفاق الذى فى هذا الجانب،
8
وانفذ الابرة فى حافته الأخرى من داخل إلى خارج وانفذها مع انفاذك لها فى
9
الصفاق فى حافة المراق التى فى فاحيته، حتى تنفذها كلها. تم ابتدئى ايضا من هذا
10
الجانب نفسه، وخيطه مع الحافة التى من الصفاق فى الجانب الخارج، وأخرج الابرة
11
من الجلد الذى يقربه. ثم رد الابرة فى تلك الجلدة، وخيط حافة الصفاق التى فى
12
الجانب الأخر مع هذه الحافة من المراق، واخرجها من الجلدة التى فى ناحيته.
13
فافعل ذلك مرة بعد أخرى الى ان تخيط الجراحة كلها على ذلك المثال.
14
واما مقدار البعد بين الغرزتين فتوق الإسراف فى السعة والضيق؛ لان السعة
15
لاتضبط على ما ينبغى، والضيق يتفرز، والخيط ايضا ان كان وتريا أعان على التفرز.
16
وان كان رخوا انقطع، فاختر اللين الصلب. وكذلك ان عمقت الغرز والجلد. فان
17
كان بعيدًا من التغرز؛ الا انه يبقى من الخيط داخل الجراحة ولا يلتحم فاحفظ الاعتدال
18
ههنا. ايضا قال: واجعل غرضك فى خياطة البطن الزاق الصفاق بالمراق؛ فانه يكد
19
ما يلتصق ويلتحم؛ لانه عصبى.
20
وقد تخيطه قوم على هذه الجهة: ينبغى أن تغرز الابرة فى حاشية المراق
21
الخارجة وتنفذها الى داخل، وتدع حاشيتى الصفاق جميعا، ثم ترد الابرة وتنفذها
22
ثم تنفذ الابرة فى حاشيتى الصفاق جميعا بردك الابرة من خلاف الجهة التى ابتدأت.
23
ثم تنفذها فى الحاشية ألاخرى من حاشيتى المراق وعلى هذا. وهذا الضرب من
24
الخياطة أفضل من الخياطة العامية التى تشبك الاربع الحواشى فى غرزه. وذلك انها
25
بهذه الخياطة ايضا التى قد ذكرناها قد يستتر الصفاق وراء المراق، ويتصل به استتارا
26
محكما. قال: ثم اجعل عليه من الأدوية الملحمة.
27
والحاجة الى الرباط أشد فى هذه الجراحات وتبل صوفًا مرعزيًا بزيت حار
28
قليلا وتلف على الابطين والحالبين كما يدور، وتحقنه بشىء ملين ايضا مثل الأدهان
29
والالعبة. وان كانت الجراحة قد وصلت الى الامعاء وعرفته فالتدبير ما قد ذكرناه
4-217
1
[الا انه ينبغى] ان يحقن بشراب اسود قابض فاتر، وخاصة ان كانت الجراحة قد
2
بلغت، او نفذت بردًا.
3
والمعاء الصائم لا يبرأ البتة من جراحة تقع فيه لرقة جرمه وكثرة ما فيه من
4
العروق. وقربه من طبيعة العصب. وكثرة انصباب المرار إليه، وشدة حرارته،
5
لانه أقرب الأمعاء من الكبد. فاما اسافل البطن فانها لما كانت من طبيعة اللحم صرنا
6
من مداواتها على ثقة.
7
قال جالينوس فى كتاب حيلة البرء: وليكن غرضك عند انخراق مراق البطن
8
عند الصفاق ان تخيطهما خياطة تلزق الصفاق بالمراق، لانه عصبى بطئى الالتحام
9
بغيره. وذلك بنوع الخياطة التى ذكرنا؛ لانها تجمع وتلزق فى غرزة <واحدة>
10
الصفاق. قال: والامعاء اذا خرجت فادع شرابا أسود قويا يسخن ويغمس فيه صوف
11
ويوضع عليه، فانه يبدد انتفاخها وتضمرها. فان لم يحضر فاستعمل بعض المياه
12
القوية القبض مسخنا. فان لم تحضر فتكمده بالماء الحار حتى يضمر. فان لم يدخل
13
فى ذلك فوسع الموضع.
14
قال بقراط: اذا خرج الثرب من البطن فى جراحة فلا بد ان يعفن ما يخرج
15
منه ولولبث زمانا قليلا، وهو فى ذلك أشد من الامعاء والكبد، لان الامعاء واطراف
16
الكبد ان لم تبق خارجة مدة طويلة حتى تبرد برد اشديدا؛ فانها اذا ادخلت البطن
17
والتحم الجرح تعود إلى طبائعها. واما الثرب فانه وان لبث أدنى مدة فلا بد ان ادخل
18
البطن مابدأ منه ان يعفن. ولذلك تبادر الاطباء فى قطعه، ولا يدخلون ما بدأ منه يعفن
19
الى البطن البتة. فان كان قد يوجد فى الشرب خلاف هذا فذلك قليل جدا لا يكاد
20
يوجد. فان خرج شئى من الثرب فيحتاج ان يعلم هل ينبغى ان يقطع أولا، وهل
21
ينبغى ان تخاط الجراحة، وكيف تخيط.
22
فان وقعت الجراحة بالبهرة ــ وهى وسط البطن ــ فهى اكثر خطرا؛ لان اطراف
23
العضل المغشى على البطن عصبية. فان كان فى الخصرين، وهما عن جنبى وسط
24
البطن عن عين وشمال نحو أربع اصابع فهو أسلم؛ لانه ليس فيه شىء من اطراف العضل
25
العصبية. واما موضع البهرة فخياطتها ايضا عسرة. وذلك لان الامعاء تنتو وتخرج
26
عن الخرق الذى فى هذا الموضع اكثر، وردها فى هذا الموضع أعسر. وذلك ان
27
الذى كان يضمها ويضبطها هو العضلتان الممدودتان فى طول البطن اللحمتيان اللتان
28
تنحدران من الصدر الى الركب، وهو عظم العانة. ولذلك متى وقعت الجراحة فى
29
هذا الموضع قطعت هذه العضلات، وكان نتؤ المعا اشر؛ لان العضل الذى فى الخصر
4-218
1
يضغطه، ولا يكون له فى الوسط عضلة قوية تمسكه. فان تهيأ مع ذلك أن تكون
2
الجراحة عظيمة فلا بدان ينتؤ ويخرج منها عدة أمعاء فيكون ادخالها أعسر.
3
|447ra42|فى كيفية ربط الجراحات
4
اما الجراحات والشق الظاهران اذا أردت أن يلتحما فاعمل ماقاله العالم من
5
أهل هذه الصناعة، قال: اذا اردت ان تلحم مثل هذا الشق فالزمه رباطا يبتدئى من
6
من راسين لا غير من الربط. فان كان عظيما احتجت أن تلزمه رفائد مثلثة. وان كان
7
موضع ممتلى احتاج الى الخياطة ايضا. والرفائد المثلثة خير فى جمع شفة القروح من
8
المربعة: لانها تضبط على الشق فقط. فضع الرفائد على هذا المثال ــ ب رفادة/ ج رفادة خط مستقيم ــ
9
ليكون الخط المستقبم من المثلثين. والرفادتان المثلثتان احدا هماب، والاخرى
10
ج مهندمتان على الشكل الذى تراه. فاذا ربطت هذا الموضع، ووقع رباط من رأسين
11
كان ضبط الرباط على موضع الشق أشد من أن يكون مربعا. ولا يجوز فى ضم القروح
12
رباط غيرذى الراسين. وهذه هى الرفائد المثلثة وشكل الشد هذا
13
وقيل فى كتاب حيلة البرء: وكان برجل جرح كان غوره قريبا من الأربية،
14
وفوهته قريبة من الركبة، فأبريناه بلا ربط البتة بان جعلنا تحت ركبته فخادا ونصبناه
15
نصبة صارت فوهته منصوبة بسهولة، وكذلك عملنا بجروح كانت فى الساعد والساق
16
فبرات كلها بسهولة. قال من قد عاين <فى> التجربة يعلم ان الجراحات التى تحتاج
17
ان يصير [دمها] مدة؛ لان مكثه داخل الى ان يتغير معه سائر ما هناك أجود وأسرع
18
للتغييرمعا.
19
الجراحات المتبرئة المتباعدة الشفتين تحتاج برباط تجمع شفتيها؛ الا ان يكون
20
عليها من ذلك وجع، أو تكون وارمة فينجع لذلك ولو كان برفق، أو تكون عضلة قد
21
انتبرت عرضًا فانه حيئنذ لا يجمع؛ بل يجعل فى وسطه فتيلة خوفا ان يلتحم الجلد
22
وتبقى العضلة غير ملتحمة. <قال> ولذلك اذا شققنا جلدة الرأس وضعنابين الشفتين
23
شئيا يملأه. وربما انقبضت جلدة الشفاة الى داخل القرحة فتحتاج حينئذ ان نروم
24
بالرباط ان نجذبه الى خارج. واذا وقعت الجراحة بالطول فالرباط يفى بحمعها جمعا
25
محكما. واذا كانت بالعرض احتاجت الى الخياطة وبقدر غور الجرح يكون غور
26
الخياطة <و> الأولى من زيادة التشريح.
4-219
1
قال: انما اضطررنا ان نزيد فى سعة الجرح اذا كانت نخسة، وخشينا ان
2
يكون لغورها يلتحم أعلاها ولا يلتحم قعرها، أو يكون العضو المجروح فى وقت
3
ماجرح على شكل يكون اذا عاد الى استواءه لم يمكن ان تسيل منه مدة، ولا يدخله
4
دواء. واذا رد الى شكله حين حرح هاج وجع فيضطر ان يشق شقا موافقا.
5
واعلم على الجملة ان مايقع من الجراحات فى عرض العضلة هى أولى بان يكون
6
تباعد شفتيها أشد. فذلك يكون الى الاستقصاء فى جميع الشفتين أحوج. وربما
7
لم يكن بد من الخياطة، واستعمال الرفائد المثلثة، وخصوصا ان وقع فى اللحم نقصان،
8
والواقعة فى الطول أقل حاجة إلى ذلك.
9
الأدوية الملحمة للجراح: هذه الادوية قد وصفنا قوتها وموضع اتصالها.
10
ولا شك ان الذرور منها يحتاج ان يكون أقل قوة من المتخذ بالادهان والقيروطيات
11
والحاجة الداعية الى الادهان والقيروطيات هى بسبب ان الأدوية اليابسة، وخصوصا
12
ما كان مثل المرداسنج، وسائر المعدنيات لا تغوض إلى القعر ولا تنقذ فى المسام
13
فاذا جعل منها قيروطى بلغها سيلان الدهن الى حيث شئنا.
14
وهذه الأدوية الملحمة قد تكون من المعدنيات وتكون من النباتيات و
15
الحيوانات ومن كل صنف. وهى من المعدنيات مثل الاسفيداج بدهن الأس والشمع،
16
ومن النباتات الأوراق مثل أوراق البلوط الذكر ضمادا. وورق الخلاف وورق الكرنب
17
وورق شجر التفاح وقشر لحائه. وورق لسان الحمل. والحلفا منقعا بخل أو شىء من
18
شراب، وخصوصا اذا خلط به ورق شجر الصنوبر الذكر والانثى يربط بلحائه،
19
وورق السرو وأغصانه، وأوراق فنطافلن مع عسل. ومن الصمغ علك البطم،
20
وخصوصا ما يقرب الاغصان الكبيرة. ومن الثمرات والحبوب الجوز الطرى
21
مسحوقا بماء وملح، أو بشراب مغلى بورق الحماض، او ورق السلق، او الخس،
22
والكمثرى البرية مع ما فيه من منع النزلة، وجوز السرو، والثوم المحرق، وغبار
23
الرحى، والشعر المحرق، وخصوصا للمشائخ مع شمع ودهن ورد. ومن الزهر
24
وما يشبه الزهر زهر الزعرور، وحشيشة ذنب الخيل، وخصوصا فى جوارحشو من عضو أو لحم،
25
والجراحات القريبة من رؤس العضل. ومن الحيوانات اللبن الحامض جيدا يلصق
26
الجراحات العظيمة. ومن المركبات دواء روفس، والدهنية، و[دواء] ينقولاؤس،
27
ودواء الخلاف بمشكطرا مشيع، ومرهم الكتان.
4-220
1
|447va2|الأدوية المدملة والخاتمة للجراحات
2
هذه الأدوية قد عرفت طبعها، وتعلم ايضا ان الذرور منها يجب ان لا تكون
3
فى قوة ما يقع فى المراهم. والأن يجب ان تعلم ان هذه الأدوية لا يجب ان تستعمل
4
وقد استوى سطح اللحم الصلب مع الجلد غاية الاستواء. واما ال