3-1
1
|165ra1|الكتاب الثالث
2
[فى الامراض الجزئية الواقعة باعضاء الانسان عضو عضو من الرأس إلى القدم. وهى
3
اثنان وعشرون فنًا]
4
|165ra1|[الفن الاوّل
5
فى امراض الرأس والدماغ. وهو خمس مقالات]
6
|165ra3|المقالة الاولى فى كليات [احكام] امراض الرأس والدماغ
7
|165ra5|فصل فى منفعة الرأس واجزائه
8
قال جالينوس: ان الغرض فى خلقة الرأس ليس هو الدماغ، ولا السمع،
9
ولا الشم، ولا الذوق، ولا اللمس؛ فان هذه الاعضاء والقوى موجودة فى
10
الحيوان العديم الرأس؛ ولكن الغرض فيه حسن حال العين فى تصرفها الذى
11
خلقت له، وليكون للعين مطلع ومشرف على الاعضاء كلها فى الجهات جميعها؛
12
فان قياس العين إلى البدن قريب من قياس الطليعة الى العسكر. وأحسن المواضع
13
للطلائع واصلحها هو الموضع المشرف. وايضًا لا حاجة إلى خلق الرأس لكل عين
14
على الاطلاق؛ بل للحيوان اللين العين المحتاجة عينه الى فضل حرز، ووثاقة موضع؛
15
فان كثيرًا من الحيوانات العديمة الارؤس خلق لها زائدتان مشرفتان من البدن. وهندم
16
عليهما عيناها، ليكون "كل واحد منهما مطلعًا ومشرفًا" لبصره. ثم لم يحتج فى تصرفات
17
عينه إلى خلق رأس لصلابة مقلته؛ وانما الحاجة إلى الرأس للحيوانات التى تحتاج اعينهم
18
الى كن ووقاء. وتحتاج الى ان تاتيها اعصاب لحركات شتى من حركات المقلة
19
والاجفان، لا يصلح لمثلها عصب واحد متباعد متضائل ونحن نستقصى ذلك فى باب
20
العين. واجزاء الرأس الذاتية وما يليها هى الشعر ثم الجلد، [ثم اللحم]، ثم الغشاء، ثم
3-2
1
القحف، ثم الغشاء الصلب، ثم الغشاء الرقيق المشيمى، ثم الدماغ جوهره وبطونه
2
وما فيه، ثم الغشاء ان تحته، ثم الشبكة، ثم العظم الذى هو القاعدة للدماغ.
3
|165ra45|فصل فى تشريح الدماغ
4
فأما تشريح دماغ الانسان فان الدماغ ينقسم الى جوهر حجابى، وإلى جوهر
5
مخى، وإلى تجاويف فيه مملوءة روحًا. واما الأعصاب فهى كالفروع المنبعثة عنه،
6
لا على انها اجزاء جوهره الخاص به. وجميع الدماغ منصف فى طوله تنصيفًا نافذًا
7
فى حجبه ومخه وفى بطونه، لما فى التزويج من المنفعة المعلومة و
8
ان كانت الزوجية فى البطن المقدم وحده اظهر للحس. وقد خلق جوهر الدماغ
9
باردًا رطبًا. أما برده فلئلا يشعله كثرة ما يتادى اليه من قوى حركات الاعصاب، و
10
انفعالات الحواس، وحركات الروح فى الاستحالات التخيلية والفكرية والذكرية،
11
وليعتدل به الروح الحار [جدًا] النافذ إليه من القلب فى العرقين الصاعدين منه
12
[اليه]. وخلق رطبًا لئلا تجففه الحركات وليحسن تشكله.
13
وخلق لينًا دسمًا. اما الدسومة فليكون ما ينبت منه من العصب علكًا. واما اللين
14
فقد قال جالينوس: ان السبب فيه ليحسن تشكله واستحالته بالمتخيلات فان اللين
15
اسهل قبولًا للاستحالات فهذا ما يقوله. واقول خلق لينًا ليكون دسمًا، وليحسن
16
غذوه للاعصاب الصلبة بالتدريج؛ فان الأعصاب قد يغتذى ايضًا من الدماغ والنخاع.
17
ثم ان جوهر الصلب لا يمد الصلب ما يمده اللين وليكون ما ينبت عنه لدنًا؛ اذ كان
18
بعض النابت منه محتاجًا إلى ان يتصلب عند اطرافه لما سنذكره من منافع العصب.
19
ولما كان هذا النابت عنه محتاجًا الى ان يصلب على التدريج ويكون صلا بته
20
صلابة لدن وجب ان يكون منشأه جوهرًا لدنًا دسمًا، والدسم اللزج لين لا محالة. و
21
ايضًا ليكون الروح الذى يحويه الذى يفتقر إلى سرعة الحركة ممدًا برطوبة. وايضًا
22
ليخف بتخلخله؛ فان الصلب من الاعضاء اثقل من اللين الرطب المتخلخل؛ لكن
23
جوهر الدماغ ايضًا متفاوت فى اللين والصلابة. وذلك ان الجزء المقدم
24
منه ألين، والجزء الموخر أصلب. وفرق [ما] بين الجزئين باندراج الحجاب الصلب
25
الذى نذكره فيه الى قدام. وانما لين مقدم الدماغ لان اكثر عصب الحس؛ وخصوصًا
26
الذى للبصر والسمع ينبث منه؛ لان الحس طليعة، وميل الطليعة إلى جهة المقدم
27
أولى. وعصب الحركة اكثره ينبت من مؤخره. وينبت منه النخاع الذى هو رسوله
28
وخليفته فى مجرى الصلب، وحين يحتاج ان ينبت منه اعصاب قوية. وعصب
3-3
1
الحركة <الذى> يحتاج إلى فضل صلابة لا يحتاج اليها عصب الحس؛ بل اللين أوفق
2
له فجعل منشأه أصلب.
3
وإنما ادرج الحجاب فيه ليكون فصلًا. وقيل: ليكون اللين مبرءًا عن مماسة
4
الصلب، ''ولين ما يغوص فيه جدًا". ولهذا الطى منافع أخرى ايضًا؛ فان الاوردة النازلة
5
الى الدماغ المتفرقة فيه يحتاج الى مستند، وإلى شىء يسدها فجعل هذا الطى دعامة
6
لها. وتحت آخر هذا العطف وإلى خلفه المعصرة، وهو مصب الدماء الى فضاء ما
7
كالبركة. ومنها يتشعب جداول يتفرق فيها الدم، ويتشبه بجوهر الدماغ،
8
ثم تنشفها العروق من فوهاتها وتجمعها إلى عرقين كما سنذكر فى تشريح ذلك. وهذا
9
الطى ينتفع به فى ان يكون مثبتًا لرباطات الحجاب الصفيق بالدماغ فى موازاة الدرز
10
من القحف الذى يليه وفى مقدم الدماغ منبت الزائدتين الحلميتين اللتين بهما يكون
11
الشم. وقد فارقتا لين الدماغ قليلًا ولم يلحقهما صلابة العصب.
12
وقد جلل الدماغ كله بغشائين: احدهما رقيق يليه، والآخر صفيق يلى العظم.
13
وخلقا ليكونا حاجزين بين الدماغ وبين العظم، ولئلا يماس الدماغ جوهر العظم
14
ولا يتأدى إليه الآفات من العظم. وانما تقع هذه المماسة فى احوال تزيد الدماغ
15
فى جوهره، أو فى حال الانبساط الذى يعرض له عقيب الانقباض. وقد يرتفع
16
الدماغ إلى القحف عند احوال مثل الصياح الشديد. فلمثل هذا من المنفعة ما جعل
17
بين الدماغ وعظم القحف حاجزان متوسطان بينهما فى اللين والصلابة. وجعلا اثنين
18
لئلا يكون الشىء الذى يحسن ملاقاته للعظم بلا واسطة، هو نفسه الشىء الذى يحسن
19
ملاقاته للدماغ بلا واسطة؛ بل فرق بينهما. وكان القريب من الدماغ رقيقًا، والقريب
20
من العظم صفيقًا. وهما معًا كوقاية واحدة.
21
وهذا الغشاء مع ما انه وقاية للدماغ فهو رباط للعروق التى فى الدماغ ساكنها
22
وضاربها، وهو كالمشيمة يحفظ اوضاع العروق بانتساجها فيه. ولذلك ما يداخل
23
ايضًا جوهر الدماغ فى مواضع كثيرة ''من زرده"، ويتادى إلى بطونه، وينتهى عند
24
الموخر منقطعًا لاستغناءه بصلابته عنه. والغشاء الثخين غير ملتصق بالدماغ، ولا بالرقيق
25
التصاقًا يتهندم عليه فى كل موضع؛ بل هو مستقل عنه. انما يصل بينهما العروق النافذة
26
فى الثخين الى الرقيق. والثخين مشمر إلى القحف بروابط غشائية، تنبت من الثخين
27
تشده الى الدروز، لئلا يثقل على الدماغ جدًا. وهذه الرباطات تطلع من الشئون إلى
3-4
1
ظاهر القحف، فينبت هناك حتى ينتسج منها الغشاء المجلل للقحف. وبذلك ما يستحكم
2
ارتباط الغشاء الثخين بالقحف ايضًا.
3
وللدماغ فى طوله ثلاثة بطون وان كان كل بطن فى عرضه ذا جزئين. فالجزء
4
المقدم محسوس الانفصال إلى جزءين يمنة ويسرة. وهذا الجزء يعين على الاستنشاق،
5
وعلى نفض الفضل بالعطاس، وعلى توزيع اكثر الروح الحساس، وعلى افعال القوى
6
المتصورة من قوى الادراك الباطن. واما البطن الموخر فهو ايضًا عظيم؛ لانه يملأ
7
تجويف عضو عظيم؛ ولانه مبدأ شىء عظيم اعنى النخاع، ومنه يتوزع اكثر الروح
8
المحرك. وهناك افعال القوة الحافظة لكنه أصغر من المقدم؛ بل من كل واحد
9
من بطنى المقدم. ومع ذلك فانه يتصغر تصغرًا متدرجًا إلى النخاع، ويتكاثف تكاثفًا
10
إلى الصلابة.
11
فاما البطن الوسط فانه كمنفذ من الجزء المقدم الى الجزء الموخر، وكدهليز
12
مضروب بينهما. وقد عظم لذلك وطول لانه مؤد من عظيم إلى عظيم، وبه يتصل
13
الروح المقدم بالروح الموخر، ويتادى ايضًا الاشباح المتذكرة. ويتسقف مبدأ هذا
14
البطن الأوسط بسقف كرى الباطن كالازج، ويسمى به ليكون منفذًا. ومع ذلك متبعدًا
15
بتدويره عن <منال> الآفات، وقويًا على حمل ما يعتمد عليه من الحجاب المدرج.
16
وهناك تجتمع بطنا الدماغ المقدمان اجتماعًا يترايان للموخر فى هذا المنفذ. وذلك
17
الموضع يسمى مجمع البطنين. وهذا المنفذ نفسه بطن. ولما كان منفذًا يودى عن
18
التصور الى الحفظ كان أحسن موضع للفكر والتخيل على ما علمت. ويستدل على
19
ان هذه البطون مواضع [قوى تصدر عنها] هذه الافعال من جهة ما يعرض لها من
20
الآفات فيبطل مع آفة كل جزء فعله، أو تدخله آفة. والغشاء الرقيق يستبطن بعضه فيغشى
21
بطون الدماغ إلى الفجوة التى عند الطاق. فاما ماوراء ذلك فصلابته تكفيه تغشية
22
الحجاب اياه.
23
واما التزريد الذى فى بطون الدماغ فليكون للروح النفسانى نفوذ فى جوهر
24
الدماغ كما فى بطونه؛. اذ ليس فى كل وقت تكون البطون متسعة منفتحة و الروح
25
قليلًا بحيث تسع البطون فقط؛ فلان الروح انما يكمل استحالته عن المزاج الذى للقلب
26
إلى المزاج الذى للدماغ، بأن ينطبخ فيه انطباخًا تاخذ به من مزاجه، وهو اول ما
27
يتادى إلى الدماغ يتادى إلى بطنه الأول، فينطبخ فيه، ثم ينفذ إلى البطن الأوسط
3-5
1
فيزداد انطباخًا، ثم يتم انطباخه فى البطن الموخر. والانطباخ الفاضل انما يكون
2
بمخالطة وممازجة، ونفوذ فى أجزاء الطابخ كحال الغذاء فى الكبد على ما نصفه
3
فيما يستقبل؛ لكن زرد المقدم اكثر [افرادًا] من زرد الموخر؛ لان نسبة الزرد إلى
4
الزرد كنسبة العضو إلى العضو بالتقريب. والسبب المصغر للموخر عن المقدم موجود
5
فى الزرد.
6
وبين هذا البطن وبين البطن الموخر ومن تحتهما مكان هو متوزع العرقين
7
العظيمين الصاعدين إلى الدماغ، اللذين سنذكرهما إلى شعبتهما التى تنتسج منها
8
المشيمة من تحت الدماغ. وقد عمدت تلك الشعب بجرم من جنس الغدد يملأ ما بينها،
9
ويدعمها كالحال فى سائر المتوزعات العرقية؛ فان من شان الخلاء الذى يقع بينها
10
ان يملأ ايضًا بلحم غددى. وهذه الغدة تتشكل بشكل الشعب المذكورة على هيئة التوزع
11
الموصوف. فكما ان التشعب اى التوزع المذكور يبتدئ من مضيق، ويتفرج إلى
12
سعة يوجبه الانبساط؛ كذلك صارت هذه الغدة صنوبرية رأسها تلى مبدأ التوزع من
13
فوق، وتذهب متوجهة نحو غايتها الى ان يتم تدلى الشعب. ويكون هناك منتسج
14
على مثال المنتسج فى المشيمة فيستقر فيه.
15
والجزء من الدماغ المشتمل على هذا البطن الاوسط عامته. واجزاءه التى
16
من فوق دودى الشكل مزرد من زرد موضوعة فى طوله، مربوطة بعضها إلى بعض
17
ليكون له ان يتمدد وان يتقلص كالدود. وباطن فوقه مغشيًا بالغشاء الذى يستبطن
18
الدماغ الى حد الموخر، وهو مركب على زائدتين من الدماغ مستديرتين احاطة
19
الطول كالفخذين يقربان إلى التماس، ويتباعدان إلى الانفراج تركيبًا باربطة
20
تسمى وترات، لئلا يزول عنها، ليكون الدودة اذا تمددت وضاق عرضها ضغطت
21
هاتين الزائدتين إلى الاجتماع فينسد المجرى. واذا تقلصت إلى القصر وازدادت
22
عرضًا تباعدت إلى الافتراق، فانفتح المجرى وما يلى منه مؤخر الدماغ أدق، وإلى
23
التحديب ما هو، ويتهندم فى مؤخر الدماغ كالوالج منه فى مولج. ومقدمه أوسع
24
من مؤخره على الهيئة التى يحتمله الدماغ.
25
والزائدتان المذكورتان تسميان الاليتين. ولا تزريد فيهما البتة؛ بل هما ملساوان
26
ليكون سدهما وانطباقهما أشد، وليكون اجابتهما الى التحريك بسبب حركة شىء
27
آخر اشبه باجابة الشىء الواحد. ولدفع فضول الدماغ مجريان احدهما فى البطن
3-6
1
المقدم، وعند الحد المشترك الذى بينة وبين الذى بعده. والآخر فى البطن الاوسط.
2
وليس للبطن الموخر مجرى مفرد؛ وذلك لانه موضوع فى الطرف، وصغير ايضًا
3
بالقياس الى المقدم. ولا يحتمل ثقبًا. ويكفيه وللاوسط مجرى مشترك لهما؛
4
وخصوصًا وقد جعل مخرجًا للنخاع يتحلل بعض فضوله، ويندفع من جهته. و
5
هذان المجريان اذا ابتدءا من البطنين، ونفذا فى الدماغ نفسه توربا نحو الالتقاء عند منفذ
6
واحد عميق مبدأه الحجاب الرقيق، وآخره وهو اسفله عند الحجاب الصلب، وهو
7
مضيق؛ فانه كالقمع يبتدى من سعة مستديرة إلى مضيق. فلذلك يسمى قمعًا، ويسمى
8
ايضًا مستنقعًا. فاذا نفذ فى الغشاء الصلب لاقى هناك مجرى فى غدة كانها كرة مغموزة
9
فى الجانبين متقابلين فوق وأسفل، وهى بين الغشاء الصلب وبين مجرى الحنك،
10
ثم تجد هناك المنافذ التى فى مشاشية المصفى فى أعلى الحنك.
11
|166rb32|''قول كلى فى امراض الرأس والفاعلة للامراض فيه"
12
يجب ان تعلم ان الامراض المعدودة كلها تعرض للرأس. ولكن غرضنا
13
ههنا فى قولنا الرأس هو الدماغ وحجبه، ولسنا نتعرض لامراض ــ الشعر ههنا
14
فى هذا الوقت فنقول: انه يعرض للدماغ انواع سوء المزاجات الثمانية المفردة.
15
والكائنة مع مادة إما بخارية، وإما ذات قوام. ويكثر فيه امراض الرطوبة. وكل
16
دماغ فيه فى أول الخلقة رطوبة فضلية يحتاج الى ان يتنقى إما فى الرحم، وإما بعده.
17
فان لم يتنق عظم منه الخطب. وكله إما فى جرم الدماغ، وإما فى عروقه، وإما
18
فى حجبه. ويعرض له امراض التركيب إما فى المقدار مثل ان يكون أصغر من
19
الواجب؛ او فى الشكل مثل ان يكون شكله متغيرًا عن المجرى الطبيعى، فيعرض
20
من ذلك آفة فى افعاله؛ او يكون مجاريه وأوعيته منسدة. والسدة اما فى البطن المقدم،
21
واما فى البطن الموخر، واما فى البطنين جميعًا ناقصة أو كاملة، واما فى الاوردة،
22
واما فى الشرائين، واما فى منابت الأعصاب، واما ان ينخلع رباطات حجبه، او يقع
23
افتراق بين جرمه، وتعرض له امراض تفرق الاتصال لانحلال الفرد فيه نفسه، أو
24
فى شرائينه، وأوردته، او حجبه، او القحف.
25
وتعرض له الاورام اما فى جوهر الدماغ نفسه، أو فى غشاءه الرقيق، او الثخين،
26
او الشبكة، او الغشاء الخارج. وكله عن مادة من احد الاخلاط الحارة او الباردة.
27
اما من الباردة العفنة فيلحق بالاورام الحارة. والباردة الساكنة تفعل اورامًا هى التى ينبغى
3-7
1
ان تسمى باردة. وكانك لا تجد من امراض الدماغ شيئًا الا راجعًا إلى هذه، او عارضًا
2
من هذه. وامراض الدماغ تكون خاصية وتكون بالمشاركة. وربما عظم الخطب فى
3
امراض المشاركة فيه حتى تصير امراضًا خاصية قتالة؛ فانه كثيرًا ما يندفع اليه فى امراض
4
ذات الجنب والخوانيق مواد خناقة قتالة. وكثيرا ما تصيبه سكتة قتالة بسبب اذاة
5
آخر فى عضو مشارك له.
6
|166va25|فى الدلائل التى يجب ان يتعرف منها احوال الدماغ
7
المبادى التى منها يصير إلى معرفة احوال الدماغ هى الافعال الحسية، والافعال
8
السياسية ــ اعنى التفكر والتذكر والتصور وقوة الوهم والحدس ــ والافعال الحركية
9
وهى افعال القوة المحركة للاعضاء بتوسط العضل. ومن كيفية ما يستفرغ عنه من
10
الفضول فى قوامه، ولونه، وطعمه ــ اعنى حرافته وملوحته ومرارته وتفهه ــ و من
11
كميته فى قلته وكثرته، او من احتباسه اصلًا. ومن موافقة الاهوية والاطعمة اياه
12
ومخالفتها واضرارها به. ومن عظم الرأس وصغره. ومن جودة شكله المذكور
13
فى باب العظام ورداءته. ومن ثقل الرأس وخفته. ومن حال ملمس الرأس وحال
14
لونه، ولون عروقه، وما يعرض له من القروح والاورام فى جلدته. ومن. حال
15
لون العين وعروقها، و<ما يعرض> من سلامتها ومرضها وملمسها خاصة. ومن
16
حال النوم واليقظة.
17
ومن حال الشعر فى كميته اعنى قلته وكثرته وغلظه ودقته، وكيفيته اعنى
18
شكله فى جعودته وسبوطته، ولونه فى سواده وشقرته وصهوبته، وسرعة قبوله
19
الشيب وبطوءه، وفى ثباته على حال الصحة، أو زواله عنها بتشققه، او انتثاره، او تمرطه
20
وسائر احواله. ومن حال الرقبة فى غلظها ودقتها وسلامتها، او كثرة وقوع الاورام
21
والخنازير فيها وقلتها. وكذلك حال اللهاة واللوزتين والاسنان. ومن حال القوى،
22
والافعال فى الاعضاء العصبانية المشاركة للدماغ، وهى مثل الرحم والمعدة والمثانة.
23
والاستدلال بالمشاركة يكون على وجهين: أحدهما على حال العضو المشارك
24
للدماغ فيما يعرض للدماغ على ما عرض للدماغ، والثانى من حال العضو الذى الم الدماغ
25
بمشاركته اياه انه اى عضو هو، وما الذى به، وكيف يتأدى إلى الدماغ. وهذه
26
الاستدلالات قد يستدل منها على ما هو حاضر من [الافعال و] الاحوال، وعلى ما يكون،
27
ولم يحضر بعد مثل ما يستدل به من طول الحزن، والوجوم على المالنخوليا المطل،
28
والقطرب الواقع عن قريب؛ ومن الغضب الذى لا معنى له على صرع، اوعلى مالنخوليا
29
حار، او مانيا؛ ومن الضحك بلا سبب على حمق، أو على رعونة.
3-8
1
فى كيفية الاستدلال من هذه الدلائل على احوال الدماغ وتفصيل هذه الوجوه المعدودة
2
حتى ينتهى الى آخر تفصيل بحسب هذا البيان
3
|166vb25|فصل فى الاستدلال الكلى من افعال الدماغ
4
اما الدلالة الماخوذة من جنس الافعال فان الافعال إذا كانت سليمة اعانت فى
5
الدلالة على سلامة الدماغ، وإن كانت ماؤفة دلت على آفة فيه. وآفات الافعال كما
6
اوضحنا ثلاثة: هى الضعف، ثم التغير، والتشوش، ثم البطلان. والقول الكلى فى
7
الاستدلال من الافعال ان نقصانها وبطلانها يكون للبرد ولغلظ الروح من الرطوبة،
8
ولا يكون من الحر الا ان يعظم فيبلغ ان يسقط القوة. وأما التشوش اوما يناسب
9
الحركة فقد يكون من الحر ويكون من اليبس.
10
|166vb41|فصل فى الاستدلالات الماخوذة من الافعال النفسانية [الحسية] والسياسية والحركية
11
والاحلام وهى من جملة السياسية
12
هذه الافعال قد تدخلها الآفة على ما عرف من بطلان او ضعف او تشوش؛ مثال ذلك إما
13
فى الحواس فلنبدأ بالبصر فان البصر تدخله الآفة إما بان يبطل، وإما بان يضعف،
14
وإما بان يتشوش فعله، ويتغير عن مجراه الطبيعى فيتخيل ما ليس له وجود من خارج
15
مثل الخيلان والبق والشعل والدخان وغير ذلك؛ فان هذه الآفات اذا لم يكن خاصية
16
بالعين استدل منها على آفة فى الدماغ. وقد تدل الخيالات بالوانها. ولقائل ان يقول:
17
ان الخيال الابيض كيف يدل على البلغم <البارد> الغالب وهو بارد وانتم نسبتم التشويش
18
إلى الحر. فنقول: ان ذلك بحسب المزاج، لا بحسب اعتراض المواد للقوة الصحيحة،
19
الكاملة الحرارة الغريزية.
20
وأما فى السمع فمثل ان يضعف ولا يسمع الا القريب الجهير، او يتشوش فيسمع
21
ما ليس له وجود من خارج؛ مثل الدوى الشبيه بخرير الماء، اوبضرب المطارق، او بصوت
22
الطبول، او بكشكشة اوراق الشجر، او حفيف الرياح، او غير ذلك. فيستدل بذلك
23
إما على مزاج يابس حاضر فى ناحية الوسط من الدماغ، او على رياح وابخرة محتبسة فيه،
24
اوصاعدة إليه، وغير ذلك مما يدل عليه. وأما ان يبطل أصلًا والضعف والبطلان
25
لكثرة البرد، والذى يسمع كانه من بعيد فلرطوبة.
3-9
1
واما <الذى> فى الشم فبان يعدم او يضعف، او يتشوش فيحس بروائح ليس
2
لها وجود من خارج ''منبثة او غير منبثة"، فيدل على الاكثر على خلط محتبس فى مقدم
3
الدماغ يفعله ان لم يكن شيئًا خاصيًا بالخيشوم. واما الذوق واللمس فقد يجريان هذا
4
المجرى؛ الا ان تغيرهما عن المجرى الطبيعى فى الاكثر يدل على فساد خاص فى آلاتهما
5
القريبة، وفى الاقل على مشاركة من الدماغ؛ وخصوصًا مثل ما اذا كان عامًا كخدر
6
جميع البدن.
7
وقد تشترك الحواس فى نوع من الضعف، والقوة تدل على حاله فى الدماغ
8
دائمة، وهى الكدورة والصفاء. وليس كل ضعف كدورة فقد يكون ضعف مع الصفاء؛
9
مثل ان يكون الإنسان يبصر الشىء القريب، والقليل الشعاع ابصارًا جيدًا صافيًا، فيرى
10
الأشياء الصغيرة منها، ثم اذا بعدت، او كثر شعاعها عجز [عن ادراكها]؛ فان الكدورة
11
والصفاء قد يكونان مع الضعف. والصفاء قد يكون لا محالة مع القوة؛ لكن الكدورة
12
دائمًا يدل على مادة، والصفاء على يبوسة. وهذه الكدورة ربما استحكمت بغتة فكان منها
13
السدد، وهو يدل على مادة بخارية فى عروق الدماغ والشبكة.
14
والحكم فى الاستدلالات على هذه الآفات ان ما يجرى مجرى التشوش فهو
15
فى اكثر الامر "تابع للحر، والضعف والبطلان تابعان للبرد"؛ الا ان يكون مع شدة ظهور
16
فساد وسقوط قوة فربما كان مع ذلك من الحرارة. ولكن الحرارة ملائمة للقوى بالقياس
17
الى البرد ما لم يعظم استضرار المزاج بها. وفساده لم يورث فى القوى نقصانًا فيجب
18
ان لا يعول حينئذ على هذا الدليل؛ بل يتوقع الدلائل الاخرى المذكورة لكل مزاج من
19
المزاجين. والبطلان فقد يدل على تاكد اسباب النقصان ان كان بسبب دماغى، ولم
20
يكن بسبب آفات فى الآلات من فساد، أو انقطاع، اوسدة. وبالجملة زوال عن صلوحها
21
للاداء، او لسبب فى العضو الحساس نفسه. ومن الاعضاء الحساسة ما هو شديد القرب
22
من الدماغ فيقل ان لا يكون الآفة فيهما مشتركة مثل السمع والشم. فاكثر آفاته التى
23
لا تزول بتنقية وتعديل مزاج يكون من الدماغ. ولذلك ما يكون سائر الحواس اذا تأذت
24
بمحسوساتها دلت على آفة فيها من حر او يبس لم يبلغا ان يسقط القوة. والسمع
25
ثم الشم ''ففى الاكثر يدلان" على ان ذلك المزاج فى الدماغ.
26
واما الافعال السياسية فان قوة الفهم والحدس دالة على قوة مزاج الدماغ
27
باسره، وضعفه دال على آفة فيه، "ناقصة من قوته" الى ان يتبين اى الافاعيل الاخرى
3-10
1
اختلت. فمنها فساد قوة الخيال والتصور وآفتها؛ فان هذه القوة اذا كانت قوية اعانت
2
فى الدلالة على صحة مقدم الدماغ. وهذه القوة انما تكون قوية اذا كان الانسان
3
قادرًا على جودة تحفظ صور المحسوسات مثل الاشكال، والنقوش، والخلق، والمذاقات،
4
والاصوات، والنغم وغيرها؛ فان من الناس من يكون له فى <مثل> هذا الباب قوة
5
تامة، حتى ان الفاضل من المهندسين ينظر فى الشكل المخطوط نظرة واحدة، فترتسم
6
فى نفسه صورته وحروفه، ويقضى بالمسئلة إلى آخرها مستغنيًا عن معاودة النظر
7
فى الشكل <الاول>. وكذلك حال قوم بالقياس إلى النغم، وحال قوم بالقياس
8
الى المذاقات وغير ذلك. وبهذا الباب يتعلق جودة تعرف النبض؛ فانه يحتاج إلى
9
خيال قوى يرتسم فى النفس من الملموسات.
10
وهذه القوة اذا عرضت لها الآفة إما بطلان الفعل فلا يبقى فيه صورة حال
11
محسوس بعد زواله عن النسبة التى تكون بينه وبين الحاسة حتى يحس بها، واما ضعف
12
ونقصان، واما تغير عن المجرى الطبيعى بأن يتخيل ما ليس [بموجود] "دل ضعفه
13
وتعذره'' وبطلان فعله فى الاكثر على افراط برد، او يبس فى مقدم الدماغ، او رطوبة.
14
والبرد هو السبب بالذات، والآخران سببان بالعرض؛ لانهما يجلبانه. ويدل تغير فعله
15
وتشوشه على فضل حرارة. وهذا كله بحسب اكثر الامر وعلى نحو ما قيل فى القوى
16
الحساسة. وقد يعرض هذا المرض لأصحاء العقل حتى تكون معرفتهم بالجميل
17
والقبيح تامة، وكلامهم مع الناس صحيحًا؛ لكنهم يتخيلون قومًا حضورًا ليسوا
18
بموجودين خارجًا، ويتخيلون اصوات طبالين وغير ذلك كما حكى جالينوس: انه كان
19
عرض لبروقلس الطبيب.
20
ومنها فساد فى قوة الفكر والعقل إما بطلان ويسمى هذا ذهاب العقل،
21
وإما ضعف ويسمى حمقًا. ومبدأهما برد وسط الدماغ، أو يبوسته، أو رطوبته.
22
وذلك فى الاكثر على ما قيل. واما تغير وتشوش حتى تكون فكرته فيما ليس، ويستصوب
23
غير الصواب ويسمى اختلاط العقل، فيدل إما على ورم، وإما على مادة صفراوية حارة
24
يابسة وهو الجنون السعى، ويكون اختلاطه مع شرارة؛ وإما على مادة سوداوية وهو
25
المالنخوليا. ويكون اختلاطه مع سوء ظن ومع فكر بلا حاصل. والمائل من تلك
26
الاخلاق الى الجين ادل على البرد، والمائل منها الى الاجتراء والغضب ادل على الحر
3-11
1
وبحسب الفروق التى بينهما، ونحن نوردها بعد. وربما كان هذا بمشاركة عضو آخر
2
ويتعرف ذلك بالدلائل الجزئية التى نصفها بعد. وبالجملة اذا تحركت الافكار حركات
3
كثيرة وتشوشت وتفننت فهناك حرارة. وقد يقع ايضًا تشويش الفكر فى امراض
4
باردة المادة اذا لم تخلو عن حرارة مثل اختلاط العقل فى ليثرغس.
5
ومنها آفة فى قوة الذكر إما بان يضعف، وإما بان يبطل كما حكى جالينوس:
6
ان وباء حدث بناحية الحبشة، كان عرض لهم بسبب جيف كثيرة، بقيت بعد ملحمة
7
بها شديدة، فصار ذلك الوباء الى بلاد يونان فعرض [لهم] ان وقع بسببه من النسيان
8
ما نسى له الانسان اسم نفسه وابنه. واكثر ما يعرض من الضعف فى الذكر يعرض
9
لفساد فى مؤخر الدماغ من برد، او رطوبة، او يبس، او ان يتشوش فيقع له انه يذكر
10
ما لم يكن له به عهد، فيدل على مزاج حار مع مادة اوبلا مادة. والمادة اليابسة أولى
11
بذلك. كل ذلك اذا لم يفرط المزاج فيسقط القوة.
12
ونقول قولًا مجملًا ان بطلان هذه الافاعيل ربما يكون لغلبة البرد إما على جرم
13
الدماغ فيكون مما يستولى على الايام، او على تجاويفه. وقد يكون لبرد مع رطوبة.
14
وربما جلبه اليبس وكذلك ضعفها. وأما تغيرها فلورم أو مزاج صفراوى، أو سوداوى،
15
أوحر مجرد.
16
والاستدلال من احوال الاحلام مما يليق ان يضاف إلى هذا الموضع؛ فان كثرة
17
روية الاشياء الصفر الحارة تدل على غلبة الصفراء. وكذلك رؤيا الأشياء التى تناسب
18
مزاجًا مزاجًا، ولا نحتاج إلى تعديدها. والاحلام المتشوشة تدل على حرارة ويبوسة.
19
''وكذلك يظهر" فى امراض حادة دماغية. وكذلك الاحلام المفزعة والتى لا تذكر
20
تدل على برد ورطوبة فى الاكثر.
21
|167vb15|فصل فى الاستدلال من الافعال الحركية وما يشبهها من النوم واليقظة
22
واما الدلائل الماخوذة من جنس الافعال الحركية فاما بطلانها وضعفها فيدل على
23
رطوبة فضلية فى آلاتها رقيقة كثيرة، ويدل فى أى عضو كان على آفة فى الدماغ؛
24
الا ان الاخص به ما كان فى جميع البدن كالسكتة؛ أو فى شق واحد كالفالج واللقوة
25
الرخوة. وربما اتفقا اعنى البطلان والضعف من حر الدماغ أو يبسه فى نفسه، أو
26
فى شىء من الاعصاب النابتة عنه، لكن ذلك يكون بعد امراض كثيرة وقليلًا قليلًا
27
وعلى [طول] الايام. والذى فى عضو واحد كالاسترخاء ونحو ذلك فربما كان
3-12
1
لامراض خاصة بذلك العضو، وربما كان عن اندفاع فضل من الدماغ إليه. واما تغيرها
2
فان كان بغتة دل على رطوبة ايضًا، وان كان قليلًا قليلًا فعلى يبوسة اعنى فى الآلات.
3
والذى يخص الدماغ فمثل تغير حركات المصروع بالصرع الذى هو تشنج
4
عام، ولا يكون الا عن رطوبة لانه كائن دفعة؛ او بمشاركة عضو آخر بحسب ما يتبين
5
فيدل على سدة غير كاملة، ومثل رعشة الرأس؛ فان جميع هذه تدل على مادة غليظة
6
فى ذلك الجانب من الدماغ، اوضعف أو يبوسة ان كان بعد امراض سبقت، وكان
7
حدوثه قليلًا قليلًا. وأما ما كان فى اعضاء ابعد من الدماغ فالقول فيه ما قلنا مرارًا،
8
وهذه كلها حركات خارجة عن المجرى الطبيعى. ونقول ايضًا: ان كان الانسان
9
نشيطًا للحركات فمزاج دماغه فى الاصل حار او يابس. وان كان إلى الكسل و
10
الاسترخاء فمزاجه بارد أو رطب. واذا كان به مرض وكانت حركاته إلى القلق فهو
11
حار. وان كانت إلى الهدو ولم تكن القوة شديدة السقوط فهو إلى البرد.
12
ومما يناسب هذا الباب الاستدلال من حال النوم واليقظة. فاعلم ان النوم
13
ابدًا تابع لسوء مزاج رطب مرخ او بارد مجمد لحركة القوى الحسية، او لشدة تحلل
14
من الروح النفسانى مفرط الحركة. او لاندفاع من القوى إلى الباطن لهضم المادة،
15
ويندفع معها الروح النفسانى بالاتباع كما يكون بعد الطعام. فما لم يجر النوم على المجرى
16
الطبيعى، ولم يتبع تعبًا وحركة فسببه رطوبة اوجمود. فان لم يقع الاسباب المجمدة، ولم
17
يدل الدلائل على افراط برد مما سنذكره فسببه الرطوبة. ثم ليس كل رطوبة توجب
18
نومًا؛ فان المشايخ مع رطوبة أمزجتهم يطول سهرهم. ويرى جالينوس: ان سبب
19
ذلك من كيفية رطوباتهم البورقية؛ فانها تسهر باذاها للدماغ؛ الا ان اليبوسة على كل حال
20
مسهرة لا محالة.
21
|168ra24|فصل فى الدلائل الماخوذة من <جنس> الافعال الطبيعية مما ينتفض ومما ينبت
22
من الشعر ومما يظهر من الاورام والقروح
23
اما الدلائل الماخوذة من جنس الافعال الطبيعية فيظهر من قبل الفضول بانتفاضها فى
24
كميتها وكيفيتها، أو بامتناعها. وانتفاضها يكون من الحنك والأنف والاذن. و
25
مما يظهر على الرأس من القروح والبثور والاورام، ومما ينبت من الشعر؛ فان الشعر
26
ينبت من فضول الدماغ. ويستدل من الشعر بسرعة نباته أو بطئه، وسائر ما قد عدد
27
من احواله فلنذكر طريق الاستدلال من انتفاضات الفضول عن المسالك المذكورة. و
28
هذه الفضول اذا كثرت دلت على المواد الكثيرة، ودلت على السبب الذى يكثر له
29
فى العضو الفضول كما علمته، وعلى ان الدافعة ليست بضعيفة. وأما اذا امتنعت
3-13
1
او قلت ووجد مع ذلك إما ثقل، وإما وخز، وإما لذع، وإما تمدد، وإما ضربان، و
2
إما دوار وطنين، دل على سدد وضعف من القوة الدافعة وامتلاء.
3
ويستدل على جنسه بان اللاذع الواخز المحرق القليل الثقل، المصفر اللون
4
فى الوجه والعين يدل على ان المادة صفراوية. فالضربانى الثقيل المحمر اللون فى الوجه
5
والعين، والنافخ للعروق يدل على انها دموية. والمكسل المبلد المغير اللون معه
6
الى الرصاصية، والجالب للنوم والنعاس يدل على انها بلغمية. فان كمد اللون فى
7
تلك الحال وفسد الفكر وكان الرأس اخف ثقلًا، ولم يكن النوم بذلك المستولى،
8
ولم تكن سائر العلامات، دل على انها سوداوية. فان كان شىء من هذه مع طنين
9
ودوار وانتقال، دل على ان المادة تولد ريحًا ونفخًا وبخارًا، وان لها حرارة فاعلة
10
فيها. فاما إن كان احتباس الفضول مع خفة الرأس دل على اليبس على الاطلاق.
11
وهذا الباب الذى اوردناه يختص بكمية الانتفاض والامتناع.
12
واما فى كيفيته فالضارب الى الصفرة والرقة [والمرارة] والحرارة و
13
اللذع يدل على انها صفراوية وإلى الحمرة. والحلاوة <فى الفم> مع حمرة الوجه
14
والعينين، وحرارة <اللمس> ودرور العرق يدل على انها دموية. والمالح اوالحلو مع
15
عدم سائر العلامات، او البورقى البارد الملمس أو الحار الملمس يدل على بلغم فعلت
16
فيه حرارة. فالتفه الغليظ البارد الملمس يدل على بلغم فج. وهذه الاستدلالات
17
من كيفية النفض فى لونه وطعمه ولمسه وقوامه. وأما من الرائحة فعفن الرائحة
18
وحدتها يدل على الحر، وعدم الرائحة ربما دل على البرد ليس كدلالة الأول على الحر.
19
واما ما يتعلق بالأشياء التى تظهر على جلدة الرأس، وما يليها من القروح و
20
البثور والأورام فانها تدل فى الاكثر على مواد كانت وانتفضت، ولا يدل على حال
21
الدماغ فى الوقت دلالة واضحة؛ اللهم إلا ان يكون فى التزيد. ولانك عارف بأسباب
22
الاورام الحارة والباردة، والصلبة منها والسرطانية، والقروح الساعية والساكنة،
23
وغير ذلك فليس يصعب عليك الاستدلال بها على حال الرأس والشعر ايضًا، فقد
24
عرفت فى الكتاب الاول اسباب حدوثه، وعرفت السبب فى جعودته وسبوطته،
25
ورقته وغلظه، وكثرته وقلته، وسرعة شيبه وبطئه، وستعلم سبب تشققه [وتمرطه]
26
وانتثاره فى ابواب مخصوصة، فيعرف منها كيفية الاستدلال من الشعر. ونحن نحيل
27
بذلك إلى ذلك الموضع هربًا من التطويل والتكثير.
3-14
1
|168rb48|فصل فى الدلائل الماخوذة من الموافقة والمخالفة وسرعة الانفعالات وبطئها
2
اما العلامات الماخوذة من جنس الموافقة والمخالفة، وسرعة الانفعال وبطئه،
3
فان الموافقات والمخالفات لا تخلو إما ان تعتبر فى حال لا ينكر صاحبها من صحته
4
التى يحسبه شيئًا، او فى حال خروجه عن الصحة، وتغير مزاجه عن الطبيعة فموافقه
5
فى حال صحته التى يحسبه هو الشبيه بمزاجه، فمزاجه يعرف من ذلك؛ ومخالفه
6
فى تلك الحالة ضد مزاجه. وأما فى حال خروجه عن صحته وتغير مزاجه عنه فالحكم
7
بالضد.
8
وقد قلنا فيما سلف من الاقاويل الكلية ان الصحة ليست فى الابدان كلها على
9
مزاج واحد، وانه يمكن ان يكون صحة بدن عن مزاج يكون مثله مما يجلب مرضًا
10
لبدن آخر لو كان له ذلك المزاج؛ إلا انه يجب ان يعتبر ما يخالفه فى الطرف الآخر
11
ايضًا كما يخالفه فى هذا الطرف حتى يعلم بالحدس المقدار الذى له من المزاج؛
12
فان الافراطين معًا مخالفان موذيان لا محالة. وانما يوافق صحة ما من الخارج عن الاعتدال
13
ما لم يفرط جدًا.
14
والدماغ الذى به سوء مزاج حار ينتفع بالنسيم البارد، والاطعمة الباردة،
15
والروائح الباردة طيبة كانت كالكافورية والصندلية والنيلوفرية ونحوها، او منتنة
16
غير طيبة كالحمائية والطحلبية؛ وينتفع بالدعة والسكون. والذى به سوء مزاج بارد ينتفع
17
بما يضاده. وينتفع بالهواء الحار والروائح الحارة الطيبة <الرائحة>، والمنتنة <الرائحة>
18
ايضًا المحللة المسخنة، وبالرياضات والحركات. والذى به سوء مزاج يابس
19
يتاذى بما يستفرغ منه وينتفض عنه. والذى به سوء مزاج رطب ينتفع بما يستفرغ منه و
20
بما ينتفض.
21
وأما الاستدلالات من سرعة انفعالاته مثل ان يسخن سريعًا أو يبرد سريعًا.
22
والذى يسخن سريعًا يدل على حرارة مزاج على الشريطة المذكورة فى الكتاب الكلى.
23
وكذلك الذى يبرد سريعًا. وكذلك الذى يجف سريعًا فقد يكون ذلك لقلة رطوبته.
24
"وقد يكون <ذلك> لرقة رطوبته'' او لحرارة مزاجه؛ ولكن الفرقان بينهما من ان الأول
25
يوجد معه سائر علامات يبوسة الدماغ مثل السهر وغيره مما نذكره فى باب علامات
26
مزاج الدماغ. وهذا الثانى انما تعرض له اليبوسة فى الاحايين عند حركة عنيفة،
27
أو حرارة شديدة، اوما يجرى مجراهما من اسباب اليبوسة المذكورة. ثم لا يكون له
28
فى سائر الاوقات دليل اليبوسة. والذى لحرارة مزاجه فيكون معه سائر علامات
29
الحرارة فى المزاج.
3-15
1
والذى يرطب سريعًا فقد يكون لحرارة جوهره، وقد يكون لبرد جوهره،
2
وقد يكون لان مزاجه الاصلى رطب، وقد يكون لان مزاج جوهره الأصلى يابس. فان
3
كان من حرارة كانت هناك علامات الحرارة. ثم كان ذلك الرطب ليس مما يكون
4
دائمًا؛ لكنه عقيب حرارة مفرطة وقعت فى الدماغ، فجذبت الرطوبات اليه فملأته.
5
ثم ان بقى المزاج الحار غالبًا اعقبه اليبس بالنفض. فان غلبت الرطوبات عاد الدماغ
6
فصار باردًا رطبًا وان استويا حدثت فى اكثر الامر العفونة، والامراض العفنة، و
7
الاورام؛ لأن هذه الرطوبة ليست بغريزية فتتصرف فيها الحرارة الغريزية تصرفًا نشيئًا؛
8
بل انما تتصرف فيها تصرفًا غريبًا وهو العفونة.
9
واما ان كان لبرد المزاج لم يكن حدوث الرطوبة دفعة؛ بل على الايام ثم يصير
10
الترطب يكون بسرعة، فيكون علامات برودة مزاج الدماغ موجودة. وان كان
11
ذلك لرطوبة الدماغ نفسه فيكون السرعة فى ذلك لاحد شيئين: إما لان الرطوبة
12
يفعل البرد، ويفسد البرد القوة الهاضمة المغيرة لما يصل إلى الدماغ من الغذاء،
13
ويظهر ترطب. فاذا حدث ذلك البرد دفعة كان الترطب بعده دفعة. واذا حدث
14
مع ذلك سدد فى المجارى عرض ان يحتبس الفضول، ثم هذا يكون دائمًا ولازمًا
15
ليس مما يكون نادرًا. واما الكائن ليبوسة الدماغ فسببه النشف الذى يقع دفعة اذا
16
وقعت يبوسة دفعة واحدة، ويكون مع علامات اليبوسة المتقدمة، ويكون شبيهًا
17
بما يقع من الحرارة؛ الا فيما يخلتفان فيه من علامات الحرارة، وعلامات اليبوسة.
18
فهذه الدلائل الماخوذة من سرعة الانفعال. وليس يجب ان يعتبر سرعة
19
الانفعال بحسب ضعف القوى الطبيعية، لا سيما فى الترطيب؛ لان ضعف القوى الطبيعية
20
تابع لاحد هذه الأسباب وليس كل الموافقات والمخالفات ماخوذة من جهة الكيفيات؛
21
بل قد توجد من جهة الهيئات والحركات؛ كما يرى صاحب العلة المعروفة بالبيضة
22
يوثر الاستلقاء على سائر اوضاع ضجعته.
23
|168vb50|فصل فى الاستدلال الكائن من جهة مقدار الرأس
24
"فاما الفرق والتعرف الكائن" بحسب صغر الرأس وكبره فيجب ان تعلم ان صغر
25
الرأس سببه فى الخلقة قلة المادة؛ كما ان سبب كبره كثرة المادة اعنى المادة النطفية
26
المتوزعة فى التوزيع الطبيعى للرأس. ثم ان كان قلة المادة مع قوة من القوة المصورة
27
الأولى كان حسن الشكل، وكان اقل رداءة من الذى يجمع إلى صغر الرأس رداءة
3-16
1
الشكل فى الخلقة التى تدل على ضعف القوة. على انه لا يخلو من رداءة فى بنية الدماغ و
2
ضعف من قواه، وضيق لمجال القوى السياسية والطبيعية فيه. ولذلك ما بت اصحاب
3
الفراسة القضية بان هذا الانسان يكون لجوجًا جبانًا، سريع الغضب، متحيرًا فى الامور.
4
وقال جالينوس: ان صغر الرأس لا يخلو البتة عن دلالة على رداءة هئية الدماغ
5
وان كان كبر الرأس ليس بدائم الدلالة على جودة حال الدماغ ما لم تقترن إليه جودة
6
الشكل، وغلظ العنق، وسعة الصدر؛ فانها تابعة لعظم الصلب والاضلاع التابعين لعظم
7
النخاع، وقوته التابعين لقوة الدماغ؛ فان كثرة المادة اذا قارنتها قوة من القوة المصورة
8
كان الرأس على هذه الهيئة. ومما يوكد ذلك ان تكون هناك مناسبة لسائر الاعضاء
9
فان قارنه ضعف منها كان ردئ الشكل، ضعيف الرقبة، صغير الصلب، أو ماؤف
10
ما يحيط به وينبت عنه. على انه قد يعرض من زيادة الرأس فى العظم ما ليس بطبيعى
11
مثل الصبيان الذين يعرض لهم من انتفاخ الرأس وعظمه ما ليس فى الطبع بل على
12
سبيل المرض. ويكون السبب فيه كثرة مادة تغلى. وكذلك تعرض للكبار أوجاع
13
الرأس الصعبة. وقد يعرض ان يصغر اليافوخ ويلطأ الصدغ عند استيلاء الحمرة على
14
الدماغ. فقد عرف اذًا دلائل صغر الرأس وكبره. ومن علامات جودة الدماغ ان لا
15
ينفعل من ابخرة النبيذ وما سنصفه معها، وينفعل من تلطيفه وحرارته فيزداد دهنه.
16
|169ra39|فصل فى الاستدلال من شكل الرأس
17
أما دلائل شكله فقد عرفناك فى باب عظام القحف ان الشكل الطبيعى للرأس
18
ما هو، والردئ منه ما هو. وان رداءة الشكل اذا وقعت فى جزء من اجزاء الرأس
19
اضرت لا محالة بخواص افعال ذلك الجزء من الدماغ الذى قد قال جالينوس: ان
20
المسفط والمربع مذموم دائمًا، والناتى الطرفين مذموم؛ إلا ان يكون السبب فيه
21
قوة من القوة المصورة اى تكون افرطت فى فعلها، ويدل على قوة هذه القوة شكل
22
العنق ومقداره والصدر.
23
|169ra52|فصل فى الاستدلال مما يحسه الدماغ من ثقل الرأس وخفته وحرارته وبرودته واوجاعه
24
واما الدلائل الماخوذة من ثقل الرأس وخفته فان ثقل الرأس دائمًا يدل على مادة فيه؛
25
لكن المادة الصفراوية تفعل ثقلًا اقل واحراقًا أشد؛ والسوداوية ثقلًا اكثر من ذلك،
26
ويبوسة اكثر؛ والدموية ثقلًا أشد منهما، وضربانًا ووجعًا فى اصول العين لنفوذ
27
الكيموس الحار، وحمرة وانتفاخًا فى العروق اشد؛ والبلغمى ثقلًا اكثر من الجميع، ووجعًا
3-17
1
اقل من الدموى والصفراوى، ونومًا اكثر من السوداوى وبلادة فكر وكسلًا، و
2
قلة نشاط.
3
واما الدلائل الماخوذة من الحرارة والبرودة اعنى ما يلمسه الرأس منهما فى
4
نفسه وما يلمسه غيره من خارج فلا يخفى عليك. اما الحار فدليل على حرارة ان دامت
5
فمزاجية، وان حدثت وآذت فعرضية. وكذلك حكم البارد على قياسه. وكذلك
6
حكم القشف اليابس وعلى قياسه ان لم يكن برد من خارج مخشن مقشف. وكذلك
7
الرطب ان لم يكن حر من داخل معرق.
8
والاوجاع الاكالة التى تخيل ان فى رأس الانسان دبيبًا ياكل واللذاعة فانها
9
تدل على مادة حارة. والضربانية على ورم حار. ويوكد دلالتها لزوم الحمى. والثقيلة
10
الضاغطة على مادة ثقيلة <ضاغطة> باردة. والممددة على مادة ريحية. والانتقال يؤكد
11
ذلك. والوجع الذى كانه يطرق بمطرقة يدل على مثل البيضة والشقيقة المزمنة. والوجع
12
ايضًا يدل بجهته مثل ان الوجع الذى بمشاركة المعدة يكون على وجه، والذى يشاركه
13
الكبد يكون على وجه وعلى هيئة أخرى مما سنذكره. وقد يدل مع ذلك بدوامه فان
14
الوجع اذا دام فى مقدم الرأس ومؤخره انذر بفرانيطس.
15
|169rb33|فصل فى الاستدلالات الماخوذة من احوال اعضاء هى كالفروع للدماغ مثل العين و
16
اللسان والوجه ومجارى اللهاة واللوزتين والرقبة والاعصاب
17
اما الاستدلال من العين من جملتها فمن حال عروقها، ومن حال ثقلها وخفتها. و
18
من حال لونها فى صفرته او كمودته أو رصاصيته أو حمرته او حال ملمسها. وجميع
19
ذلك تقارب جدًا فى الدلالة لما يكون فى الدماغ نفسه. وقد يستدل بما يسيل منها
20
من الدموع والرمص، وما يعرض لها من التغميض والتحديق، واحوال الطرف،
21
ومن الغوور والجحوظ، والعظم والصغر، والآلام والأوجاع؛ فان جفاف العين
22
قد يدل على يبس الدماغ. وسيلان الرمص والدموع اذا لم يكن لعلة فى العين نفسها
23
يدل على رطوبة مقدم الدماغ.
24
وعظم عروق العين يدل على سخونة الدماغ فى الجوهر. وسيلان الدموع
25
بغير سبب ظاهر يدل فى الامراض الحارة على اشتعال الدماغ واورامه، وخصوصًا
26
اذا سالت من احدى العينين. وإذا اخذ يغشى الحدقة رمص كنسج العنكبوت ثم يجتمع
27
"فهو قرب الموت". والعين التى تبقى مفتوحة لا تطرف كما تكون فى فرانيطس،
3-18
1
واحيانًا فى ليثرغس، ويكون ايضًا فى فرانيطس عند انحلال القوة يدل على آفة فى
2
الدماغ. والكثيرة الطرف تدل على إشتعال وحرارة وجنون. واللازمة ينظرها موضعًا
3
واحدًا وهى البرشمة والبرهمة تدل على وسواس ومالنخوليا.
4
وقد يستدل من حركاتها على أوهام الدماغ من اعتقادات الغضب والغم والخوف
5
والعشق. والجحوظ يدل على الاورام اوامتلاء اوعية الدماغ. والغوور والتصغر يدل
6
على التحلل الكثير من جوهر الدماغ؛ كما يعرض فى السهر والقطرب والعشق وان
7
اختلفت هيئاتها فى ذلك كما سنفصله فى موضعه. وكذلك قد يدل على حمرة الدماغ
8
وقوبائه.
9
فاما الماخوذة من حال اللسان فمثل ان اللسان كثيرًا ما يدل بلونه على حال الدماغ؛
10
كما يدل ببياضه على ليثرغس وبصفرته اولًا، او اسوداده ثانيًا عل فرانيطس. وكما
11
يدل بغلبة الصفرة عليه، واخضرار العروق التى تحته على مصروعية خاصة. وليس
12
الاستدلال بلون اللسان كالاستدلال بلون العين؛ فان ذلك شديد الاختصاص بالدماغ.
13
واما لون اللسان فقد يستدل به على احوال المعدة؛ لكنه اذا علم ان فى الدماغ آفة
14
لم يبعد الاستدلال به.
15
وأما الماخوذ من حال الوجه فأما من لونه فانت تعلم دلالة الالوان على الامزجة.
16
وأما من سمنه وهزاله فان سمنه وحمرته يدل على غلبة الدم، وهزاله مع الصفرة يدل
17
على غلبة الصفرآء، وهزاله مع الكمودة يدل على اليبس السوداوى. والتهبج يدل
18
على غلبة ''المائية فى الدم الغالبين'' بعد ان يكون هذه احوالًا عارضة ليست اصلية، و
19
بعد ان تعلم ان لا علة فى البدن تغير السحنة إلا فى جانب الدماغ.
20
واما الماخوذة من حال الرقبة فانها ان كانت قوية غليظة دلت على قوة من قوة
21
الدماغ ووفوره. وان كانت قصيرة دقيقة فبالضد. وان كانت مهيأة لقبول خنازير
22
واورام فالسبب فى ذلك ليس ضعفًا فيها، ولا اذا خلت عن ذلك فالسبب فيه قوة فيها؛
23
بل السبب فى ذلك ضعف القوة الهاضمة التى فى الدماغ لشىء من انواع المزاج
24
الذى نذكره، وقوة من القوة الدافعة؛ فان نواحى العنق قابلة لما يدفعه الدماغ واللحم
3-19
1
الرخو الغددى الذى فيه. وكذلك حال الدلائل الماخوذة من حال اللهاة واللوزتين
2
والاسنان ايضًا.
3
واما الماخوذة من حال الاعضاء العصبانية الباطنة فذلك من طريق احكام المشاركة
4
فانها من الواجب ان تشارك الدماغ والنخاع؛ كما اذا دامت الآفات عليها جلبت إلى
5
الدماغ من المرض الذى بها، او ربما حدث بها ذلك من الدماغ. فالأعصاب اذا قويت
6
وغلظت وقوى مسالكها التى ''تتخلق اصلية دلت'' على قوة الدماغ، ودل ضد ذلك
7
على ضدها.
8
|169vb6|فصل "فى الاستدلال من المشاركات لاعضاء" يشاركها الدماغ ويقرب منها
9
اذا كانت الاعضاء المشاركة للدماغ قوية فالدماغ قوى وان كانت كثيرة الآفات،
10
لا لاسباب ظاهرة يصل اليها؛ فان الدماغ ضعيف أو ماؤف. وربما كانت تلك الآفات فى
11
الاعضاء الأخرى بمشاركة قوى الدماغ؛ مثل ما يتفق ان لا ينهض المريض لبول أو براز يحتاج
12
إليه لعدم الحس؛ كما يتفق فى ليثرغس وفى السبات السهرى، أو لثقل الحركة عليه
13
كما فيهما وفى فرانيطس، ومثل العجز عن الازدراد والغصص، والشرق فى هذه
14
الأمراض، ومثل دلائل النفس؛ فان النفس قد ينقطع ويبطل لسبب آفة فى الدماغ
15
متعدية إلى الحجاب واعضاء النفس، وكما ان كثر النفس وعظمه ادل على صبارا،
16
وضيقه وصغره على السبات السهرى والليثرغس.
17
[وقد يستدل من طرق المشاركات فى الاوجاع ايضًا على احوال الدماغ وعلى
18
النحو المذكور. وقد يستدل من كيفية المشاركة مثل انه ان بلغ الوجع اصول العينين
19
فى الصداع دل على ان السبب ''فى الدماغ والحجب الداخلة وان لم يبلغ دل على
20
ان السبب" خارج القحف. وقد يستدل ايضًا من امتلاء العروق وخلاءها، ومن لون
21
الجلدة وغير ذلك مما سلف بعضه فى خلل ابواب أخرى].
22
|169vb30|فصل فى الاستدلال على العضو الذى يالم الدماغ بمشاركته
23
ان اكثر الاعضاء ايذاءً للدماغ بالمشاركة هى المعدة فيجب ان يستدل على ذلك من حال
24
الشهوة والهضم، وحال الجشاء والقراقر، وحال الفواق والغثيان، وحال الخفقان المعدى. و
25
ينظر فى كيفية الإستدلال ايضًا من هذه على المعدة حيث تكلمنا فى المعدة. ويستدل ايضًا
3-20
1
من حال الخواء والامتلاء؛ فان مشاركات الدماغ للمعدة وهى ممتلئة أو ذات نفخة
2
تظهر فى حال امتلائها. فاما مشاركته اياها بسبب الحرارة، والمرة الصفرآء، واوجاعها
3
التى تكون من ذلك، ومن شدة الحر فتظهر فى حال الخواء. وكثيرًا ما يكون الإمتلاء سببًا
4
ليعدل المزاج، وسادًا بين البخار الحار وبين الدماغ. وأخص ما يستدل به موضع
5
الوجع فى ابتداءه واستقرائه؛ فان امراض الدماغ لمشاركة المعدة قد يدل عليها الوجع
6
[اذا ابتدأ] من اليافوخ، ثم انصب الى ما بين الكتفين، واشتد عند الهضم. فقد
7
تمرض الرأس بمشاركة الكبد، فيكون الميل من الاوجاع إلى اليمين كما اذا كان
8
بمشاركة الطحال كان الميل من الاوجاع إلى اليسار. وقد تكثر مشاركة الدماغ للمراق،
9
وما يلى الشراسيف فيكون الوجع مائلًا إلى قدام جدًا. وقد يشارك الرحم فيكون مع
10
امراض الرحم، ودلائلها المذكورة فى بابه. ويقف الوجع فى حاق اليافوخ.
11
واكثر مشاركات الدماغ للاعضاء تقع بابخرة تصعد إليه. وطريق صعودها
12
اما ما يلى قدام الشراسيف، ويحس هؤلاء بتمددها إلى فوق، وبتوتر وضربان فى
13
العروق التى تليها، ويحس ابتداء الالم من قدام. فاما ما يلى ناحية القفا فيحس ابتداء
14
الالم من خلف، ويتوتر العروق والشرائين الموضوعة من خلف، ويحس هناك
15
الضربان.
16
واذا راعيت اعراض العضو المشارك فيجب ان لا يكون العرض عرض لذلك
17
العضو فى نفسه؛ بل بسبب مشاركته للدماغ لا بمشاركة الدماغ له؛ فانه كما يستدل من
18
الغثيان على ان العلة الدماغية بشركة المعدة، فلا يبعد ان يغلط فيكون العلة فى الدماغ
19
اولًا، ويكون خفية. وانما يظهر الغثيان فى المعدة لمشاركتها للدماغ فى علة خفية
20
بها، فيجب ان ترجع إلى الاصول التى اعطيناك فى الكتاب الاول التى يميز
21
بها الامراض الأصلية من امراض المشاركة.
22
|170ra28|فصل فى دلائل مزاج الدماغ المعتدل
23
فالدماغ المعتدل فى مزاجه هو القوى [فى] الافاعيل الحسية والسياسية و
24
المحركة، المعتدل فى انتقاص ما ينتقص منه، واحساسه القوى على مقاومة الأعراض
25
الموذية، اشقر شعر الطفولة نارية، احمر شعر الترعرع، وإلى السواد عند الاستكمال
26
من الخلقة والنشاء، وسط فى الجعودة والسبوطة، ونباته ومدة شبابه كل فى
27
وقته، وشيبه غير مستعجل، ولا متاخر عن الوقت الطبيعى، ولا يسرع إليه الصلع.
3-21
1
|170ra43|فصل فى دلائل الامزجة الرديئة الواقعة فى الجبلة
2
يرى جالينوس: ان الحرارة تولد اختلاط العقل والهذيان، وليلحق بهذا الطيش و
3
سرعة وقوع البداآت، وافتنان العزائم. وان البرودة تولد البلادة وسكون الحركة، و
4
ليلحق بهذا بطء الفهم، وتعذر الفكر والكسل. وان اليبوسة تفعل السهر ويدل عليها
5
السهر. ويشترط فى هذا ما لم يكن عن الرطوبات البورقية، ولم يكن مع ثقل فى الدماغ، و
6
دوام استفراغ الفضول، وغير ذلك من دلائل الرطوبة؛ فان الرطوبة المالحة والبورقية
7
بشهادة جالينوس نفسه تفعل ارقا كما فى المشايخ. واما الرطوبة فتفعل النوم المستغرق و
8
اشترط مع نفسك الشرط المذكور.
9
ويرى جالينوس: ان الدلالة على ان مزاجًا غالبًا بلا مادة هو عدم سيلان الفضول
10
[مع دلالة سوء المزاج والدلالة على انه غالب بمادة سيلان الفضول]. ونحن نقول:
11
ان لم يكن سدد وضعف من القوة الدافعة. وعلامة ذلك ما ذكرناه وفرغنا عنه.
12
فدلائل المزاج الحار للدماغ سرعة نبات الشعر فى اول الولادة أو فى البطن، وسواده
13
فى الابتداء او تسوده بعد الشقرة سريعًا. وجعودته وسرعة الصلع، وسرعة امتلاء
14
الرأس وثقله من الأسباب الواقعة مثل الروائح ونحوها، وتاذيه بالروائح الحادة.
15
وقلة استعمال النوم مع خفته وظهور عروق العينين، وزكام، وسرعة التقلب فى
16
الآراء والعزائم كحال الصبيان. ويدل عليه اللمس، وحمرة اللون، ونضج الفضول
17
المنصبة والمنتفضة، واعتدالها فى القوام بالقياس إلى غيره.
18
واما دلائل المزاج البارد فزيادة نفض الفضول على ما ذكر من الشرط
19
وسبوطة الشعر وقلة سواده، وسرعة الشيب، وسرعة الانفعال من الآفات،
20
وكثرة النوازل، وعروض الزكام لادنى سبب، وخفاء العروق فى العينين،
21
وكثرة النوم. وتكون صورته مثل صورة الناعس بطئ حركة الاجفان، والثبات على
22
العزائم كحال المشايخ. واما دلائل المزاج اليابس فنقاء مجرى الفضول، وصفاء
23
الحواس، والقوة على السهر، وقوة الشعر وسرعة نباته لدخانية المزاج فى السن الاول
24
وسرعة الصلع، وجعودة الشعر. واما دلائل مزاجه الرطب فسبوطة الشعر وبطوء النبات
25
منه وبطوء الصلع وكدورة الحواس وكثرة الفضول والنوازل واستغراق النوم.
26
واما دلائل المزاج الحار اليابس فعدم الفضول، وصفاء الحواس، وقوة السهر،
27
وقلة النوم، واسراع نبات الشعر فى الاول، وقوته وسواده وجعودته، وسرعة الصلع
28
جدًا. وحرارة ملمس الرأس وجفوفه مع حمرة بينة فيه وفى العين، وتنقل فى العزائم
29
وعجلة فيها، وقوة الفهم والذكر، وسرعة الافعال النفسانية.
3-22
1
واما دلائل المزاج الحار الرطب فانه ان كان ذلك المزاج غير بعيد جدًا من
2
الاعتدال كان اللون حسنًا، والعروق واضحة، والملمس حارًا لينًا، والفضول اكثر
3
وانضج، والشعر اسبط إلى الشقرة، غير سريع الصلع، ويكون التسخن والترطب
4
سريعيين اليه. واما ان يكون بعيدًا منه فيكون مسقامًا قبولًا للنكايات من الحر والبرد.
5
والامراض العفنة فى جوهره سريعًا، وتكون حواس صاحبه ثقيلة كدرة، وعيناه ضعيفتين،
6
ولا يصبر عن النوم، ويرى الاحلام المشوشة.
7
واما دلائل المزاج البارد اليابس فأن يكون الرأس بارد الملمس حائل اللون،
8
خفى العروق فيه وفى العينين، بطىء نبات الشعر اصهبه دقيقة، بطىء الصلع؛
9
خصوصًا ان لم يكن يبسه اغلب من برده، ويكون مستضرًا بالمبردات على الشرط
10
المذكور. وتكون الحواس صافية فى الشبيبة. فاذا طعن فى السن ضعفت بسرعة
11
وهرم، وظهر التشنج والتقبض فى نواحى رأسه، ويكون صحيح الشيخوخة.
12
وتكون صحته مضطربة فتارة يكون خفيف الرأس متفتح المسالك، وتارة يكون بالخلاف.
13
واما المزاج البارد الرطب فيكون الانسان فيه كثير النوم مستغرقًا فيه، ردئ الحواس،
14
كسلان بليدًا، كثير استفراغ الفضول من الرأس. ويدل على ذلك بطوء الصلع، وسرعة
15
وقوع النوازل. واما دلائل الاورام وغيرها فسنقوله بالتفصيل.
16
|170va25|علامات امراض الرأس مرضًا مرضًا
17
هذا الباب والذى قبله كالنتيجة من الاصول التى اعطيناها فى الاستدلال على
18
أحوال الرأس. ويجب ان يحفظ هذه الدلائل، ولا يحتاج ان تعاد فى كل باب من
19
الابواب التى نتكلم عليها فى امراض نواحى الرأس؛ فانا ان اعدناها فى باب ما فانما نعيدها
20
ليكون ذلك معينًا على معرفة كيفية الرجوع إلى هذه القوانين فى ابواب أخرى، قد اقتصرنا
21
فيها على ما يكون اوردناه فى ذلك الباب الواحد. وكذلك يجب ان توطن نفسك عليه
22
من الرجوع الى القوانين الكلية فى المعالجات الجزئية للرأس؛ اللهم الا فيما لا يكون
23
قد ذكر فى الكليات، ووجب تخصيص ذكره فى الجزئيات.
24
|170va44|علامات سوء المزاج الحار بلا مادة
25
يذل عليه التهاب مع عدم ثقل وسهر، وقلق فى الحركات، وتشوش فى
26
التخاييل، واسراع الغضب، وحمرة عين، وانتفاع بالمبردات، وتضرر من المسخنات.
27
|170va52|علامات سو المزاج البارد بلا مادة
28
برد يحس مع عدم ثقل وكسل وفتور، وبياض لون الوجه والعين، و
29
نقصان الخيالات، وميل إلى الجبن، وانتفاع بالمسخنات، وتضرر بالمبردات.
3-23
1
|170vb2|علامات سوء المزاج اليابس بلا مادة
2
خفة وتقدم استفراغات، وجفاف الخيشوم، وغلبة سهر.
3
|170vb6|علامات سوء المزاج الرطب بلا مادة
4
كسل وفتور مع قلة الثقل، وقلة سيلان ما يسيل واعتداله، وافراط نسيان، و
5
غلبة نوم.
6
7
وعلامات الامزجة المركبة التى تكون بلا مادة امتزاج علامتى المزاجين. واستدل
8
على غلبة الحر مع اليبوسة بسهر واختلاط عقل، وعلى غلبة البرد معه بحالة تشبه المرض
9
المعروف بالجمود، وربما تأدت إليه. واستدل على غلبة الرطوبة مع الحرارة بغلبة
10
نوم ليس شديد الاسبات، وعلى غلبة البرودة مع الرطوبة بالنوم السباتى. واضف إلى
11
ما اوردناه سائر الدلالات المركبة من دلائل الافراد.
12
وعلامات غلبة المواد اما الصفراوية فثقل ليس بالمفرط، ولذع والتهاب،
13
واحتراق شديد، ويبس فى الخياشيم، وعطش وسهر، وصفرة لون الوجه والعين. و
14
الدموية يدل عليها زيادة ثقل، وربما صحبه ضربان، ويكون معها انتفاخ الوجه والعينين،
15
وحمرة اللون، ودرور العرق وسبات. وعلامات المواد الباردة ''برد محسوس"، وطول
16
الاذى وازمانه، وقلة حمرة اللون والوجه والعين، وقلة صفرته مع ثقل محسوس؛ لكن
17
ذلك الثقل فى المادة البلغمية اكثر، ومع كسل وبلادة وسبات ونسيان، ورصاصية
18
اللون فى الوجه والعين. واما فى السوداوية فيكون الثقل اقل، ويكون السهر اكثر،
19
ووسواس وفكرة فاسدة، وكمودة لون الوجه والعين [وجميع الاعضاء].
20
واما علامة الاورام الحارة فحمى لازمة، وثقل وضربان، ووجع يبلغ اصل
21
العين. وربما جحظت معه العينان، واختلاط عقل، وسرعة نبض وحرارة. فان كان
22
.فى نفس الدماغ كان النبض مائلًا إلى الموجية. وان كان فى الحجب كان الألم أشد،
23
وكان النبض مائلًا إلى المنشارية. واما علامات الاورام البلغمية فنسيان وسبات،
24
وكثر الثقل، ونبض موجى، ورهل وتهبج. واما علامات الاورام السوداوية فسهر
25
ووسواس مع ثقل محسوس، وصلابة نبض. وقد تركنا مما يجب ان نذكر ههنا دلائل
26
ضعف الدماغ وقوته، وعلامات الخلط الغالب عليه، ودلائل امراضه الخاصية،
3-24
1
والتى تكون بالمشاركة تعويلًا على ما اوردناه من ذلك فى باب الصداع، فيتامل من هناك،
2
فانه مورد فى ذلك الموضع، ولينقل منه إلى سائر الأبواب.
3
|170vb26|فى قوانين العلاج
4
[انا] اذا اردنا ان نستفرغ مادة فان دلت الدلالة على ان معها دمًا وافرًا؛ وليس فى الدم
5
نقصان اى مادة كانت بدأنا بالفصد من القيفال، ومن عروق الرأس المذكورة فى باب
6
الفصد؛ مثل عرق الجبهة والانف، وعروق ناحية الاذن. ويجب ان يقع فصدها
7
فى خلاف جانب الوجع. فان كان الامر عظيمًا، والدم غالبًا فصدنا الوداج؛ وانما
8
نميل الى الفصد وان غلبت الاخلاط الاخرى ايضًا ونبدأ به؛ لان الفصد [استفراغ
9
مشترك للاخلاط فان كانت المادة دمًا فقط كفى الفصد] التام. وان كانت اخلاطًا
10
اخرى نظرنا، فان كان بشركة البدن كله استفرغنا البدن كله، ثم فصدنا الرأس وحده.
11
واستعملنا الاستفراغات التى تخصه. ولا نقدم عليها البتة الا بعد استفراغ البدن كله
12
[ان كان فى البدن خلط]. وذلك ان علمنا ان المادة فيه نضيجة، وذلك بمشاهدة
13
ما ينجلب منه ان لم يكن رقيقًا جدًا، او غليظًا جدًا.
14
وان كان المرض قد وافى المنتهى، وكنا قد تقدمنا بالانضاج بالمروخات
15
والنطولات، والضمادات المنضجة استفرغنا من الرأس خاصة بالغرغرة ان لم نخف
16
آفة فى الرئة، ولم تكن النوازل المستنزلة بالغرغرة من جنس خلط حاد لاذع، ولم يكن
17
الانسان قابلًا لامراض الرئة، وكان يمكنه الاحتراس من نزول شىء ردئ إلى الرئة،
18
أو كان حال الرأس اشد اهتمامًا به من حال الرئة. واستعملنا ايضًا المشمومات المفتحة
19
المعطسة، والسعوطات والنطولات لتجذب المواد من الرأس. وربما ضمدنا الرأس
20
بعد الحلق بأدوية مسهلة لحبس الخلط الذى فيه اذا لم نخف من تلك الضمادات افساد
21
مزاج، وكنا نثق ان المادة منضجة سهلة الاستفراغ. ومع هذا كله فيتوقى فى استفراغات
22
الاخلاط الباردة ان لا تسهل منها الرقيقة، وتحبس الغليظة.
23
وسبيل وصولنا إلى هذا الغرض ان نستفرغ بعد التليين بالملينات المنضجات.
24
فكلما استعملنا استفراغًا اتبعناه تليينًا، ونتوقى فى استفراغات الاخلاط الحادة التى يضطر
25
فيها لا محالة إلى أدوية حارة فى بعض الأوقات مثل الايارج والسقمونيا والتربد و
26
الاسطوخودس ان لا يبقى بعدها سوء مزاج حار؛ بل نجتهد فى ان لا يبقى بعدها ذلك. وذلك
27
بأن يتدارك الاسهال الكائن بها، والاستفراغ الواقع بالغرغرة، وغير ذلك تداركًا بالضمادات
28
المبردة؛ وان نتوقى استعمالها الا بعد ثقة ماخوذة من عادة المريض ان ما يشربه من ذلك
29
يسهله ويستفرغه، حتى لا يكون سقينا اياه سبيلًا لهلاك او فساد.
3-25
1
فان كانت الاخلاط غير نضيجة انضجنا اولًا كلًا بواجبه كما نذكر. فان كانت
2
الاخلاط متصعدة من جانب، او من البدن كله جذبنا إلى الخلاف؛ مثلًا ان كان من
3
اسافل <البدن>، او من البدن كله استعملنا الحقن والحمولات، وعصبنا الاطراف؛
4
خصوصًا الرجل. واستفرغنا العضو مثلًا ان كانت المعدة فبايارج فيقرا، او كان الطحال
5
فبما يخصه. وكذلك كل عضو، ودبرنا كلًا بحسب تدبيره الذى يخصه. فهذه قوانين
6
كلية فى امر المواد. واى مادة استفرغت وجدت بسببها سوء مزاج عالجناه بالضد. ومما
7
يشترك فيه المواد المختلفة فى الرأس من الرطوبات على مذهب اصحاب الكى. وان
8
يكوى حيث ينتهى السبابة والخنصر ممسوحًا من طرف الانف، او حيث ينتهى اليه
9
نصف خيط طوله من الاذن إلى الاذن، وليحلق الرأس اولًا.
10
ولنرجع الآن إلى التفصيل. اما الدم وان كان فى البدن كله، وكان حصل
11
فى الرأس مادة وافرة فصدت القيفال، وان كان بعد لم تحصل وهو فى الحصول فصدت.
12
الاكحل. وان خفت الحصول قبل ان ياخذ فى الحصول مثل ان يقع بسبب جذاب
13
للاخلاط حول الرأس من حر خارجى، أو ضربة، أو غير ذلك، فصدت الباسليق. وان
14
شئت ان تجذب اكثر من ذلك فصدت الصافن، وحجمت الساق فوق الكعب بشبر،
15
وفصدت عروق الرجل. وان كان بمشاركة عضو فصدت العرق المشترك لهما ان اردت
16
ان تستفرغ منهما جميعًا، وكانت المادة قارة.
17
وان اردت الجذب الى ناحية مع استفراغ العضو المشارك فصدت عرقًا يشارك
18
العضو المتقدم بالعلة، ويقع فى خلاف جهة الرأس. ثم اذا توجهت نحو الرأس وحده،
19
اوكان الدم من أول الامر وحده فيه، فما كان واقعًا فى الحجب الخارجة من القحف،
20
على ما سنذكره فى الامراض الجزئية. أو كان الوجع محسوسًا بقرب الشؤون واردت
21
علاجًا خفيفًا، فالحجامة عند النقرة. وان كان غائرًا، او كان لا يرجى انجذابه إلى خارج
22
القحف فصدت عرق الجبهة خاصة ان كان الوجع موخرًا.
23
وبعد اخراج الدم يتناول المستفرغات المتخذة من اهليلج وعصارات الفواكه
24
ان بقيت حاجة، ويستعمل الحقن. وان كانت العلة صعبة مثل سكتة دموية مثلًا فصدت
25
<وداج> من الاوداج. واما المنضجات فان كانت المادة بلغمية وسوداوية فامهات
26
الادوية التى تستعمل فى انضاجها هى ما فيه تلطيف وتقطيع وتحليل؛ مثل المرزنجوش،
27
وورق الغار، والشيح، والقيصوم، والاذخر، والبابونج، واكليل الملك، والشبث،
28
والبسفائج، والافثيمون ــ وهما اخص بالسوداوية ــ، وحاشا وزوفا، والفوذنج، و
29
السذاب، والبرنجاسف. وكل ما كتبناه فى جداول التحليل والانضاج من الأدوية
3-26
1
الحارة وان كان تحصيل التدبير فى البلغمى والسوداوى مختلفًا بما سنذكره. وهذه الأدوية
2
يجب ان تتصاعد فى درجاتها بمقدار المادة.
3
وإن كانت كثيرة الكمية، شديدة الكيفية جعلنا الادوية الحارة قوية حتى فى الدرجة
4
الرابعة؛ مثل العاقرقرحا، والافربيون، وغير ذلك؛ اللهم الا ان يخاف غليان المواد.
5
وذلك ان كانت كثيرة جدًا، وخفنا انها اذا سخنت ازداد حجمها، واوجب تمددًا، و
6
آلم او ورمًا فهنالك يجب ان نبدأ فنستفرغ منها شيئًا، ثم ناخذ فى انضاج الباقى. والاصوب
7
فى انضاج الاخلاط النية الفجة أن يكون العلاج والتضميد بأدوية معتدلة التسخين،
8
ويستعمل الهدو والتعصيب لينضج برفق. وان كانت قليلة الكمية، وكانت ضعيفة
9
الكيفية اقتصرنا من التى لا كثير تسخين فيها على اللطيفة <التى> فى الدرجة الأولى.
10
وان كانت متوسطة فعلى المتوسطة.
11
فاما ان كانت المادة سوداوية لم نقتصر على هذه الأدوية حتى لا يزيد فى التجفيف،
12
سيما ان كانت السوداء غير طبيعية؛ بل احتراقية؛ بل يحتاج فى انضاج المادة السوداوية
13
الى التليين والترطيب لا محالة، ثم يعقب بالمنضجات المحللة اللطيفة التحليل التى فى
14
الدرجة الثانية والثالثة. والاولى ان يجتمع الملينة المرطبة مع الحارة المقطعة المحللة.
15
واما المادة الحارة فانضاجها يجمع قوامها و"تفتيح مع ذلك وتقطيعه". وهذه هى
16
المبردات المرطبة التى فيها جلاء وغسل مثل ماء الشعير، ولبن الماعز الحليب.
17
ويجتنب اللبن من كان به ضعف قوة مع الصداع، والمنضجات التى بهذا الشرط.
18
ويستعمل المياه التى قد طبخ فيها اوراق الخلاف، والبنفسج، والنيلوفر، وعصا الراعى،
19
والبقول الباردة كلها المكتوبة فى جداولها من الادوية المفردة مخلوطة بشىء من الخل
20
ليغوصها، وينفذ قواها. فان كان فيها ادنى غلظ زيد البابونج والخطمى. وان كان
21
صاحب العلة به سهر واريد ان لا يسهر جعل فيها قشور الخشخاش.
22
واقول: ان الخل مشترك لجميع المواد؛ فان تبريده يمكن ان يكسر بادنى شىء،
23
ثم يبقى غوصه بالادوية، وتقطيعه هذا اذا استعمل فى المواد الباردة. واما فى انضاج
24
المواد الحارة فلا ايثار عليه.
25
والادهان الحارة كلها المذكورة فى انقراباذين المتخذ من الرياحين، والزهر،
26
والنبات داخلة فى انضاج المواد الباردة. فان كانت المواد شديدة البرد، أوكثيرة الكمية،
27
أو عسرة الانحلال فالادهان المتخذة بالصموغ الحارة، والافاوية القوية، ودهن البان
28
والزنبق والنرجس والسوسن والأقحوان والغار والمرزنجوش والناردين، أو زيت
29
طبخ فيه سذاب رطب، أو فوتنج، أو شبث رطب، أو بابونج رطب، أو ما اشبهه مما
3-27
1
لم يكن يذكر فى اقراباذين والنفط. واما دهن البلسان فللطفه ينحل بسرعة، فلا ينتفع به
2
فى الاطلية والمروخات انتفاعًا كثيرًا يليق بقوته. ونحن نقابل المادة بالاستفراغ، أو الجذب
3
الى الخلاف، او بهما جميعًا. والجذب إلى الخلاف هو الجذب إلى اليد والرجل.
4
ويعين عليه دلكهما بملح ودهن بنفسج، او دهن بابونج بحسب المزاج.
5
ومما يستعمل فيما نحن فيه الرياضة التى تحفظ فيها الرأس حتى لا يتحرك مع البدن،
6
وانما تتحرك الاسافل وحدها، وهى رياضة يكون الانسان فيها متعلقًا فى حبل، او
7
متدليًا من جدار، ويتماسك عليه اعالى بدنه، ولا يزال يحرك الرجل ويتبعها. وهذا
8
بعد الاستفراغ. ودلك الأطراف، وشدها من فوق الى اسفل من هذا القبيل؛ وخصوصًا
9
عند التغذية. وقد ينقى الرأس وحده بالرياضة الخفيفة كالدلك والغمز حتى المشط،
10
واستعمال الاراجيح من المنقيات الخاصة كما يفعل فى آخر ليثرغس.
11
واما الامر الجامع للتدبيرين جميعًا فالحقن والحمولات والمدرات والمعرقات
12
بحسب المادة والقوة، وكلها معدودة فى اقراباذين. وأما المسهلات التى يستفرغ
13
الرأس بشركة البدن فحب الايارج، وحب القوقاى، وحب اسطوخودس. وهذه هى
14
أوفق للاخلاط المحترقة التى الغالب عليها المرار. وفيها مع ذلك غلظ؛ بل هى
15
كالمشتركة للمرارية والبلغمية. وأقوى من ذلك كله نقيع الصبر المتخذ بماء الهندبا، و
16
خصوصًا الذى هو أقوى منه، وهو المكتوب فى الاقراباذين. او نقيع الايارج والقئ
17
بالسكنجبين مع بزر السرمق. واما طبيخ الاهليلج والاجاص والشاهترج، وشراب
18
الفواكه، وشراب البنفسج، وطبيخ الخيارشنبر، وما اشبه هذه مقواة بالسقمونيا وغيره
19
بحسب حال البدن، وخلوه عن الحمى، او كونه فيها بحسب السن والقوة وامثال هذه
20
فهى موافقة للاخلاط المرارية الرقيقة.
21
واما ايارج اركاغانيس، وايارج روفس، وايارج لوغاذيا، وايارج جالينوس،
22
والحب المتخذ من الحجر اللازورد، والخربق على ما نذكره موافق للاخلاط الغليظة
23
والسوداوية. وذلك كل ما وقع فيه اسطوخودس. ويصلح له ايضًا القىء بشرب السكنجبين،
24
وبزر الفجل، وشحم الحنظل مع سائر الأدوية المخرجة للاخلاط [الغليظة] اللزجة
25
مما حددنا وذكرنا. وسائر المركبات المفصلة فى اقراباذين على ان لها طبقات،
26
الاولى ما كان <منها> بايارج وتربذ وافثيمون وغاريقون وجندبادستر وما اشبهه، ثم
27
الحبوب الكبار، ثم الايارجات، ثم الخربقان، الاسود للسوداء، والابيض للبلغم مع حذر
28
وتقية، واللازورد والحجر الارمنى للسوداء بلا حذر ولا تقية. ويجب ان يبدأ من
29
الأضعف، ويتدرج حتى يعلم من حال العلة انها قد انقطعت.
30
واما المسهلات الرقيقة لتنقية الرأس فهى الشبيارات التى يتخذ منها حب كبار
31
ليفعل الوزن القليل الفعل الكافى باللبث، ولا يضر "لقلته تكريره"، وينام عليه لئلا تبطل
3-28
1
الحركة واليقظة فعله. وكان القانون والخميرة فيها الصبر والايارج، ثم يقع فيها
2
المصطكى لتقوية المعدة، ويقع فيها الهليلج ليمنع البخار الحاد الذى تولد فى المعدة
3
عن الرأس. فان اريد الاخلاط المرارية استعين فيها بالسقمونيا وما اشبهه. وربما كان
4
السقمونيا مع الصبريات المستعملة بسبب تنقية الدماغ نفسه او المعدة ان كان مرض
5
الدماغ بمشاركتها مانعًا لتسخينها المفرط لفضل مكثها، وتهييجها المقصر عن تمام
6
التنقية بما يعين على التنقية. فان اريد المعين فى اخراج الاخلاط البلغمية استعين بشحم
7
الحنظل مع الزنجبيل والتربذ والاسطوخودس. وان اريد الاخلاط السوداوية استعين
8
بالخربق القليل والأفثيمون والبسفائج وما أشبهه. وهى حبوب كثيرة بنسخ مختلفة تجدها
9
فى اقراباذين، وتعرف منافعها واخبارها هناك.
10
واما المنقيات الخاصة بالرأس فمن ذلك الغرغرات وكان المرى يستعمل فى
11
جميعها. فان كانت الاخلاط مرارية صرفة لم يستعمل فى تنقيتها الغرغرة خوفًا من نزولها
12
إلى الصدر. وقد اكتسبت فضل حدة من الادوية المنقية الحادة؛ فان المطلقة للصفراء
13
برفق ولطف واعتدال مزاج لا يوثر فى الغرغرة اثرًا كبيرًا. فان كان شىء من ذلك نافعًا
14
فالسكنجبين البزورى مع الهندباء وحده، والسكنجبين العنصلى، والسكنجبين المتخذ
15
بالسقمونيا، وماء اللبلاب، وماء الاجاص، وشراب البنفسج، والتمرهندى مع قليل
16
سقمونيا، وما جرى هذا المجرى.
17
واما ان كانت الأخلاط مرارية مع غلظ فالغرغرة تكون بالمرى والصبر، اوالايارج،
18
او السكنجبين البزورى العنصلى مع الايارج. ولك ان تقوى ذلك بالسقمونيا، وقليل
19
تربذ ولا تزيد على هذا. واما ان كانت الاخلاط الغليظة بلغمية فزد عليها شحم الحنظل
20
والزنجبيل والاسطوخودس وتربذ وايارج اركاغانيس وبوسطوس. وربما احتجت الى
21
ان تستعمل معها الخردل والعاقرقرحا والفلفل مع المصطكى تريد بذلك تقوية فعل الدواء
22
اذا كانت الاخلاط شديدة القوة. وكذلك ربما مضغت العاقرقرحا والفلفل والزنجبيل
23
والوج حتى الميويزج وما اشبهها. وقد تخلط بها الملطفات مثل الزوفا والدارصينى
24
والسليخة والصعتر وقشور اصل الكبر والفوذنج وما جرى مجراها.
25
وأما العطوسات فللاخلاط المرارية مثل بخار الخل المذاب فيه قليل سقمونيا،
26
وشم الفقاع الحامض الحاد، وللبلغمية الكندس والفلفل والبصل والثوم والحرف
27
والخردل والبزور الحارة وما يجرى مجراها. وقد يتخذ من هذه الادوية ضمادات،
3-29
1
ويتخذ منها اطلية على الاصداغ. فاما السعوطات فمنها ما يراد به التبريد والترطيب.
2
ومنها ما يراد به التحليل، ومنها ما يراد به التقوية. واذا استعملت السعوطات المحللة
3
القوية فتدرج فى استعمالها. واستعملها اول مرة بدهن الورد، او باللبن، او ما يجرى
4
مجراهما. وفى المرة الثانية بعصارة السلق ونحوها، وفى المرة الثالثة بماء المرزنجوش ونحوه.
5
فان كان مبدأ المادة والبخارات انما هو من المعدة فتامل جوهر الخلط الحاصل فى المعدة،
6
وتعرفه بما تعلم فى باب امراض المعدة واستفراغه.
7
واما اذا كانت المادة الراسبة بخارات ورياحًا مختنقة فيجب ان يحلها بماء
8
قد طبخ فيه الشيح والافثيمون والحاشا، والادوية المذكورة فى ابوابه. ويقطر ايضًا دهن
9
الياسمين والغار والمرزنجوش فى الاذن. واما اذا اردت ان تقوى جرم الدماغ، وتمنع
10
الاخلاط المرارية عن الصعود إليه من المعدة وما يليها، فيجب ان تطعمه الفواكه الحامضة،
11
وخاصة الرمان الحامض والتفاح والكمثرى والحصرم، وخصوصًا بعد الطعام.
12
واما معالجتك السدد فبالنطولات المفتحة دائمًا. ويجب ان يكون سكبها، و
13
سكب كل نطول يستعمل فى كل غرض سكبًا من مكان علو ليكون غوص قوتها
14
اكثر. والرأس منتصب ليقع على اليافوخ دون مؤخر الرأس والعظام الصلبة. ويكون
15
ايضًا بالمضوغات، وحبوب الشبيار، والادهان المحللة، وان كان سبب الالم
16
رياحًا فى المعدة نقيت ثم اعطيت دهن اللوز الحلو والمر بماء طبيخ الأصول والحلبة و
17
القردمانا وما أشبهه، او اعطيت دهن الخروع مع نقيع الصبر.
18
واما معالجتك الاورام الحارة فيجب ان تبتدئ فيها اولًا بما يدفع من المبردات
19
المذكورة مخلوطة بالخل وماء الورد؛ الا ان يكون هناك وجع شديد، وحينئذ فاجتنب الخل.
20
وينفع فيها استعمال دهن الورد مبردًا مقدارًا صالحًا غير مفرط، مضروبًا بالخل الكثير او
21
القليل فى الجبهة والرأس. وماء عنب الثعلب والفوفل والزعفران والصندل، وشياف
22
ماميثا، والطين الأرمنى، والعدس المقشر ونحو ذلك. ومياه قد طبخت فيها القوابض
23
الباردة. ومن الحارة القابضة القوية ما فيها تركيب ايضًا فى مزاجها بالبرد كالاثل. و
24
اجتنب الادوية الشديدة البرد المتخذة من مثل الخشخاش والافيون وغير ذلك؛ إلا عند
25
الحاجة الشديدة والوجع الشديد. والبابونج قد يكسر قوة المخدرات فى الأنطلة. والقئ
26
مما لا ينتفع به فى معالجات امراض الرأس؛ إلا ان تكون مشاركة مادة فى المعدة اصلح
27
وجوه دفعها القىء.
28
قال جالينوس: ليس حال الصداع فى شدة الحاجة إلى المخدرات حال القولنج؛
29
فان وجع القولنج قد يبلغ ان يقتل، ولا كذلك الصداع فى اكثر الامر. فان كانت المواد
3-30
1
شديدة الحدة استعملت ماء الفواكه المذكورة، ثم استعمل المنضجات المذكورة للمواد
2
الحادة، ثم تستعمل ما فيه ادنى تحليل مثل مياه قد طبخ فيها الحسك واصول الآس.
3
ومن الادهان دهن البابونج الطرى وحده، أو مخلوطًا بدهن الورد بحسب حدة
4
المرض، وقوام المادة، وقرب العهد من المنتهى وبعده من مياه قد طبخ فيها اصول الكرفس
5
والرازيانج والنخالة ببزورهما والحلبة والخطمى واكليل الملك والاقحوان الابيض.
6
ومن الادهان دهن الشبث ونحوه ايضًا، حتى ينتهى فيتحلل حينئذ. وايضًا ضمادات
7
متخذة من هذه. واما الاستفراغات الواجبة فيتقدم بها بحسب المادة. ويستعمل فى
8
تغذية صاحب [الورم] الصفراوى، وخاصة الاغذية الخفيفة والرطبة.
9
واما الاورام الباردة [فيبتدئ] فيها اولًا كما فى غيرها بالاستفراغ، ويستعمل
10
فيها ما يقع فيه دهن الخروع، ودهن اللوز المر، والفيقرا ونحو ذلك من اصناف الأشربة
11
المعروفة بمياه الأصول. ويقتصر من الرادعات فى ابتداءه على دهن الورد، ويخلط بها
12
الملطفات كالحاشا والفوتنج والجندبيدستر خاصة، ثم يستعمل العنصل وخله ضمادًا
13
أو غرغرة ان امكن ذلك. وربما سقوا من الجندبيدستر ثلثى مثقال، وخصوصًا لاصحاب
14
ليثرغس، ثم تستعمل المنضجات التى فيها ارخاء، وقليل تحليل ما ذكرناه، ثم بعد ذلك
15
وعند الانتهاء فليستعمل فى جميع الباردة والحارة المرخيات. ويكون المستعمل فى
16
الباردة المرخيات التامة، والمحللات القوية من المياه والضمادات والادهان.
17
واعلم ان جميع من يشكو علة مادية فى رأسه فانه يتضرر بالخمر. والابطاء فى الحمام
18
وجميع من به مرض فى حجب الدماغ فانه يتضرر بالماء البارد جدًا.
19
فاما معالجات سوء المزاج الحار وحده فبما فيه تبريد من البقول، والادهان الباردة
20
المبردة كدهن الورد والخلاف والنيلوفر والبنفسج. وخير ذلك [كله] دهن الورد، ودهن
21
حب القرع، ودهن بزر الخس، ودهن بزر الخشخاش. وربما استعملوا دهن بزر البنج
22
عند شدة الوجع. وخير هذه الادهان ما اصله زيت معتصر من زيتون إلى الفجاجة غير
23
مملح. وقد اكثر ورق ما يربى فيه وكان طريًا. واما البقول الباردة وما يجرى مجرى
24
البقول فانت تعرفها كلها؛ وهى مثل الخس والبقلة الحمقاء وجرادة القرع وما اشبه
25
ذلك. وايضًا ورق الخلاف، وورق النيلوفر، وعنب الثعلب، وعصا الراعى وحى العالم،
26
او ماء الخيار والقرع، وسويق الشعير مع الخل، وماء الورد والكافور والصندل،
3-31
1
و"القاقيا الملخلخة" بدهن الورد وبالخل. ولا يتجاوز ذلك إلى ما فيه تخدير واخماد
2
للروح إلا لضرورة شديدة.
3
قالوا: ولا يجب ان يكون الخل شديد الحدة، أو الخمرية فان فيه ضررًا. ومن ذلك
4
لعاب بزر القطونا بالخل وماء الكزبرة واوراقها. ويجب ان يجنب هذه الاضمدة والاطلية
5
مؤخر الدماغ الذى هو منشاء العصب؛ فان هذه الأشياء انما تنفع الدماغ من طريق الشان
6
الذى فى اليافوخ وهو الشان الاكليلى. واما [من] طريق الخلف فلا يصل إلى صميم
7
الدماغ، ويفسد منابت الاعصاب.
8
وايضًا مما يعالجون به ان يتشمموا الروائح الباردة <الطيبة>، ويستعطون بمثل
9
هذه الادهان والعصارات. ويجعل الاغذية من العدس والمج ــ وهو الماش ــ والكشك
10
والاسفاناخ والقطف والطفشيل وما اشبه ذلك. ويفرش هذه البقول والاوراق فى مسكنه
11
حتى يكون فى بيت بارد مفروشًا فيه الأغصان المبردة. وقد امر فيما امر فيها الشاهسفرم
12
وفاغية الحناء. واظن ان الأصوب ان يكون القريب منه من الشاهسفرم <شاهسفرم>
13
مرشوش بالماء البارد. وكذلك ينفعه تقريب الفواكه الباردة، والجمد، والمياه الغزيرة. فان لم
14
يجد مع الحرارة يبوسة بل رطوبة بلا مادة فهذا قليل جدًا فى امراض الدماغ. واجعل الاطلية
15
من مياه الفواكه التى فيها قبض كما ذكرنا، ولا سيما فى ابتداء الاورام الحارة. وجميع
16
هؤلاء يجب ان يمنعوا الحركات النفسانية الباطنة، وترديد الحدقة فى الملامح ويجنبوا
17
النظر فى التباريق والتزاويق؛ وكذلك يخفف عن اسماعهم.
18
واما ان كان سوء المزاج باردًا فاستعمل الضمادات، والمياه المتخذة من الادوية
19
الحارة المذكورة، والادهان المذكورة خاصة دهن السذاب المسخن. وان احتيج فيه
20
إلى زيادة تقوية خلط به فربيون. وكذلك دهن الغار والمرزنجوش ونحوها. وان كان
21
مع ذلك سوداويًا، وكان سوداءً طبيعيًا، او بلغميًا، فسخنه مع ترطيب. واما ان كان احتراقيًا
22
فاجتنب كل ما يجفف او يسخن، واقتصر على المرطبات من الالبان، والادهان، و
23
النطولات، والاضمدة، والأغذية. فان كان مع البرد يبس جمعت ايضًا بين الترطيب
24
والتسخين. وان كان مع البرد رطوبة استعملت الغرغرات المذكورة، والادوية التى فيها
25
نشف مع الحرارة مما ذكر لك فى الجداول.
26
ويجب ان تعلم ان السيالات تستعمل على الرأس قطرًا على ما ذكرناه. وتستعمل
27
[حبسًا] فى محبس من عجين، او من صوف مبلول يكلل به الرأس، ويكون مصبها
3-32
1
مما يلى المقدم من اليافوخ. وما كان منها لبنًا فيجب ان لا يترك عليه اللطخ منه،
2
بل يغسل ولا يترك نفسه فى المحبس الاكليلى مدة كثيرة، بل يجدد؛ فانه سريع التعفن.
3
واجود ذلك ان يستعمل بعد الحلق. وكذلك جميع الضمادات والمروخات. واذا غذوت
4
اصحاب امراض الرأس المادية فادلك الاطراف، وخفف جانب الرأس، وقوه
5
بالرادعات [ثم اغذيه حسب ما ترى من كمية المادة وكيفيتها. وقس على ذلك نظائره].
6
|173rb1|المقالة الثانية
7
فى اوجاع الرأس وهى اصناف الصداع
8
|173rb3|فصل كلام كلى فى الصداع
9
الصداع ألم فى اعضاء الرأس. وكل الم فسببه تغير مزاج [دفعة] و
10
اختلافه، او تفرق اتصال، او اجتماعهما جميعًا. وتغير المزاج هو احد [الاسباب]
11
الستة عشر المعروفة وان كان الرطب هو غير موثر ألمًا إلا ان يكون مع مادة
12
تتحرك فتفرق الاتصال. وتفرق الاتصال معلوم. واصنافه بحسب أسبابه معلومة و
13
"اجتماع سببى'' الالم معًا يكون فى الاورام. والاورام ــ كما علمت ــ معدودة الاصناف،
14
واصنافها اربعة. وجميع ذلك قد يكون فى جوهر الدماغ نفسه. وقد يكون فى الحجاب
15
المطيف به. وقد يكون فى الحجابين المطيفين به. وقد يكون فى العروق. وقد يكون
16
فى الاغشية الخارجة عن القحف لما بينها من العلائق المعروفة فى التشريح الموصوف.
17
وقد يكون السبب الموذى لأى هذه الاعضاء كان ثابتًا فى العضو نفسه. وقد يكون
18
بمشاركة غيره له إما عضو يصل بينه وبين اعضاء الرأس، واشجة العصب؛ مثل المعدة
19
والرحم والحجاب، واعضاء اخرى ان كانت؛ او عضو يصل بينه وبين الدماغ،
20
واشجة العروق من الأوردة والشرايين؛ مثل القلب والكبد والطحال. واما عضو
21
يجاوره مجاورة أخرى؛ مثل الرئة الموضوعة تحته فيودى إليه آفة.
22
وإما عضو مشارك لعضو من جهة، وللدماغ من جهة أخرى؛ مثل مشاركته للكلية
23
فى أوجاعها. وإما بمشاركة البدن كله كما يكون فى الحميات. وما كان بمشاركة
24
فقد يكون بأدوار ونوائب بحسب ادوار ونوائب السبب الذى فى العضو المشارك؛ مثل
3-33
1
ما يكون بمشاركة المعدة اذا كان لانصباب المواد المرارية، او غيرها اليها ادوار وميل ما
2
يكون مع ادوار تزيد أصناف الحميات.
3
والصداع فقد ينقسم من جهة أخرى: فان منه ما سببه صنف من الاسباب
4
البادية، مثل صداع الخمار ما دام صداع خمار، و"لم يرسخ لرسوخ" سبب ازيد من ذلك
5
متولد من ذلك، ومثل صداع [من] اكل شىء حار مثل الثوم وغيره. ومنه ما سببه سابق
6
قد وصل فهو لابث فيلبث هو لا جله، وربما كان عرضًا، ثم صار مرضًا. واذا بقى مرضًا
7
بعد الحميات الحادة انذر بعلل دماغية، ودل على عجز الطبيعة عن دفع المادة بالكمال
8
برعاف او غيره. ومن العلل التى ينذر بها سبات وسكات وجنون، او استرخاء،
9
او صمم بحسب جوهر المادة وبحسب حركتها.
10
والصداع قد ينقسم من جهة مواضعه؛ فانه ربما كان فى احد شقى الرأس. وما
11
كان من ذلك معتادًا [لازمًا] سمى شقيقة. وربما كان فى مقدم الرأس. وربما كان فى
12
مؤخر الرأس. وربما كان محيطًا بالرأس كله. وما كان من ذلك معتادًا لازمًا فانها تسمى
13
بيضة وخوذة تشبيهًا ببيضة السلاح الذى يشتمل على الرأس كله. والصداع قد يختلف
14
ايضًا بالشدة والتوسط والضعف. فمن الصداع ما هو شديد جدًا حتى انه اذا صادف
15
يافوخ صبى لين العظام فرقه وصدع درزه. ومنه ما هو ضعيف مثل اكثر ما يكون فى
16
ليثرغس. ومن الضعيف ما هو لازم. ومنه ما هو غير لازم. وربما كان الصداع الذى
17
سببه ضعيف يعرض لبعض دون بعض؛ فيعرض لمن حس دماغه قوى، ولا يعرض لمن
18
حس دماغه ضعيف. وبالجملة فان من هو قوى حس الدماغ ممنو بالتصدع من كل سبب
19
مصدع وان ضعف. وبالجملة فان الدماغ يكون سريع القبول للمصدعات إما لضعفه،
20
وقد عرف فى الكليات ان الضعف تابع لسوء مزاج. وإما لقوة حسه فيتاذى عن كل سبب
21
وان خف.
22
وايضًا فان من الصداع ما لا اعراض له. ومنه ما يودى الى اعراض تختص
23
بنواحى الرأس، مثل ان "يحدث من شدة الوجع ورمًا" فى نواحى الرأس. ومنه ما يودى الى
24
اعراض تتعدى الى اعضاء اخرى، مثل ان يتادى اذاه واضراره، اوايرامه إلى اصول
25
الاعصاب، فيحدث التشنج. أو يتعدى من ذلك شىء إلى المعدة فيحدث سقوط الشهوة،
26
والفواق، والغثيان، وضعف الهضم، ونحو ذلك.
27
واعلم أن الصداع المزمن إما ان يكون لبلغم، أو لسوداء، او ضعف رأس،
3-34
1
او ورم صلب مبتدأ، أو حار قد صلب وهو الكثير. والصداع وجميع الامراض
2
قد تختلف. فربما كان المرض مسلمًا. والمسلم هو الذى لا مانع عن تدبيره بما يجب له فى
3
نفسه. ومنه ما ليس بمسلم بل هو ذو قرينة ربما منعت عن تدبيره بالواجب؛ مثل ان يكون صداع
4
ونزلة، فتعارض النزلة الصداع فى واجبه من التدبير.
5
والصداع ايضًا قد ينقسم باعتبار آخر فان من الصداع ما يعرض أحيانًا لصحيح
6
لا علة به. ومنه ما [انها] يعرض لذى أورام وأوصاب. ومن الابدان ابدان مستعدة
7
للصداع، وهى الابدان الضعيفة الرؤس الضعيفة الاعضاء الهاضمة، فيتولد فيها بخار كثير، و
8
ينصب إلى معدهم اخلاط مرارية فيصدع.
9
وايضًا فان من المتناولات أشياء مصدعة قد ذكرت فى جداول الادوية المفردة.
10
وجميع الافاوية مصدعة، خصوصًا السليخة والقسط والزعفران والدارصينى والحماما.
11
وجميع المبخرات مصدعة حارة كانت أو باردة؛ لكنها إذا تعاقبت تدافعت، اعنى اذا
12
كان قد تقدم ما آذى بحرارة بخاره، فعقبه ما يبخر بخارًا باردًا وبالعكس. وأما اذا كان
13
الأذى ليس بالكيفية وحدها بل بالكمية، ولا ينفع تعاقبها بل يضر. وقد يكثر الصداع
14
البارد الاحتقانى فى الشتاء. واذا كان الصيف شماليًا قليل المطر، وكان الخريف
15
جنوبيًا مطيرًا كثر الصداع فى الشتاء. وكثيرًا ما يكون الصداع بسبب تأدية الشريان البخارات
16
الخبيثة إلى الرأس.
17
|173vb3|فصل فى اصناف الصداع الكائن من سوء مزاج
18
فلنأت بكلام يفصل كل واحد من هذه الجمل. وهذا هو التفصيل الأول فنقول:.
19
أما الجملة المزاجية فان المزاج الحار، والمزاج البارد، والمزاج اليابس قد يحدث
20
عنها الآلام على نحو ما علمنا فى الأصول الكلية وان كان الحال فى المزاج اليابس
21
على ما علمت من انه قليل التاثير للالم. والمزاج الرطب بما هو مزاج رطب
22
فليس بمولم؛ الا ان يكون هناك مادة رطبة مولمة من جهة تبخير، او إحداث ريح
23
تفعل تفرق الاتصال. والحار اليابس والبارد اليابس يولمان بالكيفيتين، ويولمان ايضًا
24
بالحركة المفرقة للاتصال. واما الحار الرطب [والبارد الرطب] فلا يولمان الا من حيث هما
25
حار وبارد، لا من حيث هما رطبان الا على الجهة المذكورة.
26
والمزاج الحار إما ان يكون سببه مادة حارة دموية، أو صفراوية، أو مركبة محتدة
27
ملتهبة تفعل بكيفيتها التاثير. وإما ان يكون سببه ريحًا او بخارًا حارًا. وإما ان يكون
28
سببه حركة مسخنة بدنية او نفسانية على ما علمت من اقسامها فى الاصول الكلية، او يكون
3-35
1
سببه مثل ملاقاة نار او احراق شمس أو تناول غذاء أو دواء مسخن او مجاورة اعضاء
2
قد سخنت ومشاركتها. واسباب المزاج البارد المصدع مقابلات هذه مما اليك عدها.
3
واسباب اليابس إما مجففات من خارج بالتحليل والاحراق كالسمائم والاضمدة
4
الحارة. او مجمدات طبيعية، أو عارضة، بغتة وغير بغتة، تمنع الغذاء من ان ينفذ إلى
5
الرأس فيجف اعضاءه لانقطاع الشرب، وتحليل الرطوبة الأصلية؛ او مجففات من داخل
6
بتحليلها، أو باستفراغها، أو بان قوتها مجففة، و ان الغذاء الكائن منها يابس، أو قليل
7
الرطوبة، أو مجاورة اعضاء قد يبست ومشاركتها. والحركات النفسانية والبدنية المفرطة
8
مجففات بطريق الاستفراغ والتحليل. وكذلك الجماع والادرار والنزف والرياضة القوية.
9
والاستفراغات منها استفراغات فى اعضاء غير اعضاء الرأس يشاركها الرأس مثل الاستفراغات
10
الكلية من البدن كله، أو الاستفراغات الجزئية من عضو دون عضو. ومنها استفراغات
11
فى اعضاء الرأس مثل الزكام والنزلة والرعاف. واصناف التحلب المكتسب بالسعوطات
12
والعطوسات والغراغر. ومن اسباب اليبوسة انقطاع مواد الرطوبة وان لم يكن باستفراغ
13
مثل الصيام، وترك الطعام وفقدانه.
14
|173vb52|فصل فى اصناف الصداع الكائن بسبب تفرق الاتصال
15
تفرق الاتصال قد يعرض فى حجب الدماغ. وقد يعرض فى جوهره. و
16
قد يعرض فى العروق فتنفتق. وربما كان ــ كما تعلم ــ من حركة البخارات والرياح
17
ابتداء أو لسدة. وربما كان لخلط اكال. وربما كان من ضربة، أوسقطة،
18
أو قطع من خارج. والذى يكون من داخل فربما لم يلتحم، وبقى قرحة
19
توذى الرأس، وتديم التصديع. والضربة والسقطة ربما كانت خفيفة المؤنة فتعالج.
20
وربما بلغت ان يتقلقل لها الدماغ ويتهلهل. وقد ذكر بعض اطباء الهند: انه ربما كان
21
السبب فى الصداع دودًا يتولد فى نواحى الرأس فتوذى بحركتها وتمزيقها واكلها. و
22
قد استبعد هذا قوم، وليس بالواجب ان يستبعد؛ فان الدود كثيرًا ما يتولد فيما بين مقدم الرأس
23
وأعلى الخياشيم، فيجوز ان يتولد عند الحجب وان كان فى الندرة.
24
|174ra12|تفصيل انواع الصداع الكائن عن اورام
25
الورم الذى يحدث عنه الصداع ربما كان فى حجب الدماغ. وربما كان حارًا و
26
يسمى سرسامًا حارًا. وربما كان باردًا ويسمى ليثرغس اى النسيان. وربما كان مركبًا و
3-36
1
يسمى حال صاحبه السبات السهرى. وربما كان صلبًا. وقد يكون فى نفس الدماغ و
2
جوهره فيكون اما حارًا فلغمونيًا أو حمرة. وإما باردًا، وتفصيل جميع ذلك مما ياتيك به
3
عن قريب. وهذه كثيرًا ما تنحل بان يخرج من الرأس فى الاذن وغيره قيح أو صديد،
4
أو مادة مائية.
5
|174ra24|فصل فى كيفية عروض الصداع من المواد
6
نقول: ان المواد يكون سببًا للصداع إما بالذات وإما بالعرض. والذى بالذات
7
فبأن يغير المزاج او يفرق الاتصال. وانما يتغير المزاج بالذات على وجهين إما
8
بالمجاورة وإما بالتخليف. أما [الذى] بالمجاورة فان يكون الخلط المخالط حارًا
9
أو باردًا، "فيسخن <تبريدًا> اويبرد تسخينًا وتبريدًا". فاذا فارق الخلط مما
10
خالطه فنى وتلاشى، ولم يلبث لبثًا يعتد به. وأما الذى بالتخليف فان يكون الخلط
11
قد ارسخ الأثر وثبته. فانه فارق باستفراغ وتحلل بقيت الكيفية راسخة. واما كونها سببًا
12
للصداع بالذات على سبيل تفرق الاتصال فبحركتها ونفوذها و بلذعها وتأكلها واكثر
13
ما يصدع بالتحريك أن يهيج رياحًا واكثر ما يفعل ذلك مواد باردة ضربتها حرارة طارية او
14
اغذية ريحية مخالطة بحرارة. واما اللذاعة الاكالة فهى الاخلاط الحادة.
15
واما الصداع الكائن عنها بالعرض فاذا حدثت سدة ورمية أو غير ورمية. و السدة
16
يتبعها تغير المزاج كما علمت، ويتبعها تفرق الاتصال. وذلك لان المواد التى تحركها
17
الطبيعة فى البدن إما على سبيل نفض، أو على سبيل "تمييز وقسمة" غذاءً فانما يحركها
18
فى منافذ طبيعية اذا سدت منعت، واذا منعت قاومت. والمقاومة توجب التمديد،
19
والتمديد يوجب تفرق الاتصال.
20
والسدد قد يعرض فى جوهر الدماغ. وقد يحدث فى الاوردة التى فيه. و
21
قد يحدث فى شرايينه. وقد يحدث فى ذينك من حجبه. فالسدة تعرض عن الاخلاط
22
إما للزوجتها، وإما لغلظها، و إما لكثرتها. واللزوجة لاتصادف إلا فى البلغم،
23
والغلظ ايضًا فى البلغم والسوداء. والبلغم يسد باللزوجة وبالكثرة وبالغلظ. و
24
السوداء بالغلظ والكثرة. والصفراء يسد بالكثرة، وكذلك الدم. والصداع البحرانى يكون
25
من قبيل الصداع الذى سببه تحريك طبيعى على سبيل النفض. والصداع الذى يكون بعقب
26
انهضام الطعام من قبيل الصداع الذى يكون سببه تحريك طبيعى على سبيل التمييز.
3-37
1
واما حصول المادة الموذية فى العضو فيجب ان تتذكره فى باب الاصول الكلية بعد
2
ان تعلم انها إما ان تكون متقادمة الحصول والاحتباس، وإما ان تكون غذائية، اى
3
تولدت فى الوقت عن غذاء تولد كيموس ردئ فى جوهره، أو كيفيته لفساد فى نفس الغذاء،
4
أو ترتيبه، أو قدره، أو هضمه، أو سائر وجوه فساده المذكورة فى بابه. فمن هذا القبيل
5
صداع اكل الثوم والبصل والخردل. وصداع الخمار، وصداع من تناول الباردات،
6
وحركات المواد فى الاعضاء يجب ان تتذكرها من الاصول الكلية.
7
والريح من جملة المواد المصدعة ويصدع بالتمديد. وذلك اذا ضاق عليه منفذ
8
طبيعى قد خلق أضيق مما ينبغى له فى وقته، أو طلبت ان تحدث منفذًا غير طبيعى. و
9
البخار ايضًا من جملة ذلك فيفعل إما بكيفيته، وإما لمزاحمة الاخلاط فى الامكنة
10
فيحركها. والرياح والبخارات قد تتولد فى البدن وفى الدماغ نفسه. وقد يستنشق من
11
خارج، أوياتى من جهات المسام، ثم يحتقن فى الدماغ فيصدع. ومن هذا القبيل
12
صداع النتن وصداع الطيب. واعلم ان الرياح البلغمية و البخارات البلغمية ثقيلة
13
بطيئة الحركة محتبسة. والسوداوية موحشة ثابتة اقل كمًا واردأ كيفًا. والاخلاط الحادة
14
لا تهيج رياحًا بل ابخرة. والابخرة الدموية عذبة اقل الابخرة ضررًا بكيفيتها بل اكثر بكميتها.
15
والصفراوية حادة ملتهبة.
16
|174rb42|فصل فى اصناف الصداع الكائن بالمشاركة
17
الصداع الكائن بالمشاركة منه ما هو بمشاركة مطلقة، ومنه ما هو بمشاركة غير
18
مطلقة. والمشاركة المطلقة هو ان لا يتادى إلى ناحية الدماغ من العضو المشارك شىء
19
جسمانى البتة إلا نفس الأذى. واما المشاركة غير المطلقة فأن يتأدى الى جرهر الدماغ
20
من ذلك العضو مادة خلطية او بخارية. ومن القسم الأول اصناف الصداع الكائن
21
فى التشنج والكزاز والتمدد، ورياح الافرسة، وأوجاع المفاصل، ومثل ما يكون
22
فى النقرس وعرق النساء القويين. وربما "كان المتادى" من الكيفيات المشاركة
23
كيفية ساذجة من الكيفيات الطبيعية، أو كيفية غريبة لا تنسب إلى حر أوبرد، مثل الكيفيات
24
السمية. فربما يكون فى بعض الاعضاء خلط سمى ردئ الجوهر فيتادى كيفيته، و ربما كان
25
المودى من المواد مواد غير غريبة فى طبايعها، وانما آذت باستبداد كيفياتها او تزايد
26
كمياتها. وربما كان المودى مادة غريبة تولدت فى بعض الاعضاء تولدًا غريبًا فاسدًا؛ كما
27
يكون فى اختناق الرحم أو يكون لمن طال عهده بالجماع؛ أو حدث فى مراقه خلط ردئ،
28
او فى شىء من اطرافه.
3-38
1
وربما صارت الكيفية الموذية المتادية سببًا لحصول مادة موذية ايضًا. وذلك على
2
وجهين: احدهما ان تفسد تلك الكيفية ما تجده فى نواحى الدماغ من المواد الجيدة واما
3
ما يتأدى اليها من الغذاء الجيد. والثانى ان تجعل الدماغ قابلًا للمواد الرديئة. وهذا القبول على
4
وجهين: أحدهما قبول عن جذب منه مثل ان يسخن منه الدماغ فيجذب إليه بالسخونة المواد
5
والثانى قبول عن ضعف مقاومة وقد علمت فى الأصول ان العضو اذا ضعف قبل ما
6
يصير إليه من المواد المشاركة التى تكون مع البدن كله ''إما لكيفية فاشية فى البدن كله،
7
وإما لمادة فاشية فى البدن كله كما تكون فى الحميات، والصداع البحرانى من قبيله''.
8
واذا اشتد الصداع فى الحميات الحادة كان اشتداده علامة رديئة بل قتالة اذا قارنت
9
سائر العلامات الرديئة. فان انفرد دل على بحران برعاف. وربما دل على بحران بقىء.
10
والأعضاء المشاركة للرأس اولها وأولاها المعدة؛ فانه قد يفضل فى المعدة اخلاط،
11
اويتولد فيها، اوينصب اليها مرار على أدوار وعلى غير ادوار، او يكون خلقة المرارة بحيث
12
ينصب المرار من وعاءه الغليظ دون الرقيق إلى المعدة على ما شرحناه فى بابه، أو يحتبس
13
فيها رياح، اويتصعد منها أبخرة فيكون صداع. والخمار يصدع بالتبخير ويسرع إليه البرد
14
لتخلخل اطرافه. والرحم مما يشاركه الدماغ مشاركة قوية؛ والمراق ايضًا، والكبد و
15
الطحال والحجاب والكلية والاطراف كلها وناحية الظهر. واول ما يشارك الدماغ ما
16
يطيف به من الغشاء المجلل للقحف. وكثيرًا ما يكون صداع المشاركة عند انتقال المادة
17
من اورام الأعضاء الباطنة المشاركة اذا تحركت الى فوق.
18
|174va47|قول كلى فى العلامات الدالة على أصناف الصداع وانواعه
19
اما الصداع الكائن عن الأسباب الكائنة من خارج مثل ضربة اوسقطة، وملاقاة
20
أشياء حارة أو باردة، أوسمائم مجففة، اورياح ذفرة طيبة أو منتنة، اواحتقان رياح فى الأنف و
21
الاذن. والاستدلال عليها من وجودها وان غفل عنها رجع الى آثارها، فاشتغل بالاستدلال
22
منها على نحو ما نبين. والذى يكون عن ضعف الدماغ فيدل عليه هيجانه مع ادنى سبب و
23
مع كدورة الحواس ووجود الآفة فى الافعال الدماغية. والذى يكون عن قوة حس الدماغ
24
فيدل عليه سرعة الانفعال ايضًا عن ادنى سبب محسوس فى الدماغ من الاصوات و
25
المشمومات وغيرها لكن الحس يكون ذكيًا والمجارى نقية وافعال الدماغ غير ماؤفة.
26
واما الكائن عن الاسباب المادية كلها فيشترك فى الثقل الموجود ورطوبة المنخر.
27
واذا كانت المادة حارة كان مع الثقل حمرة وحرارة، وخصوصًا فيما هو من المواد اغلظ
3-39
1
وربما صحبها ضربان. وأما رطوبة المنخر فقد تقل اذا كانت المواد غليظة. ولا يكون
2
يبس الخياشيم فى مثل ذلك الصداع دليلًا على عدم المواد اذا صحبه ثقل. والصفراوى
3
يختص باللذع والحرقة الشديدة، والنخس. ويكون ذلك فيه أشد مما فى غيره مع يبس
4
الخياشيم، والعطش، والسهر، وصفرة اللون، ويكون الثقل فيه أقل. والبارد قد يدل
5
عليه البرد والازمان واللون فان كان ذلك الإمتلاء عن تخمة دل عليها ذهاب الشهوة و
6
الكسل. والمواد الرطبة باردة كانت أو حارة فقد يدل عليها السبات. والبلغمى والسوداوى
7
لا يولمان جدًا. والمواد اليابسة يقل معها الثقل ويكثر السهر والباردة تخلو عن الالتهاب
8
ويكثر معها الفكر الفاسد ويكمد اللون.
9
وقد يستدل على كل خلط بلون الوجه والعين. وربما اختلف ذلك فى القليل.
10
والسبب فى ذلك إما اندفاع من الخلط الملتهب فى العمق او احتقان فيه. وإما انجذاب
11
من مواد حادة غير المواد الموجعة الباردة إلى ناحية العينين والوجه بسبب الوجع؛ فان
12
الوجع اذا حل فى عضو جذب إليه وإلى ما يجاوره. واكثر ما ينجذب فى مثل هذه
13
الحال إلى العضو هو الدم. وقد ينجذب غيره احيانًا.
14
واما الكائن عن الرياح فيقل معها الثقل، ويكثر معها التمدد. وربما كان مع نخس.
15
وربما كان لتأكل، ولا يكون فى الريحى ثقل. وقد يدل على الريحى والبخارى الدوى
16
والطنين. وربما در معه الأوداج كثيرًا. وقد يكثر معها الانتقال، اعنى انتقال الوجع
17
من موضع إلى موضع. واذا كثر البخار اشتد ضربان الشرايين، وخيل تخيلات فاسدة،
18
وصحبه سدر ودوار.
19
وأما الكائن عن امزجة ساذجة فعلاماته الاحساس بتلك الامزجة مع عدم ثقل،
20
ومع يبس الخياشيم؛ فان يبس الخياشيم دليل مناسب لهذا. اما الحارة فيحس العليل
21
نفسه. ويحس لامس رأسه حرارة والتهابًا، ويكون هناك حمرة عين، وينتفع بالمبردات
22
والبرد. وأما الباردة فيكون الأمر فيها بالضد، ولا يكون فى وجوههم نحافة الهزال، ولا حمرة
23
اللون، ولا يكون الوجع مفرطًا وان كان مزمنًا. واما اليابسة فيدل عليها تقدم استفراغات،
24
اورياضات، أو سهر كثير، أو جماع كثير، أو غموم. ويكون من شانها ان تزداد مع تكرر
25
شىء من هذه.
26
واما الكائنة بالمشاركة فان تحدث وتبطل، وتشتد وتضعف بحسب ما يحدث
27
بالعضو المشارك من الالم، اويبطل أو يشتد أو يضعف. وان لم يكن بمشاركة كان فى
3-40
1
سائر افعال الدماغ آفة كظلمة فى العين، وسبات وثقل دائم مع صلاح حال سائر الاعضاء.
2
واذا كانت الآفة فى نفس حجب الدماغ وكانت قوية دل على [ذلك] تادى الالم إلى
3
اصول العينين. وان كانت الآفة فى الغشاء الخارج، أو فى موضع آخر لم يتأد الالم إلى
4
العينين، واوجع مس جلدة الرأس.
5
والكائن بمشاركة المعدة فيدل عليه وجود كرب وغثى، أو قلة شهوة أو بطلانها،
6
أو رداءة هضم او قلته، او بطلانه بعد وجود الدليل السابق. واذا كان السبب <السابق>
7
انصباب مرار إليها اشتد على الخوى وعلى النوم ريقًا. وربما كان الصداع بسبب فى الدماغ
8
فاوجب فى المعدة هذه الأحوال والآفات على سبيل مشاركة من المعدة للدماغ، لا على
9
سبيل ابتداء من المعدة، ومشاركة من الدماغ، فيجب أن يتثبت فى مثل هذا، وتتعرف
10
حال كل واحد من العضوين فى نفسه، فيحدس السابق من المسبوق.
11
ومما يدل على ذلك فى المعدة خاصة اختلاف الحال فى الهضم وغير الهضم،
12
واختلاف الحال فى الخوى والامتلاء؛ فان الم المعدة <خاصة> ان كان من صفراء هاج
13
على الخوى، وان كان من خلط بارد كان فى الخوى أقل ويسكنه الجوع. وربما هيج
14
الجوع منه بخارًا فآذى؛ لكنه مع ذلك لا يسكنه الأكل تمام التسكين فى اكثر الامر. وربما
15
سكنه فى الندرة؛ لكن الالتهاب والحرقة والجشاء يفرق بينهما. وأنت ستعرف دلائل
16
الجشاء فى موضعه. وكذلك يفرق بينهما سائر العلامات التى تذكر فى باب المعدة. وقد يدل
17
على ذلك ما يخرج بالقىء. ويدل عليه اختلاف الحال فى الصداع بحسب اختلاف
18
حال ما يرد على المعدة. وكثير من الناس ينصب إلى معدهم مرار بادوار. فاذا هاج
19
الصداع وأكلوا شيئًا سكن، فيكون ذلك دليلًا على أنه بمشاركة المعدة. ولذلك يسكن
20
ان قذفوا مرارًا ويدل ذلك الدليل.
21
وقد يستدل عليه من جهة الالم؛ فان الذى بمشاركة المعدة اكثره يبتدئ فى الجزء
22
المقدم من اليافوخ. وربما كان مائلًا إلى وسط اليافوخ، ثم قد ينزل. والذى يكون من
23
الكبد يكون مائلًا إلى الجانب الأيمن. والذى يكون من الطحال يكون مائلًا إلى الجانب
24
الأيسر. والذى هو بسبب المراق يكون مائلًا إلى قدام جدًا. والذى يكون بسبب الرحم
25
يكون فى حاق اليافوخ، ويكون اكثره مع ولادة، او إسقاط، او احتباس طمث او قلته.
26
وأما علامة ما يدعى من صداع يتولد عن دود قال الهندى: وعلامة الصداع
27
الكاتن من الدود أن يكون <إلى> اكال شديد، ونتن رائحة، واشتداد الصداع مع الحركة،
28
وسكونه مع السكون. والذى يكون من الكلية واعضاء الصلب فيكون مائلًا إلى خلف
29
جدًا. والذى بمشاركة الأوجاع الحادثة فى اعضاء أخر فيكون مع هيجانها واشتدادها.
3-41
1
والذى يكون مع الحميات والبحرانات فيكون معها، ويسكن معها، ويضعف بسكونها
2
وضعفها.
3
وقد يدل عليه ابيضاض البول مع شدة الحمى لميل الاخلاط المرارية إلى فوق.
4
وكثيرًا ما تكون الأشياء الملطفة سببًا للصداع بما يفتح من طريق الابخرة إلى الدماغ وان
5
كانت غير حارة مثل السكنجبين. وكذلك حال الشقيقة. والتدبير اللطيف ضار لمن
6
صداعه يوجب ''العلاج المغلظ للمرار''. وربما زاد الصداع فى نفسه لشده وجعه، فيجلب
7
شدة وجعه مزيدًا فيه.
8
|175rb25|العلامات المنذرة بالصداع فى الأمراض
9
البول الشبيه بابوال الحمير يدل على أن الصداع كان فانحل، أو هو كائن، أو
10
سيكون. وكذلك ابيضاض البول ورقته فى الحميات. وأوقات البحران تدل على انتقال
11
المواد إلى الرأس وذلك مما يصدع لا محالة.
12
|175rb33|تدبير كلى فى الصداع
13
انت تعلم ان الصداع أسوة لغيره من العلل فى وجوب قطع سببه، ومقابلته بالضد. وبعد
14
ذلك فان من الامور النافعة فى ازالة الصداع قلة الأكل والشرب، وخصوصًا من الشراب
15
وكثرة النوم. على ان الافراط فى قلة الأكل ضار فى الصداع الحار مضرة الزيادة فيه فى
16
الصداع المزمن. ولا شىء للصداع كالتوديع وترك كل ما يحرك من الجماع، ومن الفكر
17
وغير ذلك. ويجب ان يجتهد فى علاج الساديات منه فى جذب المواد إلى اسفل و
18
لو بالحقن الحادة. ويجب ان يقوى حتى يمكنها ان يستفرغ من نواحى الكبد والمعدة.
19
ومن الأشياء القوية فى جذب مادة الصداع إلى أسفل والتسليم من الصداع دلك
20
الرجلين؛ فانه كثيرًا ما ينام عليه المصدوع. وقد يلح على الرجل فى دلك إلى ان ينحل الصداع.
21
واذا أردت ان تستعمل الأطلية والضمادات، وكانت العلة قوية مزمنة، حارة كانت او
22
باردة، فيجب ان يحلق الرأس فذلك أعون على نفوذ قوة الدواء فيه. ومما يعين عليه تكليل
23
اليافوخ إما بعجين، أوبصوف ليحبس ما يصب عليه من الأشياء الرقيقة عن السيلان،
24
فيستوفى الدماغ منها الانتشاف، ولا يسلب قوتها الهواء بسرعة.
25
قال فيلغريوس: ان فصد العرق من الجبهة، والزام الرأس المحاجم إلى أسفل، ودلك
26
الأطراف ووضعها فى الماء الحار، والتمشى القليل، وترك الاغذية النافخة، والمبخرة
27
البطيئة الهضم نافعة جدًا لمن يوثر ان يزول صداعه ولا يعاوده. اقول: وربما صببنا الماء
3-42
1
الحار على اطراف المصدوع، ونديم ذلك [فيحس] بان الصداع ينزل من رأسه الى اطرافه
2
نزولًا ينحل معه.
3
واعلم ان الاغذية الحامضة لا تلائم المصدوعين إلا ما كان من الصداع
4
بمشاركة المعدة وكان ذلك الغذاء من جنس ما يدبغ فم المعدة ويقويه، ويمنع انصباب
5
المرار إليه. فاذا صحب الصداع المزمن من الآلام موذ فانح فى تدبيرك نحوه؛ فانه ربما
6
كان ذلك العارض سببًا للزيادة فى الاصل الذى عرض له العارض مثل السهر؛ فانه إذا
7
عرض بسبب الصداع ثم اشتد كان من اسباب زيادة الصداع، فيحتاج ان ينطله بما مثلناه
8
بمثل دهن القرع، ودهن الخلاف، ودهن النيلوفر، ومثل الالبان معطرة بالكافور وغيره.
9
وربما احتجت إلى أن يخدر قليلًا فينوم.
10
وكل صداع صحبته نزلة فلا تمل بتبريد الرأس وترطيبه بالادهان ونحوها؛ بل افرغ
11
إلى الاستفراغ، وشد الاطراف ودلكها، ووضعها فى ماء حار. واذا اردت أن تجعل
12
على الرأس ما ينفذ قوته إلى باطن الرأس فلا حاجة ــ كما علمت ــ الى غير ناحية مقدم الدماغ
13
حيث الدرز الاكليلى، وعند اليافوخ، فعندهما يتوقع نفوذ ما ينفذ. وأما مؤخر الدماغ
14
فان العظم الذى يحيط به أصلب من ذلك، ولا ينفذ ما يحتاج إلى نفوذه إلى الدماغ.
15
فان شدد فى ذلك لم ينتفع به منفعة يزيد على المنتفع بها لواقتصر على ناحية المقدم، و
16
حاق اليافوخ. ومع ذلك فان كان الدواء مبردًا اضر بمبادى العصب واصل النخاع
17
ضررًا عنه غنى.
18
والصداع الضربانى قد يصحب الحار والبارد من الاورام، وهو الذى كانه
19
ينبض. فان كان السبب حارًا فاستعمل المبردات التى فيها لين، واستعمل ايضًا حجامة
20
النقرة، وارسال العلق على الصدغين، وربط الأطراف. فان كان باردًا فمل الى ما يفش،
21
واخلط معه ايضًا ما فيه تقوية وبردما مثل ان تخلط بدهن الورد سذابًا و نعناعًا. فاذا اشتد
22
مثل هذا الصداع حتى يبلغ بالصبيان إلى ان تنفتق دروزهم فقد حمد فى علاجهم العروق
23
المسحوقة ناعمًا المخلوطة بدهن الورد والخل طلاءً بعد ان تغسل الرأس بماء وملح.
24
واذا استعملت السعوطات المحللة القوية فتدرج فى استعمالها على ما قيل فى القانون. و
25
عليك ان لا تميل نحو المخدرات ما امكنك؛ ولكنا سنذكر منها وجوهًا فى باب مسكنات
26
الصداع بالتخدير.
27
واعلم ان القئ ليس من معالجات الصداع وهو شديد الضرر بصاحب الصداع؛
28
الا أن يكون بسبب المعدة ومشاركتها، فينتفع بالقئ. والصداع الذى يكون فى
3-43
1
مؤخر الرأس ان لم تكن حمى كان علاجه الاستفراغ بالمطبوخ أولًا بقدر القوة ثم الفصد.
2
ومن وجد صداعًا ينتقل فى رأسه ويسكنه البرد فلعل الفصد لا بد منه او الحجامة لئلا.
3
تجذب مداومة الوجع فضولًا إلى الرأس.
4
|175vb23|علاج الصداع الحار بغير مادة مثل الاحتراق فى الشمس وغيره وبمادة صفراوية او دموية
5
الغرض <المقصود> فى علاج هذا الصداع التبريد. والمبتدئ منه لا انفع فيه من
6
دهن الورد الخالص المبرد يصب على الرأس صبًا. وافضل ذلك أن يحوط حول اليافوخ
7
الحائط المذكور، ولا يجب ــ كما علمت ــ ان تشتغل بمؤخر الدماغ. وان لم ينفع دهن الورد
8
وحده خلطت به عصارات البقول، واصناف النبات الباردة. ومما يكاد ان لا يكون أنفع
9
منه ان يسعط العليل باللبن، ودهن البنفسج، أو دهن الورد مبردين على الثلج. ويصلح
10
ان يخلط دهن الورد بالخل؛ فان الخل يعين على التنفيذ على الشرط المذكور فى القانون.
11
وربما نفع سقى الخل الممزوج بماء كثير منفعة شديدة.
12
وأما الكائن من هذه الجملة عن احتراق الشمس؛ فان علاجه هذا العلاج ايضًا
13
مع زيادة احتياط فى تعديل الهواء وتبريده، والايواء الى المساكن الباردة، واستعمال
14
الاضمدة والنطولات والمروخات من الادهان كلها باردة بالطبع مبردة بالثلج. وكذلك
15
النشوقات والنطولات والمشمومات وقد عرفت ذلك. ويجب ان تجتنب فى ذلك وفى
16
غيره كل ما يحرك بعنف من صياح، واكثار فكر وجماع وجوع. والذى من احتراق
17
الشمس فانه إذا تلوفى فى ابتداءه سهل تغييره. واذا اهمل وأمهل فلا يبعد ان يتعذر علاجه،
18
او يتعسر، او يصير له فضل شان.
19
وكثيرًا ما يعرض من الشمس صداع ليس من حيث يسخن فقط؛ بل من حيث
20
يثير أبخرة، ويحرك اخلاطًا ساكنة؛ فمثل هذا لا يستغنى معه عن استفراغات على الوجوه
21
المذكورة. وربما احتيج ايضًا فيما لم يثر أبخرة، ولم يحرك اخلاطًا إلى الاستفراغ. وذلك
22
عند ما يحدس بامتلاء، ويخشى انجذاب المادة فيه إلى الموضع الالم على ما علمته من
23
الأصول، فهناك ان اغفل امر الاستفراغ الخلط الغالب لم يومن استفحال الآفة. واذا
24
التهب الرأس جدًا فى انواع الصداع الحار، وسخن جدًا "فجاوز الحد" اخذ سويق الشعير
25
وبزرقطونا وعجنا بماء عصا الراعى، وبرد اوضمد بهما الرأس.
26
وأما الكائن عن مادة حارة دموية فيجب ان يبادر فيها إلى الفصد، واخراج الدم
27
بحسب الحاجة واحتمال القوة. فان لم يكف الفصد من عروق الساعد، ولم تبلغ به المراد،
3-44
1
وبقى الوجع بحاله، ودرت العروق على جملتها، ورأيت فى الرأس والوجه والعين امتلاءً
2
واضحًا فيجب ان يقصد فصد العرق التى يستفرغ فصدها [من نفس] الدماغ كفصد
3
العروق التى فى الانف من كل جانب، وفصد العرق الذى فى الجبهة؛ فانه عرق يستاصل
4
فصده كثيرًا من آلام الرأس. ويجب ان يراعى فى ذلك جهة الوجع فان كان من الجانب
5
الموخر فصد العرق ''الذى يقابله فى الجبهة".
6
واذا اعوز فى الجهة المقابلة عروق اعتمدت الحجامة بدل الفصد. وقد قال
7
اركيغانس: إن ذلك ان لم يغن فالواجب ان يحجم على الكاهل، ويسرح منه دم كثير، و
8
يمسح موضع الحجامة بملح مسحوق، ويلزم الموضع صوفًا مغموسًا فى زيت، ثم يوضع عليه
9
من الغد دواء جراحى. وليس ذلك فى هذا بعينه؛ بل فى جميع انواع الصداع المزمن من
10
مادة خبيثة اية مادة كانت. وقد ينتفع كثيرًا فى هذا النوع من الصداع وما يجرى مجراه
11
بفصد الصافن، وحجامة الساقين، فهذا تدبيرهم من جهة الفصد.
12
واذا احس ان هناك شوبًا من مادة صفراوية فلا بأس باستفراغها بما يلين الطبيعة،
13
ويزلق المادة بما يذكر فى باب الصداع الصفراوى. ويجب ان يداوم تليين الطبيعة بالجملة
14
بمثل المرقة النيشوقية والاجاصية، ومرقة العدس والمج اعنى الماش دون جرمها،
15
وان تغذى المشتكى باغذية مبردة تولد دمًا باردًا إلى اليبس والعلظ ما هو، ويميل إلى
16
القبض مثل السماقية والرمانية والعدسية بالخل والطفشيل؛ الا ان يتوقى يبس الطبيعة.
17
وأنت فى معالجة امراض الرأس كثير الحاجة إلى اللين من الطبع. وفى مثل هذه الحالة
18
فلك ان تعدل هذه القوابض بالترنجبين والشيرخشت، وجميع ما يحلى مع تليين. ويجب
19
ان يكون هذه الأغذية حسنة الكيموس، ويقلل من مقدارها ولا يتملأ منها. واذا استعملت
20
النطولات والمروخات استعملت منها ما فيه تبريد، وليس فيه ترطيب شديد، بل فيه
21
ردع ما وقبض ما مثل ماء الرمان والعصارات الباردة، والقابضة من الفواكه، والأوراق و
22
الأصول، ولعاب بزر قطونا بالخل، وماء عصا الراعى.
23
واما علاج الكائن من مادة صفراوية فان رايت معه ادنى حركة الدم فالعلاج
24
ان يستفرغ الدم قليلًا <قليلًا>؛ وإلا جلت الابتداء من الاستفراغ بمثل الهليلج ان لم تكن
25
حمى؛ وإلا فبالمزلقة، و التى ليس فيها خشونة، وعصر شديد مثل الشيرخشك، وشراب
26
الفواكه، ومياه اللبلاب. وقد يستفرغ بالشاهترج ايضًا والحقن اللينة. وان كانت
27
المواد الصفراوية غليظة، أو كانت متشربة فى طبقات المعدة، لا تنقذف بالقئ، ولا تزلق
3-45
1
بالمسهلات المزلقة، احتجت ان تستفرغ بايارج فيقرا مع سقمونيا على النسخ المذكورة،
2
أو تزيد فيها، او تحملها على المزلقات، او يستفرغ بطبيخ الاهليلج على ما تراه فى
3
اقراباذين.
4
ثم تبدل المزاج بما فيه تبريد وترطيب إما من البدن فبالاغذية والأشربة، وإما
5
من الرأس ان كان السبب فيه وحده فبالمعالجات المذكورة فى القانون، وبكل ما يعالج
6
به سوء المزاج الحار اليابس، وبحسب الأسباب العامية للحر، والعامية لليبس. ومن
7
اللطوخات النافعة من الصداع اقراص الزعفران، وينفع من السهر ايضًا ونسختها: يوخذ
8
من الزعفران سبعة مثاقيل، ومن المر مثقالان، ومن عصارة الحصرم والقلقديس و
9
الصمغ من كل واحد مثقال ونصف، ومن الشب اليمانى ثمانية مثاقيل، ومن القلقطار
10
خمسة مثاقيل، يدق هذه الأدوية دقًا ناعمًا، ويعجن بشراب عفص ويقرص. واذا
11
احتيج إليها ديف الواحد منها بخل ممزوج بماء الورد، ويطلى على الصدغين. والصداع
12
الحار فى الحميات يكره استعمال الأطلية العاطفة للابخرة عليه، ويعافيه كثرة استنشاق
13
الخل وماء الورد.
14
|176rb29|علاج الصداع البارد بغير مادة او بمادة بلغمية او سوداوية
15
ينفع من ذلك التكميد بما هو يسخن بالفعل من الخرق المسخنة، ومن الجاورس
16
المسخن والملح المسخن. والجاورس ألطف وأعدل. وقد ينفع جماعتهم، و
17
خاصة المصرودين منهم اذا كانت ابدانهم نقية، ولم يخش منهم حركة الاخلاط،
18
أن يحسروا رؤسهم فى الشمس مقيمين فى شرقها إلى ان يعانوا، اوينحل صداعهم. و
19
المصرود يجب ان يقلل غذاءه ويسهل طبيعته ولو بالحقن، ويحال بينه وبين
20
الحركات البدنية والنفسانية والفكرية، ويمنع الشراب البارد، ويحرم عليه البروز للبرد.
21
وينفع جميع من به صداع من البرد بعد التنقية ان احتيج إليها المروخات، و
22
السعوطات، والنشوقات، والمشمومات، والنطولات، والاضمدة المسخنة المذكورة.
23
ومما ينفعهم سقى الشراب الريحانى الرقيق القوى مع البزور، أعنى مثل بزر الكرفس،
24
وبزر الرازيانج، وبزر الجزر<والانجرة>، والانيسون، والكمون، ودوقو، وفطراساليون،
25
وما جرى مجرى ذلك. وهذا عند ما يومن حصول اخلاط فى المعدة مستعدة للتثور، وعند
26
ما لا يكون بالعليل حمى فيخاف ان يشتد. وينفعهم ضماد الخردل، وجميع الأضمدة
27
المحمرة؛ خصوصًا اذا وقع فيها خردل وثافسيا. وقد جرب الرماد بالخل طلاءً. وكذلك
3-46
1
العروق <تدهن> بدهن اللوز المر مروخًا، كل ذلك بعد الحلق. وأكل الثوم ايضًا مما
2
ينفع الصداع البارد.
3
فاما علاج الصداع البارد مع مادة بلغمية فهو ان يستفرغ البدن ان كان الخلط
4
مشتركًا فيه، ثم يستعمل تقليل الغذاء وتلطيفه. ويستعمل الأبازير التى ليست مصدعة،
5
ويستعمل المنضجات المذكورة، والاستفراغات المحدودة مبتديًا من الأقل فالأقل،
6
ثم المعالجات الأخرى الموصوفة فى القانون. ويستعمل ايضًا ما يسكن أوجاعها، و
7
جميع ما يجب ان يستعمل فى علاجى البارد والرطب. واستعمال الترياقات من المعاجين
8
فى الاسبوع مرة واحدة نافع ان شاء الله.
9
واما علاج الصداع البارد مع مادة سوداوية فان الواجب فيها ايضًا ان يعمل على حسب
10
ما قيل فى القانون من الفصد ان احتيج إليه لكون الدم غالبًا أو فاسدًا، والاستفراغات
11
بدرجاتها بعد الانضاجات المفصلة، ثم تبديل المزاج بالطرق المذكورة، واستعمال ما يولد
12
دمًا لطيفًا محمودًا رطبًا رقيقًا. وقد وفى الكلام فيه. ومما ينفع فيه جدًا حب القرنفل،
13
ونذكر ههنا ايضًا ما ذكره اركيغانس فى باب فصد الكاهل وقد اوردناه.
14
|176va26|صفة اطلية نافعة للصداع البارد
15
[ينبغى أن] يبدأ بحلق الرأس اولًا، ثم يوخذ مثقال من أوفربيون ومثقال من
16
بورق، ومثقالان من السذاب البرى، ومثقال من بزر الحرمل، ومثقالان من
17
الخردل، يدق ويعجن بماء المرزنجوش، ويطلى به الرأس. ومن الأطلية الجيدة:
18
فلفل مثقال، ثفل دهن الزعفران مثقال وثلث، فربيون حديث مثقال، زبل الحمام مثقالان،
19
يجمع الجميع بعد السحق الشديد بالخل الثقيف، ثم يطلى به موضع التحمير. وايضًا
20
طلاء: مر وفربيون وملح وبورق. وايضًا: فربيون ومر وصبر وصمغ عربى و
21
جندبادستر وزعفران وأفيون وعنزروت وقسط وكندر يتخذ منه طلاء بماء السذاب.
22
|176vb1|ومن الاطلية الجيدة لكل مزمن من الخوذة والشقيقة الباردين
23
أن يطلى بالحجر المصرى، فانه شديد النفع. وايضًا: فلفل ابيض وزعفران من
24
كل واحد درهمان، فربيون درهم، خرء الحمام البرى وزن درهم ونصف، يعجن بخل و
25
يطلى به الجبهة. وايضًا: صبر مر فربيون جندبادستر افيون قسط عاقرقرحا فلفل يطلى
26
بشراب عتيق. وايضًا: دواء زبل الحمام وهو قوى. وايضًا: فلفل وخلط الزعفران،
27
اى قرص الزعفران المذكور من كل واحد مثقالان، فربيون نصف مثقال، زبل الحمام مثقال
3-47
1
<واحد> ونصف، الخل مقدار الحاجة. وهذه الأدوية تارة تستعمل مكسورة بالزنبق،
2
اوبمزاج لبن، أو ببياض بيض، وتارة صرفة، ودرجات ذلك مختلفة.
3
صفة سعوطات نافعة للصداع البارد
4
منها سعوط الشونيز المذكور فى المفردات. ومنها الموميائى مع الجندبيدستر و
5
المسك. وزعم بعضهم: انه اذا سعط بسبع ورقات صعتر، وسبع حبات خردل مسحوقة
6
بدهن البنفسج كان نافعًا. ومما جرب: مسك وميعة وعنبر يوخذ عدسة منه، ويسعط
7
به فى كل وقت. ومما يسعط به لذلك فيسخن ويستفرغ: دهن شحم الحنظل، او دهن
8
اديف فيه عصارة قثاء الحمار.
9
ومما زعم قوم: انه شديد النفع من ذلك أن يوخذ عصارة ورق الحاج معتصرًا
10
بلا ماء، ويسعط منه فى المنخر ثلاث قطرات على الريق، ثم يتبع بدهن البنفسج بعد ساعة،
11
ويحتسى اسفيذباجا كثير الدسم. ومما يمدح لهذا الشان: يوخذ مرارة الثور الأشقر وزن
12
ثلاثة دراهم، ومن الموميائى وزن درهمين، ومن المسك درهم ومن الكافور وزن نصف
13
درهم ويسعط منه. وايضًا: يوخذ ثافسيا مثقال ونصف؛ اصل السوسن مثقال، [فربيون
14
مثقال] ونصف، عسل مصفى مثقال ونصف، يجمع الجميع بعصارة اصل السلق، و
15
يسعط منه حبة جاورس مقطرًا من طرف الميل. وايضًا: فربيون وثلثاه حضض هندى،
16
ويعجن بعصارة السلق ويقطر فى الانف. وايضًا: سعوط نافع: بخور مريم يابس ثمانية
17
مثاقيل، بورق وسماق من كل واحد اربعة مثاقيل يسحق سحقًا ناعمًا، وينفخ فى الأنف
18
بانبوية، ويرفع العليل رأسه ويستنشقه بقوة. وايضًا: شونيز أربعة مثاقيل، وعصارة قثاء الحمار
19
مثقالان، نوشادر مثقالان يعجن بدهن الحناء، أو بدهن قثاء الحمار، ويطلى به داخل
20
الأنف، ويستنشق العليل رائحته بقوة. فاذا نزل من ساعته من رأسه شىء كثير، فحينئذ يغسل
21
الانف بماء حار.
22
|176vb40|صفة ادهان يمرخ بها رأس من به صداع بارد
23
تنفع منه جميع الأدهان الحارة، والادهان التى قد طبخ فيها مثل الشبث و
24
الفوتنج والمرزنجوش والشيح والنمام والسذاب وورق الغار، وما قد ذكرناه فى
25
القانون. واما دهن البلسان فحاله ما قد عرفته هناك. وهذا ايضًا يصلح سعوطات و
26
قطورات فى الاذن.
3-48
1
نفوخ نافع من الصداع المزمن
2
يوخذ عصارة قثاء الحمار وبخور مريم ونطرون يسحق وينفخ فى الأنف. أو
3
شونيز وعصارة قثاء الحمار. أو شونيز وقليل ثافسيا.
4
|176vb54|علاج الصداع اليابس
5
اما اليابس الذى يكون مع مادة صفراوية، أو سوداوية فقد مضى
6
الكلام فيه. وانما بقى الكلام فى الصداع اليابس بلا مادة. فأول علاجه تدبير العليل
7
بالاغذية المرطبة الجيدة الكيموس؛ خصوصًا الكثيرة الغذاء مثل مخ البيض، ومثل
8
مرق الفراريج السمينة والقباج والطياهيج، والاحساء الدسمة بالادهان الرطبة، ثم
9
يمال من جهة الحار والبارد إلى ما هو أوفق. ومما ينتفع به استعمال السعوطات المرطبة
10
بالأدهان المحمودة كدهن اللوز ودهن القرع وغير ذلك. وان احتيج لشىء منها إلى تعديل
11
مزاج بتبريد <كان>، أو بتسخين مزج به من الأدهان ما يعدله.
12
وربما اوقع نقصانًا بينًا فى جوهر الدماغ وهيأ للاوجاع. ويجب هناك
13
ان يستعمل السعوط بالامخاخ المنقاة من عظام سووق الغنم والعجاجيل، وشحوم الدجاج
14
والطياهيج والدراريج والتدارج، والزبد؛ زبد البقر والماعز. ومما ينفعهم تضميد الرأس
15
بالفالوذج الرقيق المتخذ من سميذ الحنطة والشعير بحسب الحاجة، وبالسكر الأبيض،
16
ودهن اللوز، أو القرع، او صب الرقيق منه على اليافوخ. وقد طوق باكليل من عجين
17
يحبس ما يصب على الرأس.
18
|177ra24|<ذكر> علاج الصداع الورمى
19
وأما علاج اصناف الصداع الكائن عن الاورام فنذكر كل واحد فى باب مفرد
20
[فى المقالة التى بعد هذه].
21
|177ra28|علاج صداع السدة
22
واما صداع السدة فعلاجه بالانضاج بما تعلم، ثم بالاستفراغ واستعمال
23
الشبيارات، ثم التحليل بالنطولات والاضمدة والمشمومات والغرغرات، ثم بالانضاج،
24
ثم الاستفراغ، ثم التحليل حتى يزول، وقد علم كيفية ذلك فى موضعه. فان كان المزاج
3-49
1
فى الرأس حارًا، والسدة غليظة، وصعب عليك العلاج فيجب ان تستعمل التفتيح.
2
ثم اذا هاج صداع، او تضرر الرأس بالعلاج الحار تداركت ذلك بالمبردات
3
التى معها ارخاء ولا قبض فيها. ثم اذا سكن عاودت لا تزال تفعل ذلك حتى تفتح السدة،
4
وقد فصلنا كل هذا.
5
|177ra44|فى علاج الصداع الكائن من رياح وابخرة محتقنة فى الرأس ليست من خارج
6
اما الكائن عن رياح غليظة فيعالج أولًا باجتناب كل ما يبخر وينفخ؛ مثل الجوز و
7
التمر والخردل حارًا كان او باردًا. ويستعمل النطولات والضمادات المذكورة، و
8
المشمومات والسعوطات الموصوفة فى القانون، ويشم الجندبيدستر والمسك خاصة.
9
ولدخول الحمام على الريق منفعة فى هذا الباب.
10
وان كان مبدأها من المعدة استعملت فى علاجها الاستفراغات المذكورة، و
11
خاصة النسخ التى يقع فيها دهن الخروع، وبدله الزيت العتيق، واستعملت الكمونى
12
وما يجرى مجراه مما يذكر فى علل المعدة. وقويت الرأس بعد المعالجة بدهن الآس
13
واللاذن، ودهن السوسن، وبعصارة السرو والاثل والسعد، وما فيه تسخين وقبض،
14
وتستعمل ايضًا فى الأطراف ليجذب إلى خلاف.
15
واما الكائن عن الابخرة فان كان تولدها فى الرأس نفسه، ولم يكن العليل يجد
16
فى المعدة نفخًا وقراقر، ولا كان ذلك يزداد وينقص بحسب الإمتلاء والفراغ، وبحسب
17
الاغذية المبخرة، وقليلة البخار، فعلاجهم النطولات المغشية المعروفة، وتقوية
18
الرأس بالاضمدة المحللة، وفيها قبض يسير، والشمومات الملطفة وبها كفاية. وان كان
19
من المعدة فمما ينفعها ما يقوى المعدة كالمصطكى والجلنجبين، ثم الكمونى وما
20
أشبهه. واذا تناول الطعام واخذ يبخر ويصدع فليتناول عليه لعاب بزر قطونا والكزبرة
21
اليابسة مع السكر.
22
وان خاف برد المعدة من لعاب بزر القطونا استعمل لعاب بزر الكتان مع الكزبرة
23
اليابسة، وتقوى الرأس بما عرفناه بعد ان تعالجه، فتسكنه بما يجب من النطولات والمشمومات
24
الموصوفة؛ وخصوصًا المرزنجوش. فربما كان وحده سببًا للخلاص التام، ويستعمل الجذب
25
إلى الخلاف. واذا احسست ان فى المادة البخارية فضل حرارة بما تجد من علامات الحرارة
26
اجتنبت المحللات الكثيرة التسخين كالافربيون وغيره اجتنابًا شديدًا؛ بل ابتدأت أولًا
27
بالجذب إلى الخلاف، والتنقية والغراغر، ثم استعملت النطولات المعتدلة فى الحمام.
3-50
1
|177rb34|علاج الصداع الحادث من ريح تقرب إلى داخل الرأس من خارج
2
"واما صداع الريح الداخلة من خارج فتتامل'' هل كانت الريح حارة صيفية،
3
وباردة شتوية. ثم تأمل موضع دخولها فان كانت حارة، ومدخلها الاذن، قطر فيها دهن
4
البابونج مفترًا ودهن الخيرى، أو دهن الشبث مكسورًا بدهن الورد القليل. وكذلك
5
ان كان مدخلها الأنف قطر ذلك فى الانف، واستعمل التنطيل بما يحلل برفق مما
6
ذكرناه. فان تعقبه سوء مزاج حار عولج بالرفق، وابتدئ بما هو أقل تبريدًا. فان لم ينفع
7
زيد. واما ان كان باردًا جعلت الأدهان من اى الطريقين وجب استعمالها حارة وفيها
8
جندبيدستر ومسك، ويقلل ويكثر بمقدار الحاجة. ويستعمل النطولات والضمادات
9
المذكورة بحسب ذلك محللة حارة، ويجتنب كل ما ينفخ ويلين الطبيعة.
10
|177rb57|علاج الصداع الحادث من ابخرة رديئة اصابت الرأس من خارج
11
وكذلك العلاج للبخارات الرديئة المواصلة من خارج؛ وانما تكون باردة فى الأقل
12
مثل بخارات المواضع المتكرجة الحمائية، وأما فى الاكثر فتكون حارة، وتحللها
13
بالنطولات المعتدلة ان احتبس منها شىء كثير، وتخيل سدر ودوار. ويتشمم الروائح
14
الطيبة المعتدلة مثل ماء الورد ودهنه والنيلوفر والبنفسج. وان احس بحرارة شديدة
15
فالكافور والصندل. ويستعمل تحميم الرأس فى الحمام بالماء الحار والخطمى. و
16
أما الباردة فينتفع منها بشم المسك والجندبيدستر، وذلك كاف.
17
فان كانت الابخرة دخانية احتاج إلى ترطيب شديد بالادهان المذكورة، و
18
بالمرطبات المعدودة. واحتيل فى غسل الأنف بمثل هذه الأدهان، يستنشق منها استنشاقًا
19
شديدًا جاذبًا إلى فوق حافظًا فيه، ثم يخليه لينصب ثم يجدد، يعمل ذلك دائمًا. وكذلك ماء
20
الورد وماء الخلاف، وماء القرع. وليكب على ابخرة هذه المياه انكبابًا كثيرًا. فان تولد
21
منها آفة وسوء مزاج كما يكون عن دخان الكبريت، ودخان الزرنيخ، وما أشبهه، استعمل
22
الكافور فى دهن القرع ليرطب أحدهما ويبرد الآخر. وكذلك يستعمل الكافور فى دهن
23
الخس ودهن البنفسج، ويفرش الموضع كله باوراق الخلاف والرياحين المرطبة.
24
|177va29|علاج الصداع الحادث عن روائح طيبة
25
أما الكائن عن الروائح الطيبة فان كانت حارة، واضرت بحرارتها لا باليبوسة
26
وحدها، عولج بالروائح الطيبة الباردة مثل ما ان الضرر اللاحق من شم المسك و
3-51
1
الزعفران يعالج بالكافور والصندل، واللاحق من الكافور يعالج بالمسك والزعفران. و
2
ان كانت انما تضر مع ذلك بالتجفيف واليبس فالعلاج ان لا يقتصر فى علاج
3
ضرر المسك مثلًا بالكافور، بل ان أمكن ان يتدارك باسعاط الادهان الرطبة مبردة
4
فقد كفى، وإلا فمع الكافور مدوفًا فيها وكذلك بالعكس.
5
|177va44|علاج الصداع الحادث عن روائح منتنة
6
وأما الكائن عن الروائح المنتنة فعلاجه بالطيبة المضادة لها فى المزاج. فان
7
كان لتلك الروائح تجفيف احتيل ان يكون الروائح التى تقابل به مرطبة؛ مثل روائح
8
النيلوفر والبنفسج الذكيين. ولدهن الخلاف الذكى مزية على جميع الروائح المقابلة
9
للروائح الطيبة، والمنتنة الضارة بالحر <بالتعديل والترطيب>.
10
|177va55|علاج الصداع الحادث من الخمار
11
وأما صداع الخمار فاول ما يجب فيه ان تستعمل تنقية المعدة إما بقىء
12
بسكنجبين وبزر الفجل، أو بالسكنجبين وعصارة الفجل، او السكنجبين بماء
13
فاتر. وبالمقيئات اللينة والمتوسطة مما تعلمه فى اقراباذين. وان لم يجب
14
القىء أو اتقى استعماله اسهلت بايارج مقوى بسقمونيا لئلا يطول لبثه. وإن كان هناك
15
مانع عن استعمال ما هو حار من مرض حار اطلقت بطبيخ الاهليلج، أو شراب الفواكه
16
المطلق. وان كرهت النفس امثال هذه الأشياء اطلقت بماء الرمانين مع الشحم على ما نقوله
17
فى اقراباذين مقوى بسقمونيا يسير، ولا تبال بحرارته.
18
وان حال حائل عن الاستفراغات بأى وجه كان، الزمهم النوم إلى ان ينهضم
19
ما فى معدهم من الشراب. ويظهر ذلك بتلون البول وانصباغه. وتدلك منهم الرجل
20
بالملح ودهن البنفسج، ويصب الاطراف منهم نطول البابونج، ثم ليدخلوا الحمام،
21
وليغرقوا رؤسهم بدهن الورد مبردًا غير شديد التبريد. ويغذوا بالعدس والحصرم وما
22
اشبهه، وبالكرنب بخاصية فيه يمنع بها البخار عن الرأس.
23
قال جالينوس: فان غذوته بفراخ الحمام لم تخط، ويشبه ان يكون السبب رقة
24
الدم المتولد منه، وقوته على تحليل الأبخرة. ويجب ان تعطيهم الفاكهة القابضة. وليكن
25
الشراب الماء لا غير؛ إلا ان يكون المعدة ضعيفة، ويخاف استرخاءها، فيمنعه الاستكثار
3-52
1
من شرب الماء البارد. وتسقيه ماء الرمان الحامض، والريباس خاصة وربه، وحماض
2
الاترج خاصة وربه، والسفرجل والتفاح. واستفاف الكزبرة اليابسة مع السكر وزنًا
3
بوزن نافع له. ثم تنومه وتسكنه فهو الاصل فى علاجه. وان لم يسكن بذلك عاودته
4
من يومه ومن الغد. وجعلت غذاءه ما يبرد ويرطب، أو تلطفت له بمثل صفرة البيض، و
5
صببت عليه ماءً حارًا كثير التحليل. واشتغل بتنويمه ما استطعت.
6
ثم اذا زال الغثيان ــ إن كان ــ وبقى الصداع قطعت دهن الورد عنه؛ فانه ضار له
7
بعد ذلك؛ اذ كانت الحاجة إليه أولًا لتقوية الرأس ومنع البخار، وقد زالت الآن. ويجب
8
ان تستعمل الآن دهن البابونج مكانه غرقًا ليحلل، وان لم يزل بذلك فبدهن السوسن؛
9
فانه غاية ومجرب. ثم اذا جعل الخمار يقف، وينحط مشيتهم يسيرًا، ورجحتهم، فاغذهم
10
حينئذ بالسمك الرضراضى، وخصى الديوك، والفراريج، وبالبقول الباردة. وينبغى
11
أن لا يمشى على الطعام، بل بعد ثلاث ساعات. وبالجملة الأولى ان ينتظر الهضم بالنوم،
12
أو بالسكون الطويل حتى تخف معدته قليلًا، ثم يستعمل السكنجبين السكرى ان كان
13
محرورًا، أو العسلى ان كان مبرودًا. ويقبل على دلك قدميه، ثم يمشى مشيًا غير متعب،
14
أويحرك حركة أخرى غير متعبة. وعلى انه ينبغى أن يجتنب الخل الساذج والمرى،
15
وان لم يكن بد فليصطنع بغير الحاذق منه. واذا مشيته قليلًا فاستعمل له الآبزن والحمام
16
ايضًا. ثم يجب آخر الامر ان تنطله بالنطولات المعتدلة التحليل، وتغذوه بما يخف من
17
اللحوم.
18
صفة دواء جيد للخمار
19
يوخذ بزر الهندباء، وبزر الكرنب، والامبر باريس المنقى من حبه، و
20
السماق، والعدس المقشر، والورد، والطباشير بالتسوية يجمع الجميع، ويشرب منه
21
وزن ثلاثة دراهم مع قيراط كافور، وأوقية ماء الرمان، أو ماء الريباس، أوماء حماض
22
الاترج.
23
|178ra20|علاج الصداع الحادث من الجماع
24
هذا الصداع يحدث إما بسبب ما يورثه ذلك من اليبس، وعلاجه ما ذكرناه
25
فى معالجة الصداع اليابس بعد ان يمال بالمرطبات، أو بسبب امتلاء فى البدن يطرأ
26
عليه الحركة الجماعية المركبة من البدنية والنفسانية، فتثير الابخرة الخبيثة. فيجب
3-53
1
لمن يعتريه ذلك عقيب الجماع، وبه امتلاء أن يبدأ بالفصد ثم بالاسهال
2
ان وجب كل واحد منهما أو احدهما. ثم يقوى الدماغ بالادهان المقوية مثل دهن الورد
3
ودهن الآس، والمياه القوية المطبوخ فيها مثل الورد والآس. ويغتذى بما يسرع هضمه
4
ويجود كيموسه، ويهجر الجماع؛ فان لم يجد منه بدًا فلا يجامعن على الخوى.
5
|178ra36|علاج الصداع الكائن من ضربة اوسقطة وتدبيرمن يعرض له زعزعة الدماغ او الشجة
6
يجب ان يكون قصاراك، وغاية قصدك فى معالجة من به صداع حادث عن سقطة أو
7
ضربة أن تسكن الوجع ما امكن، وتبعد المادة عن موضع الالم إما باستفراغ، وإما بجذب
8
إلى الخلاف لئلا يرم. ويعالج الجراحة ان حدثت لتندمل. ولا يمكن ان تندمل وسوء
9
المزاج ثابت، بل يجب ان يعدل فى إدمالها مزاج ناحيتها.
10
واعلم انه اذا ظهرت بصاحب هذه الآفة حمى، فاختلط العقل، فقد اخذ فى
11
النوم، فأول ما ينبغى ان تعمل فى علاجه هو فصد القيفال، اوالاكحل ليمنع التورم.
12
فان كان هناك امتلاء فيجب ان يستعمل الحقن الحادة ولوبشحم الحنظل، إلا أن تكون
13
به حمى فيعدل الحقن. وان لم يجب الحقن وجب ان يستفرغ بمثل حب القوقايا
14
ان لم تكن حمى. وان كان به حرارة مادون الحمى لم يترك سقيه، فلا بد من استفراغ
15
ليومن التورم؛ بل يجب ان تنظر فان كان هناك جراحة عولجت اولًا. ولا بد من تعديل
16
الموضع فى مزاجه حتى يقبل العلاج. وان لم يكن ضمد الموضع بما يقوى مثل اضمدة
17
مياهها مياه الآس والخلاف، وأدهانها ادهان الآس والسوسن والورد، واخلاطها
18
ما فيه قبض لطيف وتحليل يسير؛ مثل الورد واكليل الملك وقصب الذريرة والبابونج
19
والطين الأرمنى والشب اليمانى بشراب ريحانى. وربما اقتصر منها على الأدهان. وقد
20
يصيب من يستعملها مفترة.
21
وربما اوجب الوجع وخوف الورم ان يبرد يسيرًا. ويجب ان يحذر الحمام،
22
والشراب والغضب، والمبخرات، والمسخنات من الاغذية. فان ابتدأ الموضع يرم
23
فلابد حينئذ من استعمال القوابض القوية القبض والتبريد مثل قشرالرمان والجلنار والعدس
24
والورد، وينطل الرأس بمياهها، ويضمد باثفالها. ثم بعد ذلك ينتقل إلى ما فيه مع ذلك
25
تلطيف ما مثل ماء السرو والطرفاء والسفرجل والكندر. واذا كانت الضربة مزعزعة
26
للرأس فينبغى أن يبادر إلى سقى الاسطوخودس بماء أو شراب العسل، فانهم يتخلصون به.
27
واعلم أن الألم اذا وصل إلى حجاب الدماغ كان فيه خطر. واذا خرج بسبب الضربة
3-54
1
دم من الدماغ فيجب ان يسقى صاحبه ادمغة الدجاج ما امكن. ثم يسقى عليه ماء الرمان
2
الحامض. واذا حللت الورم أكثر من سقى الأدمغة إلى اليوم الثالث وبعد الفصد.
3
|178rb36|علاج الصداع الكائن عن ضعف الرأس
4
علاجه تبديل سوء المزاج الذى به، وتقويته بمقويات الرأس من الاغذية
5
العطرية التى فيها تلطيف ''وقبض، وباجتماع الأسباب <المقابلة> للاسباب
6
المحركة''. وكثيرًا ما يكون السبب الفاعل المقارن للسبب المنفعل الضعفى اجتماع
7
اخلاط رديئة حارة، اوغير حارة فى المعدة، فيجب ان يستفرغ بما يليق بها، وأن يورد
8
غذاءً يجمع إلى "حمد ما يتولد عنه'' قوة محللة وقبولًا للانهضام. وإن لم يوجد
9
الخلتان الأخريان فآثر الأولى منهما. واجود وقت يغذى فيه بعد دخول الحمام. ويجب
10
أن يخفف عشاءهم. وان يختموا طعامهم بمثل القسب والزيتون مع الجبن ليقوى فم
11
المعدة منهم. وبقراط: يرخص لهم فى شرب الشراب مطلقًا. وجالينوس: يوثر ان يكون
12
ممزوجًا، أو رقيقًا ريحانيًا، أو جامعًا لذينك، وليتناوله بالخبز.
13
|178va1|علاج الصداع الكائن من قوة حس الرأس
14
علاجه ان تبلد الحس يسيرًا بما يغلظ غذاء الدماغ من الاغذية كالهرائس المتخذة
15
بالحنطة والشعير ولحوم البقر ان كان الهضم قويًا، أو بالاغذية المتخذة بالخس و
16
الفرفخ ولحم السمك. وربما استعمل شيئًا من المخدرات مثل شراب الخشخاش و
17
مثل بزر الخس، وقد يستعمل طلاءً.
18
|178va11|علاج الصداع الكائن عرضًا للحميات والأمراض الحادة
19
من هذا ما يعرض مع إشتداد المرض او النوبة ثم يزول. ومنه ما يبقى بعد زوال
20
المرض، او اقلاع النوبة. والذى يعرض منه فى الحميات فقد يقلق المريض حتى يزيد
21
فى سببه الذى هو الحمى. وقد يدل عليه ابيضاض البول دفعة، واستحالته الى مشاكلة
22
بول الحمير؛ لكن مشابهته لبول الحمير ربما دل على كونه فى الحال، وربما دل على
23
الانحلال، فيجب ان يرجع إلى سائر الدلائل.
3-55
1
وأما صواب علاجه فان تغرق الرأس فى زيت الانفاق متخذًا منه دهن الورد
2
أو بدهن الورد المعتاد وملخلخًا بالخل، مفترًا فى الشتاء وفى لين الحمى مبردًا فى الصيف
3
وفى شدة الحمى. وينفع منه النطول من طبيخ الشعير والخشخاش والبنفسج والورد
4
إن كانت الأبخرة توذى بحدتها. وان آذت بكثرتها فلا تفعل من ذلك شيئًا، بل استفرغ،
5
واستعمل ما يحلل بالرفق مثل زيت قد طبخ فيه النمام وعصا الراعى، ومرزنجوش مع
6
عصا الراعى ان رأيت ان تحلل، وحتى ان بعض القدماء رأى ان يطلى بابونج.
7
وإن اضطررت لشدة الوجع إلى المخدرات والمنومات فعلت مع حذر و
8
تقية. فقد يمنع ارتفاع المواد فيه بالسويق وبزر القطونا فى الابتداء ويسقيان ايضًا. و
9
قد يمنع الكزبرة ودهن الورد. وقد يحتجم فيه. واما ربط الاطراف ودلكها واستعمال
10
المحمرة فصواب جدًا. واذا استعمل ربط الأطراف فيجب ان يضعها عند الحل فى ماء
11
حار. فان لم يسكن بجميع ذلك حلق الرأس وضمد بالبابونج والخطمى والبنفسج
12
والحسك مخبصة، وذلك بعد حلق الرأس. وربما احتجنا إلى الحجامة والعلق. وربما
13
بقى الصداع بعد الحمى وبعد الأمراض الحادة. وعلاجه تبريد الاغذية وترطيبها،
14
وتقوية الرأس بدهن الورد مع دهن البابونج، وأن يصب على اليدين والرجلين ماء حار
15
فى اليوم مرتين غدوة وعشية، ويمرخ بدهن البنفسج، ثم يعان بالملطفات اذا ظهر الانحطاط
16
البين.
17
|178vb1|علاج الصداع البحرانى
18
أما الصداع البحرانى فتنظر هل يجد العليل غثيانًا، وتقلب نفس، واختلاجًا
19
فى الشفة، ودوارًا، وبالجملة علامات ميل الطبيعة بالمادة الى فوق، فيعان
20
على القىء بالسكنجبين المسخن وبالمقيئات الباردة. أو هل يجد قراقر ونفخًا فى
21
الجنبين، وبالجملة علامات ميل الطبيعة بالمادة إلى تحت فيعان على تليين الطبيعة بالمزلقات
22
الخفيفة مثل شراب الاجاص، والإجاص المنقع فى الجلاب بعد غرزه ليربو، وشراب
23
البنفسج،. وشراب التمر هندى، والشيرخشك وزنًا غير كثير، بل مقدار خمسة دراهم،
24
وما يجرى مجرى ذلك. أو هل يجد ثقلًا فى نواحى الكلى وتحت اضلاع الخلف إلى
25
خلف، وبالجملة علامات ميل المادة إلى طريق البول، فيعالج بالادرار بالسكنجبين
26
يلقى عليه وزن درهمين بزر البطيخ، وبزر الخيار مناصفة، ويطعم السفرجل فانه
27
يمنع البخار ويدر. أو هل يجد شعاعًا وحمرة قدام العين، وخيالات صفر ويتطاول،
3-56
1
ولا يرعف، فيعطس بالخل وبخاره، وينفخ فى انفه، ويخلخل انفه ببعض الخشونات.
2
أو يقابل بعينه شعاع الشمس ان امكن مغافصة، ويتاملها ثم يتركه.
3
وان وجد نبضًا موجيًا ووجد لينًا فى الجلد استعمل المعرقات دلكًا وشربًا و
4
[نطلًا] على الرأس، ويجب ان تكون معتدلة. فان وجد شبه لذع، ووجع اعيائى تحت
5
اذنه، أوفى ابطه، أو فى اربيته استعمل عليه الاضمدة الحارة الجذابة كالنعناع والكرفس
6
مع السمن العتيق. وربما احتاج ان يضع المحاجم بلا شرط لتندفع المادة من الدماغ
7
إلى ما مالت إليه وتورم.
8
|178vb41|علاج الصداع الذى يدعى انه يكون بسبب الدود
9
يجب ان يبدأ بتنقية الدماغ والبدن، ثم يسعط بايارج فيقرا قليلًا، ويكزر ذلك
10
فى الاسبوع مرارًا. ويستعمل جميع الأدوية التى تذكر فى باب نتن الأنف، وجميع ما
11
يقتل الدود فى البطن مثل عصارة ورق الخوخ، وعصارة أصل التوث والصبر. و
12
ينتفع بالسعوطات والعطوسات المنقية للدماغ.
13
|178vb52|علاج الصداع الذى يهيج بعقب النوم والنعاس
14
يجب ان ينقى معه البدن والرأس بما قد علمت. وينفع منه ان يضمد الصدغان
15
والجبهة برماد وخل. وافضل الرماد له رماد خشب التين.
16
|179ra1|تدبيرلأصناف الصداع الكائنة بالمشاركة
17
كلام كلى فيها
18
يجب فى جميع اصناف الصداع الكائن بمشاركة اعضاء ان تعتنى بتلك الاعضاء،
19
وان تستفرغها بما يخصها، وان يبدل مزاجها. ومع ذلك يقوى الرأس بالمقويات
20
لئلا يقبل "ان كان فى الإبتداء فبالباردة" كدهن الورد والخل. واما بعد ذلك فان كانت
21
المادة حارة والكيفية حارة عملت ذلك العمل بعينه دائمًا. وان كانت باردة انتقلت إلى
22
دهن البابونج مع دهن الآس، أو دهن ديف فيه صمغ السرو، اواتخذ بورق السرو،
23
وعصارته او الاثل. فاذا فرغت من العضو تأملت هل استحال العرض مرضًا بنفسه،
24
وهل صار سبب الصداع راسخًا فى الرأس، ويتعرف المادة والكيفية فتفعل ما علمته.
3-57
1
والذى يكون بمشاركة الساق، ويحس صاحبه كأن شيئًا يرتفع من ساقه، فيجب
2
اذا كان هناك امتلاء ظاهر ان تفصد الصافن، او تحجم الساقين، وتنقى بدنه بالاصطمخيقون.
3
فان لم يكن هناك امتلاء ظاهر فشد الساقين إلى الاربية، ودلك قدميه بملح ودهن خيرى.
4
وان عرف الموضع الذى يبتدئ منه كواه، او استعمل عليه دواءً مقرحًا ليقرح ويتقيح.
5
واما علاج الصنف الكائن بسبب ابخرة تتصاعد من اعضاء البدن. فان كان
6
السبب بخارات تصعد فيتناول قبل الدور الفاكهة، وان لم يحضر فالماء البارد ولو على
7
الريق. واكثر الفواكه موافقة هو السفرجل. والكزبرة مما ينتفع به، وهو مما يمنع صعود
8
البخارات. وكذلك حال ما يكون بمشاركة الكبد. وينفع من ذلك خاصة الادرار، و
9
تضميد الكبد بالضمادات التى تحبس المادة.
10
واما علاج الصنف الكائن بمشاركة المعدة أما ما يكون بسبب ضعف المعدة؛
11
وخصوصًا ضعف فمها حتى يقبل المواد، ويفسد فيها الكيموسات، وذلك إنما يهيج
12
فى الاكثر على الخوى، فيلقم لقمًا مغموسة فى ماء الحصرم، وماء الريباس، وما اشبه
13
ذلك، أو فى ربوب الفواكه القابضة الطيبة الرائحة. وليحس حساء من خبز أو دقيق
14
الحنطة محمضًا بمثل حب الرمان ونحوه؛ فانما اذا استكثر من هذا قوى فم معدته، وإلى
15
ان يعمل ذلك. فان وجد غثيانًا تقيأ ليقذف الصفراء المنصبة ويستريح. فان كانت
16
المعدة مع ذلك باردة استعملت هذه الأشياء مبزرة بالافاوية الطيبة الرائحة الحادة، واتخذ له
17
جلاب بالافاوية، وليغمس اللقم فيما يتخذ له من ذلك. وان كانت الحموضة و
18
اللذع لا يلا يمها، ويهيج من أذاها اقتصر على لقم فى الجلاب إما ساذجًا، وإما بالافاوية
19
بحسب الحاجة. وهذا الانسان ينتفع جدًا بأن يبادر قبل الصداع فيلقم لقمًا ويتحسى
20
حسوًا. واذا أحس بانحدار طعامه وانهضامه تناول شيئًا مما فيه قبض كلقم خبز فى رب
21
فاكهة، أو نفس الفاكهة، أو خبز بقسب، أو بزيتون.
22
وأما ما يكون بسبب اخلاط فيها فأول ما يجب ان يبادر إليه التنقية، وبعد ذلك
23
مره أن يغتذى بالاغذية اللطيفة المحمودة، الخفيفة الهضم، الجيدة الكيموس، ثم يميل
24
بالكيفية إلى الواجب، فيكون مع ذلك فيه تحليل وهضم واطلاق. وان لم يجد الحمد، و
25
تولد الدم الجيد ''مقارنين" "للجنسين الآخرين" آثر الحمد وتوليد الدم الجيد عليهما. وأحمد
26
ذلك ان يكون بعد دخول الحمام. ويجب لهؤلاء ان يخفف بخارهم. فان كانت الاخلاط
3-58
1
مرارية فعالج بما علمناك فى القانون من المعالجات مع تقوية الدماغ بدهن الورد أو دهن
2
الآس. فان كانت الاخلاط بلغمية باردة يهيج فيها رياح شديدة فالمقيئات التى هى أقوى
3
والملطفات. وان لم يزل فالايارجات الكبار بطبيخ الافتيمون.
4
وينفع فى ذلك قطع شريانى الصدغ، او كيتان خفيفتان على الصدغين بحيث
5
لا يحرق الرأس؛ ولكن يضيق على [الشرايين وكثيرًا ما يسل الشريان اويقطع ويكوى.
6
واصلح الكى أن يكشف عن] الشريان، ثم يكوى الشريان نفسه حتى لا يقع اثره على الجلد.
7
والمكاوى مسلات محماة. فاما ما امكن ان يدافع لا سيما فى الصيف دوفع. ويجب ان
8
يجعل غذاءه أحساء، ولا يمضغ شيئًا إلى عشرة ايام. ويكون وقت تغذيته فى الصيف
9
وقت البرد. ويجب ان لا يكثر الكلام. وكذلك ان يلصق القوابض على الشرائين،
10
ويخلط بها الانزروت والزعفران، ونحن نصفها فى اقراباذين. وقد يوضع عليها الأسرب،
11
ويشد بعصابة لئلا ينبض فيوجع، وكذلك الخشب. وأما الكى القوى المذكور لهذا:
12
فثلثة على وسط الرأس، واثنان على الصدغين، وواحدة فوق النقرة عند مؤخر الرأس.
13
ويجب ان يجتنب الخمر على كل حال. وان كان السبب ابخرة تصعد من المعدة فهو
14
على جملة ما امرنا به فى علاج الصداع الكائن عن ابخرة تصعد إلى الدماغ من الاعضاء
15
الأخرى.
16
ومن هذا القبيل علاج الصداع الذى يهيج مع شرب الماء؛ فان هذا ايضًا يكون
17
لضعف المعدة. وأجود العلاج له ان يسقى صاحبه شرابًا ريحانيًا قليلًا، ويمزج به ايضًا
18
ماءه الذى يشربه لئلا ينكى فم المعدة. فاما الكائن بمشاركة الكلية والمراق والرحم و
19
غير ذلك فيكفى فى تدبيره ما قدمناه فى اول الكتاب، وصداع الحميات، وقد قلنا فيها.
20
|179rb53|فصل فى ثقل الرأس
21
ينفع منه الاستفراغ واستعمال الشبيار. وان كان دمويًا فعلاجه بالفصد،
22
ثم فصد عروق الجبهة؛ خصوصًا ان كان الثقل إلى خلف. وايضًا فصد عروق
23
الخششاء والشريان الذى خلف الاذنين وخصوصًا اذا كان الثقل إلى قدام.
24
|179va3|الصداع المعروف بالبيضة والخوذة
25
هذا النوع من الصداع يسمى بيضة وخوذة لإشتماله على الرأس كله، و
26
هو صداع مشتمل لابث ثابت مزمن، وتهيج صعوبته كل ساعة، ولادنى سبب من
27
حركة، و شرب خمر أو تناول مبخر. ويهيجه الصوت الشديد، وربما هاجه
3-59
1
الصوت المتوسط حتى ان صاحبه يبغض الصوت والضوء، والمخالطة مع الناس، و
2
يحب الوحدة والظلمة والراحة والاستلقاء. ويختلفون فيما يوذيهم من الاسباب
3
المذكورة، فبعضهم يوذيه شىء من ذلك، وبعضهم شىء آخر. ويحس كل ساعة
4
كأن رأسه يطرق بمطرقة، او يجذب جذبًا، أو يشق شقًا. ويتادى وجعه
5
إلى اصول العين. وجالينوس: يجعل الجالب لهذه العلة ضعف الدماغ أو شدة حسه.
6
والسبب المولد لها ''خلطًا رديئًا، اوورمًا حارًا، أو باردًا''. على أنه كثيرًا ما يكون عن ورم
7
سوداوى أو صلب. واكثر ما يكون انما يكون فى وسط الحجاب إما الخارج من القحف و
8
إما الداخل.
9
فقد علمت انه اذا كان السبب ورمًا أو غيره انما هو فى الحجاب الداخل فى القحف
10
أحس الوجع ممتدًا إلى العين؛ ولان ذلك الغشاء يشتمل على العصبة المجوفة، ويمتد
11
جزء منه إلى الحدقة. واذا كان فى الحجاب الخارج أحس الوجع بمس اليد، وكره
12
صاحبه وقوع المس عليه بالعنف. واكثر ما يحدث عن امراض سبقت فاضعفت جوهر
13
الدماغ، وحجبه الداخلة والخارجة، حتى صارت تتأذى بالحركات اليسيرة من حركات
14
البدن الغذائية والبخارية، والحركات الخارجة، ويقبل الفضول الموذية.
15
ومن الاطباء من لا يراعى فى البيضة هذه الشرائط؛ بل يقول: بيضة لكل وجع
16
يشتمل على الرأس كله خارج القحف أو داخلًا. وكان سببه من بخارات فى المعدة،
17
أو بخارات فى الرأس، أو مواد، او فلغمونى فى نفس الدماغ، أو حجبه، فيكون مع
18
ثقل وضربان وحمرة، ويكون مع تلهب ولذع بلا كثير ثقل، أو عن الاخلاط الأخرى
19
ان لم تكن حمرة وكان ثقل، وكان هناك علامات الاخلاط الباردة. ويعالج كلًا
20
بحسبه؛ الا ان اسم البيضة فى الحقيقة مستعمل عند المهرة من الأطباء على ما هو بالشرائط
21
المذكورة.
22
علاجه: ان علمت ان هناك دمًا كثيرًا، وأن سببه الاول، أو سببه المحرك هو الدم
23
فصدت، وأما ان كانت الدلائل على أن الاخلاط باردة، وكانت المدة قد طالت على
24
العلة، وكنت قد استعملت فى الاول ايضًا ما يردع، فاستعمل النطولات بمياه فيها
25
محللات يسيرة مسخنة مع قمع يسير وقبض مثل فقاح الإذخر والبابونج والنعناع، وسائر
26
ما علمته فى القانون، وتدرج إلى القوية، واستفرغ بما يليق به. واستعمال حب
3-60
1
الصبر بالمصطكى مما هو نافع جدًا فيه، وتتعهده كل ثلاث ليال. وتستعمل القوقايا
2
فى استفراغاته ان احتيج [اليها] إلى القوى منها، ثم يسقى طبيخ الخيارشنبر مع اربعة
3
مثاقيل دهن الخروع.
4
واعلم انك اذا استفرغت فقد بقى لك ان تنقى الدماغ وحجبه بالأشياء التى
5
تقويه مما علمته. ومن ذلك شمومات المسك، والعنبر والكافور ايضًا يخلط بهما.
6
وربما خلطوا مع ذلك الصبر ليجمعوا مع التقوية التحليل. والزمه الضمادات الحارة
7
المخدرة التى علمتها. فاذا انحط فاستعمل الحمام، والأضمدة القوية. وأما مادام
8
فى الابتداء، وعلمت ان المواد حارة، فدبر بما تبين لك وعلمته فى قانون تدبير الدماغ.
9
وواتر سقيه لب الخيارشنبر مع دهن اللوز أيامًا متواترة. وقد ينفعهم السعوط بموميائى ودهن
10
البنفسج.
11
واعلم ان البيضة اذا طالت فقد استحالت إلى مزاج البرد وان كان من سبب حار.
12
واعلم ان البيضة المزمنة لا يقلعها الا ما هو قوى التحليل والاسخان. وقد ينفعهم ان
13
يسعطوا باقراص الكوكب، وشليثا، ودواء المسك، وما يجرى مجراها، يداف أى ذلك
14
كان فى لبن مرضعة جارية؛ وخصوصًا عند اشتداد الوجع وغلبة السهر.
15
وأما الفصد وكى الشرائين، وقطعها من الجبهة فى البيضة، فعلى ما كان فى
16
الصداع العتيق. وأما الغذاء فما لا يبخر مما علمت حتى العدس بدهن اللوز الحلو.
17
وكذلك مرق البقول. ولا بأس ان يغذى المبرد منهم بمثل ذلك بسبب قلة بخاره. وأما
18
الاطلية فيجب ان تمال تارة الى ما يخدر قليلًا، ويكون الغرض الاعظم التحليل. ومن
19
هذه الاطلية افيون ودم الاخوين وزعفران وصمغ يطلى به من الصدغ إلى الصدغ
20
عند الضرورة المحوجة إلى التخدير. ومنها الزعفران والعفص وأقراص الكوكب؛
21
فان ذلك اذا طلى بها جميع الجبهة كان نافعًا. وارجع إلى اقراباذين وإلى الواح الادوية
22
المفردة.
23
|179va54|الشقيقة
24
هى وجع فى أحد جانبى الرأس يهيج. ويحدها جالينوس بانها الساترة المتوسطة. وربما
25
كان سببه من داخل القحف. وربما كان فى الغشاء المجلل للقحف. واكثر ما يكون فى
26
عضل الصدغ. وما كان خارجًا فقد يبلغ [إلى] ان لا يحتمل المس، ويكون المواد
27
واصلة إلى موضعه إما من الأوردة والشرايين الخارجة، وإما من الدماغ نفسه وحجبه،
28
فيصعد اكثر ذلك من طريق الدروز. فقد يكون من بخارات تندفع من البدن كله، اوعضو
29
من ذلك الشق. واكثر ما تكون الشقيقة تكون ذات ادوار. وانما تكون على الأغلب من
3-61
1
الاخلاط، ولا تكون شقيقة لها قدر من سوء مزاج مفرد. والتى تكون من الاخلاط
2
فقد تكون من اخلاط حارة، ومن اخلاط باردة، ومن رياح، ومن بخارات. فقد علمت
3
العلامات. وتجد مع البارد سكونًا بالتسخين، وتمددًا قريبًا، ومع الحار سخونة المس،
4
وضربانًا فى الاصداغ، وراحة بالمبردات. وايضًا فان البارد يحس معه ببرد، والحار
5
يحس معه بحر، وذلك عند اشتداد الوجع.
6
العلاج: علاجها الفصد على نحو ما علمت فى البيضة وغيرها؛ وخصوصًا عرق الجبهة
7
والصدغ، والاسهال والحقن والجذب، كل بحسبه على ما حد لك فى القانون. ومما
8
ينفع الحار نقيع الصبر فى الهندباء المذكور فى اقرابادين. والشربة منه ما بين أوقية إلى ست
9
أواقى. وينفع فيها فصد الجبهة، وفصد عروق الأنف جدًا. واذا كان دورًا فيجب
10
أن ينقى البدن قبله، ويبدل المزاج بعد التنقية. فان كانت المادة حارة جعلت المخدرات على
11
الصدغين من الافيون وقشور اصل اللفاح والشبث والبنج والكافور، وبردت الموضع
12
بما تدرى مما ذكر فى القانون. وقد ينتفعون بمداد الكتاب يطلى به الشق الذى فيه الشقيقة.
13
ومن اطلية جباه اصحاب الشقيقة الزعفران. وينتفعون بضماد متخذ من سذاب ونعنع
14
بخبز دهن الورد. وكذلك الطلاء باقراص بولس المذكورة فى اقراباذين، وكذلك استعمال
15
ضمادات حب الغار وورق السذاب جزء جزء خردل نصف جزء ويجمع بالماء و
16
يستعمل. وابلغ منه قيروطى متخذ من الذراريح حتى ينفط الموضع، أو من ثافسيا فهو
17
يقرح ويحاكى <منفعته> منفعة الكى.
18
وان كانت المادة الباردة شديدة البرد جدًا ضمدت بفربيون وخردل وعاقرقرحا
19
وما اشبه ذلك. واما المزمن الذى طالت مدته فهو بارد على كل حال، ويحتاج إلى
20
التحليل، وإلى ما يسخن بقوة. وقد ذكرنا اطلية ونطولات مشتركة، وخاصة بالشقيقة
21
فى اقراباذين فيستعمل ذلك. واذا استعملت الأطلية وكنت استفرغت من البدن و
22
نقيته، فتقدم بتمريخ عضل الصدغ فى جهة الوجع باصابعك وبمنديل خشن عند وقت
23
الدور ثم اطل. واذا احتجت إلى التخدير، واشتد الوجع الضربانى، فقد ينفع ان يطلى
24
على الشريان فى الصدغ الذى يلى الموضع افيون مع الأنزروت والقوابض، وأن يشد
25
الآنك عليه، اوخشبة مهندمة، ليمنع من النبض القوى [المحدث للوجع الضربانى كما
26
قد بيناه فيما سلف من القانون] فى الكى.
3-62
1
وقد ذكر بعض المتقدمين علاجًا للشقيقة المزمنة مجربًا نافعًا ماخوذًا من امرأة.
2
وذلك أن يطبخ اصول قثاء الحمار وافسنتين فى ماء وزيت حتى يتهريا، ثم ينطل الشق
3
الآلم بالماء والزيت حارين، ويضمد بالثفل. وكان كلما استعملت هذا ابرأت الشقيقة
4
كانت بحمى أو بغير حمى. وليس من الأضمدة كضماد الخردل. واذا طالت العلة
5
ضمدت بثافسيا، أو قشور اصول الكبر والعنصل والفربيون مسحوقة معجونة بشراب ريحانى؛
6
فانه علاج عظيم النفع منها. ومما ينتفعون به ان يبتدوا فيدخلوا الحمام، ويكثروا
7
الاكباب على الماء الحار، ثم يسعطوا بدهن الفستق؛ فان ذلك يحدر الوجع إلى العنق
8
من ساعته، ثم التقط النسخ المذكورة فى اقراباذينات، والمفردات والموردة فى الواح
9
الأدوية المفردة <انشاء الله>.
10
|180rb42|المقالة الثالثة فى اورام الرأس وتفرق اتصالاته
11
الكلام فى فرانيطس
12
وهو السرسام الحار. يقال فرانيطس للورم الحار فى حجاب الدماغ الرقيق
13
أو الغليظ دون جرمه وان كان جرمه قد يعرض له ورم. وليس كما ظن بعض
14
المتطببين أن الدماغ لا يرم نفسه محتجًا بأن ما كان لينًا كالدماغ، أو صلبًا كالعظام فانه
15
لا يتمدد، وما لا يتمدد فانه لا يرم، فان هذا الكلام خطأ. وذلك ان اللين اللزج يتمدد،
16
والعظام [ايضًا] ترم، وقد أقر به جالينوس، وسنبين القول فيه فى باب الاسنان؛ بل نقول:
17
ان كل ما يغتذى فهو يتمدد ويزداد بالغذاء. وكذلك يجوز ان يتمدد ويزداد بالفضل. وذلك
18
هو الورم. ولكنه وإن كان الدماغ قد يتورم، فان فرانيطس والسرسام اسم مخصوص بورم
19
حجاب الدماغ اذا كان حارًا، وان كان فى بعض المواضع قد اطلق ايضًا على قدم جوهر
20
الدماغ وهو الاستعمال الخاص بهذا الاسم؛ إلا أنه منقول من اسم العرض الذى يلزمه،
21
وهو الهذيان، واختلاط العقل مع حرارة محرقة. والإسم العامى واقع على هذا العرض،
22
والصناعى على هذا الورم. وهذا النقل شبيه بنقل اسم العرض وهو النسيان إلى مرض
23
يوجبه ويقتضيه وهو السرسام البارد. واذا استعمل السرسام الاستعمال العامى دخل
24
فيه السرسام الدماغى وهو هذا.
3-63
1
ومن الناس من لا يعرف اللغات بحسب ان البرسام <هو> اسم لهذا الورم، وان
2
السرسام اخف منه، وليس كذلك؛ فان البرسام هو لفظة فارسية، والبر هو الصدر، والسام
3
هو الورم. والسرسام هو ايضًا لفظة فارسية: فالسر هو الرأس، والسام هو الورم والمرض.
4
والسرسام الكائن فى الحميات او الكائن لاخلاط فى فم المعدة محرقة. والذى ربما
5
كان لاورام فى نواحى الرأس خارجة إما فى الغشاء الخارج <أو غيره>: والسرسام
6
الكائن مع برسام وهو الذى يكون بمشاركة الحجاب واورامه، وسائر عضلات الصدر. و
7
الكائن مع ورم المثانة والرحم والمعدة.
8
وللاشتباه الواقع فى هذا الاسم يختلف أوصاف المصنفين له كما يختلف
9
أوصاف المصنفين لليثرغس الذى هو السرسام البارد الذى يسمى النسيان؛ لكن السرسام
10
الحقيقى بحسب الاستعمال الصناعى هو ما قلنا. وربما ورم معه جوهر الدماغ ايضًا
11
بمشاركة و انتقال. وذلك شديد الرداءة يقتل فى الرابع، فان جاوزه نجا. واكثر من يموت
12
بالسرسام يموت لآفة فى النفس.
13
ولهذا الورم مواضع مختلفة بحسب اجزاء الدماغ. وربما اشترك فيها جزءان،
14
أو عم المواضع كلها. واكثر ما يكون انما يستقر عموده إلى ما يلى التجويف المقدم
15
وإلى الأوسط. ومبدأه دم، أو صفراء صحيحة، أو حمراء صحيحة، أو محترقة ضاربة
16
إلى السواد وهو ردئ جدًا. وكانه ليس يكون فى الاكثر الا عن دم مرارى دون الدم
17
النقى، أو عن صفراء، وكأنه لا ينقضى الا بعرق أورعاف.
18
وكثيرًا ما يرم الحجاب والعروق التى تخرج من الرأس حتى يكاد ينفتح [معه]
19
الشؤن، وما كان منه مع اختلاط عقل مركب من بكاء وضحك ساعة بعد أخرى فهو ردئ.
20
و[كذلك] اذا كان انتقالًا من ذات الرئة، لانه يدل على شدة حرارة الخلط. وكذلك
21
لو انتقل الى غير الحقيقى. واذا عرض ان دام الثقل فى نواحى الرأس والرقبة، ثم
22
عرض تشنج وقىء زنجارى مات العليل فى ساعته. وأطول مهلته يوم أو يومان ان كانت
23
القوة قوية. وأرجى اصناف فرانيطس ان يذكر العليل ما كان يهذى به بعد خف حماه.
24
واذا عرض لهم امورويدس كان دليلًا محمودًا. واذا شخص المبرسم فتقيأ
25
مرارًا أحمر وهو ضعيف فهو يموت فى يومه، أو قوى فبعد يومين. وما رأى احد به ورم
3-64
1
فى نواحى الدماغ يكون بوله مائيًا فيخلص. وكثيرًا ما ينحل فرانيطس بالبواسير اذا سالت،
2
وقد تبرد وتنتقل الى ليثرغس، وربما تخلص عنه فاوقع فى دق أو فى جنون. وكثيرًا ما
3
ينتقل غير الحقيقى إلى الحقيقى، وقل ما يتخلص المشايخ من علة فرانيطس.
4
وقد زعم بعض المتطببين انه ربما عرض مرض شبيه بفرانيطس من غير حمى،
5
وكونه من غير حمى دليل على خلوه من الورم. قال: لكنه شديد القلق والتوثب، لا يملك
6
صاحبه قرارًا، ويكاد يتسلق الحيطان، ويشتد ضجره، وضيق نفسه، وعطشه. فاذا
7
شرب الماء شرق به وقذفه. قال: وهو قاتل من يومه فى اكثر، وربما امتد إلى أربعة
8
أيام. ولن ينجو منه احد؛ بل يعرض ان تسود وجوههم وألسنتهم، وتكون أعينهم
9
جامدة، وحالهم كحالة الملهوفين، ثم تلين حركاتهم، ويسقط نبضهم ويموتون. واكثر
10
موتهم بالاختناق. وتراه يعدو ثم تراه إثر ذلك قد سقط ومات. اقول: لا يبعد ان يكون
11
السبب فى ذلك بمشاركة الدماغ لعضو آخر كريم؛ مثل عضل النفس اذا عرض لهم تشنج
12
عظيم، أو فساد آخر نحو الخناق، فيتأدى إلى الدماغ فيشوشه ويفسده، ويخلط العقل،
13
و"يعطس بتخفيف" نواحى الرأس والحلق والصدر.
14
علاماته المشتركة: أما علاماته المشتركة لاصنافه الحقيقية فحمى لازمة يابسة، يشتدبه فى
15
الظهائر على الاكثر، وهذيان يفرط تارة، وينقطع أخرى؛ "و كراهة للكلام وكسل عنه"،
16
ويختلط العقل، واكثره بقرب الرابع، وعبث الاطراف، واضطراب، ونفس مضطرب
17
غير منتظم؛ ولكنه عظيم، وامتداد من الشراسيف إلى فوق كثيرًا، واختلاج اعضاء
18
معه وقبله ينذر به. وربما كان معه نوم مضطرب يتنبهون عنه، ويصيحون فتارة ينامون،
19
وتارة يسهرون. ويكون فى الاكثر نومهم مضطربًا متشوشًا مع خيالات، واحلام فاسدة
20
هائلة، وانتباه مشوش مع صياح. ويكون هناك وقاحة وجسارة، وغضب فوق المعهود.
21
ويبغضون الشعاع، ويعرضون عنه. ويضطرب لسانهم اضطرابًا شديدًا ويخشن، و
22
يعضون عليه. وربما ورمت السنتهم. وكثيرًا ما ينقطع صوتهم. ويشتهون الماء،
23
ويشربون منه قليلًا لا يكثرون. وليس ايضًا شهوتهم له كثيرة. وكثيرًا ما يبرد اطرافهم
24
من غير برد من خارج يوجبه. وأما أبوالهم فتكون مائلة إلى الرقة واللطافة.
25
وأما نبضهم فيكون صلبًا بسبب كون الورم فى عضو عصبى، صغير لصلابة العرق
26
وضعف القوة، مضغوط بالمادة. وفى نبضهم قوة ما إلى أن يقاربوا الخطر؛ لان اليبس
27
يجمع ويشد. ويكون آخر الانقباض فيها وأول الانبساط أسرع. ولا تخلو منشاريته عن
3-65
1
موجية ما؛ لان الدماغ جوهر رطب. وقد يعرض لنبضهم ان يعرض مرارًا، و<أن> يعظم
2
للحاجة، وان يتواتر، وان يختلف فى اجزاء الوضع ويرتعش. وذلك مما ينذر بغشى؛
3
اللهم الا ان يكون جنسًا من الاختلاف. والإرتعاش يوجبه صلابة العرق، وقوة
4
<من> القوة فلا ينذر به. وقد يعرض للنبض منهم أن يكون تشنجيًا فينذر بتشنج.
5
واذا رأيت علامات امراض حادة، وحميات صعبة، واعتقلت الطبيعة، فان
6
ذلك ينذر بسرسام، وكانه من المنذرات القوية. ويتقدم فرانيطس نسيان للشىء القريب،
7
وحزن بلا علة، واحلام رديئة، وصداع كثير، وثقل وإمتلاء، ويتقدمه فى الاكثر
8
صفار الوجه، وسهر طويل، ونوم مضطرب. ويشتد هذه الأعراض ما دامت المواد
9
تتوجه إلى الدماغ، وتدور فى عروقه وتترقرق.
10
فاذا قربوا منه وتشرب الدماغ المادة وجدوا ابتداء الوجع من مؤخر الرأس عند
11
القفا؛ وخصوصًا فى الصفراوى. واذا وقعوا فيه وورم الدماغ يبست اولًا أعينهم
12
يبسًا شديدًا، ثم اخذت تدمع؛ وخصوصًا من احد العينين. وكثيرًا ما يعرض ان يحمر
13
عروقها حمرة شديدة. وربما عقبه قطرات دم من الأنف. وكثيرًا ما يدلكون أعينهم.
14
ومالوا إلى سكون وهدؤ فى اكثر البدن الا فى اليدين؛ فانه ربما يعبث بهما ويلقط
15
الزئبر. وقد يكون ذلك فى الأكثر مع تغميض، وقد يكون مع تحديق وقحة؛ وربما
16
كسلوا عن الكلام الفصيح لا يزيدون على تحريك اللسان. وربما حدث بهم تقطير بول
17
بمعرفة منهم أو بغير معرفة، وهو فى الحميات من الدلالة القوية على السرسام الحاضر.
18
ويغفلون عن الآلام ان كانت فى أعضاءهم؛ بل لومس شىء من أعضاءهم الآلمة بعنف
19
لم يشعروا به.
20
ونزيد فنقول: اذا وقع الورم فى الجانب المقدم أفسد التخيل. وأخذوا يلقطون
21
الزئبر من الثياب والتبن، وما اشبهه من الحيطان، وتخيلوا اشباحًا لا وجود لها. و
22
إن كان فى الوسط أفسد الفكر، فخلط فيما يعمله، ويلفظ بالهذيان الكثير. اذا وقع فيما
23
يلى خلف نسى ما يراه. ويفعله فى الحال حتى انه ربما دعا بالشىء فيقدم إليه فلا يذكر انه
24
قد طلبه. <وربما يذكر انه طلبه>. وربما دعا بالطست ليبول فيه فيقدم إليه فينساه. و
25
ان اشتمل الورم على الجهات كلها ظهرت هذه العلامات كلها. وان تورم معه الدماغ احمر
26
الوجه والعين، وجحظت العينان جحوظًا شديدًا، واحمرتا إن كانت المادة المورمة
3-66
1
دمًا، او اصفرتا ان كانت المادة المورمة صفراء كلها.
2
وأما الكائن من الاختلاط بالمشاركة فيدل عليه وقوعه دفعة، وتابعًا لسوء حال
3
عضو آخر، ونائبًا مع نوائب اشتداده؛ ينقص لنقصان فى حال غيره، ويزيد بزيادتها.
4
والكائن عن السرسام الدماغى يحدث قليلًا قليلًا ويلزم. وعلامات السرسام الحقيقى
5
يتقدم ثم يعرض المرض. واما غير الحقيقى فيتقدمه امراض اعضاء أخر ثم تظهر علاماته.
6
وأما الكائن من جهة الحجاب الحاجز وعضلات الصدر فتتقدمه علامات
7
البرسام وذات الجنب مع وجع ناخس فى الجنب عند النفس، وضيق نفس، ونبض
8
منشارى، وسعال يابس أولًا، ثم يرطب فى الاكثر وينفث. ويكون مع حمى لازمة،
9
اكثر حرارتها فى نواحى الصدر. وفى الحقيقى فى نواحى الرأس، ''وكثرة حس تمدد" فى
10
الشراسيف إلى فوق، ويختص به حس وجع فوق الجمجمة غير شامل. ولا تكون
11
العلامات المذكورة <به> فيما سلف قوية <و> كثيرة، ونفسه يكون مختلطًا يضعف مرة
12
فيتواتر ويعظم أخرى، "و الصغير والضعيف" اكثر، ويكون مرة كالزفرة. واما فى فرانيطس
13
الحق فيكون النفس اعظم بل عظيمًا. ويشترك السرسامان فى قوة الاختلاط؛ ولكن
14
يفارق [السرسام التابع] السرسام الحق بانها تتبع فى قوته قوة الحمى، وتخف مع خفة
15
الحمى.
16
وأما الكائن لخلط فى فم المعدة فانه يحس معه بلذع فى فم المعدة، وغثيان و
17
عطس ومرارة فم. والكائن بسبب اورام اعضاء أخر فيعلم بما يظهر من احوالها، فانها
18
ما لم يكن ظاهرة جلية لم تؤد إلى اختلاط العقل والسرسام البين.
19
ولنذكر [الآن] علامات اصناف الحقيقى من السرسام فنقول: أما الكائن عن
20
الدم فاول علاماته ان عامة عوارضه المذكورة المشتركة تعرض مع الضحك، وتعرض
21
له قطرات رعاف، ويعظم نفسه، وتدمع عينه وترمص. ولا يكون السهر الذى يعتريه
22
بذلك المفرط. وتكون خشونة اللسان فيه إلى حمرة، مائلة الى السواد ثم يسود، ويكون
23
اللسان فيه ثقيلًا. وربما كسل عن الكلام لثقل اللسان. وتكون خيالاته التى يتشبح له
24
حمراء، ويكون عروق وجهه وعينه ممتلئة. ويعرض له تواتر قعود وقيام من غير حاجة
25
إليهما.
3-67
1
وأما الكائن من صفراء صحيحة فانه يسهر كثيرًا. وتجف معه العينان شديدًا
2
جدًا، ويخشن اللسان شديدًا، ويصفر اولًا ثم يسود، وتشتد الحمى. ويكثر الولوع
3
بمسح العينين. ويتخيلون أشياء صفر. ويدخل فى أخلاقهم سبعية، وسوء رأى، وحرص
4
على الخصام. وكأنه فى هيئة من يريد ان يقاتل. وتدق آنافهم؛ وخصوصًا فى اطرافها.
5
ويعرض لجباههم انجذاب شديد إلى فوق. وأما الكائن من صفراء محترقة وهو الردئ
6
المهلك، فأول علاماته ان عامة عوارضه تعرض مع جنون وضجر، ونفس عظيم،
7
وعبث؛ ويكون أعينهم كدرة، ويشبه صبارا وكأنه هو.
8
وأما علامات انتقاله فان كان ينتقل إلى ليثرغس ــ وذلك أرجى لهم ــ رأيت العين
9
تغور، والتغميض يدوم، والريق يسيل، والنبض يبطىء ويلين. وأما علامات إنتقاله
10
إلى شقاقلوس و[هو] الورم الدماغى ان تظهر علامات شقاقلوس، ويغيب سواد العين،
11
ويظهر البياض فى الأحيان، ويابى الإضطجاع الا مستلقيًا، وينتفخ بطنه ويمتد شراسيفه،
12
ويكثر اختلاج اعضاءه. وعلامة انتقاله إلى الدق غوور العينين، وهدؤ الحمى، وقحل
13
البدن، وصغر النبض وصلابته. واما علامات انتقاله إلى التشنج فقد اوردناها فى
14
باب التشنج.
15
|181va37|العلاج لاصنافه
16
أما <العلاج> المشترك لأصنافه الحقيقية فالفصد من القيفال، واخراج دم
17
صالح بل كثير جدًا. ويبارد إلى ذلك كما يبتدئ الاختلاط ان لم يمنع من ذلك
18
مانع قوى. ويجب ان يكون فصده مع احتياط فى تعرف حاله من الغشى هل وقع فيه أو
19
قرب منه، ويحبس الدم عند القرب من الغشى، ويحتال فى معرفة ذلك؛ فانه لا يظهر
20
فيهم حال الإفاقة من حال الغشى ظهورًا كثيرًا؛ ولكن النبض قد يدل عليه؛ فانه اذا ارتعش
21
أو انخفض، واختلف بلا نظام حتى تجد واحدة عظيمة، وأخرى صغيرة، دل على قرب
22
الغشى. ويجب ان يحتاط فى عصب العصابة عليه، حتى يكون موثقًا لا تحله حركاته
23
"واضطرابه الذى لا عقل له" معها، فربما حله وارسله بنفسه بخيال فاسد يستدعيه إليه.
24
ثم بعد ذلك يفصد عرق الجبهة ان كانت القوة قوية، وأوجبه الحال وقوة المريض.
25
وأما ان لم تساعد القوة والاحوال على فصده الكلى ومن يده، او لم يمكنك من يده
26
واحوجه ما يراود عليه من ذلك، إلى قلق، وضجر شديد، فافصده من الجبهة، واجعل
3-68
1
على رأسه فى الابتداء دهن الورد مع الخل مبردًا، وسائر ما عددناه لك من العصارات
2
المبردة.
3
وينتفع الصفراوى بتضميد رأسه بورق العليق جدًا. واسكنه بيتًا معتدلًا فى
4
الهواء ساذجًا لا تزاويق فيه ولا تصاوير؛ فان خيالاته تولع فى تاملها. وذلك مما يوذى
5
دماغه وحجب دماغه. ويجب ان يكون فى مسكنه، وبالقرب منه من المشمومات
6
الباردة مثل النيلوفر والبنفسج والورد والكافور، والتى عددناها لك فى القانون. واصحبه
7
أصدقاءه الظرفاء المحبوبين إليه المشفقين عليه، ومن يستحى منه، فيكف بسببه [عن
8
تخليطه]، واضطرابه الضارين. واجتهد فى تنويمه ولو بتقريب شىء من الأفيون من
9
جبينه وانفه ان كانت القوة قوية؛ والا فاياك، وذلك فانه مهلك، "بل استعن بغير
10
الأفيون"، بل استعمل مثل شراب الخشخاش، وضمد رأسه بالخس، واسقه بزر الخشخاش
11
فى ماء الشعير.
12
على ان الأصوب ان <لا> تدافع بالفصد ان احتمله الوقت، ولم يكن فى تاخيره
13
خطر تفعل ذلك فى الابتداء يومين [او] ثلاثة. ثم اذا افتصد لم يبالغ ان امكن حتى يبقى
14
فى البدن دم يقوى به الطبيعة على مصارعة البحرانات، وعلى فقد الغذاء ان اوجبه الوقت،
15
وبعد فصدك اياه. فمن الصواب ان تحقنه بحقنة لينة جدًا مثل دهن ورد مع ماء الشعير
16
والماء والزيت. فان احتجت إلى ما هو أقوى من هذا بعد ان يكون فى درجة اللينة
17
فعلت. واجذب المواد إلى اسفل بكل وجه من دلك الرجلين وغمزهما، وصب الماء
18
الفاتر عليهما؛ بل بالعصب والشد، بل بتعليق المحاجم عليهما؛ وخصوصًا فى حال
19
هبوط الحمى، وقبل اشتدادها ان كان لها ذلك، فربما وجب فى ابتداء العلة ان يلزم
20
المحجمة كاهله، وخذه أولًا بغاية تلطيف الغذاء حتى تقتصر على السكنجبين [السكرى]،
21
ثم بعد ذلك بيوم او يومين فانقله الى ماء الشعير الرقيق مع السكنجبين، ثم الغليظ.
22
وراع فى ذلك القوة والعلة. فكلما رأيت اعراض العلة اشد فخذه فى الإبتداء
23
بتلطيف الغذاء اكثر؛ الا ان تخاف سقوط القوة، فيغذوا. وجنبهم الماء الشديد البرد
24
خاصة ان كان فى الحجاب الحاجز ورم أو فى الاحشاء. وكما ترى العلة تنحط فدرج
25
فى الغذاء وزد فيه، واجعله من القرع، والبقول الباردة، والماش، والحبوب الباردة،
26
إما اسفيذباجة، وإما محمضة بالفواكه الباردة. وفى هذا الوقت ينتفعون بخبز السميذ
27
منقوعًا فى ماء بارد جدًا، وجلاب مبرد بالثلج جدًا.
28
ويجب ان يستعمل فى الابتداء الرادعات الصرفة؛ الا ان يكون من الجنس
29
العظيم الذى ترم فيه العروق التى تخرج من الرأس مشاركة للحجاب، فهناك تحتاج
3-69
1
ان تبتدئ بما فيه قليل ارخاء، وتسكين وجع، ثم القوابض. وتلتجئ إلى الحقن التجاءً
2
شديدًا، ثم استعمل فى الاكثر نطولات مبردة ليست بقابضة، واجعل فيها قليل خشخاش
3
لينوم، وقليل بابونج ايضًا ليقاوم الخشخاش، وتحلل ادنى تحليل.
4
فاذا انتقصت العلة بهذه العلاجات وبقى الهذيان فاحلب على الرأس اللبن
5
من الضرع والثدى. أما ان كانت القوة قوية فلبن الماعز، وان كانت ضعيفة فلبن النساء.
6
وكل حلبة أتت عليها ساعة فاعقبها غسله بالنطولات المعتدلة التى يقع فيها بنفسج،
7
وأصول السوسن، وبابونج مع سائر المبردات كما "قد تقرأه" فى اقراباذين. فان طالت
8
العلة ولم تزل بهذه المعالجات، أو كانت ثقيلة سباتية، وجاوزت حد الإبتداء، وكان
9
السكون فيها اكثر من الحركة فجنبه المبردات الشديدة التبريد، وخاصة الخشخاش،
10
وزده فى النطولات حينئذ بعد السابع نمام وفوذنج وسذاب، وعصارة النعنع، و
11
إكليل الملك. واجعل على الرأس لعاب بزركتان بالزيت والماء. وعرق البدن فى دهن
12
مسخن دائمًا.
13
فاذا اردت ان تحفظ القوة بعد طول العلة، ومجاوزة السابع فما فوقه، فلك
14
ان تسقيه قليل شراب ممزوج. وكثيرًا ما يعرض لهم القئ فينتفعون به. وربما سقى
15
بعضهم ماء ممزوجًا بدهن بارد رطب، فيسهل قذفهم ويرطبهم. واذا لم يبولوا
16
لفقدان العقل، وضعف الحس، مرخت مثانتهم بدهن فاتر، وأفضله الزيت، أو نطلها
17
بدهن طبخ فيه البابونج، ثم غمزت عليها حتى يدر البول. واعتن بهذا منهم كل وقت،
18
واغمز مثانتهم فى كل حين يتوقع بوله فيه. فان لم يجب بذلك استعمل النطولات على
19
ما ذكر.
20
ويجب ان تشدهم رباطًا ان وجدتهم يكثرون التقلب والإضطراب، ويتضررون
21
[به] تضررًا شديدًا، وخاصة اذا [كنت] فصدتهم، ولم يلتحم الشق بعد. ثم اذا أمعنوا
22
فى الإنحطاط، وخرجوا من عمود العلة اكثر الخروج، دبرتهم تدبير الناقهين، والزمتهم
23
الارجوحات الخفيفة، وجنبتهم الأهوية، والرياح الرديئة والحارة، والسموم، والشمس
24
لئلا يتنكسوا. واذا اردت أن تحممهم حممتهم فى مياه عذبة تحميمات خفيفة لتنومهم،
25
ففى تنويمهم منافع كثيرة، وأطعمهم اللحوم الخفيفة. وهذا هو القول الكلى فى علاجهم.
3-70
1
وأما الذى يختلف فيه الصفراوى والدموى فان الصفراوى يحتاج فى علاجه
2
إلى إسهال الصفراء اكثر وفصد أقل، ويكون اسهال الصفراء بما يسهل شربًا من المزلقات
3
اللطيفة المذكورة، والمنقيات للدم. ولك ان تجعل فيها شاهترج ان علمت ان الطبيعة
4
مجيبة على كل حال. وربما جعلوا فيها سقمونيا اذا كانوا على ثقة من اجابة الطبيعة بحسب
5
عادة العليل. ولا يبلغ الصفراوى عند الفصد قرب الغشى، بل يفصد فصدًا صالحًا مع
6
تحرز من ذلك، ثم يستفرغ بالاسهال. وايضًا ليجعل أدويته باردة رطبة.
7
وأما اغذية الدموى فباردة، ويجوز أن تكون قابضة اذا وقع الفراغ من الإسهال
8
والحقن؛ مثل الحصرمية، والريباسية، والرمانية، والتفاحية، والسفرجلية. وأما
9
الصفراوى فلا يصلح له هذه؛ بل مثل القرعية، والقطفية، والكشكية، أعنى المتخذ
10
من الشعير المقشر، والاسفاناخية، والمجية <و هى الماشية>، وما أشبه ذلك. و
11
يكون تحميضها بخل وسكر، او بالنيشوق او بالاجاص، وما أشبه ذلك.
12
واعلم ان الصفراوى محتاج إلى تطفية اكثر. والدموى <محتاج> إلى تحليل اكثر.
13
ولا يحذر فى الصفراوى من التبريد كل ذلك الحذر الذى يحذر فى الدموى. ولا يجتنب
14
الماء البارد كل ذلك التجنب. ويجب ان يعتنى بالتنويم اكثر، وذلك بمثل النطولات
15
المرطبة [و]، باستعمال ادهان الخس والقرع، وما أشبههما سعوطًا. وما كان من
16
الصفراوى صفراءه محترقة كثرت الغاية بالترطيب، واستعملت الحقن المبردة والمرطبة
17
فيهم ما امكن.
18
|182rb39|فى الفلغمونى العارض لنفس جوهر الدماغ
19
اكثرما يعرض [هذا يعرض] من دم عفن يورم الدماغ. وربما فرق الشؤن وخلخل
20
الشكبة. ويكاد الرأس معه يتصدع وينشق، ويشتد معه الوجع، وتحمر العينان و
21
تجحظان جدًا، وتحمر الوجنتان جدًا. "و ربما عرض معه كزاز". وربما عرض قئ وغثيان
22
بمشاركة المعدة، ويميل الى الإستلقاء جدًا على خلاف المعتاد من الإستلقاء، وعلى
23
خلاف النظام. وهو يقتل فى الاكثر فى الثالث. فان جاوزه رجى و علم ان العلة ليست
24
بصعبة جدًا وإلا لما احتملها عضو بهذا القوام وبهذا الشرف. وعلاجه علاج السرسام.
3-71
1
واقوى وينفع منه فصد ''العرق الذى" تحت اللسان منفعة شديدة، وذلك بعد فصد العرق
2
المشترك والعروق الأخر.
3
|182va1|الحمرة فى الدماغ والقوباء
4
ربما عرض ايضًا فى الدماغ نفسه حمرة وقوباء، ويكون الوجع شديدًا، والإلتهاب
5
شديدًا؛ لكن الوجه يعرض فيه برد لكمون الحرارة وصفرة لذلك، وخاصة فى العين،
6
ثم تسخن دفعة وتحمر. وأما فى الأغلب فيكون الى الصفرة والبرد، ويكون اليبس
7
شديدًا فى الفم، ولا يكون معه ''من السبات" كما فى الفلغمونى؛ ولكن الاعراض فيه
8
اهول، والحمى اشد. وعلاجه علاج صبارا، واكثره قاتل فى الثالث، وان لم يقتل
9
نجا. وقد يعرض للصبيان الحمرة فى الدماغ فيغور معه اليافوخ والعينان، وتصفر العين
10
وييبس البدن كله فيعالجون بمح البيض مع دهن الورد مبردًا مبدلًا كل ساعة، و
11
بالعصارات والبقول الرطبة الباردة على الرأس خاصة و القرع وقشور البطيخ والقثاء.
12
|182va21|فى صبارا
13
يقال صبارا لجنون مفرط يعرض مع سرسام حار صفراوى حتى يكون الانسان [مع أنه]
14
مسرسم يهذى "مجنونًا مضطربًا". والفرانيطس الساذج يكون معه هذيان واختلاط عقل،
15
ولا يكون معه جنون. فان كان فهو صبارا. وايضًا كأنه مانيا مركب مع فرانيطس، كما
16
ان فرانيطس كانه مالنخوليا مركب مع ورم وحمى. وكثيرًا ما يتقدم فيه الجنون، ثم
17
يعقبه الورم والحمى. وانما يكون صبارا اذا كان فرانيطس عن الحمراء الصرف والمحترقة؛
18
فانها اذا اندفعت الى الدماغ [و] احدثت جنونًا باول وصولها و احدثت معه او بعده
19
ورمًا كانت سبب صبارا. وفى فرانيطس يكون الجنون عارضًا عن الورم، وفى
20
صبارا الجنون والورم حادثان معًا عن المادة ليس احدهما سبب الآخر وان كان ربما
21
صار كل واحد منهما سببًا للزيادة فى الآخر.
22
واذا جعل صبارا يظهر كان سهر طويل، ونوم مضطرب، وفزع فى النوم و
23
وثب، ونفس كثير متواتر، ونسيان، وجواب غير شبيه بالسوال. واحمرار العينين و
3-72
1
اضطرابهما، وثقل فيهما، وكانهما قذيتان. وربما كان فيهما ــ على نحوما ذكرناه ــ اصفرار. و
2
يكون هناك احساس تمدد عند القفا ووجع لتصاعد البخار، ويكون فيهما ايضًا سيل الدمع
3
من غير ارادة من عين واحدة. ثم اذا استقر المرض صلبت الحمى، وخشن اللسان و
4
يبس، ثم فى آخره تسكن حركات الجفون للضعف، وتثقل الحركة حتى تحريك الجفون.
5
فيبقى من الجنون الهذيان المنقطع مع عجز عن الكلام وقلة منه، ويقبل فى الاكثر على
6
التقاط الزيبر والتبن، [ويزداد النبض] ضعفًا وصغرًا وصلابة لليبس. وقد يقع من
7
صبارا ما ليس بمحض صرف، فتختلف حالاته من الكلام والذكر والحركات، فتكون
8
تارة منتظمة، وتارة غير منتظمة. وعلاجه بعينه علاج السرسام الصفراوى مع زيادة فى
9
الترطيب كثيرة، ويجب ان يدام ربط اطرافه.
10
|182vb5|فى ليثرغس وهو السرسام البارد
11
وترجمته النسيان
12
يقال ليثرغس للورم البلغمى الكائن داخل القحف، وهو السرسام البلغمى.
13
واكثره يكون فى مجارى جوهر الدماغ دون الحجب والبطون وجرم الدماغ؛ لان البلغم
14
قلما ان يجتمع وينفذ فى الأغشية لصلابتها، ولا فى جوهر الدماغ للزوجته؛ كما ان ذات
15
الجنب ايضًا فى الأكثر صفراوية، وقل ما يكون بلغمية لقلة نفوذ البلغم فى جوهر صفاقى
16
عصبى صلب. على انه يمكن ان يكون ذلك الاقل منهما جميعًا، فيمكن ان يقع هذا
17
الورم فى جوهر الدماغ وفى حجبه.
18
وهذه العلة مسماة باسم عرضها لان ترجمة ليثرغس هو النسيان. وهذه العلة
19
يلزمها النسيان. ومن اسمها اخطأ فيها كثير من الأطباء، فلم يعرفوا ان العرض منها هو
20
هو المرض الكائن من ورم بارد؛ بل حسبوا ان هذه العلة هى نفس النسيان. وعلى
21
ان بعضًا من الأطباء يسمى ليثارغوس كل ورم بارد فى الدماغ سوداويًا كان او بلغميًا؛
22
إلا ان الأكثر والمتقدمين يخصون بهذا الاسم البلغمى، ولك ان تسمى به كليهما. و
23
مادة هذه العلة قريبة من مادة السدر؛ ولكنها اشد استحكامًا. وهذه العلة تتولد عن
24
كل ما يولد خلطًا بلغميًا، وفيه تبخير "وتعفين". ولذلك كثيرًا ما يتولد عن اكل البصل،
25
ويتولد عن التخمة الكثيرة وكثرة اكل الفواكه.
26
علاماته: صداع خفيف وحمى لينة؛ فانه لا بد من الحمى فى كل ورم عن خلط عفن.
27
وبذلك يفارق السبات، لكنها تكون لينة لان المادة بلغمية. وهذه الحمى ربما
3-73
1
لم يحس بها، ويكون معها سبات ثقيل؛ كما يفتح صاحبه العينين يغمض، ويكون معها
2
نسيان، ونفس متخلخل بطىء جدًا ضعيف، وكانه مع ضيق يسير وبزاق، وكثرة
3
تثاؤب، وفتح فم وضمه. وربما بقى فمه بعد التثاؤب ونحوه مفتوحًا لنسيانه انه يجب
4
ان يضمه، او لكسله عنه وان اراده، ويكون به فواق لمشاركة المعدة، وبياض فى اللسان،
5
وكسل عن الجواب، وعن حركة الاجفان، واختلاط عقل. ويكون البراز فى الأكثر
6
رطبًا وإن جف جفافًا معتدلًا، والبول كبول الحمير.
7
وربما عرض لهم الإرتعاش وعرق الأطراف. وهم بخلاف اصحاب فرانيطس؛
8
"فانهم ينحدرون فى فراشهم، واصحاب فرانيطس" يصعدون. ويكون نبضهم متفاوتًا
9
بطيئًا دوديًا زلزليًا شبيهًا بنبض ذات الرئة؛ لكنه يكون اقل عرضًا وطولًا وابطاءً، واشد
10
تفاوتًا، واقل اختلافًا؛ لان تاذى القلب به اقل. ويقع فى نبضه الواقع فى الوسط
11
اكثر؛ لان القوة الحيوانية فيه اسلم، والحمى معه اقل لبعده من القلب. وسباته اكثر؛
12
لان المادة ههنا فى نفس الدماغ، وفى ذات الرئة متصاعدة من ورم الرئة.
13
وأما ان قيل للسوداوى انه ليثارغوس فعلاماته ان الوجع يكون اشد، ويكون
14
معه ضجر وهذيان، وتكون العين مفتوحة مبهوتة. واذا كان الليثرغس فى جوهر الدماغ
15
كان السبات اشد، وعسر الحركات اكثر، وبياض اللسان فيه شديد جدًا، والعين
16
الى الجحوظ وعسر الحركة، والوجع الى الرخاوة. وان كان فى الحجاب كان الوجع
17
اشد، والحركات اخف، ويقع فيه كثيرًا احتباس البول للنسيان ولضعف العضل المبولة.
18
ومن علامات مصير الانسان الى ليثرغس كثرة اختلاج رأسه مع كسل وثقل.
19
واذا اشتدت اعراض ليثرغس، وكثر العرق جدًا، فهو قاتل لاسقاط العرق للقوة. و
20
اذا اتسع النفس وجاد وانحطت الأعراض، فهو الى السلامة؛ وخصوصًا ان ظهرت
21
اورام خلف الاذن؛ فان كثيرًا من بحراناته يكون بها.
22
علاجه: ان لم يعق عائق فصدت اولًا، ثم استعملت الحقن الحادة، وجذبت المواد الى
23
اسفل، وقيأته بريشة لطختها خردلًا وعسلًا، واسكنته بيتًا مضيئًا، ومنعته الاستغراق فى
24
السبات ملحًا عليه بالانباه. ومنعت المادة فى اول الأمر بدهن ورد وخل، ثم بعد يومين
25
من ابتدائه يخلط فيه جندبيدستر. ويجعل الخل خل العنصل، ولم يسقه الماء البارد
26
إلا قليلًا، وفى الإبتداء خاصة وعند الإنتهاء، وخاصة فى آخره يمنعه ذلك منعًا. ثم يمرخ
27
البدن بزيت، ونطرون، وبزر الأنجره، وبزر المازريون، وفلفل، وعاقرقرحا، وما اشبهه.
3-74
1
وتستعمل النطولات القوية التحليل، والشمومات والعطوسات، وغراغر ملطفة فيها
2
حاشا وزوفا وفوذنج وصعتر، وغراغر بعسل وعنصل، وسائر ما علمته فى القانون.
3
واذا استعملت العنصل على رأسه، خصوصًا الرطب انفعل به جدًا. ويستعمل
4
أيضًا سائر المحمرات على الرأس ولطوخ الخردل. وتدلك اطرافه وتغمزها حتى تحمر
5
وتتالم؛ فانه عظيم النفع، ''ويدام ذلك". فاذا غرقوا فى السبات مددت شعور رؤسهم، وتنتف
6
بعضها. ويدع أيضًا عند النقرة محاجم كثيرة بنار من غير شرط. وربما احتجت الى شرط
7
عند من كان محتاجًا الى استفراغ دم. واذا غذوت احدًا غذوته مثل ماء الترمس وماء الحمص
8
مع ماء الكشك. واذا غذوته فاقبل على غمز اطرافه ساعات لئلا ينجذب البخار الى فوق.
9
فان احتجت لطول العلة ان تسقيه مسهلًا، وخاصة اذا ظهر به ارتعاش، سقيته
10
ثلثى مثقال جندبيدستر مع قليل سقمونيا دون دانق. فان خفت افراطًا فى الحمى اجتنبت
11
السقمونيا، واقتصرت على جندبيدستر، وعلى تبديل المزاج دون الاستفراغ. واولى
12
الاستفراغات ما يكون بالحقن. فان اضطرت الى غيرها سقيت ايارج فيقرا درهم مع ربع
13
درهم شحم حنظل، وثلث درهم هليلج، ودانق مصطكى ان لم تكن الحمى شديدة
14
الحرارة، وكنت على ثقة من انه يسهل. فان لم تثق بذلك فحمله حمولًا اوشيافة ليتعاون
15
الشيئان على ذلك، ثم نبهه وكلفه ان يتكلف البراز واذا عرض له نسيان البول والبراز
16
نطلت الحالبين والبطن بالمياه المطبوخ فيها بابونج، واكليل الملك، وبنفسج، واصول
17
السوسن؛ وغمزت المثانة ليبول. ثم اذا انتهت العلة استعملت الاراجيح والحمل اولًا،
18
ثم الرياضة اليسيرة وتدبير الناقهين.
19
|183rb25|فصل فى الماء داخل القحف
20
انه قد تجتمع رطوبات مائية داخل القحف وخارجه. فان كان خارج القحف
21
دل عليه ما سنذكره عن قريب. وان كان داخل القحف وموضعه فوق الغشاء الصلب
22
أحس بثقل داخل، وعسر معه التغميض للعين، بل لم يمكن، وترطبت العين جدًا، و
23
دمعت دائمًا وشخصت، ولا حيلة فى مثله.
24
|183rb35|الاورام الخارجة من القحف والماء خارج القحف من الرأس وعطاش الصبيان
25
وقد يعرض فى الحجب التى من خارج الرأس اورام حارة او باردة. وقد يعرض،
26
وخصوصًا للصبيان علة هى اجتماع الماء فى الرأس. وقد يعرض أيضًا للكبار. وهذه
3-75
1
العلة هى رطوبات تحتبس بين القحف وبين الجلد، او بين الحجابين الخارجين مائية،
2
فيعرض انخفاض فى ذلك الموضع من الرأس وبكاء وسهر. وأما الصبيان فيعرض لهم
3
ذلك فى اكثر الأمر اذا اخطأت القابلة، فغمزت الرأس ففرقته، وفتحت افواه العروق،
4
وسال الى ماتحت الجلد دم مائى. وقد يكون اخلاط أخرى غير الرطوبات المائية. فان
5
كان لون الجلد بحاله، وكان الجلد متعاليًا منغمزًا مندفعًا، فهو الماء فى الرأس. فان
6
كان اللون متغيرًا، واللمس مخالفًا، وثم قوة امتناع على الدفع، او يحس بلذع ووجع فهوورم
7
من خارج القحف.
8
وأما فى الصبيان وغيرهم اذا كان فى رؤسهم ماء فان اكثر هذا انما يكون للصبيان،
9
فيجب ان تعرف هل هو كثير، وهل هو مندفع من خارج الى داخل اذا قهر. فان كان
10
كذلك فلا تعالج. وان كان قليلًا ومستمسكًا بين الجلد والقحف فاستعمل إما شقًا
11
واحدًا فى العرض، ''وإما شقين متقاطعين ان كان كثيرًا"، او ثلثة شقوق متقاطعة ان كان
12
اكثر. ويفرغ ما فيه، ثم يشد ويربط، ويجعل عليه الشراب والزيت الى ثلثة ايام، ثم
13
يحل الرباط. وتعالج بالمراهم والفتل ان احتجت اليها، او بالخيط والدرز إن كفى
14
ذلك، ولم يحتج الى مراهم. فان ابطأ نبات اللحم فقد امروا بان يجرد العظم جردًا
15
خفيفًا لينبت اللحم. وان كان الماء قليلًا جدًا كفاك ان تحل الخلط المايع بالأضمدة.
16
وأما الاورام الخارجة فانت تعرف حارها وباردها باللمس واللون، وموافقة
17
ما يصل اليه، وتحس فى كلها بألم ضاغط للقحف. واذا لمست اصبت الألم، و
18
تعالجه باخف من علاج السرسام. على انك فى استعمال القوى فيه آمن. والحجامة تنفع
19
فيه اكثر من الفصد.
20
واما عطاش الصبيان فينبغى ان تسقى المرضع ماء الشعير، اوماء سويقه ان كان
21
بالصبى اسهال، وتسقى حينئذ شيئًا من طباشير مقلو، وبزر بقلة مقلوة؛ فان الاسهال فى
22
هذه العلة ردئ. وتمنع المرضع التخم، وليجعل على يافوخه بنفسج مبرد.
23
|183va28|فى السبات السهرى
24
وقد يسميه بعض الاطباء الشخوص وليس به؛ بل الشخوص نوع من الجمود.
25
[فنقول] هذه العلة سرسامية مركبة من السرسام البارد والحار؛ لان الورم كائن من الخلطين
3-76
1
معًا اعنى من البلغم والصفراء. وسببه امتلاء ولده النهم، واكثار الأكل والشرب
2
والسكر. وقد يعتدل الخلطان، وقد يغلب احدهما، فيغلب علاماته. فان غلب البلغمى
3
سمى سباتًا سهريًا، وان غلب الصفراوى سمى سهرًا سباتيًا.
4
وقد يتفق فى مرضة واحدة بالعدد أن يكون لكل واحد منهما كرة على الأخرى.
5
فتارة يغلب البلغمى فيفعل فيه البلغم سباتًا وثقلًا وكسلًا وتغميضًا، ويشق عليه الجواب
6
عما يخاطب به، ويكون جوابه جواب متمهل متفكر، [وتارة يغلب فيه الصفراوى]، وتفعل
7
فيه الصفراء ارقًا وهذيانًا وتحديقًا متصلًا، ولا تدعه يستغرق فى السبات، بل يكون سباته
8
سباتًا ينتبه عنه إذا نبه. وعندما [يغلب عليه البلغم يثقل السبات وينغمض الجفن اذا
9
فتحه. وعند ما] تغلب الصفراء ينتبه عنه بسرعة إذا نبه. ويهذى ويقصد للحركة، و
10
يفتح العين بلا طرف ولا تغميض، بل ينجذب طرفه الاعلى كما يعرض لاصحاب السرسام؛
11
ويشتهى ان يكون مستلقيًا، ويكون استلقاؤه غير طبيعى. ويتهبج وجهه، ويميل الى الخضرة
12
والحمرة.
13
على انه فى اغلب حالاته ينجذب جفنه الى فوق ويغط. فاذا فتح عينه فتح فتحًا
14
كفتح اصحاب الشخوص والجمود بلا طرف. واذا نطق لم يكن لكلامه نظام. ويشرق
15
بالماء حتى انه ربما رجع الماء من منخره. وكذلك يشرق بالاحساء وهذه علامة رداءته.
16
وكثيرًا ما يعرض فيه احتباس البول والبراز معًا او قلتهما، ويعرض لهم ضيق نفس.
17
وقد يشبه فى كثير من الاحوال اختناق الرحم؛ ولكن الوجه يكون فى اختناق
18
الرحم بحاله، ويكون سائر علامات اختناق الرحم المذكور فى بابه. وههنا يمكن ان
19
يجبر فيه العليل على الكلام بشىء ما، وأن يكلف التفهم. والمختنق رحمها لا يمكن
20
ذلك فيها مادامت فى الأختناق. وهذه العلة تشبه ليثرغس؛ ولكن تفارقه بان الوجه
21
فيها لا يكون بحاله كما فى اصحاب ليثرغس. وأيضًا يعرض لهم السهر "وفتح عين
22
من غير طرف". والحمى فيه اشد ويشبه فرانيطس، ولكن يفارقه بان السبات فيه اكثر
23
والهذيان اقل.
24
واما النبض فسريع متواتر بسبب الورم والاختلاط الحموى، فيخالف [نبض
25
ليثرغس؛ وعريض وقصير بسبب البلغم وورمه فيخالف] فرانيطس، وقصره لعرضه.
26
ثم هو اقوى من نبض ليثرغس، واضعف من نبض فرانيطس. ويكون النبض غير متمدد
27
متشنج متفاوت كما فى اختناق الرحم. "ولا تكون القوة فيه باقية ولا خارجًا عن النظم
28
كل ذلك الخروج كما يكون فى اختناق الرحم"؛ بل تكون القوة ساقطة والنبض متواترًا.
3-77
1
العلاج: أما العلاج المشترك فهو الفصد كما علمت، ثم الحقن تزيد فى حدتها ولينها
2
بقدر ما تجد عليه المادة بالعلامات المذكورة حين يتعرف هل الغالب مرة او بلغم. ويمنع
3
الغذاء أيضًا على ما فى فرانيطس، وخاصة ان كان سببه اكثار الطعام. وكذلك ان كان
4
السبب اكثار الطعام قيأت المريض، ونقيت منه المعدة. وان كان سببه السكر
5
لم يعالج البتة حتى ينقطع السكر، ثم يقتصر على مرطبات رأسه، ثم يعالج اخيرًا بما يعالج
6
به الخمار. وتشترك اصنافه فى النطولات والضمادات والسعوطات المذكورة، و
7
الإستفراغات اللطيفة بما يشرب ويحقن كما علمت. ويكون هذه الادوية فيه لا فى حد ما
8
يومر به فى فرانيطس من التبريد، ولا فى حد ما يومر به فى ليثرغس من السخونة، بل
9
يكون مركبة منهما. ويغلب فيها ما يجب بحسب ما يظهر من ان أى الخلطين اغلب. و
10
قد سبق لك فى القانون جميع ما يجب ان تعلمه فى مثل هذا.
11
ويجب ان تجعل فى نطولاته ــ ان كانت المرة غالبة ــ اوراق الخلاف والبنفسج
12
واصل السوس والشعير مع بابونج واكليل الملك وشبث. وربما سقيت شراب
13
الخشخاش ان لم تخف عليه من غلبة البلغم. والغرض فى سقيه اياه هو التنويم. فان
14
كانت المادتان متساويتين زيد فيه الشيح والمرزنجوش. وان كان البلغم غالبًا زيد فيه
15
ورق الغار والسذاب والفوذنج والزوفا والجندبيدستر والصعتر. وكذلك الحال
16
فى الأضمدة والحقن على حسب هذا القانون، ويمكنك التقاطها له من القراباذين. و
17
أما فى آخر المرض، وبعد ان تنحط العلة، فجنبه النطولات الباردة، واقتصر على الملطفات
18
التى علمتها، ثم حممه ودبره تدبير الناقهين.
19
|184ra19|فى الشجة وقطع جلد الرأس وما يجرى مجراه
20
التفرق الواقع فى الرأس إما فى الجلد واللحم، وإما فى العظم أيضًا موضحة،
21
او هاشمة، أو منقلة، او كائنة سمحاقًا. ومن السمحاق الفطرة وهو ان يبرز الحجاب الى
22
خارج، ويرم ويسمن ويصير كفطرة. ومنها الآمة والجائفة وفيها خطر. ويحدث
23
فى الجراحات الواصلة إلى غشاء الدماغ استرخاء فى جانب الجراحة، وتشنج فى مقابله.
24
واذا لم يصل القطع الى البطون بل الى حد الحجاب الرقيق كان اسلم. فاذا وصل
25
القطع الى الدماغ ظهر حمى وقىء مرار. وليس مما يفلح الا القليل. واقربه الى السلامة
26
ما يقع من الفطرة فى البطنين المقدمين اذا تدورك بسرعة فيضم. واللذان فى البطنين
3-78
1
المؤخرين اصعب. والذى فى الاوسط اصعب من الذى فى المؤخر، وابعد
2
ان يرجع الى الحالة الطبيعية؛ الا ان يكون قليلًا يسيرًا، ويقع المبادرة الى ضمه واصلاحه
3
سريعًا.
4
العلاج: فالمبادرة الى منع الورم بما يحتمل. فاءما تفصيله فقد ذكرنا علاج الجراحة الشجية
5
التى فى الجلد واللحم حيث ذكرنا القروح فى الكتاب الرابع، وذكرنا علاج الكسر منها
6
فى باب الكسروالجبر. وللأطباء فى كسر القحف المنقلع الذى هو المنقلة مذهبان: مذهب
7
من يميل الى الادوية الهادئة الساكنة الشديدة التسكين للألم، ومذهب من يرى استعمال
8
الادوية الشديدة التجفيف، ويستعملون بعد قطع المنكسر، وقلع المنقلع، وجذب
9
انكساره بالادوية الحادة من المراهم وغيرها على الموضع من فوقه من خارج لطخ من خل
10
وعسل. وكانت السلامة على ايدى هؤلاء المتأخرين منها اكثر [منها] على ايدى الاولين،
11
وليس ذلك بعجب. قال جالينوس: فان مزاج الغطاء والعظم يابس.
12
|184rb7|المقالة الرابعة فى امراض الرأس
13
<ان امراض الرأس> اكثر مضرتها فى افعال الحس والسياسة.
14
|184rb10|فصل فى السبات والنوم
15
يقال سبات للنوم المفرط الثقيل، ولا لكل مفرط ثقيل، ولكن لما كان ثقله
16
فى المدة والكيفية معًا، حتى تكون مدته اطول، وهيئته اقوى، فيصعب الإنتباه عنه وان
17
نبه. والنوم منه طبيعى فى مقداره وكيفيته، ومنه ثقيل، ومنه سبات مستغرق. والنوم
18
على الجملة رجوع الروح النفسانى عن آلات الحواس، والحركة الى المبداء، تتعطل
19
معه آلانها عن التروح بالفعل فيها إلا ما لا بد منه فى بقاء الحياة، وذلك فى مثل آلات
20
النفس.
21
والنوم الطبيعى على الاطلاق ما كان رجوعه عن غرور الروح الحيوانى الى باطن
22
لأنضاج الغذاء، ويتبعه الروح النفسانى؛ كما يقع فى حركات الاجسام اللطيفة المتمازجة
23
لضرورة الخلاء، و ما كان أيضًا للراحة؛ وليجتمع الروح الى نفسه ريث ما يغتذى وينمى
3-79
1
ويزداد جوهره، وينال عوض ما تحلل فى اليقظة منه. وقريب من هذا ما يعرض لمن
2
شارفه الاقبال من مرضه؛ فانه يعرض له نوم غرق، فيدل على سكون مرضه، لكنه لا يدل
3
فى الاصحاء على خير. وقد يعرض أيضًا من هذا القبيل لمن استفرغ كثيرًا بالدواء، و
4
ذلك النوم نافع له راد لقوته.
5
وقد يعرض أيضًا نوم ليس طبيعيًا على الاطلاق، وذلك اذا كان الرجوع الى المبدأ
6
لفرط تحلل من الروح لا يحتمل جوهره الإنبساط، لفقد زيادته على ما يكفى الاصول بسبب
7
التحلل الواقع من الحركة فيغور؛ كما يكون فى حال التعب والرياضة القوية، وذلك
8
لإستفراغ مفرط يعرض للروح النفسانى، فتحرص الطبيعة على امساك ما فى جوهرها
9
الى ان يلحقها من الغذاء مدد. والفرق بين هذا وبين الذى قبله كالفرق بين
10
طلب البدن الصحيح للغذاء، ليقوم بدل التحلل الطبيعى منه وطلب البدن المدنف
11
بالإسهال والنزف للغذاء؛ فان الاول من النومين يطلب بدل تحليل اليقظة وهو امر
12
طبيعى، والثانى يطلب بدل تحليل التعب وهو غير طبيعى.
13
وقد يعرض نوم غير طبيعى على الاطلاق أيضًا، وهو ان يكون رجوع الروح النفسانى
14
عن الآلات بسبب مبرد مضاد لجوهر الروح إما من خارج، وإما من الادوية المبردة،
15
فيكتسب الآلات بردًا منافيًا لنفوذ الروح الحيوانى فيها على وجهه، و مخدرًا للنصيب الحاصل
16
فيها من الروح [النفسانى] يفسد المزاج الذى به يقبل القوة النفسانية عن المبدأ، فيعود
17
الباقى غائرًا من الضد، ويتبلد عن الانبساط لبرد المزاج، وهذا هو الخدر.
18
وقد يعرض أيضًا لسبب مرطب للآلات مكدر <للحواس> ولجوهر الروح، ساد
19
لمسالكه، مرخ لجوهر العصب والعضل ارخاء يتبعه سدد وانطباق، فيكون مانعًا لنفوذ
20
الروح؛ لان جوهر الروح نفسه قد غلظ وتكدر، ولان الآلات قد فسدت بالرطوبة، و
21
لاسترخاءهما جميعًا. وهذا نوم السكر. وقريب من هذا ما يعرض بسبب التخمة وطول
22
لبث الطعام فى المعدة. وهؤلاء يزول سباتهم بالقىء وهذان السببان هما بعينهما سببا
23
اكثر ما يعرض من السبات اذا استحكما.
24
وقد يجتمع البرد والرطوبة معًا فى اسبات النوم؛ إلا ان السبب المقدم منهما
25
حينئذ يكون هو البرد، وتعينه الرطوبة كما يجمع فى السهر الحر واليبوسة. ويكون السبب
26
الحقيقى هو الحر، وتعينه اليبوسة. وللسبات اسباب أخر، من ذلك اشتداد نوائب الحمى،
27
واقبال الطبيعة بكنهها على العلة، وانضغاطها تحت المادة، فيتبعها الروح النفسانى كما
28
قيل، وخصوصًا ان كانت مادة الحمى بلغمية باردة، وانما تسخنت بالعفونة. وقد يكون
3-80
1
لرداءة الاخلاط والبخارات المتصعدة الى مقدم الدماغ من المعدة والرئة فى عللهما
2
وسائر الاعضاء. وقد يكون من كثرة الديدان وحب القرع. وقد يكون من انضغاط
3
الدماغ نفسه تحت عظم القحف، او صفيحة منه، او قشره اذا اصاب الدماغ [ضربة].
4
واشد البطون اسباتًا عند القطع هو اشدها اسباتًا عند الضغط.
5
وقد يكون لوجع شديد من ضربة تصيب عضلات الصدغ، او عن مشاركة الاذى
6
فى فم المعدة، او فى الرحم، فينقبض عنه الدماغ، وينسد مسالك الروح الحساس
7
انسدادًا تعسر معه حركة الروح الى بارز. وقد يكون لشدة ضعف الروح وتحلله فيعسر
8
انبساطه. ولان اول الحواس التى تتعطل فى النوم والسبات هو البصر والسمع فيجب
9
ان تكون الآفة فى السبات فى مقدم الدماغ وبمشاركة فساد التخيل؛ فانه لوكان قد سلم
10
مقدم الدماغ، وانما عرض الفساد لمؤخره، لم يجب ان يصيب البصر والسمع تعطل،
11
ولم يكن نوم، بل كان بطلان حركة، او لمس وحده. ولكانت الحواس الأخرى بحالها
12
كما يقع فى امراض الجمود والشخوص، ولم يكن ضرر السبات بالحس فوق ضرره
13
بالحركة؛ فانه يتعطل الحس اصلًا. ولا تبطل الحركة اصلًا؛ فانها تبقى فى التنفس سليمة.
14
ويجب ان تكون السدة الواقعة فى السبات ليست بتامة، ولا بكثيفة جدًا. وإلا اضرت
15
بالتنفس.
16
وكل سبات يتعلق بمزاج فهو للبرد اولًا وللرطوبة ثانيًا. وقد ينتقل الى السبات
17
من مثل ذات الرئة وذات الجنب ونحو ذلك. ومن الناس من تكون اخلاطه مادام
18
جالسًا منتشرة غير موذية فيغشاه النعاس. واذا طرح نفسه غارت الحرارة الغريزية فتثورت
19
وهاجت ابخرة الدماغ فلم يغشه النوم، ولاسيما فى يابس المزاج. واذا كثر غشيان النوم
20
انذر بمرض. ومثل ماء الرمان مما يبطى فى المعدة، ويحبس البخارات، ويخلص
21
من السهر، وقد ذكرنا كيف ينبغى ان تكون هيئة المضطجع على الغذاء، ونقول الآن
22
ان استعمال الاستلقاء [للغذاء] كثيرًا يوهن الظهر ويرخيه. وعلاجه استعمال الانتصاب
23
الكثير. والنوم ''فى الشمس مخوف منه على الرأس، وفى القمر'' مورث لتنخع الدم لما يحرك
24
القمر من الاخلاط. والخرخرة سببها انطباق فم القصبة، فلا يخرج النفس الابصوت رطوبة.
3-81
1
|184vb35|علامات <فى> اصناف السبات
2
أما ان كان السبات من برد ساذج من خارج فعلامته ان يكون بعقب برد شديد
3
يصيب الرأس من خارج، او لبرد من داخل البدن والدماغ، ولا يجد فى الوجه تهبجًا
4
ولا فى الاجفان، و يكون اللون الى الخضرة، والنبض متمددًا الى الصلابة مع تفاوت
5
شديد. وان كان السبات من برد شىء مشروب من الادوية المخدرة، وهو الافيون والبنج،
6
واصل اليبروج، وبزر اللفاح، وجوز ماثل، والفطر، واللبن المتجبن فى المعدة، و
7
الكزبرة الرطبة، وبزر قطونا الكثير، فيستدل عليه بالعلامات التى نذكرها لكل واحد منها
8
فى باب السموم؛ وبأن يكون السبات مع اعراض أخرى من اختناق، وخضرة اطراف
9
وبردها، وورم لسان، وتغير رائحة، ويكون النبض ساقطًا نمليًا ضعيفًا ليس بمتفاوت،
10
بل متواتر تواتر الدودى والنملى. وان كان متفاوتًا لم يكن له نظام ولا ثبات، بل يعود
11
من تفاوت الى تواتر، ومن تواتر الى تفاوت، فيعلم انه قد سقى شيئًا من هذه، او شربها
12
فيعالج كلًا بما ذكرناه فى باب السموم. ومن الناس من قال ان سبات البرد الساذج
13
اخف من سبات المادة الرطبة. وليس ذلك بالقول السديد الصحة، بل ربما كان قويًا
14
جدًا.
15
وجميع اصناف السبات الكائن عن برد الدماغ فى جوهره، او لدواء مشروب
16
فانه يتبعه فساد فى الفكر والذكر. وأما ان كانت السبات من رطوبة ساذجة فعلامته أن
17
لا يرى علامات الدم ولا ثقل البلغم. فاما الكائن من البلغم فيعلم ذلك من تقدم امتلاء
18
وتخمة، وكثرة شرب، ولين نبض وموجية مع عرض، ويعلم باستغراق السبات
19
وثقله، وبياض اللون فى الوجه والعين واللسان، وثقل الرأس، ومن التهبج فى
20
الاجفان، وبرد الملمس، والتدبير المتقدم والسن والبلد وغير ذلك.
21
واما الكائن عن الدم فتعلم من انتفاخ الاوداج، وحمرة ''العينين والوجنتين"،
22
وحمرة اللسان، وحس الحرارة فى الرأس، وما اشبه ذلك مما علمته. وان كان الدم
23
والبلغم مع ذلك مجتمعًا اجتماع الاورام رأيت علامات فرانيطس، او ليثارغس، او السبات
24
السهرى. وان كان السبب فيه بخارات ترتفع من البدن فى حميات، وخاصة عند وجع
25
الرئة والورم فيها المسمى ذات الرئة، والبخارات من المعدة علمت كلًا بعلامته؛
26
فانه ان كان من المعدة تقدمه سدر ودوار، ودوى وطنين، وخيالات، وكان يخف
27
عند الجوع ويزيد مع الامتلاء. وأما ان كان من ناحية الرئة والصدر تقدمه الوجع الثقيل،
28
و الوجع فى نواحى الصدر، وضيق النفس والسعال، واعراض ذات الجنب وذات
3-82
1
الرئة. وكذلك ان كان من الكبد تقدمه دلائل مرض فى الكبد. وان كان من الرحم
2
تقدمه علل الرحم وامتلاؤها، والذى يكون من ضربة على الهامة. او على الصدغ فيعرف
3
بدليله.
4
والفرق بين السكتة وبين السبات ان المسبوت يمكن ان يفهم وينبه، وتكون
5
حركاته اساس من احساسه، والمسكوت متعطل الحس والحركة. وجملة الفرق بين
6
المسبوت والمغشى عليه لضعف القلب ان نبض المسبوت اقوى واشبه بنبض الاصحاء،
7
ونبض المغشى عليه اضعف واصلب. والغشى يقع يسيرًا يسيرًا مع تغيير اللون الى الصفرة،
8
والى مشاكلة لون الموتى، وتبرد الاطراف. واما السبات فلا يتغير فيه لون الوجه إلا
9
الى ما هو احسن، ولا تخف رقعة الوجه والانف، ولا يتغير عن سحنة النوام إلا بادنى
10
تهبج وانتفاخ.
11
والفرق بين المسبوت وبين المختنقة الرحم ان المسبوت يمكن ان يفهم و
12
أن يتكلم بالتكلف، ومختنقة الرحم تفهم بعسر ولا تتكلم البتة. وتكون الحركة خاصة حركة
13
العنق والرأس والرجل اسهل على المسبوت، والحس وفتح الأجفان اسهل على المختنقة
14
رحمها، ويكون اختناق الرحم سببًا يقع دفعة، ويقضى سلطانه، وينقضى اويقتل.
15
والسبات قد يمتد ويكون الدخول فى الاستغراق فيه متدرجًا، ويبتدئ بنوم ثقيل، إلا
16
أن يكون سببه بردًا يصيب دفعة، او دواءً يشرب فيعلم ذلك.
17
|185rb14|علاج السبات والنوم الثقيل الكائن فى الحميات
18
أما السبات الذى هو عرض عن مرض فى بعض الاعضاء فطريق علاجه قصد ذلك
19
العضو بالتدبير لينتفى ويزول ما به، وتقوية الدماغ حتى لا يقبل المادة، وذلك بمثل
20
دهن الورد والخل الكثير لئلا ينوم الدهن اذا انفرد وحده، وبعصارات الفواكه المقوية.
21
وبعد ذلك النطولات المبردة، ثم ينتقل الى المحللة ان كان احتبس فى الدماغ شىء،
22
وقد عرفت جميع ذلك فى القانون. والذى يكون فى الحميات، وفى ابتداء الادوار
23
فيجب ان يبادر الى ربط الاطراف، وتحريك العطاس دائمًا، وتشميم الخل وبخاره،
24
وتغريق الرأس بدهن الورد والخل الكثير، اوماء الحصرم والرمان والقوابض. والذى
25
يكون لشرب المخدرات فيعالج بحسب ذلك المخدر، وسقى ترياقه، وما نقوله فى
26
الكتاب الرابع.
27
وأما السبات الكائن من برد يصل اليه من خارجه فعلاجه سقى الترياق و
28
المثروذيطوس ودواء المسك، وتنطيل الرأس بالمياه المطبوخ فيها سذاب وجندبيدستر
3-83
1
وعاقرقرحا، وتمرخ الرأس بدهن البان ودهن الناردين مع جندبيدستر، ودهن المسك
2
ودهن القسط مع جندبيدستر. وكذلك الضماد المتخذ من جندبيدستر والعنصل و
3
المسك، ومن الجندبيدستر جزءان، ومن العنصل جزء، وقليل مسك. ويشمم المسك
4
دائمًا، ويستعمل ما قيل فى تسخين مزاج الدماغ، وليكن بعنف دون رفق. واما الكائن
5
لغلبة الدم فيجب ان يبادر الى فصد القيفال وحجامة الساق او فصد الصافن، ويستعمل
6
الحقنة المعتدلة، وتلطيف الغذاء، ويستعمل ماء الحمص.
7
وأما الكائن لغلبة الرطوبة الساذجة التى ليست مع مادة فيجب ان يعالج بالضمادات
8
المتخذة من جندبيدستر وفقاح الإذخر وقسط وجوز السرو وابهل وفربيون وعاقرقرحا،
9
ويخفف الغذاء، ويجتنب الادهان والنطولات إلا بالاحتياط؛ فان الترطيب الذى فى
10
الادهان ربما غلب قوة الادوية إلا ان يكون قويًا جدًا. ويجب ان يستعمل تمريخ الرأس
11
وتحميره وتشميم المسك.
12
وان كانت الرطوبة مع مادة بلغم فيجب ان يستفرغ بالحقن القوية اولًا، ويحتال
13
له ليتقيأ. واكثر ما يكون [يكون] عن بلغم فى المعدة أيضًا فيجب ان تنقيه بما يقطع
14
البلغم بما نذكره فى موضعه، ويستعمل النطولات المنضجة القوية، والسعوطات و
15
العطوسات والغرغرات وسائر ما علمت فى القانون كما مضى لك. ومن معالجته
16
ان يسمع صاحبه ويرى ما يغمه؛ فان الغم فى امثال هذه الامراض التى يضعف فيها الفكر،
17
ويخمد، فهو مما يحرك النفس ويرده الى الصلاح. ومن الأدوية المسهرة طلا
18
المنخر بالقلقنت، ومسح الوجه بالخل، وشد الاعضاء السافلة، واستعمال المعطسات.
19
|185va22|فى اليقظة والسهر
20
أما اليقظة فحال الحيوان عند انصباب روحه النفسانى الى آلات الحس والحركة
21
ليستعملها. وأما السهر فافراط فى اليقظة وخروج عن الأمر الطبيعى. وسببه المزاجى وهو
22
الحر واليبس لاجل نارية الروح، فيتحرك دائمًا الى خارج. والحر اشد ايجابًا للسهر
23
واقدم ايجابًا. وقد يكون السهر من بورقية الرطوبة المكتنة فى الدماغ او للوجع اوللفكر
24
الغامة. ومن السهر ما يكون بسبب الضوء واستنارة الموضع اذا وقع مثله للمستعد للسهر.
25
ومن السهر ما يكون بسبب سوء الهضم وكثرة الإمتلاء. ومن السهر ما يكون بسبب ما ينفخ
26
ويشوش الاخلاط والاحلام، ويفزع فى النوم مثل الباقلى ونحوه. ومن السهر ما يكون
27
فى الحميات لتصعد بخارات يابسة لاذعة الى الدماغ، والوجع. والذى يعرض للمشائخ
3-84
1
من السهر فهو لبورقية اخلاطهم وملوحتها ويبس جوهر دماغهم. ومن السهر ما يكون
2
بسبب ورم سوداوى، او سرطان فى ناحية الدماغ. وقد قيل ان من اشتد به السهر ثم عرض
3
له سعال مات. وقد ذكرنا فى باب النوم ما يجب ان يذكر.
4
العلامات: أما [علامة] ما يكون من يبس ساذج بلا مادة ولا مقارنة حر فهى خفة الحواس
5
والرأس، وجفاف العين واللسان والمنخر، وان لا يحس فى الرأس بحر ولا برد.
6
وأما ما يكون من حرارة مع يبوسة فعلامته وجود علامة اليبس مع التهاب وحرقة. وربما
7
كان مع عطش واحتراق فى اصل العين. وما كان من بورقية الاخلاط فعلامته وجود
8
بلة فى المنخر، ورمص فى العين، واحساس ثقل يسير، وسرعة انتباه عن النوم ووثوب؛
9
ويستدل عليه بالتدبير الماضى والسن. وما كان من استضاءة الموضع او من الغذاء
10
فعلامته أيضًا سببه. وأما ما كان عن ورم سوداوى فعلاماته العلامات المذكورة مرارًا.
11
وأما ما كان من وجع <او سرطان>، او افكار غامة، او حميات حادة فعلامته سببه.
12
علاجه: أما ما كان سببه اليبس فينبغى ان يستعمل صاحبه الغذاء المرطب والاستحمامات
13
المعتدلة خاصة. فان لم ينومه الحمام فهو غير معتدل البدن ولا جيد المزاج، وان "هؤلآء
14
فى سلطان" اخلاط رديئة يثيرها الحمام. ويجب ان يهجر الفكر والجماع والتعب،
15
ويستعمل السكون والراحة، وادامة تغريق الرأس فى الادهان المرطبة المذكورة، وحلب
16
اللبن على الرأس. والنطولات المرطبة المذكورة، واستنشاق الادهان واستسعاطها،
17
وتقطيرها فى الاذن، وخاصة النيلوفر لا سيما سعوطًا، ودلك اسفل القدم. وأما ما كان
18
من حر مع ذلك فتدبيره الزيادة فى تبريد هذه الأدوية، واستعمال مثل جرادة القرع،
19
وبقلة الحمقاء، ولعاب بزرقطونا، وعصا الراعى، وحى العالم وما اشبه ذلك. ومن
20
المنومات الغناء اللذيذ الرقيق الذى لا إزعاج فيه، وايقاعه ثقيل او هزج متساو. ولاجل
21
ذلك ما صار خرير الماء وحفيف الشجر منومًا.
22
وأما ما كان من وجع فتدبيره تسكين الوجع، وعلاجه بما يخص كل وجع
23
فى بابه. وأما ما كان فى الحميات فكثيرًا ما يسقى صاحبه الدياقوذ الساذج فينوم. ويجب
24
ان يستعمل صاحبه غسل الوجه والنطولات، وتغريق الصدغ والجبهة بدهن الخشخاش
25
والخس، وان يجعل فى احسائه بزر الخشخاش الأبيض. وربما بخر بالمخدرات التى
26
نسخها فى انقراباذين، واقراص الزعفران المذكورة فى باب الصداع الحار، اذا ديفت
27
فى عصارة الخشخاش، اوماء ورد طبخ فيه الخشخاش، اوماء خس، وطلى على الجبهة
28
كان نافعًا. ومما جرب فى ذلك ان توخذ السليخة والأفيون وزعفران بدهن ورد ويمسح
3-85
1
به الأنف. وكذلك الطلاء المتخذ من قشور الخشخاش واصل اليبروج على الصدغين،
2
والإشتمام منه أيضًا. ومن اخذ من هؤلاء قدر حبة كرسنة من افيون نام نومًا معتدلًا. وان
3
كان الخلط المتصاعد اليه غليظًا ضمدت الجبهة باكليل الملك مع بابونج وميبختج.
4
ومما ينوم اصحاب الحميات وغيرهم ان تربط اطراف الساهر منهم رطبًا موجعًا، ويوضع
5
بين يديه سراج، ويؤمر الحضور بالإفاضة فى الحديث والكلام، ثم يحل الرباط [بغتة]،
6
ويرفع السراج، ويومر القوم بالسكوت بغتة فينام.
7
وأما الكائن من رطوبة بورقية مالحة فيجب ان يجتنب تناول كل حريف ومالح،
8
ويغتذى بالسمك الرضراضى واللحوم اللطيفة شورباجة قليلة الملح، ويستفرغ بحب
9
الشبيار، ويديم تغريق الرأس فى الادهان العذبة المفترة. فاذا عرض هذا النوع من السهر
10
فى سن الشيخوخة كان علاجه صعبًا؛ ولكن ينبغى ان يستعمل صاحبه التنطيل بماء
11
طبخ فيه السعتر والبابونج والاقحوان لا غير كل ليلة؛ فانه ينوم تنويمًا حسنًا. وكذلك ينشق
12
من دهن الاقحوان، او دهن الإيرسا، اودهن الزعفران. وربما اضطررنا ان نسقى صاحب
13
السهر المفرط الذى يخاف انحلال قوته قيراطًا ونحوه من الأفيون لينومه. ومن ليس سهره
14
بذلك المفرط فربما كفاه ان يتعب ويرتاض ويستحم، ثم يشرب قبل الطعام بعض ما
15
يسدر وياكل الطعام؛ فانه ينام فى الوقت.
16
|186ra24|فى آفات الدهن
17
ان اصناف الضرر الواقع فى الافعال الدماغية هى لسببين [وهما الحرارة والبرودة]
18
وتتعرف من وجوه ثلثة؛ فانه اذا كان الحس من الانسان سليمًا، وكان يتخيل اشباح
19
الاشياء فى اليقظة والنوم سليمًا، ثم كان الاشياء والاحوال التى رآها فى يقظته اونومه مما
20
يمكن ان يعبر عنها قد زالت عنه، واذا سمعها وشاهدها لم يبق عنده، فذلك آفة فى
21
الذكر وفى مؤخر الدماغ. وان لم يكن فى هذا آفة، ولكن كان يقول ما لا ينبغى ان
22
يقال، ويحذر ما لا ينبغى ان يحذر، ويستحسن ما لا ينبغى ان يستحسن، ويرجوما لا يجب
23
ان يرجى، او يطلب ما لا ينبغى ان يطلب، ويصنع ما لا يجب ان يصنع، وكان لا يستطيع
24
ان يروى فيما يروى فيه من الاشياء، فالآفة فى الفكر وفى الجزء الاوسط من الدماغ.
25
فان كان ذكره وكلامه كما كان، ولم يكن يحدث فيما يقوله ويفعله شىء
26
خلاف السديد، وكان يتخيل له اشياء محسوسة، فيلتقط الزئبر، ويرى اشخاصًا كاذبة،
27
او كان ضعيف التخيل لاشباح الاشياء فى النوم واليقظة، فالآفة فى الخيال وفى البطن
3-86
1
المقدم من الدماغ. وان اجتمع اثنان فى ذلك او ثلثة فالآفة فى البطنين او الثلاثة.
2
ولأن يمرض الفكر ويقع فيه تقصير بمشاركة آفة فى الذكر اولًا أسهل من ان يمرض الفكر
3
فيتبعه مرض الذكر. وما كان من هذا يميل الى النقصان فهو من البرد. وما كان يميل الى
4
التشوش والاضطراب فهو من الحر.
5
وزعم بعضهم: انه قد يميل الى النقصان لنقصان جوهر الدماغ، وليس هذا ببعيد.
6
وجميع ذلك فاما ان يكون سببه بديًا فى الدماغ نفسه، وإما عن عضو آخر، وقد يكون من
7
خارج كضربة اوسقطة. فأما المعالجات فيجب ان تعول فيها على الاصول التى ذكرت
8
فى القانون، وتلتقط من الواح [أمراض] اعضاء الراس، فى الكتاب الثانى، أدوية
9
نافعة من جميع ذلك؛ لتستعملها عليه ويتامل منها ومن الاغذية ما يضرها فيجتنبها فيه.
10
|186rb10|فى اختلاط العقل والهذيان
11
أما اختلاط الذهن والهذيان من بين ذلك فالكائن بسبب الدماغ نفسه فهو إما
12
مرة سوداء، وإما دم حار ملتهب، وإما مرة صفراء، وإما مرة حمراء، وإما حر ساذج،
13
وإما بخار حار وذلك مما تخف المؤنة فى مثله، وإما يبس لتقدم سهر او فكر، او غير
14
ذلك مما يجفف فيعدم الدماغ مادة روح غريزية بمثلها يمكن ان تحفظ طريقة العقل.
15
والكائن بسبب عضو آخراو البدن <كله>، فذلك العضو هو كالمعدة اوفمها، او المراق،
16
اوالرحم، او البدن كله كما فى الحميات. واكثر ذلك إما لكيفية ساذجة تتادى اليه،
17
كما يرتفع عن الاصبع من الرجل ومن اليد اذا ورمت، ومن الاعضاء الفاسدة المزاج المتورمة،
18
وإما لبخار حاد من مرة وبلغم قد عفن واحتد. واسلم اختلاط العقل ما كان عن ضحك
19
وما كان مع سكون، وأردؤه ما كان مع اضطراب ومع ضجر واقدام.
20
العلامات: اعلم ان كل من به وجع شديد، ولا يشكوه، ولا يحس به فيه اختلاط والبول
21
الدهنى قد يدل فى الحميات على اختلاط العقل. أما الكائن من السوداء فيكون مع غموم
22
وظن سئ، ومع علامات المالنخوليا التى نذكرها فى بابها. وان كانت السوداء صفراوية
23
كان مع سبعية وإقدام. وان كانت السوداء دموية كان هناك طرب وضحك مع درور
24
العرق. وأما الكائن عن الصفراء فيكون مع التهاب وحرارة وضجر، وسوء خلق، و
25
واضطراب شديد، وتخيل نار وشرار، وحرقة آماق، وصفرة لون، وامتداد جلد الجبهة،
26
والتهاب رأس، وغوور عين، ووثب الى المقاتلة. والذى من الحمراء فتكون هذه الأعراض
3-87
1
فيه اشد وأصعب. ومن هذا القبيل اختلاط العقل الذى فى الحميات، واكثر ما يكون
2
فى الوبائيات.
3
وأما الكائن من حر ويبس ساذج فلا يكون معه ثقل ولا علامات المواد، المذكورة
4
فى القوانين وفى الابواب المتقدمة. والكائن من بلغم قد عفن واحتد، فيعرض
5
لأصحابه ان يكون بهم مع الاختلاط رزانة، وان يشيلوا حواجبهم بايديهم كل وقت،
6
وان يثقل رؤسهم، ويسبتون لجوهر البرد، كما تختلط عقولهم لعارض الحرارة، وهؤلاء
7
لا يفارقون ما يمسكونه. وربما عرض لهم ان يتوهموا انفسهم دوابًا وطيورًا. وبالجملة
8
فان اختلاط العقل اذا عرض عن حرارة يابسة فانه يدل عليه السهر، او عن حرارة رطبة
9
من دم، او بلغم عفن فانه يدل عليه السبات. وأما الذى سببه بخار متصاعد من عضو
10
فيعرف من حال ذلك العضو الآلم ان كان عضوًا، والبدن كله ان كان شاملًا كما فى الحميات
11
المشتملة، ويعرف هل هو ساذج او مع مادة او بخار فعلامات جميع ذلك مذكورة فى باب
12
الصداع.
13
العلاجات: أما علاج المالنخوليا فسنذكره فى باب المانخوليا. واما علاج الاختلاط الكائن
14
من الدم فينبغى ان تبادر به الى الفصد، والى جميع ما يعدل الدم ويبرده ويصلح قوامه.
15
وأما الكائن من الصفراء والحمراء فعلاجه ان تبادر فتستفرغ، ويبدل المزاج إما من
16
البدن كله وإما من الرأس خاصة. ويستعمل التبريدات والترطيبات المذكورة فى القانون.
17
ويستعمل اضمدته بعد حلق الرأس. وان اشتد وقوى دبر تدبير مانيا. ومما يصلح
18
لاختلاط الذهن الحار قيروطى متخذ من دهن ورد وخل على اليافوخ، او دهن بنفسج
19
ولبن ان لم يكن حمى، او دهن ورد وخشخاش مع محاذرة انعطاف البخارات. واذا
20
كان سهر فجميع الاطلية غير نافعة. وربما اورثه حقن حادة ولا يسعطن ويزيد فى
21
الجذب بل ليتبع حقنًا لينة.
22
وأما الكائن بسبب شركة عضو فيستعمل فيه تقوية الرأس وتبريده، والجذب
23
الى الخلاف. وقد علم كل هذا فى القوانين الماضية الكلية والجزئية. واذا لم يكن
24
مع الاختلاط ضعف وعلامات اورام فيجب ان يلطم صاحبه لطمًا شديدًا. وربما وجب
25
ضربه ليثوب اليه عقله. وربما احتيج الى ان يكوى رأسه كيًا صليبيًا ان لم ينفع شىء.
26
ومن الاشياء النافعة له ان يصب على الرأس منه طبيخ الاكارع والرؤس. وكثيرًا ما يعافيهم
27
الفاشرا اذا شربوا منه ايامًا كما هو، او فى شىء آخر من الثمار والحلاوى مما يخفيه و
28
يستر فيه.
3-88
1
|186va45|فى الرعونة والحمق
2
الفرق بين اختلاط الذهن وبين الرعونة والحمق ــ وان كانا آفتى العقل، وكان
3
السبب المحدث لهما جميعًا قد يكون واقعًا فى البطن الاوسط من الدماغ ــ إن اختلاط
4
الذهن آفة فى الافعال الفكرية بحسب التغير؛ والرعونة والحمق آفة بحسب النقصان
5
او البطلان. وحاله شبيهة بالخرفية اوالصبوية. وقد عرفت ان اصناف آفات الافعال
6
ثلثة. وأما اسباب هذا المرض فاما برودة ساذجة، او مع يبس مشتمل على البطن الاوسط
7
من الدماغ فى طول الايام والمدد؛ وإما برودة مع بلغمية فى تجاويف اوعيته. وانما
8
كان سبب هذا الضرر من البرودة، ولم يكن من الحرارة، لان هذا ضرر بطلان ونقصان؛
9
لان الحرارة فعالة للفكرة التى هى حركة ما من حركات الروح، يتحرك بها من مقدم الدماغ
10
الى مؤخره وبالعكس. والحرارة تثير الحركة وتعينها، والجمود يمنعها. ولذلك جعل
11
مزاج هذا الجزء من الدماغ مائلًا الى الحرارة، وجعل فى الوسط ليكون له الرجوع من
12
التخيل الى التذكر، وقد عرفت التخيل والتذكر فى موضعه.
13
وهذه العلة تعالج بتسخين الدماغ وترطيبه ان كان مع يبوسة، او بتحليل ما فيه.
14
و الاستفراغات بالأدوية الكبار، والقئ بالسكنجبين العنصلى وبزر الفجل ان كان
15
عن مادة، ومع ذلك فيجب ان يقبل على تنبيه القلب بالأدوية الخاصية به؛ مثل دواء
16
المسك والمثروذيطوس والمفرح وما اشبه ذلك. ولا يجب ان نطول القول فى
17
هذا الباب، فقد عرفت وجه مثل هذا التدبير فى القوانين فيما سلف. ويجب ان يكون مسكنه
18
بيتًا مضيئًا، وبالجملة فان اليقظة والسهر، وتلطيف الغذاء وتقليله، والميل الى مزاج
19
أيبس، والى تلطيف الدم وتعديله، وتقليله وتسخينه بحيث لا يكون شديد الغليان
20
والتبخير؛ بل حارًا لطيفًا غير غال هو مما يذكى الذهن ويصفيه. ولا أغذا للذهن من
21
الامتلاء عن اغذية ورطوبات. واليبس يضر بالذهن لا من حيث النقصان ولكن من
22
حيث الافراط فى سرعة الحركة، او من حيث قلة الروح جدًا، وانحلاله مع ادنى حركة.
23
|186vb35|فى فساد الذكر
24
هو نظير الرعونة الا انه فى مؤخر الدماغ؛ لانه نقصان فى فعل من افاعيل مؤخر
25
الدماغ، او بطلان فى جميعه. وسببه الاول عند جالينوس هو البرد إما ساذجًا، وإما
26
مع يبوسة فلا ينطبع فيه المثل، وإما مع رطوبة فلا يحفظ ما ينطبع فيه. وان كان مع
27
يبوسة دل عليه السهر، وانه يحفظ الامور الماضية، ولا يقدر على حفظ الامور الحالية و
28
الوقتية. وان كان مع رطوبة دل عليه السبات، وانه لا يحفظ الماضية البتة؛ ولعله
3-89
1
يحفظ الوقتية الحالية مدة اكثرمن الماضية. فان كان هناك برد ساذج كان خدر وسدر.
2
وربما كان من يبس مع حر، ويكون معه اختلاط الذهن، وذلك إما فى ذلك الجزء
3
من الدماغ نفسه، أو فى بطن منه، أو فى وعائه. وقد يكون لاخلاط او سوء مزاج
4
فى الصدغين يتادى الى الدماغ. قد ذكر هذا بعض المتقدمين، وهو مما جرب و
5
شوهد. واكثر ما يعرض النسيان وفساد الذكر انما يعرض عن برد ورطوبة. وقد يكون عن
6
اووام الدماغ خصوصًا الباردة. واعلم ان النسيان اذا عرض ع صحة انذر بامراض
7
الدماغ القوية؛ مثل الصرع والسكتة وليثرغس.
8
|187ra6|وعلامات اسبابه واصنافه
9
ينبغى ان تتعرف من القوانين المذكورة ولا نكررها فى كل وقت.
10
علاجه: أما المقارن للحر واليبس فهو اسهل علاجًا، ومعالجته هو بما قيل مرارًا. وأما
11
الكائن عن يبس مجرد فيجب فيه ان يغذى العليل بالأغذية المرطبة المعتدلة، وأن يستعمل
12
رياضة ناحية الرأس بالدلك والغمز، والخرق الخشنة، وتحريك اليدين والرجلين.
13
وبالجملة الرياضة التى ليست بقوية بل بمقدار ما يجيع ويقتضى الزيادة فى الغذاء والدعة
14
والنوم والحمام. ويسخن بالضمادات المسخنة المعروفة التى لا نكرر ذكرها، وبالمحاجم
15
على الرأس بلا شرط، والأدوية المحمرة. وربما احتيج ان يكوى كيتين خلف القفا، و
16
يستعمل مياه طبخ فيها بابونج واكليل الملك وكرعان الماعز. ومن الادهان دهن السوسن و
17
النرجس والخيرى.
18
وأما ان كان من مادة ذات برد ورطوبة فاستفرغه بعد الانضاج بما تدرى، وليسكن
19
بيتًا كثير الضوء، وليبدأ اولًا من الاستفراغات بالتى هى اخف مثل ايارج وشحم الحنظل
20
وجندبيدستر، ثم يدرج الى الايارجات الكبار، ثم استعمل ان امنت سوء المزاج الحار
21
معجون البلاذر؛ فانه اقوى شىء فى تقوية الذهن وافادة الحفظ. فاستعمل أيضًا سائر
22
المسخنات من المحمرات، والغراغر، والشمومات التى تدرى، ولا تستعجل فى تجفيفه؛
23
بل تدرج واحذر ان يبلغ تجفيفك افناء الرطوبات الاصلية، فيتبعها برد المزاج، وذلك
24
مما يزيد فى النسيان. و يجب ان يجتنبوا السكر ومهاب الرياح والامتلاء. ويجتنبوا
25
الاغتسال بالماء اصلًا، أما الحار فلما فيه من الارخاء، وأما البارد قبما يخدر ويضر بالروح
26
الحاس. فان عرض لهم امتلاء لطفوا التدبير بعده. ويجب ان يجتنيوا الأغذية
27
المسكنة المثقلة والمخدرة والمبخرة. وأما الشراب فان الامتلاء منه ضار جدًا. و
28
أما القليل فانه ينشط النفس، ويقوى الروح ويذكيها، ويغنى عن الإستكثار من
3-90
1
الماء؛ والإستكثار منه اضر شىء لهم، والقيلولة الكثيرة. وبالجملة النوم الكثير ضار و
2
خصوصًا على امتلاء كثير.
3
والإفراط من السهر أيضًا يضعف الروح ويحله، ومع ذلك فيملأ الدماغ
4
ابخرة. وقد جرب لهم الوج المربى والدار فلفل المربى، ووجدا يزيدان فى الحفظ
5
زيادة بينة. وقد جرب هذا الدواء: كندر، سعد، فلفل ابيض، زعفران [مر] اجزاء سواء
6
يعجن [بعسل] ويتناول كل يوم وزن درهم واحد. وجرب أيضًا هذا: فلفل جزءان، كمون
7
مثله، سكر طبرزد ثلثة اجزاء <سواء يعجن ويتناول>. وجرب أيضًا ان يسقى كل يوم على
8
الريق مثقال: فيه من الكندر نصف وربع، ومن الفلفل ربع. وأيضًا كمون خمسة فلفل
9
واحد، وج اثنان، [سعد اثنان]، هليلج اسود اثنان، عسل البلاذر واحد عسل ضعف
10
الجميع. ويجب ان يرجع الى الأدوية المفردة المكتوبة فى الكتاب الثانى وموضعها فى
11
الواح علل الرأسن. ويجب ان يكون مسكن [مثله] بيتًا فيه الضوء.، وأما الكائن من اورام
12
الدماغ فيعالج بما قيل فى فرانيطس وليثرغس والسبات السهرى.
13
|187rb17|فى فساد التخيل
14
هو بعينه من الاسباب والعلامات الموصوفة فى الابواب الأخرى إلا انه فى مقدم
15
الدماغ. وفساده إما بان يتخيل ما ليس ويرى امورًا لا وجود لها. وذلك لغلبة مرار على مقدم
16
الدماغ، او لغلبة سوء مزاج حار بلا مادة. وإما ان ينقص التخيل ويضعف عن تخيل
17
الامور التخيلية. ولا يرى الرؤيا والاحلام الا قليلًا، وينساه وينسى صور المحسوسات
18
كيف كانت ولا يتخيلها. ويكون سببه بعينه سبب نقصان الذكر؛ إلا ان فساد الذكر انما
19
يكون اكثره عن البرد والرطوبة، واقله عن اليبوسة. والأمر ههنا بالعكس؛ لان هذه
20
الآلة خلقت لينة ليسرع انطباعها بما تتخيله، وتلك صلبة ليعسر تخليتها عما انطبع فيها
21
فالامور تقع فيها بالضد. وفساد الذكر يقع فى معانى المحسوسات ونسب تركيبها.
22
وفساد التخيل يقع فى مثل المحسوسات واشباحها، وهذا يعلم من صناعة
23
اخرى. وادل ما يدل على ان العلة من رطوبة اويبوسة حال النوم والسهر، وحال جفاف
24
العين والانف ورطوبته، وحال لون اللسان ورطوبته او جفافه. واذا كانت العلة فساد
25
التخيل لا نقصانه فانت يمكنك أن تتعرف أيضًا انه عن سوداء او صفراء، او مزاج حار
26
مفرد بما قيل وعرف. وأما المعالجات فبحسب المعالجات فى العلل الماضية إلا ان
27
العلاج يجب ان يكون فى ناحية مبادى الحس. وان احتيج الى دلوك او وضع حجامة
28
فالى مقدم الدماغ.
3-91
1
|187rb52|فى المانيا وداء الكلب
2
تفسير المانيا هو الجنون السبعى. وأما داء الكلب فهو نوع منه يكون مع غضب
3
مختلط بلعب وعبث فاسد، [وايذاء] مختلط باستعطاف كما هو فى طبع الكلاب.
4
واعلم ان المادة الفاعلة للجنون السبعى هو من جوهر المادة الفاعلة للمالنخوليا؛ لان كليهما
5
سوداويان إلا ان الفاعل للجنون السبعى سوداء محترقة عن صفراء اوعن سوداء وهو أردأ.
6
والفاعل للمالنخوليا سوداء طبيعية كثيرة او احتراقية، ولكن عن بلغم او عن دم عذب،
7
وقليلًا ما يكون عن بلغم محترق وجنون وان كان يكون عنه المالنخوليا. واكثر ما يكون
8
المالنخوليا انما يكون بحصول المادة السوداوية فى الاوعية. واكثر ما يكون المانيا انما
9
يكون بحصولها فى مقدم الدماغ وجوهره؛ لان وصوله الى الدماغ كوصول مادة فرانيطس.
10
ويكون المالنخوليا مع سوء ظن وفكر فاسد، وخوف وسكون فلا يكون فيه اضطراب
11
شديد. وأما المانيا فكله اضطراب وتوثب وعبث وسبعية، ونظر لا يشبه نظر الناس،
12
بل اشبه شىء به نظر السباع. ويفارق صنفًا من فرانيطس يشبهه فى جنون صاحبه بان هذه
13
العلة لا يكون معها حمى فى اكثر الأمر وفرانيطس لا يخلو عنها.
14
وداء الكلب هو نوع من مانيا فيه معاسرة شديدة، ومصارعة مع مساعدة و
15
موافقة معًا، وليس فيه من الاعتقاد للشر كل ما فى المانيا فكانه الى الدموية اقرب. و
16
اكثر ما تعرض هذه العلة فى الخريف لرداءة الأخلاط. وقد يكثر فى الربيع والصيف،
17
ويكون له عند هبوب الشمال هيجان لتجفيف الشمال. وهذه العلة كثيرًا ما يحلها
18
البواسير والدوالى. واذا عرض عقيبها الإستسقاء حلها برطوبته، خصوصًا اذا كان
19
سببها حر الكبد ويبوسته. وكثيرًا ما يحدث هذه العلة بمشاركة المعدة فيشفيه القذف.
20
العلامات: للمانيا جملة علامات، ولأصنافه علامات؛ فعلامات جملته ان تتغير الافعال
21
السياسية والحركية التغير المذكور. والعلامات المنذرة به فمثل الكابوس مع حرارة الدماغ،
22
ومثل ان يمتلى القدمان دمًا ويحمران، او ينعقد الدم فى ثدى المرأة، فيدل على حركات
23
فاسدة للدم، والاول قد يدل على ذلك، وعلى انه سيصير سببًا لفساد الدم فى عضو
24
لا حار غريزى قوى فيه، فيدبر الدم تدبيرًا جيدًا، بل يفسد فيه الدم نوعًا من الفساد يوذى
25
الدماغ. فاذا عرضت العلامة الاولى فى آخر المانيا فربما دل على انحلاله دلالة الدوالى.
26
وكثيرًا ما يعرض المانيا فى الأمراض الحادة دليلًا للبحران. فان شهدت الدلائل الأخر
27
شهادة جيدة دل على ''بحران جيد سيكون". وربما كان اشتداد المانيا دليلًا على بحران
28
المانيا نفسه.
3-92
1
وعلامة الكائن من سوداء محترقة ''عن سوداء" ان جنونه وسبعيته [يكون] مع فكر
2
وسكون يمتد مدة، ثم اذا تحرك وتكلم ابتداء يتعاقل متفكرًا، ثم اذا كرر عليه لم يمكن
3
الخلاص منه ولا اسكانه. وتكون نحافة البدن فيه أشد، واللون الى السواد أميل، و
4
الاحتلام أردأ. وربما تقيأ شيئًا حامضًا تغلى منه الارض. وأما الذى عن السوداء الصفراوى
5
فيكون الإنتقالات الى الشر اسرع، [والسكون عنه اسرع]، ولا يذكر من الشر و
6
الحقد ما يذكره الاول، ويقل سكونه، ويكثر حركته وضجره واضطرابه.
7
علاجه: ان رأيت امتلاءً من الأخلاط فافصد. وان رأيت غلبة مرار فى البدن بالبول
8
وسائر العلامات فاستفرغ بطبيخ الافثيمون، او بطبيخ الهليلج ان كان ''صفراء سوداوية".
9
وان كان سوداء صرفة فربما احتجت ان تستفرغ بالافثيمون الساذج وزن ثمانية دراهم مع
10
سكنجبين، وبحب اللازورد، ثم اقبل على الرأس واستفرغ ان كان به امتلاء دموى، او
11
سوداء دموى من العرق الذى تحت اللسان. وأدم استفراغه بهذا الحب: ايارج وافثيمون
12
واسطوخوذس جزء جزء، سقمونيا نصف جزء، هليلج نصف جزء يتخذ منه حب كبار، و
13
يشرب بعد الاستفراغ الكلى فى ليالى متفرقة كل ليلة درهمين. ومما ينفع فيه حب بهذه
14
الصفة: افثيمون، بسبايج من كل واحد خمسة دراهم، الحجر الارمنى درهم، هليلج كابلى
15
درهم، اسطوخوذس عشرة دراهم، ملح هندى، شحم الحنظل اربعة اربعة، بليلج، آملج،
16
حاشا، خربق اسود، ثلثة ثلثة، تربد عشرون درهمًا، يعجن بسكنجبين عسلى ويستعمل.
17
ويتغرغر بسكنجبين السقمونيائى. ولا يفرط فى استعمال حب الشبيار، بل استعمله مدة
18
ما دمت تجد به خفة.
19
فاذا احسست بسوء مزاج حار فاقطع، وبعد الإستفراغ فاقبل على التبريد والترطيب
20
بالنطولات وغيرها. وربما احتيج الى ان ينطلوا فى اليوم خمس مرات، وتطلى رؤسهم
21
بطبيخ الاكارع والرؤس، "ويحلب عليها اللبن"، وليوضع عليها الزبد. وليكن قصدك
22
الترطيب اكثر من قصدك التبريد؛ إلا انك لا تجد أدوية شديدة الترطيب إلا باردة فاجعل
23
معها بابونج. وربما احتجت فى تنويمه الى سقيه دياقوذا فاسقه مع مآء الرمان الحلو ليرطب،
24
او مع شراب الإجاص ليلين، او مع ماء الشعير. وينطله أيضًا بماء طبخ فيه الخشخاش
25
للتنويم؛ ولكن الأصوب ان يجعل فيه قليل بابونج. ويحلب اللبن على رأسه، والادهان
26
نافعة فى ذلك جيدة. واذا استعملت النطولات والسعوطات المرطبة، والادهان فاحتل
3-93
1
ان ينام بعدها على حال بما ينوم من النطولات، والادهان المسبتة، خاصة دهن الخس.
2
واسقه من الأشربة ما يرطب كماء الشعير، ولا تسقه ما يجرى مجرى السكنجبين، وما فيه
3
تلطيف وتجفيف وتقطيع.
4
وكلما رأيت الطبيعة صلبت فاحقن لئلا ترتفع الى الرأس بخارات موذية من الثقل.
5
ويجب ان يسقوا فى مياههم اصول الرازيانج البرى وبزره، واصول الكرمة البيضاء ــ و
6
هو الفاشرا ــ فانها نافعة. والشربة منه كل يوم مثقال. فان لم يشربوا دس ذلك فى طعامهم. و
7
ليجلس بين يدى العليل من يستحيى منه ويهابه، ويشد فخذاه وساقاه دائمًا ليجذب
8
البخار الى أسفل. وان خيف ان يجنوا على انفسهم ربطوا ربطًا شديدًا، وادخلوا فى
9
قفص، اوعلقوا فى معاليق مرتفعة كالارجوحة. ويجب ان تكون اغذيتهم رطبة على كل
10
حال؛ إلا انها مع رطوبتها يجب ان لا تكون مما يحدث السدد مثل النشاء وما اشبهه؛
11
فان ذلك ضار لهم جدًا. فلا يعطون ما يدر البول كثيرًا، فان ذلك يضرهم. وسائر
12
علاجاتهم فيما يجب ان يتوقوه ويحذروه هو علاج المالنخوليا، ونذكره فى بابه.
13
فاذا انحطوا فلا باس فى ان يسقوا شرابًا كثير المزاج؛ فان ذلك يرطبهم وينومهم. [وعليك
14
ان تجتنب من الاشياء الحارة المسخنة].
15
|188ra21|فى المالنخوليا
16
يقال مالنخوليا لتغير الظنون والفكر عن المجرى الطبيعى الى الفساد والى الخوف
17
والرداءة، لمزاج سوداوى يوحش روح الدماغ من داخل، ويفزعه بظلمته، كما يوحش
18
ويفزع الظلمة الخارجة. على ان مزاج البرد واليبس مناف للروح مضعف؛ كما ان
19
مزاج الحر والرطوبة ملايم مزاج الشراب ملايم للروح ومقو. واذا تركب مالنخوليا
20
مع ضجر وتوثب، وشرارة انتقل فسمى مانيا <وانما يقال مانيا لما كان عن سوداء
21
محترقة>. وانما يقال ما لنخوليا لما كان حدوثه عن سوداء غير محترقة.
22
وسبب مالنخوليا إما ان يكون فى الدماغ نفسه، وإما من خارج الدماغ. والذى
23
فى الدماغ نفسه فانه إما ان يكون من سوء مزاج بارد يابس بلا مادة، تنقل جوهر الدماغ
24
ومزاج الروح النير الى ظلمة؛ وإما ان يكون مع مادة. والذى يكون مع مادة فاما ان
25
تكون المادة فى العروق صائرة اليها من موضع آخر، اومستحيلة فيها الى السوداء باحتراق
26
ما فيها، اوتعكره وهو الأكثرى، او تكون المادة متشربة فى جرم الدماغ، او تكون موذية
27
للدماغ بكيفيتها وجوهرها فينصب فى البطون، وكثيرًا ما يكون انتقالًا من الصرع.
3-94
1
و الذى يكون سببه خارج الدماغ بشركة شىء آخر يرتفع منه الى الدماغ خلط،
2
او بخار مظلم، فاما ان يكون ذلك الشىء فى البدن كله اذا استولى عليه مزاج سوداوى،
3
او الطحال اذا احتبست فيه السوداء ولم يقدر على تنقيتها، او عجز ولم يقدر على جذب
4
السوداء من الدم. وإما لانه قد حدث به ورم او لم يحدث، بل <حدثت به> آفة أخرى،
5
او لسبب شدة حرارة الكبد. وإما ان يكون ذلك الشىء هو المراق اذا تراكمت فيه فضول
6
من الغذاء ومن بخار الامعاء، اواحترقت اخلاطه واستحالت الى جنس سوداوى، فاحدثت
7
ورمًا، او لم يحدث فيرتفع منها بخار مظلم الى الرأس. ويسمى هذا نفخة مراقية،
8
ومالنخوليا نافخًا، ومالنخوليا مراقيًا. وهو كثيرا ما يرتفع عن ورم بواب الكبد فيحرق
9
دم المراق.
10
وهو الذى يجعله جالينوس السبب فى المالنخوليا المراقى ودوقلس "يروى ان
11
سببه" شدة حرارة الكبد والمعا. وقوم آخرون يجعلون السبب فيه السدد الواقعة فى
12
الماساريقا مع ورم. وقوم يجعلون السبب سددًا فى الماساريقا وان لم يكن ورم. واستدل
13
من جعل السبب فى ذلك السدد فى الماساريقا بأن غذاء هؤلاء لا ينفذ الى العروق فيعرض له
14
فساد. واستدل من قال ان ذلك من ورم بطول احتباس الطعام فيهم نيًا "بحاله. وفى
15
الاكثر لا يكون" هذا الورم حارًا؛ لانه لا يكون هناك حمى وعطش وقئ مرار. وربما
16
كان سبب تولده هو من خارج [الدماغ]. ومبدأ تولده هو فى الدماغ، كما اذا كان فى
17
المعدة ورم حار، واحرق بخاره رطوبات الدماغ، اوكان فى الرحم، او فى سائر الاعضاء
18
المشاركة للرأس.
19
والذى يكون عن برد ويبس بلا مادة فسببه سوء مزاج فى القلب سوداوى، بمادة
20
او بلا مادة، يشركه فيه الدماغ؛ لان الروح النفسانى يتصل بالروح الحيوانى ومن جوهره،
21
فيفسد مزاجه الفاسد السوداوى مزاج الدماغ، ويستحيل الى السوداوية. وقد يكون لاسباب
22
أخر مبردة وميبسة لا من القلب وحده، وعلى انه لا يمكن ان يكون بلا شركة من القلب،
23
بل عسى ان يكون معظم السبب فيه من القلب، ولذلك لابد من ان يلزم علاج القلب
24
مع علاج الدماغ فى هذا المرض.
25
واعلم ان دم القلب اذا كان صقيلًا رقيقًا صافيًا مفرحًا قاوم فساد الدماغ
26
واصلحه، بل ولا عجب ان يكون مبدأ ذلك فى اكثر الأمر من القلب. وان كان انما
27
تستحكم هذه العلل فى الدماغ لانه ليس ببديع ان يكون مزاج القلب قد فسد أولًا فيتبعه
3-95
1
الدماغ، او يكون الدماغ فسد مزاجه فيتبعه القلب، وفسد مزاج الروح فى القلب واستوحش
2
ففسد ما ينفذ منه الى الدماغ، واعان الدماغ على الفساد. وقد يعرض فى آخر الأمراض
3
المادية وخصوصًا الحادة مالنخوليا، فيكون علامة موت، وحينئذ يعرض لذلك الانسان
4
ان يذكر الموت والموتى كثيرًا.
5
وبالجملة فان السوداء تكثر فيتولد تارة بسبب العضو الفاعل للغذاء وهو الكبد
6
اذا احرق الدم، او ضعف عن دفع الفضل السوداوى وهو الاقل. وتارة بسب العضو
7
الذى هو مفرغة السوداء وهو الطحال اذا ضعف عن امرين: احدهما جذب ثفل الدم
8
ورماده من الكبد، والآخر دفع فضل ما ينجذب اليه منه الى المدفع الذى له. و
9
قد يتولد السوداء فى عضو آخر إما بسبب شدة احراقه لغذائه، اوبسبب عجزه عن دفع فضل
10
غذائه، فيتحلل لطيفه ويتعكر كثيفه سوداء، او بسبب شدة تبريده وتجفيفه لما يصل اليه.
11
وقد يكون السبب فى تولده أيضًا [الأغذية] المولدة للسوداء. وقد رآى بعض الاطباء
12
ان المالنخوليا قد يقع عن الجن. ونحن لا نبالى من حيث نتعلم الطب ان ذلك قد يقع
13
عن الجن، او لا يقع، بعد ان نقول: انه ان كان يقع من الجن فانه يحيل المزاج الى السوداء،
14
فيكون سببه القريب السوداء، ثم ليكن سبب ذلك السوداء "جنًا اوغير جن" ومن الاسباب
15
القوية فى توليد المالنخوليا افراط الغم والخوف.
16
ويجب ان تعلم ان السوداء الفاعلة للمالنخوليا قد يكون إما السوداء الطبيعية، وإما
17
البلغم اذا استحال سوداء بتكاثف اوادنى احتراق، وان كان هذا يقل اويندر، وإما
18
الدم اذا استحال بانطباخ، او تكاثف دون احتراق شديد، وإما الخلط الصفراوى فانه
19
اذا بلغ فيه الاحتراق الغاية فعل مانيا، ولم يقتصر على المالنخوليا. وكل واحد من
20
اصناف السوداء اذا وقع فى الدماغ الموقع المذكور فعل المالنخوليا، لكن بعضه يفعل
21
معه المانيا.
22
واسلم المالنخوليا ما كان من عكر الدم وما كان معه فرح. وكثيرًا ما ينحل
23
المالنخوليا بالبواسير والدوالى. وقد يقل تولد هذه العلة فى البيض السمان، ويكثر فى
24
"الآدم الأزب القضيف''، ويكثر تولدها فيمن كان قلبه حارًا جدًا ودماغه رطبًا، فتكون
25
حرارة قلبه مولدة للسوداء فيه، ورطوبة دماغه قابلة لتاثير ما يتولد فى قلبه. ومن المستعدين
26
له اللثغ الاحداء الجفاف الالسنة والطرف، الاشد حمرة الوجه، و الادم الأذب، و
3-96
1
خصوصًا فى صدورهم السود الشعر الغلاظها، الواسعوا العروق، الغلاظ الشفاه؛ لان
2
بعض هذه دلائل حرارة القلب، وبعضها دلائل رطوبة الدماغ، وكثيرًا ما يكونون فى
3
الظاهر بلغميين.
4
وهذه العلة تعرض للرجال اكثر وللنساء افحش، وتكثر فى الكهول والشيوخ،
5
ويقل فى الشتاء ويكثر فى الصيف والخريف. وقد يهيج فى الربيع كثيرًا أيضًا، لان
6
الربيع يثور الاخلاط خالطًا اياها بالدم. وربما كان هيجانه بادوار فيها تهيج السوداء و
7
تثور. والمستعد للما لنخوليا يصير اليها بسرعة اذا اصابه خوف اوغم او سهر، اواحتبس
8
منه عادة سيلان الدم، او "قئ سوداء"، او غير ذلك.
9
|188va58|علامات اصنافها
10
علامة ابتداء المالنخوليا ظن ردئ وخوف بلا سبب، وسرعة غضب، [وحب]
11
التخلى، واختلاج، ودوار ودوى، وخصوصًا فى المراق. فاذا استحكم فالتفزع و
12
سوء الظن والغم، والوحشة والكرب، وهذيان كلام، وشبق لكثرة الريح. واصناف من
13
الخوف مما لا يكون او يكون. واكثر خوفه مما لا يخاف فى العادة. وتكون هذه
14
الاصناف غير محدودة. وبعضهم يخاف سقوط السماء عليه. وبعضهم يخاف ابتلاع
15
الارض اياه. وبعضهم يخاف الجن. وبعضهم يخاف السلطان. وبعضهم يخاف اللصوص.
16
وبعضهم يتقى ان لا يدخل عليه سبع. وقد يكون للامور الماضية فى ذلك تاثير، ومع
17
ذلك فقد يتخيلون امورًا بين اعينهم ليست <صحيحة>. وربما يتخيلوا انفسهم انهم صاروا
18
ملوكًا، او سباعًا، او شياطين، اوطيورًا، او آلات صناعية. ثم منهم من يضحك خاصة
19
الذى مالنخولياه دموى؛ لانه يتخيل ما يلذه ويسره. ومنهم من يبكى خاصة الذى ما لنخولياه
20
سوداوى محض: ومنهم من يحب الموت، ومنهم من يبغضه.
21
وعلامة ما كان خاصة بالدماغ افراط الفكرة ودوام الوسواس، ونظر دائم الى
22
الشىء الواحد والى الارض. ويدل عليه لون الرأس والوجه والعين، وسواد شعر الرأس
23
كثافته، وتقدم سهر وفكر، وتعرض للشمس وما اشبهه؛ وأمراض دماغية سبقت؛
24
وأن لا تكون العلامات التى نذكرها للاعضاء الأخرى المشاركة للدماغ حاصلة، وان لا يظهر
25
النفع اذا عولج ذلك العضو ونقى، وان تكون الأعراض عظيمة جدًا. وأما الكائن
26
بمشاركة البدن كله فسواد اللون وهلاسه، واحتباس ما كان يستفرغ من الطحال اوالمعدة
27
وما كان يستفرغ بالادرار، او من المقعدة، او من الطمث؛ وكثرة شعر البدن وشدة
3-97
1
سواده، وتقدم استعمال أغذية رديئة سوداوية مما عرفته فى الكتاب الثانى. والأمراض
2
المعقبة للمالنخوليا هى مثل الحميات المزمنة والمختلطة.
3
وعلامة ما كان من الطحال كثرة الشهوة لانصباب السوداء الى المعدة مع قلة
4
الهضم لبرد المزاج، وكثرة القراقر ذات اليسار، اوانتفاخ الطحال، وذلك مما
5
لا يفارقهم، وشبق شديد للنفخة. وربما كان معه حمى ربع. وربما كانت الطبيعة لينة.
6
وربما اوجب لذع السوداء ألمًا. وما كان من المعدة فعلامته وجود علامات ورم المعدة
7
المذكورة فى باب أمراض المعدة، وزيادة العلة مع التخمة والإمتلاء وفى وقت الهضم.
8
وكثيرًا ما يهيج به عند الأكل الى ان يستمرئ اوجاع ثم تسكن عند الإستمراء. فان كان
9
حارًا دل عليه الإلتهاب فى المراق، وقىء المرار وعطش. واكثر من به مالنخوليا
10
فانه مطحول.
11
وعلامة المراقى ثقل فى المراق، وإجتذاب الى فوق، وتهوع لازم، وخبث
12
نفس، وفساد هضم، وجشاء حامض، وبزاق رطب، وقرقرة وخروج ريح، وتلهب.
13
وان يجد وجعًا فى المعدة، او وجعًا بين الكتفين، وخصوصًا بعد الطعام الى ان يستمرئ
14
بالتمام. وربما قذف البلغم المرارى. وربما قذف الهامض المضرس. وتعرض له
15
هذه الاعراض مع التناول للطعام، بل بعد ساعات فيكون برازه بلغميًا مراريًا، ويخف
16
بجودة الهضم، ويزيد بنقصانه. وربما تقدمه ورم فى المراق اوكان معه. ويجد اختلاجًا
17
كثيرًا فى المراق. وتزداد هذه العلة مع التخمة وسوء الهضم.
18
ونقول: ان السوداء الفاعلة للمالنخوليا اذا كانت مع دم كان مع فرح وضحك،
19
ولم يلزم عليه الغم الشديد. وان كان من بلغم كان مع كسل وقلة حركة وسكون.
20
وان كانت مع صفراء كان مع اضطراب وادنى جنون، وكان مثل مانيا. وان كانت
21
سوداء صرفة فان الفكر فيه اكثر والعادية اقل؛ إلا ان يحرك فيضجر، ويحقد حقدًا
22
لا ينساه.
23
العلاج: يجب ان يبادر بعلاجه قبل ان يستحكم؛ فانه سهل فى الابتداء صعب عند
24
الإستحكام. ويجب على كل حال ان يفرح صاحبه ويطرب، ويجلس فى المواضع
25
المعتدلة، ويرطب هواء مسكنه، ويطيب بفرش الرياحين فيه. وبالجملة ينبغى
26
ان يشم دائمًا الروائح الطيبة والادهان الطيبة، ويتناول الأغذية الفاضلة الكيموس المرطبة
27
جدًا. ويزيد فى تخصيب بدنه بالأغذية الموافقة، وبالحمام قبل الغذاء، ويصب على
28
رأسه ماء فاتر ليس بشديد الحرارة. واذا خرج من الحمام وبه قليل عطش، فلا بأس
29
ان يسقى قليل ماء، ويستعمل الدلك المخصب المذكور فى باب حفظ الصحة. واعن
30
بترطيبه فوق عنايتك بتسخينه ما امكن. وليجتنب الجماع، والتعريق الشديد، ويجتنب
3-98
1
الباقلى والقديد والعدس والكرنب، والشراب الغليظ والحديث، وكل مملح و مالح،
2
وكل حريف، وكل شديد الحموضة؛ بل يجب ان يتناول الدسم والحلو. واذا اريد
3
تنويمهم فلك ان تنطل رؤسهم بماء الخشخاش والبابونج والاقحوان؛ فان النوم من اوفق
4
علاجاتهم. ويتدارك بما يفيده من الصلاح ما يورثه الخشخاش من المضرة.
5
فأما ان كان المالنخوليا من سوء مزاج مفرد، برد او يبس فينبغى ان يشتغل بتسخين
6
القلب وبالمفرحات، وأدوية المسك، والترياق والمثريذيطوس، وما اشبه ذلك.
7
ويعالج الرأس بما مر، وذكر فى باب الرعونة. والقوى منه يعرض عقيب مرض آخر حار
8
فيسهل علاجه حتى انه يزول بالتنطيلات.
9
وأما ان كان من مادة سوداوية متمكنة فى الدماغ فملاك علاجه ثلثة اشياء: اولها
10
استفراغ المادة. وربما كانت بالحقن وبالقىء؛ إلا من كانت معدته ضعيفة، فلا تقيئه
11
فى هذه العلة البتة، حتى ولا فى المراقى أيضًا. والثانى ان يستعمل مع الاستفراغ
12
الترطيب دائمًا بالنطولات والادهان الحارة، ويجعل فيها من الأدوية مثل البابونج و
13
الشبث وإكليل الملك واصل السوسن، لئلا يغلظ الخلط [بتحليل ساذج لا تليين فيه،
14
ولا يغلظ] بما يرطب ولا تحليل فيه. وان كانت السوداء بعيدة من الحرارة فلك ان تزيد
15
الشيح وورق الغار والفوذنج مع الترطيب، ولا تبالى. وتستعمل الأغذية المولدة للدم
16
المحمود مثل السمك الرضراضى، واللحوم الخفيفة المذكورة، وفى الاوقات بالشراب
17
الأبيض الممزوج دون العتيق القوى. والثالث ان تستعمل تقوية القلب ان احس بمزاج
18
بارد فبالمفرحات الحارة. وان احس بمزاج يميل الى الحرارة فبالمفرحات المعتدلة.
19
وان كانت الحرارة شديدة جدًا استعمل المفرحات الباردة غير المفرطة البرد، ويتعرف
20
ذلك من النبض.
21
ولنشرع فى تفصيل هذه التدابير ونقول: أما الإستفراغ فان رأيت العروق ممتلئة
22
كيف كانت وان السوداء دموى فافصد من الاكحل؛ بل يجب على كل حال ان يبتدئ
23
بالفصد؛ إلا ان يخاف ضعفًا شديدًا، او يعلم ان المواد قليلة، وهى فى الدماغ فقط،
24
وان اليبس مستولى على المزاج. ثم ان فصدت ووجدت دمًا رقيقًا فلا تحبس الدم لذلك؛
25
فانه كثيرًا ما يتقدم فيه الرقيق فلذلك يجب ان يوسع الفصد لئلا يتزرق الرقيق، ويحتبس
26
الغليظ فيزيد شرًا. وانظر أى الجانبين من الرأس اثقل، فافصد الباسليق الذى يليه.
27
وربما احتجت ان تفصد "الباسليقين. وقيل ان فصد عروق الجبهة تحرك اكثر.
28
واذا وجدت العلامة عامة"، ثم ان وجدت الخلط سوداويًا بالحقيقة والى البرد
29
فاستفرغ بالحبوب المتخذة بالأفثيمون والصبر والخربق. وابتدئ بالانضاج، ثم استفرغ
3-99
1
فى اول الأمر بأدوية خفيفة يقع فيها افثيمون وشحم حنظل وسقمونيا يسيرًا، ثم بطبيخ
2
الأفثيمون والغاريقون. ثم ان لم ينجع استعملت الأيارجات الكبار، ثم ان احتجت بعد ذلك
3
الى استفراغ استعملت الخربق مع خوف وحذر، وحجر لازورد والحجر الأرمنى والحب
4
المتخذ منهما بلا خوف ولا حذر. وكثيرًا ما ينفعهم استعمال هذه الأدوية المذكورة فى
5
ماء الجبن على المداومة، وتقليل المبالغ من الدواء. فان لم ينجع عاودت من الرأس.
6
ويكون فى كل اسبوع تستفرغ مرة بحب لطيف وسط. وتستعمل فيما بين ذلك الإطريفل
7
الأفثيمونى على هذه الصفة، يوخذ من الإطريفل ثلثة دراهم، ومن الأفثيمون درهم، ومن
8
الأيارج نصف درهم. وفى كل شهر يستفرغ بالقوى من الأيارجات الكبار وبالحبوب
9
الكبار الى ان تجد العلة قد زالت.
10
ويستعمل أيضًا القىء خصوصًا ان رأيت فى المعدة شيئًا يزيد فى العلة ولم تكن
11
المعدة بشديدة الضعف. ويجب أيضًا ان يكون القىء بمياه قد طبخ فيها فوتنج وكنكرزد
12
وبزر الفجل. ويتناول عصارة فجل غرز فيه الخربق، وترك فيه أيامًا، حتى جرت فيه
13
قوته مع سكنجبين، او يتناول هذا الفجل نفسه ومنقعًا فى السكنجبين. وليكن مقدار
14
السكنجبين ثلثة اساتير، ومقدار عصارته استار، ويزيد كذلك وينقصه بقدر القوة. فأما
15
ان خفت ضعف القوة اجتنب الخربق. فاذا نقيت فاقصد القلب بما ذكرناه مرارًا. وهذا
16
الإطريفل الأفثيمونى مجرب النفع فى هذا الباب.
17
واذا ازمنت العلة استعملت القىء بالخربق، واستعملت المضوغات والغرغرات
18
المعروفة، واستعملت المشمومات الطيبة، والمسك والعنبر، والأفاوية والعود. وان
19
كانت المادة الى المرار الصفراوى فاستفرغ بطبيخ الأفثيمون، وحب الأصطمخيقون
20
المعتدل، وبما تستفرغ الصفراء المحترقة، وما يقال فى بابه، وزد فى الترطيب، وقلل
21
من التسخين. على انه لا بد لك من البابونج وما هو فى قوته. فاذا استعملت النطولات فلا سبيل
22
لك الى استعمال المبردات الصرفة على الرأس. وقد حمد بعض القدماء فى مثل هذا
23
الموضع ان يأخذ من الصبر كل يوم شيئًا قليلًا، او يتجرع كل يوم ما طبخ فيه افسنتين
24
ثلث اواقى، او عشرة قراريط من عصارة افسنتين مذوفًا فى الماء. وقد حمد ان يتجرع
25
كل ليلة خلا ثقيفًا، سيما خل العنصل. واما انا فأخاف غائلة الخل فى هذه العلة،
26
إلا ان تكون على ثقة ان المادة متولدة عن صفراء محترقة؛ فانها حارة، فيكون الخل انفع
27
الاشياء له، وخصوصًا العنصلى والسكنجبين المتخذ بخل العنصل. وكذلك الخل الذى
28
جعل فيه جعدة او زراوند. وقد ينفع الخل أيضًا اذا كان المرض بمشاركة الطحال
29
والمادة فيه. ويجب ان يطيب مشمه من التركيبات المعتدلة التى يقع فيها كافور ومسك
30
مع دهن بنفسج كثير غالب برائحته يبوسة الكافور والمسك وسائر الروائح الباردة الطيبة
31
خصوصًا النيلوفر.
3-100
1
وأما ان كان السبب للمالنخوليا ورمًا فى المعدة او الأحشاء، او مزاجًا حارًا محرقًا
2
فيها، تداركت ذلك، وبردت الرأس ورطبته، وقويته لئلا يقبل ما يتادى اليه من غيره وان
3
كان السبب فى المراق ووجد رياحًا وقراقر. فان كان فى المراق ورم حار عالجته، و
4
حللته بما يجب مما يقال فى ابواب الاورام. وقويت الرأس وغرقته فى ادهان مقوية
5
ومرطبات. واستعملت المحاجم بشرط ليستفرغ الدم. ولا تسخن فى مثل هذه الحال
6
الكبد؛ بل عليك ان تبرده اذا وجدته حارًا محرقًا للدم بحرارته. وقو الطحال وضع على المراق
7
المحاجم، ودواء الخردل ونحوه؛ وذلك لئلا يرسل الطحال المادة الى الدماغ. وان
8
كان المراق بارد المزاج نافخه، ولم يكن ثم ورم ولا لهب، سقيته ماء طبيخ الافسنتين
9
وعصارته على ما ذكر، وتنطل معدته بالنطولات الحارة المذكورة، وتضمدها بتلك
10
الضمادات، واستعمل فيها بزر الفنجكشت وبزر السذاب واصل السوسن وشجرة مريم،
11
وتمسك الأضمدة عليها مدة طويلة. ثم اذا نزعتها وضعت على الموضع قطنًا مغموسًا فى
12
ماء حار، او صوفًا منفوشًا، او اسفنجة. وينفع استعمال ضماد الخردل عليه وعلى ما بين
13
الكتفين، وضمادات دروناقس أيضًا المذكورة فى اقراباذين.
14
وينفع ان تستعمل عليها المحاجم بغير شرط؛ الا ان يكون هناك ورم او وجع
15
فيمنع ذلك. "وكثيرًا ما يحتاج ان يسقى فى المالنخوليا النافخ بزر الكرفس والكمون
16
والانيسون، واشربة طبخ فيها هذه البزور والسذاب والشبث؛ بل ربما احتجت الى
17
استعمال بزر السذاب والفنجكشت. وكثيرًا ما يحتاج المراقى المزمن الى القىء
18
بالخربق الابيض. وكثيرًا ما يحتاج فى المالنخوليا المراقى أيضًا الى ان يصلح الكبد
19
لئلا يتولد فيه سوداء". وكثيرًا ما ينتفع اصحاب المالنخوليا المراقى بالاشياء المبردة من حيث
20
[أن] تكون مرطبة مضادة ليبس السوداء، ولانها تكون مانعة من تولد الريح والبخار
21
اللذين يوذيان بتصعدهما الى الرأس وان كان الانتفاع بالبارد ليس انتفاعًا حقيقيًا قاطعًا
22
للمرض، ولكن البارد اذا كان رطبًا لم تتولد منه السوداء، وانحسمت مادته، ولم ينجر
23
أيضًا المادة الحاصلة، ورجى ان يستولى عليها الطبيعة فيصلحها.
24
واعلم ان التدبير المغلظ المولد للبلغم ربما قاوم السوداء. والتدبير الملطف،
25
لما يفعل من الإحتراق بسهولة، ربما اعانه. ولا يغرنك انتفاع بعضهم ببلغم يستفرغه قذفًا
26
او برازًا؛ فان ذلك ليس لأن الإستفراغ للبلغم ينفعه، بل لان الكثرة وانضغاط الأخلاط
27
بعضها ببعض يزول عنهم. وأما النافع بالذات فاستفراغ السوداء.
28
وقانون علاج مالنخوليا ان يبالغ فى الترطيب، ومع ذلك فلا تقصر فى استفراغ
29
السوداء. وكلما فسد الطعام فى بطون اصحاب مالنخوليا فاحملهم على قذفه، وخصوصًا
3-101
1
حين يحسون بحموضة فى الفم، فيجب ان تقيئهم لا محالة حينئذ، وتحرم عليهم ان
2
يأكلوا عليه طعامًا آخر. ويستعمل الجوارشنات المقوية لفم المعدة. وليحذروا ادخال
3
طعام على طعام قد فسد. ويجب ان يشتغل صاحب المالنخوليا بشىء كيف كان،
4
وان يحضره من يحتشمه ومن يستطيبه. والشرب المعتدل من الشراب الأبيض الممزوج
5
قليلًا. ويشتغل أيضًا بالسماع والمطربات. ولا أضر له من الفراغ والخلوة. وكثيرًا ما
6
ينتفعون بعوارض تقع لهم او يخافون امرًا فيشتغلون به عن الفكر ويعافون؛ فان نفس
7
اعراضهم عن الفكرة علاج لهم اصل. فان كان السبب درورًا احتبس من طمث،
8
او مقعدة، او غير ذلك فأدرره. وان حدث سقوط الشهوة فالعلة رديئة والجفاف مستول.
9
وان عرضت فى ابدانهم قروح دلت على موت قريب.
10
ومن كان فى بدنه السوداء منهم متحركة فهو اقبل للعلاج ممن لم تكن سوداؤه
11
كذلك. والذى تكون سوداؤه متحركة فهو الذى تظهر سوداؤه فى القئ، وفى البراز والبول،
12
وفى لون الجلد، والبهق، [والكلف]، والقروح، والجرب، والدوالى، وداء الفيل،
13
والسيلان من المقعدة، ونحو ذلك؛ فان ذلك كله يدل على انه ''قاتل للتمييز" عن الدم.
14
واذا ظهر بهم شىء من هذا فهو علامة خير. واذا عرض لبعضهم تشنج بعد الإسهال
15
والإستفراغ فانهم اولى بذلك من غيرهم ليبسهم، فيجب ان يقعدوا فى ماء فاتر، و
16
يطعموا خبزًا منقوعًا فى جلاب وقليل شراب، ويسقوا ماءً ممزوجًا، ثم ينومون ويحممون
17
بعده، ثم يغذون كما يخرجون.
18
|189ra27|فى القطرب
19
هو نوع من المالنخوليا اكثر ما يعرض فى شهر شباط، ويجعل للانسان
20
فرارًا من الناس الأحياء الى مجاورة الموتى والمقابر مع سوء قصد لمن يغافصه، ويكون
21
بروز صاحبه ليلًا، واختفاؤه وتواريه نهارًا. كل ذلك حبًا للخلوة وبعدًا عن الناس.
22
ومع ذلك فلا يسكن فى موضع واحد اكثر من ساعة واحدة، بل لا يزال يتردد ويمشى
23
مشيًا مختلفًا لا يدرى اين يتوجه مع حذر من الناس؛ بل ربما لم يجذر بعضهم غفلة
24
منه وقلة تفطن لما يرى ويشاهد. ومع ذلك فانه يكون على غاية السكون والعبس
25
والتأسف والتحزن اصفر اللون، جاف اللسان، عطشان، وعلى ساقه قروح لا تندمل؛
26
وسببها فساد مادته السوداوية، وكثرة حركة رجله، فتنزل المواد اليها، لا سيما وهو كل
27
وقت يعثر، وتصاك رجلاه بشىء، او يعضه كلب، فيكون ذلك سببًا لكثرة انصباب المواد
3-102
1
الى ساقيه، فتكون فيهما القروح. ولبقائها على حالها وحال اسبابها لا تندمل. ويكون
2
يابس البصر لا يدمع بصره، ويكون بصره ضعيفًا وغائرًا كل ذلك ليبس مزاج عينه.
3
وانما سمى هذا قطربًا لهرب صاحبه هربًا لا نظام له، ولاجل مشيه المختلف
4
فلا يعلم وجهه، وكما يهرب من شخص يظهر له؛ فانه لقلة تحفظه وعوز صواب رأيه ياخذ
5
فى وجهه، فيلقى شخصًا آخر، فيهرب من رأس الى جهة أخرى. والقطرب [دويبة]
6
تكون على وجه الماء تتحرك عليه حركات مختلفة بلا نظام، وكل ساعة تغوص وتهرب،
7
ثم تظهر. وقيل دويبة أخرى لا تستريح. وقيل الذكر من السعالى. وقيل الذئب الامعط.
8
والأشبه بموضعنا القولان الاولان. وسبب هذه العلة السوداء والصفراء المحترقة.
9
العلاج: علاجه علاج المالنخوليا بعينه اذا كان من صفراء او سوداء محترقة. ويجب ان
10
يبالغ فى فصده حتى يخرج منه دم كثير، ويقارب الغشى. ويدبر بالأغذية المحمودة
11
والحمامات الرطبة. ويسقى ماء الجبن ثلثة ايام، ثم من بعد ذلك يستفرغ بايارج اركيغانيس،
12
ثم يحتال فى تنويمه، ثم يقوى قلبه بعد الإستفراغ بالترياق وما يجرى مجراه؛ ومع ذلك
13
يرطب جدًا. وينطل بالمبردات لئلا يجتمع تسخين تلك الادوية التى لا بد منها مع حركات
14
رياضية؛ بل يحتاج ان يسخن قلبه بما يقويه، ويرطب بدنه وينوم، ويعتدل مزاجه،
15
وتمام علاجه التنويم الكثير. وان يسقى الافثيمون احيانًا لتهدأ طبيعته، ويقطع فكره،
16
واذا لم ينجع فيه الدواء والعلاج أدب واوجع، وضرب رأسه ووجهه، وكوى
17
يا فوخه؛ فانه يفيق فان عاد أعيد.
18
|190ra50|فى العشق
19
هذا مرض وسواسى شبيه بمالنخوليا. يكون الأنسان قد جلبه الى نفسه بتسليط
20
فكرته على استحسان بعض الصور والشمائل التى له، ثم اعانته على ذلك شهوته، اولم
21
تعن. وعلامته غؤر العينين ويبسهما، وعدم الدمع إلا عند البكاء وحركة متصلة للجفن،
22
ضحاكة كانه ينظر الى شىء لذيذ، او يسمع خبرًا سارًا، او يمزح. ويكون نفسه كثير
23
الإنقطاع والإسترداد، فيكون كثير الصعداء، ويتغير حاله الى فرح وضحك، او الى
24
غم وبكاء عند سماع الغزل، ولا سيما عند ذكر الهجر والنوى. وتكون جميع اعضائه
25
ذابلة خلا العين؛ فانها تكون مع غؤر مقلتها كثيرة الجفن سمينة لسهره، ورمزه ''المبخر
26
لرأسه".
3-103
1
ولا يكون لشمائله نظام. ويكون نبضه نبضًا مختلفًا بلا نظام البتة كنبض اصحاب
2
الغموم. ويتغير نبضه وحاله عند ذكر المعشوق خاصة، وعند لقائه بغتة. ويمكن من ذلك
3
ان يستدل على المعشوق انه من هو إذا لم يعترف به؛ فان معرفة معشوقه احد سبيل علاجه.
4
والحيلة فى ذلك ان تذكر اسماءً كثيرًا، وتعاد مرارًا، وتكون اليد على نبضه. فاذا اختلف
5
بذلك اختلافًا عظيمًا، وصار شبيه المنقطع، ثم عاود. وجربت ذلك مرارًا عرفت انه
6
اسم المعشوق. ثم يذكر كذلك السكك والمساكن، والحرف والصناعات، والنسب
7
والبلدان، وتضيف كلًا منها الى اسم المعشوق. وتحفظ النبض حتى اذا كان يتغير
8
عند ذكر شىء واحد مرارًا؛ جمعت من ذلك خواص معشوقه من الاسم والحلية والحرفة
9
وعرفته.
10
فانا قد جربنا هذا، واستخرجنا به ما كان من الوقوف عليه منفعة. ثم اذا لم تجد
11
علاجًا إلا بتدبير الجمع بينهما على وجه يحله الدين والشريعة فعلت. وقد رأينا من
12
عاودته السلامة والقوة، وعاد الى لحمه وكان قد بلغ الذبول، وجاوزه وقاسى الامراض
13
الصعبة المزمنة، والحميات الطويلة بسبب ضعف القوة لشدة العشق، لما احس بوصل
14
من معشوقه [بعد] مطل معاودة فى اقصر مدة قضينا به العجب، واستدللنا على طاعة
15
الطبيعة للاوهام النفسانية.
16
العلاج: "تأمل هذا ان" ادت حاله احتراق خلط بالعلامات التى تعرفها فتستفرغ، ثم تشتغل
17
بترطيبهم وتنويمهم، وتغذيتهم بالمحمودات، وتحميمهم على شرط الترطيب المعلوم،
18
وايقاعهم فى خصومات واشغال ومنازعات، وبالجملة امور شاغلة؛ فان ذلك ربما
19
أنساهم ما ادنفهم او يحتال فى تعشيقهم غير المعشوق ممن تحله الشريعة؛ ثم يقطع
20
فكرهم عن الثانى قبل ان يستحكم، وبعد أن يتناسوا الاول. وان كان العاشق من العقلاء
21
فان النصيحة والعظة، والاستهزاء به وتعنيفه، والتصوير لديه ان الذى به انما هو وسوسة،
22
وضرب من الجنون مما ينفع نفعًا عظيمًا؛ فان الكلام ينفع فى مثل هذا الباب.
23
وأيضًا تسليط العجائز عليه ليبغضن المعشوق اليه، ويذكرن منه احوالًا قذرة،
24
ويخيلن له منه امورًا منفورًا منها، ويحكين له منه الجفاء الكثير؛ فان هذا مما يسكن كثيرًا
25
وان كان قد يغرى آخرين. ومما ينفع من ذلك ان تحاكى العجائز صور المعشوقين بتشبيهات
3-104
1
قبيحة، ويمثلن اعضاء وجهه بمحاكيات مبغضة، ويدمن ذلك ويستهين به؛ فان هذا
2
عملهن وهن احذق فيه من الرجال إلا المخنثين؛ فان المخنثين لهم فيه أيضًا صنعة
3
لا تقصر عن صناعة العجائز. "ولذلك تأمرهن أن يجهدن" فى ان ينقلن هوى العاشق
4
الى غير ذلك المعشوق بتدريج، ثم يقطعن صنعهن قبل تمكن الهوى الثانى.
5
ومن الشواغل المذكورة اقتناء الجوارى، والإكثار من مجامعتهن، والإستجداد
6
منهن، والطرب معهن. ومن الناس من يسليه الطرب والسماع. ومنهم من يزيد
7
ذلك فى غرامه ويمكن ان يتعرف ذلك. وأما الصيد وانواع اللعب، والكرامات
8
المتجددة من السلاطين، وكذلك تنوع الغموم الغليظة فكلها مسل. وربما احتاج
9
ان يدبر هؤلاء تدبير اصحاب المالنخوليا والمانيا والقطرب، وأن يستفرغوا بالأيارجات
10
الكبار، ويرطبوا بما ذكر من المرطبات، وذلك اذا انتقلوا لشمائلهم وصحة ابدانهم الى
11
مضاهاة اولئك.
12
|190vb39|المقالة الخامسة فى امراض دماغية "فى افعال الحركة"
13
|190vb40|الدوار
14
هو ان يتخيل لصاحبه، ان الاشياء تدور عليه، وان دماغه وبدنه يدور، ولا يملك
15
ان يثبت، بل يسقط. وكثيرًا ما يكره الاصوات، ويعرض له من تلقاء نفسه مثل ما
16
يعرض لمن دار على نفسه كثيرًا بالسرعة، فلا يملك ان يثبت قائمًا او قاعدًا، اويفتح
17
بصره. وذلك لما يعرض للروح الذى فى بطون دماغه، وفى اوردته وشرائينه من تلقاء
18
نفسه <مثل> ما يعرض له عند ما يدور دورانًا متصلًا.
19
والفرق بين الصرع والدوار: ان الدوار قد يثبت مدة، والصرع يكون بغتة،
20
فيسقط صاحبه ساكنًا ويفيق. فأما السدر فهو ان يكون الإنسان اذا قام اظلمت عليه عينيه،
21
وتهيأ للسقوط. والشديد منه يشبه الصرع إلا أنه لا يكون مع تشنج كما يكون الصرع.
22
وهذا الدوار قد يقع بالانسان بسبب انه دار على نفسه، فدارت البخارات والارواح كما
23
تدار الفنجانة المشتملة على ماء مدة، وتسكن فيبقى ما فيه دائرًا مدة. فاذا دار الروح
24
تخيل للانسان ان الاشياء تدور، لانه سواء ان يختلف نسبة اجزاء الروح الى اجزاء العالم
25
المحيطة به من جهة الروح، اويختلف ذلك من جهة العالم اذا كان الإحساس بها وهى
26
دائرة يكون بحسب المقابلة. فاذا تحرك الحاس استبدل المقابلات، كما اذا تحرك
27
المحسوس <استبدل المقابلات>.
3-105
1
وفد يكون هذا الدوار من النظر الى الاشياء التى تدور، حتى ترسخ تلك الهيئة
2
المحسوسة فى النفس. ولهذا قيل ان الافاعيل الحسية كلها متعلقة بآلات جسدانية
3
منفعلة، اولها واولاها الروح الحساس، وتبقى فيه عن كل محسوس هيئة بعد مفارقته
4
اذا كان المحسوس قويًا. فان كل محسوس انما يفعل فى الآلة الحاسة هيئة فى مثاله
5
ثم تثبت تلك الهيئة وتبطل بمقدار قبول الآلة وقوة المحسوس. وشرح هذا فى العلم
6
الطبيعى. فكلما كان البدن اضعف كان هذا الإنفعال فيه اشد، كما فى المرضى فانه
7
قد يبلغ المريض فى ذلك مبلغًا بعيدًا حتى انه ليدار به بادنى حركة منهم، لانهم محتاجون
8
فى الحركة الى تكلف شديد ليتمكنوا به من الحركة لضعفهم، فيعرض لروحهم اذى و
9
انفعال وتزعزع.
10
وقد يكون الدوار من اسباب بدنية؛ إما حاضرة فى جوهر الدماغ حاصلة فيه من
11
بخارات حائلة فى العروق التى فيه وفى العصب؛ وإما [من] اخلاط محتقنة فيه من كل
12
جنس فيبخر بادنى حركة اوحرارة. فاذا تحركت تلك الأبخرة حركت بحركتها الروح النفسانى
13
التى انما تنضج وتقوم فى تلك العروق، ثم تستقر فى جوهر الدماغ، ثم تتفرق فى العصب
14
الى البدن. وإما بسبب كثرة بخارات قد احتقنت فيه متصعدة اليه من مواضع أخرى ثم
15
مستقرة فيه باقية عن مرض حاد متقدم، او مرض بارد، فتكون رياحًا فجة تحركها القوة
16
المنضجة والمحللة.
17
وقد يكون لا لحركة بخارات فى الذماغ، ولكن لسوء مزاج مختلف بغتة يلزم منه
18
هيجان حركة مضطربة فى الروح، لا لمحرك جرمانى يخالطه من بخار اوغيره، كما يعرض ذلك
19
من الحركة المختلفة الحادثة فى الماء والنار اذا اجتمعا. وقد يكون من محرك للروح
20
من خارج، مثل ضارب للرأس او كاسر للقحف، حتى يضغط الدماغ والروح الساكن
21
فتتبعه حركات مختلفه دائرة متموجة، كما يحدث فى الماء من وقوع ثقل عليه، او وقوع
22
ضرب عنيف على متنه، فيستدير بموجه ووقوع مثل ذلك فى الهواء اوالجرم الهوائى اولى
23
ولكنه لا يحس.
24
وقد يكون من بخارات متصاعدة الى الدماغ حال تصاعدها، وان لم تكن
25
متولدة فى جوهر الدماغ، ولا محتقنة فيه قديمًا، فاذا تصاعدت حركت؛ ويكون تصاعدها
26
اليه إما فى منافذ العصب، فيكون من المعدة والمرارة بتوسط المعدة والمثانة والرحم
27
والحجاب اذا اصابها امراض، او تحركت الاخلاط التى فيها، واكثر ذلك من المعدة
28
وبعدها من الرحم القابلة للفضول.
29
وأما فى الاوردة والشراين إما الغائرة وإما الظاهرة. ومادة البخار قد تكون صفراء و
3-106
1
قد تكون بلغمًا والدوار البلغمى شبيه بصرع. وكثيرًا ما تكون المشاركة المسدرة والمديرة لا لاجل
2
مادة تصل، بل لاجل تاذ بكيفية تتصل بالدماغ فتورث السدر والدوار؛ ومثل الذى
3
يعرض عن الخوى والجوع لبعض الناس وخصوصًا لمن لا يحتمل الجوع؛ لان فم المعدة
4
منه يتاذى فيشاركه الدماغ. وقد يكون الدوار والسدر على طريق البحران. والدوار
5
المتواتر خصوصًا فى المشايخ منذر بسكتة. وكذلك الدوار الحادث عقيب خدر لازم
6
لعضو. وقد يحل الدوار صداع عارض، وقد يحل الصداع دوار عارض.
7
علاماته: أما الكائن من دوران الانسان على نفسه او من نظره الى الاشياء الدائرة ''و
8
المستضيئة اذا لم يقعد" فمعلوم بنفسه. وكذلك ما كان عن ضربة او سقطة. وأما
9
الذى يكون عن احتقان "رياح بخارية" فى الدماغ، او متولدة فى نفس الدماغ، فيكون
10
العلة دائمة وغير تابعة لمرض فى بعض الاعضاء، ولا هائجة مع الإمتلاء، ساكنة
11
مع الخواء، ويكون قد تقدمه اوجاع الرأس، والدوى، والطنين، والثقل فى
12
الرأس، ويجد ظلمة فى بصره ثابتة، ويجد فى الحواس تقصيرًا، حتى فى الذوق و
13
الشم، ويحس فى الشريانات المتقدمة ضربانًا شديدًا، ويصيب ثقلًا فى الشم.
14
فان كان الخلط الذى فى الدماغ، او فى غيره، الخلط الذى يهيج منه البخارات
15
بلغمًا؛ كان ثقل وجبن وكثرة نوم. وعلامات البلغم المذكورة فى القانون. وان كان
16
صفراء كان سهر والتهاب يحس بلا كثير ثقل، وخيالات صفر ذهبية. وان كان دمًا
17
كانت العروق منفتحة، والوجه، والرأس، والعينين حمرًا حارة، وكان ثقل واعياء
18
ونوم وضربان. وان كان عن سوداء كان ثقل بقدر، [وسهر وتخيل شعر، وصفائح
19
سود، ودخان، وفكر فاسد]، وسائر العلامات المذكورة. وأما ان كان سببه من المعدة،
20
كان مع بطلان الشهوة، وآفة فيها، وفساد فى الهضم، وخفقان، وفتور فى النفس،
21
وتقلب فى المعدة، وميل من الأذى الى مقدم الرأس، ووسطه، ولا يبعد ان يتادى
22
الى مؤخره. واختلاف حال الوجع فتارة يسكن، وتارة يزيد بحسب الإمتلاء والخواء
23
ويكون <بعقب> تخم [قد] سلفت. ويجد أيضًا وجعًا فى المعدة، ونفخًا فى
24
الأحايين، ويكون طريق سلوكه العضب، ويجد قبله وعند اشتداده فى آخره وجعًا
25
خلف اليافوخ عند منبت الزوج السادس، وفى نواحى القفا.
3-107
1
وان كان من الرحم تقدمه اختناق الرحم، او احتباس المنى، او الطمث،
2
او اورام فيه، وكذلك ان كان من المثانة. وان كان المبدأ من الأعضاء كلها، او من
3
ينبوع الغذاء ــ وهو الكبد، او من ينبوع الروح ــ وهو القلب ــ كان نفوذه فى العروق
4
والشرايين النابتين منهما؛ إما الذى خلف الأذن او الذى فى القفا. وعلامة ذلك ان
5
يكون مع ضربان شديد، وتوتر فى العروق التى فى الرقبة، وان لا يجد وجعًا يعتد به فى
6
الرقبة، واعصابه، ولا فى سائر العصب. واذا رأيت الشرايين الخارجة، متمددة عند
7
القفا، وكان <يخف> اذا منعت النبض بيدك، او بالرباط الاعجمى، اوبالاسرب،
8
او طليت عليه القوابض ''المذكورة علمت" ان المسلك فيها والا ففى الآخر. وكذلك جرب
9
فى الآخر فان لم تجد فى الغائرة، والتى تكون عن سوء مزاج مختلف فيعرف بخفة الدماغ،
10
وعدم الاسباب المذكورة، ووقوع برد، او حر مغافص من خارج، او من المتناولات
11
المبردة، والمسخنة، دفعة؛ ويتبعه الدوار. وصاحب السدر لا ينتفع بالشراب، انتفاعه
12
بشرب الماء. واعلم ان السدر والدوار اذا طال فالعلة باردة وعلامة البحرانى ظاهرة.
13
علاجاته: اما الكائن عن دوران الإنسان على نفسه، ونظره الى الدورات، او نظره من
14
مكان عال، فيعالج بالسكون، والقرار، والنوم. فان لم يسكن سريعًا فيتناول القوابض
15
الحامضة؛ ويكسر لقمًا فيها ويتناولها. وأما الكائن عن دم، واخلاط محتقنة فى البدن،
16
فيعالج بالفصد من القيفال، ثم من العرق الساكن الذى خلف الأذن، فانه افضل العلاج
17
لجميع اصناف الدوار المادى. وربما كوى كيًا، وخاصة فيما كان سببه صعود ابخرة من
18
البدن؛ فى أى الطرق صعدت. وتنفع الحجامة على النقرة وعلى الرأس أيضًا.
19
وان كان مع الدم اخلاط مختلفة، او كان سببها الاخلاط، دون الدم، فليبادر
20
بالإستفراغ بحب الايارج او نقيع الصبر ان كانت الأخلاط حارة، او طبيخ الهليلج او طبيخ
21
الافثيمون وحب الاصطمخيقون ان كانت مختلفة. وبعد الإستفراغات تستعمل حقنة
22
بماء القنطوريون والحنظل، ثم يحتجم على الرأس؛ والنقرة، ثم يقبل على الغراغر <و
23
السعوطات> والعطوسات والشمومات التى فيها مسك وجندبيدستر وشونيز ومرزنجوش.
24
واذاها حب النوبة فاستعن بالدلك للاسافل. وان كان السبب فى ذلك من المعدة،
25
واخلاط فيها، فليستعمل القىء بماء قد طبخ فيه شبث وفجل، وجعل فيه عسل، وملح،
26
وسائر المقيئات المعتدلة، ثم استفرغ بالقوقاى ان كانت القوة قوية، اوحب الايارج
27
ونقيع الصبر ان كانت القوة دون القوية. وان علم ان الاخلاط مرة ساذجة، فطبيخ
28
الإهليلج مع الشاهترج، ويعلم ذلك بالدلائل المذكورة فى هذا الباب وفى باب المعدة.
3-108
1
وان كان السبب فى عضو آخر عالجت كلًا بما يجب، وقويت الرأس فى إبتدائه،
2
بدهن الورد مع قليل دهن بابونج، وبعد الإستحكام بدهن البابونج المبرد.
3
واذا علم ان المادة فى الرأس وحده احتجم على الرأس والنقرة، وفصد العرق
4
الذى خلف الأذن، واستعمل الشبيارات والغرغرات والشمومات والنطولات والسعوطات و
5
العطوسات المذكورة وما اشبهها بحسب المواد على ما علمت فى القانون، وان رأى ان السبب
6
سوء مزاج مختلف فيجب ان تعرف سببه وعلامته بما علم، وتعالج بالضد ليستوى مزاجًا
7
طبيعيًا. وان كان السبب ضربة او سقطة عالجتها اولًا بما قيل فى بابه، فان برأت وبقى
8
الدوار عالجت الدوار بما تبين. ويجب ان يجتنب صاحب الدوار النظر الى كل شىء دائر
9
بالعجلة، ويجتنب الإشراف من المغارات ومن القلل والآكام والسطوح العالية.
10
وأما السدر والدوار الكائن بسبب خوى المعدة فيسكنه تناول لقم مغموسة فى رب الفواكه
11
القابضة ومياهها وخصوصًا الحصرم.
12
|191rb24|فى اللوى وهو البيجيذق
13
ويعرض للبدن من جهة تواتر الإمتلاء ونحوه فى العضل والعروق حالة كالاعياء،
14
تتمدد له العروق، ويكثر التثاؤب، والتمطى لكثرة الريح والبخار، ويحمر معه
15
الوجه والعين، ويستدعى التلوى والتمدد. واذا كثر ذلك بالإنسان دل على الإمتلاء
16
فيجب ان يستفرغ الخلط الدموى والصفراوى، ويستعمل الماء البارد، فان ذلك ربما
17
سكنه فى الحال بما يفثؤ الغليان، وللوج خاصية فى ازالته اذا مضغ، او يستف وشرب،
18
ولعله بما يحلل الريح المغلية، وكذلك الكزبرة بالسكر. والحماميون يشفون صاحبه
19
بشد اليد على العرق السباتى حتى يصيب الإنسان كالغشى، و لعله بما يزعج من الروح
20
المتصعد الى الدماغ بجملة عنيفة مستولية على المواد بالتحليل، وفيه خطر. ويجب
21
ان لا يحبس اليد على العروق قدر ما لا يطيق الإنسان ان يمسك معه نفسه.
22
|191vb52|فى الكابوس ويسمى الخانق
23
وقد يسمى بالعربية الجائوم والنيدلان. والكابوس مرض يحس فيه الإنسان
24
عند دخوله فى النوم خيالًا ثقيلًا يقع عليه، ويعصره ويضيق نفسه، فينقطع صوته وحركته،
25
ويكاد يختنق لإنسداد المسام. واذا انقضى عنه، انتبه دفعة. وهو مقدمة لإحدى العلل
26
الثلث؛ إما السكتة، وإما الصرع، وإما المانيا. وذلك اذا كان من مواد مزدحمة،
3-109
1
ولم يكن من اسباب أخر غير مادية، ولكن سببه فى الاكثر بخار مواد غليظة دموية،
2
اوبلغمية، اوسوداوية ترتفع الى الدماغ دفعة فى حال سكون حركة اليقظة المحللة للبخار.
3
ويتخيل كل خلط [بلونه، وعلامة كل خلط] ظاهرة بالقوانين المتقدمة. وقد يكون
4
من برد شديد يصيب الرأس عند النوم دفعة، فيعصره ويكثفه ويقبضه ويخيل منه تلك
5
الخيالات بعينها، ولا يكون ذلك إلا لضعف أيضًا من الدماغ لحرارته اوسوء مزاج به.
6
العلاج: علاجه الفصد والإسهال بما يخرج كل خلط. وان كانت الأخلاط غليظة
7
كثيرة ينتفع بهذا المسهل؛ يوخذ خربق درهم، سقمونيا ثلث درهم، شحم حنظل ربع
8
درهم، انيسون دانقان ــ ان كانت القوة قوية و إلا حب اللازورد اوحب الإصطمخيقون
9
الأفثيمونى، او الأيارجات الكبار مثل ايارج قثاء الحمار وايارج روفس خاصة، ثم يقوى
10
الرأس بما تعلمه من القانون. ومما ينفع فيه أيضًا سقى حب الفاويتا على الإتصال. وان
11
كان السبب فيه بردًا يصيب الدماغ ويوثر فيه هذا الخيال فيجب ان يستعمل الأدهان
12
الحارة المسخنة القابضة والضمادات المحمرة وغير ذلك. ويجب ان لا نطول الكلام
13
فيه فقد تقدم ما يغنى.
14
|192ra37|فى الصرع
15
الصرع علة تمنع الأعضاء النفسية عن افعال الحس، والحركة، والإنتقال،
16
منعًا غير تام؛ وذلك لسدة تقع. واكثره لتشنج كلى يعرض من آفة تصيب البطن المقدم
17
من الدماغ، فيحدث سدة غير كاملة فتمنع نفوذ قوة الحس والحركة فيه وفى الأعضاء
18
نفوذًا تامًا من غير انقطاع بالكلية، ويمنع عن التمكن من القيام، ولا يمكن الإنسان ان
19
يبقى معه منتصب البدن. ولان كل تشنج ــ كما نبينه ــ يكون إما عن إمتلاء، وإما عن
20
يبس، وإما عن تقبض لسبب موذ، وكذلك الصرع إلا أنه لا يكون عن اليبوسة، لان الصرع
21
يكون دفعة، والتشنج اليابس لا يكون دفعة. ولان الدماغ لا يبلغ الامر فى يبسه ان
22
يتشنج له اذ يعطب البدن قبله، فبقى ان يكون سببه إما بقبض الدماغ لدفع شىء موذ هو
23
إما بخار، وإما كيفية لاذعة، او رطوبة رديئة الجوهر، وإما خلط محدث سدة غير كاملة
24
فى بطون الدماغ، او اصول منابت العصب.
25
وقد يكون ذلك من الخلط لحركة موجبة تقع فى الخلط، اولغليان من حرارة
26
مفرطة فيما يقع من السدة، ولاتنفذ قوة الحس والحركة نفوذه الطبيعى، وبما لايتم
3-110
1
ينفذ فيه شىء بمقدار ما فلا يعدم الأعضاء [قوة] الحس وقوة الحركة بالتمام. واما لريح
2
غليظة يحتبس فى منافذ الروح، على ما يرى الفيلسوف الاكبر ارسطوطاليس ويراه احد
3
اسباب الصرع.
4
واذا كان هناك خلط ساد فان الدماغ أيضًا مع ذلك ينقبض لدفع الموذى مثل
5
ما يعرض للمعدة من الفواق، والتهوع، ومثل ما يعرض من الإختلاج اذا كان التقبض
6
والانعصار اصلًا فى دفع الاعضاء ما تدفعه. واذا انقبض الدماغ اختلفت حركاته،
7
وتبعه تقبض العصب فى الوجه وغيره، واختلاف حركاتها. وأما الإفاقة فاما
8
ان يقع لإندفاع الخلط، اولتحلل الريح، اولإندفاع الموذى.
9
وأما التشنج النازل الى الأعضاء ''الذى يصحب" الصرع، فسببه ان المادة التى
10
تغشى الدماغ او الأذى الذى يلحقه يلحق العصب أيضًا، فيكون حالها حاله. وذلك
11
لعلل ثلث: اتباعها لجوهر الدماغ، وتأذيها بما يتاذى به، وإمتلاؤها من الخلط المندفع
12
اليها فى مباديها، ويزداد عرضها، ويتقلص طولها. وانما كان الصرع يجرى مجرى
13
التشنج، ليس مجرى الاسترخاء فيفعل إنقباضًا من الدماغ وتقلصًا ولا يفعل
14
إسترخاء وانبساطًا، لان الدماغ يحاول فى ذلك دفع شىء عن نفسه. والدفع انما يتاتى
15
بالإنقباض، والإنعصار. وكل تشنج مادى فانه ينتفع بالحمى. والصرع تشنج مادى
16
فهو ينتفع بالحمى. والاورام اذا ظهرت به فربما حللته، ونقصت مادته. وكثيرًا ما
17
ينتقل المالنخوليا الى الصرع والصرع للمالنخوليا.
18
وقد ظن بعض الناس انه قد يكون [من الصرع] ما ليس عن مادة، فانه ان عنى
19
بهذا ان السبب فيه بخار او كيفية يضر بالدماغ فيفعل فيه التقلص المذكور فلقوله معنى،
20
وان عنى ان سبب ذلك هو نفس المزاج الساذج اذا كان فى الدماغ فيفعل الصرع،
21
فذلك ما لا وجه له. لان تلك الكيفية اذا كانت قد تكيفت بها الدماغ وجب ان يكون
22
الصرع ملازمًا اياها؛ ولا يكون مما يزول فى الحال؛ بل سبب الصرع هو مما يكون دفعة،
23
ويزول فى الحال، اويغلب فيقتل، ومثل ذلك لا يكون كيفية حاصلة فى نفس الدماغ،
24
بل مادة اوكيفية تتادى اليه وتنقطع. وذلك من عضو آخر لا محالة.
25
والزبد يعرض فى الصرع لإضطراب حركة التنفس [لا] لاختناقه. وذلك الإضطراب
26
لإضطراب التشنج. و يعرض فى السكتة لاختناق ولإستكراه التنفس. وكأن الصرع
27
تشنج يخص اولًا الدماغ، والتشنج صرع يخص اولًا عضوًا ما، وكأن حركة الصداع صرع
3-111
1
خفيف، وكأن الصرع عطاس كبير قوى، إلا ان اكثر دفع العطاس الى جهة المقدم
2
لقوة القوة وضعف المادة، ودفع الصرع الى اى وجه كان امكن واسهل. ويجب
3
ان يحصل مما قيل ان الصرع اذا كان فى الدماغ نفسه فالسبب فيه مادة لا محالة تفعل
4
ريحًا محتبسة فى مجارى الحس والحركة، او تملأ البطنين المقدمين بعض الملأ، وهذه
5
المادة إما دم غالب [وكثير]، وإما بلغم، اوسوداء، اوصفراء، و[هو] قليل جدًا. و
6
بعده فى القلة الدم الساذج. وأما الدم الذى يضرب مزاجه الى مزاج السوداء، او البلغم
7
فقد يكثر كونه سببًا؛ لكن السبب الأكثر هو الرطوبة مجردة، او الى السوداء، فان اغلب
8
ما يعرض الصرع يعرض عن بلغم.
9
وقد قال ابقراط ان اكثر الغنم التى تصرع اذا شرح عن ادمغتها وجد فيها رطوبة
10
رديئة منتنة. وكل سبب للصرع دماغى فانه يستند الى ضعف الهضم فيه، فلا يخلو إما
11
ان يكون فى جوهر الدماغ ومخيته ــ وهو اردأ، وإما ان يكون فى اغشيته ــ وهو اخف. و
12
الصرع السوداوى القوى اردى ــ وان كان البلغمى اكثر ــ فان السوداوى اسد لمنافذ الروح، و
13
المخصوص عند بعضهم باسم ام الصبيان قاتل جدًا. واذا اتصلت نوائب الصرع قتل.
14
وأما الصرع الذى يكون سببه فى عضو آخر فذلك إما بان يرتفع منه الى الدماغ بخارات،
15
ورياح موذية الكمية، ثم يجتمع فيها على سبيل التصعيد، ثم يتكاثف بعده مادة ذات
16
قوام يفعل بقوامها، اوبما يتكون منها من ريح، او بأن يرتفع اليه بخار اوريح مؤذ لا بالكمية
17
بل بالكيفية وإما بالإجماد، وإما بالإحراق، وإما بالسمية، ورداءة الجوهر، وإما
18
ان يرتفع اليه كيفية ساذجة فقط، وإما ان يرتفع اليه ما يوذى من الوجهين.
19
وأما العضو الذى يرتفع منه الى الدماغ بخارات تصرع بكثرتها فهو إما جميع
20
البدن، وإما المعدة، وإما الطحال، وإما المراق. ويقع ذلك أيضًا فى سائر الاعضاء.
21
وأما الموذى ببخار ردئ الجوهر والكيفية، فهو فى جميع البدن أيضًا حتى اصبع اليد
22
والرجل. ويكون سبب ذلك احتباس دم اوخلط فى منفذ قد عرضت له سدة فينقطع
23
عنه الحرارة الغريزية، فيموت فيه ويعفن، ويستحيل الى كيفية رديئة، وينبعث منه على
24
الادوار، اولا على الادوار، مادة بخارية، اوكيفية سمية، او يكون وقع عليها بعض
25
السموم فأثرت فى العصب، كما يؤثر لسع العقرب على العصب فيندفع سميته بوسائط
26
العصب الى الدماغ، فيوذيه فينقبض منه، ويتشنج وتضطرب حركاته، كما يصيب
27
المعدة عند تناول ما له لذع على الخلاء من الفواق، وعند كون فم المعدة قوى الحس.
28
والفواق نوع من التشنج. واذا عرض للدماغ من مثل هذا السبب التشنج وانقباض فانه
29
حينئذ يتبعه انقباض جميع العصب وتشنجه. وحكى جالينوس عن نفسه: انه كان
3-112
1
يصيبه الفواق، عند تناوله الفلافلى، ثم الشرب للشراب بعده، لتأذى فم المعدة بالحدة،
2
وقد شاهدنا قريبًا من ذلك لغيره.
3
وقد حكى جالينوس وغيره، وشاهدنا نحن أيضًا بعده: ان كثيرًا ما كان يحس
4
المصروع بشىء يرتفع من ابهام رجله كريح باردة وياخذ نحو دماغه، فاذا وصل الى
5
قلبه ودماغه صرع. قال جالينوس: وكان اذا <سبق> ربط ساقه برباط قوى قبل النوبة
6
امتنع ذلك، اوخف. وقد شاهدنا نحن من هذا الباب امورًا عجيبة. وقد كوى بعضهم
7
على ابهامه. وبعضهم على اصبع آخر كان البخار من جهته فبرئ.
8
ومن هذا الباب الصرع الذى يعرض بسبب الديدان، وحب القرع. وضرب
9
من الصرع مركب بالغشى، يكاد الأطباء يخرجونه من باب الصرع، وهو فيه، وضرب
10
منه. ومن قبيله يسمى اختناق الرحم: وهو أن المرأة اذا عرض لها ان احتبس طمثها
11
لا فى وقته، واحتقن أو احتبس منيها، لترك الجماع استحال ذلك فى رحمها الى كيفية
12
سمية، وكان له حركات وتبخيرات إما بادوار، وإما بغير ادوار، فيعرض ان يرتفع
13
بخارها الى القلب والدماغ، فتصرع المرأة. وكذلك قد يتفق للرجل ان يجتمع فى
14
اوعية المنى منه منى كثير، ويتراكم، ويبرد، ويستحيل الى كيفية سمية، فيصيبه مثل
15
ذلك. وكذلك يتفق للمرأة الحامل صرع فى الحمل. فاذا وضعت واستفرغت المادة
16
الرديئة الطمثية زال ذلك. وقد حكى لنا صرع يبتدئ من الفقار وصرع يبتدئ من الكتف
17
وغير ذلك.
18
وأما الذى يكون [من المعدة و] من المراق، وبسبب تخم تورث سددًا فى
19
العروق، ولا يقبل الغذاء المحمود، ويفسد فيها الخلط، او يبقى فيها الغذاء المحمود
20
مختنقًا للسدد، فيفسد. وكثيرًا ما يتراجع الى المعدة فاسدًا فيفسد الغذاء الجديد المحمود.
21
وكثيرًا ما يعرض بسبب ذلك القىء لطعام غير منهضم. وعلى كل حال كان الصرع بشركة،
22
او بغير شركة، فان مبدأ الصرع القريب: هو الدماغ، او البطن المقدم منه، والبطون
23
الأخرى معه؛ و لان كل آفة يعتد بها تقع فى حس البصر، والسمع، وفى حركات
24
عضل الوجه، والجفن، وان كان سائر الحواس والاعضاء المتحركة تشترك فى الآفة.
25
ولولا المشاركة فى الآفة لسائر البطون لما بطل الفهم، ولما تضرروا فى التنفس.
26
والصرع فى اكثر الأمور يتقدمه التشنج، ثم يكون بعده الصرع، وذلك لانه
27
اذا استحكم التشنج كان الصرع. فاذا اندفع السبب الموذى، او تحلل الريح، عادت
28
الافعال الحسية والحركية، وربما ظهر الخلط المندفع معاينة فى المنخر، وفى الحلق.
29
وكثيرًا ما يكون الصرع بلا تشنج محسوس؛ وذلك لان المادة الفاعلة تكون رقيقة وتفعل
30
بالإمتلاء، لا بالرداءة الشديدة.
3-113
1
والصرع يصيب الصبيان كثيرًا بسبب رطوباتهم؛ فربما ظهر بهم اول ما يولدون،
2
وقد يكون بعد الترعرع. فان اصيب فى تدبيرهم زال وإلا بقى. ويجب ان يجتهد
3
ان يزال عنهم ذلك قبل الإنبات. وابعد الصبيان من ذلك من يعرض له فى ناحية رأسه
4
قروح، واورام، او يكون سائل المنخرين، وفى الدماغ رطوبة فى اصل الخلقة من
5
حقها ان تتنقى، فربما تنقت فى الرحم وربما تنقت بعد الولادة، فان لم يتنق لم يكن
6
بد من صرع. واكثر الصرع الذى يصيب الصبيان فانه قد يخف علاجه، ويزول بالبلوغ
7
اذا لم يعنه سوء التدبير وترك العلاج. والصرع قد يصيب الشبان فان كان بعد خمسة
8
وعشرين سنة لعلة فى الدماغ، وخاصة فى جوهره كانت لازمة، ولا يفارق. ويكون
9
غاية فعل العلاج فيهم تخفيف من عاديته وابطاء نوائبه. وقد قال ابقراط: ان الصرع
10
يبقى بهم الى ان يموتوا. وأما المشايخ فقل ما يصيبهم السددى.
11
وقد يعين الاسباب المحركة للصرع اسباب من خارج، مثل التعدى فى المطعم،
12
والمشرب، والتخم، ومثل التعريض الكثير للشمس بما يجذب من المواد الى الرأس،
13
وذلك لما يمنع من انتشار المواد فى جهتى البدن فيحركها الى فوق. والجماع الكثير
14
من اسبابه. ومن اسبابه التنعم والسكون وقلة الرياضة. ومن اسبابه الرياضة على
15
الإمتلاء لما يتحرك لها الاخلاط الى تحلل غيرتام، ويملأ التجاويف. ومن اسبابه ما يضعف
16
القلب من خوف لوقوع هدة، وصيحة بغتة. ومن اسبابه الصوم لصاحب المعدة [الضعيفة
17
وشرب الشراب الصرف أيضًا لما يوذى المعدة]. وهذه اسباب بعيدة توجب الاسباب
18
القريبة. ونحن نجعل لهذه الاسباب بابًا مفردًا. وقيل ان المصروع اذا لبس مسلاخ
19
عنز كما يسلخ وشرع فى الماء صرع. وكذلك اذا دخن بقرن الماعز والمر والحاشا.
20
وكثيرًا ما ينحل الصرع بحميات يقاسيها صاحبه، وخصوصًا ما طال، والربع
21
خاصة لشدة طوله، ولإنضاجه المادة السوداوية حتى يتحلل، والنافض القوى، فان
22
النفض يزعج ما يلحج فى الدماغ من الفضول. والعرق الذى يتبع النافض ينفضه.
23
وكما ان السكتة تنحل الى فالج، وكذلك كثير من الصرع ينحل الى فالج. وقد زعم
24
بعضهم: ان البلغمى يصحبه إرتعاش، وإضطراب، لان البلغم لا يبلغ من كثافته
25
ان يسد المجارى سدًا تامًا. وأما السوداوى فقد يسد سدًا تامًا، فيعرض منه قلة الإضطراب.
26
وزعم بعضهم ان الذى يكثر معه الإضطراب فبالحرى ان يكون سببه الخلط الاقل مقدارًا،
27
والاقل نفاذًا فى المجارى، فجعل الامر بالعكس؛ ولا شىء من القولين بمقطوع به. قال
3-114
1
روفس: اذا ظهر البرص بنواحى الرأس من المصروع دل على إنحلال مادة الصرع،
2
وعلى البرء. وكثيرًا ما ينحل الصرع الى فالج، ومالنخوليا.
3
|193rb38|المتهيئون للصرع
4
يعرض الصرع للمرطوبين باسنانهم كالصبيان، والاطفال، والمرطوبين بتدبيرهم
5
كاصحاب التخم، والذين يسكنون بلادًا جنوبية الريح، لانها تملأ الرأس رطوبة.
6
والصرع للنساء، والصبيان، وكل من هو ضيق العروق، قليل الدم، اقتل.
7
علامات اصنافه
8
نقول: ان من العلامات المشتركة لأكثر اصناف المصروعين صفرة السنتهم،
9
وخضرة العروق التى تحتها، وكثيرًا ما يتقدمه تغير من البدن عن مزاجه، وثقل فى الرأس،
10
وخصوصًا اذا غضب، او حدث به نفخ فى البطن، ويتقدمه ضعف فى حركة اللسان،
11
واحلام رديئة، ونسيان، او فزع، وخوف، وجبن، وخبث نفس، وضيق الصدر،
12
و غضب، وحدة؛ وليس كل صنف منه يقبل العلاج. والموذى منه هو الذى يتقدمه
13
هز شديد، وإضطراب قوى كثير، ثم يتبعه سكون شديد، مديد، بازدياد شديد، وضرر
14
فى النفس، فيدل على كثرة مادة وضعف قوة.
15
فاذا اردت ان تعلم ان العلة فى الدماغ، او فى الاعضاء الأخرى، فتأمل هل
16
تجد دائمًا ثقلًا فى الرأس، ودوارًا، وظلمة فى العين، وثقلًا فى اللسان، والحواس؛
17
وإضطرابًا فى حركاته؛ وصفرة فى الوجه، فاذا وجدت ذلك مع إختلاط فى العقل،
18
او نسيان دائم، وبلادة، ورعونة، ولم يكن يقل وينقص على الخلاء، وبما
19
يحدث من لين الطبيعة، والمستفرغات، فاحكم ان ذلك فى الدماغ وحده. ثم ان
20
لم تجد فى الاعضاء العصبية، وفى الطحال، والكبد، ولا فى شىء من الاطراف
21
والمفاصل آفة، ولا احس العليل بشىء يصعد الى رأسه من موضع، صح عندك أن
22
الآفة من الدماغ. وعلامات الصرع السهل ان يكون الاعراض اسلم، وان يكون صاحبه
23
يثوب اليه العقل بسرعة فيخجل كما يفيق، وان يسرع اليه إفاقة بالعطوسات، وبالشمومات،
24
وبما يحرك القئ مما يدخل فى الحلق قيأه، او لم يقيئ. وعلامة الصعب منه عسر
25
النفس، وطول الإضطراب، ثم طول الخمود بعده، وقلة الإفاقة بالتشميم، والتعطيس،
26
ودون هذا ما يطول فيه الإضطراب، ولا يطول الخمود، او يطول فيه الخمود، ويقل
27
الإضطراب.
3-115
1
وعلامة ما كان سببه من ريح غليظة تتولد فيه ان لا يجد معه وقريبًا منه ثقلًا،
2
بل يجد <قريبًا تجدد قئ> وتمددًا، ولا يكون تشنجه شديدًا. وعلامة ما كان منه سببه
3
البلغم فأن يكون الريق حارًا زبديًا، غليظًا كثيرًا، ويكون فى البول شىء كالزجاج الذائب،
4
ويكثر فيه الجبن، والفزع، والكسل، والثقل، والنسيان. وقد يتعرف من القىء
5
أيضًا، ومن اللون الزبد، وأيضًا من لون الدم. وقد يتعرف من السن، والبلد، والاسباب
6
الماضية من الأغذية، والتدابير. ومما يدل عليه السكون، والدعة، ولون الوجه،
7
والعين، وسائر ما علمته فى القانون. فان كان البلغم مع ذلك فجًا باردًا، كان النسيان،
8
والبلادة، وثقل الرأس والبدن، والسبات اكثر، ويكون الصرع اشد ارخاءً واضعافًا.
9
وهذا النوع ردئ جدًا.
10
وأما الكائن عن البلغم المالح فيكون السبات فيه اقل، وبرد الدماغ اخف،
11
والحركات اسلم. واما علامة ما كان سببه السوداء فقىء السوداء، إما الشبيه بالدم
12
الاسود، وإما الحريف المحترق، وإما الحامض الذى تغلى منه الارض، ويكون
13
طباع صاحبها مائلًا الى الإختلاط فى ذهنه، والى حالة كالمالنخوليا، ولا يصفو عقله
14
عند الإفراق. ويستدل على السوداء أيضًا من لون الوجه، والعين، ومن جفاف المنخر،
15
واللسان، والتدبير المولد للسوداء. فان كانت السوداء عكر دم طبيعى كان الصرع مع
16
إسترخاء وقلة كلام، ومع سكون، ويكون صاحبه صاحب افكار ساكنة هادية. فان
17
كانت السوداء من جنس الصفراء المحترقة ــ وهو الحريف ــ فان إختلاطه يكون جنونيًا،
18
ومع كثرة كلام وصياح، ويكون صرعه مضطربًا، وخفيف الزوال. وربما كان مع
19
حمى، ولا سيما اذا كان سوداؤه رقيقًا. وان كان عن سوداء دموى كانت احواله مع
20
ضحك. وأنت تقدر على ان تتعرف جوهر السوداء من القئ، هل هو شبيه بثقل الدم فهو
21
سوداء طبيعى، او شبيه بثقل النبيذ فهو سوداء محترق، او خشن فهو عفص، يخشن الحلق،
22
و يدل على غاية برده ويبسه. اوحامض رقيق مع رغوة فهو يغلى على الارض، اوغليظ
23
لا رغوة له.
24
وأما علامة ما يكون سببه الدم فانا نقول: ان الدم ان فعل الصرع بالغليان،
25
والحركة دون الكمية، ولم يظهر له كثير فعل فى اللون، ودرور الأوداج، ولا حال
26
كالإختناق فى اوقات قبل الصرع، ولكن يظهر منه ثقل، وبلادة، وإسترخاء، وكثرة
27
ريق، ومخاط كما يظهر من البلغم، ولكن مع حرارة، وحمرة فى العين، وبخار على
28
الرأس دموى. فان فعل بالكمية كان مع العلامات درور فى الاوداج، وتقدم حال
29
كالإختناق. وعلامة ما كان من الصرع بسبب مادة صفراوية ــ و ذلك فى الاقل ــ [هو]
3-116
1
ان يكون التأذى، والكرب عنه اشد، والتشنج معه اقل، ومدته اقصر، ولكن الحركات
2
تكون فيه اشد إضطرابًا، ويدل عليه القىء، والإلتهاب، وشدة إختلاط العقل، وصفرة
3
اللون والعين.
4
وأما ما كان سببه من المعدة فعلاماته: إختلاج فى فم المعدة لا سيما عند تأخر
5
الغذاء، ورعدة، وإرتعاش، وإهتزاز عند الصرع، وصياح، وخصوصًا فى إبتداء الأخذ،
6
ويكون معه إنطلاق براز، ودرور بول، وإمذاء، او إمناء، وخفقان، وصداع شديد،
7
وخفة الصرع اوزواله باستعمال القىء، واحوال تدل على فساد المعدة، وزيادة من الصرع
8
ونقصان، بحسب تلطخ المعدة ونقائها. وربما يقتل هذا بتواتر الأدوار. فمن ذلك
9
ان يفعل الخلط الذى فيها بكثرته، وكثرة بخاراته، وهذا هو الخلط البلغمى فى الأكثر.
10
وربما خالطه غيره فعلاماته: ان يعرض الصرع فى اوقات الإمتلاء، والتخمة،
11
ويخف عند الخواء، وعند قوة إستطلاق الطبيعة بالطعام، ويكون على ترادف من التخم.
12
فان كان مع ذلك مخالطًا لمادة صفراوية، وجد عطشًا، ولهيبًا، ولذعًا، وإحتراقًا.
13
فان كان مع ذلك سوداء كثرت شهوته فى اكثر الاحوال، واحس بطعم حامض، وتولد
14
منه الفكر، والوسواس؛ على ان الدلائل البلغمية تكون اغلب. ومن ذلك ان يفعل
15
الخلط الذى فيه، برداءته لا لكثرته، فعلامته: ان يعرض الصرع فى اوقات الخواء،
16
ومصادفة المادة فم المعدة وهى خالية، وانقطاع الصرع مع الغذاء الموافق المحمود.
17
فان كان الخلط حادًا من جنس الصفراء، عرفته بالدلائل التى ذكرناها. وان كان من
18
المراق فعلامته: جشاء حامض، وقراقر، ونفخ موجعة بطيئة السكون، وإلتهاب فى
19
المراق، وربما هاج معه وجع بين الكتفين بعد تناول الطعام بيسير لا يسكن إلا عند
20
هضمه، ثم يعود بعد تناول الطعام، فاذا عرض على الخلاء فانما يعرض مع صلابة الطبيعة،
21
ويبطل بلين الطبيعة، وخاصة ان كان يجد تمددًا فى المراق الى فوق، ورعدة.
22
ويعرض لهؤلاء فى الطعام غير المنهضم لما بيناه من تراجع غذائهم لفساده، وانسداد
23
مسالكه، فمن ذلك ما يكون بخار المراق الفاعل للصرع صفراويًا يعرف ذلك بالإلتهاب
24
الحادث من اللون، وإختلاط العقل المائل الى الضجر، والى التعبث، ومن ذلك
25
ما يكون بخاره سوداويًا؛ فيحدث معه شعبة من المالنخوليا، وجبن، وخبث نفس، و
26
خوف، لظلمة المادة. ويعرض منه حب الموت، او بغض له، وخوف، وسائر ما قيل
27
فى المالنخوليا.
28
وأما ما كان سببه ومبدأه من الكبد، او من جميع البدن، فيدل عليه اللون،
29
والشعر، ويبوسة الجلد، وقحله، او رهله، وسمنه، وهزاله، وكثرة تنديه ببخار الدم؛
30
ويدل عليه النبض، والبول، وحال الأغذية المتقدمة، والتدبير السالف. ويدل
3-117
1
عليه إحتباس ما كان يستفرغ من المقعدة، والرحم، والعروق، وغير ذلك. فان كان
2
دمويًا الى الإحتراق رأيت حمرة لون، وموجية عرق، وضحكًا عند الوقوع. وان كان
3
صفراويًا او بلغميًا، اوسوداويًا، عرفته بعلاماته المذكورة.
4
وأما ما كان سببه الرحم فيكون لا محالة مع إحتباس طمث، او منى، او رطوبات
5
تنصب الى الرحم، ويتقدمه وجع فى العانة، والاربيتين، ونواحى الظهر، وثقل
6
فى الرحم. وأما ما كان سببه الطحال فيعرف ذلك بان العلة سوداوية، ويحس الوجع
7
فى جانب الطحال، ويكون مع نفخة الطحال، اوصلابته، او مع قراقر فى جانبه، و
8
مع مشاركة البدن له فى الأكثر.
9
وأما ما كان من مادة سمية تطلع من بعض الأعضاء بواسطة العصب، فاما
10
ان يكون مبدؤه من خارج؛ وعلامة ذلك ظاهرة مثل لسع عقرب، او رتيلا، او زنبور، واذا
11
وقع شىء من هذا اللسع على العصب. وإما ان يكون من داخل؛ فيحس بارتفاع بخار منه
12
الى الرأس، يظلم له البصر فيسقط، وذلك العضو إما اليد، وإما الرجل، وإما الظهر،
13
وإما العانة، وإما شىء من الأحشاء كالمعدة والرحم. وأما علامة ما يكون من الديدان
14
فسيلان اللعاب، وسقوط الديدان، وحب القرع.
15
|194ra58|فصل فى الاسباب المحركة للصرع
16
الإنتقال الى هواء معين للصرع، كما ان من الاسباب المزيلة له الإنتقال الى هواء
17
معين عليه، وكل حر مفرط شمسى، او نارى، وكل برد، والجماع الكثير. والصرع
18
قد تثيره كثرة الأمطار، وريح الشمال والجنوب معًا؛ أما الشمال [والبلاد الشمالية]:
19
فلحقنه المواد، ومنعها التحلل، وأما الجنوب، والبلاد الجنوبية: فلتحر يكها الأخلاط،
20
وملئه الدماغ، وترقيقها اياها، وتقويتها لها، ويهيج فى الشتاء كثيرًا، كما يهيج فى
21
الشمال، وفى الخريف، لفساد الأخلاط. ويقل فى البلاد الشمالية؛ لكنه يكون
22
قاتلًا؛ لانه لولا سبب قوى لم يعرض. والروايح الطيبة ربما حركته [و] الحركة ومطالعة
23
الحركات السريعة، والدائرة، والإطلاع من الاشراف، وطول اللبث فى الحمام،
24
والحمام قبل الهضم، وصب الماء الحار على الرأس، وتناول ما يولد دمًا بخاريًا عكرًا،
25
او مظلمًا مثل الشراب العكر. والعتيق أيضًا يضره، والذى لم يصف من الحديث، ولم
26
يتروق، والصرف الناكى فى الدماغ، والكرفس خاصة بخاصية فيه، والعدس لتوليده
27
دمًا سوداويًا، اللهم الا ان يخلط بكشك الشعير، والباقلى أيضًا، والثوم لملئه الرأس
3-118
1
بخارًا، والبصل كذلك؛ ولان جوهره يستحيل الى رطوبة رديئة؛ واللبن أيضًا، والحلاوى،
2
وكثرة الدسم فى الطعام، وكل غليظ، ونفاخ، وقباض، وبارد، وكل حاد، وحريف.
3
والهيضة مما يحرك الصرع لتثويرها الأخلاط، وتحريكها اياها، والتخمة،
4
وسوء الهضم، والسهر، والآلام النفسانية القوية من الغضب، والغم، والخوف،
5
والإنفعالات الحسية القوية من سماع اصوات عظيمة؛ مثل الرعد، وصوت الطبول،
6
وزئير الأسد، والأصوات الصلالة مثل صوت الجلاجل، والصرارة مثل صريف الباب
7
الحاد، وكذلك من ابصار انوار باهرة مثل البرق الخاطف للبصر، ونور عين الشمس، و
8
من ملامسة حركات رياح قوية كحركات الرياح العاصفة، وقد يهيج الصرع من الرياضة
9
على الامتلاء اريد بها التحليل او لم يرد.
10
|194rb53|فصل فى الادوية الصارعة
11
قد ذكرنا الأدوية التى تصرع، وتكشف عن المصروع فى جدول امراض الرأس،
12
بعلامته مثل التبخير بالقنة، والمر، وقرون الماعز، واكل كبد التيس، وشم رائحته،
13
وكذلك اذا جعل المر فى انفه.
14
العلاج: أما صرع الصبيان فيجب ان يعالج بان يصلح غذاء المرضعة، ويجعل مائلًا
15
الى حرارة لطيفة مع جودة كيموس، وتجتنب المرضعة كل ما يولد لبنًا مائيًا، او فاسدًا،
16
اوغليظًا، وتمنع الجماع، والحبل، ويجب ان يجنب هذا الصبى كل شىء فيه مغافصة
17
ذعر، وازعاج مثل الاصوات العظيمة، والخشنة كصوت الطبل والبرق والرعد و
18
الجلاجل وصياح الصائحين، وان يجنب السهر، والغضب، والخوف، والبرد
19
الشديد، والحر الشديد، وسوء الهضم، وان يكلف الرياضة قبل الطعام برفق، وتحرم
20
عليه الحركة بعد الطعام. وان احتمل استفراغًا بالأدوية المستفرغة للبلغم رقيقًا فعل ذلك.
21
وينفعهم ان يقيؤا احيانًا بماء العسل، وان يسقوا الجلنجبين السكرى، والعسلى، ويشموا
22
السذاب، وسائر الملطفات؛ فان التشميم بالشمومات التى نذكرها ربما كفى الخطب.
23
ثم يعم المصروعين كلهم ان يستعملوا الأغذية المحمودة التى لها ترطيب محمود
24
غير مفرط، وليحذروا من الإمتلاء، وليحذروا سوء الهضم؛ وذلك بان يكفوا ولم يبلغوا
25
تمام الشبع، ومن لم تجر عادته بالوجبة فيتم غذاءه الذى هو [دون] شبعه ثلثة اقسام
26
يتناول ثلثه غداءً، وثلثيه عشاءً، بعد رياضة لطيفة، ولا يستكثروا من الخمر فانها شديدة
27
الملء للدماغ، ثم ان لم يكن بد من ان يستعملوا من الشراب شيئًا فقليل عتيق مروق،
3-119
1
والى العفوصة. وأضر الاشياء بهم الشرب عقيب الإستحمام، وأيضًا البرد المغافص،
2
بل يجب ان يوقوا الرأس ملاقاة كل حر مفرط، او برد مفرط، ولا يبطؤا فى الحمام.
3
وعلى المصروع ان يجتنب اللحوم الغليظة كلها، والقوية الغذاء، والسمك كله،
4
بل لحوم جميع ذوات الاربع الكبار، ويقتصر على الفراريج، والدراريج والطياهيج،
5
والعصافير الأهلية، والجبلية، والقنابير، والشفانين، والجداء، والغزلان، و
6
الأرانب. وقد قيل ان لحم الخنزير البرى شديد النفع له. وقد يمدح لهم لحوم الماعز،
7
لما فيها من التجفيف، وقلة الترطيب. كما تكره لهم الحلاوات، والدسومات، و
8
نحوها. ويجتنب البقول كلها، وخصوصًا الكرفس فان له خاصية فى تحريك الصرع.
9
فان كان ولا بد فليستعمل الشاهترج، والهندبا. وقد رخص لهم فى الخس، وانا
10
لا احمده لهم كثير حمد. وكذلك قد رخص لهم فى الكزبرة لمنعها البخار من الرأس،
11
وانا اكرهها؛ واستكثارها لهم إلا فى الدموى، والصفراوى. وأما السلق المسلوق
12
فى الماء، ثم المصلح بالزيت، والمرى، وما يجرى مجراه ان قدم تناوله على الغذاء
13
ليلين الطبيعة جاز. والسذاب من جملة البقول نافع برائحته شمًا. واذا وقع الشبث و
14
السذاب فى طعامهم كان نافعًا.
15
ويجب ان يجتنبوا الفواكه الرطبة كلها وجميع الفواكه الغليظة، الا بعض القوابض
16
على الطعام بقدر خفيف يسير جدًا، ليشتد فم المعدة، ويحدر الغذاء، ويلين الطبيعة،
17
ويمنع البخار، ويجب ان يجتنب جميع الأغذية البقلية الجارية مجرى اللفت، و
18
الفجل، والكرنب، والجزر. ويجب أيضًا ان يجتنبوا كل حريف، مبخر. والخردل
19
من جملة ما يوذيه، تبخيره، وارساله الفضول اليه، وتوجيهه اياها نحوه، وبقرعه الدماغ
20
لحرافته، ويجتنبوا [السكر، ومهاب الرياح، والإمتلاء، ويجتنبوا] الإغتسال بالماء
21
اصلًا؛ أما الحار: فلما فيه من الإرخاء. وأما البارد: فبما يخدر فيضر بالروح الحاس.
22
فان عرض للمصروع إمتلاء من طعام قذفه؛ ولطف التدبير بعده. ويجب ان يجتنبوا
23
الأغذية الميبسة، المثقلة، والمخدرة والمبخرة. وأما الشراب فان الإمتلاء منه ضارجدًا.
24
وأما القليل منه فانه ينشط النفس، ويقوى الروح، ويذكيها، ويغنى عن الإستكثار
25
من الماء، والإستكثار منه اضر شىء. والقيلولة الكثيرة؛ وبالجملة النوم الكثير ضار،
26
وخصوصًا على الإمتلاء الكثير. والإفراط من السهر أيضًا يضعف الروح ويحله؛ ومع
27
ذلك فانه يملأ الدماغ ابخرة.
28
واول تدبير الصرع إجتناب الأسباب المحركة للصرع التى ذكرناها. والهدو،
29
والسكون اولى به. فان احتيج الى رياضة بعد الإستفراغ، وتنقية البدن "المتقدم ذكرهما"
3-120
1
فيجب ان يستعمل [لا] على الملاء رياضة لا تبلغ الإعياء، ثم يريح بعدها، ويجهد فى
2
ان يكون رأسه منتصبًا، ولا يدليه ما امكن، ولا يحركه كثيرًا فيجذب اليه المواد. ويجب
3
ان يحرك الأسافل فوق تحريكه الأعالى. ومما يجذب المادة الى اسفل ذلك البدن
4
متدرجًا من فوق الى اسفل، يبتدئ من الصدر وما يليه؛ فيدلكه بخرق خشنة حتى يحمر،
5
ثم ينزل بالتدريج الى الساق، ويكون كل ثان اشد من الاول، ويكون الرأس فى الحالات
6
منتصبًا، وبعد ذلك تكلفه المشى. ويجب ان تريحه فى موضع الرياضة ليعود
7
اليه نفسه، ويهدأ إضطرابه، وانما يفارق موضعه بعد ذلك. فاذا جذب المواد كلها
8
الى اسفل جاز له حينئذ ان يدلك الرأس، ويمشطه ليسخنه بذلك، ويغير مزاجه.
9
ومما تنفعه المحاجم على الرأس، والكى عليه، تسخينًا للدماغ، وبعد التنقية،
10
والإسهال والإراحة أيامًا، لا بأس ان يدخلوا الحمام، وان تضع المحاجم على ما تحت
11
الشراسيف منهم، ويسخن رؤسهم بما علمت. وقد يلقم فى وقت النوبة كرة <ان> تقع
12
بين اسنانه وخصوصًا من الشعر ليبقى فمه مفتوحًا. ويجب ان يبدؤا بالإستفراغ للمادة
13
بحسبها، ثم يقصد تنقية الرأس بالغراغر الجاذبة. وان كان يعتريه ذلك بادوار او يكثر مع
14
كثرة الأخلاط فليستفرغ فى الربيع للاستظهار، [و] ليخرج الخلط الذى يغلب عليه على
15
ما سنذكره. وان كان لا مانع له من الفصد افتصد؛ فان افتصاده فى الربيع وخصوصًا من
16
الرجلين مما ينفعه؛ اذا لم يبلغ به تبريد دماغه وعلى ما سنذكره. واذا حان وقت النوبة،
17
وتمكنت من تقييئته بريشة مدهونة بدهن السوسن يدخلها فى فمه، وخصوصًا ان كان
18
للمعدة فى ذلك مدخل، ليقذفوا رطوبة انتفعوا بها فى الحال. وان كان استعمال القىء
19
الكثير ضارًا بالصرع الدماغى.
20
ومن الوجورات فى حال الصرع وغيره حلتيت، وجندبيدستر، فى سكنجبين
21
عسلى. ومن النفوخات للصرع شحم الحنظل، وقثاء الحمار، وعصارته، والنوشاذر،
22
والشونيز، ونحوه والكندس، والخربق الأبيض، والفلفل، والزنجبيل، والمر،
23
والفربيون، والجندبيدستر، والأسطوخوذس، تفاريق ومركبة، والحلتيت، والزفت
24
والقطران. ومن البخورات الفاوينا. ومن المشمومات السذاب فى وقت الصرع وفى
25
وقت الراحة. ومما اختاره حنين: ثافسيا يعجن بدقيق شعير، وخل خمر، ويتخذ منه
26
تفاحات ويدام شمها. ومن الأشربة السكنجبين العنصلى خاصة يسقاه كل يوم، وكذلك
27
شراب الأفسنتين، وطبيخ الزوفا بالسعتر، و السكنجبين الذى يتخذ منهما، والسكنجبين
28
العنصلى أيضًا يسقى فى الشتاء بماء حار، وفى الصيف بماء بارد.
3-121
1
ومن المروخات الجيدة له مما قيل: مخ ساق الحمل، بدهن الورد على الأصداغ،
2
والشؤن، [والفقار] والصدر. وأما تعليق الفاوينا فقد جرب الاوائل منعه للصرع.
3
ويشبه ان يكون ذلك بالرومى الرطب اخص. ومن الأدوية التى يجب ان يسقى ابدًا
4
الغاريقون، والسيساليوس، وسفندون، واصل الزراوند المدحرج، والفاوينا يسقون
5
منه فى كل وقت بالماء. وقد استوفق ان يشرب كل يوم نبقة من السادريطوس مرتين
6
غدوة، وعند النوم، فانه مما برأ به عالم. واستحب لهم بعضهم ان يسقوا من زبد البحر
7
كل يوم مرتين، ومن الجعدة لخاصية فيها والخنثى أيضًا.
8
ومما ينفعهم دواء الإسقيل بهذه الصفة؛ يوخذ الإسقيل ويجعل فى برنية قد كان
9
فيها خل ويشد رأسها بصمام قوى ثم تغطى بجلد ثخين، ويترك فيه اربعين يومًا، اولها
10
قبل طلوع الشعرى، بعشرين يومًا، وتنصب البرنية [فى الشمس] معترضة للجنوب.
11
ولتقلب فى كل حين قريب ليكون ما يصل من الحر الى اجزائه متساوى الوصول، ثم
12
تفتح البرنية فيجد الإسقيل كالمطبوخ المتهرى، فتعصره، وتاخذ عصارته، وتخلطه
13
بعسل، وتسقى منه كل يوم قدر ملعقة. وان اعجل الوقت طبخ الإسقيل فى ماء وخل،
14
واتخذت منه سكنجبين عسلى. ومن الأدوية الجيدة لهم: ان يوخذ السيساليوس ثلثة
15
مثاقيل، ومن حب الغار ثلثة مثاقيل، وزراوند مدحرج مثقالان، ومن اصل الفاوينا
16
مثقالان، ومن الجندبيدستر مثقال، واقراص الإسقيل مثقال، يعجن بعسل منزوع
17
الرغوة، ويستعمل كل يوم مع سكنجبين.
18
ومما ينفعهم أيضًا الإنتقال، فان الإنتقال فى البلدان، حتى يصادف هواءً ملائمًا
19
ملطفًا مجففًا كالإنتقال فى الأسنان، من الصبا الى الشباب فى المنفعة للمصروعين. و
20
اذا عرض للمصروعين التواء عضو، او تشنجه، سوى بالدلك بالدهن، والماء الفاتر،
21
والغمز القوى. واذا كان الصرع دماغيًا؛ فاولى الإستفراغ به بالخربق وما يجرى
22
مجراه، وشحم الحنظل، وسقمونيا، وايارج فيقرا، وطبيخ الغاريقون إسهالًا بعد
23
إسهال فى السنة.
24
واذا وجب الفصد من اى خلط كان فيجب ان لا يقصر، بل يفصد، ولو من
25
القيفالين معًا، ويتبع بفصد العرق الذى تحت اللسان. وقد يحجم على القفا لجذب
26
المادة فى الأسبوع عن الدماغ، ان لم يكن هناك من مزاج الدماغ وضعفه ما يمنعه.
3-122
1
وربما احتجت ان تكثر الفصد، فاذا فعلت ذلك فالواجب ان تريح اسبوعًا ثم تسهل
2
بمشروبات، وحقن قوية من قنطوريون، وشحم الحنظل، والخروع، وغير ذلك ثم
3
تريح ثم يحجم عند الكاهل، والرأس، ونقرة القفا، وعلى الساق، ثم تريح، ثم تسهل،
4
ولا تزال تستمر على اراحات، وتعاود الى ان يتنقى. وتستعمل بعد ذلك الغراغر، والعطوسات،
5
ومما ينقى الرأس وحده بما علمته. واذا سعطوا بالشليثا، ثم بالشابانك وبماء المرزنجوش
6
كان نافعًا. ويجب ان تتلقى النوبة بنقاء المعدة وان امكن له ان يتقيأ بعد الطعام، و
7
خصوصًا عن مثل السمك المملح وغيره كان موافقًا، وبعد ذلك كله فبدل مزاج الدماغ
8
بالمقويات المسخنة من الأضمدة كالخردل وما يجرى مجراه؛ مما عرفته. واشممه
9
السذاب. ويجب ان لا تحمل عليه بالمسخنات ومبدلات المزاج دفعة؛ بل تتدرج فى
10
ذلك. فان عرض من ذلك ضرر فى افعاله، فارح.
11
وما كان سببه البلغم فافضل ما يستفرغون به ايارج شحم الحنظل، وايارج
12
هرمس. وان استعملوا من ايارج هرمس كل يوم نصف درهم غدوة ونصف درهم عشية عظم
13
لهم فيه النفع. وان كان مع البلغم إمتلاء كلى، فالفصد على ما وصفناه نافع لهم.
14
وكذلك الإستفراغ بالتربد، والغاريقون والأسطوخوذس، وايارج روفس خاصة.
15
وأما السوداوى فيسهل مثل طبيخ الافثيمون، والخربق، وحجر اللازورد، وحجر
16
الارمنى، والأسطوخوذس، والبسبايج، والهليلج. ومن المروخات مخ ساق البقر بدهن
17
الورد على الفقار، والأضلاع، والصدر.
18
و[أما] الصرع الصفراوى: فيجب ان يعتنى فيه بالتبريد، والترطيب وخصوصًا
19
بالحقن. وان كان محترقًا فهم فى حكم السوداوى، او بين السوداوى والصفراوى.
20
والمسمى بام الصبيان عسى ان يكون من قبيل الصفراوى عند بعضهم. ولذلك نأمر
21
فى علاجهم بالآبزن، والسعوطات الباردة الرطبة، وصب اللبن على الرأس، واستعمال
22
الترطيب للبدن. وان كان صبيًا فانا نأمر ان تسقى مرضعته ما يبرد لبنها، ونأمر بان تسكن
23
موضعًا باردًا سردابيًا، ويشبه ان يكون هذا عنده صرع صبارى او مانيا. وليس استعمال
24
هذا الاسم مشهورًا عند محققى الأطباء. واذا عرض لبعض اعضاء المصروع التواء، و
25
تشنج فانه ينفعه الدلك بالدهن، والماء الفاتر، وان يحمل عليه بالغمز.
26
وأما اذا كان الصرع معديًا؛ فاوفق ما يستفرغون به شحم الحنظل، والأسطوخودس،
27
ويستعمل ذلك فى السنة مرارًا. ويجب بعد تنقية المعدة ان يتعهدوها بالتقوية ولا يورد
28
عليها إلا اغذية سريعة الهضم، جيدة الكيموس، ويوردوها على ما نصف فى موضعه،
3-123
1
فتجتهد فى تحصيل جودة الهضم. ويجب ان يتركوا المعدة خالية زمانًا طويلًا. وما
2
كان يهيج من ذلك على الجوع فليتدارك بما قيل فى باب الصداع وغيره.
3
وأما الذى يكون مع تصعد شىء من عضو فيجب ان يربط فوق العضو عند النوبة
4
فربما منع. ويستفرغ الخلط الذى فى العضو إما بالإستفراغات المعروفة ان كانت
5
قد تصل اليها قوة الاستفراغ، او "بالتقريح والتصديد" فى وقت السكون بالأدوية التى تقرح،
6
وتسيل القيح، وباحراق المادة مثل طلاء ثافسيا، وفربيون وغير ذلك. وهذه الأدوية
7
تعرفها فى <المواضع التى فيها> الواح الكتاب الثانى. وربما وجب ان يبلغ فيها درجة
8
استعمال الذراريح، والكبيكج، وخرء البازى، والبلاذر وغير ذلك [وان احتجت
9
الى شرط العضو فاشرطه]. وأما الذى يصعد عن البدن كله قال بعضهم: لو لا الخطر
10
فى فصد شريانى السبات ــ و ان كان يمكن حبس الدم، ولكن بما يحدث من تبريد
11
الدماغ، وانقطاع الروح، فيتبعه من السكتة ــ لكان فيه برءًا تامًا لمن به صرع بمشاركة
12
البدن كله. وبما يتصعد الى الدماغ منه فنقول: ان كان ليس يمكن هذا، فما كان
13
من الشرايين الصاعدة ليس فى قطعه هذا الخطر، ولا يبعد ان يعظم لبتره النفع.
14
|195vb1|فصل فى السكتة
15
السكتة تعطل الأعضاء عن الحس، والحركة، لإنسداد واقع فى بطون الدماغ،
16
وفى مجارى الروح الحساس، والمتحرك. فان تعطلت معه آلات الحركة، والتنفس،
17
او ضعفت، فلم يسهل النفس؛ بل كان هناك زبدًا، وكان ذا فترات كالإختناق، او
18
كالغطيط، فهو اصعب؛ يدل على عجز القوة المحركة لأعضاء النفس. واصعبه ان
19
لا يظهر النفس، ولا الزبد، ولا الغطيط. وان لم تعظم الآفة فى التنفس ونفذ فى حلقه
20
ما يوجر، ولم يخرج من الانف فهو وان كان ارجى من الآخر فليس يخلو من خطر عظيم.
21
وقد قال ابقراط: السكتة اذا كانت قوية لم يبر صاحبها. وان كانت ضعيفة
22
لم يسهل برءه. وهذا الإنسداد يكون إما لإنطباق، وإما لإمتلاء. والإنطباق: هو ان يصل الى
23
الدماغ ما يولمه، او يوذيه فيتحرك حركة الإنقباض عنه، او تكون الكيفية الواصلة اليه قابضة،
24
مكثفة، بطباعها كالبرد الشديد. وأما الإمتلاء فاما ان يكون إمتلاءً مورمًا، او يكون غير
25
مورم. فالإمتلاء المورم: هو ان يحصل هناك مادة فتسد من جهة الإمتلاء، وتسد من جهة
26
التمديد. وهذا من انواع السكتة الصعبة، سواء كانت المادة حارة، او كانت باردة. و
27
الذى يكون بغير ورم ــ وهو الذى يكون فى الأكثر ــ فاما ان يكون فى نفس الدماغ، وبقربه
3-124
1
فى مجارى الروح من الدماغ، وإما ان يكون فى مجارى الروح الى الدماغ، والذى يكون
2
فى مجارى الروح من الدماغ [وفى الدماغ] فاما خلط دموى ينصب الى بطون الدماغ
3
دفعة، وإما خلط بلغمى وهو الغالب الكثير.
4
وأما الذى يكون فى مجارى الروح الى الدماغ، خلط دموى ينصب فذلك عند ما
5
ينسد الشريانات، والعروق من شدة الإمتلاء، وكثرة الدم؛ فلا يكون للروح منفذ، و
6
لا يلبث الى ان يختنق، ويعرض من ذلك ما يعرض عند الشد على العرقين السباتيين من
7
سقوط الحس، والحركة. فان مثل ذلك اذا وقع من سبب بدنى فعل ذلك الفعل. فهذه
8
انواع السكتة واسبابها.
9
وربما قالوا سكتة وعنوا بها الفالج العام للشقين [جميعًا]، وان كانت اعضاء الوجه
10
سليمة. وربما قالوا لإسترخاء شق سكتة ذلك الشق. وقد جاء ذلك فى كلام ابقراط.
11
وقد يعرض ان يسكت الإنسان ولا يفرق بينه، وبين الميت، ولا يظهر منه التنفس، و
12
لا شىء، ثم انه يعيش ويسلم. وقد رأينا منهم خلقًا كثيرًا كانت هذه حالهم. واولئك، فان
13
النفس لا يظهر فيهم، والنبض لا يسقط تمام السقوط منهم، ويشبه ان يكون الحار الغريزى
14
فيهم ليس بشديد الإفتقار الى الترويح، ونفض البخار الدخانى عنه الى نفس كثير لما
15
عرض له من البرد. ولذلك يستحب ان يوخر دفن المشكل من الموتى الى ان يستبرأ
16
حاله. ولا اقل من اثنين وسبعين ساعة.
17
والسكتة تنحل فى اكثر الأمر الى فالج. وذلك لان الطبيعة اذا عجزت عن دفع
18
المادة من الشقتين جميعًا، دفعتها الى اقبل الشقتين للوصب، واضعفهما، ونفذتها
19
فى خلل المجارى، مبعدة اياها عن الدماغ وبطونه. وقد يدل على ان السدة فى السكتة
20
مشتملة على البطون: انها لوكانت فى البطن المؤخر وحده، لما كان يجب ان يتعطل
21
الحس فى مقدم الرأس والوجه. وقد قال بقراط: من عرض له وهو صحيح وجع بغتة
22
فى رأسه ثم اسكت فانه يهلك قبل السابع، إلا ان تعرض به حمى فيرجى، اى <ان>
23
الحمى يرجى معها ان يتحلل الفضلة.
24
واعلم ان اكثر ما تعرض السكتة تعرض لذوى الأسنان، والتدابير، والابدان
25
الرطبة، وخصوصًا ان كان هناك مع الرطوبة برد. فان عرض لحار المزاج، ويابسه،
26
فالأمر صعب، فان المرض المضاد للمزاج لن يعرض إلا لعظم السبب، ويكون المزاج
27
بعيدًا منه غير محتمل له، وقل ما تعرض له سكتة عن حرارة. فاذا انبسطت مادة الفالج فى
3-125
1
الجانبين احدثت سكتة، كما اذا انتقضت مادة السكتة الى جانب احدثت فالجًا، واكثر
2
سبب السكتة فى البطنين المؤخرين. واذا كان مع السكتة حمى فهناك ورم فى الأكثر.
3
والذين يحوجون الى فصد كثير لسوداوية دمائهم فينتفعون بكثرة الفصد، ويخسرون
4
فى العقبى فيقعون فى السكتة ونحوها.
5
|196ra40|فصل فى الاستعداد للسكتة الدائرة
6
تناول الأدوية الحادة، معجل لإستعجال الأخلاط المتواتية، فقد ذكرنا انذار
7
الدوائر بالسكتة فليقرأ من هناك.
8
العلامات: الفرق بين السكتة والسبات: ان المسكوت يغط ويدخل نفسه آفة، [والمسبوت
9
ليس كذلك]. والمسبوت يتدرج من النوم الثقيل الى السبات، والمسكوت يعرض ذلك
10
له دفعة. والسكتة يتقدمها فى اكثر الاوقات صداع، وانتفاخ الاوداج، ودوار، وسدر،
11
وظلمة البصر، واختلاج فى البدن كله، وتصريف الأسنان فى النوم، وثقل، وكسل.
12
وكثيرًا ما يكون بوله زنجاريًا، واسود، وفيه رسوب قشارى ونخالى. أما ما كان ''عن
13
اذى'' وضربة، وسقطة، ومشاركة عضو، فتعرفه من الاصول التى تكررت عليك. وأما ما
14
كان من ورم فلا يخلو من حمى ما، ومن تقدم العلامات التى ذكرناها للاورام. وما كان
15
من الدم فيدل عليه علامات الدم المذكورة مرارًا كثيرة، ويكون الوجه محمرًا، والعينان
16
محمرتين جدًا، وتكون الاوداج، وعروق الرقبة متمددة ممتلئة، ويكون العهد بالفصد
17
بعيدًا، وتناول ما يولد الدم سابقًا. وأما ما كان عن بلغم فتدل عليه السحنة، ولون العين،
18
وبلة الخياشيم وغير ذلك مما قيل. واذا حدث بالشيخ دوار لازم او متكرر فذلك نذير
19
سكتة.
20
العلاج: أما علاج الكائن من اذى من خارج فهو تدبير ذلك السبب البادى، والذى من
21
مشاركة فهو تدبير ذلك العضو الذى يشاركه بما مر لك فى القانون، ومر لك فى ابواب أخر.
22
والذى يكون من الدم فتدبيره: الفصد فى الوقت، وارسال دم كثير، فانه يفيق فى الحال.
23
وبعد الفصد فيحقن بما عرفت من الحقن، لينزل المادة عن الرأس، ويلطف تدبيره، و
24
يقتصر به على الجلاب، وماء الشعير الرقيق، وماء الخبز، ويشمم ما يقوى الدماغ؛ و
25
لا يسخن مما قد عرفت.
26
وأما الكائن من البلغم؛ فان وجد معه علامات الدم فصد أيضًا، ثم حقن بحقن
27
قوية، ثم حمل شيافات قوية، يقع فيها الصموغ، ومرارة البقر، ثم جرع بما يسهل
3-126
1
أن ينفذ فيه من الحبوب المعتمدة فى سقيهم كحب الفربيون، واكب بعد ذلك على رأسه،
2
واعضائه بالضمادات المسخنة، والنطولات المتخذة من مياه طبخ فيها الحشائش
3
المسخنة مثل الشبث، والشيح، والمرزنجوش، وورق الاترج والفوتنج، والحاشا،
4
والزوفا، واكليل الملك، والصعتر، والقيصوم، وبادهان فيها قوة الحشائش، ودهن
5
السذاب، وقد فتق فيها عاقرقرحا، وجندبيدستر، وجاؤشير، وقنة، وادهن بدنه كله
6
بزيت فيه كبريت. وان كان الكماد من القرنفل، والهال، والبسباسة، وجوزبوا،
7
والوج، كان صوابًا. وتدلك رجله بالدهن الحار المسخن، والماء الحار، والملح،
8
ويمرخ الخرز بالميعة، والزنبق، ويجعل على اصل النخاع الخردل، والسكبينج،
9
والجندبيدستر، والفربيون.
10
ومن الادهان الجيدة لهم دهن قثاء الحمار، ودهن السذاب، ودهن الإسقيل
11
المتخذ بالزيت العتيق، إما انقاعًا للترطيب فيه اربعين يومًا، او طبخه اياه فيه بان يوخذ من
12
الزيت العتيق قسط، ومن الإسقيل اوقيتان، يطبخ فيه حتى يتمرس. وكذلك دهن
13
العاقرقرحا على الوجهين المذكورين. واى دهن استعمل عليهم فاصلح ذلك ان تخثر
14
بالشمع حتى يقف؛ ولا يزلق. وينبغى ان يبتدئ بالاضعف من الممرخات، فان انجح
15
وإلا زيد؛ وينتقل الى الأقوى.
16
ولا بأس بعد استفراغه بالحقن وغيره من ان يقرب الى انفه <المعطسات>، و
17
خصوصًا الكندس، والسعوطات القوية، والأدهان القوية، واحم الحديد وحاذى به رؤسهم،
18
وان تضمد رأسه بالضمادات المحللة التى عرفتها، وان امكن تقيئته بريشة تدخل فى حلقه
19
ملطخة بدهن السوسن، والزيت، وخصوصًا اذا حدس ان فى فم معدته إمتلاء، ويكون
20
قد تقدمه تخمة انتفع بها نفعًا شديدًا. وفى القئ فائدة أخرى فان التهوع، وتكلف القىء،
21
يسخن مزاج رأس من به سكتة باردة رطبة. ويجب ان يسهل رياحهم بما يخرجها،
22
فيجدون به خفًا. وقد يبادر الى القامهم ما تقدم ذكره لئلا تفسد اسنانهم بعضهم بعض
23
ببعض.
24
ويجب اذا نقهوا يسيرًا ان يسقوا دهن الخروع المطبوخ بماء السذاب كل يوم درهمين
25
مع ماء الأصول، ويدرج حتى يسقى كل يوم خمسة دراهم. وان امكن بعد الإستفراغ
26
ان يوجروا قدر بندقة من الترياق، ومن المثروذيطوس، ومن الشليثا، والأنقرديا،
27
والشجريتا وما اشبه ذلك. ومن البسيطة: الجندبيدستر مثقال، بماء العسل، والسكنجبين
28
العسلى، والسكبينج. وأيضًا اذا شرب منه باقلاة. وشرابهم ماء العسل الساذج، او
3-127
1
بالافاوية بحسب الحاجة. واذا رأيت خفًا غرغرت، وعطست، ووضعت المحاجم على
2
القفا، والنقرة بشرط، او بغير شرط على حسب المادة، ورجحتهم فى ارجوحة، ثم تحممهم
3
بعد ثلاثة اسابيع، وتمرخهم يوم الحمام بادهان مسخنة.
4
ومن الغراغر النافعة لهم بعد التنقية الكلية طبيخ الحاشا، والفوتنج، والصعتر،
5
والزوفا ونحو ذلك فى الخل؛ يخلط به عسل. وأيضًا ماء سلق [طبخ] فيه العاقرقرحا،
6
والميويزج "والبورق، والورده"، والحاشا، والسماق. واقوى من ذلك ان توخذ الفلافل،
7
والدارفلفل، والزنجبيل، والميويزج، والبورق، والورد، والسماق فيدق، ويعجن
8
بميبختج، وتتخذ منه شيافات؛ ثم تستعمل مضوغات او غرغرة فى طبيخ الزوفاء بالمصطكى.
9
وبما يقرب منه اذا فعل نحو ذلك: الفلفل، والدار فلفل، والخردل، والفوتنج. ومن
10
المضوغات: الفوتنج، والميويزج، والفلفل، والمرزنجوش، والخردل افرادًا، ومجموعة،
11
ويخلط بها مثل الورد، والسماق لا بد منه. والوج مما ينفعهم فى هذا الباب ويقوى
12
تاثيره.
13
وينفعهم التدهن بالادهان الحارة المقوية للروح التى فى الأعصاب، ولجوهر
14
الأعصاب المحللة للفضول التى لا عنف فيها مثل دهن السوسن؛ وبعده دهن المرزنجوش،
15
ودهن البابونج، والشبث، ودهن الإذخر، وخصوصًا على الرأس؛ فانه الذى يجب
16
ان يعتمد عليه فى امر الرأس، وخصوصًا وقد اخذ قوة بالزوفا، والصعتر، والفوتنج،
17
والحاشا ونحو ذلك. وتغذية اصحاب السكتة الطف من تغذية اصحاب الصرع. و
18
الاصوب ان تقتصر بهم فى الغدوات على الخبز وحده. والخبز بالتين اليابس جيد لهم.
19
والشراب على الطعام اضر الأشياء لهم.
20
واذا أرادوا أن يتعشوا فلا بأس ان يقدموا قبله برياضة خفيفة، ويحركوا الاعضاء المسترخية
21
تحريكاما. واذا تناولوه لم يناموا عليه بسرعة، بل يصبرون ريثما ينزل، وينهضم
22
انهضامًا ما. ولا يسهرون أيضًا كثيرًا؛ فان ذلك يعى الدماغ، ويحلل من الأغذية بخارات
23
غير منهضمة يمنعه الهضم. وقوم يستحبون لهم الشعير بالعدس، والزبيب، واللوز، والتين
24
من الأنقال الموافقة لهم. والشراب الحديث لا يوافقهم لما فيه من الفضول، والعتيق
25
لما فيه من سرعة النفوذ الى الدماغ وملئه. بل اوفق الشراب لهم ما بين بين. اذا حم
26
المسكوت فتوقف فى امره حتى ينكشف؛ فربما كان بحرانًا، والمهلة الى اثنتين وسبعين
27
ساعة. فان كان ليس كذلك بل الحمى لورم، وعفونة فهو مهلك. واعلم ان السكتة،
28
والفالج يضيق المجارى اليها فلا تكاد الأدوية المستفرغة تستفرغ من المادة الفاعلة لها خاصة.
3-128
1
|196vb32|الفن الثانى
2
|196vb34|فى امراض العصب، وهو مقالة واحدة
3
|196vb34|فصل فى امراض العصب
4
أما نفس العصب: فقد عرفت منشأه، وتوزعه وشكله وطبعه، وتشريحه.
5
وأما امراضه: فاعلم انها اصناف الامراض الثلاثة؛ اعنى المزاجية، والآلية، وإنحلال
6
الفرد المشترك. وتظهر الآفة فى افعاله الطبيعية، والحاسية، والمتحركة. وللحركات
7
العنيفة فى إحداث علل العصب مدخل عظيم فوق ما فى غيرها؛ فانها آلات الحركات.
8
والحركات المعنفة هى مثل التمديد بالحبل، ورفع الشىء الثقيل، وكل ما فيه تمديد
9
قوى اوعصر وتقبيض. ومأخذ الاستدلال فى احواله من افعال الحس، والحركة،
10
ومن الملمس فى اللين والصلابة، ومن مشاركة الدماغ، والفقار اياه، ومن الاوجاع،
11
والمواد التى تختص بالعصب، واكثر العلامات التى يتوصل منها إلى معرفة احوال الدماغ
12
اكثرها من ضرر الافعال، ومن الملمس. فاذا اشكل فى مرض من امراض العصب انه
13
رطب، اويابس، تامل كيفية عروضه؛ فانه ان كان قد عرض دفعة لم يشك انه رطب،
14
وأيضًا يعتبر إنتشاف العضو للدهن، فانه ان انتشفه بسرعة لم يشك انه يابس، بعد
15
ان لا يكون العضو قد سخن سخونة غريبة.
16
والرياضة بعد التنقية افضل مبدل لمزاجه. ولكل عضو بحسبه. ويجب ان يبدأ
17
بالارفق، ويتدرج إلى ما فيه قوة معتدلة. فأما وجه العلاج فى تنقية الأعصاب وتبديل
18
أمزجتها: فان اكثر ما يحتاج ان يستفرغ عنه بالكلية من المواد انما هو الباردة. ومستفرغاتها:
19
هى الأدوية القوية مثل شحم الحنظل، والخربق وخصوصًا الأبيض اذا قىء به،
20
والفربيون، والأشج، والسكبينج، وسائر الصموغ القوية، والايارجات الكبار القوية.
21
ومن استفراغاتها اللطيفة الحمام اليابس والرياضة المعتدلة. فأما مبدلات
22
أمزجتها فهى المذكورة فى باب الدماغ وخصوصًا ما كان فيه دهنية، او كان دهنًا.
23
فاذا استعملت الشحوم فشحوم السباع، واعكار الادهان الحارة مثل عكر الزيت، وعكر
24
دهن الكتان كان موافقًا لأمراض العصب الباردة، وملائمًا لصلابته. ودهن القسط،
25
<و دهن الجندبيدستر>، ودهن الحندقوقى شديد الإختصاص بالاعصاب، ثم الأنطلة
26
والعصارات بحسب الأمزجة، ولكنها تحتاج ان تكون اقوى جدًا، وان يبالغ التدبير
27
فى تنفيدها بتخلخل البدن وتفتيح المسام مبالغة اشد.
3-129
1
|197rb2|فصل فى اصلاح مزاج العصب
2
واكثر ما يحتاجون اليه من مبدلات ما يسخن مثل ضماد الخردل، والثافسيا، و
3
ضماه الزفت، وإستعمال الزيت المطبوخ فيه الثعالب، الذى نصفه فى باب اوجاع
4
المفاصل. وكذلك المطبوخ فيه الضباع. وينتفعون بصمغ الصنوبر جدًا. واعلم ان اكثر
5
أمراض العصب يقصد فى علاجها فصد مؤخر الدماغ، إلا ما كان فى الوجه، ثم بعد
6
ذلك بمبدأ العصب الذى يحرك ذلك العضو المريض عصبه. والعصب قد يضره اشياء
7
وينتفع باشياء قد ذكرنا كثيرًا منها فى الواح الأدوية المفردة. وانما يعتبر ذلك فى احواله و
8
امراضه التى هى اخص به.
9
فالاشياء المقوية للاعصاب من المشروبات الوج المربى، وجندبيدستر، ولب
10
حب الصنوبر الكبار، ودماغ الأرنب المشوى، والأسطوخوذس خاصة. والشربة كل
11
يوم منه وزن درهم محببًا، او بشراب العسل. وانفع المياه لهم: ماء المطر، وينفعها
12
الرياضة المعتدلة، والأدهان الحارة. والاشياء الضارة بالأعصاب: الجماع الكثير المفرط،
13
والنوم على الإمتلاء، وشرب الماء البارد المثلوج والكثير، والسكر، والشراب الكثير
14
لشدة لذع الشراب، والإستحالة الى الخلية مبرد مع ذلك. ويضرهم كل حامض، ونافخ،
15
ومبرد بقوة. والفصد الكثير يضرهم. ونحن نريد ان نذكر فى هذه المقالة ما كان من
16
امراض العصب مزاجيًا، اوسدديًا، وأما اورامها وقروحها فنحن نوخرهما الى الكتاب
17
الذى يتلو هذا الكتاب. واعلم ان الماء البارد يضر بالعصب لما يعجزه عن هضم الرطوبات
18
فيه فينقلب خامًا. واعلم ان الغاريقون مقو للعصب، مسخن، منق باذن الله تعالى.
19
|197vb49|فصل فى الفالج والاسترخاء
20
الفالج قد يقال قولًا مطلقًا؛ وقد يقال قولًا مخصوصًا محققًا. فاما لفظة الفالج
21
على المذهب المطلق: فقد يدل على ما يدل عليه الإسترخاء فى اى عضو كان. وأما
22
الفالج المخصوص فهو ما كان من الإسترخاء عامًا لأحد شقى البدن طولًا. فمنه ما يكون
23
فى الشق المبتدى من الرقبة، ويكون الوجه، والرأس صحيحًا. ومنه ما يسرى فى جميع
24
الشق من الرأس الى القدم. ولغة العرب تدل بالفالج على هذا المعنى. فان الفلج
25
قد يسمى فى لغتهم الى شق وتنصيف. واذا اخذ الفالج بمعنى الإسترخاء مطلقًا فقد يكون
26
منه ما يعم الشقين جميعًا سوى اعضاء الرأس التى لوعمها كان سكتة، كما يكون منه ما
27
يختص باصبع واحد. ومعلوم ان بطلان الحس، والحركة يكون لان الروح الحساس،
3-130
1
او المتحرك إما محتبس عن النفوذ الى الاعضاء، وإما نافذ؛ لكن الاعضاء لا تتاثر
2
منه لفساد المزاج.
3
والمزاج الفاسد إما حار، وإما بارد، وإما رطب، وإما يابس. ويشبه ان يكون
4
الحار لا يمنع تاثير الحس فيها ما لم يبلغ الغاية كما ترى فى اصحاب الذبول، و
5
المدقوقين؛ فانهم مع حرارتهم لا تبطل حركتهم وحسهم. واليابس أيضًا قريب الحكم
6
منه؛ بل المزاج الذى يمنع عن الحس، والحركة فى الأكثر هو البرد، والرطوبة. وليس
7
ذلك ببعيد؛ فان البرد ضد الروح؛ وهو يخدره. والرطوبة لا يبعد ان يجعل العضو مهيئًا
8
للبلادة؛ فان من اسباب بطلان الحركة برد، ورطوبة بلا مادة؛ ولكن ذلك مما يسهل
9
تلافيه بالتسخين؛ وكانه لا يكون مما يعم اكثر البدن، او شقًا واحدًا منه دون شق، بل
10
إن كان ولا بد فيعرض لعضو واحد فيشبه أن يكون الفالج. والاسترخاء الاكثرى ما يكون
11
بسبب احتباس الروح، وسبب الإحتباس الإنسداد، وافتراق المسام، والمنافذ المؤدية
12
الى الأعضاء بالقطع. والإنسداد إما على سبيل انقباض المسام، وإما على امتناع من
13
خلط ساد، وإما على سبيل امر جامع للامرين وهو الورم؛ فيكون سبب الإسترخاء.
14
والفالج الفاعل لإنقطاع الروح عن الاعضاء ''انقباض من المسام"، او إمتلاء،
15
او ورم، او انحلال فرد. والإنقباض من المسام قد يعرض لربط رابط من خارج؛ بما
16
يمكن ان يزال فيكون ذلك الإسترخاء، وذلك البطلان من الحس والحركة امرًا عرضيًا
17
يزول بحل الرباط. وقد يكون من انضغاط شديد كما يعرض عند ضربة، اوسقطة،
18
وكما يعرض اذا مالت الفقرات، او انكسرت الى احد الشقين يمنة، اويسرة فيضغط
19
العصب الخارج منها فى تلك الجهة إما الى قدام، وإما الى خلف، فيعرض منه فى الأكثر
20
تمديد لا ضغط؛ لان إلتقاء الفقرات فى جانبى قدام وخلف ليس على مخارج العصب؛
21
[لان مخارج العصب] على ما علمت [ليست من جهتى قدام وخلف]. وقد تنقبض المسام
22
بسبب غلظ جوهر العضو. وأما الإمتلاء الساد فيكون من المواد الرطبة السيالة التى ينتقع
23
بها العضو فيجرى فى خلل الأعصاب كلها، او يقف فى مبادى الأعصاب، اوشعب
24
الأعصاب، <وتعوق> وتسد طريق الروح السارى فيها. وأما الورم فذلك ان يعرض
25
أيضًا فى منابت الأعصاب وشعبها ورم؛ فيسد المنافذ. وأما القطع الذى يعرض للعصب
26
فما كان طولًا فلا يضر الحس والحركة، وما كان عرضًا فيمنع الحس، والحركة من
3-131
1
الأعضاء التى كانت تسقى من المجارى التى كانت متصلة بينه وبين الليف المقطوع
2
الآن.
3
واعلم ان النخاع مثل الدماغ فى إنقسامه الى قسمين. وان كان الحس لا
4
يميزه، وكيف لا يكون ذلك وهو ينبت أيضًا عن قسمى الدماغ فلا يستبعد ان تحفظ
5
الطبيعة احد شقيه، ويدفع المادة الى الشق الذى هو اضعف، او الى الذى هو اقبل
6
للمادة اولًا، او الذى عرضت له الضربة، والصدمة، او الذى اندفع اليه فضل من الشق
7
الذى يليه من الدماغ. ولا ينبغى ان يتعجب من اختصاص العلة بشق دون شق؛ فان
8
الطبيعة باذن خالقها قد تميز ما هو ادق من هذا. وتذكرهذا من اصول اعطيناك فى الكتاب
9
الاول. واعلم انه كثيرًا ما تندفع المادة الرطبة الى الأطراف لغلبة حر على البدن، او لحركة
10
مغافصة من خوف، او جزع، او غضب، او لذة، او غم.
11
واعلم انه اذا كانت الآفة، والمادة التى تفعل الفالج فى احد شقى بطون الدماغ
12
عم شق البدن كله، وشق الوجه معه. وكذلك ان كانت فى مجارى الشق الواحد كما
13
انها لو كانت فى شقى بطون الدماغ، او مجاريه كانت سكتة. فان كانت عند منبت
14
النخاع كان البدن كله مفلوجًا، دون اعضاء الوجه. وربما وقع مع ذلك خدر فى جلدة
15
الرأس؛ ان امتنع نفوذ الحس؛ لان جلدة الرأس يأتيها العصب الحاس من العنق كما
16
بينا. وان كان فى شق من منبت النخاع عم الشق كله، دون الوجه. فان كان نازلًا
17
عن المنبت مستغرقًا، او فى شق استرخى، وفلج ما ياتيه العصب منه من الأعضاء. وان
18
لم يكن من النخاع، بل من العصب استرخى ما يخص ذلك العصب؛ ان كان فى كل
19
العصب، او فى نصفه. وبعض منه استرخى ما يتحرك بما ياتيه من ذلك الماؤف بسبب
20
مادة، او انحلال فرد، او ورم.
21
ومن الفالج ما يكون بحرانًا لقولنج. وكثيرًا ما يبقى معه الحس، لان المادة
22
يكون معه فى اعصاب الحركة دون الحس. وذكر بعض الاولين: ان القولنج عم بعض
23
السنين فقتل الأكثر، ومن نجا نجا بفالج مزمن اصابه. كأن الطبيعة نفضت تلك المادة التى
24
كانت تاتى الأمعاء، وردتها الى خارج، وكانت اغلظ من ان ينفذ بالعرق فلحجت فى
25
الاعصاب، وفعلت الفالج. واكثر ما يقع من هذا يكون مع ثبات الحس بحاله. و
26
من الفالج ما يكون بحرانًا فى الأمراض الحادة، تنتقل به المادة الى الاعصاب؛ وذلك
27
اذا لم تقو الطبيعة للسن، او للضعف على الإستفراغ التام؛ فبقيت بواقى من المادة فى نواحى
28
الدماغ فبقى بعد المنتهى صداع وثقل رأس؛ ثم دفعته الطبيعة دفع ثقل، لا دفع
29
استفراغ تام، واحدثت فالجًا ونحوه.
3-132
1
واكثر ما يعرض الفالج يعرض من شدة برد الشتاء. وقد يعرض فى الربيع لحركة
2
الإمتلاء. وقد يعرض فى البلاد الجنوبية لمن بلغ خمسين سنة ونحوه؛ على سبيل نوازل
3
مندفعة من رؤسهم لكثرة ما يملأ المزاج الجنوبى الرأس. ونبض المفلوج ضعيف،
4
بطىء، متفاوت. فاذا انهكت العلة القوة ضعف النبض، وتواتر، ووقعت له فترات بلا نظام.
5
والبول قد يكون فيه على الأكثر ابيض، وربما احمر جدًا؛ لضعف الكبد عن تمييز الدم
6
عن المائية، او لضعف العروق عن جذب الدم، او لوجع ربما كان معه، او لمرض آخر
7
يقاربه. وقد يعرض ان يكون الشق السليم من الفالج مشتعلًا؛ كانه فى نار، والآخر المفلوج
8
باردًا؛ كانه فى ثلج. ويكون نبض الشقين مختلفًا: فيكون نبض الشق البارد ساقطًا الى ما
9
يوجبه احكام البرد، وربما تادى الى ان يصغر العين من ذلك الشق. وما كان من الأعضاء
10
المسترخية والمفلوجة على لون سائر البدن ليس بصغير ولا بضامر فهو ارجى مما يخالفه.
11
وقد ينتقل الى الفالج من السكتة، ومن الصرع، ومن القولنج، ومن اختناق
12
الرحم، ومن الحميات المزمنة، على سبيل البحران أيضًا. والفالج الحادث عن زوال
13
الفقار قاتل فى الأكثر والذى عن صدمة لم يدق العصب دقًا شديدًا قد يبرأ. فان افرط
14
لم يرج ان يبرأ. والذى يرجى منه فيجب ان يبدأ فيه بالفصد. وقد ذكرنا كيف تنبسط
15
مادة الفالج الى السكتة وبالعكس.
16
العلامات: أما ما كان عن إلتواء، اوسقطة، او ضربة، او قطع فالسبب يدلك عليه. وربما
17
خفى السبب فى القطع؛ اذا كان العصب غائرًا فيدل عليه انه يقع دفعة ولا ينفعه تدبير.
18
وأما الذى يقبل العلاج فهو ما ليس عن قطع، بل عن ورم ونحوه. وان كان عن ورم
19
حار فالتمدد والوجع والحمى يدل عليه. فان كان عن ورم صلب فيدل عليه اللمس
20
وتعقد محسوس فى العصب، ووجع متقدم؛ فانه فى الأكثر بعد ضربة، او إلتواء، او ورم
21
حار. وان كان عن ورم رخو؛ فالإستدلال عليه شاق إلا انه على الأحوال لا يخلوا عن وجع
22
يسير، وخدر، وعن حمى لينة، وعن زيادة الوجع ونقصانه بحسب الحركات، و
23
الاغذية، ولا يكون حدوثه دفعة. [و] من جميع هذا؛ فان العليل يحس عند ارادة
24
الحركة كان مانعًا فى ذلك الموضع يمنعه.
25
وأما الفالج الكائن عن الرطوبة الفاشية، فيحس صاحبه بسبب فاش فى جميع
26
العضو المفلوج. وأما الكائن عن غلظ العصب فيدل عليه عسر إرتداد العضو عن قبض
27
يتكلفه العليل ان امكنه، او يفعله غيره الى الإنبساط والإسترخاء، ولا يكون الأعضاء لينة
28
كما فى الفالج المطلق. فان كانت المادة من دم دلت عليه الاوداج، والعروق، والعين،
3-133
1
وإمتلاء النبض، والدلائل المتكررة مرارًا. فان كان من رطوبة مجردة دل عليه البياض،
2
والترهل. وان كان عقيب قولنج، وحميات حادة دلت عليه القولنج، والحميات
3
الحادة. وان كان سببه سوء مزاج مفرد بارد، او رطب فان لا يقع دفعة، ولا يكون هناك
4
علامات أخر، ويحكم عليه باللمس، والأسباب المؤثرة فى العضو. قيل اذا رأيت بول
5
الصبى اخضر فأنذر منه بفالج او تشنج.
6
المعالجات: يجب ان يكون قصدك فى سائر امراض العصب الخمسة: اعنى الخدر، و
7
التشنج، والرعشة، والفالج، والإختلاج قصد مؤخر الدماغ. ولا تعجل باستعمال الأدوية
8
القوية فى اول الأمر؛ بل اخر الى الرابع، او السابع. فان كانت العلة قوية فالى الرابع عشر.
9
وفى هذا الوقت فليقتصر على اشياء لطيفة مما يلين، وينضج، ويسهل. والحقن لا بأس
10
بها فى هذا الوقت. ثم بعد ذلك فاستفرغ بالمستفرغات القوية. وأما تدبير غذائهم فانه
11
يجب ان يقتصر بالمفلوج فى اول ما يظهر على مثل ماء الشعير، وماء العسل، يومين [او]
12
ثلثة. فان احتملت القوة فالى الرابع عشر، وان لم تحتمل غذوته بلحوم الطير الخفيفة.
13
واجتهد فى تجويعه، واطعامه الأغذية اليابسة عليه، ثم تعطشه تعطيشًا طويلًا. وينفعهم
14
الإنتقال بلب حب الصنوبر الكبار لخاصية فيه.
15
واعلم ان الماء خير له من الشراب؛ فان الشراب ينفذ المواد فى الأعصاب، والكثير
16
منه ربما حمض فى ابدانهم فصار خلًا، والخل اضر الاشياء بالعصب. وأما ما كان عن
17
التواء، وإنضغاط فيعالج بما حددناه فى باب الإلتواء والإنضغاط من بعد. وان كان
18
عن سقطة، او ضربة فعلاجه صعب؛ على انه على كل حال يعالج بان ينظر هل احدث
19
ذلك إلتواءً، او ورمًا، اوجذب مادة فتعالج كلًا بواجبه. ويجب ان توضع الأدوية فى علاج
20
ذلك فى اى عرض كان على مواضع الضربة، وعلى المبدأ الذى يخرج منه العصب المتجه
21
الى العضو المفلوج. وأما وضع الأدوية على العضو المفلوج نفسه فمما لا ينفع نفعًا يعتد به.
22
وعليك بمنابت الأعصاب سواء كان الدواء مقصودًا به منع الورم او كان مقصودًا به الإرخاء،
23
او كان مقصودًا به التسخين وتبديل المزاج. وربما احتيج ان توضع بقرب العضو المضروب،
24
والمتورم الآخذ فى الإنحلال محاجم تجذب الدم عنه الى جهة، اوالى ظاهر البدن.
25
واما ان كانت العلة هى الفالج الحقيقى الكائن لإسترخاء العصب، فالذى يجب
26
بعد التدبير المشترك هو استفراغ مادته بما رسمناه وحددناه فى استفراغ المواد الرقيقة
27
بعينه بلا زيادة ولا نقصان. وانفع ما يستفرغون به حب الفربيون، والحب البيمارستانى،
28
وحب الشيطرج، وحب المنتن، وايارج هرمس. والتنقية بالخربق الأبيض بحاله او
29
بعصارة فجل فيه قوية. وكذلك سائر المقيئات نافعة له؛ وربما درج عليه فى ذلك. ويسقى
3-134
1
الترياق من دانق دانق ثم يزيد يسيرًا يسيرًا، ولا يزاد على الدرهم. وقد يخلط بسمسم
2
مقشر، وسكر. وقد يتناول السكبينج بحاله، والجاؤشير بحاله، [والجندبادستر
3
بحاله] بشراب العسل. والشربة مقدار باقلاة وهى نافعة لهم جدًا. ويجب ان يحقنوا
4
بالحقن القوية، ويحملوا الاشيافات القوية، وتمال موادهم الى اسفل، ويمرخ فقارهم
5
بالادهان القوية.
6
وينفعهم المروخات الحارة من الأدهان، والضمادات المحمرة التى تكرر
7
ذكرها مرارًا، وخصوصًا اذا بطل الحس. واصل السوسن من الأدوية الجيدة للتحمير
8
يحكك تحكيكًا مروخيًا. وينفعهم وضع المحاجم على رؤس العضل من غير شرط؛
9
ولكن بعد الإستفراغ، من جهة ما يسخن العضل. وربما احتيج الى شرط ما. ويجب
10
ان تكون المحاجم ضيقة الرؤس، وتلصق بنار كثيرة، ومص شديد، عنيف، وتقلع
11
بسرعة. فاذا استعملت المحاجم فيجب ان تستعمل متفرقة على مواضع كثيرة ان كان الإسترخاء
12
كثيرًا متفرقًا. وان كان غير كثير فيوضع مجتمعًا. ويستعمل عليها بعد ذلك الزفت،
13
وصمغ الصنوبر. ويستعمل عليه الضماد الحار المحمر مثل ضماد دقيق الشيلم، و
14
السوسن بعسل. وضماد الخردل أيضًا مما ينفعهم. ويبدل كلما ضعف الى ان يحمر
15
العضو الى ان يتنفط. وضماد الشيطرج عظيم النفع من الفالج؛ وهو عند كثير منهم
16
مغن عن الثافسيا، والخردل. وضماد الزفت أيضًا نافع لهم. وخصوصًا بالنطرون،
17
والكبريت. والدلك بالزيت، والنطرون، والمياه الكبريتية، وماء البحر، والنطولات
18
الملطفة.
19
واذا كان الحس ضعيفًا فربما نكأ الضماد القوى، ولم يحس به، وتادى ذلك
20
الى آفة وتقريح شديد فيجب ان يتحرز من ذلك كل التحرز. وان يتامل حال اثر الضماد
21
فان حمر ونفخ تحميرًا ونفخًا لا يتعدى الجلد، ويتفرق بغمز الأصابع غمزًا لطيفًا، ويبيض
22
مكانه فالاثر لم يجاوز الجلد. وان كان التحمير اثبت، والحرارة اظهر، فامسك.
23
ووجه تعرف هذا ان يزيد الضماد كل وقت وتطالع الحال، وان اوجبت الإمساك
24
امسكت. وان اوجبت الإعادة اعدت. واعلم ان نفخ الكندس فى آنافهم نافع جدًا.
25
وكذلك ما يجرى مجراه لانه ينقى الدماغ، ويصرف المواد الفاعلة من جهة العلة.
26
والشراب القليل العتيق نافع جدًا من امراض العصب كلها. والكثير منه اضر الأشياء
27
بالعصب. واستعمال الوج المربا مما ينفعهم. وكذلك تدريجهم فى سقى الايارج
3-135
1
خلوطًا بمثله جندبيدستر، حتى يبلغوا ان يسقوا منه ستة دراهم بعد درهم. وكذلك سقى
2
دهن الخروع بماء الأصول نافع جدًا.
3
ومن الناس من عالج الفالج بان يسقى كل يوم مثقال ايارج بمثقال فلفل فشفى.
4
ويجب اذا سقوا شيئًا من هذا ان لا يسقوا ماءً، ليطول بقاؤه فى المعدة. وربما مكث يومه
5
اجمع ثم عمل. وربما سقوهم ليلًا مثقال فلفل مع مثقال جندبيدستر، ولا شيىء لهم
6
كالترياق والمثروذيطوس والشليثا والأنقرديا خاصة. والحلتيت أيضًا شديد النفع
7
شربًا وطلاءً؛ وخصوصًا اذا اخذ فى اليوم مرتين. والرتة عجيبة أيضًا. واذا اقبل
8
العضو فيجب ان تروضه بعد ذلك، وتقبضه، وتبسطه ليعود الى تمام العافية.
9
وقد ينتفعون بالحمى، وينتفعون بالصياح، والقراءة الجهرة، وبعد الإستفراغات
10
والإنتفاع بها يستعملون الحمام الطويل اليابس، اوماء الحمات، وفى آخر الأمر، وبعد
11
الإستفراغات، وحيث يجب ان يحلل ينبغى ان لا يكون التحليلات بالملينة الساذجة؛
12
لكن مع ادنى قبض، ولذلك يجب ان يكون التحليل بمثل الأنيسون، والميعة، و
13
الجندبيدستر، والإذخر، وما اشبهه من الحارة القابضة.
14
وأما الكائن بعد القولنج فينفعهم الدواء المتخذ بالجوز الرومى المكتوب فى
15
انقراباذين. وينفعهم الأدهان التى ليست بشديدة القوة، وكثيرة الترطيب؛ ولكن مثل
16
ادهان السوسن، والناردين، والخروع، والنرجس، والزنبق. وجرب دهن الجوزالرومى،
17
ودهن النرجس المتخذ مع صمغ البلاط، فوجد جميعه نافعًا لخاصيته. وقد انتفع منهم
18
خلق كثير بما يقوى، ويبرد، ويمنع المادة. وكان اذا عولج بالحرارة زادت العلة؛ وذلك
19
لان المادة الرقيقة كان ينبسط بها اكثر. وكان اذا برد العضو يقوى العضو بالبرد، و
20
يصغر حجم المادة، وصار الى التلاشى. ولا يجب ان يبالغ فى تسخينهم؛ ولكن
21
يحتاج ان تكون الأدوية مقواة بمثل البابونج، واكليل الملك، والمرزنجوش، والنعنع،
22
والفوتنج، ويخلط بها غيرها أيضًا مما له ادنى تبريد مثل رب السوس، وبزر الهندباء وغيره؛
23
فهذه الاشياء اذا استعملت نفعت جدًا.
24
وأما الكائن عن قطع فلا علاج له. واما الكائن عن مزاج بارد فبالمسخنات
25
المعروفة. ومن كان سبب مزاجه ذلك شرب الماء الكثير فليستعمل الحمام اليابس. و
26
اعلم انه اذا اجتمع الفالج، والحمى فأخر الفالج. والسكنجبين مع الجلنجبين نعم
27
الدواء لهذا الوقت.
28
|201vb22|فصل فى التشنج
29
التشنج علة عصبية يتحرك لها العضل الى مباديها فيعصى فى الإنبساط. فمنها
3-136
1
ما تبقى على حالها فلا تنبسط. ومنها ما يسهل عوده الى إنبساطه كالتثاؤب والفواق.
2
والسبب فيه إما مادة، وإما سبب غير المادة مثل حر ويبس. ومادة التشنج فى الاكثر
3
تكون بلغمية. وربما كانت سوداوية. وربما كانت دموية. وذلك فى اورام العضل
4
اذا انحلت المادة المورمة <الى> فرج ليف العصب فزادت فى عرضه، ونقصت من طوله.
5
وكل تشنج مادى فاما ان تكون المادة الفاعلة مشتملة على العضل كله، وذلك اذا كان
6
تشنجًا بلا ورم، وإما ان تكون حاصلة فى موضع واحد، ويتبعها سائر الأجزاء كما يكون
7
عن التشنج الكائن للورم عن مادة منصبة لضربة، او لقطع، او لسبب آخر من اسباب
8
الورم. ولا يبعد ان يكون من التشنج ما يحدث عن ريح نافخة كثيفة، وارى
9
انه مما يعرض كثيرًا، ويزول فى الوقت. والتشنج المادى قد يعرض كثيرًا على سبيل انتقال
10
من المادة، كما يعرض عقيب الخوانيق، وعقيب ذات الجنب، وعقيب السرسام.
11
وأما الذى يكون من التشنج لفقدان المادة، والرطوبة، وغلبة اليبس فيعرض
12
من ذلك ان ينتقص طولًا، وعرضًا، وينشوى فيجتمع الى نفسه كحال السير المقدم
13
الى النار. وانت تعلم حال الاوتار انها [لا] تقصر فى الشتاء للترطيب، وتقصر فى الصيف
14
للتجفيف، وكذلك حال العصب. وقد يكون من التشنج الذى لا ينسب الى مادة ما يقع
15
بسبب شىء موذ ينفر عنه العصب، و يجتمع لدفعه. وذلك السبب إما وجع من سبب
16
موجع. وكثيرًا ما يكون من خلط حاد لاذع. وإما كيفية سمية تتادى الى الدماغ، والعصب،
17
كما يعرض لمن لسعته العقرب على عصبه. وإما كيفية غير سمية مثل ما يعرض التشنج
18
عن برد شديد يجمع العضل والعصب ويكثفه، فيقلص الى رأسه. وكما ان الإسترخاء
19
قد كان يختلف فى الاعضاء بحسب مبادى اعصابها فكذلك التشنج. والقياس فيهما
20
واحد فيما يكون فوق الرقبة، وفى قدام، وخلف، وفى جهة اخرى، وفيما يكون دون
21
الرقبة.
22
والتشنج الإمتلائى الرطب سببه الذاتى [إما] الرطوبة، والبرد يعينه على إجماده،
23
وتغليظه فلا ينبسط. وإما اليبوسة فالحر يعين على مبالغته بتحليل الرطوبة. والمادة الفاعلة
24
للتشنج انما تشنج ولا ترخى لغلظها، ولانها غير متداخلة لجوهر الليف مداخلة سائرة
25
منتقعة فيها، ولكنها مزاحمة فى الفرج، وكأن التشنج صرع عضو، كما ان الصرع تشنج
26
البدن كله. والفرق بينهما العموم والخصوص. وان اكثر الصرع ينحل بسرعة، و
3-137
1
قد يكون بادوار وغير ذلك من فروق تعلمها. ومن التشنج الرطب ما يعرض للمرضعات
2
لمجاورة الثدى، وترطيب اللبنية للاوتار، وجمود اللبن فيها، ومنه ما يعرض للسكارى،
3
ومنه ما يعرض للصبيان لرطوبتهم. وكثيرًا ما يعرض لهم فى الحميات الحادة، و عند
4
اعتقال بطونهم، وفى سهرهم، وكثرة بكائهم، ويتشنجون أيضًا فى ''حمياتهم وإن كانت
5
حمياتهم" خفيفة.
6
وبالجملة فان الصبيان يسهل وقوعهم فى التشنج لضعف قوى ادمغتهم، و
7
اعصابهم، وضعف عضلهم، ويسهل خروجهم عنه لقوة قوى اكبادهم، وقلوبهم،
8
ولان اخلاطهم ليست بعاصية شديدة الغلظ، ولذلك يعافون عن التشنج اليابس بسرعة،
9
لرطوبة مزاجهم ورطوبة غذائهم. وأما البالغون فلا يسهل احد الأمرين فيهم على انه
10
قد يعرض للصبيان تشنج ردئ عقيب الحميات الحادة، وتكون معه العلامات التى نذكرها،
11
وقلما يتخلصون منها. وأما من جاوز سبع سنين فلا يتشنج إلا لحمى صعبة جدًا.
12
ومن التشنج ما يعرض للخوف. والسبب فيه ان الروح الباسط يغور دفعة، و
13
يستتبع العضل متحركة الى المبادى على هيئتها. ومن التشنج ما يقع بسبب الإعتماد على بعض
14
الاعضاء، وهو منقبض فتنصب اليه مادة وتحتقن فيه على هيئته وعلى هندام انقباضه.
15
وربما كان عن ضربة فعلت ذلك، او حمل حملًا ثقيلًا، اونوم على مهاد صلب، و
16
هذا مما يزول بنفسه. وربما كان هذا الخدر يصيب العضو لإمتلاء عن مادة منصبة تزاحم
17
الروح المحرك وتمنع نفوذه. ولا يمكن ان يحرك الى الإنبساط. واذا عادت القوة
18
ففرقت المادة انبسط. وقد يكون من الإمتداد مثله، وهذا كثيرًا ما يكون بعد النوم عند
19
الإنتباه اذا بقيت الاعضاء المقبوضة لا تتمدد أيضًا؛ لان الروح أيضًا فى النوم اكسل
20
فلا يلج فى تكليف الإنبساط لميله الى الإستبطان.
21
وأما التشنج اليابس فمنه: ما يكون عقيب الدواء المسهل، وهو ردئ جدًا،
22
وكذلك عقيب كل استفراغ. ومنه ما يكون أيضًا عقيب الحميات المحرقة، وخصوصًا
23
فى حميات السرسام، وعقيب الحركات العنيفة البدنية، والنفسانية كالغم، والسهر،
24
والخوف، وذلك مما يقل التخلص عنه. وقد يكون من التشنج ما يعرض فى الحميات،
25
ومع ذلك فليس بردئ جدًا، وهو الذى يكون من تسييله المواد فى العصب، والعضل،
26
وخصوصًا اذا كان البدن ممتلئًا. وربما عرض ذلك فيها بمشاركة فم المعدة، ويزيله
27
القئ. ومثل هذا التشنج من الحميات ليس بذلك الصعب الردئ. وانما الصعب
28
الردئ ما كان فى الحميات المحرقة، والسرسام التى تجفف العصب [و العضل]
29
ويشوى الدماغ. وما كان فى الحميات المزمنة التى تجفف العضل، والعصب،
30
بل الدماغ، ويفنى الرطوبات الغريزية فتتشنج. وقد يكون من هذا الباب ما يكون، ويبطل
3-138
1
سريعًا. والسبب فيه يبوسة الدماغ للضعف، فتتبعه يبوسة الاعصاب؛ فانه اذا اصاب
2
الدماغ ادنى سبب مجفف استرجع الرطوبة من الاعصاب والنخاع، فانقبضت الاعصاب؛
3
ثم اذا عنيت الطبيعة بافادة الدماغ رطوبة كافية عادت الاعضاء مطيعة للانبساط بتكلف.
4
وكما يقع من شدة برد فانه كثيرًا ما يقع التشنج لبرودة الدماغ ومشاركة العضل له. و
5
التشنج المؤذى هو الكائن عن اليبوسة.
6
ومن التشنج الكائن باليبوسة ما يكون بنوع جمود الرطوبة فيقل حجمها، ويتكاثف
7
جدًا فيتشنج العضو كما يقع من شدة البرد، وكما يقع لمن شرب الأدوية المخدرة و
8
كالافيون. وأما التشنج الكائن بسبب الاذى فكتشنج شارب الحربق؛ فانه يتشنج بعد
9
الإسهال باليبوسة فيتشنج أيضًا قبله لمضادته وسميته؛ فيوذى بالعصب اذى شديدًا ينقبض
10
معه. ومن هذا القبيل تشنج من قاء خلطًا زنجاريًا [نكأ] فى فم المعدة. والتشنج الكائن
11
بسبب قوة حس فم المعدة اذا اندفع اليه مرار. والتشنج الكائن بمشاركة الدماغ للرحم
12
فى امراضها وللمثانة وغير ذلك. والتشنج الكائن عن لسعة العقرب، والرتيلاء، و
13
الحية على العصب او قطع يصيب العصب اواكله، والكائن لعلة فى المعدة والرحم و
14
الاعضاء العصبية، وقريب من هذا التشنج العارض بسبب الديدان.
15
ومن التشنج الردئ ما كان خاصًا فى الشفة، والجفن، واللسان؛ فيعلم ان
16
سببه من الدماغ نفسه. فاذا مال البدن فى تشنجه الى قدام، فالتشنج فى العضلات
17
المتقدمة، او الى خلف فالتشنج فى عضلات الخلف، او مال اليهما جميعًا فالعلة فيهما
18
جميعًا؛ مثل ما كان فى الفالج. وربما اشتد التشنج حتى يلتوى العنق، وتصطك
19
الاسنان. وكل من مات من التشنج مات وبدنه بعد حار. وذلك مما يقتل بالخنق،
20
وانما يقتل بالخنق لان عضل النفس يتشنج وتبطل حركتها. وكل تشنج يتبع جراحة
21
فهو قتال، ومن علامات الموت فى الاكثر.
22
العلامات: نبض المتشنجين متمدد، مختلف فى الموضع، يصعد، وينزل كسهام تنفلت
23
من قوس رام، وتختلف حركات نقراته فى السرعة والبطوء. ويكون العرق حارًا اسخن من
24
سائر الاعضاء، ويكون جرم العرق مجتمعًا لا كاجتماع العروق فى النافض، ولا يكون
25
كالمنضغط، وكما يكون عند صلابة العرق لطول المرض، اوالكائن مع وجع الاحشاء؛
26
ولكن كاجتماع اجزاء مصران يتمدد من طرفيه. وسنذكر امارات الوجع فى التشنج
27
من بعد قليل.
28
وأما التشنج الكائن عن الإمتلاء فعلامته: ان يحدث دفعة، ولا يتشرب سريعًا
29
ما يجعل عليه من دهن، إلا ان يكون اصابته حرارة قريبة العهد. وأما الكائن عن اليبوسة فيكون
30
قليلًا قليلًا، وعقيب امراض استفراغية اى جنس كان، او استفراغ بأدوية، اوهيضة،
3-139
1
او استفراغ من ذاته. وأما الكائن عن الأذى فتعرفه بالسبب الخارج، والمشروبات مثل
2
الأفيون، والخربق وغيره. ومثل انه اذا كان الأذى من المعدة فشاركها الدماغ، ثم
3
العصب احس قبل ذلك بغثى، وكرب، وإنعصار للمعدة. وربما كان يجد ذلك مدة
4
التشنج. وربما كان ذلك التشنج عقيب قئ كراثى، او زنجارى. وكذلك الذى يكون
5
لقوة حس فم المعدة. وكلما انصب اليها مادة تشنج صاحبها، ولكن يتقدمه أذى فى
6
فم المعدة ولذع. وقد يقع مثل ذلك فى أمراض الرحم، والمثانة وغيرها اذا قويت،
7
ويكون مع ألم، ووجع شديد وآفة فاصحة فى ذلك العضو يتقدم التشنج. وأما سائر
8
التشنج فاما ان لا يكون معه ألم اويكون الألم حادثًا عن التشنج، لا التشنج حادثًا عن
9
الألم. وأما الكائن عن التورم فيعرف بما قد قلنا.
10
ومن الدلائل الدالة على حدوث التشنج صغر النبض، وتفاوته اولًا، ثم انتقاله
11
الى ما قيل. وكثيرًا ما تحمر الوجه، ويظهر فى العينين حول، وميلان، وفى التنفس
12
إنقطاع، وإنبهار. وربما عرض ضحك لا على اصل، ويعتقل الطبيعة، وتجف، و
13
البول أيضًا كثيرًا ما يحتبس، وكثيرًا ما لا يحتبس، ويخرج كمائية الدم، ويكون
14
ذا نفاخات. ويعرض لهم فواق، وسهر، وصداع، ورعشة، ووجع تحت مفصل العنق
15
وبين الكتفين وعند مفصل القطن والعصعص ودون ذلك، ويدل على التشنج الواقع
16
لسبب الحمى، وينذر به فى الحميات عوج فى العين، وحمرة فى الطرف، وحول،
17
وتصريف الأسنان، وسواد اللسان، واشتداد جلدة الرأس، وإحمرار البول اولًا ثم
18
إبيضاضه لصعود المادة الى الرأس، وضربان الأصداغ، وعروق الرأس، وربما جف
19
به البطن، وتشنج. وقد قال ابقراط: لان تعرض الحمى بعد التشنج، خير من ان يعرض
20
التشنج بعد الحمى؛ معناه: ان الحمى اذا طرأت على التشنج الرطب حللته.
21
وأما التشنج الذى يحدث من الحمى؛ فهو اليابس الذى قل ما يقبل العلاج،
22
ويعرض قبله تفزع فى النوم، وحؤول من اللون الى حمرة وخضرة وكمودة، وإعتقال
23
من الطبيعة. والبول القيحى فى الحمى، والقشعريرة اذا صحبه عرق فى الرأس، و
24
ظلمة فى العين، دل على تشنج سببه دبيلة فى الأحشاء. فان كان التشنج مع الحمى، ولم
25
تكن من قوة تلك الحمى، وطول مدتها ان يحرق الرطوبات اوتفشها فذلك من الجنس
26
الذى ليس به ذلك اليابس كله.
27
ومن العلامات الرديئة فى التشنج الرطب ان يكثر الريح فى الأعضاء، وخصوصًا
28
اذا انتفخ معه البطن، وخصوصًا اذا كان فى ابتدائه. والبول الحاد فى التشنج، وفى
29
التمدد ردئ يدل على ان السبب حرارة ساذجة.
3-140
1
واذا كان مع التشنج ضربان فى الأحشاء، واختلاج فذلك دليل ردئ؛ فان
2
الضربان يدل على احد امرين: إما ورم فى الأحشاء معظم للضربان، اونحافة فيها؛
3
فيظهر النبض العظيم الذى للضارب الكثير. والخوانيق اذا مالت موادها الى العصب،
4
منتقلة اليه لتحدث التشنج دل عليه ظهور التشنج فى النبض. وذات الجنب اذا مالت
5
مادتها الى ذلك دل عليها شدة ضيق النفس، وان لا يكون الحمى شديدة جدًا. واذا
6
انتقل مادة السرسام الى ذلك ابتدأ بكثرة طرف وتصريف الأسنان ثم احولت العين و
7
اعوج العنق ثم فشا التشنج.
8
العلاج: أما الكائن عن ضربة فيجب ان يستعمل فيه النطولات المرخية المتخذة بكشك
9
الشعير، والبابونج، والخطمى، والحلبة، وما اشبه ذلك. وقد بينا فى القانون موضع
10
استعماله. وأما الكائن عن الأذى فان كان لشرب شيئ: فيعالج بما تعرفه فى ابواب السموم.
11
وان كان لحمى: فيعالج بالترطيب الشديد للدماغ والعصب والعضلات بالمروخات
12
الشديدة الترطيب مما قد عرف، ويلزم البيت البارد. وان كان لوجع: فيسكن الوجع بعد
13
ان ينظر ما هو، ويقطع سببه. وان كان من لسعة فيعالج بما نقوله فى باب اللسوع. و
14
ان كان عن ورم فيعالج بما نقوله فى باب علاج اورام العصب.
15
وان كان عن يبس فعلاجه يصعب. واوفق علاجه: الآبزن، والتمريخ بالدهن
16
الرطب بعده وتكريره مرارًا؛ وذلك ان لم يكن حمى بحيث لا يفتر البتة، ويتعهد المفاصل
17
كلها بذلك. وان امكن ان يجعل الآبزن من لبن فعل؛ وإلا فمن مياه طبخ فيها ورق
18
الخلاف، والكشك، والبنفسج، والنيلوفر، والقرع، والخيار، او اتخذ آبزن كله من
19
عصارة القرع، او عصارة القثاء، او يكون كل ذلك من ماء الورد الذى طبخ فيه شىء من هذه،
20
او ماء البطيخ الهندى، او ماء الخلاف، او ما اشبه ذلك. واذا اتخذ لهم حقن من هذه
21
العصارات، والادهان، والسلاقات المرطبة المدسمة كان شديد النفع، ويستعمل
22
على المفاصل ومنابت العضلات الادهان ''تغريقًا بعد تغريق" مع عناية بالدماغ جدًا،
23
وترطيب على ما علمناك فى ترطيب الدماغ.
24
ويسقى العليل اللبن الحليب شيئًا صالحًا ان لم تكن حمى، وماء الشعير، وماء
25
القرع، وماء البطيخ الهندى والجلاب، كان حمى او لم تكن. فان مزج بشىء من هذه
26
قليل شراب ابيض رقيق لينفذ كان صالحًا. وكذلك يجعل ماؤه ممزوجًا بشىء من شراب.
27
ويجب ان يداوم عليه هذا العلاج من غير ان يحرك، اويلزم رياضة. وان امكن
28
ان يغمس بكلية بدنه فى دهن مفتر فعل. وليسعط بالمرطبات من الادهان، والعصارات،
29
وليرطب رأسه بما عرفته من المرطبات. ويجب ان يبيتوا على بزرقطونا، ودهن الورد.
3-141
1
ومما ينفعهم ان يسقوا الترنجبين، وخصوصًا الأطفال، وان لم يمكن فالمرضعات.
2
وصاحب التشنج الرطب ان كان ضعيف القوة لم يقطع عنه اللحوم؛ ولكن
3
يجب ان يجعل لحمه من اللحوم اليابسة مثل لحوم العصافير، والفراخ، والقنابر، و
4
الطياهيج. وان لم تكن القوة ضعيفة جعل غذاؤه الخبز بالعسل، وماء الحمص بالشبث،
5
وبالخردل أيضًا، والمرى بالزيت، وليجعل فيما تناوله أيضًا الفلفل. وأما غذاء اصحاب
6
التشنج اليابس فكل ما يرطب ويلين، وجميع الأحساء الدسمة اللينة المتخذة من ماء
7
الشعير، ودهن اللوز، والسكر الفائق. وماء اللحم المتخذ من لحوم الخرفان والجداء؛
8
وقد جعل فيه من البقول المرطبة ما يكسر أذى اللحم؛ ان كان هناك حرارة. وان مزج
9
الشراب القليل بذلك لينفذه لم يكن بعيدًا من الصواب؛ وخصوصًا اذا لم يكن حرارة
10
مفرطة. وكذلك اذا مزج الشراب بما يسقونه من الماء.
11
واما العلاج فان الرطب يجب ان يعالج بالإستفراغات، والتنقيات القوية المذكورة
12
عند ذكرنا إستفراغ الخلط الغليظ من العصب بالمسهلات، والحقن الحادة. فان انت
13
رأيت علامات [غلبة] الدم عليه واضحة جدًا؛ فافصد اولًا وخصوصًا ان كان سبب
14
الإمتلاء شرب الشراب الكثير فلا يخرج جميع ما يحتاج الى اخراجه من الدم كان اخراجه
15
بسبب التشنج، او بسبب علة أخرى تقتضى اخراجه؛ بل ابق منه شيئًا ليقاوم التشنج
16
ويتحلل بتحليل حركات التشنج. ومن علاجاته الإنغماس فى مياه الحمات والجلوس
17
فى زيت الثعالب والضباع الذى نذكره فى باب أوجاع المفاصل؛ فانه نافع. وكذلك
18
التمريخ بشحم الضباع وبدهن السوسن؛ ان لم يكن حمى. وكذلك طبيخ جراء الكلاب،
19
والجلوس فى مياه طبخ فيها العصافير الملطفة مثل القيصوم، وورق السعد، وقصب
20
الذريرة، وورق الغار، واللطوخ المتخذ من اصل الشوكة اليهودية وبزر الشوكة البيضاء
21
وبزر الشوكة المصرية وعصارة القنطوريون الدقيق مفردة ومركبة. واعلم ان طول مدة
22
القيام فى الآبزن زيتًا كان او غيره؛ مما يضر بسبب ارخاء القوة فاجعل كثرة العدد بدل
23
طول المدة فاجلسه فى اليوم مرتين.
24
ومما ينفع [من] به التشنج العام المسمى طاطالس والتمدد الكائنان عن
25
مادة ان ينغط دفعة فى الماء البارد؛ على ما ذكره بقراط. فان الظاهر من البدن يتكاثف
26
به، وينحصر الحر الغريزى فى الباطن، ويقوى، وتحل المادة. وليس كل بدن يحتمل
3-142
1
هذا سالمًا عن الخطر بل البدن القوى الشاب اللحيم الذى لا قروح به وفى الصيف.
2
وقد عوفى قوم بهذا. واستعمل المحاجم على المواضع التى تمتد اليها اجزاء الوتر بلا شرط،
3
ان كان الأمر خفيفًا. وان لم يكن كذلك احتجت الى شرط؛ فانك ان لم تشرط حينئذ
4
ربما اضررت بجذب المادة. ومواضع المحاجم: فى الرقبة، وفقار الظهر من الجانبين،
5
والاجزاء العضلية من الصدر، واما قدام المثانة وعلى موضع الكلية فانما نفعل به ذلك عند
6
خوفنا واشفاقنا ان يكون خروج دم. وينبغى ان لا يستعمل المحاجم كثيرة ولا دفعة
7
معًا، وتراعى موضع المحاجم فتحفظ أن لا يبرد فيبرد البدن.
8
ومن علاجه أيضًا ان يسوى ما تشنج بالرفق. ومن علاجه الواقع بالطبع عروض
9
الحمى الحادة؛ فلذك قال ابقراط: لأن يعرض الحمى بعد التشنج خير من ان يعرض
10
التشنج بعد الحمى. والربع ينفع من ذلك لزعزعة نفضها، ولكثرة تعريقها. ومن يعتريه
11
الربع فقل ما يعتريه التشنج؛ فانه فى امان منه. ومن المعالجات العجيبة المخرقة للتشنج
12
ان يلصق على العضو المتشنج الإلية؛ وترك عليه حتى تنتن ثم تبدل بغيرها. والتشنج
13
الذى يعم البدن فقد ينفع فيه قصد الدماغ أيضًا بالتنقية بالعطوسات منفعة عظيمة. و
14
قد جرب عليهم ان يقلدوا قلادة من صوف كثير رخو، ويرش عليها كل وقت دهن حار.
15
والحمام اليابس ينفعهم منفعة عظيمة. وان يكبوا على حجارة محماة يرش عليها الشراب؛
16
وان يعرقوا أيضًا بالتزميل. ومن اضمدتهم الجيدة: مرهم يتخذ من ميعة سائلة،
17
وفربيون، وجندبيدستر، وشمع اصفر، ودهن السوسن؛ ومراهم ذكرت فى انقراباذين
18
وبالشحوم وغيرها. والتمريخ بعكر دهن السمسم، ودهن بزر الكتان، ولعاب الحلبة.
19
ومن كماداتهم الجيدة: الملح المسخن على مخارج العصب. ومما يسقونهم
20
مما يجلب الحمى جندبيدستر، وحلتيت معجونين بعسل قدر جوزة؛ فانه تجلب الحمى
21
ويحلل التشنج على المكان. وكذلك دهن الخروع، وماء العسل بالحلتيت، وطبيخ
22
حب البلسان. ومما ينفعهم جدًا سقى الترياق، والمعاجين الكبار. وقد ينتفع بتناول
23
المدرات. وقد جرب هذا الدواء: يسقى من اصل القطن عشرون درهمًا يطبخ برطلين
24
ماءً حتى يبقى الثلث ويشرب منه اربع اواقى فاترًا بدرهمين، دهن اللوز؛ فذلك نافع؛ و
25
خصوصًا للتشنج الى خلف؛ وقد يطبخ بدل اصل القطن حب البلسان عشرة دراهم؛ و
26
الشربة ثلاث اواقى. وكذلك الفوتنج البرى.
27
ومما هو اشد نفعًا سقى الجاؤشير يسقى منه القوى مثقالًا، والوسط درهمًا، [و
28
الضعيف ما يلى ربع درهم]، وليراع حينئذ المعدة فانها تضعف به شديدًا. والحلتيت
3-143
1
أيضًا قدر حبة كرسنة فى اربع اواقى ونصف عسل، وكذلك الأشق، وقد يسقى ذلك
2
كله فى طبيخ الزوفا، وطبيخ الانجدان. وأما الجندبيدستر فهو اكثر نفعًا واقل ضررًا.
3
والشربة منه قدر ملعقتين الى ثلاث يسقى فى مرار كثيرة يكون مبلغ المشروب فيها القدر
4
المذكور. واقل ما يضر فيه ان يكون بعد الطعام كيف كان ولا خطر فيه.
5
ومن معالجاته ان يمرخ بالادهان القوية التحليل المذكورة؛ كدهن قثاء الحمار،
6
ودهن الخروع، ودهن السذاب، ودهن القسط مع جندبيدستر وعاقرقرحا؛ فانه نافع
7
جدًا. والإلية المذابة، ودهن النرجس، ودهن هذه صفته: يوخذ من دهن الناردين
8
قسط واحد، دهن الحضض قسط، واوقيتان شمع، وجعدة، وحماما، وميعة،
9
ومصطكى، وسنبل، ودهن بلسان من كل واحد اوقية، فلفل اربعة مثاقيل، فربيون
10
مثله ويجمع. ومما ينتفع ان يعمل عليها ضماد الفربيون فانه نافع جدًا.
11
وأما العارض من التشنج للمرضعات فيكفيهن فيه ان تضمد مفاصلهن بعسل
12
قد عجن فيه زعفران، واصل السوسن، وانيسون على ان يكون اصل السوسن اكثرها،
13
ثم الانيسون ويكون فيه من الزعفران يسير، ويدام وضع اعضائهن فى مياه طبخ فيها بابونج،
14
واكليل الملك، وحلبة. وربما نفع دهن البابونج وحده. والشراب القليل نافع
15
لاصحاب التشنج الرطب يحلله كما يحلل الحمى. فأما الكثير فهو اضر شىء به. ويجب
16
ان يسقى العليل <من> العتيق وعلى غذاء قليل.
17
واعلم ان التشنج اذا كان عامًا للبدن دون اعضاء الوجه؛ فان الأطباء يقصدون
18
بالأضمدة، والمروخات فقار العنق. وان كان فى اعضاء الوجه أيضًا قصدوا الدماغ
19
مع ذلك؛ فان كان التشنج من مشاركة المعدة ورأيت العلامة المذكورة فبادر الى تقيئة
20
ذلك الإنسان فانه ربما قاء مرة حادة، اوخلطًا عفنًا، ويبرأ فى الوقت.
21
|202ra37|فصل فى الكزاز والتمدد
22
التمدد مرض آلى يمنع القوة المحركة عن قبض الأعضاء التى من شانها ان تنقبض
23
لآفة فى العضل والعصب. وأما لفظ الكزاز فقد يستعملونه على معان مختلفة: فتارة يقولون
24
كزاز ويعنون به ما كان مبتديًا من عضلات الترقوة فيمددها الى قدام والى خلف. وإما
25
فى الجهتين جميعًا. وربما قالوا كزاز لكل تمدد. وربما قالوا كزاز للتشنج نفسه. وربما
26
قالوه لتشنج العنق خاصة. وربما عنوا به التمدد الذى يكون من تشنجين، او من تمددين
27
من قدام وخلف جميعًا. وربما خصوا باسم الكزاز ما كان من التمدد بسبب برد مجمد.
28
والتمدد بالحقيقة هو ضد التشنج، وداخل فى جنس التشنج دخول الأضداد فى جنس
3-144
1
واحد. واعتزاؤهما الى سبب واحد يقع وقوعًا متضادًا؛ إلا ان التشنج يكون الى
2
جهة واحدة. فاذا اجتمع تشنجان فى جهتين متضادتين صارا تمددًا كمن يعرض له التشنج
3
من قدام وخلف جميعًا فيعرض له من الحركتين المتضادتين فى اعضائه ان يتمدد.
4
ولما كان هذا التمدد تشنجًا متضاعفًا وجب ان يكون أحذ من التشنج البسيط فيكون
5
بحرانه اسرع. وقد يكون هذا المضاعف ليس من تشنجين بل من تمددين. ولا يخلو
6
التشنج فى اكثر الأمر من وجع شديد.
7
واسباب الكزاز شبيهة باسباب التشنج من وجه، ومخالفة لها من وجه. أما
8
مشابهتها لها فلان الكزاز قد يكون من امتلاء. وقد يكون من يبوسة. وقد يكون لأذى
9
يلحق الاعضاء العصبية. وقد يكون من اورام. وأما مخالفتها لها فلان التشنج فى النادر
10
يكون من الريح. والكزاز كثيرًا ما يكون عن ريح ممددة؛ بل الكزاز الذى هو مركب من
11
تشنجين فقد يكون كثيرًا من الريح اذا استولى على البدن، ويكون مع ذلك علة صعبة.
12
وان كان التشنج المفرد العارض فى عضو واحد من الريح قد لا يكون صعبًا؛ وذلك
13
لان هذا يكون لإستيلاء الريح على البدن كله. وقد كان التشنج المفرد اذا غلب معه
14
الريح كان هناك خطر؛ وعلامة موت فكيف المضاعف. ويخالف من وجه آخر:
15
وهو ان السبب فى التشنج المادى كان يقع فى موضع العصب وقوعًا على هيئة تمنع
16
الإنبساط؛ لانه تمدد الليف عرضًا، اويقبضه الى اصله فيشنج.
17
وأما السبب فى الكزاز المادى فان وقوعه بالخلاف؛ فانه إما ان تكون الرطوبة
18
الكازة جرت فى خلال الليف ثم جمدت، وبقيت على الصلابة فيعسر رجوعها الى
19
الإنقباض، اوتكون وقعت دفعة فملأت الليف من غير ان يختلف نسبها من نسب الليف؛
20
بل وقعت على امتداد الليف فعرضت من غير ان نقصت فى الطول نقصانًا <يعتد به>
21
لكنها تحفظ الطول بملئها للفرج.
22
وأما التشنج فان المادة الفاعلة له مختلفة الموضع فى خلل العصب غير نافذة فيها
23
نفوذًا متشابهًا، ولا نفوذًا كثيرًا. ويشبه ان يكون نفوذ مادة الكزاز الذى على هذه الصفة
24
يشبه نفوذ مادة الإسترخاء الإ ان تلك المادة رقيقة مرخية، وهذه جامدة صلبة، لا تدع العضو
25
ان ينعطف وينقبض. وإما ان تكون المادة فى الكزاز لم تقع فى واسطة العضلة، او
26
الوتر، او العصبة؛ ولكن فى مبدأها فحفزت العصب، او الوتر طولًا فهو لا يقدر على ان
27
ينقبض. وإما ان يكون هناك ورم، وإما ان تكون المادة وقعت فى خلال الليف وقوعًا
28
اذا قبض احتاجت الى ان يتضاغط لها الليف ويتادى ويرجع. وإما ان يكون السبب
3-145
1
الموجع والموذى مادة اوغير مادة وقعت فى مبادى العضل او الاوتار فهى تهرب عنها
2
طولًا كما يقع نوع من الكزاز عقيب القئ العنيف والإستفراغ الكثير الأذى كان الأوتار
3
والعصب يتاذى عن المعدة هذا.
4
وان كان السبب فى الكزاز اليبوسة فيكون لان العضل لما انتقص عرضها بانحلال
5
الرطوبات ازداد طولًا، وتقبضت منه المنافذ؛ فيعسر نفوذ القوة المحركة فيها فتضعف
6
عن نقل الاعضاء الى التقبض؛ وخصوصًا اذا اعان التصلب الحادث عن الجفاف
7
على العصيان. فأما مثله من التشنج اليابس: فقد ينقبض من الطول والعرض جميعًا
8
على سبيل الإنشواء؛ فلذلك كان التشنج اليابس اردأ من الكزاز اليابس. وكما ان الإسترخاء
9
ربما وقع للقطع فكذلك التمدد قد يقع للجراحة اذا عرضت فتاذت العضل عن الإنقباض.
10
والكزاز قد يقع منه شىء عظيم قوى بسبب قوى ومادة قوية كثيرة. وقد يقع على نحو
11
وقوع التشنج لخدر امتلائى يسد مسالك الروح؛ فتبقى الأعضاء الممدودة لا تنبسط كما
12
تبقى الأعضاء المقبوضة لا تمتد الى ان تجد الروح سبيلًا ومنفذًا؛ فهذا كثيرا ما يكون
13
بعد النوم؛ لان الروح منه اذهب <فيه> الى الباطن، وكما قلنا فى التشنج. وقد يقع
14
لاجل هيئة غير طبيعية شاقة تعرض للعضل فتقل قوتها، او تصير وجعة غير محتملة للتحريك؛
15
فتبقى على ذلك الشكل كمن مدد بحبل، اورفع شيئًا ثقيلًا، او حمل على ظهره حملًا ثقيلًا،
16
او نام على الارض فآذت الارض عضلاته ورضتها، او اصابته سقطة او ضربة راضة
17
للعضل، اوقطع، او حرق نار توجعت لها فهى عاجزة عن الإنقباض. وربما كان مع
18
ذلك مادة منصبة اليها، او ريح غليظة متواترة فيها او صائرة اليها ممددة.
19
وكما ان التشنج الخاص باعضاء الوجه ردئ؛ كذلك التمدد اذا لحق الجفن، او
20
اللسان او الشفة وحدها. وقد يقع من الكزاز نوع ردئ يبوسى تتقدمه حميات لازمة مع
21
قلق، وبكاء، وهذيان، ويصفر لها اللون، وييبس الفم والشفة، ويسود اللسان، و
22
تعتقل الطبيعة، ويستحصف الجلد، ويتمدد وهو ردئ. وكل كزاز عن ضربة يصحبه
23
فواق، ومغص، واختلاط، وذهاب عقل، فهو قتال يصحب تجفف العضل، وغليان
24
رطوبتها، حتى يمددها طولًا ثم يحفظ ذلك عليه بالجفاف البالغ الحافظ للهيئات. والكزاز
25
يعرض كثيرًا للصبيان ويسهل عليهم كلما كانوا اصغر؛ وعلى ما قيل فى التشنج.
26
وقد يتقدم الكزاز كثيرًا اختلاج البدن، وثقله، وثقل فى الكلام، وصلابة
27
فى العضلات، وفى ناحية القفا الى العصعص، وعسر البلع، واحتكاك اذا حكوه،
3-146
1
ولم يلتذوا به، واذا كان فى البول كالمدة والقيح، وكان قشعريرة، وغشاوة فى البصر،
2
وعرق فى الرأس والرقبة، دل على امتداد سيكون فى الجانبين؛ لان مثل هذه المدة
3
يكثر فيها ان لا يستنقى من اسفل بالتمام بل يصعد منه شيئًا فيما بين ذلك الى الدماغ،
4
ويوذيه، ويكسر البدن. فاذا بدأ الكزاز العام انطبق الفم، واحمر الوجه، واشتد الوجع،
5
وصار لا يسيغ ما يجرعه، ويكثر الطرف، وتدمع العين. [وقد راينا نحن اذ بدأ الكزاز
6
العام بمرأة انطبق فمها، واصفر وجهها، وظهر لها اصطكاك اسنانها، ثم بعد زمان مديد
7
اخضر وجهها، وكانت لا تقدر ان تفتح فاهًا؛ حتى بقيت زمانًا طويلًا ممتدة مستلقية؛
8
بحيث لا يمكن لها ان تنقلب، ثم بعد ذلك انحل عنها الكزاز، وانقلبت الى الجانبين،
9
وتكلمت ونامت الى الغد، فهذا ما شاهدنا من حالها وعالجناها كل مرة وكل مدة].
10
والفرق بين التشنج والتمدد فى ابتدائه ان التشنج يبتدئ فى العضلة بحركة،
11
والتمدد يكون ابتداؤه فى العضلة بسكون. وقد يقع الإنتقال الى التمدد من الخوانيق، و
12
وذات الجنب، والسرسام على نحو ما كان فى التشنج. وقد يكثر فى البلاد الجنوبية
13
للامتلاء وحركة الأخلاط وخصوصًا فى البلغميين. وقد يعرض فى البلاد الشمالية لإحتقان
14
الفضول وخصوصًا فى النساء فانهن اضعف عصبًا.
15
العلامات: أما علامة التمدد مطلقًا فان لا يجيب العضو الى الإنقباض. وأما علامة الكزاز
16
ان كان الى قدام فان يكون الرجل كالمخنوق مختنق الوجه والعين. وربما خيل انه
17
يضحك لتمدد عضل الوجه منه ويكون رأسه منجذبًا الى قدام، بارزًا مع امتداد العنق
18
لا يستطيع الإلتفات. وربما لم يقدر ان يبول لتمدد عضل البطن وضعف الدافعة.
19
وربما بال بلا ارادة؛ لان عضلة المثانة منه تكون متمددة غير منقبضة. وربما بال الدم
20
لإنفجار العروق لشدة الإنضغاط. وربما عرض له الفواق وان كان الكزاز الى خلف و
21
جذب الرأس والكتفين والعضلة منجذبة الى خلف. و<قد> يعرض ذلك لإمتداد عضل
22
البطن الى خلف بالمشاركة، وامتداد عضلة المقعدة، ولا يقدر ان يحتبس ما فى المعاء
23
المستقيم، ولا يقدر ان يشترك ما فى الأمعاء الدقاق. ويشتركان فى الإختناق، و
24
السهر، والوجع، ومائية البول، وكثرة نفاخات فيه للريح، وفى السقوط عن الأسرة.
25
وأما علامة الرطب واليابس والورمى والكائن عن الأذى فعلى قياس ما قيل
26
فى التشنج. وكثيرًا ما يصيبهم القولنج للبرد ان كانت العلة باردة.
27
العلاج: علاجه بعينه علاج التشنج. ويستعمل ههنا من المحاجم على الأعضاء اكثر مما
28
يستعمل فى التشنج. وذلك لتسترجع الحرارة، وان يكون بشرط خاصة على عضل العنق
29
والفقارات والشراسيف. ومما يجب ان يراعى فى المكزوز انه اذا عرق بدنه لشدة الوجع
3-147
1
أو من العلاج لم يترك [أن] يبرد عليه فانه يوذيه، ولكن يجب ان ينشف بصوف مبلول.
2
وربما اجلس فى زيت مسخن فانه قوى التحليل، ويسقى الجاؤشير الى درهم بحسب
3
القوة. ومن الحلتيت أيضًا. والكزاز اولى بأن يبادر الى علاجه من التشنج؛ لأن الكزاز
4
موذ خانق قاتل. ومما ذكر انه نافع جدًا فى علاج الكزاز والتشنج: ان تغلى سلاقة الشبث
5
ويطرح فيه جرو ضبع، اوجرو كلب، اوجرو ثعلب، ويطبخ حتى تهرا، ثم يستنقع
6
العليل فيه مرتين. وكذلك ينفعهم التمريخ بشحم الحمار الوحشى، وشحم الايل،
7
وشحم الأسد والدب والضبع مفردة، او مع الأدوية. وينفعهم الحقنة بدهن السذاب
8
مع جندبيدستر وقنطوريون. وكل الحمولات اللاذعة الحادة التى فيها بورق وشحم
9
الحنظل وما اشبهه. فان احرقت بافراط حقن بعدها بلبن الأتن او السمن او دهن الإلية
10
مفردة او مع شحم من [الشحوم] المذكورة. وانفع الأشياء للتمدد البارد والرطب الجندبيدستر؛
11
فانه يجب ان يتعاهد. واذا غذى اصحاب الكزاز فيجب ان لا يلقموا من الطعام الا لقمًا
12
صغارًا ضعافًا جدًا، وان يوجروا الحسو الرقيق، لان البلع يصعب عليهم، ويرتد فى
13
مناخرهم، ويضطربون فيزيد بذلك فى علتهم. وقد ذكرنا أدوية يسقونها، وتمسح
14
بها اعضاءهم ومقاعدهم فى انقراباذين. وكذلك المروخات النافعة لهم مثل دهن
15
الحناء وغير ذلك مما قيل. وكذلك السعوطات والعطوسات. وخير العطوسات لهم
16
ميعة الموميائى ببعض الادهان. والحمى التى تقع بالطبع خير علاج لما كان منه رطوبيًا.
17
|202rb22|فصل فى اللقوة
18
اللقوة هى علة آلية فى الوجه ينجذب لها شق من الوجه الى جهة غير طبيعية، فتتغير
19
هيئته الطبيعية، وتزول جودة التقاء الشفتين والجفنين من شق <واحد>. وسببه إما
20
استرخاء او تشنج لعضل الأجفان والوجه، وقد عرفتها وعرفت منابتها. وأما الكائن
21
عن الإسترخاء فانه اذا مال شق جذب معه الشق الثانى؛ فارخاه وغيره عن هيئته ان كان
22
قويًا؛ وان كان ضعيفًا استرخى وحده. وعند بعضهم [ان الإسترخاء فى الجانب السليم
23
وهو جذب الأعوج وليس بمعتمد، ومنهم فولس. و] هذا الكائن عن الإسترخاء يكون
24
لأسباب الإسترخاء المعدودة. وأما الكائن عن التشنج وهو الاكثر؛ فلانه اذا تشنج شق
25
جذب الشق الثانى اليه. والسبب فيه هو السبب فى التشنج. ومما قيل فى باب التشنج
3-148
1
اليابس مثل الكائن من حميات حادة واستفراغات من اختلاف، وقىء ورعاف وغير
2
ذلك؛ فانه قاتل ردئ.
3
وقد قال بعضهم: ان الجانب المريض فى اللقوة هو الجانب الذى يرى سليمًا.
4
وان السبب فيه [أن] الجانب الصحيح يحاول جذبه لتسوية. وهذا غير سديد فى اكثر
5
الأمر والتشريح؛ وما علمته من حال عضل فى الوجه يعرفك فساد وقوع. هذا عامًا؛ و
6
لان الحس يبطل لمن يبطل فيه منهم من جانب اللقوة.
7
وكثير من الناس يعرض لهم ورم فى عضل الرقبة، فيكون من جملة الخوانيق
8
فيصيبه من ذلك لقوة، ويصيبهم أيضًا فالج يمتد الى اليدين؛ لان العصب الذى يستقى
9
منه عضل اليدين القوة المحركة منبث أيضًا من فقار الرقبة. وكل لقوة امتدت ستة اشهر
10
فبالحرى [ان] لا يرى <صاحبها> صلاحها. واعلم ان اللقوة قد تنذر بفالج بل كثيرًا ما
11
تنذر بسكتة فتامل هل تصحبها مقدمات الصرع والسكتة، فحينئذ بادر باستفراغ قوى.
12
وقد زعم بعضهم: ان الملقو يخاف عليه الفجأة الى اربعة ايام، فان جاوز نجا. ويشبه
13
ان يكون ذلك بسبب سكتة قوية كانت اللقوة تنذر بها.
14
العلامات: هى ان تقع النفخة والبزقة من جانب ولا يستمسك [الريح ولا يستمسك] الريق
15
من شق. وكثيرًا ما يلحق معها صداع وخاصة فى التشنجية منها. ومعرفة الشق الماؤف من
16
الشقين انه هو الذى اذا مد، او اصلح باليد سهل رجوع الآخر بالطبع الى شكله. وأما
17
علامات اللقوة الإسترخائية فأن تكون الحركة تضعف والحواس تكدر، ويحس فى الجلد
18
لين، وفى العضل [أيضًا] ولا يحس تمدد، ويكون الجفن الأسفل منحدرًا، فيرى نصف
19
الغشاء الذى على الحنك المحاذى لتلك العين مسترخيًا أيضًا رطبًا رهلًا. ويظهر ذلك
20
بان يغمز اللسان الى اسفل ويتامل. والسبب فى ذلك اتصال هذه الصفاق بالصفاق الخارج
21
من طريق الشان القاطع للحنك طولًا، فهو يشاركه ويكون الخد مائلًا عن نواحى الرقبة
22
بتباعد عنها، ويعسر رده اليها. وأما علامات التشنجى فان لا تكون الحواس كدرة فى
23
الأكثر، ويكون جلد [الجبهة] متمددًا تمددًا يبطل معه الغضون، وعضل الوجه صلبة،
24
[ويكون تمدد هذا الشق الى الرقبة]، ويقل الريق والبزاق فى الأكثر، ويكون ميل الجلد
25
الى نواحى الرقبة اكثر، وردها عنه اعسر. وأما علامة الرطب واليابس من التشنجى
26
فبما تعرف. ومن علامات حدوث اللقوة ان يجد الإنسان وجعًا فى عظام وجهه، و
27
خدرًا فى جلدته، وكثرة من اختلاجه.
3-149
1
العلاج: الحزم هو ان لا يحرك الملقو الى الرابع والسابع، ويغذى أيضًا بما يلطف كماء
2
الحمص بزيت، ولا يجفف تجفيف العسل والفراخ. فان كانت الطبيعة يابسة فحرك
3
فى اليوم الثانى بحقنة شديدة اللين فهو موافق. والمبادرة الى الغراغر فى الإبتداء ضارة.
4
وربما جذبت الغريب ولم تحلل الفج القريب. والتشنجى اولى [بأن يستفرغ] بقوى،
5
ولا يستفرغ بضعيف غير كاف الى ان ينضج مرة. والإستعجال الى الدواء الحاد يجفف
6
المادة ويغلظها وييبس العصب فيصعب تاثير الدواء فيه بل الصبر اولى. ويجب ان
7
يعالج بعلاج الفالج والتشنج كما تعرف بحسب ما يناسب. وقد جرب ان الملقو اذا سقى
8
كل يوم درهم من ايارج هرمس شهرًا متصلًا أثر اثرًا قويًا. ومما جرب ان يسقى كل يوم
9
زنجبيلًا ووجًا معجونين بالعسل بكرة وعشية قدر جوزة. ويجب ان لا يقطع عنهم ماء العسل.
10
وقد ذكر بعض اطباء الهند ان ابلغ ما يعالج به اللقوة ان يخبص العضو الآلم
11
والرأس بلحم الوحش مطبوخًا، ويشبه ان يكون اولى الوحش بهذا الأرنب، والضبع،
12
والثعلب، والأوعال، والايل، والحمير الوحشية، دون الظباء، وما يجرى مجراها
13
مما لا تسخين للحمه. ويجب ان كان المرض رطبًا ان يربط الشق الذى فيه مبدأ العلة
14
على الهيئة الطبيعية. وان كان تشنجًا بدأت بتليينه اولًا ثم بتحليله [وعليك ان تغرق
15
مؤخر رأسه بالادهان اللينة الرطبة كدهن البنفسج ودهن اللوز والقرع، ولا بأس بدهن
16
البابونج. ويستنشق بهذه الادهان فى يومه وليلته مرة بعد مرة. ويشرب الشراب الممزوج
17
دون السكر]. وان وجدت علامة دم فصدت العرق الذى تحت اللسان، وحجمت على
18
الفقرة الاولى بلا شرط.
19
ولا شك ان المادة الفاعلة للقوة ناتئة من مبادى العصب وعضل الوجه. ولذلك
20
يستحب ان يستعمل الأدوية المحمرة على فقرات العنق، وعلى الفك أيضًا اذ كان الليف
21
الكثير ياتى منها الى العضل التى فى الوجه. [هذا اذا كان استرخائيًا. وأما إن كان
22
تشنجيًا يابسًا فاياك والأشياء الحارة من الطلاء، والتكميد، والادهان، والمتناولات.
23
وقد شاهدنا نحن من كان به لقوة تشنجية يابسة فعالجه بعض الأطباء بالتكميد والمتناولات
24
الحارة فصار شق وجهه اردأ مما كان، وثقل لسانه عند المكالمة، وقد طال عليه زمان. فلما
25
داويته انا بضد ذلك برئ من ذلك بعد مقاساة فى المعالجة]. وأما عضل الوجه فليست
3-150
1
من تلك الجملة. وتدبيرها تنقية الجزء المقدم من الدماغ، وكذلك التكميد اليابس
2
على هذه الفقرات واللحى، و دلكها ودلك الرأس أيضًا، وخصوصًا على جوع شديد.
3
ومما ينتفع الملقو أيضًا ادامة غسل وجهه بالخل ولطخ المواضع المذكورة بالخل،
4
وخصوصًا اذا طبخ فيه الملطفات، او [كان] خلًا سحق فيه خردل فهو عجيب، [حيث
5
يكون الإسترخاء بخلاف التشنجى]، وان يكب على طبيخ الشيح والقيصوم والحرمل
6
والغار ونحوه، ويوقد تحته بمثل الطرفاء والاثل. فاذا لم تنفعه الأدوية كوى على العرق
7
الذى خلف اذنه. [ويجتنب الحمام اذا كان استرخائيًا، ويواظب عليه كل يوم مرارًا
8
فى التشنجى]. ويجب ان يكلف الغرغرة اكثر من غيرها ويستعمل المضوغات، خاصة
9
الوج وجوزبوا وعاقرقرحا. ومن مضوغاتهم الهليلج الأسود. ويجب ان يمسك المضوغ
10
فى الشق الآلم، ويكن فى بيت مظلم. ويسعط بمرارة كركى، او ذيب، او باشق،
11
اوشبوط، اوعصارة الشهدانج والمرزنجوش، او السلق، او [ماء] السكبينج بدهن السوسن،
12
او فربيون مقدار عدسة بلبن امرأة. ويعالج الرأس بما ينقيه مما ذكرناه فى قانون امراض
13
الرأس من كل وجه.
14
ومن العطوسات المجربة له الرتة، وهو البندق الهندى، وخاصة قشره الاعلى،
15
وآذان الفار، وعصارة قثاء الحمار، والعرطنيثا. فقد يخلط ذلك بما يسخن مع التعطيس
16
مثل جندبادستر وشونيز وغيره. وافضل ما يسعط به ماء آذان الفار. واذا سعط بدرهمين
17
من مائه مع دانق سكبينج ونصف درهم زيت نفع، بل ابرأ فى خمسة ايام وقد يؤمرون
18
بالنظر فى المرايا ليكلفوا دائمًا تسوية الوجه. واوفقها المرآة المشوشة فى ايراء الوجه
19
وهى الصينية. والصبيان اذا ضربتهم اللقوة فى آخر الربيع سقاهم الإطريفل الاصغر
20
ايامًا الى سبعة. والغذاء ماء حمص.
21
فصل فى الرعشة وعلات اصنافها وعلاجها
22
الرعشة هى علة آلية تحدث بعجز القوة المحركة عن تحريك العضل على الإتصال،
23
مقاومة للثقل المعاوق المداخل بتحريكه لتحريك الإرادة، فتختلط حركات ارادية بحركات
24
غير ارادية، اوثبات ارادى بتحريكات غير ارادية. وهى آفة فى القوة المحركة،
25
كما ان الخدر آفة فى الحساسة. وهذا السبب إما فى القوة، وإما فى الآلة، وإما فيهما
26
جميعا؛ فان القوة اذا ضعفت لإعراض الخوف فلوصول شيئ مقطع <مفزع> هائل؛ كالنظر
27
من موضع عال، او المشى على الحائط، او مخاطبة محتشم مهيب، او غير ذلك مما يقبض
3-151
1
القوى النفسانية، او غم او حزن، او فرح مشوش لنظام حركات القوة عرضت الرعشة.
2
والغضب قد يفعل ذلك؛ لانه يحدث اختلافًا فى حركة الروح. ومن اسبابها على سبيل
3
ايهان القوة كثرة الجماع على الإمتلاء والشبع.
4
وأما الكائن عن الآلة فقد يكون بان يسترخى العصب بعض الإسترخاء، ولا يبلغ
5
به الفالج، ولا يتماسك عنه التحريك؛ كما عند الشرب الكثير، والسكر المتواتر، و
6
كثرة شرب الماء البارد؛ او شربه فى غير وقته، اوبان يقع فى الأعصاب سدد لإمتلاء كثير
7
حادث عن الأسباب المعلومة من التخمة، وترك الرياضة، فلا تنفذ لأجلها القوة تمام النفوذ.
8
والمادة السادة إما منفعلة عن المجارى متحركة فيها، تارة تطرق للنفوذ، وتارة
9
تمنع. وإما غير منفعلة البتة. وقد يكون من ان تجف الآلة جفوفًا، ولا تطاوع للعطف مطاوعة
10
مسترسلة. وأما المشتركة فان يصيب الآلة ضرر يتاذى الى الإضرار بقوة؛ كما يصيبها برد
11
شديد من خارج، او لسع حيوان، او من خلط، او من حر شديد؛ كما عند الإحتراق وغيره،
12
فتصيب معها القوة آفة، او تصيب القوة على حدتها آفتها التى تخصها، وتصيب العضو
13
على حدته آفة تخصه، ويتوافى الضرران معًا.
14
والرعشة ربما كانت فى جميع الأعضاء. وربما كانت فى اليدين. وربما
15
كانت فى الرأس وحده بحسب وصول الآفة الى عضل دون عضل. وقد تكون الرعشة فى
16
اليدين دون الرجلين إما لان السبب ليس فى اصل النخاع، بل فى الشعب النافذة
17
الى اليدين من العصب. وإما لان السبب فى اصل النخاع، لكنه ينفضه الى اقرب
18
المواضع واقرب الجوانب. والطبيعة تحوط النخاع عن ان ينفذ ذلك السبب فيه فيبلغ
19
اقصاه. وإما لان الروح المحرك فى اسافل البدن اقوى واشد لحاجة تلك الأعضاء
20
الى مثله، فلا ينفعل عن الأسباب التى ليست بقوية جدًا انفعالًا شديدًا وان انفعلت
21
الآلة قوى على قهرها واليد ليست كذلك.
22
والسبب الغالب احداث الرعشة اليابسة برد يضعف العصب والروح معًا،
23
او رطوبة بآلة مرخية دون ارخاء الرطوبة الفاعلة للفالج. وقد قال ابقراط: من عرضت
24
له فى الحمى المحرقة رعشة فان اختلاط الذهن يحلها. ولم يرض جالينوس هذا الفصل
25
وليس مما لا وجه له. واعلم ان اصعب الرعشة ما يبتدئ ''فى الشتاء". والرعشة فى المشايخ
26
لا تزول بعلاج.
27
العلامة: هى الأسباب المذكورة وهى ظاهرة.
28
العلاج: تفعل [ما قيل] فى سائر الابواب من تفتيح السدد، وابطال الإسترخاء و
29
الإستفراغ، وتقوية العصب والترطيب ان احتيج اليه. و كذلك الإنعاش ان كان لضعف عن
3-152
1
مرض. والتسخين "إن وقع" لبرد مغافص او مشروب. والغمز والدلك والنفض ان وجب،
2
وعلى ما بين فى القانون. والإستحمام بمياه الحمات مثل ماء النطرون او الزرنيخى او
3
القفرى او الكبريتى. وماء البحر نافع أيضًا. وان كان سببه الماء البارد كمد بالنطرون
4
والخردل، ومرخ بدهن القسط. وان كان سببه شرب الخمور الكثيرة استفرغ، واستعمل
5
دهن قثاء الحمار وما يجرى مجراه، واديم التمريخ بدهن. ولدهن الحندقوقى خاصية
6
عجيبة فى ذلك. وكذلك ان ضمد بالرطبة وحدها.
7
وان كان من اخلاط متشربة او غليظة، اورسخت العلة فليستعمل وضع المحجمة
8
على الفقرة الاولى، وليجلس فى آبزن دهن مسخن، وفى مرق الحيوان المذكور فى باب
9
الفالج والتشنج والكزاز؛ وآخر الأمر يسقى جندبيدستر فى شراب العسل، اوبالأيارجات
10
الكبار. ويسقى الحب المتخذ بالسذاب وسقولوقندريون. وينتفعون بدماغ الأرنب
11
جدًا، فلياكلوا منه مشويًا. ومما ينفع المرتعش ان يسقى شراب العسل بماء قد طبخ فيه
12
حب الخطمى وورق امونيون نصف اوقية. وكذلك يسقون عصارة الغافث مع الماء.
13
ويستعملون علاج الإسترخاء بعينه.
14
وان كانت الرعشة خاصة فى الرأس فقد جرب لهم استعمال الاسطوخوذس
15
وزن درهم الى درهمين وحده، [او] مع ايارج فيقرا إما محببًا، وإما فى شراب العسل.
16
وقد جرب لهم شرب حب القوقائى من درهم الى درهم ونصف كل عشرة ايام مرة.
17
ويجب ان يكون الغذاء ما يسرع هضمه. والشراب يضرهم، وكذلك الماء البارد. واسلم
18
المياه لهم، واقلها ضررًا ماء المطر، وكذلك لكل مرض عصبى. ويتضررون بكثرة
19
الفصد.
20
|202va25|فصل فى الخدر
21
لفظة الخدر تستعمل فى الكتب استعمالًا مختلفًا، فربما جعل لفظة الخدر مترادفة
22
للفظة الرعشة. وأما نحن وكثير من الناس فيستعمله على هذا الوجه. والخدر علة آلية
23
تحدث فى الحس اللمسى آفة إما بطلانًا، وإما نقصانًا مع رعشة ان كان ضعيفًا، او
24
استرخاءً ان استحكم؛ لان القوة الحسية لا تمنع عن النفوذ، إلا والحركية تمتنع كما
25
اوضحنا مرارًا وإن كان فى الاحايين قد يوجد خدر بلا عسر حركة لإختلاف عصب الحركة
26
والحس. وسبب الخدر إما من جهة القوة فأن يضعف كما فى الحميات القوية و
27
الحادة المودية الى الخدر، وكما فى الذى يريد ان يغشى عليه، وعند القرب من الموت.
3-153
1
وإما من جهة الآلة فأن يفسد مزاجها ببرد شديد من شرب دواء، او لسع حيوان
2
كالعقرب المائى، او مس الرعادة المسمى بأرقا، او شرب دواء كالافيون، فيحدث
3
ذلك غلظًا فى الروح التى هى آلة القوة، او ضعفًا، او فسد مزاجها بحر شديد كمن لسعته
4
الحية، او بقى فى حمام شديد الحر، او فى الحميات المحرقة، او لغلظ جوهر العصب،
5
ولا ينفذ فيه الروح نفوذًا حسنًا. ولذلك ما يجد فى لمس الرجل بالقياس الى لمس اليد
6
كالخدر. اويكون لسدد من اخلاط غليظة إما دم او بلغم اوسوداء. وقد يمكن
7
ان يكون من الصفراء، او لسدد من ضغط ورم وخراج، او ضغط شديد ورباط اوضغط
8
وضع يلوى العصب، او يعرصه شديدًا؛ ولأجل وضع ينصب الى العصب، ومعه دم
9
اوخلط كثير غيره، فيسد المسالك. وهذا اكثره عن الدم، ولذلك اذا بدل وضعه وزال
10
ورجع عنه ما انصب اليه عاد الحس.
11
وربما عرض ذلك من اليبس والجفاف؛ فيسد المسالك لإجتماع الليف و
12
انطباقه وهذا ردئ. وقد تعرض السدة للاسترخاء الكائن عن رطوبة مزاجية دون مادة
13
تتبع ذلك الإسترخاء انطباق المجارى. واسباب الخدر قد تكون فى الدماغ نفسه فان
14
كان كليًا يعم البدن كله فهو قاتل من يومه. وربما كانت فى النخاع، وربما كان
15
ابتداؤها من فقرة واحدة، وربما كان فى شعبة عصب. فاذا ازمن الخدر البارد وطال
16
ادى الى الإسترخاء. والخدر الغالب ينذر بسكتة، او صرع او تشنج، او كزاز، او فالج عام.
17
وخدر كل عضو اذا دام واشتد ينذر بفالج يصيبه او تشنج. وخدر الوجه ينذر بلقوة
18
وكثيرًا ما يعقب ذات الرئة، وذات الجنب، والسرسام البارد خدرًا. واعلم ان الخدر
19
اذا دام فى عضو، ولم يزله الإستفراغ، ثم اعقب دوار، فهو منذر بسكتة.
20
العلامات: هى نفسها الأسباب، وكما قيل فى الرعشة فيدل على ذلك منها زيادة
21
الخدر بزيادته، ونقصانه بنقصانه.
22
والعلاج: على ما قيل فى الرعشة بعينه؛ الا انه ان كان عن دم غالب، وقامت دلالة من
23
امتلاء العروق، وانتفاح الأوداج، وثقل البدن، ونوم، وحمرة وجه وعين وغير ذلك
24
فينبغى ان يفصد فصدًا بالغًا؛ فانه فى الأكثر يزيل الخدر وحده، ومع اصلاح التدبير و
25
تخفيف الغذاء. فاذا ظهر الخدر بعضو من الأعضاء بسبب سابق اوباد مثل برد او غير ذلك نال
26
مبدأ العصب، فيجب ان لا يقتصر على معالجة الموضع، بل ''يكون وكدك" علاج مبدأ
27
العصب السالك اليه. ومن المعالجات النافعة للخدر رياضة ذلك العضو، ودوام
28
تحريكه. [واعلم ان القرطم الواقع فى الحقن مسخن للعصب].
3-154
1
|203rb29|فصل فى الاختلاج
2
الإختلاج حركة عضلانية. وقد يتحرك معها ما يلتصق بها من الجلد، وهى
3
من ريح غليظة نفاخة. أما الدليل على انها من ريح فسرعة الإنحلال، وانه لا يكون الا
4
فى الأبدان الباردة والأسنان الباردة، وشرب الأشياء الباردة، ويسكنها المسخنات.
5
وأما الدليل على انها غليظة انها لا تتحلل إلا بتحريك العضو. وأما الدليل على انها عضلانية
6
لحمية عصبية أن ما لان جدًا مثل الدماغ؛ فان الريح لا يحتقن فيه، وكذلك ما صلب
7
مثل العظم بل يعرض فى الأكثر لما توسط فى الصلابة واللين. واسباب الإختلاج قوة
8
مبردة ومادة رطبة. وقد يعرض الإختلاج من الأعراض النفسانية كثيرًا خصوصًا فى الفرح.
9
وكذلك يعرض من الغم والغضب وغير ذلك؛ لان الحركة من الروح قد تحلل المواد
10
رياحًا. فاعلم ان الإختلاج اذا عم البدن انذر بسكتة او كزاز. فاذا دام بالمراق انذر
11
بماليخوليا وصرع. واذا دام بالوجه انذر بلقوة واختلاج ما دون الشراسيف ربما دل
12
على ورم فى الحجاب، فان ذلك من توابعه.
13
العلاج: علاج الاختلاج المتواتر <أن> يكمد بالضمادات المسخنة. فان زال وإلا
14
استعملت الادهان المحللة مبتدأً من الأضعف الى الأقوى. وان زال وإلا سقى المسهل،
15
ويدام بعد ذلك تمريخ العضو بالأدوية المسخنة. وللجندبيدستر مع الزنبق خاصية فى
16
هذا الباب. ولا يتناول ماء الجمد، والخمر الكثير، وما له نفخ وتبريد. ويقرب علاجه
17
من علاج اخواته. فلنختم الكلام فى امراض العصب هاهنا، ولنقتصر على الحسية
18
والحركية والوضعية منها. وأما الأورام وتفرقات الإتصال وغير ذلك فلنؤخر الكلام
19
فيه الى الكتاب الرابع.
3-155
1
|203va10|الفن الثالث
2
فى تشريح العين واحوالها [وامراضها]
3
|204ra13|[المقالة الاولى كلام كل فى اوائل احوال العين وفى الرمد]
4
|204rb26|فصل فى تشريح العين
5
قوة الابصار، ومادة الروح الباصرة تنفذ الى العين من طريق العصبتين المجوفتين،
6
اللتين عرفتهما فى التشريح. فاذا انحدرت العصبة، والأغشية التى تصحبها الى الحجاج،
7
اتسع طرف كل واحد منها، وامتلأ، وانبسط اتساعًا يحيط بالرطوبات، التى فى الحدقة
8
التى اوسطها الجليدية، وهى رطوبة صافية كالبرد. والجليد مستديرة، ينقص بفرطحتها
9
من قدامها استدارتها. وقد فرطحت ليكون المتشبح فيها اوفر مقدارًا، ويكون للصغار من
10
المرئيات قسم بالغ يتشبح فيه؛ ولذلك كان مؤخرها يستدق يسيرًا، ليحسن انطباقها فى
11
الأجسام الملتقمة لها، المستعرضة، المستوسعة عن دقة ليحسن إلتقامها اياها.
12
وجعلت هذه الرطوبة فى الوسط؛ لانه اولى الأما كن بالحرز. وجعل ورائها رطوبة
13
اخرى تاتيها من الدماغ لتغذوها، وان بينها وبين الدم الصرف تدريجًا، وهذه
14
الرطوبة تشبه الزجاج الذائب. والزجاج الذائب <صافى> صفاء يضرب الى قليل حمرة.
15
أما الصفاء فلانها يغذوا الصافى. وأما قليل حمرة؛ فلانها من جوهر الدم، ولم يستحل
16
الى مشابهة ما يغتذى به تمام الإستحالة. وانما أخرت هذه الرطوبة عنها؛ لانها من
17
بعث الدماغ اليها بتوسط الشبكى، فيجب ان تلى جهته. وهذه الرطوبة تعلوا النصف المؤخر
18
من الجليدية، الى اعظم دائرة فيها. وقدامها رطوبة أخرى، تشبه بياض البيض ويسمى
19
بيضية، وهى كالفضل عن جوهر الجليدية، وفضل الصافى صاف. ووضعت من قدام
20
لسبب متقدم، ولسبب كالتمام. والسبب المتقدم هو ان جهة الفضل مقابل لجهة الغذاء.
21
والسبب التمامى ان يدرج حمل الضوء على الجليدية، ويكون كالجنة لها.
3-156
1
ثم ان طرف العصبة يحتوى على الزجاجية، والجليدية الى الحد الذى بين الجليدية،
2
والبيضية. والحد الذى ينتهى عنده الزجاجية عند الإكليل احتواء الشبكة على الصيد،
3
فلذلك تسمى شبكية. وينبث من طرفها نسج عنكبوتى، يتولد منه صفاق لطيف تنفذ
4
معه خياطات من الجزء المسمى الذى سنذكره. وذلك الصفاق حاجز بين الجليدية وبين
5
البيضية ليكون بين اللطيف، والكثيف حاجزما؛ ولياتيه غذاء من أمامه نافذ اليه من الشبكى
6
والمشيمى. وانما كان دقيقًا كنسج العنكبوت؛ لانه لوكان كثيفًا، قائمًا فى وجه الجليدية،
7
لم يبعد ان يعرض منه ــ لإستحالته ــ ان يحجب الضوء عن الجليدية من طريق البيضية. وأما
8
طرف الغشاء الرقيق فانه يمتلى، وينتسج عروقًا، كالمشيمة؛ لانه منفذ الغذاء بالحقيقة؛ وليس
9
يحتاج الى ان يكون جميع اجزائه متهيئاة للمنفعة الغذائية، بل الجزء المؤخر ويسمى مشيميًا.
10
وأما ما جاوز ذلك الحد الى قدام، فيسخن صفاقًا الى الغلظ ما هو، ذا لون اسمانجونى
11
بين البياض والسواد؛ ليجمع البصر، ويعدل الضوء، فعل اطباقنا البصر عند الكلال
12
إلتجاءً الى الظلمة، او الى التركيب من الظلمة والضوء، وليحول بين الرطوبات، وبين
13
القرنى الشديد الصلابة، ويقف كالمتوسط العدل، وليغذوا القرنية بما يتأدى اليه
14
من المشيمية، ولا تتم احاطته به من قدام؛ لئلا يمنع تادى الاشباح، بل يخلى قدامه
15
فرجة، وثقبة؛ كما يبقى من العنب عند نزع تفروقه عنه. وفى تلك الثقبة تقع التادية،
16
واذا انسدت منعت الأبصار. وفى باطن هذه الطبقة العنبية خمل حيث تلاقى الجليدية،
17
ليكون اشبه بالمتخلخل اللين، وليقل اذى مماسته. واصلب اجزائه مقدمه، حيث يلاقى
18
الطبقة القرنية الصلبة، وحيث يثقب، ليكون ما يحيط بالثقبة اصلب. والثقبة مملوءة
19
رطوبة للمنفعة المذكورة، وروحًا يدل عليه ضمور ما يوازى الثقبة عند قرب الموت.
20
وأما الحجاب الثانى: فانه صفيق جدًا، ليحسن الضبط، ويسمى مؤخره طبقة
21
صلبة، وصفيقة. ومقدمه يحيط بجميع الحدقة، ويشف لئلا يمنع الأبصار، فيكون
22
لذلك فى لون القرن المرقق بالنحت والجرد، ويسمى لذلك قرنية. واصفق اجزائه
23
ما يلى قدام، وهى بالحقيقة كالمؤلفة من طبقات رقاق اربع كالقشور المتراكبة، إن
24
انقشرت منها واحدة لم تعم الآفة فيها. وسيما ما يحاذى الثقبة؛ لان ذلك الموضع الى
25
السترة والوقاية احوج.
26
وأما الثالث: فيحيط بعضل حركة الحدقة، ويمتلىء كله لحمًا ابيض دسمًا،
27
ليلين العين، والجفن، ويمنعها ان يجف، وتسمى جملته الملتحمة. فأما العضل المحركة
28
للمقلة فقد ذكرناها فى التشريح.
3-157
1
وأما الهدب: فقد خلق لدفع ما يطير الى العين، وينحدر اليها من الرأس،
2
ولتعديل الضوء بسواده، [اذ السواد يجمع نور البصر]. وجعل مغرسه غشاءً يشبه الغضروف،
3
[ليحسن] انتصابها عليه، فلا يضطجع لضعف المغرس؛ وليكون العضلة الفاتحة للعين،
4
مستندًا كالعظم؛ ليحسن تحريكه. واجزاء الجفن، جلد، ثم احد طاقى الغشاء، ثم شحمه،
5
ثم عضله، ثم الطاق الآخر، وهذا هو الأعلى. فأما الأسفل: فينعقد من الأجزاء العضلة.
6
والموضع الذى فى شقه خطر هو مما يلى فوقه، عند مبدأ العضلة.
7
|204va9|فصل فى تعرف احوال العين وأمزجتها والقول الكلى فى امراضها
8
تعرف ذلك من ملمسها، ومن حركتها، ومن عروقها، ومن لونها، ومن
9
شكلها، ومن قدرها، ومن فعلها الخاص، وحال ما يسيل منها، وحال إنفعالاتها.
10
فأما تعرف ذلك من ملمسها: فأن يصبيها اللمس حارة، او باردة، او صلبة يابسة،
11
اولينة رطبة. فأما تعرف ذلك من حركتها: فأن يتامل هل حركتها خفيفة؛ فتدل على حرارة،
12
او على يبوسة يفصل ذلك ملمسها، أم ثقيلة؛ فتدل على برد، ورطوبة.
13
وأما تعرف ذلك من عروقها: فأن يتعرف هل هى غليظة واسعة؛ فتدل على
14
حرارتها، او دقيقة؛ فتدل على برودتها. وأن تعرف هل هى خالية يابسة؛ فتدل على يبوستها،
15
او ممتلية؛ فتدل على كثرة المادة فيها.
16
وأما تعرف ذلك من لونها: فان كل لون يدل على الخلط الغالب المناسب، اعنى
17
الأحمر، والأصفر، والرصاصى، والكمد.
18
وأما تعرف ذلك من شكلها: فان حسن شكلها يدل على قوتها فى الخلقة، وسوء
19
شكلها يدل على ضد ذلك. وأما حال عظمها، وصغرها فعلى حسب ما قيل فى الرأس.
20
وأما تعرف ذلك من فعلها الخاص: فانها ان كانت تبصر الخفى من بعيد، ومن
21
قريب معًا، ولا تتأذى بما يرد عليها من المبصرات القوية، فهى قوية المزاج معتدلة.
22
وان كانت ضعيفة الأبصار على خلاف ذلك، ففى مزاجها، وخلقتها فساد. وان كانت
23
لا تقتصر فى إدراك القريب وإن دق، وتقصر فى ادراك البعيد، فروحها صاف،
24
صحيح، قليل؛ تدعى الأطباء انه لا يفى الإنتشار خارجًا لرقته. ويعنون بذلك الشعاع الذى
25
يعتقدون انه من جملة الروح، وانه يخرج فيلاقى المبصر. وان كانت لا تقصر فى ادراك
26
البعيد: فان ادنى منها الدقيق لم تبصره، وان نحى عنها الى قدر من البعد ابصرته؛
27
فروحها كثير، كدر، غير صاف لطيف؛ بل رطب، ومزاجها رطب، تدعى الأطباء انه لا يرق،
3-158
1
ولا يصفو إلا بالحركة المتباعدة. واذا امعن الشعاع فى الحركة، رق ولطف. وان
2
كانت تضعف فى الحالين فروحها قليل كدر.
3
وأما تعرف ذلك من حال ما يسيل منها: فانها ان كانت جافة، ولا ترمص البتة
4
فهى يابسة. وان كانت ترمص بافراط، فهى رطبة جدًا. وأما من حال إنفعالاتها:
5
قانها ان كانت تتأذى من الحر وتتشفى بالبرد، فبها سوء مزاج حار. وان كانت بالضد،
6
فبالضد. واعلم ان الوسط فى كل واحد من هذه الأنواع معتدل، إلا المفرط فى جودة
7
الأبصار فهو المعتدل.
8
والعين يعرض لها جميع انواع الأمراض المادية، والساذجة، والتركيبية الآلية،
9
والمشتركة. وللعين فى احوالها التى تعرض لها من هيئة الطرف، والتغميض، والتفتيح،
10
واللون، والدمعة، احكام متعلقة بالأمراض الحادة، يجب ان يطلب منها. وامراض
11
العين: قد تكون خاصة، وقد تكون بالمشاركة. واقرب ما يشاركه الدماغ، والرأس،
12
والحجب الخارجة، والداخلة، ثم المعدة. وكل مرض للعين [يعرض] بمشاركة الغشاء
13
الخارج، فهو اسلم.
14
|204vb20|فصل فى علامات احوال العين
15
علامات كون مرض العين بشركة الدماغ ان يكون فى الدماغ بعض دلائل آفاته
16
المذكورة. فان كان الواسطة الحجب الباطنة؛ ترى الوجع، والألم يبتدئ من غور العين.
17
وان كانت المادة حارة؛ وجدت عطاسًا، وحكة فى الأنف. فان كانت باردة؛ احسست
18
بسيلان بارد؛ وقل ما تكون هذه المشاركة بسوء مزاج مفرد. وان كانت المشاركة مع
19
الحجب الخارجة، وكانت المادة توجه منها، احس بتمدد؛ يبتدئ من الجبهة، والعروق
20
الخارجة، وتظهر المضرة فيما يلى الجفن اكثر. وان كانت بمشاركة المعدة، كانت العلامات
21
المذكورة فى مشاركة الدماغ للمعدة. وان كان هناك خيالات بسبب المعدة، قلت فى
22
الخواء، وكثرت فى الإمتلاء.
23
وأما علامات المرض المادى من حيث هو فى نفس العين: فان الدموى يدل
24
عليه الثقل، والحمرة، والدمع، والإنتفاخ، ودرور العروق، وضربان الصدغين، و
25
الإلتزاق، والرمص، وحرارة اللمس، وخصوصًا اذا اقترن به علامات دموية الرأس. وأما
26
البلغمى: فيدل عليه ثقل شديد، وحمرة خفيفة؛ مع رصاصية ما، وإلتزاق، ورمص، و
27
تهيج، وقلة دموع. وأما الصفراوى: فيدل عليه النخس، والإلتهاب؛ مع حمرة الى
28
صفرة ليست كحمرة الدموى، ورقة دمع حاد، وقلة إلتصاق، وحرارة ملمس. وأما
29
السوداوى: فيدل عليه الثقل؛ مع الكمودة، وقلة الإلتصاق. وأما المزاجات الساذجة:
3-159
1
فيدل عليها عدم الثقل؛ مع الجفاف؛ ومع وجود دلائل ما ذكرناه فى باب التعرف.
2
فأما الأمراض الآلية، والمشتركة فياتى لكل واحد منها باب.
3
|205ra24|فصل فى قوانين كلية فى معالجات العين
4
معالجات العين مقابلة لأمراض العين. ولما كانت الأمراض إما مزاجية مادية،
5
وإما مزاجية ساذجة، وإما تركيبية، وإما تفرق اتصال، فعلاج العين إما باستفراغ، و
6
يدخل فيه تدبير الأورام. وإما بتبديل مزاج. وإما اصلاح هيئة كما فى الجحوظ. وإما
7
إدمال، وإلحام.
8
والعين يستفرغ المواد عنها إما على سبيل التصرف عنها، وإما على سبيل التحليب
9
منها، والصرف عنها هو اولًا من البدن؛ ان كان ممتليًا، او من الدماغ بما عرفت من
10
منقيات الدماغ، ثم النقل عنها من طريق الأنف، ومن العروق القريبة من العين،
11
مثل عرقى الماق. وأما التحليب منها: فيكون بالأدوية المدمعة. وأما تبديل المزاج: فيقع
12
بأدوية خاصية أيضًا. وأما تفرق الإتصال الواقع فيها: فيعالج بالأدوية التى لها تجفيف
13
غير كثير، وبعيدة من اللذع. وانت ستطلع على هذه الأدوية من كلامنا فى الرمد، وسائر
14
علل العين.
15
ويجب ان تعلم ان الأمراض المادية فى العين يجب ان يستعمل فيها تقليل الغذاء،
16
وتناول ما يولد الخلط المحمود، واجتناب كل مبخر، وكلما يسوء هضمه. واذا كانت
17
المادة منبعثة من عضو قصدت فصد ذلك العضو. وان كانت المادة تتوجه من الحجاب
18
الخارج استعملت الحجامة، واستعملت الروادع على الجبهة؛ ومن جملتها قشر البطيخ
19
للحارة، والقلقديس للباردة. والعروق التى تفصد للعين: هى مثل القيفال، ثم العروق
20
التى فى نواحى الرأس؛ فما كان من قدام كان انفع فى النقل من الموضع. وما كان
21
من خلف كان انفع فى الجذب.
22
واعلم ان ما يحدث فى العين من المواد ويحتاج الى نقله عنها الى عضو آخر،
23
فاصوب ما ينقل اليه: هو المنخران، وذلك اذا لم يكن فى طريق الإنصباب الى العين.
24
وهذا النقل: انما هو بالعطوسات، والنشوقات المذكورة فى مواضع أخرى حيث ذكرنا
25
تدبير اوجاع الرأس.
26
وادوية العين: منها مبدلات للمزاج إما مبردات مثل عصارات عنب الثعلب،
27
وعصا الراعى، وماء الهندباء، وماء الخس، وماء الورد وعصارته، ولعاب بزرقطونا.
3-160
1
ومنها مسخنات مثل المسك، والفلفل، والوج، والماميران، ونحوها. ومنها مجففات
2
مثل التوتيا، والإثمد، والقليميا. ومن جملتها مقبضات مثل شياف ماميثا، والصبر،
3
والفيلزهرج، والزعفران، والورد. ومنها ملينات مثل اللبن، وحكاك اللوز، وبياض
4
البيض، واللعابات. ومنها منضجات مثل العروق، وماء الحلبة، والزعفران، و
5
الميبختج؛ وخصوصًا منقوعًا فيه الخبز. ومنها محللات مثل الأنزروت، وماء الرازيانج.
6
ومنها مخدرات مثل عصارة اللفاح، والخشخاش، والأفيون.
7
واعلم انه اذا كان مع علل العين صداع فابدأ فى العلاج بالصداع، ولا تعالج
8
العين حتى تزيله. فاذا لم يغن الإستفراغ، والتنقية، والتدبير الصائب؛ فاعلم ان فى العين
9
مزاجًا رديئًا، او مادة خبيثة ملحجة فى الطبقات تفسد الغذاء النافذ اليها. وهناك ضعف
10
من الدماغ [وهو] فى موضع تنقذف منه النوازل الى العين.
11
|205va19|فصل فى ذكر حفظ صحة العين وذكرما يضرها
12
يجب على من يعتنى بحفظ صحة العين: ان يوقيها من الغبار، والدخان،
13
وألاهوية الخارجة عن الإعتدال فى الحر، والبرد، والرياح المعججة، والباردة،
14
والسمومية. ولا يديم التحديق الى الشىء الواحد لا يعدوه. ومما يجب ان ''يتقيه حق
15
الإتقاء": كثرة البكاء. ويجب ان يقلل النظر فى الدقيق، إلا أحيانًا على سبيل الرياضة، ولا يطيل
16
نومه على القفا. وليعلم ان الإستكثار من الجماع اضر شىء بالعين. وكذلك الإستكثار
17
من السكر، والتملى من الطعام، والنوم على الإمتلاء، وجميع الأغذية، والأشربة
18
الغليظة، وجميع المبخرات الى الرأس، ومن جملتها كل ما له حرافة؛ كالكراث و
19
الحندقوقى، وجميع ما يجفف بافراط؛ من جملتها الملح الكثير، وجميع ما يتولد
20
منه بخار كثير؛ مثل الكرنب، والعدس، وجميع ما ذكر فى الواح الأدوية المفردة، و
21
نسب الى انه ضار بالعين. وليعلم ان كل واحد من كثرتى النوم، والسهر: شديد المضرة
22
بالعين، واوفقه: المعتدل من كل واحد منهما.
23
وأما الأشياء التى ينفع إستعمالها العين ويحفظ قوتها؛ فالأشياء المتخذة من
24
الإثمد، والتوتيا، مثل اصناف التوتيا المرباة بماء المرزنجوش، وماء الرازيانج. والإكتحال
25
كل وقت بماء الرازيانج عجيب عظيم النفع. وبرود الرمان الحلو عجيب أيضًا. وأيضًا
26
البرود المتخذة من ماء الرمانين بشحمهما منضجين فى التنور مع العسل، وكما ستقف
27
عليه فى موضعه. ومما يجلو العين ويحدها: الغوص فى الماء الصافى، وفتح العين فيه.
28
وأما الأمور الضارة بالبصر فمنها: افعال، وحركات، ومنها اغذية، ومنها حال
29
التصرف فى الأغذية. فأما الأفعال والحركات: فمثل جميع ما يجفف مثل الجماع
3-161
1
الكثير، وطول النظر الى المضيئات، وقراءة الدقيق قراءة بافراط؛ فان التوسط فيها نافع.
2
وكذلك الأعمال الدقيقة، والنوم على الإمتلاء والعشاء؛ بل يجب على من به ضعف
3
فى البصر ان يصبر حتى ينهضم؛ تم ينام. وكل إمتلاء يضره، وكل ما يجفف الطبيعة
4
يضره، وكل ما يعكر الدم من الأشياء المالحة، والحريفة وغيرها يضره. والسكر يضره.
5
وأما القىء: فينفعه من حيث ينقى المعدة، ويضره من حيث يحرك مواد الدماغ
6
فيدفعها اليه؛ وان كان لا بد فينبغى ان يكون بعد الطعام، وبرفق. والإستحمام ضار، و
7
النوم المفرط ضار، والبكاء الكثير، وكثرة الفصد، وخصوصًا الحجامة المتوالية ضارة.
8
وأما الأغذية: فالمالحة، والحريفة، والمبخرة، وما يوذى فم المعدة، و
9
الكراث، والبصل، والثوم، والباذروج أكلًا، والزيتون النضيج، والشبث، والكرنب،
10
والعدس. وأما التصرف فى الأغذية: فأن يتناولها بحيث لا يفسد هضمها، ويكثر
11
بخارها ــ على ما بين فى موضعه ــ و قد وقفت عليه، وتقف عليه فى مقالات هذا الكتاب
12
الثالث.
13
فصل فى الرمد والتكدر
14
الرمد: هو شىء حقيقى، ومنه شىء يشبهه، ويسمى التكدر، والتخثر. والتخثر:
15
وهو تسخن، وترطب يعرض للعين من اسباب خارجة تثيرها، وتحمرها مثل الشمس،
16
والصداع الإحتراقى، وحمى يوم الإحتراقية، والغبار، والدخان، والبرد فى الأحيان
17
لتقبيضه، والضربة لتهيجها، والريح العاصفة لعصفها. وكل ذلك إثارة خفيفة تصحب
18
السبب، ولا تريث بعده ريثًا يعتد به، ولو أنه لم يعالج لزال مع زوال السبب فى اكثر الأمر،
19
ويسمى باليونانية طاركسيس. فان عاونه سبب بدنى اوباد معاضد للبادى الاول امكن
20
حينئذ ان يستفحل، وينتقل ورمًا ظاهرًا خفيفًا <مثل> انتقال حميات اليوم الى
21
حميات أخر. واذا انتقل فهو فى بدو ما ينتقل يسمى باليونانية انويكما.
22
ومن اصناف الرمد: ما يتبع الجرب فى العين؛ ويكون السبب فيه خدشة
23
للعين. وهو يجرى فى اول الأمر مجرى التكدر؛ وانما يتاتى علاجه بعد حك الجرب.
24
وأما الرمد بالجملة فهو: ورم فى الملتحمة؛ فمنه ما هو ورم بسيط غير مجاوز الحد،
25
و"اكثر ما فيه'' درور العروق، والسيلان، والوجع. ومنه ما هو: عظيم، مجاوز للحد فى
26
العظم، يربو فيه البياض على الحدقة؛ فيغطيها، ويمنع التغميض، ويسمى كيموسيس،
3-162
1
ويعرف عندنا بالوردينج. وكثيرًا ما يعرض للصبيان بسبب كثرة موادهم وضعف اعينهم،
2
وليس يكون عن مادة حارة فقط، بل وعن البلغمية والسوداوية.
3
ولما كان الرمد الحقيقى ورمًا فى الحدقة بل الملتحمة، وكان كل ورم إما
4
ان يكون عن دم، او صفراء، او بلغم، اوسوداء، او ريح؛ فكذلك الرمد لا يخلوا سببه
5
عن احد هذه الأسباب. وربما كان الخلط ''المورم متولدًا فيها''. وربما كان صائرًا اليها
6
من الدماغ على سبيل النزلة من طريق الحجاب الخارج المجلل للرأس، او من طريق
7
الحجاب الداخل، وبالجملة من الدماغ ونواحيه؛ فانه اذا اجتمع فى الدماغ مواد
8
كثيرة، وإمتلاء فاقمن بالعين أن ترمد إلا ان تكون قوية جدًا. وربما كانت الشرايين
9
هى التى تنصب اليها فضولها اذا كانت الفضول تكثر فيها [سواء] كانت الشرايين من
10
الداخلة او الخارجة. وربما لم تكن المادة صايرة اليها من ناحية الدماغ، والرأس،
11
"بل تكون صائرة اليها" من الأعضاء الأخرى، وخصوصًا اذا كانت العين قد لحقها
12
سوء مزاج، فاضعفها، وجعلها قابلة للآفات؛ وهى التى تنصب اليها تلك الفضول.
13
ومن أصناف الرمد: ما له دور، ونوائب بحسب دور إنصباب المادة، ودور
14
وقت تولدها. وإشتداد الوجع فى الرمد إما لخلط لذاع ياكل الطبقات، وإما لخلط كثير
15
ممدد، وإما لبخار غليظ؛ بحسب التفاوت فى ذلك يكون التفاوت فى الألم. ومواد
16
ذلك كما علمت إما من البدن، وإما من الرأس نفسه، وإما من العروق التى تودى الى
17
العين مادة رديئة حارة، او باردة. وربما كان من العين نفسه؛ وذلك ان يعرض لطبقات
18
العين فساد مزاج لخلط محتبس فيها، او رمد طال عليها، فيحيل جميع ما ياتيها من الغذاء
19
الى الفساد. ومن كانت عينه جاحظة فهو اقبل لعظم الرمد، ونتوءه لرطوبة عينه و
20
إتساع مسامها. وقد يكثر الدموع الباردة فى اصناف من الرمد لعدم الهضم. وكثيرًا ما
21
ينحل الرمد بالإختلاف الطبيعى. واعلم ان رداءة الرمد: بحسب كيفية المادة، وعظمه:
22
بحسب كمية المادة.
23
واعلم ان البلاد الجنوبية يكثر فيها الرمد، ويزول بسرعة. أما حدوثه فيهم كثيرًا
24
فلسيلان موادهم، وكثرة بخاراتهم؛ وأما برؤه سريعًا فلتخلخل مسام اعضائهم، وإنطلاق
25
طبائعهم. فان فاجأهم برد، صعب رمدهم لإتفاق طرو مانع، قابض على حركة سيالة من خلط ثائر.
26
وأما البلاد الباردة، والأزمنة الباردة؛ فان الرمد يقل فيها؛ ولكنه يصعب. أما
27
قلته فيها فلسكون الأخلاط فيها، وجمودها. وأما صعوبته فلانها اذا حصلت فى عضو لم
3-163
1
يتحلل بسرعة؛ لإستحصاف المجارى، فمددت تمديدًا عظيمًا حتى يعرض ان يتفطر منها
2
الصفاق. واذا سبق شتاء شمالى، وتلاه ربيع، جنوبى، مطير، وصيف ومد؛ كثر
3
الرمد؛ وكذلك اذا كان الشتاء دفئًا جنوبيًا فملأ البدن اخلاطًا، ثم تلاه ربيع، شمالى،
4
فحقنها. والصيف الشمالى كثير الرمد؛ خصوصًا بعد شتاء جنوبى. وقد يكثر أيضًا فى
5
صيف كان جنوبى الربيع جاف الشتاء، شمالية. وقس الأبدان الصلبة على البلاد
6
الشمالية، والأبدان المتخلخلة اللينة على البلاد الجنوبية، وكما ان البلاد الحارة ترمد؛
7
كذلك الحمام الحار جدًا اذا دخله الانسان اوشك ان يرمد.
8
واعلم انه اذا كان الرمد، وتغير حال العين يلزم مع العلاج الصواب، والتنقية
9
البالغة؛ فالسبب فيه مادة رديئة، محتقنة فى العين؛ يفسد الغذاء، او نوازل من الدماغ،
10
والرأس على نحو ما بيناه فيما سلف.
11
العلامات: اعلم ان الاوجاع التى تحدث فى العين منها: لذاعة، اكالة، و
12
منها ممددة. واللذاعة تدل على فساد كيفية المادة، وحدتها. والممددة تدل على كثرتها،
13
اوعلى الريح. واسرع الرمد منتهى اسيله دمعًا، وأحده لذعًا، وابطأه ايبسه. و
14
للرمص دلالة على النضج، او على غلظ المادة. والذى [يسرع من الرمص مع خفة الأعراض
15
الأثقل العين فهو يدل على غلظ المادة. والذى] يصحب النضج، وتخف معه العين
16
فى الاول قليلًا، وينحل سريعًا فهو المحمود. والذى حبه صغار، اقل دلالة على الخير؛
17
فان صغر الحب يدل على بطوء النضج. واذا اخذت الأجفان تلتصق فقد حان النضج؛
18
كما انه مادام سيلان مائى فهو ابتداء بعد.
19
وبعد هذا فنقول: أما الكدر فيعرف لخفته، وسببه، وفقدان الورم البادى. وما
20
كان من الرمد بمشاركة الرأس دل عليه الصداع، وثقل الرأس. وان كان طريق النزلة
21
من الدماغ الى العي ــ انما هو من الحجاب الخارج المجلل للرأس ــ كانت الجبهة متمددة،
22
والعروق الخارجة دارة، وكان الإنتفاخ يبادر الى الجفن، ويكون فى الجبهة حمرة،
23
وضربان. وان كان من الحجاب الداخل لم يظهر ذلك، وظهر العطاس، وحكة
24
فى الحنك، والأنف. وان كان بمشاركة المعدة واقفه تهوع، وكرب؛ وعلامة ذلك:
25
الخلط فى المعدة.
26
وأما الرمد الدموى: فيدل عليه لون العين، ودرور العروق، وضربان الصدغين،
27
وسائر علامات الدم فى نواحى الدماغ، ولا تدمع كثيرًا؛ بل ترمص، وتلزق عند النوم.
3-164
1
وأما الصفراوى: فيدل عليه نخس اشد، ووجع محرق، وتلهب اشد، وحمرة اقل، و
2
دمعة رقيقة حادة؛ و ربما قرحت، وربما خلت من الدمع؛ خلو الدموى، ولا تلزق
3
عند النوم. وقد يكون من هذا الجنس ما هو حمرة تضرب العين، وهو من جملة الأخرجة
4
الخبيثة. وربما كوت العين، وقرحتها قرحة دابة ساعية. ومن الرمد الصفراوى جنس
5
حكاك، جاف، مع قلة حمرة، وقلة رمص، ولا يظهر للورم منه حجم يعتد به، ولا سيلان،
6
وهو من مادة قليلة حادة.
7
وأما البلغمى: فيدل عليه ثقل شديد، وحرارة قليلة، وحمرة ضعيفة، بل السلطان
8
يكون فيه للبياض؛ ويكون رمص، وإلتصاق عند النوم؛ ويكون مع تهبج، ويشاركه الوجه،
9
واللون. فان كان مبدأه المعدة صاحبه تهوع. وقد يتبع البلغمى ان ينتو فيه الملتحمة
10
على السواد عظمًا من الورم؛ إلا انه لا يكون بين الحمرة شديدها، ولا يكون معه دموع
11
بل رمص.
12
وأما السوداوى: فيدل عليه ثقل مع كمودة، وجفاف، وازمان، وقلة إلتصاق.
13
وأما الريحى: فيكون معه تمدد فقط؛ بلا ثقل، ولا سيلان؛ وربما اورث التمدد
14
حمرة.
15
|205vb28|علاج التكدر
16
التكدر وما يجرى مجراه من الرمد الخفيف: فربما كفى فيه قطع السبب؛ فان
17
كان للسبب معينًا من امتلاء دم، او غيره استفرغ. وربما كفى تسكين حركتها، وتقطير
18
لبن، او بياض بيض وغير ذلك فيها. وان كان التكدر من ضربة قطر فى العين دم
19
حار من حمام، وغيره، او من دم نفسه. وربما كفى تكميدها باسفنجة، او صوفة
20
ممسوحة بمطبوخ، او دهن ورد، وطبيخ العدس، او يقطر فيها لبن النساء من الثدى
21
حارًا، وان لم ينجع ذلك فطبيخ الحلبة، والشياف الأبيض.
22
والذى يعرض من برد: فينفعه الحمام؛ ان لم يكن صار رمدًا، او ورمًا؛ ولم
23
يكن الرأس والبدن ممتلئين، وينفع منه التكميد بطبيخ البابونج، والشراب اللطيف
24
بعد ثلاث ساعات من الطعام. والنوم الطويل على الشراب من علاجاته النافعة، كان من
25
الشمس، او من البرد او من غيره. وما كان من الرمد سببه الجرب ثم كان خفيفًا فليحك
26
الجرب اولًا ثم يعالج الرمد؛ وربما ذال بعد حك الجرب من تلقاء نفسه. فان كان عظيمًا
3-165
1
لا يحتمل مقارنة تدبير الحك؛ استعمل الرفق، والتليين، والتنقية حتى ينقاد، [ويحتمل
2
المقارنة بينه وبين تدبير الحك].
3
|206ra1|فصل فى العلاج المشترك فى اصناف الرمد وإنصباب النوازل الى العين
4
القانون المشترك فى تدبير الرمد المادى وسائر امراض العين المادية: تقليل
5
الغذاء وتلطيفه، واختيار ما يولد خلطًا محمودًا، واجتناب كل مبخر، واجتناب كل
6
سوء هضم، واجتناب الجماع، والحركة، وتدهين الرأس، والشراب، واجتناب
7
الحامض، والمالح، والحريف، وإدامة لين الطبيعة، والفصد من القيفال؛ فانه
8
يوافق جميع انواعه.
9
ويجب ان لا يقع بصر الرمد على البياض، ولا على الشعاع؛ بل يكون ما يفرش
10
له، ويطيف به: اسود، واخضر، وتعلق على وجهه خرقة سوداء تلوح لعينه، فالأسود
11
فى حال المرض، والآسمانجونى فى حال الصحة. ويجب ان يكون البيت الذى يسكنه
12
الى الظلمة. ويجب ان يجلب اليه النوم؛ فانه علاج جيد. ويجب ان لا يترك الشعر
13
يطول؛ فانه ضار بالرمد جدًا؛ إلا ان يكون الشعر مرسلًا فى الاصل، فذلك ينفع؛ من
14
حيث يجفف الرطوبات جذبًا الى غذائه؛ واذا كان البدن نقيًا والخلط الفاعل للرمد
15
فاشيًا فى العروق، ومن جنس الدم الغليظ؛ وخصوصًا فى آخر الرمد؛ فان الإستحمام
16
ليرقق المادة، وشرب الشراب الصرف ليزعجها، ويخرجها، نافعان. والحمام بعد
17
الإستفراغ افضل علاج للرمد؛ وخصوصًا ان كان التكميد يسكن الوجع.
18
ومما يجب ان يدبر فى الرمد، وسائر امراض العين المادية؛ هو''إعلاء الوسادة"،
19
والحذر من طأطأته. ويجب ان يبعد الدهن من رأس الأرمد؛ فانه شديد المضرة له.
20
وأما تقطير الدهن ــ ولو كان دهن الورد ــ فى الأذن؛ فعظيم المضرة جدًا. وربما عظم الرمد
21
حتى يضيق على الطبقات. وان كانت المادة منبعثة من عضو فينبغى ان يستفرغ من ذلك
22
العضو، ويجذب الى ضد الجهة باى شىء كان؛ بفصد، وحقنة، وغير ذلك. وربما
23
لم يغن الفصد من القيفال، واحتيج الى فصد شريان الصدغ، والأذن لينقطع الطريق
24
التى منه تاتى المادة؛ وذلك اذا كانت المادة تاتى العين من الشرايين الخارجة.
25
فاذا اريد سل هذه الشرايين: فيجب ان يحلق الرأس، ويتأمل اى تلك الصغار من
26
الشرايين اعظم، وانبض، واسخن؛ فيقطع ويبالغ فى إستيصاله ان كان مما يستاصل
27
وهى الصغار دون الكبار. وربما سل الذى على الصدغ؛ ويجب ان يخرم اولًا، ثم
28
يقطع بعد ان يختار مما سلف ذكره من ان يكون ما يبتر، او يقطع، اعظم الصغار واسخنها.
3-166
1
ويجب قبل البتر ان يشد ما دونه بخيط ابريسم شدًا شديدًا طويلًا، ويترك الشد عليه،
2
ثم يقطع ماوراءه؛ فاذا عفن جاز ان يبان الشد، ويحتاج اليه فيما هو اعظم. وأما الصغار
3
فيكفى ان يشرط شرطًا عميقًا ليسيل ما فيها من الدم. وقد يقارب ذلك النفع حجامة
4
النقرة، وإرسال العلق على الجبهة. واذا لم يغن ما عمل فصد من الماق، ومن عروق
5
الجبهة؛ على ان حجامة النقرة بالغة النفع.
6
واذا تطاولت العلة استعملت الشياف الذى يقع فيه نحاس محرق، وزاج محرق؛
7
وربما كفى الإكتحال بالصبر وحده. واذا طال الرمد ولم ينتفع بشىء فاعلم ان فى طبقات
8
العين مادة رديئة تفسد الغذاء الوارد عليها، فافرغ الى التوتيا، مغسولًا مخلوطًا بالملينات
9
مثل الإسفيذاج، واقليمياء الذهب المغسول، والنشا، وقليل صمغ. وربما اضطر
10
الى الكى على اليافوخ؛ لتحتبس النزلة؛ فانه ربما كان دوامه لدوام نزلة. فاذا كان المبدأ
11
من الحجب الباطنة كان العلاج صعبًا؛ إلا ان مداره على الإستفراغات القوية مع استعمال
12
ما يقوى الرأس من الضمادات المعروفة لهذا الشان؛ مثل الضماد المتخذ من السنبل،
13
والورد، والأقاقيا بماء الكزبرة الرطبة. والكزبرة الرطبة نفسها، واليابسة مع قليل زعفران،
14
يترك على الموضع ساعة، اوساعتين ثم يبان.
15
وقد تستعمل فيها المغريات، ومعدلات المواد الحادة. والألبان من جملتها.
16
ولا يصلح ان يترك القطور فى العين زمانًا طويلًا؛ بل يجب ان يراق، ويجدد كل وقت.
17
ومنها بياض البيض. وليس من الواجب فيه ان يجدد، بل يترك ساعات لم تضر،
18
وهو احمد من اللبن، وان كان اللبن احلى. وبياض البيض يجمع مع تليينه وتمليسه
19
ان لا يلحج، ولا يسد المسام. وطبيخ الحلبة يجمع مع تحليله، وإنضاجه ان يملس،
20
ويسكن الوجع. ودهن الورد من هذا القبيل. وبالجملة يجب ان يكون الدواء المستعمل
21
فى العين، وخصوصًا فى الرمد، الذى لا خشونة فيه، ولا كيفية طعم، كمر او حامض،
22
وحريف. ويجب ان يسحق جيدًا لتذهب الخشونة. وما امكنك ان تتحرى بالمسيخة
23
العديمة الطعم فذلك خير.
24
وقد تستعمل فيه السعوطات السلقية وما يجرى مجراها مما يخرج من الأنف بعض
25
المادة وذلك عند ما لا يخاف جذبها الى العين مادة أخرى. وقد تستعمل فيها الغراغر.
26
ومن المعالجات النافعة: التكميد بالمياه الفاترة باسفنجة، اوصوفة؛ فربما اغنى استعماله
27
مرة، او مرتين غنى كثيرًا. وربما احتاج الى تكرير كثير بحسب قوة الرمد، وضعفه.
28
واذا كان الماء المكمد به طبيخ إكليل الملك، والحلبة كان ابلغ فى النفع. وقد
29
يطلى على الجبهة الروادع، وخصوصًا اذا كان الطريق لإنصباب المادة هو الحجاب
30
الخارج؛ وهذه الروادع مثل قشر البطيخ خاصة، ومثل اشياف ماميثا، والفيلزهرج،
3-167
1
والصبر، وبزر الورد، والزعفران، والأنزروت، والمياه؛ مثل ماء عنب الثعلب، وماء
2
عصاالراعى، وكذلك العوسج، وسويق الشعير، والسفرجل.
3
وان كانت الفضلة شديدة الحدة والرقة استعملت اللطوخات الشديدة القبض؛
4
كالعفص، والجلنار، والحسك. وللتضميد به لمجارى النوازل تاثير عظيم؛ هذا اذا
5
كانت المادة حارة. وان كانت باردة فيما يجفف، ويقبض. ويقوى العضو مع تسخين
6
مثل اللطخ بالزئبق، وبالكبريت، وبالبورق. ويجب ان يدام تنقية العين من الرمص
7
بلبن يقطر فيها فيغسلها، او بياض البيض. وان احتيج الى مس فيجب ان يكون برفق.
8
ويجب ان كان الرمد شديدًا ان يفصد الى ان يخاف الغشى؛ فان ارسال الدم الكثير
9
يبرئ فى الوقت.
10
ويجب ما امكن ان يؤخر استعمال الشيافات الى ثلاثة ايام؛ وليقتصر على التدبير
11
المذكور من الإستفراغات، وجذب المواد الى الأطراف، ولزوم ما ذكرناه من الأماكن
12
والأحوال. ثم ان استعمل شىء بعد ذلك فلا بأس به؛ فكثيرًا ما يبرئ الرمد بهذه الأشياء؛
13
من غير علاج آخر. وأما لين الطبيعة فامر لا بد منه؛ بل لا بد من الإسهال للخلط المستولى
14
على الدم بعد الفصد. ولا خير فى التكميد قبل التنقية، ولا فى الحمام؛ فربما صار ذلك
15
سببًا لجذب مادة كثيرة يفطر طبقات العين. ويجب ان لا تستعمل فى الإبتداء المكثفات
16
القوية، والقابضة الشديدة؛ فتكثف الطبقة، ويمنع التحليل، ويعظم الوجع؛ خصوصًا
17
[اذا] كان الوجع شديدًا. والضعيفة القبض أيضًا فى الإبتداء لا تغنى فى منع المادة؛ و
18
تضر بتكثيف الطبقة، وتحقن فيها المادة. فان اتفق شىء من هذا تدورك بالتكميد بالماء
19
الحار دائمًا، والإقتصار على الشياف الأبيض محلولًا فى ماء إكليل الملك فصواب؛ فان
20
الأقوى مع ذلك مع إمتلاء الرأس ربما اضر.
21
وأما المحللة فاجتنبها فى اول الرمدْ اجتنابًا شديدًا. وربما احتيج بعد استعمال
22
هذه المقبضات، وخصوصًا اذا خالطها المخدرات الى تقطير ماء السكر، وماء العسل
23
فى العين؛ فان حدث هيجان للعلة بردته بما لا تكثيف فيه لتداركه. ويجب ان
24
يعنى بما قلنا قبل هذا بتنقية الرمص برفق، ولا يؤذى العين؛ فان فى تنقية الرمص تخفيفًا
25
للوجع، وجلاءً للعين، وتمكينًا للادوية من العمل. وربما احوج اشتداد الوجع الى استعمال
26
المخدرات مثل عصارة اللفاح، والخس، والخشخاش، وشىء من السماق، فدافع
27
بذلك ما امكنك. فان استعملت شيئًا من ذلك للضرورة: فاستعمله على حذر؛ وما امكنك
28
ان تقتصر على بياض بيض مضروب بماء قد طبخ فيه الخشخاش فافعل. وربما وجب
3-168
1
ان تجعل معه الحلبة لتعين فى تسكين الوجع من جهة التحليل. ويحلل أيضًا ويزيل آفة
2
المخدر.
3
فأما ان كانت المادة رقيقة اكالة؛ فلا بأس عندى باستعمال الأفيون، والمخدرات؛
4
فانه شفاء، [ولا يعقب وجعًا؛ وان كان يجب ان يعتقد انه من حيث يضر بالبصر مكروه؛
5
ولكن للافيون، فيما حدث من الأوجاع عن مادة اكالة ليست ممددة، شفاء] عاجل.
6
وعلاج اللذع التغرية، والتبريد، والتلطيف. وعلاج التمديد ارخاء العين، والتحليل،
7
بما يذكر كلًا فى مكانه، ونقل المادة. فاذا ازمنت العلة ففصد الماقين وفصد الشريان
8
الذى خلف الأذن. ويجب ان يجتنب اصحاب الرمد، واصحاب النوازل الى العين ــ
9
كما قلنا مرارًا ــ تدهين الرأس، وتقطير الدهن فى الأذن.
10
وجملة علاج الرمد كعلاج سائر الاورام من الردع اولًا، والتحليل ثانيًا، إلا
11
انه يستدعى لاجل العضو نفسه فضل رفق، وهو ان يكون ما يقمع، ويردع، او يلطف،
12
او يحلل، ويجلو، ليس بعنيف المس، مولم للحس، محدث للخشونة؛ وذلك لا يتم
13
إلا ان يكون قبض ما يردع معتدلًا، ولذع ما يحلل خفيفًا؛ بل الأولى ان يكون فى
14
ذلك تجفيف بلا لذع، وان يكون مكسور العنف بما يخالط مثل بياض البيض، ولبن المرأة،
15
محلوبًا على محك الشياف الذى يكتحل به.
16
واذا كانت المادة قد استفرغت؛ ولم تكن الأوجاع فى غاية العنف، فاستعمل
17
الشياف المعروف باليومى مخلوطًا بمثل صفرة البيض. ولا يبعد ان يبرئ العليل من يومه،
18
ويدخل الحمام من مسائه، ويكون الذى يفى التحليل لبقية مادة بمثل الشياف السنبلى.
19
وربما اوجب الوقت ان يشمه من شياف الأصطفطيقان فى اليوم [الاول] شيئًا يسيرًا،
20
ويزيده فى اليوم الثانى منه، فيكون معه البرء. واذا استصعبت المادة فى الرمد المتقادم
21
على التحليل فربما احتجت الى مثل عصارة قثاء الحمار.
22
|206vb44|علاج الرمد الحار الصفراوى والدموى والحمرة
23
التدبير المشترك لما كان من الرمد سببه مادة صفراوية او دموية: الفصد، و
24
الإستفراغ. فان كان الدم دمًا حارًا صفراويًا، او كان السبب صفراء وحدها، نفع مع الفصد
25
الإستفراغ بطبيخ الهليلج؛ وربما جعل فيه تربد. وان كان فيه ادنى غلظ، وعلمت
26
ان المادة متشربة فى حجب الدماغ، قويته بايارج فيقرا. وربما اقتصر فى مثله على نقيع
27
الصبر. فان كان هناك حرارة كان الماء الذى ينقع فيه ماء الهندباء، او ماء المطر. و
28
جميع ذلك يجب ان يبتدأ فيه: بتضميد العين بالمبردات من العصارات؛ مثل عصارة
3-169
1
لسان الحمل، وعصارة ورق الخلاف، واللعابات، وتقطيرها، ثم بياض البيض بلبن
2
الأتن مفردًا، ثم الشياف الأبيض، وسائر الشيافات التى نذكرها فى الروادع، ولا يبلغ
3
بها مبلغًا تتكثف له الطبقات، وتحتقن المواد، ويشتد الوجع.
4
فاذا ارتدعت المادة بالاستفراغ، والجذب، والروادع؛ فيدرج الى المنضجات؛
5
ولتكن اولًا مخلوطة بالروادع، ثم يصرف، ولتكن اولًا مرققة، مخلوطة بمثل ماء الورد،
6
والألبان؛ فيها قوة إنضاج. وفى لعاب بزرقطونا مع الردع انضاج ما. ولعاب حب
7
السفرجل اشد إنضاجًا منه. وماء الحلبة جيد الإنضاج، مسكن للوجع؛ وهو اول ما يبدأ
8
به من المنضجات، وليس فيه جذب. فان احتيج الى تغليظ شىء من ذلك فباللعابات،
9
او الى تبريده فبالعصارات. وقد جربت عصارة شجرة تسمى باليونانية اطاطا وبالفارسية
10
اشك فى ابتداء الرمد الحار، وانتهائه؛ فكان ملايمًا بالخاصية القوية. وقد تعقد هذه
11
العصارات، وتحفظ، ثم تتخطى امثال ذلك الى طبيخ اكليل الملك مدوفًا فيه الأنزروت
12
الأبيض، خصوصًا المربى بلبن النساء، والأتن.
13
واذا اخذ ينحط زدت فى استعمال المحللات بما هو اقوى كالأنزروت فى ماء
14
الحلبة، والرازيانج، والتكميد بماء قد طبخ فيه الزعفران، والمر. واستعملت الحمام
15
ان علمت ان الدماغ نقى. وسقيته بعد الطعام القليل بساعات شيئًا من الشراب الصرف
16
العتيق قليل المقدار. فان استحم بعده بماء حار، او كمد كان ذلك انفع. واستعمل
17
أيضًا الشيافات المذكورة الموصوفة فى الأنقراباذين لإنحطاط الرمد، واخره. فان كانت
18
المادة دموية حجمت بعد الفصد، وادمت دلك الأطراف، وشدها اكثر مما فى غيرها.
19
واستعملت فى اول الأمر العصارات المذكورة، ثم خلطت بها لباب الخبز، ثم نقعت ذلك
20
الخبز فى الميبختج وخلطته. وربما وجب ان يخلط بذلك قليل افيون؛ ان اشتد الوجع.
21
وان كانت المادة صفراوية استفرغت بعد الفصد بما يخرج الصفراء، واستعملت
22
الإستحمام بالماء العذب. وربما وافق صب البارد منه على الرأس، والعين. وربما غسل
23
الوجه بماء بارد مع مزج قليل من الخل ينفع.
24
ويجب ان يكون فى الصفراوى اجتراءً على استعمال القابضات فى الاول بلا إفراط
25
أيضًا. وتستعمل الشيافات القابضة محلولة فى العصارات.
26
وأما الحمرة من جملة ذلك [فيجب] ان يستعمل عليه بعد الإستفراغ بالمسهلات،
27
والحقن، والضمادات المتخذة من قشور الرمان مطبوخة على الجمر، ومسحوقة بميبختج،
28
اوعسل؛ اويدام تكميده باسفنج حار. والتضميد بدقيق الكرسنة، او الحنطة مطبوخًا
29
بشراب العسل، او باصل السوسن المدقوق ينفعه. ويجب ان يدام غسل العين باللبن،
3-170
1
ويدام تبريدها وترطيبها لكن الإقتصار على التبريدات مما يبطى ويبلد. واذا تحللت
2
العلة وبقيت الجراحة ضمدت بصفرة البيض المشوية، مسحوقة بزعفران، وعسل،
3
وبسائر ما كتب للحمرة فى انقراباذين.
4
|207rb7|علاج الرمد البارد
5
[أما الرمد الكائن] عن المواد الباردة: فيجب ان يستفرغ الخلط البارد. وربما
6
احتيج الى التكرير مشروبًا كان، او محتقنًا، او غرغرة؛ وأن يكون اول العلاج بالرادعات
7
التى ليست بالباردة جدًا؛ ولكن التى فيها تلطيف ما؛ مثل المر، والأنزروت. فان استعملت
8
السنبل مع بعض المياه المعتدلة كان صالحًا. وان لم تكن فى طبقات الحدقة آفة
9
اكتحلت بماء اغلى فيه زعفران، وقلقديس، وعسل؛ ويجب ان تلطخ الجبهة فى الإبتداء
10
بقلقديس؛ وخصوصًا اذا كان طريق المادة من الحجاب الخارج. وكذلك لا بأس
11
بغسل الوجه بماء اديف فيه القلقديس.
12
وان لطخت الأجفان فى الإبتداء بالترياق، وبالكبريت، والزرنيخ كان جيدًا.
13
وشرب الترياق أيضًا نافع. وقد جرب فى ذلك ورق الخروع [مدقوقًا] مخلوطًا بشبث،
14
وورق الخطمى مطبوخًا فى شراب. ونحن نذكر <ذلك> فى الأنقراباذين اقراصًا صالحة
15
لأن تلطخ الأجفان بها. وماء الحلبة، ولعاب بزركتان مما ينفع تقطيره فى عين صاحب
16
الرمد البارد؛ وبعد ذلك الشياف الأحمر اللين، والشياف الأحمر الأكبر، وشياف
17
الأحيانا، والأنزروت مذوفًا فى عصارة اوراق الكبر. والتضميد باوراق الكبر وحدها.
18
وينفع هؤلاء كلهم التدبير اللطيف، واستعمال الحمام، والشراب الصرف الأبيض.
19
|207rb36|فصل فى علاج الوردينج
20
وما كان من الرمد قد صار وردينج فعلاجه: الإستفراغ، والفصد، والحجامة؛
21
وربما احتجت الى سل الشريان. فان كان من رمد حار، واستفرغت من جميع الوجوه،
22
ومن عروق الرأس، وحجمت، فيجب ان يستعمل مثل الشياف الأبيض من الرادعات،
23
ومثل العصارات الباردة اللينة. وأما الأضمدة من خارج فمثل الزعفران، وورق الكزبرة
24
<الرطبة>، واكليل الملك بصفرة البيض، والخبز المنقوع فى رب العنب. وربما احتيج
25
ان يخلط به من المخدرات شىء؛ والأطلية أيضًا من مثل ذلك. ومن الماميثا، والحضض،
3-171
1
والصبر ومما جرب له: صفرة البيض مع شحم الدب يجعل منهما كالمرهم، ويجعلان
2
على خرقة؛ وتوضع على العين، [وكذلك الورد] ينقع فى عقيد العنب؛ ثم يسخن
3
مع صفرة البيض؛ وتوضع على العين.
4
واذا اشتد الوجع ينفع زعفران مسحوق بلبن، وعصارة الكزبرة، ويقطر فى العين. و
5
يستحب فى الوردينج ان يشغل بالعلاجات الخارجة، ويقتصر على تقطير اللبن فى العين
6
ثلاثة ايام ان احتمل الحال. وقد جرب الكحالون فى الوردينج الوجع المتقرح ان يكحل
7
بالأنزروت، والزعفران، وشياف ماميثا، والأفيون. فان كان الوردينج بعد الرمد الغليظ
8
البارد استفرغت بالأيارجات ضرورة، واستعملت اللعابات اللينة ماخوذة بعصارة الكرنب،
9
اوسلاقته. وربما احتجت ان تمزجها بماء عنب الثعلب. وربما احتجت ان تمزجها
10
بالمر، والزعفران.
11
|207va9|علاج الرمد الريحى
12
وأما الرمد الريحى: فيعالج بالأنطلة، والتكميدات، والحمامات، والتكميد
13
بالجاورس انفع التكميدات له. وربما اقدم المخاطرون على استعمال المخدرات عند
14
شدة الوجع؛ وذلك وان سكن فى الوقت فانه يهيجه بعد ساعة تهييجًا اشد مما كان لمنعه
15
الريح عن التحليل.
16
|207va19|فصل فى كلام قليل فى ادوية الرمد المستعملة
17
أما الشياف الأبيض فانه مغر مبرد، مسكن للوجع، مصلح للخلط اللذاع. وقد
18
يخلط به الأفيون فيكون اشد اسكانًا للوجع؛ لكنه ربما اضر بالبصر، وطول العلة للتخدير،
19
والتفجيج. ومما يجرى مجراه القرص الوردى؛ فانه عظيم المنفعة فى الإلتهاب، والوجع؛
20
وهو كبير، وصغير. وتجد فى انقراباذين اقراصًا، وشيافات من هذا القبيل؛ وتجد فى
21
جداول العين من الأدوية الرادعة مثل المرداسنج، والكثيراء، والحضض، والورد،
22
والإثمد الإصفهانى، واقاقيا، وماميثا، وصندل، وعفص، وطين مختوم، وسائر
23
العصارات، والصمغ، وغير ذلك من المفردات التى تخص المواد الغليظة؛ مثل المر،
24
والزعفران، والكندر، والسنبل، والجندبيدستر، وقليل من النحاس الأحمر <المحرق>،
25
والصبر خاصة، وحماما، وقرن ايل محرق. وأما التقدير والخلط بما هو ابرد وبما هو
3-172
1
اسخن، فذلك فى الحدس الصناعى فى الجزئيات. وأما سائر المختلطات المجربة فنذكرها
2
فى انقراباذين.
3
ومن الرادعات المجربة لشدة الوجع، والمادة غليظة، سواد الأساكفة بعسل
4
خالص، وماء الحلبة يجعل فى الماقين بميل. وأما من المركبات فمثل: شياف اصطفطيقان،
5
والأحمر اللين، وشياف الشادنج الأكبر، واقراص البزور من جملتها جيد.
6
|207va48|المقالة الثانية
7
فى امراض المقلة
8
واكثره فى العلل التركيبية والإتصالية
9
|207va51|فصل فى النفاخات
10
تحدث فى العين نفاخات مائية؛ فى بعض قشور القرنية التى هى اربع طباق،
11
فتحتقن هذه المائية ما بين قشرين من هذه الأربع، وتختلف لا محالة مواضعها، واغورها
12
اردأها. وقد تختلف بحسب زيادتها، ونقصانها فى المقدار. و[قد] تختلف من قبل
13
لونها، وقوامها. وقد تختلف من قبل عذوبتها، وحدتها، وأكالها. وما كان منها الى
14
القشرة الأولى رؤى اسود؛ لان ذلك لا يعوق البصر عن ادراك العنبية. والغائر يمنع عن ادراكه؛
15
لانه ابعد من تشفيف الشعاع اياه فيرى ابيض. والكثير المائية الحاد ردئ؛ لانه يولم
16
بتمديده، وبتاكيله جميعًا. وكلما كان اغور كان اكثر تمديدًا، واكثر انتشارًا، وتاكلًا، و
17
ما يحاذى الثقبة منه يضر الأبصار خصوصًا اذا أكل وقرح.
18
العلاج: علاجها مادامت صغيرة: بالأدوية المجففة، وبمثل دواء طين شاموس، وهو
19
ان يوخذ طين شاموس مقلى ثلاث اواقى، وتوتيا اوقية واحدة، واقليميا مغسول اوقيتين،
20
وكحل مغسول اوقيتين، توبال النحاس المغسول فى نسخة اربع اواقى؛ وفى بعض
21
النسخ اوقية، افيون ثلث اواقى، صمغ اربع اواقى، ويسحق بماء المطر، ويعمل منه
22
شيافات تستعمل بماء الحلبة. واذا كبرت: تعالج بالحديدة. [وقد عالجت انا بالمبضع
3-173
1
من به هذه العلة؛ فخرجت المائية المجتمعة تحت القرنية، واستوى سطح القرنية، و
2
عالجت بعد ذلك باللبن، واشياف الأيارج فبرأ].
3
|207vb21|فصل فى قروح العين وخروق القرنية
4
قروح العين تتولد فى الأكثر عن اخلاط حادة محرقة، وهى سبعة انواع: اربعة
5
فى سطح القرنية يسميها جالينوس قروحًا، وبعض من قبله خشونة. اولها: قرح شبيه
6
بدخان على سواد العين، منتشر فيه، ياخذ موضعًا كثيرًا، ويسمى الخفى. وربما سمى
7
قتامًا، ثم صنف آخر: وهو اعمق، واشد بياضًا، واصغر حجمًا، ويسمى السحاب؛
8
وربما سمى قتامًا أيضًا. والثالث: الإكليلى؛ ويكون على إكليل السواد. وربما اخذ
9
من الملتحمة شيئًا فيرى على الحدقة ابيض، وما على الملتحمة احمر. والرابع: يسمى
10
الإحتراقى؛ ويسمى أيضًا الصوفى، ويكون فى ظاهر الحدقة كانه صوفة صغيرة عليه.
11
وثلاثة غائرة. احداها: لوثوبون [اى] العميق الغور، وهى قرحة عميقة، ضيقة،
12
نقية. والثانية: تسمى لولوما اى الحافر؛ وهى اقل عمقًا، واوسع اخذًا. والثالث:
13
افيقراما اى الاحتراقى أيضًا؛ وهى وسخة ذات خشكريشة فى تنقيتها مخاطرة؛ فان
14
الرطوبة تسيل لتاكل الأغشية، وتفسد معه العين. والقروح تحدث فى العين: إما عقيب
15
الرمد، وإما عقيب بثور، وإما بسبب ضربة. وكثيرًا ما يكون مبدأ القرحة من داخل،
16
فينفجر الى خارج، وبالعكس من ذلك أيضًا.
17
العلامة: علامة القرحة فى المقلة نقطة بيضاء؛ ان كانت على الحدقة، وحمراء؛
18
ان كانت فى الملتحمة، ويكون معها وجع شديد، وضربان. وان كانت المادة التى
19
توجد بالرفاد بيضاء، دلت على وجع صعب، وضربان قوى. واذا كانت صفراء، او
20
كمدة، او رقيقة كانت فى ذلك اخف. وأما اذا كانت حمراء؛ فالوجع اخف جدًا.
21
العلاج: متى كانت القرحة فى العين اليمنى نام على اليسرى، او فى اليسرى نام
22
على اليمنى. ويجب ان يلطف تدبيره. فاذا انفجرت القرحة نقل التدبير الى الأطراف،
23
والى الفراريج، لئلا يضعف فلا تندمل قرحته، وتكثر فضول بدنه. ويجب ان لا يمتلىء،
24
ولا يصيح، ولا يعطس ما امكن، ولا يدخل الحمام إلا بعد نضج العلة. فان دخل لم
25
يجب له ان يطيل المكث. والعمدة تنقية الرأس بالإستفراغات الجاذبة الى اسفل. وكذلك
3-174
1
ينفع فيه الإحتجام على الساق كثيرًا، وفصد الصافن، وادامة الإسهال لكل اربعة ايام
2
بما يخرج الفضل الحاد الرقيق؛ من الأطبخة، والنقوعات.
3
فان كان هناك رمد؛ عولج اولًا بالإستفراغ المذكور فى بابه، وبادوية تجمع بين
4
تسكين الوجع، وادمال القروح؛ مثل الشياف النشاستجى، والكندرى، والإسفيذاجى،
5
وتقطير لبن النساء فى العين. وان كان هناك سيلان خلط به ما له قوة مانعة. وبالجملة
6
فان قانون اختيار الأدوية فيه ان يختار كلما يجفف بلا لذع. واذا اشتدت الحرارة، و
7
استعملت شياف الشاذنج اللين، والشياف الكندرى كان نافعًا جدًا.
8
ومن الشيافات النافعة: شياف سقلينون، وفونيس، وان كان سيلان: فشياف
9
دريوس، وامالوروسدن. وان كان السيلان مع حدة: فشياف سارقالون. و
10
ان كان بلا حدة فالشيافات التى يقع فيها مر، وناردين. وان كان فى القروح
11
وسخ نقى بشراب العسل، [او بماء الحلبة مع شىء من هذه الشيافات المذكورة]، او بلعاب
12
بزر كتان، او بألبان النساء. فان كان تاكل شديدًا اضطررت الى استعمال طرخماطيقون.
13
فاذا تنقت القرحة فاقبل على المجففات بلا لذع؛ مثل الشيافات الكندرية، ومثل الكندر
14
نفسه، والنشاستج، والإسفيداج، والرصاص المحرق المغسول، والشياف الأبيض،
15
واشياف الآبار خاصة، وكذلك رماد الصدف المغسول ببياض البيض، او رماد الصدف
16
الكبير المغسول بمثله شادنج.
17
|207vb58|نسخة شياف لونابيس وهو قوى
18
اقليميا ستة عشر مثقالًا؛ اسفيداج مغسول اوقية، نشا، وافيون، وكثيراء من كل
19
واحد مثقالان يدق، ويلت بماء المطر، ويعجن ببياض البيض.
20
آخرباسمه وهو قوى جيد
21
اقليميا محرق مغسول، واسفيذاج مغسول ثمانية ثمانية، مر ستة، كحل مغسول
22
محرق واحد، نشاستة، رصاص محرق مغسول، طلق، من كل واحد ثلاثة مثاقيل، كثيراء
23
ثمانية، يسحق بالماء، ويعجن ببياض البيض.
3-175
1
|208ra53|فصل فى خروق القرنية
2
قد يكون عن قرحة نفذت، وقد يكون عن سبب من خارج؛ مثل ضربة، او صدمة
3
خارقة، فحنيئذ تظهر العنبية. فان كان ما يظهر منها شيئ يسير سمى النملى، والموسرج،
4
والذبابى؛ وذلك بحسب العظم، والصغر. وان كان ازيد من ذلك حتى تظهر حبة
5
العنبية سمى العنبى، وما هو اعظم سمى التفاحى. فان خرجت العنبية جدًا حتى حالت
6
بين الجفنين، والإنطباق، سمى المسمارى. واذا ابيضت العنبية فلا برء له.
7
واعلم ان القرنية اذا انخرقت طولًا لم ير بياض؛ ولكن يرى صدع. وكان
8
الناظر قد طال. وقد يمكن ان يبين هذا بوجه اوضح فيقال: ان الخرق قد يكون فى
9
جميع اجزاء القرنية، وقشورها؛ فيكون النتوء من جوهر العنبية. وقد يكون فى بعض
10
اجزاء القرنية؛ ويكون الناتى منها نفسها، ويكون عند تاكل بعض قشورها؛ ويشبه
11
النفاخة، ويفارق النفاخات، والنفاطات؛ فان النفاخات، والنفاطات تكون معها
12
فى بياض العين حمرة، ودمعة، وضربان، وتنكبس تحت الميل؛ وليس كذلك هذا
13
[واذا كان النتوء من جهة القرنية اى من نفسها؛ تكون صلبة جاسية، ولا تنكبس تحت
14
الميل]. وأما النتوء الذى يكون سببه انخراق القرنية فى جميع قشورها، وبروز العنبية كلها،
15
او بعضها؛ فاصنافه اربعة:
16
الصغير الذبابى، او النملى؛ وقد يشبه اذا صغر، النفاخة والنفاطة، ويفارقها
17
بأنها تكون على لون العنبية فى السواد، والزرقة، والشهلة. فان فارق لونها لون الطبقة
18
العنبية فهى نفاخة. وقد يحقق الحدس فى امرها: ان يرى مطيفًا فى اصلها شيئ ابيض
19
كالطراز؛ وانما [يكون] ذلك حافة خرق القرنية؛ وقد ابيضت عند ادمالها. والثانى
20
الذى رسمناه العنبى. والثالث اكثر من ذلك، ويمنع الإنطباق؛ ويقال له التفاحى،
21
والمسمارى. والرابع كانه من جنس التفاحى إلا انه مزمن، ملتحم بما يخرج مى القرنية،
22
بارز عنه؛ ويقال له الفلكى، وهو الشبيه بفلكة المغزل [الملتحمة بالمغزل].
23
العلاج: مادام فى طريق التكون فعلاجه: علاج القروح والبثور؛ على ما قلنا من انه يحتاج
24
الى تنقية البدن ــ كيف كانت العلة ــ إستفراغًا يالفصد والإسهال، وبعد الاستفراغ يستعمل
25
الإستحمام بالماء العذب؛ وخصوصًا اذا كان فى المزاج حدة؛ من غير ان يلبث فى هواء
26
الحمام إلا قليلًا. ولا يكثر أيضًا غمس رأسه فى ماء الآبزن حارًا، او باردًا، ولا يستعمل
27
الأدهان على الرأس؛ فان بعض ذلك يرسل المادة الى العين بتحليل المادة الموجودة فى
3-176
1
الدماغ، ويجذب ما ليس فيه [اليه]، وبعضه بتكثيف مسام التحلل. واذا لم يجد
2
تحللًا سالت الى اطراف الدماغ. ويجب ان تكون الأغذية جيدة الكيموس، معتدلة،
3
باردة، رطبة. وسائر التدبير <كله> كذلك. ومادام بثرًا أنضج وعولج علاج القروح؛
4
فاذا تقرح استعمل عليه اولًا الأضمدة القابضة الجالية: مثل السفرجل، والعدس مطبوخين
5
بعسل، ومثل نور الرمان، والزيتون، ومح البيض، والزعفران، او رمان مز مطبوخ مع
6
يسير من الخل، وماء الحصرم مهرًا، ثم يتخذ ضمادًا. وان احتمل قطر فى العين مع نشا
7
ونحوه. فاذا صار خرقًا عالج بعلاج الخرق.
8
وأما النملى فيعالج: بالمائعات القابضة، والتكميد بالخل، والماء، والخمر
9
العفص، او بماء اغلى فيه ورد؛ ويكحل بالشيافات القابضة. ومن النافعة فيها:
10
عصارة ورق الزيتون، وعصارة عصا الراعى. ومن الأدوية المفردة القابضة: السنبل،
11
والورد، والرصاص المحرق، والقيموليا، والطين المختوم، والإسفيذاج. ومن
12
الأكحال عفص جزآن، كحل عشرة اجزاء. ومن الشيافات "شياف حنون"، واغردينون،
13
وبادرطيون، ودنانلياس، والشياف العربى، ولما هو [اقوى] شياف بردنطوسلين،
14
واذا قطر فيها شياف عصب، ونام مستلقيًا.
15
|208rb37|شياف قوى لذلك
16
رماد المسبك الذى يخلص فيه النحاس، والزعفران، والنشاء، والكثيراء، و
17
يعجن بياض بيض دجاج بيض من يومه؛ وربما جعل فيه الحجر اليمانى.
18
شياف جيد
19
وهو شياف بادربيون ينفع من جميع انواع البثور: يوخذ كحل محرق مغسول اربعة
20
مثاقيل، اسفيداج محرق مغسول ستة، حضض هندى ستة عشر، سنبل ثمانية، اقاقيا اصفر
21
عشرون مثقالًا، جندبيدستر ستة، صبر مثله، صمغ عشرون مثقالًا يسحق بماء المطر و
22
يشيف. واعلم ان الواجب عليك اذا اخذت القرحة فى النتوء ان تلزم العين الرفادة، و
3-177
1
الإستلقاء. وأما المسمارى فلا علاج له. وقوم لأجل الحسن يقطعون النواتى من الموسرجات؛
2
والأصوب ان لا [يقطع ولا] يحرك؛ فربما انصبت المادة، وانتقلت الى العين
3
الأخرى.
4
|208va36|فصل فى البثور فى العين
5
ما كان على القرنية يكون الى البياض، وما كان على الملتحمة يكون الى الحمرة.
6
علاجه: الفصد، ويقطر الدم فى العين على ما يذكر فى باب الطرفة، وتضميد
7
العين بصوفة مغموسة فى بياض البيض مضروبًا بالخمر، ودهن الورد، ويقطر لبن نقع فيه
8
بزر المرو، وشياف الآبار، وشياف حافيون.
9
|208va47|فصل فى المدة تحت الصفاق
10
هذه مدة تحتبس تحت القرنية إما فى العمق، وإما فى القرب، ويشبه موضع
11
القرنية الظفرة. واذا تاكلت معه شظية سمى قلقطانا.
12
العلاج: قال بولس: يعالج بمثل شراب العسل، وعصارة الحلبة [اذا ازمن
13
وغلظ] وشياف الكندر، اويفتح باكليل الملك، ولعاب بزر كتان، والفجل الرطب
14
المطبوخ ان لم يمنع رمد، وينقى مثل شياف المر، والشاهترج. فان لم تكن قرحة استعملت
15
هذا الشياف: قلقديس، زعفران اوقية اوقية، مر درهم ونصف، عسل رطل. و
16
أيضًا: دواء المغناطيس المتخدة للظفرة. وأيضًا: دواء طين شاموس المذكور
17
فى باب النفخات.
18
|208vb7|فصل فى السرطان فى العين
19
اكثره يعرض فى الصفاق القرنى.
20
علامته: وجع شديد، وتمدد فى عروق العين، [ونخس قوى يتعدى الى
21
الأصداغ؛ وخصوصًا كما يتحرك صاحبه، وحمرة فى صفاقات العين]، وصداع، و
22
سقوط شهوة الطعام، والتالم بكل ما فيه حرارة. وهو مما لا يطمع فى برئه، وان طمع
23
فى تسكينه. وليس يوجع السرطان فى عضو من الأعضاء كايجاعه اذا عرض فى العين.
24
واستعمال الأدوية الحادة مما يوذى صاحبه، ويثير وجعًا لا يطاق.
3-178
1
العلاج: ان لم يكن بد من علاجه فليكن الغرض: تسكين الوجع بان ينقى البدن،
2
وناحية الرأس من الخلط [العكر]، ويغتذى بالأغذية الجيدة الكيموس الحنطية التى
3
لا تسخين فيها. وشرب اللبن نافع منه. ويجب ان يستعمل فيه بياض البيض مع اكليل
4
الملك، وشىء من زعفران، والشياف الأبيض، وكل شياف يتخذ من مثل النشا، و
5
الإسفيذاج، والصمغ، والأفيون، وجميع اللاتى تقع فيه سائر الملينات، والمخدرات،
6
واشياف سمرديون، وشياف مامون، والقيروطى المتخذ من مح البيض، ودهن الورد.
7
|208vb32|فصل فى الغرب وورم الموق
8
انه قد يخرج فى موق العين خراج: فربما كان صلبًا؛ يتحرك باللمس، و
9
لا ينفجر، ويكون من جنس الغدد. واكثر عادته ان يرى نتوأً فى الموق، ويزلق بالغمز،
10
ويوجع غمزه، ويكثر معه الرمد. وربما كان خراجًا بثريًا يجتمع وينفجر. و
11
اذا انفجر فعل ناصورًا فى اكثر الأمر. ويشتركان فى كل واحد منهما يتزعزع تحت المس،
12
ويغيب بالغمز، [وينتو] بالترك. وربما كان جوهر هذا البثر، ونتوءه فى الغور؛ فلا
13
يظهر نتوءه من خارج؛ ولكن تدل عليه الحكة. وربما اصابته اليد عند الغمز البالغ.
14
والغرب ناصور يحدث فى موق العين الانسى؛ واكثره عقيب خراج، وبثر يظهر
15
فى الموضع، ثم يصير ناصورًا. وذلك الخراج قبل ان ينفجر يسمى اخيلوس؛ ولان ذلك
16
العضو رقيق الجوهر يودى من باطنه الى ظاهره كالجوبة يحدها من جانب عظم الأنف،
17
و من جانب المقلة. واذا انفجر ترك بعدًا، وعسر إلتئامه؛ لان العضو رطب، ومع
18
رطوبته يتحرك دائم الحركة، وكذلك ما يصير ناصورًا. وربما كان انفجاره الى [خارج،
19
وربما كان انفجاره الى داخل يمنة ويسرة، وربما كان انفجاره الى الجانبين جميعًا.
20
وكثيرًا ما يتطرق انفجاره الى] الأنف فيسيل اليه. وقد يبلغ خبث صديده العظم فيفسده،
21
ويسوده، ثم يوكله؛ ويفسد غضاريف الجفن، ويملأ العين مدة تخرج بالغمز.
22
العلاج: الغرب مرض مزمن، وأخفه الحديث. ويعالج الحديث منه بأدوية
23
سهلة نذكرها. وأما المزمن فان علاجه الحقيقى: هو الكى الذى نصفه، اوما يقوم
24
مقامه؛ مثل الديك برديك [يبدأ فيحك الناصور بخرقة، ثم يتخذ فتيلة بديك برديك]. ويحشى.
25
و[قد] زعم بعضهم انه اذا نقى واخذ عنه للحم الميت، وغمست قطنة فى ماء الخرنوب
3-179
1
النبطى، وجعلت فيه، نفعت نفعًا شديدًا. وان اريد استعمال دواء غير الكى فافضله:
2
ان يعصر حتى يخرج ما فيه، ثم يغسل بشراب قابض يقطر فيه؛ فان كان قليلًا لا يخرج
3
ترك يومين وثلثة معصوبًا، حتى يجتمع شىء له قدر، ثم يعصر، ثم يقطر فيه شياف الغرب
4
الذى نسبه محمد بن زكريا إلى نفسه، وخصوصًا المذوب منه فى ماء العفص. وافضل
5
التقطير أن يقطر قطرة بعد قطرة بين كل قطرتين ساعة. ومن افضل تدبيره: ان يسبر غوره
6
بميل؛ ثم يلف على الميل قطنة تغمس فى الأدوية، ويجعل فيه، سواء ان كان الدواء
7
سيالًا، أو ذرورًا. ويجب اذا استعمل الدواء ان يشد بعصابة، ويلزم السكون.
8
ومن الشيافات المجربة: أن يوخذ زرنيخ أحمر، وزاج، وذراريح، وكلس،
9
ونوشادر، وشب اجزاء [سواء] تجمع [سحقًا] ببول صبى، وييبس، ويستعمل يابسًا.
10
وقد ينفع فى ابتداءه، وقبل الإنفجار: ان يجعل عليه زاج، ويجعل عليه أشق، وميويزج،
11
وكذلك الجوز السنخ، وكل ما هو قوى التحليل. واذا سحق ورق السذاب البستانى
12
بماء الرماد، وجعل على اخيلوس قبل بلوغه العظم، وبعده؛ يدمله ويصلح اللحم؛ لكنه
13
يلذع فى أول وضع ثم لا يلذع. واذا صار غربًا فاعلم أن القانون فيه: ان ينقى أولًا،
14
ثم يعالج. ومما ينقيه ان يوخذ <من> [غرقى] القصب الموجود فى باطنه، وخصوصًا
15
القريب من أصله الذى له غلظ ما، ويغمس فى العسل، ويلزم الغرب فينقيه، ثم يغسل
16
الموضع باسفنج مغموس فى ماء العسل. وربما اتبع ايداعه غرقى القصب يابسًا وحده،
17
بلا دواء آخر مجفف فيكفى.
18
ومن المجربات للغرب: شياف ماميثا، وزعفران بماء الطلحشقوق، ولا يزال
19
يبدل. ومنها ان يسحق الحلزون بجرمه، ويخلط به مر، وصبر، ويستعمل. وهو
20
مما ينتفع به فى العلة. وهى بعد تبثره، ولم يجتمع. وقد ينتفع به فيه وهو قرحة.
21
ومنها ودع محرق، وزعفران، وطرخشقوق يابس بماء السماق المشمس. ومن العجب
22
فيه: ورق السذاب بماء الرمان؛ ويجعل عليه. ومن خصوصيته أنه يمنع ان يبقى <له>
23
اثر فاحش. ويجب ان لا يبالى بلذعه. ومما يفجر الخراج [الحارج]: ضماد من خبز
24
مع بزر مرو، أوكندر بلبن امرأة، اوزعفران بماء الجرجير، او مر بثلاثة صمغ أعرابى يعجن
3-180
1
بمرارة بقر، ويلزق عليه، ولا يحرك حتى يبرئه. من أدوية الغرب أن تتخذ فتيلة من
2
زنجار معقود بالكور، والأشق. وزعمت الهند: ان الماش الممضوغ يبرئه. وزعم
3
بعضهم: ان المر وحده يبرئه؛ اذا وضع عليه. ومن الذرور المجرب فيه: أن يوخذ
4
عروق جزء، نانخواه ثلثا جزء، يسحقان ذرورًا؛ ويذران فيه. وأيضًا الدواء المركب من
5
برادة نحاس، وشب، ونوشادر نافع له مبرئ.
6
ومن الأدوية النافعة: ان يوخذ زاج، وصبر وانزروت، وقشور الكندر محرقًا،
7
وماميثا اجزاء سواءً؛ ويجعل فى المأق. والصبر وحده مع قشار الكندر أيضًا. ويتامل
8
الأدوية المذكورة فى الانقراباذين؛ وخصوصًا الدواء الحاد الأخضر، ويتامل الواح الأدوية
9
المفردة. واذا بلغ العظم ولم ينتفع بالأدوية فلا بد من شقه، والكشف عن باطنه،
10
واخذ اللحم الميت؛ ان كان حتى يبلغ العظم، ثم تدبيره بعد ذلك على ثلاثة أوجه:
11
ان كان العظم صحيحًا حك سواد ان ظهر به، وملىء دواء من الأدوية المدملة،
12
وشد، وترك مدة. وان كان الامر أعظم من هذا فلا بد من كى. وربما احتيج الى
13
أن يثقب العظم الفاسد ثقبًا نافذًا، ويقصد بذلك ان يكون اغور ما يكون فى اسفل الجوبة
14
لا يميل إلى الأنف، ولا يميل إلى العين، فتشيل الملتحمة، [بل] إلى جانب الأنف
15
فى الغور، حتى اذا ثقب الموضع ثقبًا واحدًا، او ثلاثة ثقوب صغار، ونفذ، وسال
16
الدم إلى ناحية الفم، والأنف؛ يكوى حينئذ كية بالغة مع تقية ان يصيب ناحية المقلة.
17
بل تجب أن تضبط المقلة ضبطًا بالغًا؛ ثم يكوى؛ وتذر فيه الأدوية، ويعصب. وربما
18
اغنى الكى عن الثقب، وليقتصر عليه ما امكن. والدواء الراسى من الأدوية الجيدة فى
19
ذلك. ويجب اذا كوى وذر عليه الدواء ان يوضع على نفس العين اسفنج مبلول بماء
20
مبرد، أوعجين دقيق [مبرد] بالثلج؛ [اسرع عجين مبرد بالثلج] كلما كاد ان يسخن بدله.
21
|209va3|فصل فى زيادة لحم الموق ونقصانه
22
قد تعظم هذه اللحمة حتى تمنع البصر. وقد تنقص جدًا حتى تختفى حتى لا
23
تمنع الدمعة. واكثره عند خطأ الطبيب فى قطع الظفرة.
24
<العلاج>: أما الزيادة: فتعالج بأدوية يسيرة، ولا يستاصل؛ فيحدث الدمعة.
25
وأما النقصان الحادث عن القطع فلا علاج له. فان كان من جهة أخرى فربما امكن
26
ان يعالج بالأدوية المنبتة للحم التى فيها قبض، وتجفيف كالأدوية المتخذة [من
27
الماميثا، والزعفران، والصبر بالشراب. والأدوية المتخذة] بالصبر، [والبنج بالشراب، و
3-181
1
الصبر وحده اذا ذر على الموق نفع]. والشراب نفسه نافع؛ خصوصًا اذا طبخ فيه ماله
2
قوة مقبضة.
3
|209va20|فصل فى البياض فى العين
4
اعلم ان البياض فى العين منه رقيق، حادث فى السطح الخارج يسمى الغمام.
5
ومنه غليظ يسمى البياض مطلقًا [كلاهما يحدثان عن اندمال القرحة، او البثرة اذا
6
انفجرت واندملت].
7
العلاج: أما الرقيق منه الحادث فى الأبدان الناعمة: فيجب ان يدام تبخيره
8
بالمياه الحارة، والإستحمام بالماء الحار؛ ثم يستعمل اللحس دائمًا. وقد ينفعه عصارة
9
شقائق النعمان، وعصارة قنطوريون الدقيق. وأيضًا عروق جزء، نانخواه ثلثا جزء يتخذ منه ذرورًا.
10
وأقوى منه أنزروت، سكر طبرزد، زبد البحر، زراوند، بورق يكتحل به. ومما ينفع منه
11
كحل اسطوماخس، وكحل الآبار القوى، واصطفطيقان، وطرخماطيقون. وأما [البياض]
12
المزمن الغليظ، والكائن فى ابدان غليظة: فيجب ان يستعمل تليين البياض بالتبخيرات،
13
والإستحمامات المذكورة. ويكون الشيافات المذكورة التى يكتحل بها مدوفة فى ماء
14
الوج، أو فى ماء الملح الدرانى المحلول، ومكتحلًا بها فى الحمام. فان لم تنجع الحمامات
15
استعمل الإكتحال بالقطران مع نحاس محرق يتخذ منهما كالشياف. وأيضًا شياف قرن
16
الإيل. وأيضًا الإكتحال ببعر الضب وحده، أو مع مشحقونيا، ونحاس محرق، او [مع]
17
ملح درانى مقلو. واقوى من هذا خرء الخطاطيف بشهد او بعسل، او زبل سام أبرص،
18
يكتحل به بكرة، وعشية. ومما هو معتدل: شيح محرق، مع سرطان بحرى، وقليميا
19
الذهب.
20
واذا كان للبياض تقعير استعمل ماميران، وأشج، ومر، وبعر الضب سواءً.
21
ودواء المغناطيس المذكور فى باب الظفرة. وقد يستعمل اصباغ <الأثر> بصبغ البياض؛
22
منها ان يوخذ المتساقط من ورد الرمان الصغار، وقاقيا، وقلقديس، وصمغ من كل واحد
23
أوقية، إثمد ثلاثة دراهم، عفص مثله، يذاب بالماء. فان لم يوجد ورد الرمان فقشره،
24
اواقماعه، او الغشاء الشحمى الذى بين حبه. وأيضًا عفص، وقاقيا من كل واحد درهمان،
25
قلقديس درهم؛ يتخذ منه صبغ. ومن الأصباغ كحل بهذه الصفة: رصاص محرق
3-182
1
مغسول، وزعفران، وصمغ [من كل واحد مثقالان]، ورماد بيوت سبك النحاس مغسولًا
2
بماء المطر [مثقالان، توبال النحاس مغسولًا نصف مثقال، ويستعمل منه. كحل آخر
3
جيد فى الغاية: قلقطار، عفص اخضر،] من كل واحد اربعة مثاقيل. يحل بالماء و
4
يستعمل دفعات كثيرة. آخر: عفص جزء، قاقيا جزء، قلقند نصف جزء يسحق بماء شقائق
5
النعمان.
6
|209vb15|فصل فى السبل
7
السبل غشاوة تعرض للعين من انتفاخ عروقها الظاهرة فى سطح الملتحمة، و
8
القرنية، وانتساج شىء فيما بينها كالدخان. وسببه إمتلاء تلك العروق؛ إما عن مواد
9
يسيل إليها من طريق الغشاء الظاهر، او من طريق الغشاء الباطن لإمتلاء الرأس، وضعف
10
العين. وقد يعرض من السبل حكة، ودمعة، وغشاوة، وتأذ من ضوء الشمس، وضوء
11
السراج، فيضعف البصر فيها؛ لانه متأذ قلق فيوذيه ما يحمل عليه. وقد يعرض للعين
12
السبلة: ان يصير أصغر، وينقص جرم الحدقة. والسبل من الأمراض التى تتوارث وتعدى.
13
العلامات: علامة السبل الذى مبدأه الحجاب الخارج: ما ذكرناه مرارًا من
14
درور العروق الخارجة، وحمرة الوجه، وضربان شديد فى الصدغين، وفى عروق القرنية.
15
وعلامات الأخر ما تعرفه مما هو خلاف هذا مما قد بين لك فى القانون.
16
علاجه: يجب ان يهجر معه جميع ما يهجره صاحب النوازل إلى العين، ومما
17
ذكرناه، ولا نعيده الآن. وان يستعمل من الإستفراغات، والمنقيات ما ذكرناه، وان
18
يجتنب الأدهان، والأضمدة على الرأس. والسعوط فقذ ذكر فيه أيضًا. وأنا لا أرى بأسًا
19
باستعماله اذا كان الرأس نقيًا. وقد رخص جالينوس فى سقيه شرابًا، وتنويمه عقيبه
20
اذا كان نقيًا؛ ولا مادة فى بدنه، ورأسه. ويشبه ان يكون هذا موافقًا فى السبل الخفيف،
21
والقوى منه لا يستغنى فيه عن اللقط. وأحسن اللقط ان ينفذ خيوط كثيرة تحت العروق،
22
فاذا استوفيت جذبت الى فوق <و إلى اسفل> [ليشيل] السبل ثم يلقط بمقراض حاد
23
الرأس لقطًا لا يبقى منه شيئًا، [اذ لو ابقى شيئًا لرجع الى ما كان، بل اردأ] ثم يستعمل
24
تدبير منع الإلتزاق المذكور فى باب الظفرة.
25
واذا وجعت العين من تاتى اللقط، لم يقطع عنها صفرة البيض فذلك شفاءه.
26
وبعد ذلك يستعمل الشياف الأحمر، والأخضر؛ ليحلل بقايا السبل، وينقى العين.
3-183
1
وأجود الأوقات للقط الربيع، والخريف؛ ولكن بعد التنقية، والإستفراغ؛ وإلا أمال
2
الوجع الفضول إلى العين.
3
وأما الأدوية [النافعة] من السبل فانما [تنفع] الحديث [منه] فى الأكثر. فمما جرب:
4
قشر البيض الطرى كما يسقط من الدجاجة يغلى فى الخل عشرة أيام، ثم يصفى، ويجفف
5
فى كن، ويسحق ويكتحل به. ومما جرب فى كحل العين بالرمادى مضافًا إليه [مثله]
6
مرقشيشا. ومما جرب كحل العين ببول ترك فيه برادة نحاس قبرسى يومًا. ومن المركبة:
7
شياف اصطفطيقان، والأحمر اللين، والأحمر الحاد، والأخضر، وطرخميطيقان، وشياف
8
روسختج. ودواء مغناطيس، المذكور جميع ذلك فى انقراباذين، وشياف الشب، و
9
الجلنار. واذا قارن السبل جرب فقد جرب له شياف السماق وحده. وربما جعل فيه
10
قليل انزروت، او صمغ، ويكتحل به؛ فانه يقطع السبل ويزيل الجرب.
11
|210ra28|فصل فى الظفرة
12
هى زيادة من الملتحمة، او من الحجاب المحيط بالعين، يبتدئ فى اكثر الأمر
13
من الموق، ويجرى دائمًا على الملتحمة، وربما غشيت القرنية؛ وتعدت [عليها] حتى
14
تغطى الثقبة. [ومنها ما هو أصلب]؛ ومنها ما هو ألين. وقد يكون اصفر اللون؛ وقد
15
يكون احمر اللون؛ وقد يكون كمد اللون. ومن الظفرة ما مجاورته الملتحمة، مجاورة
16
إلتزاق، وهو ينكشط بسرعة، وبأدنى تعليق. ومنه ما مجاورته مجاورة اتحاد؛ وتحتاج
17
إلى سلخ.
18
العلاج: افضل علاجه: الكشط بالحديد، وخصوصًا لما لان منه. وأما الصلب:
19
فان كاشطه اذا لم يرفق أدى إلى ضرر. ويجب ان يشال بالصنارات. فان تعلق سهل
20
قرضه، وان امتنع سلخ بشعرة، او ابريسم ينفذ تحته بابرة، او باصل ريشة لطيفة. و انما
21
يحتاج إلى ذلك فى موضع، أو موضعين. فان لم يغن احتاج إلى سلخ لطيف بحديد
22
غير حاد. ويجب ان يستاصل ما امكن من غير تعرض للحمة الموق؛ فيعرض الدمعة،
23
واللون يفرق بينهما. واذا قطعت الظفرة قطر فى العين كمون ممضوغ بملح، ثم يتلافى
24
لذعه بصفرة البيض، ودهن الورد، والبنفسج. فاذا لم يستعمل تقطير الكمون الممضوغ
25
بالملح، التزقت الملتحمة بالجفن. ولذلك يجب أيضًا ان يقلب المريض الحدقة كل
26
وقت. ثم [بعد ثلاثة ايام] يستعمل الشيافات الحارة ليستأصل البقية.
3-184
1
وأما استعمال الأدوية <العنيفة> عليه، فالأمر لا كثير غناء له فيما غلظ من الظفرة،
2
ومع ذلك فانها لا تخلو من نكاية الحدقة لحدتها؛ فانه لا بد ان يكون شديدة الجلاء،
3
مخلوطة بالمعفنة. ومن الأكحال المجربة له: شياف طرخماطيقون، وقلقطارين، و
4
شياف قيصر وباسليقون الحاد، وروشنائى، ودينارجون. وهذه كلها مكتوبة فى انقراباذين.
5
وقد جرب له: ان يوخذ نحاس محرق، وقلقديس، ومرارة التيس، اجزاء سواءً، و
6
يتخذ منه شياف. وأن يوخذ قلقديس، وملح درانى جزء جزء، صمغ نصف جزء يشيف
7
بالخمر، اونحاس محرق، وقلقند، وقشور أصل الكبر، ونوشادر، ومرارة التيس،
8
أو البقر مع عسل، او عسل وحده مع مرارة ماعز، أو مغناطيس، وزنجار، ومغرة، و
9
أشق من كل واحد جزءان، زعفران جزء للاوقية من <كل> ذلك، قوطولى عسل. و
10
أيضًا قلقند، ونوشادر <و مرارة التيوس> يتخذ منه كحل فهو عجيب <جدًا>.
11
ومما جرب للظفرة وهو يقرب من تاثير الكشط: أن يوخذ خزف الغضار،
12
ويحك عنه التغضير، ويسحق [سحقًا] ناعمًا، وبعد ذلك يخلط بدهن حب الخروع،
13
ويسحقان معًا ثم يدخل ميل فى جلد، ويوخذ به الدواء، ويحك به الظفرة دائمًا كل يوم
14
مرارًا؛ فانه يرققها، ويذهب بها. ويجب ان يكب قبل استعمال الأدوية على بخار ماء حار
15
حتى يسخن العين، ويحمر الوجه، أو يدخل الحمام. وقد ينفع فى الظفرة الخفيفة:
16
ان يسحق الكندر، وينقع فى ماء حار حتى ياتى عليه ساعة، ويصفى، ويكحل به؛ نافع
17
ان شاء الله.
18
|210rb36|فصل فى الطرفة
19
هو نقطة من دم طرى أحمر، أو عتيق مائت، أكهب أو أسود قد سال عن بعض
20
العروق المنفجرة [فى العين بضربة مثلًا، اوبسب آخر مفجر للعروق] من امتلاء، وورم
21
حتى يعتق فيه. ومن جملته الصيحة، والحركة العنيفة. وربما كان عن غليان الدم
3-185
1
فى العروق. وربما حدث عن الطرفة الضربية خرق دقيق فى الحدقة. والذى فى
2
الملتحمة من الخرق أسلم.
3
العلاج: يقطر عليه دم الحمام، أو الشفانين، والفواخت، والوراشين، وخاصة
4
من تحت الريش. فان كان فى الإبتداء خلط به شىء من الرادعات؛ مثل طين قيموليا،
5
والطين الأرمنى. وأما فى آخره فيخلط بالمحللات؛ حتى الزرنيخ مع الطين المختوم.
6
وقد يعالج بلبن امرأة مع كندر، والماء المالح، وخصوصًا المدوف فيه ملح درانى [او
7
نوشادر] وخصوصًا اذا جعل فيه ذلك مع الكندر، قطر على العتيق منه. وشياف دينارجون
8
نافع جدًا. ودواء متخذ من حجر الفلفل، والأنزروت اجزاء سواءً، زرنيخ مثل الجميع.
9
وقد يخلط بذلك ملح اندرانى، ويتخذ منه شياف.
10
وقد يضمد من خارج بقلى محرق بالخمر، أو بالخل. وكذلك ذرق الحمام بخل،
11
أو بخمر، أوزبيب منزوع العجم ضمادًا وحده؛ او بخل، وبسائر ما قيل؛ وخصوصًا
12
اذا كان ورم. وكذلك الجبن الحديث، والقليل الملح، والجبن الحديث، وقشر الفجل،
13
واكليل الملك مع دم الأخوين، أو أصل السوسن. وزعفران، وعدس، بدهن الورد،
14
وصفرة البيض. والإكباب على ماء طبخ [فيه زوفا، وسعتر اوالتكميد به، اوخل طبخ]
15
فيه رماد، أو نقيع اللبان مع صبر، او ماء عصفر [برى]، أو نقيع الزعفران، او ماء طبخ
16
فيه بابونج، واكليل الملك، او عصارتهما، أو سلاقة ورق الكرنب، او التضميد بورق
17
الكرنب مطبوخًا مدقوقًا. وللقوى المزمن خردل؛ مخلوط بضعفه لحم التين ضمادًا أو زرنيخ
18
محكوك بلبن، اورماد مطبوخ فى شراب يضمد به، أو نانخواه، وزوفا؛ بلبن البقر.
19
فان حدث مع الطرفة خرق فى الملتحمة مضغت الملح، والكمون، وقطرت الريق
20
فيه. وورق الخلاف نافع منه جدًا اذا ضمد به.
21
|210va27|فصل فى الدمعة
22
هذه العلة هى ان تكون العين دائمًا رطبة برطوبة مائية. فربما سالت دمعة، ومنه
23
<ما> مولود، ومنه عارض. ومن العارض لازم فى الصحة، ومنه تابع للمرض؛ ان زال
24
زال؛ كما يكون فى الحميات. والسبب فى العارض ضعف الهاضمة، او الماسكة
25
المنضجة، او نقصان فى الموق فى الطبع، او بسبب استعمال دواء حاد، او عقيب
26
قطع الظفرة. ومبدأ تلك الرطوبات الدماغ، ويسيل منه إلى العين فى احد الطريقين
27
المتكرر ذكرهما مرارًا. وما كان مولودًا، او مع استيصال قطع الموق؛ فلا يبرأ.
3-186
1
وسيلان الدمع إن يكن فى الحميات والأمراض الحادة؛ ويكون بلا علة؛
2
فيكون لآفات دماغية، واورام دماغية؛ وقد يعرض فى الحميات السهرية فى حميات
3
اليوم. وأما فى حميات العفنية الدموية؛ فيكثر سيلان الدمع فى التمدد. وهذا كله
4
من جنس ما هو عارض، سريع الزوال، تابع لمرض ان [زال] زال معه.
5
العلاج: القانون فى علاجها: استعمال الأدوية المعتدلة القبض. فأما الكائن
6
عقيب قطع الظفرة، او تاكيلها بدواء؛ فعلاجه: الذرور الأصفر، واقراص الزعفران،
7
وشياف الصبر، وشياف الزعفران بالبنج. وأن يكحل على الماق نفسه بالكندر
8
أو بدخانه خاصة، وبالصبر، والماميثا، والزعفران. وان كانت قد فنيت،
9
واستوصلت؛ فلا تنبت البتة. والكائن لا عن قطع الظفرة؛ فالتوتيا، و
10
الأكحال التوتيائية خاصة الكحل التوتيائى المذكور فى باب البياض. والشيافات اللزجة
11
كلها كشياف الأبيض الأنزروتى، وشياف اصطفطيقان، وبسائر ما ذكر فى انقراباذين.
12
ومما جرب فيها: الدواء المتخذ من ماء الرمان الحامض بالأدوية، وصفته:
13
ان يطبخ الرطل منه على النصف، ثم يلقى فيه صبر اسقوطرى، وحضض، وفيلزهرج،
14
وزعفران، وشياف ماميثا، من كل واحد مثقال، مسك دانقان، ويشمس اربعين يومًا
15
فى زجاج مغطى. ومما جرب فيه دخول حمام على الريق، والمقام فيه، وتقطير الخل،
16
والماء فى العين كثيرًا. وأما المولود منه فعسير؛ ما يقبل العلاج بسرعة.
17
|210vb21|فصل فى الحول
18
قد يكون الحول لإسترخاء بعض العضل المحركة للمقلة؛ فيميل عن تلك الجهة إلى الجهة
19
المضادة لها. وقد يكون من تشنج بعضها؛ فتميل المقلة إلى جهتها. وكيف كان
20
فقد يكون عن رطوبة. وقد يكون عن يبوسة؛ كما يعرض فى الأمراض الحادة. وما يكون
21
السبب فيه تشنج العضل؛ فانما يكون عن تشنج العضل المحركة؛ فان تشنجها هو الذى
22
يحدث فى العين حولًا، وآفة. وأما تشنج العضل الماسكة فى الأصل فلا تظهر آفة؛ بل
23
ينفع جدًا.
24
وكثيرًا ما يعرض الحول بعد علل دماغية؛ مثل الصرع، وفرانيطس، والسدر،
25
ونحوه للإحتراق، واليبس، او لإمتلاء أيضًا. واعلم ان زوال العين إلى فوق، وأسفل؛
26
هو السبب فى روية الشىء شيئين . وأما الى الجانبين فلا يضر البصر ضررًا يعتد به.
27
العلاج: أما المولود [منه] فلا يبرأ اللهم إلا فى حالة الطفولية الرطبة جدًا؛
28
فربما رجى ان يبرأ، خصوصًا اذا كان حادثًا؛ فينبغى فى مثله: أن يسوى المهد، ويوضع
3-187
1
السراج فى الجهة المقابلة لجهة الحول؛ ليتكلف دائمًا الإلتفات نحوه. وكذلك ينبغى
2
ان يربط خيط أحمر بشىء يقابل ناحية الحول، اويلصق شىء احمر عند الصدغ المقابل،
3
والأذن. وكل ذلك بحيث يلحقه فى تامله، وتبصره ادنى كلفة. فربما نجع ذلك التكليف
4
فى تسوية العين، وارسال الدم مما يجعل النظر مستقيمًا. وأما الذى يعرض لهم ذلك
5
بعد الكبر، وللمشايخ، ويكون سببه استرخاء، او تشنج رطب؛ فيجب ان يستعملوا
6
تنقية الدماغ بالإستفراغات التى ذكرت بالأيارجات الكبار ونحوها، و يلطفوا التدبير،
7
ويستعملوا الحمام المحلل.
8
ومن الأدوية النافعة فى الحول: ان يسعطوا بعصارة ورق الزيتون. فان كان
9
عروضه عن تشنج من يبس؛ فيجب ان يستعملوا النطولات المرطبة. واذا لم تكن حمى
10
سقوا لبن الأتن مع الأدهان المرطبة جدًا. وبالجملة يجب ان يرطب تدبيرهم، ويجب
11
ان يقطر فى العين دم الشفانين، وان يضمد ببياض البيض، ودهن الورد، وقليل
12
شراب. يفعل ذلك أيامًا.
13
|211ra10|فصل فى الجحوظ
14
قد يقع الجحوظ: إما لشدة انتفاخ المقلة لثقلها، وامتلاءها. وإما لشدة انضغاطها
15
إلى خارج. وإما لشدة استرخاء علاقتها، والعضلات الحافظة لعلاقتها المذكورة.
16
والواقع لشدة انتفاخ المقلة، وثقلها، وامتلاءها؛ فاما ان تكون المادة فى نفس العين
17
ريحية، أو خلطية رطبة. وربما كان الإمتلاء خاصًا بها. وربما كان بمشاركة الدماغ،
18
أو البدن؛ مثل ما يعرض عند احتباس الطمث للنساء. والذى يكون لشدة انضغاطها إلى
19
خارج؛ فكما يكون عند الخنق، وكما يكون عند الصداع الشديد، او كما يكون بعد القىء
20
<و الصداع>، والصياح، وللنساء بعد الطلق الشديد، والتزحر. وربما كان ذلك
21
مع مادة مالت إلى العين أيضًا اذا لم يكن النفاس نقيًا. وربما كان من فساد مزاج
22
الأجنة، أو موتها، او تعفنها.
23
وأما الكائن لإسترخاء العضلة: فلأن العضلة المحيطة بالعصبة المجوفة؛ اذا استرخت
24
لم تقل المقلة، ومالت إلى خارج. والجحوظ قد يكون من استرخاء العضلة فقط؛ فلا
25
يبطل البصر. وقد يكون مع انهتاكها؛ فيبطل البصر. وقد يجحظ العينان فى مثل الخوانيق،
26
واورام حجب الدماغ، وفى ذات الرئة؛ ويكون السبب فى ذلك انضغاط. وقد يكون
27
السبب فى ذلك امتلاء <العين> أيضًا. واكثر ما يكون مع دسومة ترى، وتورم فى القرنية.
3-188
1
العلامات: ما كان من مادة كثيرة مجتمعة فى الحدقة؛ فيكون هناك مع الجحوظ
2
عظم. وما كان من انضغاط؛ فربما كان هناك عظم ان اعانته المادة، وربما لم يكن
3
عظم. وفى الحالين يحس بتمدد دافع من خلف، ويعرف من سببه، وما كان
4
لإسترخاء العضلة؛ فان الحدقة لا تعظم معها، ولا يحس بتمدد شديد من الباطن، و
5
تكون الحدقة مع ذلك قلقة.
6
العلاج: أما الخفيف من الجحوظ: فيكفيه عصب دافع إلى باطن، ونوم
7
على الإستلقاء، وتخفيف غذاء، وقلة حركة، وادامة تغميض. فان احتيج إلى معونة
8
من الأدوية؛ فشياف السماق. وأما القوى منه: فان كان هناك مادة احتيج إلى تنقيتها
9
من البدن والرأس بما تدرى من المسهلات، والفصد، والحجامة فى الأخدعين،
10
والحقن الحادة. وبالجملة فان الإسهال من انفع الأشياء لأصنافه؛ وكذلك وضع
11
المحاجم على القفا. ويجب ان يدام التضميد فى الإبتداء بصوف مغموس فى خل،
12
وتنطيل الوجه بماء بارد، وماء ملح بارد؛ وخصوصًا مطبوخًا فيه القابضات مثل قشور الرمان،
13
والعليق، ومثل الخشخاش، والهندباء، وعصاالراعى. فان لم يكن عن امتلاء انتفع
14
[الجميع] بهذا التدبير فى كل وقت.
15
وان كان هناك امتلاء فيجب بعد الإبتداء ان تحلل المادة. وان كان عن
16
الإسترخاء فيجب ان يستعمل الأيارجات الكبار، والغراغر، والشمومات، والبخورات المعروفة؛
17
وبعد ذلك يستعمل القابضات المسددة. وأما الذى عند الطلق فان كان عن قلة سيلان دم
18
النفاس، أو فساد الجنين، فادر الطمث، واخرج الجنين. وان كان عن الإنضغاط
19
فقط فالقوابض. ومن الأدوية النافعة فى الجحوظ والنتو: دقيق الباقلى بالورد، والكندر،
20
وبياض البيض يضمد به. وأيضًا نوى التمر المحرق مع السنبل جيد للنتو، و
21
الجحوظ.
22
|211rb21|فصل فى غؤور العين [وصغرها]
23
يكون ذلك فى الحميات؛ وخصوصًا فى السهرية، وعقيب الإستفراغات، والأرق،
24
والهم، والغم. والأرقية منها يكون العين فيها نعاسية، ثقيلة، عسرة الحركة فى الجفن
25
دون الحدقة، وفى الغم ساكنة الحدقة. وقد يحكى انه عرض لبعض الناس اختلاف
26
الشقين فى برد شديد، وحر شديد؛ فيعرض للعين التى فى الشق البارد غوور، وصغر.
3-189
1
|211rb33|فصل فى الزرقة
2
ان الزرقة تعرض إما لسبب فى الطبقات، وإما بسبب فى الرطوبات. والسبب
3
فى الرطوبات انها ان كانت الجليدية فيها كثيرة المقدار، والبيضية صافية؛ وقريبة الوضع
4
الى خارج؛ ومعتدلة المقدار؛ او قليلته كانت العين زرقاء بسببها ان لم يكن من الطبقات
5
منازعة. وان كانت [الرطوبة كدرة، والجليدية قليلة، والبيضية كثيرة يظلم اظلام
6
الماء الغمر، او كانت الجليدية غائرة كانت] العين كحلاء. [والسبب فى الطبقات هو
7
فى العنبية فانها ان كانت سوداء كانت العين بسببها كحلاء]. وان كانت زرقاء صيرت
8
العين زرقاء.
9
والعنبية تصير زرقاء إما لعدم النضج من النبات؛ فانه اول ما ينبت لا يكون ظاهر
10
الصبغ؛ بل يكون إلى البياض؛ ثم انه مع النضج يخضر. ولهذا السبب تكون عيون
11
الاطفال زرقاء، وشهلاء، وهذه زرقة تكون عن رطوبة بالغة. وإما لتحلل الرطوبة التى
12
يتبعها الصبغ اذا كانت نضيجة جدًا مثل النبات عند ما يتحلل رطوبته؛ يأخذ يبيض.
13
وهذه زرقة عن يبس غالب. والمرضى يشهل أعينهم، والمشايخ لهذا السبب؛ لان
14
المشايخ تكثر فيهم الرطوبة الغريبة؛ ويتحلل الغريزية. وإما ان يكون لون وقع فى الخلقة
15
ليس لان العنبية صار اليها بعد ما لم يكن. [وقد يكون لصفاء الرطوبة التى منها خلقت].
16
وقد يكون لاحدى الآفتين اذا عرضت فى أول الخلقة، وتعرف ذلك بجودة البصر
17
وردائته.
18
فالزرقة منها طبيعية، ومنها عارضة. والشهلة "تجتمع من'' أسباب الكحلة،
19
واسباب الزرقة فيركب منها شىء بين الكحل، والزرقة وهو الشهلة. ولو كانت الشهلة
20
للنارية على ما ظنه أنباذقلس لكانت العين الزرقاء مضرورة لفقدانها المائية التى هى آلة
21
البصر. وبعض الكحل يقصر عن الزرق فى الأبصار؛ اذا لم يكن الزرقة لآفة. والسبب
22
فيه ان الكحل الذى يكون بسبب [كدورة] البيضية يمنع نفوذ أشباح الألوان بالبيان؛
23
لمضادته للإشفاف. ومثل الذى يكون لكدورة الرطوبة. وكذلك ان كان السبب كثرة
24
الرطوبة؛ فانها اذا كانت كثيرة أيضًا لم يجب إلى حركة التحديق، والخروج إلى قدام؛
25
اجابة يعتد بها.
26
واذا كانت العين زرقاء بسبب قلة الرطوبة البيضية كانت أبصر بالليل وفى الظلمة
27
منها بالنهار لما يعرض من تحريك الضوء للمادة القليلة؛ فيشغلها عن التبين؛ فان مثل
3-190
1
هذه الحركة تعجز عن تبين [الأشياء كما تعجز عن تبين] ما فى الظلمة بعد الضوء. وأما
2
لكحلاء بسبب الرطوبة فيكون بصرها بالليل أقل؛ بسبب ان ذلك يحتاج الى تحديق،
3
وتحريك للمادة إلى خارج. والمادة الكثيرة يكون أعصى من القليلة. وأما الكحلاء
4
بسبب الطبقة فتجتمع البصر أشد.
5
العلاج: قد جرب الإكتحال ببنج مجفف يطبخ فى الماء حتى يصير كالعسل؛
6
ويكتحل به. ويوخذ اثمد اصفهانى ثلاثة دراهم، لولو درهم، مسك دانق، كافور دانق،
7
دخان سراج الزيت، او الزنبق درهم، زعفران درهم، ويجمع الجميع بالسحق؛ ويستعمل.
8
والزعفران نفسه، ودهنه مما يسود الحدقة. وكذلك عصارة عنب الثعلب. او يوخذ
9
عصارة الحسك درهمان، عفص مسحوق درهم، دهن نوى الزيتون المسود على الشجر
10
درهم، دهن سمسم غير <المحرق> المقشر درهم، يطبخ بنار لينة حتى يسود ويكتحل
11
به؛ نافع عجيب.
12
ومما جرب: ان يحرق البندق ويخلط بزيت، ويمرخ يافوخ الصبى الأزرق.
13
وأيضًا يدخل الميل فى حنظلة رطبة، ويكتحل به حتى قيل ان ذلك يسود حدقة السنور، و
14
كذلك قشور الجلوز مسحوقة. او يوخذ أقاقيا ''جزء مع سدس جزء من عفص" يجمع بماء
15
شقائق النعمان، و عصارته؛ ويتخذ منه قطور. وكذلك عصارة البنج، وعصارة قشور
16
الرمان.
17
|211vb3|المقالة الثالثة
18
فى احوال الجفن وما يليه
19
|211vb5|فصل فى القمل فى الأجفان
20
مادة القمل رطوبة عفنة دفعتها الطبيعة إلى ناحية الجلد، والقوة المهيئة لتولدها
21
حرارة غير طبيعية. واكثر من يعرض له ذلك من كان كثير التفنن فى الأطعمة، قليل الرياضة،
22
غير متنظف، ولا يستعمل الحمام.
23
العلاج: تبدأ بتنقية البدن، والرأس، وناحية العين بما علمت؛ وخصوصًا
24
بغراغر متخذة من الخل، والخردل؛ ثم يستعمل غسل العين، ونطلها بماء البحر، و
25
المياه المالحة والكبريتية، ويلطخ شفر الجفن بدواء متخذ من الشب، ونصفه ميويزج.
26
وربما زيد عليه من الصبر، والبورق، من كل واحد نصف جزء. والأحسن ان يكون
27
ما يعجنه به خل العنصل. وأما الميويزج مع البورق فدواء جيد.
3-191
1
|211vb25|فصل فى السلاق وهو باليونانية أنبوسيما
2
السلاق غلظ فى الأجفان عن مادة غليظة، رديئة، أكالة، بورقية تحمر لها الأجفان،
3
وينتثر الهدب، ويودى إلى تقرح أشفار الجفن، و يتبعه فساد العين. وكثيرًا ما يحدث
4
عقيب الرمد. ومنه حديث، ومنه عتيق ردئ.
5
العلاج: أما الحديث فينتفع بضماد من عدس مطبوخ بماء الورد، أو بضماد البقلة الحمقاء،
6
والهندباء مع دهن الورد، وبياض البيض، يستعمل ذلك ليلًا؛ ويدخل الحمام بعده؛
7
أو يوخذ عدس مقشر، وسماق، وشحم الرمان، وورد، يعجن ذلك بميبختج ليلًا؛
8
ويستحم بكرة. وادمان الحمام من انفع المعالجات.
9
وأما العتيق المزمن فيجب فيه: ان يحجم الساق، ويفصد عروق الجبهة،
10
ويدام استعمال الحمام. وأما الأدوية الموضعية فمنها: ان يوخذ نحاس محرق نصف
11
درهم، زاج ثلاثة دراهم، زعفران درهم، فلفل درهم، يسحق بشراب عفص حتى يصير
12
كالعسل الرقيق؛ ويستعمل خارج الجفن. وأما الكائن عقيب الرمد فقد جرب له شياف
13
على هذه الصفة: زاج الحبر المحرق، وزعفران، وسنبل، من كل واحد جزء، شادنج عشرة
14
اجزاء؛ يشيف، ويحك به الجفن.
15
|211vb56|فصل فى جسأ الأجفان
16
هو ان يعرض للاجفان عسر حركة إلى التغميض عن انفتاحها، وإلى الإنفتاح عن
17
تغميضها مع وجع، وحمرة بلا رطوبة فى الأكثر. ويلزمه كثيرًا ان لا يجيب إلى الإنفتاح
18
عند الإنتباه عن النوم. واكثره لا يخلو عن تفاريق رمص يابس صلب، ولا يكون معها
19
سيلان إلا بالعرض؛ لانه عن يبس، اوخلط لزج مائل إلى اليبوسة جدًا؛ ولكن
20
قد يكون وجع وجمرة. وأما اذا كانت حكة بلا عادة تنصب اليها فتسمى يبوسة العين. و
21
كثيرًا ما يكون هناك مزاج حار، ومادة كثيرة غليظة تحتاج ان يستفرغ.
22
العلاج: يجب ان يدام تكميد العين باسفنجة مغموسة فى ماء فاتر، ويدمن
23
الإستحمام بالماء العذب المعتدل، ويوضع على العين عند النوم بياض البيض مضروبًا
24
بدهن الورد، ويدام تغريق الرأس بالمرطبات، والأدهان، والنطولات، والسعوطات
25
المرطبة بدهن البنفسج، والنيلوفر وغيره.
26
وان دلت الأحوال على ان مع اليبس مادة صفراوية؛ استسهل باللبلاب؛ فان فيه
27
خاصية. فان ظن ان هناك مادة <ما> غليظة، محتقنة تحتاج ان تحلل؛ حللت بلعاب الحلبة،
3-192
1
ولعاب بزر الكتان الماخوذين باللبن؛ فان هذين اذا جعلا على العين أزالا الجسأ؛ و
2
استفرغا الخلط الردئ. ومما جرب له شحم الدجاج، ولعاب بزر الكتان، وشمع،
3
ودهن الورد، يجعل عليه دائمًا. وفى الأحيان يستعمل ما يجلب الدموع مثل أشياف
4
اراسسطراطيس؛ فانه قد ينتفع فى المادى المزمن منه باستعمال الأكحال المدمعة؛
5
فانها تحلل المادة الغليظة وتسيلها، وتجلب من الرطوبات الرقيقة ''ما يليها، ويحللها".
6
|212ra38|فصل فى غلظ الأجفان
7
هو مرض يتبع الجرب. وربما أورثه الأطلية الباردة على الجفن. وعلاجه الأكحال
8
المتخذة من اللازورد، ومن الحجر الأرمنى، ومن نوى التمر محرقًا، ومن الناردين،
9
واستعمال الحمام دائمًا، واجتناب النبيذ. وقد يحك كثيرًا بالميل بالشياف الأحمر
10
اللين. وأما الحك بالسكر فربما هاج، وجرب.
11
|212ra48|فصل فى تهبج الأجفان
12
يقع لمواد رقيقة، وبخارات؛ ولضعف الهضم وسوءه؛ كما يكون فى السهر،
13
والحميات السهرية. وقد يكون فى اوائل الإستسقاء، وسوء القنية؛ ولأورام رطبة؛
14
مثل ذات الرئة، ومثل ليثرغس. فاذا حدث بالناقهين انذر كثيرًا بالنكس؛ وخصوصًا
15
اذا أطاف بها من سائر الأعضاء ضمور، وبقيت هى متهبجة، منتفخة. والعلاج قطع
16
السبب، والتكميد.
17
|212rb2|فصل فى ثقل الأجفان
18
قد يكون للتهبج، وأسبابه. وقد يكون لضعف القوة، وسقوطها؛ كما فى الدق.
19
وقد يكون للغلظ، وللشرناق، ونحوه. وقد يعرض ثقل، واسترخاء فى ابتداء نوائب
20
الحميات.
21
|212rb9|فصل فى إلتصاق الجفنين عند الموق وغيره
22
قد يعرض للجفن ان يلتصق بالمقلة إما بالملتحمة، وإما بالقرنية، وإما بكليهما.
23
وقد يكون فى احد جانبى الموق. وقد يكون إلى الوسط؛ كما قد يكون شاملًا. والسبب
3-193
1
فيه إما قروح حدثت، وإما خرق [من] الكحال؛ اذا لقط من المقلة سبلًا، او كشط ظفرة،
2
أو حك من الأجفان جربًا، ثم لم يكوه بالكمون، والملح، ونحوه ــ كما ذكرنا ــ كيًا بالغًا.
3
ولم يراع كل وقت ما يجب ان يراعى فيه حتى التصق.
4
<التدبير و> العلاج
5
ان كان عند الموق؛ فالأصوب ان ينكأ، ثم يعالج بعلاج الغرب، او يكحل
6
بباسليقون، وبالذرور البنفسجى، وادوية الظفرة، وخصوصًا الشياف الزرنيخى. و
7
ان كان مع البياض، والسواد؛ فعلاجه: علاج الظفرة.
8
|212rb22|فصل فى انقلاب الجفن وهو الشترة
9
اصنافه ثلاثة: احدها ان يتقلص الجفن، ولا يغطى البياض؛ وذلك إما خلقة،
10
وإما لقطع أصاب الجفن، ويسمى عين مثله العين الأرنبية. والثانى الصنف الوسط
11
وهو ان لا يغطى بعض البياض، ويسمى قصر الجفن. وسببه سبب الأول؛ الا أنه
12
أقل فى ذلك. والثالث وهو ان لا ينطبق الجفن الأعلى على الأسفل؛ وذلك يكون إما من
13
غدة، وإما من نبات لحم زائد كان؛ او ابتدأ، او تشنج عرض للجفن من قرحة اندملت
14
عليه لا يدع، ايها كان، الجفن الأعلى ان ينطبق على الأسفل. وقد يكون جميع ذلك
15
من تشنج العضل المطبقة للجفن.
16
العلاج: أما الذى عن قصر الجفن فعلاجه: ان يشق جلدته، ولايخاط ليطول
17
الجفن، ويندمل بعد نشوء مثل لحم جلدى. وهذا للصنف الأول، والثانى بالأكثر،
18
والأقل. وأما الذى عن غدة، ولحم زائد؛ فباخذهما بالحديد. وكذلك الذى عن
19
أثر قرحة اندملت مقصرة للجفن علاجه [بالحديد] ويفتق ويدمل، والذى عن تشنج
20
علاجه: علاج التشنج بنوعيه.
21
|212rb45|فصل فى البردة
22
هى رطوبة تغلظ، وتتحجر فى باطن الجفن، ويكون فى البياض يشبه البرد.
23
العلاج: يستعمل عليه لطوخ من وسخ الكوائر، وغيرها. وربما زيد عليه دهن
3-194
1
الورد، وصمغ البطم، وأنزروت؛ او يطلى باشق مسحوق بخل وبارزد، او حلتيت، وطلاء
2
اريباسيوس المذكور فى باب الشعيرة.
3
|212rb55|فصل فى الشعيرة
4
الشعيرة ورم مستطيل يظهر على حرف الجفن؛ يشبه الشعيرة فى شكله. ومادته
5
فى الأكثر دم غالب.
6
العلاج: يعالج بالفصد. والاستفراغ بالأيارج على ما يدرى. ثم يوخذ شىء من
7
سكبينج؛ ويحل بالماء، ويلطخ به الموضع؛ فانه جيد جدًا. وينفعه الكماد بالشحم
8
المذاب، أو دقيق الشعير، وقنة، اوجبن مسخن يردد عليه. والكماد بزيت الذباب،
9
والذباب المقطوف الرأس، أو بماء اغلى فيه الشعير، او دم الحمام، أو دم الوراشين،
10
والشفانين. او يوخذ بورق قليل، وقنة كبيرة فيجمعان؛ ويوضعان على الشعيرة، وطلاء
11
اريباسيوس هوان يوخذ من الكندر، والمر من كل واحد جزء، لاذن ربع جزء، شمع وشب،
12
وبورق أرمنى، من كل واحد نصف جزء يجمع بعكر دهن السوسن، ويطلى.
13
|212va19|فصل فى الشرناق
14
زيادة من مادة شحمية؛ تحدث فى الجفن الأعلى؛ يثقل الجفن عن الإنفتاح؛
15
ويجعله كالمسترخى؛ ويكون متلحجًا؛ ليس متحركًا تحرك السلعة. واكثر ما يعرض
16
للصبيان، والمرطوبين، والذين تكثر بهم الدمعة، والرمد. ومن علاماته انك اذا
17
كبست الإنتفاخ باصبعين؛ ثم فرقتهما؛ نتأ فى وسطهما.
18
العلاج: علاج اليد وصفته: ان يجلس العليل، ويمسك رأسه جذبًا إلى خلف،
19
ويمد منه جلدة الجبهة عند العين، فيرتفع الجفن؛ فياخذه المعالج بين سبابته ووسطاه،
20
ويغمز قليلًا، فتجتمع المادة منضغطة إلى ما بين الإصبعين، ويجذب ممسك الرأس
21
الجلدة من وسط الحاجب. واذا ظهر النتو قطع الجلد عنه قطعًا شاقًا رقيقًا غير غائر؛
22
فان الإحتياط فى ذلك واجب. ولأن تشرح تشريحًا بعد تشريح؛ احوط من ان يغوص
23
دفعة واحدة. فاذا ظهر بالتشريحة الأولى فبها، ونعمت؛ وإلا زاد فى التشريح حتى يظهر.
24
فان وجده مبرأً لف على يده خرقة كتان، وأخذ الشرناق، واخذه مخلصًا اياه يمنة، و
25
وان بقيت بقية لا تجيب، ذر عليه شىء من الملح لياكلها. وان كانت فى غلاف،
26
وشديدة الإلتصاق أخذ المبترى عنها، وترك الآخر لا يتعرض له، ويفوض أمره إلى
3-195
1
تحليل الملح الذى يذره عليه؛ ثم يضع عليه خرقة مبلولة بخل. واذا اصبح من اليوم الثانى،
2
وامنت الرمد؛ فعالجه بالادوية الملزقة؛ ويكون فيها حضض، وشياف ماميثا، و
3
زعفران.
4
وربما تعرض للمتخذ الذى لا تبرأ فيه بكشطه وسلخه بشعيرات، وينفذ بالصنانير تحته،
5
ويحرك يمنة، ويسرة؛ حتى يتبرأ، أو يفعل ذلك باسفل ريشة. ويحتاج ان يحتاط فى
6
البط عنه حتى لا ياخذ فى الغور؛ فان الباط إن مدد الجفن بشدة، وأمعن فى البط حتى
7
قطع الجلدة والغشاء الذى تحته، ضربة واحدة، طلع الشحم من موضع القطع اذا ضغطه
8
بالأصابع التى أدارها حول الجلدة الممتدة؛ فيحدث وجع شديد، وورم حار؛ ويبقى
9
بقية صلبة فيعوقه؛ وهى أشر من الشرناق. وربما انقطع من العضلة المشيلة للجفن
10
شىء صالح؛ فيضعف الجفن عن الإنفتاح. وأما الحديث الضعيف منه فكثيرًا ما يشفى
11
منه الأدوية المحللة؛ دون عمل اليد.
12
|212vb21|فصل فى التوثة
13
هى لحم رخو يحدث فى باطن الجفن، فلا يزال يسيل منه دم أحمر، وأسود،
14
وأخضر. وعلاجها: التنقية بالمجففات الأكالة، والشيافات الحادة. فاذا اكلت التوثة
15
استعمل حيئنذ الذرورات، والشيافات التى تنبت اللحم مما يقال فى القروح الأجفان؛
16
وبالجملة علاجات الحكة، والجرب القويين.
17
|212vb32|فصل فى التحجر
18
ورم صغير يزمن، ويتحجر. وقد يخلص عنه عمل اليد، ثم استعمال أدوية
19
قروح الأجفان.
20
|212vb37|فصل فى قروح الجفن وانخراقه
21
العلاج: يستعمل عليها ضماد من عدس، وفستق، وقشور رمان مطبوخة بالخل.
22
فاذا سقطت الخشكريشة؛ وبطل التأكل، استعملت عليها صفرة البيض مع الزعفران؛
23
فانه يدمل. وان شئت استعملت عليها شياف الكندر، وشياف الآبارمع شياف اصطفطيقان،
24
والأحمر اللين. وأما انخراق الجفن: فيقبل الإلتحام، ويعالج بعلاج انخراق الجلود،
25
المذكورة فى بابه.
3-196
1
|212vb50|فصل فى الجرب والحكة
2
سببه مادة مالحة، بورقية من دم حاد، اوخلط آخر حاد؛ يحدث حكًا ثم يجرب.
3
واكثره عقيب قروح العين. ويبتدئ العلة اولًا حكة يسيرة؛ ثم يصير خشونة؛ فيحمر
4
الجفن، ثم يصير تينيًا متقرحًا، ثم يحدث المحبب الصلب؛ عند اشتداد الشقاق فى الحكة
5
والتورم.
6
العلاج: اذا قارن الجرب رمد؛ فعالج الرمد أولًا، ثم اقبل على الجرب بعد ان
7
لا تهمل أمر الجرب. وكذلك الحال والحكم ان كان مرض آخر، فالواجب ان تراعى
8
أشدهما اهتمامًا. واذا رأيت تقرحًا، وورمًا، فاياك ان تستعمل الأدوية الحادة، و
9
نحوها؛ إلا بعد التوصل بالرفق الى امكان؛ فانك تجلب بالأدوية ألمًا شديدًا. وأما
10
الثانى، والثالث من الأنواع المذكورة؛ فلابد فيه من الحك إما بالحديد، أو بالأدوية
11
يتخذ محاكًا مثل زبد البحر؛ وخصوصًا الجنس المعروف منه بقيشور، أو بورق التين؛
12
أو يتخذ محكًا من شادنج، وزعفران، ومارقشيشا يتخذ منه اشياف؛ ويحك به.
13
وأما الذى يقبل العلاج بالأدوية؛ وهو لم يبلغ درجة الثانى، والثالث؛ فاول
14
علاجه ادامة الإستفراغ، والفصد؛ ولو فى الشهر مرتين، وفصد الماقين بعد الفصد
15
الكلى، ومداومة الإستحمام، واجتناب الغبار، والدخان، والصياح، والتحرز من
16
شدة زر الأزرار، وضيق قوارة الجيب، والغضب، والحرد، وكثرة الكلام، ولطؤ المخدة،
17
وطول السجود؛ وكلما يصعد المواد إلى فوق؛ ويجذبها إلى الوجه. وينفع فى ابتداءه
18
الشياف الأحمر، وبعده الشياف الأخضر اللين. فان كان أقوى من ذلك فالحاد من
19
كل واحد منهما، وطرخماطيقون، وكحل اراسسطراطيس، وشياف الزعفران. وقد
20
يعالج بمرارة العنز، ومرارة الخنزير، وبالنوشادر، والنحاس المحرق، والقلقديس،
21
مجموعة، وافرادًا، والباسليقون، والشياف الرمادى جيد. ودواء اراسسطراطيس جيد جدًا.
22
ومن الأدوية النافعة: دواء هذه صفته: يوخذ كهربا جزء، وقشور النحاس
23
جزءان يعجن بعسل، أوصبر جزء، نوشادر نصف جزء يعجن بعسل، ويستعمل. وأيضًا:
24
يوخذ من النحاس المحرق ستة عشر مثقالًا، ومن الفلفل ثمانية مثاقيل، ومن الأقليميا
25
أربعة مثاقيل، ومن المر مثقالان، ومن الزعفران مثقالان، ومن الزنجار خمسة مثاقيل،
26
ومن الصمغ عشرون مثقالًا، ويدق، ويجمع ــ كما تدرى ــ بماء المطر.
27
|213ra48|فصل فى الإنتفاخ
28
ورم بارد مع حكة، وقد يكون الغالب عليه الريح. وقد يكون فضلة بلغمية،
29
رقيقة. وقد يكون فضلة مائية. وقد يكون فضلة سوداوية.
3-197
1
العلامات: الريحى <منه> يعرض بغتة. وقد يكون مائلًا إلى ناحية المأق؛
2
فيكون كمن عضه الذباب فى ذلك الموضع. ويعرض فى الصيف، وللمشائخ؛ ولا يكون
3
ثقل. والبلغمى يكون أبرد، وأثقل، ويحفظ أثر الغمز ساعة. والمائى لا يبقى أثر الغمز
4
فيه، ولا وجع معه.
5
والسوداوى فى الأكثر يعم الجفن، والعين، ويكون معه صلابة، وتمدد يبلغ
6
لحاجبين، والوجنتين، ولا يكون معه وجع يعتد به، ويكون لونه كمدًا. واكثره يعرض
7
بعد الرمد، وبعد الجدرى.
8
العلاج: يجب ان يبدأ فيستفرغ البدن، وينقى الرأس. فما كان منه إلى البلغم
9
أميل؛ استعمل التضميد بالخطمى، وأقوى منه ورق الخروع مدقوقًا؛ مخلوطًا بالشب.
10
والتكميد باسفنجة مبلولة بخل، وماء حار. وأيضًا يتخذ لطوخ من صبر، وفيلزهرج،
11
وشياف ماميثا، وفوفل، وزعفران، بماء عنب الثعلب.
12
|213rb20|فصل فى كثرة الطرف
13
كثرة الطرف يكون من قذى فى العين خفيف؛ ويكون من بثر. وقد يكثر فى
14
أصحاب التمدد؛ وللمتهيئين له. وينذر فى الأمراض الحادة بتمدد، وتشنج.
15
|213rb26|فصل فى انتثار الشعر
16
ينتثر شعر العين إما بسبب المادة، وإما بسبب الموضع. والمادة إما بان تقل مثل
17
ما يكون فى آخر الأمراض الحادة الصعبة، وإما بان تفسد بسبب ما يخالطها عند المنبت؛ مثل
18
ما يقع فى داء الثعلب، وهو ان يكون فى باطن الجفن رطوبة حادة، أو مالحة، أو بورقية
19
لا تظهر فى الجفن آفة محسوسة؛ ولكنها تضر بالشعر. وأما الذى بحسب الموضع فأن
20
يكون هناك آفة ظاهرة، إما صلابة، وغلظ؛ فلا يجد البخار المتولد عنه الشعر منفذًا،
21
وإما ورم، وإما تأكل، ويدل عليه حمرة، ولذع شديد.
22
العلاج: ما كان من ذلك بسبب الموضع فيعالج الآفة التى بالموضع؛ على حسب
23
ما ذكر من علاج كل باب منه فى موضعه. وما كان سببه عدم المادة فيعالج البدن بالنعش،
24
والتغذية، ويستعمل الأدوية الجاذبة لمادة الشعر إلى الأجفان، مما نذكره، ومما هو
25
مذكور فى انقراباذين، وفى الواح الأدوية المفردة. وما كان بسبب رطوبة فاسدة اشتغلت
3-198
1
فيه بتنقية الرأس، وتنقية العضو، ثم عالجت علاج الشعر. وأما الأكحال النافعة من ذلك:
2
فالحجر الأرمنى، واللازورد.
3
ومن المركبات: كحل نوى التمر باللازورد المذكور فى انقراباذين. أو يوخذ
4
نوى البسر محروقًا وزن ثلاثة دراهم، ومن الناردين درهمان، يتخذ منهما كحل. ومما
5
جرب ان يسحق السنبل الأسود كالكحل، ويستعمل بالميل. وأيضًا يكتحل بخرء الفار
6
محروقًا، أو غير محروق؛ بعسل؛ وخصوصًا السلاقى؛ أو يوخذ تراب الأرض التى ينبت
7
فيها الكرم، مع الزعفران، والسنبل الرومى ــ وهو الإقليطى اجزاء سواءً ويستعمل منه كحل.
8
ومما جرب لما كان من ذلك مع حكة، وحمرة، وتأكل ان تطبخ رمانة بكليتها، واجزاءها
9
فى الخل إلى ان تتهرى، وتلصق على الموضع. وجميع اللازوقات نافعة. وأيضًا
10
لذلك بعينه: قلقطار، زاج، اقليميا؛ اجزاء سواء، يسحق، ويستعمل.
11
ومما جرب: ان يوخذ خرء الأرنب محرقًا وزن ثمانية دراهم، وبعر التيس ثلاثة
12
دراهم، ويكتحل بهما؛ أو يكتحل بذباب منزوعة الرؤس مجففة، أو يحرق
13
البندق ويسحق، ويعجن بشحم العنز، أوشحم الدب، ويطلى به الموضع؛ فانه
14
ينبت الشعر؛ ومع ذلك يسوده. وأيضًا يوخذ من الكحل المشوى جزء، ومن الفلفل
15
جزء، ومن الرصاص المحرق المغسول اربعة اجزاء، ومن الزعفران أربعة، ومن الناردين
16
ثلاثة، ومن نوى التمر اثنان، يتخذ كحلًا.
17
|213va15|فصل فى الشعر المنقلب
18
وبالجملة فان علاج هذا الشعر احد وجوه خمسة: الإلزاق، والكى، والنظم
19
بالإبرة، وتقصير الجفن بالقطع، والنتف المانع. فأما الإلزاق فان يشال، ويسوى
20
بالمصطكى، والراتينج، والصمغ، والدبق، والأشق، والغراء الذى يخرج من بطون
21
الصدف، والصبر، والأنزروت، والكثيرا، والكندر المحلول بياض البيض. ومن
22
الإلزاق الجيد: ان يلزق بالدهن الصينى؛ وأجود منه بغراء الجبن، وقد ذكرناه فى
23
انقراباذين.
24
وأما علاج الإبرة [فان تنفذ إبرة] فى باطن الجفن إلى خارجه بجنب الشعر، ثم
25
يجعل الشعر فى سمها، ويخرج إلى الجانب الآخر، ويشد. وان عسر ادخال الشعر فى
26
سم الإبرة؛ جعل فى سم الإبرة طرفا شعر امرأة؛ وأخرجت؛ الإبرة من ذلك الجانب [بالشعر]
27
حتى يبقى مثل العروة من الجانب الباطن؛ فيجعل فيها الشعر، ويخرج. فان اضطرت
28
إلى اعادة الإبرة فاطلب موضعًا آخر فان تثنية الغرز توسع الثقبة، ولا تضبط الشعر.
3-199
1
وأما القطع فان يقطع منبته من الجفن. وقد امر بعضهم ان يشق الموضع المعروف
2
بالإجانة؛ وهو عند حرف الجفن، ثم يدمل فينبت عليه لا محالة لحم زائد فيسوى الشعر؛
3
ولا يدعه ينقلب. وأما الكى فاحسنه ان يكون بابرة معقفة الرأس؛ يحمى رأسها، ويمد
4
الجفن، ويكوى بها موضع منبت الشعر؛ فلا تعود. وربما احتيج إلى معاودات مرتين،
5
أو ثلاثة؛ فلا تعود بعد ذلك البتة. وأما النتف المانع فأن ينتف، ثم يجعل على الموضع
6
الأدوية المانعة لنبات الشعر؛ وخصوصًا على الجفن؛ مما قيل فى باب الواح الأدوية
7
المفردة؛ ونقوله فى باب ألواح الشعر الزائد.
8
|213vb12|فصل فى الشعر الزائد
9
يتولد من كثرة رطوبة، عفنة تجتمع فى اجفان العين.
10
العلاج: علاجه تنقية الرأس، والبدن، والعين؛ بما علمت؛ ثم استعمال
11
الأكحال الحادة المنقية للجفن؛ مثل الباسليقون، والروشنائى، والشياف الأحمر الحاد،
12
والأخضر الحاد، والشياف الهليلجى؛ وخصوصًا ان كانت هناك دمعة، أو عارض
13
من اعراض الإختلاط. فان لم يغن عولج بالنتف؛ ينتف، ويطلى على منبته دم قنفذ،
14
ومرارته، ومرارة خمالاون، ومرارة النسر، ومرارة الماعز. وربما خلطت هذه المرارات،
15
والدماء؛ بجندبادستر، واتخذ منها شياف كفلوس السمك، ويستعمل عند الحاجة محلولة
16
بريق الإنسان، ويصبر المستعمل عليه نصف ساعة.
17
ومن المعالجات الجيدة: ان يوخذ مرارة القنفذ، ومرارة خمالاؤن، و
18
جندبادستر بالسوية، يجمع بدم الحمام، ويقرص. ومما وصف دم القراد؛ وخصوصًا
19
قرادة الكلب، ودم الضفادع؛ ولكن البحرية ثم تحققه. ومن الصواب فيما زعموا أن
20
يخلط بالقطران. ومما وصف أيضًا ان يستعمل مرارة النسر بالرماد، أو بالنوشادر، او
21
بعصير الكراث؛ وخصوصًا اذا جعلا فى مقلى فوق نار؛ حتى يمتزجا، وينشا. وان كان
22
رماد صدف فهو أفضل. وسخالة الحديد المصدى بريق الإنسان غاية؛ وان اوجع.
23
ومما جرب: الارضة بالنوشادر؛ وخصوصًا مع حافر حمار محرق بخل ثقيف. وكذلك
24
زبد البحر بماء الأسفيوش؛ فانه اذا خدر، وبرد الموضع لم ينبت الشعر.
25
|213vb52|فصل فى التصاق الأشفار
26
يكون ذلك فى الأكثر بعد الرمد فيجب ان يستعمل انزروت، وسكر طبرزد اجزاء
27
سواء، زبد البحر [ربع جزء]؛ يسحق، ويذر على الموضع.
3-200
1
|213vb57|المقالة الرابعة فى أحوال القوة الباصرة وافعالها
2
|214ra1|فصل فى ضعف البصر
3
ضعف البصر، وآفته إما ان يوجبه مزاج عام فى البدن من يبوسة غالية [او رطوبة
4
غالبة] خلطية؛ اومزاجية بغير مادة؛ او بخارية ترتفع من البدن، والمعدة خاصة؛ او
5
برد ذى مادة؛ أو غير ذى مادة؛ او لغلبة حرارة مادية، أو غير مادية. وإما ان يكون تابعًا
6
لسبب فى الدماغ نفسه من الأمراض الدماغية المعروفة كانت فى جوهر الدماغ، أو كانت
7
فى البطن المقدم كله؛ مثل ضربة ضاغطة تعرض له؛ فلا تبصر العين، أو فى الجزء المقدم
8
منه. واكثر ذلك رطوبة غالبة، أو يبوسة تعقب الأمراض، والحركات المفرطة
9
البدنية، والنفسانية، والإستفراغات المفرطة يسقط لها القوة، وتجف المادة.
10
وإما ان تكون الأمر يختص بالروح الباصر نفسه، وما يليه من الأعضاء؛ مثل العصبة
11
المجوفة، ومثل الرطوبت، والطبقات. والروح الباصر قد يعرض [له] ان يرق، و
12
يعرض له ان يكثف، ويعرض له ان يغلظ، <و يعرض له ان يكثر>، ويعرض
13
[له] ان يقل.
14
واما الكثرة فافضل شىء وانفعه، واكثر ما يحدث الرقة تكون من يبوسة؛ وقد
15
يكون من شدة تغريق يعرض عند النظر إلى الشمس، ونحوها من المشرقات. وربما
16
ادى الإجتماع المفرط جدًا إلى احتقان محلل، فيكثف به اولًا، ثم يرق جدًا ثانيًا. وهذا
17
كما يعرض عند طول المقام فى الظلمة. والغلظ يكون لرطوبة، ويكون من اجتماع شديد؛
18
ليس بحيث يودى إلى اشتعال مزاج مرقق. وقد يكون السبب فيهما واقعًا فى اصل
19
الخلقة.
20
والقلة قد تكون فى اصل الخلقة. وقد تكون لشدة اليبس، وكثرة الإستفراغات،
21
او لضعف المقدم من الدماغ جدًا، وصعوبة الأمراض، ويقرب الموت اذا تحللت الروح.
22
وأما الضعف والآفة التى تكون بسبب الطبقات فاكثرها سبب الطبقات الخارجة، دون
23
الغائرة، فاما ان تكون بسبب جوهر الطبقة، او تكون بسبب المنفذ الذى فيها. والذى
24
يكون بسبب الطبقة بعينها فيكون لمزاج ردئ؛ واكثره احتباس بخار فيها، أو فضل رطوبة
25
يخالطها، او جفاف، أويبس، وتقشف، وتحشف يعرض لها؛ وخصوصًا للعنبية،
26
والقرنية، أو فساد سطحها بآثار قروح ظاهرة، اوخفية، اومقاساة رمد كثير؛ يذهب اشفافها،
27
اولون غريب يداخلها كما يصيب القرنية فى اليرقان من صفرة، "أو فى الطرفة من حمرة"،
28
او انسلاخ لون طبيعى. <و> مثل ما يعرض للعنبية فيزداد إشفافًا، وتمكنًا لسطوة
29
الضوء من البصر، ومن تفريقه الروح الباصر.
3-201
1
وربما احدث تجفيفًا، وتسخينًا لتمكن الهواء، والضياء من الرطوبات، أو ترقق
2
منها بسبب تاكل عرض؛ فلا يتدرج الضوء فى النفوذ فيها؛ بل ينفذ دفعة نفوذًا حاملًا
3
على الجليدية، اولنبات غشاء عليها كما فى الظفرة، اوانتفاح، وغلظ من عروقها كما فى السبل.
4
وأما العارض للثقبة، والمنفذ؛ فاما ان يضيق فوق الطبيعى؛ لما تذكره من الأسباب
5
فى بابه. وإما ان يتسع. وإما ان ينسد سدة كاملة، او غير كاملة [كما] عند نزول الماء.
6
[او عند القرحة الوسخة العارضة للقرنية؛ حيث تمتلى ثقب العنبية من الوسخ]؛ ونحن
7
نذكر هذه الأبواب كلها بابًا بابًا. وأما الكائن بسبب الرطوبات: فأما الجليدية منها فبأن
8
تتغير عن قوامها المعتدل؛ فتغلظ، او تشتد رقتها [اوتزول عن مكانها الطبيعى] فتصير
9
متاذية عن حمل الضوء والألوان الباهرة عليها. أما البيضية فان تكثر جدًا او تغلظ فيكون
10
ذلك سببًا لقلة اشفافها، [او لرطوبات، وابخرة تخالطها، وتغير اشفافها]؛ فان الأبخرة و
11
الأدخنة الغريبة الخارجة توذيها فكيف المداخلة.
12
وجميع الحبوب النفاخة المبخرة مثقلة للبصر. وأما الزجاجية فمضرتها بالأبصار
13
غير اولية؛ بل انما تضر بالأبصار من حيث تضر بالجليدية؛ فتحيل قوامها عن الإعتدال؛
14
لما تورده عليها من غذاء غير معتدل. وأما الآفة التى تكون بسبب العصبة فان يعرض لها
15
سدة، أو يعرض لها ورم، وانهتاك.
16
العلامات: أما الذى بشركة من البدن: فالعلامة فيه ما اعطيناه من العلامات
17
التى تدل على مزاج كلية البدن، والذى يكون بشركة الدماغ فان يكون هناك علامة
18
من العلامات الدالة على آفة فى الدماغ؛ مع ان يكون سائر الحواس ماؤفة مع ذلك؛ فان
19
ذلك يفيد الثقة بمشاركة الدماغ. وربما اختص بالبصر اكثر اختصاصه؛ وبالشم، دون
20
السمع؛ مثل الضربة الضاغطة اذا وقعت بالجزء المقدم من الدماغ جدًا؛ فربما كان
21
السمع بحاله، وتبقى العين مفتوحة؛ ولا يمكن تغميض الجفن عليها؛ ولكن لا تبصر.
22
وعلامة ما يخص الروح [نفسه] انه ان كان الروح رقيقًا؛ وكان قليلًا، رآى
23
الشىء من القرب بالإستقصاء، ولم ير من البعد بالإستقصاء. وان كان [رقيقًا] كثيرًا ''رآى
24
بالإستقصاء" للقريب، والبعيد؛ لكن رقته اذا كانت مفرطة لم يثبت الشىء المنير جدًا؛
25
بل يبهره الضوء الساطع، ويفرقه. وان كان غليظًا كثيرًا لم يعجزه استقصاء تامل البعيد،
26
ولم يستقص روية القريب.
3-202
1
والسبب فيه عند اصحاب القول بالشعاع؛ وان الأبصار انما يكون بخروج الشعاع،
2
وملاقاته المبصر؛ ان الحركة المتجهة إلى مكان بعيد يلطف غلظها، ويعتدل قوامها،
3
كما ان مثل تلك الحركة تحلل الروح الرقيق فلا يكاد يعمل شيئًا. وعند القائلين بتادية
4
المشف شبح المرئى غير ذلك، وهو ان الجليدية يشد حركتها عند تبصر ما بعد؛ وذلك
5
مما يرق الروح الغليظ المستكن فيها، ويحل الروح الرقيق؛ خصوصًا القليل. و
6
تحقيق الصواب من القولين إلى الحكماء، دون الأطباء. وأما تعرف ذلك من حال الطبقات،
7
والرطوبات الغائرة؛ فمما يصعب؛ اذا لم يكن شىء آخر غيرها؛ ولكن قد يفرغ إلى
8
حال لون الطبقات، وإلى حال انتفاخها، وتمددها، أو تحشفها، وذبولها، وحال صغر
9
العين لصغرها، وحال ما يترقرق عليها من رطوبة، ويتخيل من شبه قوس قزح، أويرى
10
فيها من اليبوسة، والكدورة التى تشاهد من خارج؛ ويكاد لا يبصر معها انسان العين،
11
وهو صورة الناظر فيها؛ وربما دلت على حال القرنية. وربما دلت على حال البيضية؛
12
وصاحبها يرى دائمًا بين عينيه كالضباب. فان رويت الكدورة بحذاء الثقبة فقط؛ ولم
13
يكن سائر اجزاء القرنية كدرًا؛ دل على ان الكدورة فى البيضية؛ وانها غير صافية. وان
14
عمت الكدورة اجزاء القرنية؛ لم يشك انها فى القرنية؛ وبقى الشك انها هل هى كذلك
15
فى البيضية ام لا.
16
وقد يعرض للبيضية يبس، وربما عرض من ذلك اليبس ان اجتمع بعض أجزاءها؛
17
فلم يشف فرأى حذاه كوة، اوكوى. وربما كان ذلك لآثار يكون فى القرنية خفية تخيل
18
خيالات. فربما غلط فيها؛ فظن انها خيالات الماء ولا تكون. وأما الضيق، والسعة،
19
والماء، وأحوال العصبة؛ فلنؤخر الكلام فيها. فاعلم ان كل فساد يكون عن اليبس؛
20
فانه يشتد عند الجوع، وعند الرياضة المحللة، وعند الإستفراغات، وفى وقت الهاجرة،
21
والرطب بالضد.
22
المعالجات: ان كان سبب الضعف يبوسة انتفع بماء الجبن، والمرطبات،
23
وحلب اللبن، وشربه، وجعل الأدهان المرطبة على الرأس؛ وخصوصًا اذا كان ذلك
24
فى الناقهين. وينفعه النوم، والراحة، والسعوطات المرطبة؛ وخصوصًا دهن النيلوفر.
25
وما كان من ذلك فى الطبقة فيصعب علاجه. وأما ان كانت عن رطوبة؛ فاستعمال
26
ما يحلل بعد الإستفراغات. وأما القىء فالرفيق منه مما ينفع؛ وخصوصًا للمشائخ، و
27
العنيف يضر جدًا. والغراغر، والمخوطات، والعطوسات نافعة.
3-203
1
ومن الإستفراغات النافعة فى ذلك [شرب] دهن الخروع بنقيع الصبر، واستعمال
2
ما يمنع البخار من الرأس كالإطريفل؛ وخصوصًا عند النوم نافع أيضًا. وينتفع برياضات
3
الأطراف؛ وخصوصًا الأطراف السفلى. وكذلك يجب ان يستعمل دلكها. وان كان
4
السبب غلظًا فيعالج بما يجلو من الأدوية المذكورة فى لوح العين. ويجب اذا استعملت
5
الأدوية الحارة ان تستعمل معها أيضًا الأدوية القابضة. ومن الأشياء النافعة فى ذلك
6
التوتيا المغسول المربى بماء المرزنجوش، او بماء الرازيانج، اوماء الباذروج، وعصارة
7
فراسيون. وادامة الإكتحال بالحضض ينفع العين جدًا، ويحفظ قوتها إلى مدة طويلة.
8
والإكتحال بحكاكة الهليلج؛ بماء الورد ينفع جدًا؛ اذا كانت الرطوبة دقيقة، مع حرارة،
9
وحكة.
10
ومن الأكحال النافعة فى مثل ذلك المرارات كانت مفردة مثل مرارة القبج،
11
ومرارة الرق، والشبوط، والرخمة، والثور، والدب، والأرنب، والتيس، والكركى،
12
والخطاف، والعصافير، والثعلب، والذئب، والسنور، والكلب السلوقى، والكبش
13
الجبلى. ولمرارة الحبارى خاصية عجيبة جدًا، <مفردة> أو مركبة. ومن الأدهان النافعة
14
دهن الخروع والنرجس، ودهن حب الغار، ودهن الفجل، ودهن الحلبة، ودهن
15
السوسن، ودهن المرزنجوش، ودهن البابونج، ودهن الأقحوان. والإكتحال بماء
16
الباذروج نافع.
17
ومن الأدوية الجيدة المعتدلة: ان تحرق جوزتين، وثلاثين نواة من نوى الإهليلج
18
الأصفر؛ ويسحق، ويلقى عليه مثقال فلفل غير محرق ، ويكتحل به. ومن الأدوية
19
النافعة: ان يوخذ عصارة الرمان المز، ويطبخ إلى النصف ويرفع، ويخلط به نصفه
20
عسلًا، ويشمس، ويستعمل. وكذلك ان اخذ ماء الرمانين، وشمس شهرين فى القيظ،
21
وصفى، وجعل فيه من الصبر، ودار فلفل، ونوشادر؛ وقد يكون بلا نوشادر ينعم سحق
22
الجميع، ويلقى على الرطل منه ثلاثة دراهم، ويحفظ؛ وكلما عتق كان اجود. ومن
23
النوافع مع ذلك الوج، مع ماميران اذا سحق كالأكحال. والإكتحال بماء البصل مع
24
العسل نافع وشياف المرارات قوى. والمرارات القوية هى مثل مرارة البازى والنسر.
25
او يوخذ صلاية، وفهركل من النحاس؛ ويقطر عليه قطرات من خل، وقطرة من لبن،
26
وقطرة من عسل، ثم يسحق حتى يسود ذلك، ويكتحل به.
27
واعلم ان تناول الشلجم دائمًا مشويًا، او مطبوخًا مما يقوى البصر جدًا؛ حتى
28
انه يزيل الضعف المتقادم. ومن قدر على تناول لحوم الأفاعى مطبوخة على الوجه يطبخ
29
فى الترياق؛ وعلى ما فصل فى باب الجذام؛ حفظ صحة العين حفظًا بالغًا. ومن
3-204
1
الأدوية الجيدة للمشائخ، ولمن ضعف بصره من الجماع و غير ذلك: توتيا غير مغسول
2
ستة، وشراب مقدار الحاجة، ودهن بلسان اكثر من التوتيا بقدر ما يتفق، ويسحق التوتيا،
3
ثم يلقى عليه دهن البلسان، ثم الشراب، ويسحق كما ينبغى، ويرفع.
4
دواء ذكر أنه عظيم النفع؛ حتى انه يجعل العين بحيث لا يضرها النظر فى
5
جرم الشمس: يوخذ حجر ماسقيوس، وحجر مغناطيس، وحجر اخاطيس، و هو
6
الشب الأبيض، والشاذنج، والبابونج، <و الفوذنج>، وعصارة الكندس؛ من كل واحد
7
جزء، ومن مرارة النسر، ومرارة الأفعى؛ من كل واحد جزء؛ يتخذ منه كحل. واستعمال
8
المشط على الرأس [نافع]؛ وخصوصًا للمشائخ؛ فيجب ان يستعمل كل يوم مرات؛ لانه
9
يجذب البخار إلى فوق، ويحركه عن جهة العين. وشروع الماء الصافى الأزرق؛ و
10
الإنغطاط فيه، وفتح العينين قدر ما يمكن؛ ذلك مما يحفظ صحة العين، ويقويها؛ و
11
خصوصًا فى الشباب. ويجب خصوصًا لمن يشكو بخارات المعدة؛ ومضرة الرطوبة:
12
ان يستعمل قبل الطعام طبيخ الأفسنتين، وسكنجبين العنصل، وكل ما يلين، ويقطع
13
الفضول التى فى المعدة.
14
|215ra12|فصل فى ذكر الأمور الضارة بالبصر
15
وأما الامور الضارة بالبصر: فمنها افعال، وحركات. ومنها أغذية. ومنها
16
حال التصرف فى الاغذية. وأما الافعال الضارة، والحركات: فجميع ما يجفف؛
17
مثل الجماع الكثير، وطول النظر إلى المشرقات، وقرأة الرقيق بافراط، والتوسط
18
فيه نافع. وكذلك الاعمال الدقيقة، والنوم على الامتلاء والعشاء؛ بل يجب على من
19
به ضعف فى البصر ان يصبر حتى ينهضم. وكل امتلاء يضره. وكل ما تجفف الطبيعة،
20
وكل ما يعكر الدم؛ من الأشياء المالحة، والحريفة، وغيره يضره. والسكر
21
يضره.
22
وأما القىء فينفعه من حيث ينقى المعدة، ويضره من حيث يحرك مواد الدماغ،
23
ويدفعها إليه. وان كان لابد فينبغى ان يكون بعد الطعام، ويرفق. والإستحمام ضار.
24
والنوم المفرط ضار. والبكاء الشديد، وكثرة الفصد، وخاصة الحجامة المتوالية. فأما
25
الأغذية الحريفة، والمبخرة، وكل ما يوذى فم المعدة، والشراب الغليظ الكدر، و
26
الكراث، والبصل، والباذروج اكلًا؛ والزيتون النضيج، والشبث، والكرنب،
27
والعدس.
3-205
1
|215ra36|فصل فى العشاء
2
هو ان يتعطل البصر ليلًا، ويبصر نهارًا، ويضعف فى آخره. وسببه رطوبة [من]
3
رطوبات العين، وغلظها، او رطوبة الروح [الباصرة] وغلظه. واكثر ما يعرض للكحل،
4
دون الزرق؛ ولصغار الحدق، ولمن يكثر الالوان، والتعاريج فى عينيه؛ فان هذه تدل
5
على قلة الروح الباصرة فى خلقته. وقد تكون هذه العلة لمرض فى العين نفسها. و
6
قد تكون بمشاركة المعدة، والدماغ. ويعرف ذلك بالعلامات التى عرفتها.
7
العلاج: ان كان هناك كثرة فليفصد القيفال، والماقين، ويستعمل سائر
8
المستفرغات المعروفة، ويكرر. وربما استفرغ بسقمونيا، وجندبادستر؛ فانتفع به.
9
ويسقون قبل الطعام شراب زوفا، أو زوفا، وسذاب يابس سفوفًا. ويسقون بعد الهضم
10
التام قليلًا من الشراب العتيق.
11
ومن الأدوية المجربة: سيالة كبد الماعز المغرز بالسكين المكببة على الجمر،
12
فاذا سالت اخذ مما يسيل، وذر عليه ملح هندى، ودار فلفل، واكتحل به. وربما
13
ذر عليه الأدوية عند التكبيب، والإنكباب على بخاره؛ والأكل من لحمه المشوى
14
كل ذلك نافع جدًا. وربما قطع قطعًا عريضة؛ وجعل منها شياف. [ومن دار فلفل
15
شياف] وجعل الشياف الأسفل، والأعلى من الكبد، وشوى فى التنور ولا يبالغ، ثم
16
يوخذ، ويصفى عنه المائية، ويكتحل به. وكذلك كبد الأرنب؛ وكذلك الشياف
17
المتخذ من دار فلفل، والذى على هذه النسخة: [دار فلفل]، فلفل، قنبيل، اجزاء سواءً،
18
يكتحل به. والمرارات أيضًا نافعة؛ خاصة مرارة التيوس، والكباش الجبلية. وكذلك
19
الإكتحال بدهن البلسان مكسورًا بقليل افيون.
20
والإكتحال بالفلافل الثلاث مسحوقة كالغبار نافع جدًا. وكذلك الشب المصرى.
21
والإكتحال بالعسل، وماء الرازيانج تغمض عليهما العين مدة طويلة نافع جدًا. وأقوى
22
منه العسل [بالماء] اذا كان فيه قوة من الشب، والنوشادر. ودماء الحيوان الحارة المزاج
23
ينفع الإكتحال بها. وينفع الإكتحال بعصارة قثاء الحمار مكسورًا ببزر البقلة الحمقاء،
24
وشياف القلى، وشياف الزنجار ينفع منه. وخرء الورل، والأسقنقور؛ أو يوخذ مرارة الجداء
25
جزء، فلفل جزءان، وأشج ثلاثة اجزاء، يعجن بعسل، ويستعمل. وينفع منه فصد عروق
26
المأقين.
27
|215rb27|فصل فى الجهر
28
وهو ان لا يرى <الانسان> نهارًا. سبب الجهر ــ وهو ان لا يبصر فى النهار ــ
29
رقة الروح، وقلته جدًا، فيتحلل مع ضوء الشمس، ويجتمع فى الظلمة. وربما كان
3-206
1
سبب الجهر قليلًا؛ فيرى فى الظلمة، والظل ليلًا، ونهارًا، ويضعف فى الضوء.
2
العلاج: الزيادة فى الترطيب، وتغليظ الدم.
3
|215rb36|فصل فى الخيالات
4
الخيالات هى الوان يحس أمام البصر كانها مبثوثة فى الجو. والسبب فيها
5
وقوف شىء غير شفاف ما بين الجليدية وبين المبصرات. وذلك الشىء إما ان يكون مما
6
لا يدرك مثله فى العادة أصلًا؛ وانما يدركه القوى البصر الخارج من العادة ادراكًا؛ وإما
7
ان يكون مما يدركه الأبصار اذا توسطت؛ وان لم يكن فى غاية الذكاء؛ بل كانت على
8
مجرى العادة. ومعنى الاول ان البصر اذا كان قويًا ادرك الضعيف الخفى من الامور
9
التى تطير فى الهواء قرب البصر من الهيآت التى لا يخلو منها الجو، وغيره فتلوح له، و
10
لقربها، اولصغرها لا يحققها. وكذلك اذا كانت فى الباطن من آثار الأبخرة القليلة التى
11
لا يخلو عنها مزاج، وطبع البتة؛ إلا ان هذين يخفيان عن الأبصار؛ التى ليست فى
12
غاية الذكاء؛ وانما يتخيلان لمن هو شديد حدة البصر جدًا؛ وهذا مما لا ينسب إلى
13
مضرة.
14
وأما القسم الآخر: فاما ان يكون فى الطبقات؛ وإما ان يكون فى الرطوبات.
15
والذى يكون فى الطبقات فهو ان يكون على الطبقة القرنية آثار خفية جدًا؛ قد بقيت عن
16
الجدرى، أو عن رمد وبثور، أو غير ذلك؛ فلا يظهر للعين من خارج، ويظهر للعين من
17
باطن؛ من حيث لا يشف المكان الذى هو فيه؛ فيخفى تحته من المحسوس. ومن
18
الهواء الشفاف اجزاء ترى كثيره بمقدارما، لو كانت بالحقيقة موجودة من خارج، لكان
19
يكون ذلك الجزء الصغير قسط شبحها من الثقبة العنبية.
20
وأما التى تكون فى الرطوبات: فهى على قسمين: لانها إما ان يكون قد استحال اليها
21
جوهر الرطوبة نفسه، او تكون قد وردت على جوهر الرطوبة مما هو خارج عنها. والتى تكون
22
قد استحال اليها جوهر الرطوبة نفسه فاما ان يعرض لجزء منها سوء مزاج يغير لونها، ويزيل
23
شفيفها؛ فلا يشف ذلك القدر منها لبرد، او رطوبة، او لحرارة؛ فيغلى ذلك القدر؛ فيثير فيه
24
هوائية. ومن شان الهوائية اذا خالطت الرطوبة الرقيقة الشفافة؛ ان يجعلها كثيفة اللون،
25
زبدية غير شافة؛ أو ليبوسة مكثفة جماعة جدًا.
26
و التى يكون الوارد عليها مما هو فى غيره فلا يخلو إما ان يكون عرضًا غير متمكن،
27
وهو من جنس البخارات التى تصعد من البدن كله، أو من المعدة، أو من الدماغ؛
3-207
1
اذا كانت لطيفة تحصل وتتحلل؛ وكما يكون فى البحرانات، وبعد القىء، وبعد الغضب.
2
وإما أن يتمكن فيها؛ وينذر بالماء.
3
وقد تختلف هذه الخيالات فى مقاديرها؛ فيكون صغيرة، وكبيرة. وقد تختلف
4
فى قوامها؛ فيكون كثيفة، رقيقة خفية. وقد تختلف فى أوضاعها؛ فيكون متخلخلة.
5
وقد تكون متكاثفة، ضبابية. وقد تختلف فى اشكالها؛ فتكون حبية، وتكون بقية،
6
وذبابية. وقد تكون خيطية، وشعرية بالطول.
7
|215va31|الفروق والعلامات
8
فعلامة ما يكون من ذكاء الحس ان يكون خفيًا؛ ليس على نهج واحد، وشكل
9
واحد؛ ويصحب الانسان مدة صحة بصره من غير خلل يتبعه. والذى يكون بسبب
10
القرنية؛ فيدل عليه اسبابه المذكورة، وأن يثبت مدة لا يتزايد، ولا يودى الى ضرر فى البصر
11
غيره. والذى يكون من سبب فى البيضية؛ فأن يكون مدة طويلة؛ ولم يود إلى آفة
12
عظيمة؛ ويكون إما عقيب رمد حار، وإما عقيب سبب مبرد، او مسخن؛ وهو مما يعلم
13
بالحدس؛ وخصوصًا اذا وجدت القرنية صقيلة، صافية؛ لا خشونة فيها بوجه، ثم كان
14
شيئًا ثابتًا لا يزيد، ولا يتأدى إلى ضرر عظيم.
15
وأما الذى يكون سببه بخارات معدية، وبدنية؛ فيعرف بسبب انها تهيج مع
16
البخارات، وعند الإمتلاء، والهضم، وعند الحركات، والدوار، والسدر؛ ولا يثبت
17
على حالة واحدة؛ بل يزيد، وينقص؛ ولا يختص بعين واحدة؛ بل يكون فى العينين.
18
واذا كان معه الغثيان صحت دلالته. واذا كان القئ، والإستفراغ بالأيارج، وتلطيف
19
الغذاء، والعناية بالهضم تزيله أو تنقصه، [فيتم الدلالة على كونه من المعدة]. وقد
20
علمت فى باب ضعف البصر علامات ما سببه يبس البيضية أو غيره.
21
واذا استمرت صحة العين والسلامة بصاحب الخيالات ستة أشهر؛ فهو على
22
الاكثر فى أمن. والذى هو من الخيالات مقدمة للماء؛ فانه لا يزال يتدرج فى تكدير
23
البصر إلى ان ينزل الماء، أو ينزل بعده الماء دفعة؛ وقلما يجاوز ستة أشهر. فاذا رأيت
24
الخيالات تزول، وتعود، وتزيد، وتنقص؛ فاعلم انها ليست مائية. واذا رأيت الثابتة
25
تطول مدتها؛ ولا تستمر فى اضعاف البصر؛ فاعلم انها ليست مائية.
26
|215vb9|العلاج للخيالات ولإبتداء الماء
27
اولى الخيالات بان يقبل على علاجه ما كان منذرًا بالماء. وأما سائر ذلك فما
28
كان منه من يبوسة؛ فربما نفع فيه المرطبات المعلومة. وان كان عن رطوبة وغير ذلك
3-208
1
مما ليس عن يبوسة؛ نفع منه كل ما كان يجلو من الاكحال. وأما المنذرة بالماء فيجب
2
ان تبدأ؛ فتنقى البدن؛ وخصوصًا المعدة، ثم تقبل على تنقية الرأس بالغرغرات، والسعوطات،
3
والمضوغات. وأما العطوسات فمن جهة ما ترخى، وتبقى؛ فيرجى منها التنقية ويتقى
4
من جهة عنف تحريكها؛ فيخاف منها تحريك الماء؛ وخصوصًا ان كان واقعًا دون العصبة،
5
وبقربها.
6
واعلم ان ايارج الفيقرا جليل النفع فيه؛ وكذلك حب الذهب. وما يقع فيه
7
من الأدوية القنطوريون، والقثاء المر. وقد علمت فى ابواب علاج الرأس، وتنقيته
8
ما ينبغى ان تعتمده. ويجب ان تكون التنقية بايارج فيقرا، وحب الذهب على سبيل
9
لشبيار؛ متواترة جدًا. ولا يستعمل الأدوية الملطفة، والجلاءة اكحالًا إلا بعد التنقية.
10
وينفع فى ابتداء الماء فصد شريان خلف الأذن. وينبغى ان تبدأ بالأدوية اللينة؛
11
مثل الرازيانج بعسل، وزيت؛ ومثل ما قيل، من ان شم المرزنجوش نافع لمن يخاف نزول
12
الماء إلى عينيه. وكذلك ينشق دهنه.
13
وقد قيل ان ارسال العلق على الصدغين ينفع فى ابتداءه. وقد مدح الإكتحال
14
ببزر الكتم؛ وذكر انه يزيل الماء ويحلله؛ وانه غاية. ثم يتدرج إلى الأدوية المركبة من
15
السكبينج وامثالها؛ من ذلك: السكبينج ثلاثة اجزاء، الحلتيت، الخربق الأبيض عشرة
16
عشرة، العسل ثمانية قوطوليات. ومما هو مجرب جدًا: رأس الخطاف المحرق بعسل
17
يكتحل به. وشياف اصطفطيقان، وجميع المرارات المذكورة فى باب ضعف البصر.
18
وأقوى منه شياف المرارات المارستانى. وأيضًا كحل اوميلاؤس، والكحل المذكور
19
فى انقراباذين بمرارة السلحفاة، اودواء اريباسيوس بماء الرازيانج، اوشياف المرزنجوش،
20
والساروس، والمرخومون، ودهن البلسان نافع فيه.
21
ومما ينفع فى ابتداء الماء: ان توخذ مرارة ثور شاب صحيح البدن، فيجعل فى
22
اناء نحاس، ويترك قريبًا من عشرة ايام إلى اسبوعين، ثم يوخذ من المر، والزعفران
23
المسحوقين، ومن مرارة السلحفاة البرية، ومن دهن البلسان، من كل واحد وزن درهمين،
24
وينحل الجميع، ويخلط خلطًا بالغًا؛ ويكتحل به. وأيضًا يوخذ من الخربق جزء،
25
[ومن الحلتيت جزء]، ومن السكبينج خمس وعشر جزء، وهو ثلاثة أعشار جزء،
26
ويتخذ شيافًا؛ ويكتحل به. وأيضًا خربق أبيض، وفلفل جزء، أشق ثلث جزء، يتخد
27
منه شياف بعصارة الفجل؛ ويستعمل. ويجب ان يجتنب السمك، والمغلظات
3-209
1
من الأغذية، والمبخرات، والشرب الكثير من الماء، والشراب أيضًا، ومواترة الفصد
2
والحجامة؛ بل يوخر ذلك ما امكن [إلا] ان يشتد امتساس الحاجة إلى ذلك؛ والثقة
3
بان الدم حار، وكثير.
4
|216ra17|فصل فى الإنتشار
5
الإنتشار هو ان تصير الثقبة العنبية اوسع مما هى فى الطبع. وقد يكون ذلك عقيب
6
صداع، أوسبب باد من ضربة، أو صدمة. وقد يكون لأسباب فى نفس الحدقة؛
7
وذلك إما فى البيضية، وإما فى العنبية؛ فان البيضية إن رطبت، وكثرت فزحمت
8
العنبية؛ [و] حركتها الى الإتساع. وأما يبوسة البيضية؛ فلا توجب الإتساع بالذات؛ بل
9
بالعرض؛ من حيث تتبعها يبوسة العنبية. والعنبية نفسها إن يبست، "أو تمددت اطرافها"
10
تمدد الجلود المثقبة عند اليبس؛ عرض لها ان تتسع؛ كما يتسع ثقب تلك
11
الجلود؛ وخصوصًا اذا زوحمت من الرطوبات. وقد يعرض لها ذلك من رطوبة؛ تداخل
12
جوهرها، وتزيد فى ثخنها وتمددها إلى الغلظ فيعرض للثقبة ان تتسع. وقد يعرض
13
ذلك لورم ممدد؛ يحدث فيها.
14
وقد تكون سعة العين طبيعية، وتضر بالبصر؛ فانه يرى الأشياء أصغر مما يجب
15
ان يرى. وقد يكون عارضًا؛ فيكون كذلك. وربما بلغ ان لا يرى شيئًا فانه كثيرًا ما تتسع
16
العين؛ حتى تبلغ السعة الإكليل، ولا يبقى من البصر شىء يعتد به. وما كان من صدمة،
17
أو ضربة فلا علاج له.
18
العلامات: قد ذكرناها فى باب ضعف البصر.
19
العلاج: ما كان من ذلك طبيعيًا فلا علاج له. وما كان من يبوسة فينفع فيه
20
ترطيب العين بالمرطبات المذكورة. وما كان من رطوبة فينفع فيه الفصد؛ ان كان فى
21
البدن كثرة. وأيضًا فصد عروق الماقين يستفرغ من الموضع، وينفع منها. وكذلك
22
فصد عروق الصدغ، وسلها، والإستفراغات التى علمتها، وصب الماء المالح، و
23
المملح على الرأس؛ خصوصًا ممزوجًا بالخل. ولا ينبغى ان يكثر الإستفراغات بالمسهلات؛
24
فيضعف القوة، ولا يستفرغ المطلوب؛ بل ربما كفاه الإستفراغ كل عشرة ايام بدرهم و
25
نصف من حب القوقيا. والغذاء ماء حمص بشيرج؛ ويكتحل العين الأخرى بالتوتيا؛
3-210
1
لئلا تنتشر كالأولى. ويجب ان يستعمل الاكحال المذكورة فى باب الخيالات والماء.
2
وينفع منه النوم على القفا؛ لما فيه من الجذب إلى خلف.
3
وأما الكائن عقيب ضربة: فمما يتكلف له فى علاجه ان يفصد، ثم يحجم الرأس،
4
ثم يستعمل المبردات، ويضمد بدقيق الباقلى من غير قشره، او دقيق الشعير [مبلولًا]
5
بماء ورق الخلاف، اوبماء الهندباء، اوبصوفة مبلولة بمح بيض [مضروب] بدهن ورد،
6
وقليل شراب. ويقطر فى العين دم الشفانين، والفراخ، وفى اليوم الثالث يقطر فيها
7
اللبن؛ والاكحال التى هى أقوى. وبالجملة فان اكثر علاج هذا من جنس علاج الورم
8
الحار؛ وبعد ذلك فيستعمل شيافًا متخذًا من كندر، وزعفران، ومر من كل واحد جزء،
9
ومن الزرنيخ نصف جزء.
10
|216ra46|دواء نافع من اموروثاسيس وهو الإتساع
11
مرارة الجدى، ومرارة الكركى مثقالان مثقالان، زعفران درهم، فلفل مائة و
12
سبعون عددًا، رب السوس خمسة مثاقيل وثلث، أشج مثقالان، عسل مقدار الحاجة،
13
ويستعمل منه كحل؛ ويسحق بماء الرازيانج، ويخلط بالعسل. والكائن من ضربة
14
نصف مثقال يسحق بعصارة الفجل؛ الى ان يجف، ويستعمل يابسًا. وأيضًا مرارة التيس
15
مثقال واحد، بعر الضب، اوالورل يابسًا مثقال ونصف، نطرون نصف مثقال، فلفل
16
مثقالان، مرارة الكركى مثقالان، زعفران مثقال، أشج نصف مثقال، خربق أبيض مثقال،
17
يسحق أيضًا بماء الرازيانج، ويخلط بالعسل.
18
|216rb36|فصل فى الضيق
19
الضيق هو ان تكون ثقبة العنبية اضيق من المعتاد. وإن كان طبيعيًا فهو محمود.
20
وان كان مرضيًا فهو اردأ من الإنتشار؛ وربما أدى إلى الإنسداد. واسبابه إما يبس
21
من العنبية محشف يجمعه؛ فيقبض الثقبة، ويحدث الضيق اوالسدة؛ وإما رطوبة ممددة
22
للعنبية من الجوانب إلى الوسط؛ فتتضايق الثقبة مثل ما يعرض للمناخل اذا بلت واسترخت،
3-211
1
وتمددت من الجهات. وإما يبس شديد من البيضية فيقل، ويساعدها الطبقة إلى الضمور،
2
والإجتماع المخالف لحال الجحوظ. واكثر ما يعرض هذا يعرض من اليبوسة.
3
العلامات: قد ذكرناها فى باب ضعف العين.
4
العلاج: أما اليابس منه فعلاجه: بالمرطبات من القطورات، والسعوطات،
5
والنطولات، ومن العصارات الرطبة، وغيرها كما تعلم، والأغذية اللبنية، والدسمة.
6
وفى الأحيان لا يجد بدًا من استعمال شىء فيه حرارة ما؛ ليجذب المادة الرطبة إلى العين.
7
ويجب ان يستعمل دلك الرأس، والوجه، والعينين دلكًا متتابعًا قصير الزمان؛ وذلك
8
كله ليجذب؛ فان استعمال المرطبات الصرفة قد تضر أيضًا. واذا استعملت اكحالًا
9
جاذبة فعاود المرطبات.
10
وأما الرطب منه فبالا كحال المعروفة المذكورة فى باب ضعف البصر، والماء،
11
والخيالات. ومنها شيافات بهذه النسخة: زنجار، اشق، من كل واحد جزء، زعفران جزء
12
وثلث، صبر خمسة أجزاء، مسك نصف جزء يتخذ منه شياف. وأيضًا اشج مثقالان،
13
زنجار اربعة مثاقيل، زبل الورل ثلاثة مثاقيل، زعفران مثقالان، صمغ مثقال واحد؛ يعجن
14
بعسل ويستعمل. وأيضًا فلفل، وأشج، من كل واحد جزءان، دهن البلسان تسع جزء،
15
زعفران جزء، يحل الاشج فى ماء الرازيانج؛ ويلقى عليه دهن البلسان؛ ويعجن بعسل؛
16
فان هذا جيد جدًا.
17
|216va20|فصل فى [نزول] الماء
18
نزول الماء مرض سدى؛ وهو رطوبة غريبة؛ تقف فى الثقبة العنبية بين الرطوبة
19
البيضية، والصفاق القرنى؛ فيمنع نفوذ الاشباح إلى البصر. وقد يختلف فى الكم،
20
ويختلف فى الكيف، واختلافها فى الكم أنه ربما كان كثيرًا بالقياس إلى الثقبة؛
21
فيسد جميع الثقبة؛ فلا ترى العين شيئًا. وربما كان قليلًا بالقياس إليها؛ فيسد جهة، و
22
تخلى جهة مكشوفة. فما كان من المرئيات بحذاء الجهة المسدودة لم يدركه البصر. و
23
ما كان بحذاء الجهة المكشوفة ادركه.
24
وربما ادرك البصر من شىء من الأشياء نصفه، اوبعضه؛ ولم يدرك الباقى
25
إلا بنقل الحدقة. وربما ادركه بتمامه تارة، ولم يدركه بتمامه أخرى؛ وذلك بحسب
3-212
1
موضعه؛ فانه اذا حصل بتمامه بازاء السدة لم يدرك [منه] شيئًا. واذا حصل بتمامه بازاء
2
الكشف ادرك جميعه. وهذه السدة الناقصة قد يقع إلى [موق] فوق، أو إلى [موق] اسفل.
3
وقد يتفق ان يكون ذلك فى حاق واسطة الثقبة، وما يطيف بها مكشوفًا. وحينئذ انما
4
يرى من كل شىء جوانبه، ولا يرى وسطه؛ بل يرى فى وسطه ككوة، أو هوة؛ ومعنى ذلك
5
انه لا يرى فيتخيل ظلمة.
6
وأما اختلافه فى الكيف فتارة فى القوام؛ فان بعضه رقيق صاف لا يستر الضوء
7
والشمس، وبعضه غليظ جدًا؛ وفى اللون فان بعضه هوائى اللون، وبعضه ابيض جصى
8
اللون، وبعضه أبيض لولوى [اللون]، وبعضه ابيض إلى الزرقة، والفيروزجية، والذهبية،
9
وبعضه اصفر، وبعضه اسود، وبعضه أغبر. وأقبله للعلاج من جهة اللون الهوائى،
10
والأبيض اللولوى، والذى إلى الزرقة قليلًا، وإلى الغبرة الفيروزجية. وأما الجبسى
11
الجصى، والأخضر، والكدر، والشديد السواد، والأصفر؛ فلا يقبل القدح.
12
ومن اصناف الغليظ صنف ربما صار صلبًا جدًا؛ حتى يخرج من ان يكون ماءً،
13
ولا علاج له. وأقبله للعلاج هو الرقيق الذى اذا تأملته فى الفىء النير؛ فغمزت عليه
14
باصبعك؛ وجدته يتفرق بسرعة، ثم يعود فيجتمع؛ فهذا يرجى زواله بالقدح؛ على ان
15
مداومة هذا الإمتحان مما يشوش الماء، ويعسر القدح. وربما جربوا ذلك بوجه آخر:
16
وهو ان يوضع على العين قطنة؛ وينفخ فيها نفخًا شديدًا؛ ثم تنحى؛ فينظر بسرعة هل
17
يرى فى الماء حركة؛ فان رؤى فهو صنف يتقدح. وكذلك ان كان التغميض لعين يوجب
18
اتساع الأخرى، وما كان بعد سقطة أو مرض دماغى يحدث بعد عسر برؤه.
19
العلامات: العلامة المنذرة بالماء الخيالات المذكورة؛ التى ليست عن أسباب
20
اخرى؛ وقد شرحنا أمرها فى باب الخيالات؛ وأن يحدث معه كدورة محسوسة؛ خصوصًا
21
اذا كان فى احدى العينين؛ وأن يتخيل له الأشياء المضيئة كالأسرجة مضاعفة. وقد
22
تفرق بين الماء، والسدة الباطنة؛ بأن احدى العينين اذا غمضت اتسعت الأخرى [فى
23
الماء]. وذلك لان سبب ذلك الإتساع اندفاع الروح الذى كان فى العين المغمضة إلى
24
الأخرى بقوة. واذا اصابت سدة من وراء لم ينفذ؛ وهذا فى اكثر الأمر، [وفى آخر الأمر]
25
يتسع الأخرى؛ إلا ان يكون الماء شديد العلظ؛ وان لم تكن سدة. وفى الإنتشار
26
لا يكون شىء من هذا.
27
العلاج: انى قد رأيت [رجلًا] ممن كان يرجع إلى تحصيل، وعقل كان قد
28
حدث به الماء؛ فعالج نفسه بالإستفراغات، والحمية، وتقليل الغذاء، واجتناب الامراق،
29
والمرطبات، والإقتصار على المشويات، والقلايا، واستعمال الاكحال المحللة
3-213
1
الملطفة، فعاود اليه بصره عودًا صالحًا، وبالحقيقة فانه اذا تدورك الماء فى أوله
2
نفع فيه هذا التدبير؛ واما اذا استحكم فليس [له] الا القدح، فيجب ان يهجر صاحبه
3
الإمتلاء، والشرب، والجماع، ويقتصر على الوجبة نصف النهار، ويهجر السمك،
4
والفواكه، واللحوم الغليظة خاصة.
5
وأما القىء فانه وان نفع من جهة تنقية المعدة فهو ضار فى خصوصية الماء. و
6
قد عرفنا قانون علاجه الدوائى فى باب الخيالات؛ فلنذكر اشياء مجربة. منها: يوخذ
7
حب الغار المقشر عشرة أجزاء، والصمغ جزء واحد، يسحقان ببول صبى غير مراهق،
8
للماء ولضعف البصر بالماء الساذج ويستعمل. [قال] اطيوس الآمدى: يعجن مرارة الافعى
9
بالعسل، ويكتحل به جيد جدًا. أقول: وقد جرب ناس محصلون مرارة الأفعى فلم يفعل
10
فعل السموم البتة، وهذه التجربة مما ينقض وجوب الإحتراز منها. آخر مجرب جيد:
11
عصارة الحب المنسوبة إلى جزيرة قنيدس، وكما ذريوس، وبسد، من كل واحد مثقال
12
يعجن بماء الرازيانج.
13
وأما التدبير بالقدح: فيجب ان يتقدم قبله بتنقية البدن، والرأس خاصة، ويفصد
14
ان كان يحتاج إليه، ثم يراعى ان لا يكون المقدوح مصدوعًا؛ فيخاف ان يحدث فى
15
الطبقات ورم، او مبتلى بسعال، أو شديد الضجر، سريع الغضب؛ فان الضجر، والغضب
16
كلها مما يحرك إلى العود. ويجب ان يهجر الشراب، والحمام، والجماع؛ ومع
17
هذا فلا يجب ان يستعمل القدح إلا بعد ان يقف الماء، وينزل ما يريد ان ينزل منه،
18
ويغلظ قوامه قليلًا، وهذا يسمى الإستكمال <الصغير>، ''وهو المعتدل منه". والفصد
19
ضار. وغذاءه ماء الحمص؛ ليلزم الموضع الذى يحركه إليه المقدحة من اسفل العين؛
20
ولذلك فقد يوخر ذلك من المبدأ. واذا اريد ان يقدح يقدم إلى صاحب الماء؛ بان
21
يغتذى بالسمك الطرى، والأغذية المرطبة المثقلة للماء، ويستعمل شيئًا مما هو مقو لمضرة
22
الماء؛ ثم يقدح.
23
وبالجملة فان الماء ان كان رقيقًا جدًا، اوغليظ جدًا، لم يطع القدح. واذا
24
اريد ان يقدح الزم العليل النظر إلى الموق الانسى، وإلى الأنف، ويحفظ على ذلك
25
الشكل، ولا يكون بحذاء الكوة، ولا فى موضع شديد الضوء جدًا؛ ثم يقدح يبتدىء فيثقب
26
بالمقدحة، فيمر بين الطبقتين إلى ان يحاذى الثقبة، ويجد هناك كفضاء، وجوية،
27
ثم من الصناع من يخرج المقدحة، ويدخل فيها ذنب المهت، وهو الإقليد، إلى موافاة
28
الثقبة، ليهيء للطرف الحاد من المهت مجالًا، وليعود العليل الصبر، ثم يدخل المهت
29
إلى الحد المحدود يعلو به الماء، ولا يزال يحطه حتى تصفو العين، ويكبس الماء خلف القرنى
3-214
1
من تحت، ثم يلزم المهت موضعه زمانًا صالحًا؛ ليلزم الماء ذلك المكان؛ ثم يشيل عنه
2
المهت، وينظر هل عاد، فان عاد اعاد التدبير حتى يأمن. وان كان الماء لا يجيب إلى
3
ناحية حطه، وامالته؛ بل إلى ناحية أخرى دفعه إلى النواحى التى يميل إليها، وفرقه
4
فيها. فان رأيت الماء عاد فى الأيام التى تعالج فيها العين؛ فاعد المهت فى ذلك الثقب
5
بعينه؛ فانه يكون باقيًا لا يلتحم.
6
واذا سال إلى الثقبة دم، فيجب ان يكبس أيضًا، ولا يترك يبقى هناك فيجمد،
7
فلا يكون له علاج. واذا قدحت فضع على العين المقدح بمح بيض مضروبًا بدهن
8
البنفسج بقطنة. ويجب أن يشد الصحيحة أيضًا لئلا تتحرك؛ فتساعدها العليلة. و
9
يلزمه النوم على القفا ثلاثة ايام فى الظلمة. وربما احتيج إلى معاودات كثيرة لهذا التضميد،
10
ومحافظة هذه النصبة، والإستلقاء اسبوعًا؛ وذلك اذا كان هناك ورم، أو صداع، أو غير
11
ذلك؛ لكن الورم يوجب حل الرباط القوى، وارخاءه.
12
وبالجملة: فالأولى ان يحفظ العليل نصبته [الى] ان يزول الوجع؛ فلا يحل
13
الرباط إلا فى كل ثلاثة أيام، ويجدد الدواء. ويجوز ان يكمد عند الحل بماء ورد،
14
وماء خلاف، أو قرع، أو ماء عصاالراعى، وما أشبه ذلك. وللناس طرق فى القدح
15
حتى ان منهم من يخرق اسفل القرنية يخرج منها الماء، وهذا فيه خطر؛ لان الماء اذا
16
كان أغلظ خرجت معه [الرطوبة] البيضية.
17
|217rb37|فصل فى بطلان البصر
18
بطلان البصر قد يقع من اسباب ضعف البصر؛ اذا افرطت، فلينظر من هناك؛
19
ولكنا نقول من الرأس، ولنترك ما يكون بمشاركة الدماغ وغيره؛ فان ذلك مفهوم من
20
هناك. [فاعلم] ان بطلان البصر إما ان يكون واجزاء العين الظاهرة سليمة فى جواهرها،
21
أويكون ذلك وقد أصابتها آفة مخسفة، اومسيلة، وما يجرى مجراها. فكلامنا [فى]
22
الأول. فان كانت اجزاء العين الظاهرة سليمة فى جواهرها، ولكنها قد اصابتها آفة من
23
جهة أخرى غير ظاهرة للجمهور، والعامة؛ فاما أن تكون الثقبة على حال صحتها، أو لا تكن.
24
فان كانت الثقبة على حال صحتها فاما ان تكون هناك سدة مائية، أو تكون السدة
25
ليست هناك؛ بل فى العصبة المجوفة؛ إما لشىء واقف فى أنبوبتها، وإما لإنطباق عرض
26
لها من جفان، او استرخاء، أو ورم فيها، أو ورم فى عضلاتها ضاغط فى نفسها، أو
3-215
1
تابع لضغط فى مقدم الدماغ على ما فسرناه فيما سلف؛ أو عرض لها انهتاك، أو تكون
2
الجليدية اصابها زوال عن محاذاة الثقبة؛ أو يكون فسد مزاجها فلم يصلح ان يكون آلة
3
للابصار.
4
واكثر ما يعرض ذلك لرطوبة تغلب عليها جدًا، أو ليبوسة تغلب عليها؛ فيجتمع
5
إلى ذاتها، ويستحصف، ويسمى هذه العلة علقومًا، ولا دواء لها، ويصير لها العين
6
منخسفة شهلاء. وأما ان تكون الثقبة سليمة فاما ان تكون قد بلغ بها الإتساع الغاية القصوى،
7
أوبلغ بها الضيق الإنطباق.
8
العلامات: أما علامة الماء، والإتساع، والضيق، وغير ذلك فهو مما ذكرناه
9
فى بابه. وأما السبب فيما يكون للعصبة المجوفة فذلك مما يسهل الإحاطة به جملة بالعلامة
10
المذكورة فى باب الماء. وأما تفصيل الأمر فيه فيصعب، ولا يكاد يحاط به علمًا. وان
11
كان هناك ضربان، وحمرة؛ فاحدس ان فى العصبة ورمًا حارًا. فان كان ثقل، وقلة
12
حرارة؛ فاحدس ان هناك ورمًا باردًا. وان كان الثقل شديدًا والعين رطبة جدًا
13
فالمادة رطبة. وان كانت العين يابسة فالمادة سوداوية.
14
واذا عرض على الرأس ضربة، اوسقطة اجحظت العين اولًا، ثم يتبعه غور منها،
15
وبطلان العين؛ فاحدس ان عصبة العين قد انهتكت.
16
|217va32|فصل فى بغض العين للشعاع
17
ذلك مما يدل على تسخن الروح، وإشتعاله، وترققه، وينذر كثيرًا بقرانيطس
18
إلا ان يكون سببه جرب الأجفان، وعلاجه ما تعرف.
19
|217va38|فصل فى القمور
20
قد يحدث من الضوء الغالب، والبياض [الغالب] اذا اديم النظر فى الثلج،
21
فلا يرى الأشياء، أو يراها من قريب، ولا يراها من بعيد لضعف الروح. واذا نظر إلى
22
الألوان تخيل ان عليها بياضًا.
23
العلاج: يؤمر بادامة النظر إلى الألوان الخضر والآسمانجونية، وتعليق الألوان
24
السود أمام البصر. فان كان قد اجتمع مع آفة الثلج ببياضه آفة برده قطر فى العين ماء
25
طبخ فيه تبن الحنطة فاترًا لا يوذى. وقد يكتحل بالعسل، وبعصارة الثوم. وأيضًا فقد
26
يفتح العين على بخار نبيذ مقطور على حجر رحى محماة، أو تكمد العين بنبيذ صلب، أو
27
يكب على بخار ماء طبخ فيه الحشائش المحللة الملطفة المعروفة كالزوفا، واكليل الملك،
28
والبابونج، ونحو ذلك.
3-216
1
|217vb2|الفن الرابع
2
من الكتاب الثالث من القانون فى احوال الأذن
3
وهو مقالة واحدة
4
|217vb4|فصل فى تشريح الأذن
5
الأذن [عضو] خلق للسمع. وجعل له صدف معوج ليحبس جميع الصوت،
6
ويوجب طنينه؛ وثقب يأخذ فى العظم الحجرى ملولب معوج، ليكون تعويجه مطولًا
7
لمسافة الهواء إلى داخل مع قصر ثخنه، الذى لو جعل الثقب نافذًا فيه نفوذًا مستقيمًا،
8
لقصرت المسافة. وإنما دبر لتطويل المسافة إليه؛ لئلا يغافص باطنه الحر والبرد المفرطان،
9
بل يردان عليه متدرجان إليه. وثقب الأذن يؤدى إلى جوبة، فيها هواء راكد. وسطحها
10
الأنسى مفروش بليف العصب السامع، الوارد من الزوج الخامس من أزواج العصب
11
الدماغى. وصلب فضل تصليب؛ لئلا يكون ضعيفًا منفعلًا عن قرع الهواء وكيفيته.
12
وإذا تادى الموج الصوتى إلى [ما] هناك أدركه السمع. وهذه العصبة فى أحوال السمع
13
كالجليدية فى أحوال الأبصار. وسائر أعضاء الأذن كسائر ما يطيف بالجليدية من الطبقات
14
والرطوبات، التى خلقت لأجل الجليدية؛ لتخدمها، أو تقيها، أو تعينها. والصماخ
15
كالثقبة العنبية.
16
وخلقت الأذن غضروفية؛ فانها لو خلقت لحمية أو غشائية، لم تحفظ شكل
17
التقعير والتعريج الذى فيها. ولو خلقت عظمية، لتأذت ولآذت فى كل صدمة. بل
18
جعلت غضروفية، [ليكون] لها مع حفظ الشكل لين إنعطاف. وخلقت الأذن فى
19
الجانبين، لأن المقدم كان أوفق للبصر لما علمت، فاشتغل بالعين. وخلقت تحت قصاص
20
الشعر فى الإنسان، لئلا يكون تحت ستر الشعر وستر اللباس. وهذا العضو يعرض له أصناف
21
الأمراض. وربما كانت أمراضها قاتلة؛ وكثيرًا ما يعرض من أمراضها حميات صعبة.
3-217
1
|217vb47|فصل فى حفظ صحة الأذنين
2
يجب أن يعتنى بالأذن فتوقى الحر، والبرد، والرياح، والأشياء الغريبة؛ لئلا
3
يدخلها شىء من المياه والحيوانات؛ وأن ينقى وسخها. ثم يجب أن يدام تقطير دهن
4
للوز المر فيها، فى كل أسبوع مرة، فانه عجيب. ويجب أن يراعى لئلا يتولد فيها أورام،
5
وبثور، وقروح؛ فانها مفسدة للأذن. وإن خيف أن يحدث بها بثور، استعمل فيها
6
اقطور من شياف ما ميثا فى خل. وفى تقطير شياف ماميثا فيها فى كل أسبوع مرة أمان
7
من النوازل أن تنزل إليها. ومما يضر الأذن وسائر الحواس التخمة والإمتلاء، وخصوصًا
8
النوم على الإمتلاء.
9
|218ra6|فصل فى آفات السمع
10
إن آفات السمع كآفات سائر الأفعال. وذلك لأن آفة كل فعل هو [إما] أن يبطل
11
الفعل، فيكون نظيره هاهنا بطلان السمع. أو ينقص، فيكون نظيره هاهنا ثقل السمع،
12
فلا يستقصى ولا يسمع من بعيد. أو يتغير، ويكون نظيره ههنا أن يسمع ما ليس مثل ما
13
يعرض فى الأذن من الدوى، والطنين والصفير.
14
وأعلم أن آفة السمع إما أن تكون أصلية فيكون صمم، أو طرش، أو وقر ولادى؛
15
وإما أن تكون عارضة. ومعنى الصمم غير معنى الطرش. فان الصمم أن يكون الصماخ
16
قد خلق باطنه أصم، ليس فيه التجويف الباطن، الذى ذكرناه، الذى هو كالعنبية،
17
المشتملة على الهواء الراكد، الذى يسمع الصوت بتموجه.
18
وأما الطرش والوقر فهو أن لا تبلغ الآفة عدم الحس منها، ولا يبعد ان يكون الوقر
19
كالبطلان العام للصمم، فلا يكون هناك تجويف، لكن العصبة ليست تؤدى قوة الحس.
20
والطرش كالنقصان من غير بطلان، أو]ان] يتواطى على العكس فى الدلالة. والطرش
21
كثيرًا ما يعرض عقيب القذف، وهو سهل الزوال. وفقدان السمع منه مولود طبيعى، لا
22
علاج له؛ وكذلك سائر أصناف الوقر. والطرش منه مولود طبيعى أيضًا، ولا علاج له؛
23
ومنه حادث، لكنه إذا طال عهده فهو مزمن. وذلك أيضًا قريب من الياس، أو
24
عسر العلاج. وأما الحادث القريب العهد من الطرش فقد يقبل العلاج.
25
وأما أسباب ذلك فقد يكون من مشاركة عضو؛ مثل ما يكون من مشاركة الدماغ؛
26
أو بعض الأعضاء المجاورة له، كما يقع عند أول نبات الأسنان، وكما يقع عند أوجاع
3-218
1
الأسنان. وقد يكون لآفة خاصة فى السمع إما [فى] العصبة، وإما [فى] الثقبة. أما
2
الآفة فى عصب السمع فقد تعرض لجميع أسباب الأمراض المتشابهة الأجزاء منها، و
3
الآلية، وإنحلال الفرد.
4
أما الأمراض المتشابهة الأجزاء فيها [فكل واحد من أصناف سوء المزاج المفرد
5
والمركب]، وأكثره من برد. وقد يكون كل واحد من ذلك بغير مادة، وقد يكون مع
6
مادة صفراوية، أوسوداوية، أو بلغمية من بلغم فج، أو ريحية. وكثيرًا ما يحتبس إسهال
7
مرارى فيعقبه صمم. ولا يبعد أن يكون كذلك فى إسهالات أخر، وقعت بالطبع، فحبست
8
ومنعت فى غير الوقت.
9
وأما الآلية فى العصب فمثل سدة يوجبها خلط، أو مدة، او ورم من دبيلة، اوورم
10
حار، أو صلب، أو غشاوة من وسخ، أو رهل أو نفخة. وإنحلال الفرد فيها فقد يكون
11
من قرحة، أو من تأكل.
12
فأما الكائن بسبب المجرى فأكثره عن سدة بسبب بدنى، أو بسبب من خارج.
13
والبدنى مثل ثؤلول، أوورم، أو لحم زائد، أو دود، أو كثرة وسخ، أو خلط غليظ، أو
14
صملاخ، أو جمود مدة من ورم انفجر، أو دود. وأما الخارجى فمثل رمل، أو حصاة،
15
أو نواة يدخلها، أو جمود دم سال عن الأذن بعضه [وبقى بعضه] وذلك قد يقع بغتة،
16
وقد يعرض قليلًا قليلًا.
17
وقد تعرض آفة للسمع على سبيل البحران، وعلى سبيل إنتقال المادة فى آخر
18
الأمراض الحادة، وعند ما يبقى بعد زوال الحمى ثقل الرأس. وقد تكون الآفة، التى
19
هى من هذا الباب، إما على سبيل عرض يزول؛ كما يكون عند حركات البحران، وإما
20
على سبيل عارض ثابت، بأن يكون هو [من] نفس دفع البحران؛ أعنى أن يكون البحران
21
قد دفع المادة إلى ناحية الأذن، فأقرها فيها ليس إنما تحيزها ]فيه] على سبيل المجاورة.
22
وكثيرًا ما تنذر هذه العرضية بقىء، أو رعاف. وكثيرًا ما يبطله الإسهال.
23
|218rb29|العلامة
24
أما الكائن بشركة الدماغ فيدل عليه الحال فى الحواس الأخرى، ومشاركتها
25
السمع فيه، ومشاركة قوى الحركة أيضًا إياه. وأدل الدلائل عليه مشاركة اللسان، و
3-219
1
خصوصًا إذا كان عقيب السرسام، وعقيب إختلاط العقل، وبعد آفات دماغية مزاجية
2
وغيرها مما قيل فى باب الدماغ.
3
وأما إذا كان خاصًا بالعصب فيستدل عليه بسلامة الدماغ والثقبة، وسلامة
4
منافذ السمع، والعهد باستمرار سلامة السمع من قبل. وإن كان السبب دبيلة،
5
أو ورمًا حارًا فى نفس العصب، دل عليها حميات يكون معها نافض وقشعريرة؛ ويلزمها
6
حمى، وإختلاط عقل، وهذيان. وفيه خطر، إلا ان يتقيح. فان لم يكن الورم فى
7
نفس العصبة، لم يجب أن يكون حمى، إلا على حكم حمى يوم، وكان تمدد، ووجع،
8
وثقل وضربان. وأما الوجع والثقل فيشترك فيه جميع ما كان من ورم ومادة حيث كان.
9
وإن كان السبب رياحًا دل عليها دوى وطنين، غير مقارن للثقل. وإن كان قرحة
10
وبثورًا، فيدل عليها حكة مع الوجع.
11
وأما السدة فقد تكون كثيرًا بلا ثقل. وقد تكون مع ثقل. وإذا لم يكن ثقل،
12
وكانت آفة، ولم يكن هناك سوء مزاج قاهر، فهو من السدة. والتدبير المتقدم قد يدل
13
[عليه]. وإن كانت السدة من دمل ونحوه، دل عليها الضربان. وإن كانت من دم،
14
دل عليها سيلان الدم المتقدم. وما كان من سوء مزاج مفرد، فيدل عليه وجع فى العمق
15
بلا ثقل، ولا تمدد.
16
فان كان باردًا تأذى بالباردات، واشتد فى أبرد أجزاء النهار. وإن كان حارًا
17
كان بالضد، وأحس بالتهاب ولدع. فان كان هناك مادة أحس مع ذلك بثقل، و
18
خصوصًا عند السجود. وما كان من يبس فعلامته أن يكون بعد السهر والصوم، ومع
19
ضمور الوجه والعين. وما كان سببه الدود، دل عليه دوام الدغدغة مع خروج الدود فى
20
الأحيان.
21
العلاج: نقول أولًا: إنه يجب أن يكون جميع ما يقطرفى الأذن فاترًا، غير بارد ولاحار.
22
هذا قول كلى. و تفصيل الأمر فيه: أما المرارى منه فيجب أن يستفرغ فيه المرار بالمسهل؛
23
فانه كثيرًا ما يقع فيه إسهال [مرارى] بالطبع، فيزول معه الصمم؛ كما أنه كثيرًا ما يعرض
24
إختلاف مرارى فيحبس، فيعرض صمم. فأما إن كان هناك حرارة فقط، فالمبردات
25
من الأدهان وغيرها. أو تعصر رمانة، ويعاد عصيرها فى قشرها مع شىء من خل، وكندر،
26
ودهن ورد، ويطبخ حتى يتقوم، ويقطر فيها. [اويقطر فيها] ماء الخس أو ماء عنب الثعلب.
27
وأما الكائن عن برد ومادة باردة، فينفع منه جميع الأدهان الحارة، والمفتوق
28
فيها جندبيدستر، وخاصة دهن البلسان والقسط، او دهن اللوز المر، وعصارة الأفسنتين،
3-220
1
ودهن البابونج مع شحم البقر، ومرارة الثور؛ أو دهن حل مطبوخ فيه شحم حنظل أو
2
أصوله.
3
وقد ينفع فيه بول الثيران إذا أديف فيه المر، وجعل قطورًا؛ أو عصارة قثاء الحمار.
4
وذلك كله بعد إستفراغ المادة الباردة إن كانت محتقنة، بما تعلمه من الإستفراغات العامة.
5
للبدن، والخاصة لناحية الرأس، وبعد إستعمال النطولات التى تعرفها لها، وخصوصًا
6
ما يقع فيه ورق الدهمشت وحبه. والرياضة شديدة المنفعة فى ذلك؛ وكذلك الصياح
7
الشديد فى الأذن، وأصوات البوقات ونحوها. وربما جعل القمع فى الأذن ليصل
8
إليها البخار من المطبوخات المحللة.
9
وينفع من جميع ذلك عصارة السذاب مع عسل أو جندبيدستر، ودهن الشبث،
10
وبول المعز، ومرارة المعز خصوصًا مع القنة. ومما جرب فى ذلك أن يوخذ جندبيدستر
11
ثلاثة دراهم، نطرون درهم ونصف، خربق درهم ونصف، ويتخذ منه كالأقراص،
12
ويستعمل قطورًا. وفى نسخة: خربق نصف وربع درهم، نطرون ثلث درهم. و
13
أيضًا يؤخذ كندس، وزعفران، وجندبيدستر جزء جزء، خربق أربعة، بورق أربعة، يذاب
14
بالشراب ويستعمل. أو شحم حنظل، وصبر، وجندبيدستر، وفربيون بمرارة البقر.
15
وقد جرب دهن الفجل، ودهن الميويزج، فكان شديد النفع. أو عصارة الأفسنتين،
16
أو طبيخه، أو عصارة الفجل بالملح، وخصوصًا إذا كانت بلة وسدة.
17
وقد جرب فى ذلك أن تتخذ فتيلة من خردل مدقوق بالتين؛ وربما زيد فيه نطرون.
18
وتقطير ماء البحر فيه حارًا نافع. والخربق الأسود والمرارات نافعة، وخصوصًا مرارة
19
العنز بدهن الورد. وقد زعم بعضهم أنه إذا غلى الأبهل فى دهن الحل فى مغرفة مقدار
20
ما يسود الأبهل، كان قطورًا نافعًا من الصمم. ومما ينفع من ذلك دهن الشبث، أو
21
الغار والسوسن، أو الناردين بجندبيدستر، أو رغوة الأفسنتين، أو عصير السذاب.
22
والكائن بسبب اليبس فالعلاج الزام الحمام، والغذاء، والشراب المرطب،
23
وصب الدهن المعتدل، والماء الفاتر على الرأس، والسعوط بمثل دهن النيلوفر و
24
الخلاف، وحب القرع وغيره. والكائن بسبب السدة فيعالج بما ذكر فى باب
25
السدة. وينفع منه عصارة حب الشهدانج، وعصارة الحنظل الرطب، منفعة جيدة.
26
"و أما الكائن بسبب الأورام فيعالج الحار منها والبارد بما علمت". وإذا وقع
27
الطرش بغتة، فقد ينتفع فيه بماء طبخ فيه الأفسنتين أو عصارة الأفسنتين، وخلط به
28
مرارة الثور، او مرارة الشبوط، او مرارة السلحفاة، أو مرارة الثور بدهن <الورد>، أوخربق
3-221
1
مع خل، أو سلخ الحية مع الخل. والكائن عقيب الصداع فينفع فيه ماء الفجل، ودهن
2
الورد او جندبيدستر مع حب الغار بدهن الورد. والكائن عقيب السرسام فيجب أن
3
يبدأ فيه بالاستفراغ بايارج فيقرا، ثم يقطر فيه جندبيدستر بدهن الورد، اودهن القسط
4
وحده او دهن اللوز الحلو، أو ماء الفجل ودهن الورد، او جندبيدستر مع <حب> الغار
5
بدهن الورد.
6
ومن الحبوب المجربة لما يكون من سدة، أو من خلط أو ريح، أن يؤخذ تربذ
7
عشرون درهمًا، شحم حنظل عشرة دراهم، أنزروت درهمان ونصف، كثيراء سبعة دراهم،
8
هليلج عشرة دراهم، يتخذ منه حب شبيار، والشربة منه درهم.
9
ونقول كالعائدين إلى رأس الكلام: ان جميع ما هو كائن من ثقل السمع،
10
وأوجاعه ورياحه، ودويه، وطنينه بسبب مادة باردة وبرد. فمن الأدوية المشتركة
11
لجميع ذلك بعد تنقية الرأس أن يقطر فى الأذن بورق بخل، وعسل، ومرارة الضأن
12
مع زيت وشراب، أو مع دهن لوز مر، وماء الكراث وماء البصل بعسل، أو لبن إمرأة
13
وأدوية مشتركة ذكرت فى باب الأوجاع.
14
وقطرتان من القطران غدوًا، وعشيًا، أو خربق أبيض وأسود بعض الأدهان،
15
وخصوصًا بدهن السوسن، أو بالأفسنتين وماء قشور الفجل. وكذلك دهن طبخ فيه
16
سلخ الحية، أو حب الغار، أو فربيون، وجندبيدستر بدهن، أو دهن البلسان، أو النفط.
17
أو يوخذ من علك الأنباط أوقية، ومن دهن الخيرى أوقيتان، دهن لوز مر نصف أوقية
18
يغلى الجميع معًا ويستعمل منه ثلات قطرات بكرة [وثلاث قطرات] وعشية، وكذلك عسل
19
لبنى بدهن الخيرى، وكذلك ماء ورق الحنظل الطرى، وعصارة اللوف وهزارجشان
20
شديدة القوة جدًا. وأدوية مشتركة ذكرت فى باب الأوجاع. وإن عرض مثل هذا
21
للصبيان، انتفعوا بدهن الداذى المطبوخ فيه السذاب، والمرزنجوش، أو بزاق من مضغ
22
الصعتر بملح اندرانى وحده.
23
ومن الكمادات النافعة ما كان بطبيخ البابونج، والشبث، والمرزنجوش،
24
و ورق الغار، والحبق اليابس، وعاقرقرحا، يكمد به العنق وأسفل الأذنين. وكدلك
25
النطولات المذكورة فى باب الرأس، وتجعل فى بلبلة، وتحاذى ببزالها الأذن ليدخل
26
منه بخاره.
27
والإستفراغ لأهل الطرش الأوفق فيه أن يكثر عدده، ويقلل مقداره كل مرة
28
ليتحفظ القوة، ويوافى النضج، وأما الكائن بسبب الأورام فيعالج الحار منها. والبارد
29
بما علمت، [ولا حاجة بنا ان نكرر].
3-222
1
|219ra14|فصل فى وجع الأذن
2
وجع الأذن إما أن يكون من سوء مزاج، أو يكون بسبب ورم، أو بثر،
3
أو يكون بسبب تفرق إتصال. وسوء المزاج إما حار بلا مادة؛ [بل] مثل ما يكون
4
بسبب هواء حار وريح حارة، وخصوصًا إذا انتقل إليه عن البرد دفعة، أو إغتسال
5
بماء حار دخل فى الأذن، أو <دخل فى الأذن> ماء من المياه التى تغلب عليه
6
قوة حارة. وإما حار بمادة دموية أو صفراوية، وإما بارد بلا مادة؛ بل بسبب من الأسباب
7
المضادة للاسباب المذكورة من هواء أوريح باردين، وخصوصًا إذا انتقل إليهما عن حر
8
فجأة؛ أو ماء بارد، أو ماء يغلب عليه <قوة> شىء بارد [وإما بارد] بمادة ريحية باردة،
9
أو خلطية لحجة.
10
وأما الكائن بسبب ورم، وبثور [فاما ان يكون اورامًا حارة، او بثورًا] حارة، او
11
باردة. وأما الكائن بسبب تفرق الإتصال: فمثل ريح تمدد، أو قروح، أو جراحات.
12
ومن جملة أسباب أوجاع الأذن المفرقة للاتصال ريح يتولد فيه، أو ماء يدخله، أو حيوان
13
يخلص إلى صماخه، أو دود يتولد فيه. وقد يكون عقيب سقطة أو ضربة. وأصعب
14
أوجاع الأذن ما كان من ورم حار غائص؛ وذلك يكون مع حمى لازمة، خصوصًا إذا
15
أدى إلى إختلاط العقل.
16
وأما الكائن فى الغضاريف الخارجة، فلا [يكون] هناك شدة وجع، ولا شدة
17
خطر. وأما المذكور أولًا فربما قتل بغتة كما تقتل السكتة، وهو أقتل "للشباب منه للشيوخ"،
18
وأسرع قتلًا له، فربما قتل فى السابع. وأما أكثر الشيوخ فيتقيح فيهم هذا الورم؛ ولكن
19
الشبان يقتلهم كثيرًا قبل التقيح. فان قاح وكانت علامات محمودة، رجى الخلاص.
20
ووجع الأذن قد يكون مع حكة، وقد يكون بلا حكة. وقد ذكرنا للحكة فى الأذن بابًا
21
فى موضعه.
22
|219ra52|العلامات
23
أما العلامات فمثل العلامات المذكورة فى باب الطرش. <و الله حسب من
24
يوكل عليه>.
25
|219ra55|المعالجات
26
يجب أن يحفظ القانون فى تقطير ما [يجب ان] يقطر فى الأذن، وهو أن يكون غير
27
شديد الحر والبرد. فأما إن كان السبب إمتلاءً فى الرأس، فيجب أن تستفرغ ناحية
3-223
1
الرأس من جنس ذلك الإمتلاء. فان كان حارًا فبالفصد والإستفراغ، الذى يكون بمنقيات
2
الرأس عن المادة الحادة على ما عرفته. وإن كان الخلط خلطًا لزجًا لحجًا، فبحبوب
3
الشبيار المعروفة والغراغر. فان كان لحجًا مستكنًا فى ناحية الأذن، فيجب أن يشتغل
4
من بعد الإسهال أيضًا بالأبخرة الملينة والقطورات الملينة، ثم يقصد مرة أخرى بما يستفرغه
5
من العضو. وإن كان السبب حرارة مفرطة، فيجب أن يبرد الدماغ بالمطفئات المعروفة
6
فى باب الدماغ؛ وأن يقطر فى الأذن دهن الورد مفترًا، وبياض البيض.
7
فان كان الوجع شديدًا به خلط به كافور. وربما كان دهن البنفسج مع الكافور
8
أسكن للوجع من دهن الورد لإرخاء فيه. وأيضًا فيقطر فى الأذن الشيافات المسكنة لأوجاع
9
العين ببياض البيض ونحوه، فان لبياض البيض وحده خاصية عجيبة؛ أو اللبن بماء عنب
10
الثعلب وماء الكزبرة. وخير اللبن ما حلب من الضرع فهو نافع [جدًا]. اويغلى الخراطين
11
فى دهن الورد ويقطر فى الأذن، أو يطبخ الحلزون فى دهن ورد [ويقطر فيها]، أو يطبخ
12
دهن الورد فى ثلاثة أمثال خل خمر حتى يذهب الخل ويبقى دهن الورد، ويستعمل ذلك
13
قطورًا، فانه نافع جدًا من [الحار و] الضربانى.
14
وكذلك دهن حب القرع، ودهن النيلوفر، ودهن الخلاف، وأمثال ذلك،
15
وكذلك العصارات التى تشبه عصارة القرع من جرمه، ومن ورقه، وكذلك الضمادات
16
المبردة من خارج. وقد ذكر بعضهم أن ماء اللبلاب جيد جدًا فى مثل هذه الحال وعصارة
17
الشهدانج الرطب.
18
وإذا اشتد الضربان والوجع، وخيف منه التشنج لم يكن بد من المرخيات.
19
وليس كسمن البقر العتيق مسخنًا. وربما كفى الخطب فيه إدخال أنبوبة فى الأذن،
20
تهندم على قمقمة، فيها ماء حار، ليتأدى البخار إلى الأذن. فربما سكن، فأغنى عن غيره،
21
وأغنى عن المخدرات، وخصوصًا إذا كان الماء مطبوخًا فيه ما يرخى برفق، وكان
22
أيضًا مخلوطًا بشىء مما يخدر. وإذا احتيج إلى مخدر فأسلمه شياف ماميثا مع شمة من
23
أفيون يسحق، ويخلط بلبن النساء ويقطر فى الأذن. فان كان السبب دخول الماء فيه
24
عولج بما ذكر فى بابه.
25
وإن كان السبب برودة متمكنة فى العمق، أو من خارج، فيجب أن تكون
26
القطورات من الأدهان الحارة ؛ مثل أدهان الشبث، أو السذاب، أو السنبل الرومى، أو
27
الغار، أو الأقحوان، أو البلسان، أو الخروع وما أشبه ذلك. أو مثل زيت طبخ فيه ثوم
28
وصفى، أوزيت مع فلفل وفربيون، وجندبيدستر، أو غالية مقدار دانق فى مثقال دهن
29
البان، أو دهن آخر من الأدهان الحارة العطرة. وربما شرب صاحب هذا الوجع شرابًا
30
صرفًا قويًا، ونام وانتبه، وما به قلبة.
3-224
1
وإن كان السبب فيه ريحًا باردة فينفع منه ما نذكره فى باب الدوى والطنين،
2
وما ذكرناه فى باب ما يكون سببه خلطًا لحجًا، وما يكون سببه بردًا. ومما يليق بذلك
3
أن يملأ محجمة ماء حار، ويلصق حوالى الأذن، وأن يقطر فيه سذاب وحماما بعسل،
4
أو قيصوم ومرزنجوش فى دهن السوسن، أو جندبيدستر معها بعد أن يطبخ فيه، ويصفى،
5
أو نطرون وخل، ودهن الورد، أو عصارة اللوف. فان احتيج إلى ما هو أقوى فمثل
6
فربيون، وجندبيدستر، ودهن القسط، أو قسط بحرى و زراوند. وقد ينفع منه الكميد
7
بالجاورس، واللبد المسخن.
8
وإن كان السبب فيه بثورًا، فبما نذكره فى باب بثور الأذن. وإن كان السبب
9
فيه دودًا يتولد، فبما نذكره فى باب الدود المتولد فى الأذن. وإن كان السبب فيه دخول
10
شىء من ماء أو حصاة، فبما نذكره هناك. وإن كان السبب [فيه] ورمًا حارًا، وهو
11
غائص، فهو مخاطرة لقربه من الدماغ إلى أن يجمع ويتقيح؛ فبعد الفصد والإستفراغ
12
يجب أن يستعمل اولًا الملينات والمبردات، وخصوصًا اللبن مرة بعد مرة إلى اليوم الثالث.
13
وكذلك دهن الورد المطبوخ بالخل المذكور فى الأوائل، ثم لعاب الحلبة، ولعاب
14
بزر الكتان، ولعاب بزر المرو فى اللبن. وماء اللبلاب مما ينفع فى مثل هذا الوقت.
15
وقد جرب فيه السمسم المدقوق.
16
ثم يستعمل دائمًا الكماد بزيت إلى الحرارة ما هو. ويجب أن يكون الزيت عذبًا،
17
ويكون مع ذلك فاترًا، تغمس فيه قطنة ملفوفة فى طرف ميل دقيق، ويجعل فى الأذن
18
مرة بعد مرة. ويضمد من خارج بالملينات المنضجة. فان لم يكن شديد القوة إذا كان
19
جاوز الإبتداء، فيجب أن يقطر فى الأذن شحم الثعلب أو الورل؛ أو الباسليقون بدهن
20
الورد، أو بدهن الحناء؛ وشحم البط، أو شحم الرخمة، أو مرهم من شحوم الدجاج
21
والبط.
22
وإذا لم يكن الورم شديد الحرارة، استعمل فيه دواء متخذ من شحم العنز مذابًا
23
مخلوطًا بأجزاء سواء من العسل، والميبختج،. والزوفا، كل واحد منها مثل إهالة ذلك
24
الشحم، ويجعل فى الأذن. ومما هو أقوى من ذلك، وينضج بقوة: مرتك وإسفيداج
25
أوقية أوقية، كندر، وغبار الرحاء، وريتيانج ثلاث أواقى ثلاث أواقى، زيت <طيب>
26
رطل، شحم الخنزير أو شحم الماعز الطرى رطلان، عصارة بزر الكتان مقدار الكفاية
27
يتخذ منه مرهم.
28
وربما احتيج إلى المخدرات؛ فليستعمل على النحو الذى سنذكره. وإذا
29
استحال إلى المدة، فليستعمل لعاب بزركتان <مقدار الكفاية> مع دهن ورد، أودهن
30
بابونج، وسائر ما نقوله فى بابه.
3-225
1
و[أما] إن كان الورم خارج الأذن فهو قليل الخطر، ويعالج بدقيق الشعير. والضماد
2
المتخذ من دقيق الباقلى جيد جدًا، وهو دقيق الباقلى، والبنفسج، والبابونج، ودقيق
3
الشعير، والخطمى، وإكليل الملك يدق وينخل، ويبل بماء فاتر ودهن بنفسج. و
4
ربما اكتفى بعنب الثعلب، ودهن الحل، ودقيق الحنطة.
5
فأما البثور التى تكون فى الأذن فربما كفى الشان فيها طبيخ التين والحنطة إذا
6
قطر فى الأذن، أو جعل منه فتيلة. وربما سكن الوجع إستعمال الأنبوبة على النحو الذى
7
ذكرناه. وربما كفى فى التخدير وتسكين الوجع ما ذكرناه عقيب ذكر الأنبوبة فى هذا
8
الفصل.
9
ومن الأدوية المشتركة لأوجاع الأذن، وخصوصًا التى تميل إلى البرد:
10
زيت إنفاق أغلى فيه خنافس، أو خراطين، أو الدود الذى يكون تحت الجرار؛ أو
11
مرارة السمك بزيت إنفاق، او شحم ورل، أو ثعلب، أو رخمة، او كركى، أو دهن العقارب
12
فانه نافع جدًا، أو ماء المرزنجوش الطرى، أو سلاقة ورق الغرب وقشوره، أو سلاقة
13
الخراطين فى مطبوخ [مر] مصفى، مذوب فيه شحم البط. وان كان إلى البرد شديدًا،
14
فيطبخ فيه مرارة الثور فى دهن الخيرى إلى أن يظن أن المرارة قد تحللت وفنيت، ثم يرفع
15
ذلك، ويستعمل قطورًا <فاترًا>، فانه عجيب.
16
وربما احتيج فى معالجات الأوجاع الشديدة فى الأذن إلى إستعمال المخدرات؛
17
وذلك مثل شىء من الفلونيا بلبن. وكذلك أقراص الزعفران، وأقراص الكوكب، او
18
أفيون، وجندبيدستر، وزعفران بلبن إمرأة. ويجب أن يؤخر ذلك إلى أن يخاف الغشى،
19
وخصوصًا إذا كانت أخلاطًا باردة؛ فان ذلك ضار لها جدًا. فان حدث ضرر من استعمال
20
المخدرات، فاستعمل الجندبيدستر بعد ذلك وحده. وقد يتخذ أقراص من جندبيدستر
21
يسحق بليغًا، ثم يلقى عليه الأفيون سحقًا [ثم] يتخذ منه أقراص بشراب صرف.
22
وإن كان هناك قرحة مولمة جدًا فاستعمل الحضض والأفيون باللبن. أو يوخذ
23
عشرون لوزة مقشرة، أفيون، كندر، بورق من كل واحد درهم ونصف، زعفران ستة دراهم،
24
قنة درهم ونصف، مر مثله [يجمع] ويسحق بخل ويجفف، عند الحاجة يبل بدهن
25
الورد ويقطر. وإن كان هناك مدة، فبدل الخل خمر، أو عسل، أو سكنجبين.
26
|219vb42|فصل فى الدوى، والطنين، والصفير
27
هذا الحال هو صوت، لا يزال الإنسان يسمعه من غير سبب من خارج. وقياسه
28
للسمع قياس الخيالات والظلم، التى يبصرها الإنسان من غير سبب من خارج إلى العين.
3-226
1
ولما كان الصوت سببه تموج يعرض فى الهواء، يتأدى إلى الحاسة، فيجب أن يكون فى
2
هذا العرض، الذى نتكلم فيه، من الدوى والطنين حركة من الهواء. وإذ ليس ذلك الهواء
3
هواء خارج، فهو الهواء الداخل؛ والهواء الداخل هو البخار المصبوب فى التجاويف.
4
وهذا التموج إما أن يكون خفيًا، لا يكاد يعرى عنه البخار المصبوب فى البطون، أو يكون
5
اكثر من ذلك، فان كان خفيًا، ومن الجنس الذى يعسر الخلو عنه.
6
وإذا كان يعرض فى بعض الأبدان أن يسمع عن مثله دوى وطنين، ولا يعرض
7
فى بعضها، فذلك إما بسبب ذكاء الحس فى بعضها دون بعض، وعلى قياس ما قلنا
8
فى تخيل الخيالات، أو لضعفه، فينفعل عن أدنى تموج، كما يصيب الضعيف برد عن
9
أدنى برد، وحر عن أدنى حر. وأصناف الضعف هو ما علمته من أصناف سوء المزاج.
10
وإن كان فوق الخفى وفوق ما يختلف فيه القوى والضعيف، فسببه وجود
11
محرك للبخار، مموج له فوق التحريك، والتمويج المعتاد. والمموج للبخار إما ريح
12
متموج، متولدة فى ناحية الرأس المتحركة فيه، أو نشيش من الصديد الذى ربما يتولد فيه،
13
وغليان من القيح فى نواحيه؛ أو حركة من الدود الحادث كثيرًا فى مجاريه. والسبب
14
السابق لهذه الأسباب: إما إضطراب يغلى أخلاط البدن كله؛ كما يكون فى الحميات،
15
وفى إبتداء نوائب الحميات. وإما إمتلاء مفرط فى البدن، أو خاصة فى الرأس، كما
16
يكون عقيب السكر الكثير. وإما إضطراب ينحو نحو الدماغ خاصة؛ كما يكون عقيب
17
القىء العنيف، و[كما يكون عقيب] صدمة أو ضربة.
18
وقد يكون ذلك لا بسبب اضطراب الحركة، بل بسبب مادة لزجة، تتحلل ريحًا
19
يسيرًا فيدوم ذلك. وقد يكون لشدة الخوى؛ وذلك أيضًا لإضطراب يقع فى الرطوبات
20
المبثوثة فى البدن، الساكنة فيه، إذا لم تجد الطبيعة غذاء، فأقبلت عليها تحللها وتحركها.
21
وربما يحدث الدوى [والطنين] عقيب أدوية، من شانها أن تحبس الأخلاط والرياح
22
فى نواحى الدماغ. وسبب هذا الدوى ربما كان فى الأذن نفسها، وربما كان بمشاركة
23
المعدة وأعضاء أخر، ترسل هذه الرياح إليها.
24
|220ra34|العلامات
25
أما المواصل الدائم منه فالسبب فيه مستكن فى الرأس نفسه. فان كان يسكن
26
ثم يهيج بحسب إمتلاء، أو خوى، أو حركة، وعند إشتداد حر أو برد، فهو بمشاركة.
27
ثم هيئة الصوت تدل عليه؛ فانه يكون تارة كأنه صوت شىء يغلى إلى فوق، وأكثره بمشاركة
28
البدن، أو المعدة. أو كأنه صوت [شىء] يدور على نفسه، وكحفيف الشجر، فذلك
3-227
1
يدل على إستكنان ريح. فان كان هناك حمى ووجع، وأدى إلى قشعريرة، فيدل
2
على إجتماع قيح. وإذا كانت تكونه على سبيل تولد بعد تولد خفى متصل، فهو لخلط
3
لزج.
4
وأما الذى لذكاء الحس، فيدل عليه فقدان أسباب الرياح، والإمتلاء، ونقاء
5
السمع وهيجانه عند الخوى والجوع. وأما الكائن عن يبوسة، فيكون عقيب الإستفراغات
6
والحميات. والكائن عن ضعف، فتعلمه من الإفراطات الماضية. وربما كان مع
7
مزاج حار، فيكون دفعة ومع إلتهاب؛ والبارد بالخلاف.
8
|220rb1|العلاج
9
جميع هؤلاء يجب أن يجتنبوا الشمس، والحمام، والحركة العنيفة، والقىء،
10
والصياح، <والجماع>، والإمتلاء؛ وأن يلينوا الطبيعة. أما الكائن بالمشاركة فيجب أن
11
يقصد فيه قصد العضو الفاعل له، وخصوصًا المعدة فتنقى، ويفصد الدماغ والأذن
12
فيقويان. أما الدماغ فبمثل دهن الآس، وأما الأذن فبمثل دهن اللوز ونحوه. وينظر
13
فى ذلك إلى المزاج الأولى، ويقصد لمعرفته على "القوانين المعلومة". وكذلك الكائن عن
14
الإمتلاء فيجب أن ينقى البدن والرأس بما تعلم، وتلطف التدبير. وأما البحرانى فلا يجب
15
أن يحرك فانه يزول بزوال الحمى.
16
فأما الكائن لشدة الحس فمن الناس من يأمر فيه بالمخدرات؛ مثل دهن الورد،
17
المطبوخ بالخل المذكور أمره، مع قليل أفيون؛ أو ممزوجًا بدهن البنج؛ أو الشوكران
18
مسحوقًا بجندبيدستر بدهن. وأصلح ما أمروا به أن يوخذ حب الصنوبر وجندبيدستر،
19
ويسحقان بدهن وخل ويقطر. وأما الكائن عن قيح، فيعالج بعلاج الورم والقيح.
20
وأما الكائن فى الناقهين ولمن يبس مزاجه، فان كان السبب يبسًا، فالتغذية والترطيب
21
بالأدهان المعتدلة، المائلة إلى البرد أو الحر بحسب الحاجة. فان كان السبب الضعف،
22
فاستعمال ما يعدل المزاج [العارض] من القطورات المذكورة.
23
وأما الكائن بسبب مادة اندفعت إليها فى حال السرسام؛ أو خلط غليظ لزج،
24
فجميع الأشياء المذكورة فى باب الوجع والطرش. ومما يخص الذى يعقب السرسام
25
والحميات خاصة: فعصارة الأفسنتين بدهن الورد، أو بالخل، أو دهن السوسن فانها
26
معالجة صالحة. وأما الذى عن خلط لزج بارد، فيخصه قرص جرب: وهو أن يوخذ
27
خربق أبيض ثلاثة، زعفران خمسة، نطرون عشرة، يتخذ أقراصًا ويستعمل.
3-228
1
ومن الأدوية المشتركة الجامعة المجربة لما كان عن ضعف، أو كان عن سدة،
2
أو خلط أن يوخذ قرنفل نصف درهم، بزر كراث مثله، مسك دانق يقطر بماء المرزنجوش
3
والسذاب، أو بالشراب. وكذلك طبيخ ورق الصنوبر، وطبيخ ورق الغار، وطبيخ ورق
4
شمشاد. ويجب أن يجتنب فى جميعها العشاء. قال بعض العلماء المتقدمين: إنه لا شىء
5
أنفع للصفير من دواء الفوتنج الموصوف للحفظ؛ فانه أنفع ما خلق الت لذلك. وينفع منه
6
قطور متخذ من زوفا بورق الصنوبر وحب الغار. فليتأمل ما قيل فى باب الطرش والوجع
7
من معالجات مشتركة، وخصوصًا الباردة.
8
|220va1|فصل فى علاج القيح، والمدة، والقروح فى الأذن
9
أول ما ينبغى أن يقدمه هو تلطيف الغذاء، وإستعمال ما يتولد منه الخلط الطيب،
10
العذب المحمود من البقول، واللحوم، <و الخبز>؛ وإمالة التدبير إلى ما يجب من
11
الكيفية المعتدلة. وإن أوجب المزاج تناول ماء الشعير وما أشبهه فعل؛ ويخفف الرياضة،
12
ويميل المادة إلى الأنف والفم بالعطوسات والغراغر.
13
ثم لا تخلو القروح من أن تكون ظاهرة للحس، أو تكون عميقة لا يوصل إليها بالحس.
14
فالظاهرة منها تغسل بخل وماء، أو بسكنجبين وماء، أو بعسل وماء، أو خمر، أو بطبيخ
15
العسل مع الورد والآس. وبعد ذلك فينفخ فى الأذن ما يجفف مثل الزاج المحرق ونحوه.
16
وقد ينفع الصديدية والقيح دهن الشهدانج. والأولى أن لا يردع، ولا يمنع ما لم يفرط
17
بل يجب أن يغسل ويجلى بمثل ماء المربدهن الورد. وأيضًا عصارة ورق الزيتون بالعسل
18
يستعمل قطورًا.
19
وأما العميقة: فمنها قريبة العهد، ومنها مزمنة. والقريبة العهد تعالج بمثل شياف
20
ماميثا بالخل، او بأشياف الورد، والمر، والصبر فى العسل اوالشراب يجعل فى الأذن.
21
وربما نفع تقطير ماء الحصرم فيه، وخصوصًا إذا جعل معه عسل. وكذلك عصير ورق
22
الخلاف، أو طبيخه، أو شب يمانى محرق ومر درهم درهم، يسحق بالعسل، ويحتمل
23
فى صوفة. أو دم الأخوين، وزبد البحر، والأنزروت، والبورق الأرمنى، والمر، و
24
اللبان، وشياف ماميثا أجزاء سواء، يذر على فتيلة مفتولة على ميل مغموسة فى العسل،
25
ويجعل فى الأذن.
26
وإن كان فيها وجع، عولجت بخبث الحديد مسحوقًا <بالخل و> فيه كثيراء،
27
أو خلط بما يجفف مما يسكن الوجع؛ وذلك مثل إستعمال دهن اللوز مع المر، والصبر،
28
والزعفران. وربما احتيج إلى أن يخلط به قليل أفيون. وإستعمال الدواء الراسى نافع
3-229
1
أيضًا؛ فانه <مجرب، وله> مع ما فيه من التجفيف [يصحبه] قوة مسكنة للوجع. وينفع
2
فى ذلك مركبات، ذكرناها فى القراباذين. وقد ينفع منه أقراص أندرون. وينفع أن
3
يوخذ نوى هليلج وعفص محرقين مجموعين بدهن الخيرى ودردى البزر [ويقطر]. وينفع
4
منه مرهم الإسفيذاج ومرهم باسليقون مخلوطين قطورًا.
5
وأما المزمنة من العميقة فانها رديئة جدًا؛ وربما أدت إلى كشف العظام. و
6
يدل عليها إتساع المجرى، وكثرة الصديد المنتن، فيحتاج إلى مثل القطران مخلوطًا
7
بعسل، ومثل مرارة الغراب والسلحفاة بلبن امرأة، أو قردمانا ونطرون مجموعين بتين
8
منزوع الحب، ويتخذ منها فتائل، ويستعمل بعد تنقية الوسخ. وكذلك فى سائر الأدوية.
9
ومن الأدوية القوية فى هذا الباب: توبال النحاس مع زرنيخ، وعسل، وخل؛ أو
10
صدأ خبث الحديد، "أو خبث الحديد'' نفسه مقليًا مسحوقًا كالغبار بعد مواترة القلى، مدافًا
11
بخل خمر حتى يصير كالعسل، ويقطر فى الأذن. وربما احتيج إلى مرهم الزنجار، وذلك
12
إذا أزمن وتوسخ. ومما هو متوسط فى هذا الباب شبث محرق مع مثله عسل، وربما
13
زيد فيه مر. وأقوى من ذلك تركيب بهذه الصفة: زنجار أربعة دراهم، قشور النحاس
14
مثله، عصارة الكراث أوقية، عسل ماذى أوقية يستعمل.
15
فاذا كثر القيح جدًا، فلا بد من إستعمال فتيلة مغموسة فى مرارة الثور، أو قطور
16
من بول الصبيان. وأقواه ــ خبث الحديد المغسول، المقلى على الطابق مرارًا إذا طبخ فى
17
الخل، واستعمل. وإذا كان مع القيح المزمن وجع، صب فى الأذن نبيذ صلب
18
مضروب بدهن الورد أو بماء الكراث، أوماء السمك المالح. وربما أحوج الوجع إلى صبر،
19
وأفيون، وزعفران تعجن بعسل، ويجعل فيها.
20
وإذا رأيت الرطوبة احتبست بالأدوية المانعة المجففة، فصب فى الأذن دهن
21
ورد لتسقط الخشكريشة، ثم اجعل فيها ما ينبت اللحم. ويجب بالجملة أن لا يحبس
22
الصديد، بل يمنع تولده ويجفف قروحه. وكثير من المعالجين المحتالين يحشون
23
الأذن المقيحة خرقًا، تمنع سيلان القيح عنها، ويمنعون نوم العليل من ذلك الجانب،
24
لئلا يجد القيح مندفعًا فيه، فيخرج إلى أن يميل نحو اللحم الرخو، الذى فى أصل الأذن،
25
فيحدث ورمًا، ويبطونه بعد الإنضاج، ويعالجونه، فيبرأ سبيلان المدة عن الأذن.
3-230
1
|220vb39|فصل فى انفجار الدم فى الأذن
2
قد يكون منه ما يجرى مجرى الرعاف فى أنه بحرانى؛ وربما كان عن إمتلاء
3
أدى إلى إنشقاق عرق، إوانقطاعه، أو انفتاحه؛ وربما كان عن صدمة أو ضربة.
4
|220vb46|العلاج
5
أما البحرانى فلا يجوز أن يحبس إن لم يؤدى إلى ضعف وغشى. وأما غير ذلك
6
فيحبس إما بالقابضات، وإما بالكاويات، وإما بالمبردات. أما القابضة فمثل طبيخ
7
العفص بماء أو خل، او طبيخ العوسج. وربما خلط معه مر بخمر عتيق أو خل. وكذلك
8
شياف ماميثا، وحضض، وطبيخ ورق شجرة المصطكى، أو رمانة طبخت فى خل وعصرت.
9
وأما المبردات فمثل عصارة عصا الراعى، ولسان الحمل مع خمر، أو شياف ما ميثا
10
وأفيون، وأما الكاوية فعصارة الباذروج. ومما هو عجيب جدًا أنفحة الأرنب بخل، أو
11
عصارة الكراث بخل. ومما هو مجرب لذلك أن توخذ كليتا ثور، وشىء من شحمه،
12
فيملح ثم يشوى نصف شية، ويعصر ماءه فى الأذن.
13
|221ra9|فصل فى علاج الوسخ فى الأذن والسدة الكائنة منه
14
أما العلاج الخفيف له أن يقطر فيه دهن اللوز المر الجبلى خاصة ليلًا ويدخل
15
الحمام. ويوضع الأذن على الأرض الحارة ليذوب الوسخ. وربما نفع منه نفخ الزاج فيه
16
وقردمانا. أيضًا مثقال بورق أرمنى، تين أبيض ما يعجنه به، يتخذ منه فتيلة. أو يصب فيه
17
مرارة ماعز مع دهن [فراسيون مسحوقًا]، اوفراسيون مسحوقًا، أو ماء الفراسيون. أويذاب
18
بورق بخل، ويترك حتى يسكن غليانه، ويمزج بدهن ورد ويقطر. أو يخلط البورق
19
بتين منزوع الحب، ويحبب منه حب صغار، ويوضع فى الأذن، وينزع فى اليوم الثالث،
20
فيصحبه وسخ كثير، ويعقبه خفة بينة. وربما جعل فيها قردمانا وأنجرة. ومما هو أقوى
21
عصارة ورق الحنظل قطورًا. أو يوخذ بورق وزرنيخ بالسوية ويعجن بعسل، ويدأف
22
بخل، ويقطر فى الأذن؛ ويصبر عليه ساعة، ثم يغسل الموضع بماء العسل، أو بماء حار.
23
والفتائل القوية لا تستعمل إلا بعد الإستفراغ. ومنها فتيلة مغموسة فى زيت،
24
ودهن البابونج، ودهن الناردين. وقد زعم قوم: ان الكافور شديد النفع من الطرش،
25
ويشبه أن يكون للمرارى. ومما جرب زيت العقارب، فانه يبرئ الصمم. ومما ينفع
3-231
1
من السدة الوسخية فتيلة متخذة من حرف وبورق يلزم الأذن ثلاثة أيام، ثم يخرج فيخرج
2
وسخ كثير. وكذلك الفتائل بالعسل.
3
|221ra46|فصل فى السدة العارضة فى الأذن
4
قد تكون هذه السدة فى الخلقة، مثل ما يكون لغشاء مخلوق على الثقب. وقد تكون
5
لوسخ. وقد تكون لدم جامد. وقد تكون للحم زائد، أو ثؤلول. وقد يكون لحصاة،
6
أو نواة تقع فيه؛ أو حيوان يدخله فيموت فيه. وربما كان من خلط لزج يسد الثقبة،
7
أو مجارى العصبة، فيحس الإنسان كأن أذنه مسدودة دائمًا. وربما حدث ذلك بعد
8
ريح شديدة.
9
|221rb1|العلاج
10
أما ما يكون من صفاق أو لحم يسد المجرى فى أصل الخلقة، فالغائر منه أصعب
11
علاجًا، والظاهر أسهل. فأما الباطن فيحتال له بآلة دقيقة يقطعه، ثم ''يمنع الإدمال''
12
على ما نقوله عن قريب. وإن كان ظاهرًا فينبغى أن يشق بالسكين الشوكى، الذى يقور به
13
بواسير الأنف، ثم يلقم فتيلة ذر عليها قلقطار، وما يجرى مجراه مما يمنع نبات اللحم.
14
وأما إن كانت السدة من شىء نشب فيه فيجب أن يقطر فى الأذن مثل دهن الورد، و
15
السوسن، والخيرى. وإن كان الناشب مثل حيوان مات فيه، فيصب فيه من الأدهان
16
ما يفسخه، ثم يستخرج بمنقية الأذن برفق.
17
وأما إن كانت السدة بسب لحم زائد، أو ثؤلول، فيجب أن يغسل بماء حار
18
ونطرون، ثم يقطر فيها نحاس محرق وزرنيخ أحمر، مسحوقين جدًا بالخل حتى يحرق
19
اللحم، ثم تعالج القرحة. وقد ذكر: أن إدمان صب مرارة الخنزير فيها نافع منه جدًا.
20
والذى يتخيل إلى الإنسان من أن أذنه مسدودة، فينفع منه تقطير دهن السوسن، أو
21
مرارة الثور فى عصارة السلق. ولعصارة الشهدانج وعصارة الحنظل خاصية فى سدد الأذن.
22
فان كانت السدة وسخية، عولج بما ذكرنا فى باب السدة الوسخية. ومما ينفع
23
من السدة الوسخية وغيرها فتيلة متخذة من حرف وبورق وتلزم الأذن ثلاثة أيام ثم تخرج.
24
ومما هو أقوى من ذلك، وينقى أيضًا العصبة اقراص الخربق ونسختها: خربق أبيض
25
مثقالان، نطرون ستة عشر مثقالًا، زعفران ثلاثة مثاقيل يدق ويسحق بخل ويقرص؛
26
ثم إذا احتيج إليها حلت فى خل وقطرت فى الأذن فهو عجيب جدًا. وأما السدة التى
3-232
1
تكون فى الخلقة وهو أن تخلق الأذن غير مثقوبة، أو مسدودة الداخل خلقة، وقد يجرب
2
بعمل اليد حتى ان أدنى الكشط والتطريق إلى الصماخ الباطن نفع؛ وربما لم ينفع
3
[بكل حيلة بتة].
4
|221rb46|فصل فى الرض الذى يعرض للأذن من الضربة
5
أما بقراط فيرى أن لا يعالج بشىء. وأما من بعده فمما يعالجون به أن يؤخذ: أقاقيا
6
ومر [وصبر] وكندر، ويتخذ منه لطوخ بالخل، أوببياض البيض، أولب الخبز بالعسل.
7
|221rb55|فصل فى حكة الأذن
8
يؤخذ ماء الأفسنتين ويصب فيه ببعض الأدهان، أو يغلى الافسنتين بالدهن
9
ويقطر.
10
|221va1|فصل فى دخول الماء فى الأذن
11
قد يدخل الماء فى الأذن إذا لم يصنها المستحم والمغتسل، فيوذى ويورم
12
أصل الأذنين، ويوجع وجعًا شديدًا.
13
المعالجات: مما ينفع من ذلك أن يمتص بأنبوبة إمتصاصًا <كيما> يجذبه دفعة، ثم
14
يصب فيه دهن لوز حلو. وربما أخرجه السعال والعطاس. أو يوخذ عود من شبث، أو شقة
15
من بردى مقدار شبر واحد، ويلف على أحد طرفيه مقدار ثلثه قطنة ويغمس فى زيت،
16
ويهندم الطرف الآخر فى الأذن مما يهندمه فيه، ويضطجع صاحبه، ويشعل فى الطرف
17
المقطن نار، ويترك حتى يشتعل إلى أن تدب الحرارة داخل الأذن، فحنيئذ يجذب و
18
يخرج دفعة، فيخرج معه ما فى الأذن.
19
ومما ينفع من ذلك خصوصًا فى الإبتداء أن توخذ راحة ماء فيملأ بها الأذن،
20
ثم ينقلب عليها صاحبها، وهو يحجل حجلًا حتى يخرج الجميع. وقد يستخرج أيضًا
21
بالزراقة، يدخل رأسها ويجذب عمودها، فينجذب معه الماء. وربما أغنى فى القليل منه
22
صب الأدهان فى الأذن، وصب الألبان الفاترة مرارًا متابعة، وخصوصًا إذا بقى وجع و
23
زالت العلة. وإن اوجع ذلك شديدًا، ضمد الأذن بقشور الخشخاش، وإكليل الملك،
24
والبابونج، والبنفسج، والخطمى، وبزر الكتان، ودقيق الشعير بلبن النساء.
3-233
1
|221va33|فصل فى دخول الحيوانات فى الأذن وتولد الدود فيها
2
قد يفطن لدخول الهامة فى الأذن لشدة الوجع مع حرش وحركة بمقدار الحيوان.
3
وأما الدود فيحس معه بدغدغة.
4
المعالجة: مما يعم جميع ذلك تقطير القطران فى الأذن؛ فانه يسكن فى الحال حركة الحيوان
5
فيها، ويقتلها عن قريب، وخصوصًا الصغير. وكذلك تقطير عصارة قثاء الحمار وحدها،
6
او مع سقمونيا. وكذلك الكبريت، والزراوند الطويل، والقلقديس، والميعة. ومن
7
الجيد أن يقطر فيها سيلان لحم البقر المشوى. وقد ينفع من ذلك أن يوخذ زيت، ويجعل
8
فى الأذن، ويجلس فى الشمس. ومن العصارات وخصوصًا للدود عصارة أصل الكبر،
9
وعصارة أصل الفرصاد، وعصارة الحوك، وعصارة ورق الإجاص، وعصارة ورق الخوخ،
10
وعصارة الأفسنتين، أو القنطوريون، او الفراسيون، وعصارة ورق البطم الأخضر،
11
أو [ورق] الشمشاد، أو ورق الصنوبر، وخصوصًا إذا طبخ بخل [خمر]، وعصارة قثاء
12
الحمار، وعصارة الخربق الأبيض وطبيخه، أو الأفتيمون، أو عصارة الفوتنج بالسقمونيا،
13
أو عصارة الشيح، أو عصارة المرماحور، أو ماء العسل بشىء من هذه.
14
وكذلك عصارة الفجل، وعصارة البصل، وخصوصًا الطلخبياز، أو بزر البصل
15
بماء العسل، أو بعض المرارات، وخصوصًا إذا سخنت فى جوف رمان بشحمه. وكذلك
16
طبيخ حب الكبر الطرى، أو عصارته، وعصارة الترمس، أو الصبر بالماء الفاتر، أو قسط
17
مسحوق، أو عاقرقرحا. وجميع هذه فى الددود أنجع وأقوى. ومما جرب للدود:
18
أن يوخذ درهمان شراب، وثلاثة دراهم عسل، ودرهم دهن ورد، ويخلط ببياض
19
البيض، ويفتر ويجعل فى الأذن فى صوفة مغموسة فيها، تملأ بها الأذن، ويتكئ عليها
20
المشتكى ولا ينام، ثم يختطف دفعة فيخرج به دود كثير. وقد ينفع من أذى الدود صب
21
عصارة العوسج، أو الخس، أو الأفسنتين، أو طبيخها، أوسحيق لحاء أصل الكبر،
22
والمرماحور، أو ماء المرزنجوش، والبول العتيق.
23
|221vb21|فصل فى الأورام التى تحدث فى اصل الأذن
24
هذه الأورام من جنس الأورام، الحادثة فى اللحوم الرخوة، وخاصة اللحم الغددى،
25
ويسمى باريطوس، أى بنات الأذن. وربما بلغ أحيانًا من شدة ما يولم أن يقتل؛ ومثل ذلك
3-234
1
فقد يتهدمه كثيرًا إختلاط العقل. والورم الكائن فى الصماخ أقتل للشبان منه للمشائخ؛
2
لأنه يكون فى المشائخ ألين. وأما الشبان فهم أسخن مزاجًا، ومادة أورامهم المولمة أحد
3
كيفية، وأشد إيجاعًا، وأقل إمهالًا إلى أن يجمع. والأورام التى تكون تحت اصل
4
الأذن، أسلمها ما كان على سبيل بحران حسن العلامات. وأما إذا كان عن بحران ليس
5
معه علامة نضج، أو كان سابقًا لوقت البحران فهو ردىء.
6
وهذه الأورام بالجملة قد تكون من مادة دموية، <وقد يكون من مرة>، و
7
[قد] يكون من سوداء، او من بلغم. ويدل على الدموى منها حمرة، وثقل، ومدافعة
8
للجس، وضيق فى المجارى. ويدل على الصفراوى، وعلى الكائن من الدم الرقيق،
9
وجع لذاع ماشراوى بلا ثقل ولا تضييق للمجارى، ولكن مع تلهب شديد. والبلغمى
10
يكون مع ترهل، ولين، وقلة حمرة. والسوداوى مع صلابة وقلة وجع. وهو من جنس
11
ما يجب أن يعتنى به فى الأكثر بتزيده وجذبه لا بردعه؛ إذ كانت المادة المنصبة، فضل
12
عضو رئيس، ولا سيما فى بحرانات أمراضها مثل ما يحدث فى بحران ليثرغس كثيرًا. وقد
13
أشرنا إلى معرفة هذا فى الكتاب الكلى. فيجب إذًا أن لا يهتم فى علاجه من حيث
14
يستحق العلاج الورمى قبضًا وردعًا فى الإبتداء، ثم تركيبًا للتدبير، ثم تحليلًا صرفًا؛ بل يجب
15
أن يبدأ، وخصوصًا إذا عرض فى الحميات وأوجاع الرأس، فيعان على جذب المادة
16
إلى الورم بكل حيلة، ولو بالمحاجم إن كان ليس منجذبًا سريع الإنجذاب.
17
وينبغى أن تقل المادة بالفصد إن احتيج إليه. فان كان شديد التجلب، و
18
الإنجذاب، تركناه على الطبيعة لئلا يحدث وجعًا شديدًا، وتتضاعف به الحمى؛ بل يجب
19
أن يقتصر إن كان هناك وجع شديد، على ما يرخى ويسكن الوجع مما هو حار رطب.
20
فان كان إبتداءه بوجع شديد، فاقتصر على التكميد بالماء القراح. وإن كان خفيفًا اقتصر على
21
الكماد بالملح، أو على دواء الأقحوان، أوعلى الداخليون، ومرهم ماميثاوس. وإن
22
لم يكن شديد الخفة، وظهر له رأس، فليستعمل ما يجمع بين تغرية، وبين تهشيش،
23
وإنضاج؛ مثل دقيق الحنطة والكتان مع شراب العسل، أو ماء الحلبة، والخطمى،
24
والبابونج.
25
فان حدس أنه ليس يتحلل بل يتقيح، فالواجب أن يخرج القيح إما بتحليل
26
لطيف إن أمكن، أوعنيف ولوبشرط ومص. ومما يخرج القيح منه بعد البط والشرط
3-235
1
دواء اسميلون. ومما هو موافق فى هذه العلة لجذبه، وتحليله، ولخاصية فيه بعر الغنم
2
بشحم الأوز أو الدجاج. ومن ذلك نورة وكعك، وشحم البقر غير المملح.
3
وأما المزمن فيحتاج إلى رماد الصدف والودع مع العسل، أو مع شحم عتيق.
4
أو يوخذ التين ويطبخ بماء البحر، أو يستعمل الأشق وحده أو مع غيره. وكذلك الزفت
5
الرطب والمقل بوسخ الكوائر، والميعة السائلة، ومخ الإيل. فان صارت خنازير وثبتت،
6
فليتخذ مرهم من هذه العناصر: علك البطم، وزفت، وحب الدهمشت، وميويزج،
7
وصمغ، وكمون، وفلفل، وأصل اللوف، وقنة، وكزبرة، والشحوم، وقردمانا،
8
ورماد قشور أصل الكبر، وعاقرقرحا، وبعر الغنم والماعز، والشحوم، وخصوصًا
9
شحم الخنزير والماعز، والتيوس الجبلية خصوصًا للسوداوى. وكذلك أدمغة الدجاج،
10
والقبج، والبقر، [ومخاخ البقر]، وخصوصًا الوحشية. والأدهان أما لما هو أسخن
11
مادة فدهن الورد والبنفسج، ولما هو أبرد مادة دهن السوسن، والشبث، والبابونج،
12
والخروع. وينفع من هذه الأورام إذا عسرت مرهم الريتيانج.
13
|222rb1|فصل فى هرب الأذن من الأصوات العظيمة
14
يكون السبب فيه ضعف فى القوة النفسانية فى الدماغ، أو الفائضة إلى السمع.
15
ولا بد من علاج الدماغ بما يقويه على ما علمت.
3-236
1
|222rb7|الفن الخامس
2
فى احوال الأنف [وهو مقالتان]
3
|222rb8|المقالة الاولى فى الشم، وآفاته، والسيلانات
4
|222rb10|فصل فى تشريح الأنف
5
تشريح الأنف يشتمل على تشريح عظامه، وغضروفه، والعضل المحركة لطرفيه؛
6
وذلك مما فرغ منه. ومجرياه ينفذان إلى المصفاة، الموضوعة تحت الجسمين، المشبهين
7
بحلمتى الثدى. والحجاب الدماغى هناك أيضًا ينثقب ثقبًا بازاء ثقبة من المصفاة؛
8
لينفذ فيها الريح ويؤدى. ولكل مجرى ينفذ إلى الحلق؛ وتشريح الآلة التى يقع
9
بها الشم؛ وتلك هى الزائدتان الحلميتان اللتان فى مقدم الدماغ ويستمدان من البطنين
10
المتقدمين من الدماغ فلذلك تتصفى الفضول فى تلك الثقب. ''ومن طريقها" ينال الدماغ
11
والزائدتان الناتئتان منه، الرائحة ينشق الهواء. والدماغ نفسه يتنفس؛ ليحفظ الحار
12
الغريزى فيه فيربو، ويأزر كالنابض؛ وقد يربو عند الصياح، وعند اختناق الهواء والروح
13
إلى فوق. وفى أقصى الأنف مجريان إلى المآقين؛ ولذلك يذاق طعم الكحل [بنزوله]
14
إلى اللسان. وأما كيفية الشم فقد ذكرت فى باب القوى. وأما إن الرائحة تكون
15
فى الهواء بانفعال منه، أو تأدية، أو بسبب بخار يتحلل، فذلك إلى الفيلسوف، وليقبل
16
الطبيب ان الشم قد يكون فى الأصل باستحالة ما فى الهواء على سبيل التادية، ثم يعينه
17
سطوع البخار من ذى الرائحة.
18
|222rb42|فصل فى امراض الأنف
19
قد ذكرنا تشريح الأنف، ومنفعته، والعضل المحركة لمنخريه فيما سلف. فالواجب
20
علينا الآن أن نذكر أمراضه، وأسبابها، وعلاماتها، ومعالجاتها.
3-237
1
|222rb48|فصل فى كيفية طرق استعمال الأدوية فى الأنف
2
اعلم: أن معالجات الأنف منها ما لا يختص بأن يكون من طريق الأنف؛ مثل
3
الغراغر، والأطلية على الرأس. ومنها ما يختص به؛ مثل البخورات، والشمومات،
4
و[مثل] السعوطات: وهى أجسام رطبة تقطر فى الأنف. ومنها النشوفات: وهى
5
أجسام رطبة تنجذب إلى الأنف بجذب الهواء. ومنها نفوخات: وهى أشياء يابسة
6
مهيأة تنفخ فى الأنف؛ ويجب أن ينفح فى الأنبوب. وكل من أسعطته شيئًا فالصواب
7
أن تملأ فمه ماء، وتأمره أن يستلقى وينكس رأسه إلى خلف، ثم يقطر فى أنفه السعوط.
8
ويجب أن ينشق كلما يجعل فى الأنف إلى فوق كل التنشق حتى يفعل فعله. فكثيرًا ما
9
يعقب الأدوية الحادة المقطرة فى الأنف والمنفوخة فيها، لذعًا شديدًا فى الرأس؛
10
فربما سكن بنفسه، وربما احتيج إلى علاجه بما يسكن. والأصوب أن يكون على الرأس،
11
عندما يسعط بشىء حاد حريف، خرق مبلولة بماء حار وقد غرق قبله إما بلبن حلب عليه،
12
أو دهن صب عليه؛ مثل دهن حب القرع، ودهن الورد، ودهن الخلاف. وإذا
13
فعل السعوط فعله، أتبع بتقطير اللبن فى الأنف مع شىء من الأدهان الباردة.
14
|222va21|فصل فى آفة الشم
15
الشم تدخله الآفة كما تدخل على سائر الأفعال؛ فان الشم لا يخلو إما أن يبطل،
16
وإما أن يضعف، وإما أن يتغير ويفسد. وبطلانه وضعفه على وجهين: فاما أن يبطل
17
ويضعف حس الطيب والمنتن جميعًا، أو يبطل ويضعف حس أحدهما. وفساده
18
وتغيره أيضًا على وجهين: أحدهما أن يشم روائح خبيثة وإن لم يكن موجودة، والثانى
19
أن يستطيب روائح غير مستطابة؛ كمن يستطيب روائح العذرة، ويكره المستطابة؛ وسبب
20
هذه الآفات إما سوء مزاج مفرد، وإما خلط ردئ، يكون فى مقدم الدماغ والبطنين
21
اللذين فيه، أو فى نفس الجسمين الشبيهين بحلمتى الثدى. وإما شدة فى العظم المشاشى
22
عن خلط، أو عن ريح. أو عن ورم و سرطان، ونبات لحم زائد، أو سدة فى الحجاب
23
الذى فوقه. وكثيرًا ما يكون الكائن من سوء المزاج المفرد حادثًا من أدوية استعملت و
24
قطورات قطرت، فسخنت مزاجًا، أو أخدرت وبردت، أو فعل أحد ذلك أهوية مفرطة
25
الكيفية؛ وقد يكون من ضربة وسقطة تدخل على العظم آفة.
26
العلامات: إذا عرض للانسان أن لا يدرك الروائح، ووجدت هناك سيلان الفضول على
27
العادة، فلا سدة فى المصفاة؛ وإن وجدت إمتناع نفوذ النفس فى الأنف، وغنة فى
3-238
1
الكلام، فهناك سدة فى نفس الخيشوم؛ فان احتبس السيلان، ولم يكن لسوء مزاج الدماغ
2
وقلة فضوله، وكان ما دون المصفاة مفتوحًا، فهناك سدة غائرة؛ وإن كان السيلان جاريًا
3
على العادة ولا سدة تحت الخيشوم وما يليه، فالآفة فى الدماغ؛ فتعرف مزاجاته، و
4
أحواله، وأفعاله مما قد عرفته؛ وكذلك إن كان ضعف فى الشم ونقصان. وأما إن
5
كان يجد ريح عفونة، ويستنشق نتنًا، فالسبب فيه خلط فى بعض هذه المواضع عفن
6
يستدل عليه بمثل ما علمت. وإذا اشتم فى الأمراض الحادة روائح غير معتادة، ولا معهودة،
7
ولا عن شىء ذى رائحة حاضر، ومع ذلك يحس رائحة مثل السمك، أو الطين المبلول،
8
أو السمن، وغير ذلك، وهناك علامات رديئة، فالموت مظل.
9
المعالجات: إن كان سببه سوء المزاج فيجب أن يعالج بالضد، ويقصد مقدم الدماغ من
10
النطولات، والشمومات، والنشوقات، والأطلية، والأضمدة المذكورة فى باب معالجات
11
الرأس. واكثر ما يعرض من سوء المزاج هو أن يكون المزاج باردًا، إما فى البطنين المقدمين
12
بكليتهما، أو فى نفس الحلمتين. وأنفع الأدوية لذلك السعوطات المتخذة من الأدهان
13
الحارة مدوفًا فيها فربيون، وجندبيدستر، ومسك. وإن كان السبب فيه خلطًا فى بطون
14
الدماغ، فاستدل عليه بما قيل فى باب علل الدماغ. واستفرغ البدن كله إن كان الخلط
15
غالبًا على البدن كله، أو الدماغ نفسه بما يخرج ذلك الخلط عنه بالشبيارات، والغراغر،
16
والسعوطات، والنشوقات، والشمومات الملطفة، وما أشبه ذلك مما قد عرفته. وإن
17
احتيج إلى فصد عرق فعل. ويرجع فى جميع ذلك إلى الأصول المعطاة فى علاج الدماغ.
18
وإن كان السبب سدة فى العظم المشاشى، المعروف بالمصفاة، استعملت النطولات
19
المفتحة المذكورة فى باب معالجات الرأس، فينطل بها، ويكب على بخارها، ويستنشق
20
منها، مدوفًا فيها فلفل، وكندس، وجاؤشير. ويجب أن يلزم على الرأس المحاجم
21
بعد ذلك، وغرغرة بالأشياء المفتحة الحارة.
22
ومما جرب الشونيز ينقع فى الخل أيامًا، ثم يسحق به ناعمًا، ثم يخلط بزيت،
23
ويقطر فى الأنف ويستنشق مأ امكن إلى فوق؛ وربما سحق كالغبار، ثم خلط بزيت
24
عتيق، ثم يسحق مرة أخرى حتى يصير بلا أثر.
25
ومما جرب [وذكر] أن يؤخذ زرنيخ أحمر وفوتنج ويسحقان جيدًا، ويغمران
26
ببول جمل أعرابى، ويشمس ذلك كله، ويخضخض كل يوم مرتين، فاذا انتشف الدواء
27
البول أعيد عليه بول جديد ثم ينجرالأنف بوزن درهم منه ثم يغرق من دهن الورد، ومما مدح
28
للسدة الريحية السعوط بدهن الوز المر الجبلى، أو نفخ حرمل وفلفل أبيض مدقوقين
3-239
1
فيه. وقد ذكر بعضهم: ان قشر الرتة إذا جفف وسحق ونفخ سحيقه فى الأنف كان
2
نافعًا.
3
وإن كان السبب فيه بواسير، عولج بعلاج البواسير. وأما الذى يحس الطيب
4
ولا يحس النتن، فلا يزال يسعط بجندبيدستر مرارًا حتى يصلح. وأما الذى يحس النتن
5
ولا يحس الطيب، ولا يزال يسعط بالمسك حتى يحسن حاله ويصلح.
6
|223ra11|فصل فى الرعاف
7
الرعاف قد يكون قطرات؛ وقد يكون هائجًا لحقن شديد، وبسبب غلبة
8
من الدم الغالى بقوة؛ وربما كان لإنفجار عن شبكة عروق الدماغ وشرايينه، وهو غير
9
قابل فى الأكثر للعلاج. وأكثره يكون عقيب حدوث صداع، والتهاب، و مرض حاد؛
10
أو عقيب سقطة، وضربة. ويتبعه اعراض فساد الدماغ لا محالة. وربما كان لبخارات
11
حادة متصعدة. والذى يكون عن الشرايين مميز عن الذى يكون من الأوردة برقته، و
12
حمرته، وحرارته؛ وأيضًا فقد يكون عائدًا بأدوار؛ وقد يكون واقعًا دفعة.
13
وسيلان الرعاف من الأحوال التى تنفع وتضر. ومن وجد عقيبه خفة رأس
14
عن إمتلاء، واعتدال لون عن حمرة شديدة، وإعتدال سحنة بعد انتفاح، فقد انتفع به
15
لا سيما فى الأمراض الحادة، وفى الأورام الباطنة وخاصة الدموية، والصفراوية
16
فى الدماغ، ثم فى الكبد، ثم فى الحجاب، ثم فى الرئة؛ فان نفع الرعاف فى ذات الجنب
17
اكثر منه فى ذات الرئة. والرعاف بحران كثير فى أمراض كثيرة حادة وخاصة مثل
18
الجدرى، والحصبة. وأما إذا أسرف فأعقب صفرة لم تكن معتادة، أورصاصية وكمودة
19
من صفرة وسواد، وذبولًا مجاوزًا للحد وبرد الأطراف، فانه وان احتبس فعاقبته محذورة.
20
ومن حال لونه إلى الصفرة، فقد غلب عليه المرار الأصفر، وتضره باخراج
21
الدم أقل. ومن حال لونه إلى الرصاصية، فقد غلب عليه البلغم. ومن حال لونه إلى
22
الكمودة، فقد غلب عليه المرار الأسود. وهذان شديدا الضرر بما ينقص من الدم. و
23
الجميع ممن أفرط عليه الرعاف على خطر من [امراض] ضعف الكبد والإستسقاء وغيره.
24
وأشد الأبدان إستعدادًا للرعاف هو المرارى الصفراوى الرقيق الدم، وينتفع بالمعتدل
25
منه. وللرعاف دلائل مثل التباريق يلوح للعينين، والخطوط البيض والصفرو الحمر،
26
وخصوصًا عقيب الصداع، وسائر ما فصل حيث تكلمنا فى الأمراض الحادة وبحراناتها.
27
وقد يستدل من الرعاف وأحواله على أحوال الأمراض الحادة وبحراناتها. وقد ذكرنا
28
فى الموضع الأخص به.
3-240
1
المعالجات: أما البحرانى وما أشبهه من الواقع من تلقاء نفسه، فسبيله أن لا يعالج حتى
2
يحس سقوط القوة؛ وربما بلغ ''أربعة أرطال"، ويجب أن يحبس حين يفرط إفراطًا شديدًا.
3
وأما غيره فيعالج بالأدوية الحابسة للرعاف. وأما الكائن بحسب إستعداد اللبن ومراريته،
4
فيجب أن يداوم استفراغ المرار منه، وتعديل دمه بالأغذية والأشربة. والفصد أفضل
5
شىء يحبس به الرعاف إذا فصد ضيقًا من الجانب الموازى المشارك، وخصوصًا إذا
6
وقع الغشى.
7
فأما الأدوية الحابسة للرعاف فهى إما شديدة القبض؛ وإما شديدة التبريد،
8
والتغليظ، والتجميد؛ وإما شديد التغرية؛ وإما حادة كاوية؛ وإما أدوية لها خاصية؛
9
وإما أدوية تجمع معنيين أو ثلاثة. والقوابض فمثل عصارة لحية التيس، والأقاقيا،
10
والجلنار، والورد، والعدس، والعفص؛ و[مثل] عصارات أوراق العوسج، وورق
11
الكمثرى، وورق السفرجل، وعصاالراعى. والمبردات فمثل الأفيون، والكافور،
12
وبزر البنج، والجص، وبزر الخس، وعصارته، والخلاف، وماء بلح النخل، و
13
القاقلى، <وماء> لسان الحمل كلها غير مطبوخة. والمغريات فمثل غبار الرحى، ودقاق
14
الكندر وأما الكاوية فمثل الزاجات والقلقطار. وهذه إذا استعملت فيجب أن تستعمل
15
بالإحتياط؛ فانها ربما أحدثت خشكريشة إذا سقطت جلبت شرًا من الأول. فاما التى لها
16
خاصية فمثل روث الحمار، وماء البادروج، وماء النعنع.
17
|223rb39|علاج الخفيف من الرعاف
18
أما السعوطات فيوخذ ماء بلح النخل وقاقيا نصف أوقية من كل واحد، كافور
19
حبة، لا يزال يقطر فى الأنف. ومنها عصارة البلح مع [عصارة] لحية التيس وكافور.
20
وأيضًا ماء البلح مع عصارة الكراث والماء المالح المر يقطر فى الأنف. وماء الكزبرة
21
وأيضًا عصارة القاقلى بحالها غير مطبوخة. وأيضًا ماء القثاء بكافور. وأيضًا عصارة الباذروج
22
بكافور؛ أو عصارة لسان الحمل مع طين مختوم وكافور؛ أو عصارة عبصاالراعى معهما.
23
ومما هو بالغ فى هذا الباب عصارة روث الحمار الطرى. وإن أحسست كثرة دم فالزنجار
24
المحلول فى الخل يقطر يسيرًا يسيرًا. وأيضًا إستعمال سعوط من سحيق الجلنار ناعمًا
3-241
1
بماء لسان الحمل. وأيضًا "ماء ديف فيه" أفيون. ولا يجب أن يفرط صب [الماء] الشديد
2
البرد؛ فربما عقد الدم وأجمده فى أغشية الدماغ. وهاهنا سعوطات كتبت فى الاقراباذين
3
غاية جيدة.
4
وأما الفتائل فتوخذ فتيلة [و] تغمس فى الحبر، ثم ينثر عليه زاج حتى يختلط
5
الجميع، ثم تدس فى الأنف. وأيضًا توخذ عصارة ورق القرظ، وقلقطار، ووبر الأرنب،
6
وسرقين الحمار يابسًا ورطبًا، وعصارة الكراث، وكندر، وتتخذ منه [فتيلة]. ومما
7
جرب فتيلة متخذة من حضض هندى محرق وماء الباذروج. وأيضًا فتيلة من غبار الرحى،
8
ودقاق الكندر، وصبر بالخل، وبياض البيض. وأيضًا فتيلة متخذة من زاج، وقرطاس
9
محرق، وقشار الكندر بماء الباذروج. وأيضًا فتيلة مبلولة بماء الورد مغموسة فى قلقطار وصبر؛
10
أو فتيلة من ماء الكراث مذرورًا عليه نعنع مسحوق؛ أو فتيلة من إسفنج وزفت مذاب
11
مغموسة فى الخل؛ أو تتخذ فتيلة من سراج القطرب؛ أونسج العنكبوت بزاج، وقلقطار،
12
وقليل زنجار؛ أو فتيلة من وبر أرنب منفوش مغموس فى كندر وصبر، معجونين ببياض
13
البيض. وأيضًا فتيلة من زاج محرق <مسحوق> جزءان، أفيون جزء يجمع بخل؛ أو
14
فتيلة من قشور البيض محرقة تخلط بحبر وعفص.
15
وأما النفوخات فمنها حضض هندى محرق. وأيضًا ضفادع محرقة تذر فى الأنف.
16
وأيضًا غبار الرحى أو تراب خزف أبيض، أو نورة. وأيضًا قشار الكندر، وقرطاس، وزاج
17
[اجزاء] سواءً ينفخ فى الأنف. وأيضًا قشور شجرة الدلب مجففة مسحوقة يجب أن توخذ
18
وتدلك بالدستبان [ويحك] على المسح فيوخذ زئبره، ويجعل فى كيزان جدد بترابها،
19
وإن كان معها تراب الفخار فهو أجود، وتشد رأسها حتى يجف فى الظل، ويسحق
20
عند الحاجة كالهباء، وينفخ فى الأنف فتحبس الرعاف على المكان؛ أو قشور البيض
21
مسحوقة. وأيضًا قصب الذريرة، ونور النسرين، وبزر الورد وقرنفل من كل واحد درهم،
22
مر نصف درهم، عفص مثله، [قليل] مسك، وكافور ينفخ فى الأنف أيامًا متوالية،
23
وإذا نفخت النفوخ فيه فليمسك الأنف ساعة وليبزق ما ينزل إلى الفم. ويجب أن يكون
3-242
1
النفخ فى أنبوب ليمنع درور الرعاف. وأما الأطلية والصبوبات فمنها طلاء على الجبهة
2
بهذه الصفة: توخذ عصارة ورق الخلاف، وورق الكرم، وورق الآس، وماء ورد،
3
يبرد الجميع ويلزم الجبهة بخرق كتان.
4
وكذلك يتخذ من جميع الأدوية الباردة القابضة، والمخدرة المعروفة، مدوفة
5
فى العصارات المبردة المقبضة؛ مثل عصارة أطراف الخلاف، والعوسج، وقضبان الكرم،
6
وورق الكمثرى، والسفرجل، وعصاالراعى أطلية وأضمدة. وأما الشمومات فروث
7
الحمار الطرى. وأما الحشايا فان يحشى بريش القصب، وبرؤس المكانس، وبقطن
8
البردى؛ أو بقطن سائر ما يخرج من النبات. وأما الصعب فمن ذلك الكائن لغليان حرارة
9
شديدة وإنفجار الشرايين، فلا بد فيه من فصد القيفال، الذى يلى ذلك المنخر فصدًا ضيقًا
10
جدًا، ومن الحجامة فى مؤخر الرأس بشرط خفيف، وعلى الثدى الذى يليه تعليقًا بلا
11
شرط.
12
و ربما احتيج أن يخرج الدم بالفصد إلى الغشى من القيفال، أو من عرق الكتفى
13
الذى من خلف فانه أبلغ؛ لانه يمنع الدم أن يرتفع إلى الرأس؛ فانه إذا أدى إلى الغشى
14
سكن على المكان، وذلك فى الرعاف الشديد الحافر؛ بل يجب أن يبادر فى الوقت كما
15
يحس بشدة الرعاف وبحفره قبل أن تسقط القوة. وأما إن لم يكن حفر شديد، ولكن كان
16
قطرات، أو كان بنوائب، فيجب أن يكون قليلًا قليلًا مرارًا متوالية. وإذا بلغ الفصد مبلغ
17
الكفاية، فيجب أن يقبل على تغليظ الدم بما يبرده وبما يخثره، وإن لم يبرد مثل العناب.
18
وأما المحجمة فانها لا تقدر على مقاومة الدم الغالب؛ بل يجب أن ينقص أولًا بالإخراج
19
بالفصد ثم توضع المحجمة. ووضع المحاجم على الكبد إن كان الرعاف من اليمين،
20
وعلى الطحال إن كان من اليسار، وعليهما جميعًا إن كان من الجانبين من أجل المعالجات.
21
ويجب أيضًا أن يشد الأطراف حتى "الخصيتان والثديان" من النساء وشد الأذنين غاية
22
جدًا. ويجب أن يستعمل نطول كثير بالماء البارد.
23
وربما احتيج إلى أن يجلس الإنسان فى الماء المبرد بالثلج حتى تخصر أعضاءه.
24
وربما احتيج أن يجصص رأسه بجص ميت، أو بجص محلول فى خل، وأن يصب على
25
رأسه المياه المبردة بالثلج حتى يخدر. وربما لم يوجد فيه بد من الفتائل القوية الزنجارية،
26
ومن ماء الباذروج بالكافور، ومن الموميائى الخالص يسعط زنة درهم، ولا أقل أن يمسك
27
البارد المثلوج فى فمه. واعلم أنه ربما عاش الإنسان فى رعاف إلى أن يخرج منه فوق
3-243
1
عشرين رطلًا وإلى خمسة وعشرين رطلًا [دمًا] ثم يموت. وربما كان الغشى الذى
2
يقع منه سببًا لقطعه.
3
وأما الأغذية فعدسية بسماق أو بخل أوبحصرم وما أشبه ذلك. والجبن الرطب
4
من الأغذية الملائمة للمرعوفين؛ وكذلك الألبان المطبوخة حتى تغلظ، والبيض
5
المسلوق لمن يستعد للرعاف لمرارية دمه. على أن الحوامض ربما أضرت بالمراعيف
6
لما فيها من التقطيع والتلطيف. وقد زعم جماعة من المحدثين أن أدمغة الدجاج
7
من أفضل الأغذية لهم؛ بل من أفضل الدواء لمن به رعاف من سقطة أو ضربة؛ ولكن
8
يجب أن يكثر منه ويكون مرات متوالية. وأما الشراب فانه ينفع من حيث [انه] يقوى،
9
ويضر من حيث [انه] يهيج الدم فاذا اضطررت إليه [من حيث يقوى فامزجه قليلًا وإن
10
لم تضطر اليه] ولم يكن الرعاف قد ناهز إسقاط القوة فلا تسقه. ويجب أن يراعى حتى
11
لا ينزل شىء منه إلى البطن فينفخ المعدة، ويضعف النبض، ويهيج الغشى. فان نزل
12
شىء فيجب مادام فى المعدة أن يقىء، ويبادر بذلك كما يحس بنزوله إلى المعدة. فان
13
جاوزها فيجب أن يحقن ليخرج بسرعة ولا يبقى فى المعدة.
14
|224ra13|الدبير المرعف
15
إن الضرورة ربما صوبت الترعيف، وخصوصًا فى الأمراض الحادة الدماغية.؛
16
ولذلك ما كان القدماء يتخذون آلة مرعفة تعقر الأنف، ليعالجوا بذلك كثيرًا من الأمراض
17
المحتاجة فى عاقبتها إلى رعاف سائل. ومن التدبير فى الترعيف الدغدغة بأطراف
18
النبات اللين الجس، خصوصًا الذى ينبت على الخشب الإذخرى كالزهر، ويكون كالعنكبوت،
19
والشياف المتخذ من فقاح الإذخر، ومن الفوذنج البرى، والمتخذ من الأدوية
20
الحادة كالكندس والميويزج والفربيون معجونة بمرارة البقر.
21
|224ra29|فصل فى الزكام والنزلة
22
هاتان العلتان مشتركتان فى ان كل واحدة منهما سيلان المادة من الدماغ؛ لكن
23
من الناس من يخص باسم النزلة ما نزل إلى الحلق، وباسم الزكام ما نزل من طريق
24
الأنف. ومن الناس من يسمى جميع ذلك نزلة، ويسمى الزكام ما كان نازلًا من طريق
25
الأنف رقيقًا ومالحًا متواترًا، ومانعًا للشم، منصبًا إلى العين وجلدة الوجه؛ وبالجملة
3-244
1
إلى مقدم أعضاء الوجه. والنزلة قد تنتفض إلى الحلق والرئة، وإلى المرى والمعدة.
2
وربما قرحتها، وكثيرًا ما يهيج بها الشهوة الكلبية؛ وقد تنتفض فى العصب إلى أبعد
3
الأعضاء؛ وقد يتولد منها الخوانيق، وذات الرئة، وذات الجنب، والسل
4
خاصة، ولا سيما إذا كانت النزلة حارة حادة؛ وأوجاع المعدة وإسهال وسحج إذا كان
5
مالحًا أو حامضًا. ويتولد منها أيضًا القولنج وخصوصًا من المخاطى الخام منها.
6
وسبب جميع ذلك إما حرارة مزاجية خاصة، أو خارجية من شمس أوسموم،
7
أو شم أدوية مسخنة كالمسك والزعفران والبصل. وإما برودة مزاجية خاصة، أو
8
واردة من خارج من هواء بارد وشمال، وخصوصًا إذا كشف الرأس لهما؛ لا سيما وقت
9
ما يتخلخل الدماغ من حمام، أو رياضة، أو غضب، أو فكر، اوغير ذلك. وقد يحدث
10
من الفصد [تخلخل] يهيء البدن لقبول الحر والبرد فيحدث النزلة، لا سيما بعد فصد
11
كثير؛ وكذلك فى سوء المزاج الحار المصيب.
12
والبرد المزاجى إذا قوى واستحكم، كما يكون فى المشائخ، بقال إنها لا تنضج
13
إلا أن يبلغوا الغاية فى صحة المزاج وحرارته؛ فان الدماغ البارد إذا وصل إليه الغذاء
14
فى المشائخ وفى ضعفاء الدماغ، ولم ينضهم فيه ما ينفذ إليه لضعفه، فضل فنزل.
15
والكائن من البرد اكثر من الكائن من الحر.
16
وأصحاب المزاج الحار أشد إستعدادًا لقبول الاسباب الخارجة الفاعلة للزكام
17
من أصحاب الأمزجة الباردة. وأصحاب الأمزجة الحارة فى أنفسهم اكثر أمنًا؛ لعروض
18
ذلك لهم من الأسباب البدنية من أصحاب الأمزجة الباردة. فان الدماغ البارد لا ينضج
19
ما يصل اليه من الغذاء، ولا يتحلل ما يتصاعد إليه من الأبخرة [بل يفضل الغذاء ويرفعه]
20
فينكس فضول الغذاء و ترتكم البخارات نكس الأنبيق، لما يتصعد إليه من القرع فيدوم
21
عليه النوازل.
22
والنزلة قد تكون غليظة؛ وقد تكون رقيقة مائية؛ وقد تكون حارة مرة ومالحة،
23
أو رديئة الطعم؛ وقد تكون حارة لذاعة؛ وقد تكون باردة. والنزلة الباردة تنضج بالحمى،
24
وأما الحارة فلا تنتفع بالحمى. والنوازل والأمراض النزلية تكثر عند هبوب الشمال،
25
وخصوصًا بعد الجنوب، وتكثر أيضًا فى الشتاء، خاصة إذا كان الصيف بعده شماليًا
26
قليل المطر، والخريف جنوبيًا مطيرًا. وقد تكثر النوازل أيضًا فى البلاد الجنوبية لإمتلاء
27
الرؤس.
3-245
1
قال بقراط: أكثر من تصيبه النوازل لا يصيبه الطحال. قال جالينوس: لأن
2
أكثر من به مرض فى عضو، فان أعضاءه الأخر سليمة. أقول: عسى ذلك لأن المتهيئ
3
للنوازل أرق أخلاطًا، ومن غلظت أخلاطه لم يتهيأ للنوازل كثيرًا. والصداع إذا وافق
4
النزلة زاد فيها بالجذب.
5
العلامات: علامة النزلة الحادة الحارة إن كانت زكامية: حمرة الوجه والعينين، ولذع
6
السايل ورقته، وحرارة ملمسه؛ وربما عرض معه حمى فلا تنتفع بها. وإن كانت حلقية:
7
فحدة ما ينزل إلى الحلق، وشدة إحراقه، ورقته مع إلتهاب يحس [به] إذا تنخع به؛
8
ويدل عليه نفث إلى الصفرة والحمرة. وقد يكون هناك أيضًا سدة وغنة، ودغدغة
9
حريفة. وعلامة النزلة الباردة: برد السيلان إن كان فى الأنف، ودغدغة فى الأنف
10
مع تمدد الجبهة، وشدة السدة والغنة؛ وربما دل عليها غلظ المادة. وإن كانت
11
إلى الحلق: فبرد ما يتنخع به، وبياضه، والإنتفاع بحمى إن عرضت.
12
العلاج: علاج النزلة محصور فى أعراض النقصان من المادة، ومقابلة السبب الفاعل،
13
وقطع السيلان أو تعديله، أو تحريكه إلى جهة أخرى. والتقدم يمنع ما عسى أن يتولد
14
منه؛ مثل خشم فى الأنف، وقروح على المنخر؛ أو مثل خشونة فى الحلق، وسعال،
15
وقروح فى الرئة وما يليها، وورم. وجميعه محتاج إلى هجر التخم، وترك الإمتلاء
16
من الطعام والشراب. والعطاس ضار فى أول حدوث النزلة والزكام، مانع من نضج
17
الأخلاط الحاصلة فى الدماغ، التى لا تنضج إلا بالسكون؛ ومع ذلك فانه يجذب
18
إليه "فضولًا آخر"، وهو بعد النضج بالغ جدًا بما يستفرغ من الفضل النضيج.
19
والمبتلى بالنزلة والزكام يجب أن لا يبيت ممتلىء البطن طعامًا، فيمتلى رأسه فضولًا،
20
وأن يديم تسخين الرأس وتبعيده عن البرد، ويقيه الشمال خصوصًا عقيب الجنوب؛
21
فان الجنوب يملأه ويخلخل، والشمال يقبض فيعصر. ويقل شرب ماء الثلج، ولا ينام
22
نهارًا، ويعطش ويجوع ويسهر ما أمكن، فهو اصل العلاج. والإسهال وإخراج الدم
23
يبدأ به ثم بالإسهال بعده، وإن دعت الحاجة إليهما جميعًا. وقل ما يستعجل إلى
24
الفصد خصوصًا فى الإبتداء؛ إلا لكثرة لا تحتمل، فأولى نزلة لا يفصد فيها ماخلا عن
25
السعال، فان كان سعال قليل النفث، فلا بد من قليل فصد مخلف عدة لما لعله أن يخرج إلى
26
تكريرات. ويستعمل شراب الخشخاش الساذج إن كان سهر، وإلا بالسكر، إن لم يكن سهر.
27
والحقنة تجذب الفضل، وتلين الطريق بمثل ماء الشعير فى نفوذه. فاذا وجد
28
مع النزلة نخس ثندوة، دل على أن المادة تميل إلى الجنب، فليبادر وليفصد. و
3-246
1
التدخينات ربما أورثت حمى. وحب السعال لخشونة فى الصدر لا لمواد الرأس. ويجب
2
أيضًا أن يصابر العطش، ويكسر بمزاج من شراب الخشخاش والماء. فان أردنا التقوية
3
فماء الشعير والسويق. وإذا كان مع النزلة حمى لم يستحم. ومن دامت به النوازل
4
صيفًا وشتاءً، فحب القوقايا له من أنفع العدد. وحركة الأعضاء السافلة نافعة جدًا من
5
النوازل لجذب المواد إلى أسفل، وإستعمال ما يوصف من التكميدات والتبخيرات
6
مع مراعاة أن لا يستعمل على إمتلاء.
7
والمعتاد للنزلة فانه قد يمنع حدوث النزلة [به] بداره إلى التعرق فى الحمام
8
قبل حدوث النزلة. ويجب على كل حال أن يديم تنكيس الرأس، ويلطىء الوساد،
9
ولا يستلقى فى النوم. فأما النقصان من المادة فهو باستعمال تنقية البدن. أما فى الحار
10
فبالفصد والإسهال، المخرج للأخلاط الحارة، والحقن الجاذبة للمادة إلى أسفل.
11
وأما فى الباردة فبالأدوية المسهلة للخلط البلغمى من الرأس، من المشروبة والمحقون
12
بها. وبالجملة يجب أن يقل الأكل والشرب من الماء، ويهجره أصلًا يومًا وليلة فيزول.
13
وأما مقابلة السبب الفاعل: أما الحار فأن يجتهد فى تقوية الرأس بما هو مبرد
14
بالقوة؛ مثل دخول الحمام العذب كل بكرة على الريق، وصب الماء على الأطراف، و
15
مسح الرأس، والأطراف، والسرة، والحلقة، والمذاكير، وما يليها، بدهن البنفسج؛
16
وإستعمال النطول المتخذ من الشعير، والخشخاش، والبنفسج، والبابونج؛ وصب
17
المبردات القوية الفعل على الرأس، والميل بالأغذية إلى ما خف وبرد ورطب، و
18
إستعمال الجلنجبيل كل يوم.
19
وأما البارد فأن يجتهد كما تبدأ الدغدغة والعطاس بتسخين الرأس، وتكميده
20
بالخرق المسخنة، إلى أن يحس بالحر يصل إلى الدماغ، وحفظ الرأس على تلك
21
الحالة. وربما احتيج إلى أن يكون بالملح والجاورس. وربما كمد بالمياه الحارة
22
فى غاية ما يمكن ان يحتمل [من الحرارة] ويستعمل فيها النطولات المنضجة المحللة،
23
وتمريخ الأطراف بالأدهان الحارة؛ كدهن الشبث، ودهن البابونج، والمرزنجوش. و
24
أقوى من ذلك دهن السذاب، ودهن البان، ودهن الغار، ودهن السوسن، يمسح
25
به الذكر وما يليه، والحلقة، والسرة، والأطراف. ويغسل الرأس بالصابون القسطنطينى.
26
وأما الدهن فما أمكنك أن لا يمسه الرأس فافعل؛ إلا أن لا "يجد بدًا حين يحتاج"
27
إلى تبريد ثابت، أو تسخين ثابت، وليكن بعد الإستفراغ؛ وان يستعمل على الرأس
28
و الجبهة لطوخات من الخردل والقسط ونحوه، ويغسله ''بمثل الصابون'' ونحوه؛ وأن
29
يميل بالأغذية إلى ما خف، ولطف، وسخن، وجفف، مع تليين منه للصدر. و
3-247
1
ربما احتيج إلى إستعمال الأدوية المحمرة، وبحيث يقع فيها خرء الحمام مع الخردل،
2
والتين، والفوتنج، والثافسيا؛ بل استعمال الكى. وبالجملة فان تسخين الرأس و
3
تجفيفه نافع لما جذب، ومانع لما يجذب.
4
ويجب فى هذه النزلة أن لا يدخل الحمام قبل النضج، بل يستعمل التكميدات
5
اليابسة. ومما ينفع فيه شم المسك؛ وكذلك إلقام الأذن صوفة مغموسة فى دهن <لوز>
6
حار مسخن ''إلى حد''. وأما قطع السيلان فبالغراغر المجمدة الباردة؛ مثل الغرغرة بالماء
7
البارد، وبماء الورد، وماء العدس، وماء الكزبرة، وماء [قد] طبخ [فيه] قشور الخشخاش،
8
وماء الرمان أيضًا، إما باردة للحار، أو حارة للبارد؛ ومثل تلطيخ الحلق بشراب، قد سحق
9
فيه مر، وخصوصًا فى البارد. وكذلك إمساك بنادق فى الفم متخذة من أفيون، وميعة،
10
وكندر، وزعفران، من غير بلع لمائيته؛ ومثل الأشربة [التى] لها خاصية ذلك، كشراب
11
الخشخاش الساذج للحار، [وشراب الكرنب] وشراب الخشخاش، المتخذ بالسلاقة،
12
المجعول فيه مثل المر وغيره، مما نذكره فى الاقرابادين للبارد.
13
ولا يجب أن يسقى شراب الخشخاش، إلا فى الإبتداء ليمنع المادة عن الصدر؛
14
واما إذا احتبس واحتيج إلى نفث لم يصلح هذا الشراب. ومثل البخورات الحابسة
15
تستعمل بحيث تلج فى الخيشوم، أو تحنكًا حابسًا للبخار؛ وهذه البخورات كالسندروس
16
للحار والبارد جميعًا، وكالشونيز للبارد بخورًا أو شمومًا، والقسط أيضًا. والشونيز المقلى
17
إذا شم مصرورًا فى خرقة، كان نافعًا جدًا؛ وكذلك بخور القشر المسمى قوقى؛ وكذلك
18
بخار الخمر أو العسل عن حجر الرحا المحمى. ومما ينفع من ذلك التبخير بالكندر،
19
والعود الخام، والسندروس، والقسط، واللبنى، والعود. وأما الطرفاء والورد فللحار؛
20
وكذلك الطبرزد، والباقلى، والشعير المنقع فى مخيض البقر خاصة، والسكر، والكافور،
21
والنخالة المنقوعة فى الخل، يبخر بها للحارة. وكذلك بخار الخل عن حجرالرحا محمى
22
"مغسولًا منظفًا".
3-248
1
وأما التعديل للقوام فمثل إستعمال اللعوقات، وأخذ الكثيراء وحب السفرجل
2
فى الفم؛ ليخالط غلظها رقة ما ينزل، فيغلظ بها ويلزج، ولا ينزل إلى العمق، ويسهل
3
بها النفث؛ أو إستعمال ما يرقق [ذلك] حتى لا يوذى بغلظه ولحوجه.
4
وإذا كانت النزلة باردة، لم يصلح دخول الحمام قبل النضج. وإن كانت
5
حارة لم يكن بذلك كبير بأس، بل انتفع به. وأما تحريكه إلى جهة أخرى فمثل ما يقابل
6
به النزلة إلى الحلق بأن يجذب إلى الأنف بالمعطسات، وبجميع ما يلذع المنخر؛ و
7
مثل ما يقابل به كل نزلة حارة تسيل إلى أسفل، من إستعمال الحجامة على النقرة. و
8
كذلك الإكباب على النطولات، المتخذة من الرياحين، الجاذبة للمادة إلى ناحية الأنف.
9
وأما التقدم فمثل أن يصان الحلق والرئة عن آفته، وأكثره بالأغذية. أما فى
10
الحارة فبتمريخ الصدر بدهن البنفسج، وتناول ماء الشعير بالبنفسج المربى، وماء الرمان
11
الحلو، وإستعمال الأحساء، المتخذة من النشا، ودقيق الشعير، والباقلى، باللبن الحليب،
12
إن لم يكن حمى، ويضر اللبن إن كان حمى؛ وإستعمال اللعوقات اللينة الباردة والأشربة
13
الزوفائية الباردة. وأما فى البارد فمثل تمريخ الصدر بدهن البابونج والبان، وإستعمال
14
الأحساء الحارة الملينة؛ مثل الأطرية بالعسل، ومثل ماء نخالة الحنطة بدهن اللوز والعسل،
15
ومثل الخبز بالميبختج؛ وإستعمال اللعوقات الملينة الحارة، والأشربة الزوفائية الحارة.
16
وأيضًا زوفا نفسه مع الاصطرك، وشرب الماء الحار نافع فى النوازل بنضجها. ويدفع
17
غائلتها من أعضاء النفس، إنضاجًا لما نزل، وتليينًا. والنبيذ لا يوافقهم؛ وربما اتفق
18
أن ينفعهم هذا فى الإبتداء. وأما بعد النضج فالمعتدل منه موافق. ويجب أن يكون
19
حلوًا. والزهومات تمنع النضج فى الرقيق فى الإبتداء.
20
|225rb17|المقالة الثانية فى باقى احوال الأنف
21
|225rb18|فصل فى سبب النتن فى الأنف
22
إما بخارات عفنة تتصعد إليه من نواحى الصدر والرئة، أو المعدة؛ وإما خلط
23
متعفن فى عظام الخياشيم، لو كان حادًا لأحدث قروحًا؛ ولكنه عفن منتن الريح،
3-249
1
ربما تأدى ريحه إلى ما فوق ''فأحس بشمه''؛ أو [خلط] متعفن فى البطن و فى الدماغ
2
كله، أو فى مقدمه، أو فيما يلى الأنف منه؛ أو عفونة وفساد يعرض لتلك العظام انفسها
3
[و] يصعب علاجه؛ أو لبواسير فى الأنف متعفنة.
4
العلاج: يجب أن يتقدم بتنقية ما كان اجتمع من الخلط الردئ، إن كان فى عمق
5
الخيشوم وقعره، بل فى المعدة والدماغ، ثم يستعمل الأدوية الموضعية من الفتائل،
6
والسعوطات، [والعطوسات]، والنفوخات، وغير ذلك. و[أما] الفتائل المجربة فى
7
ذلك فالأصوب أن يغسل الأنف قبلها بالشراب ثم تستعمل. فمن تلك الفتائل فتيلة من
8
مر، وحماما، وقاقيا، متخذة بعسل، أومن حماما، ومر، وورد بدهن الناردين.
9
وفتائل كثيرة الأصناف متخذة من هذه الأدوية على اختلاف الأوزان وهى السعد،
10
والسنبل، وورد النسرين، والذريرة، والحماما، والقرنفل، والآس، والصبر، و
11
الورد، وشىء من ملح مجموعة ومفرقة؛ أو فتيلة مبلولة بمثلث رقيق، يذر عليه ذرور
12
متخذة من قرنفل، وسعد، ورامك، ولاذن، أجزاء سواءً. وأيضًا آس، وقصب الذريرة،
13
ونسرين، وورد، وقرنفل، [بالسوية] من كل واحد درهم، مر وعفص من كل واحد
14
نصف درهم، مسك أربع حبات، كافور مثله، قليميا، [وملح اندرانى من كل واحد]
15
أربع قراريط، يستعمل فتيلة.
16
ومن السعوطات السعوط بعصارة الفوتنج. وأفضل السعوطات وأنفعها ابوال
17
الحمير، فانها لا تخلف. ومن المجرب الجيد ان تحل أقراص اندروخورون، الواقع
18
فى الترياق فى الشراب، ويقطر فى الأنف فيبرىء. وطبيخ الدارشيشعان بالشراب
19
الريحانى جيد جدًا، يستعمل أيامًا، فيستنشق به. ومن اللطوخات أن يلطخ باطنه بالقلقطار.
20
وأيضًا ورق الياسمين [يسخن ثم] يسحق بالماء ويطلى به الأنف. ودواء قريطن وهو
21
مر أربعة دراهم وثلثان، سليخة درهم وسدس، حماما مثله، يعجن بعسل. ومن النفوخات
22
أن ينفخ فيه الفوذنج نفسه، أو خربق أبيض، وصدف محرق. ومن الدواء المذكور فى
23
آخر الفتائل بأن ينفخ عود البلسان فى الأنف. ومن النشوقات ما جرب طبيخ الدارشيشعان
24
بماء أو خمر، ويستعمل ايامًا. ومما جرب فى علاجه، وخاصة إذا كان فى الدماغ،
3-250
1
أو [فى] مقدمه عفونة، كيتان يمنة اليافوخ ويسرته بحذاء الأذنين، مائلتين إلى الصدغين،
2
أو كية على وسط الرأس.
3
|225va23|فصل فى القروح فى الأنف
4
انه قد يتولد فى الأنف قروح: إما من بخارات حادة، أو رديئة، أو من نوازل حادة.
5
وهى إما منتنة عفنة، وإما خشكريشات، وإما قروح بثرية، وإما قروح ساذجة. وهى
6
إما ظاهرة، وإما باطنة.
7
المعالجات: الأنف عضو ارطب من الأذن، وأيبس من العين؛ فيجب أن يكون علاج
8
قروحه بين علاجى قروح الأذن والعين؛ فيحتاج أن تكون الأدوية المجففة لقروح الأنف
9
أقل تجفيفًا من الأدوية المجففة لقروح الأذن، وأشد تجفيفًا من الأدوية المجففة لقروح العين؛
10
لان قروح الأذن تحتاج إلى شىء فى غاية التجفيف، وقروح العين تحتاج إلى شىء فى
11
أول حدود التجفيف. ثم إنه ان كان السبب موادًا تسيل، أو ابخرة تصعد، فتعالج
12
باستفراغها وجذبها إلى ناحية أخرى، على ما تدرى. وبالجملة يحتاج أول شىء أن
13
يجفف الرأس ويقوى، بما عرفته، ثم يفصد المنخران.
14
واعلم أن جميع الأدوية النافعة فى البواسير والاربيان، مما سنذكره، نافعة
15
أيضًا فى القروح إذا كانت قوية. وإذا غليت باللعابات وما يشبهها، حتى لانت،
16
صلحت لجميع القروح الخفيفة أيضًا. وأما القروح اليابسة فتعالج بمسوح متخذ من شمع،
17
مخلوط به نصفه مخ ساق البقر، المذاب بمثل دهن النيلوفر، أو الشيرج. وأصلحه عندى
18
دهن الورد، وخصوصًا المتخذ من زيت الإنفاق. وأيضًا يعالج بمسوح متخذ بدهن البنفسج
19
مع الكثيراء، أو قليل رغوة بزرقطونا وخطمى. وأيضًا بفتيلة مغموسة فى زوفا، وشحم
20
البط، وشمع أصفر، وشحم الإيل، وشحم الدجاج، والعسل. وأيضًا شحم، ودهن
21
وهليلج أصفر، أو عفص. وربما نفع فصد عروق طرف الأنف بعد القيفال، أو حجامة
22
النقرة والإسهال.
23
وأما القروح التى تسيل إليها مادة حريفة، أو رديئة، [او] منتنة، فان علاجها يصعب؛
24
ولا بد من الإستفراغ والفصد. وربما احتيج إلى الإسهال بالأيارجات الكبار. ويجب
25
أن يدام غسلها بالنطرون والصابون، وخصوصًا المنسوب إلى سقلينادس، والصابون
26
المنسوب إلى قسطنطون. ثم تستعمل الأدوية الشديدة التجفيف. ومنها ان توخذ قشور
3-251
1
النحاس، وقلقديس، وزرنيخ أحمر، وخربق، [يسحق] وينقع فى مرارة الثور أيامًا،
2
[حتى] تخمر فيه، تم يستعمل. وربما زيد فيه حماما، ومر، وفوذنج، وفراسيون،
3
وزعفران، وشب؛ ودواء روفس المجرب وهو أن يوخذ: سعد، وشب؛ وزعفران،
4
وعفص، ومر، وزرنيخ، [بالسوية] ويستعمل.
5
فأما القروح الشديدة الوجع فتعالج بالأسرب المحرق المغسول، و الإسفيذاج،
6
والمرداسنج، يتخذ منها مرهم بدهن الورد والشمع. وأما القروح البثرية فعلاجها بدهن
7
الورد، ودهن الآس، والمرداسنج، وماء الورد، وقليل خل، يتخذ منها مرهم.
8
وأما القروح الظاهرة فتعالج بهذا المرهم: [يوخذ] اسفيداج رطل، مرداسنج
9
ثلاث أواق، خبث الرصاص المحرق ثلاث أواق، يخلط بالخمر ودهن الآس. ومن
10
الأدوية المشتركة أن يوخذ ماء الرمان الحامض فيطبخ فى إناء من نحاس، حتى يصير
11
إلى النصف، ويلطخ به فتيلة ويستعمل. ومما يعالج به أقراص اندروخورون تارة
12
محلولة بشراب، وتارة بخل، [وتارة بخل] وماء، بحسب ما ترى. ومن المراهم الجيدة
13
أن يوخذ خبث الأسرب، وشراب عتيق، ودهن الآس، يجمع بالسحق على نار لينة فحمية،
14
ويحرك حتى يغلظ، ويحفظ فى اناء من نحاس. والأسرب المحرق فى حكم خبث
15
الأسرب. وينبغى أن تستعمل عصارة السلق وحدها أو مع الأدوية؛ فانها نافعة جدًا.
16
|225vb35|فصل فى علاج القروح التى تسمى حلوة
17
أما فى الإبتداء فيكفى دهن الورد وحده، أو بشمع وشحم الدجاج. وأقوى
18
من ذلك مرهم الإسفيذاج، ولا سيما مخلوطًا بلعاب حب السفرجل. وإن أريد زيادة تجفيف،
19
جعل فيه خبث الفضة. وقد ينفع [خبث الفضة] وحده بدهن الآس. فأما إذا اشتدت
20
العلة يسيرًا، فليستعمل هذا المرهم: اسفيذاج رطل، مرداسنج ثلاث أواق، خبث
21
الرصاص [ثلاث اواق، ورصاص] محرق، مغسول، مسحوق بالخمر اربع أواق، يتخذ
22
منه مرهم بدهن الآس والخل. وأما إذا أزمنت العلة، واشتدت جدًا، فيوخذ مرهم
23
بهذه الصفة: مرداسنج أربعة دراهم، سذاب رطب أربعة دراهم، شب درهمان، يتخذ
24
منه مرهم بدهن الآس والخل. وأقوى منه: زاج، وقلقند، ومر، من كل واحد سبعة
3-252
1
أجزاء، قلقديس ستة، شب يمانى، وعفص، وتوبال النحاس، من كل واحد أربعة
2
<دراهم>، كندر جزء ونصف، خل رطل وثمانية أواق، يطبخ فى إناء من نحاس،
3
حتى يصير فى قوام العسل، ويتخذ منه لطوخ.
4
|226ra1|فصل فى السدة فى الخيشوم
5
السدة فى الخيشوم: هى الشىء المحتبس فى داخله، حتى يمتنع الشىء النافذ من الحلق
6
إلى الأنف، أو من الأنف إلى الحلق؛ وقد يكون خلطًا لزجًا لحجًا؛ وقد يكون لحمًا
7
نابتًا؛ وقد يكون خشكريشة.
8
العلامة: هذه السدة تفعل الغنة، حتى تمنع فضلة النفخة عن أن تتسرب فى
9
الخيشوم، فتفعل الطنين الكائن منه.
10
العلاج: [يوخذ من] العدس المر درهم، جندبادستر نصف درهم، أفيون قيراط، زعفران
11
قيراط، مسك قيراط، مر نصف درهم، يتخذ منها حب ويسعط بماء المرزنجوش الرطب.
12
وكثيرًا ما يحوج الحال إلى عمل اليد، وخرط الأنف بالميل الخاص بالأنف، الذى
13
يمكن به الجرد، فلا يزال يجرد حتى ينقى. وربما خرج بالجرد شىء كثير يتعجب الإنسان
14
من مبلغه، يكاد أن يبلغ نصف رطل؛ فان لم يغن، فعل ما ذكرنا فى باب البواسير.
15
|226ra7|علاج الخنان
16
من معالجاته أن يسعط ويغرغر بدواء هذه صفته: يطبخ العفص المسحوق بماء
17
الرمان الحلو غمره حتى يشربه، ثم يجفف، ويخلط به نصفه كندر وأنزروت، ويعجن
18
كرة أخرى بماء الرمان الذى [قد] طبخ فيه العفص، ويستعمل سعوطًا وغرغرة أيامًا. و
19
مما يعالج به أن يجعل فى الأنف تنكار بشمع ودهن، ولا يزال يستعمل حتى يبرأ.
20
|226ra35|فصل فى رض الأنف
21
الأولى والأفضل أن يحشى من داخل، ثم يسوى من خارج، ويخرج الحشو
22
كل قليل حتى يستوى. وأما الأطلية النافعة فى ذلك، الذى يجب أن يجعل على الكسر،
23
قليل صبر، وماش، ومر، وزعفران، ورامك، وسك. وطين أرمنى، وطين [مختوم]
3-253
1
رومى، وخطمى، ولاذن، يطلى بماء الأثل أو ماء الطرفاء. على انا ربما عاودنا ذكر هذا
2
الباب فى كتاب الكسر والجبر.
3
|226ra46|فصل فى البواسير والأربيان فى الأنف
4
أما البواسير فهى لحوم زائدة تنبت؛ فربما كانت لحومًا رخوة بيضاء، ولا وجع
5
معها وهذه أسهل علاجًا؛ وربما كانت حمراء أو كمدة شديدة الوجع، وهذه أصعب
6
علاجًا، لا سيما إذا كان يسيل منها صديد منتن. وربما كان منها ما هو سرطانى، يفسد
7
شكل الأنف، ويوجع بتمديده الشديد، وهو الذى يكون كمد اللون، ردئ التولد جدًا،
8
فى غور كثير؛ سبيله المداراة دون القطع والجرد. وقد يفرق بين السرطانى وبين البواسير
9
الرديئة، ان اللحم النابت إن كان عقيب علل الرأس والنوازل، فانه بواسير، وإن كان
10
ليس عن ذلك، بل حدث عن صفاء الأنف، وعدم السيلان، فهو سرطان؛ وخصوصًا
11
إن كان قبل حدوثه فى الدماغ أعراض سوداوية، وكان إبتداءه كحمصة أو بندقة،
12
ثم أخذ يتزايد، وأحدث فى الحنك صلابة. والسرطان فى اكثر الأمر غير ذى صديد
13
وسيلان إلى الحلق، بل هو يابس صلب. والبواسير؛ ربما طالت وصارت بواسير معلقة؛
14
وربما طالت حتى يخرج من الأنف أو من الحنك. وجميع الأدوية التى تنفع من
15
الأربيان، فانها تنفع من البواسير؛ وربما احتيج أن يكسر قوتها.
16
المعالجة: ما كان من ذلك من القسم الأول، قطع بسكين دقيق، ثم جرد بالمجرد ناعمًا.
17
وما كان من القسم الثانى فالأولى أن يكوى إما بالأدوية التى نذكرها، وإما بالنار
18
بمكاوى صغار دقاق، أو تقطع بمجارد تخرج [جميع] ما فى الأنف من الزوائد والفضول.
19
وأجود المجارد ما كان أنبوبيًا، ثم يصب فى المنخرين بعد ذلك خل وماء. فان جاد
20
النفس بعد ذلك وزالت السدة، والإفقد بقيت منه فى العمق بقية، فحينئذ يحتاج ان يستعمل
21
المنشار الخيطى. وصفته: أن تأخذ خيطًا من شعر او أبريسم، فتعقده عقدًا يصير بها كالمنشار
22
ذى الأسنان، وتدخله فى إبرة من أسرب معقفة إدخالًا من المنخر، حتى يخرج إلى
23
الحنك، ثم ينشر به بقية اللحم جذبًا له من الجانبين، كما يفعل بالمنشار؛ ثم تأخذ أنبوبًا
24
من الرصاص، أو من الريش، وتلف عليه خرقة، وتذر عليها أدوية البواسير؛
25
مثل دواء القرطاس، ودواء اندرون، وسائر ما نذكره بعد، ويدخله فى الأنف، ليبقى
26
موضع النفس مفتوحًا. وإذا عمل مجردًا كالمبرد، لكنه أنبوبى، أمكن أن تبلغ به المراد
27
من التنقية.
3-254
1
وإذا استعمل على البواسير آلات القطع والجرد، والأدوية الأكالة، فيجب
2
أن يعطس بعد ذلك، حتى تنتثر كل عفونة ونشارة. وأما الأدوية التى يعالج بها فأخف
3
ذلك فتيلة معمولة من قشر الرمان، مسحوقًا بالماء، حتى يتعجن، ولا يزال يستعمل ذلك؛
4
فانه مجرب، لكنه بطىء النفع؛ أو فتيلة من أشنان أخضر ساذج؛ أو بشحم الحنظل،
5
أو من جوز السرو مع شىء من التين، يستعمل أيامًا؛ أو فتيلة مغموسة فى عصارة الحبق
6
وحدها؛ أو مغموسة فى عصارته، ثم يذر عليها اليابس منه؛ أو فى خمر، ويذر عليها
7
سحيق الحبق؛ أو من عقيد ماء ''ألرمان المدقوق'' مع القشر والشحم؛ اوفتيلة بعسل
8
وورد، يكرر فى اليوم مرات؛ أو نفوخ من الزرنيخ والقلقند، مسحوقين بخل مجففين.
9
وأما الأدوية التى يعالج بها ما أزمن من ذلك ففتائل، وذرورات، ومراهم،
10
يتخذ من مثل الشب، والمر، والنحاس المحرق وقشور النحاس، وأصل السوسن
11
الأبيض، والقلقند، [والقلقطار]، والزاج، والنطرون، يتخذ منها بالخمر، أو بماء
12
الحبق، أو بماء الرمانين بالشحم والقشر فتائل ويستعمل؛ [او يستعمل] نفوخات.
13
فان لم ينجح، اتخذت فتيلة من مثل هذه المياه، مذرور عليها شىء كثير من القلقديس،
14
والقلقطار، والقلى، والزنجار، والزاج، والشب على السوية؛ والأصوب أن يستعمل
15
بعد الشرط؛ فان لم ينجع فالقلقنديون. وقد قيل ان بزر اللوف يشفى بواسير الأنف، وإن
16
كانت سرطانية. وإذا عصر العنقود الذى على طرف لوف الحية، فشرب منه صوفة،
17
وأدخل فى المنخرين، أذهب اللحم الزائد والسرطان.
18
وأما الأربيان فالأصوب أن يعالج بعلاج اليد؛ وذلك بعد نفض الإمتلاء عن البدن
19
والرأس. فان كان خفيفًا استعملت الأدوية القوية من أدوية القروح؛ مثل نفوخ متخذ
20
من شب ومر جزء جزء، وقلقطار و عفص نصف جزء نصف جزء، ينفخ فيه، أو يتخذ فتيلة.
21
والدواء الذى يختاره جالينوس فهو أن يأخذ من [ماء] الرمانين، المعصورين بقشرهما
22
و شحمهما، و يطبخان طبخًا يسيرًا، ثم يرفعان فى اناء [من] أسرب، ثم ياخذ الثفل،
23
فيدقه حتى يصير كالعجين؛ ويسقيه من العصارتين قدر ما يلين به، ثم يتخذ منه، شيافات
24
مطاولة، وتدخله أنف العليل، ويتركه فيه، ثم تريحه فى بعض الأوقات، وتخرجه
3-255
1
عن أنفه، وتطلى الأنف حينئذ والحنك بالعصارتين؛ تواظب على هذا التدبير؛ وهذا
2
نافع للقروح والبواسير، ومن منافعه أنه غير مولم ألمًا يعتد به.
3
وربما جمع ذلك من ثلاث رمانات عفصة، وحامضة، وحلوة. فان كان
4
الناصور صلبًا، زاد فى الحامض، وإن كان كثير الرطوبة، زاد من العفص. وقوم من
5
بعد جالينوس ربما زادوا فيه قليل قلقطار، ونوشادر، وزنجار.
6
ومما يقلعه دواء الأصفر. والأدوية الحادة الأكالة كلها تنفخ فيه. وإذا ورم
7
أجم حتى يسكن، ثم استعمل الشمع، والدهن، والعسل، ثم تعاود النفخ، ثم تعاود
8
الإجمام، لا تزال تعمل به ذلك حتى تسقط. وقد جرب الخرنوب النبطى الرطب. وإنه
9
اذا حشى صوفًا وأدخل الأنف، أكل الأربيان أكلة للثآليل. وأيضًا جوز السرو نافع
10
<أيضًا>. ومما جرب أن يسحق الزاج الأخضر كالكحل، وينفخ فى الأنف غدوة و
11
عشية، فانه يبرأ. وإذا قطع الأربيان فمن الأدوية الحابسة لدمه، الطين المبلول بالماء
12
البارد حتى يصير طينًا غليظًا، ويبرد جدًا، ويطلى به الأنف.
13
|226vb6|فصل فى العطاس
14
العطاس حركة حامية من الدماغ لدفع خلط، أو موذ آخر، باستعانة من الهواء
15
المستنشق، دفعًا من طريق الأنف والفم. والعطاس للدماغ كالسعال للرئة وما يليها.
16
وقد ظن بعضهم ان الدماغ لا يفزع إلى العطاس، إلا إذا استحال الخلط الموذى
17
هواءً، فيخرجه بالهواء المستنشق. وليس ذلك بواجب؛ بل انما يحوج إلى الهواء فى ذلك،
18
ليكون البدن مملوء هواءً متصلًا بهواء، جذبه إلى ناحية الخلط. فاذا تزعزع الهواء كله،
19
تحركه عضلات الصدر والحجاب حركة عنيفة، وانتفض من داخل إلى خارج، حافزًا
20
لما هو أبعد من الصدر من أجزاءه، حفزًا إلى الخروج، كان معونة على النفض والقلع؛
21
لان ذلك يتبعه تزعزع الهواء الذى يليه، فيعين القوة الدافعة على إماتة المادة ونفضها.
22
والعطاس ضار جدًا فى أول النزلة والزكام لحاجة الخلط، المطلوب فيه النضج
23
إلى السكون. وربما كثر فى الحميات وما يشبهها كثرة، تسقط القوة، وتملأ الرأس.
24
وربما هيج رعافًا شديدًا. فيجب أن يتعجل فى حبسه؛ لكنه يحل الفواق المادى بزعزعته.
25
ومن العطاس ما يعرض فى إبتداء نوائب الحميات. وقد زعمت الهند، ولم تعد صوابًا،
26
ان العاطس أوفق أوضاع رأسه، أن يكون أمامه حذو صدره، غير ملتفت، ولا متنكس،
27
فلا تلحقه غائلة.
3-256
1
والعطاس أنفع الأشياء لتجفيف الرأس، إذا كانت المادة إما قليلة مقدورًا
2
على نفضها، وإن لم تنضج، أو كانت ريحية، وإن كانت كثيرة، أو كانت بخارية؛
3
فان العطاس أنفع شىء للامتلاء البخارى فى الرأس؛ أو كانت غليظة، لكن نضيجة،
4
وإن كانت أكثر من ذلك، فيدل على قوة الدماغ. ولذلك فان من قرب موته، لا يستطيع
5
[ان] يعطس، ومن عطس منهم بالمعطسات فلم يعطس، فلا يرجى برءه البتة. وهو
6
مما يعين على نفض الفضول المحتبسة، ويسهل الولادة، وخروج المشيمة، ويسكن
7
ثقل الرأس؛ لكنه ضار لمن فى رأسه مادة، تحتاج أن تسكن لتنضج، وأن لا يسخن
8
ما يليها، ولا يتحرك خوفًا من أن ينجذب إليها غيرها. وهو ضار أيضًا لمن فى صدره مادة
9
كثيرة أو فجة.
10
|226vb57|فصل فى الأدوية المانعة للعطاس
11
مما يمنعه التسعط بدهن الورد الطيب ودهن الخلاف شديد التسكين له و
12
قد يمنعه أن ''يحشى حشو حار" وتحميم الرأس بماء حار وصب دهن حار فى الأذنين و
13
الإستلقاء على مرفقة حارة توضع تحت القفا وإشتمام التفاح والسويق وكذلك إشتمام
14
الإسفنج البحرى مما يقطعه والفكر والإشتغال عنه ربما قطعه وأما الصبيان فينتفعون بسيلان
15
الكلية الصحيحة تجعل على النار وتشوى وتوخذ قبل أن تنضج ويوخذ سيلانها ويستنشق
16
أو يسعط به ومما ينفعه شدة الصبر عليه فانه يحبسه وهو علاج كاف للضعيف منه وربما
17
يمنعه دلك العين والأذن والأطراف والحنك وقوة الفغر وشدته [والتجشى] وتحديد
18
النظر إلى فوق والتململ والتقلب وتمريخ <الأطراف> والعضل بالأدهان المرطبة
19
خصوصًا عضل اللحيين والإستغراق فى النوم وإتقاء الإنتباه المباغت والتحرز من الغبار و
20
الدخان.
21
|227ra25|المعطسات
22
هى الخربق الأبيض والجندبادستر والكندس والفلفل و الخردل يجمع أو
23
يوخذ أفرادًا ويلصق بريشة فى الأنف أو يوخذ عاقرقرحا [والسنبل] والسك المدخن
24
والسذاب البرى والصبر ويلطخ كذلك.
3-257
1
وأما المعطسات الخفيفة
2
فالأفيون إذا شم وقضبان البادروج والزراوند والورد بزغبه وهو مما يعطس
3
المحرورين ولطخ باطن الأنف بالدواء المعطس أصوب من نفخه فيه.
4
|227ra37|فصل فى الشىء الذى يقع فى الأنف
5
يعطس صاحبه ببعض الأدوية ويوخذ على فمه ومنخره الصحيح فاذا عطس
6
خرج منه الشىء وكان هذا مما سلف ذكره.
7
|227ra43|فصل فى جفاف الأنف
8
قد يكون لحرارة وقد يكون ليبوسة شديدة وقد يكون لخلط لزج جف فيه وعلاج
9
كل واحد منه ظاهر وأنفع شىء فيه الأدهان والعصارات الباردة الرطبة واخراج خلط
10
ان كان بعد تليينه بدهن أو عصارة حتى لا يخرج ما لا يتعاطى اخراجه.
11
|227ra52|فصل فى حكة الأنف
12
قد تكون لبخار حاد و لنزلة حادة كانت و تكون [او] لنزلة قوية السيلان وإن كانت
13
باردة وقد تكون لبثور وقد تكون لحركة الرعاف وهى من دلائل البحران ومن علامات
14
الجدرى والحصبة على ما يعرف فى موضعه وعلاج كل واحد من ذلك بما عرف من
15
الأصول سهل.
3-258
1
|227rb3|الفن السادس
2
فى احوال الفم واللسان
3
وهو مقالة واحده
4
|227rb5|فصل فى [تشريح] الفم واللسان
5
الفم عضو ضرورى فى إيصال الغذاء إلى الجوف الأسفل، ومشارك فى ايصال الهواء إلى
6
الجوف الأعلى، ونافع فى قذف الفضول المجتمعة فى فم المعدة، إذا تعذر أو عسر
7
دفعها إلى الأسفل؛ وهو الوعاء الكلى لأعضاء الكلام فى الانسان. والتصويت فى
8
سائر الحيوانات المصوتة من النفح، واللسان عضو منه. هو من آلات تقليب الممضوغ،
9
وتقطيع الصوت، وإخراج الحروف، وإليه تمييز الذوق. وجلدة سطحه الأسفل
10
متصلة بجلدة المرئ وباطن المعدة. وجلدة النطع مقسومة منصفة بحذاء الدرز السهمى،
11
وبينهما مشاركة فى أربطة وإتصال. وقد عرفت عضلة المحركة والمحبسة.
12
وأفضل الألسنة فى الإقتدار على جودة الكلام، المعتدل فى طوله وعرضه، المستدق
13
عند اسلته. وإذا كان اللسان عظيمًا عريضًا جدًا، أو صغيرًا كالمتشنج، لم يكن صاحبه
14
قديرًا على الكلام. وجوهر اللسان [لحم] رخو أبيض، قد إكتنفته عروق صغار مداخلة
15
دموية، احمر لونه بها. ومنها اوردة، ومنها شريانات. وفيه أعصاب كثيرة، متشعبة
16
من أعصاب أربعة تاتيه؛ قد ذكرناها فى التشريح للأعصاب. وفيه من العروق والأعصاب
17
فوق ما يتوقع فى مثله. ومن تحته فوهتان، يدخلهما الميل، هما منبعا اللعاب، يفضيان
18
به إلى اللحم الغددى، الذى فى أصله، المسمى المولد للعاب. وهذان المنبعان يسميان
19
ساكبى اللعاب، يحفظان نداوة اللسان. والغشاء الجارى عليه متصل بغشاء جملة الفم،
20
وإلى المرى والمعدة. وتحت اللسان عرقان كبيران أخضران، يتوزع منهما العروق الكثيرة،
21
يسميان الصردان.
3-259
1
|227rb46|فصل فى امراض اللسان
2
قد يعرض للسان أمراض، تحدث آفة فى حركته. إما بان تبطل، أو تضعف،
3
أو تتغير. وقد ''تعرض له أعراض"، تحدث فيه آفة فى حسه اللامس والذائق، بان يبطل،
4
أو يضعف، أو يتغير. وربما بطل أحد حسيه دون الآخر، كالذوق دون اللمس،
5
لإقتدار المرض على إحلال الآفة بأضعف القوتين.
6
وقد يكون المرض سوء مزاج. وقد يكون آليًا من عظم "أوصغر، أو فساد شكل"،
7
أو فساد وضع، فلا ينبسط أو لا ينقبض، أو من إنحلال فرد. وقد يكون مرضًا مركبًا
8
كأحد الأورام؛ [ربما كانت الآفة خاصة به]؛ ووبما كانت <الآفة> بمشاركة الدماغ،
9
وحينئذ فلا يخلو عن مشاركة الوجنتين والشفتين فى أكثر الأمر؛ وربما شاركه سائر الحواس،
10
إذا لم تكن الآفة فى نفس شعبة العصب الذى يخصه. وقد يألم أيضًا كثيرًا بمشاركة
11
المعدة، وأحيانًا بمشاركة الرئة والصدر.
12
وقد يستدل على أمزجة اللسان من جهة اللون الأبيض، والأصفر، والأسود، و
13
من جهة لمسه، ومن جهة الطعم الغالب عليه، من إحساس شبه حموضة، أو حلاوة،
14
أو تفاهة، أو مرارة، أو بشاعة، تتولد عن عفوصة، أو عفونة وقبض. على أن الإستدلال
15
من لونه وما يجده من الطعم، قد يتعداه إلى أعضاء أخرى؛ فان حمرته، وخصوصًا
16
مع الخشونة، قد تدل على أورام دموية فى نواحى الرأس، والمعدة، والكبد. وبياضه
17
قد يدل على برد المعدة، والكبد، وبلغمية الرأس؛ وربما دل على اليرقان، وإن كان
18
لون البدن بالخلاف، وطعمه يدل على الغالب من الأخلاط على البدن كله، أو على
19
المعدة والرأس.
20
وقد يستدل عليه من جهة أخرى وهى: رطوبته ويبوسته. واليبوسة تحس على
21
وجهين: أحدهما مع صفاء سطح اللسان، وهذا هو اليبوسة الحقيقية. والثانى مع سيلان
22
خلط غروى، لزج عليه و قد جففه الحر. وهذا لا يدل على يبوسة فى جوهره؛ بل على
23
رطوبة لزجة تجتمع عليه إما من نزلة، وإما من أبخرة غليظة ثخينة. وهذا مما يغلط
24
الأطباء إذا تعرفوا من المريض حال جفاف الفم، فلم يميزوا بين الضرب الذى قبله وبينه.
25
والخشونة تتبع الجفاف، والملاسة تتبع الرطوبة.
3-260
1
وقد يستدل على اللسان من حال حركته عند الكلام، ومن حال ضموره وخفته،
2
ومن حال غلظه، حتى يتعثر كل وقت، وتثقل حركته [عند الكلام]، فيدل على إمتلاء
3
من دم أو رطوبة. وقد يستدل عليه من الأورام والبثور، التى تعرض فيه. وأنت يمكنك
4
أن تستنبط وجوه الإستدلالات من هذا المأخذ، بعد إحاطتك بأصول كلية سلفت، و
5
جزئية تليها. واللسان قد يألم بانفراده، وقد يألم بمشاركة الدماغ او المعدة. ولما كانت
6
عصبة اللسان متصلة بعدة أعصاب، لم يخل إما أن يكون تلك الأعصاب مواتية لها فى
7
الحركة، لا تعاوقها [وتواتيها]، فيكون أصحاء الكلام؛ وإما أن تعاوقها ولا تواتيها بسهولة،
8
فيكون التمتمة ونحو ذلك. وربما وقعت التمتمة من الحبسة، بسبب ان العصبة
9
تستقى القوة من عصب آخر محتبس، إلى أن ينحل.
10
|227va43|فصل فى معالجات اللسان
11
قد تكون معالجته بمشاركة مع رأس أو معدة بما يصلحهما، مما علمت كلًا فى
12
بابه. وقد تكون معالجته معالجة خاصة بالمشروبات المستفرغة بالإسهال؛ وهى أنفع
13
من المقيئة والمبدلة للمزاج، أو القابضة، او المحللة المقطعة الملطفة، التى إذا شربت
14
تأدت قوتها إليه. وأوفق ما يشرب أمثالها أن يشرب بعد الطعام. وقد يعالج بالمضمضات،
15
وبالدلوكات، وبالغراغر، وبالأدهان تمسك فى الفم، وبالحبوب الممسكة فى الفم،
16
المتخذة من العقاقير، التى لها القوى المذكورة بحسب الحاجة. والأجود أن تتخذ مفرطحة.
17
ويجب أن يحترس فى إستعمال أدوية الفم واللسان، إذا كانت من جنس ما يضر الحلق
18
والرئة، كى لا يتحلب شىء من سيلانها إليهما.
19
|227vb4|فصل فى فساد الذوق
20
الآفة تدخل فى الذوق من الوجوه الثلاثة المعلومة. وكل ذلك قد يكون بمشاركة؛
21
وقد يكون لمرض خاص من سوء مزاج، أو مرض آلى، أو مشترك يستدل عليه بما أشرنا
22
إليه.
3-261
1
العلاج: وعلاجه إن كان بمشاركة فبأن يتعرف حال الدماغ ''أو حال المعدة"، فيصلحه
2
بما عرفناكه فى باب علل الدماغ. وإن كان من غير مشاركة، اشتغل باللسان نفسه.
3
وإذا كان السبب امتلاءً وخلطًا رديئًا، فيجب أن يستفرغ. فان كان حادًا، استفرغ بمثل
4
ايارج فيقرا والحب القوقائى، او حبوب متخذة من السقمونيا، وشحم الحنظل، والملح
5
النفطى. وإن كان خلطًا غليظًا، فيجب أن يستفرغ بالأيارجات، ويستعمل الغراغر
6
المذكورة فى باب إسترخاء اللسان، ويطعم صاحبه الأغذية الحريفة؛ كالبصل، و
7
الخردل، والثوم، والخل.
8
|227vb23|فصل فى استرخاء اللسان وثقله والخلل الداخل فى الكلام
9
إسترخاء اللسان من جملة أصناف الإسترخاء المذكورة فيما سلف، والسبب المعلوم.
10
وقد يكون من رطوبة دموية مائية. وقد يكون بسبب أول فى الدماغ. وقد يكون بسبب
11
فى العصبة المحركة [له]، أو الشعبة الجائية منها إليه. وأنت تعلم ما يكون بشركة من
12
الدماغ، وما يكون بغير شركة بما تجد عليه الحال فى سائر الأعضاء، المستقيئة من
13
الدماغ حسًا وحركة. وقد يدل على أن المادة دموية، حمرة اللسان وحرارته. وقد
14
يدل على أن المادة رقيقة مائية، كثرة سيلان اللعاب الرقيق، وقلة الإنتفاع بالمحللات،
15
والأنتفاع بما فيه قبض. وقد يبلغ الإسترخاء باللسان إلى أن يعدم الكلام، أو يتعسر،
16
أو يتغير؛ ومنه الفأفاء والتمتام. ومن الصبيان من تطول به مدة العجز عن الكلام.
17
ومن المثغثغ فى كلامه من إذا عرض له مرض حار، انطلق لسانه لذوبان الرطوبة المثغثغة
18
للسان المحتبسة فى أصول عصبه؛ ولمثل هذا ما يكون الصبى الثغ، فاذا شب واعتدلت
19
رطوبته صار فصيحًا.
20
العلاج: يجب أن ينقى البدن بالأيارج الصغير، ثم بالأيارجات الكبار، ثم يقصد ناحية
21
الرأس بالأدوية الخاصة به. وإن ظن ان مع الرطوبة غلبة دم، فصدت عروق اللسان،
22
وحجم الذقن، ثم عولج بالغراغر والدلوكات اللسانية، وبادامة تحريكه بعد الإستفراغ.
23
والبابان الأولان قد وقفت عليهما فى تدبير أمراض الرأس.
24
وأما الأدوية الخاصة بالموضع، فالذى فى أكثر الأمر هو بالدلك بالمحللات،
25
[و] المقطعات، والملطفات، والتغرغر بمياهها، والتمضمض بها؛ وهى مثل الصعتر،
3-262
1
والحاشا، والخردل، والعاقرقرحا، وقشور أصل الكبر؛ بل مثل الخردل والكندس،
2
كل ذلك بمثل المرى، وبمثل خل العنصل. وقد ينتفع بدلك اللسان بالنوشادر ومع
3
الرخبين، أو المصل، حتى يسيل منه لعاب كثير. والسكنجبين العنصلى إذا استعمل
4
غرغرة ومضمضة نفع جدًا. والوج جيد جدًا لإسترخاء اللسان وثقله.
5
وإذا اشتد الإسترخاء، وامتنع الكلام، فيوخذ شىء من الفربيون والكندس،
6
ويدام دلك اللسان وأصله به. ويجب أن توضع هذه الأدوية وأمثالها على الرقبة أيضًا.
7
وقد يتخذ من هذه الأدوية وأمثالها حبوب، تعجن بما يمنعها من سرعة الإنحلال؛ مثل
8
اللاذن، والعنبر، والريتيانج، والصموغ اللزجة.
9
نسخة حب: يمسك تحت اللسان ينفع من استرخاءه ودلعه: علك الأنباط درهمان،
10
حلتيت درهم، يتخذ منه حب كالحمص، ويمسك تحت اللسان. ومما جرب فى هذا
11
الباب غرغرة: من النوشادر، والفلفل، والعاقرقرحا، والخردل، والبورق، والزنجبيل، و
12
الميويزج، والصعتر، والشونيز، والمرزنجوش [اليابس]، والملح النفطى، يدق و
13
ينخل ويتغرغر بها فى ماء حار أيامًا تباعًا. ومن الجوارشنات التى يذكرها ]حكماء] الهند
14
لهذا الشان ''جوارش نسخته": ]يوخذ] كمون أسود، وكمون كرمانى، وقرفة، وملح
15
هنذى، من كل واحد نصف مثقال، دار فلفل مائة عددًا، فلفل مائتان عددًا، سكر ثمانية
16
أساتير، والأستار ستة دراهم ونصف، يستف منه كل وقت.
17
فاذا لم تنجع المحللات وحدست ان الرطوبة رقيقة سيالة، استعنت بالمحللات
18
القابضة؛ مثل الدارشيشعان مخلوطًا بالورد، [و] مثل فقاح الإذخر بالطباشير. وكثيرًا ما
19
ينفعه تدليك اللسان بالحوامض [و] القوابض؛ فانها تشدد مع تحليل الريق وإسالته
20
بسبب الحموضة؛ مثل المصل، ومثل الحصرم، [و] الفواكه التى لم تنضج.
21
وإذا أبطأ الصبى بالكلام، وجب أن يدام تحريك لسانه ودلكه، وتسييل
22
اللعابات منه. وينفع فى ذلك خصوصًا إذا استعمل فى دلكه العسل، والملح الدارانى،
23
ويجميع ما قيل فى باب علاج رطوبة اللسان. ومما يحرك لسانهم ويطلقهم، اجبارهم
24
على الكلام.
3-263
1
|228ra51|فصل فى تشنج اللسان
2
قد يكون تشنج اللسان من رطوبة لزجة، تمدد عضله عرضًا. وقد يكون من سوداء
3
مقبضة. وقد يكون فى الأمراض الحادة، إذا أحدثت تشنجًا فى عضل اللسان على
4
طريق التجفيف والتشوية. والتشنج قد يظهر أيضًا ضررًا فى الكلام.
5
العلاجات: ليس يبعد علاج تشنج اللسان فى القانون عن علاج التشنج الكلى، المذكور فى
6
الفن الأول من هذا الكتاب. وأما على طريق الأخص، فان علاجه على ما نذكر: من
7
جملة ذلك التكميدات لأصل العنق، بمثل البابونج، واكليل الملك، والرطبة، والمرزنجوش،
8
والشبث، افرادًا ومجموعة. وكذلك الغرغرة بأدهانها واحتساءها ملء الفم، وهى فاترة،
9
ثم امساكها فيه مدة؛ وإستعمال اخبصة متخذة من ادهان حارة، وحلاوات محللة، وبزور
10
كالحلبة، وما يشبهها. وإذا كان فى الحميات، فلتكن الأدهان المستعملة، مثل
11
دهن البنفسج، ودهن القرع، والخلاف مفترًا. ويجب أن تنطل المواضع المذكورة
12
بالماء الفاتر، والعصارات المرطبة مفترة.
13
|228rb18|فصل فى عظم اللسان
14
قد يكون عظم اللسان عن دم غالب. وقد يكون من رطوبة كثيرة بلغمية غليظة
15
مرخية مهيجة. وقد يعظم كثيرًا حتى يخرج من الفم ولا يسعه الفم. وهذا العظم قد
16
أفردنا ذكره من باب الورم لما هو مختص به من الفرق.
17
العلاج: أما الدموى والكائن من مادة حارة، فيعالج بأن يدام دلكه بالمقطعات الحامضة
18
والقابضة؛ مثل الريباس وحماض الأترج. والكائن من الرطوبات فبان يدام دلكه
19
بالنوشادر والملح مع مصل وخل، بعد الإستفراغات؛ أو يوخذ زنجبيل، وفلفل، و
20
دارفلفل. وملح دارانى، يدق جيدًا، ويدلك به اللسان، فيعود إلى حجمه، ويدخل
21
الخارج منه. واسترخاء اللسان اذا عرض للصبيان، كفى المهم فيه الحمية، والتغذية
22
بالعصافير والنواهض. وقد احتجم انسان، فضرب المبضع ليف عصب فى جوار الغشاء
23
المتصل باللسان، فأرخى اللسان.
24
|228rb42|فصل فى قصر اللسان
25
قد يعرض لإتصال الرباط الذى تحته برأس اللسان وطرفه، فلا يدع اللسان أن
26
ينبسط. وقد يعرض على سبيل التشنج.
3-264
1
العلاج: أما الكائن بسبب التشنج، فقد قيل فيه. وأما الكائن بسبب قصر الرباط،
2
فعلاجه قطع ذلك الرباط من جانب طرفه قليلًا، وتدارك الموضع بالزاج المسحوق ليقطع
3
الدم. ومبلغ ما يحتاج إليه من قطعه فى إطلاق اللسان، أن ينعطف إلى أعلى الحنك، وأن
4
يخرج من الفم. وإن لم يجسر على قطعه بالحديد تقية وخوفًا من انبعاث دم كثير، جاز
5
ان يدخل تحت الرباط ابرة بخيط خارم، فيخرم من غير قطع، ويجعل على العضو ما يمنع
6
من الإلتصاق، وهى الأدوية الكاوية الحادة. فان رفق فى قطعه مع تعهد العروق التى
7
تحت اللسان كى لا يصيبها قطع، لم يصبها سيلان دم مفرط.
8
|228va5|فصل فى اورام اللسان
9
وقد يعرض للسان أورام حارة، وأورام بلغمية، وأورام ريحية، وأورام صلبة
10
وسرطان. وعلامات جميع ذلك ظاهرة، إذا رجعت إلى ما قيل فى علامات الأورام.
11
وقد يرم اللسان لشرب السموم، مثل الفطر والأفيون.
12
العلاج: أما الأورام الحارة فتعالج أولًا بالفصد والإسهال، وذلك خير فى أورام اللسان
13
من القىء. وربما لم يستغن عن فصد العرق الذى تحت اللسان، ثم يمسك فى الفم عند
14
إبتداءها عصارة الهندبا، ''وعصارة الخس"، وخاصة عصارة عنب الثعلب، واللبن الحامض،
15
و[خاصة] ماء الورد، وماء [ورد]، طبخ فيه الورد، وعصارة عصاالراعى، وقشور الرمان؛
16
ويتدلك بالخوخ الرطب، فانه شديد النفع من ذلك. فاذا لم يتحلل ولم ينفتح، احتيج
17
فى آخره إلى المنضجات المحللة يتغرغر بها؛ مثل العسل باللبن، ومثل طبيخ اصل السوسن،
18
ومثل طبيخ التين والحلبة، وطبيخ الزبيب والرازيانج. وشرب ايارج فيقرا ليسهل
19
المادة الغليظة من فم المعدة. ويجعل الأغذية من جنس ما ينضج ويحلل، مثل الكرنبى
20
والقطفى بدهن الحل. فان تقيح فاستعمل القوابض فى الفم؛ مثل طبيخ السماق، و
21
الآس، والعدس [المقشر]، وورق الزيتون، والشراب العفص. وربما نفع من ذلك
22
مرهم متخذ من عصارة عنب الثعلب ودهن الورد، والعدس المقشر، والورد.
23
فان كان الورم رخوًا بلغميًا، فقد ينفع منه، ومن الورم الحار فيه البالغ منتهاه
24
أن يحرق اصل الرازيانج، ويلصق عليه. وقد يسعطون فى أمثالها [و] فى بعض الأورام
25
الحارة، التى فيها غلظ، هذا الدواء: يوخذ من الزعفران وايارج فيقرا من كل واحد جزء،
3-265
1
ومن الكافور والمسك من كل واحد ثلث جزء، ومن السكر الطبرزد جزء ونصف، يحل
2
من الجملة وزن دانقين فى لبن جارية، ويسعط به.
3
قال جالينوس: ورم لسان إنسان ورمًا عظيمًا، وكان ابن ستين سنة، ولم يكن
4
له عهد بالفصد، فلم أفصده، فسقيته القوقاى، وأردت [ان] أغلف لسانه بالضمادات
5
الباردة، وكان عشيًا، فخالف طبيب، فرآى فى الرؤيا ليلته تلك أن يمسك فى فمه عصارة
6
الخس، [ففعل]، فبرئ برأً تامًا؛ وكان ذلك وفق مشورتى.
7
وأما إن كان الورم صلبًا، فينبغى أن تلطف التدبير، وتجود الغذاء، وتستفرغ
8
الأخلاط ]الغليظة] بالأيارجات الكبار، المذكورة فى أبواب سالفة. ويستعمل الغراغر
9
الملطفة، ويمسك فى الفم نقيع الحلبة، وطبيخها بالتين، وحب الغار مع الزبيب المنقى.
10
ويمسك فى الفم لبن النساء، والأتن او الماعز. وأيضًا طبيخ التمر و التين بالنبيذ الحلو،
11
أو برب العنب، أوبعسل الخيارشنبر. ويدام تليين الطبيعة بمثل الأيارج الصغير و
12
الخيارشنبر.
13
|228vb8|فصل فى الخلل فى الكلام
14
قد ذكرنا بعض ما يجب أن يقال فيه فى باب إسترخاء اللسان، فأما الآن فنقول:
15
ان الخرس وغيره من آفات الكلام قد يكون من آفة فى الدماغ، وفى مخرج العصب،
16
الجائى إلى اللسان، المحرك له. وقد يكون فى نفس الشعبة، وقد يكون فى العضل
17
انفسها. وذلك الخلل إما تشنج، أو تمدد، او تصلب، أو استرخاء، أو قصر رباط،
18
أو تعقد عن جراحة اندملت، أوورم صلب. وقد يكون ذلك كما تعلم من رطوبة فى
19
الأكثر، وقد يكون من يبوسة.
20
وقد تكون الآفة فى الكلام من جهة أورام وقروح، تعرض فى اللسان ونواحيه.
21
وقد يعرض بعد السرسام، لإندفاع الفضل من الدماغ إلى الأعصاب. وفى الحميات
22
الحارة، لشدة تجفيفها. وقد يكون اللسان مع ذلك ضامرًا متشنجًا، وهو قليل ما يكون.
23
وهذه من الآفات العرضية غير الأصلية. وقد تكون الآفة فى الكلام بسبب فى عضل
24
الحنجرة، اذا كان فيها تمدد أو إسترخاء.
3-266
1
وربما كان الإنسان يتعذر عليه التصويت فى أول الأمر؛ لأنه يعنف فى تحريك
2
عضل صدره وحنجرته تعنيفًا، لا تحتمله تلك العضل فتعصى، فاذا نفس بأول لفظة و
3
كلمة إسترسل بعد ذلك. ومثل هذا الإنسان لا يجب أن يستعد للكلام بنفس عظيم،
4
وتحريك للصدر عظيم، بل يشرع فيه هونًا؛ فانه إذا اعتاد ذلك سهل عليه الكلام،
5
واعتاد السهولة فيه. وأما سائر الوجوه، فقد ذكرت معالجتها فى أبوابها، والكائن بعد
6
السرسام، فقد ينفع فيه فصد العرقين اللذين تحت اللسان جدًا.
7
|228vb44|فصل فى الضفدع
8
هو شبه غدة صلبة، تكون تحت اللسان شبيهة اللون، المؤتلف من لون سطح اللسان
9
والعروق التى فيه، بالضفدع، وسببه رطوبة [غليظة] لزجة.
10
العلاج: يجرب عليها الأدوية الأكالة المقطعة المحللة، [و] التى فيها فضل تجفيف؛
11
مثل النوشادر، والخل، والملح، والدلك بالزنجار، والزاج. فان لم ينجع، استعملت
12
الأدوية الحادة؛ مثل دواء افولون، ودواء سفاريون، ودواء البيض الرطب، المذكور فى
13
القراباذين، وإستعمال الفصد تحت اللسان وأدوية القلاع القوى. فان لم ينجع، لم
14
يكن بد من عمل اليد. ومن الأدوية الممدوحة فيه أن يوخذ الصعتر الفارسى، وقشور
15
الرمان، والملح، فيدلك به لسان الصبى المضفدع، فانه يبريه. ومما جرب فيه الزاج
16
المحرق والسورنجان يجمعان ببياض البيض، ويوضع تحت اللسان.
17
|229ra9|فصل فى حرقة اللسان
18
قد يكون ذلك بسبب حرارة [فى] فم المعدة او الدماغ، لا يبلغ أن يكون حمى؛
19
أو بسبب تناول أشياء حريفة، ومالحة، ومرة، وحلوة، والمعطش الشديد. ويكون
20
لأسباب أعظم من ذلك؛ مثل الحميات الحادة، والأورام الباطنية، وعلاج ذلك فى
21
الجملة انه يجب ان يمنع من يشكو ذلك، وخصوصًا من المرضى، أن ينام على القفا،
22
ومن ان يديم فغر الفم. ويلزم استعمال الحبوب المتخذة من حب البطيخ، والقثد،
23
والخيار، والقرع، والقثاء، والترنجبين، والنشاء، وما أشبه ذلك. ويمسك فى الفم
24
نوى الإجاص، والتمرة الهندية، وسكر الحجاز، والألعبة المعلومة، والعصارات المبردة
3-267
1
المرطبة. وان يمسح عليه إن كان هناك خلط لزج [دهن]، ثم يتعهد بأن يدهن، و
2
يتمضمض بالأدهان، والموم روغنات، والألعبة، والعصارات، وشحوم الطير. ومن
3
الناس من يعالج ذلك بدلكه بالنعناع.
4
|229ra30|فصل فى علاج الشقوق فى اللسان
5
لعاب بزرقطونا يمسكه فى الفم ويتجرعه، ويتناول الأكارع والبيض النيمبرشت.
6
ومما جرب فيه الزبد الحادث من تدلك قطع القثاء والسبستان.
7
|229ra36|فصل فى دلع السان
8
قد يكون لأورامه العظيمة، وقد يكون عند الخوانيق، فتدلع الطبيعة أو الإرادة
9
اللسان، ليتسع مجرى التنفس.
10
|229ra41|فصل فى البثور فى الفم
11
اكثر ما يتبثر الفم يكون لحرارة فى نواحى المعدة والرأس، وبخارات. وقد يكون
12
فى الحميات. وقد قيل إذا ظهر فى الحميات الحادة بثور سود فى اللسان، مات العليل
13
فى اليوم الثانى. وأما المفردات النافعة فى البثور فى أول الأمر اذا احتيج إلى تبريد و
14
تجفيف، وهى مثل الإهليلج، والعفص، وبزر الورد، والنشاء، وثمرة الطرفاء، وأشياف
15
ماميثا، والجلنار، والكثيرا، والصندلين، والورد، والطباشير، والسماق، [والعدس]،
16
والطين الأرمنى، وأقماع الرمان، وجفت البلوط، والقيموليا، وفوفل؛ والعصارات الباردة،
17
مثل عصارة الخس، وعنب الثعلب، وعصاالراعى، والبقلة الحمقاء، وأطراف الكرم.
18
وكثير من الصبيان تعافى بثور أفواههم بالسكر الطبرزد والكافور.
19
وأما الحارة المحتاج إليها فى آخر الأمر، فمثل الماميران، والدارشيشعان خاصة،
20
وقشور جوزبوا، والسعد، والزعفران، وجوزالسرو، ولسان الثور، والعاقرقرحا، والقرنفل،
21
والفودنج، والسك. ومن الأدوية القذرة خرء الكلب. وربما احتيج فى المتقرح منها
22
إلى الزرنيخ. وقد جرب للغليظ منها طبيخ الدارشيشعان أوقية، عروق نصف أوقية،
23
ماميران ربع أوقية، صبر وزن درهمين، زعفران مثقال؛ وكذلك ما طبخ فيه القرنفل،
24
وجوزبوا، ودارشيشعان أجزاء سواءً، أو متقاربة.
3-268
1
وإذا أخذت البثور تتقيح، فيجب أن يقرب منها " اللعاب المتخذ" من مثل بزر الكتان،
2
وبزر المر، والشاهسفرم، وبزر الخطمى. وهذه البزور نفسها، ودقيق الشعير، ولبن
3
الأتن وحده، أو مع شىء من هذه. وربما احتيج إلى طبيخ بزر الكتان بالتين، والسمن،
4
ودقيق الحنطة، والنعناع، والحلبة. قال بعض محصلى الأطباء: انه لا شىء أبلغ فى
5
علاج بثور الفم من إمساك دهن الإذخر فاترًا فى الفم.
6
|229rb23|فصل فى القلاع والقروح الخبيثة
7
القلاع قرحة تكون فى جلدة الفم واللسان مع انتشار وإتساع. وقد يعرض للصبيان
8
كثيرًا؛ بل أكثر ما يعرض انما يعرض لهم لرداءة اللبن، وسوء إنهضامه فى المعدة. وقد يعرض
9
من كل خلط، ويتعرف بلونه. والأبيض منه بلغمى، ويولد من بلغم مالح فى الأكثر.
10
والأصفر صفراوى، ويكون أشد تلهبًا من غيره. والأسود سوداوى. والأحمر الناصع
11
دموى. وأخبث الجميع هو السوداوى. وقد يكون من أصناف القلاع ما هو شديد التأكل،
12
ويكون منه ما هو أسكن، وقد يكون مع ورم وقد يكون مفردًا. وكل قرحة تحدث فى
13
سطح الفم، فانها تسرع إلى الإنبساط؛ لما لا ينفك عنه من حرارة لازمة، وجلدة رطبة
14
لينة. ومن عادة جالينوس ان يسميها قلاعًا، مادامت فى السطح، فاذا تعفنت وغاصت،
15
لم يسميها قلاعًا، بل قروحًا خبيثة؛ وهى التى تحتاج إلى أدوية كاوية. وقد يكثر القلاع
16
إذا كثرت الأمطار، ويكثر فى الحميات الوبائية.
17
العلاج: يجب أن يقصد أولًا الخلط الغالب الفاعل للقلاع؛ ويستفرغ من البدن كله
18
إن كان غالبًا، ثم من ''العرق الذى" تحت الذقن، ومن الجهارك خاصية؛ فان فصدها
19
نافع فى جميع أمراض الفم، الحارة المادة، ثم يستعمل الأدوية البثرية المذكورة. على
20
أن يعالج القوى الكثير الرطوبة والصديد والمدة بالقوى، والمعتدل بالمعتدل، والضعيف
21
بالضعيف. وإذا كان القرح يبلغ العظم، فيحتاج إلى القوية جدًا مثل الفلفلموية
22
بأقاقيا كثيرة. ويجب أن يجتنب الأدهان كلها حتى الزيت.
23
وأما الأدوية فيلتقط من أدوية البثور الباردة والحارة، التى ذكرناها فى الباب الأول،
24
وما كان منه، أحمر دمويًا، فأوفق أدويته [فى الأول] ما فيه قبض [يسير وتبريد]
25
ثم بعد ذلك ما يحلل. وماكان منه إلى الشقرة والصفرة فيجب ان يزاد فى تبريد الدواء.
3-269
1
وأما غير ذلك فيحتاج أولًا إلى ما يجفف، ويجلو بكيفية معتدلة فى أول الأمر، ثم إلى
2
ما يجفف ويحلل بقوة. ويراعى السن فى جميع ذلك. وأما الصبيان فيجب أن تكون
3
أدويتهم أضعف و أن يصلح لبنهم. وأما الكبار فيجب أن تكون أدويتهم أقوى. و
4
الصبيان ربما نفعهم الأغذية وحدها، فان لم يكونوا يأكلون، وجب أن تطعمها المرضعة.
5
وأما الأدوية الصالحة للحار من القلاع، فمثل مضغ ورق العليق، ومثل العدس
6
بالخل، وجميع المخاخ، إذا أخلطت بالسفرجل، كانت نافعة؛ خصوصًا مخ الأيل،
7
والعجل، والتفاح القابض، والكمثرى القابضة، والزعرور، والسفرجل، والعناب،
8
وأطراف الكرم، والخبازى البستانى جاف، ودقيق العدس، ودقيق الأرز. وأقوى
9
من ذلك الذرور المتخذ من العفص، والطباشير، والورد، والقاقيا، ونحو ذلك. و
10
الماميران مع القوابض له قوة عجيبة فى القلاع. والكافور شديد المنفعة فى القلاع.
11
وأما الباردات فاستعن عليها بالجوالى المجففة؛ وخصوصًا على البلغمى منها،
12
وبالمحللات القوية التحليل والتجفيف، وخصوصًا السوداوى، مثل دقيق الكرسنة،
13
والعسل مع عفص. ومرارة الرق شديدة المنفعة فى ذلك، وخصوصًا للصبيان إذا خلط
14
بخل، وللخبيث زاج بالخل. وإذا كانا أكالين رديئين. فلا بد من إستعمال الزنجار
15
مع القلقطار، والعفص مع الميبختج، أو عفص، و شب، و جلنار سواءً. واستعمل
16
أقراص موساس أو كحل طرحماطيقون بعصارة قابضة مثل عصارة الحصرم.
17
ومن الأدوية المشتركة الشب والعفص المسحوقين كالذرور والغبار، يدلك به
18
الفم دلكًا ناعمًا. والعفص نافع فى كل قلاع خبيث؛ وخصوصًا إذا طبخ بخل وملح،
19
ويتمضمض به فى قلاع الصبيان. ولرماد المازريون خاصية <عجيبة> فى القلاع الردئ،
20
وهو من الأدوية المشتركة لأصناف القلاع؛ وكذلك بستان أفروز، و الماء النحاسى،
21
والدردى المحرق. وأما القلاع السوداوى الأسود فينفع منه أن يطلى بعسل، عجن به
22
زبيب منزوع العجم، وأنيسون. فان كان هناك ورم أيضًا فاستعمل هذا المرهم: ماء
23
الباذروج سكرجة، دهن الورد نصف سكرجة، عدس نصف سكرجة، زعفران مثقالان،
24
يتخذ منه مرهم.
25
|229va50|فصل فى كثرة البزاق واللعاب وسيلانه فى النوم
26
قد يعرض هذا من كثرة الحرارة والرطوبة، وخصوصًا فى المعدة. وقد يكون
3-270
1
لإستيلاء الحرارة وحدها؛ كما يعرض للصائم [ولمقل الغذاء، أو فاقده] من البصاق الدائم
2
حتى يطعم، فيهدأ ذلك منه. وقد يعرض من برد و من بلغم.
3
العلاج: إن كان من الحرارة فيجب أن يفصد الباسليق أولًا، ويستعمل الربوب الحامضة،
4
والفواكه [الباردة] القابضة، والنبيذ الغير العتيق بمزاج كثير؛ ويجعل الغذاء من السمك،
5
واللحمان الخفيفة، مثل لحم الجدى والطير. ويدام التمضمض بالسلافات القابضة،
6
المتخذة من العدس والسماق وبمثله. وإن كان من برد وبلغم، استعمل القىء بما
7
تعلمه فى كل أسبوع مرتين [أو] ثلاثة. ويسقى فى كل أسبوع مرة هذا الدواء: ايارج
8
فيقرا درهمان، ملح هندى دانقان، أنيسون ونانخواه، من كل واحد دانق، يسقى بالسكنجبين
9
اليزورى اوالعسلى. ويستعمل بعد ذلك الترياق، والجوارشنات الحارة. وأما غذاءه
10
فالفراخ المطجنة بالأفاوية، والخردل، والثوم. وليتناول فى العشيات الكعك بالمرى
11
النبطى، ثم يتجرع الماء الحار، ويستاك "كما يبيت". ومن المعالجات المشتركة الجيدة:
12
ان يتناول كل يوم وزن درهم ملح جريش بالهندباء الطرى، ثم يستعمل الأطريفل [الصغير]،
13
ويديم إستعمال السواك الطويل. وقد جربت الفارة المشوية، فوجدتها نافعة، و
14
خصوصًا للصبيان.
15
|229vb28|فصل فى قطع الروائح الكريهة من الماكولات
16
ينفع من ذلك مضغ السذاب، ومضغ [ورق] العليق، والمضمضة بعدهما
17
بخل العنصل، وإستعمال السعد والزرنباد فى الفم.
18
|229vb34|فصل فى نزف الدم من الفم
19
إن كان خروجه من جوهر الفم وجلدته، فعالجه بالقوابض، المذكورة فى باب
20
البثور وغيرها. ولطبيخ قضبان الكرم وعساليجه منفعة عظيمة. وإن كان من موضع
21
آخر، فنحن قد أفردنا له بابًا، بل أبوابًا.
22
|229vb41|فصل فى البخر
23
إما ان يكون مبدأه اللثة لعفونة فيها، أو لإسترخاء يعرض لها، أو عفونة فى
24
أصل الأسنان، آذت نفس السن. وإما ان يكون مبدأه جلدة الفم لمزاج ردئ فيها
3-271
1
بغير الرطوبات، وأكثر هذا المزاج حار. وإما ان يكون مبدأه فم المعدة لخلط عفن فى فم
2
المعدة؛ إما صفراوى او بلغمى. وقد يكون من نواحى الرئة، كما يعرض لأصحاب السل.
3
العلاج: أما ما كان من اللثة والعمور، فيجب أن يعتنى بتنقية الأسنان دائمًا، وغسلها
4
بالخل والماء. فان نجع ذلك فبها ونعمت، فان لم ينجع، بل كان هناك فضل عفونة،
5
فيجب أن يمضغ بعد ذلك ثمرة الطرفاء، والعاقرقرحا، والسذاب، [و] الساذج، والعود،
6
والمصطكى، وقشور الأترج، والقرنفل. وأن يجعل على اللثة الصبر، والمر، ونحوهما.
7
وأن يتمضمض بخل العنصل. وأن يتدلك بالأنيسون، والطلى، او النبيذ الحلو. فان
8
كان أقوى من ذلك، مضغ الميويزج، وتفل الريق. فان لم ينجع، وظهرت العفونة ظهورًا
9
بينًا، أخذ من الزاج المحرق جزء، ومن أصل السوسن والزعفران "من كل واحد" نصف
10
جزء، ويعجن بعسل، ويقرص، ويستعمل. ويتمضمض بعده بخل صرف، او ممزوج
11
بماء الورد، اويوخذ دواء اقوى من هذا، وهو من القرطاس المحرق ثلاثة دراهم، ومن
12
الزرنيخ درهمان ونصف، سك، سماق، زنجبيل، فلفل محرق، أقراص قلقديفون، من
13
كل واحد وزن درهمين، يتخذ منه "دلوك ولصوق"، ويجعل عليه خرقة كتان. والقلى وحده
14
إذا استعمل على العفونة قلعها وأسقطها، وانبت لحمًا جيدًا. ومما جرب أقاقيا، زرنيخ
15
اصفر، زرنيخ أحمر، نورة، شب، يتخذ منه أقراص بخل، ثم يسحق بماء العسل او طبيخ
16
الأبهل.
17
وأما ان كانت العفونة فى نفس السن، فدواءه حكها ان كانت فى الطرف،
18
اوبردها بالمبرد، اوقلع السن إن كانت العفونة تلى أصل السن. وان كان هناك إسترخاء
19
فى اللثة، وكان السبب فى حدوث العفونة، فعلاجه شدها بما نذكره فى باب استرخاء اللثة.
20
فان كان "لخلط صفراوى'' عفن فى المعدة، أوفى جلدة الفم، فلا شىء له أنفع
21
من المشمش الرطب على الريق؛ وكذلك البطيخ أو الخيار أو الخوخ. وإذا لم يحضر
22
المشمش، أو الخوخ الرطب، استعمل نقوع القديد منهما على الريق، وخصوصًا قديد
23
المشمش. ومما ينفع من ذلك إستعمال السويق بالسكر وماء الثلج، وإستعمال حبوب
24
صبرية، ذكرناها فى انقراباذين. ويجعل غذاءه كل غسال مبرد، غير مستحيل إلى الصفراء.
25
وإن كان لخلط بلغمى، استعمل القىء أولًا، واستعمل الأيارجات المنقية لفم
26
المعدة، المذكورة فى باب المعدة. واستعمل الأطريفل الصغير، والزنجبيل المربى، والصحناء
3-272
1
خاصة، ويجعل غذاءه المطجنات، ويقل شرب ماء الكثير، ويهجر الفواكه والبقول
2
الرطبة. ويتخذ مساويكه من الأشجار المرة المقطعة، مثل الأراك والزيتون. ومما
3
ينفعهم من الأدوية أن يوخذ كل <يوم> بكرة من ورق الآس مع مثله زبيبًا منزوع العجم،
4
كالجوزة، أو مثل ذلك من جوزة السرو، والأبهل بالزبيب. وينفعهم حب الصنوبر،
5
وأيضًا حب الفوفل. وهذه نسخته: فوفل، قرنفل، خوليخان، من كل واحد نصف
6
درهم، مسك وكافور من كل واحد دانق، عاقرقرحا درهم، صبر ثلاثة دراهم، خردل
7
درهم، يتخذ حبًا بالطلى. والأدوية البسيطة المجربة فهى مثل الكندر، والعود الهندى،
8
والقرفة، وقشور الأترج، والورد، والكافور، والصندل، والقرنفل، والكبابة، والمصطكى،
9
والبسباسة، وجوزبوا، وأصل الإذخر، والارماك، والأشنة، وأظفار الطيب، والقاقلة،
10
والفلنجمشك، وورق الأترج، والسنبل، والنارمشك، والزنجبيل، وسائر ما تجده فى
11
الألواح المفردة. ومما يعجن به بالأدوية الميبه، والميسوسن، وعصارة الأترج.
12
|230rb9|فصل فى بقاء الفم مفتوحًا
13
الفم يبقى مفتوحًا إما لشدة الحاجة إلى التنفس العظيم للإلتهاب الملهب،
14
أوللضيق، أو لخناق، أو لضعف عضل الفم، فلا تعمل عملها فى اليوم؛ وذلك فى
15
الأمراض الحادة ردئ. فأما ألوان اللسان فأولى المواضع بتفصيلها مواضع أخرى وعند
16
ذكر الأمراض الحادة.
3-273
1
|230rb18|الفن السابع
2
فى احوال الأسنان، وهو مقالة واحدة
3
|230rb20|فصل فى كلام <كلى> فى الأسنان
4
قد علمت انا تكلمنا فى الأسنان تشريحها ومنافعها، فيجب أن يتأمل ما قيل هناك.
5
ولتعلم أن الأسنان من جملة العظام، التى لها حس، لما يأتيها من عصب دماغى لين.
6
واذا ألمت، أحس بما يعرض فيها من ضربان واختلاج. وربما أحست بحكة ودغدغة.
7
وقد يعرض فيها أمراض من الإسترخاء، والقلق، والإنقلاع، والنتو، ومن تغير اللون فى
8
جوهرها، و فى الطليان المركب عليها؛ ويعرض لها [التألم، و] التأكل، والتعفن، و
9
التكسر. و[قد] يعرض لها الأوجاع الشديدة والحكة، ويعرض لها الضرس، وهو
10
صنف من أوجاعها؛ ويعرض لها العجز عن مضغ الحلو والحامض، والتضرر من الحار
11
والبارد، وقلة الصبر على لقاء أحدهما، أو كلاهما.
12
وقد يعرض لها تغير فى مقاديرها بالطبع، بأن تطول وتعظم، أو تنسحق وتصغر.
13
وقد يعرض فيها نوع من الورم، ولا عجب من ذلك؛ فان كلما بقبل التمدد بانماء الغذاء،
14
فلا يبعد أن يقبل التمدد بالفضل، ولو لم تكن قابلة للمواد النافذة فيها، المزيدة إياها،
15
ما كانت تخضر وتسود؛ فان ذلك لنفوذ الفضول فيها. وقد خلقت الأسنان قابلة للنمو
16
والزيادة دائمًا، ليقوم لها ذلك بدل ما ينسحق، حتى ان السن المحاذية لموضع السن
17
الساقطة، او المقلوعة، تزداد طولًا؛ إذ كانت الزيادة ترد عليها، ولا يقابلها الإنسحاق.
18
واعلم أن الإنسان قد يستدل على مزاجها من اللثة ولونها، هل هى صفراء مرية، أو
19
بيضاء بلغمية، أو حمراء دموية؛ وهل هى الى كمودة وسواد سوداوى.
20
|230rb58|فصل فى حفظ [صحة] الأسنان
21
من أحب أن تسلم أسنانه، فيجب أن يراعى ثمانية أشياء: منها أن يتحرز عن تواتر
22
فساد الطعام، والشراب فى المعدة لأمر فى جوهر الطعام؛ وهو أن يكون قابلًا للفساد
3-274
1
سريعًا، كاللبن، والسمك المملوح، والصحناء؛ أو لسوء تدبير تناوله، مما [قد] عرف
2
فى موضعه. ومنها أن لا يلح على القىء، وخصوصًا إذا كان ما يقئ حامضًا. ومنها
3
أن يجتنب مضغ كل علك، وخصوصًا إذا كان حلوًا، كالناطف والتين العلك. ومنها
4
اجتناب كسر الصلب. ومنها اجتناب المضرسات. ومنها اجتناب كل شديد البرد، وخصوصًا
5
على الحار، وكل شديد الحر، وخصوصًا على البارد. ومنها أن يديم تنقية ما يتخلل
6
الأسنان من غير إستقصاء وتعد، إلى أن يضر بالعمور، وباللحم الذى بين الأسنان
7
فيخرجه، او يحرك الأسنان. ومنها إجتناب أشياء تضر بالأسنان بخاصيتها مثل الكراث،
8
فانه شديد الضرر بالأسنان، واللثة، وسائر ما ذكر فى باب المفردات.
9
وأما السواك فيجب أن يستعمل باعتدال، ولا يستقص فيه إستقصاء، يذهب
10
ظلم الأسنان وماءها، ويهيئها لقبول النوازل والأبخرة الصاعدة من المعدة، ويصير سببًا
11
للخطر. وإذا استعمل السواك باعتدال، جلى الأسنان وقواها، وقوى العمور، ومنع
12
الحفر، وطيب النكهة. وأفضل خشب المسواك ما فيه قبض ومرارة.
13
ويجب أن يتعهد تدهين الأسنان عند النوم. ويكون ذلك الدهن إما مثل دهن
14
الورد ان احتيج إلى تبريد، وإما مثل دهن البان، ودهن الناردين ان احتيج إلى تسخين.
15
وربما احتيج إلى مركب منهما. والأولى ان يدلك أولًا بالعسل ان كان هناك
16
برد، أو بالسكر إن كان هناك ميل إلى برد، أوقلة حر. وكل واحد منهما يجمع خلالًا
17
محمودة الجلاء، والتغرية، والتسخين، والتنقية. والسكر فى ذلك كله دون العسل.
18
وان سحق الطبرزد وخلط بالعسل واستعمل جلى، ونقى، وشد اللثة، ثم يجب أن
19
يتبع بالدهن.
20
ومما يحفظ صحة الأسنان أن يتمضمض فى الشهر مرتين بشراب، طبخ
21
فيه أصل اليتوع؛ فانه غاية بالغ، لا يصيب صاحبه وجع الأسنان. وكذلك رأس الأرنب
22
المحرق إذا استن به. وكذلك الملح المعجون بالعسل إذا احرق أو لم يحرق، والمحرق
23
أصوب. ويجب أن يتخذ منه بندقة، ويجعل فى خرقة، ويدلك بها الأسنان. وكذلك
24
الدلك بالترمس. وكذلك الشب اليمانى بشىء من المر، وخصوصًا الشب المحرق بالخل.
25
وإذا اندبغت الأسنان بهذه الأدوية، فيجب أن يستعمل بعدها العسل، والدلك
26
به، أو بالسكر، ثم يستعمل الدلك بالأدهان على "ما قد'' وصفنا. وإذا كانت السن
3-275
1
عرضة للنوازل، وجب ان يمسك فى الفم طبيخ الأشياء القابضة إمساكًا طويلًا، ويدام
2
ذرور الشب والملح المحرقين عليها.
3
|230vb5|فصل فى قول كلى فى علاج الأسنان والأدوية السنية
4
والأدوية السنية منها حافظة، ومنها معالجة. ولان جوهر الأسنان يابس،
5
فالأدوية ''الصالحة لحفظ صحة" الأسنان ولردها، فى أكثر الأمر إلى الواجب، هى الأدوية
6
المجففة. وأما <الأدوية> الحارة والباردة، فيحتاج إليها عند عارض من احدى الكيفيتين
7
قد زالت بها عن المزاج الطبيعى زوالًا كثيرًا.
8
فأشد الأدوية مناسبة لمصالح الأسنان، هى المجففة المعتدلة فى الكيفيتين
9
الأخريين. وكل دواء سنى ''مجفف، إلا ما ليس للسن لانه سن"، بل لأجل عارض يعرض له.
10
ثم المجففات حارة [يابسة] وباردة [يابسة]. وافضل أدوية الأسنان ما يجمع إلى التجفيف
11
والنشافة جلاءً، وتحليل فضل، ان اندفع إلى السن تحليلًا باعتدال، ومنع مادة تنجلب
12
اليها. فالمجففات الباردة، والتى إلى بردما، التى لا تضرس لحموضتها أو لعفوصتها
13
تضريس الحصرم، وحماض الاترج، وهى السك، والكافور، والصندل، والورد و
14
بزره، والجلنار، ودم الأخوين، وثمرة الطرفاء، والعفص، والكهرباء، واللولؤ، والفوفل،
15
ودقيق الشعير، ولحاء شجرة التوث، وورق الطرفاء، وأصل الحماض.
16
والحارة [و] التى إلى حرما، فمنها ما حره فى جوهره، ومنها ما حره مكتسب.
17
والذى الحر فى جوهره، فمثل الملح المحرق، والشيح المحرق، والسعد الحى والمحرق،
18
والدارصينى، والزوفا، وفقاح الإذخر، وثمرة الكبر، وأقوى منها قشر أصله، والعود،
19
والمسك، والبرشياوشان الحى والمحرق، وورق السرو، والأبهل، والساذج،
20
وقرن الأيل المحرق وغير المحرق، والفوذنج ورماده، والمصطكى، والزجاج
21
المحرق، ورماد البورق، والزراوند المدحرج، ورماد قشر الكرم، ورماد رأس الأرنب،
22
والتمر المحرق.
23
والحارة بقوة مكتسبة فكرماد العفص، وإذا اطفىء بالخل كان إلى الإعتدال
24
أقرب، ورماد قضبان الكرم، ورماد القصب، وما أشبه ذلك. وأما المعتدلة فمثل قرن
25
الأيل المحرق إذا غسل، ومثل جوز الدلب، ومثل لحاء شجرة الصنوبر.
3-276
1
ومنها أدوية جاءت من طريق التركيب: وهى مثل دقيق الشعير إذا عجن بملح
2
[وميفختج] وميسوسن ثم أحرق والتمر المعجون بالقطران يحرق حتى يصير جمرًا ثم
3
يرش عليه ميسوسن.
4
ومن السنونات المجربة سنون مجرب: قرن إيل محرق عشرة دراهم، ورق السرو
5
عشرة دراهم، جوز الدلب بحاله خمسة [دراهم]، أصل نيطافلن عشرة، برشاؤشان محرق
6
خمسة، ورد منزوع الأقماع ثلاثة، سنبل ثلاثه [دراهم] ينعم سحقه ويتخذ منه سنون جيد.
7
سنون أخر جيد: قرن أيل محرق كزمازك وسعد وورد وسنبل الطيب من كل واحد
8
وزن درهم، ملح دارانى وزن ربع درهم، يتخذ منه سنون، وسنذكر أيضًا سنونات [أخرى]
9
فى ابواب مستقبلة وسنونات أخر فى الأنقراباذين.
10
ونبتدئ فنقول: ان علاج الأسنان بالمجففات علاج، كما علمت، مناسب؛
11
وبالمسخنات والمبردات علاج، يحتاج إليه عند شدة الزوال عن الإعتدال الخاص.
12
والأدوية السنية منها سنونات. ومنها مضوغات. ومنها دلوكات. ومنها
13
لطوخات، ومخبصات على الأسنان، وعلى الفك. ومنها مضمضات. ومنها أشياء
14
تحشى. ومنها كمادات. ومنها كاويات. ومنها قالعات. ومنها بخورات، ومنها
15
سعوطات. ومنها قطورات فى الأذن. ومنها إستفراغات للمادة بفصد أو حجامة من
16
أقرب المواضع.
17
ومن أدوية الأسنان ما هى محللة. ومنها ما هى مبردة. ومنها ما هى مخدرة.
18
والمخدرات إذا استعملت فى الأسنان، كانت أبعد شىء من الخطر؛ لكن إكثارها ربما
19
أفسد جوهر الأسنان. وكذلك الأدوية الشديدة التحليل والتسخين يجب أن لا تستعمل
20
إلا عند الضرورة؛ وهى مثل الحنظل، والخربق، وقثاء الحمار، وغير ذلك؛ وأن
21
يتوقى وصول شىء منها، ومن المخدرات إلى الجوف.
22
وكثيرًا ما يحتاج إلى ثقب السن بمثقب دقيق، لينفش عنه المادة [الموذية].
23
ولتجد الأدوية نفوذًا إلى قعره. والخل مع كونه مضرًا بالأسنان، فقد يقع فى أدوية
24
الأسنان المبردة والمسخنة معًا. أما المبردة فلأنه يبرد بجوهره؛ ولأنه ينفذ. وأما فى
25
المسخنة فلانه ينفذ؛ ولانه يعين بالتقطيع على التحليل. وأما مضرته حينئذ، فتكون مكسورة
26
بالأدوية السنية التى تخالطه.
3-277
1
|231ra41|فصل فى اوجاع الاسنان
2
اعلم ان الأسنان قد توجع بسبب موجع، يكون فى جوهرها، على ما أخبرنا عنه
3
سالفًا. وقد يكون بسبب موجع، يكون فى العصبة، التى فى أصلها، وقد يكون بسبب
4
وجع يكون فى اللثة، وورم، وزيادة لحم نابت فيها، يقبل المادة، أو لإسترخاءها و
5
ترهلها، فتقبل المواد الرديئة، "فتعفن فيها"، وتوذى الأسنان، وأيضًا تجعل الأسنان قلقة.
6
وقد يعسر على كثير من المتأملين فى أسنانهم الوجعة التمييز بينها. وأنواع علاجها مختلفة.
7
وأسباب أوجاع الأسنان إما سوء مزاج ساذج من برد أو حر، اوجفاف لعدم
8
الغذاء؛ كما فى المشايخ دون الرطب، على ما علم فى موضعه؛ او مع مادة، أوريح. و
9
المادة إما ان توجع بالكثرة، ''أو بالغلظ، او بالحدة". وقد تكون المادة مورمة للسن نفسها.
10
وقد تكون مؤكلة؛ وربما ولدت دودًا. ومبدأ المادة إما من المعدة، "وإما" من الرأس،
11
"وإما" من الموضعين جميعًا. وإن كان البدن [كله] ممتلئًا من تلك المادة، فان المجرى
12
من البدن إلى الأسنان، من هذين الطريقين. وقد توجع الأسنان فى الحميات الحادة
13
على سبيل المشاركة فى سوء المزاج. واذا حدث تحت المتأكل من الأسنان وجع وضربان،
14
ففى أصله فضل لم ينضج، فليعالج الورم والوجع، ثم يقلع.
15
العلامات: يجب أن تتامل فتنظر هل مع وجع السن ورم فى اللثة وفى نواحيها. فان وجدت
16
ورمًا فى اللثة، حدست وحكمت أنه ربما لم يكن السبب فى نفس السن. وكذلك
17
إن كان الغمز على نفس اللثة يولم. وأما إن لم تجد ورمًا فى اللثة، فالسبب إما فى نفس
18
السن، وإما فى العصب الذى فى أصله. فان احسست ورمًا فى السن، او تاكلًا، فالسبب
19
فى جوهره؛ وكذلك إذا احسست الألم يمتد طول السن. و[أما] إن لم تحس ألمًا
20
إلا فى الغور، فالسبب فى العصبة، التى فى أصله؛ وخصوصًا إذا وجدت وجعًا فاشيًا
21
فى العمور، او فى الفك، واحسست كالضرس.
22
وأنت تستدل على الأمزجة الحارة والباردة بما علمته، وعلى اليابس بضمور
23
السن وقلقه. وتستدل على الريح بانتقال الوجع الممدد؛ وعلى الخلط الغليظ برسوخ
24
الوجع، من غير حرارة أو برودة ظاهرتين جدًا؛ وعلى الخلط الحار الدموى والصفراوى
25
بسرعة التأذى بما يوجع، ولغرز يكون فى الوجع، وتغير لون إلى مشاكلة الخلط، وحرارة
3-278
1
حادة عند اللمس. ويعرف أن مبدأ الخلط من الدماغ أوالمعدة مما تجد فى احدهما،
2
أو كليهما من الإمتلاء. وإن كان سبب الوجع فى اللثة، لم يغن القلع، ولم يحتج
3
إليه. وإذا كان فى السن زال الوجع بقلعه. وإذا كان فى العصبة، فربما زال بالقلع،
4
وربما لم يزل. وإنما يزول بسبب وجدان المادة التى تطلب الطبيعة، او الدواء لتحليلها،
5
مكانًا واسعًا، يندفع فيه بعد ما كانت مخنوقة محبوسة بالسن.
6
العلاج:أما ان كان الوجع بمشاركة عضو، فابدأ بتنقية العضو المشارك بفصد، او باسهال؛
7
بمثل الأيارج وشحم الحنظل، او بمثل السقمونيا، او بمثل النقوعات، أو بالغرغرات
8
المنقية للرأس، ان كان السبب فى الرأسن. وأما اذا كان هناك ورم محسوس فى اللثة
9
والعمور، فيجب أن تبدأ بالفصد والإسهال بحسب القوة والشرائط، وان تمسك فى
10
الإبتداء فى جميعها المبردات من العصارات والسلاقات ونحوها فى الفم، مقواة بالكافور،
11
من غير افراط فى القبض. وكثيرًا ما يكفى الإقتصار على دهن الورد والمصطكى، أوعلى
12
زيت الإنفاق، أو على مثل دهن الآس.
13
وينفع من ذلك ان يوخذ نبيذ زبيب عتيق، ودهن ورد خام، يطبخ بنبيذ الزبيب
14
طبخًا جيدًا، ويمسك فى الفم؛ ثم بعد ذلك يتدرج إلى المحللات المنضجة، ويتوقى
15
أن يسيل من القوية منها شىء إلى الجوف. ويتدرج أيضًا إلى الإستفراغ من نفس العضو،
16
بان يرسل على أصول الأسنان العلق، أو يفصد ''العرق، اللذى'' تحت اللسان، او يحجم
17
تحت اللحية بشرط. وإن اشتد الوجع فيجب ان يلصق على أصل السن عاقرقرحا مع كافور،
18
ويعيدهما كلما انحلا. وإن ازدادت الشدة من الوجع، احتيج كثيرًا إلى استعمال الأفيون مع
19
دهن الورد. وكلما وجد عن ذلك محيص، فتركه أولى؛ بل يجب أن يشتغل بالإنضاج.
20
وأما إذا كان السبب فى نفس السن، أو فى العصبة، ولم يكن مادة، بل
21
سوء مزاج، عولج بما يضاده من الأدوية السنية المعلومة. فان كان سبب سوء مزاجه و
22
ضعفه عضًا على حار، تمضمض بدهن بارد المزاج مفتر، ثم صنيره باردًا بالفعل. وإن
23
كان سبب سوء مزاجه عضًا على بارد، استعملت بدل ذلك من الأدهان الحارة؛ مثل دهن
24
الناردين، ودهن البان، وعض على صفرة البيض المشوية الحارة، أو على خبز حار. و
25
"قد ينفع التدبيران فى كل واحد من أصناف سوء المزاجين" المذكورين. وأما إن كان
26
"السبب يبسًا ساذجًا"، فينفع منه أن يدلك بمثل الزبد وشحم البط.
27
وإن كان مع مادة أية مادة كانت حادة، او غليظة، أو كثيرة، وجب أن يستفرغ
3-279
1
بحسبها. ويجب ان تبداء فى الإبتدأ بما يبرد ويردع فى جميع ذلك. وإن كان ذلك
2
فى المادة الحادة أزيد وجوبًا، وفى الغليظة أقل. ومن الأشياء القوية الردع، وخصوصًا
3
فى المواد الباردة: الشب المحرق والمطفىء بالخل مع مثله ملح، يسحقان جدًا،
4
ثم يستعملان، ثم يتمضمض بعدهما بالخمر. ومما يصلح للردع العفص [بالخل].
5
فان كانت المادة حادة، عولجت بالعصارات المبردة، ودبر فى تعديلها. فان لم ينجع
6
ذلك دبر فى تحليلها، أو فى تخديرها. وإن كانت المادة غليظة أو كثيرة دبر بعد ما ذكرناه
7
من علاج الإبتداء، بالتحليل أيضًا. والأولى أن يكون فى المضمضة بالخل دهن الورد؛
8
فانه ربما جذب الخل الرطوبات الأصلية بعد الفضول؛ وربما احتجت أن تجمع إلى
9
المحللات أدوية قوابض، لأن العضو يابس. وأما ان كان السبب ريحًا، فالعلاج
10
المحللات التى نذكرها، وخصوصًا السكبينج، والقنة، وحب الحرمل.
11
|231vb1|فصل فى الأدوية المحللة المستعملة فى اوجاع الأسنان المحتاجة الى التحليل
12
منها مضمضات، يجب فى جميعها أن تمسك فى الفم مدة طويلة؛ مثل خل
13
طبخ فيه حنظل، أو خل طبخ فيه سلخ الحية، وهو قوى جدًا. وإذا كان البرد ظاهرًا
14
فبالشراب، أو زرنباد، أو عاقرقرها، أو حلتيت مع خردل، أو قشور الكبر، أو قشور الصنوبر،
15
أو فوذنج، أو ورق الدلب، أو الجعدة "وقشورها'' بخل، أو ماء. وكذلك ورق الغار والشيلم.
16
وكذلك عيدان الثوم مع عاقرقرها، أو خل جعل فيه كندس يمسك فى الفم، أو عاقرقرحا
17
وثمرة الطرفاء فى الخل، أو مرزنجوش [يابس]، أو أصل قثاء الحمار، أوعصارته فى الخل،
18
أو مع حرمل مطبوخين فى الخل، أو كبيكج مطبوخًا بالخل. وللوجع الضربانى طبيخ
19
العفص الفج مع الخل أوعنب الثعلب بالخل وطبيخ البنج بالخل، أو قرن الإيل المحرق
20
مطبوخًا فى الخل العنصلى، [او]، مسحوقًا مجعولًا فى سكنجبين.
21
ومنها غرغرات بمثل ما ذكرنا من المضمضات. ومن ذلك أن يطبخ الزبيب
22
الجبلى والثوم فى الماء، ويتغرغر به، ويترك الفم مفتوحًا ليسيل لعاب كثير. ومنها
23
مضوغات متخذة من الأدوية المذكورة وأمثالها. من ذلك ان يوخذ فوتنج جبلى، وعاقرقرحا، و
24
فلفل أبيض، ومر، ويعجن بلحم الزبيب، ويبندق ويمضغ منه <كل يوم> بندقة.
25
ومنها. لطوخات، وأطلية ونضوحات، وأضمدة، تتخذ من الأدوية المحللة
26
المعروفة، وتجمع بما له قوام؛ مثل عسل، أوقطران، أو شىء محلول [فى الماء] ينحل به،
3-280
1
أو عجينًا بالماء وحده. أو يوخذ كرنب بحضض ويطلى، أو يوخذ للضربان خردل مسحوق،
2
ويوضع على أصل السن.
3
ومما جرب أن يوخذ لب نوى الخوخ، ونصفه فلفل، ويعجن بقطران، ويدلك
4
به السن، أو يلصق عليه، أو يلطخ بالترياق وحده، [أو الحلتيت وحده] اوالشجرتيا،
5
"او سورنيطخان"، أو سورطيخان، أو شونيز مسحوقًا معجونًا بزيت يلطخ به.
6
ومما جرب أن يوخذ فلفل، وعاقرقرحا، وميويزج، وزنجبيل، من كل واحد
7
جزء، وبورق ارمنى جزء ونصف، ينعم سحقها، ويدلك به الأسنان واللثة؛ فانه شديد
8
النفع. وقد تضمد اللحى بمثل الخطمى، والبابونج، والشبث، وبزرالكتان بطبيخ
9
الشبث ودهنه، ويستعمل. و[قد] زعم جالينوس: ان كبد سام أبرص إذا وضعت على
10
السن الوجعة المتاكلة سكن وجعها.
11
ومنها كمادات من خارج، ويجب أن يستعمل إما قبل الطعام بساعتين، أو
12
بعده باربع ساعات. وهذا يحتاج اليه لشدة الوجع؛ مثل أن يكمد بالملح والجاورس،
13
أو بالزيت المسخن، أو بالشمع الذائب. وقد تكمد اللحى تكميدًا بعد تكميد، ليجذب إليه
14
المادة. وإذا ورم اللحى سكن الوجع، وخصوصًا إذا كويت السن بدهن مغلى فى ذلك الوقت.
15
ومنها كاويات وتدبير الكى؛ مثل أن يطبخ الزيت بعض الأدوية المحللة
16
المذكورة، أو وحده، وتوخذ مسلة وتحمى وتغمس فى ذلك الزيت، وتنفذ فى تجويف
17
انبوب مهندم على السن الوجعة، حتى تبلغ السن وتكويه. وقد جعل على ما حواليه شمع،
18
أوعجين، أو شىء آخر، يحول <ما> بين السن، ومابين حواليه من الأسنان والعمور.
19
ونفع هذا لما تكون المادة فيه فى نفس السن أكثر. وقد يقطر فى الأنبوب أيضًا الدهن
20
المغلى بعد الإحتياط المذكور. والزيت أوفق من أدهان أخر. وربما احتيج فى الكاويات
21
إلى أن يثقب السن بمثقب دقيق، لينفذ فيه القوة الكاوية. فاذا لم تنجع المعالجات، كويت
22
السن بالمسلة المحماة مرات، حتى تكون قد بالغت فى كيه، فيسكن الوجع، ويتفتت السن.
3-281
1
ومنها دلوكات، تتخذ مما سلف. والزنجبيل بالعسل دلوك جيد. وأيضًا
2
الخل والملح. وأيضًا الخل، وشحم الحنظل، وعاقرقرحا. ومنها دخن وبخورات،
3
وأجودها أن تكون فى القمع. وقد يتخذ من المحللات مثل عروق الحنظل، أو حبه،
4
أوحب الخردل، أو حافر حمار، أو بزر البصل، وخصوصًا للدود، أو ورق الآس، أو
5
جعدة، أو ورق السذاب، أو عاقرقرحا.
6
ومنها سعوطات محللة؛ مثل ماء قثاء الحمار، وعصارة أصول السلق، او الرطبة،
7
أو ماء المرزنجوش. ومنها قطورات فى الأذن التى تلى الوجع؛ مثل أن تستعمل هذه السعوطات
8
قطورًا فى الأذن، أو عصارة الكبر الرطب. ومنها حشو للمتأكل، ان كان سبب الوجع
9
من التأكل. ويجب أن يرفق، ولا يحشى بعنف وشدة، فيزيد فى الوجع؛ مثل سك مع
10
سعد، أو مصطكى. وأقوى من ذلك حلتيت مع كبيكج، أو شونيز مسحوق بزيت، أو
11
فلفل، أو دردى محرق أو فربيون، أو عاقرقرحا؛ أو يحشى بدوالب الخوخ، والفلفل
12
المذكور؛ بل يحشى الحار بالباردات، والبارد بالحارات. ومنها قلوعات، "يفرد لها باب"،
13
ولا يجوز إستعمالها الإ أن يكون الوجع فى نفس السن لا غير.
14
|232ra47|فصل فى الأدوية المخدرة
15
قد تستعمل على الوجوه المذكورة فى التحليل؛ لكن الأولى أن تكون ملطوخة،
16
أو ملصقة، أو محشوة. على انها قد تستعمل مضمضات وبخورات: فمنها أن يوخذ بزر
17
البنج، والأفيون، والميعة، والقنة، من كل واحد وزن درهمين، فلفل وحلتيت شامى،
18
من كل واحد وزن درهم، يتخذ منه شياف بعقيد العنب، ويوضع على السن الوجع.
19
أو يوخذ افيون وجندبادستر بالسواء، ويقطر منها حبة أو "حبتان فى دهن الورد'' فى الأذن
20
التى من ناحية الوجع. أو يتخذ لصوق من أصل اليبروج مما يمسكه أويبخر، على ما بين
21
من صفة التبخير، ببزر البنج، أو بطبيخ أصل اليبروج وحده، أو مع البنج بشراب، و
22
يمسك [أيضًا] فى الفم. وقد يسقى أيضًا المخدرات مثل الفلونيا؛ فانه يسقاه المشتكى
23
سنه، ويأخذ منه فى فمه وينام، فينضج مرضه، ويسكن ألمه. ومن جملة ما يخدر
24
من غير أذى الماء المبرد بالثلج تبريدًا بالغًا، ويوخذ فى الفم أخذًا بعد أخذ، حتى يخدر
25
السن، فيسكن الوجع البتة، وإن كان ربما زاد فى الإبتداء.
3-282
1
|232rb15|فصل فى السن المتحركة
2
قد تقلق السن بسبب باد من ضربة أو سقطة. وقد يقع من رطوبة ترخى العصب
3
الشاد للسن، وتكون السن مع ذلك سمينة لم تقضف. وقد يقع لتأكل يعرض لمنابت
4
الأسنان فيوسعها، أويدقق السن بما ينقص منها، أو لإنثلام الدروز. وقد يقع لضمور
5
يعرض فى الأسنان ليبس غالب، كما يعرض للناقهين، وللمشايخ، والذين جاعوا جوعًا
6
متواليًا، وقصر عنهم الغذاء. وقد يقع لقصور لحم العمور.
7
العلاج: يجب أن يجتنب المضغ بتلك السن، ويقل الكلام، ولا يولع بها بيد ولا لسان؛
8
وبالجملة يترك المضغ <ويكن> إلى الحسو ما أمكن. فان كان السبب تأكلًا عولج
9
التأكل، واستعملت القوابض المشددة من الأدوية السنية مضمضات ودلوكات وغير
10
ذلك. وإن كان السبب ضمورًا تدورك بالأغذية؛ على أن هذا مما يعسر تلافيه، ثم يعالج
11
بالمرطبات [إلصاقًا] دلكًا، وقطورًا فى الأذن؛ مثل دهن الورد والخلاف، وعصارة
12
ورق عنب الثعلب، بل بالقوابض. وإن كان لضمور السن، لم تنجع الأغذية؛ فانها
13
لا تكاد تسمنها بسرعة، بل يجب أن يعالج ''بالقوابض الباردة"، وكذلك إن حدث عن
14
ضربة. فان حدث عن رطوبة مرخية، وجب أن تعالج بالقوابض المسخنة؛ كالمضمضة
15
بماء طبخ فيه السدر <اليسير> و ورق السرو، أو نبيذ زبيب طبخ فيه الشب بنصفه ملح،
16
أو ماء طبخ فيه السكبينج.
17
ومن اللصوقات: شب درهمان، ملح درهم يلصق على أصله؛ اوقشور النحاس
18
مع الزيت، وأصل السوسن، وقشور السرو، من كل واحد أربعة [دراهم]، ومن الشب
19
جزء. أو يوخذ رماد الطرفاء وملح سواء، أو قرن أيل محرق، وملح معجون بعسل محرق،
20
"ومر محرق''، من كل واحد عشرة [دراهم]، ومن المر، والزعفران، والسنبل، والمصطكى،
21
من كل واحد جزءان، سذاب يابس، وسماق، وجلنار، من كل واحد ثلاثة، يتخذ منه
22
سنون ولصوق. وأيضًا القوابض مخلوطة بالصبر، والقلقطار، والإقليميا. سنون صالح
23
لهذا الباب وغيره: سعد، ورد، سنبل الطيب، ملح درانى، كزمازك، قرن الأيل محرق
24
سواء. والذى [يكون] بسبب نقصان لحم العمور يوخذ شب يمانى، وعود محرق، وسعد،
25
وسماق، وجلنار.
3-283
1
|232va13|فصل فى تنقب الأسنان وتأكلها
2
يعرض ذلك كله من رطوبة رديئة تتعفن فيها.
3
العلاج: الغرض فى علاج التأكل منع الزيادة على ما تأكل، وذلك بتنقية الجوهر الفاسد
4
منه، وتحليل المادة الموذية إلى ذلك، ويمنع السن أن تقبل تلك المواد، وتصرف تلك
5
المواد عنها بالإستفراغات ان احتيج إليها. والأدوية المانعة عن التأكل هى المجففة؛
6
فان كان قويًا، احتاج إلى قوى شديد التجفيف والإسخان. وإن كان ضعيفًا، كفى ما فيه
7
تجفيف وقبض؛ بمثل الآس، والحضض، والناردين، وإستعمالها يكون من [كل]
8
صنف مما ذكر.
9
واكثرها من باب الحشو. فمن ذلك أن يحشى بسك وسعد، أو بسك ممسك
10
وحده؛ فانه يمنع التأكل ويسكن الوجع؛ او يحشى بمصطكى وسعد، أو بمر، او بميعة،
11
أو بعفص <اخضر> وحضض، أوبميعة وأفيون، أو بقنة، وكبريت أصفر، وحضض؛
12
أو بعلك البطم والفلفل، أو [بسك، و] علك البطم، والفوتنج؛ أو بالشونيز المدقوق
13
المعجون بالخل والعسل، أو بكبريت حشوًا وطلاءً، أو بزنجبيل مطبوخ بعسل وخل،
14
فانه غاية؛ او بحلتيت وقطران، أو بحلتيت وشيح، أوبحلتيت وحده. ويغلى بموم
15
لئلا يتحلل؛ فانه شديد التسكين للوجع؛ أو بالقار وحده، أو مع الأدوية، أو بالحضض
16
والزاج. وقد جرب الكافور فى الحشو، فكان نافعًا <فيه> غاية، يمنع زيادة التأكل و
17
يسكن الألم.
18
ويجب أن يستعين بما مضى فى باب وجع الأسنان. وقد يستعمل فى ذلك
19
أطلية من جندبادستر، وعاقرقرحا، وأفيون، وقنة، أجزاء سواءً. أو بفلفل وقاقلة بعسل،
20
أوعاقرقرحا ومر بعسل، وحبة الخضراء بعسل، او تراب طيب صب عليه خل مغلى،
21
أو كبد عظاية، أو كبريت حى بمثله حضض، أو فلفل ولبن اليتوع، أو بورق وعاقرقرحا،
22
أو قنة، اوبزر البنج، أو ميعة و أفيون.
23
دواء جيد: يوخذ من البورق والبنج من كل واحد جزء ان، ومن العاقرقرحا والفلفل من كل
24
واحد جزء، ومن الأفيون ثلاثة أجزاء، يوضع على الموضع. وأيضًا: يوخذ من ميعة
25
الرمان، ومن الفلفل، والأبهل، من كل واحد [جزء، ومن الميويزج، وبزر ألانجرة، والأفيون،
26
من كل واحد] نصف جزء. وقد يستعمل الحشو والطلاء [معًا]. وقد يجعل على الموضع
3-284
1
فلفنديفون قوى، أوسورنجان، أونورة جزء ان، ونوشادر، وشب، ومر، وعفص، وأقاقيا،
2
وأيرسا، جزء جزء، سعتر محرق، وزبد البحر؛ وربما زيد فيه قنة. وقد ينفع من المضمضات
3
الممسكة فى الفم نفعًا عظيمًا: أن يطبخ أصل الكبر بالخل، حتى يذهب نصف الخل،
4
ويمسك فى الفم. وقد يستعمل قطورات فى نفس التأكل؛ مثل الزرنيخ المذاب فى
5
الزيت يغلى فيه، ويقطر فى الأكال. ومما ينفع أن يقطر فى جانب السن الماكولة دهن
6
اللوز.
7
|232vb13|فصل فى تفتت الأسنان وتكسرها
8
[يكون] السبب فى ذلك فى الأكثر إستحالة مزاجها إلى رطوبة. "او قد يكون السبب
9
فيه أن يبست'' يبسًا شديدًا. والفرق بينهما الضمور وضده. فان كان هناك دليل تغير
10
لون وتأكل، دل على مزاج رطب ذى مادة.
11
العلاج: الأول منع المادة وتقوية السن بالقوابض القوية المذكورة. والشب [والنوشادر]
12
قوى التاثير فى ذلك. وإن كانت مسخنة مع ذلك "لم تعد" مثل الخربق الأسود معجونًا
13
بالعسل. وأما إن كان عن يبس فعلاجه علاج اليبس المذكور.
14
|232vb29|فصل فى تغير لون الأسنان
15
قد يكون ذلك لتغير لون ما يركبها من الطلاوة، فيحدث قلح. وربما تحجر فى
16
أصول السن تحجرًا يعسر قلعه. وقد يكون لمادة رديئة، تنفذ فى جوهر السن وتتغير فيها،
17
ويفسد لونها إلى باذنجانية ونحوها، من غير أن يكون عليها قلح.
18
العلاج: أما الأول فيعالج بما يجلو وينقى مثل زبد البحر، والملح، والحرف المسحوق،
19
ورماد الصدف، ورماد أصل القصب، والزراوند المدحرج، والسعتر المحرق، والملح
20
الدرانى، أجزاء سواء؛ وإن شئت زدت فيه صدف الحلزون محرقًا. أو يوخذ من القيسوم
21
المحرق جزء، ومن الفلفل جزء، ومن الحماما ثلاثة [اجزاء] ومن الساذج إثنان، ومن
22
الجص المحرق عشرة، يدق ويستعمل. فان كان مفرطًا فالزنجار بالعسل. ومما يبيض
23
فى الحال سحيق الغضار الصينى، أو سحيق الزجاج، ومسحقونيا، والساذج، أو حجر
3-285
1
ألماس. وأما الثانى فيعالج بما يحلل المادة، ويخرجها، ويجلو [معًا]؛ مثل الفلفل،
2
والفوذنج، والقسط، والزراوند [المدحرج]، والحلتيت، يخلط بالجالية المذكورة. و
3
مثل السنون الذى ذكرناه قبل هذا الباب سنون جيد: اصل الزراوند جزء، قرن الأيل المحرق
4
جزءان، مصطكى ثلاثة أجزاء، دهن الورد خمسة أجزاء، يسحق ويستعمل. آخر: القيسوم،
5
والملح المشوى، والسوسن، من كل واحد أربعة، سعد خمسة، سنبل واحد، فلفل
6
ستة. آخر: يوخذ الملح الذى صير فى الإحراق كالجمر ثلاثة، ومن الساذج جزءان،
7
ومن السنبل جزء. وأيضًا: رماد الصدف أربعة، ورد يابس خمسة، سعد ثلاثة، فقاح
8
الإذخر واحد.
9
|233ra7|فصل فى تسهيل نبات الأسنان
10
قد يعرض للصبيان أن يعسر نبات أسنانهم [فيألمون]؛ وربما شاركه إستطلاق
11
طبيعة، فيحتاج أن يعدل بالأطلية على البطن، او العصارات المسقاة، أو امساكها، فيحتاج
12
أن يطلى بالشيافات، المذكورة فى الكتاب الكلى. فمما يسهل نبات الأسنان الدلك بالشحوم
13
والأدمغة، وخصوصًا بدماغ الأرنب، مستخرجًا من رأسه بعد الطبخ، أو بالحناء،
14
والسمن، ودهن السوسن. وقد قيل ان لبن الكلبة ينفع فى ذلك منفعة شديدة بالخاصية.
15
وإن اشتد الوجع، طلى بعصارة عنب الثعلب بدهن ورد مسخن. ويجب أن يمنع المضغ
16
على شىء له قوام؛ بل يجب أن تدخل الظئر اصبعها فى فمه حينما يبتدئ بوجع لنبات
17
الأسنان، فتدلك لثته دلكًا شديدًا، لتسيل عنه الرطوبة من طريق اللثة، ثم يمسح بالأدوية
18
المذكورة. وإذا ظهرت الأسنان يسيرًا، وجب أن يضمد الرأس، والعنق، والفكان،
19
بصوف مغموس فى الدهن؛ ويقطر أيضًا فى أذنه الدهن. وكأنا قد ذكرنا نحوًا من هذا
20
الباب فى الكتاب الأول.
21
|233ra31|فصل فى تدبير قلع الاسنان
22
انه قد يتأذى من السن الوجعة إلى أن لا تقبل علاجًا البتة، وتكون كلما سكن
23
ما يوذيها من الآفة عاد عن قريب، ثم تكون مجاورتها لسائر الأسنان مضرة بها يعدمها
24
ما بها، فلا يوجد إلى استصلاحها سبيل، فيكون علاجها القلع. وقد يقلع بالكلبتين بعد
3-286
1
كشط ما يحيط "بأصله عنه". ويجب أن يتامل قبل القلع فينظر هل العلة فى نفس السن.
2
فان لم تكن لم يجب أن يقلعن، فلا يقلعن حين يكون السبب فى اللثة، أو يكون فى
3
العصب الذى تحت السن؛ فان ذلك، وان خفف الوجع قليلًا، فليس يبطله بل يعود؛
4
وانما يخففه بما يحلل [من] المادة فى الحال، وبما يوصل من الأدوية إليه.
5
وفى قلع ما لا يتحرك من الأسنان خطر ''من آفات" كثيرة؛ فربما كشف عن الفك،
6
و عفن جوهره، وهيج وجعًا شديدًا؛ وربما هيج وجع العين والحمى. فاذا علمت
7
ان القلع يعسر، أو لا يحتمله المريض، فليس من الصواب أن تحرك بشدة؛ فان ذلك
8
مما يزيد فى الوجع. على أنه <قد> يتفق أحيانًا أن تكون العلة ليست فى السن، فاذا
9
زعزعت انحلت المادة التى تحتها، وسكن الوجع.
10
وقد تقلع بالأدوية؛ والأصوب أن يشرط حوالى السن بمبضع، ويستعمل
11
عليه الدواء. فمن ذلك أن يؤخذ قشور أصل التوت وعاقرقرحا، ويسحق فى الشمس
12
بخل ثقيف حتى يصير كالعسل، ثم يطلى به أصل السن فى اليوم ثلاث مرات. أو يسحق
13
العاقرقرحا ويشمس فى الخل أربعين يومًا، ثم يقطر على المشروط، ويترك [عليه]
14
ساعة أوساعتين. وقد درعت الصحيحة مومًا ثم تجذب فتنقلع. أو يجعل عوض العاقرقرحا
15
أصول قثاء الحمار، أو يطلى بالزرنيخ المربى بالخل، فانه يرخيه. أو يوخذ بزر الأنجرة
16
وقنة بالسوية، أو [بزر] الأنجرة ومن الكندر ضعفه، فيوضع فى أصل الضرس. وربما
17
أغلى بورق [التين]، فانه يرخيه، ويقلعه بسهولة. ودردى الخل نفسه عجيب. أو يوخذ
18
قشور التوث، وقشور الكبر، والزرنيخ الأصفر، والعاقرقرحا، والعروق، وأصول الحنظل،
19
وشبرم، ويعجن بماء الشبث، أو بالخل الثقيف، ويترك ثلاثة ايام، ثم يطلى. أو يوخذ
20
عروق صفر، وقشور التوث من كل واحد جزء، ومن الزرنيخ الأصفر جزءان، ويعجن
21
بالعسل، ويجعل حوالى الضرس مدة، فانه يقلعه. أو يوخذ أصل القيسوم، ولبن اليتوع
22
جزء جزء، أصل اليتوع جزءان، و يوضع عليه. وإن كانت السن ضعيفة، فأذب الشمع
23
مع العسل فى الشمس، ثم قطر عليه زيتًا ومره ليمضغه.
24
|233rb34|فصل فى تفتيت السن المتأكلة وهو كالقلع بلا وجع
25
بعجن الدقيق بلبن اليتوع، و يوضع عليه ساعات، فانه يفتت. ويجب أن يوضع
3-287
1
فيه ورق اللبلاب العظيم الحاد، وشحم الضفدع الشجرى، قالع مفتت؛ وهو الضفدع
2
"الأخضر البرى" يأوى النبات والشجر، ويطفر من شجرة إلى شجرة.
3
|233rb43|فصل فى دود الأسنان
4
يوخذ بزر البنج، وبزر الكراث من كل واحد أربعة، وبزر البصل إثنان ونصف،
5
يعجن بشحم الماعز دقًا ويحبب، كل حبة وزن درهم، ويبخر منه بحبة مع تغطية الرأس
6
بالقمع.
7
|233rb50|فصل فى صرير الأسنان
8
صرير الأسنان فى النوم يكون لضعف عضل الفكين وكالتشنج لهما. ويعرض
9
للصبيان كثيرًا، ويزول إذا أدركوا. وإذا كثر صرير الأسنان وصريفها فى النوم، أنذر
10
بسكتة، أو صرع، أو تشنج؛ أو دل على ديدان فى البطن. والذى من الديدان يكون
11
ذا فترات. ويجب أن يعالج المبتلى بذلك بتنقية الرأس، وتدهين العنق بالأدهان الحارة
12
العطرة، التى فيها قوة قبض.
13
|233va6|فصل فى السن التى تطول
14
يجب أن توخذ باصبعين، أو بالآلة القابضة، ثم تبرد بالمبرد، ثم يوخذ حب الغار،
15
والشب، والزراوند الطويل، ويستن به.
16
|233va11|فصل فى الضرس
17
الضرس خدر ما يعرض للسن بسبب مخشن؛ وهو إما قابض، وإما عفص،
18
<أو حامض>. و[قد] يكون مما لاقى السن واردًا من خارج، أو مقيئًا. وقد يكون مما
19
يتصعد إليه من المعدة، إذا كان هناك خلط حامض. وقد يتبع التصور الوهمى عند مشاهدة
20
من يقضم الحامض قضمًا جدًا باسترسال.
21
العلاج: ينفع منه مضغ البقلة الحمقاء جدًا، أو الحوك، أو بزر بقلة الحمقاء
22
مدقوقًا مبلولًا بالماء. وعلك الأنباط، أو لوز، أو جوز ملكى، والنارجيل خاصة، أو
3-288
1
البندق، أوزيت الانفاق دلكًا. أوعكر الزيت المغلظ فى إناء نحاس كالعسل فى الشمس،
2
أو على النار. أو المضمضة بلبن الأتن والدهن المفتر، أو قيردنان الشراب، أو حب الغار،
3
أو زراوند طويل، أو حلتيت، أو لبن اليتوع، والملح، لمضادته الحموضة نافع جدًا من
4
الضرس.
5
|233va33|فصل فى ذهاب ماء الأسنان
6
هو أن تكون السن لا تحتمل شيئًا باردًا، أو حارًا، أو صلبًا. وأكثره من برد، وهو مقدمة
7
لوجع الأسنان.
8
العلاج: إذا كان السبب فى ذلك بردًا، استعمل حب الغار، والشب، والزراوند
9
الطويل. والتكميد الدائم بصفرة البيض. فان لم يسكن بذلك، دلك بايارج فيقرا. فان
10
لم ينجع فالترياق، ودهن الخردل نافع جدًا. والقطران المسخن إذا مسح مرارًا، فهو
11
نافع جدًا. وإن كان السبب مزاجًا حارًا، وهو قليل، يدل عليه لون اللثة وملمسها، و
12
ملمس الأسنان، فيجب أن يدام تمريخها بدهن ورد، مفتت فيه كافور وصندل، ويستعمل
13
عليه لعاب بزرقطونا [بماء الورد]، ومضغ البقلة الحمقاء، أو بزرها خاصة.
14
|233va50|فصل فى ضعف الأسنان
15
ينقع منه القوابض المذكورة، والعفص المحرق المطفى بالخل، وحب الآس
16
الأبيض، والملح الأندرانى المقلو المطفى بالخل، والرامك، والسنونات القابضة.
17
سنون جيد: سعد ثلاثة دراهم، إهليلج أصفر منزوع [النوى] خمسة دراهم،
18
قرفة خمسة عشر درهمًا، دارصينى ثلاثة دراهم، شب درهمان، عاقرقرحا سبعة دراهم،
19
نوشادر درهم، دارفلفل، وسك، وزعفران، من كل واحد درهم، ملح خمسة [دراهم]،
20
سماق الدباغين درهمان، ثمر الطرفاء ثلاثة، قاقلة أربعة، زرنباد ستة عشر، جلنار أربعة،
21
يسحق الجميع ويستعمل.
22
سنون جيد: صندل أحمر، كبابة، فوفل، من كل واحد خمسة دراهم، قرفة
23
خمسة دراهم، دارصينى درهمان، بقم أربعة، يعجن بنشاستج الحنطة.
3-289
1
سنون أخر: يوخذ [كشك] الشعير فيرض ويلت بعسل، وقطران يسير شامى،
2
ويقرص ويقمص قرطاسًا، ويوضع على آجرة موضوعة فى أصل تنور، فاذا اسود لونه،
3
أخرج وأخذ منه جزء، ومن فتات العود، والجلنار، والسعد، وقشر الرمان، والملح،
4
من كل واحد جزء، يسحق ويتخذ منه سنون. وربما أخذ من الشعير المحرق
5
الموصوف عشرون جزءًا، ومن السعد، والفوفل، والكزمازك، من كل واحد أربعة،
6
ومن الزنجبيل جزء، يتخذ منه سنون.
3-290
1
|233vb19|الفن الثامن
2
فى احوال اللثة والشفتين وهومقالة واحدة
3
|233vb21|فصل فى أمراض اللثة
4
اللثة يعرض لها الأورام بسبب مادة تنزل إليها فى أكثر الأمر من الرأس. وقد يكون
5
بمشاركة المعدة. وقد يعرض لها أورام فى إبتداء الإستسقاء، وعروض سوء القنية، لما
6
يتصعد إليها من الأبخرة الفاسدة؛ ويستدل على جنس المادة باللون والملمس. وقد
7
يكون منه ظاهر قريب سريع القبول للعلاج، وغائر بعيد بطىء القبول للعلاج. وقد يكون
8
مع حمى.
9
العلاج: إن كانت المادة فضلة حارة، استعمل الإستفراغ، وفصد الجهارك؛
10
وعولج فى الإبتداء بالمضمضات المبردة، وفيها قبض؛ مثل ماء الورد، واللبن الحامض،
11
وماء الآس، ومياه أوراق القوابض الباردة، وسلاقة الجلنار، وماء لسان الحمل، ونقيع
12
البلوط، وعصارة البقلة الحمقاء؛ ثم بعد ذلك يتمضمض بزيت إنفاق، ودهن شجرة
13
المصطكى، ودهن الآس، فى كل أوقية منه ثلاثة دراهم مصطكى. أو دهن ورد [قد]
14
أغلى فيه سنبل، وورد يابس، ومصطكى. ولدهن شجرة المصطكى قوة عجيبة [شديدة]
15
فى تسكين أوجاع أورام اللثة، وخصوصًا الحديث؛ فانه يقمع ولا يخشن، وأخص
16
منافعه فى حال الوجع. ثم بعد ذلك يستعمل مثل عصارة ايرسا الرطب؛ فانه يسيل الدم
17
ويريح، أوعصارة ورق الزيتون، أو عكر الخمر، أو عصارة السذاب، أو دهن الحبة الخضراء
18
مغلى [بماء] فيه ورقه، أو سلاقة الزراوند [الطويل].
19
فان كان الورم الحار غائرًا، ويسمى باروليس، ولا يتحلل بأدوية، بل يتقيح،
20
فربما احتيج إلى علاج الحديد؛ وربما أدى جوهره إلى انبات لحم جديد. فاذا قاح،
21
استعمل عليه زنجار وعفص، أو قشور نحاس مسحوقة بالخل أيامًا، أو سورى محرق مع
22
عفص. وإذا كانت اللثة لاتزال تنتفخ وترم ولا تبرأ، احتيج إلى كى، وأجوده أن يوخذ
23
الزيت المغلى بصوفة ملفوفة على ميل مرارًا حتى تضمر وتبيض. وإذا كان الورم من رطوبة
3-291
1
فضلية، وجب فى الإبتداء أن يتمضمض بالأدهان الحارة، والعسل، والزيت، والرب،
2
ثم يستعمل المحللات القوية المذكورة كثيرًا.
3
|234ra16|فصل فى اللثة الدامية
4
ينفع منها الشب [المحرق] المطفىء بالخل مع ضعفه ملح الطعام، ومثله و
5
نصفه سورى ينثر عليه. وأيضًا يحرق الطريخ المملوح إلى أن يصير كالجمر، ويوخذ
6
من رماده جزء، ومن الورد اليابس جزءان. وأيضًا يوخذ الآس والعدس المحرق جزء
7
جزء، والسماق والسورى جزء جزء، فقاح الإذخر ثلاثة أجزاء، يخلط ويستعمل.
8
|234ra26|فصل فى شقوق اللثة
9
يجرى علاجها مجرى شقوق الشفة [وسيذكر].
10
|234ra29|فصل فى قروح اللثة وتأكلها ونواصيرها
11
قروح اللثة بعضها ساذجة، وبعضها مبتدئة فى التعفن، وبعضها آخذة فى التأكل.
12
العلاج: أما الساذجة فعلاجها علاج القلاع. وأما الآخذة فى التعفن فيجب
13
أن يعالج بمثل الأبهل والحسك؛ فان نفع، وإلا أخذ من العفص جزء، ومن المر نصف
14
جزء، وجمع بدهن الورد واستعمل. ومن أصناف المضمضات النافعة: المضمضة
15
بخل العنصل، والمضمضة بألبان الأتن، والمضمضة بسلاقة ورق الزيتون، وسلاقة
16
الورد، والعدس، والعفص، وأقماع الرمان.
17
وأما المتأكل فان كان ممعنًا فيه، فيحتاج ان يعالج بالقلقنديفون الخاص به
18
المذكور فى انقراباذين؛ وكذلك النواصير، ثم ينثر عليه الأدوية القابضة. ومما جرب
19
حينئذ ثمرة الطرفاء وعاقرقرحا من كل واحد وزن ثلاثة درهم، ماميران درهم، اهليلج
20
أصفر درهمان، ورد يابس درهمان، باقلى، ونوشادر، وكبابة، وزبد البحر، من كل واحد
21
نصف درهم، جلنار وزعفران من كل واحد وزن درهم، كافور ربع درهم، يتخذ منه سنون.
22
وأيضًا السنونات الواقع فيها الزراوند، والقلقطار، والتوبالات، والزرانيخ.
23
وأما المتوسط <فمن ذلك> أن يوخذ عاقرقرحا وأصل السوسن من كل واحد
24
جزء، ومن السماق، والعفص الغير المثقوب، والجلنار، والشب، من كل واحد درهمان،
3-292
1
يسحق ويتخذ منه سنون، ويستعمل على المتوسط من المتأكل والناصور. وكذلك
2
الجلنار وخبث الحديد تكبس به اللثة ثم يتمضمض بخل العنصل، أو خل طبخ فيه
3
ورق الزيتون. وأيضًا يستعمل فلونيا فى الموضع المتًاكل، فيكون جيدًا. و الفوذنجى
4
والمعاجين المانعة للعفونة المحللة لما حصل. ومنها المعجون الحرملى، فان لم ينجع
5
فلابد من قلقنديفون. ومما بقرب منه أيضًا [ان] يوخذ شب، ونورة، وعفص، وزرنيخان
6
أجزاء سواءً، يوخذ منه دانق بعد السحق الشديد، ويدلك به دلكًا جيدًا، ثم يصبر عليه
7
ساعة، ثم يتمضمض بدهن الورد؛ وربما جعل فيه اقاقيا؛ ويصلح أن يتخذ منه أقراص
8
[وتجفف] وتعد للحاجة. وربما اقتصر على الزرنيخين، والنورة، وأقاقيا، وفرص.
9
وقد ينفع الكى المذكور، وهو مما يسقط التأكل، وينبت اللحم الصحيح، ثم يستعمل
10
سنون من العفص مع ثلاثة [من] المر؛ [فانه] ينبت اللحم ويشد اللثة. وفصد الجهارك
11
نافع فيه.
12
|234rb26|فصل فى نتن اللثة
13
علاجه مذكور فى باب البخر.
14
|234rb29|فصل فى نقصان لحم اللثة
15
يوخذ كندر ذكر، وزراوند مدحرج، ودم الأخوين، ودقيق الكرسنة، وأصل
16
السوسن، أجزاء سواء، يعجن بعد السحق بالعسل وخل العنصل، ويستعمل دلوكًا. و[قد
17
يوخذ] دقيق الكرسنة عشرة دراهم فيعجن بعسل ويقرص ويوضع على آجرة، أو خزفة
18
موضوعة فى أسفل تنور، اويخبز فى التنور حتى يبلغ أن ينسحق، ويكاد أن يحترق، وكما
19
يحترق فيسحق، ويلقى عليه [من] دم الأخوين اربعة، ومن الكندر [الذكر] مثله، ومن
20
الزراوند المدحرج، والإيرسا، من كل واحد درهمان، ويستن به على الوجه المذكور.
21
|234rb43|فصل فى استرخاء اللثة
22
أما إن كان يسيرًا، فيكفى فيه التمضمض بماء طبخ فيه القوابض الحارة و الباردة
23
بحسب المزاج. ومما هو شديد النفع فى ذلك الشبب المطبوخ فى الخل. وأما إن
3-293
1
كان كثيرًا، فالصواب فيه ان يشرط ويترك الدم يجرى، ويتفل ما يجرى منه، تم يتمضمض
2
بعده بسلاقة القوابض على الوجه المذكور مما سلف. ومما هو موافق لذلك من السلاقات
3
أن يوخذ من ثمر الطرفاء [المدقوق] ثلاثة دراهم، ورق الحناء درهمان، زراوند درهمان،
4
يفتر ويستعمل. او يوخذ جلنار وقشور رمان ستة ستة، زرنيخين وشب يمانى ثلاثة ثلاثة،
5
ورد وسماق بغدادى ثمانية ثمانية، سنبل الطيب وفقاح الإذخر عشرة عشرة، يتخذ منه
6
"لطوخ لاصق". وفصد الجهارك نافع منه. صفة لصوق نافع لذلك يستعمل بعد المضمضة:
7
ورد بأقماعه وفلفل سبعة سبعة، جفت البلوط، وجلنار، وحب الآس الأخضر أربعة
8
اربعة، خرنوب نبطى، وسماق منقى، ارماك خمسة خمسة؛ أو بدل الارماك آس ثمانية. و
9
قد ينفع التحنك بالأيارج الصغير، ويتمضمض بعده بخل العنصل [وبخل الحنظل]،
10
ويستعمل السنونات القوية.
11
|234va13|فصل فى اللحم الزائد فى اللثة
12
يجعل فيه قلقند ومر؛ فانه يفنيه ويذيبه.
13
|234va17|فصل فى الشفتين وأمراضهما
14
الشفتان خلقتا غطاء للفم والأسنان، وجمالًا، ومحبسًا للعاب، ومعينًا فى الناس
15
على الكلام. وقد خلقتا من لحم وعصب، هما شظايا العضل المطيف بها.
16
|234va23|فصل فى شقوق الشفتين
17
الأدوية المحتاج إليها فى علاج الشقوق هى التى تجمع إلى القبض والتجفيف
18
تلينًا.
19
فى الأدوية النافعة لذلك: الكثيراء إذا أمسكه فى الفم وقلبه باللسان. ومن
20
التدبير النافع فيه تدهين السرة والمقعدة، وأن يطلى عليه الزبد الحادث من دلك قطعتى
21
قثاء [احداهما] على أخرى، أويطلى عليه ماء السبستان، أو ماء الشعير، أولعاب بزرقطونا.
3-294
1
ومن الدسومات الزبد [والمخ]، و[من] الشحوم شحم العجاجيل والإوز بعسل، أو دهن
2
الحبة الخضراء، أو دهن الورد، وفيه بياض البيض و دقيق، خصوصًا دقيق الكرسنة.
3
والقيروطى [بدهن الورد] وربما جعل فيه مرداسنج.
4
ومن الأدوية المجربة عفص مسحوق، اسفيداج الرصاص، نشا، وكثيراء بشحم
5
الدجاج. وأيضًا العفص مسحوقًا بالخل. وأيضًا المصطكى، وعلك البطم، وزوفا،
6
والعسل، يتخذ منها كالمرهم. وأيضًا مرداسنج، شاذنج، عروق الكركم، من كل واحد
7
نصف جزء، دهنج نصف جزء، اظلاف المعز محرقة، زعفران من كل واحد ثلث
8
جزء، كافور سدس جزء، يجمع بستة أجزاء شمع، وستة عشر جزء دهن. وأيضًا العنبر
9
المذاب بدهن البلسان، أو دهن البان، أو دهن الأترج ربع جزء، ويستعمل قيروطيًا. و
10
يجعل غذاءه الأكارع والبيض النيمبرشت.
11
|234va52|فصل فى اورام الشفتين [وقروحهما]
12
يجب أن يبتدأ فيها باستفراغ الخلط الغالب، ثم يستعمل الأدوية الموضعية. أما الأورام
13
فهى قريبة الأحكام من أورام اللثة، وحاجتها إلى علاج أقوى قليلًا أمس. وأما الأدوية
14
الموضعية للقروح فيتخذ من القوابض؛ مثل الإهليلج، والحضض، وبزر الورد، وجوز
15
السرو، وأصول الكركم. وربما وقع فيها دهنج، واظلاف المعز محرقة، وشعير محرق،
16
ودخان مجموع، والأشنة. وأما الأدهان التى تستعمل فيها فدهن المشمش ودهن
17
الجوز الهندى.
18
|234vb6|فصل فى البواسير
19
فان كان هناك بواسير فمما ينفع [منها]خبث الحديد، ومرداسنج، وإسفيذاج،
20
وزعفران، وشب، اجزاء سواءً، يتخذ منه مرهم بشمع. ودهن الجوز هندى، أودهن اللوز.
21
|234vb12|فصل فى اختلاج الشفة
22
أكثر ما يعرض [يعرض] بمشاركة فم المعدة، وخصوصًا إذا كان فيها غثيان،
23
أوحركة نحو دفع شىء بالقذف، ولا سيما فى الأمراض الحادة و أوقات البحارين.
24
وقد يكون بمشاركة العصب الجائى إليها من الدماغ والنخاع بمشاركة الدماغ لها.
3-295
1
|234vb19|الفن التاسع
2
فى احوال الحلق وهو مقالة [واحدة]
3
|234vb20|فصل فى تشريح اعضاء الحلق
4
يعنى بالحلق الفضاء الذى فيه مجريا النفس والغذاء؛ وفيه الزوائد التى هى
5
اللهاة، واللوزتان، والغلصمة. وقد عرفت تشريح المرى وتشريح الحنجرة. وأما اللهاة
6
فهى جوهر لحمى، معلق على أعلى الحنجرة كالحجاب. ومنفعته تدريج الهواء؛ لئلا يقرع
7
ببرده الرئة فجأة، وليمنع الدخان والغبار، وليكون مقرعة للصوت يقوى به ويعظم؛ كانها
8
باب موصد على مخرج الصوت بقدره. ولذلك يضر قطعها بالصوت. ويهيئ الرئة لقبول
9
البرد. والتأذى به، والسعال عنه.
10
وأما اللوزتان فهما اللحمتان الناتئتان فى اصل اللسان إلى فوق؛ كانهما اذنان
11
صغيرتان، وهما لحمتان عصبيتان كغدتين ليكونا أقوى، وهما من وجه كاصلين للأذنين،
12
والطريق إلى المرى بينهما. ومنفعتهما ان يعيا الهواء عند رأس القصبة كالخزانة؛ و
13
لكى لا يندفع الهواء جملة عند استنشاق القلب، فيشرق الحيوان. وأما الغلصمة فهى لحم
14
صفاقى، لاصق بالحنك تحت اللهاة، متدل، منطبق على رأس القصبة، وفوق الغلصمة الفائق.
15
وهو عظيم ذو اربعة أضلاع: اثنان من فوق، واثنان من اسفل. وأما القصبة من المرى
16
فنذكر تشريحها من بعد.
17
|234vb48|فصل فى امراض اعضاء الحلق
18
قد يعرض فى كل واحد من هذه امراض المزاج، والأورام، وانحلال الفرد.
3-296
1
|234vb52|فصل فى الطعام [الذى] يغص به وما يجرى مجراه
2
إذا نشب شىء له حجم فيجب ان يبدأ، ويلكم العنق ومابين الكتفين ضربًا
3
بعد ضرب، فان لم يغن أعين بقئ؛ وربما كان فى ذلك خطر.
4
|235ra1|فصل فى الشوك وما يجرى مجراه
5
أما الشوك وشظايا العود والعظم، وما أشبه ذلك، فيجب أن ينظر؛ فان كان
6
الحس يدركه، أو [كانت] الريشة، أوعقافة من خيزران، أو وتر القوس مثنيًا يناله، فانه
7
يدفع به أو يجذب [به]. وإن كانت الآلة الناقشة للشوك تناله، فالصواب استخراجه
8
[به] على ما نصف. وإن فات الحس فيجب ان يتحسى عليه الأحساء المزلقة؛ فان لم
9
ينجع هيج الفواق والقىء بالإصبع، والريشة، والدواء. ومما جرب أن يشرب كل يوم
10
"درهمًا واحدًا" من الحرف المسحوق بالماء الحار، ويتقيأ، فانه يقذف بالناشب؛ والأولى
11
أن يتقيأ بعد طعام مالىء. وقد يشد خيط قوى بلحم مشرح ويبلع، ثم يجذب فيخرج الناشب.
12
وكذلك بالتين اليابس المشدود بخيط، إذا مضغ قليلًا ثم يبلع. وقد يتغرغر برب العنب
13
المطبوخ فيه التين، فيبين الناشب عن موضعه. وقد يضمد الحلق من خارج بأضمدة،
14
فيها إنضاج، وتفتيح رقيق؛ لينفتح الموضع، ويخرج الشوكة، و ما يجرى مجراها بذاتها.
15
ومثال هذا الضماد المتخذ بدقيق الشعير بالزيت والماء الفاتر.
16
|235ra26|فصل فى العلق
17
انه قد يتفق أن يكون بعض المياه علقًا علقًا، صغارًا خفية، يذهل خفاءها عن
18
التحرز عنها فتبلع. فربما علقت فى ظاهر الحلق. وربما علقت فى باطن المرى. وربما
19
حصلت فى المعدة. وربما كانت صغيرة، لا يبصرها متأمل [وقت] علوقها؛ فاذا أتى
20
على ذلك وقت <ما> يعتد به، وامتصت من الدم مقدارًا صالحًا، ربت جثتها فظهر
21
حجمها.
3-297
1
علاماته: يعرض لمن علق به العلق غم، وكرب، ونفث دم. فاذا رأيت الصحيح
2
ينفث دمًا رقيقًا، او يقيئه أحيانًا، فتأمل حال حلقه، فربما كانت به علقة.
3
المعالجات: قد يعالج المدرك منه بالبصر بعلاج الأخذ والنزع على ما نصفه.
4
وقد يعالج بالأدوية من الغراغر، إن كانت بقريب الحلق، والبخورات. ومنها بالسعوطات،
5
إن "كانت مالت'' إلى الأنف. وبالمقيئات والمسهلات للديدان وما أشبهها، ان كانت
6
وقعت فى الغور [و] فى المعدة. وقد يحتال لها بحيل أخر: من ذلك أن ينغمس
7
الإنسان فى ماء حار، أو يقعد فى حمام حار؛ وخصوصًا على ثوم تناوله، ثم لايزال يكرر
8
أخذ الماء البارد المثلوج فى فمه وقتًا بعد وقت، حتى تترك العلقة الموضع الذى علقت
9
به، هربًا من الحر، وتميل إلى جنبة البرد. فان احتيج أن يصبر على ذلك الحر، إلى ان
10
يخاف الغشى صبر عليه، فانه تدبير جيد جدًا فى اخراجه. وكثيرًا ما ينفع فيه الإقتصار
11
على أكل الثوم، والقعود فى الشمس فاغر الفم، بحذاء ماء بارد مثلوج.
12
ومن الناس من يسقى صاحب العلق الفسافس؛ ''وهو ضرب'' من البق الحمر
13
الدموية، الشبيهة بالقراد، الضعاف الجلود، التى يكاد يفسخها اللمس، وإن كان برفق،
14
يسقى بخل، أو شراب؛ أو يبخر به الحلق بقمع. ولعله الذى يسمى فى بلادنا الأنجل.
15
والخل وحده إذا تحسى، فربما اخرجه من الحلق، وخصوصًا مع الملح.
16
وأما الغراغر فمنها الغرغرة بالخل والحلتيت وحدهما، أو بملح. أو الغرغرة بالخردل
17
مع ضعفه من بورق، أو الخردل مع مثله نوشادر. و الغرغرة بشيح مع نصفه كبريت، أو
18
افسنتين مع مثله شونيز؛ أو بخل خمر، طبخ فيه ثوم، وشيح، وترمس، وحنظل، وسرخس؛
19
أو خل خمر مقدار أوقيتين، جعل فيه من البورق وزن ثلاثة دراهم، ثوم سنان. وللغرغرة
20
بعصير ورق الغرب خاصية فى إخراجه. وكذلك الغرغرة بالخل و الحلتيت، او قلقطار
21
وماء.
22
وأما اذا كان حصل فى المعدة فيجب أن يسقى من هذا الدواء: شيح، قيسوم،
23
افسنتين، شونيز، ترمس، قسط، جوف البرنج الكابلى، سرخس، من كل واحد درهمان،
24
بخل ممزوج. وأيضًا يطعم صاحبه الثوم، والبصل، والكرنب؛ أو الفوتنج النهرى الرطب،
25
والخردل، مطيبًا، وكل حاد حريف؛ ثم يتقيأ بعده، ان سهل عليه القىء، فان لم يسهل،
3-298
1
فالشىء المالح الحاد. فان كان علوقها فى الأنف، "وأحب إسقاطها، يسعط" بالخل،
2
والشونيز، وعصارة قثاء الحمار، والخربق.
3
و إذا عرض أن ينقطع، فليحذر صاحبه الصياح والكلام. فان سال دم، أو
4
قذفه، أوأسهله، فعالج كلًا بما تدرى فى بابه. وللسورنجان خاصية فى دفع ذلك. وأما
5
كيفية أخذها بالقالب فان يقام البالع العلق فى الشمس، فيفتح فاه، ويغمز [لسانه]
6
إلى أسفل بطرف الميل، الذى كالمغرفة، فاذا لمحت العلقة، فضع القالب فى اصل عنقها،
7
لئلا ينقطع. وهذا القالب هو القالب الذى ينزع به البواسير.
8
|235rb48|فصل فى الخوانيق والذبح
9
إن الإختناق هو امتناع نفوذ النفس إلى الرئة والقلب، وهو شىء يعرض من
10
أسباب كثيرة؛ مثل شرب أدوية خانقة، وأدوية سمية، ومثل جمود الدم فى بعض الأحشاء.
11
و[لكن] الذى كلامنا الآن فيه هو ما كان بسبب، يعرض فى نفس آلات التنفس، القريبة
12
من الحنجرة، من ورم، او انطباق، اوعجز قوة عن تحريك آلات الإستنشاق. وأنت
13
تعلم أن الورم يسد وان ضغط العضو المجاور، يسد منافذ جاره. وتعلم أن العضل المحركة
14
للأعضاء التحريك، الجاذب اليها الهواء، وهى عضل الحنجرة، كما سنذكر حالها
15
فى باب التنفس، إذا عجزت عن تحريكها، أو فعلها ليبس، استولى على هذه العضل،
16
التى [فى] داخل الحنجرة، وما يليها؛ أو لإسترخاء، أو لتشنج، أو لآفة أخرى، لم يمكن
17
الحيوان أن يتنفس، وإن كان المجرى غير مسدود.
18
وأما الإنطباق بسبب ضغط المجاور، فانه قد يقع بسبب زوال الفقرات، التى
19
فى أول العنق إلى داخل، بسبب ضربة، أوسقطة، ولا علاج له. أو لورم فى عضل
20
الخرز و أربطتها، أو فى عضل المرى وأربطته بالمشاركة؛ أو لشىء من الأسباب التى
21
تجذبها إلى داخل؛ أولتشنج يعرض فيها أيضًا يجذبها، واردأه اليابس؛ أو لآفة أخرى من
22
آفات العصب يهىء لذلك. وأكثر ما يعرض ذلك يعرض للصبيان، بسبب لين رباطاتهم.
23
وأعظمه خطرًا ما كان فى الفقرة الثانية وما فوقها. وإن كان دون ذلك فهو أسلم. و
24
أشده ما كان فى الفقرة الأولى؛ فانه أشد وأحد. ومن باب المجاورة ما يكون بسبب
25
الديدان، وقد ذكرناه فى باب عسر الإزدراد.
3-299
1
واما أقسام الأورام بحسب الأعضاء المتورمة فهى أربعة: فانها إما ان يكون الورم
2
فى العضلات، الخارجة عن الحنجرة، المائلة إلى قدام وإلى أسفل، حتى يكون الورم
3
يظهر، وتظهر حمرته فى مقدم العنق، أو فى الصدر، أو فى القص. أو يكون [فى]
4
العضلات الخارجة عنها؛ ولكن [فى] التى إلى خلف، وفى عضلات المرى، حتى
5
يكون الورم، وحمرته، ولونه، يظهر فى داخل الفم؛ وربما تأدى إلى الفقار والنخاع
6
بالمشاركة. أو يكون فى العضلات الباطنة من المرى وما يليه؛ فيضيق النفس بالمجاورة
7
ولا يظهر للحس. أو يكون فى العضلات الباطنة من الحنجرة، وفى الغشاء المستبطن لها؛
8
وهو شر الأربعة، وهو لا يظهر للحس أيضًا.
9
وقد يجتمع من هذه الأورام عدة، اثنان أو ثلاثة. وسبب هذه الأورام سبب
10
سائر الأورام. وربما كان لبعض الأغذية خاصية فى احداث هذه الأورام كالحندقوقى.
11
وقيل ان ترياقه الخس والهندبا. وربما لم يكن السبب الإمتلائى فى البدن كله، بل
12
كان البدن نقيًا؛ وانما فضلت الفضلة فى الأعضاء المجاورة لأعضاء الحلق، وأحدثت
13
ورمًا.
14
وقد يقسم هذا الورم: فيقال منه ظاهر للحس خارجًا، ومنه ظاهر للحس، إذا
15
تامل باطن الحلق داخلًا. ومنه ما لا يظهر للحس، فمنه فى المرى، ومنه فى داخل
16
الحنجرة. وانما يتامل [فى] ذلك بدلع اللسان بعد فغر الفم بشدة، مع غمز اللسان إلى
17
أسفل.
18
وقد تعرض هذه الأورام من الدم. وقد تعرض من المرة الصفراء. وقد تعرض
19
من البلغم. واكثر خنقه باطباق العضل مرخيًا. والبلغمى سليم، وبرءه سريع سهل. و
20
ربما تطاول أربعين يومًا. ومن البلغمى ما تولده من بلغم لزج غليظ بارد، ومنه ما تولده
21
من بلغم لطيف حار. ومثل هذا البلغم إذا نزل من الرأس، وهو انما يكون من الرأس
22
فى أكثر الأمر؛ فانه يتمكن ''من ان ينزل" إلى العضلات السفلى فى الحنجرة. والذى
23
من البلغم الغليظ، يكون فى عضلات أعلى الحنجرة؛ لثقله، وقلة نفوذه؛ وقل ما يعرض
24
من السوداء. وقال بعضهم انه لا يعرض البتة؛ لان السوداء يقل انضبابها من عضو إلى عضو
25
من الأعضاء دفعة، لكنه لا يبعد مع ندور ذلك أن يعرض دفعة، أو قليلًا قليلًا، ثم يخنق،
26
وربما كان انتقالًا من الورم الحار؛ وعلى كل حال فهو ردىء.
3-300
1
وكل ورم خناقى فاما ان يقتل، وإما ان ينتقل مادته، وإما ان يجمع ويقيح؛
2
وقد يرم داخل القصبة، لكنه لا يبلغ أن يخنق.
3
والخناق الردئ المحوج إلى ادامة فتح الفم، ودلع اللسان، يسمى الكلبى. و
4
تارة يقال ذلك للكائن فى العضل الداخل فى الحنجرة. وتارة يقال للواقع فى صنفى العضل
5
معًا. وتارة يقال للذى يعرض من زوال الفقار. وقد ينتقل الخناق إلى ذات الرئة، إذا
6
اندفعت المادة إلى الرئة. وقد ينتقل إلى التشنج، إذا اندفعت المادة الى [جهة] الأعصاب.
7
وقد تنصب إلى ناحية القلب فتقتل. وقد تنصب إلى [ناحية] المعدة.
8
وكل مخنوق يموت، فانه يتشنج أولًا. والخناق الكلبى قد يقتل [فى] مابين
9
اليوم الأول والرابع. وقد تكثر الخوانيق وأشباهها فى الربيع الشتوى.
10
وإذا اشتد الإختناق، جعل النفس منخريًا، يستعان فيه بتحريك الروثة، و
11
أحوج كثيرًا إلى تحريك الصدر مع الرقبة، وإلى إسراع وتواتر، ان اعانت القوة ولم يكن
12
لنفسهم نفخة. وقد يعرض الإختناق فى الحميات المطبقة. وربما انذر فيها بالجدرى؛
13
وكذلك وجع الحلق فيها، وان لم يكن خناقًا. وعروض الإختناق فى الحميات الحادة
14
ردئ جدًا؛ لأن الحاجة فيها إلى النفس شديدة. وإذا عرض فى يوم بحران، كان
15
مخوفًا قاتلًا. وإن البحران بالأورام الخناقية قاتل لا محالة.
16
العلامات: العرض العام لجميع أصناف الخوانيق: ضيق النفس، وبقاء الفم
17
مفتوحًا، وصعوبة الإبتلاع؛ حتى انه ربما أراد صاحبه أن يشرب الماء، فيخرج من منخريه،
18
وجحوظ العينين، وخروج اللسان فى الشديد منه مع ضعف حركته. وربما دلع كثيرًا،
19
ويكون كلامه من الصنف الذى يقال إن فلانًا يتكلم من المنخرين، وهو بالحقيقة بخلاف
20
ذلك. فان الذى ينسب إلى هذا فى عادة الناس، انما هو مسدود المنخرين، فهو بالحقيقة
21
لا يتكلم من المنخرين.
22
وأما الوجع فلا يشتد فى البلغمى والصلب، ويشتد فى الحار. واذا اشتد الوجع
23
فربما انتفخت الرقبة كلها، والوجه، وتدلى اللسان، وأسلم الذبحة ما لا يعسر معها التنفس.
24
ونبض أصحاب الخناق فى أوله متواتر مختلف، ثم يصير صغيرًا متفاوتًا. ويشترك جميع
25
الورمى بانه يحس إما بالبصر، وإما باللمس بان يحس اعضاء المرى والحنجرة جاسية
26
متمددة، ويكون صاحبه كانه يشتهى القىء. والزوالى يكون معه انجذاب من الرقبة إلى
3-301
1
داخل، وتقصع حيث زال الفقار. وإذا لمس أوجع، وإذا نام على قفاه، لم يسغ
2
شيئًا يبلعه البتة.
3
والفرق بين ضيق النفس الكائن عن الذبحة، والكائن بسبب ذات الرئة، ان الذى
4
فى ذات الرئة لا يخنق دفعة، وهذا قد يخنق. والفرق بين الورم <الكائن> فى الحنجرة،
5
والورم <الكائن> فى المرى، انه اذا كان البلع ممكنًا، والتنفس ممتنعًا، فالورم فى
6
الحنجرة؛ أو كان بالعكس، فالورم فى المرى. وربما ''عظم الحنجرى" حتى يمنع البلع.
7
وربما عظم المرى حتى "يمنع النفس". وانما يضيق النفس من أورام المرى مما كان
8
فى أعلاه؛ وأما <ما> دون ذلك، فلا يمنع النفس وإن عسر أو ضيق؛ لانه لا يبلغ
9
ان يزاحم القصبة وطرفها، فلا يدخلها هواء البتة. وإذا كان الورم فى المرى وفى
10
العضلات الداخلة، لم يتبين للحس، ولطى اللسان بالحنك لطئًا شديدًا.
11
والفرق بين الورم الردئ [الذى يبرأ]، والورم الذى ليس بذلك الردئ، بل هو فى
12
آخر عضل المرى، وان كان لا يرى انه لا يضيق معه النفس، إلا عند البلع. والردئ منه
13
هو الذى يكون داخل الحنجرة، ولا يظهر للحس من خارج منه شىء، ولا من داخل، إذا
14
تؤمل حلقه، بل هو غائر. ثم الذى لا يرى من داخل، ويرى من خارج. والخناق الردئ
15
فانه يعجل إلى منع التنفس، وإذا استلقى صاحبه، امتنع نفسه اصلًا، وإذا لم يستلق
16
يكون عسر النفس. و أيضًا دائم تمديد العنق، احتيالًا للتنفس [بتململ]، ويحب
17
الإنتصاب، ولا يقدر على الاضطجاع.
18
وإذا بلغ ضيق النفس والحاجة إلى اخراج البخار الدخانى إلى ان تزعج القوة
19
المتنفسة الرطوبات إلى خارج فى التنفس، فيظهر الزبد، فلا رجاء فيه؛ ولا يجب ان يعالج.
20
على أنه قد يعرض أن يزيد المخنوق احيانًا ثم يعافى؛ وذلك إذا كانت هناك قوة، و
21
شهوة غذاء. وأما إذا اخضر وجهه، واسودت محاجر عينيه، فهو ميت. وكذلك إذا
22
صغر النبض، وبردت الأطراف، وغلظ اللسان، وإسوداده من العلامات الرديئة.
23
وإذا كان مع الخوانيق الرديئة حمى شديدة، فالموت عاجل؛ لأن الحمى تحوج
24
إلى نفس كثير. وقد قيل فى علامات الموت السريع، أن من كان به خوانيق، فتغير
25
لون موخر عنقه عن حمرته المعتادة، تغيرًا الى البياض، أو إلى الخضرة، وعرق ابطه
26
وأرنبتيه عرقًا باردًا، فانه يموت فى أحد يوميه.
3-302
1
وأما علامات الرجاء فأن تنتقل الحمرة إلى خارج، وكثيرًا ما يفتحون حينئذ أعينهم،
2
ويفيقون. وكذلك إذا تغير نفسهم، وأخذوا يتنفسون نفسًا قصيرًا؛ وذلك لانهم يبتدرون
3
فى حال الشدة إلى تطويل النفس، ليدخلوه قليلًا قليلًا، فاذا قصر، فقد زال السبب
4
المستدعى للتطويل، وعادت الأعضاء إلى الحال الطبيعية. وكذلك إذا حدث ورم
5
فى الجانب المقابل، رجى معه انحلال ما عرفت.
6
وأما علامات انتقال الخناق فهو أن يرى فى الورم ضمور، وانحلال من غير انفجار
7
إلى خارج، مع استرخائه. ثم يجب أن يتامل [امر] النبض، فان صار موجيًا عظيمًا،
8
وحدث به سعال، فهو <هو> ذا ينتقل إلى ذات الرئة. فان كان النبض متشنجًا، فهو
9
ينتقل إلى التشنج. فان ضعف النبض جدًا، وصغر وتفاوت، وهاج خفقان، وانحلت
10
الغريزة، وحدث غشى، فالمادة منصبة إلى ناحية القلب. وان حدث وجع فى المعدة
11
وغثيان، فقد انصب إلى المعدة. وأما علامة الجمع فان يوجد لين قليل مع مجاوزة
12
الرابع.
13
وقد يعرض للخناق الذى تظهر حمرته فى العنق وناحية الصدر، أن تغيب الحمرة.
14
وذلك يكون على وجهين: إما لرجوع المادة إلى الباطن، وإما لإستفراغ المادة. وإذا
15
كان بسبب الإستفراغ فهو مرجو، ويخف معه النفس؛ والآخر ردىء.
16
وعلامات الدموى منه علامات الدم المعلومة: وحمرة اللسان، والوجه، والعين؛
17
ووجدان طعم الدم إما حلاوة، وإما مثل طعم الشراب الشديد؛ والوجع الشديد
18
التمددى، وتضييق النفس الشديد.
19
وعلامات الصفراوى إلتهاب، وحرارة، وغم شديد، وعطش شديد، ووجع
20
شديد جدًا لذاع، ومرارة، ويبس، وسهر؛ وليس يبلغ تضييقه النفس مبلغ الواقع
21
من الدم. وقد يدل عليه لون اللسان، وحرقة الموضع وحدته؛ وكان فى الموضع
22
شيئًا حريفًا لاذعًا. ووجع الصفراوى أقل من وجع الدموى.
23
وعلامات البلغمى ملوحة، او بورقية مع حرارة ولزوجة؛ لأن هذا البلغم يكون
24
فاسدًا متعفنًا. وقد يدل عليه بياض لون اللسان والوجه، [وقلة العطش]، وقلة الإلتهاب.
25
وقد يدلع اللسان بالإرخاء، وقلما يعرض معه ورم فى الغدد، ويكون الوجع معه قليلًا
26
أو معدومًا، ولا تكون معه حمى، وتتطاول مدته إلى اربعين يومًا. وإذا جاهد صاخبه
27
أمكنه الإساغة؛ وذلك لانه ينفذ المبلوع فى رخاوته.
3-303
1
وعلامة السوداوى الصلابة، وطعم الحموضة والعفوصة، وأن يعرض قليلًا قليلًا؛
2
وربما كان انتقالًا من الورم الحار. وعلامات الكائن عن يبس الأعضاء المتنفسة، أيها
3
كانت، قلة الرطوبة فى الفم، والإنتفاع بالماء الحار فى الوقت، لما يرطب ويرخى. و
4
اعلم أنه قد يعرض لإنسان وجع رابث سنة اوسنتين فى حلقه، فيدل على تحجر فضل
5
فى نواحى الحلق.
6
|236va19|فصل فى كلام كلى فى معالجات الأورام
7
العارضة فى نواحى الحلق والحنجرة والغدد، التى تطيف بها؛ وهى اللهاة
8
والغلصمة واللوزتين: يجب أن يستفرغ أولًا كل شىء من المادة الفاعلة لذلك بالفصد
9
والإسهال؛ وان تجذب المادة إلى الجهة المخالفة ولو بالمحاجم، توضع على المواضع
10
البعيدة المقابلة لها؛ وربط الأطراف ربطًا مولمًا؛ وان يبتدأ عليها بالأدوية القابضة،
11
ممزوجة بما له قليل جلاء كالعسل؛ وأفضلها قشور الجوز، ثم رب التوث.
12
واعلم ان المبادرة إلى التغرغر بالخل كما يبتدئ ورم اللهاة أو خناق، مما يردع
13
ويمنع، ويجلب رطوبة كثيرة، ويكون معه امتناع ما كاد يحدث. ومن هذه الأدوية
14
مثل الشب، والعفص، والجلنار، والرمانين المطبوخين إلى التهرى، ويتخذ منها لعوق.
15
ومما ينفع فى ذلك حلق اليافوخ، ثم طلاءه بعصارة قاقيا؛ فهذا فى الأول، ثم يتدرج إلى
16
المنضجات، ثم <يتدرج> إلى المفتحات القوية، حتى إلى درجة النوشادر والعاقرقرحا
17
وما نذكره. ومما ينفع فى ذلك التعطيس بمثل الكندس، والقسط، وورق الدفلى،
18
والمرزنجوش.
19
ومن الأشياء المجربة التى تفعل بخاصيتها فى أورام الخوانيق، واللهاة، واللوزتين،
20
وبالجملة اعضاء الحلق نفعًا عظيمًا، أن يوخذ خيوط، وخصوصًا مصبوغة بالأرجوان البحرى،
21
فيخنق بها أفعى، ثم يطوق به عنق من به هذه الأورام. فان ذلك ينفعه نفعًا جيدًا عظيمًا
22
[عجيبًا] مجاوزًا للقدر المتوقع. واللبن من الأدوية الشريفة فى الإبتداء والإنتهاء، بما يردع و
23
يلين ويسكن الوجع.
24
ويجب أن يتأمل فى إستعمال ما يقبض، ويحلل، وينضج؛ وينظر إلى حال
25
البدن فى لينه وصلابته، فيقوى القوى فى الصلبة، ويلين فى اللينة. وكذلك يراعى
26
السن، والمزاج، والزمان، والعادة..
3-304
1
وقد يخص أورام اللهاة واللوزتين، واسترخاءهما، القطع؛ ونفرد لهما بابًا.
2
ومن وجوه العلاج الغمز على الموضع؛ ومواضعه ثلاثة: أحدها عندما يزول الفقار؛
3
والثانى فى أورام اللهاة واللوزتين، المحوجة إلى إشالتها عن سقوطها إلى فوق؛ والثالث
4
فى الأورام البلغمية اذا ضيقت المنفذين، فاستعين بالغمز على "تنقيتها وتلطيفها".
5
|236vb15|فصل فى علاج الذبح والخوانق [و كل احتناق] من كل سبب
6
أما الحار فيجب ان يبتدأ فيه بالفصد، ولا يخرج الدم الكثير دفعة؛ وخصوصًا
7
إذا كانت قد أخذت القوة فى الضعف، بل يوخذ عشرة عشرة فى كل ساعة إلى اليوم
8
الثالث بالتفاريق المتوالية. فان لم تكن أخذت فى الضعف، فيجب أن لايزال يخرج
9
الدم إلى ان يعرض الغشى فى القوى. ويجب ان ينحى بالتفريق نحو حفظ القوة، ودفع
10
الغشى؛ فان الغشى إذا عرض أسقط قوته، فيجتمع عسر النفس، وسقوط القوة؛ وخصوصًا
11
وهم يواخذون بتقليل الغذاء اختيارًا او ضرورة، ولاسيما ان كانت حمى.
12
وقد يجب ان يراعى فى أمر الفصد شىء آخر، وهو انه ربما كان سبب غلبة
13
الورم فى الخوانيق إحتباس، لاسيما من معتاد كدم الحيض ودم البواسير. وفى مثل
14
ذلك يجب أن يكون الفصد فى جانب، يجذب إلى الجهة التى وقع عليها الإحتباس؛
15
مثل ما يجب ههنا من فصد الصافن وحجامة الساق. فاذا اخرج دم كثير، فربما سكن
16
العارض من ساعته؛ وربما احتجت إلى إعادته من غد.
17
وبالحقيقة انه إذا احتملت الحال المدافعة بالقصد إلى النضج، فذلك أفضل
18
لإبقاء القوة فى البدن. ويقع الإستفراغ من نفس مادة المرض، ويقتصر على ارسال
19
متواتر أيامًا [عشرين] بعشر وزنات دم، او خمس وزنات، فيسهل النفس. وكذلك
20
أيضًا الغراغر توخر إن كان هناك إمتلاء، وكانت الغراغر تولم خوفًا من الجذب؛ بل
21
يستعمل الغراغر بعد التنقية.
22
ومن الذبح صنف [آخر] يكون فى أقصى الغلصمة. فاذا فصد قبل الإنحطاط
23
<من> العلة، انحط إلى المخنق. واكثر ما يعرف به وقت الخناق من الإبتداء، والتزيد،
3-305
1
والإنتهاء، والإنحطاط، هو من حال الإزدرار وتزيد عسره، أو وقوفه، أو إنحطاطه. و
2
مادام فى التزيد، ولم يكن ضرورة، لم يقصد الفصد البالغ، بل يقتصر على ما قلنا.
3
وإذا كان الخناق ليس بمشاركة من الإمتلاء من البدن كله؛ بل كانت الفضلة
4
فى ناحية الحلق فقط، ولم يخش مددًا، جاز ان لا يفصد؛ بل يبعد عن بدنه أسباب
5
التحلل، المحوج إلى البدل الكثير؛ ويمنع الغذاء ليكون بدنه مستعملًا لدمه فى الإغتذاء،
6
وصارفًا اياه عن جهة الورم؛ كانه يغصبها الدم، ثم يقبل على التحليل والإنضاج.
7
فان فصدت فربما لم يحتمل ذلك، ولم يكن بد من تغذية، وفى التغذية تعذيب،
8
وخصوصًا حين لا يشبع. ولا يؤخر فصد العرق الذى تحت اللسان، بل يجب ان يبادر إلى
9
ذلك، ولو فى اليوم، بل ولوفى خلل التفاريق المذكورة، وخصوصًا إذا كانت العروق
10
التى تحت اللسان متمددة. وربما احتيج إلى فصد الوداج. وربما احتيج إلى شرط اللسان
11
نفسه، وإلى حجامة الساق؛ فانه نافع جدًا.
12
ومن كان تعتاده الخوانيق فيجب ان يفصد له قبل عروضها كما ترى امتلاء و
13
عند الربيع. ومما هو شديد النفع المبادرة إلى إستعمال الحقن القوية جدًا؛ الا ان تمنع
14
الحمى، فحينئذ يجب ان يقتصر على الحقن اللينه. وللحقن القوية والشيافات
15
منفعة فى ذلك قوية. ويجب أن تربط الأطراف، ويطوق العنق بصوف، و
16
خصوصًا صوف الزوفا، مغموسًا أية كان فى الزيت، أو فى دهن البابونج؛ فانه ملين
17
مسكن للوجع. ثم فى آخره تخلط به الجواذب حين لا تنفع هذه؛ وهى مثل البورق، و
18
الخردل، والقسط، والجندبادستر، والكبريت، والمراهم القوية المحمرة. وأيضًا بمثل
19
عسل البلاذر، وكلما ينفط.
20
ويجب أن يقتصر من غذاءهم إلى اليوم الثالث على السكنجبين، أو شراب العسل،
21
ثم يتدرج إلى ماء الشعير مع بعض الأشربة اللذيذة، ثم إلى مح البيض. ثم إذا سهل البلع،
22
استعملت الأحساء بخندروس، وفى آخره تجعل الأحساء من المنضجات، ثم المحللات.
23
وإذا عسر البلع وضعت المحاجم على الرقبة عند الخرزة الثانية بالمص، أو بالنار، ليتسع
24
المنفذ قليلًا قليلًا، ويسيغ [كل] ما يتجرع من الأغذية. فاذا فرغ من ذلك، أزيلت
25
المحاجم.
26
وأما النارية فانها تسقط بنفسها. ولا بأس ان يشرط أيضًا، ويخرج الدم من
27
هناك، ومن الأخدعين، ثم يحجم بمحجمة واحدة على الرأس. ويوضع أيضًا المحاجم
3-306
1
على الذقن تحت الحلق، وذلك بعد قطع المادة؛ فان جميع هذا يجذب المادة إلى خلاف
2
الجهة فيقللها، وكذلك الأول [و] يضعها تحت الثدى، وعلى الكاهل. ولا بأس بادخال
3
ما ينقى من الخيزران ونحوه ملفوفًا عليه قطنة؛ فان "المنقية توسع". وربما أدخل فى الحلق
4
قصبة معمولة من ذهب، أو فضة، أو نحوهما، تعين على التنفس. وكذلك إذا اشتد
5
الضيق، لم يكن بد من وضع المحاجم على الرقبة. وقد ينفع فى توسيع [الحلق]
6
البلع والنفس غمز الأكتاف بالقوة.
7
وأما الأدوية فى الإبتداء فالقوابض خصوصًا للدموى. وأفضل القوابض ما له مع
8
قبضه جوهر لطيف يغوص به. ومن الأشياء التى اخرجتها التجربة ان القوابض المخلوطة
9
المركبة انفع من المفردة البسيطة. وربما اشتد الوجع فى اول الأمر، فاحتيج إلى ان يخلط
10
بالقوابض ما يسكن الوجع ويلين؛ مثل شراب البنفسج، والفانيذ، واللبن الحار، ولعاب
11
بزر الكتان، والميبختج.
12
وربما كثر الإنصباب، ولم يكن بد من المحللة يخلط بها. وربما لم تكن المادة
13
كثيرة فى الإنصباب، ويكون الورم ليس قويًا، فيبدأ ويستعمل العفص والنوشادر؛ فانه
14
يمنع بقوة ويحلل بقوة.
15
وأما الصفراوى فيجب أن يكون اكثر القصد فيه مصروفًا إلى التبريد مع التقبيض.
16
وقد يستعمل [فيه] لطوخات. وقد يستعمل فيه وفى كل حار غرغرات. ويستعمل
17
نفوخات بمنفاخ، ونثورات. فمن ذلك التغرغر بالسكنجبين والماء، والخل [والماء]؛
18
فانه عظيم المنفعة فى أول الحار والبارد، وبرب التوث خاصة البرى، ثم الذى [ليس]
19
فيه سكر أو عسل. ويستعمل فى الإبتداء صرفًا، ويقوى بقوابض من جنس عصارة السماق
20
والحصرم مجففين، وكما هما والجلنار. وانما يجعل فى مثله العسل لينقى لا ليقوى. وكذلك
21
طبيخ القسب بالعسل، أو طبيخ السماق بعقيد العنب. وأقوى من ذلك عصارة الجوز
22
الطرى؛ وهو من أفضل أدوية هذه الأورام.
23
وعصارة الورد الطرى ورب الخشخاش إذا خلط بالقوابض، كان شديد النفع
24
فى الإبتداء. وأقوى من ذلك طبيخ الآس، والبلوط [والسماق]، وماء الكزبرة، والسماق،
3-307
1
وماء قشور الجوز، وماء الآس، وماء طبخ فيه العدس جدًا، وماء السفرجل القابض جدًا.
2
وللزعرور خاصية، والشب اليمانى له خاصية فى ذلك. وأيضًا ينفخ فى الحلق نفوخ
3
من بزر الورد، والسماق، والجلنار، أجزاء سواءً، ومن الكافور شىء قليل. وللصفراوى.
4
عصارات البقول الباردة، مخلوطة بما له قبض ما، و<ماء> عصارة عصاالراعى، و
5
<ماء> عصارة عنب الثعلب، وعصارة قضبان الكرم.
6
ومن المشتركات بينهما فى الإبتداء بزر الورد، وبزر البقلة الحمقا، ولعاب
7
بزر قطونا، ونشا، وطباشير، وسماق، وكثيراء، وكافور، يتخذ منه حبًا مفرطحًا، و
8
يوخذ تحت اللسان. فاذا انقطع التحلب فيجب أن يخلط برب التوث المر، والزعفران؛
9
فان المر غواص بقوة قبضه وتحليله، ويغوص الزعفران، فيجتمعان على الإنضاج. فان
10
رأيته يميل إلى الصلابة، خلطت بالتوث شيئًا من البورق. فاذا قارب المنتهى أو حضل
11
فيه، فيجب أن يستعمل أيضًا ما فيه تسكين وتليين؛ كاللبن الحليب مدافًا فيه فلوس خيارشنبر،
12
وزفت فى رب التوث؛ أو طبيخ التين، والحلبة، ورب الآس مع الميبختج، أو عصير
13
الكرنب بعسل، أو ميبختج، أو مقل عربى محلولًا برب العنب، فانه نافع جدًا. أو ماء
14
الأصول مطبوخًا فيه زبيب، وحلبة وتمر، وتين، والمر، والزعفران، والدارصينى،
15
غرغرة بالسكنجبين أو ماء العسل. وتستعمل الأضمدة أيضًا للإنضاج؛ مثل ضماد الشاهترج،
16
وتقطير دهن اللوز فى الأذن نافع فى هذا الوقت.
17
وإذا رأيته لا ينضج، ورأيت صلابة، وجب ان يستعمل فى أدويته الكبريت.
18
وإذا كان قد نضج، فاجهد فى تفجير الورم بالغراغر التى تجمع [الى] التليين والتفجير؛
19
كبعض الأدوية الحادة فى اللبن يتغرغر به. وان كان ظاهرًا، وتطاول ولا ينفجر، فلا بأس
20
باستعمال الحديد. ومن الأدوية المعتدلة مع مبادرة إلى التفجير طبيخ الحلبة بالتين
21
والتمر، وطبيخ العدس بالورد، ورب السوس، وبزر المرو، وبعد ذلك يتدرج إلى
22
ما هو أقوى؛ فيخلط برب التوث بورق، ومر، وكثيرا؛ وأيضًا بزر المرو مدافًا فى لبن
23
ماعز، والأدهان المسخنة، وخصوصًا مع العسل وسك. ويتغرغر بمثل ماء عسل طبخ
24
فيه تين، وفوذنج، ومرزنجوش؛ أو شبث ونعناع، ونمام، وأصل السوسن، مجموعة
25
ومفرقة. وللقسط وخاصة البحرى منفعة عظيمة فى مثل هذا الوقت.
26
وفى حقيقة الإنتهاء بعد الجلاء التام والتفجير بمثل النطرون، والبورق، والحلتيت،
27
والمر، والفلفل، والجندبادستر، وذرق الخطاطيف، وخرء الديك، يغرغر به مع رب التوث،
3-308
1
بل بالنوشادر، والعاقرقرحا، وبزر الحرمل، والخردل، وبزر الفجل بالماء والسكنجبين؛
2
يستعمل هذه نفوخات. ونفخ النوشادر مريح. وإذا انحطت العلة استعمل الشراب،
3
والحمام، والتنطيل.
4
صفة حب نافع فى الانتهاء: أصل السوسن أربعة اجزاء، حلتيت نصف جزء، يجمع
5
بعصارة الكرنب أو عقيد العنب. وأما علاج البلغمى فمن ذلك ان يدخل فى الحلق
6
قضيب معهون، معوج، ملفوف عليه خرق، ويلطى به الورم، وتنقى به الرطوبة. وللعتيق
7
منه حلتيت بالدارصينى، أو يسهل بالقوقاى وبالأيارج ونحوه. ويحقن بالحقن الحادة
8
القوية جدًا. وأما علاج السوداوى فانفع الأدوية له دواء الحرمل غرغرة ولطوخًا من
9
داخل وخارج.
10
وأما الأدوية التى لها خاصية وموافقة فى كل وقت، فخرء الكلب الأبيض، و
11
الذيب الأبيض؛ يجوع الكلب، ويطعم العظام وحدها، حتى يلقى خرأً أبيض، يكون
12
قليل النتن؛ كذلك زبل الإنسان، وخصوصًا الصبى. ويجب أن يجتهد حتى يكون ما
13
يغتذى به بقدر ما يهضم؛ وأفضله الخبز والترمس بقدر قليل، ويسقى عليه شرابًا عتيقًا،
14
ثم يوخذ رجيعه، ويجفف فانه أقل نتنًا. فان اشتهى مع الخبز شيئًا آخر، فالأغذية الجيدة
15
الهضم، الحسنة الكيموس، الحارة المزاج، باعتدال؛ مثل لحوم الدجاج، والحجل،
16
وأطراف الماعز؛ فان هذه مع جودة الهضم تخرج ثفلًا قليل النتن.
17
ومن أدويته "الفاعلة بالخاصة" الخطاف المحرق، يذبح أولًا ويسيل الدم على
18
الأجنحة، ثم يذر عليها ملحًا، ويجعل فى كوز مطين ويشد رأسه، ويوضع فى تنور؛ ولأن
19
يودع الزجاج المطين بطين الحكمة أصوب عندى. وكذلك خرء الخطاف المحرق بقوة.
20
وقد يحنك صاحب الخناق الملح بالعسل، والخل، والزيت. وكذلك أورام
21
اللهاة. و[قد] يحنك أيضًا بمرارة الثور بالعسل، ومرارة السلحفاة، وزهرة النحاس، و
22
رؤس السميكات المملوحة، خصوصًا للهاة. وكذلك الغرغرة بالسكنجبين، المطبوخ فيه
23
بزر الفجل. والقلقطار والقلقديس جيدان لورم النغانغ.
24
ومن المركبات دواء التوث بالمر والزعفران، ودواء الخطاطيف، ودواء الحرمل،
3-309
1
ودواء قشور الجوز الطرى، واقراص اندرون، ودواء بهذه الصفة: خرء الكلب
2
الأبيض محرقًا فى خزف أوغير محرق اوقية، فلفل وزن درهمين، عفص محرق، وقشور الرمان،
3
لحى الخنزير، أو القرد، او الضبع من كل واحد أوقية، مر وقسط من كل واحد نصف
4
أوقية، ينفخ أو يلطخ بعسل. وأيضًا فى آخره وفى وقت الشدة، عذرة صبى عن خبز
5
ترمس، وخرء الكلب، والخطاطيف المحرقة، والنوشادر، يكرر فى اليوم مرات.
6
وربما ورم لسان المخنوق أيضًا، وربما يحوج إلى معالجته، وقد تكلمنا فى أورام
7
اللسان؛ والذى يخص هذا الموضع منه [مع] وجوب الرجوع إلى ما قيل هناك، أن
8
يحتال بعد الفصد فى جذب المواد إلى أسفل. وقد يفعل ذلك فى هذا الموضع ايارج
9
فيقرا؛ فان له خاصية ''فى جذب المواد، التى تلى'' أعالى فم المعدة، والمرى، والحلق.
10
ثم يستعمل بعده المبردات الرادعة؛ كعصارة الخس، وهو ذو خاصية، دل عليها رويا نافعة.
11
ثم إن احتيج إلى تحليل لطيف فعل.
12
وأما الفقارى فمما ينفع فى تدبيره ان يحتال فى غمز الموضع بالرفق إلى خلف.
13
فربما ارتدت الفقارة، "وذلك الغمز'' قد يكون بآلة أو بالإصبع؛ وقد يجد بذلك راحة.
14
والآلة شىء مثل اللجام يدخل فى الحلق، ويدفع ما دخل إلى خارج. والغمز ضار
15
جدًا فى الأورام.
16
فاذا اشتدت الخوانيق، ولم تنجع الأدوية، وأيقن بالهلاك، كان الذى يرجى
17
به التخليص، شق القصبة؛ وذلك بشق الرباطات، التى بين حلقتين من حلق القصبة،
18
من غير أن ينال الغضروف، حتى يتنفس منه، ثم يخاط عند الفراغ من تدبير الورم ويعالج
19
فيبرأ. ووجه علاجه أن يمد الرأس إلى خلف ويمسك، ويوخذ الجلد ويشق. وأصوبه
20
أن يوخذ الجلد بصنارة ويبعد، ثم يكشف عن القصبة، ويشق مابين حلقتين من الوسط
21
بحذاء شق الجلد، ثم يخاط ويجعل عليه الذرور الأصفر. ويجب ان يطوى شفتا شق الجلد،
22
ويخاط وحده، من غير ان يصيب الغضروف والأغشية شىء. وهذا حكم مثل هذا الشق.
23
وان لم يقع <بمثل> هذا الغرض، اوان ظن ان فى تلك الأربطة نفسها ورم وآفة،
24
لم يجب ان يستعمل الشق.
3-310
1
وإذا غشى على العليل، وخشيت أن يتم الإختناق، بادرت إلى الحقن القوية،
2
وفصد العرق الذى تحت اللسان، وفصد عرق الجبهة، وتعليق المحاجم على القفا
3
وتحت الذقن بشرط، وبغير شرط. فان كان سبب اختناقه وغشيه العرق، فانه ينكس
4
ليسيل الماء، ثم يدخن بما له قوة وطيب حتى يستيقظ.
5
وأما المتخلص عن الخناق الشديد فيجب ان يفصد ويحقن، ويحسى أيامًا
6
حسوًا من دقيق الحمص واللبن، أو ماء اللحم مدوفًا فيه الخبز وصفرة البيض. واعلم
7
ان كل من كان به وجع فى الحلق، فالأولى به هجر الكلام من أى وجع كان.
8
|238ra43|فصل فى اللهاة واللوزتين
9
هذه قد يعرض لها نوازل، تورمها حتى تمنع النفس. وقد تسترخى اللهاة من غير
10
ورم، فيحتاج إلى ما يقبضها ويجففها من الباردة والحارة. وربما احتيج إلى قطعها،
11
وتقرب [معالجتها] من معالجة الخوانيق. وتعالج فى الإبتداء بلطوخات ''يرفق بمسها"،
12
وتستعمل بريشة؛ فان الإصبع فى غير وقيه وغير رفقه، ربما عنف. والعظيم منها القليل
13
الإلتهاب، تستعمل عليه [الأدوية] العفصة. والملتهب يصلح له ما هو أشد تبريدًا؛ مثل
14
ماء عنب الثعلب، ومثل بزر الورد وورقه، فان لهما فعلًا قويًا.
15
ومما هو أقوى فى هذا الباب: الصمغ العربى، والكثيراء، والأنزروت، والبسفائج،
16
لطوخًا. وأيضًا جلنار جزء ان، شب يمانى جزء، <مسحوقين> منخولين بحريرة، ويستعمل
17
بملعقة مقطوعة الرأس عرضًا؛ وربما زيد فيهما زعفران، وكافور، ويستعمل لطوخًا. وأيضًا
18
العفص مسحوقًا بالخل، ويلطخ بريشة. وأيضًا ماء الرمان الحامض بالقوابض. وأيضًا
19
حجر شادنج، وحجر فروخوس محرقًا؛ الذى يسمى اخراطوس، والحجر الأفروجى، و
20
طباشير، وطين مختوم، والآرمنى، ورب الحصرم، وتمرة الشوكة المصرية، والشب اليمانى،
21
وبزر الورد، ويتخذ منها مثل ذلك. والتبخر باعواد الشبث مما يقبض اللهاة جدًا. وأيضًا
22
عصارة الرمان الحلو، المدقوق بقشره، مع سدسه عسلًا مقومًا مثخنًا؛ فانه لطوخ جيد.
3-311
1
ويجب مع التغرغر بالقوابض أن يديم الغرغرة بماء حار؛ فان ذلك يعده لفعل القوابض
2
فيه وتليينه، ويمنع تصليب القوابض اياه. فان أورثها القوابض صلابة؛ او انعصارًا؛
3
[او انقباضًا] مولمًا، استعمل فيها اللعاب، والصمغ، والكثيراء، والنشاء، والأنزروت، و
4
بزر الخطمى، و"ماء النخالة والشعير''؛ أو يقوم عصارة أطراف العوسج بخمسه عسلًا؛ أو
5
وزنه زيتًا؛ أو طبيخ الورد والسماق بسدسه عسلًا، يطبخ ويقوم. ويطلى من خارجه بما له
6
تجفيف وقبض، مثل ما يتخذ بالعفص والشب اليمانى. والملح هو المتقدم على جميع
7
ذلك. قيل وللسوداوى عفص جزء، زاج أحمر سماق من كل واحد ثلاثة أجزاء وثلث، ملح
8
مشوى عشرون جزءًا ويستعمل.
9
دواء جيد فى الأحوال والأوقات: شب يمانى ثلاثة [اجزاء]، بزر الورد جزء ان،
10
قسط جزء، ويستعمل ضمادًا بريشة ترفع اللهاة.
11
دواء جيد <لوقته>: توخذ عصارة الرمان بقشره، ويقوم بخمسه عسلًا، ويطلى.
12
وأيضًا [يوخذ] شب جزء، نوشادر نصف جزء، عفص فج ثلثا جزء، زاج ثلاثة [اجزاء]، و
13
إذا بلغ المنتهى أوقاربه، استعمل المر، والزعفران، والسعد وما أشبهه، ودارشيشعان
14
خاصة، وفقاح الإذخر، و[عيدان البلسان]، والأشنة، يستعمل لطوخات، ومياهها
15
غراغر؛ وخصوصًا إذا استعمل منها غراغر بطبيخ أصل السوسن وبزر الورد مع عسل. و
16
يقطر دهن اللوز فى الأذن فى كل وقت، فانه نافع.
17
فان جمعت اللوزتان أو ما يليهما، استعملت السلاقات المذكورة فى باب الخناق.
18
فاذا دام الوجع ولم يسكن، عاودت الإسهال. فان لم يتم بذلك، استعملت القوية
19
التحليل؛ مثل عصارة قثاء الحمار، [والكرنب]، والقنطوريون، والنطرون الأحمر بعسل
20
[او] وحدها. وإذا صلب الورم وطال، فليس له كالحلتيت. وإذا اخذت تدق فى
21
موضع، وتغلظ فى موضع فاقطع؛ وما أمكن أن يدافع بذلك، وتضمره بنوشادر، وترفعه
22
إليه بملعقة كاللجام فهو أولى. ولا يجب أن يقطع الا اذا ذبل أصلها؛ فان فيه خطرًا عظيمًا.
3-312
1
غرغرة تجفف [قروح] أورام النغانغ وتنقيها: عدس، جلنار خمسة خمسة، أشياف
2
ماميثا، زعفران، قسط جزء جزء، يطبخ فى الماء، ويوخذ من سلاقته جزء، ويمزج بنصفه
3
رب التوث، وربعه عسل، ويتغرغر به.
4
|238va16|فصل فى سقوط اللهاة
5
قد تسقط اللهاة بحمى. وقد تسقط بغير حمى. وسقوطها ان تمتد إلى أسفل
6
حتى لا يرجع إلى موضعها. وربما احتاج المزدرد إلى الغمز بالإصبع حتى يسيغ.
7
العلاج: إن كان هناك حرارة وحمرة فصدت، ثم استعملت الغرغرات المذكورة
8
فى الأبواب الماضية؛ مثل الغرغرة بالخل وماء الورد. ثم يشال بورد، وصندل، وجلنار،
9
وكافور، ورب التوث، خاصة بالآلة الشبيهة باللجام. ويجب أن يكون برفق ما امكن.
10
وإن لم تكن هناك حرارة وحمرة، استعملت الغرغرة بالسكنجبين، والخردل، و المرى
11
النبطى، ويشال بالآلة المذكورة. والدواء الذى يشال به العفص والنوشادر مسحوقين.
12
وأقوى العلاج أن يكبس بالآلة إلى فوق ممتدًا إلى خارج، بالأدوية القوابض، أو المخلوطة
13
بالمحللات على ما يجب. وربما غمز. بالإصبع ملطوخة بمثل رب التوث، والجوز وغير ذلك.
14
ومن الأدوية الجيدة للكبس: جلنار، وشب، وكافور. ومن الجيدة فى الإشالة:
15
السك بالنوشادر، والعفص والنوشادر. والسك ألطف بعد ان لا يكون هناك آفة من ورم
16
وامتلاء. فاذا وقف، تغرغر بماء الثلج غرغرة بعد غرغرة. ومما جرب لذلك أن يوخذ:
17
بزر الورد نصف رطل، عصارة لحية التيس ثلاث أواقى، يطبخ فى العسل أو فى الطلاء،
18
وهو أقوى. والصبيان قد يشيل لهاتهم العفص المسحوق بالخل، وخصوصًا إذا طلى
19
[منه] على يوافيخهم.
20
|238va52|فصل فى افراد كلام فى قطع اللهاة واللوزتين
21
يجب أن ينظر فى اللهاة دقتها وضمورها، وخصوصًا فى أسفلها. و إن غلظ
22
طرفها، ورشح منه كالقيح، فهو أول وقت. وحينئذ يقطع بالحديد، أو بالأدوية الكاوية.
3-313
1
ويحتاط باسهال لطيف يتقدمه، ونفض البدن عن الإمتلاء، ان كان به <إمتلاء> من دم
2
أو غيره؛ فان القطع مع الإمتلاء خطر. والدقيق المستطيل كذنب الفارة، الراكب على
3
اللسان، من غير إمتلاء، أو حمرة، أو سواد، فان قطعه قليل الخطر. وصفة قطعها أن
4
يكبس اللسان إلى أسفل، ويتمكن من اللهاة بالقالب، ويجر إلى أسفل؛ ولا يستاصل
5
قطعها، بل يترك منها شيئًا؛ فانك ان قربته من الحنك، لم يكد الدم يرقأ البتة. مع أنه
6
لايجب أن يقطع شيئًا قليلًا، فتكون الآفة تبقى بحالها؛ بل يجب ان يقطع قدر ما زاد على
7
الطبيعى. وأما إذا كانت حمراء وارمة، ففى قطعها خطر؛ وربما انبعث دم لايرقأ بكل رقؤ.
8
ومن الأدوية القاطعة له: الحلتيت والشب، لا يزال يجعله على أصله، فانه
9
يقطعها ويسقطها. ومن الأدوية المسقطة إياها بالكى [هو] النوشادر مع الحلتيت و
10
الزاجات. ويجب أن يقتصر بهذه الأدوية على اللهاة بالآلة الموصوفة، ويمسك ساعة
11
من غير بلع، حتى تعمل فيها، ثم يعاد فيه إلى أن تسود. فان اسودت، سقطت بعد ثلاثة
12
أيام فى الأكثر. ويجب أن يكون المعالج متكيًا، فاتح الفم حتى يسيل لعابه، و
13
لا يحتبس فى فمه.
14
وأما اللوزتان فيعلقان بصنارة، ويجذبان إلى خارج ما أمكن، من غير أن ينجذب
15
معها الصفاقات؛ فيقطعان باستدارة من فوق الأصل عند ربع الطول بالآلة القاطعة، من غير
16
أن تقلب الآلة؛ وتقطع الواحدة بعد الأخرى وبعد مراعاة الشرائط المذكورة فى لونها وفى
17
حجمها. فاذا سقط منها ما قطع، ترك الدم يسيل بقدر صالح، وصاحبها منكب على
18
وجهه؛ لئلا يدخل الدم حلقه؛ ثم يتمضمض بماء وخل مبردين، ويتقيأً ويسعل لينقى
19
باطنه. ثم يجعل عليه ما يقطع الدم؛ مثل القلقطار، والشب، والزاج، ويتغرغر بطبيخ
20
العليق، وورق الآس مفترًا.
21
|238vb47|فصل فى ذكر آفات القطع
22
من ذلك الضرر بالصوت. ومن ذلك تعريض الرئة للحر والبرد؛ فيحدث سعال
23
عن حر وبرد، ولا يصبر على العطش. ومن ذلك تعريض المعدة لسوء المزاج عن سبب باد
24
من ريح، وغبار، ونحوه. وكثير منهم يستبرد الهواء المعتدل. وكثير منهم استحكم البرد
3-314
1
فى صدره ورئته حتى مات. وقد يعرض منه نزف دم لا يحتبس، <ويقضى بالتلف و
2
الموت سرعة>.
3
|239ra1|علاج نزف دم قطع اللهاة واللوزتين
4
يجب ان توضع المحاجم على العنق والثديين. ويفصد من العروق السافلة المشاركة،
5
كالإبطى ونحوه، فصدًا للجذب. وأما المفردات الحابسة للدم، واللطوخات المستعملة
6
لذلك فهى مثل الزاج يلطخ به، أو يذر الزاج عليه. والمبردات بالفعل كماء الثلج. و
7
العصارات الباردة القابضة المعروفة؛ مثل عصارة الحصرم، وعراجين الكرم، والريباس،
8
وعنب الثعلب، وماء السفرجل الحامض؛ ومن الأشياء المجربة التى لها خاصية فى هذا
9
الباب. ويجب ان يستعمل فى الحال دواء، شهد به العالم المعروف بديوجانس، وهو
10
الكوهسارك. وأيضًا عصارة لسان الحمل، إذا استعمل خصوصًا باقراص الكهربا، والطين
11
المختوم. ويجب أن لا يستعمل شىء منها حارًا، بل باردًا بالفعل؛ فان الحرارة بما تجذب
12
تبطل فعل الدواء.
3-315
1
|239ra22|الفن العاشر
2
فى احوال الرئة والصدر، وهو خمس مقالات
3
|239ra24|المقالة الاولى منه فى الأصوات وفى التنفس
4
|239ra25|فصل فى تشريح الحنجرة والقصبة والرئة
5
فأما قصبة الرئة فهى عضو مؤلف من غضاريف كثيرة دوائر، وأجزاء دوائر تضد
6
بعضها فوق بعض؛ فما لاقى منها منفذ الطعام الذى خلفه، وهو المرى جعل ناقصًا؛
7
وقريبًا من نصفف دائرة، وجعل قطعها إلى المرى، ويماس المرى منه جسم غشائى
8
لا غضروفى؛ بل الجوهر العضروفى منه إلى قدام. وألفت هذه الغضاريف برباطات
9
يجللها غشاء، ويحتوى على جميع ذلك من الباطن غشاء أملس إلى اليبس والصلابة
10
ما هو؛ وكذلك أيضًا من ظاهره، [و] على رأسه الفوقانى الذى يلى الفم والحنجرة. وطرفه
11
الأسفل ينقسم قسمين، ثم يتقسم أقسامًا تجرى فى الرئة مجاورة لشعب العروق الضاربة
12
والساكنة، وينتهى توزعها إلى فوهات هى أضيق جدًا من فوهات ما يشاكلها، ويجرى
13
معها.
14
فأما تخليقه عن غضروف: فليوجد فيه الإنفتاح المذكور، ولا يلجئه اللين إلى
15
الإنطباق؛ وليكون صلابته واقية له اذ كان وضعه إلى قدام. وليكون صلابته سببًا لحدوث
16
الصوت، أو معينًا عليه. وتاليفه من غضاريف كثيرة مربوطة بأغشية؛ ليمكنها الإمتداد،
17
والإجتماع عند الإستنشاق والتنفس، ولا يألم من المصادمات التى تعرض لها من تحت،
18
ومن فوق، ومن الانجذابات التى تعرض لها إلى طرفيها، ولتكون الآفة اذا عرضت لم
19
يتسع ولم يشتمل. وجعلت مستديرة لتكون أحوى، وأسلم. وانما نقص ما يماس المرى منه
20
لئلا يزحم اللقم النافذة؛ بل يندفع عن وجهها اذا مددت المرى إلى السعة فيكون تجويفها
21
حينئذ كانه مستعان للمرى؛ اذ المرى، ياخذ فى الإنبساط إليه وينفذ فيه؛ وخصوصًا
3-316
1
والإزدراد لا يجامع التنفس؛ لأن الإزدراد يحوج إلى انطباق مجرى قصبة الرئة من فوق لئلا
2
يدخلها الطعام المار فوقها، ويكون إنطباقها بركوب الغضروف المكبى على المجرى؛
3
وكذلك الذى يسمى بالذى لا اسم له. وإذا كان الإزدراد، والقئ محوجين إلى إنطباق
4
فم هذا المجرى لم يمكن أن يكونا عندما يتنفس.
5
وخلق لأجل التصويت الشىء الذى يسمى لسان المزمار يتضايق عنده طرف القصبة،
6
ثم يتسع عند الحنجرة؛ فيبتدئ من سعة إلى ضيق، ثم إلى فضاء واسع كما فى المزمار؛
7
فلابد للصوت من تضييق المحبس. وهذا الجرم الشبيه بلسان المزمار من شانه: أن
8
ينضم، وينفتح؛ ليكون بذلك قرع الصوت. وأما تصليب الغشاء الذى يستبطنها: فليقاوم
9
حدة النوازل، والنفوث الرديئة، والبخار الدخانى المردود من القلب، ولكى لا يسترخى
10
بقرع الصوت. وأما انقسامها أولًا إلى قسمين: فلأن الرئة ذات قسمين. وأما تشعبها
11
مع العروق السواكن فلياخذ منها الغذاء. وأما ضيق فوهاتها: فليكون بقدر [ما] ينفذ
12
فيها النسيم إلى الشرائين المؤدية إلى القلب، ولا ينفذ فيها إليها دم [الغذاء]؛ اذ لو نفذ
13
لحدث نفث الدم. وهذه صورة قصبة الرئة.
14
وأما الحنجرة: فانها آلة لتمام الصوت، ولحبس النفس، وفى داخلها الجرم
15
الشبيه بلسان المزمار؛ وقد ذكرناه. وما يقابله من الحنك "و هو" مثل الزائدة التى تشد بها
16
رأس المزمار؛ فيتم به الصوت. والحنجرة مسدودة مع القصبة بالمرى شدًا؛ إذا هم
17
المرى بالإزدراد، ومال إلى أسفل لجذب اللقمة انطبقت الحنجرة، وارتفعت إلى فوق،
18
واشتد انطباق بعض غضاريفها إلى بعض فتمددت الأغشية والعضل. وإذا حاذى الطعام
19
مجرى المرى يكون فم القصبة والحنجرة ملتصقين بالحنك من فوق؛ فلا يمكن أن يدخلها
20
من الحاصل عند المرى شىء فيجوزها الطعام والشراب من غير ان يسقط إلى القصبة
21
شىء إلا فى أحايين يستعجل فيها بالإزدراد قبل استتمام هذه الحركة، اويعرض للطعام حركة
22
إلى المرى متشوشة؛ فلاتزال الطبيعة تعمل فى دفعه بالسعال. وقد ذكرنا تشريح غضاريف
23
الحنجرة وعضلها فى الكتاب الأول.
24
وأما الرئة: فهى مؤلفة من أجزاء: أحدها شعب القصبة، والثانى شعب الشريان
25
الوريدى، والثالث شعب الوريد الشريانى، ويجمعها لا محالة لحم رخو متخلخل هوائى خلق
26
من ارق دم والطفه، وذلك أيضًا غذاءها، "وهى كثيرة المنافذ، ولونها" إلى البياض؛
3-317
1
خصوصًا فى رئات ما تم خلقه من الحيوان. وخلق متخلخلًا ليسع الهواء، ولينضج فيه،
2
ويندفع فضله عنه كما خلق الكبد بالقياس إلى الغذاء. وهو ذو قسمين: أحدهما إلى
3
اليمين، والآخر إلى اليسار. والقسم الأيسر ذو شعبتين. والقسم الأيمن ذو ثلاث شعب.
4
ومنفعة الرئة بالجملة الإستنشاق. ومنفعة الإستنشاق اعداد هواء للقلب أكثر من
5
المحتاج إليه فى نبضة واحدة. ومنفعة هذا الإعداد أن يكون للحيوان عندما يغوص فى
6
الماء، وعندما يصوت صوتًا طويلًا متصلًا يشغله عن أخذ الهواء، أو يعاف استنشاقه لأحوال،
7
وأسباب داعية إليه من نتن أو غيره هواء معد ياخذه القلب. ومنفعة هذا الهواء المعد
8
أن يعدل بترويحه حرارة القلب، وأن يمد الروح بالجوهر الذى هو أغلب فى مزاجه؛
9
من غير أن يكون الهواء وحده كما ظن بعضهم يستحيل روحًا كما لا يكون الماء وحده يغذو
10
عضوًا؛ ولكن كل واحد منهما إما جزء غاذ، وإما منفذ مبذرق. أما الماء فلغذاء البدن.
11
وأما الهواء فلغذاء الروح. وكل واحد من غذاء البدن والروح جسم مركب لا بسيط.
12
وأما منفعة اخراج الفضل المحترق من الروح ــ وهو دخانيته ــ فاخلاء الرئة لدخول الهواء البارد؛
13
فان هذا المستنشق يكون لا محالة قد استحال إلى السخونة؛ فلا ينفع فى تعديل الروح.
14
وأما تشعب العروق والقصبة فى الرئة: فان القصبة والشريان الوريدى يشتركان
15
فى تمام فعل النفس. والشريان الوريدى والوريد الشريانى يشتركان فى غذاء الرئة من الدم
16
النضيج الصافى الجائى من القلب. وأما منفعة اللحم فليسد الخلل، ويجمع الشعب.
17
وأما تخلخله: فليصلح للإستنشاق؛ فانه ليس انما ينفذ الهواء فى القصبة فقط؛ بل [قد]
18
يتخلص إلى جرم الرئة منه. وفى ذلك استظهار فى الإستكثار؛ وليعين أيضًا بالإنقباض
19
على الدفع؛ فيكون مستعدًا للحركتين؛ ولذلك ما تنتفخ الرئة بالنفخ. وأما بياضها:
20
فلغلبة الهواء على ما يغتذى به، ولتردده الكثير فيها. وأما انقسامها باثنين: فلئلا يتعطل
21
النفس لآفة تصيب أحد الشقين. وكل شعبة تتشعب كذلك إلى شعبتين. وأما الخامسة
22
التى فى الجانب الأيمن: فهى فراش وطئ للعرق المسمى الأجوف، وليس نفعه فى
23
التنفس بكثير.
24
ولما كان القلب أميل يسيرًا إلى الشمال وجد فى جهة الشمال شاغل لفضاء الصدر،
25
وليس فى اليمين؛ فحسن أن يكون للرئة فى جانب اليمين زيادة تكون وطًا للعرق؛ وقد
26
وقعت حاجة. والرئة يغشيها غشاء عصبى ليكون لها ــ على ما علمت ــ "حس ما بوجه". وان
27
لم يكن مداخلًا كان مجللًا، وعلى ان الرئة نفسها وطأ للقلب تكنه، ووقاية له. والصدر
28
مقسوم إلى تجويفين يفصل بينهما غشاء ينشاء من محاذاة منتصف القص. ولا منفذ من
29
احد التجويفين إلى الآخر.
3-318
1
وهذا الغشاء بالحقيقة غشاآن؛ وهو يتصل من خلف بالفقار، ومن فوق بملتقى
2
الترقوتين. والغرض فى خلقتهما: ان يكون الصدر ذا بطنين ان أصاب أحدهما آفة
3
كمل الآخر لأفعال التنفس، واغراضه. ومن منافعها: ربط المرى، والرئة، واعضاء
4
الصدر بعضها ببعض. وأما الحجاب فقد ذكرنا صورته، ومنفعته فى تشريح العضل؛ فانه
5
بالحقيقة احدى العضل؛ وهو من ثلاث طبقات؛ المتوسطة منها هى حقيقة الوتر الذى
6
به يتم فعلها. والطبقة التى فوقها هى كالأساس والقاعدة. لأغشية الصدر التى
7
تستبطنه. والطبقة السافلة مثل ذلك لأغشية الصفاق. وفى الحجاب ثقبان: الكبير منهما
8
منفذ للمرى، والشريان الكبير. والصغير ينفذ فيه الوريد المسمى الأبهر؛ وهو شديد التعلق
9
به، والإلتحام.
10
|239vb27|فصل فى امزجة الرئة وطرق علامات احوالها
11
نقول: أما المزاج الحار فيدل عليه سعة الصدر، وعظم النفس ــ وربما تضاعف ــ
12
والنفخة، والصوت، وثقله، وقلة التضرر بالهواء البارد، وكثرته بالحار، واعراض عطش
13
يسكنه النسيم البارد كثيرًا من غير شرب. وكثيرا ما يصحبه لهث، وسعال. وأما المزاج
14
البارد: فيدل عليه صغر الصدر، وصغر النفس والصوت، وحدتهما، والتضرر بكل بارد،
15
وكثرة تولد البلغم فيها. وكثيرًا ما يتضاعف به النفس، ويصحبه الربو، والسعال. وأما
16
المزاج الرطب: فيدل عليه كثرة الفضول، وبحوحة الصوت، والخرخرة خصوصًا إذا
17
كانت مع مادة؛ وكانت مائلة إلى فوق، والعجز عن رفع الصوت لا لضعف البدن. و
18
أما المزاج اليابس: فيدل عليه قلة الفضول، وخشونة الصوت، واشتباهه بصوت الكراكى.
19
وربما كان هناك ربو لشدة التكاثف. وكل واحد من هذه الأمزجة قد يكون للرئة
20
طبيعيًا، وقد يكون عرضيًا. ويشتركان فى شىء من العلامات، ويفترقان فى شىء.
21
فأما ما يشتركان فيه: فالعلامات المذكورة إلا ما يستثنى من بعد. وأما ما يفترقان
22
فيه فشيئان: أحدهما ان المزاج إذا كان طبيعيًا كانت العلامة واقعة بالطبع. وإن كان
23
عرضيًا كانت العلامة عرضية. وقد حدثت به؛ الا أن تكون العلامة من جنس ما لا
24
يقع إلا بالطبع فقط؛ فتكون علامة الطبيعى مثاله عظم الصدر، أو صغره. واعلم: ان
25
أخص الدلائل على احوال الصدر، والرئة التنفس فى حره، وبرده، وعظمه، وصغره،
26
وسهولته، وعسره، ونتنه، وطيب رائحته، وغير ذلك من أحواله؛ وكذلك الصوت [أيضًا]
27
فى مثل ذلك، ومثل ما يدل عليه الخناقى منه؛ على أن الآفة فى العضل الباسطة، والأبح
3-319
1
على انها فى العضل القابضة إذا كانت الآفة فى العضل، والسعال، والنفث، والنبض؛
2
وقد يتبين لك كيفية دلائل التنفس، وكيفية دلائل الصوت، وكيفية دلائل السعال، و
3
كيفية دلائل النفث. وأما النبض وما يوجبه بحسب الأمزجة والأمراض فقد عرفت ذلك.
4
والرئة مجاورة للقلب. والإستدلال من أحواله عليها أقوى، والنبض أدل على ما يلى
5
شعب القصب من الرئة. والسعال أدل على ما يلى القصبة. ولحمية الرئة، وإحساس
6
الثقل دليل خاص على أن المادة فى الرئة. وإحساس اللذع، والنخس دليل خاص
7
على ان المادة فى الأغشية، والعضلات. وإذا كان الإنتفاث بسعال خفيف
8
فالمادة قريبة من أعلى القصبة وما يليها. وإن كانت لا تنتفث إلا بسعال
9
كثير فالمادة غائرة بعيدة. وقد تصحب آفات اعضاء الصدر علامات من أعضاء
10
بعيدة؛ مثل الدوار فى أورام الحجاب، وحمرة الوجنة فى أورام الرئة.
11
|240ra29|فصل فى الأمراض التى تعرض للرئة
12
يعرض لها الأمراض المختصة بالمتشابهة الأجزاء، والأمراض الآلية؛ وخصوصًا
13
السدد فى عروقها، وأجزاء قصبتها؛ وخصوصًا فى العروق الخشنة، وفى خلخلة جرمها.
14
وقد تكون لأسباب السدد كلها حتى الإنطباق، والأمراض المشتركة. وقد تكثر أمراض
15
الرئة فى الشتاء، والخريف لكثرة النوازل؛ وخصوصًا فى خريف مطير بعد صيف يابس
16
شمالى. والهواء البارد ضار بالرئة إلا أن تكون متاذية بالحر الشديد. وكثيرًا ما تودى امراض
17
الرئة إلى امراض الكبد؛ كما تودى شدة بردها، وشدة حرها إلى الإستسقاء؛ وكذلك الحجاب.
18
|240ra46|فصل فى معالجة الرئة
19
ليتامل ما قيل فى باب الربو، والتنفس، ولينتقل إلى غيره مما يشاركه فى السبب
20
من الأمراض. وقد تراض الرئة بمثل رفع الصوت، ومثل النفس النافخ ليتلطف بذلك
21
فضولها، ولإستعمال الأدوية الصدرية هيئة خاصة فانها يجب ان تستعمل حبوبًا، ولعوقات
22
فى اكثر الأمر يمسك فى الفم، ويبلع ما يتحلل منها قليلًا قليلًا ليطول مدة عبورها فى
23
جوار القصبة، ويتعاود؛ فيتأدى إلى القصبة والرئة؛ وخصوصًا إذا نيم مستلقيا. و
24
أرخيت العضل كلها التى يلى الرئة وقصبتها. وأقرب وجوه إمالة فضول الرئة هو الجانب
25
الذى يلى المرى؛ ولذلك ينتفع بالقىء كثيرًا إذا لم يكن هناك مانع.
3-320
1
|240rb6|فصل فى المواد الناشبة فى الرئة واحكامها ومعالجاتها
2
المواد التى تحصل فى الرئة قد تكون من جنس الرطوبة، وقد تكون من جنس
3
القيح، وقد تكون من جنس الدم، والمواد الحارة، والرقيقة. والمواد الناشبة فى الرئة
4
قد يعسر انتفاثها؛ إما لغلظها ولزوجتها؛ فلا تنتفث، وإما لرقتها فلا يلزمها الريح الدافعة
5
إياها بالسعال؛ بل تفقأ الرطوبة عن الريح فتباينها الريح غير قالعة. وإما لشدة كثرتها.
6
وإذا كانت الأخلاط الصدرية غليظة فلا تبالغ فى التجفيف؛ بل اشتغل بالتليين، وبالتقطيع
7
مع تحليل بمداراة؛ ويكون أهم الأمرين إليك التقطيع؛ اى تكون العناية بالتقطيع اكثر منها
8
بالتحليل، واستعمل فى جميع تلك الأدوية ماء العسل؛ فانه ينفذها، ويجلو، ويلين. [و
9
انت تعرف طريق استعمال ماء العسل].
10
|240rb24|فصل فى الأدوية الصدرية المفردة والمركبة وجهة استعمالها
11
الأدوية الصدرية هى التى تنقى الصدر وهى على مراتب: المرتبة الأولى مثل
12
دقيق الباقلى، وماء العسل، وبزر الكتان المقلو، واللوز، والشراب الحلو فانه شديد التفتيح
13
لسدد الرئة؛ كما انه شديد التوليد لسدد الكبد؛ كما ستعلم علته فى باب الكبد. ومن
14
الباردات: حب القثاء، والقثد، والبطيخ، والقرع. وأما السمن فاذا اقتصر عليه كان
15
انضاجه أكثر من تنقيته؛ فان لعق مع عسل، ولوز مر؛ كان انضاجه أقل، وتنقيته أكثر.
16
وأقوى من ذلك: علك البطم، واللوز المر، والسكنجبين العنصلى، والحلبة، والكندر.
17
و تمرهيرون له قوة فى هذا المعنى. وأقوى من ذلك: الكمون، والفلفل، والكرسنة،
18
وأصل السوسن، وأصل الجاوشير، والجندبادستر بالعسل، والعنصل المشوى مسحوقًا
19
معجونًا بعسل، والقنطوريون الكبير، والزراوند المدحرج، والشونيز، والدود الذى يكون
20
تحت الجرار اذا جففت على خزف فوق الجمر، أو فى التنور حتى تبيض، وتخلط بالعسل.
21
وكذلك الراسن اذا وقع فى الأدوية؛ وماءه شديد النفع. والريوند من جملة ما يسهل
22
النفث. والسيساليوس شديد المنفعة. والبلبوس نافع منق جدًا خصوصًا النئ، وبعده
23
الذى لم يسلق إلا سلقة واحدة. والزعفران يقوى <اخذه> آلات النفس، ويسهل النفس جدًا.
24
وهذه الأدوية تصلح مشروبة، وتصلح ضمادات. ومن الأدوية المركبة: حب افلاطون؛
25
وهو حب الميعة، وشراب الزوفا بالنسخ المختلفة، ودواء اندروماخس، ودواء اسقلبيادس
26
ودواء جالينوس، وأشربة الخشخاش [بنسخ]، ودواء مغناوس، ودواء البلاذر بالهليلجات.
3-321
1
ومما ينفث الأخلاط الغليظة والمدة: يوخذ من السكبينج، والمر من كل واحد
2
مثقال، قردمانا مثقالان، افيون مثقال؛ جندبادستر مثقال، يعجن بشراب حلو؛ الشربة
3
[منه] نصف مثقال. ومما جرب: كندر اربعة، مر اثنان، مع ثلاث اواقى، ميبختج،
4
يطبخ كالعسل، ويلعق. أو عصارة الكرنب بمثله عسلًا، أو سلاقته يطبخان حتى ينعقدا،
5
والنار نار الجمر وأيضًا: مر، وفلفل، وبزر الأنجرة، وسكبينج، وخردل يتخذ منه حب،
6
ويسقى غدوة وعشية عند النوم. وأيضًا: خردل وزن درهم، بورق تسعة قراريط، عصارة
7
قثاء الحمار، وأنيسون من كل واحد قيراط ونصف؛ وهو شربة يخرج فضولًا كثيرة، وينقى
8
بلا أذى. ومن الأدوية القوية فى ذلك: أن يوخذ المحروث، والخردل، وبزر الأنجرة،
9
وعصارة قثاء الحمار، وأنيسون يجمع ذلك كله بالعسل، ويعجن به.
10
ومن الأخلاط المائلة إلى الحر: حلبة اوقيتان، ورب السوس أوقيتان، بزر الكتان
11
أوقية ونصف، كرسنة نصف أوقية، جوف حب القطن نصف أوقية، يلت الجميع بدهن اللوز،
12
ويجمع بعسل. وأيضًا: سبستان، وتين ابيض، وزبيب منزوع العجم، وأصل السوسن،
13
وبرشياوشان، يطبخ فى الماء طبخًا ناعمًا، ويسقى منه. فان طبخ فى هذا الماء بسفائج،
14
وتربذ كان نافعًا. واعلم: انه كثيرًا ما يحتبس الشىء فى الصدر، وهو قابل للإنتفاث؛ الا ان
15
القوة تضعف عنه، وحينئذ فيجب ان يستعان بالعطاس.
16
|240va34|فصل فى كلام كلى فى التنفس
17
التنفس يتم بحركتين، ووقفتين بينهما؛ على مثال ما عليه الأمر فى النبض؛
18
إلا ان حركة التنفس ارادية يمكن أن تغير بالارادة عن مجراها الطبيعى؛ والنبض طبيعى
19
صرف. والغرض فى التنفس أن تملأ الرئة نسيمًا باردًا حتى ''يعدل نبضات القلب"؛ فلا يزال
20
القلب ياخذ منه الهواء البارد، ويرد إليه البخار الدخانى إلى أن يعرض لذلك المستنشق
21
أمران: احدهما استحالة عن برده بتسخين ما يجاوره وما يخالطه، واستحالة عن صفائه
22
بمخالطة البخار الدخانى له؛ فحينئذ يزول عنه المعنى الذى به يصلح لإستمداد النبض منه؛
23
فيحتاج إلى اخراجه، والإستبدال منه. وبين الأمرين وقفتان. وإستدخاله وهو الإستنشاق
24
يكون بانبساط الرئة تابعة لحركة أجرام ["تطيف بها، نحن نفسر الأمر فيها"، واخراجه
25
يكون لإنقباض الرئة تابعة لحركة اجرام] تطيف بها.
3-322
1
والتنفس عند العامة هو المخرج، وعند الأطباء وفى اصطلاح مابينهم تارة المخرج
2
كما عند العامة، وتارة هذه الجملة؛ كما ان النبض عند العامة هى الحركة الإنبساطية،
3
وعند الأطباء فيه اصطلاح خاص على النحو المعلوم [فيه]. وحركة التنفس المعتدل
4
الطبيعى الخالى عن الآفة [يتم] بحركة الحجاب. فان احتيج إلى زيادة قوة لما ليس
5
يدخل إلا بمشقة، أو لتقوى النفس ليخرج نفخه شارك الحجاب فى هذه المعونة عضل الصدر
6
كلها حتى أعاليها، أو لا بد فبعض السافلة منها فقط. فان احتيج إلى صوت لم يكن بد
7
من استعمال عضل الحنجرة. فان احتيج إلى أن يقطع حروفًا ويولف منه كلام لم
8
يكن بد من إستعمال عضل اللسان. وربما احتيج فيها إلى استعمال عضل الشفة.
9
وكما ان فى النبض عظيمًا، وصغيرًا، وطويلًا، وقصيرًا، وسريعًا، وبطيئًا، و
10
حارًا، وباردًا، ومتواترًا، ومتفاوتًا، وقويًا، وضعيفًا، ومنقطعًا، ومتصلًا، ومتشنجًا،
11
ومرتعشًا، وقليل حشو العرق، وكثيره، <وامورًا مختلفة>، وأمورًا محمودة، وأمورًا مذمومة،
12
ولكل ذلك أسباب، وكل ذلك دليل على أمرما، ولها اختلاف بحسب الأمزجة، والأسنان،
13
والأجناس، والعوارض البدنية، والنفسانية؛ كذلك للنفس هذه الأمور المعدودة وما
14
يشبهها؛ ولكل أمر منها فيه سبب. وبكل أمر منها دليل. فمن النفس عظيم، ومنه
15
صغير، ومنه طويل، ومنه قصير، ومنه سريع، ومنه بطئ، ومنه متفاوت، ومنه متواتر،
16
ومنه ضيق، ومنه واسع، ومنه سهل، ومنه عسر، ومنه قوى، ومنه ضعيف، ومنه
17
حار، ومنه بارد، ومنه مستو، ومنه مختلف.
18
ومن أصناف النفس ما له اسماء خاصة: مثل النفس المنقطع، والنفس المنتصب،
19
والنفس المضاعف، والنفس الخناقى، والنفس المستكره وذى الفترات؛ كما يكون
20
فى السكتة ونحوها. والآفات التى تعرض فى اعضاء النفس فيدخل منها آفة فى النفس،
21
إما أن تكون فى اعضاء النفس، أو فى مباديها، أو فيما يشاركها بالجوار. واعضاء النفس:
22
هى الحنجرة، والرئة، والقصبة، والعروق الخشنة، والشرائين، والحجاب، وعضل الصدر،
23
والصدر نفسه؛ فان الآفة قد تكون فى الصدر نفسه إذا كان ضيقًا صغيرًا فيحدث لذلك
24
فى التنفس آفة. وأما مباديها فالدماغ نفسه أو النخاع أيضًا لانه منبت الحجاب فانه
25
ينبت اكثره من الزوج الرابع من عصب النخاع، ويتصل به شعبة من الخامس والسادس
26
والعصب الجائى إليها.
27
وأما الأعضاء المشاركة بالجوار: فكالمعدة، والكبد، والرحم، والأمعاء، وسائر
28
الأحشاء. وتلك الآقات إما لسوء مزاج مضعف حار، أوبارد، أورطب، أو يابس، ايه كان
3-323
1
ساذجًا، أو بمادة من خلط محتبس، او منصب إليه كثيرًا، أولزج، أو غليظ؛ والمدة والقيح
2
من جملتها، أو من ريح، أو من بخار. وإما مرض آلى من فالج، أو تشنج، او انحلال
3
فرد من تصدع، أو تعفن، أو تقرح، أو تأكل، او من ورم بارد، أو حار، أو صلب، أو
4
من وجع. وأنت تعلم مما نفيضه عليك: ان النفس قوى الدلالة، وجار مجرى النبض؛
5
بعد أن تراعى العادة فيها كما يجب عليك أن تراعى الأمر الطبيعى المعتاد فى النبض أيضًا.
6
|241ra4|فصل فى النفس العظيم والصغير واسبابهما ودلائلهما
7
النفس العظيم هو النفس الذى ينال هواءً كثيرًا جدًا فوق المعتدل، وهو الذى
8
تنبسط معه اعضاء النفس فى الجهات كلها انبساطًا وافرًا ليعظم ما يستنشق. والصغير
9
يكون حاله فى ذلك بالضد؛ فيصغر ما يستنشق، وكذلك فى جانب الإخراج. وأسباب
10
النفس العظيم: هى أسباب النبض العظيم أعنى الثلاثة المذكورة. وقد ظن ان الصغير
11
هو الذى يتم بحركة الحجاب فقط؛ وذلك ليس بصحيح على الإطلاق؛ فانه وان كان
12
[قد يكون] ما يتم بحركة الحجاب وحده صغيرًا؛ فربما كان ذلك معتدلًا؛ فان المعتدل
13
لا يفتقر إلى حركة غير الحجاب إذا كان الحجاب قوى القوة. وربما كان النفس صغيرًا
14
وإن كانت الأعضاء الصدرية كلها يتحرك إذا كانت كلها ضعيفة؛ فلا يفىء الحجاب
15
وحده بالنفس المحتاج اليه، ولا ان كانت الحاجة الى المعتدل؛ بل يحتاج أن يعاونه
16
الجميع، ثم لا يكون بالجميع من الوفاء باستنشاق الهواء وإخراجه الواقع مثلهما عن الحجاب
17
وحده لو كان سليمًا صحيحًا قويًا؛ لانه ليس ولا واحد من تلك الأعضاء يفىء بانبساط
18
تام، ولا بالقدر الذى إذا اجتمع إليه معونة غيره حصل من الجميع بسط للرئة كاف معتدل،
19
وذلك لضعف من القوى، أو لضيق من المنافذ كما يعرض فى ذات الرئة؛ لكن يجب
20
أن يكون عظم النفس معتبرًا بمقدار ما يتصرف فيه من الهواء مقبولًا ومردودًا ولن يتم
21
ذلك الإبحركة جامعة من العضل الصدرية، وما يليها. ثم لا ينعكس حتى يكون كلما
22
تحركت فيه العضل كلها فهو نفس عظيم؛ بل اذا تحركت كلها الحركة التى تبلغ من البسط،
23
والقبض تصرفًا فى هواء كثير. والصغير هو على مقابلته.
24
وقد يبلغ من شدة حركة اعضاء النفس للإستنشاق ان تتحرك منبسطة من قدام
25
الى الترقوتين، ومن خلف إلى عظم الكتفين، ومن الجانبين إلى معظم لحم الكتفين؛
3-324
1
وربما استعانت بالمنخرين؛ بل تستعين بهما فى اكثر الأحوال. وقد يختلف الحال
2
فى الإنقباض، والإنبساط من جهة العظم والصغر. وربما كان الإنبساط أعظم. وربما
3
كان الإنقباض اعظم؛ وذلك بحسب المادة التى تحتاج [الى] أن تخرج بالإنقباض. و
4
الكيفية التى تحتاج ان تعدل بالإدخال، والإنبساط؛ فايهما كانت الحاجة إليه أمس كانت
5
الحركة التى تحسبه أزيد. فان احتيج إلى نفض البخار الدخانى اكثر لكثرة كميته، أو حدة
6
كيفيته؛ كان الإنقباض عظيمًا نفخيًا. وإن احتيج إلى إطفاء ثائرة اللهيب كان الإنبساط
7
عظيمًا. واذا اتفق فى انسان أن كان غير عظيم الإستنشاق بل صغيره، ثم كان عظيم
8
الإخراج للنفس؛ كان ذلك دليلًا على ان الحرارة الغريزية ناقصة، والغريبة الداخلة زائدة.
9
والأسباب فى تجشم هذه الأعضاء كلها للحركة بعنف أربعة <أشيا>: فانها إما ان
10
تكون بسبب عظم الحاجة لإلتهاب حرارة فى نواحى القلب والرئة،، وإما لسبب فى
11
العضل المحركة من ضعف فى نفسها، أو مشاركة للأصول، ومثل ما هو فى آخر الدق والسل،
12
و فى جمع المدة؛ فانها تضعف القوة، أو لعلة [آلية] بها خاصة، أو بمشاركتها المذكورة
13
فيما سلف من تشنج يعرض لها، أو فالج، أو سوء مزاج، أو ورم، او وجع، او غير ذلك،
14
أولمانع يعرض للعضل عن الإنبساط؛ مثل إمتلاء المعدة عن أغذية، أو رياح إذا جاوز
15
الحد؛ فحال بين الحجاب والإنبساط؛ فلم ينبسط هو وحده. وإما لضيق المنافذ.
16
التى هى الحنجرة، و جداول القصبة و الشرايين، وما يتصل بها من منافذ النفس؛
17
مثل التخلخل الذى فى الرئة؛ فانها إذا امتلأت اخلاطًا كثرت فيها السدد، او عرض فيها
18
الورم. وهؤلاء كأصحاب الربو، وأصحاب المدة، وأصحاب ذات الرئة. وإما لغفلة
19
مع حاجة، أو قلة حاجة حتى طالت المدة بين النفسين؛ فاحتيج إلى نفس عظيم يتلافى
20
ما وقع من التقصير؛ مثل نفس المختلط العقل إذا لم يكن شديد برد القلب؛ فانه يشتغل
21
عنه، ثم يمعن فيه.
22
ومن جملة هذه الحاجة: عظم نفس النائم؛ لانه يكثر فيه البخارات الدخانية،
23
ويغفل فيه النفس عن ارادة اخراج النفس إلى أن يكثر بها الداعى؛ فيخرج لا محالة عظيمًا.
24
وكذلك نبض من مزاج قلبه ليس بذلك الحار المتقاضى بالنفس فيدافع إلى وقت الضرورة،
25
و يتلافى بالعظم ما فات بالمدافعة.
26
<العلامات> التى بها يفرق بين أسباب حركة الصدر كله: انه ان كان بسبب
27
كثرة الحاجة وتكون القوة قوية كان النفس كثيرًا فى إدخاله، وفى نفخه، ويكون ملمس
3-325
1
النفس حارًا ملتهبًا، والنبض أيضًا عظيمًا دالًا على الحرارة، ويكون علامات الإلتهاب
2
موجودة فى الصدر والوجه والعينين، وفى اللسان فى لونه، وخشونته، وفى غير ذلك.
3
فان لم يكن ذلك ولم يكن القوة ساقطة وكانها يمكنها البسط التام؛ فالسبب الضيق
4
فى شىء مما عددناه. وأما إن كانت الأعضاء كلها تحاول أن تتحرك؛ ثم لا تتحرك
5
حركة يعتد بها، ولا ينبسط البسط "التام مثل ما" يروم ما لا يكون، ويعول كل التعويل على
6
المنخرين، ولا يكون هناك عند الرد نفخة؛ فالقوة المحركة [التى] للعضل ماؤفة. و
7
إذا كان الضيق من رطوبة فى القصبة وما يليها؛ كان مع العلامات فى النفس خرخرة،
8
واحتاج صاحبه إلى تنحنح وهو زيادة علامة على علامة الضيق الكلى. فان لم يكن
9
ذلك كان السبب أغوص من ذلك. فاذا حدث الضيق الخرخرى دفعة فقد سالت إلى
10
الرئة مادة من النوازل، أو سال إلى الرئة أولًا ثم إلى القصبة ثانيًا مدة، وقيح من عضو من
11
الأعضاء بغتة.
12
|241va20|فصل فى النفس الشديد
13
هو الذى يكون مع عظمه كأن القوة تتكلف هناك فضل إنزعاج للإدخال، و
14
النفخ بالإخراج؛ فيكون مع العظم قوة.
15
|241va25|فصل فى النفس العالى الشاهق
16
هو الصنف من النفس العظيم الذى يفتقر فيه إلى تحريك أعالى عضل الصدر.
17
ولا تبلغ الحاجة فيه [إلى] تحريك الحجاب، وأسافل عضل الصدر. وكثيرًا ما يحدث
18
هذا النفس فى الحميات الوبائية.
19
|241va32|فصل فى النفس الصغير
20
تعرف أسبابه المعروفة باسباب العظم على سبيل المقابلة. وقد يصغر النفس
21
بسبب الوجع؛ إذا حال الوجع بين اعضاء التنفس وبين حركاتها. وقد يصغر النفس
22
للضيق؛ فاذا اقترن به التفاوت؛ دل على موت الطبيعة، وإذا اقترن به التواتر؛ دل على
23
وجع فى أعضاء التنفس، وما يليها من المعدة ونحوها؛ مثل قروحها، وأورامها.
3-326
1
العلامات: علامات اسباب النفس الصغير المقابلة لأسباب النفس العظيم
2
معلومة بحسب المقابلة. وأما الذى [يكون] صغره عن الوجع لا عن الضيق فيدل عليه
3
وجود الوجع، وإن صاحب الوجع لو احتمل الوجع وصبر عليه أمكنه أن يعظم نفسه؛
4
ومع ذلك فقد يقع فى خلال نفسه نفس عظيم تدعو الحاجة إليه، و إلى إحتمال الوجع،
5
أو تصيب الحاجة فيه غفلة من الوجع. والكائن عن الضيق بخلاف ذلك كله.
6
|241va56|فصل فى النفس الطويل
7
هو الذى يطول فيه مدة تحريك الهواء فى استنشاقه، ورده؛ لتتمكن القوة من التصرف
8
فى الهواء الكثير. وربما منع عن العظيم السريع وجع، أو ضيق؛ فأقيم التطويل فى استيفاء
9
المبلغ المستنشق مبلغ العظيم والسريع.
10
|241vb6|فصل فى النفس القصير
11
<النفس القصير> هو المخالف للطويل. وإذا اقترن به التواتر كان سببه
12
وجعًا فى آلة التنفس وما يليها. وإذا اقترن به التفاوت دل على موت الغريزة.
13
|241vb13|فصل فى النفس السريع
14
هو الذى تكون الحركة فيه فى مدة قصيرة مع بلوغ الحاجة؛ لا كالقصير والصغير.
15
والسبب فيه شدة الحاجة إذا لم يبلغ الكفاية فيها بالعظم؛ إما لان الحاجة فوق المبلوغ
16
إليه بالعظم، وإما "لان عن العظم حائلًا" مثل ما قيل فى النبض. وذلك الحائل إما
17
فى الآلة، وإما فى القوة. وقد تكون السرعة فى إحدى الحركتين اكثر منها فى الأخرى؛
18
مثل السبب المذكور فى النفس العظيم.
19
|241vb26|فصل فى النفس البطىء
20
هو ضد السريع وضد أسبابه. فقد يبطأ للوجع إذا كان العضو المتنفس يحتاج
21
[الى] ان يتحرك برفق، وتؤدة.
3-327
1
|241vb32|فصل فى النفس المتواتر
2
هو النفس الذى يقصر الزمان بينه وبين الذى قبله. ومن أسبابه: شدة الحاجة
3
إذا لم ينقض بالعظم والسرعة؛ لانها اكثر من البلوغ إليه بهما، أو لان دونهما حائل
4
من وجع، أو ورم، أو ضيق لمواد كثيرة، او انضغاط، أو انصباب قيح فى فضاء الصدر،
5
أو شىء آخر من أسباب الضيق. وأنت تفرق بين الواقع بسبب الحاجة، والواقع بسبب
6
الوجع، وغير ذلك مما سلف لك فى باب العظم. والنفس المتواتر على ما شهد به
7
بقراط يستتبع آفة لتجفيف الرئة، واتعاب اعضاء النفس فيما يليها.
8
|241vb51|فصل فى النفس البارد.
9
يدل على موت القوة، وطفؤ الحرارة الغريزية، واستحالة مزاج القلب إلى البرد؛
10
وهو أردأ علامة فى الأمراض الحادة؛ وخصوصًا إذا كان معه نداوة؛ فتتم دلالته على
11
إنحلال <الحرارة> الغريزية.
12
|242ra1|فصل فى النفس المنتن
13
هو داخل فى البخر، ويفارق سائر اصناف البخر بأن تلك الأصناف قد تروح
14
النتن فى غير حال التنفس، وهذا انما يتبين عندما يخرج النفس، ويدل على اخلاط
15
عفنة فى اعضاء النفس؛ إما القصبة وإما الرئة، إذا عفن فيها خلط، أو مدة.
16
|242ra8|فصل فى الانتقالات التى تجرى بين النفس العظيم والنفس السريع والنفس
17
المتواتر واضدادها
18
لقد علمت: ان الحاجة اذا زادت، ولم يكن حائل عظم النفس. فان زادت
19
اكثر أسرع. وإن زادت اكثر تواتر. وإذا تراجعت الحاجة نقص أولًا التواتر، ثم السرعة،
20
ثم العظم. وكذلك إذا قل الحول والمنع. وإذا فقد التراجع فى الوجوه الثلاثة وجد
21
التفاوت اكثر. ثم الإبطاء، ثم العظم؛ فيكون الخروج عن الطبيعى إلى الصغر أقل منه
22
الى البطو، وهما أقل إلى التفاوت. واعتبر هذا فى الانبساط والانقباض جميعًا بحسب
3-328
1
اختلاف الحاجتين المذكورتين اختلاف فى الزيادة والنقصان. وإذا كان السبب
2
فى الإنبساط ادعى إلى الزيادة؛ كان الزمان الذى قبل الإنبساط أقصر. وإذا كان مثل
3
ذلك السبب فى الإنقباض؛ ''كان؛ زمان السكون الذى قبل الإنقباض" اقصر. والنفس
4
المتتابع السريع يتبع ورمًا حارًا، أو ضيقًا عن سدة.
5
|242ra28|فصل فى النفس المنخرى اى المحرك للروثة
6
هذا النفس يدل على خور من القوة، أو على ضيق شديد خانق فى ذبحة، أو جمع
7
مدة، او انصبابها، او خلط.
8
|242ra34|فصل فى كلام كلى فى سوء التنفس
9
سوء التنفس يعم الأحوال الخارجة عن الطبيعة فى التنفس الذى لا يتبع اعراضًا
10
صحية؛ بل اعراضًا مرضية آئفة؛ وذلك مثل عسر التنفس، وضيق النفس، وتضاعف
11
التنفس، وانقطاع التنفس، ونفس الإنتصاب. وقد يعرض لأنواع سوء المزاج، وللإمتلاء،
12
والسدد، ومجاورة ضواغط، وأورام، واوجاع، [و] ''موانع عن الحركات"، ولقروح
13
فى الحجاب ونواحى الصدر، ولسقوط القوة من امراض ناهكة؛ وحميات حادة و
14
نائبة، وسموم مشروبة. وكل سوء التنفس، وضيقه، وعسره لمادة؛ فانه يزداد عند
15
الإستلقاء، ويكون وسطًا عند الإضطجاع على جنب، ويخف مع الإنتصاب، وفى
16
الخوانيق الداخلة يمنع عند الإستلقاء اصلًا.
17
|242ra53|فصل فى ضيق التنفس
18
<ضيق التنفس> هو ان لا يجد الهواء المتصرف فيه بالتنفس منفذًا فى جهة حركية
19
إلا ضيقًا لا يتسرب فيه إلا قليلًا قليلًا. واسبابه: إما اورام فى تلك المنافذ التى هى
20
الحنجرة، والقصبة، وشعبها، والشرائين، وفى نفس خلخلة الرئة، وجرمها؛ وأشد
3-329
1
أورامها تضييقًا للنفس ما كان صلبًا. او اخلاط كثيرة فيها، غليظة أو لزجة. أو مائية
2
تجتمع فى الرئة. أو انطباق يعرض لها من ضاغط مجاور من ورم حار فى كبد، أو معدة،
3
أو طحال، او اخلاط منصبة فى الفضاء لإستسقاء، أو غيره مثل ما يكون من انفجارات
4
اورام فى الجوف الأسفل تحول دون الإنبساط. أو تكاثف عن يبس، أو قبض عن برد
5
يصيب الرئة والحجاب. أوعن سبب فى العصب، والحجاب؛ وهو أولى بان يسمى
6
عسر التنفس. أو عن أبخرة دخانية تضيق مداخل النفس فى المواضع الضيقة. وقد يكون
7
سببه ضيق الصدر، ولا يجد الأعضاء المنبسطة للتنفس مجالًا. وقد يكون بسبب البحران؛
8
وعلامة له إذا مالت المواد إلى فوق. وقد يكون عسر النفس، وضيقه بسبب سيلان
9
المواد عن الأورام الباطنة منتقلة إلى نواحى الرأس، وتنذر باورام خلف الأذنين إن كان
10
الامر أسلم، أو فى الدماغ إن كان أصعب.
11
العلامات: علامات الأورام الخناقية قد سلفت لك. وأما علامة الورم الذى
12
يكون فى نفس الرئة؛ فالوجع الثقيل. وفى العضلات، والحجب الصدرية؛ فالوجع
13
الناخس الباطن ــ و هو أقوى وأشد ــ والظاهر وهو أضعف. و فى غضاريف الرئة؛
14
فالوجع الذى فيه مضض؛ وربما أدى إلى سعال. وإن كانت حارة فالحمى. وعلامة
15
الخناقية معروفة تشتد عند الإستلقاء. وأما علامة [امتلاء] الأخلاط أما ان كانت فى
16
القصبة فالنفث، والشوق الى السعال، والإنتفاع به مع الإنتفاث بأدنى سعال، ومع
17
خرخرة. وان كان فى الرئة كان الحال كذلك إلا ان السعال ياخذ من مكان أغور، و
18
لا يكون خرخرة الإ بقدر ما يصعب من المنتفث. وإن كانت فى الفضاء فقد تنصب من
19
جانب إلى جانب؛ مع تغير الإضطجاع ثم يبدو النفث، ولا يكون فيه مع ضيق النفس
20
سعال يعتد به.
21
|242rb45|فصل فى النفس المختلف
22
النفس يختلف بمثل اسباب اختلاف النبض، ويكون خلافه منتظمًا، وغير
23
منتظم.
3-330
1
|242rb49|فصل فى النفس المتضاعف
2
هو من اصناف المختلف، وهو النفس الذى يتم "الإنبساط فيه والإنقباض''
3
بحركتين، بينهما وقفة كنفس الصبى إذا بكى، فيكون فيه فحم إذا انبسط، وتغير إذا
4
انقبض. وسببه إما حرارة كثيرة لا تقنع بما استنشق، بل يوجب امتداده فى الزيادة. وإما
5
ضعف فى آلات النفس المعلومة يحوج إلى استراحة فى النفس. وإما لسوء مزاج مسقط
6
للقوة، أو مجفف، أو مصلب للآلة، وهو ألاكثر. وإما لوجع فيها؛ أو فى مجاوراتها،
7
أو ورم. والمجاورات: مثل الحجاب، والكبد، والطحال. والكبد أشد مشاركة
8
من الطحال. وإما لمرض آلى مما تقدم مرارًا؛ واكثره تشنج كائن أو يكون. وهذا
9
النفس علامة رديئة فى الأمراض الحادة، والحميات الحارة. وأما اذا عرض من برد؛
10
فانه مما يشفيه الحمى.
11
|242va11|فصل فى النفس المنتصف
12
هو أن تكون الآفة فى نصف الرئة، والنصف الآخر سالم، فيكون النفس نصف
13
نفس سالم.
14
|242va15|فصل فى النفس العسر
15
هو ان يكون التصرف فى الهواء شاقًا، ''كان ضيق او لم يكن ضيق". فالسبب
16
فيه آفات أعضاء النفس على ما قيل فى غيره. وربما كان للهيب نارى يغلب على القلب،
17
أو يكون لبرد مميت للقوة المحركة، او آيف لها؛ كما يعرض عند برد الحجاب لسبب
18
تبرده من طلاء أو غيره؛ وقد يكون لسدة. وربما كان خلطًا. وقد يكون لسوء مزاج
19
يعرض للحجاب مثل برد [من] الهواء، أو برد من ضماد يوضع عليه لسبب فى نفسه،
20
أو لسبب فى المعدة والكبد؛ فيقع هو فى جوار ذلك الضماد ويبرد فلا يجود انبساطه.
21
وقد يكون لسدة، فيحتبس عندها الريح المستنشق، ويحتاج الى جهد حتى ينفتح؛
3-331
1
وهذا مخالف للضيق. وربما كانت السدة ورمًا. وقد يكون لدواء مسهل آثار ولم
2
يسهل، أو لحقنة حادة لم تسهل؛ وكذلك اذا لم يبلغ الفصد فى ذات الجنب الحاجة.
3
ويجب أن تقرأ ما كتبناه فى آخر قولنا فى ضيق النفس ههنا أيضًا.
4
|242va36|فصل فى انتصاب النفس
5
هو النفس الذى لا يتأتى لصاحبه إلا ان ينتصب ويستوى ويمد رقبته مدًا إلى
6
فوق، فينفتح بسببه المجرى، ولا يستطيع أن يحنى العنق؛ فانه يضيق عليه النفس، كما
7
يضيق على منجذب الرقبة نحو خلف. وكذلك لا يقدر ان يحنى الصدر [والظهر إلى] خلف.
8
وإذا ازال هذه النصبة، وخصوصًا إذا استلقى، عرض له أن تنطبق [منه] أجزاء الرئة
9
بعضها على بعض، فيسد المجارى؛ لأنها فى الأصل فى مثله تكون مسدودة الأكثر. وانما
10
فيها فتح يسير يبطله ميلان الأجزاء بعضها على بعض. وقد يكون ذلك الإنسداد عارضًا
11
فى الحميات ونحوها لأبخرة مالئة ورطوبات منحلة. وقد يكون بالحقيقة لأخلاط مالئة
12
وسادة وأورام، أو لأن العضل مسترخية. فاذا لم تتدل إلى ناحية الرجل، بل تدلت
13
إلى ناحية الظهر والصدر ضغطت.
14
|242vb1|فصل فى كلام كلى فى نفس الطبائع والأحوال فى نفس الأسنان
15
أما الصبيان فانهم يحتاجون إلى اخراج الفضول الدخانية حاجة شديدة؛ لان
16
الهضم فيهم اكثر وأدوم، وليست حاجتهم إلى التطفئة بقليلة، وقوتهم ليست بالشديدة
17
جدًا؛ لانهم لم يكملوا فى أبدانهم وقواهم. فلا بد من ان يقع فى نفسهم تواتر وسرعة
18
شديدان مع عظم ما ليس بذلك الشديد. وأما الشبان فنفسهم أعظم، ولكن أقل سرعة
19
وتواترًا؛ اذ الحاجة تبلغ فيهم بالعظم. وأما الكهول فنفسهم أقل فى المعانى الزائدة
20
من نفس الشبان، وليس فى قلة نفس المشايخ. وأما المشايخ فنفسهم أصغر وابطأ
21
واشد تفاوتًا؛ لما لا يخفى عليك.
22
|242vb16|فصل فى نفس الممتلى من الغذاء اومن الحبل والإستسقاء ونحوه
23
نفسهم إلى الصغر؛ لان الحجاب مضغوط عن الحركة الباسطة. ولما صغر
24
نفسهم لم يكن بد من سرعة وتواتر إن كانت القوة وافية، أو تواتر وحده إن كانت
25
منقوصة.
3-332
1
|242vb23|فصل فى نفس المستحم
2
أما المستحم بالحار فانه يعظم نفسه للحاجة ولين الآلة، ويسرع ويتواتر للحاجة.
3
وأما المستحم بالبارد فأمره بالعكس.
4
|242vb28|فصل فى نفس النائم
5
اذا كانت القوة قوية فان نفسه يعظم ويتفاوت للعلة المذكورة فى باب النبض،
6
ويكون انقباضه اعظم وأسرع من انبساطه، لان الهضم فيه اكثر.
7
|242vb33|فصل فى نفس الوجع فى اعضاء الصدر
8
هو كما علمت فيما سلف منا لك بيانه إلى الصغر والقصر. وربما تضاعف؛
9
وربما عسر؛ وقد يبطؤ إذا لم يكن تلهب وتواتر كما علمت. ويكون صغره وقصره
10
اكثر من بطؤه؛ لان داعيه إلى الإحتباس وقلة الإنبساط اكثر من داعيه إلى الرفق. والتاذى
11
بعظم الإنبساط أشد من التأذى بالسرعة. فان التهب القلب وسخن، لم يكن بد من سرعة
12
وإن تؤذى بها.
13
|242vb46|فصل فى نفس من ضاق نفسه لأى سبب كان ونفس صاحب الربو
14
يحتاج ان يتلافى ما يكون بالضيق تلافيًا من جهة السرعة والتواتر فى الأكثر من
15
الأمر، فيكون نفسه صغيرًا ضيقًا متواترًا. ونفس صاحب الربو مما يشرح فى بابه.
16
|242vb54|فصل فى نفس اصحاب المدة
17
قد يتكلفون بسط الصدر كله مع حرارة ونفخة، ولا يكون هناك عظم ولا موجبات
18
القوة؛ لان أصحاب هذه العلة يكونوا قد أمعنوا فى الضعف، والقوة فى أصحاب ذات
19
الرئة والربو باقية.
20
|243ra3|فصل فى نفس اصحاب الذبحة والإختناق <وما يشبههما>
21
يكون مع بسط عظيم، ومع سرعة وتواتر للحاجة، وغور المادة، ولا يكون لهم
22
نفخة.
3-333
1
|243ra8|فصل فى [كلام مجمل فى الربو]
2
الربو علة رئية، لا يجد الوداع معها بدًا عن تنفس متواتر؛ مثل النفس الذى يحاوله
3
المخنوق أو المكدود. وهذه العلة اذا عرضت للمشائخ لم تكد تبرأ ولا تنضج، وكيف
4
وهى فى الشباب عسرة [البرء] أيضًا. وفى اكثر الأمر يزداد عند الإستلقاء. وهذه العلة
5
من العلل المتطاولة، ولها مع ذلك نوائب حادة على مثال نوائب الصرع والتشنج.
6
وقد تكون الآفة فيها فى نفس الرئة وما يتصل بها لتلحج اخلاط غليظة فى
7
الشرائين، وشعبها الصغار، ورواضعها. وربما كانت فى قصبة الرئة. وربما كانت
8
فى خلخلة الرئة والأماكن الخالية. وهذه الرطوبات قد تكون منصبة إليها من الرأس،
9
وخصوصًا فى البلاد الجنوبية ومع كثرة هبوب الرياح الجنوبية. وتكون مندفعة اليها من
10
مواضع أخر.
11
وقد يكون سبب تولدها فيها بردها، فتبتدئ قليلًا قليلًا. وقد تكون بسبب خلط
12
ليس فى الرئة وشرايينها، بل فى المعدة منصب من الرأس، أو الكبد، أو متولد فى المعدة.
13
والبهر الحادث عند الإصعاد [هو] لمزاحمة المعدة للحجاب ومزاحمة الحجاب للرئة.
14
وقد يكون الكبد اذا بردت او غلظت معينة على الربو. وهذه الأخلاط قد توذى بالكيفية،
15
وقد توذى بالكمية والكثرة. وقد تكون فى النادر من جفاف الرئة ويبسها، واجتماعها
16
إلى نفسها. وقد تكون من بردها.
17
وقد تكون لآفة [فى] مبادى اعضاء التنفس من العصب والنخاع والدماغ،
18
أو نوازل تندفع اليها منها. وقد تكون بمشاركة أعضاء مجاورة تزحم اعضاء التنفس فلا
19
ينبسط، مثل المعدة الممتلئة إذا زاحمت الحجاب. وقد يعرض بسبب كثرة البخار الدخانى
20
إذا احتقن فى الرئة وصار اليها. وقد يكون بسبب ريح يحتقن فى أعضاء التنفس و
21
يزاحم النفس. وقد يكون بسبب صغر الصدر، فلا يستوفى الحاجة من النفس، ويكون
22
ذلك آفة جبلية فى النفس؛ كما يعرض فى الغذاء من صغر المعدة. وقد يشتد الربو فيصير
23
نفس الإنتصاب. وكثيرًا ما ينتقل إلى ذات الرئة.
24
العلامات: ان كان سبب الربو اخلاطًا، ورطوبات فى القصبة نفسها، كان
25
هناك ضيق فى أول التنفس مع تنحنح ونخير، واحساس مدة واقفة، وثقل مع نفث
26
شى من مكان قريب. وإن كانت الأخلاط عن نزلة كان دفعة، وإلا كان قليلًا قليلًا.
3-334
1
وإن كانت فى العروق الجسية دام اختلاف النبض خفقانيًا. وربما أدى إلى خفقان
2
يستحكم ويهلك.
3
واكثر نبض أصحاب الربو خفقانى، وإن كان خارج الفضاء كيف كان لم يكن
4
سعال. وإن كانت بمشاركة المبادى، دل عليه ما مضى لك. وإن كان بمشاركة المجاورات،
5
دل عليه ازدياده بسبب هيجان ما بها، او امتلاء يقع فيها. وإن كان عن نزلات، دل
6
عليها حالها. وإن كان عن انفجار مدة دفعة إلى اعضاء التنفس، دل عليها ما تقدم
7
من ورم وجمع، ثم ما حدث عن انفجار. وإن كان عن يبس، دل عليه العطش و
8
عدم النفث البتة، وأن يقل عند تناول ما يرطب، واستعمال ما يرطب. وإن كان
9
بسبب ريح، دل عليه خفة نواحى الصدر مع ضيق يختلف بحسب تناول النوافخ وما لا
10
نفخ له. وإن كان بسبب برد مزاج الرئة، كما يكون فى المشايخ، فانه يبتدئ قليلًا
11
قليلًا ويستحكم.
12
|243rb25|علاج الربو وضيق النفس وانتصابه
13
أما الكائن عن الرطوبات فالعلاج والوجه فيه أن يقبل على إفناء الرطوبات، التى
14
فى رئاتهم بالرفق والإعتدال. وإن علمت ان الآفة العارضة فيها هى الكثرة، فاستفرغ
15
البدن لا محالة بالمسهل. ويجب أن تكون الأدوية ملطفة منضجة، من غير تسخين شديد
16
يؤدى إلى تجفيف المادة وتغليظها. ولهذا لم يلق الأوائل فى معاجين الربو أفيونًا ولا
17
بنجًا ولا يبروجًا؛ اللهم إلا ان يكون المراد بذلك منع نزلة إذا كثرت، بل ولا بزرقطونا
18
الا ما شاء اللّه.
19
وكذلك يجب ان يتعهد ترطيب المادة وانضاجها إذا كانت غليظة أو لزجة.
20
ولا يقتصر على تلطيف أوتقطيع ساذج، [بل] ربما أدى عنفه وعصيان المادة إلى جراحة
21
فى الرئة. وكذلك فان جميع ما يدر مضر بهذه العلة، من حيث يدر لإخراجه الرقيق من
22
الرطوبة. فاذا احسست مع الربو بغلظ فى الكبد، فيجب ان تخلط بالأدوية الصدرية
23
ادوية من جنس الغافث و الأفسنتين، والذى يجمع بين الأمرين جمعًا شديدًا، و هو
24
مثل قوة الصبغ والزراوند أيضًا.
25
فاذا كان المعالج صبيًا، فيجب ان تخلط الأدوية بلبن أمه. وتكفيهم الأدوية
26
المعتدلة مثل الرازيانج المرطب مع اللبن. ومما يعين على النضج والنفث مرقة الديك
3-335
1
الهرم. ومن التدبير النافع لهم أن يستعمل دلك الصدر وما يليه، بالأيدى والمناديل
2
الخشنة، خاصة إذا كان هناك نفس الإنتصاب، دلكًا معتدلًا يابسًا من غير دهن؛ إلا أن
3
يقع اعياء فيستعمل الدهن. ويجب أن يستعمل فى الدلك [بالدهن] فى بعض الأوقات
4
القيسوم والنطرون، ويدلك به دلكًا شديدًا.
5
وإن كانت المادة كثيرة، فلا بد من تنقية بمسهل يتخذ من مثل بزر الأنجرة،
6
وبسفائج، وقثاء الحمار، وشحم الخنظل. ومن التدبير فى ذلك بعد التنقية والقىء
7
استعمال الصوت ورفعه متدرجًا فيه إلى قوة وطول. ومن التدبير فى ذلك استعمال القىء
8
المتصل، وخصوصًا بعد أكل الفجل، أو شرب أربعة دراهم من البورق مع خمس اواقى
9
من شراب العسل. وذلك اذا قويت العلة وصعب الأمر. والخربق الأبيض نافع جدًا،
10
وهو فى امراض الصدر مامون غير مخوف. والأصوب <و الأجود> ان يوخذ قطع من
11
الخربق فيغرز فى الفجل، ويترك ذلك يومًا وليلة، ثم ينزع عنه، ويوكل ذلك الفجل.
12
وأيضًا يوخذ من الخردل والملح من كل واحد درهم، ومن البورق الأرمنى نصف درهم،
13
ومن النطرون دانق، يسقى فى خمسة اساتير ماء وعسل؛ ومقدار العسل فيه اوقية.
14
ومن التدبير فى ذلك إدامة تليين الطبيعة، ويعينهم على ذلك تناول الكبر المملح
15
قبل الطعام، والطريخ العتيق، ومرقة الديك الهرم مع لب القرطم واللبلاب والسلق.
16
فان لم تلن بذلك سقى ماء شعير شديد الطبخ، فيه قليل أفربيون والأفثيمون، شديد النفع
17
فى هذه العلة. فاذا اتخذ ماء طبخ فيه الأفثيمون مع عسل، كان شديد النفع. وكذلك
18
يتناول منه مثقال بالمييختج. وكذلك طبيخ الطين والفوذنج والسذاب فى الماء،
19
يتخذ منه ماء العسل. وأيضًا طبيخ الحلبة بالتين السمين مع عسل كثير، يستعمل قبل
20
الغذاء بزمان طويل ويعاود [بعده]. وكذلك طبيخ الزبيب والحلبة بماء المطر.
21
ومن التدبير فى ذلك رياضة يتدرج بها من بطوء إلى سرعة؛ لئلا تحدث ''المعاجلة
22
منهم" إختناقًا لتحريكها المادة بالعنف. وأما اغتذاءهم فيجب ان يكون بعد مثل ما ذكرناه
23
من الرياضة، ويكون خبزهم خبزًا نضيجًا معمولًا من عجين خمير، ونقلهم الملطفات
24
التى يقع فيها حب الرشاد، و<اوراق> زوفا، وسعتر، وفوذنج. ودسومة اطعمتهم من
25
شحوم الأرانب، والأيايل، والغزلان، وخاصة الثعالب، ولا سيما رئاتها؛ فان رئة الثعلب
26
دواء لهذه العلة اذا جففت وسقى منها وزن درهمين. وكذلك رئة القنفذ البرى.
27
وأما لحمانهم فمثل السمك الصخرى والنهرى دون الآجامى ومثل العصافير
28
والحجل والدراج ومرقة الديوك تنفعهم. وقد يقع لسان الحمل فى أغذية أصحاب
3-336
1
الربو. وأما شرابهم فليكن الريحانى العتيق الرقيق، القليل المقدار. وأما إذا ارادوا ان
2
يكثروا لينضج ويعين على النفث، أخذ منه الرقيق جدًا. وشراب العسل ينفعهم أيضًا.
3
وفى الخمور الحلوة المعانة بأشياء ملطفة تضاف اليها منفعة لهم؛ لما فيها من الجلاء،
4
والتليين، والتسخين المعتدل. ويجب أن يباعدوا بين الطعام والشراب، ولا يرووا
5
من الماء دفعة بل دفعات.
6
وأما الأمور التى يجب ان يجتنبوها فمن ذلك الحمام ما قدروا، وخصوصًا على
7
الطعام، والنوم الكثير، وخصوصًا نوم النهار. والنوم على الطعام أضر شىء لهم؛ اللهم
8
إلا أن تصيبهم فترة شديدة، واعياء، وحرارة، فليناموا حينئذ نومًا يسيرًا. ويجب ان
9
يجتنبوا كل حبة فيها، نفخ، وان يجتنبوا الشرب على الطعام كان ماء أو شرابًا.
10
وأما الأدوية المسهلة القوية التى تلائمهم فمثل ان يسقوا من الجاوشير وشحم
11
الحنظل من كل واحد نصف درهم بماء العسل، أو جندبادستر مع الأشق وحب الغاريقون؛
12
لا بد من إستعماله فى الشهر مرتين اذا قويت العلة، ونسخته: غاريقون ثلاثة، اصل
13
السوسن واحد، فراسيون واحد، تربذ خمسة، ايارج فيقرا أربعة، شحم الحنظل وانزروت
14
من كل واحد درهم، مر درهم، <يسحق و> يعجن بميبختج. الشربة درهمان. وأيضًا:
15
شحم الحنظل نصف مثقال، انيسون سدس مثقال، يعجن بالماء، ويحبب، ويستعمل
16
بعد استعمال الحقنة الساذجة قبله بيوم، وهى التى تكون من مثل ماء السلق، ودهن
17
السمسم، والبورق، وما يجرى مجرى ذلك.
18
وأيضًا شحم الحنظل دانقان، بزر الأنجرة وزن درهم، افثيمون نصف درهم،
19
يعجن بماء العسل، وهو شربة ينتظر عليها ثلاث ساعات، ثم يسقوا أوقية أو ثلاثة من ماء
20
العسل. وأيضًا شحم الحنظل والشيح بالسوية، بورق نصف جزء، أصل السوسن
21
جزء، جاوشير جزء يحبب. والشربة منه من درهم ونصف إلى درهمين، ينتظر عليه
22
ساعة، ويسقى نصف قوطولى ماء العسل. وأيضًا خردل مثقال، ملح العجين نصف
23
مثقال، عصارة قثاء الحمار نصف مثقال، يتخذ منه ثمانية أقراص، ويشرب يومًا قرصة
24
ويومًا لا. والشربة بماء العسل؛ فان هذا يلين الطبيعة وينفث بسهولة.
25
وأما سائر الأدوية فيجب ان ينتقل فيها، ولا يواصل الدواء الواحد منها دائمًا،
26
فتالفه الطبيعة. وأيضًا بين الأدوية والأبدان مناسبات، لا تدرك إلا بالتجربة. فاذا جربت
27
فالزم الأنفع. ويجب أن تراعى جهة مصب المادة. فان كان من الرأس دبر الرأس
3-337
1
بعلاج النوازل [المذكور]، مع تدبير تنقية الخلط. وربما وقع فيها المخدرات والطين
2
الأرمنى عجيب فى منع النوازل.
3
وأما تفاريق الأدوية فمثل دواء ديسقوريدس بمثل الزراوند المدحرج. ويسقى
4
منه كل يوم نصف درهم مع الماء. ومثل سكبينج مع شراب، والأبهل وجوز السرو.
5
وأيضًا ''الفاشرا والفاشرستين" أربع دوانيق ونصف بماء الأصول. وأيضًا الخل المنقوع
6
فيه بزر الأنجرة مرارًا وزن درهمين، [او] بزر الحرف مقطر عليه دهن اللوز الحلو، و اصل
7
الفوة نصف وربع درهم مع سكنجبين العنصل؛ [فان سكنجبين العنصل] نافع جدًا.
8
والعنصل المشوى نفسه خصوصا مع عسل، وزراوند مدحرج، والفوتنجان، والشيح،
9
والسوسن، وكمافيطوس، وجندبادستر.
10
وأيضًا مطبوخ قنطوريون. والقنطوريون أيضًا صنفاه نافع لهم فى الحالين، الغليظ
11
عند الحركة وفى الإبتداء، والدقيق عند السكون وفى الأواخر؛ يتخذ لعوقًا بعسل.
12
وأيضًا علك الأنباط وحده، أو مع قليل عاقرقرحا، وبارزد، والجاوشير، قوى نافع
13
جدًا من هذه العلة؛ إلا انه مما يجب أن تتقى غايلته العظيمة بالعصب. ودواء الكبريت
14
شديد النفع لهم.
15
وأيضًا يوخذ من الحرف والسمسم من كل واحد ثلاثون درهمًا. ومن الزوفا
16
اليابس وزن سبعة دراهم، والشربة بقدر المشاهدة. وأيضًا رئة الثعلب يابسة خمسة،
17
فوذنج جبلى اربعة، بزر كرفس وساذج <هندى> من كل واحد ثمانية، حماما وفلفل من
18
كل واحد اربعة، بزر البنج اثنان. او يوخذ عصارة بصل العنصل بمثلها عسلًا فائقًا،
19
ويعقد على فحم ويسقى منه مسطرون قبل الطعام ومثله بعده. وأيضًا فوتنج، وحاشا،
20
وايرسا، وفلفل، وانيسون، يعجن بعسل، ويستعمل قدر البندقة بكرة وعشية.
21
وأيضًا جعدة وشيح أرمنى وكما فيطوس وجندبادستر وكندر وزوفا من كل
22
واحد مثقال يخلط بعسل وهو شربتان. أو بورق أربعة، فلفل ابيض اثنان، انجدان ثلاثة،
23
أشق اثنان، يعجن <بعسل أو> بميبختج. والشربة بقدر باقلاة واحدة بماء العسل. أو
3-338
1
جندبادستر، وزراوند مدحرج، وأشق من كل واحد مثقال، فلفل عشرة حبات، يخلط
2
برب العنب. والشربة مقدار باقلاة فى السكنجبين. وأيضًا فراسيون، وقسط، وميعة،
3
وحب الصنوبر، من كل واحد مثقال، جعدة وجندبادستر من كل واحد مثقال، فلفل
4
ابيض وعصارة قثاء الحمار من كل واحد نصف مثقال، يعجن بعسل. والشربة باقلاة
5
بماء العسل المسخن.
6
وأيضًا خردل وبورق من كل واحد جزآن، فوذنج نهرى، وعصارة قثاء الحمار
7
من كل واحد جزء؛ يعجن بخل العنصل. والشربة بمقدار كرسنة فى ماء الشهد على الريق.
8
أو شيح، وافسنتين، وسذاب معجونًا بعسل، [او تطبخ هذه الأدوية بعسل]، او بعقد
9
السلاقة بالعسل، والأول يسقى بالسكنجبين. أو طبيخ الفوذنج باللبن، وخصوصًا اذا
10
كانت هناك حرارة. واعلم ان الراسن وماءه شديد النفع من هذه العلة.
11
ومن الأدوية القوية منها الزرنيخ بالراتينج يتخذ منه حب للربو؛ او يسقى الزرنيخ
12
بماء العسل، والكبريت بالنيمبرشت. ومن الأدوية الجيدة القريبة من الاعتدال الكمون
13
بخل ممزوج، وهو نافع جدًا لنفس الإنتصاب. وأيضًا لعاب الخردل الأبيض بمثله عسل
14
يطبخ لعوقًا ويستعمل. وعند شدة الإختناق وضيق النفس يوخذ من البورق اربعة دراهم،
15
مع درهمين من حرف فى خمس اواقى ماء وعسل؛ فانه ينفع من ساعته، وهو نافع
16
من عرق النساء. والأدهان التى تقطر على أشربتهم، دهن اللوز الحلو والمر ودهن الصنوبر.
17
والمروخات فمثل دهن السوسن ودهن الغار، يمرخ به الصدر. وكذلك دهن الشبث.
18
وأما الدخن فبمثل الزرنيخ والكبريت، يدخن بهما بشحم كلى الماعز. وأيضًا
19
مر، وقسط، وسليخة، وزعفران، وزراوند. وأيضًا الميعة السائلة، والبارزد، و
20
الصبر الأسقوطرى. وأيضًا زرنيخ وزراوند طويل، يسحقان ويعجنان بشحم البقر، ويتخذ
21
منه بنادق، ويبخر منه بدرهم عشرة ايام، كل يوم ثلاث مرات.
22
وأما الكائن من الربو وضيق النفس بسبب أبخرة دخانية تستولى على القلب،
23
وعن أخلاط تكون فى الشرائين. وقد ينتفع فيهما بالفصد، واولاه من الجانب الأيسر.
24
وأما الكائن بسبب الريح فالقصد فى علاجه أمران: احدهما تحليل الريح برفق، وذلك
25
بالملطفات المعلومة. والثانى تفتيح السدد، ليجد العاصى عن التحليل منها منفذًا. و
26
مما ينفع من ذلك التمريخ أيضًا بدهن الناردين، ودهن الغار، ودهن السذاب. ومن
27
الأضمدة النافعة الشبث، والبابونج، والمرزنجوش، مطبوخات يكمد بها الصدر والجنبان.
28
ومن المشروبات السجريتا، والأمروسيا، والقفى. وأيضًا السكبينج والجاؤشير.
29
والشربة من أيهما كان مثقال:
3-339
1
وأما الكائن من الربو وضيق النفس بسبب النوازل فيجب ان يشتغل بعلاج منع
2
النوازل وتنفيث ما اجتمع. وأما المظنون من ضيق النفس أنه بسبب الأعصاب، وهو
3
بالحقيقة ضرب من عسر النفس ومن سوء التنفس، وليس من باب ضيق النفس.
4
وقد ذكرنا علاجه فى باب عسر التنفس.
5
وأما الكائن عن اليبس والجفاف فينفع فيه شرب البان الأتن والمعز، والعصارات،
6
والأدهان الباردة المرطبة، ودهن اللوز فى الاحساء [المرطبة] والشراب الرقيق المزاج
7
من المرطبة، وهجر المسخنات بقوة [والمحللات] والمجففات مما علمت. ويوافقهم
8
الأطلية المرطبة، والمراهم، والمروخات الناعمة. وأما ضيق النفس الكائن بسبب
9
الحرارة ويوجد معها إلتهاب، فيجب ان يستعمل فيه المراهم المبردة، والقيروطيات
10
المبردة، وهو بالحقيقة ضرب من سوء التنفس لا ضيق النفس. وشرب البنفسج المربى
11
وماء الشعير نافع فيه. وأما الكائن عن البرد فالمسخنات المطلية، والمشروبة، وطبيخ
12
الحلبة بالزبيب نافع لهم.
13
|244va1|علاج سائر اصناف سوء التنفس
14
ان كان السبب فى سوء التنفس حرارة القلب. استعملت الأدوية المبردة مشروبة
15
وطلاءً. وان كان السبب كثرة البخارات التى فى القلب نفسه، أو التى تاتى الرئة من
16
مواضع أخر، فافصد الباسليق، واستعمل الإستفراغ بماء الجبن المتخذ بالسكنجبين مع
17
ايارج فيقرا، واستعمل دلك اليدين والرجلين. وإن كان السبب رطوبة رقيقة، استعملت
18
ما يعدل قوامها بالتغليظ. وإن كان السبب رطوبة معتدلة إلا أنها سادة، فاستعمل ما
19
يجلو مثل حب الصنوبر، والجوز، والزبيب. وينفع من سوء التنفس الرطب سكرجة من
20
ماء الباذروج، أو ماء السذاب.
21
وإن كان السبب رطوبة غليظة، استعمل المنقيات المذكورة، القوية الجلاء؛
22
كالعنصل والزوفا ونحوه. ويرجع إلى ما قيل فى باب الربو، وما عد فى الصدريات.
23
وإن كانت الأبخرة والرطوبات تاتى من مواضع أخر، عولج الدماغى منها بعلاج النزلة
24
وتنقية الرأس؛ إلا أن تكون النزلة من ضعف جوهر الدماغ فلا علاج له. وعالج بما
25
يأتى من مواضع أخر بجذب المادة إلى جهة أخرى بعد الفصد والإستفراغ؛ وتقبل على
3-340
1
تنقية الصدر بمثل الزراوند، والسقورديون، والأسطوخودس. والدياقوذ الساذج والمقوى
2
نافع جدًا فى تقوية الرأس.
3
وإن كان بسبب الأعصاب، استعمل ما يقويها ويقوى الروح فيها، وينعشه مثل
4
الأدهان العطرية. وإن كان لورم فى المرى، او سوء مزاج، عولج ذلك بما قيل فى بابه.
5
وإن كان بمشاركة المعدة، نقيت وقويت بما نذكره فى بابه. وإن كان من برد، استعمل
6
السجريتا، والأمروسيا، والأنقرديا. وإن كان عن يبس، استعمل مثل الفانيذ باللبن
7
الحليب، وما قيل فى ابواب أخر. فان كان من رياح، استعملت الكمادات المذكورة
8
فى الربو، والضمادات وغيرهما. واعلم ان الزعفران من جملة الأدوية النافعة من سوء
9
التنفس وعسره، لتقويته آلات النفس، وتسهيله للنفس.
10
|244va46|فصل فى علاج عسر النفس من هذه الجملة
11
ان كان ذلك من رطوبة فان جالينوس يأمر بدواء العنصل، المعجون بالعسل،
12
فى كل شهر مرتين. والشربة منه ستة وثلاثون قيراطًا، واليوم الذى يأخذه فيه لا يتكلم
13
ولا يتحرك قبل ذلك اليوم بيومين، وفى الساعة السابعة يتناول الخبز بالشراب الممزوج،
14
وبالعشى صفرة البيض مع لب الخبز، ومن الغد فروجًا صغيرًا يتخذ منه مرقًا. ويستحم
15
من عشية الغد. فان لم يزل بهذا، استعملت معجون البسد، ودواء اندروماخس، خصوصًا
16
إذا تطاولت العلة.
17
وإن كان السبب من الرأس، يستعمل غسل الرأس كل اسبوع مرتين بصابون
18
وبورق، ويستكثر من المعطسات، ويتغرغر برب التوت مع الصبر والمر. ويستعمل
19
رياضة التمريخ على الظهر. ويستعمل ربط الساق مبتديًا من فوق إلى أسفل. ويستعمل
20
المنقيات المذكورة. وحب بهذه الصفة: شيح، وقضبان السذاب، وحشيش الأفسنتين
21
سواءً، يحبب كل يوم حبتين كالحمص، وبعده السكنجبين وخصوصًا العنصلى.
22
وأيضًا جندبادستر وشيح من كل واحد جزء، افسنتين وكمون من كل واحد نصف جزء،
23
يحبب كالحمص. ولعوق الكرنب جيد لهم. وأيضًا كلس العلق المتولد تحت الجرار،
24
اذا احرق فى كوز خزف حتى يترمد، ويخلط بالعسل، ويستعمل منه كل يوم ملعقة.
25
وهذه الوجوه [كلها] تنفع إذا كان السبب عصبيًا. وأما إن كان من حرارة
26
فهذا القرص نافع جدًا: ورد ستة، اصل السوس اربعة عشر، امبر باريس اثنان، لك،
3-341
1
وراوند، ومصطكى، وعصارة الغافث، وعصارة الأفسنتين، والسنبل، والأنيسون،
2
وبزر الرازيانج، من كل واحد ثلاثة دراهم، زعفران نصف درهم، بزر الخيار، والقثاء،
3
والقرع، والبطيخ، من كل واحد درهم، صمغ وكثيرا ورب السوس وبزرالخبازى
4
من كل واحد درهم.
5
ويجب أن يستعمل الإستفراغ لما يخرج الأخلاط الحارة. وأما ''اذا كان السبب
6
ضعفًا أصاب العصب" او آفة، فيجب ان يعالج بما يقوى الروح التى فى العصب. و
7
الأدهان الحارة العطرة مثل دهن النرجس، والسوسن، والرازقى، والأدهان المتخذة
8
بالأفاوية، والقيروطات المتخذة من تلك الأدهان، ودهن الزعفران، والزعفران نفسه
9
غاية فى المنفعة. وإن كان السبب ضربة اصابت منابت تلك الأعصاب، عالجت
10
بما ينبغى من موانع الورم.
11
|244vb37|المقالة الثانية فى الصوت
12
الصوت فاعله العضل التى عند الحنجرة، بتقدير الفتح، وبدفع الهواء المخرج
13
وقرعه. وآلته الحنجرة، والجسم الشبيه بلسان المزمار؛ وهى الآلة الأولى بالحقيقة،
14
وسائر الآلات بواعث ومعينات. وباعث مادته الحجاب وعضل الصدر. ومودى
15
مادته الرئة. ومادته الهواء الذى يتموج عند الحنجرة. وإذا كان كذلك فالآفة تعرض
16
له إما من الأسباب الفاعلة، وإما بسبب الباعث للمادة. وآفته إما بطلان، وإما
17
نقصان، وإما تغير ببحوحة، او حدة، او ثقل، او خشونة، او إرتعاش، او غير ذلك.
18
وكل واحد من هذه الأسباب إنما يعتل إما لسوء مزاج مفرد، او مع مادة؛ وخصوصًا
19
من نزلة بآلة تعرض للحنجرة؛ او لما يعرض لها من إنحلال الفرد بانقطاع، اوورم، أو
20
وجع، او ضربة وسقطة.
21
وقد تكون الآفة فيه لنفسه. وقد تكون بشركة المبدأ القريب ''من الأعصاب التى
22
تشظى" إلى تلك العضل ومباديها، او البعيد كالدماغ. وقد تكون بشركة العضو المجاور
23
من اعضاء الغذاء، اواعضاء النفس، او المحيط بهما من البطن والصدر، والمتصل
24
بهما من خرزة الفقار، بل من الحنك؛ فان تغيره إلى الرطوبة، أو إلى اليبوسة والخشونة،
25
قد يغير الصوت. و من هذا القبيل قطع اللهاة واللوزتين؛ فان صاحبها اذا صوت احس
26
كالدغدغة القوية الملجئة إلى التنخع. وربما انسدت حلوقهم عند كل صياح.
3-342
1
وأما من جهة المؤدى فان الصوت يتغير لشدة حر الرئة، أو بردها، او رطوبتها،
2
او لسيلان القيح اليها من الأورام، او لسيلان النوازل إليها، اويبوستها. والحرارة تعظم
3
الصوت، والبرودة تحدده وتصغره، واليبوسة تخشنه، وتشبهه باصوات الكراكى، و
4
الرطوبة تبحه، والملاسة تعدله وتملسه. وإذا امتلأت الرئة رطوبة ''ولم يمكن القصبة
5
نفثه"، لم يمكن الإنسان ان يصوت صوتًا عاليًا ولا صافيًا؛ لان ذلك بمقدار صفاء الرئة
6
والحنجرة وضد صفائها. وقد يختلف الصوت فى ثقله وخفته بحسب سعة قصبة
7
الرئة وضيقها، وسعة الحنجرة وضيقها.
8
وإذا اشتدت الآفات المذكورة فى الأعضاء الباعثة والمؤدية، بطل الصوت،
9
ولم يجب ان يبطل الكلام؛ فان الكلام قد يتم بالنفس المعتدل؛ كرجل كان اصاب
10
عصبه الراجع عند الحاجة إلى كشفه بالحديد برد، فذهب صوته؛ وآخر عولج فى خنازير،
11
"فانقطعت احدى'' العصبتين الراجعتين، فانقطع نصف صوته. واذا كانت الآفة بالعضل
12
المثبتة صار الصوت أبح. وإذا كانت بالعضل المحركة الباسطة كان الصوت خناقيًا،
13
بل ربما حدث منه خناق. وإذا كانت بالعضلة المحركة القابضة كان الصوت نفخيًا.
14
فاذا بطل فعلها، بطل الصوت. واذا حدث فيها استرخاء غير تام، وحالة شبيهة بالرعشة،
15
ارتعش الصوت. واذا لم تبلغ الرطوبة أن ترخى أبحت الصوت. فالبحة اذا عرضت ''عن
16
الرطوبة" تعرض عن رطوبة، لوكثرت قليلًا ارعشت ولوكثرت كثيرًا ابطلت.
17
وقد يبح الصوت لتعب آلات التصويت فيحدث بها اعياء أو تورم وتوتر، واردأه
18
ما كان على الطعام. وقد يبح للبرد الخشن وللحر المفرط بما يسيئان المزاج. وكذلك السهر،
19
و<كذلك> الأغذية المخشنة ويبح لكثرة الصياح وتجلب بلة سيلها إلى الطبقة المغشية
20
للحلق والحنجرة. والبحوحة التى تعرض للمشايخ لاتبرأ. وإذا كان الصيف شماليًا يابسًا و
21
خريفه جنوبيًا مطيرًا فان البحوحة تكثر فيه. والدوالى اذا ظهرت كانت كثيرًا من اسباب صلاح
22
الصوت. واعلم ان الناقهين والضعاف والمتخاشعين المتشبهين بالضعفاء لقلة قوتهم
23
كانهم يعجزون عن التصريف فى هواء كثير فيضيقون الحنجرة حتى يحتد صوتهم، واذا
24
اجتهد ان يوسع حنجرته ويثقل صوته لم يتسع البتة.
3-343
1
|244vb38|انقطاع الصوت
2
ان كان لسوء مزاج فى بعض العضل اوآفة عولج بما يجب فى بابه مما علمته.
3
ومن احس بابتداء انقطاع الصوت وجب ان يبادر إلى العلاج قبل ان يقوى فياخذ: من
4
صفرة بيض مسلوقة، وسمسمًا مقشرًا، او لبنًا حليبًا من كل واحد ملعقة؛ ويسقى بالماء
5
كل يوم ثلاثة ايام. ويجب ان يتحسى ما يطبخ فى باطن الرمانة الأمليسية الحلوة المطبوخة
6
مدفونة فى رماد حاريوخذ عنه اذا لانت، ويقلع [عنها] اعلاها، ويحرك ما فيها بالمخوض،
7
ويصب فيه قليل من ماء السكر، ويشرب. وان كانت من رطوبة فى العضل القريبة
8
من الحنجرة [اوالحنجرة] بالغت فى الإرخاء؛ ولا يكون هناك وجع، ويكون كدورة،
9
وثقل؛ فيجب ان يوخذ: تين يابس، وفوذنج؛ ويطبخان، ثم يخلط الصمغ العربى
10
المسحوق بسلاقتهما حتى يصير كالعسل، ويلعق.
11
اويوخذ: مر، وزعفران بعقيد العنب. او يوخذ: زعفران ثلاثة دراهم ونصف،
12
مر درهمين، رب السوس، وكندر من كل واحد درهم، يجمع برب العنب؛ او بعسل،
13
ويعقد. او يوخذ: من الزعفران واحد، ومن الحلتيت نصف، ومن العسل ثلثه؛
14
يطبخ حتى ينعقد، ويحبب، ويمسك تحت اللسان. ولعوق الكرنب نافع أيضًا. و
15
مضغ قضبان الكرنب الرطب وتجرع ماءه قليلًا قليلًا نافع. واذا لم ينجع لعوق الكرنب
16
جعل عليه قليل حلتيت، ودقيق الكرسنة، والحلبة، والكراث الشامى، والنبطى،
17
والبصل، وعصارته، والثوم، والفستق. والعنب الحلو الشتوى [نافعة] وأيضًا:
18
يوخذ الزنجبيل المربى باللبن البالغ فى التربية، ويدق حتى يصير مثل المخ، ويلقى عليه
19
نصفه دارفلفل مسحوقًا كالكحل، وربعه زعفران كذلك، ومثل الجميع نشا، ويسحق
20
بالطبرزد المحلول المقوم، او بالعسل؛ وهو منق جدًا.
21
ومن الأغذية: ما يقوى الجنبين مثل الأكارع وخصوصًا اكارع البقر ياكل منها
22
العصب فقط؛ وخصوصًا بعسل، او مطبوخة بعسل فان كان من يبس؛ وخصوصًا بمشاركة
23
المرى، وعلامته ان لا يكون مع البحة عظم؛ بل صغر وحده، وصفاء ما يكون مع خشونة،
24
ووجع؛ يوخذ عند النوم ملعقة من دهن البنفسج الطرى العذب بالسكر الطبرزد. وينفعه
25
لعاب بزر قطونا بماء سكر كثير. والأغذية المرطبة، والملينة، ومرق الدجاج اسفيذباجات،
3-344
1
ومرق البقول المعلومة، والتين نافع لإنقطاع الصوت؛ كان من رطوبة، او من يبوسة.
2
ودواء التين المتخذ بالفوذنج، [والإستلقاء] نافع لضعف الصوت، وبحته.
3
|245va8|علاج بحت الصوت وخشونته
4
قد علمت اسباب البحة. واعلم: من بح صوته فيجب ان يتجنب كل حامض،
5
ومالح وخشن، وحاد، وحريف؛ إلا ان تريد بذلك العلاج، والتقطيع؛ فتستعملها
6
مخلوطة بأدوية ملينة. فان عرضت البحة من كثرة الصياح اخذ التين، والنعنع، والصبر؛
7
اجزاء سواءً، ويعجنها بميبختج، ويتحسى من لباب القمح، وكشك الشعير، ودهن
8
اللوز، والزعفران، ويستعمل طلاء العنب. وينفع ما قيل فى انقطاع الصوت خصوصًا
9
دواء الحلتيت بالزعفران. وان كانت هناك حرارة فمرقة السرمق، والخبازى، وماء
10
الشعير، وحب القثاء، والنشا، واللوز.
11
وان كان السبب بردًا انتفع أيضًا بدواء الحلتيت، والزعفران المذكور؛ وان
12
ياخذ من الخردل المقلو ثلاثة دراهم، ومن الفلفل واحدًا، ومن المر ستة، ومن اللبنى،
13
والقنة من كل واحد اربعة؛ ويتخذ منه حب، ويمسك تحت اللسان. او يوخذ: من
14
المر درهمان، ومن اللبان عشرة يجمع بطلاء. فان كان من صياح وتعب انتفع بالحمام
15
انتفاع سائر اصناف الإعياء. وينفعهم: الأغذية المرخية، والمغرية؛ كاللبن، وصفرة
16
البيض النيمبرشت بلا ملح. والأطرية، والأحساء المعروفة، ومرق السرمق، والخبازى،
17
وما أشبهه. والحبوب المتخذة من النشا، والكثيرا، ورب السوس، والصمغ،
18
والحبوب اللينة المنضجة؛ فانه ان كان كالورم تحلل بها. وكذلك الغراغر واللعوقات
19
اللينة من جملة ما تعالج به الخوانيق الحارة. وكذلك الأحساء التى تجمع إلى التغرية جلاء
20
بلا لذع مثل المتخذ بدقيق الباقلى وبزر الكتان. وأقوى من ذلك صمغ البطم.
21
ويجب لصاحب هذه البحة ان يهجر الشراب اصلًا؛ وخصوصًا فى الإبتداء.
22
"واذا كان ورم حار" شرب الشراب الحلو، والفجل المطبوخ. والمرى ينفعهم. وان
23
كان من رطوبة فلا بد من الجوالى المذكورة فى انقطاع الصوت. وجميع تلك الأدوية تنفعه.
24
والأحساء المتخذة من دقيق الباقلى؛ وفيها طبيخ الكرسنة نافعة فى هذا الباب. ودقيق
25
الكرسنة نافع <أيضًا فى هذا الباب>. و[كذلك] الأشياء التى هى فى الدرجة الأولى من
3-345
1
الجلاء، وكذلك الأطرية، واللبن، ثم السمن، وعقيد العنب، واصل السوس، وربه،
2
ثم الباقلى بالعسل، وطبيخ التين، ثم المر، والعنصل، وما يجرى مجراها. فان كانت
3
هذه البحوحة الرطبة من النوازل اعطى صاحبها الخشخاش، وربه. ومما يصفى الصوت
4
الخشن والكدر مضغ الكبابة. ومن الأدوية المزيلة للبحوحة: ماء رمان [حلو] يغلى،
5
ثم يقطر فيه دهن البنفسج، ويقوم.
6
|245vb6|كلام كلى فى الأدوية الحافظة لملاسة الصوت المحسنة له
7
هى الباقلى، وحب الصنوبر، والزبيب، والتين، والصمغ، والحلبة، وبزر
8
الكتان، والتمر، واصل السوس، واللوز؛ وخصوصًا المر، وقصب السكر، والسبستان،
9
وشراب العسل، والميبختج المذكور بعد. ومن الأدوية الحارة: المر، والحلتيت،
10
والفلفل، والبارزد، والكندر، واللبنى، وعلك البطم، والفوتنج، والريتيانج، وخل
11
العنصل؛ اذا لم يكن من حرارة؛ ويبس، واصول الجاوشير. ومن الأدوية الباردة:
12
حب القثاء، والقرع، والنشا، والكثيراء، والصمغ، ولعاب بزر قطونا، والجلاب،
13
ورب السوس. وصفرة البيض من اصلح المواد لتركيب سائر الأدوية بها، وكذلك اللبن
14
الحليب.
15
|245vb24|فصل فى الصوت الخشن وعلاجه
16
تعرض خشونة الصوت من البرد، ومن توتر عضل الصوت، ومن حالة كالتشنج
17
تعرض فيها، ومن جفاف رطوبة فيها، ومن كثرة الترنم، ومن قطع اللهاة، ومن الجماع،
18
ومن السهر. وعلاجه: الحمية من الأشياء التى ذكرناها غير مرة، وترك الترنم، وتناول
19
الملينات المذكورة فى باب البحوحة. وللتين الرطب واليابس، وللزبيب؛ وخصوصًا
20
المنقع فى دهن اللوز منفعة عظيمة. والذين يعرض لهم [ذلك] من قطع اللهاة؛ فالصواب
21
لهم ان يطبخ عقيد العنب بمثلة عسلًا طبخًا قدر ما تنزع به رغوته، ثم يمزج بماء حار، و
22
يتغرغر به، ويسقى منه، وعتيقه انفع من طريه.
23
|245vb41|فصل فى الصوت القصير
24
سبب قصر الصوت قصر النفس. ويجب ان يتدرج فى تطويل النفس؛ بأن
25
يعتاد حصر النفس. ويتدرج فى الرياضة، والصعود، والهبوط فى الروابى والدرج،
3-346
1
والإحضار المحوج الى التنفس؛ ليتدرج إلى تطويل النفس. ويطيل المكث أيضًا فى
2
الحمام الحار، وفى كل ما يستدعى النفس، ويعجله، وليحبس نفسه، ويفعل ذلك
3
كله، ويرتاض، ويستحم، وبعد الخروج من الحمام يجب ان يشرب الشراب؛ فان
4
الشراب اغذى للروح؛ وكذلك بعد الطعام، وليكن كثيرًا بنفس واحد. والنوم نافع لهم.
5
|245vb55|فصل فى الصوت الغليظ
6
قد يعرض من اسباب البحة المرخية الموسعة للمجارى. ويعرض من كثرة الصياح؛
7
وعلاجه اصعب. وقد يعرض لمن يزاول النفخ الكثير فى المزامير، وفى البوقات خاصة
8
لما يعرض من تقطع نفسهم، واحتباسه فى الرئة فتتوسع المجارى.
9
|246ra7|فصل فى الصوت الدقيق
10
هذا ضد الكدر. واسبابه ضد ذلك من السهر، والإعياء، والترنم؛ وخصوصًا
11
بعد الطعام، والرياضة المتعبة، والإستفراغات. وعلاجه: ان يودع الصوت ويلزم
12
الرياضة المعتدلة المخصبة، [والأغذية المعتدلة] ودخول الحمام كل بكرة، ويهجر
13
القوابض، والمجففات، والباه.
14
|246ra15|فصل فى الصوت المظلم والكدر
15
هو الذى يشبه صوت الرصاص اذا صك بعضه ببعض. وسببه: رطوبة غليظة
16
جدًا. وينفع منه الرياضة، والمصارعة، وحصر النفس، والتدلك اليابس بخرق كتان،
17
ودخول الحمام، واستعمال الأغذية الملطفة، والمقطعة؛ كالسمك المالح، والشراب
18
العتيق.
19
|246ra23|فصل فى الصوت المرتعش
20
يومر صاحبه: ان لا يصيح، وان لا يرفع صوته مدة شهر، ويقل كلامه ما امكن،
21
وضحكه، والحركة، والعدو، والصعود، والهبوط، والغضب. ويودع اليدين،
22
ويريحهما ما امكن، ثم ليستلق، وليتكلف الكلام؛ وقد أثقل صدره بمثل الرصاص؛
23
يضعه فوق صدره بقدر ما يحتمل. وافضل الأغذية له ما يقوى جنبه؛ وهى العضل،
24
والأكارع، وما فيه تغرية وقبض.
3-347
1
|246ra36|المقالة الثالثة
2
فى السعال ونفث الدم
3
|246ra36|فصل فى السعال
4
السعال [حركة] من الحركات، التى تدفع بها الطبيعة أذى عن عضوما. وهذا
5
العضو فى السعال هو الرئة، والأعضاء التى تتصل بها، او يشاركها. والسعال للصدر
6
كالعطاس للدماغ، ويتم بانبساط الصدر وانقباضه، وحركة الحجاب. وهو إما لسبب
7
خاص بالرئة، أو على سبيل المشاركة. والسبب الموجب للسعال إما باد، وإما واصل،
8
وإما سابق.
9
واسباب السعال البادية شىء من الأسباب البادية يجعل اعضاء الصدر ماؤفة
10
فى مزاجها وهيئتها؛ مثل برد يصيب الرئة، و العضلات التى فى الصدر؛ أو غير ذلك من
11
هواء مستنشق؛ أو ماء بارد مشروب وغير ذلك، فيحرك الطبيعة إلى دفع الموذى. أولشىء
12
من هذه الأسباب البادية تاتيها فتسخنها؛ أو شىء ميبس او مخشن؛ مثل دخان، او غبار،
13
او طعم غذاء حامض، او عفص، او حريف. او شىء غريب يقع فى المجرى، الذى
14
لا يقبل غير النفس؛ كما يعرض من السعال لسبب سقوط شىء من الطعام والشراب فى
15
ذلك المجرى لغفلة، واشتغال بكلام.
16
فأما اسباب السعال الواصلة فمثل ما يعرض من الأسباب البدنية، المسخنة للمزاج،
17
و المبردة، و المرطبة، والمجففة، بغير مادة، او بمادة دموية، أو صفراوية، او بلغمية
18
رقيقة، او غليظة، أو سوداوية، وذلك فى الأقل. [واذا] كانت تلك المادة منصبة
19
من فوق، فانها مادامت تنزلق على القصبة، كما ينزلق الشىء على الحائط، لم يهج كثير
20
سعال. فاذا ارادت ان تنصب فى فضاء القصبة، هاج السعال. وكذلك اذا لذعت.
21
وكذلك اذا استقرت فى الرئة، فارادت الطبيعة ان تدافعها؛ أو [كانت] مندفعة من المعدة،
22
او الكبد، اومن بعض اعضاء الصدر الى بعضها، او متولدة منها.
23
وقد يكون بسبب انحلال الفرد، وبسبب الأورام، و<بسبب> السدد فى الحجاب،
24
أو فى الرئة، اوفى الحلقوم، وجميع المواضع القابلة لهذه المواد، والآفات من الرئة،
3-348
1
والحجاب الحاجز، وحجاب ما بين القلب والرئة. وأما الأسباب السابقة فالإمتلاء
2
وتقدم اسباب بدنية للأسباب الواصلة المذكورة.
3
و[أما] السعال [الكائن] بالمشاركة فمثل الذى "يكون بمشاركة ورم الكبد،
4
او آفة فيها، او المرى، أو فم المعدة، اوالثديين؛ اوالذى'' يكون بمشاركة البدن كله
5
فى الحميات، خصوصًا مع حمى محرقة، او حمى يوم [تعبية ونحوها]، او وبائية؛
6
أو بمشاركة البدن بغير حمى. والسعال منه يابس، ومنه رطب. واليابس منه هو الذى
7
لا نفث معه، ويكون إما لسوء مزاج حار، او بارد، او يابس مفرد. وقد يكون فى ابتداء
8
حدوث الأورام الحارة فى نواحى الصدر الى ان ينضج. وقد يكون مع الورم الصلب سعال
9
يابس جدا. وقد يكون لأورام الكبد، و[فى] نواحى المعاليق؛ وفى الأحيان لأورام
10
الطحال. وقد يكون للمدة <بأن> تملأ فضاء الصدر فلا تندفع بالسعال.
11
واعلم انه ربما خرج من السعال شىء حجرى مثل جص او برد. وسببه خلط
12
غليظ "يتحجر بحرارة فيه". وقد شهد به الإسكندر، وشهد به بولس. وذكر انه خرج من
13
هذا الصنف فى النفث، ونحن أيضًا قد شاهدنا ذلك. والسعال الملح كثيرًا ما يودى
14
إلى نفث الدم. وقد يكثر السعال فى الشتاء وفى الربيع الشتوى. وربما كثر فى الربيع
15
المعتدل، ويكثر عند هبوب الشمالى. فاذا كان الصيف شماليًا، قليل المطر، وكان
16
الخريف جنوبيًا مطيرًا، كثر السعال فى الشتاء.
17
العلامات: أما علامة السعال البارد فتزيده مع [تزيد] البرد، ونقصانه مع
18
نقصان البرد، ومع الحر، ورصاصية الوجه، وقلة العطش. وربما كان مع البارد
19
نزلة، فيحس بنزول شىء الى الصدر، وامتداده فى الحلق، وثقل مع جذب المادة إلى
20
الأنف، وتلقى ما ينزل الى الحلق بالتنخع. ويرى علامات النزلة من دغدغة فى مجارى
21
النزلة، وتمدد فى ما يلى الجبهة، وسدة فى المنخر، وغير ذلك. وان لا ينفث فى اول
22
الأمر، ثم ينفث شيئًا بلغمانيًا، او الى صفرة وخضرة. وربما كان مع ذلك حمى.
23
وعلامة الحار التهاب وعطش، وسكون بالهواء البارد اكثر من سكونه بالماء،
24
وحمرة وجه، وعظم نبض. وعلامة الرطب رطوبة جوهر الرئة، وعروضه للمشايخ و
25
المرطوبين، وكثرة الخرخرة، وخصوصًا فى النوم وبعده. وعلامة اليابس ازدياده
3-349
1
مع الحركة والجوع، وخفته عند السكون، والشبع، والإستحمام، وشرب المرطبات.
2
وعلامة الساذج فى جميع ذلك أن لا يكون نفث البتة. وعلامة الذى مع المادة
3
النفث، ويدل على جنس المادة جنس النفث. وعلامة ما يكون عن الأورام ونحوها،
4
وجود علامات ذات الجنب وذات الرئة الحارين والباردين، وغير ذلك مما نذكره
5
فى بابه. وعلامة ما يكون من التقيح علامات التقيح التى نذكرها، ووجع، ويبس؛
6
وكثيرًا ما يكون رطبًا.
7
وعلامة ما يكون من القروح علامات ذكرت فى باب قروح الرئة من نفث خشكريشة،
8
او قيح، أو طائفة من جرم الرئة، أو حلق القصبة، وكونه بعد نوازل اكالة، وبعد
9
نفث الدم والأورام. واكثر اليابس يكون اذا كانت هناك مادة، لضعف الدافعة وللنفساء،
10
كما تعلم فى بابه.
11
وعلامة ما يكون بالمشاركة إما مشاركة المعدة فيما تعرف من دلائل مرض المعدة؛ و
12
يزيد السعال مع تزيد الحال، الموجبة له فى المعدة كان امتلاء أو خلاء، وبحسب الأغذية؛
13
واكثر ذلك يهيج عند الإمتلاء وعند الهضم. والكائن بمشاركة الكبد فيعلم بعلامات
14
ذات الكبد. واذا كان الورم حارًا، لم يكن بد من حمى. وان لم يكن حارًا، لم يكن بد
15
من ثقل. ثم تامل سائر الدلائل التى تعلمها.
16
واعلم ان الأشياء الحارة ترق المادة للإنتفاث؛ إلا انها اذا افرطت، انشفت فلا
17
تنتفث. والباردة كشراب الخشخاش، والحريرة تجمع المادة إلى الإنتفاث؛ إلا انها اذا افرطت
18
أجمدت. وشراب الزوفا أيضًا يصلح اذا اريد جلاء المسعل الغليظ، فنعم الجالى [هو].
19
وأما الرقيق [فلا، و] اذا لم يكن هناك نفث، لا رقيق ولا غليظ، فالعلة خشونة الصدر،
20
والعلاج اللعوقات.
21
وقد يعرض للمحموم سعال ان لم يسكن [السعال]، رجعت الحمى إلى الإبتداء.
22
والقوابض جدًا تضيق مجارى النفث. وماء الشعير نعم الجامع للنفث. وإذا احتبس
23
النفث وحمى المريض، فقد عفنت المادة، واوقعت فى حمى عفونة أو دق.
24
العلاج: أما علاج المزاج البارد فهو أنه ان كان خفيف المبلغ، وكان من سبب
25
باد خارجى، اصلحه حصر النفس؛ فانه يسخن الرئة بسهولة، ويفعل فى الحال. وان
26
احتيج إلى علاج أقوى لهذا، او لغيره من المزاج البارد، فمن علاجه ان يمسك تحت
3-350
1
اللسان بندقة من مر، او من ميعة متخذة بعسل، او يتناول من دردى القطران ملعقة، او
2
من علك البطم مع العسل؛ او يشرب دهن البلسان مع سكبينج الى مثقال؛ وكذلك
3
الكرنب بالنيمبرشت، ولعوقات اللعابات الحارة والكرسنة بالعسل، وبماء الرمان الحلو،
4
مقومًا ملقى عليه عسل او فانيذ.
5
ويستعمل فى المروخات على الصدر مثل دهن السوسن ودهن النرجس بشمع
6
أحمر وكثيرا. وينفع الجلنجبين العسلى بماء التين، والزبيب وأصل السوسن، و
7
البرشاؤشان، ودهن اللوز مع مثقال قوفى مدوفًا فيه. وينفع فيه طبيخ الزوفا بالزوفا، و
8
الأسارون مع التين، وغير ذلك.
9
وأغذيته ألأحساء الحنطية بالحلبة، والسمن، والتين، والتمر، واصل الكراث
10
الشامى. و[من] الأدهان دهن الفستق، وحب الصنوبر؛ والأطرية بالفانيذ نافع لهم.
11
وأما اللحوم فلحوم الفراريج والديوك، والإسفيدباجات بها، وبلحوم الحوليات من
12
الضان. والنقل: الفستق، وحب الصنوبر، والزبيب مع الحلبة. وقصب السكر،
13
والتين، والقشمش، والموز. وأكل التين اليابس مع الجوز واللوز يقطع المزمن منه.
14
والشراب الريحانى الرقيق العتيق وماء العسل.
15
وأما علاج السعال الحار فبالملطفات المعروفة من العصارات، والأدهان
16
اطلية ومروخات. والجلاب أيضًا نافع لهم. وسقى الدياقوذ الساذج بكرة وعشية على
17
النسخة التى نذكرها. وكذلك لعوق الخشخاش.
18
<نسخة لعوق الخشخاش نسخة جيدة>: يوخذ خمسة عشر خشخاشة، ليست
19
طرية جدًا، وتنقع فى قسط من ماء العين أو ماء المطر، وهو افضل، يومًا وليلة، ثم
20
يهرأ بالطبخ ويصفى، ويلقى على كل جزء من المصفى نصف جزء عسل اوسكر، ويقوم
21
لعوقًا؛ والشربة منه ملعقة بالغداة، وملعقة بالعشى. ومما ينفع هؤلآء ماء الشعير بالسبستان،
22
وشراب البنفسج، والبنفسج المربى، وطبيخ الزوفا البارد، وخصوصًا اذا نضج او فى
23
آخره، وماء الرمان المقوم، يلقى عليه السكر الطبرزد، وقصب السكر أيضًا. ولعوقاتهم
24
من لعاب البزر قطونا، وحب السفرجل، والنشا، والصمغ الأعرابى، والحبوب،
25
واللبوب التى نذكرها فى باب حبوب السعال. وربما جعل فيها مخدرات.
3-351
1
وأغذيتهم من البقول الباردة ولبوب، مثل القثاء، والقرع، والخيار، بدهن
2
اللوز، والباقلى المرضوض، المهرأ بالطبخ، بدهن اللوز، ودهن القرع، وماء الشعير.
3
والأحساء المتخذة من الشعير، والباقلى، والبقول، والنشا، وماء النخالة. وان
4
كانت الطبيعة إلى الإنحلال فسويق الشعير بالسكر والأطرية. وان اشتد الأمر فماء الشعير
5
بالسرطانات، منزوعة الأطراف، مغسولة بماء الرماد المملح.
6
نسخة دياقوذا بارد: يرض الخشخاش الرطب بقشوره، ويهرأ طبيخًا فى الماء
7
ويصفى، ويلقى عليه سكر ويقوم تقويم الجلاب. وان لم يكن الرطب نقع بزر اليابس
8
مدقوقًا فى الماء يومًا وليلة، ثم يطبخ فيه، وان احتيج إلى ما هو اقوى، جمع معه القشر،
9
وخصوصًا من الأسود. وان اشتد الأمر جعل معه شىء يسير من بزر البنج، وديف فيه
10
قليل افيون.:
11
وأما علاج المزاج الرطب والرطوبة فى نفس الرئة فبالمجففات الناشفة مخلوطة
12
بالجالية. من ذلك تركيب على هذه الصفة: طين ارمنى، وكثيرا، وصمغ عربى من
13
كل واحد جزء، فوذنج، زوفا، حاشا، دارصينى، برساوشان من كل واحد نصف جزء،
14
يعجن ويستعمل.
15
وأما علاج المزاج اليابس فلا يخلو إما ان يكون حمى، وإما ان لا يكون حمى؛
16
فان لم يكن حمى، فاوفق الأشياء استعمال البان الأتن والماعز وغيرها مع سائر التدبير.
17
وان كان حمى، فاستعمال سائر المرطبات المشروبة، واستعمال القيروطيات المبردة
18
المعروفة، واستعمال ماء الشعير، وترطيب الغذاء دائمًا بالأدهان، ويحسو الأحساء اللوزية
19
المرطبة.
20
وان كان مزاج مركب فركب التدبير. وان كان هناك مادة رقيقة، انضجتها
21
بالدياقوذيات الساذجة، واللعوقات الخشخاشية، واللعابية، التى ذكرنا ''منها شيئًا" فى
22
انقراباذين. فان كانت غليظة، حللتها وجلوتها، على الشرط المذكور فيما سلف، من ان
23
لا يسخن إلا باعتدال؛ بل تجتهد فى أن تلين، وتقطع، وتزلق؛ واستعمل المنقيات
24
المذكورة.
25
ومما هو اخص بهذا الموضع علك الأنباط بالعسل، اوقرطم بالعسل، أو سعد
26
بمثله عسل، ورب سوس، وكثيراء، وقنة، ولوز حلو سواءً. والصبر قد يمسك فى
27
الفم مع العسل فينفع جدًا. او يوخذ ثلاث بيضات صحيحات، وضعفها عسل، و
3-352
1
نصفها سمن. ويوخذ من الفلفل اربعون حبة يسحق ويجمع بذلك، ويعقد من غير
2
انضاج، ''ويلعق منه غدوة وعشية". وأيضًا يوخذ سبعة رؤس كراث شامى. ويطبخ
3
فى ثلاثة ارطال ماء، حتى يبقى الثلث، ويصفى ويخلط بالباقى عصارة قشره وعسل و
4
يطبخ. وأيضًا يوخذ ورد رطب ثمانية، حب الصنوبر واحد، صمغ البطم واحد، زبيب
5
اربعة، عسل مقدار الكفاية، ويتخذ منه لعوق.
6
دواء جيد: يوخذ فوذنج نهرى خمس اواق، حب الصنوبر وبزر الأنجرة من كل
7
كل واحد أوقية، بزر الكتان وفلفل من كل واحد ثلاث اواق، يعجن بعسل ويستعمل.
8
أو يوخذ تمر لحيم خمسة اجزاء، سوسن ثمانية اجزاء، زعفران وفلفل من كل
9
واحد جزءان، كرسنة عشرون جزأ، يعجن بعسل منزوع الرغوة. او يوخذ من الزعفران،
10
ومن السنبل الطيب، ومن الفلفل من كل واحد جزء، فراسيون وزوفا من كل واحد ثلاثة
11
اجزاء، مر وسوسن من كل واحد جزءان، يعجن بعسل مصفى.
12
ويسقى للمزمن القطران بعسل لعقًا. و القسط الهندى بماء الشبث المطبوخ بقدر
13
سكرجة مع ملعقة ''دهن حل". وأيضًا بزر كتان مقلو بالعسل وحده، او مع فلفل لكل
14
عشرة واحد، اوفوذنج. وأيضًا يلعق عسل اللبنى مع عسل النحل. والجاؤشير أيضًا.
15
والخردل واللوز المر. وأيضًا المثروديطوس. والصبيان يكفيهم الحبق المطبوخ بلبن
16
إمراة، حتى يكون فى قوام العسل، او بماء الرازيانج الرطب.
17
وان كان السبب فيها نزلة عولجت النزلة. وان احتيج فى منعها الى استعمال
18
ضماد التين، استعمل على الرأس، وامسك تحت اللسان كل وقت، وفى الليل خاصة
19
خب النشا. ويغرغر بالقوابض التى لا طعم حامض، ولا طعم عفص لها؛ وبالدياقوذا
20
الساذج ان كانت حارة، او مع المر والزعفران وغيره ان كانت باردة. وأما الكائنة
21
عن الأورام والقروح، الكائنة فى الرئة والصدر، فليرجع فى علاجها الى ما نذكره فى
22
باب ذات الجنب، وذات الرئة، وذات الكبد، والسل.
23
وقد يتخذ للسعال حبوب تمسك فى الفم، فمنها حبوب السعال الحار يمسك
24
فى الفم. من ذلك حب السعال المعروف. ومن ذلك حبوب تولف من رب السوس،
25
والصمغ، والكثيراء، والنشا، ولعاب بزر قطونا، ولعاب حب السفرجل، ولب الحبوب،
26
وحبوب القثاء، والقرع، والقثد، والخيار، ومن الطباشير، وحب الخشخاش، ونحو
27
ذلك. وقد يتخذ بهذه الصفة: نشا، وكثيراء، ورب السوس، يحبب بعصارة الخس.
3-353
1
ومن ذلك حبوب السعال البارد يتخذ من رب السوس، والتمر الهندى المنقى،
2
ولباب القمح، وزعفران، وكثيراء، وحب الصنوبر، وحب القطن، وحب الآس،
3
وبزر الخشخاش وقشره، والأنيسون، والشبث، والمر، والزعفران، والفانيذ. و
4
من ذلك حبوب يراد بها التنويم والتخدير، ويكون العمدة فيها المخدرات، ويخلط
5
بها أدوية فادزهرية حارة.
6
فمن الحبوب المجربة لذلك وهو يسكن السعال العتيق الموذى، حب الميعة
7
المعروف. وأيضًا يوخذ ميعة، وجند بادستر، واسارون، وافيون سواءً، يتخذ منه حبات
8
وتمسك فى الفم. وأيضًا بزر البنج ست، حب الصنوبر ثلاث، زعفران واحد، يعجن
9
بميبختج ويحبب. وأيضًا ميعة، ومر، وافيون، من كل واحد نصف أوقية، دهن
10
البلسان وزعفران من كل واحد درهمان، يحبب كالكرسنة.
11
وقد يستعمل فى السعال العتيق الرطب الدخن المذكورة فى باب الربو. وإذا كانت
12
الرطوبة إلى قدر، استعمل بخور من زرنيخ <اصفر و> احمر، وخرء الأرنب، ودقيق
13
الشعير، وقشور الفستق، معجونًا بصفرة البيض، مقرصًا كل قرصة منه ''درهم، يجفف" فى
14
الشمس ويدخن به ثلاث مرات. وأيضًا زراوند، ومر، وميعة، وبارزد بالسوية، زرنيخ
15
مثل الجميع، يعجن بسمن البقر ويبندق ويتبخربواحدة. وأما السعال الكائن فى الحميات،
16
فقد افردنا له تدبيرًا عند اعراض الحميات.
17
|247va13|فصل فى نفث الدم
18
الدم قد يخرج تفلًا، ويكون من اجزاء الفم. وقد يخرج تنخعًا، فيكون من
19
ناحية الحلق. وقد يخرج تنحنحًا، فيكون من القصبة. وقد يخرج قيئًا، فيكون من المرى،
20
وفم المعدة، ومن المعدة، ومن الكبد. وقد يخرج سعالًا، فيكون من نواحى الصدر
21
والرئة. والذى من الصدر فليس فيه من الخوف ما فى الذى من الرئة؛ فان الذى من
22
الصدر يبرأ سريعًا، وان لم يبرأ لم يكن له غائلة قروح الرئة. وكثيرًا ما تصير قروحًا ناصورية
23
تعاود كل وقت بنفث الدم.
24
والأسباب القريبة لجميع ذلك جراحة بسبب باد من ضربة او سقطة على الصدر،
25
اوعلى الكبد والحجاب، أو شىء قاطع، أو سعال ملح، او صياح، اوتحديد صوت
3-354
1
بلا تدريج، أو ضجر. ولهذا ما يكثر بالمجانين وبالذين يضجرون عن كل شىء. وقد
2
ينبعث من القىء العنيف خصوصًا فى المستعدين. وقد ينبعث من تناول مسهلات
3
حادة، او أغذية حادة كالثوم والبصل، اوخوف، أو غم محد للدم، او نوم على غير وطاء،
4
او علقة لصقت بالحلق داخله.
5
أو بسبب واصل وهو إما فى العروق، وإما فى غيرها. والذى فى العروق
6
فاما انقطاع، وإما انصداع، وإما انفتاح وسعة عن حدة، او استرخاء، وإما تأكل
7
لحدة خلط، وإما لسخافة راشحة. وكثيرًا ما تتسع المنافذ بين اجزاء القصبة والشرائين
8
فوق الذى فى الطبع، ويرشح الدم الى القصبة. والذى فى غير العروق فاما جراحة،
9
وإما قرحة عن جراحة، اوعن تأكل وتعفن، اذا انقطع من العضو شىء.
10
وقد يكون عن ورم دموى فى الرئة يرشح منه الدم؛ ومثل هذا الورم سليم، لأنه
11
دموى، ولأنه راشح المادة غير محقونها وغليظها. وقد يوجد فى الرئة جميع هذه الأسباب
12
إلا العلقة. ولهذه الأسباب الواصلة اسباب اقدم منها، وهى إما كثرة المادة؛ وذلك إما
13
لكثرة الأغذية وترك الرياضة، وإما لانها فاضلة عن اعداد الطبيعة؛ كما يعرض لمن
14
أنبانا عنه فى الكتاب الكلى عند ترك الرياضة، واحتباس الطمث، او دم بواسير، او قطع
15
عضو. وإما لحدتها، وإما لشدة حركتها، وإما لرياح فى العروق يفتقها، وخصوصًا
16
فى المجنحين؛ فانهم يكثر ذلك فيهم.
17
وإما لإستعداد الآلات الحاوية للمادة. [وذلك] لبرد يقبضها، او لعسر انبساطها؛
18
فلا يطيع القوة [المكلفة] ذلك بالإمتداد بل بالإنشقاق، او لحرارة "خارجية او داخلية" او
19
يبوسة قد أعدها أى ذلك كان بالتكثيف والتجفيف للإنشقاق عن ادنى سبب، اولرطوبة
20
ارختها فوسعت مسامها، أو ملاقاة خارق، او أكال، او قطاع، او معفن.
21
واذا عرض الإمتلاء الدموى، أقبلت الطبيعة على دفع المادة الى اى جهة أمكنها
22
اذا كان أشد إستعدادًا و أقرب من مكان الفضل، فدفعتها بنفث، اوإسالة من البواسير،
23
أو الطمث، او الرعاف. فان كانت العروق قوية لا تخلى عن الدم عرض موت فجأة،
24
لإنصباب الدم الى تجاويف العروق.
3-355
1
ومن يعتريه نفث الدم، فهو معرض ان يصيبه قرحة الرئة؛ فان النفث فى الأكثر
2
يكون عن جراحة، والجراحة تميل إلى ان تكون قرحة. وان اعقب نفث الدم المحتبس
3
نفث دم، خيف ان يكون هذا الثانى عارضًا عن قرحة، استحالت اليها الجراحة الأولى.
4
وكثيرًا ما يكون الدم المنفوث رعافًا سال من الرأس إلى الرئة. واذا كان نفث الدم من
5
نواحى الرئة تعلق به خوفان: خوف من افراطه، وخوف من جراحته ان تصير قرحة.
6
وليس كل نفث دم مخوفًا، بل ما كان لا يحتبس، او كان مع حمى. وكثيرًا ما يكون
7
نفث الدم ''سببًا" لبرء من ورم فى الكبد أو الطحال.
8
العلامات: القريب من الحنجرة ينتفث بسعال قليل، والبعيد بسعال كثير،
9
وكلما كان ابعد انتفث بسعال أشد. واذا نيم على الجانب الذى فيه العلة، ازداد انتفاث
10
ما ينتفث. ويجب ان ينظر اولًا حتى لا يكون ما ينفث مرعوفًا، ويتعرف ذلك بعادة الرعاف
11
وعروضه، وبخفة عرضت للرأس بعد ثقل، وعلامات رعاف كانت مثل حمرة الوجه
12
والعين، والتباريق امام العينين، وان لا يكون زبديًا، ويكون دفعة.
13
وعلامة الدم المنفوث من جوهر لحم الرئة من جراحة أو قرحة: أن يكون زبديًا،
14
ويكون منقطعًا لا وجع له؛ وهو اقل قدرًا من العرقى، واعظم غائلة، واردأ عاقبة. و
15
قد يقذف الزبدى اصحاب ذات الجنب، وذات الرئة، اذا كان فى رئاتهم حرارة نارية
16
مغلية. وقد يكون الزبدى من قصبة الرئة؛ ولكن يجئ بتنخع، وسعال يسير، ويكون
17
ما يخرج يسيرًا أيضًا، ويكون هناك حس ما بالألم. والمنفوث من عروقها لا يكون
18
زبديًا، ويكون اسخن وأشد قوامًا من قوام الذى فى الرئة، وأشبه بالدم، وان لم يكن
19
فى غلظ [الدم] الذى من الصدر.
20
وعلامة المنفوث من الصدر سواد لونه، وغلظه، وجموده، لطول المسافة
21
مع زبدية ما، ورغوة مع وجع فى الصدر، يدل على موضع العلة؛ ويوكده ازدياده بالنوم عليه.
22
وسبب ذلك الوجع عصبية اعضاء الصدر، ويكون انبعاثه قليلًا قليلًا ليس فيضًا، و
23
يكون نفثه بسعال شديد حتى ينتفث. وعلامة الكائن من انقطاع العروق غزارة الدم.
24
وعلامة التاكل تقدم أسباب التأكل من تناول أشياء حريفة، ونزول نوازل حريفة، وان
25
تكون الحمى، ونفث قيح، أو قشرة، أو جزء من الرئة، ويكون نفث مثل ماء اللحم،
26
ويبتدى نفث الدم يسيرًا يسيرًا؛ ثم ربما انبثق دفعة، فانتفث شىء صالح، ولونه ردىء.
3-356
1
وعلامة تفتح افواه العروق من الإمتلاء ان لا يكون وجع البتة، ويوجد راحة ولذة، و
2
يخرج فى الاول اقل من الخارج بسبب الإنقطاع والإنشقاق فى اول الأمر؛ وهو اكثر
3
من الذى يخرج بالتأكل فى اكثر الأوقات. وعلامة الراشح عن ورم، قلته وحضور
4
علامات ذات الرئة وغيرها.
5
المعالجات: المبتلى بنفث الدم كل وقت يجب ان يراعى حال امتلاءه. وكل
6
ما أحس فيه بامتلاء بودر بالفصد، وخصوصًا اذا كان صدره فى الخلقة ضيقًا، او كان
7
السعال عليه ملحًا. والأصوب ان يمال الدم منهم إلى ناحية السفل بفصد الصافن،
8
وبعده بفصد الباسليق. واذا در طمث النساء فى الوقت وعلى الكفاية، زال بذلك نفث
9
الدم منهم كما قد يحدث فيهن باحتباسه.
10
ويجب ان يتحرز عن جميع الأسباب المحركة للدم؛ مثل الأغذية المسخنة،
11
ومثل الوثبة، والصيحة، والضجر، والجماع، والنفس العالى، والكلام الكثير،
12
والنظر إلى الأشياء الحمر، وشرب الشراب الكثير، وكثرة الإستحمام. ويجتنب المفتحات
13
من الأدوية؛ مثل الكرفس، والصبر، والسمسم، والشراب، والجبن العتيق، فانه
14
ضار لهم. وأما الطرى فنافع. والأغذية الموافقة لهم كل مغر ومسدد، وكل ملحم،
15
وكل مبرد للدم مانع من غليانه. ومن ذلك اللبن المطبوخ، لما فيه من التغرية، ومخيض
16
البقر، لما فيه من القبض، والزبد، والجبن الطرى غير المملوح، والفواكه القابضة،
17
وضرب من الإجاص الصغير فيه قبض. وزيت الإنفاق الطرى الغض قد يقع فى تدسيم
18
اطعمتهم. والمياه الشبية شديدة المنفعة لهم.
19
فأما الكائن عن نفس جرم الرئة فيجب ان يسقى صاحبه الأدوية الملحمة اليابسة؛
20
كالطين، والشاذنج بماء لسان الحمل، والخل الممزوج بالماء. وأما علاجهم غير
21
تدبير غذائهم فان تبادر، فيفصد منهم الباسليق من الشق الذى يحدس ان انحلال الفرد
22
فيه فصدًا دقيقًا، ويوخذ الدم فى دفعات بينها ساعات ثلاث ونحوها مع مراعاة القوة؛
23
فان الفصد يجذب الدم إلى الخلاف، ويمنع أيضًا حدوث الورم فى الجراحة. و
24
تدلك اطرافهم، ويشد شدًا مبتديًا من فوق إلى أسفل.
25
ويمنعون الأمور المذكورة، ويعدل هواءهم، ويكون اضطجاعهم على جنب،
26
وعلى هيئة كالإنتصاب؛ لئلا يقع بعض اعضاء الصدر على بعض. وقد يوافقهم ان يسقوا
27
الخل الممزوج بالماء؛ فانه يمنع النزف، وينقى ناحية الصدر والرئة عن دم إن احتبس
3-357
1
فيها فلا يجمد. ويسقوا الأدوية الباردة والمغرية؛ فان المغرية ههنا أولى ما يجب ان
2
يشتغل به. وإذا وجد مع التغرية التنقية، كان غاية المطلوب. وبزر قطونا [نافع]
3
مع تبريده، و حيث يكون عطش شديد <غاية النفع>. وربما احتيج إلى ان يخلط
4
بها المخدرات لأمرين: أحدهما لتسكين الدم وتوقيفه، والثانى للتنويم، وازالة الحركة،
5
وسنذكر الأدوية المشتركة لأصناف نفث الدم فى آخر هذا الباب.
6
واذا عرض نفث الدم من نزلة، ولم تكن النزلة حريفة جدًا صفراوية، فصدت
7
الرجل من ساعته، وادمت ربط اطرافه منحدرًا من فوق إلى أسفل، ودلكها بزيت حار
8
او دهن حار: مثل دهن قثاء الحمار ونحوه، ولا يدهن الرأس البتة. ويكون أغذيتهم
9
الحنطية بشىء من العفوصات على سبيل الاحساء، وتكون هذه العفوصات من الثمار وما
10
يشبهها. وعند الضعف يطعمون خبزًا منقوعًا فى خل ممزوج بماء بارد. ويستعمل عليهم
11
الحقن الحادة ليجذب المواد عن ناحية الرأس، وخصوصًا اذا لم يمكن من الفصد لمانع.
12
ويجب ان يجتهد فى تبريد الرأس بما أمكن، ولا يجتهد جهدًا كثيرًا فى ترطيبه. ومما
13
ينفعه سقيه اقراص الكهرباء، فان لم ينجح ما ذكرنا، لم يكن بد من علاج النزلة وحبسها؛
14
مثل الحلق للرأس، والضمادات المتخذة بزبل الحمام، ويضمد وينزع بحسب
15
الحاجة.
16
وزعم جالينوس ان امرأة أصابها نزف دم من النزلة، فحقنها بحقنة حادة وخصوصًا
17
اذا لم يكن فصدها؛ لانها كانت بقيت اربعة ايام وضعفت، وغذاها بحريرة وفاكهة
18
فيها قبض؛ اذ كان عهدها بالغذاء بعيدًا، وعالج رأسها بدواء ذرق الحمام، وأذن لها
19
فى الحمام لأجل الدواء، ولم يدهن رأسها لئلا يرطب، وسقاها الترياق الطرى لينومها؛
20
فان هذا الترياق قوى الأفيون، ينوم ويمنع دغدغة السعال، ويسكن من سيلان المادة
21
بالتغليظ. وأما فى اليوم الثانى من هذا، فلم يتعرض لتحريكها، بل تركها هادئة ساكنة
22
على حاجة بها الى تنقية الرئة.
23
واكثر ما دبرها به أن دلك اطرافها، وسقاها قدر باقلاة من الترياق الحديث أقل
24
من الامسى؛ وكان غرضه ان يدرجها إلى العسل ليستنقى به الرئة، ثم تركها ساكنة،
25
ثم دلك اطرافها، واعطاها بعد ذلك ماء الشعير مع قليل خبز لينعش القوة. وفى اليوم
26
الرابع اعطاها ترياقًا عتيقًا مع عسل كثير لينقى رئتها تنقية شديدة، وغذاها فى سائر الأيام على
3-358
1
الواجب، ودبرها تدبير الناقهين. ومع ذلك فقد كان يضع على رأسها وقتًا بعد وقت
2
من قيروطى الثافسيا، ويحرم عليها الإستحمام، وهذا تدبير جيد.
3
ويجب ان يكون الترياق [ترياق] ما بين الشهرين إلى اربعة أشهر؛ فانه ينوم،
4
ويحبس النزلة. ولا يقرب رؤس هؤلآء الدهن. ولا بد من حلق الرأس لإستعمال هذه
5
المحمرات ولو للنساء. ولا بد من اسهال بمثل حب القوقايا ان كان هناك كثرة، وذلك
6
بعد الفصد، ثم تلزم الأدوية المحمرة. وما كان من انشقاق عرق او انقطاعه، وكان
7
سببه الإمتلاء، فيجب ان لا يغذى ما امكن، بل يجوع ثلاثة ايام، <وان لم يمكن>
8
يقتصر به فيها كل يوم على غذاء قليل من شىء لزج. فاذا لم يظهر سقوط القوة، دوفع
9
بالتغذية ما امكن إلى الرابع.
10
وان خيف سقوط القوة خوفًا واجبًا، غذوا بما يتولد عنه دم معتدل، او إلى
11
برد، وفيه تغرية، ولزاق، وتلزيج، وخاصيته تغليظ الدم؛ كالهريسة بالأكارع،
12
وكالرؤس، وكالنيمبرشت، وكالأطرية. وخاصة ما طبخ بالعسل، وكالعدس
13
والعناب. وما امكن ان لا يغتذى بالقوى فعل، واقتصر على ماء الشعير؛ وخصوصًا
14
المطبوخ مع عدس، أو عناب، او سفرجل. والخبز المغموس فى الماء البارد وفى
15
شىء حامض ممرور، <كان أو غير ممرور>، كله مبردًا بالفعل. ومخيض البقر اذا تطاولت
16
العلة نافع لبرده وقبضه.
17
والألبان المغلاة لتغريتها والزاقها [نافعة فى ذلك]. فان لم تغل زادت فى الدم
18
فضرت <لذلك>. والسمك الرضراضى شديد المنفعة. ويجب ان تكون اغذية هؤلآء
19
والذين بعدهم باردة بالفعل. والجبن الطرى غير المملوح شديد المنفعة لهم جدًا.
20
واذا غذوت هذا وأمثاله بلحم، فاختر من اللحمان ما كان قليل الدم يابسًا خفيفًا؛ كلحوم
21
القطا، والشفانين، والدراج مطبوخًا فيه قبوضات وعفوصات.
22
ومن الأشياء المجربة فى قطع ترادف النفث مضغ البقلة الحمقاء وابتلاع ماءه؛
23
فربما حبس فى الوقت. ومن الفواكه السفرجل والتفاح القابضان العفصان، والعناب
24
الرطب، وحب الآس، والخرنوب الشامى، وما يجرى هذا المجرى. وقد يتخذ لهم
25
نقل من الطين المختوم والأرمنى بالصمغ العربى وقليل كافور.
3-359
1
واذا احتبس الدم وصار إلى الرابع، وجب ان يغذى ويقوى، ويبدأ
2
بمثل الخبز المغموس فى الماء <البارد>، وبمثل الهرائس، والأكارع، والأدمغة.
3
وان كان الإنشقاق والإنقطاع سببه حدة الدم، فاعمل ما يجب من إمالة الدم إلى الأطراف،
4
وإلى خلاف الجهة، واستفرغ الصفراء، ثم برد بقوة، ورطب، واستعمل القوابض
5
أيضًا، والمغريات، وماء الشعير، والسرطانات، والقرع، ودواء اندروماخس، و
6
دواء جالينوس.
7
وأما الكائن من انفتاح العروق فالأدوية التى يجب أن تستعمل فيه هى القابضة
8
العفصة مع تغرية، كما كانت الأدوية المحتاجة إليها فيما سلف هى المغرية الملحمة
9
مع قبض؛ وهذه مثل الجلنار، واقماع الرمان، والسماق، وعصارة الطراثيث، و
10
عصارة عساليج الكرم، والبلوط، وورق العوسج، والكهرباء، والأقاقيا، والحضض،
11
وعصارة الورد، وعصارة عصا الراعى، والشكاعى، وعصارة الحصرم، وهيوفسطيداس.
12
وقد يقوى هذه وما يتخذ منها بالشب، والعفص، والصبر، والأفسنتين. ويتخذ
13
منها أدوية مركبة، وأقراص معدودة لهذا [الباب] قد ركبت من هذه الأدوية المذكورة.
14
وربما طبخت هذه الأدوية فى المياه الساذجة أو بعض العصارات، وشرب
15
طبيخها؛ وربما اتخذ منها ضمادات. وقد يخلط بها ويجمع أدوية النفث المذكورة،
16
والأدوية الصدرية؛ مثل الكرفس، والنانخواه، والأنيسون، والسنبل، والرامك.
17
وقد يخلط بها المخدرات أيضًا مثل قشور اصل اليبروج، والبنج، والخشخاش.
18
وقد يخلط بها المغريات كالصمغ، وقشار الكندر، وكوكب شاموس، والطباشير،
19
وبزر لسان الحمل، ولعاب بزر قطونا وبزره، وعصارة البقلة الحمقاء، ولعاب حب
20
السفرجل.
21
وأما إذا كان رشحًا من ورم فعلاجه الفصد، والإستفراغ، ثم الإنضاج. ولا
22
يعالج بالقوابض، فذلك يجلب آفة عظيمة؛ بل يجب ان يعالج بعلاج ذات الرئة. وأما
23
الكائن من التاكل فهو صعب العلاج عسر، وكالميئوس منه؛ لانه لا يبرأ ولا يلتحم، إلا
24
مع زوال سوء المزاج. وذلك مما لا يكون إلا فى مدة فى مثلها إما ان تصلب القرحة او
25
تعفن؛ لكن ربما نفع ان لا يدع الأكال يستحكم بنفض الخلط الحاد. وربما أسهل
26
الصفراء والغليظ معًا بمثل حب الغاريقون. وان احتجت إلى فضل تقوية بذلك، قويته،
3-360
1
واحتلت فى تسكين دغدغة السعال بدواء البزور؛ فانه يرجى منه أن ينفع نفعًا ما. و
2
بالجملة فان علاجهم التنقية بالإستفراغ بالفصد وغيره، والأغذية الجيدة الكيموس.
3
ومما يشفى الأكال اللبان، والمر، وأذن الجدى، وبزر البقلة الحمقاء، واصل
4
الخطمى، واقراص الكوكب. وربما زيد فيه من الأفيون نصف جزء، وادوية مركبة
5
ذكرها بولس، ويذكر فى انقراباذين. وأدويتهم النافعة هى مما يقع فيه الشاذنة، ودم
6
الأخوين، والكهرباء، والسندروس، والطين المختوم؛ وبالجملة كل مجفف، منق،
7
مغر، ملحم.
8
وأما الكائن من الصدر فيعالج بالأضمدة وبادوية فيها جوهر لطيف، او معها
9
جوهر لطيف قد خلط بها، وهى مما ذكرناه؛ ليصل إلى الصدر. وماء الباذروج فى
10
نفسه يجمع بين الأمرين. واذا حدس ان سبب نفث الدم حر، فالأدوية المذكورة كلها
11
موافقة لذلك.
12
وإذا حدس ان السبب برد، اورث نفث الدم على الوجه المذكور، فعلاجه <هو>
13
كما زعم جالينوس، ان ذلك اصاب فتى، فعالجه هو بأن فصده فى اليوم الأول، وثنى،
14
ودلك اطرافه، وشدها على ما يجب فى كل حبس نزف دم، وغذاه بحساء، ووضع
15
على صدره قيروطيًا من الثافسيا، ورفعه عنه وقت العشاء، لئلا يزيد اسخانه [على] القدر
16
المطلوب، وغذاه بحساء، وسقاه دواء البزور. ولما كان اليوم الثالث استعمل على صدره
17
ذلك القيروطى ثلاث ساعات، ثم اخذه، وغذاه ماء الشعير، واسفيذباجة بلحم البط.
18
فلما اعتدل مزاج رئته، وزال الخوف عن حدوث الورم، نقى الرئة بترياق عتيق متكامل،
19
ودرجه الى شرب لبن الأتن، وإلى سائر تدبير نافث الدم. وزعم جالينوس ان كل من
20
ادركه من هؤلآء فى اليوم الأول برء، والآخرون اختلفت احوالهم. وقد شاهدنا من هذا
21
أيضًا من نفعته هذه الطريقة ونحوها.
22
واذا حدس ان السبب رطوبة واسترخاء، استعمل ما فيه تجفيف، وتسخين،
23
وقبض؛ مثل اصل الإذخر. والمصطكى، والكمون المقلو، والفوذنج الجبلى، و
24
القلقديس، والجندبادستر، والزعفران للأقلاع. وقد يخلط بها قوابض معتدلة مثل
25
الشاه بلوط. وقد اتخذت من هذه مركبات ذكرت فى انقراباذين.
26
واذا حدس ان السبب يبوسة وذلك فى الأقل، استعمل المرطبات المعلومة
27
من الألبان، والأدهان، والعصارات، بعد التدبير المشترك من إمالة المادة إلى خلاف
3-361
1
الجهة؛ ولكن الذى يليق بهذا الموضع من الفصد وغيره أقل وأضعف من الذى يليق
2
بغيره. واذا كان السبب صدمة على الكبد فعلاجه هذا السفوف: راوند صينى عشرة،
3
لك خمسة، طين ارمنى خمسة، والشربة من مدقوقه درهم ونصف.
4
وأما الأدوية المشتركة فالمفردات منها مكتوبة فى الكتاب الثانى فى الجداول
5
المعلومة، والذى يليق منها بهذا الموضع الشادنج؛ فانه اذا سحق شديدًا كالغبار، و
6
شرب منه مثقال فى بعض القوابض، او العصارات، نفع اجل نفع. واذا مضغت البقلة
7
الحمقاء، وابتلع ماءها فربما حبس فى الحال. وماء الخيار وعصارته، وخصوصًا مع
8
بعض المغريات القابضة جدًا اذا تجرع يسيرًا يسيرًا، وقرن الأيل المحرق اذا خالط الأدوية
9
كان كثير النفع.
10
وكذلك ماء النعناع. وأيضًا ثمرة الغرب وزن درهم. وأيضًا فقاح الكزبرة بماء
11
بارد وزن ثلاثة دراهم غداة وعشية. وأيضًا البسد فانه شديد النفع. وطين شاموس،
12
وزعم انه يسمى باليونانية كوكب الأرض، ويشبه ان يكون غير الطلق. وأيضًا يوخذ دم
13
الجدى قبل ان يجمد، ويسقى منه نصف أوقية ثلاثة أيام. وأيضًا حب الآس وبزر
14
لسان الحمل وزن درهمين فى ماء لسان الحمل، او عصارة الورد، فانه غاية. والسفرجل
15
نافع <أيضًا> وخصوصًا المشوى.
16
وأيضًا انفحة الأرانب بماء الورد [او هى] وغيرها من الأنافح بمطبوخ عفص،
17
أو بماء الباذروج وخصوصًا للصدرى. أو طين مختوم وبدله طين شاموس بشىء من الخل.
18
وأيضًا سومقوطون وهو حى العالم، وقال رجل فى بعض ما جمع، أنه نوع من الفوتنج
19
ينبت بين الصخر، يفرك ويوكل بالملح، ويسمى بالموصل اليبروج البرى، وفى ذلك
20
نظر. وهذا الدواء يسقى مع مثله نشا. وأيضًا مما ينفعه ان يسقى من الشب اليمانى
21
فانه غاية، وخصوصًا فى صفرة بيض مفترة لم تعقد البتة. وأيضًا غراء السمك نافع اذا
22
سقى منه.
23
واذا صعب الأمر فربما سقوا وزن ربع درهم من بزر البنج بماء العسل. ويجب
24
أن يسقى الأدوية الحابسة لنفث الدم بالشراب العفص لينفذ، اللهم إلا ان تكون حمى،
25
ويسقى حينئذ مع عصارة اخرى، والعتيق القديم. وبزر الكراث النبطى وحب الآس
26
اجزاء سواءً يسقى منهما إلى درهمين بماء عصا الراعى. أو يوخذ عصارة الكراث الشامى
27
أوقية، و<من> الخل نصف اوقية يسقى بالغداة، أو يسقى حراقة الإسفنج بشىء من نبيذ.
3-362
1
وجالينوس يعالج نفث الدم بالترياق، والمثروديطوس، والأدوية الطيبة الرائحة؛
2
فانها تقوى الطبيعة على البخل بالدم، و"الخام للخروج". وكذلك اقراص الكوكب، و
3
دواء اندروماخس. والقنطوريون يجمع إلى حبس النفث التنقية، فليسق منه المحموم
4
بماء وغيره بشراب. والصقالبة يعالجون بطبيخ أصل القنطوريون الجليل.
5
ومن الأشربة عصارة لسان الحمل وزن درهمين، عصارة لسان الثور درهمان،
6
عصارة البقلة الحمقاء [درهمان]، وعصارة اغصان الورد الغضة أوقية، تدق بلا رش الماء
7
عليها، ويصفى ولا يطبخ، بل يداف فيه شىء من الطين المختوم ويسقى. أو يوخذ
8
عصارة اغصان الورد [الغضة]، ويداف فيه عصارة هيوفسطيداس، او الشاذنج، وقرن
9
الأيل المحرق، ويسقى. ومن الأقراص قرص بهذه الصفة: اقاقيا، وجلنار، وورد أحمر،
10
وعصارة لحية التيس، وجفت البلوط، وقشور الكندر سواءً. وأيضًا زرنيخ، وقشور
11
اصل اللفاح، طين البحيرة، كندر، أقاقيا، بزر بقلة الحمقاء، بزر الباذروج، جلنار، كافور،
12
يتخذ أقراص. الشربة درهمان بنصف اوقية ماء، أو شراب عفص، او ماء الباذروج.
13
وأيضًا بزر الخشخاش، طين مختوم، هيوفسطيداس، كندر، كافور، يسقى بماء الباذروج.
14
وأيضًا قرص ذكره ابن سرابيون وهو المتخذ بصمغ اللوز. ومن الأدهان المستعملة على
15
الصدر أما فى الصيف فدهن السفرجل، وأما فى الشتا فدهن السنبل.
16
قرص جيد: يوخذ طين البحيرة، وبسد، وكوكب شاموس، وورد يابس،
17
من كل واحد جزءان، كهرباء، وصمغ، ونشا، من كل واحد جزء، يخلط ويقرص.
18
الشربة منه أربعة مثاقيل للمحموم فى عصارة قابضة، ولغير المحموم فى شراب خصوصًا
19
القابض. ومن الأضمدة المشتركة دقيق الشعير، ودقاق الكندر، واقاقيا ببياض البيض.
20
فاذا حبست الدم، فاقبل على الحام الجراحة، ومنع الورم. والحام الجرح <و> هو مما
21
تعلمه من المغريات القابضة، ومنع الورم بمنع الغذاء، وبجذب المواد إلى الأطراف،
22
وتبريد الصدر ويجب ان يجرع الخل الممزوج مرارًا، ويجب ان يتحرز بعد الإحتباس
23
والإقبال أيضًا على الأمور المذكورة.
24
وأما الماء الذى يشربونه فيجب ان يكون ماء المطر، او ماء يقع فيه الطين الأرمنى
25
والورد. وماء الحديد اى المطفى فيه الحديد نافع جدًا لقبضه. واذا خيف جمود
3-363
1
الدم فى الرئة، فيجب ان يسقى فى الإبتداء خلًا ممزوجًا بماء، إلا ان يكون سعال؛ فيجب
2
ان يحذر حينئذ الخل. وقد أمر للدم الجامد بنصف درهم دبيد كركم بشىء من ماء الكراث،
3
وملعقة سكنجبين.
4
ومن المركبات لذلك: حلبة مطبوخة درهمان، زراوند درهم، مر ثلاثة دراهم،
5
دهن السوسن درهم، فلفل واحد، بنج واحد، ورد درهمان، يقرص ويجفف فى الظل،
6
ويسقى بماء الرازيانج والكرفس. وأيضًا انفحة الأرانب، او ماء رماد خشب التين مع
7
حاشا، أو شعير مع عسل؛ او يسهلون بما يستفرغ من ادوية مفردة؛ ذكرناها فى الكتاب
8
الثانى، ومركبات ذكرناها فى الأنقراباذين. واقرأ كلامنا فى تحليل الدم الجامد من
9
الكتاب الرابع.
10
|249va55|المقالة الرابعة فى اصول نظرية
11
من علم اورام اعضاء نواحى الصدر وقروحها سوى القلب
12
|250va14|فصل فى كلام كلى فى اوجاع نواحى الصدر والجنب
13
انه قد يعرض فى الحجب والصفاقات والعضل، التى فى الصدر "والأضلاع
14
ونواحيها، اورام" موذية جدًا موجعة، تسمى شوصة وبرسامًا وذات الجنب. وقد تكون
15
أيضًا اوجاع فى هذه الأعضاء ليست من ورم؛ ولكن من رياح فتغلظ، فيظن انها من
16
هذه العلة ولا تكون.
17
<فى ذات الجنب>: ذات الجنب ورم حار فى نواحى الصدر إما فى العضلات
18
الباطنة؛ او فى الحجاب المستبطن للصدر؛ او الحجاب الحاجز وهو الخالص؛ او فى
19
العضل الظاهرة الخارجة؛ أو الحجاب الخارج بمشاركة الجلد، او بغير مشاركة. واعظم
20
هذا واهوله ما كان فى الحجاب الحاجز نفسه وهو اصعبه. ومادة هذا الورم فى الأكثر
21
مرار أو دم مرارى؛ لأن الأعضاء الصفاقية لا ينفذ فيها إلا اللطيف المرارى ثم الدم الخالص.
22
ولذلك تكون نوائب اشتداد حمياته غبًا فى الأكثر. ولذلك قل ما يعرض لمن يتجشأ فى
23
الأكثر حامضًا؛ لانه بلغمى المزاج، ومع ذلك قد يكون كثيرًا من دم محترق. وقد يكون
3-364
1
من بلغم عفن. وقد يكون فى الندرة من سوداء عفن ملتهب. وقد بينا فى الكتب الكلية
2
أنه ليس من شرط الورم الحار أن لا يكون من بلغم وسوداء، بل قد يكون من بلغم وسوداء
3
على صفة، إلا انه ان يكون حادًا، إلا اذا كان من مرة أو دم. فان كان من غيرهما كان
4
مزمنًا، وهذا شىء ليس يحصله كثير من الناس.
5
ولما كان كل ورم إما ان يتحلل، وإما ان يجمع، وإما ان يصلب، فكذلك
6
حال ذات الجنب؛ لكن الصلابة فى ذات الجنب مما يقل. فهو اذًا إما ان يتحلل،
7
وإما ان يجمع أى فى غالب الأحوال. وذات الجنب اذا تحللت، قبلت الرئة فى الأكثر
8
ما يتحلل منها، ونفثته واخرجته؛ وربما تحلل الى جهة أخرى. واذا جمعت المدة
9
احتيج ضرورة إلى ان تنضج لتنفجر، فربما نفثتها الرئة، وربما قبلها العرق الأجوف
10
فخرجت بالبول. وربما انصبت إلى مجارى الثفل فاستفرغت فى الإسهال.
11
وقد يقع كثيرًا إلى الأماكن الخالية واللحوم الغددية، فتحدث اورامًا فى مثل
12
الأربيتين، والمغابن، وخلف الأذنين. وكثيرًا ما تندفع المادة الى الدماغ وأعضاء أخر
13
كما سنذكر؛ فيقع خطر أو يهلك. وربما خنقت المادة المدية بكثرتها وخنقها مجارى
14
النفس. وربما لم تكن كثرتها بهذه الكثرة، ولا كانت إلا نضيجة، مدة كانت او نفثًا
15
مثل المدة، إلا ان القوى تكون ساقطة فتعجز عن النفث. ولذلك يجب ان يقوى القوة
16
فى هذا الوقت حتى يقوى على الإنقباض الشديد للسعال؛ فان هذا النفث فعل يتم
17
بقوتين: احداهما طبيعة منضجة ودافعة أيضًا، والأخرى ارادية دافعة. واذا لم يقويا
18
جميعًا امكن ان تعجز عن التنقية.
19
واعلم ان عسر النفث إما ان يكون من القوة اذا كانت ضعيفة، او من الآلة
20
اذا كانت الآلة تتاذى بحركة نفسها، أو حركة جارها. او من المادة اذا كانت رقيقة جدًا،
21
او كانت غليظة، او لزجة. وفى مثل هذه الأحوال قد يعرض فى الرئة كالغليان لإختلاط
22
الهواء بالمادة العاصية، المنصبة الى الرئة والقصبة. ومتى لم تستنق بالنفث فى ذات
23
الرئة إلى اربعة عشر يومًا فقد جمعت، ومتى لم تستنق بالقيح بعد اربعين يومًا فقد وقع
24
فى ذات الرئة والسل. وقد يتفق القيح فى السابع، وأما فى الأكثر فيكون فى العشرين،
25
وفى الأربعين، وفى الستين.
3-365
1
وقد يقع انفجار قبل النضج لدفع الطبيعة للمادة الموذية بكثرتها او حدتها، او
2
لحرارة <فى> المزاج والسن والفصل والبلد، أو بتناول المفجرات من المشروبات قبل
3
الوقت من جهة خطأ الطبيب؛ وسنذكر المفجرات فيما بعد. أو لحركة من العليل مفرطة
4
متعبة، او صيحة وذلك خطر. وقد يعرض ان ينتقل ذات الجنب إلى ذات الرئة،
5
بان تقبل الرئة مادة الورم، ثم لا تجيد نفثها، وتحتبس فيها فتورم. وقد يعرض ان ينتقل
6
ذات الجنب إلى السل تارة بوساطة ذات الرئة على النحو الذى سنذكره. وتارة بغير واسطة
7
ذات الرئة، بل بأن يقرح المادة، او المدة المتحللة منه جوهر الرئة بحدتها ورداءتها.
8
وقد يعرض ان ينتقل إلى التشنج والكزاز، بان تندفع المادة فى الأعصاب
9
المتصلة بالعضو الذى فيه الورم، فانه عضو عصبانى. وهذا الإنتقال قاتل قد لا تنفع معه
10
سائر العلاجات الجيدة. وقد يعقب ذات الجنب والرئة كالخدر فى موخر عضد صاحبه
11
وانسيه وساعده إلى اطراف الأصابع. وقد يحمل على جهة القلب، فيعرض منه
12
خفقان يتبعه الغشى؛ والى جانب الدماغ أيضًا فى حال التحليل قبل الجمع وفى حال الجمع.
13
وقد تنتقل المادة الى الأعضاء الظاهرة فتصير خراجات. وقد يكون انتقالها هذا
14
بنفوذها فى جواهر العصب، والوتر، بل العظام. واذا مالت إلى المواضع السفلية، ثم
15
انفتحت وصارت نواصير، كان ذلك من اسباب الخلاص؛ ولكن يكون النواصير نواصير
16
خبيثة معدية. وان مالت إلى المفاصل وصارت نواصير، خلص العليل أيضًا؛ لكن
17
ربما أزمنت العضو خصوصًا اذا لم يكن هناك استفراغ آخر ببراز، او بول غليظ كثير الرسوب،
18
او نفث كثير نضيج. فان كان شىء من هذا كانت اسلم؛ فان ذلك يدل على قلة المادة
19
المحدثة للخراج وامكان صلاحها بالنضج. وهذه الخراجات اذا خفيت وغارت،
20
دلت على آفة وتكثر، خصوصًا اذا رجعت المادة إلى الرئة.
21
وقد يعرض من شدة الحمى تواتر النفس، ومن تواتر النفس لزوجة النفث؛ فان
22
النفث يجف بسبب النفس المتواتر. وقد يعرض من لزوجة النفث شدة الوصب وازدياد
23
اللهيب، ومن ازدياد اللهيب تواتر النفس، ومن تواتر النفس لزوجة النفث؛ فلا يزالان
24
يتعاونان على الغائلة.
25
وأما أنه أى اصناف ذات الجنب والرئة اردأ؛ أهو الذى يكون فى الجانب
26
الأيسر المجاور للقلب، او الذى يكون فى الجانب الأيمن؛ فان بعضهم جعل هذا اردأ،
27
وبعضهم جعل ذلك اردأ؛ إلا ان الحق هو ان القريب من جهة المكان اردأ، إلا انه
28
اولى بأن ينضج ويقبل التحليل ان كان من شانه ان يقبل ذلك. والبعيد من جهة المكان
3-366
1
اسلم؛ إلا انه من جهة التحليل والنضج أعصى. وقد يوقع فى ذات الجنب الإمتلاء
2
من الأخلاط اذا عرض فى ناحية الرأس، أو ناحية الصدر، او فى بعض العروق المنصبة
3
إلى نواحى الصدر. وقد يورثها كثيرًا شرب المياه الباردة، الحاقنة للمواد، والبرد الزائد؛
4
كما تجذبها الحرارة الشديدة، وشرب الشراب الصرف المحرك للأخلاط، المثير لها.
5
وقلما تنتقل ذات الرئة الى ذات الجنب؛ ولكن كثيرًا ما يكون بالعكس. ومع ذلك
6
فذلك مما قد يكون ويخف معه ضيق النفس خفًا ما.
7
وذات الجنب اكثر ما يعرض فى الخريف والشتاء، وخصوصًا بعد ربيع شتوى،
8
ويكثر فى الربيع الشتوى. وهبوب الشمال يكثر الفضول، أو تحقن الفضول، فتكثر معه
9
اوجاع الجنب والأضلاع، وخصوصًا عقيب الجنوب. وفى الصيف وعند هبوب
10
الجنوب يقل جدًا، لكنه اذا كان الصيف جنوبيًا مطيرًا؛ وكذلك الخريف. ويكثر فى
11
آخر الخريف فى أصحاب الصفراء ذات الجنب. وأما على غير هذه الصورة فذات الجنب
12
تقل فى الأهوية والبلدان والرياح الجنوبية. وتقل أيضًا فى النساء اللاتى يطمثن؛
13
لان مزاجهن الى الرطوبة دون المرارية. واذا عرضت للحوامل كانت مهلكة. وتقل
14
فى الشيوخ. فان عرضت قتلت لضعف قواهم على النفث والتنقية.
15
وذات الجنب ربما التبس بذات الكبد؛ فان المعاليق اذا تمددت لورم الكبد،
16
تأدى ذلك إلى الحجاب والغشاء فاحس فيه بوجع، وتادى إلى ضيق النفس فيحتاج
17
[الى] ان يعرف الفرق بينهما. وربما التبس بالسرسام. وذات الجنب قد تقتل لعظم
18
اعراضها. وقد تقتل بالخنق. وقد تقتل بالإنتقال الى ذات الرئة والسل والغشى
19
أو غير ذلك مما قيل.
20
واعلم ان ذات الجنب اذا اقترن بها نفث الدم، كانت مثل الاستسقاء يقترن
21
به الحمى؛ فيحتاج الأول، وهو ذات الجنب، إلى علاج قابض بحسب نفث الدم،
22
ملين بحسب ذات الجنب؛ كما ان الثانى يحتاج إلى علاج مسخن مجفف او مجفف
23
معتدل بسبب الإستسقاء مبرد مرطب بسبب الحمى.
24
وكثيرًا ما يكون سبب ذات الجنب وذات الرئة تناول اغذية رديئة غليظة الغذاء،
25
مغلظة للدم كالقنبيط، فيندفع إلى نواحى الثندوة والجنب. وعلاجه ترقيق المادة
26
بالحمام، ويخرج منه إلى سكنجبين بسرعة، ويجتنب التمريخ بالدهن فانه جذاب.
27
وربما استغنى بهذا عن الفصد.
3-367
1
|250vb38|علامات ذات الجنب
2
لذات الجنب الخالص خمس علامات مبينة وهى: حمى لازمة بمجاورة القلب.
3
والثانى وجع ناخس تحت الأضلاع؛ لان العضو غشائى؛ وكثيرًا ما يظهر إلا عند النفس،
4
وقد يكون مع النخس تمدد، وربما كان اكثر. والتمدد يدل على الكثرة، والنخس
5
على القوة فى النفوذ واللذع. والثالث ضيق النفس لضغط الورم وصغر وتواتر منه.
6
والرابع نبض منشارى شبيه الإختلاف، ويزداد اختلافه، ويخرج عن النظام عند المنتهى
7
لضعف القوة وكثرة المادة. والخامس السعال؛ فانه قد يعرض فى اول هذه العلة سعال
8
يابس ثم ينفث. وربما كان هذا السعال مع النفث فى اول الأمر وهو محمود جدًا؛ و
9
انما يعرض <عند> السعال لتاذى الرئة بالمجاورة، ثم لرشح ما يرشح إليها من مادة المرض
10
فيحتاج إلى نفثها. فان تحللت كلها ورشحت فقد استنفث ما جمع. والخالص منه
11
لا يكون معه ضربان؛ لان العضو عادم لكثرة الشرائين.
12
ولما كانت ذات الجنب تشبه ذات الكبد بسبب السعال والحمى وضيق
13
النفس، ولتمدد المعاليق، واندفاع الألم إلى الغشاء المستبطن، وجب ان يفرق بينها
14
وبينها. وأيضًا تشبه ذات الرئة بسبب ذلك وبسبب النفث، [فيجب ان] يفرق بينها
15
وبينها أيضًا. فالفرق بين ذات الجنب وبين ذات الكبد: أن النبض فى ذات الكبد
16
موجى، والوجع ثقيل ليس بناخس، والوجه مستحيل إلى الصفرة الرديئة، والسعال
17
غير نافث؛ بل تكون سعالات يابسة متباطئة. وربما اسود اللسان بعد صفرته، والبول
18
يكون غليظًا استسقائيًا، ويكون البراز كبديًا، ويحس بثقل فى الجانب الأيمن، ولا
19
يدركه اللمس فيوجع. وربما كان فى ذات الكبد اسهال يشبه غسالة اللحم الطرى
20
لضعف القوة.
21
واذا كان الورم فى الحدبة احس به فى اللمس [كثيرًا]. وان كان فى التقعير
22
كشف عنه التنفس المستعصى اذا دل عليه شىء ثقيل يتعلق. وضيق التنفس فى ذات
23
الكبد متساوى فى الأوقات غير شديد جدًا. وأما المجنوب فسعاله نافث، ووجعه ناخس،
24
وبوله احسن قوامًا، ولونه احسن ما يكون، وضيق نفسه اشد، وهو ذاهب فى الإزدياد
25
على الإتصال، حتى يتبين له فى كل ست ساعات تفاوت فى الازدياد كثيرًا. والفرق بينه
3-368
1
وبين ذات الرئة أيضًا هو ان نبض ذات الرئة موجى، ووجعه ثقيل، وضيق نفسه أشد،
2
ونفسه أسخن، وعلامات أخر.
3
ولما كانت ذات الجنب قد يعرض معها اعراض السرسام المنكرة؛ مثل اختلاط
4
الذهن، والهذيان، وتواتر النفس، والخفقان والغشى، وما هو دون ذلك، وصعوبة
5
الكرب، وشدة الضجر، وشدة العطش، وتغير السحنة إلى الألوان المختلفة، وشدة
6
الحمى، وقىء المرار؛ والسبب فى هذه الأعراض مشاركة الصدر للأعضاء الرئيسة و
7
مجاورتها، وجب ان يفرق بين الأمرين اعنى السرسام والبرسام.
8
فمن الفروق [أن] اختلاط الذهن يعرض فى السرسام أولًا، ثم تشتد فيه سائر
9
الأعراض، ويكون التنفس فيه اسلم، ويتاخر فساد التنفس عن الإختلاط؛ وتكون معه
10
اعراضه الخاصية كحمرة العين وانجذابها إلى فوق. وأما فى البرسام فيتأخر اختلاط الذهن.
11
وربما لم يكن الى قرب الموت، بل كان عقل سليم؛ ولكنه يتقدم فيه تغير النفس
12
وسوءه، ويكون فى الاول تمدد فى المراق وإلى فوق، كانه ينجذب إلى الورم، ووجع
13
ناخس.
14
ومن الفروق فى ذلك ان النبض فى السرسام عظيم إلى التفاوت، وفى ذات
15
الجنب صغير إلى التواتر ليتلافى الصغر. وذات الجنب اذا اشتد، اشتدت الأعراض
16
المذكورة معه، ويبس اللسان وخشن، واذا ازداد عرض احمرار فى الوجه والعين،
17
والقلق الشديد، وفساد التنفس، واختلاط الذهن، والعرق المنقطع؛ وربما ادى
18
الى اختلاف ردئ.
19
|251ra19|علامات اصناف الخالص منه وغير الخالص
20
اذا لم تكن ذات الجنب خالصة، بل كانت فى الغشاء المجلل للأضلاع، او
21
فى العضل الخارجة، كان لها علامات، وكان الوجع والآفة إلى حد. فان الذى يكون
22
فى الغشاء الخارج يدركه اللمس؛ وربما شاركه الجلد فيظهر للبصر. وربما انفجر خارجًا،
23
ولم يوجب نفثًا. وهذا الإنفجار قد يكون بالطبع، وقد يكون بالصناعة. والذى يكون
24
فى العضل الخارجة، فيكون معه ضربان. فان كان الإحساس به مع الإستنشاق، كان
25
فى العضل الباسطة. وإن كان الإحساس به فى الرد كان فى العضل القابضة. وقد
26
علمت انهما جميعًا موجودان فى الطبقتين جميعًا الداخلة والخارجة.
3-369
1
والغمز أيضًا يدرك هذا الضرب من ذات الجنب التى ليست بخالصة. وهذا
2
غير الخالص لا يفعل من الوجع الناخس، ومن ضيق النفس والسعال، ومن صلابة
3
النبض ومنشاريته، وشدة الحمى واعراضها، ما يكون فى الخالص. وربما كان النبض
4
لينًا. وربما كان حمى بسبب ورم فى غير المواضع المذكورة، او لسبب آخر مثل نفث
5
مدى أو غيره، ولا تكون ذات الجنب؛ اذ ليس هناك وجع ناخس ونبض منشارى وغير
6
ذلك.
7
وفى غير الحقيقية يكون فى الأكثر الوجع [فى] اسفل مشط الكتف. وما كان
8
من الخالص فى الحجاب الحاجز، كان الوجع إلى الشراسيف، وكان اختلاط العقل
9
فيه اكثر، واشتدت الأعراض، والوجع، وعسر النفس، ولم يكن سرعة شدة الحمى
10
كما فى غيره؛ بل ربما تاخر إلى ان يعفن الفضل فيقوى الحمى جدًا. وان كان فى
11
الغشاء المستبطن للصدر كان الوجع إلى الترقوة، واختلف الوجع لإختلاف مماسة اجزاء
12
الغشاء للترقوة، ولإختلاف الأجزاء فى الحس، ولا يكون معه ضربان البتة، والوجع المائل
13
الى ناحية الشراسيف. وقد يكون بسبب الورم فى الحجاب الحاجز. وقد يكون لحدوث
14
الورم فى الأعضاء اللحمية التى فى الأضلاع، وليس فيه كثير خطر.
15
|251rb26|علامات الردئ منه والسليم
16
يدل على سلامتها: النفث السهل، السريع النضيج، وهو الأبيض، الأملس
17
المستوى؛ والنبض الذى ليس بشديد الصلابة والمنشارية؛ او قلة الوجع، وسائر
18
الأعراض، وسلامة النوم والنفس، وقبول العلاج، واحتمال المريض "لما به"؛ واستواء
19
الحرارة فى البدن مع لين، وقلة عطش وكرب؛ وكون العرق [البارد] والبراز والبول
20
على الحالة المحمودة. ونضج البول علامة جيدة فيها، كما ان رداءته علامة رديئة
21
جدًا، ورداءة البراز ونتنه، وشدة صفرته، علامة رديئة.
22
وظهور الرعاف من العلامات الجيدة النافعة فى ذات الجنب. والردئ أن يكون
23
اعراضه ودلائله شديدة قوية، والنفث "محتبسا"، او بطيئًا"، او[هو] غير نضيج، إما احمر
24
صرفًا، ''او كمد"، او اسود؛ ويزداد لزوجة وعسرًا وخنقًا، ويكون على ضد من سائر
25
ما عددناه للجيد. ومن العلامات الرديئة ان يكون هناك بول عكر غير مستو وهو دموى؛
26
فانه ردئ، يدل على التهاب شئون الدماغ. ومن العلامات الرديئة ان يكون هناك حرارة
3-370
1
شديدة، وخصوصًا اذا كان مع برد فى الأطراف، ووجع يمتد الى خلف، وزيادة من
2
الوجع اذا نام على الجنب العليل.
3
فاذا حدث به او بصاحب ذات الرئة اختلاف فى آخره، دل على ان الكبد قد
4
ضعفت وهو ردئ جدًا؛ وهو فى اوله علامة جيدة، بل امر نافع. وأما الإختلاف الذى
5
يجيء بعد ذلك، ولا يزول به عسر النفس والكرب، فربما قتل فى الرابع أو قبله. و
6
اختلاج ما تحت الشراسيف فى ذات الجنب كثيرًا ما يدل على اختلاط العقل بمشاركة
7
الحجاب للرأس. ويكون هذا حركة من مواد الحجاب، وحركتها فى الأكثر فى مثل
8
هذه العلة حركة صاعدة، ومن العلامات الرديئة ان تعور الجراحات المنجية عن ذات
9
الجنب من غير سكون الحمى، ولا نفث جيد؛ فان ذلك يدل على الموت لما يكون معه
10
لا محالة من رجوع المادة إلى الغور واما العلامات الجيدة والرديئة التى تكون بعد التقيح
11
فنفرد له بابًا.
12
واعلم ان ذات الجنب اذا لم يكن فيه نفث فهو إما ضعيف جدًا. وإما ردئ
13
خبيث جدًا؛ فانه إما ان لا يكون معه كثير مادة يعتد بها، وإما ان يكون عاصية على
14
الإنتفاث خبيئة. قال ابقراط وانه كثيرًا ما يكون النفث جيدًا سهلًا، وكذلك النفس، و
15
يكون هناك علامات أخرى رديئة قاتلة؛ مثل صنف يكون الوجع فيه الى خلف، ويكون
16
كأن ظهر صاحبه ظهر مضروب، ويكون بوله دمويًا قيحيًا، وقلما يفلح، بل يموت ما بين
17
الخامس والسابع؛ وقليلا ما يمتد إلى اربعة عشر [يومًا]، وفى الأكثر اذا تجاوز السابع نجا.
18
وكثيرًا ما يظهر بين الكتفين من صاحبه حمرة، ويسخن كتفاه، ولا يقدر ان
19
يقعد. فان سخن بطنه، وخرج منه براز اصفر، مات إلا ان يتجاوز السابع. وهذا اذا
20
اسرع اليه نفث كثير الأصناف مختلفها، ثم اشتد الوجع مات فى الثالث، وإلا برأ. و
21
ضرب آخر يحس معه ضربان ممتد من الترقوة إلى الساق، ويكون البزاق فيه نقيًا لا شوب
22
معه، والماء نقيًا، وهو قاتل لميل المادة الى الرأس، فان جاوز السابع برأ.
23
|251rb44|علامات اوقاته
24
اذا لم يكن نفث، او كان نفثًا رقيقًا، او قليلًا، او الذى يسمى بزاقًا، على ما
25
نذكره، فهو فى الإبتداء. وكما تزداد الأعراض، او يزداد النفث، وياخذ عن الرقة،
3-371
1
ويزداد فى الخثورة وفى السهولة، وياخذ عن الحمرة ان كانت إلى الإصفرار المناسب
2
للحمرة، "فذلك هو التزايد". ثم اذا نفث العليل نفثا سهلًا نضيجًا على ما ذكرنا من النضج،
3
ويكون كثيرًا، ويكون الوجع خفيفًا، فذلك هو المنتهى ووقت موافاة النضج التام. ثم
4
اذا اخذ النفث ينقص مع ذلك القوام وتلك السهولة، ومع عدم الوجع ونقصان الأعراض،
5
فقد إنحط. فاذا احتبس النفث مع زوال الأعراض البتة، فقد انتهى الإنحطاط.
6
|251va5|علامات اصنافه بحسب اسبابه
7
والأشيا التى منها يستدل على السبب الفاعل لذات الجنب، النفث فى لونه اذا
8
كان بسيط اللون، او مختلط اللون، ومن موضع الوجع، ومن الحمى وشدتها ونوبتها.
9
فان النفث اذا كان الى الحمرة دل على الدم، واذا كان الى الصفرة دل على الصفراء.
10
والأشقر يدل على اجتماعهما. واذا كان إلى البياض ولم يكن النضج، دل على
11
البلغم. واذا كان الى السواد والكمودة، ولم يكن بسبب صابغ من خارج من دخان
12
ونحوه، دل على السوداء. وأيضًا فان الوجع فى البلغمى والسوداوى فى اكثر الأمر يكون
13
متسفلًا والى اللين، وفى الآخرين متصعدًا ملتهبًا. وأيضًا فان الحمى اذا كانت
14
شديدة كانت من مواد حارة. وان كانت غير شديدة كانت من مواد إلى البرد ما هى.
15
وربما دلت بالنوائب دلالة جيدة.
16
|251vb35|علامات انتقاله
17
انه اذا لم ينفث نفثًا محمودًا سريعًا، ولم يستنق فى اربعة عشر يومًا، فقد انتقل
18
إلى الجمع. ويدل على ابتداءه فى تصعده شدة الوجع أولًا، وعسر النفس وضيقه،
19
وتضاعفه عند البسط مع صغر، وشدة الحمى، وخشونة اللسان خاصة، ويبس السعال؛
20
لتلزج المادة، وكثافة الحجاب، وضعف القوة، وسقوط الشهوة، ''والإختلاط والسهر"،
21
وثقل يحسه فى ذلك الموضع. واذا جمع وتم الجمع، سكنت الحمى والوجع،
22
وازداد الثقل. فاذا انفجر عرض نافض مختلف، واستعراض نبض مع اختلافه، وتسقط
23
القوة، وتذبل النفس.
3-372
1
وكثيرًا ما تعرض حمى شديدة للذع المدة للأعضاء ولذع الورم. فاذا انفجر و
2
لم يستنق من يوم الإنفجار إلى أربعين يومًا أدى إلى السل. وانفجار المتقيح ففى اليوم
3
السابع، "وربما بعده" فى الأقل، واكثره بعد ذلك إلى العشرين والأربعين والستين.
4
وكلما كانت عوارض الجمع أشد كان الإنفجار أسرع. وكلما كانت الين كان الإنفجار
5
أبطأ، وخصوصًا الحمى من جملة العوارض.
6
واذا ظهرت العلامات [الظاهرة] الهائلة، وكنت قد شاهدت دلائل محمودة
7
فى النفث وغيره، فلا تجزع كل الجزع؛ فان عروضها بسبب الجمع لا بسبب آخر. وكل
8
ذات جنب لا يسكن وجعه بنفث ولا فصد ولا إسهال ولا غير ذلك، فيوقع فيه تقيحًا
9
أو قتلًا قبله بحسب سائر الدلائل. واذا رأيت النبض يشتد تمدده، وخصوصًا اذا اشتد
10
تواتره، فان ذلك ينذر إن كانت القوة قوية، بانه ينتقل الى ذات الرئة والتقيح والسل.
11
وبالجملة اذا كان هناك دلائل قوة وسلامة، ثم لم يسكن الوجع بنفث، او
12
اسهال و فصد وتكميد، فهو آئل إلى التقيح. وأما ان لم تكن دلائل السلامة من
13
ثبات القوة وثبات الشهوة وغير ذلك، فان ذلك ينذر بانه قاتل، وينذر بالغشى اولًا. على ان
14
الشهوة يسقط فى اكثر الأمر عند الإنفجار، ويحمر الوجنتان، لما "يتصعد اليهما'' من البخار،
15
وتسخن الأصابع لذلك أيضًا. واذا انفجر إلى فضاء الصدر اوهم الخفة أيامًا، ثم يسوء
16
حاله [به]. واذا انفجر رأيت النبض على ما حكيناه قد ضعف، واستعرض، وابطأ،
17
وتفاوت، لإنحلال القوة بالإستفراغ، وانطفاء الحرارة الغريزية. ويعرض [أيضًا] كما ذكرناه
18
نافض يتبعها حمى بسبب لذع الأخلاط. فان كانت المادة المنفجرة كثيرة والقوة ضعيفة
19
تأدى إلى الهلاك.
20
واعلم انه اذا كانت القوة ضعيفة، واشتد التمدد والتواتر، فان ذلك كما علمت
21
ينذر بالغشى. وان كان التواتر دون ذلك، ودون ما يوجب نفس ذات الجنب، فربما
22
انذر بالسبات والتشنج، او ببطء النضج. وانما يحدث السبات لقبول الدماغ الأبخرة
3-373
1
الرطبة، التى هى لا محالة ليست بتلك <المادة> الحادة، ولا لتواتر النبض جدًا، قبولًا مع
2
ضعفه عن دفعها فى الأعصاب، ويحدث التشنج لقوة الدماغ على دفعها فى الأعصاب،
3
ويدل على بطء التقيح لغلظ المادة، و لانها ليست تنتقل؛ فان الدماغ والأعصاب
4
قوية لا يقبله. وربما انذرت بالتشنج وذلك اذا كان التنفس يشتد ضيقه اشتدادًا
5
<شديدًا>، والحمى ليست بقوية.
6
واذا رأيت العلة قد سكنت يسيرًا وخفت، ولم يكن هناك نفث، فربما انتقصت
7
المادة ببول او براز، فيظهر اختلاف مرارى رقيق، او يظهر بول غليظ. فان لم يكن ذلك
8
فسيظهر خراج. فان رأيت تمددًا فى المراق والشراسيف، وحرارة وثقلًا، انذر ذلك
9
بخراج عند الأربيتين، او إلى الساقين. وميله إلى الساقين شديد الدلالة على السلامة؛
10
وفى مثل هذا يأمر بقراط بالإستسهال بالخربق. فان رأيت مع ذلك عسر نفس، وضيق
11
صدره، وصداعًا، وثقلًا فى الترقوة والثدى والساعد، وحرارة إلى فوق، انذر ذلك
12
بميل المادة إلى ناحية الأذنين والرأس. فان كانت الحالة هذه ولم يظهر ورم ولا خراج
13
فى هذه الناحية، فان المادة تميل الى الدماغ [نفسه] وتقتل.
14
|252ra31|فصل فى كلام جامع فى النفث يبدأ فى الثانى والثالث
15
افضل النفث أسهله وأسرعه واكثره، وانضجه الذى هو الأبيض الأملس المستوى،
16
الذى لا لزوجة فيه، بل هو معتدل القوام. وما كان قريبًا من هذا النضيج، "يسكن اختلاطًا"
17
ان كان قبله، او سهرًا، او عرضًا آخر رديئًا. ويليه المائل فى اول الأيام إلى الحمرة،
18
والمائل الى الصفرة. وبعد ذلك الزبدى. وسبب الزبدية هو ان يكون فى الخلط شىء
19
قليل رقيق، يخالطه هواء كثير، ويكون المخالطة شديدة جدًا. على ان الزبدى ليس
20
بذلك الجيد، بل هو اميل الى الردأة.
21
واردأه فى الأول الأحمر الصرف أو الأصفر الصرف النارى. ومن الردئ جدًا
22
الأبيض اللزج المستدير. وأردأ الجميع الأسود وخصوصًا المنتن منه. والأصفر خير من
3-374
1
الأسود، ومن الغليظ المتدحرج المستدير، ''ما هو" خير من الأحمر، وان كان رديئًا، و
2
<ان كان> دليلًا على غلظ المادة، واستيلاء الحرارة، وينذر بطول من المرض، يؤل
3
إلى سل وذبول. والأحمر خير من الأصفر؛ لان الدم <هو> الطبيعى، وهو والبلغم
4
المعتدل الين جانبًا من ''الصفراء الأكالة المحرقة". والأخضر يدل على جمود او على
5
احتراق شديد. ولا يزيل حكم رداءة النفث فى جوهره سهولة خروجه. والمنتن ردئ.
6
وانتفاث امثال هذه الرديئة يكون للكثرة لا للنضج. وكل نفث لا يسكن معه الأذى فليس
7
بجيد.
8
ومن عادتهم ان يسموا الساذج الذى لا يخالطه شىء غريب نضيج، أو شىء من
9
الدم، أو شىء من الصفراء، او السوداء، بزاقًا؛ ولا يسمونه نفثًا. ومثل هذا اذا دام،
10
ولم يختلط به شىء، ولم تعرض له حال، تدل ذلك على ان خلط ''هو ذا" ينضج؛ فانه
11
يدل على طول العلة. واذا كان مع عدم النضج رديئًا دل على الهلاك. وبالجملة فالنفث
12
يدل بلونه، ويدل بقوامه من غلظه ورقته، ويدل بشكله من استدارته وغير استدارته،
13
ويدل بمقداره فى كثرته وقلته.
14
والنفث المالح يدل على نزلة أكالة، ونفث الخلط الغليظ؛ بل القيح قد يكون
15
لا لسبب قروح الرئة، بل بسبب رطوبات صديدية، تنجلب من ابدان من جاوز الثلاثين
16
الى الخمسين، وترك الرياضة، فيجتمع فى فضاء الصدر وينتفث؛ ويقع به الإستسقاء
17
فى مدة اربعين يومًا إلى ستين، ولا يكون به كثير بأس.
18
|252rb13|فصل فى بحرانات ذات الجنب
19
واذا نفث فى اليوم الأول شيئًا رقيقًا غير نضيج، فيوقع ان ينضج فى الرابع و
20
يبحرن فى السابع. فان لم ينضج فى اليوم الرابع، و كان ابتداء النفث ليس من اليوم
21
الأول، فبحرانه فى الحادى عشر او فى الرابع عشر. فان لم ينفث إلى ما بعد الرابع،
22
ت
23
ثم نفث وفيه نضج ما، فالأمر متوسط. وان لم يكن فيه نضج فالعلة تطول مع رجاء،
24
وخصوصًا اذا كانت هناك علامات جيدة من القوة والشهوة والسن.
3-375
1
وأما اذا لم ينفث إلى السابع، اونفث <نفثًا> بلا نضج، [فلا نضج] البتة،
2
بل انما هو خلط ساذج. فان وجدت القوة ضعيفة، [و] علمت انها لا تنضج إلا بعد زمان،
3
و انها تخور قبل ذلك، فلا يجاوز الرابع عشر. وربما هلك قبله؛ لان بحران مثل هذا الى
4
اربعين وستين. والطبيعة الضعيفة لا تمتد سالمة الى ذلك الوقت. وان وجدت القوة
5
قوية، ورأيت الشهوتين معتدلتين محمودتين، ورأيت النوم والنفس على ما ينبغى، و
6
رأيت البول نضيجًا جيدًا، رجوت ان يجاوز الرابع عشر، ثم يموت فى الأكثر بعدها. وكل
7
هذا اذا كانت المادة التى توجب العلة حادة.
8
وبالجملة فان اطول بحران الجفيف منه اربعة عشر يومًا؛ وربما امتد إلى عشرين
9
يومًا. وقد زعم جالينوس انه ربما استنقى بالنفث الى ثلاثين يومًا، وصادف به بحرانًا
10
تامًا. وقد قلنا ان النفث الساذج البزاقى يدل على طول العلة. وقد يتفق ان يكون توقع
11
البحران لوقت فيعرض دليل فيجعله اقرب، او دليل فيجعله أبعد؛ مثلًا اذا كان النفث
12
والأحوال تدل على ان البحران يكون فى الرابع عشر، فظهر بعد السابع نفث أسود، و
13
خصوصًا فى يوم ردئ كالثامن، فانه يدل على ان البحران الردئ يتقدم. وان ظهر [بدل
14
ذلك] دليل جيد يدل على نضج محمود، دل على ان البحران الردئ يتاخر والجيد يتقدم.
15
|252rb48|فصل فى ذات الرئة
16
ذات الرئة ورم حار فى الرئة. وقد يقع ابتداءً. وقد يتبع حدوث نوازل نزلت
17
إلى الرئة، او خوانيق انحلت إلى الرئة، او ذات جنب استحالت الى ذات الرئة. وامثال
18
هذه تقتل الى السابع. وان قويت الطبيعة على نفث المادة فانها فى الأكثر توقع فى السل.
19
وذات الرئة تكون عن كل خلط، لكن اكثر ما تكون تكون عن البلغم؛ لان العضو سخيف
20
قلما يحتبس فيه الخلط الرقيق. كما ان اكثر ذات الجنب مرارى بعكس هذا المعنى؛
21
لان العضو غشائى كثيف مستحصف قلما ينفد منه، إلا اللطيف الحاد. على أنه قد يكون
22
من الدم. وقد يكون من جنس الحمرة، وهو قتال فى الأكثر لحدته، ومجاورته للقلب،
23
وقلة انتفاعه بالمشروب والمضمود؛ لان المشروب لا يصل اليه. وهو يحفظ من قوة
24
تبريده ما يقابله. والمضمود لا يودى إليه تبريدًا يوازيه.
3-376
1
وذات الرئة قد تزول بالتحلل. وقد تؤل إلى التقيح. وقد تصلب. وكثيرًا ما
2
ينتقل الى خراجات. وقد ينتقل إلى فرانيطس وهو ردئ. وربما انتقل الى ذات
3
الجنب وهو فى القليل النادر وقد يعقب خدرًا مثل المذكور فى ذات الجنب وهو اكثر
4
اعقابًا له. وليس نفع الرعاف فى ذات الرئة كنفعه فى ذات الجنب، لإختلاف المادتين،
5
ولان الجذب من الرئة ابعد منه من الحجاب واغشية الصدر وعضلاته.
6
[العلامات]
7
علامات ذات الرئة: حمى حادة؛ لانها ورم حار فى الأحشاء؛ وضيق
8
نفس شديد، كالخانق ينصب المتنفس لأجل الورم؛ وتضييقه المسالك، و
9
حرارة نفس شديد، وثقل لكثرة مادة فى عضو غير حساس الجوهر حساس الغشاء الذى
10
يلف فيه؛ وتمدد فى الصدر كله بسبب ذلك؛ ووجع يمتد من الصدر ومن العمق إلى
11
ناحية القس والصلب. وقد يحس به بين الكتفين. وقد يحس بضربان تحت الكتف
12
والترقوة والثدى. إما متصلًا، وإما عندما يسعل. ولا يحتمل ان يضطجع إلا على
13
القفا، وأما على الجنب فيختنق.
14
وصاحب ذات الرئة يحمر لسانه اولًا ثم يسود، ويكون لسانه بحيث تلصق به
15
اليد اذا لمسته بها مع غلظ. وربما شاركه فى التمدد والإمتلاء الوجه كله، ويظهر فى
16
الوجنتين حمرة وانتفاخ؛ لما يتصعد اليهما من البخار للحميتهما وتخلخلهما، وليستا
17
كالجبهة فى جلديتها. وربما اشتدت الحمرة حتى تشبه المصبوغ. وربما احس بصعود
18
البخار كانه نار تعلو، وتظهر نفخة شديدة، ونفس عالى سريع لعظم الحمى وآفتها.
19
ويتهيج العينان، ويثقل حركتهما، وتمتلى عروقهما، ويثقل الأجفان. والسبب فيه
20
أيضًا البخار. ويظهر فى القرنية شبيه بورم، وفى الحدقة شبه جحوظ مع دسومة وسمن،
21
وتغلظ الرقبة. وربما حدث سبات لكثرة البخار الرطب. وربما كان معه برد الأطراف.
22
وأما النبض فيكون موجيًا لينًا؛ لان الورم فى عضو لين والمادة رطبة. والموجى
23
مختلف لا محالة فى انبساط واحد. وربما انقطع. وربما صار ذا قرعتين. وذلك فى
24
انبساط واحد. وربما كان ذلك بحسب انبساطات كثيرة. وقد يقع فى الإنبساطات
25
الكثيرة فترة. وقد يقع فيه الواقع فى الوسط. ونبضه فى الأكثر عظيم لشدة الحاجة
26
ولين آلالة؛ إلا ان تضعف القوة جدًا. وأما التواتر فيشتد ويقل بحسب الحمى والحاجة،
27
وبحسب كفاية القوة ذلك العظم وعجزها عنه.
3-377
1
وقد ذكر ابقراط انه اذا حدثت بهم خراجات عند الثديين وما يليهما، وتفتحت
2
نواصير، تخلصوا. وذلك معلوم السبب. وكذلك اذا حدثت خراجات فى الساق كانت
3
علامة محمودة. واذا انتقل فى النادر الى ذات الجنب خف ضيق النفس وحدث وخز.
4
ونفثهم قد يكون أيضًا على الوان مثل نفث ذات الجنب واكثره بلغمى.
5
وأما ذات الرئة التى تكون من جنس الحمرة، ''او تضرب إلى الحمرة"، فيكون
6
معه ضيق النفس والثقل المحسوس فى الصدر أقل؛ لكن الالتهاب يكون فى غاية الشدة.
7
وعلامات انتقاله إلى التقيح قريبة من علامات ذات الجنب فى مثله وهو ان يكون الحمى
8
لا تنقص ولا الوجع ولا يرى نفض يعتد به بنفث، ''او بولًا غليظًا ذا رسوب أو برازًا''؛
9
فانه ان رأيت المريض مع هذه العلامات سالمًا قويًا، فهو يؤل إلى التقيح، او الى الخراج
10
إما إلى فوق وإما الى اسفل بحسب العلامات المذكورة فى ذات الجنب. وان لم يكن
11
هناك قوة وسلامة، فتوقع الهلاك. واذا صار بصاقه حلوًا فقد تقيح فان ينقى فى اربعين
12
يومًا وإلا طال. واذا طال الزمان بذات الرئة أورث تهيج الرجلين لضعف الغاذية خصوصًا
13
فى الأطراف. واذا مالت المادة إلى المثانة رجوت السلامة.
14
|252vb4|فصل فى الورم الصلب فى الرئة
15
قد يعرض فى الرئة ورم صلب. ويدل عليه ضيق النفس، مع انه يزداد على الأيام،
16
ويكون مع ثقل وقلة نفث، وشدة يبوسة من السعال وتواتره. وربما خف فى الأحيان
17
مع قلة الحرارة فى الصدر.
18
|252vb12|فصل فى الورم الرخو فى الرئة
19
وقد يعرض فى الرئة الورم الرخو، ويدل عليه ضيق نفس مع بزاق كثير، ورطوبة
20
فى الصدر من غير حرارة كثيرة، ولا حمرة فى الوجه، بل رصاصية.
21
|252vb18|فصل فى البثور فى الرئة
22
وقد يعرض فى الرئة بثور. وعلامتها أن يحس بثقل، وضيق نفس مع سرعة
23
وتواتر، وحرارة فى الصدر، والتهاب من غير حمى.
3-378
1
|252vb24|فصل فى اجتماع الماء فى الرئة
2
قد يجتمع فى الرئة مائية. ويدل على ذلك مليلة، وحمى لينة، وورم فى الأطراف،
3
وسوء التنفس، ونفث رقيق مائى، وحال كحال المستسقى.
4
|252vb31|فصل فى الورم او الخراجة تعرض بقصبة الرئة
5
علامة ذلك حمى ضعيفة، وضربان فى وسط الظهر ووجع؛ فان القصبة ليست
6
كالرئة فى ان لا تحس، ولكنه وجع خفيف. ويعرض ذلك مع حكة فى الجسد وبحة
7
الصوت. وان تقرحت كانت "نكهته سهكة" ونفث نزرًا.
8
|252vb40|فصل فى القيح والمدة
9
القيح فى كلام الأطباء ياتى على معنيين: احدهما [ما] يستعمل فى كل موضع وهو
10
جمع الورم للمدة. والثانى ما يستعمل خاصة فى امراض الصدر. ويراد به امتلاء الفضاء
11
الذى بين الصدر والرئة من قيح انفجر إليه إما فى الجانبين جميعًا، وإما فى جانب
12
واحد. واسباب هذا الإمتلاء إما نزلة تصب المادة دفعة، او قروح فى الرئة تسيل منها
13
مدة وصديد، فتقيح بعد عشرين يومًا فى الأكثر ثم ينتفث.
14
وأما انفجار ورم فى نواحى الصدر وهو الأكثر. و<قد> يكون ذلك إما مدة
15
نضيجة، وإما شىء كالدردى. واحوال ذلك اربع؛ فانه إما ان يخنق بالكثرة فيقتل،
16
ويظهر ذلك بان ياخذ نفسه يضيق ولا ينفث. وإما ان يعفن الرئة فيوقع فى السل. و
17
إما ان يستنقى بالنفث المتدارك السهل. وإما ان يستنقى باندفاع من طريق العرق العظيم،
18
والشريان العظيم إلى المثانة بولًا غليظًا؛ ويكون سلوكه اولًا من الوريد إلى الكبد ثم إلى
19
الكلية، ومرة إلى الأمعاء برازًا، وهما محمودان. وقد سلف منا [كلام] فى ذكر مدة
20
الإنفجار. ويعرف ذلك بحسب قوة العلامات والسن والفصل والمزاج.
21
والمشايخ يهلكون فى التقيح اكثر من الشبان لضعف ناحية قلوبهم. والشبان
22
يهلكون فى الأوجاع اكثر من المشايخ لشدة حسهم. فقد ذكرنا علامات التقيح فى باب
23
علامات انتقالات ذات الجنب، وكذلك علامات الإنفجار.
3-379
1
وأما علامة امتلاء فضاء الصدر من التقيح فثقل وسعال يابس مع بهر ووجع.
2
وربما كان فى كثير منهم سعال رطب يخيل خفة مع النفث، ويكون نفسهم متتابعًا؛
3
ولذلك يكون كلامهم سريعًا، [و يتحرك] وترات انوفهم إلى الإنضمام عند التنفس، و
4
تلزمهم حمى دقيقة إلى الإستنقاء. وأما علامة الجهة التى فيها المدة فتعرف بان يضجع
5
العليل مرة على جنب ومرة على آخر. والجانب الذى يتعلق عليه ثقل يضاغط، هو الجانب
6
القابل لموضع المدة، ويعرف من صوت المدة ورجرجتها وخضخضتها. ومن الناس
7
من يضع على الصدر وجوانبه خرقة كتان مغموسة فى طين احمر مذاب فى الماء، ويتفقد
8
الموضع الذى يجف اولًا فهو موضع القيح.
9
فأما علامات الأنفجار السليم فأن يكون الإنفجار يعقبه سكون الحمى، ونهوض
10
الشهوة، وسهولة النفث والنفس؛ او يحدث معه خراجات فى الجنب ونواحيها تصير
11
نواصير. وكذلك الذى يكوى منهم أو يبط، فيخرج منه مدة نقية بيضاء. وأما علامات
12
الردئ فان تظهر علامات الإختناق والغشى، والنفث الردئ، او السل. فاذا كوى او
13
بط خرجت منه مدة حمائية منتنة.
14
فأما العلامة المفرقة بين المدة وبين البلغم فى النفث فهو رسوب مدة النفث فى
15
الماء وانتانها على النار؛ والبلغم طاف فى الماء غير منتن على النار. على ان المدة قد
16
ينفث فى غير السل على ما بيناه فى موضع متقدم. وقد ينفث المتقيح شيئًا كثيرًا جدًا.
17
وقد رأيت من نفث فى ساعة واحدة قريبًا من منوين بالصغير اومنًا واكثر من نصف منًا.
18
ولم يترك أن يرم. وأما ان تورمت او أزمنت فلا تبرأ.
19
وأما قروح الرئة فقد اختلف الأطباء فى انها تبرأ اولا تبرأ. فقال قوم انها لا تبرأ
20
البتة؛ لان الإلتحام مفتقر إلى السكون ولا سكون هناك. وجالينوس يخالفهم، ويزعم
21
أن الحركة وحدها لا تمنع الالتحام ان لم تنضف اليها سائر الموانع. والدليل على ذالك
22
ان الحجاب أيضًا متحرك ومع ذلك فقد تبرأ قروحه.
23
وأما جالينوس نفسه فان قوله فى قروح الرئة هو انها ان عرضت عن انحلال
24
الفرد ليس عن ورم، أو عن تاكل من خلط أكال، بل لعلة أخرى؛ فما دام "جراحة
25
ولم يتقيح" بعد ولا تورم، فانه قابل للبرء؛ وكذلك ما كان من القروح التى يحدث فيها
26
نفث ولم يتقيح. وما كان عن ورم او تأكل، لم يقبل البرء؛ لان القرحة المتقيحة حينئذ
3-380
1
لا يمكن ان تبرأ إلا بتنقية المدة؛ وذلك بالسعال، والسعال يزيد فى توسيع القرحة و
2
خرقها. والدغدغة الكائنة منها تزيد فى الوجع، والوجع يزيد فى جذب المواد إلى الناحية.
3
والأدوية المجففة مانعة للنفث، والمنقية ملينة مرطبة للقرحة.
4
والكائنة عن خلط أكال لا يبرأ دون اصلاحه. وذلك لا يتاتى الا فى مدة يجب
5
فى مثلها إما ان تخرق القرحة، ويصيرها ناصورًا لا يلتحم البتة؛ وإما سعتها حتى يتاكل
6
جزء من الرئة. والكائنة بعد ورم فقد تجتمع فيها هذه المعانى. ومن المعاون على
7
صعوبة الإلتحام الحركة. وأيضًا كون العروق التى فى الرئة كبارًا واسعة صلابًا؛ فان
8
ذلك مما يعسر التحام الفتق. وأيضًا فان بعد المسافة بين مدخل الدواء المشروب وبين
9
الرئة، ووجوب ضعف قوته إلى ان يصل إلى القرحة من المعاون على ذلك. وجالينوس
10
شهد بانه ربما قذف المتقيح كل يوم قريبًا من خمسين أوقية وهو قريب من سبع قوطوليات.
11
وقد عرفت الفرق بين المدة والرطوبات الأخر؛ فان المدة تتميز بالنتن عند النفث وعند
12
الإلقاء على النار، وترسب ولا تطفو.
13
وأما علامة انتقال التقيح إلى السل فكمودة اللون، وامتداد الجنبين والعنق،
14
ويسخن الأصابع كلها سخونة لا تفارق حتى فيمن عادة اطرافه ان تبرد فى الحميات،
15
وحمى تزيد ليلًا بسبب الغذاء، وتعقف من الأظفار لذوبان اللحم تحته، وتدسم من
16
العينين مع ضرب إلى البياض وصفرة، وعلامات أخر <تنبئ> سنذكرها فى باب السل.
17
|253rb4|فصل فى قروح الصدر والرئة و[منها] السل
18
هذه القروح إما ان تكون فى الصدر، وإما ان تكون فى الحجاب، وإما ان تكون
19
فى الرئة، وهذا القسم الأخير هو السل. وإما ان تكون فى القصبة وقد ذكرناها. وأسلم
20
هذه القروح قروح الصدر. وذلك لان عروق الصدر اصغر، واجزاءه أصلب فلا يعظم
21
با ت
22
فيها الشق؛ ولان الصديد لا يبقى فيها، بل يسيل إلى فضاء الصدر؛ وليس كذلك حال
23
الرئة؛ ولان حركته غير قوية محسوسة كحركة الرئة، بل يكاد [أن] يكون ساكنًا؛ ولانه
24
لحمى، واللحمى أقبل للإلتحام.
25
وكثيرًا ما يعرض لقروح الصدر الكائنة عن خراجات متعفنة، أن تفسد العظام
26
حتى يحتاج إلى قطع العفن منها ليسلم ما يجاوره. وربما تعدى العفن إلى ما يليه من
27
الغشاء. وأما قروح الحجاب فان النافذ فيها لا يلتحم البتة. وغير النافذ إما ان يقع فى
3-381
1
الأجزاء العصبية فلا يلتحم، وإما ان يكون فى الأجزاء اللحمية فيلتحم إن تدورك فى الابتداء،
2
وما كان من الأدوية باردًا فهو بليد غير نافذ، وما كان حارًا فانه زائد فى الحمى التى
3
تلزم قروح الرئة. والمجفف ضار بالدق الذى يلزمه. والمرطب مانع من التحام القرحة؛
4
فان علاج القروح كلها هو التجفيف، وخصوصًا مثل هذه القرحة التى تصل اليها الرطوبات
5
من فوق ومن تحت. وقد يقبل هذا التاكل العلاج، اذا كان فى الإبتداء وكان على
6
الغشاء المغشى على القصبة من داخل وليس فى الجوهر اللحمى من الرئة، قبولًا سريعًا.
7
وأما فى الغضاريف نفسها فلا يقبل. وأقبل الأسنان لعلاج السل هم الصبيان.
8
واسلم قروح الرئة ما كان من جنس الخشكريشة اذا لم يكن هناك سبب فى
9
المزاج، او فى نفس الخلط، يجعل القرحة اليابسة قوبائية. وقد يعرض للمسلول ان
10
يمتد به السل ممهلًا اياه برهة من الدهر. وكذلك ربما امتد من الشباب إلى الكهولة.
11
وقد رأيت امرأة عاشت فى السل قريبًا من ثلاث وعشرين سنة واكثر قليلًا. واصحاب
12
قروح الرئة يتضررون جدًا بالخريف. واذا كان امر السل مشكلًا، كشفه فى صاحبه
13
دخول الخريف عليه.
14
وقد يطلق اسم السل على علة أخرى، <و> لا يكون معها حمى؛ ولكن تكون
15
الرئة قابلة لأخلاط غليظة لزجة من نوازل تنصب إليها دائمًا، وتضيق مجاريها؛ فيقعون
16
فى <نفس الانتصاب، و> نفس ضيق، وسعال ملح، يؤدى ذلك إلى انهاك قواهم،
17
وإذابة أبدانهم. وهم بالحقيقة جارون مجرى أصحاب الربو. فان كانت حرارة قليلة
18
وجب أن يخلط علاجهم من علاج أصحاب الربو.
19
|253va43|اسباب قروح الرئة
20
وأما أسباب قروح الرئة فاما نزلة لذاعة أكالة؛ او معفنة لمجاورتها، التى لا يسلم
21
معها الرئة الى ان تنضج. او مادة من هذا الجنس تسيل إلى الرئة من عضو آخر، او تقدم
22
من ذات الرئة قد قاحت وتقرحت. او تقيح من ذات الجنب انفجر. أو سبب من
23
اسباب نفث الدم المذكورة فتح عرقًا، او قطعه، اوصدعه كان سببًا من داخل مثل غليان دم،
24
أو غير ذلك مما قيل، او من خارج مثل سقطة او ضربة. وقد تكون من اسبابها عفونة
25
او أكال يقع فى جرم الرئة من نفسها كما يعرض للأعضاء. وقد يكثر السل اذا اعقب
26
الصيف الشمالى اليابس خريف جنوبى مطير.
3-382
1
|253vb2|فصل فى المستعدين للسل فى الهيئة، والسحنة، والسن، والبلد، والمزاج
2
هؤلآء هم المجنحون، الضيقوا الصدور، العاريوا الأكتاف من اللحم وخصوصًا
3
من خلف، المائلوا الأكتاف الى قدام؛ كأن للواحد منهم جناحين، وكأن كتفيه منقطعان
4
عن العضل وقدام وخلف؛ والطويلوا الأعناق، المائلوها إلى قدام، قد برزت حلوقهم
5
ونتأت. وهؤلآء يكثر الرياح فى صدورهم وما يليها، والنفخ فيها لصغر صدورهم.
6
فان كان مع ذلك بهم ضعف الأدمغة يقبل الفضول، ولا تنضج الأغذية، فقد تمت الشرائط،
7
وخصوصًا ان كانت اخلاطهم حادة مرارية. والسحنات القابلة للسل بسرعة مع التجنح
8
المذكور هى الزعر البيض إلى الشقرة. وأيضًا الأبدان الصلبة المتكاثفة لما يعرض لهم
9
من انخراق العروق. والمزاج القابل لذلك من كان ابرد مزاجًا. والسن الذى يكثر فيه
10
السل ما بين ثمانية عشر سنة الى حدود ثلاثين سنة. وهى فى البلاد الباردة اكثر لما يعرض
11
فيها من انفتاق العروق ونفث الدم اكثر. والفصل الذى يكثر فيه ذلك الخريف.
12
|253vb29|ما يجب ان يتوقاه هؤلآء
13
يجب على هؤلآء ان يتوقوا جميع الأغذية، والأدوية الحريفة والحادة، وجميع
14
ما تمتد به اعضاء الصدر من صياح ووثبة وضجر.
15
|253vb34|علامات السل
16
[هى] ان يظهر نفث مدة بعلامة المدة على ما شرحنا من صورتها فى اللون والتبخير
17
وغير ذلك؛ وحمى دقيقة لازمة لمجاورة القلب موضع العلة، يشتد مع الغذاء وعند الليل
18
على الجهة التى تشتد معها حمى الدق؛ لترطب البدن من الغذاء وعلى ما نذكره فى موضعه.
19
على انه ربما تركب مع الدق فيها حميات أخر نائبة وربع وخمس. وشرها الخمس
20
ثم شطر الغب ثم النائبة.
21
واذا حدث السل ظهرت أيضًا الدلائل التى عددناها فى آخر باب التقيح. و
22
فاض العرق منهم كل وقت؛ لان قوتهم تضعف عن امساك الغذاء وتدبيره. والحرارة
23
تحلل وتسيل. فان انتفث خشكر يشة لم يبق شبهة، ولا سيما اذا كانت الأسباب المتادية
24
إلى السل المذكور قد سلفت. فاذا اخذ البدن فى الذبول، والأطراف فى الإنحناء، والشعر
25
فى الإنتثار لعدم الغذاء وفساد الفضول فقد صح. وقد يكمد اللون فى الإبتداء من السل؛
3-383
1
لكنه يحمر عند تصعد البخارات، ويتمدد العنق والجبين وخصوصًا اذا استقر؛ وتنتفخ
2
اطرافهم وخصوصًا ارجلهم فى آخر الأمر تتربل لفساد الأخلاط، وموت الغريزة فى
3
الأقاصى من البدن لرداءة المزاج.
4
والذين سبب سلهم خلط أكال فيقذفون بزاقًا فى طعم ماء البحر مالحًا جدًا،
5
ويكون النبض منهم ثابتًا معتدل السرعة صغيرًا. وقد يعرض له ميل إلى الجانبين،
6
ثم بعد ذلك يحدث فى البطن القراقر، وتنجذب الشراسيف إلى فوق، ويشتد العطش،
7
وتبطل الشهوة للطعام لضعف القوى الطبيعية. وربما اختلف بطنه لسقوط القوة. وربما
8
نفث حلقًا او اجرامًا <من> العروق، وذلك عند قرب الموت.
9
والمنفوث من العروق ان كان كبارًا فهو من الرئة، وان كان صغارًا فهو من القصبة.
10
وكثيرًا ما ينفثون حصى، و"ان يقذفوا حلقًا من القصبة؛ ولا يكون هذا" الا بعد قرحة عظيمة،
11
وفى آخره يغلظ النفث والبزاق، ثم ينقطع لضعف القوة. فربما صابوا اختناقًا. وربما
12
لم يتاخر مثل هذا النفث، بل وقع فى الإبتداء اذا كان السل من الجنس الردئ، الكائن
13
من مواد غليظة لا تنهضم. واذا انقطع النفث فى آخر السل فربما لم يزيدوا على اربعة ايام.
14
وربما كان انقطاع النفث بسبب ضعف القوة، وحينئذ ربما ضاق النفس بهم
15
إلى ان يصير كغير المحسوس. وكثيرًا ما يشتد به السعال ويودى إلى نفث الدم المتتابع.
16
فان عولج سعالهم بالموانع للنفث هلكوا مع خفة يصيبونها. وان تركوا يسعلون ماتوا نزفًا.
17
و فى <كتاب> الموت السريع: من كان به سل فظهر على كتفيه حب كانه الباقلى
18
مات بعد اثنين وخمسين يومًا.
19
|254ra37|المقالة الخامسة فى اصول عملية فى ذلك
20
|254ra38|فصل فى العلاج المشترك لأورام نواحى الصدر والرئة
21
من الأمور المشتركة الفصد، أما فى الإبتداء فمن الجانب المخالف، واعجله
22
من الصافن المحاذى فى الطول، وبعده من الباسليق المحاذى فى العرض؛ وبعده
23
الأكحل المحاذى فى العرض. فان لم يظهر فلا يجب ان يترك فصد القيفال وان كان
3-384
1
نفعه أقل وابطأ. ثم بعد ايام فمن الجانب الموافق فى العرض. وقد يحجم على الصدر،
2
وبالشرط أيضًا حتى يجذب المادة الى خارج ويقللها خصوصًا اذا كان سبق فصد.
3
قال جالينوس: فان كانت الحمى شديدة جدًا فاحذر المسهل واقتصر على الفصد؛
4
فانه لا خطر فيه، أو خطره اقل. وفى الإسهال خطر عظيم؛ فانه ربما حرك، وربما لم
5
يسهل، وربما أفرط. ويجب ان لا يقربهم المخدرات ما امكن؛ فانها تمنع النضج و
6
النفث. وأما الأغذية فماء الشعير، وماء الحنطة، وماء طبيخ الخبازى، والبقلة اليمانية
7
والملوخية، والقرع، وماء الباقلى، والقشمش، اذا لم تكن حرارة مفرطة. وللزبيب
8
فى الأواخر خاصية.
9
وما يجرى مجرى الأدوية فجميع ما ينقى، [و] يزيل الخشونة، ويلين فى الدرجة
10
الأولى؛ مثل ماء العناب، والبنفسج، والخشخاش، وأصل السوس، ولباب الخيار
11
والقثاء وغيره، وبزر الهندبا، والسبستان. وربما جعل معها لعاب حب السفرجل،
12
والصمغ وكثيرا، وبزر الخشخاش؛ وهذا كله قبل الإنفجار.
13
وافضل الجاليات المنقية ماء العسل ان لم يكن ورم فى سائر الأحشاء، فان كان ورم
14
واستعمل، وجب حينئذ ان يصير كالماء بكثرة المزاج. والجلاب وماء السكر اوفق
15
منه، وبعده ماء الشعير، وبعده الشراب الحلو، وهو افضل شراب لأصحاب هذه العلل،
16
خصوصًا الأبيض منه فهو اعون على النفث؛ لكنه لا ينبغى ان يشرب فى ذات الرئة وفى ذات
17
الجنب إلا بعد النضج. على ان <فيه> فيما ذكر عطشًا واسخانًا [و] قد يتداركان.
18
ولا يجب ان يسقى ذلك من كبده او طحاله عليل. وبعد الشراب الحلو الخمر المائى،
19
وهو يقوى القوة اكثر من الماء، وفيه تقطيع وتلطيف.
20
وأما سقى السكنجبين، المتخذ من العسل، أو من السكر، وقليل خل اذا مزج
21
بالماء، فهو يجمع معانى من التطفئة والتنقية. فان حمض جدًا فاما ان ينفث جدًا،
22
وإما ان يبرد ويلزج جدًا، فيصير وبالًا حتى لما يقطعه أيضًا ربما احتاج الى قوة قوية
23
حتى ينفث. فان كان لا بد من الحامض فيجب ان يسقى مفترًا او ممزوجًا بماء حار قليلًا
24
قليلًا. وأما المعتدل الحموضة فانه يومن [من] هذه الغائلة، ويكون مانعًا لضرر الحلاوة
25
من التعطيش، وإثارة المرة <الصفرا> وتوليدها. وماء العسل ابلغ فى الترطيب، وماء
26
الشعير فى التقوية. وربما احتيج فى تعديل الطبيعة الى ان يعطى الحماض مع دهن اللوز.
3-385
1
وأما ما يسقونه من الماء أما فى الشتا فالماء الحار، وماء السكر، وماء العسل
2
الرقيق. وأما فى الصيف فالماء المعتدل. ويكره لهم الماء البارد. فان اشتد العطش
3
سقوا قليلًا، او ممزوجًا بجلاب، او سكنجبين مبردين؛ فان السكنجبين ينفذه بسرعة و
4
يدفع مضرته. ويسقون عند الإنحطاط ماء بميبختج. وأما ما يحتاج اليه عند الجمع
5
والإنضاج والتفجير وبعده فنحن نفرد له بابًا.
6
|254rb52|فصل فى علاج ذات الجنب
7
يجب ان تمنع المادة المتجهة إلى الورم، [وتمال عنه] بالاستفراغ، وما يجذب
8
إلى الخلاف. وتقرأ ما وصفناه فى الباب الذى قبل هذا. وربما سنعاود ذكره فنقول:
9
ان علاجه الفصد ان كان الدم غالبًا على الجهة المذكورة فى الباب الذى قبله، ويخرج
10
<الدم> حتى يتغير لونه؛ فانه يدل على ان الموذى من الدم قد استفرغ. واعلم ان اشد
11
دم البدن سوادًا ما كان قريبًا من مثل هذا الورم. على ان مراعاة القوة فى ذلك واجبة.
12
فربما لم ترخص القوة فى اخراج الدم إلى هذا الحد. وان كان خلط آخر استفرغ لا بمثل
13
الإهليلج وما فيه قبض، بل بما فيه مع الاسهال تليين؛ مثل الأشياء المتخذة بالبنفسج،
14
والترنجبين، والشيرخشت، وسكر الحجاز؛ ويسهلون ليلًا.
15
وقد قال قوم من اهل المعرفة ان الأصوب مأ امكن ان يستفرغوا بالفصد خوفًا
16
من الإضطراب، الذى ربما اوقعه المسهل. وقد ذكرناه وخصوصًا اذا كان النفث
17
مراريًا جدًا، وخصوصًا على ما قال جالينوس اذا كانت الحمى شديدة جدًا. وجالينوس
18
يحذر من سقمونيا، ولا يحذر من الأيارج والخربق معًا. ويمدح فعل ماء الشعير بعد
19
استعمال المسهل، والفراغ منه؛ وأما معه فيقطع فعله. على انه يجب ان يراعى جهة
20
ميل الوجع والألم. فان كان الميل صاعدًا إلى الترقوة والقس وما فوقهما فالفصد أولى،
21
وان كان الألم يميل الى ناحية الشراسيف فلا بد من اسهال وحده، او مع الفصد
22
بحسب ما توجبه المشاهدة؛ وذلك لان الفصد وحده من الباسليق لا يجذب من هذا الموضع
23
شيئًا يعتد به.
24
ومما يدلك على شدة الحاجة الى الإستفراغ ان تجد التكميد والتضميد
25
لا يسكنان الوجع، او تجدهما مما يزيدانه، فيدل ذلك على الإمتلاء فى البدن كله،
26
فلا بد من استفراغ وخصوصًا الفصد. واذا فصدت واستفرغت، ولم تسكن
27
الأعراض، فاعلم ان ما تطلبه من منع الجمع معوز، فلا تعاود الفصد لئلا
3-386
1
تتبلد المادة التى ''هو ذا يجمع". وذلك مما لا ينضج مع نقصان القوة، وفقدان انضاج
2
الدموية للمادة. واذا نضج فيجب ان يمنع تصيره مدة، وتجتهد ان تنقى قبله بالنفث.
3
وبالجملة اذا لم يفصد، ونضج ونفث نفثًا نضيجًا، او نفثًا صالحًا، ثم رايت
4
ضعفًا فى القوة فلا تفصد البتة. فان حال ضعف القوة دون الفصد والإسهال، فلا بد
5
من استعمال الحقن المتوسطة، او الحادة بحسب ما توجبه المشاهدة، وخصوصًا اذا
6
كان الوجع مائلًا إلى الشراسيف. وبقراط يشير فى علاج ذات الجنب، الذى لا يحس
7
فيه الوجع الا انه شديد الميل إلى الشراسيف، ان يستفرغ إما بالخربق الأسود، وإما
8
بالفليون، [وفى نسخة أخرى البقلة البرية]، وهو شىء شبيه بالبقلة الحمقا، ولها لبن، و
9
هو شىء من جنس اليتوعات.
10
واذا استفرغت ووجدت الألم اخف، اقتصرت على ماء السكر، وماء الشعير،
11
المطبوخ شعيره المقشر فى ماء كثير طبخًا شديدًا؛ وإما الخندروس ان احتجت إلى تقوية،
12
والبطيخ الهندى، وماء العناب، وماء السبستان، والبنفسج المربى، وبزر الخشخاش،
13
والدهن الذى يستعمل مع شىء من هذا دهن اللوز. وقد نهى قوم عن الرمان لتبريده،
14
وما عندى فى الحلو منه بأس. وقد يطبخ من هذه الأدوية مطبوخ يستعمل للتنفيث
15
وهو الشعير المقشر، والعناب، والسبستان، والبنفسج، وبزر الخشخاش، وشراب
16
البنفسج، وشراب النيلوفر وهما افضل من الجلاب.
17
وكان جالينوس يامر فى الإبتداء باصناف الدياقوذا ليمنع المادة وينضج وينوم.
18
واقول انه يحتاج إليه اذا لم يكن بد لشدة السهر، وان لم يكن ذلك فربما بلد الخشخاش
19
المادة، ومنع النفث؛ اللهم إلا ان يكون السكر المجعول معه يدفع ضرره؛ ويشبه ان
20
يكون البزرى اوفق من القشرى حينئذ. ويجب ان يستفرغ ما يحتبس بالنفث، ويقدر
21
الغذاء، فلا يكثر، بل يلطف بحسب ما يوجبه كثرة حدة العلة وقلتها واعراضها؛ فانها
22
ان كانت هادية خفيفة سهلة، غذوت بماء الشعير المقشر المطبوخ جيدًا؛ فانه منفث مقطع
23
مقو. وان اردت ان تحليه، حليت بسكر وعسل. وان كانت مضطربة اقتصرت على
24
ماء الشعير حتى تستبرئ الحال، وخصوصًا بحسب النفث؛ فانه اذا كثر، امنت كثرة المادة،
25
وعرفت الحاجة إلى القوة، فغذوت بماء الشعير المقشر وقويت. وان احتبس، لطفت
26
التدبير، واقتصرت على ماء الشعير، وعلى الأشربة ما امكن.
27
فاذا حدث فى ذات الجنب اسهال، وكانت ذات الجنب عقيب ذبحة انحلت
28
إلى الجنب، منع ذلك كل علاج من فصد، وتليين طبيعة؛ وكان تدبيره الإقتصار على
3-387
1
سويق الشعير. وان فزعت إلى الفصد ضرورة فى اصناف ذات الجنب، ولم يكن نضج،
2
فالصواب ان يقتصر على قدر ثلثى وزنه، ويستعد للتثنية بملح وزيت على الجراحة.
3
وكثيرًا ما يغنى استطلاق البطن كل يوم مجلسًا او مجلسين عن الفصد. ومن اعقبه الفصد
4
غشيًا، أو شدة عسر، وضيق فى النفس، فذلك دليل على ان الفصد لم يستفرغ مادة المرض.
5
والأولى ان لا تلين الطبيعة فى علاج أوجاع الصدر فى الإبتداء إلا بما خف من حقن و
6
شيافات.
7
ومن الخطأ العظيم سقى المبردات الشديدة؛ إلا فى الكائن من الصفراء، وسقى
8
المبردات القابضة، او اطعامها مثل العدس بالحموضات ونحوها. واعلم ان سقى الماء
9
البارد غير موافق لهذه العلة وجميع الأورام الباطنة، فاقلل ما امكنك. وان عصى
10
العطش فامزجه بالسكنجبين ليكسر سورة الماء، وليقل بقاءه وثباته، بل ليتبذرق وينفذ
11
فى البدن، ولينتفع بتقطيع السكنجبين وتلطيفه.
12
واعلم ان ذات الجنب اذا كثر فيه الإلتهاب، واستدعى التبريد، فلا تبرد الا
13
بما فيه جلاءما وترطيب مثل ماء الخيار وماء البطيخ الهندى. وأما ماء القرع فانه وان
14
نفع من جهة فربما ضر واضعف بالإدرار. وأما ما يجتنب فمثل ماء البقلة الحمقاء،
15
وماء الهندباء، وكل ما فيه تبريد وتكثيف.
16
ويجب ان يكون معظم غرضك التنفيث بسهولة. ومما يكثر النفث هو النوم
17
على الجنب العليل. وربما احتيج إلى هز يسير، وإلى سقيه الماء الذى إلى الحرارة جرعًا
18
متتابعة؛ فانه نافع له جدًا. وربما احوج احتباس النفث المضيق للنفس إلى لعقه ملعقة
19
من زنجار وعسل. وربما احوج شدة الوجع الى سقى باقلاة من حلتيت بعسل وخل وماء،
20
وذلك عند شدة الوجع المبرح.
21
فاذا بلغ عصيان النفس الغطيط والحشرجة، اخذت من النطرون المشوى ما يحمله
22
ثلاث اصابع، ومن الزنجار قدر باقلاة، وقليل زيت، وماء فاتر، وعسل قليل. فان لم
23
ينجع زدت عليها فقاح الكرم مع الفلفل والخل كله مفترًا، او زوفا وخردل وحرف،
24
<يضرب> بماء عسل مفترًا، وهو اقوى من الأول. ثم يحسى اذا نفث صفرة البيض
25
ليذهب بغائلة ذلك.
26
وان احتجت فى اصحاب ذات الجنب إلى غذاء اقوى فالسمك الرضراضى،
27
وذلك عند انكسار الحمى. وكذلك الخبز بالسكر والزبد؛ فانه يعين على النضج والنفث؛
28
والسمك مصلوقًا بالكراث والشبث والملح. واجتهد ان تخفف نواحى البطن؛
3-388
1
لئلا تزاحم نواحى الصدر. وذلك بتليين الطبيعة واخراج ثفل، ان كان احتبس، بحقنة
2
لينة مثل ماء الكشك بقليل ماء السلق؛ ويجب أن يمنع النهيج.
3
واعلم ان بخار الثفل [والنفخة] ضاران جدًا فى هذه العلة. ومن المهم الشديد
4
الإهتمام أن تبادر فتنضج العلة من قبل "ومن غير'' صيرورية مدة. فان صارت مدة، فيجب
5
ان تبادر إلى تنقيتها قبل ان يأكل. واعلم انه لا بد من ترطيب يحاوله ليسهل النفث و
6
يسرع. واذا بدأ النفث فى الصعود وجاوز الرابع قوى هذا المطبوخ باصل السوس و
7
البرشاؤشان. وإذا كانت المادة غليظة، والقوة قوية، ولم يكن فى العصب آفة، لم يكن
8
بأس بسقى السكنجبين الممزوج ليقطع.
9
واذا لينت الطبيعة بمثل الخيارشنبر مع السكر والترنجبين والشيرخشت، كان
10
صوابًا. وقد يستعان أيضًا بضمادات ومروخات. فاول ما يجب ان يستعمل منها قيروطى
11
متخذ من دهن البنفسج والشمع المصفى، ثم يتدرج الى الشحوم، والألعبة، وغبار
12
الرحى، ثم يتدرج إلى ما هو أقوى؛ مثل ضماد البابونج، واصول الخطمى، واصول
13
السوسن، والبنفسج، وطبيخ الخبازى البستانى. وان احتاج إلى ما هو اقوى، استعمل
14
الضماد المتخذ من الكرنب المسلوق ومن الرازيانج المسلوق. وأيضًا ضماد متخذ
15
من الأفسنتين واصل السوس بشىء من عسل مع دهن الناردين. واعلم انه ان كانت
16
المادة كثيرة فالأضمدة والأطلية الباردة ضارة. وان كانت قليلة لم تضر؛ وكذلك ان
17
كان الورم <قد> تحلل وبقيت <المادة> بقدر. واذا وقع استفراغ عن الفصد
18
نافع جاز أيضًا الطلا.
19
صفة ضماد أخر جيد: ورق البنفسج والخطمى من كل واحد جزء، اصل السوس
20
جزءان، دقيق الباقلى ودقيق الشعير من كل واحد جزء ونصف، بابونج وكثيرا جزءان.
21
فان كانت المادة غليظة واحتيج إلى زيادة تحليل، زيد فيه بزر الكتان، وجعل
22
عجنه بالميبختج مع شمع ودهن بنفسج. وان كانت الحرارة اقل أيضًا، جعل بدل
23
دهن البنفسج دهن السوسن، او دهن النرجس. وان كانت الحرارة قوية، ألقى بدل
24
الزيادات الحارة، التى الحقناها بالنسخة، ورق النيلوفر وورد وقرع.
25
نسخة مروخ جيد: شمع، شحم البط والدجاج، وسمن الغنم، وزوفا رطب،
26
يتخذ منه مروخ؛ فانه جيد جدًا. ومن الأضمدة التى تجمع الى الانضاج تسكين الوجع
27
ضماد يتخذ من دقيق الشعير واكليل الملك وقشر الخشخاش.
3-389
1
وقد يستعان فيها بكمادات <فمنها> رطبة ويابسة. والرطبة اوفق لما يضرب
2
إلى الحمرة، واليابسة لما يضرب إلى الفلغمونية؛ لكن الرطب اذا لم ينفع لم يضر؛
3
واليابس فانه اذا ضر ضر عظيمًا. واولاها بالتقديم الإسفنج المبلول بالماء الحار،
4
واقوى منه ماء البحر والماء المالح. ثم يجاوز ذلك ان احتيج إليه، فيكمد بالبخار أو
5
بزيت وماء حارين. وأقوى من ذلك ما يتخذ بالخل والكرسنة، وبالكرنب على الصوف
6
المشروب دهنًا. ومن اليابسات اللطيفة النخالة ثم الجاورس ثم الملح.
7
والتكميد يحل كل وجع عال أو سافل، اذا لم يكن مانع من امتلاء يحدثه
8
التكميد. وأما الفصد فاكثر حله للأوجاع العالية. واذا ضمدت او كمدت،
9
فاجتهد ان تحبس بخارهما عن وجه العليل؛ لئلا يهيج به كرب وضيق نفس. وربما
10
كانت العلة شديدة اليبس فينفع بخار الضماد والكماد الرطبين المعتدلين اذا ضرب
11
الوجه وذهب فى الإستنشاق. وقد يستعان بلعوقات يستعملونها، والينها وأوفقها
12
للمحرورين الشمع الأبيض المصفى، المغسول بدهن البنفسج، وخصوصًا اذا كان
13
الوجع شديدًا.
14
وقد يفزع الى المحاجم بعد تنقية البدن بالفصد وغيره. والثقة بانه قد استنقى؛
15
فان المحاجم اذا وضعت على الموضع الوجع ظهر منها نفع عظيم؛ فربما سكنت الوجع
16
اصلًا، وربما جذبته إلى النواحى الخارجة. وضماد الخردل ان استعمل فى مثل هذا
17
الموضع عمل عمل المحاجم فى الجذب.
18
فاذا جاوز السابع فان الأقدمين كانوا يامرون بلعوق يتخذ من اللوز، وحب القريص،
19
والعسل والسمن، واللعوقات المتخذة من السمن وعلك البطم. وربما استعملوا
20
المعاجين الكبار كالأثاناسيا؛ وهو طريق جيد يقدر عليه المحققون للصناعة، الواثقون
21
من انفسهم بالتفطن، لتلاف إن اقتضاه هذا التدبير، وبالإقتدار عليه، فيبلغون به من
22
التنقية المبلغ الشافى. وأما المحدثون الجبناء غير الواثقين بانفسهم فى ذلك، فانهم يخافون
23
العسل، ويجعلون بدله السكر. وكان الأقدمون أيضًا يشيرون بأدوية قوية التنقية،
24
مهيأة بالعسل حبوبًا تمسك تحت اللسان، ويشيرون فى هذا الوقت <بالأدوية> والأضمدة،
25
المسماة ذات الرائحة، المتخذة بالمرزنجوش والمرهم السذابى.
26
وبالجملة من سلك هذا السبيل الذى للقدماء، فيجب ان يسلكه بتوق وتحرز
27
وخوف، أن يفجر دمًا، او يهيج حرارة كثيرة؛ ثم له ان يثق بعد ذلك بالنجاح العاجل.
28
فان بقيت العلة إلى الرابع عشر، لم يكن بد من الحجامة وتلطيف التدبير حينئذ. و
3-390
1
اذا اشتد بهم السهر، فلا بد من شراب الخشخاش. وإذا تواتر فيهم النفس، فتدارك
2
ضرره انما يكون بالترطيب بمثل لعاب بزر قطونا، يتجرع منه شيئًا بعد شىء، وبمثل الجلاب.
3
وقد ينتفع بنطل الجنب بماء فاتر ليخف الوجع ويقل تواتر النفس؛ فانه ضار
4
على ما قد عرفت. وبعد الإنحطاط الظاهر يستعمل الحمام ويجتنب التبريد الشديد؛
5
إلا فيما كان من جنس الحمرة. وكذلك يجتنب التدبير المغلظ، ويشتغل بالتلطيف،
6
ويطبخ فى المياه والأشربة المذكورة الكراث والفوذنج فى آخره. ويلعقون بزر القريص
7
مع العسل. وان استعصى الورم ونحا نحو الجمع، دبر التدبير الذى نذكره فى باب ذلك
8
خاصة.
9
ويجب ان يحذر على الناقه من اصحاب ذات الجنب، الملوحات، والحرافات،
10
والإمتلاء، والشبع، والشمس، والريح، والدخان، والصوت العالى، والنفخ،
11
والجماع؛ فانه ان انتكس مات. هذا [هو] قولنا ان كان ذات الجنب حارًا خالصًا. وان
12
لم يكن كذلك، بل كان غير خالص وغير شديد الحرارة، فعليك بالدلك والضماد بمثل
13
الحلبة والزفت، وبالمحاجم.
14
ضماد نافع لذلك، يوخذ رماد اصل الكرنب ويعجن بشحم ويضمد به. والبلغمى
15
يبدأ فى علاجه بالحقن الحارة والإسهال ولا يفصد. ويستعمل المحللات، و
16
الأضمدة، والكمادات المذكورة التى فيها قوة. ويطعم السلق، وماء الكرنب، وماء الحمص،
17
ودهن الزيت، او دهن اللوز الحلو او المر. ويستعمل الضمادات والكمادات الحارة
18
المذكورة. ويسقى مطبوخ يوسف الساهر، الذى يسقيه بدهن الخروع.
19
وأما السوداوى فيغذى بالأحساء المتخذة من الحنطة المهروسة مع العسل ودهن
20
اللوز باللعوقات الملينة الحارة. ويتجرع الأدهان الملينة مثل دهن اللوز، والأحساء الملينة،
21
المتخذة من الباقلى، وقليل حنطة، واللبن الحليب، خاصة لبن الأتن نافع لهم. و
22
مما ينفع فيه: ان يوخذ من القسط وزن درهم، <ويسقى> فى ملعقة من ماء طبيخ
23
الشبث، او دهن البلسان، أو شراب العسل، وهذا أيضًا نافع للسعال الردئ. وأما الماء
24
المجتمع فى الرئة، فعلاجه اخف مما نذكره من علاج المتقيحين. وربما احتيج إلى بط.
25
|255vb20|فصل فى علاج ذات الرئة
26
ذات الرئة تجرى فى علاجها مجرى علاج ذات الجنب؛ إلا ان ضماداتها يجب
27
ان تكون أقوى، ويدخل فيها ما هو مغوص. ويجب ان يكون الحرص على تنقية بالنفث
28
أشد ويكون فيه بدل الإضطجاع على الجهة المنفثة الاستلقاء مائلًا الى تلك الجهة.
3-391
1
واذا كانت الطبيعة معتقلة، وجب ان يسقوا فى كل يوم مرة من هذا الشراب: يوخذ من
2
الخيارشنبر، ومن الزبيب المنقى من عجمه، من كل واحد ثلاثة أساتير، ويلقى عليه اربع
3
سكرجات ماء [ويطبخ] حتى يتنصف، ويوخذ ويلقى عليه سكرجة ماء عنب الثعلب
4
وهو شربة للقوى، وللضعيف نصفها. وان كانت الطبيعة لينة لينًا مضعفًا، سقى رب
5
الآس، والسفرجل الحلو المشوى، والرمان الحلو. وما كان من جنس الماشرا والحمرة
6
فان علاجه كما أشرنا إليه صعب. فان نفع شيئًا فالتطفئة البالغة بالعصارات الشديدة البرد
7
المعلومة من البقول والحشائش والثمار؛ ويسقى المبردة الملينة منها مثل عصارة الهندباء
8
ونحوه. فان استفرغت الصفراء بمثل الشيرخشت، والتمرهندى، والترنجبين، ونحو ذلك
9
فهو جائز وكذلك ربما احتجت فيه الى الفصد ان كان هناك امتلاء.
10
|255vb48|فصل فى التقيح
11
اذا ظهر فى اورام [ذات الجنب و] ذات الرئة علامات الجمع المذكورة وتصعدت،
12
فالواجب ان يعان على الإنضاج بعد التنقية للبدن معونة، تكون بالضمادات والكمادات؛
13
مثل المتخذة من دقيق الشعير، وعلك الأنباط، والشراب الأبيض والحلو، والتمر،
14
والتين اليابس. والأقوى منه الذى يجعل معه ذرق الحمام والنطرون، وهو يصلح فى
15
آخره أيضًا عند التفجير. ويجب ان يضطجع قبل وقت الإنفجار على الجانب العليل؛
16
فانه اعون على النفث والتفجير.
17
وان كانت الحرارة كثيرة سقى ماء العسل فى ماء الشعير، او ماء العسل الرقيق
18
وحده. وان كانت الحرارة ليست بقوية والقوة قوية، فيجب ان يسقى طبيخ الزوفا
19
مع حاشا، وفراسيون، والتين، والعسل؛ وان يسقى ماء الشعير المطبوخ بأصول السوسن.
20
وربما احتيج إلى مثل المثروذيطوس والترياق لينضج. واوفق اوقات سقيه بعد النضج
21
التام لينفجر على حفظ من الغريزة. والتمر [جيد] غاية فى هذا الوقت وبعده. و
22
شراب الفراسيون غاية.
23
قرص منضج: يوخذ بزر الخطمى، والخبازى، والخيار، والبطيخ، والقرع،
24
ورب السوس، وفقاح اكليل الملك، وبنفسج، وكثيراء، يقرص بلعاب بزر الكتان
25
ويسقى بماء التين.
26
وأما تغذيتهم فى وقت التصعد فخبز مبلول بماء أو بماء العسل، والبيض النيمبرشت
3-392
1
وما اشبه ذلك؛ والنقل حب الصنوبر الكبير والصغير، واللوز الحلو، والأحساء الرقيقة
2
المتخذة من دقيق الشعير، والحمص، والباقلى بدهن اللوز والسكر والعسل وإذا
3
جاز وقت الإنفجار وتم النضج، فيجب ان يعان على الإنفجار؛ فان تركه يجعل للمريض
4
صعوبة وشانًا. وتبخر حلوقهم باللبنى، ويسقى شراب الزوفا القوى الذى ذكرناه، و
5
[الإعانة] بالأضمدة القوية ذكرناها. وسقى المثروذيطوس والترياق فى هذا الوقت
6
نافع، ان لم تكن حمى ولا نحافة ولا هزال. ويطعم السمك المالح. وياخذ فى فمه
7
عند النوم الحب المتخذ من الأيارج وشحم الحنظل. وحب القوقايا أيضًا يسقونه
8
عند النوم. ''وتبخر حلوقهم باللبنى".
9
وقد ينفع منه هز كرسى هو عليه جالس وقد اخذ انسان بكتفيه. وينفع منه سقى
10
الخردل بماء العسل، وسقى الحلتيت فى اللبن. وينفع منه الإضطجاع على الجانب
11
الصحيح اذا اريد الإنفجار. وقد امر بالقىء بعد العشا فى مثل هذا الوقت وذلك خطر؛
12
فانه ربما أورث انفجارًا عظيمًا دفعة واحدة، فربما خنق. وأما اذا لم ينفجر فلا بد من
13
الكى؛ ثم ينظر فان خرجت مدة بيضاء نقية رجى، وإلا لم يرج. واذا انفجرت المدة،
14
وسالت وحدست انها قليلة أو معتدلة بحيث يمكن ان ينقى بالنفث إلى اربعين يومًا،
15
فيجب ان يستعمل بعده الجلاءة الغسالة المنقية، يسقى كما يبدو نفث ما انفجر؛ وذلك
16
مثل طبيخ الزوفا باصل السوس و[اصل] السوسن الآسمانجونى بشراب العسل والكرنب،
17
والأحساء المذكورة المتخذة بدقيق الحمص ونحوه من الأدقة، ويجعل أيضًا فيها دقيق
18
الكرسنة. وينفع لعوق العنصل ولعوق الكرسنة.
19
ا
20
وأما الأدوية المفردة التى هى امهات ادوية هذا الشان فهى مثل دقيق الكرسنة،
21
وسحيق السوسن واصله، والزراوند، والفلافل الثلاثة، والخردل، والحرف،
22
وحتى الجاوشير أيضًا، والقسط، والسليخة، والسنبل. وربما احتيج ان يخلط معها
23
شىء من المخدرات بقدر. ومن هذه الأدوية سقورديون؛ فانه شديد المنفعة فى هذا
24
الباب. وهذه الأدوية هى امهات الأدوية النافعة فى هذا الوقت، التى يتخذ منها أشربة،
25
وضمادات، ونطولات باسفنجات وادهان.
26
وربما جعل الدهن الذى ينقل اليه قوتها؛ مثل دهن السوسن، والنرحبس، و
27
البابونج، والحنا، والناردين؛ ومثل دهن الغار وخصوصًا عند الإنحطاط. وربما جعل
28
<فيها> مثل دهن البنفسج بحسب الحال والوقت. وربما جعل فى هذه الأدهان مثل
29
الريتيانج، والشحوم، والقنة، وفقاح الإذخر، والزوفا الرطب، والحلبة، وورق
3-393
1
الغار، والمقل، وما اشبه ذلك. واذا كانت الحمى قوية، فلا تفرط فى التسخين،
2
فتضعف القوة بسوء المزاج، ويعجز عن النفث.
3
ويجب ان تبادر إلى تدبير اخراج القيح بعد الإنفجار إلى الصدر فى الأيام التى يتخيل
4
العليل فيها خفة. وأما اذا حدست فى ذات الجنب ان المادة كثيرة، لا يستشفى فى اربعين
5
يومًا فما دونه، بل يوقع فى السل، فلا بد من كى بمكوى دقيق، يثقب به الصدر
6
لينشف المادة، ويستخرجها قليلًا قليلًا؛ ويغسل بماء العسل ويعان على جذبها إلى خارج.
7
فاذا نقيت أقبلت على الملحمة.
8
ويجب ان يتعرف الجهة التى فيها القيح من الوجوه المذكورة، ومن صوت القيح
9
وخضخضته. ومن الناس من يضع على الصدر خرقة مصبوغة بطين أحمر، وينظر
10
اى موضع يجف أسرع، فهو موضع القيح، فتعلم عليه فيكوى او يبط هناك؛ فانه ربما
11
لم يكو بل بط الجنب بمبضع، وجعلت النصبة نصبة يخرج معها المدة، ويوخذ منها
12
كل يوم قليلًا قليلًا من غير اخراج الكثير دفعة. وفى مثل هذا الوقت لا بد من حفظ القوة
13
"بالغذاء باللحم المعتدل''، ولا تلتفت إلى الحمى؛ فانها لا تبرأ ما دامت المدة باقية. و
14
اذا نقيتها اقلعت.
15
وإذا قوى العليل على نفث المدة او على ما يعالج به من الكى، زالت الحمى
16
لا محالة. وكثيرًا ما يتفق ان ينفجر الورم قبل النضج، ويكون ما ينفجر عنه دمًا، فحينئذ
17
لا بد من الفصد، ومن استعمال الضمادات الدافعة. ومن المشتركات ضماد مرهم
18
الكرنب وماء العسل على نسخة أهون، وضماد بهذه الصفة: فلفل، برشاؤشان، زوفا
19
يابس، الانجرة، وزراوند مدحرج، يتخذ منه ضماد بالعسل.
20
|256va7|فصل فى علاج قروح فواحى الصدر، وعلاج السل
21
أما القرحة اذا كانت فى قصبة الرئة فان الدواء اسرع اليها. ويجب ان ينضجع
22
العليل على قفاه، ويمسك الدواء فى فيه، ويبلع ريقه قليلًا قليلًا، من غير ان يرسل كثيرًا
23
دفعة، فيهيج السعال؛ ويجب ان يكون مرخيًا عضل حلقه، حتى ينزل إلى حلقه من غير
24
تهييج سعال. والأدوية هى المغريات المجففة التى تذكر أيضًا فى السل.
25
وأما القروح التى فى الصدر والرئة، التى ذكرناها، فانها تحتاج الى أن يزرق فيها
26
الأدوية الغسالة الجلائة؛ ويؤمر العليل ان يضطجع على الجانب العليل، ويسعل [ويهتز]،
27
او يهز هزًا رفيقًا. وربما استخرج القيح منها بعد ارسال ماء العسل فى القرحة بالآلة الجاذبة
3-394
1
للقيح. فاذا انقينا المدة ورجونا انه لم يبق منه شىء، فحينئذ يستعمل الأدوية المدملة.
2
وليس فى المنقيات الجلائة فى مثل ذلك كالعسل؛ فانه منق، وغذاء حبيب إلى الطبيعة
3
لا يضر القروح.
4
وأما قرحة الرئة فان تدبيرها أمران: أحدهما علاج حق، والآخر مداراة. أما
5
العلاج الحق فانما يمكن اذا كانت العلة قابلة للعلاج، وقد وصفناها؛ وذلك بتنقية
6
القرحة وتجفيفها، ودفع المواد عنها، ومنع النوازل، واعانتها على الإلتحام. وقد
7
سلف ذلك فى تدبير منع النوازل؛ وهو اصل لك فى هذا العلاج. وجملتها تنقية البدن،
8
وجذب المادة عن الرأس الى الأسافل، وتقوية الرأس؛ لئلا يكثر الفضول فيه، ومنع
9
ما ينصب من الرأس إلى الرئة، وجذبه الى غير تلك الجهة.
10
ويجب ان يكون التنقية بالفصد وبأدوية تخرج الفضول المختلفة؛ مثل القوقايا
11
وخصوصًا مع مقل وصمغ يزاد فيه. وربما احتيج الى ما يخرج الأخلاط السوداوية
12
مثل الأفثيمون ونحوه. وربما احتجنا إلى معاودات فى الإستفراغ لتقلل الفضول، فيستفرغ
13
بدواء ثم يفصد ثم يرفه [ثم يعاود]، وخصوصًا فى الأبدان القوية. ومن الأشياء النافعة
14
فى دفع ضرر النوازل استعمال الدياقوذا، وخصوصًا الذى من الخشخاش بما قيل فى
15
انقرابادين وغير ذلك.
16
ومما يعين على قبول الطبيعة للتدبير ان ينتقل الى بلاد فيها هواء جاف، ويعالج
17
بسقى اللبن فيها. ويجب ان يكون نصبته فى الأكثر نصبة ممددة للعنق إلى فوق والى قدام،
18
ليستوى وقوع اجزاء الرئة بعضها على بعض، ولا تزول اجزاء القرحة عن الإنطباق والمحاذاة
19
الطبيعية. ويجب ان لا يلح عليه بتسكين السعال بموانع النفث؛ فان فيها خطرًا عظيمًا
20
وان اوهم خفة.
21
وأما المداراة فهى التدبير فى تصليبها وتجفيفها، حتى لا تفشو ولا تتسع، وان كان
22
لا يرجى معها الإلتحام والإندمال؛ وفى ذلك ارخاء فى مهلة صاحبها، وان كانت عيشة
23
غير راضية، "وكانت تتأذى" بادنى خطاء. وهذه المجففات تقبض الرئة وتجففها، و
24
تضيق القرحة وان لم تدملها. ومن سلك هذا السبيل فلا يجب ان يستعمل اللبن البتة.
25
والعسل مركب لأدوية السل، ولا مضرة فيه بالقروح.
26
واما تنقية القرحة فبالمنقيات المذكورة بطبيخ الزوفا المذكور للسل فى انقراباذين.
3-395
1
واقوى من ذلك لعوق الكرسنة بحب القطن المذكور فى انقرابادين. واقوى منه لعوق
2
الإسقيل بلبن الأتن. وربما احتيج ان يجمع اليها الملزجات المغرية. وربما اعينت
3
بالمخدرات فيمنع السعال، ويمكن الدواء من فعله؛ وحينئذ يحتاج إلى تدبير ناعش
4
[قوى]. وقد ذكرنا لك هذه المنقيات فى اول الأبواب، وذكرنا أيضًا فى باب التقيح.
5
والمعتاد منها الأحساء الكرسنية، والأحساء الواقع فيها الكراث الشامى، المتخذة من
6
دقيق الحمص والخندروس. وهذا الكراث نفسه مصلوقًا، ومياه العسل المطبوخة
7
فيها المنقيات المنفثة، والملحمات، كل ذلك قد مضى لك. والمعاجين المجففة
8
مثل الكمونى، والأثاناسيا، ولعوق بزر الكتان.
9
وأما المثروديطوس والترياق اذا استعملت فى اوقات، وخصوصًا فى الأول،
10
وحين لا يكون هزال شديد، فهو نافع؛ وحين لا يكون الحمى قد بالغت فى الذبول.
11
والطين المختوم انفع شىء فى كل وقت. والطين الأرمنى أيضًا. وكذلك جميع ما
12
ذكرناه من الضمادات، والكمادات، والمروخات المنقية.
13
واذا عتقت القروح فى الصدر والرئة، نفع إلعاق المريض ملعقة صغيرة من
14
القطران غدوة وحده، او بعسل، او شىء من الميعة السائلة بالعسل. فان كانت هناك
15
حرارة، وخفت المنقيات الحارة ولم تنتفع بالباردة، فخذ رئة الثعلب، وبزر الرازيانج،
16
ورب السوس المنقى، وعصارة برشاؤشان، يجمع بماء السكر المغلظ؛ فانه غاية.
17
وقد يستعمل <أيضًا> فى هذه العلة اجناس من البخورات تجفف وتنقى، يبخر
18
بها فى قمع. من ذلك زرنيخ يبندق ببياض البيض. ومن ذلك ورق الزيتون الحلو، و
19
اخثاء البقر الجبلى، وشحم كلى التيس، وزرنيخ، وبعر الأرنب اجزاء سواءً. ومن ذلك
20
قشور النبق، وزرنيخ، وشحم كلى التيس. ومن ذلك زرنيخ وسمن الغنم. ومن ذلك
21
زرنيخ وزراوند، وقشور أصل الكبر، [اجزاء] سواءً، يجمع بعسل وسمن. وأيضًا صنوبر
22
فيه دردى القطران. وأيضًا زرنيخ اصفر بشيرج. وكلما سخن مزاجه فضل سخونة،
23
عولج بقرص الكافور أيامًا؛ وعود بعدها إلى التجفيف.
24
وأما الأغذية فمن الدراج مطيبًا بابازير وأفاويه. ولا يمنع الشراب الأبيض
25
الصرف فى أوله. ويشم دائمًا الرياحين، ويلزم النوم والدعة والسكون، ويترك
26
الغضب والضجر، ولا يورد عليه ما يغم. ومما جربته مرارًا كثيرة فى ابدان مختلفة، وبلدان
27
مختلفة: أن يلزم صاحب العلة أن يتناول الجلنجبين السكرى الطرى لعامه كل يوم ما قدر
3-396
1
عليه، وإن كثر حتى بالخبز، ثم يراعى أمره. فان ضاق نفسه بتجفيف الورد سقى شراب
2
الزوفا بمقدار الحاجة. وان اشتعلت حماه سقى اقراص الكافور، ولم يغير هذا العلاج
3
فانه [يبرأ].
4
ولو لا تقية التكذيب لحكيت فى هذا المعنى عجائب، ولا وردت مبلغ ما كان
5
استعملته امرأة مسلولة، بلغ امرها أن العلة بها طالت ورقدتها، واستدعى لها من يهيى
6
لها جهاز الموت، فقام اخ لها على رأسها، وعالجها بهذا العلاج مدة طويلة، فعاشت
7
وعوفيت وسمنت. ولا يمكننى ان اذكر مبلغ ما كانت أكلته من الجلنجبين.
8
وقد يفتقر اليبس والذبول الى استعمال اللبن والدوغ. وفى ذلك تغذية
9
وترطيب وتعديل للخلط الفاسد، وتغرية بالجبنية للقرحة، وتنقية بجلاء ماء اللبن الصديد
10
والمدة؛ بل كثيرًا ما أبرأ هذا التدبير قروح الرئة اذا لم يقصد فى تدبيرها التصليب.
11
واوفق الألبان لبن النساء رضعًا من الثدى، ثم لبن الأتن والماعز، وخصوصًا للقبض
12
فى لبن الماعز. ولبن الرماك أيضًا مما ينقى ويسهل النفث؛ ولكن ليس له تغرية
13
ذلك فيما اظن. وأما لبن البقر والغنم ففيه غلظ، ولو قدر على ان يمص من الضرع
14
كان أوفق. ويجب ان يرعى الحيوان المحلوب منه النبات المحتاج إلى فعله. أما
15
المدمل مثل عصا الراعى، والعوسج، وحبل المساكين، وما أشبه ذلك. وأما المنقى
16
المنفث فمثل الحاشا، ولعبة النحل، والحندقوقى، بل مثل اليتوع.
17
ومن اشتغل بشرب اللبن فيجب ان يراعى سائر التدبير؛ فانه ان اخطأ فى شىء
18
فربما عاد وبالًا عليه. وقد وصف بعض من هو محصل فى الطب، كيفية سقى اللبن ما
19
معناه مع اصلاحنا [له]، انه يجب ان يختار من الأتن ما ولد منذ اربعة اشهر او خمسة
20
اشهر، ويعتمد إلى العلبة فيغسل بالماء. فان كان قد حلب فيها قبل، غسل بماء حار،
21
ثم صب فيها ماء حار، وترك حتى يتحلل شىء ان كان فيها <ثم> فى الماء، ثم يغسل بماء
22
حار وبارد، ثم توضع العلبة فى ماء حار، ويحلب فيها نصف اسكرجة؛ وهو قدر ما يسقى
23
فى اليوم الأول ان كانت العلة سليمة، وإلا فاكثر من ذلك بقدر ما تخمن وتحدس.
24
ويسقى فى اليوم الثانى ضعف ذلك محلوبًا ذلك الحلب.
3-397
1
فان كانت الطبيعة استمسكت فى اليوم الأول، جعل فيما يسقى فى اليوم الثانى
2
شىء من السكر. وافعل فى [اليوم] الثالث ما فعلته فى اليوم الأول. فان لم تلن الطبيعة
3
فى اليوم الثالث، وخصوصًا اذا كانت لم تلن الى الثالث، فاسقه سكرجتين من اللبن.
4
مع دانقين من الملح الهندى، ووزن نصف درهم بسفائج الى درهم ونصف. ولا يزال
5
يسقى [اللبن] كل يوم تزيد نصف سكرجة. فان بلغت السادس ولم تجب الطبيعة، اخذت
6
من اللبن ثلاث سكرجات، وخلطت به سكرًا، وملحًا، ودهن اللوز، ونشاستج <إلى
7
درهم ونصف. ولا تزال تسقى كل يوم>. فان اجابت فوق ثلاث مجالس، فلا تخلط
8
بعده مع اللبن شيئًا، وانقص من اللبن. وبالجملة يجب ان لا تزيد الطبيعة فى اليوم و
9
الليلة على ثلاثة، ولا تنقص من مرتين. فان انتفع بذلك فاسقه ثلاثة اسابيع.
10
وقد ذكر بعض المحصلين ان الأجود فى سقى لبن الأتن [او غيره ان يكون فى
11
قدح خشب. وافضل هذه الألبان] ما كان من دابة ترعى مواضع، فيها حشائش ملطفة
12
منقية مع قبض وتجفيف؛ مثل الأفسنتين وغيره، والشيح، والقيصوم، والجعدة،
13
والعليق. وأما لبن الماعز فالأصوب فيه ان يمزج [بحليبه] شىء من الماء، وتحمى
14
الحجارة وتطرح فيه مرارًا حتى ينضج، وتذهب مائيته. وهذا اجود هضمًا من المطبوخ
15
على النار. ويراعى أيضًا لين الطبيعة؛ اللهم إلا أن يكون ذرب، فيجب ان يجعل فيه
16
طراثيث؛ أو سعال كثير <فيجب ان> يجعل فيه كثيرًا وزن درهم. وان كانت المعدة
17
ضعيفة جعل فيه كمون وكراويا.
18
واللبن المطبوخ اذا هضمه المسلول فهو له غذاء كاف. واذا حم عليه المسلول
19
وجب ان يقطعه. وأما الدوغ فيحتاج اليه عند شدة الحمى، وعند الإسهال، وهو
20
نافع لهم جدًا. واجوده ان يترك الرائب ليلة بعد اخذ الزبد كله فى موضع معتدل، ثم
21
يمخض من الغد مخضًا شديدًا، حتى يمتزج بعضه ببعض امتزاجًا شديدًا، ثم يوخذ اقراص
22
من دقيق الحنطة السميذ جيدة الخبز، منقوطة بالمنقط، حتى تكون المسماة بالفارسية
23
برازديه، ويصب على وزن عشرة دراهم منها وزن ثلاثين درهما دوغًا ويلعق. وفى اليوم
24
الثانى يزاد من الدوغ عشرة <دراهم>، وينقص من الخبز وزن درهم، يفعل ذلك دائمًا
25
حتى يبقى المخيض وحده، ثم يقلب القصة اذا استغنى عن الدوغ، وظهرت العافية،
26
وانحطت العلة، فلا يزال ينقص من الدوغ، ويزيد فى القرص، حتى ينقطع اللبن.
3-398
1
فان كان ببعضهم ذرب، لم يكن بالقاء الحديد المحمى فى الدوغ مرارًا بأس. ولترجع
2
ههنا إلى شىء ذكر فى انقراباذين.
3
وأما اغذيتهم فالمغريات؛ مثل الخبز السميذ، والأطرية، والجاورسية. والأرز
4
أيضًا ينقى وينبت اللحم. وكشك الشعير الجيد المطبوخ مغر منق، وصالح عند شدة
5
الحمى، وخصوصًا بالسرطانات، المنتوفة الأطراف، المكررة الغسل بالماء والرماد،
6
وخصوصًا بالبقول الباردة. والعدس أيضًا. وما يتخذ بالنشا والخيار والبطيخ قد يسهل
7
النفث. فان كانت الحمى خفيفة فلا؛ كالكرنب والهليون والمنقيات. والسمك المالح
8
اذا أكل مرة او مرتين نفع فى التنقية. واذا كانت القرحة خبيثة فاجتنبه وكل مالح.
9
وان غذوتهم باللحم فليكن بمثل لحوم الطياهيج، والدجاج، والعصافير،
10
والقنابر، كلها غير مسمن. والأجود ان يطعم شواءً ليكن اشد تجفيفًا والحامًا. و
11
الأكارع أيضًا جيدة للزوجتها، والسمك المكبب. واذا اشتهوا المرق فاخلطها بعسل. و
12
قد يجوز ادخالهم الحمام قبل الغذاء أو بعده اذا لم يكن باكبادهم سدد؛ فانه يسمنهم
13
ويقويهم. وأما ماءهم الذى يشربونه فليكن ماء المطر.
14
واصحاب السل كثيرًا ما يعرض لهم نفث الدم على ما سلف ذكره. ومن الأقراص
15
الجيدة لذلك أن يوخذ طين مختوم ثلاثة دراهم، نشا، طين ارمنى، ورد أحمر، من كل واحد
16
اربعة دراهم، كهربا وحب الآس من كل واحد ستة دراهم، سرطان محرق، بزر الفرفير،
17
من كل واحد <خمسة> عشر، بسد، وكثيرا، وطباشير، وشادنج، من كل واحد خمسة
18
دراهم، صمغ، دردى، عصارة السوسن، من كل واحد سبعة دراهم، يعجن بماء
19
البقلة الحمقاء، او بماء الورد الطرى، ويقرص ويشرب بماء القثا، أو بماء المطر.
20
وكثيرًا ما يبتلى المسلول بسقوط اللهاة فيقع فى نخير وغطيط من قبله. وربما
21
احتيج إلى قطعها. [فاعلم ذلك. ومن المجربات الجيدة: ان يطلى نواحى الصدروالجانب
22
الأيمن بالصندلين المحكوك بماء ورد مع قليل من الطين المختوم؛ فانه نافع جدًا].
3-399
1
|257vb2|الفن الحادى عشر
2
فى احوال القلب وهو مقالتان
3
|257vb3|المقالة الاولى منه فى مبادى واصول لذلك
4
|257vb5|فصل فى تشريح القلب
5
أما القلب فانه مخلوق من لحم قوى؛ ليكون ابعد من الآفات، منتسج فيه أصناف
6
الليف، قوية شديدة الإختلاف، الطويل الجذاب، والعريض الدفاع، والمورب الماسك؛
7
ليكون له أصناف من الحركات. وقدر خلقته بمقدار الكفاية، لئلا يكون <له> فضل و
8
ثقل. وعظم <اعلى اجزاءه؛ لان> منه مبدأ الشرائين ومتعلق الرباط؛ وعرض ليكون
9
فى المنبت وفاء بالنابت.
10
وجعل هذا الجزء منه أعلى جزئيه، ليكون بعيدًا من الإتكاء على عظام الصدر،
11
فلا يوذيه مماستها. ودقق منه الطرف الآخر كالمجموع إلى نقطة، ليكون ما يبتلى بمماسة
12
العظام أقل أجزاءه. وصلب ذلك الجزء منه فضل صلابة، ليكون المبتلى بتلك الملاقاة
13
احكم. ودرج الشكل الى الصنوبرية، ليحسن هندام السفل والفوق، ولا يكون فيه
14
فضل.
15
وأودع فى غلاف حصيف جدًا، هو وان كان من جنس الأغشية، فلا يوجد غشاء
16
يدانيه فى الثخانة، ليكون له جنة ووقاية؛ ويرى جرمه عن ذلك الغلاف <و> يقدر إلا
17
عند أصله، وحيث ينبت الشريان، ليكون له ان ينبسط فيه من غير اختناق. وعند اصله
18
عضو كالأساس يشبه الغضروف قليلًا، ليكون قاعدة وثيقة لخلقه.
19
وفيه ثلاثة بطون. بطنان كبيران، وبطن كالوسط، يعده جالينوس دهليزًا و
20
منفذًا ليس ببطن، ليكون له مستودع غذاء يغتذى به، كثيف قوى، يشاكل جوهره؛ و
21
معدن روح يتولد فيه عن دم لطيف، ومجرى بينهما؛ وذلك المجرى يتسع فيه عند
22
تعرض القلب، وينظم عند تطوله. وقاعدة البطن الأيسر أرفع، وقاعدة البطن الأيمن
23
أنزل بكثير.
3-400
1
والعروق الضوارب، وهى الشراين، خلقت إلا واحدة منها، ذات صفاقين.
2
واصلبهما المستبطن؛ اذ هو الملاقى للضربان؛ ولحركة جوهر الروح القوية، المقصود
3
صيانته، واحرازه وتقويته. ومنبت الشرائين هو من التجويف الأيسر من تجويفى القلب؛
4
لان الأيمن أقرب إلى الكبد، فوجب ان يجعل مشغولًا يجذب الغذاء واستعماله.
5
ولما كان البطن الأيمن من القلب يحوى غليظًا ثقيلًا، والأيسر يحوى رقيقًا
6
خفيفًا، عدل الجانبان بترقيق البطن الذى يحوى الغليظ؛ وخصوصًا إذًا أمن التحلل
7
والترشح والتفشى "لغلظ المحوى، وبتغليظ البطن الذى يحوى الرقيق"؛ بل جعل
8
وعاء الأرق أضيق، وأعدل دمه فى الوسط.
9
وله <فى الوسط> زائدتان على فوهى مدخل مادتى الدم والنسيم الى القلب
10
كالأذنين عصبيتان يكونان متغضنتين مسترخيتين مادام القلب منقبضًا، فاذا انبسط توترتا
11
وأعانتا على حصر ما يحتوى عليه الى داخل؛ وهما كخزانتين تقبلان الدم عن الأوعية،
12
ثم ترسلانه إلى القلب بقدر وأرقتا لتكونا أحوى وأحسن اجابة إلى الانقباض، وصلبتا
13
لتكونا ابعد عن الإنفعال.
14
والقلب يغتذى مع قواه الطبيعية بانبساط، فيجذب الدم إلى داخله كما يجتذب
15
الهواء. وقد وضع القلب فى الوسط من الصدر؛ لأنه اعدل موضع، وأميل يسيرًا إلى
16
اليسار ليبعد عن الكبد، فيكون للكبد مكان واسع.
17
وأما الطحال فقد انزل عنه بعيدًا. وفى انزاله منفعة ستذكر؛ ولأن توسيع القلب
18
المكان للكبد اولى من توسيعه للطحال؛ لان الكبد اشرف. ومما قصد فى امالة القلب
19
عن الكبد أن لا يجتمع الحار كله فى شق واحد؛ وليعدل الجانب الأيسر؛ اذا الطحال
20
بنفسها غير حارة جدًا؛ وليقل مزاحمته للعرق الأجوف الجائى اليه، وممكنًا له بعض
21
المكان.
22
وما كان من الحيوان عظيم القلب، وكان مع ذلك جزعًا خائفًا كالأرانب و
23
الأيايل، فالسبب فيه ان حرارته قليلة، فتنفش فى شىء كثير فلا يسخنه بالتمام. وما كان
24
صغير القلب، ومع ذلك [كان] جريئًا؛ فلان الحرارة فيه كثيرة، وتحتقن وتشتد؛ ولكن
3-401
1
اكثر ما هو جرئ عظيم القلب. ولا يحتمل القلب ألمًا ولا ورمًا؛ ولذلك لم يذبح حيوان
2
فوجد فى قلبه من الآفات ما يوجد فى سائر الأعضاء.
3
وقد وجد فى [قلب] بعض الحيوان الكبير الجثة عظم، وخصوصًا فى الثيران،
4
وهذا العظم مائل إلى الغضروفية؛ واكبره وأعظمه مع زيادة صلابة هو ما يوجد فى قلب
5
الفيل. وقد وجد قلب بعض القرود ذا رأسين. ومن قوة حياة القلب أنه اذا سل من
6
الحيوان وجد ينبض إلى حين. وقد اخطأ من ظن ان القلب عضلة وان كان أشبه الأشياء
7
بها؛ لكن تحركه غير ارادى.
8
|258rb1|فصل فى امراض القلب
9
قد يعرض للقلب فى خاصيته أصناف الأمراض كلها؛ مثل اصناف سوء المزاج.
10
وقد تكون مادية. وقد تكون ساذجة. والمادية قد تكون فى عروقه. وقد تكون
11
فيما بين جرمه وبين غلافه، وخصوصًا الرطوبة. فكثيرًا ما يوجد فى ذلك الموضع رطوبات.
12
ومن المعلوم انها اذا كثرت ضغطت القلب عن الإنبساط <فيقتل>. وقد تعرض له
13
الأورام والسدد. وقد يعرض له شىء من امراض الوضع أيضًا؛ مثل ما يعرض له من احتقاق
14
فى رطوبة مزاحمة تمنعه من الإنبساط فيقتل، وانحلال الفرد الذى يعرض إما فيه، وإما
15
فى غلافه.
16
واذا استحكم فى القلب سوء مزاج لم يقبل العلاج. وإذا كان غير مستحكم
17
لم يسهل قبول العلاج. والورم الحار قاتل فى الحال، والبارد مما يبعد. ويندر حدوث
18
<اورام> صلبة ورخوة فى القلب؛ بل اكثره فى غلاف القلب. فان اتفق أن حدث به،
19
فانه لا يقتل فى حين قتل الورم الحار؛ لكنه مع ذلك قتال.
20
وربما امهل الصلب العارض فى الغلاف من الخلط الغليظ، او غير الصلب
21
العارض من خلط مائى منفط مدة؛ كالحال فى ورم كان بغلاف قلب قرد، حكاه جالينوس؛.
22
وقد عاش ذلك القرد مليًا، فلما شرح بعد موته عرف ما كان به فى حياته، وكان ينحف
23
له ويضعف.
24
وإذا كان القلب نفسه لا يحتمل ان يرم فكيف يحتمل ان يجمع ويقيح. واذا عرضت
25
هناك قروح محتملة بثرية، فانها تقتل بعد رعاف أسود على ما قيل. وقد يعرض فى عروق
26
القلب سدد ضارة بافعال القلب. وأما انحلال الفرد فالقلب ابعد احتمالًا له منه للورم.
3-402
1
واذا عرض لجرمه، ونفذ إلى البطن قتل فى الحال. وان لم يكن نافذًا فربما تاخر
2
قتله إلى اليوم الثانى.
3
وقد يعرض للقلب أمراض بمشاركة غلافه، ومشاركة الدماغ، والجنب، والرئة،
4
والكبد، والمعاء، وسائر الأحشاء، وخصوصًا المعدة. وقد يكون بمشاركة اعضاء
5
أخر، والبدن عامة؛ كما يكون فى الحميات، ''حتى تخنق" بنوائبها وبحارينها. ومشاركته
6
للأعضاء الأخر قد تكون بسبب ما ينقطع منه؛ كمشاركته الكبد اذا ضعفت عن توجيه الغذاء
7
إليه، والدماغ اذا ضعف وضعفت العضل المتنفسة عن التنفس.
8
وقد يكون بسبب ما يتادى منها اليه. أما الدماغ فمثل ما اذا كثر فيه الخلط
9
السوداوى، فنفذ فى جوهر الدماغ، فنفذ فى طريق الشرايين الى القلب، هيج خفقانًا،
10
وسقوط قوة، وغمًا، مع الهائج من سوء فكر وهم؛ مثل ما يتادى منه إليه من الخلط
11
الرطب بهذا السبيل، فيحدث بلادة وكسلًا وسقوط نشاط. وأما الكبد فبما يرسل من
12
دم ردئ حار، او بارد، أو غليظ.
13
وقد يكون بمشاركة فى الأذى على سبيل المجاورة؛ مثل تاذيه بورم حار، او بارد،
14
يكون فى الغلاف المحيط به خصوصًا، ولسائر الأحشاء عمومًا؛ وتاذيه لتأذى فم المعدة
15
والمعدة عن خلط لزج، او لذاع، او ديدان، او حب القرع، أو قىء لاذع، فيحدث
16
به خفقان.
17
وقد يكون بسبب المشاركة فى الوجع اذا اشتد وانتهى إليه وكثيرًا ما يقتل.
18
وقد يكون بسبب انتقال المادة من مثل خناق او ذات جنب او ذات رئة
19
فيميل المادة إلى القلب فيخنق ويقتل. والمشاركات التى تقع بين القلب وغلافه
20
"فليس بحيث ان يبلغ الإهلاك"، ''وان كان ورمًا ما لم يكن حارًا" فانه قاتل. وقد
21
يحدث فى نفس فم المعدة اختلاج فيضر بالقلب.
22
فصل فى الوجوه التى منها يستدل على احوال القلب وهى ثمانية
23
النبض، والنفس، وخلقة الصدر، وما ينبت على الصدر، وملمس البدن
24
وما يعرض فيه، والأخلاق، وقوة البدن وضعفه، والأوهام. أما النبض فان سرعته
25
وعظمه وتواتره يدل على حرارته، واضدادها على برودته؛ ولينه على رطوبته، وصلابته
26
على يبسه، وقوته واستواءه وانتظام اختلافه يدل على صحته، واضدادها على خلاف
3-403
1
صحته. والنفس العظيم والسريع والمتواتر والحار يدل على حرارته، واضدادها على
2
برودته.
3
والصدر الواسع العريض، ان لم يكن بسبب كبر الدماغ، الذى يدل عليه كبر
4
الرأس، الموجب لعظم النخاع، الموجب لعظم الفقرات، الموجب لعظم الأضلاع النابتة
5
منها؛ بل كان هناك صغر رأس أو توسطه، وقوة نبض، دل على حرارته، وضد ذلك
6
ما لم يوجبه صغر الرأس، يدل على برودته. والشعر الكثير النابت على الصدر، وخصوصًا
7
الجعد منه يدل على حرارته، وجرد الصدر وقلة شعره يدل على برودته لعدم الفاعل للدخان،
8
أو يبوسته لعدم المادة للدخان، ان لم يعارض رطوبة مزاج البدن جدًا، وعادة الهواء، و
9
البلد، والسن.
10
وحرارة البدن كله يدل على حرارته، ان لم يقاوم الطحال والكبد الباردان
11
بتبريدهما. وبرودة البدن يدل على برودته، ان لم يقاوم الكبد مقاومة ما، ولينه يدل على
12
رطوبته، ان لم يقاوم الكبد بأدنى مقاومة، وصلابته على يبسه، ان لم يقاوم الكبد.
13
والحميات العفنة مع صحة الكبد تدل على حرارته ورطوبته.
14
وأما من طريق الأخلاق فالغضب الطبيعى الذى ليس عن اعتياد، والجرأة والإقدام،
15
وخفة الحركات، تدل على حرارته، واضدادها ان لم تكن مستفادة من الأوهام والعادات
16
تدل على برودته. وأما قوة البدن فتدل على قوته، وضعفه ان لم تكن آفة فى الدماغ
17
والأعصاب فتدل على ضعفه، وضعفه يدل على سوء مزاج به، وقوته تدل على اعتدال
18
مزاجه الطبيعى، وهو كون الحار الغريزى والروح الحيوانى كثيرة فيه، غير ملتهبة،
19
مدخنة، بل "نورانية صافية''. وأما العرضى من الحرارة فيدل عليه شدة الإلتهاب، وضجر
20
النفس؛ وربما ادى إلى آفة فى النفس.
21
وأما الأوهام فالمائلة إلى الفرح، والأمل، وحسن الرجاء، تدل على قوته،
22
وعلى اعتداله، الذى بحسبه فى حرارته ورطوبته؛ والمائلة إلى طلب الإيحاش والإيذاء
23
تدل على حرارته؛ والمائلة نحو الخوف والغم تدل على برده ويبسه.
24
والأحوال التى تحس فى القلب نفسه؛ مثل التهاب يعرض فيه، ومثل خفقان
25
يحس فيه؛ فانها بعضها يدل بانفراده على مزاجه مثل الإلتهاب، وبعضها لا يدل إلا بقرينة
26
مثل الخفقان؛ فان الخفقان يتبع جميع انحاء ضعف القلب وسوء مزاجه، فلا يدل على
27
امر خاص فيه. وربما كثر الخفقان بسبب قوة حس القلب، فيعرض الخفقان من ادنى
28
وهم او بخار او نحو ذلك مما يصل إليه.
3-404
1
وقد تكون امراض القلب بمشاركة غيره وخصوصًا الرأس وفم المعدة. ولا
2
يخلو امراض الدماغ المالنخولية والصرعية من مشاركة القلب. وقد ينتقل إلى القلب
3
مواد مندفعة من مثل ذات الجنب وذات الرئة، فيكون سببًا لخطب عظيم ولهلاك
4
<وحى>. واذا عرض للأخلاط نقصان عن المقدار الواجب، كان اول ضرر ذلك
5
بالقلب فيغير مزاجه. فاذا خلص الحر الصرف، او البرد الصرف إلى القلب مات صاحبه. و
6
ربما رأيت المصرود يتكلم وقد مات بعرق أو بغير عرق.
7
|258vb46|علامات امزجة القلب الطبيعية
8
أما المزاج الحار الطبيعى فيدل عليه سعة الصدر فى الخلقة؛ إلا ان يكون بمعارضة
9
الدماغ، وعظم النبض الطبيعى وميله إلى التواتر والسرعة، وعظم النفس الطبيعى
10
وميله إلى التواتر والسرعة، ووفور الشعر على الصدر، وخصوصًا على اليسار قليلًا، ان لم
11
يعارض ترطيب عضو آخر معارضة شديدة جدًا، او البلد والهواء، وشدة الغضب، و
12
الأقدام، وحسن الظن، وفسحة الأمل. وقد يدل عليه عظم الصدر اذا لم يكن بسبب
13
الدماغ على ما قيل.
14
وأما المزاج البارد الطبيعى فيدل عليه ضيق الصدر؛ إلا للشرط المذكور، وصغر
15
النبض الطبيعى وميله إلى التفاوت والبطؤ؛ الا ان يكون هناك سبب يقتضى السرعة،
16
وصغر النفس الطبيعى وميله إلى البطؤ، والتفاوت، وضعف، وكسل، وحلم لا
17
بالتخلق والرياضة، واخلاق تشبه اخلاق النساء، ودهش، وحيرة، وبلادة، وانفعال
18
عن المحتقرات، وبرد البدن.
19
وأما المزاج الرطب فيدل عليه لين النبض، وسرعة الإنفعال عن الواردات المغضبة،
20
والمفرحة عليه، وسرعة الإنصراف عنها، ورطوبة الجلد ان لم يقاوم الكبد. وأما
21
المزاج اليابس فيدل عليه صلابة النبض، وبطؤ الإنفعال، وبطؤ السكون، وسبعية
22
الأخلاق، ويبس البدن ان لم يقاوم الكبد.
23
وأما المزاج الحار اليابس فيدل عليه النبض العظيم بمقدار؛ وذلك لان عظمه
24
يكون للحاجة، ونقصانه ليبس الآفة؛ والسريع وخصوصًا إلى الإنقباض المتواتر، و
25
النفس العظيم السريع، وخصوصًا فى اخراجه للهواء المتواتر، وشراسة الخلق، والوقاحة،
26
والخفة فى الحركات، والجلادة، وسرعة الغضب للحرارة، وبطؤ الرضى لليبس؛ و
27
كثرة شعر الصدر وكثافته ليبس مادته وجعودته، وحرارة الملمس ويبسه.
28
وأما الحار الرطب فيكون الشعر فيه أقل، والصدر اعرض، والنبض اعظم؛
29
الا انه الين، وسرعته وتواتره دون ما يكون فى المزاج اليابس اذا ساواه فى الحرارة،
3-405
1
ويكون الغضب فيه سريعًا غير شديد، وملمس البدن حارًا رطبًا، ان لم يقاوم الكبد
2
مقاومة فى البرد شديدة، وفى الرطوبة ان كانت دون الشديدة. وقد يكثر امراض العفونة.
3
وأما البارد الرطب فيدل عليه النبض اذا لم يكن عظيمًا، بل إلى الصغر، وكان
4
لينًا ليس بسريع، ولا متواتر، بل كان مائلًا إلى ضديهما بحسب مبلغ المزاج؛ ويكون
5
صاحبه كسلانًا جبانًا عاجزًا، ميت النشاط، اجرد، غير حقود ولا غضوب، ويكون البدن
6
باردًا رطبًا، ان لم يقاومه الكبد بتسخين كثير ويبس، وان لم يكثر. وأما البارد اليابس
7
فيكون نبض صاحبه ليس بذلك البطئ كله، ويكون صاحبه بطىء الغضب ثابته، حقودًا.
8
اجرد، بارد البدن يابسه، ان لم يقاوم الكبد بتسخين كثير وبترطيب وان قل.
9
|259ra52|فصل فى علامات امراض القلب
10
من ذلك دلائل الأمزجة غير الطبيعية. وقد يدل على سوء مزاج القلب ضعف،
11
وانحلال قوة، وذوبان غير منسوب إلى سبب باد، او سابق، أو بمشاركة عضو. فان
12
أعان الخفقان فى هذه الدلالة فقد تم الدليل. وان ادى إلى الغشى فقد استحكم الأمر.
13
واذا قوى على القلب سوء مزاج بارد، او حار، او يابس بلا مادة، اخذ البدن فى طريق
14
السل والذوبان، فيكون الحار منه دقًا مطلقًا. والبارد نوعًا من الدق ينسب إلى المشائخ
15
والهرمى. واليابس نوعًا من السل. والدق يخالف كل ذلك السل الكائن عن الرئة؛
16
فان الرئة فى هذا لا تكون ماؤفة نفسها، ولا يكون بصاحبه سعال، ويخالف الدق
17
الحار لعدم الحرارة.
18
وأما علامة سوء المزاج الحار فزيادة النبض فى السرعة والتواتر عن الطبيعى،
19
وخروج النفس إلى العظم والسرعة والتواتر عن الطبيعى، وشدة العطش الذى يسكن
20
بالهواء البارد، والإستراحة الى البرد، وعموم النحول والذوبان من غير سبب آخر، و
21
الغم والكرب المخالطين للإلتهاب.
22
وأما علامة سوء المزاج البارد فميل النبض إلى الصغر والبطؤ والتفاوت عن
23
الطبيعى؛ الا ان تسقط القوة، فيضطر إلى التواتر، ليتدارك ما يفوت الحاجة بغيرهما، ويكون
24
مع ضعف التنفس، وانحلال القوة؛ والإستراحة إلى ما يسخن من انواع ما يلمس
25
ويشم ويذاق، والفزع والجبن والافراط فى الرقة والرحمة.
26
وأما علامة سوء المزاج الرطب فميل النبض إلى اللين غير الطبيعى، وسرعة
3-406
1
الإنفعال عن الموثرات فى النفس مع سرعة زوالها، وكثرة حدوث الحميات العفنية.
2
وأما علامة سوء المزاج اليابس فميل النبض إلى اليبس عن الطبيعى، وعسر الإنفعالات
3
مع ثباتها، كانت قوية أو ضعيفة، وذوبان البدن.
4
|259rb54|فصل فى دلائل الأورام
5
فمنها دلائل الأورام الحارة، فانها فى ابتداءها تظهر فى النبض اختلافًا عجيبًا
6
غير معهود، ويعظم اللهيب فى البدن، وخصوصًا فى نواحى أعضاء النفس، ويكون
7
المتنفس، وان استنشق أعظم هواء وأبرده، كالعادم للنفس، ثم يتبعه غشى متدارك.
8
ولا يجب ان يتوقع فى تعريف حال اورام القلب الحارة ما يكون من دلالة
9
صلابة النبض على ما جرت العادة بتوقعه فى غيره مما هو مثله؛ فان الورم لا يبلغ بالقلب
10
الى ان يصلب له النبض، بل يقتل قبل ذلك. فأما انحلال الفرد فيوقف عليه من الأسباب
11
البادية. وقد قال بعضهم: انه اذا عرضت فى القلب قرحة، سال من المنخر الأيسر دم
12
ومات صاحبه؛ وعلامته وجع فى الثندوة اليسرى.
13
فصل فى الأسباب المؤثرة فى القلب
14
الأسباب الموثرة فى القلب منها ما هى خاصة به، ومنها ما هى مشتركة له و
15
لغيره كالأسباب الفاعلة للأمزجة، والأسباب الفاعلة للأورام، والفاعلة لإنحلال الفرد،
16
وسائر ما أشبه ذلك، مما قد عددناه لك فى الكتب الكلية. لكن القلب تخصه اسباب
17
تعرض من قبل النفس، واسباب تعرض من قبل الإنفعالات النفسانية. أما النفس اذا
18
ضاق، او سخن جدًا، او برد جدًا، لزم منه أن تنال القلب آفة. وأما الإنفعالات النفسانية
19
فيجب ان يرجع فيه إلى كلامنا فى الكليات. وقد بينا تاثيرها فى القلب بتوسط الروح. وكل
20
ما افرط منها فى تاثير ما خانق للحار الغريزى إلى باطن، او ناشر اياه إلى خارج؛ وقد يبلغ
21
ان يحدث غشيًا، بل يبلغ ان يهلك. والغضب من جملتها اقل جميع ذلك فى ذلك؛
22
فان الغضب قل ما يهلك. وأما السهر والرياضة وامثال ذلك فيضعف القلب بالتحلل.
23
|259va17|فصل فى القوانين الكلية فى علاج القلب
24
إن لنا فى الأدوية القلبية مقالة مفردة، اذا جمع الإنسان بين معرفته بالطب، معرفته
25
بالأصول التى هى اعم من الطب، انتفع بها. وأما ههنا فانا نشير إلى ما يجب ان يقال
3-407
1
فى الكتب الطبية الساذجة، انه لما كان القلب عضوًا رئيسًا اول كل رئيس وأشرفه،
2
وجب ان يكون الإقدام على معالجته بالأدوية اقدامًا معمودًا بالحزم البالغ، سواء اردنا
3
ان نستفرغ منه خلطًا، او نبدل له مزاجًا.
4
وأما الإستفراغ الذى يجرى مجرى الفصد، فانا نقدم عليه اقدامًا لا يحوجنا الى
5
خلطه بتدابير أخر منقية؛ بل اكثر ما يلزمنا فيه ان لا نفرط فيسقط القوة، وان ينعش القوة
6
ان خارت قليلًا بالأشياء الباعثة للقوة، اذا ضعفت لمزاج بارد او حار. وهذا أمر ليس
7
انما يختص به اخراج الدم فقط، بل جميع الإستفراغات. وان كان اخراج الدم اشد
8
<احتياجًا> واستيجابًا لهذا الإحتياط.
9
والسبب الذى يستغنى معه عن محاولة اصناف من التدبير غير ذلك، ان اخراج
10
الدم ليس بدواء يرد على القلب. وعلى ان اكثر امتلاءات القلب انما هو من الدم او لبخار،
11
ويخلص من ضررها جميعًا بالفصد. أما الإمتلاء الدموى فمن الباسليق الأيمن. وأما
12
الإمتلاء البخارى فمن الباسليق الأيسر.
13
وأما سائر الإستفراغات التى تكون بالأدوية فيجب ان يخلط بالتدبير المذكور تدبير آخر؛
14
وذلك لان اكثر الأدوية المستفرغة مضادة للبدن، فيجب ان يصحبها أدوية قلبية وهى
15
الأدوية التى تفعل فى القلب قوة بخاصية فيها، حتى يكون الدواء المستعمل فى استفراغ
16
الخلط القلبى مشوبًا به أدوية ترياقية وفادزهرية مناسبة للقلب. وقد ينفع كثير من هذه
17
الأدوية، بل اكثرها منفعة من جهة أخرى؛ وذلك لانها أيضًا تنفذ الأدوية المستفرغة
18
إلى القلب صارفة اياها عن غيره.
19
وأما تبديل المزاج فانه إما ان يتوجه التدبير نحو تبديل بارد، او تبديل حار، او
20
تبديل رطب، او تبديل يابس. فاذا أردنا ان نبدل مزاجًا باردًا، اجترأنا على ذلك بالأدوية
21
الحارة، مخلوطة بالأدوية القلبية الحارة مع مراعاتنا ان لا يقع منها تحريك عنيف لخلط فى
22
القلب بحيث يمدد جرم القلب تمديد ريح، او تمديد مادة مورمة وغير ذلك. وأما ان اردنا
23
ان نبدل مزاجًا حارًا فلا نجسر على الإقتصار على المبردات؛ فان الجوهر الذى خلق القلب
24
لأجله، وهو الروح المصبوب فيه، جوهر حار حرارة غريزية غير الحرارات الضارة بالبدن؛
25
وأنه يعرض له من سوء مزاج القلب اذا كان حارًا ان يقل ويتحلل، وان يتدخن ويتكدر.
26
واذا ورد على جرم القلب ما يطفيه، ولم يكن مخلوطًا بالأدوية الحارة، التى من
27
شانها ان يقوى الحار الغريزى، لا كل ذلك بحرارتها، بل بخاصيتها المصاحبة لحرارتها،
28
امكن ان يضر بالأصل، اعنى الروح، وان نفع الفرع، وهو جرم القلب، ''فما نفع" تعديل
29
حرارة جرم القلب اذا خسر معه حرارة الروح. فلذلك لا تجد العلماء الأقدمين يخلون معالجة
3-408
1
سوء المزاج الحار، الذى فى القلب وما يعرض له، عن خلط الأدوية الباردة بقلبية حارة،
2
ثقة بان الطبيعة ان كانت قوية ميزت بين المبرد والمسخن، فحملت المبردة على القلب،
3
وحملت الحارة القلبية على الروح، فتعدل ذلك. هذا. وان وجدوا دواءً معتدلًا يفعل
4
تقوية الروح بالخاصية، او قريبًا من الإعتدال كلسان الثور، اشتدت استعانتهم به. وأما
5
ان كانت الطبيعة ضعيفة لم ينفع تدبير.
6
وقد يحوجهم الى استعمال الأدوية الحارة القلبية ما يعلمونه من ثقل جواهر اكثر
7
الأدوية الباردة القلبية، وقلة نفوذها، وميلها بالطبع إلى الثبات دون النفاذ، فيحوجهم
8
ذلك إلى خلط الأدوية القلبية الحارة النافذة بها، لتستعين الطبيعة على سوق تلك إلى القلب؛
9
مثل ما يخلطون الزعفران بسائر اخلاط قرص الكافور؛ فان سائر الأخلاط يتبدرق به الى
10
القلب؛ ثم للقوة الطبيعية ان تصده عن القلب، او تشغله بالروح عن القلب، وتستعين
11
بالمبردات على تعديل المزاج؛ فان هذا اجدى عليها من ان تستعمل المبردات صرفة،
12
ثم تقف فى اول المسالك وتابى ان تنفذ.
13
والذين اسقطوا الزعفران من اقراص الكافور مستدركين على الأوائل، فقد جعلوا
14
اقراص الكافور قليل الغنا وهم لا يشعرون. ثم المزاج الحار فيعالج بسقى ربوب الفواكه،
15
وخصوصًا ماء التفاح الشامى والسفرجل؛ فانه نعم الدواء. <ويعالج> بما يشبهه مما
16
سنذكره، وبأطلية واضمدة من المطفئات مخلوطة بمقويات القلب. فان كان السبب مادة
17
استفرغت.
18
وأما علاج المزاج البارد فبالمعاجين الكبار التى نذكرها، وبالشراب الريحانى،
19
وبالرياضات المعتدلة، وبالأضمدة والأطلية الحارة العطرة القلبية، وبالأغذية الحارة
20
بقدر ما ينهضم. وان كان السبب مادة استفرغت.
21
وأما علاج سوء المزاج اليابس فيحتاج فيه إلى غذاء كثير مرطب، وإلى دخول
22
حمام إثره، وإلى استعمال الآبزن مع ترفيه وقلة حركة ودعة، وسقى الماء البارد. وان
23
كان هناك برد جنبوا الماء البارد الشديد البرد، وعدلوا بالأدوية والأشربة، واكثروا النوم
24
على طعام حار. وان كان السبب مادة استفرغت؛ وستعرف تفصيل ذلك حيث نتكلم
25
فى علاج الدق والذبول.
26
وأما علاج المزاج الرطب فتلطيف الغذاء، واستعمال الأدوية المجففة، والرياضات
27
المعتدلة مع تواتر وكثرة. وان كان السبب مادة استفرغت. وأما علاج المزاج البارد الرطب
28
فكثرة الرياضة، والحمام قبل الطعام، ومياه الحمات، والإستنقاع الكثير فى الماء
3-409
1
الحار، واستعمال المسهلات والمدرات، واستعمال الشراب القليل العطر، واستعمال
2
الأغذية المحمودة الكيموس بقدر دون الكثير. فان كان هناك حرارة جنبوا الحمام، و
3
استعملوا الجماع. وان كان السبب مادة رطبة، او حادة رطبة، استفرغت.
4
|260ra35|كلام فى الأدوية القلبية
5
أما الأدوية القلبية بكمالها فيجب ان تلتقطها من الواح الأدوية المفردة من لوح
6
اعضاء النفس. وأما بحسب الحاجة فى هذا الوقت فانا نذكر منها ما هى كالرؤس والأصول.
7
فنقول: أما القريبة من الإعتدال منها فالياقوت، والبيجاذق، والفيروزج، والذهب،
8
والفضة، ولسان الثور. وأما الحارة فالدرونج، والجدوار، والمسك، والعنبر، والرزنباد،
9
والإبريسم خاصة، والزعفران، والبهمنان عاجلا النفع، والقرنفل عجيب جدًا،
10
والعود الخام والباذرنجبوية وبزره، وأيضًا الباذروج وبزره، والشاهسفرم وبزره، و
11
القاقلة، والكبابة، والفلنجمشك وبزره، وورق الأترج وحماضه، والساذج الهندى،
12
والراسن عجيب. وأما الباردة فاللولؤ، والكهرباء، والكافور، والبسد، والصندل،
13
والورد، والطباشير، والطين المختوم، والتفاح، والكزبرة اليابسة والرطبة.
14
|260ra57|المقالة الثانية
15
فى جزئيات مفصلة
16
|260ra58|فصل فى الخفقان واسبابه
17
الخفقان حركة اختلاجية تعرض للقلب. وسببه كلما يوذى القلب مما يكون
18
فى نفسه، او فى غلافه، او [ما] يتصل به من الأعضاء المجاورة له، المشاركة اياه.
19
وقد يكون عن مادة خلطية. وقد يكون عن <سوء> مزاج ساذج. وقد يكون عن ورم.
20
وقد يكون لإنحلال الفرد. وقد يكون عن سبب غريب. وقد يكون عن حس شديد.
21
والمادة الخلطية قد يكون <منها> دموية. وقد يكون رطوبة. وقد تكون سوداوية. و
22
قد تكون صفراوية. وقد تكون ريحية، وهى ''اخفه واسلهه".
23
والذى يكون عن سوء مزاج ساذج، فان كل مزاج غالب يوجب ضعفًا، وكل
24
ضعف يحدث فى القلب، مادام به بقية قوة، اضطرابًا ما، كانه يدفع عن نفسه اذى فكان
25
الخفقان. فاذا افرط الخفقان إنتقل إلى الغشى. واذا أفرط انتقل الى الهلاك. وقد
26
يفعله من المزاج الساذج كل مزاج من الأمزجة.
3-410
1
وأما الورم [الحار] فانه مادام يبتدى اظهر خفقانًا، ثم أغشى، ثم أهلك. والبارد
2
يقرب من حاله؛ لكنه ربما امهل قريبًا. وكذلك انحلال الفرد. وكذلك السدد تكون
3
فى مجارى الدم والروح فى القلب وما يليه، وفى العروق الخشنة من اجزاء الرئة.
4
وأما الكائن عن سبب غريب فمثل الكائن عن اوجاع مثخنة، وانتقالات
5
مواد الأورام المجاورة المذكورة، وعن شرب السموم. والكائن عن لسوع الحيوانات،
6
والكائن عن الحيات التى تحدث فى البطن، وخصوصًا اذا ارتقت الى اعالى مواقف
7
الغذاء والثفل. وأما الكائن عن لطف حس القلب فان صاحبه يعرض له الخفقان من
8
ادنى ريح يتولد فى الفضاء الذى بينه وبين غلافه، او فى جرم غلافه، او فى عروقه،
9
ومن ادنى كيفية باردة، او حارة تتادى اليه حتى عقيب شرب الماء من غير ان يودى ذلك
10
الى ضعف فى افعاله.
11
وأما الكائن بالمشاركة فاما بمشاركة البدن كله، كما يعرض فى الحميات وخصوصًا
12
حميات الوباء؛ او بمشاركة غلافه بان يعرض فيه ورم رخو أو صلب، كما عرض للقرد و
13
الديك المذكورين؛ اوبمشاركة المعدة بأن يكون فى فمها خلط لزج زجاجى، او لذاع
14
صفراوى؛ او كان يفسد فيها الطعام؛ او بمشاركة جميع الأعضاء التى توجع بشدة. وقد
15
يكثر بمشاركة المعدة لخلط فيها، او بثور فى فمها، او وهن عقيب قىء عنيف، حتى
16
لا يكاد يميز بينه وبين القلبى.
17
وربما عرض اختلاج فى فم المعدة وترادف ذلك، وكان اشبه شىء بالخفقان
18
القلبى. وقد يكون بمشاركة الرئة اذا كثر فيها السدد فى الجهة التى يلقى القلب فلم
19
ينفذ النفس على وجهه، وذلك ينذر بضيق نفس غير مامون. وقد يكون بسبب البحران
20
وحركات تعرض للأخلاط نحو البحران، وسنوضحه فى موضعه. ومن شكا خفقانًا
21
بعقب المرض، وكان به تهوع، وقذف صفراء كثيرة، ولم يزل التهوع، فهو ردئ و
22
ينذر بتشنج فى المعدة.
23
|260va15|العلامات
24
الخفقان كله يدل عليه النبض المخالف، المجاوز للحد، فى الإختلاف المحسوس
25
فى العظم والصغر، والسرعة والإبطاء، والتفاوت والتواتر؛ وكثيرًا ما اشبه نبض
26
اصحاب الربو ويدل على الرطب منه شدة لين النبض، واحساس صاحبه كأن قلبه
27
يتقلب فى رطوبة. ويدل على الدموى منه علامات الحرارة والإلتهاب، وسرعة النبض
28
وعظمه فى غير وقت الخفقان؛ ينتفعون بالجماع؛ وفى البارد بالضد. ويدل على
3-411
1
الصفراوى منه، وهو فى القليل، امراض صفراوية تتبعه، وصلابة ما فى النبض وشدة
2
الإلتهاب. ويدل على السوداوى منه غم، ووحشة، وصلابة فى النبض.
3
ويدل على الريحى الساذج منه سرعة تحلله، وخفة مؤنته، وقلة اختلاف نبضه.
4
ويدل على الورمى فى جوهره، او غلافه، علامة الورمين المذكورة، وعلى الإنحلالى سببه.
5
وعلى الكائن عن السموم واللسوع سببها مع عدم سائر الأسباب؛ وكذلك الكائن عن
6
الديدان. والكائن عن مزاج [حار] مفرد التهاب شديد، من غير احساس رطوبة يترجرج
7
فيها القلب، وسرعة نبض وتواتره، ولو فى غير وقت هيجانه، وان يكون عقيب اسباب
8
مسخنة بلا مادة وفى الدق ونحوه.
9
وكذلك الكائن عن البرد الساذج تدل عليه اسبابه من الإستفراغات المطفئة للحار
10
الغريزى، والأمراض المبردة والأهوية وغيرها، والنبض البطىء المتفاوت فى غير
11
وقت الخفقان. وأما الكائن عن السدد فيدل عليه اختلاف النبض فى الصغر والكبر،
12
والضعف والقوة مع عدم علامات الإمتلاء.
13
وأما الكائن عن لطف حس القلب، ومن ادنى ريح يتولد، وادنى اذى يتادى
14
اليه، فيعرف ذلك من قوة النبض، وصحة النفس، وسلامة سائر الأعضاء؛ وقوة النبض
15
وعظمه أدل دليل عليه، ويؤكده ان يكون البدن مع تواتر هذا الخفقان سليمًا، والقوة
16
محفوظة، والعادة فى الأفعال صحيحة. واكثر ما يعرض هذا للذين يظهر على وجوههم
17
تاثير الإنفعالات النفسانية وان قلت؛ مثل غضب، او فزع، او غم، او غير ذلك. فأما
18
الكائن بمشاركة البدن كله فى الحميات فذلك ظاهر؛ وكذلك البحرانى.
19
وأما الكائن بسبب المعدة فيدل عليه دلائل احوال المعدة والشهوة وما ينقذف
20
منها، والخيالات، والغثيان، والمغص، وان يخف عند الخواء؛ الا ان يكون عن
21
سبب صفراوى ينصب الى فم المعدة عند الخواء، وان يشتد ساعة اخذ الغذاء فى الهضم.
22
والذى يكون بمشاركة الرئة فأن يكون صاحبه معرضًا للربو، موجودًا فيه العلامات الدالة
23
على رطوبة الرئة، وانسداد المجارى فيها، الذى نذكر فى بابه. وأما الكائن بسبب الحيات
24
فيدل عليها دلائلها المذكورة فى بابها. ومما يدل عليها اللعاب السائل، ووجع كالعاض
25
والغارز يقع دفعة فى فم المعدة.
26
|260vb18|المعالجات الكلية للخفقان
27
أما المادية كلها فينتفع فيها بالإستفراغات. أما الدموى فبالفصد، واخراج الدم
28
البالغ، وتعديل الغذاء بالكم والكيف. وان كان له نوائب، او فصل يعترى فيه كثيرًا،
3-412
1
مثل الربيع مثلًا، فمن الواجب ان يتقدم قبل النوبة بفصد، وتلطيف غذاء، وتناول
2
ما يقوى القلب. وأما الكائن بسبب خلط بلغمى فيجب ان يستفرغ بادوية يبلغ تاثيرها
3
للقلب، واوفق ذلك الأيارجات الكبار المستفرغة للرطوبات اللزجة.
4
وأما الكائن بسبب دم سوداوى <من مكان بعيد> فعلاجه الفصد، وتعديل الكبد،
5
حتى لا تتولد السوداء بما يقال فى بابه. وان كان مجرد خلط سوداوى فالعلاج فيه
6
الإستفراغ بمثل ايارج روفس ولوغاذيا، وجميع ما يستفرع الخلط السوداوى من مكان
7
بعيد، ثم يبقى بعد ذلك تعديل المزاج. أما البارد فبالمسخنات، والحار بالمبردات،
8
وخصوصًا ما كان منها من الأدوية القلبية.
9
وأما ما كان بمشاركة المعدة فان كان من خلط غليظ عولج بالقىء بعد الطعام،
10
وبعد تناول الملطفات المعروفة؛ مثل تناول عصارة الفجل بالسكنجبين <والسكنجبين>؛
11
والإسهال بعده بالأيارجات الكبار؛ مثل لوغاذيا، وثبادريطوس، وايارج فيقرا مقوى بشحم
12
الحنظل، او الغاريقون، والأفثيمون. وان كان بسبب الصفراء اللذاعة، عولج بتقوية
13
المعدة بربوب الفواكه، والفواكه العطرة؛ مثل التفاح <العطر>، والسفرجل، وخصوصًا بعد
14
الطعام، والكمثرى وما اشبه ذلك؛ وبامالة الطبيعة الى اللين، واجتناب ما يستحيل
15
الى خلط مرارى، وتدبير تعديل المعدة. وكذلك اذا كان الطعام يفسد فيها، فينبغى ان
16
تدبر بما يقويها على هضم ما يفسد فيها بما يذكر فى باب المعدة.
17
وكما انك تقطع السبب بهذا التدبير، فكذلك يجب ان تقوى المنفعل مع ذلك،
18
وهو القلب، حتى لا يقبل التاثير؛ ولا يقتصر على قطع السبب دون تقوية المنفعل؛ بل
19
يجب مع ذلك ان يتعهد القلب بالأدوية القنبية. ومما يعظم نفعه فى الخفقان شرب
20
وزن مثقال من لسان الثور عند النوم ليالى متوالية. ومما جرب له شرب مقدار نواة وزنًا
21
من القرنفل الذكر فى اثنى عشر مثقالًا من اللبن الحليب على الريق، وأن يشرب مثقالًا
22
من المرزنجوش اليابس فى ماء بارد ان كان هناك حرارة، او شراب ان لم تكن حرارة فى
23
ايام متوالية.
24
ومما ينتفع به صاحب الخفقان أن يكون معه ابدًا طيب من جنس ما يلايم،
25
وان يديم التبخر به، ويستعمل شمامات منه، وان يكون، الذى به خفقان حار، يغلب
26
على طيبه الورد، والكافور، والصندل، والأدهان الباردة مع قليل خلط من الأدوية
27
الأخرى اللطيفة الحرارة كقليل مسك، وزعفران، وقرنفل؛ اللهم إلا ان يقدح الأمر فيقتصر
28
على الباردة. وان كان به مزاج بارد، فالمسك، والعنبر، ودهن البان، ودهن الأترج،
29
وماء الكافور، والغالية، وما يشبه ذلك؛ ويقارنه من اصناف الدخن، والندود الملائمة
30
بحسب المزاج. ولا نكثر عليك الكلام فى تعديد الأدوية القلبية الحارة والباردة؛ فانك
3-413
1
تجد جميعها مكتوبًا فى جداول اعضاء النفس والأدوية المفردة. وبالجملة فان كل دواء
2
عطر فهو قلبى، ومع هذا فانا قد ذكرنا ما يكون من هذه الأدوية مقدمًا فى هذا العرض.
3
[فأما] صاحب الخفقان مع التهوع، الذى ذكرنا ان خفقانه ردئ، علاجه،
4
خصوصًا ان كان هناك بقية حمى، سقى سويق الشعير مغسولًا بالماء الحار، ثم مبردًا بوزن
5
عشرة دراهم سكر؛ فانه وان تقيأه أيضًا ينتفع به، وان كره السكر لزيادته فى التهوع اخذ
6
بدله حب الرمان؛ ويشد الساقين، ويستنشق الكافور، وما يشبهه مع الخل؛ ويضع
7
على الصدر خرقًا مبلولة بماء الصندلين والكافور وغيره. وكثيرًا ما يهيج الخفقان، ثم يندفع
8
شىء الى اسفل يمنة او يسرة فيسكن الخفقان.
9
|261ra47|فصل فى علاج الخفقان الحار
10
ان كان هذا الخفقان <الحار> مع مادة واستفرغتها وبقى اثرها، او <ان> كان
11
خفقانًا حارًا بلا مادة، فيجب ان تكون تغذية صاحبه بما قل ونفع؛ كالخبز المنقع فى
12
ماء الورد، وقليل شراب ريحانى، والخبز بشراب التفاح ومرقة التفاح، وبالدوغ القريب
13
العهد بالمخض، او غير الحامض جدًا، والقرع، والبقلة اليمانية، والفواكه الباردة.
14
فان احتمل اللحم فالقريص، والهلام من الفراريج، ومن القبج خاصة؛ وله خاصية فى
15
هذا الشان لبارد المزاج.
16
واصناف المصوص المتخذ منها كل ذلك بعصارات الفواكه، والحصرم،
17
والتفاح الحامض، والخل الحاذق، مرشوشًا عليه ماء الورد وماء الخلاف. وان كان
18
حماض الأترج والليمو فهو انفع شىء. فان اشتد الأمر والإلتهاب جرعته الماء البارد وماء
19
الثلج الممزوج بماء الورد تجريعًا بعد تجريع، وجرعه شراب الفواكه وشراب التفاح الشامى
20
وما اشبه ذلك شيئًا بعد شىء. وان احتجت ان تديف فيه الكافور فعلت.
21
وربما احتجت الى ان تقتصر به على سقى الرائب من رطل الى رطلين، تجعل
22
غذاءً له. فان احتجت ان تقويه بشىء من لباب الخبز والكعك فعلت. فان وجدت
23
القوة ضعيفة، وخفت التطفئة، لم يكن بد من ان يخلط بذلك وما يجرى مجراه من
24
الكبابة، والقاقلة، وورق الأترج، وأيضًا الكزبرة، والكافور مع ورد وطباشير أيضًا
25
لتعديله. وأما لسان الثور فاقدم عليه ولا تخف غائلته، واستعمله فى كل ما سقيت و
26
اطعمت، "واى قدر جرت" العادة بسقيه؛ وكذلك ماؤه المقطر.
27
وقد ينفع منه شرب وزن درهم من الراوند الصينى فى ماء بارد أيامًا متوالية. و
28
اجتهد ان يكون الهواء مبردًا غاية التبريد، وان تكون النضوخات والمشمومات العطرة الكافورية
3-414
1
والصندلية حاضرة، ولا بأس بان ترش عليها شيئًا من الشراب قدر ما ينفذ عطرها الى القلب.
2
ومما ينتفع به صاحب الخفقان الحار الإنتقال عن هوائه الى هواء بارد، فذلك يعيد الى
3
الصحة.
4
ويجب ان لا يغفل الأضمدة الباردة على القلب من المتخذة من الصندل، وماء
5
الورد، وماء الحدادين، والكافور، والورد، والطباشير. والعدس يضمد به فؤاده و
6
خاصة فى الحميات. وأما المركبات النافعة فى ذلك فان يسقى اقراص الكافور بالزعفران
7
بشراب حماض الأترج، وقد جعل فيه ورق الأترج، ودواء المسك الحلو، والمفرح
8
البارد.
9
نسخة مجربة لما ليس من الحار بشديد الحرارة: طباشير اربعة اجزاء، عود هندى،
10
سك، من كل واحد درهم، قاقله، قرنفل، من كل واحد درهم، كافور نصف درهم،
11
كثيرًا ثلثة دراهم، يقرص بماء الترنجبين كل قرصة وزن نصف درهم.
12
نسخة اخرى: ذرونج جزء، كافور ربع جزء، صندل ثلث جزء، لؤلؤ، كهربا، بسد،
13
عود هندى، طباشير، ورد، من كل واحد نصف جزء، لسان الثور جزءان، يعجن بماء التفاح
14
ويقرص، والشربة من درهم الى مثقال. دواء آخر: قوى فى التطفئة: بزر الخس، بزر الهندبا،
15
طباشير، ورد، صندل، بزر البقلة الحمقاء، لسان الثور، كزبرة يابسة، بسد، كهربا، لؤلؤ،
16
يستف منه وزن درهمين؛ فانه جيد جدًا.
17
فان اشتدت الحاجة فيوخذ من الطباشير، والصندل الأصفر، والورد، من كل واحد
18
جزء، ومن الكافور ربع جزء، الشربة منه وزن درهمين.
19
نسخة أخرى: نشا، كهربا، لؤلؤ، باذرنجبويه، فلنجمشك، شب يمانى مقلو ثلثة
20
ثلثة، طين ارمنى، كزبرة خمسة خمسة، الشربة مثقال، بماء الباذرنجبويه. فان افرط الأمر،
21
وزاد الإشتعال، وخيف ان يكون ابتداء ورم، فربما احتيج الى ان يسقى بزر اللفاح والأفيون.
22
والأجود ان يسقى من بزر اللفاح الى ربع درهم، ومن الأفيون الى نصف دانق، مخلوطين
23
بدواء عطر من المسك، والعود الخام، والكافور، والزعفران، بحسب القوة والوقت
24
والحاجة.
25
|261va14|فصل فى علاج الخفقان البارد
26
أما الاستفراغات ان كان هناك مادة، فعلى السبيل الذى اوضحناه لك. ومما
27
جرب للبلغمى الرطب من ذلك، سواء كان فى ناحية القلب او فى المعدة، أن يوخذ من
28
الغاريقون وزن نصف درهم، ومن شحم الحنظل وزن دانق، ومن التربد وزن درهم،
3-415
1
ومن المقل وزن دانق، ومن المسك والزعفران من كل واحد طسوج، ومن العود الهندى
2
وزن دانق، ومن الملح النفطى وزن ربع درهم، وهو شربة.
3
ومما جرب للسوداوى: اهليلج اسود وكابلى من كل واحد وزن درهم، افثيمون
4
نصف درهم، الحجر الأرمنى وزن ربع درهم، دواء المسك المر وزن ثلثة دراهم، يسقى
5
فى شراب ريحانى قدر ما يذاب فيه. وربما اقتصر على مداومة استعمال ايارج فيقرا وزن
6
مثقال مع افثيمون وزن دانق، يسقى بالسكنجبين ويواصل.
7
وأما الأدوية المبدلة للمزاج فالترياق، والمثروذيطوس، ودواء المسك الحلو
8
والمر، ودواء قيصر والشيلثا وجوارشن العنبر، ودواء قميدا، والمفرح الكبير، و
9
معجون النجاح، واقراص المسك. واذا قوى البرد احتيج الى مثل انقرديا يسقى منه.
10
وقد ينفع منه تناول حمصة من القفرطغان بثلاثين مثقالًا من الطلاء قد انقع فيه لسان الثور.
11
وتغذى بماء الحمص وفراخ الحمام ولحوم العصافير والقنابر. ومن المركبات الأخر
12
دواء مجرب: لسان الثور درهم، زرنباد، ذرونج من كل واحد اربعة دراهم. الشربة منه وزن
13
درهم فى اول الشهر واوسطه وآخره. ويجب ان يكون فى الشراب الريحانى. آخر:
14
كهربا، جندبيدستر من كل واحد جزء، قشور الأترج المجففة، بزر الفلنجمشك من كل
15
واحد نصف جزء. فلنجمشك، قرنفل، سك من كل واحد جزء. الشربة منه نصف درهم
16
بعصارة المفرح غير مصفاة ولا مغلاة. وههنا ادوية جيدة بالغة طويلة النسخ مذكورة فى
17
الأنقراباذين.
18
|261va52|فصل فى اصناف الغشى واسبابه واسباب الموت فجاءة
19
الغشى تعطل جل القوى المحركة والحساسة لضعف القلب واجتماع الروح
20
كله اليه بسبب تحركه الى داخل، اوبسبب يحقنه فى داخل فلا يجد متنفسًا او لقلته و
21
رقته ولا يفضل على الموجود فى المعدن.
22
وانت ستعلم مما تحققته الى هذا الوقت أن اسباب ذلك لا تخلو إما ان تكون امتلاءً
23
من مادة خانقة بالكثرة، او السدة، او استفراغ محلل للروح، او عدم لبدل ما يتحلل وجوع
24
شديد. واضعف الناس صبرًا عليه المنسوبون الى انهم لا مرضى ولا اصحاء كالصبيان ومن
25
يقرب منهم، والمشايخ، والناقهون. وأما المتناهون فى السن فقد يحتملونه؛ واحتماله
26
فى الشتاء اكثر منه فى الصيف.
3-416
1
او سوء مزاج قد استحكم، او عرض العظيم منه دفعة، او وجع شديد، او ضعف
2
من قوى المبادى الرئيسة، وخصوصًا القلب ثم الدماغ ثم الكبد؛ او ضعف المشارك
3
مثل فم المعدة للقلب، او ضعف من البدن كله، وهزال ونحافة؛ او استيلاء عارض
4
نفسانى على ما ذكر لك فى مواضع أخر. واكثره للمشايخ والضعفاء والناقهين.
5
او وصول قوة مضادة بالجوهر لمزاج القلب والروح اليهما؛ مثل اشتمام آسن الآبار
6
ووباء الهواء وكما يعرض فى [انتهاء] الحميات [وكما يعرض ابتداء فى الحميات]
7
الوبائية، ونتن الجيف، ونفوذ قوى السموم الى القلب. وربما كان بمشاركة شريان؛
8
ومن ذلك ما يعرض بسبب الديدان التى تصعد الى فم المعدة.
9
ويجب ان نفصل بعد هذا تفصيلًا اكثر، فنقول أما المواد فانها تحدث الغشى
10
إما للكثرة، وسد مجارى الروح، وحصره كله فى القلب حتى يكاد ان يختنق. ومن هذا
11
القبيل انصباب من اخلاط كثيرة، او دم كثير الى المعدة او الصدر ونحوهما؛ او انتقال من
12
مادة ورم الخناق، وذات الجنب، وذات الرئة الى ناحية القلب دفعة؛ وإما للحوج منها
13
فى المسام فيسد المجارى، وخصوصًا فى الأعضاء النفسية؛ وربما كان عامًا فى جميع
14
عروق البدن وان لم يفعل ذلك بكثرة؛ وإما لشدة اذاها بالكيفية الباردة جدًا، او اللذاعة
15
جدًا، او المحرقة جدًا.
16
والغشى الذى يقع فى ابتداء نوائب الحمى هو من هذا القبيل، وسببه اخلاط
17
غليظة لزجة او لذاعة او محرقة. وقد يكون ذلك بقرب القلب. وقد يكون فى اعضاء
18
أخر تشاركه كالدماغ؛ فانه اذا حدثت به السدة الكاملة وكانت سكتة كان غشى لا محالة.
19
وقد يكون فى المعدة لسبب قديم او لضعف حادث يصير به قابلًا لتجلب المواد الى فمها
20
كانت باردة اوحارة. وقد يكون بسبب كثرة السدد فى عروق البدن حيث كانت.
21
وهذه المواد القتالة قد تعرض كثيرًا من افراط الأكل والشرب وتواتر التخم لسوء
22
الهضم، حتى ينتشر منه فى البدن ما يملأ العروق، ويسد مسالك النفس. وهذه المواد
23
الكثيرة قد تعين على الغشى من جهة حرمانها البدن الغذاء؛ لانها تسد طريق الغذاء الجيد
24
فلا تستحيل بنفسها الى الغذاء؛ لانها لكثرتها تقوى على الطبيعة ولا تنفعل عنها؛ ومع ذلك
25
فان مزاج البدن تفسد بها. وهذه المواد التى تفعل الغشى بكثرتها او بردأتها هى التى
26
تفعل الكرب والغثى اذا وقعت فى المعدة، وكانت اقل كمية او ردأة.
27
وأما الكائن بسبب استفراغ مفرط فانما يكون لإستتباعه الروح مستفرغًا معه الى
28
ان ينحل جمهوره؛ وذلك إما استطلاق بطن بذرب، او اسهال متتابع، او زلق معدة ومعًا،
29
او سحج، او قىء كتير، او رعاف، او نزف دم من عضو آخر كافواه عروق المقعدة، او لجراحة،
3-417
1
او لبزل ماء استسقاء، او لبط دبيلة يسيل منها شىء كثير دفعة، او نزف حيض ونفاس،
2
او لكثرة رياضة، او مقام فى حمام حار شديد التعريق، او لسبب من اسباب التعريق
3
قوى مفرط عارض لذاته، فاعل للعرق لذاته كالحرارة او معد كتخلخل البدن المفرط،
4
او رقة من الأخلاط فى جواهرها وطبائعها.
5
واذا عرض الغشى عن استفراغ الأخلاط، والقوة الحيوانية قوية بعد، لم يكن
6
مخوفًا؛ وذلك مثل الغشى الذى يعرض بعد الفصد. وأما الوجع فيحدث الغشى لفرط
7
تحليله للروح؛ كما يكون فى ايلاؤس والقولنج، وفى اللذع المفرط العارض فى الأعضاء
8
الحساسة من فم المعدة والأمعاء؛ وفى مثل وجع جراحات العصب وقروحها واللدوغ
9
التى تعرض عليها <كلدوغ> العقرب او زنبور؛ وفى قروح المفاصل الممنوة بالإحتكاك
10
المفرغ مائيتها لإنصباب المواد الموذية؛ ومثل اوجاع القروح الساعية المغشية لشدة ايجاعها
11
لحدتها وتاكلها، ويحدث منها فساد الأعضاء حتى يتادى الى الموت؛ فانها تغشى اولًا
12
بالوجع واخيرًا بشدة تبريد القلب او بايراد بخار سمى فاسد على القلب منبعه من نحيف
13
العضو واستحالته الى ضد المزاج المناسب للنفس.
14
وأما عوارض النفس فقد تكلمنا فيها، وعرفت السبب فى احجافها بالقلب.
15
وأما الورم فانه يحدث الغشى إما بسبب عظمه حيث كان ظاهرًا او باطنًا، فيفسد مزاج
16
القلب بتوسط تادية الشرايين، او بسبب العضو الذى فيه اذا كان مثل غلاف القلب،
17
او كان عضوًا قريبًا من القلب. فان لم يكن الورم عظيمًا جدًا فانه يفعل ما يفعله العظيم
18
البعيد، او بسبب الوجع اذا اشتد معه.
19
وأما المعدة فانها كيف يكون سببًا للغشى، فاعلم ان المعدة عضو قريب الوضع
20
من القلب وهى مع ذلك شديد الحس وهى [مع ذلك] معدن لإجتماع الأخلاط المختلفة،
21
فهى تحدث الغشى إما بأن تبرد جدًا كما فى بوليموس، او بأن تسخن جدًا، او بأن توجع
22
جدًا، و إما لان فيها مادة رديئة غليظة باردة او لذاعة حريفة وقروح وبثور فى فمها.
23
وأما الأعضاء الأخرى فانها "تكون سببًا للغشى إما" لوجع يتصل منها بالقلب، وإما
24
بخار سمى يرسل الى القلب؛ مثل ما يعرض ذلك فى اختناق الرحم وأما الإستفراغ يقع فيها يحلل
25
الروح من القلب مثل ضعف شديد من فم المعدة. وإما لسدد توجب خنق مجارى الروح
3-418
1
فيما حول القلب؛ وإما لأمزجة فاسدة رديئة قوية تغلب عليها مثل ما يكون فى الحميات
2
المحرقة والوبائية، وذلك مما يكون بشركة جميع الأعضاء.
3
واعلم ان الغشى المستحكم لا علاج له، خصوصًا اذا تادى الى اخضرار الوجه
4
وانتكاس الرقبة فلا يكاد يستقل. ومن بلغ امره الى هذا فانه كما يشيل رأسه يموت.
5
واعلم ان من افتصد بالوجوب وغشى عليه، لا لكثرة الإستفراغ، ولا لعادة فى المفصود
6
معتادة، ففى بدنه مرض، او فى معدته ضعف لذاتها، او لإنصباب شىء اليها. والشيخ
7
المحموم اذا انحل مادته الى معدته احدث غشيًا، والذى يغشى عليه فى اول فصده فذلك
8
لمفاجاة ما لم يعتد. وكثيرًا ما يعرض فى البحارين غشى لإنتقاض المادة الحارة الى المعدة.
9
وكثيرًا ما يكون الفصد سببًا للغشى بالتبريد.
10
|262rb32|العلامات
11
العلامات الدالة على اسباب الغشى واوجاعه مناسبة للعلامات المذكورة للخفقان؛
12
فانها ان كانت ضعيفة كانت للخفقان، واذا اشتدت كانت للغشى، واذا اشتدت اكثر
13
كانت للموت فجاءة. والنبض ادل دليل عليه، فيدل بانضغاطه مع ثبات القوة على مادة
14
ضاغطة وباختلافه الشديد مع فترات وصغر عظيم على انحلال القوة فأما سائر دلائله على
15
سائر الأحوال فقد عرفته.
16
وبالجملة ان الغشى اذا لم يكن دفعة فانه يصغر له النبض اولًا ثم ياخذ الدم
17
يغيب الى داخل، فيحول اللون على حاله، ويكاد الجفن لا يستقل، ويتبين فى العين ضعف
18
حركة وتغير لون، ويتخيل للبصر خيالات خارجة عن الوجود وتبرد الأطراف، ويظهر له
19
نداوة فى البدن باردة؛ وربما عرض غثى؛ وربما برد جميع البدن. فاذا ابتدأ شىء من هذه
20
العلامات عقيب فصد او اسهال او مزاولة شىء لا بد من إيلامه، فليمسك عنه، وليزل
21
السبب فقد تادى الى الغشى ان لم يقطع. واذا لم يكن للغشى سبب ظاهر باد او سابق،
22
وكان مع خفقان متواتر، ولم يكن فى فم المعدة سبب يوجبه وتكرر، فهو قلبى ومستحكم.
23
وأما الذى مع غثيان او كرب فقد يكون معديًا. واذا توالى الغشى واشتد، ولم يكن سبب
24
ظاهر يوجبه "بل كان قلبيًا" فصاحبه يموت فجأة.
25
العلاج: القوى منه والكائن بسبب من سوء مزاج مستحكم فلا علاج له، وما
26
ليس كذلك، بل هو أخف او تابع لأسباب خارجة عن القلب فيعالج. وصاحب الغشى
27
قد يكون فى الغشى. وقد يكون فيما بين الغشى والإفاقة. وقد يكون فى نوبة اخف
3-419
1
من الغشى. وأما اذا كان فى حال الغشى فليس دائمًا يمكننا ان نشتغل بقطع السبب؛
2
بل نحتاج ان نقابل العرض العارض بواجبه من العلاج. وربما اجتمع لنا حاجتان متضادتان
3
بحسب جزئين مختلفين فاحتجنا فى الأعضاء الى نقصان وإستفراغ لما بها من الأخلاط،
4
وفى الأرواح الى زيادة بالغذاء ونعش لما يعرض لها من التحلل.
5
واكثر ما يعرض من الغشى فيجب فيه ان يبدأ ويشتغل بما يغذو الروح من الروائح
6
العطرة <الطيبة> إلا فى اختناق الرحم. والغشى الكائن منه فيجب ان يقرب من انوفهم
7
الروائح المنتنة، وخصوصًا الملائمة مع ذلك لفم المعدة. ولشم الخيار خاصية فيه
8
مجربة، وخصوصًا فى علاج الحار الصفراوى؛ وكذلك الخس؛ ثم يعالج بالسقى و
9
التجريع من ناعشات القوة. واذا كان هناك خواء وجوع فلا يجب ان يقرب منهم الشراب
10
الصرف؛ بل يجب ان يخلط بماء اللحم الكثير او يمزج بالماء، وإلا فربما عرض منه
11
الإختلاط والتشنج.
12
ومما لا بد منه فى اكثر انواع الغشى تكثيف البدن من خارج لتحقن الروح المتحللة؛
13
اللهم إلا ان يكون اسهال قوى جدًا، او يكون السبب بردًا شديدًا. واذا لم يكن هناك
14
سبب من برد ظاهر رش الماء البارد، والترويح، وتجريع الماء البارد، وماء الورد خاصة،
15
وإلباس الثياب المصندلات مع اشتمام الروائح الطيبة الباردة. وكثيرًا ما يفيق بهذا. فان
16
كان اقوى من هذا ولم يكن عقيب امر محلل حار جدًا، فيجب ان ينفخ المسك فى
17
انفه ويشمم الغالية، ويبخر بالند، ويجرع دواء المسك ان امكن.
18
وان كان السبب حرارة فاستعمال العطر البارد ورش الماء البارد على الوجه اولى،
19
ولا بأس بان يخلط المسك القليل به بما يستعمل من ذلك مع غلبة من مثل الكافور والصندل
20
وبما هو قوى التبريد ليكون البارد بازاء المزاج الحار المودى، والمسك لتقوية الحار
21
الغريزى، وان يجرعوا الماء البارد. وان احتمل الحال ان يكون ممزوجًا بشراب مبرد
22
رقيق لطيف فهو اجود. وينبغى ذلك ان يدلك فم المعدة دلكًا متواترًا.
23
ويجب ان يكون مضجعه فى هواء بارد. وكذلك يجب ان يكون مضاجع جميع
24
اصحاب الغشى اذا لم يكن من سبب بارد، وخصوصًا غشى اصحاب الدق. ويجب
25
ان يدام تنطيل اطرافهم ونواحى اعضائهم الرئيسة بماء الورد والعصارات الباردة المعروفة،
26
ولا بد من شراب مبرد يسقونه.
27
وان كان هناك فواق وغثيان فيجب ان تنعش حرارة العليل، وتعان طبيعته
28
بدغدغة الحلق بريشة، وتهييجه للقىء، وتحريك الروح الى خارج. ويجب ان يدام هزه،
29
والتحليب عليه؛ والصياح باعظم ما يكون، والتعطيس ولو كان بالكندس. فاذا لم ينجع
3-420
1
ذلك ولم يعطس فالمريض هالك. ويجب وخصوصًا فى الغشى الإستفراغى ان تقرب
2
منه روائح الأطعمة الشهية؛ إلا اصحاب الغثيان والغشى الواقع بسبب خلط فى فم
3
المعدة فلا يجب ان يقرب ذلك منهم.
4
ويجب ان يسقوا الشراب ويجرعوا ماءً مبردًا، او ماءً مسخنًا بحسب الحالين
5
المعلومين، ويكون الشراب انفذ شىء وارقه واطيبه طعمًا مما به بقية قوة قبض [و] كانت
6
تلك القوة قوية فى الطراءة ليجمع الروح ويقويه. ويجب ان لا يكون فيه مرارة قوية
7
فتكرهه الطبيعة، ولا غلظ فلا ينفذ فيه بسرعة. ويجب ان يكون لونه الى الصفرة إلا ان يكون
8
الغشى عن استفراغ، وخصوصًا عن المسام لتخلخلها وغير ذلك، فيستحب الشراب
9
الأسود الغليظ؛ فانه أغذى وأميل بالأخلاط الى ضد ما به يتحلل، واعود على الروح
10
فى قوامه.
11
وأما من لم يكن به هذه العلة فاوفق الشراب له اسرعه نفوذًا. وانت يمكنك
12
ان تجربه بان تذوق منه قليلًا فاذا رأيته نافذًا يسخن بسرعة مع حسن قوام وطيب فذلك
13
هو الموافق المطلوب. وربما جعلنا فيه من المسك قريبًا من حبتين او من دواء المسك
14
مقدار الشربة اونصفها او ثلثها، وذلك فى الغشى الشديد؛ وكذلك اقراص المسك
15
المذكورة فى انقراباذين.
16
واوفق الشراب فى مثله المسخن فيمن ليس غشيه عن حرارة فانه انفذ. "واذا
17
قوى بقوة من الخبز كان" أبعد من ان ينعش. ومما ينفعهم الميبه المخصوصة بالغشى
18
المذكور فى انقراباذين. واحوج الناس الى سقى الشراب المسخن ابطأهم افاقة، فلا يجب
19
ان يسقى هؤلآء البارد؛ وكذلك من برد جميع بدنه، وهؤلآء هم المحتاجون الى الدلك
20
وتمريخ الأطراف والمعدة بالأدهان الحارة العطرة.
21
وان كان الغشى بسبب مادة فان امكن ان تنقص تلك المادة بقىء يرجى بسهولة،
22
او بحقنة، أو بفصد فعل ذلك. وان كان بسبب استفراغ من الجهات الداخلة سخنت
23
الأطراف ودلكتها ومرخت بالأدهان الحارة العطرة. وربما احتيج الى شدها وجرئ
24
فى جنس كل استفراغ بما قيل فى بابه، ودبر فى نعش القوة بما علمت. والذى يكون
25
ت
26
من هذا الباب عقيب الهيضة فيصلح لصاحبه ان يأخذ سك المسك فى شراب وعصارة
27
السفرجل بماء اللحم القوى فى شراب. وينفعه مضغ الكندر والطين النيسابورى المربا
28
بالكافور.
3-421
1
وان كان بسبب استفراغ من الجهات الخارجة كعرق وما اشبهه فعل [ضد]
2
ذلك، فبردت الأطراف وذر على الجلد: الآس، وطين قيموليا، وقشور الرمان، وسائر
3
القوابض، ولم تحرك المادة الى خارج البتة، ولا يستعمل مثل هذا الذرور فى الغشى
4
الإستفراغى من داخل؛ بل يجب ان تقوى القوة فى كل استفراغ لا سيما بتقريب روائح
5
الأغذية الشهية ونحوها بما ذكر. وان كان بسبب وجع خدر ذلك الوجع ''ان لم يمكن"
6
قطع سببه؛ كما يعالج القولنج بفلونيا واشباهه. وان كان السبب السموم جرع الفادزهرات
7
المجربة، ودواء المسك، والأدوية المذكورة فى كتاب السموم.
8
وأما ان كان فى الفترة، وقد افاق قليلًا، فتدبيره أيضًا مثل التدبير الاول مع
9
زيادة تتمكن منها فى مثل هذه الحال. ومثال ما يشتركان فيه انه مثلًا يجب ان تجرع
10
الأدوية النافعة بحسب حال مما قد ذكر، وعرف فى باب الخفقان، ويتعجل فى ذلك.
11
والذى يتمكن فيه من الزيادة فمثل انه ان كان هناك امتلاء فى فم المعدة اجتهد ليتقيا ذلك
12
فانه الشفاء. وكذلك ان كان هناك امتلاء يجب ان يجوع ويقلل غذاؤه، ويراض الرياضة
13
المحتملة المعتدلة لميله، والدلك لجميع الأعضاء حتى المعدة والمثانة، ولا يحمل
14
عليه بالغذاء إلا الشراب المذكور فى حال الغشى الذى لا بد منه.
15
وكثير من الأطباء الجهال يحاولون تغذيته ظانين ان بها صلاحه ونعش قوته،
16
فيخنقون حرارته الغريزية ويقتلونه. وهؤلآء ينتفعون بالسكنجبين، وخصوصًا الذى طبخ
17
بما فيه تقطيع وتلطيف من <مثل> الزوفا ونحوه. وان كان السبب سددًا فى الأعضاء
18
النفسية وما يليها جرع السكنجبين، ودلك ساقاه وعضداه، واشتغل فى امثال هذا بادرار
19
بولهم. ويسقون من الشراب ما رق؛ وذلك اذا كانت [هناك] حرارة.
20
وان كان عن استفراغ وضعف جرع ماء اللحم المقطر، ومصص الخبز المنقع
21
فى الشراب الريحانى المخلوط به ماء الورد. وربما انتفع بان يسقى الدوغ مبردًا. و
22
ذلك اذا كانت هناك مع الإستفراغ حرارة. وكذلك ماء الحصرم. وافضل من ذلك رب
23
حماض الأترج وقد جعل فيه ورقه.
24
وبالجملة من كان به مع غشيه "كرب وتلهب"، او حدث عن تعرق شديد، فيجب
25
ان يعطى ما يعطى مبردًا ولو الشىء الذى يلتمس فيه التسخين. ومما ينفعه ان يسقى ماء
26
اللحم القوى الطبخ مخلوطًا بعشره من الشراب الريحانى، وشىء من صفرة البيض، وشىء
27
من عصارة التفاح الحلو او المز او الحامض بحسب ما توجبه الحال. فان كنت تحذر عليه
3-422
1
التسخين ولا تجسر على ان تسقيه الشراب، سقيته الرائب المبرد مذوفًا فيه بالخبز السميذ،
2
واطعمته اصناف المصوص المعمول بربوب الفواكه.
3
فان كان صاحب الغشى يجد بردًا معه او بعده او عند سقى المبردات وخصوصًا
4
فى الأحشاء سقيته الفلافلى والفلفل نفسه والأفسنتين. وربما سقى بالشراب واذا احوج
5
العلاج الى التنقية ووقعت افاقة وجب ان تقوى المعدة، ويبتدأ فى ذلك بمثل شراب
6
الأفسنتين المطبوخ بالعسل، ويستعمل الأضمدة المقوية للمعدة المذكورة، ويسقى الشراب
7
الريحانى بعد ذلك، ويغذى بالغذاء المحمود.
8
وأما الكائن فى ابتداء الحميات وبسبب الأورام فنذكر علاجه حين نذكر علاج
9
اعراض الحميات. وبالجملة يجب ان يدلك اطرافهم وتسخن وتشد؛ لئلا تغوص القوة
10
والمادة، ويمنعوا كل طعام وشراب، ويهجروا النوم؛ اللهم إلا ان يكون انما يعرض فى
11
ابتدائها للضعف. ومن كان من المغشى عليه يحتاج الى غذاء فيجب ان يعطى قبل
12
النوبة بساعتين [او] ثلثة. وليكن الغذاء سويق الشعير مبردًا، او خبزًا مع مزورة، و
13
يستنشق الطيب. وان كان هناك اعتقال قدم من الغذاء ما يلين مثل الإسفيذباجات
14
ونحوها. وشراب التفاح مع السكنجبين نافع فى مثله. فان كانت الحاجة الى تغذية ملطفة
15
فمثل ماء اللحم، وصفرة البيض، والإحساء بلباب الخبز وماء اللحم. وربما اضطر فيه
16
الى خلطه بشىء من الشراب. فان احتيج مع ذلك الى تقوية المعدة فينبغى ان يخلط به
17
الربوب والعصارات الفاكهية المعطرة التى فيها قبض. وأما فى وقت النوبة فلا بد من
18
الشراب.
19
وأما الغشى الكائن عن العوارض النفسانية فيتدارك أيضًا "بما قيل قبل" من الروائح
20
الطيبة، وسد الأنف والتقيئة ودلك الأطراف والمعدة، والتغذية بماء اللحم وفيه
21
الكعك والشراب مبردًا او مسخنًا على ما تعرف وان كان الغشى عن توالى قىء مرة صفراء
22
وجب ان يكون الشراب ممزوجًا. وكذلك غشى الوجع وسنذكر ما يخص القولنج
23
فى بابه.
24
والغشى الذى يعرض عقيب الفصد فاكثره يعرض لأصحاب المعدة والعروق
25
الضيقة والمعدة الضعيفة ''ولأبدان الذين تغلب عليهم'' المرة الصفراوية ولمن لم يعتد
26
الفصد، وهؤلآء فيجب ان يتقدم قبل الفصد، فيسقوا شيئًا من الربوب المقوية للمعدة
27
والقلب. واذا وقعوا فى الغشى فعل ما ذكر وسقوا شرابًا ممزوجًا مبردًا يقوى معدهم و
28
يحفظها، وخصوصًا مع عصارة اخرى.
3-423
1
ويجب ان نقول من رأس انه قد يجتمع ان يفتقر العلاج فى الغشى الى قبض
2
ليمنع الإستفراغات، ويقوى الأعضاء المسترخية المعينة على التحليل، وان يشد مثل
3
فم المعدة فلا يقبل ما ينصب اليه؛ والى قوة نافذة سريعة النفوذ ليغذو الروح مثل الشراب
4
وهما متمانعا الفعل، فيجب ان يفرق بين حالى استعمالهما فيستعمل القابض فى وقت
5
الإفاقة، او بعد ان استعملت الآخر مبادرًا الى ان ينعش القوة، وقد اثرت فيه ونعشت،
6
ويستعمل الثانى فى وقت الحاجة السريعة الى نعش القوة، ولا تقدم القابض على ذلك
7
فيمنع نفوذه.
8
وربما وقعت الحاجة الى ما هو اقوى تغذية من الشراب، وخصوصًا اذا كان
9
الغشى عن الجوع او تحلل كثير. واذا كان الشراب الساذج اذا ورد على ابدانهم نكأ
10
فيها واورث اختلاطًا وتشنجًا فليس لهم مثل ماء اللحم المذكور مخلوطًا بالشراب، وبعصارة
11
التفاح إما الحامض وإما الحلو بحسب الأمرين. واذا لم يكن مانع فالأجود ان يجعل
12
فيه مثل القرنفل والمسك؛ فان المعدة له اقبل، وقوة المعدة به اشد انتباهًا، والقلب
13
اجذب له.
14
وربما احتجت الى ان يذيف الخبز السميذ فيما تجرعه اذا كان العهد بالغذاء
15
بعيدًا، ودلك الأطراف وشدها. وكذلك تهيج القىء نافع من كل غشى؛ إلا ما كان
16
عن عرق ونحوه مما يتحرك له الروح الى خارج فهذا الى التسكين احوج. ولا ينبغى ان
17
يحركوا او يقيئوا او يربطوا. ومما يقيئهم الماء الفاتر بالدهن او الزيت او ممزوجًا بشراب.
18
ويجب ان تسخن المعدة وما يليها قبل ''ذلك، والأطراف" أيضًا ليسهل القىء.
19
واعلم ان دلك الأطراف وتسخينها وتعطيرها بالمروخات وتعطير فم المعدة
20
بالمروخات الطيبة مثل دهن الناردين، والمسخنات مثل دهن الخردل والعاقرقرحا
21
موافق جدًا لمن كان اغماءه عن استفراغ دم اوخلط وامتلاء؛ بل لأكثر من يغشى عليه
22
اذا لم يكن من حركة الأخلاط الى خارج. ويجب ان تعصب سوقهم واعضادهم مرارًا
23
متوالية، وتحل، ويدبر ذلك بما يوجبه مقابلة جهة الإستفراغ.
24
وهؤلآء ينتفعون بشد الآباط، ورش الماء البارد، ودلك فم المعدة. وكذلك كل
25
غشى يكون عن استفراغ وبالشراب الممزوج، الا ان يمنع مانع عن الشراب مثل ورم، او خلط
26
غير نضيج، او اختلاف، او صداع. ومن عظم الحاجة فيه الى التقوية سقيته الشراب
27
أيضًا ولم تبال؛ وذلك فى الغشى الصعب والحمام موافق لمن يضر به غشى من الذرب
3-424
1
والهيضة وان اعترى الغشى لنزف الدم فهو ضار جدًا. وكذلك ان اعترى للعرق
2
الكثير. والحمام موافق أيضًا لمن يجد من المفيقين تلهبًا فى فم المعدة.
3
وأما ان كان لضعف فم المعدة فيجب ان يستعمل عليه الأضمدة المقوية؛ مثل
4
ما يتخذ من المصطكى، والسفرجل، والصندل، والزعفران، والسوسن. وكذلك
5
الضماد بالشراب المتخذ من المسك والسوسن بالشراب. على انه ينتفع جدًا بدلك الأطراف
6
وشدها. والغشى الكائن من الجوع ربما سكنه وزن درهم خبزًا. وغشى اليبس او يبس
7
الطبيعة يجب ان تتلقى نوبته بتلقم خبز فى ماء الرمان او شراب التفاح. وربما احتيج
8
فى الأمراض الحادة بسبب الغشى الى سقى شراب واصلحه التفه. واصحاب الغشى
9
يكلفون السهر وترك الكلام.
10
|263vb19|فصل فى سقوط القوة بغتة
11
هذا اكثر ما يعرض حيث لا يكون وجع ولا اسهال ولا ورم عظيم ولا استفراغ عظيم؛
12
وانما يكون لأخلاط مالئة، وفى الأقل ما يكون ذلك لأخلاط دموية؛ فان الدم ما لم
13
يحدث اولًا اعراضًا أخر لم يتأد حاله الى ان يحدث سقوط القوة بغتة. وأما الغالب
14
فهو ان يكون السبب أخلاطًا غليظة فى المعدة او فى العروق تسد مجارى النفس.
15
واعلم ان سقوط القوة قد تبلغ الغشى، وقد تكون دون الغشى حيث تكون القوة
16
انما بطلت عن العصب او العضل فخليا عنها، فصار الإنسان لا حراك به، ولا يزول عن
17
نصبته وضجعته إلا بجهد. وسبب ذلك بعض ما ذكرناه؛ فانه اذا اشتد اسقط القوة بالتمام،
18
وان لم يشتد اسقط القوة من العصب والعضل. وقد يكون كثيرًا لرقة الأخلاط فى جوهرها
19
وقبولها للتحلل، وخصوصًا فى الحميات. وهؤلآء ربما كانت افعالهم السياسية غير
20
ماؤوفة وان كانت غير محتملة اذا كثرت وتكررت.
21
العلاج: علاج هؤلآء قريب من علاج اصحاب الغشى. فما كان من الإمتلاء الدموى فعلاجه
22
الفصد. وما كان بسبب خلط آخر من الأخلاط الغليظة فيجب ان يواتر صاحبه فى حال
23
الإفاقة الإستفراغ بمثل الأيارجات. وربما اقتنع بايارج فيقرا مركبًا به تربد، وملح هندى،
24
وغاريقون، وافثيمون وما اشبه ذلك. وربما اعينت بمثل السقمونيا؛ فان السقمونيا مما
25
يعمل الأدوية الأخر. ويجب ان يستعمل فيه القىء بعد الإسهال، ويدام تناول مقويات
26
القلب وتشممها، ودلك الأطراف مما ينعش الحار الغريزى على ما تكرر ذكره. ويستعمل
27
بعد ذلك رياضة معتدلة.
28
وأما الغذاء فليكن بما لطف وقطع؛ مثل ماء الحمص بالخردل، ودهن الزيت،
29
ودهن اللوز ويستعمل من الشراب الرقيق العتيق ويستعمل الحمام بعد الإستفراغ، ويتمسح
3-425
1
بالأدهان الناعشة للحار الغريزى الملطفة، ثم يستعمل بعد الحمام الشراب الصرف، و
2
شراب العسل، وشراب الأفسنتين وما اشبه ذلك فاذا اخذ ينتعش فيجب ان يدبر بالغذاء
3
المقوى السريع الهضم، وانت تعلم ذلك مما ذكر لك. واعلم ان القوة تزداد بالغذاء
4
والشراب الموافقين، وبالطيب، وبالدعة، والسرور، والبراءة من الأحزان والمضجرات،
5
واستجداد الأمور الحبيبة، ومعاشرة الأحباء.
6
|264ra13|فصل فى تدبير من ظهرت به علامات حدوث الورم الحار فى القلب
7
أما اذا صار الورم ورمًا فقد قتل او يقتل. وأما قبل ذلك اذا ظهر الخفقان العظيم،
8
والإلتهاب الشديد، والعلامات المذكورة، فانه على شفا هلاك. فان انجاه شىء ففصد
9
الباسليق. وربما طمع فى معافاته بفصد شريان فى اسافل البدن، وتبريد صدره بالثلج
10
والكافور والصندل والكزبرة الرطبة وتجريعه ماء الثلج بالكافور على الدوم.
3-426
1
|264ra24|الفن الثانى عشر
2
فى الثدى واحوالها وهو مقالة واحدة
3
|264ra26|فصل فى تشريح الثدى
4
الثدى عضو خلق لتكوين اللبن ليغتذى به المولود فى عنفوان مولده الى ان
5
يستحكم، وتنمو قوته، ويصلح لهضم الغذاء القوى الكثيف وهو جسم مركب من عروق
6
وشرايين وعصب، يحشو خلل ما بينهما لحم غددى لا حس له ابيض اللون، ولبياضه
7
اذا تشبه الدم به ابيض ما يغذوه، وابيض ما ينفصل عنه لبنًا. وقياسه الى اللبن المتولد
8
من الدم قياس الكبد الى الدم، المتولد من الكيلوس فى ان كل واحد يحيل الرطوبة
9
الى مشابهته فى الطبع واللون، والكبد يحمر الكيلوس الأبيض دمًا. والثدى يبيض
10
الدم الأحمر لبنًا. والعروق والشرايين والعصب المبثوثة فى جوهر الثدى تتشعب فيه
11
الى اجزاء ليفية، ويكون لها فيه التفافات واستدارات كثيرة. وأما مشاركة الثدى للرحم
12
فى عروق يشج بينهما فأمر قد وقف عليه من تشريح العروق.
13
|264ra49|فصل فى تغزير اللبن
14
اعلم ان اللبن يكثر مع كثرة الدم الجيد. واذا قل فسببه بعض اسباب قلة الدم
15
او فقدان جودته. والسبب فى قلة الدم إما من جهة المادة او من جهة المزاج. والذى
16
يكون من سبب المادة فان يكون الغذاء قليلًا او يكون مضادًا لتولد الدم عنه ليبسه وبرده
17
المفرط، او يكون قد انصرف الى جهة أخرى من نزف او ورم او غير ذلك.
18
وأما من جهة المزاج فان يكون مزاج البدن او الثدى مجففًا لرطوبته، [او يكون]
19
ملينًا لها فلا يتولد منها الدم لفرط "مائيتها وبعدها"' عن الإعتدال الصالح للدموية وغير ذلك.
20
وأما السبب الذى يفقد جودة الدم، ويفسد ما يتولد منه، ولا يكون صالحًا لأن يتولد
3-427
1
منه دم اللبن؛ اذ كان اللبن انما يتولد من الدم الجيد، فهو غلبة احد الأخلاط الثلثة؛ الصفراء
2
او البلغم او السوداء. وتتبين الصفراء فى صفرة لون اللبن ورقته وحدته؛ والبلغم فى شدة
3
بياضه ومائيته وميله الى الحموضة فى ريحه وطعمه؛ والسوداء فى شدة ثخنه وقلته و
4
كثرة قوته.
5
ولا يبعد ان يكون الدم لشدة كثرته يستعصى على فعل الطبيعة، فلا ينفعل عنه،
6
ويعرض للطبيعة العجز عن احالته لضغطه اياها، وهذا مما لا تخفى علامته. ''وقد يعرض
7
من جفاف اللبن والمنى ان يخرجا كالخيوط'' فيجعل الدم، وان غزر، غير محمود الجوهر
8
ولا صالح لأن يتولد منه اللبن الغزير، ويكون الذى يتولد منه من اللبن غير محمود. واذ قد
9
عرفت السبب فانت بصير بوجه قطعه.
10
واعلم ان كل ما يغزر المنى فانه يغزر فى اكثر الأبدان اللبن مثل التودريين، وبزر
11
الخشخاش، وضرع الماعزوالضان ونحوه؛ كما ان كل ما يجفف المنى ويقلله ويمنع
12
تولده؛ فانه يقلل اللبن أيضًا مثل الشهدانج. واذا كان السبب فى قلة اللبن قلة الغذاء،
13
كثرت الغذاء ورفهت فيه، وجعلته من جنس الحار الرطب المحمود الكيموس. واذا
14
كان السبب فيه فساد الغذاء، اصلحته ورددته الى الجنس المذكور. واذا كان السبب
15
كثرة الرياضة قللت منها ورفهت.
16
وان كان سبب قلة الدم لنزف ونحوه، حبسته ان كان منزفه من الأسافل الى
17
الأعالى، وان كان منزفه من الأعالى الى الأسافل. وأما ان كان سببه فساد مزاج ساذج،
18
جعلت الأغذية مقابلة لذلك المزاج مع كونها غزيرة الكيموس. وان كان السبب خلطًا
19
فاسدًا غالبًا، استفرغته بما يجب فى كل خلط، وجعلت غذاء الصفراوية المزاج من
20
النساء مما يميل الى برد ورطوبة.
21
وقد ينفعهن ماء الشعير بالجلاب؛ وأيضًا بزر الخيار حفنة، وبزر القثاء، ويتناول
22
الأدمغة ويشرب لبن البقر والماعز، والسمك الرضراضى، ولحم الجدى، والدجاج
23
المسمنة؛ والأحساء المتخذة من كشك الشعير باللبن، ومرق الخبازى البستانى. وجعلت
24
تدبير البلغمية المزاج بالأغذية والأدوية التى فيها تسخين فى الأولى الى الثانية مع ترطيب
25
او قلة تجفيف. ومن هذا القبيل الجزر، والجرجير، والرازيانج، والشبث، والكرفس
26
الرطب، والسمربيون، منه خاصة الرطب دون اليابس؛ فانه مسخن مجفف، والحسو
27
المتخذ من دقيق الحنطة مع الحلبة والرازيانج.
28
فاذا كان اللبن يخرج متخيطًا لغلظه ويبسه فالعلاج التنطيل بما يرطب جدًا،
29
وتناول المرطبات؛ وكذلك فى المنى. وقصرت تدبير السوداوية المزاج على الأدوية
3-428
1
والأغذية التى فيها فضل تسخين قريب مما ذكرنا، وترطيب بالغ. ويتعرف أيضًا
2
جنس السوداء الغالب ويدبر بحسبه. ومن الأدوية المعتدلة المغزرة للبن ان يوخذ من سلاد
3
النخل ثلثون درهمًا، ومن ورق الرازيانج عشرون درهمًا، ومن الرطبة خمسة عشر درهمًا،
4
ومن الحنطة المهروسة خمسة وعشرون درهمًا، ومن الحمص المقشر والشعير الأبيض
5
المرضوض من كل واحد ثمانية عشر درهمًا، ومن التين الكبار عشرة عددًا، يغلى فى ثلثين
6
رطلًا من الماء الى ان يعود الى ثمانية ارطال فما دونه، والشربة خمس اواقى مع نصف
7
اوقية من دهن اللوز الحلو، واوقية ونصف سكر سليمانى. والسمك المليح مما يغزر
8
اللبن.
9
ومن الأدوية المغزرة للبن: ان يوخذ طحين السمسم ويمرس فى شراب صرف،
10
ويصفى ويشرب مصفاه، ويضمد الثدى بثفله. وأيضًا يوخذ من جوف الباذنجان قدر
11
نصف قفيز، ويسلق فى الماء سلقًا شديدًا حتى يتهرا، ثم يمرس مرسًا شديدًا ويصفى،
12
ويوخذ من مصفاه، ويجعل عليه اوقية من السمن ويشرب. او يوخذ من نقيع الحمص
13
ويشرب على الريق ايامًا، وخصوصًا نقوعه فى اللبن. وماء الشعير مع العسل او الجلاب.
14
او يوخذ بزر الرطبة جزء، جلنار جزءان، والشربة منه قمحة فى ماء حار؛ او يشرب من
15
حب الناردين درهمان بشراب.
16
ومن الأدوية الجيدة: ان يوخذ السمن سمن البقر اوقية، ومن الشراب قدح
17
كبير، يسقى على الريق، وقضبان الشقائق وورقه مطبوخًا مع دشيش الشعير حسوًا. او
18
يوخذ الفجل والنخالة ويغليان فى الشراب، ويصفى ذلك الشراب ويشرب. او يوخذ
19
بزر الخشخاش المقلو مع سويق اجزاء سواءً بسكنجبين او ميبختج بعد ان ينقع فى ايهما كان،
20
ثلثة ايام، فذلك اجود. وربما يسقى الشونيز بماء العسل، او يوخذ من بزر الشبث ومن بزر
21
الكراث وبزر الحندقوقى من كل واحد اوقية، ومن بزر الحلبة وبزر الرطبة اجزاء سواءً،
22
يخلط بعصارة الرازيانج ويشرب؛ فان مزج بعسل وسمن فهو افضل.
23
|264va49|فصل فى تقليل اللبن ومنع الدرور المفرط
24
ان اللبن اذا افرط كثرته، آلم وورم وجلب امراضًا. وقد يجتمع اللبن فى الثدى
25
من غير حبل، وخصوصًا اذا احتبس الطمث، فانصرفت المادة التى لا تجد قوة اندفاع من
26
الرحم لقلتها، وحصلت فى الضرع فصارت لبنًا. وربما اجتمع اللبن فى اثداء الرجال،
27
وخصوصًا المراهقين حتى يفلك ثديهم. وقد علمت مما سلف ذكر اسباب قلة اللبن.
28
والعمدة فيها كلما يجفف شديدًا بنشفه، او شدة تحليله وتسخينه، وجميع ما يبرد أيضًا،
3-429
1
والمرطبات الشديدة الترطيب المائى أيضًا يقلل الدم من المبلغمين؛ وجميع الأدوية
2
المقللة للمنى مقللة للبن.
3
أما الباردة منها فمثل بزر الخس والعدس والطفشيل بالخل. ومن الأطلية:
4
عصارة شجرة البزر قطونا ولعابه، و الخس ونحوه، ودقيق الباقلى بدهن الورد و الخل.
5
وأما الحارة فمثل السذاب وبزره، وخصوصًا السذاب الجبلى؛ ومثل الفنجكشت و
6
بزره، والشربة البالغة الى درهمين. والأصح من امر الباذروج انه مقلل من اللبن وان
7
من
8
قال بعضهم انه يغزر [اللبن] والكمون خاصة الجبلى يجفف اللبن أيضًا. وأيضًا ان طلى
9
بالخل. ومن الأطلية الحارة الأشق بالشراب. طلاء جيد: يوخذ اصول الكرنب فيدق
10
ويضمد به، او دقيق العدس، والباقلى، وإلزعفران، والجوز جندم، والملح، يطلى
11
بماء بارد. وأيضًا يطلى بعصارة الحلبة او باللك والمرتك ودهن الورد. وما يجرى مجرى
12
الخاصية ان يطلى الثدى بالسرطان البحرى المسحوق، او بالسرطان النهرى المحرق.
13
|264vb30|فصل فى "اللبن الذى يتجبن" فى الثدى
14
ان اللبن يتجبن فى الثدى لحرارة مجففة. وقد يتجبن لبرودة مجمدة وانت تعلم،
15
مما سلف ذكره، علامة كل واحد من الأمرين. والأدوية المانعة من التجبن: الطلاء
16
بالشمع فى بعض الأدهان اللطيفة؛ مثل دهن الخيرى، ودهن النعنع ونحوه؛ والطلاء
17
بالنعنع المدقوق المخبص، والطلاء على الحار بقيروطى، ومن اللعابات الباردة، والأدهان
18
الباردة، والشمع المصفى، والكزبرة الرطبة والبقلة الحمقاء شديدى النفع من ذلك
19
ضمادًا.
20
ومن الأدوية المحللة للتجبن الحار خل خمر مضروبًا بدهن ورد مسخنين يطلى به،
21
او ورق عنب الثعلب مدقوقًا يضمد به، او ورق الكاكنج، وورق عنب الثعلب، وورق
22
الكرنب، او عصاراتها، وخصوصًا اذا خلط بها مر وزعفران. وأيضًا خل خمر، ودهن
23
بنفسج، وقليل حلبة يتخذ منه طلاء، ومن الأدوية المحللة للتجبن البارد دوام التنطيل بماء
24
نقيع الرازيانج، وتناول بزر الرازيانج والشبث. [وجميع الأدوية التى تدر اللبن بماء
25
ت
26
قد طبخ فيه البابونج والشبث] والنمام والحلبة والقيسوم والجندبيدستر. ومن الأدهان
27
دهن السوسن، ودهن النرجس، ودهن القسط.
3-430
1
ومن الأدوية المعتدلة الجيدة: ان يوخذ الخبز الحوارى، ودقيق الشعير، وجرجير،
2
وحلبة، وخطمى، وبزر الكتان المدقوق ''حفنة حفنة'' ويتخذ منه ضماد.
3
ومما ينفع التورم بعد التجبن: ان يوضع عليه اسفنج مغموس بماء وخل فاترين،
4
او بمر مع خبز يجمع بماء وخل. والخمر جيد والمارقشيشا المسحوق كالغبار بدهن
5
ورد وبياض البيض.
6
ومما يفتح سدد اللبن فى الثدى: ان يطلى بالخراطين او بالمر بماء الفوتنج،
7
والأنيسون، ودقيق الحمص، وورق الغار، وبزر الكرفس، والكمون النبطى، والقاقلة
8
بماء عصا الراعى؛ وكذلك ماء السلق والحنطة والشونيز. وأيضًا الكندر بمرارة الثور،
9
او يوخذ عسل اللبنى ويخلط بدهن البنفسج،. ويمسح به الثدى، فيحل به التجبن و
10
الورم. ويحسى ماء الكرنب فانه نافع من ذلك.
11
|265ra20|فصل فى جمود اللبن فى الثدى وعفونته والامتداد الذى يعرض له والمرض [الذى] يصيبه
12
يوخذ السلق ويطبخ حتى يتهرا ثم يجمع مع لباب الخبز، ودقيق الباقلى، ودهن
13
الشيرج؛ او يضمد بالخبز وحشيشة تسمى بردنقياس الرطبة مع شمع ودهن ورد؛ او خبز
14
وماء، وزيت مع عسل وشراب، او ميبختج يكر التضميد بأيها كان فى اليوم مرتين [او]
15
ثلثة. وكذلك السمسم مع عسل وسمن. وان خلط به الخشكار او دقيق الباقلى كان نافعًا.
16
والتكميد بالماء الحار واكباب الثدى على بخاره، وخصوصًا اذا طبخ فيه بزر الكتان و
17
الحلبة والخطمى وبزورها، والبابونج. والتنطيل أيضًا بها نافع لمن لم يحتمل ثقل
18
الضماد. فان عرض ذلك مع رض انتفع بهذا الضماد: يوخذ ماش وعجم الزبيب،
19
يدقان ويعجنان بماء السرو وماء الأثل. واذا تجبن الدم فى الثدى فليدم تمريخه بدهن
20
البنفسج، ثم يصب عليه ماء حار، ثم يضمد بالأضمدة المذكورة فى اول الباب.
21
|265ra45|فصل فى اورام الثدى الحارة واوجاع الثندوة
22
أما فى ابتدائه فاستعمال الرادعات المعروفة هو العلاج؛ وليخلط بها قليل ملطفات؛
23
وذلك مثل التكميد بخل الخمر مع الماء الحار، او قليل دهن ورد ودقيق الباقلى بالسكنجبين،
3-431
1
وورق عنب الثعلب مع دهن الورد. واذا جاوز الإبتداء قليلًا فليعالج بالأضمدة التى ذكرت
2
فى باب الإمتداد [وجمود الدم].
3
ومما هو جيد بالغ: ان يوخذ دقيق الباقلى واكليل الملك مسحوقين، ودهن
4
السمسم، يتخذ منه طلاء بماء عذب. وأيضًا خبز مدقوق، ودقيق الشعير، والباقلى،
5
والحلتيت، والحلبة، والخطمى، ومح البيض، والزعفران والمر يضمد به. وأيضًا
6
يتخذ طلاء من بزر الكتان المدقوق طلاءً بالخل. وكثيرًا ما ينحل البرسام الى ورم فى الثندوة،
7
فيكون موضع ان يخاف ذات الجنب، فاحتل فى ان تمنع ببزر قطونا وضعًا على رأس الورم،
8
دون حواليه، وتضع حوالى اسفله الروادع، ولا يكمد فى اول الوجع فيحل الرقيق ويبقى
9
الغليظ فهو خطاء. واذا اوجعت الحلمة فليفصد ولينطل بمثل الصندل واقاقيا حتى
10
لا يحدث سرطان.
11
|265rb13|فصل فى اورام الثدى الباردة البلغمية
12
وينفع منها ان يدق الكرفس ويوضع عليها او البابونج.
13
|265rb16|فصل فى صلابة الثدى والسلع والغدد فيه وما يعرض من تكعب عظيم عند المراهقة
14
فان مال الورم الظاهر بالثدى الى الصلابة فمما ينفع فى الإبتداء ان يضمد بأرز منقع
15
فى شراب، او يمرخ بقيروطى من دهن البنفسج، وصفرة البيض، وكثيراء. فان صار
16
الورم صلبًا طلى بقيروطى من الشمع، ودهن الورد، والقطران، وماء الكافور. وربما
17
جعلوا فيه مرارة الثور. وقد يعالج بورق العفص ودهن. ومما ينفع دردى المطبوخ العتيق
18
او دردى الخل يطلى به. وأما السلع والغدد فيه فاجود دواء له ان يوخذ ورق الخوخ الرطب
19
وورق السذاب الرطب يدقان جميعًا ويضمد بهما. وان كان ذلك بقية عن تكعب
20
المراهقة، او كان حادثًا بعد ذلك وعاصيًا على تحليل الأدوية فمن الواجب ان يبط حتى
21
يبلغ الشحمة ثم يخرج ويخيط.
22
|265rb37|فصل فى دبيلة الثدى
23
واذا عرض للثدى [دبيله وهى] ورم جامع فمن الأدوية الجيدة فى انضاجها
24
ان يتخذ من بزر الكتان والسمسم، واصل السوسن، والميعة، وبعر المعز، وزبل
25
الحمام، والنطرون، والريتيانج اجزاءً سواءً. وعلى حسب ما توجبه المشاهدة لطوخ بالشيرج، و
26
دهن الخيرى، ومخ ساق البقر. وان شئت جعلت فيه الميبختج. فان احتجت الى بط فعلت.
3-432
1
|265rb47|فصل فى قروح الثدى والأكال فيه
2
يوخذ النبيذ العتيق العفص وزن عشرين رطلًا، ويجعل فيه من سماق [الدباغين]
3
رطل، ومن العفص غير النضيج نصف رطل، ومن السليخة نصف رطل، جوز السرو
4
رطل، ينقع ذلك فى الشراب ويترك عشرين يومًا ثم يطبخ، ويساط بخشب السرو حتى
5
يذهب النصف ثم يمرس بقوة ويصفى ويعاد الى النار ليثخن. ولتكن تلك النار لينة
6
جدًا، ويحفظ فى زجاجة؛ وهذا جيد لجميع القروح التى تعرض فى الأعضاء الرخوة كالفم
7
واللسان وغيره وتمنع الأكال.
8
فصل فى ما يحفظ الثدى صغيرًا ومكتنزًا، ويمنعه عن ان يسقط ويمنع أيضًا الخصى من
9
الصبيان ان يكبر
10
من ارادت منهن ان تحفظ ثديها مكتنزة اقلت دخول الحمام وكذلك الصبيان.
11
يوخذ من الإسفيذاج وطين القيموليا من كل واحد درهمان، يعجن بماء بزر البنج، ويخلط
12
بشىء من دهن المصطكى ويطلى به، ويدام عليه خرقة كتان مغموسة بماء عفص مبرد،
13
وخصوصًا اذا كان يسترخى.
14
وأيضًا تجربة للنساء: يطلى طين حر وعسل، وان جعل فيه افيون والخبز بخل
15
كان اقوى. او يوخذ من الطين الحر وزن عشرين درهمًا، ومن الشوكران وزن درهمين،
16
يتخذ منه طلاء بالخل. او يوخذ طين شاموس، واقاقيا، واسفيذاج، يطلى بعصارة شجرة
17
البنج. او يوخذ كندر وودع ودقيق الشعير، ويعجن بخل ثقيف جدًا، ويطلى به الثدى
18
ثلثة ايام. او يوخذ بيض القبج، والزنجار، والميعة، والقليميا، ويطلى بماء البزرقطونا،
19
او يطلى بحشيش الشوكران كما هو يدق ويجمع بالخل ويترك ثلثة ايام. واذا
20
اراد ان يجف جعل على اسفنجة مغموسة فى ماء وخل.
21
او يوخذ عصارة الطراثيث، وقشور الرمان، ورصاص محرق بالكبريت من كل واحد
22
ثلثة دراهم، شب يمانى، اسفيذاج الرصاص، عدس محرق من كل واحد درهمان،
23
حلزون محرق، قيسوم من كل واحد ثلثة دراهم، يعجن بماء لسان الحمل ويطلى. او
24
يوخذ كمون <ابيض> مع بصل السوسن وعسل وماء ويترك على الثدى ثلثة ايام: او يوخذ
25
اشق وشوكران ويجعل عليه ثلثة ايام والشوكران وحده تسعة ايام. ومن الدعاوى المذكورة
26
فى هذا الباب ان يطلى بدم مذاكير الخنزير او دم القنفذ او دم السلحفاة. او يوخذ زيت و
27
شب مسحوق مثل الكحل، ويجعل فى هاون مثل الأسرب حتى ينحل فيه الرصاص
28
ويدام التمريخ به. وكذلك الطين الحر والعفص الفج يجمع بعسل ويطلى به.
3-433
1
|265va41|الفن الثالث عشر
2
فى المرى والمعدة واحوالهما وهو خمس مقالات
3
|265va42|المقالة الأولى منه فى احوال المرى <والمعدة> وفى اصول من امر المعدة
4
|265va43|فصل فى تشريح المرى والمعدة
5
أما المرى فهو مولف من لحم وطبقات غشائية تستبطنه، متطاولة الليف، ليسهل
6
بها الجذب فى الإزدراد؛ فانك تعلم ان الجذب انما يتاتى بالليف المتطاول اذا تقاصر.
7
ويعلوه غشاء من ليف مستعرض ليسهل به الدفع الى تحت؛ فانك تعلم ان الدفع انما
8
يتاتى بالليف المستعرض. وفيه لحمية ظاهرة. وبعمل الطبقتين جميعًا يتم الإزدراد،
9
اعنى بما يجذب ليف، وبما يعصر ليف. وقد يعسر الإزدراد على من ينشق مريئه طولًا حين
10
يعدم الجاذب المعين بالحط، والقىء يتم بالطبقة الخارجة وحدها؛ فلذلك هو اعسر.
11
وموضعه على الفقار الذى فى العنق على الإستقامة فى حرز ووقاية، وينحدر معه
12
زوج عصب من الدماغ. واذا حاذى الفقرة الرابعة من فقار الصلب المنسوبة الى الصدر
13
ثم جاوزها، ينحى يسيرًا الى اليمين توسيعًا لمكان العرق الآتى من القلب ثم ينحدر على
14
الفقرات الثمانية الباقية، حتى اذا وافى الحجاب ارتبط به بربط يشيله يسيرًا، لئلا يضغط
15
ما يمر فيه من العرق الكبير؛ وليكون نزول العصب معه على تعريج يومنه آفة الإمتداد
16
المستقيم عند ثقل يصيب المعدة. فاذا جاوز الحجاب مال مرة الى اليسار على ما كان
17
مال الى اليمين. وذلك العود الى اليسار يكون اذا جاوز الفقار العاشر الى الحادية عشر
18
والثانية عشر ثم يستعرض بعد النفوذ فى الحجاب ويبسط متوسعًا متصيرًا فمًا للمعدة
19
وبعد المرى جرم المعدة المنفسح.
20
وخلقت بطانة المرى اوسع واثخن من اول الأمعاء؛ لانه منفذ للأصلب. و
21
بطانة المعدة متوسطة، والينها عند فم المعدة، ثم هى فى المعاء الين. وانما ألبس باطنه
3-434
1
غشاءً ممتدًا الى آخر المعدة آتيًا من الغشاء المجلل للفم؛ ليكون الجذب متصلًا؛ وليعين
2
على اشالة الحنجرة الى فوق عند الإزدراد بامتداد المرى الى اسفل.
3
واذا حققت فان المرى جزء من المعدة يتصل اليها بالتدريج. وطبقتاه كطبقتى
4
المعدة، أدخلهما اشبه بالأغشية والى الطول واخرجهما لحم غليظ عرضى الليف اكثر
5
لحمية مما للمعدة؛ لكنه منه، وفى وضعه واتصاله. وأما اول الأمعاء فليس بجزء
6
من المعدة بل شىء متصل بها من قريب. ولذلك ليس يتدرج اليه الضيق، ولا طبقاته
7
نحو طبقات المعدة [ومع ذلك] فان جوهر المرى اشبه بالعضل وجوهر المعدة اشبه بالعصب.
8
وينخرط جرم المعدة من لدن يتصل بها المرى، ويلقى الحجاب ويتسع من
9
اسفل؛ لان المستقر للطعام فى اسفل؛ فيجب ان يكون اوسع، وجعل مستديرًا لما يعلم
10
من المنفعة منسطحًا من ورائه ليحسن لقاؤه للصلب. وهو من طبقتين داخلتهما طويلة
11
الليف لما يعلم من حاجة الجذب؛ ولذلك تتقاصر المعدة عند الإزدراد وترتفع الحنجرة؛
12
والخارجة مستعرضة الليف لما يعلم من حاجته الى الدفع. وانما جعل الليف الدافع
13
خارجًا؛ لان الجذب اول افعالها واقربها ثم الدفع بعد ذلك. ويتم بالعصر المتسلسل
14
فى جملة الوعا، ليدفع ما فيها.
15
ويخالط الطبقة الباطنة ليف مورب ليعين على الإمساك. وجعل فى الجاذب
16
دون الدافع فلم يختلط بالطبقة الخارجة، واعفى عنه المرى اذ لم يكن <محتاجًا> للإمساك.
17
وجميع الطبقة الداخلة عصبى؛ لانه يلقى اجسامًا كثيفة. وأما الخارجة فقعرها اكثر
18
لحمية واحر ليكون اهضم. وفمها اكثر عصبية ليكون اشد حسًا.
19
ويايتها من عصب الدماغ شعبة تفيدها الحس لتشعر بالجوع والنقصان، ولا
20
يحتاج الى ذلك سائر ما بعد فم المعدة؛ وانما تحتاج للمعدة الى الحس؛ لانها تحتاج الى
21
ان تنبه اذا خلا البدن عن الغذاء، فانه اذا كان الطرف الاول حساسًا، كسابًا للغذاء
22
لنفسه ولغيره، لم يحتج ما بعده الى ذلك لانه مكفى بتمحل غيره.
23
وهذا العصب ينزل من العلو ملتويًا على المرى، ويلتف عليه لفة واحدة عند
24
قرب المعدة، ثم يتصل بالمعدة، ويركب اشد موضع من المعدة تحدبًا عرق عظيم يذهب
25
فى طولها، ويرسل اليها شعبًا كثيرة ترتبط به تتشعب شعبًا دقاقًا متضامة فى صف واحد،
26
ويلازقه شريان كذلك. وينبت من الشريان مثل ذلك أيضًا. ويعتمد كل منهما على
3-435
1
طى الصفاق وينتسج من الجملة الشرب على ما نصفه.
2
والمعدة تهضم بحرارة فى لحمها غريزية وبحرارات أخر، مكتسبة من الأجسام
3
المجاورة لها؛ فان الكبد تركب يمينها من فوق؛ وذلك لان هناك انخراطًا يحسن تمطيه.
4
والطحال ينفرش تحتها من اليسار متبعدًا يسيرًا عن الحجاب لقذارته؛ ولانه لو ركب هو
5
والكبد جميعًا مطًا واحدًا لثقل ذلك على المعدة، فاختير ان يركبه الكبد ركوب مشتمل
6
عليه بزوائد تمتد كالأصابع، وينفرش الطحال من تحت. ومع ذلك فان الكبد كبيرة
7
جدًا بالقياس الى الطحال للحاجة الى كبرها، وكيف لا، وإنما الطحال وعاء لبعض
8
فضلاتها، فلزم ان يميل رأس المعدة الى اليسار تفسيحًا للكبد، فضيق اليسار وميل اسفله
9
الى فضاء تخليه الكبد من تحت. ويفسح أيضًا مكان للطحال من اليسار ومن تحت؛
10
فجعل اشرف الجهتين وهو فوق واليمين للكبد، واخسهما المقابل لهما للطحال <و>
11
هذا.
12
وقد زيد فيها من قدام الثرب الممتد عليها وعلى جميع الأمعاء من الناس خاصة
13
لكونهم احوج الى معونة الهضم لضعف قواهم الهاضمة بالقياس الى غيرهم. وجعل
14
كثيفًا ليحصر الحرارة رقيقًا ليخف شحميًا ليكون مستحفظًا للحرارة من قدام؛ فان الشحمية
15
تقبل الحرارة جدًا، وتحفظها للزوجتها الدسمة.
16
وفوق الثرب الغشاء اى الصفاق المسمى باريطارون، وفوقه المراق، وعضلات
17
البطن الشحمية كلها. وهذان الصفاقان متصلان من اعلاهما عند الحجاب متباينان
18
من اسفلهما، ومن خلفهما الصلب، ممتدًا عليه عرق ضارب كبير حار بسبب حرارة
19
كثرة روحه ودمه؛ ويصحبه وريد كبير حار بسبب حرارة كثرة دمه.
20
والصفاق من جملة هذه هو الغشاء الاول الذى يحوى الأحشاء الغذائية كلها؛
21
فانه يغشيها، ويميل الى الباطن، ويجتمع عند الصلب من جانبيه، ويتصل بالحجاب
22
من فوقه، ويتصل باسفل المثانة، والخاصرتين من اسفله. وهنالك يحصل له ثقبان
23
عند الأربيتين هما مجريان تنفذ فيهما عروق ومعاليق، واذا اتسعا نزل منهما المعاء. ومنافعه
24
وقاية تلك الأحشاء، والحجز بين المعاء وعضل المراق؛ لئلا يتخللها فيشوش فعلها،
25
ويشاركه أيضًا التى فى البطن المعلومة.
26
وفى الصفاق الخارج الذى هو المراق منافع؛ فانه يعصر المعدة بحركة العضل
27
معها وتحريكها اياها، فتتمد الجملة على اوعية، فيها اجسام من حقها ان يدفع عصرًا
3-436
1
<مثل> ما يعين على دفع الثفل. فكذلك تعصر المثانة وتعين على زرق البول، وتعصر
2
الرياح النافخة لتخرج، فلا تعجز الأمعاء، وتعين على الولادة.
3
والصفاق يربط جملة الأحشاء بعضها ببعض وبالصلب، فيكون اجتماعها
4
وثيقًا، ويكون هى مع الصلب كشىء واحد. واذا اتصل بالحجاب والتقى طرفاه عند
5
الصلب فقد ارتبط هناك، ومن هناك مبدأه؛ فان مبدأه فضل ينحدر من الحجاب الى
6
فم المعدة، وتلقاه فضلة من المتصعد منه الى الصلب يلتقيان، ويتكون من هناك
7
الصفاق وجرمًا غشائيًا غير منقسم الى ليف محسوس؛ بل هو جسم بسيط فى الحس،
8
ويحتوى على المعدة وراء الصفاقين اللذين فى جوهر المعدة، ويكون وقاية للصفاق اللحمى
9
الذى لها ويتصل المعدة، ويربطها بالأجرام التى تلى الصلب. وقد يكون له طى وصعود
10
وانحدار. واغلظه اسفله وايسره. وله طبقة من مسترق عضل البطن مجللة وتحته
11
الرقيق الذى هو بالحقيقة الصفاق، وهو شديد الرقة، ومنه ينبت الغشاء المستبطن للصدر.
12
ويفضل من منبت الصفاق فضل من الجانبين ينتسج منه ومن شعب ''عرقين
13
ضارب" وغير ضارب ممتدين على المعدة، جوهر الثرب انتساجًا من طبقتين، او من
14
طبقات بحسب المواضع متراكبة شحمية يغشى المعدة والمعاء، والطحال والما ساريقا
15
منقطعًا الى الجانب المسطح [من المعدة]. وهذا الثرب مع تبرية منوطًا بها بمناوط من
16
المعدة، وتقعير الطحال، ومواضع شرياناته، والغدد التى بين العروق المصاصة، المسماة
17
ماساريقا، ومن المعاء الإثنى عشرى؛ لكن مناوطها قليلة وضعيفة. وربما اتصل بالكبد
18
وبأضلاع الزور اتصالًا خفيًا. وهذه المناوط هى المنابت للثرب، واولها المعدة. و
19
هذا الثرب كأنه جراب لو أوعى شيئًا سيالًا لأمسكه.
20
فاذا حققت فان الجلد والغشاء الذى بعده وهو لحمى، والعضل الموضوعة
21
فى الطبقة الفوقانية من طبقات عضل البطن المعلومة معدود كله فى جملة المراق.
22
والطبقة السفلانية من طبقات عضل البطن مع الغشاء الرقيق الذى هو بالحقيقة الصفاق
23
من جملة الصفاقات والثرب كبطانة للصفاق وظهاره للمعدة. وهذه الأجسام كلها
24
متعاونة فى تسخين المعدة تعاونها فى وقايتها.
25
وفى اسفل المعده ثقب يتصل به المعاء الاثنا عشرى، وهذا الثقب يسمى البواب،
26
وهو اضيق من الثقب الأعلى؛ لانه منفذ للمهضوم المرقق، وذلك منفذ لخلافه. وهذا
27
المنفذ ينضم الى ان ينقضى الهضم، ثم ينفتح الى ان ينقضى الدفع.
3-437
1
واعلم ان المعدة تغتذى من وجوه ثلاثة: احدها بما يتعلل به والطعام يعد
2
فيها. والثانى بما ياتيها من الغذاء فى العروق المذكورة فى تشريح العروق. والثالث
3
انه قد ينصب اليها عند الجوع الشديد من الكبد دم احمر نقى فيغذوها.
4
واعلم ان القدماء اذا قالوا: فم المعدة عنوا تارة المدخل الى المعدة، وهو الموضع
5
المستضيق الذى لم يتسع بعد من اجزاء المعدة التى بعد المرى. وتارة اعلى المدخل
6
الذى هو الحد المشترك بين المرى والمعدة. ومن الناس من يسميه الفؤاد والقلب؛
7
كما ان من الناس من يجرى فى كلامه فم المعدة وهو يشير الى القلب اشتراكًا فى الإسم،
8
او ضعفًا فى التمييز. وهؤلآء هم الأقدمون جدًا من الأطباء. وأما بقراط فكثيرًا ما يقول
9
فؤاد ويعنى به فم المعدة بحسب تاويله.
10
|266va41|فصل فى امراض المرى
11
قد يعرض للمرى اصناف سوء المزاج فيضعفه عن فعله، وهو الإزدراد. وقد تقع
12
فيه الأمراض الآلية كلها والمشتركة، ويقع فيه الاورام الحارة والباردة والصلبة. واكثر
13
ما يقع من الأمراض الآلية فيه هو السدد إما لسبب ضاغط من خارج من فقرة زائلة، او
14
ورم لعضو يجاوره؛ وإما بورم فى نفسه، او فى عضلة التى تمسكه ومن جملة الأمراض
15
التى تعرض له كثيرًا و من الأمراض المشتركة نزف الدم وانفجاره.
16
|266va54|فصل فى كيفية الإزدراد
17
اعلم ان الإزدراد يكون بالمرى بقوة جاذبة، تجذب الطعام بالليف المستطيل،
18
ويعينه الليف المستعرض بما يمسك من وراء المبلوع فيعصر [فى الإزدراد] الى اسفل
19
[وفى القىء الى فوق] والقىء يتم أيضًا بالمرى؛ لكن الإزدراد اسهل؛ لانه حركة على
20
مجرى الطباع ويكون بتعاون طبقتين احداهما مستطيلة الليف، والأخرى مجللة اياها،
21
معرضة الليف. وأما القىء فهو حركة ليست على مجرى الطباع؛ وانما يتم فعلها بالطبقة
22
المجللة العاصرة فقط.
23
|266vb9|فصل فى ضيق المبلع وعسرالإزدراد
24
ضيق المبلع إما ان يكون لسبب فى نفس المرى، او لسبب مجاور والسبب
25
الذى يكون فى نفس المرى إما ورم، وإما يبس مفرط، وإما جفوف رطوبات فيه بسبب
3-438
1
حمى او غير ذلك. وإما صنف من اصناف سوء المزاج المفرط، او سقوط القوة وضعفها،
2
وخصوصًا فى آخر الأمراض الحادة الرديئة الهائلة وغيرها.
3
والسبب المجاور ضغط ضاغط إما ورم فى عضلات الحنجرة كما يكون فى الخوانيق
4
او غيرها؛ وربما كان مع ضيق النفس أيضًا، او اعضاء العنق؛ وإما ميل الفقار الى
5
داخل؛ وإما ريح مطيفة به ضاغطة؛ وإما تشنج وكزاز "يريد ان يكون او قد ابتداء''؛
6
فان هذا كثيرًا ما يتقدم؛ والجمود.
7
وقد وجد بعض معارفنا عسر الإزرداد لإحتباس شيئ مجهول فى المبلع يؤديه ذلك
8
الى [شىء] شبيه بالخناق، فغشيه تهوع، قذف عنه دودًا كثيرًا من الحيات، سهل مع
9
انقذافه البلع، وزال الخناق، وعرف ان السبب كان احتباسه هناك.
10
|266vb32|العلامات
11
أما اذا كان بسبب الفقرات إزداد الضيق عند الإستلقاء وكان الإزدراد مؤلمًا عند
12
الخرزة الزائلة. وما كان بسبب سوء مزاج مضعف فيدل عليه طول مدة مرور المزدرد <و
13
كان> مع فتور وقلة حمية فى جميع المسافة من غير وجع. اللهم إلا ان يكون ذلك فى
14
جزء من المرى معين فيضيق هناك ويحس باحتباس المزدرد عنده. وما كان بسبب
15
ورم ضاق فى القرب منه واوجع هناك، ولم يخل الحال فى الغالب عن حمى. و
16
ان كانت فى الأكثر لا يكون شديدة القوة. واذا كان الورم حارًا دل عليه أيضًا حرارة وعطش.
17
وان لم يكن الورم حارًا لم تكن حمى. وربما كان خراجًا ليس بذلك الحار، فيكون هناك
18
وجع يسير يحدث معه فى الأحيان نافض وحمى. وربما جمع وانفجر وقيأ قيحًا،
19
وسكن ما كان يصيبه منه، وعادت العلة قرحة. والذى يكون مقدمة الكزاز والجمود
20
فيدل عليه معه سائر الدلائل.
21
|266vb54|العلاج
22
ان كان بسبب ورم او زوال [فقرة] فعلاجه علاج ذلك. وان كان بسبب سوء
23
مزاج فان كان التهاب وحرقة وحرارة فى سطح الفم، يجب ان يستعمل اللطوخات بين
24
الكتفين من العصارات والأدوية الباردة، ويحسى منها [ويسقى] الدوغ الحامض
25
وما يشبه ذلك. وان كان من برد، وهو الكائن فى الأكثر، فيجب ان يعالج بالأضمدة
3-439
1
المسخنة التى تستعمل فى علاج المعدة الباردة وبالأدهان والمروخات المسخنة المذكورة
2
فيها، وبدهن البلسان، ودهن الفجل، ودهن المسك ونحو ذلك؛ وبأضمدة من
3
الجندبيدستر والأشق والمر والفراسيون ونحو ذلك.
4
وان كان لمزاج رطب مرهل جدًا، ويعلم من مشاركة سطح الفم واللسان لذلك؛
5
فيعالج بما فيه قبض وتسخين، ومن الأدوية العطرة بعد تنقية المعدة واصلاحها ان
6
احتيج الى ذلك. وهذه الأدوية مثل الأنيسون المقلو، والبهمن، والسنبل، والناردين،
7
والساذج الهندى، والكندر ودقاقه، والمر. وان احتيج الى ان يخلط بها مسخنة
8
قوية مع قوابض باردة ليكسر بالمسخنة برد المقبضة الباردة الشديدة التجفيف مثل الورد
9
والجلنار ونحوه فعل. وعندى ان الأنجدان شديد النفع فى ذلك. وان كان السبب
10
اليبس فعلى ضد ذلك، واستعمال اللعوقات المرطبة المعتدلة المزاج، والنيمبرشتات،
11
والشحوم والزبد، والمخاخ وتدثر البدن والمعدة. فان المرى فى اكثر الأمر تابع فى
12
مزاجه لمزاج فم المعدة.
13
|267ra29|فصل فى اورام المرى
14
قد تكون حارة فلغمونية وماشرائية وباردة بلغمية وصلبة، والأكثر يعسر نضجه
15
ويبطئ.
16
|267ra34|العلامة
17
يدل عليها وجع عند البلع، وفى غير البلع يودى الى خلف القفا مع ضيق من
18
البلع. والحار منها قد تكون معه حمى غير شديدة. وربما كانت تعترى وقتًا بعد وقت
19
كانها حمى يوم. وربما تبعها نافض؛ لكنه يكون معه عطش شديد وحرارة، فاذا نضج
20
زاد النافض، واذا انفجر قاء قيحًا. وأما اذا كان الورم غير حار كان [المبلع] ضيقًا على
21
نحو ضيق الورم الحار؛ ولكن من غير حرارة ولا حمى ولا عطش.
22
|267ra47|العلاج
23
ادوية ذلك منها مشروبة، ومنها موضوعة من خارج. والأدوية الموضوعة من خارج
24
يجب ان توضع على ما بين الكتفين، ويجب ان تكون الأدوية رادعة قابضة، متخذة
25
من الرياحين والفواكه على قياس ما فى علاج اورام المعدة، ثم يزاد فيها مثل الأشق والمقل
26
[واكليل الملك] وعلك الأنباط والتين من غير اخلاء عن القوابض، ومن الشحوم
27
أيضًا. فان لم ينجع ذلك، واحتيج الى تحليل اكثر؛ و كان الورم فى الاصل صلبًا، فيجب
3-440
1
ان تخلط معها القوية التحليل كحب الغار، والعاقرقرحا، والقردمانا، والزراوند،
2
والإيرسا، والبلسان. وربما احتجت الى استعمال المفجرات ضمادًا مثل الخردل
3
والثافسيا وغير ذلك مما ذكر فى دبيلات الصدر والرئة، حتى الى حد ذرق الحمام و
4
نحوه.
5
وأما الأدوية المشروبة فيجب ان تتخذ فى علاج الحار منها لعوقات ليكون مرورها
6
على الموضع مرورًا متصلًا قليلًا قليلًا، ويكون فى الأوائل لعوقات من مثل العدس،
7
والطباشير، ولعاب مثل بزر قطونا، وبزر البقلة الحمقاء، وماء القرع ونحوه، ثم ينتقل
8
الى مخلوطه من روادع ومحللات قد جعل فيها شيئ من التين و من الرازيانج و البابونج،
9
ثم يزاد فجعل فيها التمر والحلبة ويستعمل الأحساء. أما اولًا فروادع مثل المتخذة من
10
دقيق الشعير والعدس ومحمضة بما تعلمه وغير محمضة.
11
فاذا اخذت تنضج فاجعل الأحساء من حليب النخالة بدهن اللوز والسكر، ثم
12
يجعل فيها مثل بزر الكتان ونحوه، ثم يجعل فيها مثل دقيق الكرسنة والحمص. واذا
13
بلغت التفجير احتجت ان تتخذ فيها قوة من اصل السوسن الآسمانجونى، واللوز المر،
14
والفراسيون، وشىء من الخردل والتين والتمر.
15
|267rb29|علاج الأورام الباردة فيه
16
تعتبر ما قيل فى اورام المعدة الباردة ويستعمل عليها الملينات المنضجات. أما
17
من داخل فمثل اللعوقات والأحساء التى ذكرناها للإنضاج مثل دقيق الكرسنة ودقيق
18
الشعير وفيها عسل وقوه من اصل السوسن وغير ذلك. وأما من خارج فبالأضمدة
19
المنضجة التى ذكرناها وفيها حلبة وبابونج واكليل الملك ومقل وصمغ البطم واشق
20
وايرساوقوه من العطرة. وان مال الى تقيح وتسخن عملت مثل ما قيل فى الباب الأول،
21
واعتبر فيها مثل ما يقال فى باب اورام المعدة.
22
|267rb43|فصل فى انفجارالدم من المرى
23
قد عرفت اسبابه وعلاماته ''فى باب انفجار الدم" ويجب ان يطلب هناك. و
24
مما يفارق به [علاجه] ما قيل فى علاجات انفجار الدم من المعدة أن الأدوية فى هذا
25
الأنفجار تحتاج ان تكون ادوية ذات لزوجة وعلوكة لئلا تندفع الى المعدة دفعة؛ بل يجرى
3-441
1
على موضع الإنفجار بمهل ليمكنها ان تفعل فيه ''ذلك بمهل" فعلًا قويًا وان كانت قد تعود
2
من طريق العروق فتفعل فيه [ولكن] بقوة واهية لطول المسالك وكثرة الإنفعال فى المسالك.
3
|267rb56|فصل فى قروح المرى
4
قد يعرض فى المرى قروح من بثور تعرض فيه، او اورام تنفجر فيه، او اخلاط
5
حارة تمر فيه عند القىء ونحوه ولا يبعد ان تحدث عن النوازل.
6
|267va4|علامات القروح فى المرى
7
قد بينا فى باب قروح المعدة الفرق بين قروح المعدة وبين قروح المرى
8
فليتأمل من هناك. وأما الدليل على ان فى المرى قرحة وليس ورمًا، أن الإزدراد فى الورم
9
يولم بعظم اللقمة وبحجمها اكثر من ايلامه بكيفية اللقمة من حرافة او حموضة او قبض.
10
وأما القروح فلإختلاف الكيف فيها اختلاف ايلام، ويكاد الدسم المعتدل المقدار
11
<أن> لا يولم. والقليل الذى له كيفية غالبة يولم حتى ان كان النافذ لا مزاحمة له بحجمه؛
12
لكنه متكيف بكيفية قوية آلم وأوجع. ومن تحدث به القرحة عن خراج متقدم يعسر
13
علاجه، ويكون على شرف من الهلاك فى اكثر الأمر.
14
|267va21|علاج القروح فى المرى
15
اذا كان فى المرى قروح فانا لا نسقى الأدوية المصلحة لتلك القروح دفعة واحدة،
16
كما نفعله اذا اردنا ان نسقى ادوية لقروح المعدة وغيرها؛ بل نحتاج فى تلك الأدوية
17
ان نسقيها قليلًا قليلًا، وان نختارها لزجة غليظة، او نخلط بها لزجة وغليظة. والسبب
18
فى ذلك ان الأدوية لا تقف على المرى ولا تلزم؛ بل تجتاز وتفارق. فاذا فرقت فى السقى
19
ولم يسق دفعة واحدة، لاقت ملاقاة بعد ملاقاة ففعلت فعلًا بعد فعل. فاذا لزجت التصقت
20
بممرها ولزمت ولم تفارق دفعة. وأما جواهر تلك الأدوية فسنذكرها فى باب قروح المعدة
21
فانها هى هى.
22
|267va38|فى امزجة المعدة الطبيعية
23
|270ra7|علامة المزاج الحار الطبيعى
24
حسن هضمها للأطعمة القوية مثل لحوم البقر والإوز وغيرها. وفساد الأطعمة
3-442
1
اللطيفة الخفيفة فيها مثل لحم السمك واللبن؛ وان يكون قبولها لما هو احر مزاجًا
2
من الأغذية احسن، وأن يفوق الهضم الشهوة.
3
|270ra37|علامة المزاج البارد الطبيعى
4
أن لا يكون فى الشهوة نقصان، ويكون فى الهضم نقصان فلا ينهضم فيها إلا الأغذية
5
اللطيفة الخفيفة، وان يكون قبولها لما هو ابرد مزاجًا من الأغذية احسن.
6
|270rb8|علامة المزاج اليابس الطبيعى
7
أن يكون العطش يكثر فى العادة ويقنع بمقدار يسير من الشراب وتحدث الكظة
8
من المقدار الكثير، ويكون قبول المعدة لما هو من الأغذية ايبس احسن.
9
|270rb14|علامة المزاج الرطب الطبيعى
10
هو أن يكون العطش قليلًا مع احتمال الشراب الكثير وأمن الكظة، ويكون
11
قبول المعدة لما هو ارطب من الأغذية احسن.
12
|270rb28|فصل فى امراض المعدة
13
المعدة قد يعرض لها امراض سوء المزاج الستة عشر الساذجة الكائنة مع مادة دموية،
14
او صفراوية باصنافها، او بلغمية زجاجية، او رقيقة سائحة، او ذات غليان، او بلغمية
15
حامضة، او مالحة، او مع مادة سوداوية حامضة او عفصة. وتعرض لها الأورام، وتعرض
16
لها القروح، وانحلال الفرد وما يجرى مجراه من اسباب باطنة واسباب خارجة كالصدمة
17
والضربة. وربما احتملت الإنخراق فلم تقبل فى الحال. واذا بلغ الإنحلال الى ان يخرق
18
جرم المعدة فان صاحبها مائت. قال بقراط: كل من تنخرق معدته يموت.
19
وقد يعرض لها تهلهل نسج فى ليفها. وقد يعرض لها شدة تكاثف. ويعرض
20
لها من امراض الخلقة فى المقدار بان تكون كبيرة جدًا او صغيرة [جدًا] ومن امراض
21
الشكل ان تكون مثلًا شديدة الإستدارة. ومن امراض الملاسة والخشونة أن تكون شديدة
22
الملاسة مزلقة. ومن آفات الوضع أن يكون وضعها مثلًا شديد البروز الى خارج.
3-443
1
وقد تعرض لها أيضًا سدد فى ليفها، وسدد فى مجارى المعدة الى الكبد والى
2
الطحال، فيحدث ذرب ان كان ذلك فى مجارى الكبد، وتقل الشهوة ان كان ذلك فى
3
مجارى الطحال. وقد يعرض فى المعدة الرياح والنفخ بسبب الأغذية وبسبب ضعفها
4
فى نفسها، ونحن نجعل لذلك بابًا مفردًا.
5
وسوء مزاج المعدة قد يقع من الأسباب الخارجة من الحر والبرد وغيرهما. وقد
6
يقع من الأسباب الداخلة. ومن امراض المعدة ما يهيج فى الحر الشديد إما لمعونته فى
7
تجلب مواد رديئة اليها، او معونته لحرارتها على احالة مادة فيها موذية رديئة غير طبيعية يحيلها
8
الى هيئة غير طبيعية. واذا كان مع مادة فلا يخلو إما ان تكون المادة متشربة فى جرمها
9
غائصة او ملتصقة على جرمها، او مصبوبة فى تجويفها.
10
وقد يكون الخلط الموجود فيها متولدًا. وقد يكون منصبًا من عضو آخر اليها
11
كما. ينصب من الدماغ بالنوازل الحارة، او الباردة، فيسخن لها مزاج المعدة، او
12
يبرد او يميل الى مزاج ما ينزل اليها. وكذلك قد ينصب اليها من المرارة اخلاط مرارية؛
13
وذلك فى بعض من خلق فيه جدول كبير آت من المرارة الى المعدة بدل اتيانه فى الأكثر
14
من الناس من المرارة الى الأمعاء فينصب الى المعدة ما يجب ان ينصب الى الأمعاء. فاذا
15
طالت احدثت المالحة والحادة منها قروحًا فى المعدة، والباردة التفهة <اللينة>
16
ملاسة وزلقًا. وربما تعدى تاثيرها الى اول الأمعاء عما يليها.
17
وأما افسادها للشهوة والإستمراء فاول شىء، فان من الناس من يخلق فيه ذلك
18
على خلاف العادة، وعلى ما اوردناه فى التشريح، والذى عليه الأكثر فى خلقة العروق
19
الآتية من المرارة الى المعدة. وقد ينصب اليها من الكبد ومن المرارة [فى بعض من
20
خلق فيه من المرارة] جدول كبير الى المعدة فينصب اليها ما الواجب ان ينصب فى الأمعاء.
21
وقد تنصب اليها السوداء من الطحال أيضًا كما ستعرفه.
22
واكثر ما ينصب اليها هو الصفراء، من الكبد. وقد يعين على ذلك اسباب تكون
23
فى المعدة؛ مثل الوجع الشديد، [والغم الشديد] وتاخير الطعام، وضعف قوتها الدافعة.
24
وربما كان السبب فيه غضبًا اوغمًا او انفعالًا نفسانيًا مما يحرك المادة، ويصبها الى
25
اسفل المعدة، ويحدث لذعًا لا يزول إلا بالقىء.
26
وقد ينصب اليها بميل هذه المحركات خصوصًا الجوع اخلاط صديدية <مؤثرة>
27
لا سيما اذا كان فى تلك النواحى قروح، ومع ذلك فقد تنصب اليها السوداء أيضًا.
28
والسبب فى انصباب السوداء اليها كثرة السوداء، او ضعف المعدة. واسباب كثرة السوداء
29
ما تعرفه.
3-444
1
وسبب انصباب الدم اليها كثرة الدم وهيجانه فى عضو اشرف منها، مجاور لها
2
فى جانبيها كالكبد او فوقها كالدماغ، اذا انصب منه دم الى الحلق والمرى، ونفذ
3
الى المعدة وضعف قوتها الدافعة، يعين على قبول ما ينصب اليها. ومن الأسباب القوية
4
من انصباب الدم اليها والى غيرها احتباس سيال من طمث، او دم بواسير، او ذرب،
5
او ترك رياضة مستفرغة، او قطع عضو، فيجتمع ما كانت الطبيعة تعدله من المادة فتحتاج
6
الى نفض فربما انتفض من طريق المعدة وقيأ دمًا.
7
واعلم ان ضعف المعدة لسبب قوى فى انصباب ما ينصب اليها. واكثر ما يوجد
8
فى المعدة او يتولد فيها من الأخلاط هو البلغم. والسبب فى ذلك هو ان الكيلوس قريب
9
الطبع من البلغم، فاذا لم ينهضم هضمًا تامًا لم يصر دمًا وصفراء وسوداء. وأيضًا فان
10
المعدة لا تنصب اليها فى غالب الأحوال صفراء تغسلها كما تغسل الأمعاء. وأما الصفراء
11
فانها تتولد فى بعض المعد وفى الأكثر انما ينصب اليها من الكبد. على انها تتولد فى
12
المعدة الحارة اذا صادفت غذاءً قابلًا للاستحالة بسرعة الى الدخانية.
13
وقد يعرض للمعدة إما فى الخلقة، وإما لمقاساة امراض واوجاع وسوء تدبير،
14
أن يصير جرمها متهلهل النسج، سخيف القوام، رقيق الجلد، فيودئ ذلك الى ضعف
15
فى جميع افعالها، ويحتاج فى معالجة الى كلفة.
16
واسباب امراض المعدة كل اسباب الأمراض المذكورة الخارجة والداخلة، و
17
يخصها ان تكون الأغذية بحيث تقتضى سوء الهضم وان لم تكن المعدة إلا على اصح
18
الأحوال، وهو مذكور فى بابه؛ او يكون قليلة جدًا حتى يودئ بالمعدة الصحيحة الى ان
19
تنحف او تضمر، او يكثر استعمال الأدوية فتعتاد المعدة الإستعانة بالدواء فى فعلها؛ او
20
تتعب كثيرًا بالقىء وبالإسهال وخصوصًا القىء؛ فانه يحتاج الى حركة عنيفة غير طبيعية.
21
والمعدة الشديدة الحس ممنوة بالتاذى والتألم عن كل ادنى سبب. وكل مزاج
22
يضعف بافراط فانه يحدث فى كل فعل نقصانًا حتى الحرارة الساذجة، فربما صارت
23
سببًا لزلق المعدة لما يحدث من ضعف الماسكة. وأما الحرارة مع مادة صفراوية فهى
24
كثيرًا ما يكون سببًا لذلك.
25
والآفات التى تحدث فى افعالها إما ان تحدث فى القوة المشتهية والجاذبة فلا
26
تشتهى البتة، او تقل شهوتها، او تكثر جدًا، او تفسد شهوتها؛ وذلك إما للغذاء، وإما
27
للماء، وإما فى القوة الماسكة يأن يشتد امساكها، او يضعف، او يبطل امساكها فيطفو
28
الطعام. وأما فى القوة الهاضمة فأن يبطل هضمها، او يضعف، او يفسد، فتحيل
29
الشىء الى دخانية او حموضة. وأما فى القوة الدافعة بأن يشتد فعلها فيه إما الى الطريقة
30
الطبيعية، وإما الى فوق؛ او يضعف دفعها او يبطل.
3-445
1
فكل شيئ طال مكثه فى المعدة وابطأ عرض منه التبخير المولم المحرك
2
للأخلاط، ولا مبخرًا كالفواكه. وقد يحدث بها الأوجاع الممدة واللذاعة وغير ذلك.
3
وقد يتبع ضعف هذه القوى كلها او بعضها طفؤ الطعام، وبطؤ انحداره او سرعة انحداره،
4
وضعف هضمه، أو بطلانه، او فساده وسقوط الشهوة، او الشهوة الكلبية، او الشهوة
5
الفاسدة، ويتبعها القراقر والجشاء والنفخ واللذع وغير ذلك. وربما ادى ما يحدث
6
من ذلك الى مشاركة من اعضاء أخر، خصوصًا الدماغ والشركة بينهما بعصب كبير فيحدث
7
صرع، او تشنج، او مالنخوليا، او وقع فى البصر ضرر. و ربما تخيل للعين كأن بقًا،
8
او بعوضًا، او نسج عنكبوت، او دخانًا، او ضبابًا [امامها].
9
وكثيرًا ما يشارك القلب المعدة فيحدث الغشى إما لشدة الوجع، وخصوصًا
10
فى اورامها العظيمة، وإما لكيفية مفرطة من حر او برد؛ او مستحيلة الى سمية. فان
11
ضعفت المادة عن احداث الغشى احدثت كربًا وقلقًا وتثاؤبًا وقشعريرة ومثل هؤلآء هم
12
الذين قال ابقراط: ان سقى الشراب الممزوج مناصفة تشفيهم؛ وذلك لما فيه من
13
التنقية والغسل مع التقوية.
14
والمعدة قد تستعد لشدة حسها للإنفعال عن سبب يسير، فيتادى ذلك الى صرع
15
وتشنج. وهذا الإنسان يوذيه ادنى غضب وصوم وغم، وسبب محرك للأخلاط.
16
فاذا انصب منها لذلك خلط مرارى لاذع الى فم المعدة؛ تاذى به لشدة حسه، فصرع و
17
غشى عليه، وتشنج لمشاركة الدماغ لفم معدته. وهذا الإنسان يعرض له مثل ما يعرض
18
لضعيف فم المعدة من انه اذا [اتخم] وافرط من شرب الشراب او الجماع تشنج او
19
صرع. وكثيرًا ما يتخلص امثاله بقىء كراثى او زنجارى. وربما كان الإمتلاء الكثير يسبتهم
20
سباتًا طويلًا الى ان يتقيئوا فيستيقظوا. وربما كان ذلك سببًا للوقوع فى الماليخوليا المراقى
21
وفى الأفكار والأحلام الفاسدة.
22
واعلم ان امراض المعدة اذا طالت تأدت الى هلهلة نسج ليفها، وعسر التدارك
23
والعلاج. ومن الآفات الرديية فى الخلقة ان يكون الرأس باردًا مهيئًا لحدوث النوازل،
24
وتكون المعدة خارجة فلا تحتمل ما ينقى تلك النوازل من مثل الفلافلى والفوتنجى والكمونى.
25
|270va19|فصل فى وجوه الإستدلالات على احوال المعدة
26
الأمور التى يستدل منها على احوال المعدة هى من احوال الطعام فى احتمال المعدة
27
له وعدم احتمالها، ومن هضمها له، ومن دفعها اياه، ومن شهوتها للطعام والشراب،
3-446
1
ومن حركاتها واضطرابها كالخفقان المعدى والفواق، ومن حال الفم واللسان فى
2
طعمه وبلته وجفافه وخشونته وملاسته ورائحته، ومما يخرج من المعدة بالقىء، او
3
بالبراز، او الريح النازلة بصوت، او بغير صوت، او الصاعدة التى هى الجشاء، والمحتبسة
4
التى هى القراقر، ومن لون الوجه وباطن الفم، ومن الأوجاع والألام، ومن مشاركتها
5
لأعضاء أخر، ومن جهة ما يوافقها، اويوذيها من المطعومات والمشروبات والأدوية.
6
أما الإستدلال من احتمال الطعام وعدم احتماله فانه ان كانت المعدة لا تحتمل
7
إلا القليل دون المعتاد فيها ضعف لسبب من اسباب الضعف، وإن كانت تحتمل فقوتها
8
باقية.
9
وأما الإستدلال من البراز وما يخرج من البطن. أما البراز فان المستوى المعتدل
10
الصبغ والنتن يدل على جودة الهضم، وجودة الهضم تدل على قوة المعدة، وقوة المعدة
11
تدل على اعتدال مزاجها. وأما الذى لم ينهضم منه فيدل على ضعف المعدة وعلى سوء
12
مزاج بها. ثم الصبغ يدل على المادة التى فيها، فان كان هناك لين ونتن دل على انه
13
نزل عن المعدة قبل وقته، لسوء احتواء المعدة عليه لضعف القوة الماسكة. وان لم يكن
14
لين لم يدل على ذلك؛ بل دل على ضعف الهاضمة.
15
وأما الاستدلال من الصوت فقد قيل فيما ''انت عارف به، ان نزوله" دليل على قوة
16
المعدة. وعظم صوته دليل على جودة الهضم والقوة أيضًا؛ وكذلك قلة نتنه. والصواب
17
فى هذا ان نزوله ليس يدل على قوة بل على ضعف ما؛ ولكنه ضعف دون الذى يحدث
18
الجشاء. وأما كونه عظيم الصوت ان كان لجوهره فهو لغلظه. وان كان بسبب قوة الدافعة
19
فذلك يدل على قوة ما. واللطيف الرقيق الذى لا صوت له ادل على القوة من الكثيف
20
المصوت؛ وخصوصًا الذى ليس تصويته عن ارادة مرسلة. وأما الصوت الخارج من
21
تلقاء نفسه فيدل على اختلاط الذهن.
22
وأما قلة النتن فيدل لا محالة على جودة الهضم. والنتن يدل على فساده. "وأن
23
لا يكون نتن" اصلًا يدل على فجاجته. وأما الاستدلال من طريق الفواق فانه ان كان يحس
24
صاحبه يلذع فهناك خلط حامض او حريف او مر. وان كان يحس معه بتمدد فهناك
25
ريح. وان كان لا يحس بذلك ولا يعطش فهناك خلط بلغمى. وان كان عقيب استفراغات
26
وحميات فهناك يبس.
27
وأما الإستدلال من العطش فان العطش يدل على مزاج حار فان كان مع غثى
28
دل على مادة مرارية او مالحة بلغمية. فان سكن بشرب الماء الحار فالمادة فى اكثر الأحوال
29
بلغمية مالحة <او> بورقية. وان ازداد فالمادة مرارية. وأما الإستدلال من حال الفم و
30
اللسان فانه اذا كان اللسان فى اوجاع المعدة شديد الخشونة [والحمرة] فقد يدل على
3-447
1
غلبة دم او ورم حار فيها دموى. وان كان الى الصفرة فالآفة صفراوية. وان كان الى
2
السواد فالسبب سوداوى. وان كان الى البياض ولبنية فالسبب رطوبة. وان كان
3
يبس فقط فالسبب يبوسة.
4
وأما الإستدلال من طريق الهضم فان الهضم الجيد انما يكون اذا كان الطعام
5
المشتمل عليه لا يحدث عقيبه ثقل فى فم المعدة ولا قراقر ولا نفخ ولاجشاء ولا طعم دخانى
6
او حامض ولا فواق واختلاج وتمدد؛ وان تكون مدة بقاء الطعام فى المعدة مدة معتدلة
7
ونزوله عنها فى المدة التى ينبغى لا قبله ولا بعده. ويكون النوم مستويًا، والإنتباه خفيفًا
8
سريعًا، والعين لا ورم بها، والرأس لا ثقل فيه، والإجابة من الطبيعة سهلة ويكون اسفل
9
البطن قبل التبرز منتفخًا يسيرًا.
10
وهذا يدل على جودة التفات المعدة على الطعام، وحسن اشتمالها عليه؛ وذلك
11
يدل على قوة المعدة وموافقة الطعام فى الكم والكيف. فاذ الم تشتمل المعدة اشتمالًا
12
حسنًا ولم تكن جيدة الهضم حدثت قراقر وتواترجشاء، وبقى الطعام مدة طوية فى المعدة
13
او نزل قبل الوقت الواجب. والصفراء ليس من شانها ان تمنع الهضم منعًا مبطلًا او ناقصًا
14
مفججًا بل قد تفسده. وأما السوداء فمن شانها ان تمنع الهضم وتفسده معًا. والبلغم
15
اميل منها الى الإفساد.
16
واعلم ان المعدة اذا لم يكن بها ورم ولا قرحة ولا كان بالغذاء فساد، ثم لم
17
يحسن الهضم، فالسبب سوء مزاج، واكثره من برد ورطوبة، وبعده الحار، وبعده اليابس.
18
وأما الاستدلال من اوجاع المعدة فمثل الوجع الممدد فانه يدل على ريح، والثقيل فانه
19
يدل على امتلاء، واللاذع فانه يدل على خلط حامض او حريف او عفن او مر.
20
وأما الإستدلال من الشهوة فقد يستدل منها إما بزيادتها وإما بنقصانها وبطلانها،
21
وإما بنوع ما ينحو اليه مثل انها ربما كانت عطشًا وشوقًا الى البارد، وربما كانت شوقًا
22
الى الحامض، وربما كانت شوقًا الى ناشف ومالح وحريف، وربما اجتمع الشوق
23
الى الحريف والمالح والحامض معًا من جهة ان هذه تشترك فى افادة تقطيع الخلط
24
الضار فيكون دليلًا على ضعف المعدة؛ فان المعدة القوية تميل الى الدسومات. وربما
25
كان الشوق الى اشياء رديئة منافية للطبع؛ كما تشتهى الفحم والأشنان وغير ذلك. و
26
السبب فيه خلط فاسد غريب غير مناسب لللأخلاط المحمودة.
27
و<أما> اذا كان حس المذاق صحيحًا لم تؤثر الشهوة طعمًا على الحلو. فاذا
28
توجهت الشهوة <نحو غيره> وعافته فهناك آفة. فان اشتهى الدسومات فهناك تقبض
29
وتكاثف ويبس. فان كره الطبع الأطعمة المسخنة ومال الى البوارد لبردها فهناك حرارة.
3-448
1
وان اشتهى المسخنات فهناك برودة. وان اشتهى المقطعات والحموضات والحرافات
2
فهناك خلط لزج.
3
والشهوة فى المعدة الحارة للماء اكثر منها للغذاء. وربما صار شدة الحرارة للتحليل
4
وطلب البدل واللذع، مهيجًا لجوع شديد؛ ويكون ضربًا من الجوع لا يصبر عليه البتة،
5
ويصحبه الغشى خصوصًا اذا تاخر الغذاء. والشهوة فى المعدة التى تنصب اليها السوداء
6
والبلغم الحامضان تكثر اذا كان قدرهما دون القدر المستدعى للنفض؛ وانما تكثر فيها
7
الشهوة وتصير كلبية لما نذكره فى باب الشهوة الكلبية.
8
واعلم ان شهوة الغذاء تعم الأعضاء كلها لكن تلك العامة تكون طبيعية وكائنة
9
من علائق استدعاء القوة الغاذية بالجاذبة، ثم تخص المعدة شهوة نفسانية؛ لانها تحس.
10
وقد يتفق لبعض الناس ان يجوع كثيرًا وياكل كثيرًا ولا تصيبه تخمة، ولا يخرج فى غائطه
11
ثفل كثير، ولا يسمن مع ذلك بدنه؛ وسبب هذه الحالة تحليل كثير سريع مع صحة الهاضمة
12
والحاذبة الشهوانية.
13
وأما الإستدلال من طريق طعم الفم فان المر يدل على حرارة وصفراء. والحامض
14
يدل فى الأكثر على برد المعدة؛ لكن دون البرد الذى لا ينهضم معه الطعام معه اصلًا.
15
وربما دل على حر ضعيف مع رطوبة تغلى الرطوبة قليلًا ثم تخلى عنها قاصرًا عن الإنضاج
16
فتعرض للحموضة مثل العصير؛ فانه يحمض اذا برد، ويحمض اذا غلى على حرارة ضعيفة
17
و[قد] تكون الحموضة من انصياب مادة حامضة من الطحال الى المعدة. والكائن
18
يسبب الطحال تشتد معه الشهوة، وتكثر النفخ والقراقر، ويسوء الهضم، ويحمض
19
الجشاء. والتفه من طعوم الفم يدل على طعم تفه، والمالح يدل على بلغم مالح؛ و
20
للطعوم الغريبة السمجة المستبشعة تدل على اخلاط غليظة غريبة عفنة رديئة.
21
و أما الإستدلال من القىء فانه ان كان تهوعًا فقط فالمادة لحجة متشربة. وان كان
22
قىء سهل دل على انها مصبوبة فى التجويف. وان كان قىء ذو تهوع لا يقلع دل على
23
اجتماع الأمرين او على لحوج الخلط. وليس الغثيان انما يكون من مادة متشربة؛ بل
24
يكون أيضًا من مادة غير متشربة اذا كانت كثيرة تلذع فم المعدة، او كانت قليلة قربت
25
باختلاطها بالطعام وارتقت من قعر المعدة الى فم المعدة ولذعته؛ ولذلك قد يسهل
26
قذف الأخلاط بعد الطعام، ولا يسهل قبله إلا ان يكون كثيرة، لكن اذا كان حدوث
27
التهوع والغثيان على دور فالمادة منصبة. وان كانت راهنة فالمادة متولدة فى المعدة
28
على الإتصال.
3-449
1
والقىء أيضًا يدل بلون ما يخرج منه على المادة فيدل على الصفراء والسوداء
2
باللون، وعلى البلغم الحامض والمالح باللون والطعم، وعلى البلغم الزجاجى باللون.
3
وعلى البلغم النازل من الرأس باللون المخاطى وما يصحبه من النوازل الى اعضاء أخر.
4
ومن الناس من اذا تناول طعامًا احس من نفسه انه اذا تحرك فضل حركة قذف طعامه؛
5
وذلك يدل على رطوبة فى المعدة، او على ضعف فى المعدة؛ والذى يكون من الرطوبة
6
فانه يعرض أيضًا على الخوى، والذى يكون من الضعف فانما يعرض على الإمتلاء فقط.
7
وأما الإستدلال من طريق لون البدن فان اللون شديد الدلالة على حال المعدة و
8
الكبد فى اكثر الأمر؛ فان اكثر امراض المعدة باردة رطبة ولون اصحابها رصاصى؛
9
وان كانت بهم صفرة كانت صفرة الى البياض. وأما الإستدلال من القراقر فان القراقر
10
يدل على ضعف المعدة وسوء اشتمالها على الطعام وعلى غائط رطب.
11
وأما الإستدلال من الريق فان كثرته وزبديته تدل على رطوبة المعدة المرسله للمائية
12
اللعابية؛ وجفوف الفم وقلة الريق يدلان على يبس المعدة وحرارتهما على الحرارة.
13
وان كان هناك علامات أخر تعين ذلك فى الدلالة على الحرارة.
14
واعلم ان يبس الفم يكون على وجهين احدهما اليبس الحقيقى، وهو ان لا يكون
15
ريق. والثانى اليبس الكاذب، وهو ان يكون اللعاب غرويًا لزجًا؛ لكنه جف بسبب
16
حرارة بخارية تتأدى اليه، فيجب ان يفرق بين اليبس وبين جفوف الريق اللزج على الفم؛
17
فان ذلك يدل على يبس، وهذا يدل على رطوبة لزجة إما منبعثة من المعدة وإما نازلة من
18
الرأس.
19
وأما الإستدلال من الجشاء فان الجشاء قد يكون حامضًا وقد يكون منتنًا إما دخانيًا،
20
وإما زنجاريًا وإما زهمًا، وإما حمأيًا، وإما عفنًا، وإما سمكيًا، وإما شبيهًا
21
بطعم ما قد تناوله صاحبه، وإما [ريحًا] صرفًا ليس فيه كيفية أخرى. وهو اصح
22
الجشاء؛ فانه ان كان دخانيًا ولم يكن السبب فيه جوهر طعام سريع الإستحالة
23
الى الدخانية مثل صفرة البيض المطجنة والفجل، او طعام مستصحب فى صنعته
24
واتخاذه كيفية دخانية مثل الحلو المعمول عليه بالنار وغير ذلك، فالسبب فيه نارية المعدة
25
بمادة او سوء مزاج ساذج. وان كان بمادة كان على احد الوجوه المذكورة.
26
وكثيرًا ما يكون ذلك من مادة صفراوية تنصب الى المعدة من المرارة على الوجه
27
السالف ذكره، او من نزلة من الرأس حادة، وخصوصًا اذا لم يكن الإنسان صفراويًا
28
فى مزاجه. ويستدل أيضًا على ان السبب حرارة مادية او ساذجة من جهة سالف التغذى
3-450
1
بالغذاء البعيد عن الدخانية مثل خبز الشعير؛ فان مثله اذا جشا جشاءً دخانيًا فالسبب حرارة
2
المعدة.
3
وكذلك يتامل <حال> البراز هل هو مرارى: فان كان مراريًا دل على ان السبب
4
حرارة المعدة، وان لم يكن البراز مراريًا فلا يوجب أن <لا> يكون السبب حرارة المعدة،
5
فانه ربما كان سوء مزاج مفرد. والقىء أيضًا ادل دليل بما يخرج فيه عليه. وقد يدل
6
الجشاء الدخانى على سهر لم تجد معه المعدة فراغًا كافيًا للهضم فاشتعلت وسخنت.
7
وأما ان كان الجشاء حامضًا ليس عن غذاء حامض ولا عن غذاء اذا افرط فيه
8
تغير الى الحموضة فذلك لبرد المعدة، وخصوصًا اذا جربت الأغذية البعيدة عن التحمض
9
مثل العسل فوجدتها تحمض، فاحكم على ان السبب فى ذلك برد المعدة بلا مادة او بمادة،
10
ويصحب الذى بالمادة ثقل فى فم المعدة دائمًا، واكثر ما يعرض لأصحاب <المرة>
11
السوداء ولأصحاب الطحال ولمن تنزل الى معدته نوازل باردة. وقد يحمض الجشاء عن
12
حرارة اذا صادفت مادة حلوة "فأغلته وحمضته"، ويدل على ذلك ان يكون جشاء حامض
13
مع علامات حرارة والتهاب ومرارة فم وعطش، وانتفاع بما يبرد.
14
ومما يستدل به على ان الحرارة المفرطة قد يحمض الطعام والجشاء ان الحرارة
15
قد تحمض اللبن اسرع مما تحمضه البرودة. وقد يستدل بالقىء أيضًا على المادة. واذا
16
كان الجشاء منتنًا فقد يدل على عفونة فى المعدة، دلالة البخر. وقد يدل على قروح فى
17
المعدة والسهك والسمكى والحمائى يدل على رطوبة متعفنة. والزنجارى يدل على
18
حدة وحرارة مع عفونة، وهو اشد دلالة على المرارة من الدخانى. وأما ان كان الجشاء
19
غير دخانى ولا حامض، لكنه مود لطعم الطعام بعد مدة آتية على تناول الطعام، فهو يدل
20
على ضعف المعدة عن احالة الطعام.
21
وأما الإستدلال مما يوافق او ينافى او يؤذى فهو ان ينظر هل الأشياء المبردة
22
توافقه او الأشياء المسخنة، او الأشياء المجففة توافقه او المرطبة، بعد ان تراعى شيئًا واحدًا.
23
وكثيرًا ما يقع الغلط بسبب اغفاله اذا لم يراع، وهو ان الأشياء المبردة كثيرًا ما تكسر من
24
غليان الخلط الرقيق المائى الرطب او ملوحة الخلط البلغمى، فيظن انه قد وقع به
25
الإنتفاع وان هناك حرارة. والشىء المسخن كثيرًا ما يدفع الخلط الحار ويحلله فيظن
26
انه قد وقع به الإنتفاع وان هناك برودة؛ بل يجب ان ينظر مع هذين الى سائر الدلائل.
27
وأما الإستدلال بما يوجد عليه حس المعدة انها ان لم تحس بلذع بل بثقل فالمادة
28
بلغمية زجاجية. وان احست باللذع مع الإلتهاب فالمادة مرة او مالحة، او بلذع بغير
3-451
1
التهاب فالمادة حامضة؛ فان كان هناك لذع مع خفة فالمادة لطيفة او قليلة. وان كان
2
مع ثقل فالمادة غليظة او كثيرة.
3
وأما الإستدلال باحوال المشاركات فان ينظر مثلًا هل الدماغ منفعل من اسباب
4
النوازل باعث الى المعدة النوازل، او هل الكبد مولدة للصفراء باعثة اياها، او هل الطحال
5
عاجز عن نفض السوداء فهو وارم كثير السوداء، وهذا تعرف للسبب؛ وينظر هل يتخيل
6
امام العين شيئ غير معتاد وغير ثابت، وهل يحدث صداع ووسواس مع الإمتلاء
7
وثقل مع الخواء؛ وكذلك الدوار خاصة، وهل يحدث خفقان على الإمتلاء اوعلى الخواء،
8
او <يعرض> غشى او تشنج، وهذا تعرف للعرض.
9
فان كان الإمتلاء يحدث خيالات او صداعًا او وسواسًا ومنامات مختلفة او
10
خفقانًا او سباتًا عظيمًا فالمعدة ممتلئة او ضعيفة او بها سوء مزاج. فان كان الخفقان
11
والصداع والغشى والوسواس يحدث فى حال الخواء فانها هو ذا يقبل مرارًا او خلطًا
12
لذاعًا يسير الى فمها عند الخلاء وخلطًا سوداويًا او خلطًا باردًا فتعرف الفضل فى ذلك
13
بسائر ما اعطيناكه من العلامات وما كان من هذه الأسباب فى اسفل المعدة فانه لا يعظم
14
ما يتولد منه من الصداع والصرع والغشى والتشنج.
15
والأعراض الدالة على احواله بالمشاركة منها دماغية مثل اختلاط الذهن والسبات
16
والحمود والوسواس، ومنها قلبية كالغشى والخفقان وسوء النبض، ومنها مشتركة
17
مثل بطلان النفس وعسره وسوءه.
18
|270va50|دلائل الأمزجة
19
فصل فى علامات سوء المزاج الحار
20
انه يدل عليه عطش إلا ان يفرط فتسقط القوة، وجشاء دخانى، وسهوكة الريق،
21
وانتقاع بما يبرد على شرط ما تقدم فى الإستدلال، واحتراق الأغذية اللطيفة التى كان
22
مثلها لا يحترق فى الحالة الطبيعة. وان الغليظ ينهضم إلا ان يفرط فيضعف القوة،
23
وكثرة العطش، وقلة الشهوة للطعام فى اكثر الأمر، وخصوصًا اذا كان سوء المزاج مع
24
مادة صفراوية، فانها تسقط القوة البتة، لكن الهضم يكون قويًا الى ان يفرط سوء المزاج
25
الى ان تضعف القوى.
3-452
1
وربما صحب لهذا المزاج [حمى دقية. وربما كان هذا المزاج] لإفراطه قبل
2
ان تسقط القوة مهيجًا لجوع شديد بما يحلل وبما يجذب بلذعه وتحريكه المواد التحلل
3
كالمص. وقد يكون هذا الجوع غشيًا اذا تاخر معه الغذاء اوقع فى الغشى، فاذا طالت
4
مدته طولًا يسيرًا بطلت الشهوة اصلًا. وقد يكثر أيضًا سيلان اللعاب على الجوع ويكثر
5
على الشبع للحرارة المحللة المتصعدة. وان وجدت رطوبة كان ذلك اكثر، وهذا قد
6
تسكنه الأغذية الغليظة.
7
واعلم ان من كانت معدته نارية كان دمه قليلًا ردئيًا منتنًا حريفًا تكرهه الأعضاء
8
المخالفة له فى المزاج الأصلى ولا يغتذى به، فيكون قليل اللحم وتكون عروقه دارة؛ لان
9
دمه مخزون فيها لا تستعمله الطبيعة. والفصد يخرج منه دمًا ردئيًا.
10
فصل فى علامات سوء المزاج البارد
11
يدل على برودة المعدة بطؤ تغير الطعام حتى انه ينزل او يتفرق بالقىء بعد مهلة،
12
ولم يتغير تغيرًا يعتد به فان افرط لم يتغير له الطعام اصلًا ولم ينضج. وقد تدل عليها
13
كثرة الشهوة، وقلة العطش، والجشاء الحامض من غير سبب فى الطعام على ما ذكرنا،
14
وهذا يدل على سوء مزاجها البارد. ومن الدلالة على ذلك ان لا يكون استمراء إلا لما خف
15
من الأغذية دون الغليظة التى كانت قد تنهضم من قبل.
16
وربما بلغ سوء مزاج المعدة الباردة ان يعرض من الطعام بعد ساعات كثيرة تمدد
17
ووجع عظيم لا يسكن إلا بقذف رطوبة خلية كل يوم. وربما ادى الى الإستسقاء والذرب.
18
وبارد المعدة يظهر على لونه صفرة وبياض لا يخفى على المجرب؛ وهو الذى النانخواه
19
من اجود علاجاته. وقد يشارك الدماغ للمعدة فى [آفات] هذا المزاج فيكون صداع
20
ريحى وطنين ونحو ذلك.
21
واذا اتفق سوء مزاج بارد مع مزاج اصلى حار كثرت القراقر والنفخ والجفاف والعطش
22
ويزداد فساد كلما احتاج الى فصد "لأن ينشفه" ويوول الى الدق، ودواؤه تقديم قليل
23
شراب قدر ما يبل اللهاة على الطعام، وان يكون غذاءه النواشف واللحم الأحمر دون
24
الثرائد.
3-453
1
فصل فى علامات سوء المزاج اليابس
2
يدل عليه العطش <الشديد> الكثير، وجفوف اللسان المفرط على الشرط المذكور
3
فى باب الإستدلال، وهزال البدن وذبوله فوق الكائن بالطبع، والإنتفاع بالأغذية
4
الرطبة.
5
فصل فى علامات سوء المزاج الرطب
6
يدل على ذلك قلة العطش، والنفور من الأغذية الرطبة والتاذى بها، والإنتفاع
7
بتقليل الغذاء وباليابس منها. ويدل عليه كثرة اللعاب والريق، فان كان على الجوع دل
8
على حرارة مع الرطوبة فى الأكثر؛ وقد يكون من الحرارة وحدها. وكثيرًا ما يكون على فم
9
المعدة من الإنسان رطوبة بالة فيكون صاحبه كلما اكل شئيًا توهم انه لو تحرك
10
لقذفه. وقد يكون هذا أيضًا من ضعف المعدة، لكن تصحبه الدلائل الضعيفة المذكورة.
11
و<قد> يكون هذا على الخواء أيضًا وان لم ياكل؛ وذلك يكون عند الأكل فقط.
12
فصل فى علامات مواد الأمزجة وما معها
13
والمزاج الذى يكون مع المادة فيدل عليه القىء والجشاء، والبراز خاصة بلونه
14
وبما يخالطه، ويخالط البول؛ إلا ان تكون لحجة مجاوزة للحد. والرقيق
15
الحار الصديدى يدل عليه مع خفة المعدة غشى ولذع وعطش والتهاب. واذا تناول
16
الطعام الغليظ. يغثى به.
17
وبالجملة ان كان كثيرًا كان معه غثى دائم، وان كان قليلا فغثى عند الطعام؛
18
وكذلك ان كان غير متشرب لكنه ينحصر فى قعر المعدة فلا يغثى، فاذا اختلط بالطعام
19
فشا فى المعدة وانفش، وبلغ الى فمها وغثى وقد يدل على المصبوب [الذى] فى
20
فضاء المعدة الذى لم يتشرب انه اذا تناول صاحبه شئيًا حلوًا كماء العسل والسكر اخرجه
21
للحين. والمتشرب لا يعرف من جهة ما يبرز بالقىء والبراز؛ بل من سائر الدلائل المذكورة،
22
واصلها الغثيان فانه يدل عل المادة لا محالة. فان كان تهوع فقط فهناك لصوق وتشرب
23
من المادة. ويدل على جنس المادة العطش، فالعطش يدل إما على حرارة وإما ملوحة
24
وبورقية. فان سكن "بالماء الحار" فهو بلغم مالح. وان لم يسكن به فالمادة صفراوية. و
3-454
1
يتعرف أيضًا بطعم الفم وبما ينقذف. وان اجتمع الغثى والعطش دل على ذلك وان
2
لم يكن عطش دل على ان المادة باردة.
3
ومن دلائل اجتماع مادة بلغمية كثيرة لزجة ان تسقط الشهوة ولا ينشرح الصدر
4
للطعام الكثير الغذاء، بل يميل الى ما فيه حدة وحرافة. واذا تناول ذلك ظهر نفخ وتمدد
5
وغشيان ولا يستريح إلا بالجشاء. ومن الدلائل على اجتماع مادة ردئية فى المعدة وما
6
يليها اختلاج المراق، وربما ادى الى الصرع والماليخوليا. ومن دلائل ان المادة
7
المنصبة سوداوية الشهوة الكثيرة مع ضعف الهضم ومع كثرة النفخ ومع وسواس ووحشة.
8
ومن الدلائل على ان المادة نزلة اسهال بادوار مع كثرة نوازل من الرأس
9
[الى المعدة و] الى غير المعدة أيضًا، وما يخرج فى القىء والبراز من الخلط المخاطى. و
10
من الدلائل على ان المادة رطية توذى بغليانها عطش شديد مع فقد مرارة او ملوحة فى الفم
11
واحساس شىء كانه يصعد او ينزل مع رطوبة مفرطة فى الفم ورأس المعدة والتهاب.
12
فصل فى دلائل آفات المعدة المزاجية
13
أما دلائل عظم المعدة فان تكون المعدة تحتمل طعامًا كثيرًا. فاذا امتلات حسن
14
خينئذ تلازم الأحشاء، واشتداد بعضها ببعض، فاذا خلت تقيضت وترقت فى الأحشاء
15
كانها معلقة تضطرب وإما دلائل الصغر فان لا تحتمل طعامًا كثيرًا وتمتلى قبل الشبع.
16
فصل فى دلائل السدد الواقعه بين الكبد والمعدة
17
رطوبة البراز وكثرته، والعطش وقلة الدم، وتغير اللون الى الإستسقائية، و
18
ابتداء سوء الحال التى ربما كان اعرف اسمائها سوء المزاج او سوء القنية. وأما دلائل
19
السدد الواقعة بين المعدة والطحال فقلة الشهوة مع عظم الطحال. وأما دلائل السدد
20
الواقعة بين المعدة والأمعاء فهى اعراض ايلاؤس اوالقولنج.
21
وأما دلائل السددا لووقعة بين المعدة والدماغ فهى قلة الشهوة مع صلاح المزاج
22
وبقاء الهضم بحاله ان لم [يكن] عائق أخر، وقلة الإحساس بالمبلوعات اللذاعة الحريفة
23
جدًا، وان لا يقع فواق بعد شرب الفلا فلى وشرب الشراب عليه على الريق. وأما دلائل
24
الرياح فالتمدد فى المعدة والجنبين وتحت الشراسيف، وطفو الطعام، وكثرة الرياح
25
النازلة والجشائية. واعلم انه اذا وجد الجاس ما بين المعدة والكبد صلابة مع نحافة
26
فذلك دليل منذر بانحلال الطبيعة.
3-455
1
فصل فى العلاجات بوجه كلى
2
ان المعدة تعالج بالمشروبات وبالاضمدة والنطولات من مياه طبخ فيها الأدوية
3
[وبالأطلية] والمروخات من الأدهان، والمراهم [المتخدة بشموع طبخت فى مياه
4
طبخ فيها الأدوية] والأطلية والأضمدة خير من النطولات، فان النطولات ضعيفة التاثير.
5
واعلم ان العلاج ما يعرض للمعدة من سوء المزاج فى الكيفيتين الفاعلتين اسهل
6
بسبب سهولة وصولنا الى ادوية مضادة لهما شديدة القوة. وأما علاج ما يعرض لها من
7
سوء المزاج فى الكيفيتين المنفعلتين فهو اصعب، وخاصة المزاج اليابس، فان مقابلة
8
كل واحد منهما تكون بقوة ضعيفة التاثير ومدة تسخين البارد كمدة تبريد الحار. والخطر
9
فى التدبير اعظم، لا سيما اذا كان بعض الأعضاء المجاورة للمعدة بها سوء مزاج بارد او
10
ضعف. والخطر فى الترطيب والتجفيف متشابه، إلا ان مدة الترطيب اطول.
11
واعلم ان امراض المعدة اذا كانت من مادة ثم اشكلت المادة فلا انفع لها من
12
الأيارج، فانه اعون الأدوية على مصالح المعدة وتمام افعالها الخاصية. ويجب ان لا يعول
13
عليه اذا كان سوء مزاج بلا مادة، فانه يضر الحار واليابس، ويوجد فى الباردة ما هو اقوى
14
منه. واذا استفرغت المعدة من خلط ينصب اليها من غيرها فقوها بعد ذلك، كيلا تقبل
15
ذلك الخلط، وشد الأطراف وتسخينها يعين فى حبس ما ينصب اليها عنها. وشرب
16
الخشخاش شديد النفع لإنصباب المواد الحارة.
17
فان كان الخلط باردًا فالمقويات التى يحتاج اليها بعده فهى مثل المصطكى
18
اقراص الورد الصغير والنعناع اليابس والعود النىء والقرنفل وما اشبه ذلك. فان كان
19
الخلط حارًا فالربوب والأقراص الباردة المتخذة من الورد والطباشير وما اشبه ذلك ومن
20
وجد صلابة ونحافة فيما بين المعدة والكبد على ما ذكرناه فليجعل غذاؤه ودواءه ماء
21
الشعير، وليتدرج فى شربة يومًا يومًا من عشرة الى عشرين الى مائة طول نهاره الى ان يقوى
22
على شربه دفعة او دفعتين، ولا يقربن دواء مستفرغًا ولا فصدًا.
23
قرص موصوف لذلك
24
يوخذ مصطكى واقراص الورد من كل واحد ثلثة دراهم كهربا. ونعناع يابس
25
ومر ماخور وعود خام من كل واحد وزن درهمين يسقى بشراب عتيق او بالميبه.
26
ويجب ان تستعمل فى تنقية المعدة وما اجتمع فى فضائها او لحج او تشرب ادوية
27
لا تجاوز المعدة والجد اول القريبة الى المعدة دون العروق البعيدة عنها. فان
28
لم ينجح دفعة واحدة كررت، فذلك افضل من ان تستفرغ من حيث لا حاجة الى استفراغ.
3-456
1
ويجب ان تراعى امر البراز والبول فى امراض المعدة فاذا رأيتهما قد اقبلا وصلحا
2
فقد اقبلت المعدة الى الصلاح، ويجب ان لا يورد فى معالجات المعدة ولو لحرارتها
3
شىء بارد شديد البرد كالماء الشديد البرد؛ وخصوصًا فيمن لم يعتده، ولا يخل الأدوية
4
المحللة لما فيها من الفضول عن القابضة للقوة لما علمت.
5
|270vb54|فصل فى علاج سوء المزاج البارد الرطب فى المعدة
6
أما اذا كان هناك مادة فلتستفرع على ما عرف من القانون. فان لم يكن كثير مادة
7
فلاصحاب التجارب فيه طريقة مشهورة. أما فى التغذية اذا لم تكن مادة فان تغذوه بما
8
فيه قبض ومرارة ليجفف بقبضه ويسخن بمرارته. ومن هذا القبيل الشراب العفص.
9
ومن الأدوية المشروبة
10
الأدوية الأفسنتينية، وشراب الأفسنتين، والأفسنتين نفسه، والأدوية المتخذة
11
بالسفرجل، وأما من الأضمدة والأطلية والمروخات والأضمدة التى تقع فيها الأدوية
12
القابضة مثل الأدوية يقع فيها مثل الحماما، وقصب الذريرة، والسنبل، والساذج،
13
واللاذن، والمقل، واصل السوسن، والبلسان ودهنه، وحبه والميعة.
14
وأما المروخات فالقيروطيات المتخذة من دهن المصطكى والزيت، ودهن
15
الناردين، ودهن السفرجل. فان لم ينجح هذا المبلغ استعملوا الأضمدة المحمرة،
16
ودواء ثافسيا.
17
ومن الأضمندة القوية
18
ان يوخذ من الزعفران والسنبل السورى والمصطكى ودهن البلسان من كل
19
واحد جزء، ومن العسل ثلثة اجزاء، ومن المر المجلوب من مدينة اطروغيلون
20
ثلاثة اجزاء صمغ البطم جزء ونصف، افربيون جزء يتخذ منه ضماد، وان شرب منه
21
قليل جاز.
22
وايضًا: ميعة اربعة، شمع ثلثة، مخ الإيل جزءان، صمغ البطم جزء، دهن البلسان
23
جزء ونصف، دهن الناردين جزءان.
24
وايضًا: ميعة ثلاثة، مخ الأيل ثلاثة، صبر احمر ثلاثة، مصطكى جزءان.
25
[وايضًا ميعة] دهن الناردين ثمانية [ثمانية]، دهن البلسان ثلاثة، شمع
26
خمسة يتخذ منه قيروطى. وأما اصحاب القياس فيأمرون اولا برياضة معتدلة، و
3-457
1
استعمال غذاء حسن الكليموس، سهل الإنهضام معتدل المقدار الى القلة ما هو. بمقدار
2
ما يهضم، ثم يتدرجون فى ذلك الى استعمال الأدوية المذكورة، وما يجرى مجراها من
3
الجوارشنات العطرة الحارة إما باعتدال وإما فوق المعتدل بحسب مقتضى مقابلة العلة حتى
4
يعتدل المزاج. ومن هذه الجوارشنات الفلا فلى والكمونى.
5
دواء جيد
6
يوخذ من حب العرعر وصمغ البطم والفلفل من كل واحد جزء، ومن
7
المر المجلوب من مدينة اطر وغيلون، وانا اظن انه يجب ان يكون ميعة، والناردين
8
من كل واحد جزءان، فطر اساليون اى الكرفس الجبلى والكاشم من كل واحد نصف جزء
9
يعجن بمقدار الكفاية عسلا. واذا كان البرد اشد من ذلك فيسقى امروسيا وسجرينا
10
ومن الأدوية الجيدة لجميع للامراض المادية الرطبة <و> الغليظة الرطوبة شراب العنصل.
11
وصفته: يوخذ من العنصل المنقى المقطع ثلاثة أمناء يطرح فى اناء من زجاج
12
ويغطى رأس الإناء ويترك ستة اشهر.
13
|271ra49|فصل فى علاج المزاج الحار
14
ينفع من التهاب المعدة سقى اللبن الحامض والخل خاصة بالكزبرة، ورائب
15
البقر، ولب الخيار، والسمك الطرى خاصة مسكن للألتهاب فى المعدة، والماء
16
البارد، والفواكه الباردة، والهندباء، والقثاء، والخوخ الذى ليس بشديد المائية
17
فيستحيل الى الصفراء، والخس والأرز، والعدس، والكزبرة الرطبة، والخل، والقرع
18
وما اشبه ذلك مخلوطة بالكافور والصندل والورد ان احتيج الى ذلك ويسقون أيضًا
19
اقراص الطباشير وخصوصًا اذا كان هناك اختلاف مرارى. والبيض السليق فى الخل
20
والعدس والرمانية والسماقية والحصرمية. واللحم السليق الذى يرخص لهم فيه،
21
هو لحم الطيهوج والدراج والفراريج. وان لم تبلغ حرارتها انهاك القوة فاغذهم بالباردة
22
الغليظة؛ مثل قريص السمك الطرى، وقريص البطون، وكل ما فيه قبض أيضًا؛
23
ورب الخشخاش وشرابه نافع من ذلك جدًا.
24
ومما ينفعهم التضميد بالمبردات وربما ضمدت معدهم بمثانة منفخة منفسة
25
قد ملئت ماءً باردًا. واذا ضمدت المعدة بالاضمدة المبردة فتوق ان <لا> يبرد الحجاب بها
3-458
1
او الكبد تبريدًا يضر بافعالهما الطبيعة، فانه كثيرًا ما يعرض من ذلك آفة فى النفس
2
وبرد فى الكبد، فان حدث شىء من هذا فتداركه بدهن مسخن يصب على الموضع
3
ويكمد به، واجعل بدل الأضمدة مشروبات.
4
|271rb20|فصل فى علاج سوء المزاج البارد فى المعدة
5
ان كان هذا <السوء> المزاج خفيفًا اقتصرت فى علاجه على اقراص الورد
6
الذى يقع فيها الأفسنتين والدارجينى بطبيخ الكمون والنانخواه المطبوخين فى اناء
7
زجاج نظيف. والنانخواه [له] منفعة فى ذلك. واذا كان اقوى من ذلك فلا بد من
8
استعمال المعجونات الحارة القوية، والبزور الحارة، والفلافل، والترياق <الكبير>
9
والمثروذيطوس بالشراب، والسجرينا بميبه، والكمونى، والأمروسيا، والفندا
10
ديقون، ودواء المسك المر، ومعجون الأصطمخيقون، والكندرى ينفع فى ذلك
11
حين تكون الطبيعة لينة.
12
ويجب ان يسقى امثال هذه فى سلاقة السنبل والمصطكى والإذخر وما اشبه دلك.
13
والزنجبيل المربى نافع لهم. وأيضًا اقراص الورد مع مثله عود. وأيضًا الفلافلى بالشراب
14
فانه شديد الإسخان للمعدة. ويستدل على غاية تاثيره بالفواق. ويجب ان يستعمل
15
الحلتيت والفلفل فى الأغذية، فانهما كثير النفع من ذلك. والنوم أيضًا من انفع
16
الأشياء لهم.
17
ومن الأدهان النافعة فى تمريخ المعدة دهن البابونج، ودهن الحناء، ودهن
18
السوسن، ودهن المصطكى، يجعل فيه شحم الدجاج. وان احتيج الى فضل قوة جعل
19
فيه اشق ومقل. فان احتيج الى اقوى من ذلك فدهن القسط، ودهن البان، ودهن
20
الزنبق، ومن [سائر] المسوحات مثل دهن السوسن مع العود والمسك والعنبر.
21
ومن البزور بزر الحلبة وبزر الكرفس والخطمى. وربما نفع وضع المحاجم على
22
المعدة فى الأوجاع الباردة منفعة شديدة. واعلم ان تسخين الأطراف يودى الى تسخين
23
المعدة عن قريب.
3-459
1
|271rb55|فصل فى علاج [سوء] المزاج الرطب فى المعدة
2
يعالج بالمشفات والمقطعات وما فيه حرافة ومرارة بعد ان تخلط بها اشياء
3
عفصة. ويجب ان يستعملو اشرابًا قويًا قليلًا، وتكون الأغذية من الناشفات والمطجنات
4
والمشوية، وليقل شرب الماء. واقراص الورد المتخذة بالورد الطرى نافعة للمزاج الرطب
5
فى المعدة. ومما يزيل رطوبة المعدة ان يغلى درهم انيسون، ودرهم بزر الرازيانج فى ماء
6
ويصفى على خمسة دراهم جلنجبين ممروس.
7
|271va8|فصل فى علاج [سوء] المزاج اليابس فى المعدة
8
هؤلاء يقرب علاجهم من علاج الدق، فان هذه العلة دق ما للمعدة. فاذا استحكم
9
لم يقبل العلاج اصلًا. وليس يمكن ان يتعرض لترطيبها وحدها ويخلى عن البدن،
10
بل ترطيبها لا يقع إلا بشركة من البدن. فمن ترطيب هؤلاء تحميمهم واقعادهم فى
11
الآبزن، وتكريرهم الى الحمام بحسب مبلغ اليبوسة. وربما احوج افراط اليبس بهم
12
ان لا يرخص لهم فى المشى الى الحمام وعنه؛ بل [أن] ينقلوا اليه وعنه على محفة؛
13
لئلا تحللهم الحركة ولا يرشح ما نشفوه من الآبزن، ولان الحمام مرخ للقوة فيجب
14
ان لا يقارنه بما بحللها فيتضاعف ذلك. ويجب ان يكون تحميمهم ايقاعا اياهم فى
15
الأبزن، ولا حاجة بهم الى هواء الحمام. ويجب ان يكون ماء الأبزن معتدلا بين المقشعر
16
عنه وبين اللاذع. وبالجملة يجب ان لا ينفعل عنه، بل يتلذذ به فيرطب ويوسع المسام.
17
ويجب ان يكون مدة استحمامه ما دام ينتفخ ويربو بدنه قبل ان ياخذ فى الضمور.
18
ويجب كما يخرج من الحمام ان يراح قليلا، ثم يسقى من الألبان اللطيفة إما لبن
19
النساء وإما لبن الأتن او لبن المعز، واجوده ان يكون امتصاصًا من الثدى، او استلابًا
20
للحليب ساعة يحلب، وشربًا له قبل ان ينفعل عن الهواء اصلا؛ وان يكون المشروب
21
لبنه قد غذى مقدار ما يهضمه، وريض قبله رياضة باعتدال، وان لا يرضع غيره. وان
22
كان حيوانًا غير الإنسان عرف جودة هضمه من ردأته بنتن برازه او عدمه للنتن، واعتداله
23
فى رطوبة وجفافه، او افراطه فى احدهما، او باستوائه، او بنفخه لريحية فيه؛ وان
24
يحس ويمرغ رياضة له.
3-460
1
ثم ينتظر بالمريض هضم ما شربه من لبن او ماء شعير، ويعلم [ذلك] من جشائه
2
وخفة احشائه، ثم يعاد بعد الرابعة والخامسة من الساعات، ثم يحمم، ثم تمرخ اعضاؤه
3
بالدهن ليحقن المائية المنصبة فيها. فان كان معتادًا للحمام حممته مرة ثالثة. وان كان
4
الأصوب الإقتصار على مرتين زدت فى الساعات المتخللة بين التحميمين على ما ذكر؛
5
وارحه اراحة تامة. فان مال الى اللبن سقيته ثانية، وإلا سقيته ماء الشعير المحكم
6
الصنعة، وهو الذى أكثر ماؤه ثم طبخ طبخًا كثيرًا حتى قل ماؤه.
7
واطعمه من خبر التنور المتخذ بالخمير والملح المحكم الإنضاج، ومن السمك
8
الرضراضى، واجنحة الطيور الخفيفة اللحوم الرخصة، وخصى الديوك <الخفيفة
9
اللحوم> السمينة باللبن. وجنبه اللزج والصلب والغليظ. وان كان كثير الغذاء.
10
فاختر ما كان مع كثرة غذائه سريع الإنهضام، لطيف الكيموس رطبه، والمبلغ [منه]
11
مقدار ما لا يثقل ولا يمدد كثيرًا. فأما القليل فلا بد منه فى مثله.
12
ولا بد من سقيه الشراب الرقيق المائل الى القبض القليل الإحتمال للمزاج
13
لمائتيه؛ فانه ينفذ الغذاء، وينعش القوة، ويغنى عن شرب الماء البارد الناكى ببرده؛
14
وليكن مبلغه ان لا يطفو على المعدة، ولا يقرقر؛ ولتكن تغذيته الثانية وقد انهضم
15
الاول تمام الهضم. وفرّق غذائهم ما امكن، وليكن الطعام خفيفًا لئلا يلحق طعامه
16
طعامًا متقدمًا غير منهضم؛ وليكن هذا تدبيرهم ايامًا. فاذا انتعشوا يسيرًا زيد فى الرياضة
17
والدلك والغذاء. فاذا قاربوا الصحة قطعت كشك الشعير واجعل عوض الشعير يومًا
18
او يومين حسوًا متخذًا من الخندروس، وزدهم غذاء منميًا للقوة، وابدأ بالأكارع
19
والأطراف ولحوم الطير الرخصة.
20
|271vb31|فصل فى علاج البرد واليبس
21
وان كان المزاج باردًا يابسًا فدبر البرد كما تدبر اليبس. ولما كان تدبيره ليس
22
إلا بالمسخنات فاجتنبب منها ما يزيد فى اليبس بتحليله او تقبض قوى فيه. والتكميدات
23
كلها تضره ولا تنفعه. ويجب ان يجتنب الإسخان القوى السريع؛ فان ذلك يخفف و
24
يزيد اليبوسة، بل يجب ان يسخن قليلا قليلا، ويرطب فيما بين ذلك، ويزيد فى جوهر
25
الحار الغريزى لا فى النارية. ومما يفعله الشراب القليل المزاج واللبن، او ماء الشعير
26
الممزوج بقليل عسل منزوع الرغوة، ليكثر غذاؤه ويقل فضوله [فهو] جيد لهم.
3-461
1
ويمرخ المعدة بالأدهان العطرة التى ترطب اكثر مما تسخن مثل دهن السنبل
2
والناردين، ودهن المصطكى جيد. وربما خلط بها دهن البلسان. وربما اقتصر غلى
3
دهن البلسان فانه نافع. والأجودان يخلط بها قليل شمع ليكون ألبث على المعدة.
4
ومما ينفع منفعة قوية ان يسحق المصطكى ويخلط بدهن الناردين ويوضع
5
على المعدة؛ ويختار من المصطكى ادسمه. فان اشتد البرد ولم يكن بذ من طلاء المعدة
6
بمثل الزفت يلصق به كل يوم وينزع قبل ان يبرد. وربما استعمل ذلك فى اليوم مرتين؛
7
فانه يجذب الى المعدة دمًا غاذيًا. ويجب ان تتعرف صورة استعمال الزفت مما قيل فى
8
باب الزفت.
9
ومما ينفع فيه منفعة عظيمة اعتناق صبى لحيم صحيح المزاج؛ فانه يفيد المعدة
10
بحرارة غريزة، ويهضم الطعام هضمًا شديدًا. وان لم يصب صبى فجر وكلب سمين
11
او هر ذكر سمين او ما يجرى مجراه. ويجب ان لا يعرق الصبى المعتنق فيبرد العرق و
12
يبرد. وقد يمكن ان يطلى بطنه بما يمنع العرق. ويجب ان لا يفرط عليه بالماء البارد
13
فهو اضر شىء له.
14
|272ra15|فصل فى علاج [سوء] المزاج اليابس مع حرارة
15
علاج هذا ان يجمع بين التدبيرين اللذين لبسيطيهما. فان كانت الحرارة قليلة
16
كفى ان يدبر تدبير اصحاب اليبس، ويجعل شرابهم أطرى زمانًا. ويجب ان يسقوه مبردًا
17
فى الصيف، مفترًا فى الشتا؛ وكذلك سائر طعامهم. ويكون مروخ معدهم من دهن
18
السفرجل ومن زيت الإنفاق. وربما عوفوا بشرب الماء البارد الكثير تمام العافية، وخاصة
19
اذا لم يكن اليبس افرط.
20
|272ra26|فصل فى علاج [سوء] المزاج الحار الرطب
21
ينفع منه الباردات الناشفة، ويجمع بين تدبيرى سوء المزاج الحار والرطب؛
22
وينفع منه اقراص الورد المتخذ بالورد الطرى. واذا كان هناك اسهال استعمل القيروطى
23
بدهن السفرجل.
24
|272ra32|فصل فى علاج سوء مزاج المعدة مع مادة وعلاج سددها
25
يجب ان يتعرف من حال المادة هل هى منشوفة نشف الإسفنج للماء، او
26
متشربة غائصة تشرب الثوب للصبغ اللاحج الغائص فيه، او ملصقة، او مصبوبة فى
3-462
1
التجويف، ويسمى عند بعضهم الطافى، وأن يعرف مبدؤها وموضع تولدها وجهة
2
انصبابها. فان كان تولدها فيها قصد بالعلاج قصدها، واصلح منها السبب المولد لها.
3
وان كان فائضًا اليها من عضو آخر مثل الدماغ او المرارة، او الكبد، او الطحال استفرغ
4
ما حصل، او اصلح العضو المرسل للمادة اليها، وقويت المعدة لئلا يقل ما ينصب
5
اليها. وربما كان انصبابها فى وقت الجوع عند حركة القوة الجاذبة من المعدة وسكون
6
الدافعة، فتقبل من المواد ما لا تقبله فى وقت آخر. وهؤلاء، هم الذين لا يحتملون
7
الجوع. وربما غشى عليهم عنده، فيجب ان يسبق انصباب المواد اطعام الطعام، وأن
8
تكون الأغذية مقوية للمعدة.
9
وربما كانت المادة انما تنصب عند انفعالات نفسانية، مثل غضب شديد،
10
او غم شديد، اوغير ذلك، ولا يسكن اللذع العارض لهم إلا بالقىء. والذى ينزل من
11
الدماغ فينفع منه الفلفل الأبيض المسحوق بالماء والأفستين، والصبر ضعيف المنفعة
12
فيه، وأما الأيارج فقد يقوى على ذلك لما فيه من الادويه القوية التحليل والجلاء.
13
وقد سلف بياننا ان من التركيب المعسر للعلاج ان يكون المعدة حارة،
14
والرأس باردًا فيحوج ما ينزل من الرأس الى مثل الفلافلى والفوذنجى، وجوهر
15
المعدة يضربه ذلك. والذى ينصب عن الكبد فعلاجه يحوج الى ما يلين الطبيعة، ويستفرغ
16
الخلط الرقيق المرارى مثل ماء الجبن بالإهليج والسقمونيا. وربما اماله عنهما جميعًا
17
القصد الى ما يقوى المعدة. ويجب ان يقدم الملينات على الطعام ويتبع بالقوابض
18
على ما نقوله فى موضع خاص به. وأما الذى ينصب على الطحال فيعالج ما قلنا فى
19
باب الشهوة الكلية.
20
وقد علمت انه ربما انصب الى فم المعدة اخلاط حادة لذاعة فيحدث غشيًا
21
وتشنجًا. وربما ادى انصبابها الى بطلان النبض. وربما كانت سوداوية. ويجب
22
عليك ان تقوى فم المعدة لئلا تقبل المواد المتحلبة اليها بالأضمدة التى فيها قبض
23
وعطرية. أما الباردة فى حال معالجتها الحرارة [و] فى الحميات فكالقسب، والسفرجل،
24
والسك، وعصارة الحصرم، واغصان العليق؛ والأدهان مثل دهن الورد. وأما
25
الحارة منها ففى ضد الحال المذكور كالمر، والزعفران، والصبر، والمصطكى،
26
والافسنتين، والكندر، <والزنجبيل> والسنبل وأما الأدهان فمثل دهن الناردين
27
ودهن المصطكى.
3-463
1
وكثيرًا ما يكون سبب اجتماع المادة فى المعدة احتباس استفراغات منقية لها،
2
لا انصباب لها. وفى مثل هذا يجب ان يستفرغ ما اجتمع، ويفتح وجه سيلانه،
3
ويمال عن المعدة اليه، ولا يخرج من المعدة خلطًا إلا الى جهة ميله فى الإستفراغ،
4
وان اشكل فاخرج الطافى، والذى يلى الفم بالقىء، والذى بخلافه بالإسهال.
5
فان كان الخلط متشربًا مداخلا ولن يكون إلا رقيقًا فى قوامه فافضل ما يعالج به
6
الصبر، والمغسول اصلح للتقوية، وغير المغسول للتنقية؛ فانه اذا غسل ضعف
7
استفراغه وتنقيته.
8
والأيارج اوفق من كليهما؛ لما فيه من العقاقير المصلحة والمعينة، والمانعة
9
من المضرة، وخصوصًا الساذج الغير المخلوط بالعسل، فان المخلوط بالعسل وان
10
كان اكثر اسهالا من نواحى مختلفة لانه اكثر بقاء فى المعدة. فان تقويته اقل، لان العسل
11
يكسر من قوته فى التقوية والتنقية المستقصية جميعًا، ويجب اذا شربه ان يتمشى بعده
12
بقصد، ولا يحتاج الى ان يغير لأجله تدبيره. وربما زالت العلة بشرية واحدة من الأيارج
13
فان كان هناك سقوط شهوة او غثيان جعل بدل الزعفران فى الأيارج ورد احمر. و
14
اذا وجدت حرارة ملتهبة فلا تستعمل الأيارج، فانه ربما زاد فى سوء المزاج، وخصوصًا
15
اذا ظن ان هناك مادة ولم تكن مادة. وبالجملة فان الأيارج انفع دواء للأخلاط
16
المرارية فى المعدة وخصوصًا بطبيخ الافسنتين.
17
نسخة ايارج لهذا الشان خفيف
18
يوخذ فقاح الإذخر، وعيدان البلسان، وا اسارون، ودار صينى من كل واحد جزء
19
واذا لم يرد به قوة الإستفراغ بل التنقية المعتدلة جعل وزن كل دواء جزء ونصف.
20
ومن الحبوب المجربة النافعة فى ذلك
21
ان يوخذ من الصبر، درهم ومن الهليلج الأصفر والورد نصف درهم،
22
ويعجن بعصير الهندباء والسفرجل المسهل المتخذ من السفرجل والسكر و
23
السقمونيا. وربما اقتصر على دانق سقمونيا يسقى فى ثلت اواقى من الدوغ
24
المصفى عن زبده المتروك ساعة حتى يحسن امتزاجه والجلنجبين المسهل
25
عظيم النفع فى ذلك. وكذلك الشاهترج، وخصوصًا المرارى وطبيخ الافسنتين
26
والإجاص والتمر هندى وشراب الورد المسهل أيضًا، وخصوصًا
3-464
1
فى الصيف. وكذلك ماء الجبن بالإهليلج وقيل سقمونيا او صبر لمن يريد ان يستفرغ
2
مادة صفراوية.
3
دواء الجالينوس جيد: يوخذ الأفسنتين الرومى خمسة دراهم، والورد الأحمر
4
الصحيح عشرون درهمًا يطبخ برطلين ماء حتى يبقى نصف رطل ثم يسقى كما هو او مع
5
سكر قليل. والصبر موافق فى استفراغات المعدة. والسقمونيا موذ للمعدة ومضاد لها،
6
فلا تقد من عليه إلا عند الضرورة. وفى مثل هذه المواد ينتفع بالفصد اذا كان هناك
7
امتلأ لتحرك الأخلاط الى العروق والأطراف، ويكون للأخلاط التى فى المعدة
8
منفذ يندفع فيه. وقد جرب سقى الأيارج فى طبيخ الأفسنتين فهو غاية.
9
ا
10
وقد جرب سفرجلى بهذه الصفة: يوخذ لحم السفرجل المشوى فى العجين
11
مقدار ثلاث اواقى، ومن الزعفران والأفسنتين من كل واحد درخمى ونصف، ومن
12
دهن شجرة المصطكى ودهن السفرجل ثمانية درخميات، يعجن بشراب ريحانى ويستعمل،
13
فيقوى المعدة التى بهذه الصفة ويمنع قبولها الأخلاط الحارة.
14
ومما جرب ايضًا: ان يوخذ من الأفسنتين عشرة دراهم، دار صينى خمسة
15
دراهم، عيدان البلسان ثلاثة دراهم، سنبل ثلاثة دراهم، ورق الورد الطرى درهمان،
16
عود درهم، مصطكى درهم، يطبخ فى الماء الكثير حتى يعود الى القليل الى قدر رطل
17
او اقل ويصفى وينقع فيه الصبر، والشربة اوقية كل يوم الى ان تظهر العافية.
18
فان كان الخلط مصبوبًا لا لحوج له ولا غلظ، انتفع بالقىء بماء الفجل والسكنجبين
19
وماء العسل وماء الشعير مخلوطًا بالسكنجبين الحار وما يجرى مجراه من المقيئات الخفيفة.
20
وربما كفى الماء الحار وحده او ماء بدهن، او بزيت حار وحده، او سكنجبين مع
21
ماء حار وحده. والما الحار مع عسل قليل يغسل المادة، فربما قذفها الطبع بالقىء،
22
وربما حطها الى اسفل. وقد يعالج مثل هذه المادة بالإسهال أيضًا بما ذكرناه ان كان
23
القىء لا يبلغ منه المراد، او كانت الى قعر المعدة اميل. واذا اردت ان تسهل
24
بالأيارج فى مثل هذه المادة سقيت بعد الحمام فى اليوم المتقدم ماء الشعير.
25
وربما كان هذا الخلط اللذاع قليلًا، وكان استعمال سويق الشعير بماء الرمان
26
يزيل اذاه لنشف السويق وتجفيفه، وتقوية ماء الرمان لفم المعدة، فلا تقبله. فان
27
كان الخلط غليظًا فمن الصواب ان يقطع ويلطف بالأشربة المقطعة الملطفة و
28
الأدوية المقطعة؛ مثل السكنجبين، والكواميخ، والكبر، والخردل، والزيتون،
29
وبالأضمدة الملطفة، ثم يسهل بما يخرح مثله، وان يستعمل القىء ثم الإسهال
3-465
1
كان <كل ذلك> صوابًا وان كانت عاصية لا تنقلع فيجب ان يقيأ بما هو اقوى، مثل طبيخ
2
جوز القىء والخردل والفلفل.
3
دواء يقيئ البلغم: لباب القرطم يذاف بماء الشبث المدقوق ويلقى عليه
4
دهن الغار ويسقى العليل، ويغمس فيه ريشة ويتقيأ بها.
5
فاذا تنقت المعدة فاستعمل ما يعدل المزاج ويسخنه ويلطف لئلا تولد تارة
6
اخرى. واذا اردت الإسهال فى مثل هذه المادة سقيته يومًا قبله بعد الحمام ماء الحمص
7
ويجب ان تستعمل لهم ذلك كثيرًا. والإستحمام. بمياه الحمات والأسفار والحركات
8
نافع لهم.
9
وكثيرًا ما يكون من عادة الإنسان ان يجتمع فى معدته بلغم كثير، فيستعمل الكراث
10
والسلق والخردل فيبرأ بتقطيع ذلك لجرم الخلط، واسهال يعرض لصاحبه، وان
11
كان البلغم حامضًا سقوا الأيارج بالسكاجبين، واستعملوا دواء الفوذنج، والأدوية
12
المسهلة الصالحة للأخلاط الغليظة بهذه الصفة، هى حب الأفاوية، وحب الصبر
13
الكبير، وحب الإصطمخيقون، والصبر فى السكنجبين البزورى القوى البزور المتخذ
14
بالعسل.
15
الايارج الغليظة: يوخذ بزر الكرفس ستة اطراف، الأفسنتين، انيسون، بزر
16
الرازيانج من كل واحد ثلاثة، فلفل ابيض، مر، اسارون من كل واحد جز ونصف،
17
قسط، سنبل رومى، كاشم من كل واحد جزءان، مصطكى وزعفران من كل واحد جزء،
18
صبر ثمانية اجزاء، يقرص ويشرب كل يوم قرصة وزن مثقال ينقى المعدة بالرفق.
19
وربما احتيج الى الأيارجات الكبار. ومما ينتفع به هؤلاء خصوصًا بعد تنقية
20
سابقة الإهليلج الكابلى المربى؛ وشراب الأفسنتين، والزنجبيل المربى، واوفق الأغذية
21
لهم مرقة القنابر والعصافير دون الفراخ؛ فان اجرام الفراخ بطيئة الإنهضام طويلة المكث
22
فى المعدة.
23
واعلم ان الصحناة مجففة للمعدة منشفة للفضول الرطبة كلها. وماء الحديد
24
المعدنى او المطفأ فيه الحديد المحمى مرارًا كثيرة نافع للمعدة الرطبة والسكنجبين العنصلى
25
شديد النفع والسفرجل الساذج جيد للمواد الحارة والذى بالفلفل والزنجبيل للمواد
26
الغليظة الباردة.
27
وفسخته: يوخذ من عصارة السفرجل المائى القليل العفوصة جزء، ومن العسل
28
المبرود والسكر المحرور جزء، ومن خلّ الخمر الثقيف نصف جزء، ويقوّم على نار
29
لينة ويرفع. فان اريد ان يكون اشد قوة للمبرود جعل فيه الزنجبيل والفلفل. ومما
3-466
1
ينفع فى تحليل المواد الغليظة من المعدة اعتناق الصبى، الذى لم يدرك بل راهق،
2
بلا حجاب.
3
وربما اجتمع فى المعدة خلطان متضادان، وكان المتشرب مثلا من الرقيق
4
المرارى والمحوى فى التجويف من الغليظة، فيجب ان يقصد قصد اعظهما آفة. و
5
اذا كان الخلط الموذى حارًا لذاعًا يعرض منه الغشى والتشنج فدبره بما ذكرنا فى
6
باب الغشى. واول ما يجب ان يبارد اليه تجويعه ماء فاترًا، فانهم اذا قاؤا اخلاطهم
7
سكن ما بهم. واذا كان الخلط الموذى المنصب سوداويًا فينفع منه طبيخ الفوذنج
8
مع عسل، وطبيخ الأفثيمون والفوذنج البرى.
9
ومما ينفع من ذلك: أن يعجن الشب والقلقديس والنحاس المحرق بالعسل
10
ويوضع على المعدة. ويجب ان يصيرّ على معدهم فى وقت صعوبة العلة اسفنجة
11
مبلولة بخل حاد جدًا. فاذا كان الخلط باردًا رطبًا فاقتصر على المسخنات المحللة
12
ولا تدخل فيها ما يجففه بالقبض، فانه خطر عظيم، سواء كان غذاء او دواء. وقد
13
تكون المادة توذى بكثرتها لا بفسادها، وهذه تستعمل فى تدارك ضررها الأدوية و
14
الأغذية القابضة من غير مراقبة شيئ.
15
وأما علاج اورام المعدة فقد افردنا له ابوابًا من بعد <ذلك>؛ وكذلك علاج
16
الرياح والنفخ. وأما علاج سخافة المعدة فان تستعمل عليها الأضمدة المسخنة
17
القابضة التى ذكرناها، وخصوصًا العطرة التى فيها موافقة للقلب والروح، وتستعمل
18
الجوار شنات المعطرة والقابضة كالحوزية وجوارشن القاقلة ونحو ذلك مما ذكرنا فى
19
باب علاج برد المعدة ورطوبتها، وأن تجفف الأغذية ويلطفها ويتناولها فى مرات،
20
فلا يثقل على المعدة، ولا تمتلى من الشراب دفعة، ولا يتحرك على الطعام، ولا على الشراب،
21
ولا تشرب على الطعام. وأن يكون ما يشربه شرابًا قويًا عتيقًا الى العفوصة ما هو و
22
يتناوله قليلا.
23
وأما علاج السدة الواقعة فى المجارى القريبة من المعدة التى اليها او منها،
24
مثل المجارى اليها من الطحال، او منها الى الكبد، فعلاجها المفتحات مثل الأيارج
25
والأفسنتين. وأما علاج الصدمة والضربة والسقطة على المعدة فمنها الأقراص
26
المذكورة فى الاقراباذين، التى فيها الكهرباء واكليل الملك ضماد نافع من ذلك: يوخذ
27
من التفاح الشامى المطبوخ المهرى فى الطبخ المدقوق ناعمًا وزن خمسين درهمًا، و
28
يخلط بعشرة لاذن، ومن الورد ثمانية دراهم، ومن الصبر ستة، يعجن الجميع بعصارتى
29
لسان الثور وورق السرو، ويخلط به دهن السوسن، ويفتر ويشد على المعدة ايامًا.
3-467
1
|273rb13|فصل فى علاج من يتأذى بقوة حس معدته
2
اذا افرط الأمر فى ذلك لم يكن بد من استعمال المخدرات برفق. ويجب ان
3
يجعل غذاؤه ما يغلظ الدم كالهرائس ولحم البقر الى ان يحوج الى المخدرات. وان
4
كان الموذى حارًا فيجب ان ينقى نواحى المعدة بالأيارج مرارًا، وان لا يوخر طعامه
5
بل يجب فى امثال هؤلأء ان يطعموا فى اول جوعهم خبزًا بربوب الفواكه، او مغموسًا
6
فى الماء البارد وماء الورد. وربما غمس فى شراب ممزوج مبرد، فان ذلك يقوى فم
7
المعدة أيضًا. واذا كان الموذى باردًا فاكثر ما يعرض لهم انما يعرص لهم رعشة
8
وتشنج فيجب ان يقوى فم معدهم بالشراب القابض وبالأدوية العطرية القابضة
9
الملطفة وتستفرغ الخلط الذى فيها.
10
|273rb33|تدبير من تكون معدته صغيرة
11
يجب ان يجعل غذاؤه ما هو قليل الكمية كثير الغذاء [ويغذى مرات فى اليوم
12
والليلة، بحسب حاجة واحتماله]
13
فصل فى الأمور الموافقة للمعدة
14
أما الأغذية فأنفعها لها ما فيه قبض ومرارة بلا حدة ولذع. والأصحاء ينتفعون
15
فى تقوية معدهم بالقوابض وأما المحمومون فلا يجب ان يفرط عليهم فى ذلك بما
16
قبضه شديد، فان ذلك يجفف افواه معدهم تجفيفًا ضارًا، فيجب ان يرفق عليهم اذا
17
لم يكن بد من ذلك. ومن الأغذية الموافقة للمعدة المقاومة لضعفها، على ما شهد به
18
جالينوس، الجلود الداخلة من قوانص الدجاج. وترك الجماع نافع لهم فى تقوية
19
المعدة جدًا.
20
ومن التدبير الموافق لا كثر المعد استعمال القىء فى الشهر مرتين حتى لا يجتمع
21
فى المعدة خلط بلغمى، واسهل ذلك القىء بالفجل والسمك يوكلان حتى اذا عطش
22
جدًا، شرب عليهما السكنجبين العسلى او السكرى بالماء الحار وقذف؛ ولا يجب ان
23
يزداد على ذلك فتعتاد الطبيعة قذف الفضول الى المعدة، واعلم ان القىء السهل الخفيف
24
غير العنيف ولا المتواتر فى وقت الحاجة عظيم المنفعة. ومن التدبير الموافق لأكثر المعد
25
الإقتصار من الطعام على مرة واحدة من غير امتلاء من تلك المرة.
3-468
1
واما المسهلات: فاوفقها لهم الصبر والأفسنتين حشيشًا لا عصارة، فان العصارة
2
تفارق القبض المحتبس فى الحشيشة. وقد يوافق المعد من الأنقال الزبيب الحلو لما
3
فيه من الجلاء المعتدل، وهو مما يسكن التلذيع اليسير الذى يعرض للمعدة بجلائه.
4
فأما التلذيع الكثير فيحتاج الى اقوى منه. وحب الأس نافع للمعدة. والكبر المطيب
5
أيضًا. ومن البقول الخس للمعد التى الى الحرارة. وكذلك الشاهترج والكرفس
6
عام النفع. وكذلك النعنع والراسن المربّى بالخل. ومما يوافق المعدة بالخاصية و
7
يوافق المرى أيضًا الحجر المعروف باليشب اذا علق حتى يجاور المعدة، او اتخذت
8
منه قلائد، فكيف اذا ادخل فى المعاجين او شرب منه نصف درهم.
9
|273va21|فصل فى الأمور التى فى استعمالها ضرر بالمعدة
10
اعلم ان اكثر امراض المعدة تابعة للتخم، فاجتنبها واجتنب اسبابها من الأغذية، فى
11
كميتها وكيفيتها وكونها غير معتادة، ومن الأهوية ومن المياه المانعة للهضم الجيد
12
ومن اعداء المعدة الإمتلاء، فلذلك لا يخصب النهم، لان طعامه لا ينهضم فلا يوذى
13
منه البدن. وأما الممسك من الطعام وبه بقية من الشهوة فيخصب، لان هضم معدته
14
للطعام يجود.
15
واعلم ان الطعام الذى لا يوافق المعدة فى نفسه لا بسبب اجتماعه مع غيره
16
إما أن لا توافقه الكمية او الكيفية، وكل واحد منهما ان كان الى الخفة أميل طفا،
17
واستدعى الدفع بالقى، وان كان الى الثقل رسب واستدعى الدفع بالإختلاف وقد
18
يعرض ان يطفو بعضه ويرسب بعضه لإختلافه فى الخفة والثقل، واختلاف حركات
19
رياح يحدث فيها فيستدعى القىء والإسهال جمعيًا. فاعلم ان منع الثقل والريح عظيم
20
الضرر؛ فانه ربما ارتد له الثفل من لفافة الى لفافة نحو الفوق حتى يعود الى المعدة فيوذى
21
ايذأء عظيمًا. وربما هاج منه ايلاؤس وحدوث كرب وسقوط شهوة. والريح أيضًا
22
ربما ارتدت الى المعدة وارتفع بخارها الى الدماغ، فأذى ايذًاء شديدًا وافسد
23
ما فى المعدة.
24
واعلم ان كل ما لا قبض فيه من العصارات خاصة ومن غيرها عامة فهو ردئ
25
للمعدة. وجميع الأدهان ترخى المعدة ولا توافقها، واسلمها الزيت ودهن الجوز ودهن
26
الفستق. ومن الأدوية والأغذية الضارة بالمعدة فى الأكثر حب الصنوبر، والسلق،
27
والباذروج، والشلجم غير المهرىّ بالطبخ، والحماض، والسرمق، والبقلة اليمانية
28
إلا بالخل والمرى والزيت. ومن هذه الحلبة والسمسم، فانهما يضعفان المعدة.
3-469
1
واللبن ضار للمعدة، وكذلك المخاخ والأدمغة. ومن الأشربة ما كان غليظًا حديثًا.
2
ومن الأدوية. حب العرعر وحب الفقد.
3
واعلم ان جميع الأدوية المسهلة وجميع ما يستبشع ردئى للمعدة. والجماع
4
اضر الأشياء بالمعدة وتركه من انفع الأشياء لها. والقىء العنيف، وان نفع من جهة
5
التنقية، فيضر ضررًا كثيرًا بالتضعيف. [والجوع المفرط وكل طعام غليظ ضار للمعدة]
6
|273vb12|المقالة الثانية من هذا الفن
7
فى تدبير آلام المعدة وضعفها وحال شهوتها
8
|273vb13|فصل فى وجع المعدة
9
وجع المعدة يحدث إما لسؤ مزاج من غير مادة وخصوصًا الحار اللذاع، او مع
10
ا
11
مادة وخصوصًا حارة لذاعة، او لتفرق اتصال من سبب ريحى ممدد، او لاذع محرق،
12
اوجامع للامرين كما يكون فى الأورام الحارة. وقد يكون من قروح اكالة. ومن
13
الناس من يعرض له وجع المعدة عند الأكل ويسكن بعد الإستمراء. واكثر هؤلأء اصحاب
14
السوداء واصحاب المالنخوليا المراقى.
15
ومن الناس من يعرض له الوجع فى آخر مدة حصول الطعام فى المعدة، وعند
16
الساعة العاشرة وما يليها. فمنهم من لا يسكن وجعه حتى يتقيأ [شيئًا حامضًا] كالخل
17
تغلى منه الأرض، ثم يسكن وجعه. ومنهم من يسكن وجعه بنزول الطعام لا بقىء. ومن
18
الفريقين من يبقى على حالته مدة طويلة. وسبب الاول هو انصباب سوداء من الطحال
19
الى المعدة، وسبب الثانى انصباب صفراء اليها من الكبد. وإنما لا يؤلمان فى اول
20
الأمز؛ لانهما يقعان فى القعر. فاذا خالطهما الطعام ربوا بالطعام وارتقيا الى فم المعدة.
21
ومن الناس من يحدث لمعدته وجع او حرقة شديدة، فاذا اكل سكن، وسببه
22
انصباب مواد لذاعة الى المعدة اذا خلت عن الطعام إما حامضة سوداوية وهى فى
23
الأقل، او حادة صفراوية وهى فى الأكثر. ومن الناس من يحدث به لكثرة الأكل،
24
ومعاودته لا على حقيقة الجوع ولإمتلاء بدنه من التخم، حرقة فى معدته لا تطاق. وقد
25
يكون وجع المعدة [من] ريح إما وجعًا قويًا، وإما وجعًا ممغصًا.
26
ومن الناس من يكون شدة احساس معدته، واتفاق ماذكرناه من الأخلاط
27
المرارية التى ينصب اليها سببًا لوجع عظيم يحدث لمعدته غير مطاق. وربما احدث
3-470
1
غشيًا. وربما حدث من شرب الماء البارد وجع فى المعدة مقلق مصيح. وربما مات
2
فجأة لتادى الوجع الى القلب. وربما انحدر الوجع فاحدث القونج. ومن طال به
3
وجع المعدة خيف ان يجلب ورم المعدة. وينذر فى الحوامل باختناق الرحم، على
4
ان وجع فم المعدة يكثر بالحوامل.
5
وقد قيل فى كتاب الموت السريع: انه اذا ظهر مع وجع المعدة على الرجل
6
اليمنى شىء يشبه بالنفاخة خشن، فان صاحبه يموت فى اليوم السابع والعشرين. ومن
7
"امارة ذلك ان يشتهى'' الأشياء الحلوة، وأن من كان به وجع البطن فظهر بحاجبه
8
آثار وبثر سود يشبه الباقلى ثم يصير قرحة ويثبت الى اليوم الثانى او اكثر، فانه يموت،
9
وهذا الإنسان يعتريه السبات وكثرة النوم ويقوى مرضه.
10
العلامات: علامات الأمزجة الساذجة هى العلامات المذكورة، وعلامات
11
ما يكون من الأمزجة مع مواد: هى العلامات المذكورة أيضًا. واللذع مع الإلتهاب
12
دليل على مادة حادة الكيفية، حارة، او مالحة. فان كان اللذع ليس براتب بل يتجدد
13
دل على انصاب المادة الصفراوية من الكبد، وربما اورث لذع المعدة حمى يوم. و
14
اللذع الراتب قد يورث حمى غب لازمة، ويورث مع ذلك وجعًا فى الجانب الأيمن
15
فيدل على مشاركة الغشاء المجلل للكبد. واذا سكنت الحمى، وبقى اللذع فلانصباب
16
مادة من فضول الكبد، او سؤ مزاج حار، او خلط لحج فى المعدة، وبغير التهاب يدل
17
على مادة حامضة.
18
وعلامة ما يكون من جملة ذلك: حدوث الوجع فيه بعد ساعات على الطعام.
19
<و علامة ما يكون من ذلك> بسبب السوداء: هى ان يعرض قئى خلى حامض فيسكن
20
به الوجع، وأن يكون الطحال ماؤفًا، والهضم ردئيًا. وعلامة ما يكون من ذلك بسبب
21
الصفراء: ان لا يحدث قىء خلى، بل ان كان، فراريًا، وأن لا يكون الهضم ناقصًا،
22
وتكون علامات الصفراء ظاهرة، والكبد حارة ملتهبة. وعلامة ما يكون من ريح: حبشاء،
23
وقراقر، وتمدد فى الشراسيف والبطن.
24
العلاج: أما علاج ما كان من سؤ مزاج حار ان يسقى رائب البقر، والدوغ
25
الحامض، والماء البارد، ويطعم الفراريج والقباج والدراريخ بالماش، والقرع،
3-471
1
وبقلة الحمقاء، والسمك الصغار مصلوقة بخل. ومن الأشربة السكنجبين ورب
2
الحصرم، ومن الأدوية اقراص الطباشير، ويستعمل الضمادات المبردة. وان رأيت
3
نحافة وذبولا فاستعمل الأبزنات، واسقه الشراب الرقيق الممزوج، واتخذ له الأحسا،
4
المسمنة اللطيفة المعتدلة. واذا كان الوجع من خلط مرارى حار استفرغت، واستعملت
5
السكنجبين المتخذ بالخل المنقع فيه الأفسنتين مدة.
6
ومن اوجاع المعدة: الباردة، والريحية. فان كانت خفيفة سكنها التكميد
7
بالجاورس. والمحاجم بالنار وخصوصًا اذا وضع منها محجمة كبيرة على الموضع
8
ا
9
الوسط من مراق البطن حتى يحتوى على السرة من كل جانب، ويترك كذلك ساعة من غير
10
شرط، فانها يسكن الوجع فى الحال تسكينًا عجيبًا. ويسقى الشراب الصرف، والتمريخ
11
بالأدهان المسخنة، وهذا أيضًا يحل الأوجاع الصعبة. والزراوند الطويل عظيم
12
النفع فى تحليل الأوجاع الشديدة الريحية. وكذلك الجندبيدستر اذا شرب بخل خمر
13
ممزوج، او كمد به البطن من خارج بزيت عتيق. والريح يحللها شرب الصرف من
14
الشراب، والفزع الى النوم، والرياضة على الخواء، واستعمال ما ذكر فى باب النفخة
15
ان اشتدت الحاجة الى القوى من الأدوية.
16
وان كان الوجع من ريح محتقنة فى المعدة او ما يليها نفع منه حب الغار، و
17
الكمون المقلو. وان كان الوجع من سوداء نفاخة فيجب ان يكمد بشىء من شب،
18
وزاج مسحوقين بخل حامض، وأن يكمد أيضًا بقضبان الشب مسحوقة. وان كان
19
الوجع من ورم فعلاجه العلاج الذى نذكره فى باب ورم المعدة. فان لم يمهل الوجع
20
ارخى بالشحوم، والنطولات المتخذة من الشبث ونحوه.
21
وعلاج الوجع الهايج بعد مدة طويلة، المحوج الى قذف مادة خلية، هو
22
تقوية المعدة بالتسخين، "والضمادات'' الحارة، والشراب الصرف، والمعاجين الكبار،
23
واطعامه المطجنات، وها من شانه ان يتدخن فى المعدة الحارة مثل البيض المشوى
24
والعسل. وعلاج الذى يحدث به الوجع الى ان ياكل استفراغ الصفراء، والطفية
25
ان كان من صفراء، اواستفراغ السوداء ان كان من سوداء او امالة الخلطين الى غير
26
جهة المعدة بما ذكرناه فى باب القانون وأن يقوى فوه المعدة ويجب بعد ذلك ان
27
يفرق الغذاء، وأن يطعم كل منهما غذاء قليلا فى المقدار كثيرًا فى التغذية، وان لا يشربا
28
عليه الا تجرعًا، وليدافعا الى وقت الجوع فاذا انقضى شربًا حينئذ.
3-472
1
وأما الوجع الذى يعترى بعد الطعام ولا يسكن إلا بالقئى، وهو وجع ردئى،
2
فالصواب فيه ان يسقى كل يوم شيئًا من عسل قبل الطعام، وان يتامل سبب ذلك من
3
باب القىء ويستفرغ بما يجب ان يستفرغ من نقيع الصبر ونحوه، ثم يستعمل اقراص
4
الكوكب. ومما ينفع من ذلك: ان يوخذ كندر، مصطكى، شونيز، نانخواه، قشور
5
الفستق الأخضر، عود نىء اجزاء متساوية يدق وينخل ويعحن بعسل الأملج، ويتناول
6
منه قبل الطعام مقدار درهمين الى مثقالين. وينفعه استعمال الكزبرة، وشراب الرمان
7
بالنعنع، وسائر ما قيل فى ابواب القىء. ومما ينفع اوجاع المعدة بالخاصية على ما
8
شهد به جالينوس: الجلود الداخلة فى قوانص الدجاج. وكثير من لذع المعدة يسكنه
9
الأشياء الباردة كالرائب ونحوه.
10
|274rb48|فصل فى ضعف المعدة
11
ضعف المعدة اسم لحال المعدة اذا كانت لا تهضم هضمًا جيدًا، ويكون
12
الطعام يكر بها اكرابًا شديدًا من غير سبب فى الطعام من الأسباب المذكورة فى باب فساد
13
الهضم. وقد يصحبها كثيرًا خلل فى الشهوة وقلة؛ ولكن ليس ذلك دائمًا، بل ربما
14
كانت الشهوة كثيرة والهضم يسيرًا، ولا يدل ذلك على قوة المعدة. واذا زاد سببها
15
قوة كان هناك قراقر وجشاء متغير وغثيان، خصوصًا على الطعام، حتى انه كلما تناول
16
طعامًا رام ان لا يتحرك او يقذفه، وكان لذع ووجع بين الكتفين فاذا زاد السبب <قوة>
17
جدًا لم يكن حبشاء ولم يسهل خروج الرجيع او كان لا لبث له ويستطلق سريعًا، و
18
يكون صاحبه ساقط النبض سريعًا الى الغشى، ويطلب الطعام. فاذا قرب منه نفر عنه،
19
او نال شيئًا يسيرًا، وتصيبه الحمى بادنى سبب، وتظهر به اعراض المالنخوليا المراقى.
20
واعلم: ان ضعف المعدة يكاد ان يكون سببًا لجميع امراض البدن. وهذا
21
الضعف ربما كان فى اعالى المعدة، وربما كان فى اسافلها، وربما فيها جميعًا. و
22
اذا كان فى اعالى المعدة كان التأذى بما يؤكل فى اول ما يؤكل، وحين ما هو فى اعالى
23
المعدة. وان كان فى اسافل المعدة كان التأذى بعد استقرارالطعام فيظهر اثره فى البراز
24
واسباب ضعف المعدة الأمراض الواقعة فيها المذكورة، والتخمة المتوالية. وقد
25
يفعله كثرة استعمال القىء
26
واهل التجااب يقتصرون فى معالجتها على التجفيف والتيبيس، وعلى ما
27
اشرنا اليه فى باب تدارك المزاج البارد الرطب الذى يعرض للمعدة. وأما الحق فهو ان
28
ضعف المعدة يتبع كل سؤ مزاج فيجب ان تعرف المزاج ثم تقاوم بالعلاج، فربما كان
29
الضعف ليبوسة المعدة فاذا عولج بالعلاج المذكور الذى اقتصر عليه اصحاب التجارب
3-473
1
كان سببًا للهلاك. وربما كان الشفاء فى سقيه ماء باردًا وشربه من مخيض البقر مبردة على
2
الثلج، واستعمال الفواكه الباردة. وربما كان ضعيف المعدة يعالج بالمسخنات، و
3
يغلب عليه العطش، فيخالف المتطببين فيمتلى ماء باردًا ويعافى الوقت. وربما اندفع
4
الخلط المؤذى بسبب الإمتلاء من الماء ان كان هناك خلط، فخرج بالإسهال ويخلص
5
العليل عما به. والإسهال مما يضعف المعدة ويكون معه صداع.
6
واعلم: ان قوة المعدة التامة هى قوة جميع قواها الأربع فأيتها ضعفت فذلك
7
ضعف المعدة. ولكن الناس قد اعتادوا ان يحيلوا ذلك على الهاضمة. وكل قوة منها
8
فانها تضعف لكل سؤ مزاج؛ لكن الجاذبة تضعف بالبرد والرطوبة فى اكثر الأمر، فلذلك
9
يجب ان تحفظ بالأدوية الحارة اليابسة، إلا ان يكون ضعفها بسبب آخر. والماسكة
10
يجب ان تحفظ فى اكثر الأمر باليابسة مع ميل الى برد. والدافعة بالرطوبه مع برد.
11
والهاضمة بالحرارة مع رطوبة.
12
واعلم: ان اردأ ضعف المعدة ما يقع من تهلهل نسج ليفها، ويدلك [على]
13
ذلك ان لا تجد هناك علامة سؤ مزاج ولا ورم، ولا ينفع تجويد الأغذية، فهنالك
14
فاعلم ان المعدة قد بليت.
15
والآفة تدخل على القوة الماسكة إما بان لا تلتف المعدة على الطعام اصلا،
16
او تلتف قليلا، او تلتف التفافًا ردئيًا مرتعشًا، او خفقانيا، او متشنجًا. فمن ذلك ما تحس
17
به المريض احساسًا بينًا كالتشنج والخفقان. وأما الرعشة فربما لم يشعر بها الشعور البين؛
18
لكن [قد] يستدل عليها بما يحس من تعب المعدة وشوقها الى انحطاط الطعام عنها
19
من غير ان يكون الداعى الى ذلك قراقر وتمدد ونفخ. فان افرطت الرعشة وصارت
20
رعدة احس بها كما يحس بارتعاد سائر الأعضاء، وعلى الجاذبة فى ان لا يجدب
21
اصلا. وقوم يسمون هذا استرخاء المعدة او يجذب بكد كما يكون فى ابتداء العلة
22
التى تسمى استرخاء المعدة، او يكون جذبها متشوشًا كانه متشنج او مرتعش. وضعف
23
"القوة المغيرة" يؤدى الى الإستسقاء اللحمى.
24
واعلم: ان المعدة اذا ضعفت ضعفًا لا يمكنها ان تغير الغذاء البتة من غير سبب
25
غير ضعف المعدة، فان الأمر يؤل الى زلق الأمعاء؛ لكن الأغلب فى ضعف المعدة
26
السبب الذى يقصد اصحاب التجارب قصد تلافيه من حيث لا يشعرون، فلذلك ينتفع
3-474
1
بالتدبير انما ثور عنهم فى اكثر الأمز. ويجب ان تكون الأضمدة والمروخات
2
المذكورة اذا اريد بها فم المعدة ان يسخن شديدًا. فان الفاتر يرخى فم المعدة.
3
وقد يستعمل جالينوس فى هذا الباب قيروطيًا على هذه الصفة: يوخذ من الشمع
4
ثمانية مثاقيل، ومن دهن الناردين الفائق اوقية، [ويخلطان] ويخلط بهما ان كانت
5
المعدة شديدة الضعف حتى لا تمسك الطعام من الصبر، والمصطكى من كل واحد
6
مثقال ونصف ''او مثقال واحد'' ومن عصارة الحصرم مثقال، ويوضع عليها وقد
7
ضمن جالينوس أيضًا ان جميع علل المعدة التى ليس معها حرارة شديدة او يبوسة شديدة،
8
فانه يبرأ بالسفر جلى الذى على هذه الصفة: يوخذ من عصارة السفرجل رطلان، ومن
9
الخل الثقيف رطل، ومن العسل مقدار الكفاية، ويطبخ حتى يصير فى قوام العسل،
10
وينثر عليه من الزنجبيل اوقية وثلث الى اوقيتين ويستعمل.
11
دواء قريب منه: يوخذ من السفرجل المشوى ثلثة ارطال ومن العسل ثلثة ارطال
12
يخلطان، ويلقى عليهما من الفلفل ثلث او اقى ومن بزر الكرفس الجبلى اوقية. ومما
13
ينفع المعدة الضعيفة استعمال الصياح وجميع ما يحرك الصفاق. ومن الأدوية الجيدة
14
للمعدة الضعيفة المسترخية الإطريفلات، ودواء الفرس وصفته: ان يوخذ الهليلج
15
الأسود المقلو بسمن البقر عشرة دراهم، ومن الحرف المقلو خمسة دراهم، ومن
16
النانخواه، والصعتر الفارسى من كل واحد ثلثة دراهم، خبث الحديد عشرة دراهم،
17
الشربة درهمان بالشراب القوى.
18
نسخة ضماد جيد لضعف المعدة مع صلابتها:
19
ثمان كرمات، فقاح، الإذخرست عزمات. ابهل ثمانية عشر عزمة، مقل اثنان وثلثون
20
عزمة، شمع ستة عشر اوقية، صمغ البطم اربع اواقى، راتينج مغسول رطل ونصف،
21
حماما ثمانية عشر درخمى، اشق اثنان وثلاثون عزمة، ناردين ست اواقى
22
ارميون ثمان اواقى، صبر اوقية، دهن البلسان اوقيتان، قرفة اوقية. وشراب حب الأس
23
نافع جدًا لهم، وفى النعنع منفعة ظاهرة <لهم> وفقاح قرنفل البسابس مما يقع فى
24
اضمدة المعدة الحارة والباردة. والزفت من الأضمدة الباردة الضعيفة.
25
واعلم: ان ضعف المعدة ربما كان سببًا لبطؤ انحدار الطعام اذا كانت الدافعة
26
ضعيفة، فيجب ان يكون الخبز المخبوز لهؤلاء كثير الخمير. وربما كان سببًا لسرعة
3-475
1
انحدار الطعام لبلتها المزلقة، وضعف قوتها الماسكة، فيجب ان يكون الخبز المخبوز
2
لهم الى الفطرة ما هو.
3
|275ra1|فصل فى علامات التخم وبطلان الهضم
4
ان من علامات ذلك ورم الوجه، وضيق النفس، وثقل الرأس، والوجع
5
فى المعدة، وفواق، وكسل، وبطؤ الحركات، وصفرة اللون، ونفخة فى البطن
6
والأمعاء والشراسيف، وجشاء حامض او حريف دخانى منتن، وغثى، وقى،
7
واستطلاق مفرط، او احتباس مفرط.
8
|275ra10|علاج التخم
9
يجب ان يستعمل القىء، وتليين الطبيعة بالاسهال والصوم، و
10
وترك الطعام ما اطيق، والإقتصار على القليل اذا لم يطق، والرياضة، و
11
الحمام اذا لم يكن امتلاء يخاف حركته بالحركة، فان خيف استعمل السكون والنوم
12
الطويل، ثم يدرج الى الطعام، والحمام بعد مراعاة مبلغ ما يجود هضمه، واعتبار
13
علامات جودة الهضم المذكورة فى بابه. وربما كانت التخم لكثرة النوم والدعة؛ فان
14
النوم؛ وان نفع من حيث يهضم، فان الحركة تنفع من حيث تدفع الفضل، والنوم
15
يضر من حيث يحتاج الفضل الى الدفع، واليقظه تضر من حيث تحتاج المادة الى الهضم
16
وربما ادت التخم والأكل لا على حقيقة الجوع [الى] ان يحدث بالمعدة حرقة وحدّة
17
لا تطاق؛ وهؤلاء قد ينتفعون بعلاج التخم ويبرئهم معجون سوطرا وهؤلاء ربما
18
تأذوا الى قذف ما ياكلون.
19
|275ra30|فصل فى بطلان الشهوة وضعفها
20
قد يكون بسبب حرارة ساذحة، او مع مادة فتشوّق الى الترطيب البارد الذى
21
هو شراب، دون الحار اليابس الذى هو الطعام. والذى بمادة هو اشد فى ذلك و
22
اذهب بالشهوة. والبرد اشد مناسبة للشهوة، ولهذا ما تجد الشمال من الرياح، والشتاء
23
من الفصول شديدى التهيج للشهوة. ومن سافر فى الثلوج اشتدت شهوته جدًا؛ و
24
السبب فى ذلك ان الحرارة مرخية، مسيلة للمواد، مالية للمواضع بها، والبرودة بالضد.
3-476
1
على انه قد يكون السبب الضار بالشهوة سؤ مزاج بارد مفرط اذا أمات القوى
2
الحسية والجاذبة فضعفت الشهوة‘ وهنا فى القليل، بل قد يكون سبب كل مزاج
3
مفرط؛ فان استحكام سؤ المزاج ضعف القوى: ويسقط الشهوة فى الحميات لسؤ
4
المزاج، وغلبة العطش والإمتلاء من الأخلاط الردية الهائجة. وما اشد ما تسقط
5
الشهوة فى الحميات الوبائية واذا افرط الإسهال اشتدت الشهوة بافراط. والشهوة تسقط
6
فى اورام المعدة والكبد بشدة واذا لم تجد شهوة الناقهين وسقطت دلت على تكس؛
7
اللهم إلا ان يكون لقلة الدم وضعف البدن، فتامل ذلك.
8
وقد يكون سببه بلغمًا لزجًا كثيرًا حصل فى المعدة فينفر الطبع من الطعام الى
9
ما فيه حرارة وحدة، ثم يعرض من تناول ذلك أيضًا نفخ وتمدد وغثيان، ولا يستريح إلا
10
بالجشاء وقد يكون سببه دوام النوازل النازلة من الرأس الى المعدة.
11
وقد يكون سببه امتلاء من البدن، وقلة من التحلل، واشتغال من الطبيعة باصلاح
12
خلط ردئى، كما يكون فى الحميات التى يصبر فيها على ترك الطعام مدة مديدة، لان
13
الطبيعة لا تمتص من العروق، ولا العروق من المعدة اقبالا من الطبيعة على الدفع، واعراضًا
14
عن الجذب، وكما يستغنى الدب والقنفذ وكثير من الحيوانات عن الغذاء مدة فى
15
الشتاء مديدة، لان فى ابدانها من الخلط الفج ما تشغل الطبيعة باصلاحه وانضاجه
16
واستعماله بدل ما يتحلل وبالجملة: فان الحاجة الى الغداء هو ان يسد به عوض ما
17
يتحلل، فاذا لم يكن تحلل او كان للمتحلل بدل لم تفتقر الى غذاء من خارج.
18
وقد يكون السبب فيه ان العروق فى اللحم والعضل وسائر الأعضاء قد يعرض
19
لها من الضعف ان لا يمتص، ولا يصل الإمتصاص على سبيل التدافع الى فم المعدة؛
20
فلا تتقاضى المعدة بالغذاء كما اذا وقع لها الإستغناء عن بدل المتحلل؛ فانه اذا لم يكن
21
هناك حاجة الى يدل ما يتحلل فلم ينته مص العروق الى فم المعدة.
22
وقد يكون سببه: انقطاع السوداء المنصبة على الدوام من الطحال الى فم
23
المعدة فلا يدغدغها مشهية ولا يديغها متقية. فاذا بقى على سطح المعدة شيئ غريب
24
وان قل كانت كالمستغنية عن المادة المتحركة الى الدفع لا كالمشتاقة اليها المتحركة
25
الى الجذب.
26
وقد يكون سببه: بطلان القوة الحساسة فى فم المعدة فلا يحس بامتصاص
27
العروق وان امتصت، وربما كان ذلك بسبب خاص بالمعدة، وربما كان <ذلك>
28
بمشاركة الدماغ، وربما كان بمشاركة العصب السادس وحده. وقد يكون سببه:
3-477
1
ضعف الكبد، قتضعف القوة الشهوانية؛ بل قد يكون سببه موت القوة الشهوانية و
2
الجاذبة من البدن كله كما يكون عقيب اختلاف الدم الكثير، وهذا ردئى عسر العلاج؛
3
ويؤدى ذلك الى ان يعرض عليه الأغذية فيشتهى منها شيئًا فيقدم اليه فيشمئز عنه
4
وشرّ من ذلك ان لا يشتهى شيئًا وليس انما يضعف القوة الشهوانية عقيب الإستفراغ
5
فقط؛ بل عند كل سؤ مزاج مفرط وقد يكون سببه الديدان اذا آذت الأمعاء وشاركتها
6
المعدة؛ وانما آذت المعدة بتصعده اليها. وقد يكون سببه سوداء كثيرة موذية للمعدة
7
محوجة اياها الى القذف والدفع دون الأكل والجذب.
8
وقد يعرض بطلان الشهوة بسبب الحمل واحتباس الطمث فى اوائل الحمل،
9
لكن اكثر ما يعرض لهم فساد الهضم. وقد يكون سببه افراطًا من حر الهواء او برده
10
حتى يحلل القوة بحره، او يخدرها ببرده، او يمنع التحلل. واشتداد حرارة المعدة
11
كذلك. وكذلك من كان معتادًا للشرب فهجره. وقد يتغير حال الشهوة وتضعف
12
بسبب سؤ حال النوم.
13
وقد يكون سقوط الشهوة بسبب قلة الدم الذى يتبعه ضعف القوى كما يعرض
14
للناقهين مع النقاء، وهذه الشهوة تعود بالنعش واعادة الدم قليلا قليلا. والرياضة
15
أيضًا تقطع شهوة الطعام وشرب الماء الكثير. وقد يكون بسبب الغم والهم والغضب
16
وما اشبه ذلك. وقد تكون الشهوة ساقطة فاذ بدأ الإنسان يأكل هاجت، والسبب
17
فيه إما تنبيه من الطعام للقوة الجاذبة، وإما تغير من الكيفية الموجودة فيه بالفصل للمزاج
18
المبطل للشهوة، مثل ان كان ذلك حارًا، فدخل الطعام وهو بارد بالفعل بالقياس
19
الى ذلك المزاج فسكن. وكذلك ربما شرب على الريق ماء باردًا فهاجت الشهوة. و
20
المحموم يعيد شهوته بتناول خبز منقوع فى الماء البارد. واذا حدث خمار من شراب
21
مشروب على خلط هائج اهاج الشهوة الى الشورباجات. وكذلك ان ذلك المبطل للشهوة
22
برودة فدخل طعام حار بالفعل او احر منه بالفعل. وسقوط الشهوة فى الأمراض المزمنة
23
دليل ردئى جدًا. واعلم ان اسباب بطلان الشهوة هى بعينها اسباب ضعف الشهوة اذا
24
كانت اقل او اضعف.
25
العلامات: علامة ما يكون بسبب الأمزجة ما قد عرفت. وعلامة ما يكون
26
من قلة التحلل: تكاثف الجلد، والتدبير المرفه، مما سلف ذكره، وكثرة البراز، و
27
نهوض الشهوة يسيرا عقيب الرياضة، والإستفراغ. وعلامة ما يكون من ضعف
28
فى فم المعدة: ما ذكرنا فى باب الضعف، ومنها الإستفراغات الكثيرة. وعلامة
3-478
1
ما يكون سببه الهواء: هو ما يتعرف من حال المريض، فيما سلف، هل لاقى هواء
2
شديد البرد، او شديد الحر.
3
وعلامة ما كان من قروح الوجع المذكور فى باب القروح: فخروج شيئ منها
4
فى البراز، واستطلاق الطبيعة، وقلة مكث الطعام فى المعدة، ولذع ماله كيفية حامضة،
5
او حريفة، او مرة. وعلامة ما يعرض للحبالى: الحبل. وعلامة الخلط العفن:
6
الغشيان، وتقلب النفس والبخر فى الأوقات والبراز الردئى. وعلامة ما يكون من
7
انقطاع السوداء المنصبة من الطحال <الى المعدة>: ان هذا الإنسان اذا تناول الحوامض
8
فد غدغت معدته ودبغت عادت الشهوة كانها تفعل فعل السبب المنقطع لو لم ينقطع
9
ويؤكد هذه الدلالة عظم الطحال ونتوؤه لإحتباس ما وجب ان ينصب عنه.
10
وعلامة ما يكون من سوداء كثيرة الإنصباب موذية للمعدة: قىء السودا، وطعم
11
حامض، ووسواس، وتغير لون اللسان الى السواد. وعلامة ما يكون بسبب الديدان:
12
علامة الديدان، ونهوض هذه الشهوة اذا استعمل الصبر فى شراب التفاح ضمادًا فينحىّ
13
الديدان عن اعالى البطن. وعلامة ما يكون لقلة الدم: ان يعرض للناقهين، او لمن
14
استفرغ استفراغًا كثيرًا. وعلامة ما يكون بسبب النوم: سؤ حال النوم مع عدم سائر
15
العلامات.
16
وعلامة ما يكون السبب فيه موت الشهوة: علامة سؤ مزاج مستحكم، او
17
استفراغات ماضية مضعفة للبدن كله، وان يصير المريض بحيث اذا اشتهى شئيًا فقدم
18
اليه هرب منه ونفر عنه، واعظم من ذلك ان لا يشتهى اصلا. وعلامة ما يكون لبطلان
19
حس فم المعدة وضعفه: ان يكون سائر الأفعال صحيحة، وان تكون الأشياء الحريفة
20
لا تلدع ولا تغثى ولا تحدث فواقًا كالفلافلى اذا اخذ على الريق وشرب عليه.
21
العلاج: من العلاج الجيد لمن لا يشتهى الطعام لا لحرارة غالية أن يمنع الطعام
22
مدة، ويقلل عليه حتى ينعش قوته، ويهضم تخمته، ويحوج الى استنقاء معدته،
23
وينشط الى الطعام، كما يعرض لصاحب السهرانه اذا منع النوم مدة صار نومًا يغرق
24
فى النوم. ومما ينضع به من سقطت شهوته لضعف كالناقهين او لمادة رطبة لزجة،
25
أن يطعموا زيتون الماء وشئيًا من السمك المالح، وان يجرعوا خل العنصل قليلًا قليلًا
26
وينبغى ان يجنب طعامه الزعفران اصلًا، وأما الملح المالوف فانه افضل منه للطعام.
27
ومن المشهيات: الكبر المطيب، والنعناع، والبصل، والزيتون، والفلفل،
28
والقرنفل، والخولنجان، والخل، والمخللات من هذه وخلولها والمرى أيضًا.
29
وأيضًا: البصل، والثوم، والقيل من الحلتيت. والصحناة أيضًا تبعث الشهوة،
30
وتنقى مع ذلك فم المعده.
3-479
1
ومن الأدوية المفتقة للشهوة: الدواء المتخذ من عصارة السفرجل، والعسل،
2
والفلفل الأبيض، والزنجيل. ومن الأدوية المفتقة لشهوة من به مزاج حارا وحمى:
3
جوارشن السفرجل المتخذ بالتفاخ المذكور فى انقراباذين. ومما يفتق الشهوة ويمنع
4
تقلب المعدة <و> ممن لا تقبل معدته الطعام: رب النعناع على هذه الصفة: يدق الرمان
5
الحامض مع قشره ويوخذ من عصارته جزء، ومن عصارة النعناع نصف جزء، ومن
6
العسل الفائق، او السكر نصف جزء، يقوم بالرفق على النار، والشربة منه على الريق ملعقة.
7
وأما الكائن بسبب الحرارة فربما اصلحه شرب الماء البارد بقدر لا يميت الغريزة،
8
وينفع منه استعمال الربوب الحامضة. ومما جرب فيه سقى ماء الرمان مع دهن الورد،
9
وخصوصًا اذا كانت هناك مادة، وان غلب العطش فحلبت الحبوب الباردة مع
10
الربوب المبردة والأضمدة المبردة. وان كان هناك مادة استفرغها اولا. ومن جملة
11
هؤلأء الناقهون الخارجون عن الحميات وبهم بقية حدة، وعلاجهم هذا العلاج،
12
إلا انهم لا يحمل عليهم بالماء البارد الكثير لئلا تسقط قوى معدهم. والواجب ان يسقوا
13
هذا الدواء: ورد عشرة دراهم، سماق درهمان، قاقلة درهم. يقرص والشربة وزن درهمين؛
14
فانه مشه قاطع للعطش. ومما يشهيهم السويق المبلول بالماء والخل. وتنفعهم التنقية
15
بادخال الإصبع فانه يحرك القوة.
16
وأما الكائن بسبب البرد فان طبيخ الأفاوية نافع منه. وكذلك الشراب العتيق
17
والفلافلى والترياق خاصة. وأيضًا النوم فانه شديد المنفعة فى ذلك. والفوذنجى
18
كثير الموافقة لهم. وجميع الجوار شنات الحارة. وكذلك الأترج المربى [والإهليلج
19
المربى] والشقاقل المربى والزنجبيل المربى. وينفعهم التكميدات، وخصوصًا بالجاورس
20
فانه اوفق بالملح.
21
وأما الكائن بسبب بلغم كثير لزج فينفع منه القىء بالفجل الماكول، المشروب
22
عليه السكنجبين العسلى المفرد، على ما فسر فى باب العلاج الكلى ومما ينتفع به السكنجبين
23
البزورى العسلى الذى يلقى على كل ما جعل فيه من العسل من واحد، من الصبر ثلاث
24
اواقى، ويسقى كل يوم ثلاث ملاعق. وإيضًا زيتون الماء مع الأنيسون والكبر المخلل
25
بالعسل وقد ينفع منه استعمال مياه الحماأت والأسفار والحركات؛ ويعالج بعد التنقية
26
بما ذكر نافى باب سقوط الشهوة بسبب البرد.
27
والكائن بسبب خلط مرارى، او خلط رقيق فيستفرغ بما تدرى من الهليلجات
28
والسكنجبين بالصبر خير من السكنجبين بالسقمونيا؛ فان السقمونيا معاد للمعدة، و
3-480
1
يعالج أيضًا بالقىء الذى يخرج من المعدة الأخلاط الرقيقة، وطبيخ الأفسنتين أيضًا،
2
فانه غاية.
3
فأما الكائن بسبب مشاركة العصب الموصل للحس او مشاركة الدماغ نفسه،
4
فانه يجب ان ينحو نحو علاج الدماغ وتقويته. وأما الكائن بسبب التكاثف وقلة مص
5
العروق من الكبد فيجب ان يخلخل البدن بالحمام والرياضة المعتدلة والتعريق بالمفتحات.
6
وأما الكائن بسبب السوداء فينبغى ان يستفرغ السوداء ثم تستعمل المواليح والكواميخ
7
والمقطعات ليقطع ما بقى منه، ثم استعمل الأغذية الحسنة الكيموس العطرة.
8
وأما الكائن لإنقطاع السوداء فعلاجه علاج الطحال وتقويته وتفتيح المسالك
9
بين الطحال والمعدة بالأدوية التى لها حركة الى جهة الطحال مثل الأفثيمون وقشور
10
اصل الكبر [فى] السكنجبين. وكذلك الكبر المخلل. وأما الحبالى فقد يتنبه شهوتهن
11
اذا سقطت، مثل المشى المعتدل، والرياضة المعتدلة، والقصد فى الماء كل و
12
المشرب، والشراب العتيق الريحانى المقوى للقوة الدافعة، والمحلل للمادة الردئية،
13
وعرض الأغذية اللذيذة، وما فيه حرارة وتقطيع.
14
والكائن لسقوط القوة المشهية فيجب ان يبادر الى اصلاح المزاج المسقط له اى مزاج
15
كان وإحالته الى ضده. وكذلك ان كان عقيب الإسهالات والسحوج، فذلك لموت
16
القوة. وأما الكائن لضعف القوة منهم فيجب ان يحرك منهم القىء بالإصبع؛ فانهم
17
وان لم يتقيئوا سيجدون ثورانًا من القوة الشهوانية. وربما احوجوا الى سقى الترياق
18
فى بعض الأشربة <المقوية> للمعدة كشراب الأفسنتين او شراب حب الآس بحسب الأوفق.
19
وأما الكائن بسبب ضعف حس المعدة فيجب ان يعالج الدماغ وهو السبب
20
الذى ادخل الأفة فى فعله. واعلم ان القىء المنقى بالرفق دواء عجيب لمن تسقط منه
21
الشهوة ويمتنع من الحلو والدسم، ويقتصر على الحامض والحريف. ومما ينفع
22
اكثر اصناف ذهاب الشهوة كندر، ومصطكى، وعود، وسك، وقصب الذريرة، و
23
جلنار، وماء السفرجل بالشراب الريحانى اذا ضمد بها اذا لم يكن من يبس. ومما ينفع
24
شراب الأفسنتين وان يوخذ كل يوم وزن درهم من اصول الإذخر ونصف درهم سنبل
25
يشرب بالماء على الريق. والمعجون المنسوب الى ابن عباد المذكور فى انقراباذين
26
نافع أيضًا. وقد قيل ان الكرسنة المسحوقة اذا اخذ منها مثقال بماء الرمان المرّ كان
27
مهيجًا للشهوة.
28
واذا ادى سقوط الشهوة الى الغشى فالعلاج تقريب المشمومات اللذيذة من
29
الأغذية الى المريض؛ مثل الحملان، والجداء الرضع المشوية، والدجاج المشوى وغير
30
ذلك؛ ويمنعون النوم، ويطعمون عند الإفاقة خبزًا مغموسًا فى شراب، ويناولون احساء
3-481
1
سريعة الغذاء. واعلم ان جل الأدهان خصوصًا السمين، فانها تسقط الشهوة، او
2
تضعفها بما يرخى، وبما يسد افواه العروق. واوفقها ما كان فيه قبض مّا كالزيت
3
الإنفاق، ودهن الجوز، ودهن الفستق.
4
|276rb39|فصل فى فساد الشهوة
5
انه اذا اجتمع فى المعدة خلط ردئى مخالف للمعتاد فى كيفية اشتاقت الطبيعة
6
الى شىء مضاد له، والمضاد للمخالف المعتاد مخالف للمعتاد فان المنافيات هى
7
الأطراف وبالعكس، فلدلك يعرض لقوم شهوة الطين بل الفحم والتراب والجص
8
واشياء من هذا القبيل؛ لما فيها من كيفية ناشفة او مقطعة تضاد كيفية الخلط.
9
وقد يعرض للحامل لإحتباس الطمث شهوة فاسدة اكثر من ان يعرض لها بطلان
10
الشهوة، والسبب فيه ما ذكرناه، وذلك الى قريب من شهرين او ثلثة، وذلك لان الطمث
11
منها محتبس لغذاء الجنين، ولانه ان سال خيف عليها الإسقاط، ثم ان لا يكون بالجنين
12
فى اوائل العلوق حاجة الى غذاء كثير لصغر جثته، فيفضل ما يحتبس من الطمث عن
13
الحاجة، فيفسد ويكثر الفضول فى الرحم وفى المعدة، فاذا صار الجنين محتاجًا الى
14
فضل غداء، وذلك عند الرابع من الأشهر؛ فان هذا الفضل وقلة هذه الشهوة وهو
15
الذى يسمى الرحم والوحام. واصلح ما تتغير هذه الشهوة ان تكن الى الحامض
16
والحريف، وافسده ان يكون الى الجاف واليابس مثل الطين والفحم والحرف.
17
وقد يعرض مثل ذلك للرجال بسبب الفضول.
18
|276va9|علاج فساد الشهوة
19
يجب ان يستفرغ الخلط الموجب للشهوة الفاسدة بما ذكرناه من الأدوية التى
20
يجب استعمالها. ومن التدبير المجرب لذلك ان يوخذ سمك مليح وفجل منقوع فى
21
السكنجبين ويوكلان، ثم يشرب عليها ماء طبخ فيه لوبيا حمراء، وملح، وشبث، و
22
حرف، وبزر الجرجير، ويسقى سقيا. وربما جعل فيه الطين الموجود فى الزعفران
23
مقدار ثلاثة دراهم، ويقيأ به ويكرر فى الشهر مرة او مرتين، ثم يستعمل معجون الهليلج
24
بجوز جندم.
25
ومما ينفع من ذلك كمون كرمانى ونانخواه يمضغان على الريق وبعد الطعام،
26
ويوخد سفوفًا، ويوخذ وزن درهم قاقلة صغار، ومثله كبار، ومثله كبابة، ومثل
3-482
1
الجميع سكر طبرزد، ويوخذ كل يوم. ومن الأدوية المركبة بجفت البلوط الشديد
2
النفع مثل الدواء الذى نسخته هذه: جفت البلوط ثمانية دراهم، صبر ستة عشر درهمًا،
3
حشيش الأغافث ستة دراهم، اصل الإذخر اربعة دراهم، مر درهمان، يرض الجميع
4
ويطبخ فى رطلين ماء حتى يبقى النصف، ويسقى كل يوم ثلث رطل ثلاثة ايام متوالية
5
وأيضًا جفت <البلوط> وزن درهمين، انيسون وزن ثلاثة دراهم، زبيب سبعة دراهم، هليلج
6
اسود، يليلج، املج من كل واحد خمسة دراهم، خبث الحديد منقوع فى الخل الحاذق
7
مرارًا، وقد قلى كل مرة على طابق وزن عشرة دراهم، يطبخ بثمان اواقى [شراب عفص
8
وثمان اواقى] ماء حتى يتنصف، ويعطى على الريق سبعة دراهم.
9
وأما شهوة الطين فيجب فى علاجها ان يستفرغ الخلط المستدعى لذلك بالقىء
10
المعلوم لمثله؛ مثل الذى يكون بعد اكل السمك المالح بماء اللوبيا؛ والشبث، والفجل،
11
وما هو أيضًا اقوى من هذا، وان احتيج الى اسهال أيضًا فعل. ومن ذلك الإستفراغ
12
<بحب> التربذ وحب البرنج والملح النفطى، فانه نافع، وخصوصًا ان كان هناك
13
ديدان، ثم بعد ذلك تستعمل الأدوية الحبية وغيرها المذكورة فى انقراباذين. ويجب
14
ان يتخذ من المصطكى والكمون والنانخواه علكا يمضغه، وان يوخذ من القاقلتين
15
من كل واحد منهما درهم، ومن السكر الطبرزد مثل الجميع على الريق، ويتحسى عليه،
16
ماء فاتر مرارًا، كثيرة قليلا قليلا.
17
ومما جرب لهم هذا المعجون
18
هليلج، بليلج، املج، جوز جندم، مصطكى قاقلة كبار، نانخواه، زنجبيل،
19
يعجن بعسل ويشرب قبل الطعام وبعده قدر جوزة. ومن التدبير الجيد فيه "ان
20
ينقى صاحبه معدته ويصلح مزاجها"، ثم يوخذ الطين الحر، ويحل فى الماء
21
ويجعل فيه من الأدوية المقيئة ما ليس له طعم ظاهر، ثم يجعل فيه من الملح
22
ما يطيبه، ثم يجفف ويشمس، ويلزم مشتهى الطين ان يتناول منه شئيًا يكون
23
فيه من الدواء ما لا يزيد على مقدار شربة او شربة ونصف، فانه يتقيأه مع اكله، وخصوصًا
24
ان كان شئيًا قبيح القىء مثل الكرنب ونحوه فيغص الطين.
25
وقد زعم بعضهم ان انفع ما خلق الله لدفع شهوة الطين ان يطعم على الريق من
26
فراخ مشوية، ويتنقل به بعد الطعام قليلا قليلا والتنقل بالنانخواه عجيب جدًا. وكذلك
27
باللوز المر. وقد ذكر بعضهم ان شرب سكرجة من الشيرج يقطعه. وينبغى ان يعول فى
3-483
1
هذا على التجربة ليس على القياس. ومما ينفعهم مع مثله من الطين الجوز جندم ومص
2
المملحات ولو من الحجارة. وقد جرب نشا الحنطة، وخصوصًا المملح.
3
ومما جرب لهم ان يوخذ من النبيذ العفص ثمان اواقى يطبخ حتى يبقى نصف
4
رطل ويصفى ويسقى على الريق اسبوعًا. ومما يجب ان يستعملوه من الأنقال الفستق
5
والزبيب والشاه بلوط والقشمش. وقد جرب لبعضهم ان يتناول الزير باجة، وفيها
6
سمك صغار، وبصل وكراويا، وزيت مغسول، والأفاوية مثل الفلفل والزنجبيل
7
والسذاب. وقد قيل ان السذاب شديد المنفعة فيه. وقد ذكرنا تدبير من يشتهى الحامض
8
والحريف دون الحلو والدسم واثر القىء.
9
|276vb35|فصل فى الجوع واشتداده وفى الشهوة الكلبية
10
كثيرًا ما تهيج هذه الشهوة الكلبية بعد الإستفراغات والحميات المطاولة المحللة
11
للبدن. وقد يعرض من ضعف القوة الماسكة فى البدن، فيدوم التحلل المفرط،
12
ويدوم الشوق الى شدة تبدل.
13
وقد يعرض الشهوة الكلبية لحرارة مفرطة فى فم المعدة تحلل وتستدعى البدل
14
فيكون فم المعدة دائمًا كانه جائع، وهذا فى الأكثر يعطش، وفى بعض الأحوال
15
يجوع اذا افرط تحليله. وانما المجوع فى الأكثر فهو افراط الحرارة فى البدن كله وفى
16
اطرافه؛ فان الحرارة وان كان اذا اختصت بفم المعدة شهت الماء والسيالات المرطبة،
17
فانها اذا استولت على البدن حللت واحوجت العروق الى مص بعد مص، حتى ينتهى
18
الى فم المعدة بالتقاضى المجتمع.
19
وربما كانت هذه الحرارة واردة من خارج لإشتمال الهواء الحار على البدن اذا
20
صادف تخلخلا منه، واجابة الى التحليل، وحاجة دائمة الى البدل. وقد يكون
21
فضل تخلخل البدن وحده سببًا فى ذلك اذا كانت هناك حرارة باطنة منضجة
22
محللة، ولا سيما ان كان هناك حرارة خارجة او معونة من ضعف الماسكة. وقد يعرض
23
أيضًا من النوازل من الرأس، وذلك فى النادر. وقد يكون بسبب الديدان والحيات
24
الكبار اذا بادرت الى المطعومات وفازت بها وتركت البدن والمعدة جائعين.
25
وقد يكون لخلط حامض إما سوداء وإما بلغم حامض يدغدع فم المعدة، ويفعل
26
به ما يفعل مص العروق المتقاضية بالغذاء؛ وخصوصًا ويلزمه ان يتكاثف معه الدم
27
وينقبض، فيحس فى فوهات العروق مثل الخلاء المصاص. وأيضًا فان الحامض
3-484
1
بتقطيعه ودبغه ينحى الأخلاط اللزجة ان كانت فى فم المعدة التى تضاد الشهوة؛ لان
2
الحركة مع حصول [مثل] هذه الأخلاط اللزجة تكون الى الدفع اشد منها الى الجذب
3
وأيضًا فان ليف المعدة تشتد حركته الى التكاثف والتقبض الذى يعرض مثلها عند
4
حركة مص العروق وحركة القوة الجاذبة. والذى يعرض من كلب الجوع للمسافرين
5
فى البرد الشديد وقد يجوزان يكون بهذا السبب ونحوه. ومن الأسباب المحركة للجوع
6
والشهوة الشديدة السهر لفرط تحليله وجذبه الرطوبات الى خارج تابعة لإنبساط الحرارة
7
الى خارج. واعلم ان الشهوة الكلبية كثيرًا ما يتأدى الى بوليموس وسبات وموت.
8
العلامات: علامة ما يكون عقيب الإستفراغات والأمراض المحلة تقدمها؛
9
وان لا تكون الطبيعة منحلة الاكثر، لان البدن يجذب بلة الغذاء الى نفسه فيجفف الثفل.
10
وعلامة ما يكون من برودة قلة العطش، وكثرة الثفل، والنفخ، وسائر علامات هذا
11
المزاج؛ ومن جملة ذلك برودة الهواء المطيف. وعلامة ما يكون من حرارة ان يكون
12
العطش قويًا ولا يكون قىء حامض وتكون الطبيعة فى اكثر الأمر معتقلة، وسائر
13
علامات هذه المزاج: وعلامة ما يكون من ضعف القوة الماسكة فى البدن كله او فى
14
المعدة كثرة خروج البراز الفج، وتادى الحال الى الذرب، وسائر العلامات المناسبة
15
المعلومة.
16
وعلامة ما يكون من كثرة التحلل ما سلف ذكره من اسباب العلل المذكورة فى
17
الكتاب الأول، او ان لا يكون فى الهضم آفة. ومن جملة العلامات السببية حرارة الهواء
18
المطيف به والسهر ونحوه. وعلامة ما يكون من خلط حامض او سوداء قلة الشهوة
19
للماء، وحموضة الجشاء، وسائر العلامات المناسبة المعلومة. وعلامات النوازل من
20
الرأس ما ذكرناه فى بابه. وعلامة الديدان ما عرف فى موضعه وما يذكر فى بابها.
21
العلاج: أما ما يكون من برد وفضل بلغم فيجب ان يعالج بالتنقية المعروفة
22
بالمسخنات المذكورة، والشراب الكثير الذى لا عفوصة فيه ولا حموضة البتة، فيشهى
23
بهما، ويسقى منه سخنًا على الريق. فانه انفع علاج لهم؛ اللهم الا ان يكون بهم اسهال
24
فيجب ان يجتنبوا الشراب كله، فان القابض يزيد فى كلبهم والمر يزيد فى اسهالهم و
25
ويجب ان يكون ما يغذون به دسمًا حار المزاج؛ مثل ما يدسم باءهالة الجمال. والزيت
26
نافع لهم اذا لم تكن فيه عفوصة وحموضة. والجوذابات نافعة لهم ومما يجب ان
27
يطعموه صفرة البيض مشوية جدًا بعد الطعام. ويجب ان يبعدوا عن الحامض [و
28
العفص، وتستعمل لهم الجوارشنات العطرة كالخورى] وكجوارشن النار مشك، خصوصًا
3-485
1
اذا كان بهم اسهال. ومن المسوحات النافعة لهم مسك ولاذن. وقد جرب لهم حبة
2
الخضراء على الريق ايامًا.
3
وأما ما كان من ضعف القوة الماسكة فانها وان كانت فى الأكثر تضعف بسبب
4
البرد فقد تضعف هى وكل قوة بسبب كل سؤ مزاج، ولا تلتفت الى قول من يتكرهه
5
ويستغلطه، بل يجب ان يتعرف المزاج ويقابل بالضد من العلاج. والأغلب ما يكون
6
مع رطوبة، وهؤلأء ينفعهم الخوزى جدًا. فان كانت طبيعتهم شديدة الإنطلاق فاحبسها؛
7
فان حبسها علاج قوى لهذا الدواء.
8
وأما من عرض له هذا عقيب الحميات والإستفراغات فيجب ان يغذوا بما يبقى
9
فى فم المعدة من الدسومات التى ليست بردئية الجوهر؛ مثل دهن اللوز بالسكر، وان
10
يكثف منهم ظاهر البدن. وكذلك علاج ما يعرض بسبب التحلل الكثير. ويجب ان
11
لا يتعرض صاحب هذا النوع من جوع الكلب <الى> المسخنات والأشربة، بل يغذون
12
من الأطعمة الباردة، ويطلون من خارج بما يسد المسام؛ مثل دهن الأس، وخصوصًا
13
قيروطيًا؛ ومثل الشب المذوب بالخل، ويستعملوا الإغتسال بالماء البارد إلا أن يكون
14
مانع. ويجب ان تكون اغذيتهم باردة لزجة غليظة كالبطون، والمخللات، والمحمضات،
15
والمعقودات، والخبز الفطير؛ وكما يجد من هذا التدبير نفعًا فعليه ان يهجره قليلا قليلا
16
بالتدريج، ويتلافى غائلة. وكذلك من كان سبب جوعه الكلبى تخلخل البدن.
17
وأما ما كان بسبب الديدان والحيات فيجب ان يميتها ويخرجها بما يذكر فى
18
باب الديدان، وان يغذوا بالأغذية الغليظة الباردة، والخبز المنقوع فى الماء البارد وماء
19
الورد، وما لم يهرى فى الطبخ من لحمان الديوك والدجاج والسمك، ويستعمل
20
الفواكه القابضة. وأما ما كان سببه من بلغم حامض فيجب ان يتناول صاحبه ما يقع
21
فيه الصعتر والفلفل والخردل، وان يطعم العسل والثوم والبصل، والجوز واللوز
22
والدسومات والشحوم، كشحوم الدجاج ونحوها. والغرض فى بعضها التسخين،
23
وذلك البعض هو الأدوية الحارة المذكورة؛ وفى بعضها تعديل الحموضة، وذلك البعض
24
هو الأغذية الدسمة المذكورة. ومن كان قويًا يحتمل الإسهال استسهل بعد استعمال
25
هذه الملطفات بالأيارج مقوى بما يقوى به، ثم اعطى الدسومات. وأما الصبيان فاذا
26
لطفوا بمثل البصل والثوم، والأغذية الملطفة، فليدم سقيهم ماء حار بعد التدبر بالملطفات،
27
فان ذلك بغسل اخلاطهم.
28
وأما ما كان بسبب سوداء تنصب دائما فربما احتاجو الى فصد الباسليق الأيسير
29
ان كان الدم فيهم كثيرًا فيرسب سوداء كثيرة لكثرته، وكان الطحال وارمًا، ويستعمل
3-486
1
فى استغراغاتهم ما رسم فى القانون، ويهجرون الحوامض والقوابض؛ وربما نفعهم
2
الحجامة على الطحال. وأما الصنف الذى يكون من الحرارة فيعالج بما تدرى ويعطى
3
الأغذية اللطيفة والقثاء والبطيخ والقرع ونحو ذلك، ويجنب الهواء الحار.
4
|277va26|فصل فى الجوع المسمى بوليموس
5
بوليموس هو <الجوع> المعروف بالجوع البقرى، وهو فى الأكثر يتقدمه
6
جوع كلبى فتبطل الشهوة بعده، وقد لا يكون بعده، بل تبطل الشهوة اصلا ابتداء،
7
وهو جوع الأعضاء مع شبع المعدة فتكون الأعضاء جائعة جدًا مفتقرة الى الغذاء، والمعدة
8
عائقة له وربما تأدى فيه الأمر الى الغشى وتكون العروق خالية؛ لكن المعدة عائقة للغذاء كارهة
9
له. وقد يعرض كثيرًا للمسافرين فى البرد وللمصرودين الذين تكثف معدهم بالبرد الشديد؛
10
وسببه سؤ مزاج قابل لقوة الحس وقوة الجذب. و[قد] يكون من اخلاط مغشية لفم
11
المعدة محللة وفاشية فى ليفه يحرك الى الدفع ويعاف الجذب، وتعرف العلامات
12
بما تكرر عليك وذكر فى القانون.
13
العلاج: هو علاج سقوط الشهوة اصلًا، وبالجملة يجب ان يشمم الأطعمة
14
المشهية المفوهة، والفواكه العطرة، والطيوب المشمومة التى فيها قبض ما لتجتمع
15
القوة فلا تتحلل، ويلقم الخبز المنقع فى الخمر الطيب، ويسقى او يجرع من النبيذ
16
الريحانى؛ وخصوصًا ان خالطه كافور فى الحار المزاج، او عود وسك فى غيره. و
17
وينفع منه شراب السوسن ان لم تكن سببه الحرارة. ويجب ان تربط ايديهم وارجلهم ربطًا
18
شديدًا، وان يمنعو النوم، وان يوجعوا اذا نعسوا بنخس وقرص، وضرب بقضيب
19
دقيق لدن ليوجع، ولا يرض ان لم يكن سببه الحرارة.
20
ومما ينفعهم ان يوخذ كعك فيمرس فى الميسوسن او فى النضوحات العطرة
21
الطبية وتضمد به المعدة، وخصوصًا فى حال الغشى؛ ويضمد أيضًا بالمراهم العطرة؛
22
مثل مرهم الصنوبر ومرهم الموردا سفرم. وقد ينفع أيضًا ان يستعمل على معدهم
23
الأضمدة المتخذة من الأدوية القلبية الطيبة الروائح أيضًا، وأن يبخروا بالبخورات
24
العنبرية، ويضمد مفاصلهم بضماد متخذ بماء الورد، وماء الأس، والميسوسن، و
25
الكافور، والسمك، والزعفران، والعود، والسك، والورد. ويدبر فى إسخان أبدانهم
26
ان كان السبب البرد، وتبريدهما ان كان السبب الحر.
3-487
1
واذا غشى عليهم فعل بهم ما ذكرناه فى حال الغشى، ويرش على وجوههم الماء
2
البارد، وتشد ايديهم وارجلهم، وينخس اقدامهم، ويمد شعورهم وآذانهم، فاذا
3
افاقوا أطعموا خبزًا منقوعًا فى شراب ريحانى. وان كان فى معدهم خلط مرارى او
4
رقيق سقوا قدر ملعقتين من السكنجبين بمثقال من الأيارج او اقل ان كان ضعيفًا. وان
5
كانت برودة مفرطة سقوا الترياق، والشجرينا، والدحمرثا، ومعجون اصطمخيقون،
6
وجوارشن البزور.
7
|277vb32|فصل فى الجوع المغشى
8
ومن الجوع ضرب يقال له الجوع المغشى، وهو ان يكون صاحب هذا الجوع
9
لا يملك نفسه اذا جاع، فاذا تاخر عنه الطعام غشى عليه وسقطت قوته. وسببه حرارة
10
قوية وضعف فى [فم] المعدة.
11
العلاج: هذا المرض قريب العلاج من علاج بوليموس، وقد سلف جل
12
قانون تدبيره فى اوجاع المعدة وبوليموس. وبالجملة فان علاجه ينقسم الى معالجة
13
صاحبه فى حال الغشى. وقد ذكر فى باب الغشى والى معالجة اذا افاق وهو ان يطعم
14
خبزًا مثرودًا فى شراب [بارد] وشراب الفواكه، ثم سائر التدبير المبرد المذكور فى بوليموس
15
والى ما يعالج به قبل ذلك، وهو ان يمنعوا النوم الكثير، ولا يبطأ عليهم بالطعام،
16
وليطعموه باردًا بالفعل، وأن يفعل <بهم> سائر ما قيل فى باب اوجاع المعدة.
17
|277vb53|فصل فى العطش
18
كثرة العطش وشدته قد تكون بسبب المعدة إما لحرارة مزاج المعدة وخصوصًا
19
فمها. وقد تعرض تلك الحرارة فى التهاب الحميات حتى ان بعضهم لا يزال يشرب ولا
20
يدرى حتى يهلك من ذلك عن قريب. وقد تعرض تلك الحرارة لشرب شراب قوى عتيق
21
جدًا كثير، او طعام حار جدًا بالفعل او بالقوة كالحلتيت والثوم. وكثيرًا ما يموت الإنسان
22
من شرب الشراب العتيق التهابًا وكربًا وعطشًا. وقد تعرض تلك الحرارة من شرب المياه
23
المالحة ومياه البحر قد تزيد فى العش زيادة لا تتلافى.
24
وقد تكون بسبب ادوية واغذية معطشة يعطش بالإستغسال والإستسالة،
25
والإستغسال مثل الشىء المالح يبعث الطبيعة على ان تغسله بالغسال وبالقطع والإستسالة
26
مثل اللزج يحث الطبيعة على ان ترققه جدًا حتى ينفذ ولا يلصق. وقد يعطش الشىء
27
الغليظ لإتجاه الحرارات اليه. والسمك المالح يجمع هذا كله. واما ليبس مزاج المعدة.
3-488
1
وقد يكون لبلغم مالح فيها او حلوا وصفراء مرة. وقد يكون لرطوبات تغلى. وقد
2
يكون بشركه اعضاء أخر مثل ما يكون فى ذيايطس وهو من علل الكلى، ونذكره فى
3
باب الكلى.
4
وقد يكون من هذه الباب العطش بسبب سدد تكون بين المعدة والكبد تحول
5
بين الماء وبين نفوذه الى البدن فلا يسكن العطش وان شرب الماء الكثير، وهذا مثل
6
ما يعرض فى الإستسقاء وفى القولنج وقد يكون بمشاركة الكبد اذا حميت أو ورمت
7
او اشتد بردها فلا تجنّب. [وقد يكون] وبمشاركة الرئة اذا سخنت، والقلب أيضًا
8
اسخن، والمعاء الصائم أيضًا، والمرى والغلاصم وما يليها اذا جفت فيها الرطوبات
9
فتقبضت، او اذا سخنت شديدًا.
10
وقد يكون لأمراض الدماغ من السرسام الحار والمانيا <والمالنخوليا> والقطرب
11
واشد العطش الكائن بسبب هذه الأعضا؛ وبالمشاركة ما هاج عن فم المعدة، ثم ما هاج
12
عن المرى، ثم ما هاج عن قعر المعدة، ثم ما كان بمشاركة الرئة، ثم ما كان بمشاركة الكبد،
13
ثم ما كان بمشاركة المعاء الصائم. وقد يكون بمشاركة البدن كله كما فى الحميات،
14
وعطش البحران، وفى آخر الدق والسل، وكما يعرض للسع الأفاعى المعطشة، فانها
15
اذا لسعت لم يزل الملسوع يشرب فلا يروى الى ان يموت، وكذلك عن شرب شراب
16
ماتت فيه الأفاعى او طعام آخر، وكما يعرض بعد الإستفراغ، وبالمسهلات، والذرب
17
المفرط.
18
وشارب الدواء المسهل فى اكثر الأمر يعرض له عند عمل الدواء عمله عطش،
19
يدل فقدانه فى اكثر الأوقات على ان الدواء بعد فى العمل. وقد يعرض ان يتاخر عن
20
وقته ''او يتقدم" ويسرع قبل عمل الدواء [عمله] وما تقدمه فيكون إما لحرارة الدواء
21
او لحرارة المعدة ويبسها، ويتاخر لأضداد ذلك. ولذلك فان العطش فيمن هو حار
22
المعدة ويابسها، وشرب دواء حارًا، لا يدل على ان الدواء عمل عمله، وفيمن هو
23
ضده يدل على انه عمل <عمله> منذ حين.
24
ومما يهيج العطش كثرة الكلام والرياضة والتعب والنوم على اغذية حارة. وأما
25
اذا لم يكن على اغذية حارة فان النوم يسكن العطش. واذا اجتمع فى الأمراض الحارة
26
عطش شديد ويبس شديد فذلك ردى جدًا.
27
العلامات: أما علامة الكائن بسبب الأمزجة فقد يعلم مما قيل فى الأبواب
28
الجامعة كانت مع مادة او بغير مادة، وكانت المادة مرة او مالحة بورقية، او حلوة،
29
او موذية يغليانها. وعلامة الكائن بسبب السدد فقد يدل عليه لين الطبيعة. وأما علامة
3-489
1
الكائن بسبب ذيابيطس فأن يكون عطش لا يسكنه شرب الماء، بل كما يشرب يحوج
2
الى اخراجه بالبول، ويعود العطش فيكون العطش والدرور متلازمين متناوبين <عطشًا>
3
درورًا. وأما علامة الكائن بالأسباب المعطشه المذكورة تقدم تلك الأسباب.
4
وعلامة ما يكون بالمشاركة إما ما يكون بمشاركة الرئة والقلب فانه يسكنه
5
النسيم البارد، والأرق ينفع منه، والنوم يزيد فيه. وقد يكون تمصص الماء يسيرًا يسيرًا
6
ابلغ فى تسكينه من عبه كثيرًا، بل ربما كان العب دفعة يجمد الفضل، ثم يسخنه فيزيد
7
فى العطش اضعافًا مضاعفة، والمدافعة بالعطش تزيد فى العطش، فلا ينفع بما كان
8
ينفع منه بديًا؛ وما يكون عن جفاف المرى فيكون يسيرًا ضعيفًا، فينفعه النوم بترطيبه
9
الباطن والدعة وترك الكلام. فان كان من حرارة، فالأرق ينفعه. والكائن بمشاركة
10
الكبد فيدل عليه تعرف حال الكبد فى مزاجه الحار اليابس وورمه الحار وغير الحار.
11
العلاج: كل باب من الأسباب المزاجية فيعالج بالضد وعطش الرئة يعالج
12
بالنسيم. وكثيرًا ما يسكن العطش بارسال الماء البارد على اللسان. ومن خاف العطش
13
فى الصيام قدم مكان ماء الباقلى والحمص خل بزيت، وهجر ماء الباقلى والحمص
14
فهما معطشان، وليصبر المستفرغ على العطش الذى اورثه الإستفراغ الى ان يقوى هضمه.
15
ولا يشرب العطشان شرابًا كثيرًا دفعة، ولا ماء باردًا جدًا، فتموت الحرارة الضعيفة التى
16
اضعفها العطش. والقذف قد يعطش ويسكنه شراب التفاح مع ماء الورد. والمعدة
17
الحارة اليابسة يزيدها الماء البارد عطشًا. وكذلك المعدة المالحة الخلط. والماء الحار
18
يسكن عطشها كثيرًا. فاذا اشتد العطش ولا حمى فليمزج بالماء قليل جلاب يوصل الماء
19
الى اقاصى <البدن> والأعضا.
20
|278va6|الضربة والصدمة والسقطة على المعدة
21
ضماد نافع من ذلك: يوخذ تفاح شامى مطبوخًا بمطبوخ طيب الرائحة حتى
22
يتهرى فى الطبخ، ثم يدق دقا ناعمًا، ثم يوخذ منه خمسون درهمًا، ويخلط بعشرة لاذن
23
وثمانية ورد، وستة صبر، ويجمع الجميع بعصارتى لسان الحمل وورق السرو، ويخلط
24
به دهن السوسن ويفثر، ويشد على البطن حيث المعدة ايامًا.
25
|278va18|المقالة الثالثة <من هذا الفن> فى الهضم وما يتصل به
26
|278va18|فصل فى آفات الهضم
27
آفة الهضم: تابعة لآفة فى اسفل المعدة، او لسبب فى الغذاء، او لسبب فى حال
28
سكون البدن وحركته. والكائن بسبب امر المعدة هو اما سؤ مزاج، واقواه البارد،
3-490
1
واضحه الحار، فان البرد اشد ضررًا بالهضم من الحار. وأما اليابس والرطب فلا
2
يبلغان في اكثر الأمر ان يظهر منهما وحدهما مع اعتدال الكيفيتين الأحريين ضرر في الهضم؛
3
إلا وقد احدثه أمة اليابس قد بولا، وأما الرطب فاستسقاءً، وأما الحال فى تأثير السكون
4
والنوم وضديهما وما يتبعها من احكام الغذاء فى ذلك فان الغذاء يقتضى السكون والنوم
5
حتى يجيد الهضم؛ فاذا كان بدلها حركة او سهر لم يتم الهضم. والغذاء الثقيل يبقى
6
فى المعدة طويلا فينهضم، او يبقى غير منهضم، او قليل الإنهضام. وأما الغذاء الخفيف
7
فانه اذا لم ينهضم لم تطل مدة بقائه غير منهضم؛ بل اذا لم يكن فى المعدة ما يهضمه
8
فسد بسرعة.
9
والغذاء اما ان يستحيل الى الواجب بالهضم التام، وإما ان يستحيل الى الواجب
10
استحالة ما، وينهضم انهضامًا غير تام فلا يجد البدن من القدر الممكن تناوله من الطعام
11
القدر المحتاج اليه من الغذاء فيكون هناك هزال. وإما ان لا ينهضم اصلا، وذلك على
12
ت
13
وجهين: فانه حينيذ إما ان يبقى على حاله، وإما ان يستحيل الى جوهر غريب فاسد
14
وقد يكون هذا فى كل هضم وحتى فى الثالث والرابع، وبسبب ذلك ما يعرض الإستسقاء،
15
والسرطان، والنملة، والحمرة، والبهق، والبرص، والجرب، وذلك لان الدم يكون
16
غير نضيج نضجًا ملائمًا للطبيعة، ولا تجذبه الأعضاء متغذية به ويعفن وينتن، او تجتذبه
17
فلا يحسن تشبهه بها. وان كان الغالب هناك الثقل او الحرارة اسود؛ وريما صار
18
السوداوى منه مثل القار.
19
والمعدة اذا لم تستمرئى اصلا آل الأمر الى زلق الأمعاء، او الى الإستسقاء الطبلى؛
20
لكنه انما يؤل الى الإستسقاء الطبلى اذا كان للمعدة فيه تاثير بقدر ما يبخر من الغذاء دون
21
ما يهضم. واعلم ان فساد الهضم وضعفه وبالجملة: آفاته اذا عرضت من مادة ما
22
أى مادة كانت فهو اقبل للعلاج منه اذا عرض لضغف قوة وسؤ مزاج مستحكم.
23
|278vb12|فصل فى فساد الهضم
24
الطعام يفسد فى المعدة لأسباب هى اضداد اسباب صلاحه [فيها] وبالجملة:
25
فان السبب فى ذلك إما ان يكون فى الطعام، وإما فى قابل الطعام، وإما فى امور
26
عارضة يطرأ عليها. والطعام يفسد فى المعدة إما لكمية بان يكون اكثر مما ينبغى فينفعل
27
من الهضم دون الذى ينبغى، اواقل مما ينبغى فينفعل من الهضم دون الذى ينبغى،
28
او اقل مما ينبغى فينفعل من الهضم فوق الذى ينبغى فيحترق ويترمد؛ وبقريب من
3-491
1
هذا يفسد الغذاء اللطيف فى المعدة النارية الحارة؛ وإما لكيفية بان يكون فى نفسه سريع
2
القبول للفساد كاللبن الحليب والبطيخ والخوخ، او بطىء القبول للصلاح كالكماة
3
ولحم الجاموس؛ او يكون مفرط الكيفية لحرارته كالعسل، او لبرودته كالقرع، او يكون
4
منافيًا لشهوة الطعام لخاصية فيه، او فى الطاعم كمن ينفر طبعه عن طعام ما وان كان
5
محمودًا وكان مشتهى عند غيره. وإما لوقت تناوله، وذلك اذا تنوول وفى المعدة
6
امتلاء، او بقية من غيره، او تنوول قبل رياضة معتادة بعد نفض الطعام الأول واخراجه.
7
وإما لخطاء فى ترتيبه بأن يرتب السريع الإنهضام فوقه البطىء الإنهضام [فينهضم السريع
8
الإنهضام قبل البطىء الإنهضام] ويبقى طافيًا فوقه فيفسد ويفسد ما يخالطه. والواجب
9
فى الترتيب ان يقدم الخفيف على الثقيل واللين على القابض؛ إلا ان يكون هناك داع
10
مرضى فيوجب تقدم القابض لحبس الطبيعة. وإما لكثرة اصنافه وخلط بعضها ببعض،
11
فيمتزج سريع الهضم وبطىء الهضم.
12
وأما الكائن بسبب القابل فإما فى جوهره وإما بسبب غيره وما يطيف به و
13
يحدث فيه. والذى فى جوهره فمثل ان يكون فى المعدة سؤ مزاج بمادة او بغير مادة،
14
فيضعف عن الهضم، او يجاوز الهضم كما قد علمت فى الحار والبارد، او يكون جوهرها
15
سخيفًا وثربها رقيقًا او يكون احتواؤها <عليه> غير متشابه ولا جيد، او يكون جيدًا إلا
16
ان ثقله يكون موذيًا للمعدة فهى تشتاق الى حط ما فيها وان لم تحدث قراقر ونفخ. و
17
هذان من اسباب ضعف الهضم وبطلانه أيضًا.
18
وأما الذى يكون بسبب غيره فمثل ان يكون فى المعدة رياح تحول بينها وبين
19
الإشتمال البالغ على الطعام. واذا قيل ان من اسباب فساد الهضم كثرة الجشاء فليس
20
ذلك من حيث هو جشاء؛ بل من حيث هو ريح يتولد فيمدد المعدة ويطفى الطعام،
21
ولا يحسن اشتمال قعر المعدة على الطعام. وكل مطف للطعام فانه عايق عن الهضم،
22
ومثل ان تكون المعدة يسيل اليها من الرأس، او الكبد، او الطحال، او سائر الأعضاء
23
ما يفسد الطعام بمخالطته؛ ولا يمكن المعدة من تدبيره. وكثيرًا ما ينصب اليها بعد الهضم،
24
وكثيرًا ما ينصب قبله؛ ومثل ان يكون ما يطيف بها من الكبد والطحال باردًا او ردىء
25
المزاج.
26
واما ما يكون لأسباب طاريه على الطعام وقابلة فمثل فقدان الطعام ما يحتاج
27
اليه من النوم الهاضم، او وجدانه من الحركة عليه ما لا يحتاج اليه فيخضخضه فيفسد،
3-492
1
أو لاتفاق شرب عليه اكثر من الواجب او اقل، او اتفاق جماع عليه او تكثر الألوان
2
على الطبيعة الهاضمة، او استحمام، او تعرض لهواء شديد البرد، او شديد الحر، او
3
ردئى الجوهر. والرياح المحتبسة فى البطن تمنع الهضم وتفسدة بخضخضتها الأغذية
4
وحركتها فيها.
5
والطعام يفسد فى المعدة إما بان يعفن، وإما بان يحترق، وإما بان يحمض؛
6
وإما بان يكتسب كيفية غريبة غير منسوبة الى شىء من الكيفيات المعتادة وكل ذلك إما
7
لان الطعام استحال اليه، وإما لان خلطًا على تلك الصفة خالط الطعام فافسده. وربما
8
كان هذا الخلط ظاهر الاثر. وربما كان قليلا راسبًا الى اسفل المعدة فلا ينبسط ولا يتأدى
9
الى فم المعدة، فلما زاد الطعام ربا وزاد وارتقى الى فم المعدة، وخالط كلية الطعام.
10
وربما كان مثل هذا الخلط نافذًا فى العروق ثم تراجع دفعة حين استقبله سدد واقعة
11
فى وجوه المنافذ لم يتأت النفاذ معها. واذا كانت المعدة حارة بلا مادة، او مع مادة
12
صفراوية ينصب من الكبد اليها لكثرة تولدها فيها، او من طريق المرارة المذكورة، فسدت
13
فيها الأطعمة الخفيفة، وهضمت القوية الغليظة كلحم البقر. والطحال سبب لفساد الطعام.
14
وليعلم: ان فساد الطعام قد يودى الى امراض كثيرة خبيثة مثل الصرع والمالنخوليا
15
المراقى ونحو ذلك، بل هو أم الأمراض ومنبع الأسقام. واذا فسد هضم الناقهين
16
ولو الى الحموضة انذر بالنكس بما يخشى من العفونة. وكثيرًا ما يحدث فساد
17
الهضم حكة.
18
|279rb2|ضعف الهضم
19
|279va7|فصل فى اسباب ضعف الهضم
20
هى جميع الأسباب التى ذكرناها فى باب فساد الهضم، وعلاماتها تلك العلامات،
21
إلا ان انصباب الصفراء من تلك الجملة لا يضعف الهضم ولكن قد تفسده، وأما انصباب
22
السوداء فقد يجمع بين الأمرين، وكذلك أيضًا اليابس والرطب من تلك الجملة لا يبلغ
23
بهما <الأمر> وحدهما ان يبطلا الهضم اصلا بل قد يضعفانه، وقبل ان يبطلا
24
الهضم؛ فان الرطب يؤدى الى الإستسقاء، واليابس يؤدى الى الذبول.
25
ومن اسباب ضعف الهضم سخافة المراق وقلة لحمها. وربما كان السبب
26
فى ضعف الهضم سرعة نزول الطعام إما لسبب مزلق من المعدة فيما يعلم فى باب زلق
3-493
1
المعدة وليس ذلك من اسباب فساد الهضم ولا يدخل فيها؛ بل قد يدخل فى اسباب
2
ضعف الهضم وهذا النزول قبل الوقت قد يكون من جودة الإحتواء من المعدة على
3
الطعام؛ اذا اسرعت الدافعة بحركتها وكانت قوية. وقد يكون لا لذلك؛ بل لضعف
4
من الماسكة، فلا يمسك ولا يحتوى كما ينبغى حتى ينهضم تمام الهضم. وقد يكون
5
ذلك لأورام حارة، او بلغمية، او سوداوية، وقروح، وتمو ذلك، ولا يجود الإحتواء
6
من المعدة على الطعام، وقد لا يجود الإحتواء بسبب من الطعام اذا كان ثقيلا، او لذاعًا
7
مراريًا، او كان حارًا، والمعدة بها مزاج حار، او سقى صاحبها وبه مزاج حار مانع لجودة
8
الهضم شئيًا حارًا يمنع الهضم. وفى الأكثر يفسده، وليس يمنعه فقط؛ ومثل هذا
9
الإنسان كما قد علمت ربما شفاه وعدل هضمه ماء بارد وكذلك اذا كان فى المعدة اخلاط
10
ردئية، خصوصًا لذاعة تحجز بينها وبين الأغذية، فلا يجود الإحتواء والإمساك، ويكون
11
الشوق الى الدفع اشد.
12
والذى يكون بسبب جودة الإحتواء فان الإحتواء من المعدة على الطعام اذا كان
13
تامًا، وكان غير موذى وفى الهضم خفة، وان كان تاما إلا انه مثقل، وكانت المعدة
14
تمسك الطعام امساك من به رعشة لبعض الأثقال فهو [يشتهى] ان يفارقه كان الهضم
15
دون ذلك ولم يكن جشاء وقراقر. فان لم يكن احتواء كان ضعف هضم وقراقر وجشاء.
16
وربما ادى ضعف الهضم واستحالة الغذاء الى البلغم الى اقشعرار، وبرد اطراف
17
وايهام نوبة حمى؛ لكن النبض لا يكون النبض الكائن فى اوائل نوائب الحمى. و
18
قد يكون ضعف الهضم بسبب تخم وامتلاء متقادم. وقد قيل فى كتاب الموت السريع:
19
ان من كان به تخم، وابطأ به الهضم، وظهر على عينه بثر سود يشبه الحمص، واحمر
20
بعضه، او اخضر، فانه يبتدئى عند ذلك باختلاط العقل، ثم يموت فى السابع عشر. و
21
من اسباب ضعف الهضم، او بطلانه: الغم كما ان من اسباب جودة الهضم السرور
22
|279va37|فصل فى علامات ضعف الهضم
23
دلائل ضعف الهضم أما الخفيف منه: فيدل عليه ثقل، وقليل تمدد، وبقاء
24
من الطعام فى المعدة اطول من العادة. وأما القوى: فيدل عليه الجشاء الذى يودى طعم
25
الطعام بعد حين، والقراقر، والغشيان، وتمدد، وتقلب [النفس] واما البالغ فانه
26
لا يتغير الطعام تغيرًا يعتد به اصلا مثل ان تكون البرودة افرطت جدًا. والطعام اذا لم
3-494
1
ينهضم إلا نزل بطيئًا الا ان يكون سبب يتحرك القوة الدافعة من لذع او ثقل او كيفيية
2
أخرى مضادة. وعلامة ما يكون بسبب المزاج ما قد علمته، وأن يكون الإحتواء رعشيًا
3
غير قوى الشوق الى نزول الطعام، والشوق الى الجشاء من غير حدوث قراقر وجشاء
4
متواتر وفواق ونفخة تستدعى ذلك، او قبل ان تكون حدثت بعد.
5
وعلامة ما يكون السبب فيه نزولا قبل الوقت: لين البراز، ونتنه، وقلة
6
رزع الكبد، والبدن عنه. وربما حدث معه لذع ونفخ. والذى يكون عن اخلاط حارة
7
فدلائله: العطش، وقلة الشهوة، والحبشاء المنتن الدخانى. والذى يكون عن
8
اخلاط باردة بما يخرج منها بالقىء والحموضة، وسقوط الشهوة، مع دلائل البرودة
9
المذكورين فى المقالة الأولى. والذى يكون عن اورام ونحوها [فيدل عليه علاماتها]
10
العلاج اذا كان ضعف الهضم عارضًا عن سبب خفيف، او امتلاء متقادم
11
غير كثير، فقد يكفى فيه إطالة النوم، وترك الرياضة، والصياح، والحمام، واستعمال
12
القىء بالماء الفاتر، وتلطيف التدبير. فان كان اطم من ذلك، واعظم، وكان يعقب
13
تناول الطعام لذع، وغثيان، وحبشاء يؤدى طعم الطعام فيجب التقيئة بسقى الماء الفاتر
14
اكثر مرارًا، ولا يزال يكرر حتى يتقيأ جميع ما فسد، تم يصب على رأسه دهن
15
ويكمد بطنه، وجنباه بخرق مسخنة، وتدلك اطرافه بالزيت، ودهن الورد،
16
ويصب عليها ماء فاتر، ويرسم له طول النوم، ويمنع الطعام يومه ذلك.
17
فان اصبح من الغد نشيطًا قويًا أدخل الحمام، وإلا أعيد الى النوم، والتدبير اللطيف
18
القليل الخفيف، والتنويم ثلثة ايام على الولاء إلى ان تصير معدته الى حالها. وربما
19
افتقر الى الإسهال. والفلفل من اعون الأدوية على الهضم. والنوم كله معين على الهضم،
20
لكن النوم على اليسار شديد المعونة على ذلك بسبب اشتمال الكبد على المعدة وأما النوم
21
على اليمين فسبب لسرعة انحدار الطعام؛ لان نصبة المعدة توجب ذلك.
22
واعلم: ان اعتناق صبى كاد يراهق طول الليل من اعون الاشياء على الهضم.
23
ويجب ان لا يعرق عليه، فان العرق يبرد فيمنع فائدة الإستدفاء بحرارته الغريزية. ويجب
24
ان لا يكون معه من النفس ريبة؛ فان الرببة وحركة الشهوة تشوش حركات القوى الغاذية.
25
ومن الناس من يعتنق جرو كلب، او سنور ذكر اسود.
26
وأما ضعف الهضم الكائن بسبب حرارة مع مادة فمما ينفع منه السكنجبين السفرجلى،
27
والأغذية الحامضه، والقابضة الهلامية والقريصية، وما يشبها من البوارد. <وينفعه>
3-495
1
وزن درهمين سفوف متخذ من عشرة ورد، ثلثة طباشير، خمسة كربزة يابسة، تسقى بماء الرمان،
2
او فى السكنجبين السفرجلى.
3
|279vb23|فصل فى علامات فساد الهضم
4
اما الدليل الذى لا يعرى منه فساد الهضم: فنتن البراز. واما الدلائل التى ربما
5
صحبت، وربما لم تصحب: فالقراقر، والجشاء، واللذع. ودلائل ما يكون بسبب
6
احوال الأغذية المذكورة التعرف لأحوالها، <و> انها هل كانت كثيرة. او قابلة للتعفن،
7
او هل اخطأ فى ترتيبها او اوقاتها، او الحركة عليها جنسًا من الخطاء مما سبق ذكره،
8
وان يكون كلما عمل ذلك عرض فساد الهضم، وكلما ''اتقى واجتنب'' صح الهضم.
9
وأما علامة الواقع بسبب مزاج المعدة واعلالها فيعرف من العلامات المذكورة فى الباب
10
الجامع. واذا كانت المادة الفاسدة فى المعدة نفسها كان الغثيان والأعراض التى تكون
11
مع فساد الهضم متواترة لا فترات [لها]. وان كانت هناك فترات فالمواد آتية منصبة
12
واما الكائن بسبب سخافة المعدة، وتهلهل نسج ليفها، وعروض حالة لها كالبلى.
13
لتطاول اوجاع المعدة وامراضها فضعف هضم مع ضعف شهوة ونحافة البدن وهذا
14
قد يقع منه ضعف الهضم وبطلانه دون فساده. وأما الكائن بسبب الرياح فيدل عليه
15
دلائل الرياح المذكورة.
16
وأما دلائل الإنصباب من الأعضاء المشاركة فما ذكرناه فى مواضعه، وأن يتأمل
17
حال ذلك العضو فى نفسه، وأن يتعرف هل يكثر منه الإنصبابات الى اعضاء أخر فى طرق
18
أخر؛ مثل ان يتعرف هل المظنون به ان معدته تألم للنوازل صاحب نوازل الى الحلقء،
19
والرئة، وغير ذلك. وأما علامة وقوع فساد الهضم بسبب المجرى الصاب للصفراء فأن
20
يكون المزاج ليس بذلك الصفراوى، ثم يصاب لذع فى المعدة، وطفو للطعام.
21
|280ra1|فضل فى علاج فساد الهضم
22
اول ذلك ان يخرج ما فسد فى المعدة من الطعام عن آخره بقىء او اسهال؛ وان
23
يصلح تدبير الماكول والمشروب؛ فيرد فى جميع الأحوال الى الواجب؛ وان يدافع بالطعام
24
حتى يصدق جوعه؛ فينقى المعدة اولا بشرب ماء الورد. فان كان فساد الهضم لحرارة
3-496
1
المعدة، او صفراء انصبت اليها غلظت اغذيتهم، وميلتها الى البرد حتى يكون مثل لحم
2
البقر المخلل، ولم تجعل باردة رقيقة؛ فان الرقيق يفسد فى معدهم بسرعة. وصاحب
3
الصفراء منهم يجب ان يقيأ قبل الطعام. وان كان ذلك لبرد عولج ذلك البرد بما ذكرنا
4
فى بابه. وان كان السبب تهلهل المعدة عولج بالأدوية العطرة القابضة المذكورة، و
5
بالأغذية الحسنة الكيموس، السريعة الهضم. وقد اميلت الى نشف، وقبض،
6
بالصنعة وبالأبازير وسائر ما ذكرناه فى الباب الجامع.
7
ومن كان السبب فى فساد هضمه انصباب الصفراء من المجرى المذكور الواقع
8
فى الندرة فيجب ان يعتاد القىء قبل الطعام مرارًا. فان انتعش بعد ذلك، ونال الطعام
9
قطعت هذه العادة لئلا تضعف المعدة؛ ومع ذلك فيجب ان يتناولوا بعد القىء الربوب
10
المقوية للمعدة، الرادعة لما ينصب اليها. ويدام تضميد معدته بما يقويها على دفع ما
11
ينصب اليها، ثم يجعل له ادوار يتقيأ فيها قبل الطعام على القياس المذكور. وأما الذين
12
يحمض الطعام فى معدهم فان كانت حموضة قليلة عارضة فينفع اصحابها مص التفاح
13
الحلو، وينتفعون بالكزبرة اذا سقوها قبل الطعام بماء، وكذلك المصطكى اذا استفوا منه.
14
وان كانت قوية فمما ينفع من ذلك منفعة بالغة فقاح الإذخر مع الكراويا؛ وكذلك جميع
15
الجوارشنات الحارة، وجوارشنات الخبث. وربما انتفع بالجلنجبين المنقوع فى المأ
16
الحار.
17
ومما ينفعهم ان ياخذوا عند النوم من هذا الدواء: فلفل، كمون، بزر الشبث
18
من كل واحد جزء، ورد احمر منزوع الأقماع جزأن، ينخل بعد السحق بحريرة. والشربة
19
نصف درهم بشراب ممزوج. فان احتيج الى ما هو اقوى من ذلك فيجب ان يستعملوا
20
القىء على اكل المالح، والحامض، والحريف، كالفقاع، والصبر عليه ساعة،
21
ثم يقيأ بالسكنجين العسل المسخن، وعصارة الفجل، وما يجرى مجراه من ماء العسل،
22
ونحوه، ثم يداوى باقراص الورد الكبير، وبالإطريفل. وكثيرًا ما لا يحتاج فيه الى القىء
23
حين ما يكون السبب فيه برودة بلا مادة لأجلها يحمض الطعام.
24
واذا كان الطعام يحمض صيفًا فهو افسد. ويجب لصاحبه ان يهجرالثريد،
25
والمرق، ويتغذى بالنواشف، والقلايا، و المطنجنات، واللحم الأحمر. ويجب ان
26
يبدل منهم المزاج فقط. وكل طعام يفسد فى المعدة فمن حقه ان ينفض. فاذا كانت
27
الطبيعة تكفى ذلك فليكتف به، وان لم يكن الطبيعة تكفى ذلك تنوول الكمونى بقدر
28
الحاجة، وان لم يكف استعين بسائر الجوارشنات المسهلة يتناول منها مقدار قليل بقدر
29
ما يخرج الثفل فقط. والسفرجلى من جملة المختار منها.
3-497
1
علامات جودة استعمال المعدة على الطعام وجودة الهضم الذى فى الغاية واضدادها
2
هى التى ذكرناها فى ابواب الإستدلالات. فان لم تكن تلك الأشياء المذكورة
3
لكن احس بثقل، وكرب، وشوق الى حط ثفل مع ضيق نفس يحدث؛ فاعلم ان
4
المعدة شديدة الإشتمال؛ الا انها متبرمة بمبلغ الطعام فى كمية. واعلم: ان الهضم
5
لقعر المعدة، والشهوة لفم المعدة.
6
|280rb19|فصل فى بطؤ نزول الطعام من المعدة وسرعته من البدن
7
قد يبقى من الطعام شىء فى المعدة الى قريب خمس عشرة ساعة فى حال الصحة
8
واثنتى عشرة ساعة؛ وذلك بحسب الغذاء فى خفته، وغلظه، فيدل عليه وجود طعمه
9
فى الفم وفى الجشاء؛ فان احتباس الطعام فى المعدة انما هو بسبب بطؤ الهضم الى
10
ان ينهضم، واندفاعه بسبب دفع الدافعة عند حصول الهضم، ولمحرك يحرك
11
الدافعة مثل لذع صفراء او سوداء حامض، او شىء مما سنذكره؛ <و> ليس كما يظنه قوم
12
من ان كل السبب فى احتباسه ضيق المنفذ السفلانى. ولو كان كذلك لم يكن خروج
13
الدرهم والدينار المبلوعين، ولما كان الشراب، واللبن يلبثان فى المعدة، ولما كانا
14
هما يطفوان فى المعدة الضعيفة، ويقرقران وينفخان؛ بل السبب فى النزول الطبيعى
15
هو الهضم، وقوة المعدة على الدفع، <و> لا كثير تعلق له بغيره من حال الطعام، اذا لم
16
يعرض للمعدة اذى، والى ان ينهضم الطعام؛ فان المعدة الصحيحة تشتمل عليه،
17
ويضيق منفذها الأسفل الضيق الشديد. فاذا حان الدفع اتسع ودفعت المعدة ما فيها
18
بليفها المستعرض وكلما استعجل الهضم استعجل النزول، فان ابطأ ابطأ الا ان يعرض
19
بعض الأسباب المنزلة للطعام عن المعدة ولم ينهضم بعد، مما قد عرفته.
20
والقدر المعتدل لبقاء الطعام فى البطن وخروجه هو ما بين اثنتى عشرة ساعة
21
الى اثنتين وعشرين ساعة والطعام الكثير اذا لم ينهضم لكثرته، والذى كيفيته ردئية
22
ايضًا، فان كل واحد منهما لا يبقى فى المعدة الصحيحة القوية القوة الدافعة؛ بل تندفع
23
الى اسفل بسرعة. وربما اعقب خلفة، وهيضة. واذا كانت المعدة ضعيفة يثقلها الطعام، او
24
مقرحة مبثورة، او كان فيها خلط لزج مزلق لم يلبث الطعام فيها الا قليلا؛ وسواء
25
كانت ضعيفة الماسكة او الهاضمة. وقد يمكنك ان تعرف علامات ما ينبغى ان تعرفه
26
من اسباب هذا مما سلف لك فى الأبواب الماضية.
3-498
1
|280va1|علاج من يبطى نزول الطعام عن معدته او من يطفو [الطعام] عليها
2
من علاج ذلك النوم على اليمين؛ فانه معين على سرعة نزول الطعام عن المعدة؛
3
وان كان ضعيف المعونة على الهضم. ويعين عليه المشى اللطيف، ودلك الرجلين
4
وكسر الرياح بما عرفت به.
5
|280va9|علاج من يسرع نزول الطعام من معدته
6
قد كان قوم من القدماء يسمون هؤلاء ممعودين، وأما بآخرة فقد وقع اسم
7
الممعود على غير ذلك. ومما جرب لهم: ان يستعمل عليهم ضماد من دقيق الحلبة،
8
وبزر الكتان، والعسل، وان يسقوا منه أيضًا. ومن ذلك ان توخذ: صفرة بيض مشوية،
9
وملعقة من عسل، ودانقان من المصطكى المسحوق، يجمع الجميع فى قيض البيضة،
10
ويشوى على رماد حار، ولا يزال يحرك حتى يدرك، ويوكل، يستعمل هذا ثلاثة ايام
11
ويجب بالجملة ان يستعمل قبل الطعام من القوابض إما الباردة ان كان هناك مزاج
12
حار، والمخلوطة بالحار ان كان المزاج الى البرودة؛ وقد عرفت جميع هذه الأدوية.
13
ويجب ان ينام على الطعام، ولا يتحرك، ولا يرتاض البتة، وان يشد الأطراف العالية.
14
|280va28|فصل فى جساء المعدة وصلابتها
15
قد تحدث صلابة فى المعدة تشبه الورم؛ ولا تكون ورمًا؛ ويكون سببه برد مكثف،
16
او سوداء غليظة مداخلة مداخلة ما لا يورم.
17
العلامة: ان تعرف سببه، ولا تجد علامة ورم.
18
علاجه: يضمد بالاكليل الملك، والزعفران، والمصطكى، والبلسان، والكندر،
19
والمقل، والسنبل، والقردمانا، والمغاث، والشمع، ودهن الورد، وكذلك
20
جميع المعالجات المذكورة الأورام الصلبة، وخصوصًا ما ذكر فى باب ضعف المعدة
21
للصلابة.
22
نسخة جيدة لهذ العرض: يوخذ من الشمع ثمانى اواقى، علك الأنباط
23
ثلاث اواقى، زنجبيل، وجاوشير من كل واحد اوقيتان، صبر، وقنة من كل واحد
24
ثلاث اواقى، دهن السوسن من يتخذ منه ضماد، ومرهم.
3-499
1
|280va47|فصل فى فيما يهيج الجشاء
2
اذا حدث فى المعدة رياح، ''ولم تزل تحتبس" فى فم المعدة وتوذى، فيجب ان
3
تستفرغ بالجشاء كما تستفرغ الفضول الطافية بالقىء؛ وإلا افسدت الهضم، وطفت
4
الغذا، اللهم الا ان تحدس كثرة رطوبات، وبلاغم مستعدة للاستحالة ريحًا؛
5
فحينئذ لا يومن ان يكون الإفراط فى تهييج الجشاء مما يحرك امرًا صعبًا. ومما يحرك
6
الجشاء: الصعتر، وورق السذاب، والأنيسون، والكراويا، والفوذنج، والنعناع
7
والنانخواه، والقرنفل، والمصطكى، والكندر، مضغًا وشربًا.
8
|280vb3|فصل فى الجشاء المفرط
9
أما اسباب الجشاء ودلالته على الأحوال فقد ذكرناه فى باب الإستدلالات. أما
10
الحامض فينتفع صاحبه بشرب الفلافلى بالشراب. وربما نفعهم ان يسقوا قبل غذائهم
11
وعشائهم كزبرة بابسه وزن مثقال، ثم يشرب بعده شراب صرف. ومما يسكنه على
12
ما ذكر بعضهم: ان تلطخ المعدة بالنورة، وزبل الدجاج. وأما الدخانى إن كان عن
13
مادة فينتفع بالأفسنتين، والأيارج، وان كان بلا مادة فبما يبرد، ويطفى، ويشد مثل
14
ربوب الفواكه الباردة، والأغذية المبردة.
15
|280vb16|المقالة الرابعة فى الأمراض الآليلة والمشتركة العارضة للمعدة
16
|280vb18|فصل فى الاورام الحارة فى المعدة
17
المعدة تعرض لها الأورام الحارة للاسباب المعروفة فى الإحداث الأورام الحارة.
18
ومن تلك الأسباب الأوجاع المتطاولة. فقد تكون اورامها الحارة دموية، وقد تكون
19
صفراوية.
20
العلامات: انه اذا طال بالمعدة وجع لا يزول وان احسن التدبير واحدس
21
ان هناك ورمًا. وأما الأورام الحارة فقد يدل عليه مع ذلك التهاب شديد، وحرقة قوية،
22
وعطش، وحمى لازمة، ووجع ناخس، ونتو. وربما أدى الى اختلاط الذهن، والى
23
السرسام، والى المالنخوليا. فاذا نحف البدن، وغارت العين، وانحلت الطبيعة،
24
وكثر الإختلاف، والقىء واقلعت الحمى، وقل البول، وصارت المعدة للصلابة بحيث
3-500
1
لا تقتصر تحت الإصبع. فقد صار خراجًا. واذا حدث مع وجع المعدة برد الأطراف. فذلك
2
عليل ردئى.
3
العلاج: اذا توهمت ان ورمًا حارًا ظهر، أو سيظهر بالمعدة لشدة الحرقة، والإلتهاب
4
فالأحوط فى الإبتداء ان تبادر الى الردع، فتمرخ المعدة بمثل دهن السفرجل، وتضمدها
5
بالسفرجل، وقشور القرع والبقلة الحمقاء، ودقيق الشعير، وما يجرى هنا
6
المجرى. على ان الإمساك، وتلطيف الغذاء والتدبير انفع لهم. فاذا عالجت
7
اورام المعدة الحارة فاياك ان تسقى مسهلا قويًا او مقيئًا؛ فان استعمال القىء خطر.
8
وأما القصد فمما لا بد منه فى اكثر الأمر، واجتنب الإسهال بالعنف، والقىء،
9
واقتصر على الأغذية الملينة، مثل <ماء> الشعير. والماش، والقطف، والقرع. ولكن
10
الأدوية الملينة مثل الخيارشنبر؛ فانه لا بأس فيه ان يستفرغ بالخيارشنير، فانه ينفع الورم،
11
ويجفف المادة. وربما يمزج به من الأيارج، والصبر وزن دانقين الى نصف درهم.
12
وافضل ذلك ان يسقى الخيارشنبر بماء الهندباء. وربما جعل فيه افسنتين قليلا، فانه نافع
13
بقيضه. وربما استعمل فيه قوم الهليلج؛ فأما أنا فلست أميل اليه الا ان يكون الورم
14
فى طريق الشك <وانا اكرهه> واذا ظهر فلا ينبغى ان يستعمل. وربما سقوهم السقمونيا
15
بالسكنجبين، وانا اكرهه. وان لم يكن من مثله بد فالصبر مقدار مثقال. وما يقرب
16
منه بالسكنجبين، على ان تركه ما امكن افضل.
17
ومن المسهلات النافعة فى ابتداء الأمر ان يوخذ: ماء عنب الثعلب، وماء الهندبا
18
اوقيتين، ولب الخيارشنبر ثلاثة دراهم، ومن دهن القرع، ودهن اللوز [من كل واحد]
19
وزن درهمين، ويسقى، ولا يزال يلين الطبيعة بذلك إن كانت يابسة الى اليوم السابع.
20
ويجب ان لا يقدموا على شرب الماء البارد الكثير، ولا البحت، بل يكسروه بخلاب،
21
او رب فاكهة. والإمساك عن الطعام مما ينفعهم جدًا. وان اشتد الوجع سقيتهم وزن
22
ثلاثة دراهم بزر القثاء بماء بارد، او بماء الثلج. ويسقى ماء الطبرزد فانه نافع جدًا. و
23
ماء الطرخشقوق "أيضًا. والأضمدة" المتخذة من ''البلح، والقسب"، والجلنار،
24
والهيوفطيداس، والأفسنتين اذا ضمد به منع الورم ان يفشو فى جميع اجزاء المعدة.
25
وما دامت الحرارة باقية ولو بعد السابع فلا يقطع ماء الهندباء، وماء عنب الثعلب،
26
وماء الكاكنج، وماء الطرخشقوق. واخلط بذلك اذا جاوزت السابع اقراص الورد الى
27
نصف درهم، وشيئًا من عصارة الأفسنتين، والمصطكى، فاخلط أيضًا به ماء الرازيانج،
28
والكرفس. ويكون الغذاء الى السابع من الماش المقشر بقطف، وسرمق، وقرع بدهن
3-501
1
اللوز، او زيت الإنفاق. <وليكن ما يسقيهم> الجلاب، وماء الإجاص، وعصارة الهندباء،
2
والطرخشقوق، وفى آخره يخلط بالمصطكى، وعصارة الأفسنتين.
3
وأما بعد السابع فيخلط بها ما يجلو، وينضج يسيرًا مثل السلق،. واللبلاب، وحينئد
4
ايضًا يسقون السكنجبين، وربما سقوا قبل ذلك بايام؛ وربما سقوه مع ماء البنفسج
5
المربى ان لم يكن غثيان شديد [مؤذ] وذلك الى الرابع عشر. فاذا سكن اللهيب،
6
وتلين الورم حان وقت التحليل. فاذا انحط قليلا ادخلت فى الضمادات مثل المصطكى،
7
والأفسنتين، وجعلت الشراب من السكنجبين بغير تقية. وربما كفى سقى الخيارشنبر
8
فى ماء الرازيانج، والكرفس، ودهن اللوز الحلو الى آخره. والصواب لك اذا بلغ
9
العلاج وقت الإرخاء؛ والتحليل؛ ان لا تقدم عليها ''اقدامًا مجردًا" اياهما؛ بل اخلط
10
الأدوية المرخية بالقابضة، فان فى الإقتصار على المرخيات خطرًا عظيمًا. وربما اشفى
11
بصاحبه على الهلاك سواء كانت الأدوية مشروبة، او موضوعة عليها من خارج. و
12
المعدة اولى بذلك من الكبد.
13
والقوابض الصالحة لهذا الشان ما فيه عطرية مثل المصطكى، والورد. و
14
أيضًا: العفص، والسك، والجلنار، واطراف الأشجار. ومن الأدهان مثل دهن السفرجل،
15
ودهن المصطكى، ودهن الناردين، ودهن التفاح، وزيت الإنفاق؛ بل يجب فى
16
الصيف، وفى الإبتداء ان يستعمل فى مراهمها دهن الورد، وزيت الإنفاق، ودهن
17
السفرجل، ودهن التفاح؛ وفى الشتاء، وفى اوقات التحليل دهن الناردين، ودهن
18
الشبث، ودهن البابونج، ودهن السوسن. ودهن المصطكى بين بين.
19
|280vb25|صفة اضمدة جيدة فى الابتداء والتزيد والانتهاء
20
صفة ضماد نافع فى هذا الوقت وقبله يوخذ: دقيق الشعير، والفوفل، والنيلوفر من
21
كل واحد، <نصف> اوقية، ورد اوقية ونصف، زعفران نصف اوقية، بنفسج خمسة
22
عشر، كثيراء خمسة، خطمى، بابونج من كل واحد عشرة، صندل خمسة عشر، مصطكى،
23
اقاقيا، جلنار خمسة خمسة، شمع، دهن الورد ما يجمعه. ومن الأضمدة الجيدة فى
24
ابتداء الورم: اصل السوسن، اكليل الملك، وشمع ودهن البنفسج. ولا يجب ان
25
يضمد مع استطلاق شديد من البطن؛ بل يعدل البطن اولا ثم يستعمل الضماد.
26
ومن الأضمدة الجيدة فى وقت المنتهى الى الإنحطاط يوخذ: فقاح الإذخر،
27
والبابونج، واكليل الملك، وافسنتين رومى، وسنبل، واصل الخطى، وصندل،
3-502
1
وفوفل، وزعفران، وحب الغار، وما اشبه ذلك يزاد فى القابضة فى الأوائل، وفى
2
المحللة فى الأواخر. ومن الأضمدة الجيدة فى انضاج ما يراد تحليله من الورم الحار
3
والما شرا ان يوخذ: اطراف الورد، واطراف الأفسنتين، واطراف حى العالم، وقشر
4
الأترج الخارج، ومصطكى، وكندر من كل واحد جز ونصف، ومن السفرجل، و
5
البسر، والزعفران، والصبر، والمر من كل واحد جزء ومن الشمع ودهن البابونج،
6
ودهن الناردين من كل واحد عشرة اجزاء.
7
واذا كان السبب فى حدوث الورم الأوجاع المتقادمة التى من حقها ان تعالج
8
بالملطفات فاذا تأدت الى التورم، فيجب ان تقطع الملطفات عنها، وتقتصر على المسكنة
9
للاوجاع مثل شحوم البط، والدجاج. واذا عتق الورم سقى اقراص السنبل، ويضمد
10
بضماد المقل، وبحب البان المذكور فى الأنقراباذين. ومما ينفع من ذلك: قيروطى
11
بدهن البلسان، والصبر، والشمع الأبيض. ويجب ان يستعمل القيروطى الجالينوسى،
12
المذكور فى باب ضعف المعدة. وضماد اكليل الملك نافع جدًا. "ومن ذلك": بابونج،
13
وجلنار، وبزر الكتان، واكليل الملك، وخطمى يجعل منه ضماد ويضمد به، و
14
ينطل بطبيخه.
15
ومما يسقى فى ذلك: ورد عشرة، عود درهمان، مصطكى ثلثة [دراهم] بزر
16
الهندباء، والكشوت ثلثة ثلثة يسقى فى الورم الملتهب مع كافور. او يوخذ: ثلثة
17
اساتير خيارشنبر يطبخ فى رطل ماء حتى يعود الى النصف، ثم يصفى ويلقى [عليه]
18
من ماء عنب الثعلب، وماء الكاكنج سكرجة، ويغلى اغلاءة؛ ويلقى عليه نصف درهم
19
ايارج فيقرا، ويسقى القوى بتمامه، والضعيف نصفه. وان احتجت الى اقوى [من ذلك]
20
زدت فيها الشبث، وبزر الكتان، والحلبة. وان احتجت الى اقوى من ذلك زدت من
21
بزر الكرنب، واشق، ومخ الأيل، وشحم الدجاج. وربما احتجت الى ضماد فلغريوس،
22
والضماد الأصفر. وفى هذا الوقت ربما احتيج الى ان يسقى اقراص المقل.
23
ومن المراهم النافعة فى هذا الوقت مرهم بهذه الصفة: يوخذ من الشمع، ومن
24
دهن الناردين، اوقيه اوقية، ومن المصطكى، والصبر، والسعد، والإذخر من كل واحد
25
مثقال، ومن المقل وزن ثلثة دراهم، يحل فى الشراب ويجمع بين هذه الأدوية على
26
سبيل اتخاذ المراهم. وان كان هناك اسهال فربما احتجت الى ان تجعل مع هذه عصارة
27
الحصرم، او عصارة الأفسنتين، او تجمع بينهما. ومن الخطاء العظيم ان يطول زمان
28
مقاساة الورم؛ ولا يزال يعالج بالمبردات، ويكون الورم فى طريق كونه خراجا؛ وقد
29
منع عن النضج فيجب ان يراعى هذا.
3-503
1
وقد قيل: ان القلادة المتخذة من حجارة تاسليس اذا علقت بحيث تلامس
2
المعدة كانت عظيمة المنفعة فى اوجاعها، واورامها. واما اذا صار الورم دبيلة، وخراجا
3
فقد افرد ناله بابا. وأما اذا كان الورم صفراويا فيجب ان يبرد جدًا فى ابتدائه بالضمادات
4
المبردة المعروفة المخلوطة بالصندل، والكافور، والورد، ونحوه، ويسقى ماء الشعير.
5
بماء الرمان المر المطبوخ، وبالسرطانات، ثم بعد ذلك بايام يستعمل ماء عنب الثعلب،
6
وماء الهندباء، وبعد ذلك وعند القرب من المنتهى يمزج بماء عنب الثعلب، وماء
7
الهندباء بقليل من ماء الرازيانج.
8
|281va35|الأورام الباردة [البلغمية]
9
هذه الأورام تتولد من رطوبة، وسؤ هضم، وقلة رياضة، ومن سائر الأسباب
10
المولدة للمواد المزمنة الرطبة الحاقنة اياها فى الأوعية والأغشية مما سلف تعريفه.
11
العلامات: متى وجدت علامة الورم من وجع راسخ فى كل وقت ونتو،
12
ثم لم يكن حمى، ولا إلتهاب، ولا وسواس، بل كان رطوبة ريق، ورصاصية لون،
13
وقلة عطش، وسؤ هضم، وقلة شهوة، فذلك ورم بلغمى، واستدل بسائر الدلائل المذكورة
14
لرطوبة مزاج المعدة
15
العلاج: من القانون فى هذا أيضًا ان لا تخلى المحللة من القابضة؛ فان المحللة
16
التى يحتاج اليها فى هذه هى القوية التحليل، يبتداء من علاج هؤلاء بان يسقوا ماء الكرفس،
17
وماء الرازيانج من كل واحد اوقيتان، بورق ثلاثة دراهم دهن اللوز الحلو مقدار الكفاية،
18
ثم بعد ذلك يسقون درهمين من دهن الخروع، مع ثلاثة دراهم من دهن اللوز الحلو،
19
بطبيخ اكليل الملك، وصفته، اكليل عشرة، اصل الرازيانج عشرة، الماء اربعة ارطال يطبخ
20
حتى يبقى رطل، ويسقى منه اربع اواقى. وينفع هؤلآء طبيخ الزوفا الذى طبخ فيه اكليل
21
الملك، وجعل على الشربة منه ثلثة دراهم الخروع، ووزن درهمين دهن اللوز الحلو.
22
|281va41|واما المسوحات والأضمدة فمن ذلك دوا مجرب
23
يوخذ جعدة، اكليل الملك، حماما، بابونج، شبث، من كل واحد عشرة دراهم
24
افسنتين وسنبل من كل واحد سبعة دراهم، صبر وزن ثمانية دراهم، مصطكى عشرة دراهم،
25
كندر ستة دراهم، اصل الخطمى خمسة عشر درهمًا، اشق، جاوشير، ميعه من كل واحد
3-504
1
وزن عشرة دراهم. شحم اللوز، وشحم الدجاج من كل واحد اوقيتان. شمع احمر نصف
2
رطل. والفضل المسوحات: دهن النادين ودهن السنبل قد جعل فيه المرء القردمانا.
3
وينفع الهليون واللبلاب بدهن اللوز [الحلو] والسلق، والكرنب بالزيت. و
4
ما يجفف الدم من الأغذية ويسهل هضمه: ويجب ان يجتنبوا القىء اصلا <فانه فى مثل
5
هذه ردى>.
6
|281vb20|الأورام الصلبة [الغليظة]
7
قد تكون ابتداءً وقد تكون بانتقال من الأورام الحارة على ما قد عرفته فى الأصول.
8
وفى النادر <قد> تكون عن ورم بلغمى عرض له ان صلب. ويدل عليه مع دلالة الأورام
9
صلابة المجس، وكثرة الوسوسة، ونحافة البدن.
10
العلاج: القانون فى هذا أيضًا ان لا تخلى الأدوية المحللة عن القابضة، وكل
11
الأدوية التى كانت شديدة التحليل فى آخر الأورام الحارة فانها نافعة ههنا. ويجب ان
12
يسقوا لبن اللقاح دائمًا. ومما ينفعهم ان يوخذ: ثلثة مثاقيل من دهن الخروع، بطبيخ
13
الخيارشنبر، وهو ممروس فى ماء الأصول. وان احتيج الى ما هو اقوى جعل فى
14
ماء الأصول فقاح الإذخر، والمصطكى، والبر شاوشان مع سائر الأدوية جزء جزء.
15
واذا جعل مع دهن الخروع من دهن السوسن مقدار درهم ومن دهن اللوز
16
الحلو مقدار درهمين كان نافعًا، وكذلك اذا سقيت هذه الأدهان بماء العسل. ويجب
17
ان يستعمل فى ضماداته مخ عظام الايل، ومخ ساق البقر، واهال سنام البعير. ومن
18
الأدوية النافعة فى ذلك وفى الدبيلات: اكليل الملك، وحلبة، وبابونج، وحب الغار،
19
والخطمى، والأفسنتين، من كل واحد جزء، اشق، كور من كل واحد ثلثا جزء تحل
20
هذه الصموغ فى طبيخ عشرين تينة بالطلاء ويسحقه بالعسل، ثم يجمع به الأدوية و
21
يتخذ منه ضماد فانه عجيب.
22
ضماد اخر: وسخ الكوارة ستة اجزاء، ميعة جزأن، مصطكى جزء، علك البطم
23
نصف جزء، دردى دهن الناردين قدر ما يجمع به <الأدوية>.
24
ضماد اخر: اشق مائة، شمع مائة، اكليل الملك اثنا عشر، زعفران، مر، مقل
25
اليهود من كل واحد ثمانية، دهن البلسان رطل. ومما هو نافع لهم جدًا دهن عصير
26
الكرم. ومما ينفعهم جدًا طبيخ الإيرسا بخيارشنبر، والضماد الذى ذكرناه فى باب ضعف
27
المعدة مع صلابة.
3-505
1
نسخة ضماد جيد: مصطكى، كندر، افسنتين من كل واحد جزء، اشق، زعفران
2
جزآن، سعد ثلثة، <يتخذ> قيروطى بدهن الناردين بقدر الكفاية. واذا اتفق ما هو قليل
3
الإتفاق، من انتقال الورم البلغمى الى الورم الصلب فاوفق علاجه ضماد بهذه الصفة:
4
الأشق، ومر، وبزر الكرنب، واللوز المر، والميعة السائلة، والمصطكى، والسنبل،
5
والإذخر، والسعد، تحل الصموغ ويسحق غيرها، ويجمع ضمادًا. وغذاؤهم مثل
6
الهليون واللبلاب ودهن اللوز الحلو، وخصوصًا لما كان انتقل عن الورم الحار.
7
|282ra16|فصل فى الدبيلة فى المعدة
8
كثيرًا ما تجزف الأطباء فى تدبير الورم فى المعدة فينتفل خراجًا، وكثيرًا ما يبتدئى.
9
العلامات: قد ذكرنا علامات ابتداءها فى باب اورام المعدة الحارة.
10
العلاج: يجب ان تبادر إلى الفصد، وإلى تبريد المعدة المتورمة ورمًا حارًا،
11
خارجًا وداخلا بما يمكن، ليمنع صيرورته دبيلة. فان صار دبيلة وأخذ فى طرق النضج
12
فيجب حينئذ، إن كان الأمرخفيفًا وتوهمت نضجًا قريبًا، أن تسقيه اللبن الحليب مرة
13
بعد أخرى مع الماء الحار، ويجس الصلابة، وينظر هل ينغمس، ويرتقب هيجان
14
وقشعريرة، وانغماز ورم. وان لم يعن ذلك فيجب أن تسقيه <طرحشقوقا> بماء الحلبة،
15
والحسك، ودهن اللوز المر. فان احتجت إلى أقوى منه من ذلك، وكان الأخذ
16
فى طريق النضج قد زاد على الأول، جعلت فيه دهن الخروع. ومما هو مجرب فى ذلك:
17
ان يسقى صاحبه طرحشقوق يابس وزن درهم ونصف، بزر المرو، وحلبة درهم درهم،
18
يسحق ذلك، ويشرب ببعض الألبان الحليبة الحارة مثل لبن الأتان والماعز. ومقدار
19
اللبن ثلاث أواق، ويخلط معه من السكر وزن ثلاثة دراهم.
20
ومما هو مجرب أيضًا: أن يوخذ الطرحشقوق اليابس أوقية، الحلبة أوقيتان،
21
بزر المرو أربع اواق، يدق وينخل ويعجن بلبن الماعز، ودهن السمسم،
22
ويتخذ ضمادًا. وينبغى ان يحمم بالماء الفاتر، ويخبص على الدبيلة بشىء متخذ من التين،
23
والبابونج، والحلبة مطبوخة، وفيها افسنتين ليقوى. والمراد من جميع ذلك ان
24
ينضج ذلك الورم، وينفجر. فاذا حدست نضجًا <ولينا> [وكنت قد] استعملت التحميم
25
المذكور، والضمادات المذكورة، وأعقبتها بضماد التين المذكور، فرشت له فرشا مضاعفة
26
فى غاية الوطاء والدفاء، وأمرته ان ينام عليها منبطحا، حتى ينفجر تحت هذا الإنضغاط
3-506
1
ورمه. وأنت تعرف انه قد انفجر بالضمور، والتطامن، وبما يقذف او يختلف به من
2
القيح والدم. ويجب ان يسقى حينئذ أيضًا الصبر بماء الهندباء، فاذا انفجر سقى الملحمات.
3
على ان من قاء القيح من معدته كان إلى اليأس أقرب منه إلى الرجاء. فاذا حدست ان فى
4
المعدة قيحا فاخرجه بالإسهال ولا تحركه إلى القىء. فاذا لم ينجع مثل هذه الأشياء استعملت
5
الأدوية المذكوة فى باب الأورام الصلبة. وأما الأغذية الموافقة له فى أوئل الأمر:
6
فالآحساء المتخذة بالنشاء والشعير المقشر، وصفرة البيض، وفى آخره ما تقع فيه شبث،
7
وحلبة بمقدار.
8
|282rb17|فصل فى القروح فى المعدة
9
ان المعدة قد يعرض لها القروح، والبثور لحدة ما يتشرب جرمها من الأخلاط،
10
وما يلاقيه منها. وكثيرًا ما يكون بسبب ما يأتيها من غيرها، فانه كثيرًا ما يتقرح المعدة
11
من نوازل تنزل إليها من الرأس حارة لذاعة، أو قابلة للعفونة فتعفن وتأكل اذا طال
12
النزول.
13
العلامات والفروق: كثيرًا ما تؤدى قروح المعدة، وخصوصًا فى أسفلها،
14
إلى صغر النفس، ودرور العرق، والغشى، وبرد الأطراف. وقد يدل على القروح
15
فى المعدة نتن الجشاء، وارتفاع بخار يورث يبس اللسان وجفافه، ويكون القىء كثيرًا.
16
واذا كانت فى المعدة بثور كثر الجشاء جدًا. وقد يفرق بين القرحة الكائنة فى المرى،
17
وبين الكائنة فى فم المعدة ان الكائنة فى المرى يحس الوجع فيها إلى خلف بين الكتفين،
18
وفى العنق إلى اوائل الصدر. ويحقق حالها نفوذ المزدرد؛ فانه يدل على الموضع
19
الآلم باجتيازه، فاذا تجاوز هذا أوجع يسيرًا.
20
وأما الكائنة فى فم المعدة: فيدل عليها ان الوجع يكون فى اسافل الصدر،
21
او أعالى البطن، ويكون أشد. والمزدرد يدل عليه عند مجاوزة الصدر، واكثره يميل
22
الى جهة المراق، ويصغر معه النفس، ويبرد الجسم، ويودى الى الغشى أكثر. وأما
23
الكائنة فى قعر المعدة: فيستدل عليها بخروج قشر قرحة فى البراز من غير سحج فى
24
الآمعاء، ووجود وجع بعد استقرار المتناول فى أسفل المعدة، ويكون الوجع يسيرًا
25
ويفرق بين القرحة فى المعدة والقرحة فى المعى موضع الوجع عند دخول
26
الطعام على البدن، ويكون خروج القشرة التى تخرج فى البراز نادرًا، ويكون قشره رقيقة
27
من جنس ما يخرج من المعى الأعلى. ويستدل على انها من المعدة ان الوجع ليس فى
3-507
1
نواحى الأمعاء بل فوق؛ الا انه كثيرًا ما يلتبس فيشبه الذوسنطاريا المعائى وهو الكائن
2
فى الآمعاء العلى، فيجب ان تتفرس فيه جيدًا. وأما فى القىء فان القشرة اذا خرجت
3
لم تكن إلا لقرحة فى المرى او المعدة. ويجب اذا اردت ان تمتحن ذلك ان تطعم العليل
4
شئيًا فيه خردل، وخل.
5
علاج القروح فى المعدة: الجراحة الطرية التى يقع فيها يجب ان تعالج بالأدوية
6
القابضة، ويجعل الأغذية السريعة الهضم، ويبعد منهم الأدوية القروحية التى يقع فيها
7
زنجار، او اسفيذاج، ومرتك، وتوتيا، وأمثال ذلك؛ بل يجب ان تعالج قروح المعدة
8
والآكلة فيها اولا بالتنقية بمثل ماء العسل، والجلاب. ولا يجب ان يكون فى المنقى
9
قوة من التنقية فيوذى ويقرح اكثر مما ينقى وينفع [بما يزعزع] بل يجب أن يكون
10
جلاءها وغسلها إلى اسفل. فان كان هناك تأكل او لحم ميت فيجب أن يداوو بدواء
11
ينقى اللحم الميت، ويلحم وينبت، وما أوفق ايارج فيقرا لذلك. فاذا نقى وجب ان
12
يسقى مخيض المنزوع الزبد، وشراب السفرجل والرمان ونحوه. ويسقى أيضًا ماء الشعير
13
بالرمان واشربة الفواكه القابضة. وربما احتاجوا إلى التغذية ببطون العجاجيل والجدى
14
المخللة.
15
واعلم: انك ما لم تنق الوضر اجمع فلا منفعة لعلاج آخر، ولا لإستعمال مدمل.
16
واذا استعملت المدملات، وكانت العلة فى ناحيتى المرى وفم المعدة، فاجعل
17
فيها من المغريات شئيًا صالحًا مثل الصمغ والكثيرا. وقد ينفع من قروح المعدة الفلونيا.
18
وينفع أيضًا أقراص الكهرباء، لا سيما اذا كان هناك قىء دم. وينفع منه جميع ربوب
19
الفواكه القابضة. وقد ينفع رب الغافث، ورب الأفسنتين. واذا كان فى المعدة
20
قروح ولم يكن بد من الاسهال لداع من الدواعى فيجب ان يسهل بمثل الخيارشنبر.
21
فان عرض من القروح إسهال فيجب ان يعالج بأقراص الطباشير، والربوب القابضة بماء
22
السويق المطبوخ. واذا كان هناك أكلة فيعالج بما ذكرناه فى علاج نفث الدم.
23
|282va47|البثور فى المعدة
24
ينفع منها بعد التنقية مداراة بما يرخص فى الإسهال به فى قروح المعدة، ويغتذى
25
يحب الرمان، والزبيب، واللبن المنضج بالحديد المحمى.
26
|282va53|حكم خرق المعدة
27
من انخرقت معدته فانه لا يكاد يتخلص منهم إلا القليل عن خرق قريب.
3-508
1
|282va56|المقالة الخامسة
2
|282vb1|فصل فى احوال المعدة من جهة ما تشتمل عليه، ويخرج عنها وشىء من احوال
3
المراق وما يليها
4
النفخة قد تكون بسبب الطعام اذا كانت فيه رطوبة غريبة يستحيل ريحًا فلا
5
يمكن الحرارة، وان كانت معتدلة، أن يحللها من غير احالة إلى الريح. وقد تكون
6
بسبب الحرارة الهاضمة اذا كانت ضعيفة، فان الغذاء وان كان غير نافغ فى طباعه،
7
اذا ضعفت عنه الحرارة بخرت واحدثت ريحا، فان المادة التى ليس فى جوهرها نفخ
8
كثير، فانها لا يحدث فى الجوف نفخًا، إلا ان يكون الحرارة مقصرة فتحرك ولا تهضم،
9
كما ان عدم الحرارة اصلا لا يصحبها نفخ ولو من نافخ وكل ما لا يحدث عنه نفخ فانما
10
لا يحدث عنه النفخ إما لبراءة عن ذلك فى جوهره، وإما لسببين من غيره: احدهما
11
استيلاء الحرارة عليها، والأخر البرد الذى لا يحرك شئيًا. وربما كانت الحرارة ملبة
12
بالهضم والمادة مجيبة إليه، فعورضت بما يقصر بها عنه من شرب ماء كثير عليه، أو
13
حركة مخضخضة له. وربما كان مزاج الغذاء نفاخًا كاللوبيا والعدس ونحوه، فلم
14
ينفع قوة القوة واجتناب موانع الهضم؛ إلا ان يكون الحرارة شديدة القوة والمادة
15
شديدة البلة. ومن الأشربة النفاخة الشراب الغليظ والحلو؛ إلا ان يكون حلوًا رقيقًا
16
فتتولد عنه ريح لطيفة ليست بغليظة. وربما كان سبب النفخة كون الطعام حارًا بطباعه؛
17
فانه اذا صادف حال ما يسخن عند الهضم، وخروج من كونه حارًا بالقوة الى أن يصير
18
حارا بالفعل مادة باردة رطبة، حللها وبخرها. وربما كان سبب النفخة والقراقر خواء
19
البطن مع رطوبة فجة زجاجية فى المعدة والأمعاء، فانها اذا اشتغلت الحرارة الطبيعية عنها
20
بالأغذية كانت هادئة. واذا تفرغت لها الحرارة تحللت رياحًا. وربما كان السبب فى
21
ذلك ان الطبيعة اذا وجدت خلاء وتحركت القوى حركت الهواء المصبوب فى الأفضية
22
وتحركت معها البقايا من ابخرة الرطوبات وكانت كالرياح. وقد يكون السبب فيه كثرة
23
السوداء بأمراض الطحال. وكثيرًا ما يصير البرد الوارد على البدن من خارج سببًا لنفخة
24
ورياح، يمتلى منها البدن لما يضعف من الحرارة العاملة فى المادة، فيجعل عملها نصف
25
عمل، وعملها الإنضاج للرطوبات، ونصف العمل التبخير. واذا كثرت النفخة فى
26
اجواف الناقهين انذرت بنكس. والعلة المراقية اكثرها يكون لشدة حرارة المعدة و
3-509
1
انسداد طرق الغذاء إلى البدن، فيرجع ويحبس فى نواحى المعدة، ويحمض الجشأ،
2
ويحدث قيئًا مضرسًا، لا سيما ان شارك الطحال، ويكون البراز رطبًا، ويغلظ الدم
3
وربما يكون هناك ورم يبخر بخارًا سوداويًا ويحدث المالنخوليا.
4
العلامات: ما كان سبب تولد الرياح والنفخة فيه جوهر الطعام فقد يدل عليه
5
الرجوع إلى تعرف جوهر ما يتناول؛ وان النفخة لا يكون كثيرة جدًا [و] فى اوقات
6
كثيرة ولا فى اوقات جودة الغذاء؛ وأن الجشأ اذا تكرر مرتين [او] ثلاثة سكن من غائلته
7
وكذلك اذا كان السبب فيه خطأ يرد عليه بتناول الماء او الحركة المخضخضة،
8
وبالجملة بما يعارض القوة الهاضمة؛ فان جميع ذلك يعرف بوجود السبب وزوال
9
النفخة مع تغير التدبير. والفرق بين النفخة السوداوية والتى من اخلاط رطبة فجة أن
10
النفخة السوداوية تكون يابسة، والأخرى تكون مع رطوبات. والكائن من الأسباب
11
الأخر علاماته وجود تلك الأسباب.
12
العلاج: اذا كان سبب النفخة طعامًا نفاخًا هجر إلى غيره، واحسن التدبير
13
فى المستأنف. ولم يعارض الهضم إلى ان يفعل ذلك فيجب ان ينام صاحبه على بطنه
14
فوق مخدة محشوة بما يدفئ كالقطن. وان كان سببه برودة المعدة وضعفها عولج
15
بما يجب مما ذكر فى بابه. ومرخ بدهن طبخ فيه الملطفات الكاسرة للرياح كالنانخواه
16
والكاشم والكمون. وان احتاج إلى أقوى من ذلك فالسذاب وبزره، وحب الغار،
17
والأنجدان، وسيساليوس. ويكون دهنه دهن الغار ودهن الخروع وما أشبه ذلك.
18
وربما كفى تمريخ العضو بدهن مزج به الشبث وما يجرى مجراه، ثم بمرهم قوى التحليل
19
مثل مرهم متخذ بالزوفا والشبث وماء الرماد ونحوها. وربما احتيج إلى الحقن بمثل
20
هذه الأدهان، وربما جعل فيه الزفت. واذا كان البرد من مادة غليظة لم يسق هذه
21
الأدوية؛ فانها ربما زادت فى تهيج الرياح؛ بل يجب ان تنقى المادة اولا ثم تسقيها.
22
وان كان البرد ساذجًا او كانت المادة قليلة لم نبال بذلك بل سقيناها. ومما يشفيه
23
ويعظم نفعه حزمة من الجعدة تطبخ فى الماء طبخًا شديدًا ثم يسقى منه، او يخلط طبيخ
24
الفوذنج النهرى بعسل ويسقى منه. وطبيخ الخولنجان نافع جدًا. والخولنجان كما هو
25
والخولنجان المعجون بالسكبينج المتخذ حبًا كالحمص، والشربة مثقال بماء حار،
3-510
1
وهو مما يسهل الريح كثيرًا والرطوبة يسيرًا. ومما هو عظيم النفع فى النفخ خاصة
2
الجند بيدستر اذا سقى بخل ممزوج بماء ورد وزيت عتيق، وخصوصًا خل الأنجدان
3
او العنصل. وقيل ان كعب الخنزير المحرق جيد فى ذلك. وربما كفاك فيما خف
4
من ذلك أن تسقيه الشراب الصرف على طعام يسير يشربه وينام عليه ويقوم برئيا من
5
أذاه.
6
مروخ نافع منه: يطبخ شونيز وحب الغار وسذاب فى الشراب طبخًا شديدًا
7
ويصفى، ثم يطبخ من الدهن نصف ذلك بالشراب حتى يبقى الدهن، ثم يمرخ به.
8
وكذلك دهن الشونيز. قال بعضهم: الجمسفرم نافع جدًا للصبيان الذين تنتفخ بطونهم.
9
والنفخة اللازمة السوداوية فيعالج بمثل الشجرينا والفنداديقون والنانخواه. وان
10
احتيج إلى استفراغ قوى استعملت حب المنتن، ويوضع عليها اسفنجة مبلولة
11
بخل ثقيف جدًا، واجوده خل الأنجدان.
12
|283rb12|فصل فى القراقر
13
جميع اسباب النفخة هى أسباب القراقر باعيانها اذا احدثت تلك الأسباب نفخة.
14
وحاولت الطبيعة دفعها، فلم تطع، ولم تندفع إلى فوق، ولا إلى اسفل، بل تحركت فى
15
لوعية الأمعاء فكانت قراقر، وخصوصًا اذا كانت فى المعاء الدقاق الضيقة المنافذ
16
فاذا انتقلت عنها إلى سعة المعاء الغلاظ هدأت وقلت، لكن صوتها حينئذ يكون أثقل
17
مع انه أقل، والماء فى الدقاق فيكون أحد مع انه اكثر. فاذا اختلطت تلك الرياح بالرطوبات
18
لم يكن صافية. واذا وجدت فضاء وكانت منتفخة متخضخضة احدثت بقبقة. وصفاء
19
الصوت يدل على نقاء الأمعاء او جفاف الثقل. وعلاج القراقر أقوى من علاج النفخ.
20
ومن وجدرياجًا فى البطن مع حمى يسيرة شرب ماء الكمون مع الترتجبين بدل الفانيذ.
21
|283rb33|فصل فى ملاسة المعدة وزلقها
22
قد تكون بسبب مزاج حار مع مادة لذاعة مزلقة للطعام باحداث لذع للمعدة،
23
وفى النادر يكون من سؤ مزاج حار يسيط اذا بلغ ان انهك الماسكة. وقد يكون
24
لسؤ مزاج بارد مع مادة مزلقة أو من غير مادة. وقد يكون بسبب قروح فى المعدة يتأذى
25
بما يصل اليها فيتحرك إلى دفعه. وقد يكون من ضعف يصيب الماسكة. واذا
26
حدث بعد زلق المعدة والأمعاء وملاستها جشاء حامض كان على ما يقول ابقراط علامة
3-511
1
جيدة؛ فانه يدل على نهوض الحرارة الخامدة؛ فانه لولا حرارة ما لم يكن ريح فلم يكن جشأ.
2
العلامات: مشهورة لا يحتاج إلى تكريرها.
3
العلاج: أما ان كان سببه سؤ مزاج حار مع مادة فيجب ان يخرج الخلط بالرفق،
4
ويستعمل بعد ذلك ربوب الفواكه القابضة وماء سويق الشعير مطبوخًا مع الجاورس
5
وان طال ذلك احتيج إلى شرب مثل مخيض البقر المطبوخ [و] المطفأ فيه الحديد
6
والحجارة، مخلوطًا به الأدوية القالصة؛ مثل الطباشير، والورد، والكهرباء، والجلنار
7
والقرظ، والطراثيث، يطرح على نصف رطل من مخيض البقر خمسة دراهم من الأدوية.
8
ويستعمل على المعدة الأضمدة المذكورة فى القانون. ويجعل الغذاء من العدس المقشر،
9
والأرز، والجاورس، بعصارات الفواكه القابضة؛ مثل ماء الحصرم، وماء الرمان الحامض،
10
وماء السفرجل الحامض. فان لم تجد بدًا من اطعامهم اللحم اطعمناهم ما كان مثل لحم
11
الفراريج، والقباج، والطياهج، مشوية جدًا، مرشوشة بالحوامض المذكورة. ويقرب
12
من هذا يعالج ما كان فى النادر الأقل من وقوع هذه العلة بسبب مزاج حار ساذج بلا مادة
13
بما عرفته فى الباب الجامع. وان كان من برد عولج بالمسخنات المشروبة والمضمود بها
14
مما قد شرح فى موضعه. وجعل غذاءه من القنابر والعصافير المشوية والفراخ أيضًا،
15
فانها بطيئة البقاء فى المعدة وتبزر بالأفاوية العطرة الحارة القابضة، او الحارة مخلوطة
16
بالقابضة. وان كان هناك مادة استفرغت بما سلف بيانه. واستعمل القىء فى كل
17
اسبوع واستعمل الجوارشن الجوزى، وجوارشن حب الأس، وجوارشن خبث الحديد،
18
ويسقى النبيذ، العتيق. وان كان من قروح عالجت بعلاجها تم دبرت بتشديد المعدة.
19
واما ان كان من ضعف القوة الماسكة فالعلاج أن يستعمل المسددات القابضة مع
20
المسخنات العطرة سقيًا وضمادًا. ومما ينفع من ذلك جوارشن الخرنوب بماء العوسج
21
الرطب، أو دواء السماق بماء الخرنوب، أو سفوف حب الرمان برب السفرجل الحامض
22
الساذج، أو الجوزى برب الأس. ومما ينفع منه منفعة عظيمة اقراص هيو فقطيداس،
23
واقراص الجلنار، وضماد الأفسنتين مع القوابض. وأما الأغذية فقريبة مما ذكرناه فى
24
باب المزاج الحار الرطب، والمشويات، والمقليات، والمطنجنات، والربوب.
25
واعلم ان ماء الشعير بالتمر هندى نافع من غشيانات الأمراض.
26
|283va42|فصل فى القىء والتهوع والغثيان والقلق المعدى
27
القىء والتهوع حركة من المعدة على نحو دفع منها لشىء فيها من طريق الفم.
3-512
1
والتهوع منهما هو ما كان حركة من الدافع لا تصجها حركة من المندفع. والقىء منهما
2
ان يقترن بالحركة الكامنة من ''الدافع حركة من المندفعه" إلى خارج. والغثيان هو
3
حالة للمعدة كانها تتقاضى بها هذا التحريك، وكأنه ميل منها الى هذا التحريك اما
4
راهنًا واما قليل المدة بحسب التقاضى من المادة. وهذه احوال مخالفة للشهوة من كل
5
الجهات وتقلب النفس يقال للغثيان اللازم. وقد يقال لذهاب الشهوة. والقىء منه
6
حاد مقلق، كما فى الهيضة، وكما يعرض لمن يشرب دواء مقيئًا، ومنه ساكن كما يكون
7
للمعودين، واذا حدث تهوع فقد حدث شىء يحوج فم المعدة الى قذف شىء إلى
8
أقرب الطرق. وذلك إما كيفية تعمل بها ما تعمل مادة من أذى بها؛ او بعضو يشاركها
9
كالدماغ اذا أصابه ضربة، أو مادة خلطية متشربة؛ أو مصبوبة فيها يفسد الطعام إما
10
صفراوية، أو رطوبة ردئية متعفنة كما يعرض للحوامل، او رطوبة غير ردئية لكنها مرهلة
11
مربلة لفم المعدة من غير رداءة سبب، أو رطوبة غليظة متلحجة، او كثيرة مثقلة. وان لم
12
يكن سبب آخر فانه [يتاذى به] وان كان مثلا دمًا او بلغمًا حلوًا يرجى فى مثله أن
13
يغذو البدن ويغذو أيضًا المعدة؛ فان الدم يغذوالمعدة. والبلغم الحلو الطبيعى ينقلب
14
أيضًا دمًا ويغذو المعدة، لكنه ليس يغذوها كيف اتفق، وكيف وصل إليها؛ ولكنه
15
انما يغذوها اذا تدرج وصوله اليها من العروق المغيرة للدم إلى مزاج المعدة المشبهة
16
اياه بها، وهى العروق المذكورة فى التشريح، اللهم إلا ان يعرض سبب لا تجد معه
17
المعدة غذاء البتة، ولا تؤدى اليها العروق ما يقنعها فتقبل عليه فتهضمه دمًا، كما انه
18
كثيرًا ما تصب إليها الكبد لا من طريق العروق الزارقة للدم، بل من طريق العروق
19
التى ينفذ فيها الكيلوس دمًا جيدًا صالحًا غير كثير مثقل، ليغذوها على سبيل انتشافها
20
منه، واحالتها اياه بجوهرها إلى مشابهتها. وقد غلط من ظن ان الدم لا يغذو المعدة،
21
وحكم به حكمًا جزمًا مطلقًا. ومن الناس من يكون له نوائب قىء السوداء
22
تعتاده وفيها صلاحه. وربما ادى إلى حرقة فى المرى والحلق بل قرحة. ومن
23
الغثيان ما هو علامة بحران. وربما كان علامة ردئية فى مثل الحميات الوبائية. واذا
24
كثر بالناقهين أنذر بنكس. ومن القىء بحرانى نافع للحميات الحارة ولأورام الكبد التى
25
فى الجانب المقعر. ومن القىء ما يعرض "فى تصعد الحميات". وإذا كان بالمعدة
3-513
1
أو بالاحشاء الباطنة اورام، وخصوصًا حارة، كانت محدثة للقىء لما يميل إلى الدفع،
2
ولما يتأذى من أدنى مس يعرض لها من أدنى غذاء، أو دواء، أو خلط، أو عضو ملآن.
3
والغثيان ربما بقى ولم ينتقل إلى القىء. والسبب فيه شدة القوة الماسكة، أو ضعف
4
كيفية مايغثى، أو قلته، حتى انه اذا اكل عليه سهل القىء بل يحرك القىء. ومن كانت
5
معدته ضعيفة يعرض ان يغثى نفسه، ولا يمكنه أن يتقيأ بخلاء معدته، وقلة الخلط الموذى
6
له متشربًا كان أو غير متشرب، الذى لو كان بدل هذه المعدة وفمها معدة أقوى، وفم
7
معدة أقوى لم تغث نفسه به، ولا انفعل عنه؛ لكنه لضعفه ينفعل عنه، ولضعفه ولقلة
8
المادة لا يمكنه أن يدفعه. فاذا اكل تمكن من قذفه لسببين: احدهما لان الخلط ربما
9
كان أذاه قليلا غير محرك ولا معنف لانه فى قعر المعدة، واذا طعم اصعده الطعام إليه
10
وكثره. والثانى انه يستعين بحجم الطعام على قذفه وقلعه. وقد يقلب النفس و
11
يحرك الغثيان حر ويبس يعرض لقم المعدة فيفعل بكيفية الحارة ما يفعله خلط مجاور
12
بكيفية الحارة أيضًا. وفى استعمال القىء باعتدال منفعة عظيمة؛ لكن ادمانه مما يوهن
13
قوة المعدة، او يجعلها مفيضًا للفضول. والقىء البحرانى مخلص. وكثيرًا ما يكون
14
المحموم قد عرض له تشنج، أو صرع، أو شبيه بالصرع دفعة، فيقذف شئيًا زنجاريًا
15
او نيلنجيًا فيخلص. وقد يخلص أيضًا من السبات العظيم <والغطيط> الإمتلائى
16
فى الحميات وغيرها. وكثيرًا ما يخلص القىء من الفواق المبرح. ومن استعمل القىء
17
باعتدال صان به كلاه، وعالج آفاتها وآفات الرجل، ويشفى انفجار العروق من الأوردة
18
و<من> الشرأئين. ويستحب ان يستعمل فى الشهر مرتين وأفضل أوقات القىء ما
19
يكون بعد الحمام، وبعد ان يوكل بعده ويمتلاء. وقد استقصينا القول فى هذا الكتاب
20
الأول. والمعدة الضعيفة كلما اغتذت عرض لها غثيان وتقلب نفس، وان كانت
21
اضعف يسيرًا لم تقدر على امساك ما نالته؛ بل دفعته إلى فوق او إلى تحت. وضعف
22
المعدة قد يكون من اصناف سؤ المزاج. وأنت تعلم من اسباب بعض سؤ المزاج ما
23
يجمع اليه تحليل الروح مثل الاسهال الكثير، وخصوصًا من الدم. وانت تعلم ان من
24
المضعفات الأوجاع الشديدة، والغموم، والصوم، والجوع الشديد، فهى أيضًا
25
من أسباب القىء على سبيل ادخال ضعف على المعدة والمعدة الوجعة أيضًا؛ فانها سريعًا
26
ما يتقيأ الطعام ويدفعه. ومن تواتر عليه التخم والأكل على غير حقيقة الجوع الصادق
27
فانه يعرض له أولا اذا اكل حرقة شديدة جدًا لا يطاق، ثم يؤل امره الى ان يقذف كل
28
ما أكله. وأردأ القىء ما يكون قيئًا للدم إلا على الوجه الذى سنذكره، وحين يكون دليلا
3-514
1
على قوة الطبيعة ويليه قىء السوداء. والسبب فى هذه الردأة ان هذين لا يتولدان فى المعدة؛
2
بل انما يندفعان اليها من مكان بعيد ومن اعضاء أخر. ويدل على آفة فى تلك الأعضاء
3
على مشاركة من المعدة واذعان لها إلى ان يضعفها. ويدل قىء الدم خاصة على حركة
4
منه خارجة عن الواجب. وحركة الدم اذا خرجت عن الواجب انذرت بالهلاك. و
5
القىء الصرف ردئى. أما الصفراوى فيدل على افراط حرارة، وأما <القىء> البلغمى فيدل
6
على افراط برد ساذج صرف. والقىء المختلف الألوان الرديهامن الأسود والزنجارى
7
والكراثى، ردئى لما يدل على اجتماع اخلاط ردئية. ومن التركيب الردئى ان يكون فم
8
المعدة منقلبًا متغثيًا وتكون الطبيعة ممسكة، فما يسكن القىء يزيد فى امساك الطبيعة
9
وما يحل الطبيعة يزيد فى القىء إلا ان يكون المغثى خلطًا رقيقًا، او مراريًا، فيعالج الحال
10
بماء الإجاص والتمر هندى ونحوهما، فينفع من الأمرين جميعًا. ومن الناس من لا يزال
11
يشتهى الطعام، وكما يمتلى منه يقذفه اويزلقه الى اسفل، ثم يعاود [و] لا يزال ذلك
12
ديدنه، وهو يعيش عيش الأصحاء، كان ذلك امرًا طبيعيًا له. وههنا طائر ويصيد الجراد
13
لا يزال يأكل الجراد ويذرقه، ولا يشبع دهره ما وجده، وحيوانات أخر بهذه الصفة. و
14
من الناس من اذا تناول غذاء ظن انه ان تحرك قذف، او ان غضب او تكلم او حرك
15
حركة نفسانية قذف، والسبب فيه ما علمت وأسلم القىء هو المختلط المتوسط فى
16
الغلظ والرقة من اخلاط ما هو لها معتاد كالبلغم والصفراء. وأما الكراثى فى الأمراض
17
فدليل شر، والأخضر إلى السواد كاللازوردى والنيلنجى فى اكثر الأمر يدل على خمود
18
الحرارة [وموت القوة]، وهما غير الكراثى والزنجارى. على انه قد يتفق أن يكونا
19
بسبب الإحتراق أيضًا؛ إلا ان الاحتراقى الذى ليس عن تسويد البرد وتكديره وموت
20
القوة هو إلى اشراق وصفاء وكراثية. على ان القىء الأصفر والكراثى والزنجارى
21
يكثر فى من بكبده مزاج حار جدًا ويعرض لصاحب الورم الحار فى الكبد قىء الصفراء
22
ثم قىء كراثى ثم الزنجارى، ويكون مع فواق وغثيان. وأما الأسود إلا فى أورام الطحال وفى
23
آخر الربع فردى والمنتن فردئ، وخصوصًا ايهما كان فى الحميات الوبائية. واذا
24
وجد تهوع فى اليوم الرابع من الأمراض فليقذف فانه نافع.
25
|284rb58|فصل فى العلامات المنذرة بالقىء
26
الغثيان والتهوع مقد متان للقىء. واذا اختلجت الشفة ووجدت امتدادًا من
3-515
1
الشراسيف إلى فوق فاحكم به. وأما علامات الخلط الردئى العفن الفاعل للغثيان والقىء
2
ان كان حارًا، فالعطش، والطعم الردئى فى الفم، والعفونة الظاهرة. وعلامة ما كان
3
من ذلك لخلط صديدى الوقوف عليه من جهة القىء وشدة تأذى المعدة به مع خفتها
4
لانه انما يوذى بكيفية لا بكمية. وعلامة الخلط غير الردئى الذى يفعل ذلك بكميته
5
ان لا يكون هناك بخر وعفونة، وطعم ردئى وقىء ردئى؛ ويسكنه ان كان رقيقًا الأدوية
6
العفصة؛ فان كان غليظًا الأدوية الملطفة. ويدل عليه كثرة الرطوبة، وكثرة القىء غير
7
الردئى، وكثرة البراز، وكثرة اللعاب، لا سيما ان تكون تخمة قد تقدمت. وعلامة ما كان
8
سببه سؤ مزاج فم المعدة فهو لا يحتمل ما يرد عليه؛ يل يتحرك الى دفعه علامة أحد سؤ
9
المزاجات المذكورة. والذى يكون بسبب مشاركة الدماغ او الكبد او الرحم فعلامة
10
امراض الدماغ والكبد وغير ذلك.
11
|284va25|فصل فى قىء الدم
12
الدم اذا خرج بالقىء فهو من المعدة أو المرى. والسبب فيه إما انفجار عرق
13
او انصداعه او انقطاعه. وكثيرًا ما يكون ذلك عقيب القىء الكثير او الإسهال
14
بمسهل حار المزاج؛ او انفجار ورم غير نضيج؛ او رعاف سال إلى المعدة من حيث
15
لم يشعربه؛ او لإنصباب دم إليه من الكبد أو غيره من الأعضاء؛ وخصوصًا اذا احتبس
16
ما كان يجب ان يستفرغ من الدم؛ او عرض قطع عضو، فضل غذاءه على النحو الذى
17
سلف منا بيانه فى الأصول؛ أو عرض ترك رياضة معتادة؛ او شرب علقة فتعلقت بالمعدة
18
او المرى، أو عرضت نواصير فى المعدة. والسبب فى انفجار العروق وانصداعها ما
19
علمت فى الكتب الكلية وما ذكرناه فى اول هذه المقالة. ويجب ان تعرف منها ما يكون
20
لرخاوة العروق برقته وترهله، وما يكون من شدة جفوفه، او غير ذلك بغلظه. وكثيرًا
21
ما يكون قىء الدم من صحة القوة فتدفع الدم إلى جهة تجد فى الحال دفعه اليها أوفق.
22
ولذلك كثيرًا ما يكون فى قىء رطلين من الدم مثلا راحة ومنفعة؛ وذلك اذا انصب فضل
23
الطحال أو الكبد الى المعدة ''بقىء وبقذف". والذى عن الطحال فيكون أسود
24
عكرًا؛ وربما كان حامضًا ولا يكون مع هذين وجع. ويكون كثيرًا ما يقذف الإنسان
25
قطعة لحم. والسبب فيه لحم زائد ثؤلولى أو باسورى ينبت فى المعدة، فانقطع تشبثه
3-516
1
ودفعته الطبيعة إلى فوق. وكل قىء دم مع حمى فهو ردئى. وأما اذا لم يكن هناك
2
فربما لم يكن رديئًا.
3
العلامات: أما الذى من المعدة فيفصل عن الذى من المرى بموضع الوجع؛
4
اللهم إلا أن يكون من انفتاح العروق لا من التأكل والقروح، ولا يكون هناك وجع.
5
والذى عن تأكل فيدل عليه علامة قرحة سبقت، ويكون الدم يخرج عنه فى
6
الأول قليلا قليلا، ثم ربما انبعث شئيًا كثيرًا. والذى من صحة القوة ان لا ينكر صاحبه
7
من أمره شئيًا كثيرًا، ويجد خفة عقيب ثقل، ويكون الدم صحيحًا ليس حادًا اكالا
8
أو عفينًا أو قروحيًا. والذى عن العلقة فيكون الدم فيه رقيقًا صديديًا، ويكون قد شرب
9
من ماء عالق. والذى عن البواسير فان يكون ذلك حينًا بعد حين وينتفعون به، ويكون
10
"الوانهم صفراء". والفرق بين الكائن بسبب الكبد وانصبابه منه إلى المعدة. والكائن
11
بسبب الطحال، والكائن بسبب المعدة نفسها ان ذينك لا وجع معهما، والذى عن المعدة
12
لا يخلو عن الوجع، والذى عن الطحال يكون أسود عكرًا، وربما كان حامضًا. و
13
كثيرًا ما يقذف الإنسان قطعة لحم؛ والسبب قد ذكرناه متقدمًا.
14
|284vb27|فصل فى العلاج للقىء مطلقًا
15
أما الكلام الكلى فى علاج القىء فما كان من القىء متولدًا عن فساد استعمال
16
الغذاء اصلح الغذاء وجود، واستعن بعض ما نذكره من مقويات المعدة العطرة الحارة
17
او الباردة بحسب الملائمة. وما كان سببه مادة ردئية او كثيرة استفرغت تلك المادة على
18
القوانين المذكورة بالمشروبات والحقن، وقلل الغذاء، ولطف، واستعمل الصوم
19
والرياضة اللطيفة. والحقن المناسبة بحسب العلة نافعة بما تميل من المادة إلى اسفل
20
وكثيرًا ما يقطع القىء حقن حادة، والقىء أيضًا يقطع القىء اذا كان عن مادة؛ فانك
21
تشفى من القىء اذا قيأت تلك المادة فتخرجها بالقىء إما بمثل الماء وحده، او مع سكنجبين،
22
أو مع شبث، او ماء الفجل والعسل، وما أشبه ذلك مما عرف فى موضعه. واذا كان
23
ما تريد ان تستفرغ بقىء أو بغير قىء غليظًا بدأنا فلطفناه، وقطعناه،، ثم استفرغناه.
24
وان كان الغثيان بل القىء أيضًا من سؤ المزاج عولج بما يبدله. وان احتيج إلى تخدير
25
فعل على ما نصفه عن قريب. وغاية ما نقصده فى تدبير الغثيان دفع خلط الغثى
26
او تلطيفه وتقطيعه ان كان غليظًا لزجًا، واصلاجه ان كان عفنًا صديديًا بعطرية
27
بما يسقى؛ فان العطرية شديدة الملائمة للمعدة، وخصوصًا اذا كان غذائيًا. او الإذهال عنه
3-517
1
ان كان الحس به مولعًا. وجذب المادة الهائجة الى الأطراف نافع جدًا فى حبس
2
القئ؛ خصوصًا اذا كان من اندفاع اخلاط من الأعضاء المحيطة بالمعدة إليها؛ و
3
ذلك بان يشد الأطراف، وخصوصًا السفلى مثل الساقين والقدمين شدًا نازلا من فوق.
4
وقد يعين على ذلك تسخينها ووضعها فى ماء حار. وربما احتيج إلى ان يوضع على العضد
5
والساق دواء محمر <مثل> مقرح. والعجب ان تسخين الأطراف نافع فى تسكين القىء
6
بما بجذب، وتبريدها نافع فى تسكين القىء السريع الحاد بما يبرد، وكذلك تبريد
7
المعدة. وقد زعم بعضهم ان اللوز المر اذا دق ومرس بالماء وصفى وسقى منه كان
8
اعظم علاج للقىء الغالب الهائج. والباقلى المطبوخ بقشره فى الخل الممزوج ينفعهم
9
كثيرًا منهم. والعدس المصبوب عنه ما سلق فيه اذا طبخ فى الخل. [فانه ينفع فى
10
ذلك المعنى] وقد جرب لهم دواء: يوخذ السك والعود الخام والقرنفل اجزاء سواء
11
فيسقى فى ماء التفاح. وعلك القرنفل خير من القر نفل ووزنه وزنه. واذا جعل فيه عند
12
ما لا يوجد علك القرنفل قرنفل، وجعل مع القرنفل مشكطرا مشيح مثل القرنفل كان
13
غاية، وقام مقامه. واجتهد ما امكنك فى تنويمهم فانه الأصل. ومما ينفع فى ذلك
14
تجريعهم احبوا او كرهوا ماء اللحم الكثير الابزار وفيه الكزبرة اليابسة. وقد صب فيه شراب
15
ريحانى، وان كان مع ذلك عفصًا فهو أجود. وقد انقعت فيه كعك او خبز سميذ؛ فان
16
هذا قد ينيمهم واذا ناموا عرقوا. واذا كانت الطبيعة يابسة فلا تحبس القىء بما يجفف
17
من القوابض إلا بقدر من غير احجاف، واستعمل الحقنة واطلق الطبيعة، ثم أقدم على
18
الربوب. وكثيرًا ما يخفف الغثيان والقىء الفصد. واذا قذف دواء مقويًا حابسًا
19
للقىء فاعده. وان اشتدت كراهية له فغير له شئيًا من لونه او رائحته. واعلم ان الغثيان اذا اذى
20
ولم يصحبه قىء فاعنه بالمقئيات اللطيفة حتى يقىء طعامه او خلطه. وان احتجت
21
إلى ان تسهل برفق فعلت، ثم قويت المعدة بالأدهان المذكورة، وخصوصًا دهن الناردين
22
صرفًا، او مخلوطًا بدهن الورد، وكما ترى من تسخين المعدة. وربما كان الغثيان لا عقب
23
الطعام بل على الخلاء أيضًا، ولم يمكن ان يصير قئيًا لقلة المادة، فيجب ان ياكل
24
صاحبه الطعام، فانه اذا امتلاء سهل عليه القىء وانقذف معه الخلط. واكثر الغثيان
25
العارض عن حرارة ويبوسة فيزول بالتضميد بالمبردات المرطبة مبردة بالثلج. ويسقى
26
الماء البارد المثلوج، وقد جعل فيه مثل رب الحصرم ورب الريباس. وأما الغثيان المادى
27
فلا بد من تنقيته بما يليق ثم يعالج الكيفية الباقية بما ضادها من الأدوية العطرة مع ربوب
28
حارة أو باردة لكل بحسبه. وجميع من عالجت قيئه ورمت اطعامه فأطعمه القليل فا
3-518
1
لقليل حتى لا يتحرك قيئه مرة أخرى. والمستعد للقىء بعد الطعام ولا يستقر الطعام فى
2
فى معدته يجب ان تضمد معدته بالأضمدة القابضة المذكورة فى القانون. وان لم يكن
3
حرارة خلط بها مثل العاقر قرحا، والسنبل، والكندر، والمر. وينتفعون جدًا بأقراص
4
ايثاروس الذى مدحه جالينوس. يسقى ان كان هناك حرارة وعطش فبالربوب كرب
5
الرمان، وخصوصًا الذى يقع فيه نعنع، ويتبع ذلك شرابًا ممزوجًا ان رخص المزاج؛
6
وان لم تكن حرارة فيسقى بماء. وينفعهم أقراص انقلاوس جدًا. وينفعهم اذا كان
7
بهم برودة قرص بهذه الصفة: زرنباد، قرنفل، أشنه، دار صينى، مصطكى، كندر، من كل
8
واحد دانق، افيون قيراط، جندبيدستر قيراط، صبر ربع درهم. ومما يصلح لمن يتقيأ
9
[طعامه] ان يكثر فى طعامهم الكزبرة ويلعق عسل الاملج. وأيضًا يأكل قشور الفستق
10
الرطب او اليابس، ويمضغ الكندر والمصطكى والعود وقشور الأترج والنفع. ويصلح
11
له أن يتقيأ ثم يأكل. وكان القدماء المتشوشون فى الطب يعالجون المبتلى بالقىء اذا
12
كان شابًا قويًا ممتلىء المعدة رطوبات محتبسة رقيقة وهو كثير اللعاب بان يفصدوا له
13
العرق باعتدال لا يبلغ حدود الغثى ان احتملت طبيعة، ثم يراح ايامًا، ثم يفصد له العرق
14
الذى تحت اللسان، ثم يسقى المدرات، ثم يغرغر بالمقطعات، ثم يراح، ثم يسقى الأيارج
15
المتخذ بالحنظل، ويحتال الى ان يبقى الأيارج فى معدته مدة قليلة، ثم يراح سبعة ايام
16
<ثم> يقئ ثم يلزم بطنه المحاجم بلا شرط، ثم يشرط ويكمد الموضع بزيت مسخن.
17
ومن الغذ يضمد بحلبة مدقوقة معجونة بعسل، وبزر خبازى معجونًا بزفت يفعل ذلك
18
ثلاثة أيام. فان لم يكف ذلك سقيت ايارج بشحم الحنظل، وطليت المعدة بالثافسيا
19
والأدوية المحمرة حتى ترى على الموضع بثورًا ونفطًا، ثم تعيد السقى، ثم يسقى ايارج
20
فيقرا، ثم طبيخ الأفسنتين، ثم الدواء المتخذ بالجندبيدستر والماء، ثم يعاود التحمير
21
بما هوا خف، ثم يستعمل الغراغر، ثم المعطسات. فهذا طريق قديم فى الطب متشوش
22
ليس على المنهاج المحصل. وقد ذكرنا فى علاج القئ ما يجرى مجرى القانون، و
23
نحن نزيده الأن تفصيلا [فنقول].
24
القىء الكائن عن سبب حار: [يسكنه] يتناول القسب خاصة، والرمان، والسماق،
25
والغبيراء، والسفرجل وما يتخذ منها من الأشربة. وحب بهذه الصفة: يوخذ بزر البنج
26
جزء وبزر الورد وسماق وقسب من كل واحد اربعة دراهم، يجمع برب السفرجل
27
بمثليه، ويعطى من مجموع المعجون من نصف مثقال إلى مثقال بحسب القوة، فانه ينوم
3-519
1
ويسكن الغثى. واذا لم يكن هناك استمساك من الطبيعة فعليك بالربوب الساذجة
2
المتخذة من الحصرم، والريباس، ومن حماض الأترج خاصة. وللكافور خاصية فى
3
منع القىء والغثيان الحارين سقيًا فى الربوب وشمًا، وطليًا على المعدة. وأما الذى
4
يخيل له انه اذا تحرك على طعامه قذفه، فافضل علاج له ولمن يتقيأ طعامه، لا مع مرة صفراء،
5
بل يكون قئيه بسبب سوداء وخلط بارد، هو ما كان من علاجه بالمسخنات المجففة
6
ومنها بزر الكرفس وأنيسون وأفسنتين اجزاء سواء يتخذ أقراص. الشربة منه مثقال
7
بماء بارد. وأيضًا يتخذ لهم صباغ من كمون وقليل سذاب يخلط ذلك بخل خمر ومرى
8
والذى يتقيأ طعامه مع وجع معدته فانه يوخذ له قسب فيسحق ويقطر عليه شىء من شراب
9
حب الأس قدر ما يعجن به، ثم يخلط بذلك خل خمر قليل وعسل قريب ويشرب.
10
وأيضًا صفرة من صفر البيض يشوى ويخلط بعسل وخمسة عشر حبة من المصطكى
11
مسحوقة ويوكل، ويستعمل ذلك ثلاثة ايام. وينفع الأقراص المذكورة فى باب وجع
12
المعدة التى يقع فيها افسنتين ومر. و<مما> يجب ان يعطى هؤلأء ومن يجرى مجراهم
13
أما بعد الطعام فالقوابض، وأما قبله فالمزلقات مثل اللبلاب. وينفعه ان يتناول على الطعام
14
هذا السفوف: كندر وبلوط وسماق. دواء جيد نافع من الغثيان: كزبرة يابسة وسذاب
15
يابس بالسوية يشرب إما بخمر ممزوج إن أحس بحموضة، او بماء بارد ساذج ان أحس
16
بلذع. دواء مانع من القىء العارض بسبب البرد والأخلاط النادرة: زرنباد، درونج،
17
جندبيد ستر، سكر مثل الجميع. الشربة إلى درهمين يستعمل ايامًا. فان لم يغن هذا
18
التدبير والأقراص المذكورة سقوا دهن الخروع بماء البزور. وأما العارض عقيب التخمة
19
فيعالج بعلاج التخمة وبسوطيرا. وأما العارض بسبب خلط صديدى فعلاجه استفراغه
20
بالقىء، وتنقية المعدة منه، وتعديله بالكيفيات الطيبة الرائحة. وينفع منها <من>
21
البزور مثل الأنيسون وبزر الكرفس، والسيساليوس، والكمون، والدوقو. ويجب
22
ان يدبر كما بينا ان يتناول قبل الطعام من اغذية مزلقة ملينة، وبعده اغذية قابضة عطرة
23
مثل السفرجل ونحوه ليخدر الطعام عن فم المعدة إلى قعرها. وتميل المادة الى أسفل
24
لا إلى فوق. وربما احتاج فى بعضها إلى ان يسقى كمون وسماق. وقد يحتاجون
25
إلى مشى خفيف بعد الطعام. ودواء المسك نافع جدًا لهم. وأقراص الكوكب غاية
26
لهم بشراب أديف فيه حبة مسك. وأما القىء الواقع من السوداء فلا يجب ان يحبس
3-520
1
ما أمكن، فان كان بصاحبه إمتلاء من دم فصد من الباسليق، وحجم الإخدعين أيضًا
2
ليخفف امتلاء الأعالى من الدم والسوداء. وربما كفى بعض الإمتلاء، فان افرط افراط
3
غير محتمل جذب إلى أسفل بحقن فيها حدة ما، متخذة من القرطم والبسبائج، والحسك،
4
وألافتيمون، والحاشا، والبابونج، بدهن السمسم والعسل. ويضمد الطحال بضماد
5
من اكليل الملك، والأس، واللاذن، والأشنة، مع شراب عفص. ويسقى أيضًا شراب
6
النعنع بماء الرمان وبالأفاوية. وان كان هناك بقية امتلاء فصد من عروق الرجل و
7
حجم الساقين. فان سكن القىء استفرغ السوداء بأدوية من الإهليلج الأسود، والأقتيمون،
8
والغاريقون، والملح الهندى. وان اضطر الأمر إلى سقى دهن الخروع مع ايارج فيقرا
9
وأفتيمون فعلت. وإن كان بالطحال علة عولج الطحال. والذى يعرض لإنصباب
10
مادة رقيقة لذاعة يخالط الطعام فيغثى، فينفع منه أقراص الكوكب فى أوقات النوبة،
11
والنفض بالأيارج فى غير اوقات النوبة، والإسهال بالسكنجبين الممزوج بالصبر والسكنجبين
12
المتخذ بالسقمونيا للاسهال وبماء الإجاص والتمر هندى، فانهما يميلان المادة الى
13
أسفل، ويسكنان القىء بحموضتهما. ويجب فى مثله ان تجذب المادة إلى أسفل بحقنة
14
لينة من البنفسج، والعناب، والشعير المقشر، والحسك، والبابونج، والسبستان،
15
والتبربذ، بدهن البنفسج والسكر الأحمر والبورق. وان يستعمل شراب الخشخاش
16
بعد النفض. وينفع شراب الإسكندر بهذه الصفة: سفرجل، وسماق، ونبق، وحب
17
الرمان، وتمر هندى، يطبخ ثم يجعل فيه كندر وقليل عود. واعلم انه اذا كانت الطبيعة
18
يابسة مع اسباب القئ فعلاجهم متعسر. وجميع الذين بهم قىء الرطوبة فينتفعون بالأسوقة
19
والخبز المجفف فى التنور، والطباشير فى العشارات. وكل ما يلتصق بتلك الرطوبة
20
وينفشفها فينتفع به. ويحتاج كثيرًا إلى ان يوضع على بطنه المحاجم وعلى ظهره بين
21
الكتفين؛ ويحتاج إلى تنويمه أو ترجيحه فى ارجوحة. وان كانت الرطوبة صديدية
22
فالمخدرات العطرة المقاومة لفساد الصديد ونتنه، والقوابض الناشفة خصوصًا
23
إذا كانت عطرة، بل ان كانت غذائية. فان كان مثل هذه المادة غايصة متشربة وجب
24
ان يكون هناك أيضًا ملطفات ومقطعات كالسكنجبين، وكالأفاوية المعروفة. و
25
كذلك ان كانت لزجة غليظة فيما هو أقوى يسيرًا. والأيارج بالسكنجبين مشترك
26
لاكثر هؤلاء، وبعد ذلك يسقون الأدوية المسكنة للقئ مع تسخين ما مثل شراب النفاع
27
المتخذ بالرمان؛ وقد جعل فيه العود النى أو شراب الحماض، وقد جعل فيه الأفاوية
28
الحارة والعود وورق الأترج. وأيضًا دواء المسك المر والسفرجلى كل ذلك بطبيخ
29
الأفاوية. وأيضًا دواء المسك بالميبة وشراب الأفسنتين نافع لهم فى كل وقت.
3-521
1
نسخة جيدة: يوخذ من الرمان الحامض، ومن النعنع، والنمام، من كل واحد
2
باقة، يطبخ فى رطلين من الماء إلى ان يبقى النصف، ويجعل فيه من المسك دانق،
3
ومن العود ربع درهم مسحوقًا كل ذلك، ويتجرع ساعة بعد ساعة. ومن الأدوية المسكنة
4
لهذا النوع من القىء رب الأترج بالعود، والقرنفل، وشراب النعنع الرمانى، وخصوصًا
5
اذا وقع فيه كندر، وسك وقشور الفستق، والمسك، والعود، والميبة، يسكن القىء
6
البلغمى جدًا. واذا خفت من تواتر القىء وكثرته ــ كيف كان فى غير الحميات الشديدة
7
الحرارة ــ سقوط القوة جرعت العليل ماء اللحم المتخذ من الفراريج، وأطراف الجداء،
8
والحملان مع الكعك المسحوق مثل الكحل، وماء التفاح وقليل شراب. وشممته
9
من الفراريج المشوية مشقوقة عند وجهه؛ وكذلك تشممه الخبز الحار. ومن ذلك ان
10
تسلق الفروج فى ماء ويصب عنه، ثم يطبخ فى ماء ويهرأى فيه، ثم يدق فى هاون و
11
يعتصر منه ماءه، ويبرد ويدأف فيه لباب الخبز السميذ، ويمرخ بقليل شراب، ويجعل
12
فيه عصارة التفاح ويحسى منه. والذى يهرى فى الطبيخ ثم يدق خير من الذى يدق ثم يطبخ،
13
فان هذا يتحلل عنه رطوبته الغريزية ويتبخر، وذلك يحتقن فيه، وربما نفع من الغثيان
14
وتقلب النفس والقذف اغذية يتخذ من القباج والفراريج محمضة بماء الحصرم، وحماض
15
الأترج والسماق، وماء التفاح الحامض، مقلوة بالزيت الإنفاق مع ذلك. ولا بأس
16
باطعامهم سويق الشعير بماء بارد، وخصوصًا اذا كان من القئ بقية، ويجب ان يكرر
17
ذلك عليه. فان قذفه وكرهه فيبدل هئية إن عافه بعينه.
18
ادوية مفردة ومركبة نافعة من الغثيان والقىء: اعلم ان مضغ المصطكى و
19
مضغ الكندر والسرو قد ينفع من ذلك. وكذلك حبة الخضراء والسذاب اليابس يسقى
20
منه ملعقة <وملعقة> فهوعجيب. والقرنفل اذا سحق سحقًا شديدًا كالكحل وذر على
21
حسو متخذ من الكعك والعصارات فانه يسكن على المكان، وكذلك إذا شرب بماء بارد
22
وطبخ فى ماء وسقى سلاقة وخصوصًا للصبيان. والأجود أن يذر عليه مصطكى. ومن
23
الأدوية المسكنة للقىء والغثيان رب الأترج يسقاه الذى يتقيأ من الحرارة بحاله، والذى
24
يتقيأ من اسباب باردة مخلوطًا بالعود النى والقرنفل. وأيضًا طبيخ قشور الفستق إما
25
ساذجًا وإما بالأفاوية. وأقوى منه ماء فقاح الكرم مفردة او بأفاوية مع كراويا والميبة
26
والميسوسن مما يحتاج إليه [والمرضعة اذا تناولت قدرًا من القرنقل ينفع الصبى الذى
27
يتقيأ، وكدلك اذا دق طسوج من القرنفل يحل فى اللبن ويسقى للصبى يسكن عن القىء و
28
يقطع منه فى يومه. وهذا من المجربات التى جربناها نحن].
29
تركيب مجرب: وهو أيضًا مما يعين فى الإستمراء، بزر الكتان. ايرسا، مصطكى
30
كمون، من كل واحد جزء يطبخ منه بماء العسل ويستعمل فاذا اعجز العلاج فلا بد من
3-522
1
المخدرات التى ليس فى طبعها ان تحرك القىء كما هو فى طبع البنج وجوز ماثل؛
2
اللهم إلا أن تقرن بها أدوية عطرة، تحفظ تخديرها، ويصلح تقئيتها، وتقاوم سميتها،
3
بل الأضعف منها بزر الخشخاش وبزر الخس. واقوى منه قشره، وخصوصًا الأسود
4
ويليه قشور أصل اللقاح البرى، وأقوى منه الأفيون. والقليل منه نافع مع سلامة،
5
وخصوصًا اذا كان معه من الأدوية الترياقية العطرة ما يقاوم سميته ومن التراكيب الجيدة
6
لنا فى ذلك ان يؤخذ من قشور الفستق، ومن السك، ومن الورد، ومن بزر الورد
7
جزء جزء، ومن الفاد زهر نصف جزء، فان لم يحضر جعل منه من الزرنباد جزء، ومن
8
الأفيون ثلاث أجزاء، ومن العود الخام نصف جزء يقرص. والشربة إلى مثقال. و
9
من الأشربة الجيدة لذلك لنا ان يوخذ السفرجل والقسب من كل واحد جزء، ومن بزر
10
الخشخاش ثلث جزء، ''ومن قشور الخشخاش ثمن جزء"، ومن قشور أصل اللفاح ثلث
11
عشر جزء، ومن العود النىّ ربع عشر جزء، ومن ماء النعناع ما يغمر الجميع، ومن
12
ماء الورد ما يعلوه بأصبع، ومن الماء القراح ثلاثة أضعاف المائين. ويجب ان يطبخ
13
بالرفق طبخًا نعمًا حتى يتهرى القسب والسفرجل، ثم يصفى المياه ثم يعقد بالرفق ويسقى
14
منه. واذا سقى المخدرات فيجب ان يلزم شم العطرة وينوم، ولا يبرحه الطيب اللذيذ
15
عنده، فان كره طيبًا نحى إلى غيره وأقراص أماريوس على ما شهد به جالينوس نافعة
16
من ذلك، فانها تجمع جميع الأمور الواجبة فى علاج القىء، وخصوصًا اذا كان الخلط
17
صديديًا، فان ذلك القرص ترياقه على ما هو مكتوب فى انقراباذين. قال جالينوس:
18
فانها يقع فيها أنيسون وبزر الكرفس للعطرية والغدائية، والأفسنتين للجلاء، وإحدار
19
الخلط، ولتقوية فم المعدة وشده، والدار صينى لمضادته بعطرية الصديد، واحالته
20
اياه إلى صلاح ما، وتحليله له، وفيه من العطرية ما يلائم كل عضو عصبى. والأفيون
21
لبنوم ويخدر، والجند ييدستر ليتلا فى فساد الأفيون ومضرته وسميته. وأما أقراص
22
الكوكب فانها شديدة النفع فى مثل هذه الحال. والغثيان إذا كان لضعف المعدة
23
لم يسكنه القذف ولا يتكلف ذلك، بل ان ذرع بنفسه فربما نفع وقد يسكنه سويق الشعير
24
الجلالى. ومن وجد تهوعًا لازمًا فى الربيع وكان معتادًا للقىء خصوصًا فى مثل هذا
25
الفصل، فلياكل مع الخبز قليلا مقدار أربعة دراهم بصل النرجس، ثم ماء حار ولا يكثر
26
من بصل النرجس فانه يحدث التشنج.
3-523
1
|286va11|فصل فى علاج قىء الدم
2
ان احسست بقروح فعالجها بما عرفت. وان احسست برعاف غائر فامنع سببه
3
وان احسست با متلاء فانقصه. فربما احتجت بعد استفراغ رطلين من الدم إلى فصد
4
آخر ضيق. واذا الح فاربط الأطراف ربطًا شديدًا؛ وخصوصًا فيما كان سبه دواءً حارًا.
5
وربما سقى فى الكائن بسبب الدواء شراب ممزوج بلبن غالب الى أربع قوطولات
6
شيئًا بعد شىء، ثم يسقى السكنجبين المبرد بالثلج. وأما الأدوية المجربة فى منع قىء
7
الدم فمنها مركب مجرب فى منع قىء الدم الشديد: اقاقيا، بزر الورد طين مختوم،
8
جلنار، أبيون، بزر البنج، صمغ اعرابى، يعجن بعصارة لسان الحمل أو عصارة عصا
9
الراعى، ويسقى بخل خمر كثير المزاج؛ او بماء لسان الحمل ان كان التحلب إلى المعدة
10
كثيرًا. والشربة من نصف مثقال الى درهم. وينفع من ذلك سقى الربوب القابضة
11
ومنها رب الجوز ومركبات ذكرت فى انقراباذين. ومن العلاج السهل أن يوخذ من
12
العفص والجلنار من كل واحد جزء يسقى منه وزن مثقالين مع قيراط ابيون بماء لسان الحمل.
13
|286va38|فصل فى الكرب والقلق المعدى
14
قد يعرض من المعدة قلق وكرب يجد العليل منه غمًا، ويحوج إلى الانتقال
15
من شكل إلى شكل، ومن مكان إلى مكان. وربما لزمه خفقان أو عرض معه، ولا
16
يمكن صاحبه أن يعرف العلة فيه. وربما تبعه سدر ودوار. وربما تغير فيه اللون وهو
17
بالحقيقة مبدأ الغثيان. وربما كان معه غثيان. وربما انتقل إلى الغثيان. والسبب
18
فيه مادة الغثيان، وخصوصًا المتشربة؛ فانها ما دامت متشربة احدثت كربًا، فاذا
19
اجتمعت فى فم المعدة احدثت غثيانًا وانصبت على المعدة بالدفع للخلط بعد خبرة
20
الطبيعة بها. وقد تكرب بقية روائح الأخلاط من الأدوية المقيئة والمسهلة فليعطوارب
21
السفرجل ورب الحصوم ونحو ذلك. وكلما يغلى فى المعدة من الفواكه ومن التفاح
22
الحلو فانه يكرب. والماء البارد الذى يشرب فى غير وقته يكرب وكثيرًا ما يصير فى
23
الحميات سببًا لزيادة الحمى. ولا يجب ان يشرب فى الحمى إلا الماء الحار.
3-524
1
العلاج: أما القليل منه فيزيله الخمر الممزوج بالماء مناصفة ممزوجًا بما يقوى
2
<ويبرد> أو بما يغسل أو بما يعدل الخلط الردئى، والكثير منه يحتاج إلى أدوية
3
الغثيان. وان كان من حرارة وخلط حار وهو الكائن فى الأكثر فقد تسكنه المبردات
4
المرطبة، والأطلية المتخذة منها ومن الصندل والكافور والورد. ومما جرب فى
5
ذلك ضماد من قشور القرع، والبقلة الحمقاء، والسويق الذى من الشعير بالخل والماء،
6
يضمد به المعدة والكبد. واذا اسرف ضمد بالصندل والورد الأحمر ونحوهما
7
ومما يشفى الكرب المعدى سويق الشعير الجريش، خصوصًا بحب الرمان، ويجب
8
أن يكون غير مغسول، والنعناع بحب رمان بلا أبازير، ورب السفرجل. واذا لم يكن
9
غشى اجتنب الشراب أصلا، ويكون مزاج ماءه التمر هندى، وشراب التفاح العتيق
10
الذى يحلل فضوله. وقد وصف لهم ماء خيارة صفراء مقشرة مع جلاب طبرزد يسير
11
ودرهم طباشير.
12
|286vb23|فصل فى الدم المحتبس فى المعى والمعدة
13
يوخذ وزن درهمين حرف أبيض بابلى او وزن ثلاثة دراهم ويسقى
14
فى ماء حار. فان جمد سقى العليل ماء الحاشا وكذلك نفحة الأرنب.
15
|286vb29|جمود الدم فى المعدة
16
يسقى انفحة الأرنب أو ماء النعنع مقدار أوقتين قد جعل فيه وزن درهمين ملح
17
جريش.
18
|286vb33|فصل فى الفواق
19
الفواق حركة مختلفة مركبة كتشنج انقباضى مع تمدد انبساطى، كان فم المعدة،
20
أو جميع جرمها، أو المرى منها مجتمع إلى ذاتها بالتشنج هربًا من الموذى ان كان
21
موذ، واستعدادًا لحركة دافعة قوية يتلوها مثل ما يعرض لمن يريد ان يثب فانه يتاخر
22
ثم يثب. وقد يشبه من وجه حركة السعال الذى يكون فى الرئة والحجاب. إلى دفع
23
الخلط وأما إن لم يكن موذ، بل كان على سبيل افراط من اليبس، فان اليبس يحرك
3-525
1
إلى شبيه ما كالتشنج، والطبيعة تحرك إلى الانبساط؛ "فانه لا يطاوع" ذلك وتتلافاه.
2
واكثر ما يعرض يعرض لفم المعدة لسبب موذ كما يعرض لفم المعدة اختلاج لسبب
3
موذ، خصوصًا ان كانت المعدة يابسة، فلا يحتمل فمها ادنى لذع. وقد يعرض بالمشاركة.
4
وقد يحدث الفواق عقيب القىء لنكاية القىء بفم المعدة، أو لتركه خلطًا قليلا فيه لم
5
يندفع بالقىء؛ كما أنه قد يكون الفواق لسبب حبس القىء والمصابرة عليه، فتهدأ الحركة
6
الإختيارية. واكثر "حركة أجزاء المعدة إلا حركة" فمها لشدة حسه وقوة تأذيه بالمادة
7
الهائجة. وقال بعضهم: ان حركة الفواق أقوى من حركة القىء؛ لان القئ يدفع
8
شيئًا مصبوبًا فى تجويف، والفواق يدفع شيئًا يابسا، وليس كذلك؛ فانه ليس كل
9
قىء وتهوع يكون عن سبب مصبوب، ولا أيضًا ما دفع شئيًا يجب أن يكون أضعف
10
مما لا يدفع، ومما يحاول ان يدفع فلا يقدر، بل الفواق حركة أضعف من حركة القىء
11
فكانه حركة إلى القىء ضعيفة. ولذلك فى اكثر الأمر فقد يبتدئى الفواق ثم يصير قيئًا،
12
كان الحركة عند مس سبب الفواق يكون أقل، لان السبب اقل نكاية، فاذا استفحل
13
الأمر اشتدت الحركة فصار قئيًا. فأما تفصيل ما يحدث الفواق لسبب اذى يلحق فم المعدة
14
فنقول: انه قد يكون ذلك إما عن شىء موذ لفم المعدة ببرده، كما يعرض من الفواق
15
فى النافض، وفى الهواء البارد، وفى الأخلاط الميردة، وعن برد آخر مستحكم فى
16
مزاج فم المعدة بقبضة وتشنجه. وكثيرًا ما يعرض هذا للصبيان والأطفال. والبرد
17
يحدث الفواق من وجوه ثلاثة: احدها من جهة لزوم مادته. والثانى من جهة اذى
18
برده ومضادته وبكيفته المجاورة للاعتدال. والثالث من جهة تقبيضه وتكثيفه المسام
19
فيحتبس فى خلل الليف ما من حقه ان يتحلل عنه. وإما عن شىء موذ بحره كما يعرض
20
فى الحميات المحرقة من التشنج فى فم المعدة. وإما عن شىء موذ بلذعه مثل ما
21
يعرض [من شرب الخردل والفلافلى، وانصباب الأخلاط الصديدية، وشرب الأدوية
22
اللاذعة كالفلافلى مع الشراب، وخصوصًا على صحة من حس المعدة، أو ضعف
23
من جوهر فم المعدة. ومن هذا القبيل الطعام الفاسد المستحيل إلى كيفية لاذعة.
24
والصبيان يعرض لهم ذلك كثيرًا. وكذلك] ما يعرض من انصباب المرار فى فم المعدة،
25
وكما يقع عند حركة المرار فى البحارين إلى رأس المعدة لدفعها الطبيعة بالقذف. وإما
26
عن ريح محتبسة فى فم المعدة وفى طبقاتها، او فى المرى تولدت عن حرارة مبخرة لا تقوى
27
على التحليل. وإما عن شىء موذ بثقله كما يكون فى الإمتلاء، فهذا اصناف ما يكون
28
من سبب موذ. وأما الكائن عن اليبس فانه قد يكون عن يبس شديد متشنج كما
3-526
1
يعرض فى أواخر الحميات المحرقة، والإستفراغات المجففة، والجوع الطويل،
2
وهو دليل خطر. وقد يكون عن يبس ليس بالمستحكم فينتفع بادنى ترطيب ويزول
3
وأما الكائن بالمشاركة فمثل ما يعرض لمن حدث فى كبده ورم عظيم، وخصوصًا
4
فى الجانب المقعر، أو فى معدته أو فى حجب دماغه [او هو يشرف العروض فى حجب
5
دماغه] كما يعرض عند الشجة الآلمة او الضربة الموجعة يصك بها الرأس؛ ومثل
6
ما يعرض فى الحميات فى تصعدها، وفى علامات البحران؛ فان ذلك بسبب شركة
7
البدن. وقد خمن فى استخراج السبب القريب لحدوث الفواق فى ورم الكبد فقال
8
بعضهم: لانه ينصب منه مرار الى الإثنى عشرى، ثم إلى المعدة ثم إلى فمها. وقد قيل:
9
ان السبب فيه ضغط الورم. وقد قيل: السبب فيه مشاركة الكبد فم المعدة فى عصبة
10
دقيقة تصل بينهما. واذا كان بانسان فواق من مادة فعرض له من نفسه العطاس انحل
11
قواقه، وكذلك ان قاء وقذف الخلط. فان قاء ولم ينحل فواقه دل إما على ورم فى
12
المعدة، أو فى اصل العصب الجائى إليها من الدماغ أو الدماغ، ويتبع ذينك جمعيًا
13
حمرة العين، ويفرق بينهما باعراض اورام الدماغ واعراض اورام المعدة والفواق
14
الذى يدخل فى علامات البحران، ربما كان علامة جيدة، وربما كان علامة ردئية
15
بحسب ما نوضحه فى بابه. وفى كتاب الفصول: انه اذا لم يسكن القىء الفواق، و
16
كان معه حمرة فى العين، فهو ردئى يدل على ورم المعدة او الدماغ. وقيل فى كتاب
17
علامات الموت السريع: انه اذا عرض لصاحب الفواق ورم فى الجانب الأيمن خارج
18
عن الطبيعة من غير سبب معروف، وكان الفواق شديدًا، خرجت نفسه من الفواق
19
قبل طلوع الشمس ومن ذلك الكتاب: من كان به مع الفواق مغص وقىء وكزاز
20
وذهل عقله مات.
21
العلامات: كل فواق يسكن بالقىء فسببه شىء موذ بثقله، او بكيفية اللاذعة
22
على احد الوجوه المذكورة. وكل فواق اعقبه الإستفراغات، والحميات المحرقة، ولم
23
يسكنه القىء بل زاد فيه فهو عن يبوسة. واما الكائن بسبب المزاجات بمادة وبغير مادة
24
فيعلم من الدلائل المذكورة فى الأبواب الجامعة. والكائن عن الأورام المعدية او الدماغية
25
اوالكيدية فتدل عليه اعراض كل واحد منها المذكورة فى بابه.
26
العلاج: القئ انفع علاج فيما كان من الفواق سببه امتلاءً كثيرًا وشئيًا موذيًا
27
بالكيفية. وكذلك كل تحريك عنيف، وهز، وصياح، وغضب، وقرح، و فزع
28
يقع دفعة، وغم مفرط، ورش ماء بارد على الوجه حتى يرتعد بغتة، والحركة، والرياضة،
29
والركوب، و المصابرة على حبس السعال الهائج، والمصابرة على العطش و للعطاس
3-527
1
فى قلع المادة الفاعلة للفواق تاثير عظيم. ومما يزيله أيضًا طول إمساك النفس. لان
2
ذلك يثير الحرارة، ويحركها إلى البروز نحو المسام طلبًا للاستنشاق، فيحرك الأخلاط
3
اللحجة ويحللها. والنوم الطويل شديد النفع منه، وشد الأطراف ووضع المحاجم
4
على المعدة بلا شرط وعلى ما بين الكتفين. وكذلك وضع الأدوية المحمرة. ومن
5
المعالجات النافعة للفواق اللحوجى والإمتلائى ان يبدأ صاحبه فيتقيأ، ثم يشرب ايارج
6
فيقرا، وعصارة الأفسنتين، يوخذ منهما مثقال، ومن الملح الهندى دانقان، ثم بعد
7
ذلك يستعمل الهليلج المربى. فان كان السبب لحوجًا وجب ان يقصد فى علاجه قصد
8
امور ثلاثة: تحليل المادة وتقطيعها بمثل سكنجبين العنصلى، والثانى تبديل مزاجها حتى
9
يعتدل ان كانت انما توذى بالكيفية، والثالت اخدار حس فم المعدة قليلا حتى يقل
10
تأذيه باللذع. وقد حمد اقراص هذه صفتها: قسط، وزعفران، وورد طرى، مصطكى،
11
وسنبل من كل واحد اربعة مثاقيل، اسارون مثقالان، صبر مثقال [افيون مثقال] يعجن
12
بعصارة بزر قطونا ويسقى منه مثقال، [فان] البزر قطونا والأفيون يخدران، والسنبل
13
يقوى ويحلل، والأسارون يميل الرطوبات إلى جهة مجارى البول فيخرجها منها،
14
[والصبر يميلها الى جهة مجارى الثفل فيخرجها منها] والقسط والزعفران منضجان
15
مقويان مسخنان؛ فلهذا صار هذا القرص نافع جدًا من الفواق الشديد وتقلب النفس.
16
فان عتق وأزمن نفع منه دهن الكلكلانج منفعة مجربة. والشربة ملعقة بماء حار.
17
ومما ينفع منه طبيخ الزنجبيل فى الماء الفاتر. فاذا اشتد وازمن احتيج إلى المعاجين
18
الكبار جدًا والجوارشنات مثل الكمونى بماء فاتر، بل ربما احتاج إلى المعاجين الكبار
19
جدًا والى الترياق، وللفلونيا منفعة عظيمة فى ذلك، لما فيه من التخدير مع التقوية
20
والتحليل والدفع. وينفعه من الحبوب مثل السكبينج، وحب الإصطمخيقون،
21
وأقراض الكوكب شديد المنفعة من الفواق والأدوية النافعة فى علاج الفواق الكائن
22
عن مادة باردة أو قريبة منها السذاب والنطرون يسقيان بشراب، وكذلك ماء الكرفس
23
بخل العنصل، وحبق الماء، والأسارون، والناردين، والمرزنجوش، والإنجدان،
24
حتى ان شمه يسكن الفواق، والزراوند، والدوقو، والأنيسون، والزنجبيل، والراسن
25
المجفف، وعصارة الغافث، والساذج، والوج، والقيسوم مفردة ومركبة، ومتخذة
26
منها لعوقات؛ فانها أوقف على المعدة والزم لها مما يشرب وينحط إلى القعر دفعة
27
واحدة. وللجند بيدستر خاصية عجيبة فيه. وقد يسقى منه نصف درهم فى ثلث سكرجة
28
خل وثلثى سكرجة ماء. ومما ينفع منه منفعة شديدة اذا سقى منه سلاقة القيسوم، والفوذنج
29
الجبلى، والمصطكى، يوخذ أجزاء سواء ويسلق فى ماء ويشرب مع شراب. وأيضًا
30
يطبخ مصطكى ودارصينى وعنصل ثلاث أواق فى قسط من الخل ويسقى منه قليلا
3-528
1
قليلا ايامًا. وأيضًا للرطب البارد نطرون بماء العسل. وأيضًا يعجن الخوليخان بعسل
2
ويسقى غدوة وعشية مقدار جوزة. وأيضًا دواء هذا تركيبه: قسط، وصبر،
3
وإذخر، ونمام يابس، وفودنج نهرى، ونعنع، وسذاب، وبزر الكرفس، وكندر
4
وأسارون، من كل واحد درهمان، ابيون، ورد يابس من كل واحد نصف درهم. وقد
5
حمد الكبر المخلل فى ذلك. وقد يعين هذه الأدوية استعمال الأدوية المعطسة. فان
6
كان البرد ساذجًا فالأدوية المذكورة نافعة منه يسقى بخل وماء، ويطلى بها العنق واللبة
7
وما تحت الشراسيف، أو يطلى بها العنق واللبة بزيت عتيق [او بدهن بابونج] أو بدهن
8
قثاء الحمار، وكذلك الأدهان الحارة كلها وحدها نافعة، وخصوصًا دهن البابونج،
9
او دهن طبخ فيه جند بيدستر وكمون وانجدان. أو يوخذ من الجندبيدستر والقسط
10
الفوذنج والأنيسون والمصطكى. أو يوخذ القشر الخارج الأحمر من الفستق مع أصل
11
الإذخر،، ويطبخان فى الماء، ويشرب من طبيخهما. وقد قال بعضهم: إن قشور الطلع
12
اذا جفف وسحق وشرب منه وزن مثقال بماء الرازيانج وبزر السذاب كان نافعًا جدًا؛
13
وما أظنه ينفع البارد؛ وان اشتد وان من لم يكن بد من وضع المحاجم على المعدة
14
بلا شرط، واتباعها الأدوية المحمرة. وأما الكائن من ريح محتبسة على فم المعدة أو فيها
15
أو فى المرى فينفع منه استعمال الحمام، وتناول شىء من الكندر مسحوقًا فى ماء، ثم
16
يجرع الماء الحار عليه قليلا. والراسن المجفف غاية فى ذلك. وأما ان كان لخلط لاذع
17
متولد هناك أو منصب إليه، حمل صاحبه على القىء ان أمكن بما يقىء مثله، أو يسهل
18
بمثل الأيارج بالسكنجبين ومثل شراب الأفسنتين. وربما كفى شرب الخل والماء،
19
وتجرع الزبد، او تجرع دهن اللوز بالماء الحار. ويفزع إلى النوم ويطيله ما أمكن.
20
وكذلك فان ماء الشعير ينفعه منفعة شديدة، خصوصًا مع ماء الرمان الحلو أو المر
21
إلى الحلاوة. وماء الرمانين أيضًا مما ينفع أيضًا بتنقيته وتقويته معًا. وان كان السبب
22
يبسًا عارضًا فان العلاج فيه الفزع الى سقى اللبن الحليب، والمياه المفترة مع <مثل> دهن
23
اللوز ودهن القرع، ثم ماء الشعير وماء القرع وماء الخيار واللعابات الباردة. وكذلك
24
يمرخ بها من خارج ويمرخ المفاصل، ويستعمل الأبزن ونحوه. وأما الكائن عقيب
25
القىء فان أحس العليل ببقية خلط يلذع ويكون معه قليل غثيان فعطسه عطسات متواترة
26
بعد ان تعطيه ما يزلق ذلك الخلط، مثل رب الإجاص والتمر هندى، وخصوصًا اذا
27
كنت أمرته بلوك التمر هندى. وان لم يحس بذلك بل أحس بتمدد ضمدت فم
28
المعدة بالمراهم المعتدلة، وحسيته الأحساء اللينة المعتدلة التى لا تغثية فيها؛
3-529
1
بل فيها تغرية مثل لباب الحنطة، وتسكين ما مثل دهن اللوز، وتطييب ما مثل الفوذنج
2
وتقوية مثل ماء الفراريح. وأما الكائن عن ورم الكبد أو غيره فيجب ان يعالج الورم
3
ويفصد إن احتيج إلى فصد، وتعدل المعدة وفمها بمثل ماء الرمان، وماء الشعير،
4
وماء الهندباء، والأضمدة.
5
|288ra6|فصل فى احوال تعرض للمراق والشراسيف
6
قد يعرض فى هذه النواحى اختلاج بسبب مواد فيها، وربما كانت ردئية،
7
ويتادى آفتها إلى الدماغ فيحدث منها المالنخوليا ــ كما قلنا ــ والصرع والمراق. وقد
8
يكون من هذا الإختلاج ما يكون بقرب فم المعدة أو فيه بعينه ويشبه الخفقان. وقد
9
يحدث لها انتفاخ لازم وثقل فيكون قريب الدلالة من ذلك. وقد يدل على أورام باطنة.
10
فان أحس بانجذاب من المراق والشراسيف إلى فوق فربما دل على قىء. وفى الحميات
11
الحارة قد يدل على صداع يهيج أو رعاف أو قىء على ما سنفصله فى موضعه، أو انتقال
12
مادة ورم إلى فوق. واذا كان انجذابه، إلى أسفل ونواحى السرة دل على انتقاله إلى
13
أسفل واسهال، ويوكده المغص. وتمدد الشراسيف إلى فوق مما يكثر فى الحميات
14
فى الأسافل ايضًا، وأما التى فى الأعالى فتمددها إلى فوق باليبس والمزاحمة
15
معًا، وهذا الإنتفاخ فى الأمراض الحادة ردئى، ويصحب اليرقان الكبدى. وقد يحدث
16
بهذه الأعضاء. أى الشراسيف والمراق ــ اوجاع لذاعة، وأوجاع ممددة بسبب امراض
17
الكبد، وامراض الطحال، واورام العضل، وفى الحميات والبحرانات <قال بختيشوع
18
النيسابورى فى باب أوجاع الكبد: ان محل القوة الشهوانية هو الكبد، والنسر اذا ضعف
19
عن صيد الجدى والحملان ونحوها ولم يقدر على النهوض بها إلى كهفه صاد الطيور
20
وخاصة طيرًا يقال له طيطاؤس بأكل أكبادها فاستيقظت شهوته وعادت قوته>.
3-530
1
|288ra44|الفن الرابع عشر
2
فى الكبد واحوالها وأوجاعها ــ وهو أربع مقالات
3
|288ra45|المقالة الاولى فى كليات احوال الكبد
4
|288ra47|لنذكر ههنا تشريح الكبد
5
ان الكبد هو العضو الذى يتمم تكوين الدم وان كان الماساريقا قد يحيل
6
الكيلوس الى الدم احالة ما لما فيه من قوة الكبد. والدم بالحقيقة غذاء استحال إلى
7
مشاكلة الكبد الذى هو لحم أحمر كانه دم لكنه جامد. وهو خال عن ليف العصب.
8
منبثة فيه العروق التى هى أصول ما ينبت منه متفرقة فيه كالليف على ما علمته فى باب
9
تشريح العروق الساكنة، وهو يمتص [الكيلوس] من المعدة والأمعاء بتوسط شعب
10
الباب المسماة ماساريقا من تقعيره ويطبخه هناك دمًا، ويوجهه إلى البدن بتوسط
11
العرق الأجوف النابت من حدبته، ويوجه المائية إلى الكليتين من طريق الحدبة و
12
يوجه الرغوة الصفراوية إلى المرارة من طريق التعقعير فوق الباب، ويوجه الرسوب
13
السوداوى إلى الطحال من طريق التقعير أيضًا. وقعر ما يلى المعدة منه ليحسن هندامه
14
على تحدب المعدة وحدب ما يلى الحجاب منه لئلا يضيق على الحجاب بحال حركته؛
15
بل يكون كانه يماسه بقريب من نقطة وهى تتصل بقرب العرق الكبير النابت منه و
16
مماستها قوية؛ وليحسن اشتمال الضلوع المنحنية عليه. ويجللها غشاء عصبى يتولد
17
من عصبة صغيرة تاتيها ليفيدها حسًا ما كما ذكرناه فى الرئة. وأظهر هذا الحس فى
18
الجانب المقعر، وليربطها بغيرها من الأحشاء. وقد ياتيها عرق ضارب صغير يتفرق
19
فيها فينقل الروح إليها، ويحفظ حرارتها الغريزية، ويعدلها بالنبض. وقد انفذ هذا
20
العرق إلى القعر لان الحدبة نفسها يتروح بحركة الحجاب. ولم يخلق للدم فى الكبد
21
فضاء واسع بل شعب متفرفة ليكون اشتمال جميعها على الكيلوس أشد، وانفعال
22
تفاريق الكيلوس منها أتم وأسرع. وما يلى الكبد من العروق أرق صفاقًا ليكون أسرع
23
تادية لتاثير اللحمية إلى الكيلوس. والغشاء الذى يحوى الكبد يربطها بالغشاء المجلل
3-531
1
للمعاء والمعدة الذى ذكرناه ويربطها أيضًا بالحجاب برباط عظيم قوى ويربطها بأضلاع
2
الخلف بربط أخر دقاق صغيرة. ويصل بينهما وبين القلب العرق الواصل بينهما
3
ــ الذى عرفته ــ طالع من القلب إليه، أو طالع منه إلى القلب بحسب المذهبين وقد احكم
4
ربط هذا العرق أيضًا بالكبد بغشاء صلب ثخين وهو ينفذ عليه. وأدق جانبه الذى
5
يلى الداخل؛ لأنه أوجد للامن لأنه يماس الأعضاء الرقيقة. وكبد الإنسان اكبر من كبد كل
6
حيوان يقاربه فى القدر وقد قيل: ان كل حيوان اكثر أكلًا وأضعف قلبًا فهو أعظم
7
كبدًا وليصل بينها وبين المعدة عصب لكنه رقيق فلا يتشاركان الا لأمر عظيم من أورام
8
الكبد: وأول ما ينبت عن الكبد عرقان أحدهما من الجانب المقعر، واكثر منفعته فى
9
جذب الغذاء إلى الكبد ويسمى الباب؛ والأخر فى الجانب المحدب، ومنفعته أيضًا
10
ايصال الغذاء من الكبد إلى الأعضاء ويسمى الأجوف وقد بينا تشريحهما جميعًا فى
11
فى الكتاب الأول. وللكبد زوائد تحتوى بها على المعدة ويلزمها كما يحتوى على
12
المقبوض عليه بالأصابع. وأعظم زوائدها هى الزائدة المخصوصة باسم الزائدة،
13
وقد وضع عليها المرارة وجعل مدها إلى أسفل وجملة زوائدها أربع أو خمس: واعلم
14
انه ليس جرم الكبد فى جميع الناس مضامًا لأضلاع الخلف شديد الإستناد إليها وإن
15
كان فى كثير منهم كذلك، ويكون المشاركة بحسب ذلك اعنى مشاركة الكبد لأضلاع
16
الخلف والحجاب ولحمية الكبد لا حس لها، وما يلى منه الغشاء يحس بسبب ما
17
يناله قليلا من أجزاء الغشاء العصبى ولذلك تختلف هذه المشاركة واحكامها فى الناس
18
وقد علمت ان تولد الدم يكون فى الكبد وفيه يتميز المرار والسوداء والمائية وقد
19
يختل الأمر فى كل واحد منهما. وقد يختل فى تولد الدم ولا يختل فى التمييز. واذا
20
اختل فى التمييز يختل أيضًا فى تولد الدم الجيد. وقد يقع الاختلال فى التمييز، لا بسبب
21
الكبد بل بسبب الأعضاء الجاذبة منه لما تميز، وفى الكبد القوى الأربع الطبيعة؛ لكن
22
اكثر هاضمتها فى لحميتها، واكثر القوى الأخر بليفها. ولا يبعد ان يكون فى
23
الماساريقا جميع هذه القوى، وان كان بعض من جاء من بعد يرد على الاولين ويقول:
24
اخطأ من جعل للماساريقا جاذبة وماسكة؛ فانها طريق لما يجذب ولا يجوز أن يكون
25
فيه جذب، وأورد فى ذلك حججًا يشبه الإحتجاجات الضعيفة التى له فى كل شىء فقال:
26
لو كان للماساريقا جاذبة لكان لها هاضمة؛ ولكن ليس لها هاضمة، وكيف يكون لها
27
هاضمة ولا يلبث فيها الغذاء ريث ما ينفعل، قال: ولو كان لها قوة جاذبة وللكبد أيضًا
3-532
1
لاتفقا فى الجوهرلإتفاق المقوى. ولم يعلم هذا الضعيف النظر: ان القوة الجاذبة اذا كانت
2
فى المجرى يجذب منه ذلك أعون، كما ان الدافعة اذا كانت فى المجرى الذى يدفع فيه
3
كانها فى الأمعاء كان ذلك أعون. ونسى حال قوة القوة الجادية فى المرى وهو محرى. ولم يعلم انه
4
ليس كثير بأس بأن يكون فى بعض المنافذ قوة جاذبة، ولا يكون هاضمة يعتد بها؛ اذ لا
5
يحتاج فيها الى الهضم بل إلى الجذب ونسى ان الكيلوس قد يستحيل فى الماساريقا
6
استحالة ما فما ينكر أن يكون السبب فى ذلك قوة هاضمة فى الماساريقا وأن يكون
7
هناك قوة ماسكة تمسك بقدر ما وان لم يطل. ونسى ان أصناف الليف للأفعال المعلومة
8
مختلفة، واستعبد ان يكون فيما يسرع فيه النفوذ هضم ما، وليس ذلك ببعيد؛ فان الأطباء
9
قالوا: إن فى الفم نفسه هضمًا ما ولا ينكرون ان فى الصائم قوة دفع وهضم وهو عضو
10
سريع التخلية عما تجوفه، ونسى انه قد يجوز ان يختلف جواهر الأعضاء ويتفق فى
11
جذب شىء وان كان سالكًا فى طريق واحد لجميع الأعضاء ونسى ان الجذب للكبد
12
اكثره بليف عروقه، وهو مجانس لجوهر الماساريقا غير بعيد منه فكم قد اخطأ هذا
13
الرجل فى هذا الحكم. فأما الذى ذكره جالينوس فيعنى به الجذب الأول القوى حيث فيه
14
مبدأ حركة يعتد بها؛ وغرضه ان يعرف المعالج المقتصر على علاج الماساريقا دون الكبد
15
[عن رايه، و] الدليل على ذلك قوله لمن اقبل فى هذه العلة على علاج الماساريقا، وترك
16
ان يعالج الكبد أنه كمن أقبل على تضميد الرجل المسترخية من آفة حادثة فى النخاع
17
الذى فى الظهر، وترك علاج المبدأ والأصل و<هو> النخاع، فهذا قول جالينوس
18
المتصل بذلك القول. وأنت تعلم ان الرجل ليس تخلو عن القوى الطبيعية والمحركة
19
والحساسة التى للنخاع؛ وانما الفرق بين قوتها وبين قوة النخاع ان القوة الحساسة
20
والمحركة لاحدهما اولا وللاخر ثانيًا. وكذلك حال الماساريقا فانها أيضًا ليست تخلو
21
عن قوة وان كان مبدأها الكبد. وكيف وهى آلة ما والألات الطبيعية التى تجذب
22
بها من بعيد، لا على سبيل حركة مكانية كما فى العضل؛ فانها فى الأكثر لا تخلو عن قوة
23
تسرى فيها وتلاقى المنفعل، وحتى ان الحديد ينفعل عن المغناطيس ما يجذب به
24
حديدًا آخر. وكذلك الهواء بين الحديد والمغناطيس عند اكثر أهل التحقيق.
25
|288vb35|فصل فى الوجوه التى منها يستدل على احوال الكبد
26
قد يستدل على أحوالها بلقاء اللمس كما يستدل على أورامها أحيانًا. ويستدل
27
أيضًا بالأوجاع التى تخصها. ويستدل بالأفعال الكائنة منها ويستدل بمشاركات
3-533
1
الأعضاء القريبة منها، مثل المعدة، والحجاب، والأمعاء، والكلية، والمرارة. ويستدل
2
بمشاركة الأعضاء التى هى أبعد منها، مثل نواحى الرأس، ومثل الطحال. وقد
3
يستدل باحوال عامة لجميع البدن، مثل اللون والسخنة واللمس. وقد يستدل بما
4
ينبت من نواحيها من الشعر وما ينبت منها مثل الأوردة. ومن هئية اعضاء أخر وما
5
يتولد فيها وينبعث عنها؛ وبالموافقات، والمخالفات، ومن الأسنان والعادات،
6
وما يتصل بها.
7
ومثل دلالة اليرقان عليه. وأيضًا مثل دلالة السمن اللحمى فيدل على حرارته ورطوبته،
8
والسمن الشحمى فيدل على برودته ورطوبته، ومثل القضافة فيدل على يبوسبته، ومثل
9
عموم الحرارة فى البدن فيدل ان لم يكن بسبب شدة حرارة القلب على حرارته؛ ويتعرف
10
معه دلائل حرارته المذكورة. وأما الإستدلال من هئية أعضاء أخر فمثل الإستدلال من عظم
11
الأوردة وسعتها على عظمه وسعة مجاريه، ومن قصر الأصابع وطولها على صغره وكبره.
12
وأما الاستدلال من الشعر النابت عليه فمثل الإستدلال منه فى اعضاء أخر وقد ذكرناها.
13
وأما الإستدلال بما ينبت منها وهى الأوردة فهى انها ان كانت غليظة عظيمة ظاهرة فالمزاج
14
الأصلى حار، وان كانت دقيقة خفيفة فالمزاج الأصلى بارد. وأما حرارتها وبرودتها
15
ولينها وصلابتها فقد يكون لمزاج أصلى، وقد يكون لعارض. وأما الإستدلال مما
16
يتولد فيه فمثل ان يولد الصفراء يدل على حرارته، والسوداء على حرارته الشديدة، أو على
17
برده اليابس على ما تعلم فى موضعه. وتولد الدم الجيد دليل على صحة مزاجه، والذى
18
ينتشر عنه دم جيد يتشبه بالبدن جدًا فهو صحيح. والذى دمه صفراوى أو سوداوى
19
أو رهل يتبين ذلك مما ينتشر منه فى البدن، أو مائى غير قابل للاتصال بالبدن كما فى
20
الإستقصاء اللحمى فهو عليل بحسب ما يدل حال ما ينتشر عنه. وأما الموافقات والمخالفات
21
فيعلم من ان الموافق المشاكل للمزاج الطبيعى مضاد للمزاج العارض. وأما السن والعادة
22
وما يجرى معهما فقد عرف الإستدلال منها فى الكليات.
23
|289rb26|فصل فى مخالفة القلب والكبد فى الكيفيات
24
اعلم ان حرارة القلب تقهر حرارتها قهرًا عظيمًا، ورطوبته لا تقهر يبوستها،
25
ويبوسته ربما قهرت رطوبتها قليلا، وحرارة الكبد تقهر برودة القلب قهرًا ضعيفًا، و
26
رطوبتها تقهر يبوسة قهرًا ضعيفًا، و برودتها أقل قهرًا لحرارته،
3-534
1
تفصيل وجوه هذه الدلائل
2
أما المثال الماخوذ من اللمس فهو ان حرارة ملمس ناحيتها تدل على مزاج حار،
3
وبرودته <تدل> على مزاج بارد، وصلابته على جسا الكبد، او ورم صلب فيه، وانتفاخه
4
على ورم او نفخة فيه، وهلالية ما يحس من انتفاخه، على أنه فى نفس الكبد. و
5
استطالته وكونه على هئية أخرى على انه فى غير الكبد، وانه فى عضل البطن. وأما المثال
6
الماخوذ من الأوجاع فمثل انه ان كان تمددًا مع ثقل فهناك سدة أو ورم، أو كان بلا ثقل
7
فهناك ريح، وان كان ثقل بلا نخس فالمادة فى جرم الكبد كان ورمًا أو سدة، أو
8
كان مع نخس فهو عند الغشاء المغشى له. وأما الإستدلال الماخوذ من الافعال الكائن
9
عنه من مثل الهضم والجذب، والدفع للدم إلى البدن، والمائية إلى الكلية، والمرار
10
إلى المرارة، والسوداء إلى الطحال، ومثل حال العطش فاذا اختل شىء من هذه، ولم يكن
11
بسبب عضو مشارك للكبد، فهو من الكبد. وأما الإستدلال الماخوذ من المشاركات فمثل
12
العطش؛ فانه وان كان من المعدة فكثيرًا ما يدل على احوال الكبد، ومثل الفواق
13
أيضًا، ومثل الشهوة أيضًا والهضم، ومثل سؤ التنفس؛ فانه وان كان يكون بسبب
14
الرئة والحجاب وقد يكون بسبب الكبد، ومثل اصناف من البراز وأصناف من البول
15
يدل على احوال الكبد ستعلمها، ومثل احوال من الصداع، وأمراض الرأس، وأحوال
16
من أمراض الطحال يدل عليه، ومثل احوال اللسان فى ملاسته، او خشونته ولون الشفتين
17
يستدل منه عليه. وقد يجرى بين القلب والكبد مخالفة ومقاومة ومقاهرة فى كيفيا
18
تهما "قد ذكرنها فى باب أمزجة القلب". وأما الإستدلال بسبب احوال عامة فمثل
19
دلالة اللون على الكبد بأن يكون أحمر وابيض فيدل على صحته، أو يكون أصفر فيدل
20
على حرارته، أو رصاصيًا فيدل على برودته، أو يكون كمدًا فيدل على برودته ويبوسته،
21
ويبسها قاهر دائمًا لرطوبته. وبرد القلب يقهر حرارة الكبد اكثر من قهر يبوسته لرطوبتها.
22
وحرارة القلب تقهر رطوبة الكبد اكثر من قهر يبوستها لرطوبته، ويقهر برودتهأ أيضًا قهرًا ما.
23
|289rb42|فصل فى علامات امزجة الكبد الطبيعة
24
المزاج الطبيعى الحار علامته سعة الأوردة وظهورها، وسخونة الدم والبدن، ان لم
25
يقاومه القلب، فان حرارة القلب تقهر برودة الكبد قهرًا قويًا؛ وكثرة تولد الصفراء فى
3-535
1
وقت الشباب والسوداء بعده؛ وكثرة الشعر فى الشراسيف، وقوة الشهوة للطعام
2
والشراب.
3
المزاج البارد الطبيعى: علامته أضداد تلك العلامات وبرودة القلب تقهر حر
4
الكبد دون قهر حره لبردها، ولأن دم صاحب هذا المزاج رقيق مائى وقوته ضعيفة،
5
وكثيرًا ما تعرض فيه الحميات.
6
المزاج اليابس الطبيعى: علامته قلة الدم وغلظه، وصلابة الأوردة، ويبس
7
جميع البدن، وثخن الشعر وجعودته. والقلب برطوبته لا يتدارك يبوسة الكبد تداركًا يعتد به؛
8
بل لا يقهره قهرًا اصلا؛ لكن يبوسة الكبد تقهر رطوبة القلب جدًا. وحرارة القلب تقهر
9
رطوبة الكبد قهرًا بالغًا.
10
المزاج الرطب الطبيعى: علامته ضد تلك العلامات. والقلب بيبوسته ربما تدارك
11
رطوبة الكبد قليلا جدًا، لكن رطوبتها تقهر يبوسة القلب قهرًا قويًا.
12
المزاج الحار اليابس الطبيعى: علامته دم غليظ، وكثرة شعر أسود عند الشراسيف،
13
وسعة أوردة مع امتلاء وصلابة، وكترة تولد الصفراء والسوداء فى آخر الشباب، و
14
حر البدن وصلابته ان لم يخالفه القلب.
15
المزاج الحار الرطب الطبيعى: يدل عليه غزارة الدم جدًا، وحسن قوامه،
16
وسعة الأوردة جدًا مع اللين، وكون اللون احمر بلا صفرة، والشعر الكثير فى الشراسيف،
17
دون الذى فى الحار اليابس، وليس فى كثافته وجعودته ونعمومة البدن بحرارته و
18
رطوبته. واذا كانت الحرارة غالبة بقى البدن صحيحًا، وان كانت الرطوبة أغلب أسرع
19
إليه أمراض العفونة.
20
المزاج البارد اليابس الطبيعى: يدل عليه قلة الدم، وقلة حرارة الدم والبدن،
21
وضيق العروق وجفاءها وصلابتها، وقلة الشعر فى المراق، ويبس جميع البدن.
22
[المزاج البارد الرطب: علامته ضد علامات الحار اليابس فى جميع ذلك]
23
فصل فى امراض الكبد
24
ان الكبد يعرض لها فى خاص جوهرها امراض المزاج، وامراض التركيب،
25
والأورام، والنفاخات؛ وخاصة عند الغشاء، وتتفقأ إلى الفضاء، وغير ذلك مما نذكره بابًا
26
بابًا. وقد يحتمل الخرق اكثر من اعضاء أخر، ولا يخاف منه الموت العاجل؛ إلا ان
27
يصحبه انفجار الدم من عرق عظيم. وقد تعرض للكبد امراض بمشاركة؛ وخصوصًا
28
مع المعدة، والطحال، والمرارة، والكلية، والحجاب، والرئة، والماساريقا،
3-536
1
والأمعاء، خصوصًا العلياء. فأما المعدة والطحال والمرارة والماساريقا والأمعاء فتشاركها
2
اولا العروق التى تلى قعر الكبد، ثم يتادى ضررها إلى الكبد وربما تمكن. وأما الحجاب
3
والرئة والكلية فتشاركها اولا عروق الحدبة، ثم يتأدى إلى الكبد وربما تمكن. واكثر
4
ما تكون المشاركة انما تكون من قبل المعدة يفسد الهضم معه ويندفع الطعام غير منهضم؛
5
إلا ان يكون سبب آخر.
6
الامراض الحدبية
7
يكون اندفاع موادها فى الأكثر بادرار البول، وبالرعاف، وبالعرق. وأما
8
الأمراض التقعيرية فيكون ذلك فيها بالإسهال، والقىء الصفراوى والدموى، وبالعرق
9
أيضًا فى كثير من الأوقات.
10
|289va52|فصل فى دلائل سؤ مزاجات الكبد
11
سؤ المزاج الحار: علامته عطش شديد ولا ينقطع مع شرب الماء، وقلة شهوة
12
الطعام، والتهاب، وصفرة البول، وانصباغه، وسرعة النبض وتواتر، وحميات
13
وتشيط الدم واللحم وتأذ بالحرارات، ويتبعه ذوبان يبتدئى من الأخلاط ثم من لحم
14
الكبد، ويتبعه سحج. وقد تيبس معه الطبيعة من غير وجع فى الأضلاع او ثقل،
15
ويكثر معه القىء الأصفر والأحمر والأحضر الكراثى ويكون البراز المرى كثيرًا، خصوصًا
16
ان كان هناك مع المزاج مادة، و<أما> ان لم يكن قل الدم، وخشن اللسان، ونحف البدن.
17
وقد يستدل على ذلك من السن والعادة والحرفة والتدبير. والوسط منه يولد الصفراء،
18
والمفرط يولد السوداء، وامراضها من المالنخوليا والجنون ونحوه. واذا ابتدأ
19
الإسهال الغسالى مع سقوط القوة والشهوة فاكثره لضعف الكبد الكائن عن مزاج حار،
20
وفى اكثره يكون البراز يابسًا محترقًا؛ اللهم إلا ان يبلغ [الى] ان يحرق الدم، والأخلاط، و
21
لحمية الكبد، ويسهلها. واذا اخذ فى احراق الدم كان البراز كالدردى. واذا كان
22
فى الكبد احتراق او ورم او دبيلة، ثم خرج بالبراز شىء اسود غليظ فذلك لحمية الكبد
23
قد تعفن. وليس كل شىء أسود يخرج ردئى. وربما قام الغسالى والصديدى المائى
24
ثم غلظ وصار اسود غليظًا منتنًا كما يكون فى اصحاب الوباء. وربما خرج بعد الصديدى
25
دم اسود ثم سوداء رقيقة.
3-537
1
سؤ المزاج البارد: علامته بياض الشفتين واللسان، وقلة الدم وعسر جريه،
2
وكثرة البلغم، وقلة العطش، وفساد اللون، وذهاب ماءه؛ وربما اسود إلى خضرة؛
3
وربما اصفر إلى فستقية؛ وأيضًا بياض البول وبلغميته وغلظه بسبب الجمود،
4
وفتور النبض، وشدة الجوع؛ فان الجوع ليس انما يكون من المعدة فقط، وقلة الإستمراء.
5
واذا بلغ البرد الغاية اعدم الشهوة. والبراز ربما كان يابسًا بلا رائحة، وربما كان رطبًا
6
لضعف الجذب، وكان إلى البياض قليل الرائحة. وقد يرق معه البراز ويرطب،
7
إلا انه لا يدوم كذلك متصلا، ولا يكثر معه الإختلاف وان كان انتيابه وعروضه
8
يطول، وفى آخره يخرج شىء مثل الدم المتعفن ليس كالدم الذائب. وقد يتبع المزاج
9
البارد بعد مدة ما حميات لقبول الدم الرقيق الذى فيه العفونة التى تعرض له، وهى
10
حميات خبيثة صعبة نذكها فى باب الحميات. وربما كان فى أولها صديد رقيق
11
ثم يغلظ ويسود. واذا كان اختلاف شبيه بغسالة اللحم الطرى، وذلك مع الشهوة
12
فى الإبتداء، دل على برد. فان عرض بعد ذلك سقوط الشهوة فربما كان لفساد الأخلاط
13
أو ببسب آخر من حمى ونحوها. وأكثر دلالته هو على ضعف عن برد، وفى آخرة تعود
14
الشهوة، وتفرط فى اكثر الأمر، ويتشنج معه المراق. وقد يدل عليه السن والعادة
15
والغذاء والأسباب الماضية مثل شرب ماء بارد على الريق، او فى اثر الحمام، او الجماع
16
لان الكبد الملتهبة تمتار الماء حينئذ سريعًا كثيرًا وان كان هناك مادة احس بحموضة
17
فى الفم ورطوبة فى البراز. وربما كان إلى السواد الأخضر دون الأصفر والأحمر.
18
سؤ المزاج اليابس: علامته يبس الفم [واللسان] وعطش، وصلابة النبض،
19
ورقة البول. وربما اسود اللون. وان كان هناك سوداء أو صفراء علمت دلائلهما
20
بسهولة بما علمت فى الأصول.
21
سؤ المزاج الرطب: يدل عليه تهبج الوجه والعينين، ورهل لحم الشراسيف،
22
وقلة العطش، إلا ان يكون حرارة تغلى الرطوبة، ورطوبة اللسان، وبياض اللون. و
23
ربما كانت معه صفرة يسيرة. وأما اذا اشتد البرد وغلبت الرطوبة كان إلى الخضرة.
24
وربما اضعف البدن لترهيل الرطوبة.
25
|290ra57|فصل فى قول كلى فى معالجات الكبد
26
ان الكبد يجب فيها من حفظ الصحة بالشبيه، ودفع المرض بالضد، وفى
27
تدبير مداواة الأورام والقروح، وآفات المقدار، وفى تفتيح السدد، وغير ذلك مما
3-538
1
يجب فى سائر الأعضاء. وأجود الأوقات فى سقى الأدوية لأمراض الكبد، وخصوصًا
2
لأجل سوداء الكبد ونحوها، الوقت الذى يحدس معه أن ما نفذ من المعدة إلى الكبد
3
وحصل فيها قد انهضم، وتميز ما يجب ان يتميز <منه> وبينه وبين الأكل زمان صالح،
4
وفى عادة الناس هو الوقت الذى بين القيام من النوم وبين الإستحمام. ويجب أيضًا
5
فى الكبد ان لا يخلى الأدوية المحللة المفتحه التى ينحى بها نحو امراض الكبد المادية
6
ونحو السددية والورمية عن قوابض مقوية؛ اللهم الا ان يحدس يبس مفرط ولا يجب
7
ان يبالغ فى تبريد الكبد ما امكن فيودى إلى الإستسقاء، ولا فى تسخينها فيودى إلى الذبول
8
ولذلك ما يجب ان يكون عالمًا بمقدار المزاج الطبيعى للكبد التى تعالجها حتى اذا
9
رددتها إليه وقفت. واعلم انك اذا خطأت على الكبد أعدى خطاءك إلى العروق ثم
10
إلى البدن ومن الخطأ ان يدر حيث ينبغى ان يسهل، وهو ان تكون المادة فى التقعير،
11
او يسهل حيث ينبغى ان يدر. وهو ان تكون المادة فى الحدبة. والأدوية الكبدية يجب
12
ان ينعم دقها ويجب ان تكون لطيفة الجوهر لتصل إليها كانت حارة أو باردة أو قابضة.
13
والملطفات من شانها ان يحد الدم. وان كانت تفتح فيجب ان يراعى ذلك مثل ماء
14
الأصول من جملة مفتحاتها. وملطفاتها قد تولد فى الكبد اخلاطًا مختلفة غير مناسبة فيجب
15
اذا تواتر سقيها يومين ثلاثة ان يتبع بشىء ملين للطبيعة. وأما الإدرار فماء الأصول نفسه
16
يفعله. وجميع انواع الهندباء وخصوصا المر منه الذى يضرب إلى الحرارة نافع من
17
امراض الكبد. أما للمحرورين فبالسكنجبين، وأما للمبرودين فبماء العسل. وكبد
18
الذئب نافع بالخاصية، وكذلك لحوم الحلزونات.
19
|290rb46|فصل فى الأشياء الضارة للكبد
20
اعلم ان ادخال الطعام على الطعام واساءة ترتيبه من اضر الأشياء للكبد وشرب
21
الماء البارد دفعة على الريق وفى أثر الحمام او الجماع والرياضة ربما ادى الى تبريد
22
شديد للكبد لحرص الكبد الملتهبة على الإمتيار السريع الكثير منه، وربما ادى إلى
23
الإستسقاء ويجب فى مثل هذه الحال ان تمزجه بشراب ولا تبرده تبريدًا شديدًا ولا تعب
24
منه عبًا بل تمصه قليلا قليلا <مصًا> واللزوجات كلها تضر بالكبد من جهة ما تورث السدد
25
والحنطة من جملة ما فيه لزوجة بالقياس الى الكبد، وليس فيها ذلك بالقياس الى
26
ما بعد الكبد من الأعضاء اذا انهضمت فى الكبد، وليس فى كل حنطة هكذا بل العلكة.
27
والشراب الحلو يحدث فى الكبد سددًا، وهو نفسه يجلو ما فى الصدر؛ والسبب فيه
28
ان الشراب الحلو ينجذب الى الكبد غير مدرج لحب الكبد له من حيث هو حلو، و
3-539
1
نفوذه من حيث هو شراب، فلا يلبث قدر ما يتميز الثفل منه لبث سائر الأشياء الغليظة،
2
بل يرد على الكبد بغلظه ويجد المسلك اليه مهيأ، لان طريق ما بين المعدة والكبد واسعة
3
بالقياس إلى ما يتجه إليه من العروق المبوثة فى الكبد، ثم اذا حصل فى الكبد لم يلبث
4
قدر التميز والضم بل يندفع اللطيف فى العروق الضيقة هناك لسرعة نفوذه، وخلف
5
الرسوب لضيق مسلكه. وأما فى الرئة فالأمر بالخلاف لانه يرد عليها الشراب الحلو وقد
6
يصفى إما من طريق منافذ المرى على سبيل الرشح من منافذ ضيقة إلى واسعة، وإما من
7
طريق الأجوف وقد خلف الثفل فيما بعده وهو صاف، ودار فى منافذ ضيقة إلى
8
واسعة فيصفى مرة أخرى فكذلك سائر الأحوال الأخرى لا يوجد له بالقياس الى الرئة.
9
|290va29|فصل فى الاشياء الموافقة للكبد
10
أما من الأدوية فيوافقه ما فيه مرارة تفتح بها، وقوة أخرى تفتح بها مع قبض
11
يقوى به، وعطرية تناسب جوهر الروح وتمنع العفونة كالدار صينى وفقاح الأذخر
12
والمر ونحوه؛ وما فيه غسل وجلاء وتنقية للصديد الردىء اذا لم يبالغ فى الإرخاء
13
مبالغة الغسل، وما فيه انضاج وتليين، وخصوصًا مع قبض وتقوية كالزعفران وما
14
هو مع ذلك لذيذ كالزبيب، وسريع النفوذ مثل الشراب الريحانى لأكباد التى ليس
15
بها حرارة شديدة فاذا جمع الدواء إلى الخواص المذكورة اللذة فبالحرى ان يكون صديقًا
16
إلى الكبد، حبيبًا لها كالزبيب والتين والبندق؛ وان يكون بالغ النفع فان كان غير
17
قابل للعفونة والفساد فهو أبلغ والطرخشقوق والهندباء البستانى والبرى يوافقها جدًا
18
وينفع ''البارد والحار" فى الكبد بالخاصية وبالكيفية المضادة معًا. على ان قومًا يعدون
19
المر الشديد المرارة منه حارًا، وينفع بتفتيحه السدد لمرارته وبالتقوية لقبضه، وينفع من
20
المرض البارد بخاصية وبما فيه من تفتيح وتقوية. واذا افرط البرد فى الكبد خلط
21
أيهما كان بالعسل او بماء العسل، فيقاوم العسل تبريدًا ما ان خيف منه، ويعينه على
22
سائر أفعاله وقد يخففان ويسقيان بالعسل وبماءه او يطبخان بالعسل فينفع جدًا، و
23
يفتح ويخرج الخلط البارد بالبول ويوافق الكبد من الأغذية ما كيموسه جيد والحلاوات
24
توافق الكبد وتسمن بها وتعظم وتقوى، لكنها تسرع الى احداث السدد لجذب الكبد
25
اياها بعنف مستصحب لأخلاط أخر ولذلك يجب أن يتجنب الحلاوات من به ورم فى كبده
26
فانها تستحيل بسرعة إلى المرار وتحدث أيضًا السـ ة وأضر الحلاوات غليظها لإحداث
27
السدد وحادها للاستحالة إلى المرار. والفستق نافع لعطريته وقبضه وتفتيحه
3-540
1
وتنقيته مجارى الغذاء؛ لكنه شديد التسخين. والبندق موافق لجميع الأكباد لأنه ليس
2
بشديد الحرارة وهو مفتح وكيموسه جيد وكبد الذئب ولحوم الحلزونات موافقة
3
للكبد بخاصية فيها.
4
|291vb31|فصل فى علاج سؤ مزاج الحار
5
يجب ان يتلطف فى تبريده فلا يبلغ الغاية، وان يتوقى فيها الإرخاء الشديد بالمرطبات
6
المائية، ويتوقى فيها احداث السدد بالمبردات الغليظة. ويجب ان يتوقى فيها التخذير
7
البالغ؛ بل يجب ان يكون مبرداته تجمع إلى التبريد جلاء وتفتيحًا، وتنفيدًا للغذاء وقبضًا
8
مقويًا غير كثير. وفى ماء الشعير [جميع] هذه الخصال. والهندباء البرى والبستانى غاية
9
فى هذا المعنى فان مزاجهما إلى برد ليس بمفرط جدًا وفيهما مرارة مفتحة غير مسخنة
10
وقبض معتدل مقو؛ بل يبلغ من نفعهما ان لا يضرا الكبد الباردة أيضًا، ويقعان فى ادويتها،
11
كما ذكرنا فى الأدوية المفردة فى الواح الأدوية الكبدية. وقد يوكل مسلوقًا، وخصوصًا
12
مع الكزبرة الرطبة واليابسة ويوكل بالخل. وللأمبر باريس خاصية عظيمة أيضًا.
13
وللتمر هندى أيضًا. وإذا أحس بسدد فى الكبد انتفع بان يضاف اليهما الكرفس،
14
فانه يفتح السدد من اى الجهتين كانت، وهو مما يسرع نفوذه؛ وكذلك السكنجبين.
15
ومما ينفع ذلك بان يوخذ عصارة الهندباء، وعصارة الكاكنج، وعصارة عنب الثعلب
16
من كل واحد اوقيتان، ومن عصارة الكزبرة الرطبة وعصارة الرازيانج من كل واحد
17
أوقية ونصف، يخلط بها نصف درهم زعفران ويسقى وقد يسقى دهن الورد الجيد و
18
دهن التفاح بالماء البارد فيعدل حر الكبد. ومما ينفع الكبد التى بها سؤ مزاج حار ان
19
يوخذ من الأسفيوش مثقالان بسكر طبرزد وماء بارد وأيضًا ان يسقى عصارة القرع المشوى،
20
والقثاء، وماء الرمان ومخيض البقر وماء التفاح والكمثرى والفرفير وعصارة الورد
21
الطرى واذا لم يكن حمى نفع ماء الجبن بالسكنجبين كل يوم يشرب مع وزن ثلاثة
22
دراهم أهليلج أصفر ووزن درهم لك مغسول ونصف درهم بزر الكرفس واذا فرغ
23
منه اسبوعين شرب لبن اللقاح، يبتدئى من رطل إلى وطلين، ويطرح فيه الأدوية المدرة
24
المفتحة المنفذة مثل شىء من عصارة الأغافث. أو من بزر الهندباء وبزر الكثوث وربما
25
احتيج إلى مثل فقاح الإذخر. وربما احتيج إلى سقى المخدرات والمعاجين الأفيونية
26
والبنجية وفلونيا وانا اكره ذلك ما وجد عنه منه والشاب القوى ربما كقاه أن يشرب
27
الماء البارد جدًا على الريق وينفع منه اقراص الطباشير، وأقراص امبر باريس الباردة،
28
وأقراص الكافور. ومن الأقراص النافعة لهم قرص بهذه الصفة يوخذ: ورد الخلاف
3-541
1
وورد النيلوفر من كل واحد عشرة دراهم ومن الورد الأحمر بغير أقماعه اثنا عشر درهمًا
2
ومن الكافور وزن درهمين ونصف، ومن الصندل الأحمر ومن اللك المغسول
3
بالأفاوية كما يغسل الصبر سبعة سبعة ومن الفوفل ثمانية دراهم ومن الزعفران ثلاثة دراهم
4
ومن الراوند خمسة دراهم، ومن الطين القبرسى، والمصطكى، والبرشاؤشان من كل واحد
5
ثلاثة دراهم يعجن بماء عنب الثعلب وماء الهندباء، ويتخذ أقراصًا، كل قرص مثقال،
6
ويسقى منه كل يوم قرصة بماء عنب الثعلب وقد ينفع من ذلك ضمادات بهذه الصفة:
7
يوخذ الفرفير ويدق ويجعل على دهن ورد ويبرد ويضمد به، أو يوخذ من الصندلين
8
أوقية ومن الفوفل والبنفسج اليابس من كل واحد نصف أوقية، ومن الورد اوقية ونصف،
9
ومن الزعفران نصف أوقية، ومن الأفسنتين ربع أوقية، ومن الكافور وزن درهمين
10
يجمع إلى قيروطى متخذ بدهن الخلاف ويطلى على شىء عريض؛ وخصوصًا ورق
11
القرع. وورق الحماض وورق السلق ويضمد به. وقد يضمد بعصارات البقول الباردة
12
مثل عصارة القرع والقشاء وسائر ما ذكرناه فى باب المشروبات، ويجعل فيها سويق
13
الشعر أو سويق العدس، ويصب عليها دهن الورد ويضمد بها وربما جعل فيها شىء
14
من جنس الصندل والفوفل والكافور ولا يبعد ان يجعل فيها شىء من العطريات ومياه
15
الفواكه العطرة وربما رش عليها شىء من ميسوسن. وأما الأغذية التى يغذون بها فمثل
16
ماء الشعير وسلاقات البقول المذكورة، ونفس تلك البقول مطبوخة، والهندبا مطبوخة
17
بالكزبرة الرطبة والخس، والسلق المطبوخ. والرائب الحامض، وماء اللبن الحامض
18
ولحوم الحلزونات. ومن الفواكه الزعرور والسفرجل والكمثرى، ولا يكثر من ذلك
19
لئلا يفرط فى القبض ويولد السدد أيضًا، والتفاح والرمان المر والحصرم الحامض
20
ويكثر قبضه بما فيه تليين، والتوث الشامى، والربياس مع سكر، والخل المضروب
21
بماء الرمان، وحب الرمان قبل الطعام وبعده والبطيخ الذى ليس بمفرط الحلاوة
22
لا سيما الذى يعرف بالرقى والفلسطينى والهندى. وما كان من هذه الأدوية فيه مع
23
التبريد قبض فيجب ان لا يواصل تناوله لما فيه من احداث السدد. ولا بأس بالبطيخ
24
الصلب القليل الحلاوة وبالعنب الذى فيه صلابة لحم وقلة حلاوة، والمز من العنب
25
خاصة. وينفعهم الماشية والقطفية، والقرعية، والإسفاناخية، والعدسية محمضة
26
وغير محمضة. ومن الناس من يرخص لهم فى الزبيب، ويجب ان يكون إلى حموضة.
27
والبندق فليس فيه تسخين كثير فهو فتاح للسدد جيد الغذاء فيجب ان يخلط بما فيه تبريد
28
ما. وينفهم من اللحمان السمك الصغار المطبوخ باسفيذباج او بالخل، والمصوصات
29
والقريصات المتخذة من اللحمان اللطيفة كلحما الجدى، والطير الخفيفة الإنهضام
30
مثل لحم الحجل، والورشان غير المفرط السمن، والفاخته. وينفعهم بطون طير الماء
31
والإوز والدجاج محمضة، وكذلك العصافير محمضة. ويضرهم الكبد، والطحال،
3-542
1
والقلب، واللحوم الغليظة، كلحوم التيوس والكباش والحيوانات العصبية الصلبة
2
اللحم وأما لحم البقر الفتى قريصًا فينفع قوى المعدة والهضم منهم. وينبغى أن
3
يجتنبوا البيض الذى طبخ حتى صلب أو شوى. ويجتنبوا الدسومات بافراط. و
4
يضرهم الشراب جدًا، إلا ان يكون لا بدمنه لعادة أو ضعف هضم، فيجب ان يسقوا
5
القليل الرقيق الذى إلى البياض.
6
تدبير المزاج البارد: مما ينفع هؤلاء شرب [شراب] الأفسنتين بالسكنجبين
7
العسلى. وقد ينفع بارد الكبد أن ينام ليلة على أقراص الأفسنتين والبزور المسخنة
8
المعروفة أشد الإنتفاع. وكذلك ينتفع باستعمال لبن اللقاح الأعرابية لاغير مع وزن خمسة
9
دراهم إلى عشرة دراهم سكر العشر، فان هذا يعدل الكبد، ويخرج الأخلاط الباردة
10
اسهالا وإدرارًا، ويفتح السدد. وأقوى من ذلك ان ينام على دواء الكركم، او دواء
11
اللك، أو أثاناسيا، وان يستعمل فى العشى دواء القسط والزنجبيل المربى بماء الكرفس،
12
واقراص القسط، واللك المذكور فى انقراباذين. ويشرب على الريق من الأغافث والاسارون
13
وزن درهمين. ثم يشرب عليه الخمر، ومن المطبوخات مطبوخ القسط والافسنتين
14
المذكور فى انقراباذين يشربه بدهن اللوز الحلو وزن درهمين ودهن الفستق وزن
15
درهمين. وأقوى من ذلك أن يشربه بدهن الناردين، ودهن اللوز المر، ودهن
16
الخروع. وأيضًا مطبوخ بهذه الصفة: يوخذ بزر الراز يانج، وبزر الكرفس، والأ
17
نيسون، والمصطكى، من كل واحد وزن درهمين، ومن قشور أصل الكرفس وقشور
18
أصل الرازيانج عشرة عشرة، ومن حشيش الغافث والأفسنتين الرومى خمسة خمسة،
19
ومن اللك، وقصب الذريرة، والقسط الحلو والمر، والراوند ثلاثة ثلاثة ومن فقاح
20
الإذخر أربعة يطبخ بأربعة ارطال ماء إلى ان يعود [الى] النصف، ويشرب منه كل يوم
21
اربع أواق بدهن الفستق مقدار درهمين ونصف، ودهن اللوز الحلو مقدار درهمين.
22
وقد ينفعهم أن يضمدوا بالأضمدة الحارة والمراهم مثل مرهم الإصطخيقون، وضماد
23
فيلغريوس أو ضماد اكليل الملك، والأضمدة المتخذة من مثل القسط، والمر، و
24
السنبل، والناردين الرومى، والوج، والحلبة ونحو ذلك. ضماد جيد لذلك:
25
أشنة، امبر باريس، مصطكى، اكليل الملك، سنبل، اصل السوسن الأسما نجونى، ورد،
26
بالسوية يهرأ فى دهن المصطكى طبخًا ويضمد به غدوة وعشية وهو فاتر. وأيضًا
27
جماد جيد: فقاح الإذخر، وحب البان، والمصطكى، والقرد مانا، والحماما، من كل
28
واحد ثلاثة درخميات [صبرو حشيش الأفسنتين وفقاح من كل واحد ست درخميات،
29
سنبل الطيب وسليخة من واحد درخميان، ايرساوورق المرزنجوش من كل واحد
3-543
1
ثمان درخميات] اشق اربعة وعشرون درخميًا، صمغ البطم وكندر من كل واحد
2
اثنا عشر درخميًا، شمع رطل ونصف، دهن الحنا قدر العجن. وأيضًا حماما أوقية،
3
حب البلسان، ومقل، وقرد مانا، حنا، مر، كندر، زعفران، من كل واحد أوقية و
4
نصف، سنبل شامى اوقيتان، صمغ البطم ست أواق، يحل الكندر والمقل فى شراب
5
ويحل الزعفران فيه، ويدأف صمغ البطم فى الناردين، ويسحق الأدوية اليابسة ويخلط
6
بدهن الناردين والشراب، ويلقى عليه قليل شمع ويستعمل ضمادًا. ويوخذ أيضًا
7
السفرجل، ودقيق الشعير، والشمع، وفخ العجل، ودهن الورد، والأفسنتين،
8
والحنا، والسنبل، والزعفران، والأسارون، والإيرسا، والقرففل، والأشق، و
9
المصطكى، وعلك الأنباط، وقدر الحار والبارد منها بقدر الحاجة ويتخذ مرهما. وأما
10
الأغذية فليتناول لباب الخبز [الحار] المثرود فى الشراب، والمثرود فى الحنديقون،
11
واللحوم الخفيفة من لحم العصافير، والقنابر، والدراج، والحجل، وبطون الإوز
12
وخصوصًا جميع ذلك مشويًا، والقلايا المبزرة، والكرنب المطبوخ فى الماء ثلاث
13
طبخات، المبزر بالأبازير المسخنة كالدار صينى والفلفل والكمون ونحوه، ويقطع
14
عليه السذاب؛ والأحساء المتخذة من مثل الحلبة واللبوب الحارة. وقد يجعل فى
15
اغذيته الهندباء، وخصوصًا الشديد المرارة. ومنهم من قال ان الجاورس الشديد الطبخ
16
ينفعهم، وما عندى ذلك بصواب. وأما النقل من الفواكه ونحوها فمثل الشاه بلوط،
17
والزبيب السمين، والفستق خاصة. ومنهم من قال انه يجب ان يجتنب الفستق واللوز
18
لثقلهما على المعدة، ولا يجب ان يلتفت إلى قوله فى الفستق. ومما ينفعهم لحم
19
الحلزون وخصوصًا مبزرًا. ويجب ان يجتنب الألبان، والسمك، والفواكه الرطبة،
20
واللحمان الغليظة.
21
تدبير المزاج اليابس: يدبر بالمرطبات المعروفة من الأغذية،، والبقول،
22
والأطلية، والضمادات، والأشربة، ويمال بها إلى الاعتدال، او الحر او البرد
23
بقدر الحاجة؛ ومع ذلك فيجب ان لا يفرط فى الترطيب حتى لا يقضى الى سؤ القنية،
24
والترهل، والإستسقاء اللحمى.
25
تدبير المزاج الرطب: يدبر بالرياضة، وتقليل الغذاء، وتناول ما فيه تلطيف
26
ونشف، وخصوصًا ما فيه مع النشف تجفيف، ويقلل شرب الماء ويحتبنب الألبان،
27
ولا يبالغ فى التجفيف الغاية فيودى إلى الذبول.
28
تدبير المزاج الحار اليابس: يستعمل صاحبه الأغذية الباردة الرطبة، والبقول
3-544
1
الباردة الرطبة، وخصوصًا الهندباء ويحتنبب ما فيه برد وقبض شديد، ومما ينفعه جدًا
2
لبن الأتان يشرب الضعيف منه إلى سبعة أساتير مع شىء من السكر الطبرزد غير كثير،
3
والقوى إلى عشرة أساتير، ويستعمل الأضمدة والمراهم المبردة المرطبة. ومع هذا
4
كله فيجب ان لا يبالغ فى الترطيب فيبلغ به الإرخاء. وينبغى ان يحتبنب الأرز، والكمون،
5
والتوابل، والفستق الكثير؛ وأما القليل من الفستق فربما لم يضر للمناسبة. ويحتنب
6
اللحمان الغليظة، والأعضاء الغليظة من اللحمان الجيدة كالكبد. والطحال.
7
تدبير المزاج الحار الرطب: يستعمل المبردات التى فيها قبض ونشف ما
8
من الأغذية والأدوية. وان كان هناك مواد استعمل أيضًا ما يلطفها وان لم يكن فيها
9
نشف ــ مثل ماء الجبن والسكر الطبرزد؛ أو يوخذ من عصارة شجرة عنب الثعلب والكاكنج
10
قدر خمسين وزنة إلى اربعين مع مثقالين من صبر للقوى، وأقل من ذلك للضعيف،
11
او نصف مثقال ايارج مع استارين خيار شنبر، يداف فى اسكرجة من ماء عنب الثعلب،
12
أو ماء الهندباء، أو الخيارشنبر وحده فى ماء الهندباء او ماء الرازيانج، أو ماء عنب الثعلب.
13
تدبير المزاج البارد اليابس: يستعمل الأضمدة الحارة الدسمة اللينة من المراهم
14
وغيرها، ويستعمل المعاجين الحارة مثل دواء اللك، ودواء الكركم، ومعجون قباد
15
اللك، وأمروسيا، واثاناسيا، وقوقى، ومن معجون فنداد يقون قدر حمصة أو باقلاة
16
بماء الأصول الذى يقع فيه الأدهان الرطبة، ويستعمل الشراب الرقيق القوى. واذا كان
17
هناك اعتقال استعمل حبًا بهذه الصفة: يوخذ من السكبينج، والأشج، والجاوشير،
18
اجزاء سواء، ومن بزر الكرفس والأنيسون من كل واحد نصف وربع جزء ويتخذ منها
19
حب، أو يقتصر على السكبينج اوالسكبينج مع واحد منها بحسب الحاجة. ويكون
20
وزن الواحد أو الإثنين <منها> وزن الجملة اذا كانت الأدوية كلها مستعملة. والشربة
21
للضعيف مثقال، وللقوى مثقالان. ويجب ان يراعى كى لايقع مبالغة فى الارخاء.
22
تدبير المزاج البارد الرطب: يستعمل من الأغذية والأدوية ما فيه حرارة وقبض
23
وتلطيف ونشف، وان كان هناك مادة استفرغتها بمثل ماء الأصول القوى، ومثل
24
الكلكلانج ومثل ايارج اركيغانس استفراغًا باللطف، ولطف التدبير وسخنه. وليكن
25
غذاءه من اللحمان الخفيفة بالأبازير، والشراب القوى الرقيق الصرف القليل واستعمل
26
المعاجين الكبار على ما يوجبه الوقت والحال. واستعمل الأضمدة المحللة من خارج.
27
|292ra39|فصل فى صغر الكبد
28
الكبد تصغر فى بعض الناس. وربما كانت كالكلية صغرًا، ويتبع صغرها ان
3-545
1
الإنسان اذا تناول حاجة من الغذاء لم يسعه الكبد، وأرسلت المعدة إليه ما يضيق عنه،
2
فاحدث ذلك سددًا وآلامًا ثقيلة ممددة، واوهن قوة الكبد فى افعالها لإنضغاط قوتها
3
الفاعلة تحت قوة المنفعل الوارد عليها، فاختل احوال الهضم، والجذب، والإمساك
4
والتمييز، والدفع. وربما لزم من ذلك ذرب واختلاف، لأن اكثر الكيلوس لا ينجذب
5
صفره إلى الكبد.
6
العلامة: قد يدل عليه ان يحدث عند الكبد سددًا ورياحًا كثيرة، ويثقل عليها
7
الغذاء المعتدل المقدار، ويضعف البدن لحاجة إلى غذاء اكثر، ويدوم ضعف الهضم،
8
ويكثر حدوث السدد والأورام. ومما يوكده قصر الأصابع فى الخلقة. وقد كان
9
انسان لا يزرأ بدنه من الطعام شئيًا ولا يصعد إليه شىء يعتدبه، فحدس جالينوس انه ممنو
10
بصغر الكبد وضيق مجاريه فدبره تدبير مثله.
11
التدبير: تدبير هؤلاء المداراة بالأغذية القليلة الحجم، الكثيرة الغذاء، السريعة
12
النفاذ، وان يتناول متفرقة فى مرات، وان يستعمل الأدوية المدرة والمسهلة المنقية
13
للكبد والملطفة المفتحة.
14
|292rb20|المقالة الثانية
15
فى ضعف الكبد، وسددها، واوجاعها، ونفخها
16
|292rb23|فصل فى ضعف الكبد
17
قال جالينوس: المكبود هو الذى فى افعال كبده ضعف من غير امر ظاهر من ورم
18
أو دبيلة، لكن ضعف الكبد فى الحقيقة يتبع امراض الكبد. وذلك إما لسؤ مزاج
19
مفرد بلامادة، أو مع مادة، مبدأه من الكبد نفسها، أو من الأعضاء الأخر التى بينها
20
وبينها مجاورة؛ مثل المرارة اذا صارت لا تجذب الصفراء، او الطحال إذا صار لا يحدث
21
السوداء، او الكلية او المثانة اذا كانا لا يجذبان المائية، أو الرحم لشدة النزف فيبرد الكبد،
22
أو لشدة احتباس الطمث فيفسد له دم الكبد، او المعدة اذا لم ينفذ إليها كيلوسًا جيدا
23
الهضم، بل كان بعثها كيلوسًا ضعيف الهضم أو فاسدة اوبسبب الأمعاء اذا آلمت.
24
واذا كثر فيها خلط لزج فاحدث بينها وبين المرارة سدة فلم ينفصل المرار عن الكبد
25
وبقيت ممتلئة، فلم يقبل ما يتميز إليها من الدم وهذا كثيرًا ما يحدث فى القولنج أو
26
بسبب مشاركة الأعضاء الصدرية، أو من البدن كله كما يكون فى الحميات وقد يكون
27
لا لسؤ مزاج وحده، بل لورم دموى، أو لحمرة، اولصلابة، أو سرطان، أو ترهل،
3-546
1
أو لقرحة وشق، او لعفونة تعرض للكبد وضعف الكبد الكلى يجمع ضعف حميع
2
قواها وربما لم يكن الضعف كليا، بل كان بحسب قوة من قواها الأربع واكثر ما يضعف
3
الجاذبة والهاضمة من البرد والرطوبة. وتضعف الماسكة من الرطوبة والدافعة من
4
اليبس.
5
العلامات: ان اللون من الأشياء التى تدل فى اكثر الأمر على حال الكبد؛ فان
6
<لون> المكبود فى اكثر الأمر إلى صفرة وبياض؛ وربما ضرب إلى خضرة وكمودة،
7
كما ذكرنا فى دلائل الأمزجة ومن رأيت لونه على غاية الصحة فلاعلة بكبده والطبيب
8
المجرب يعرف المكبود والممعود كلًا بلونه، لا يحتاج معه الى دلالة أخرى مثلًا. و
9
ليس لذلك اللون اسم يدل عليه خاص. والبول والبراز الشبيهان بماء اللحم يدلان
10
فى اكثر الأمر على ان الكبد ليست تتصرف فى توليد الدم تصرفًا قويًا فلا يميز مادته عن
11
الكيلوس ولا صفوه عن المائية؛ وهذا فى اكثر الأمر يدل على ضعف الكبد. وهذا
12
الإختلاف الغسالى فى آخره متغير الى نوع آخر فيصير فى الحار المزاج صديدًا ثم يصير
13
كالدردى وكالدم المحترق، ويكثر قبله اسهال الصفراء الصرف، وفى البارد المزاج
14
يصير كالدم المتعفن ويوديان جميعًا إلى خروج أشياء مختلفة الكيفيات والقوام وخصوصًا
15
فى البارد، ويكون كما يعرض عند ضعف هضم المعدة واكثر من به ضعف فى كبده
16
يلزمه، وخصوصًا عند نفوذ الغذاء وجع لين يمتد إلى القصرى وأما الأمزجة فيستدل
17
عليها من الأصول المذكورة فى تعرف سؤ مزاج الكبد والحار يجعل الأخلاط منبسطة.
18
والبارد يجعل الأخلاط غليظة بطئية الحركة، واليابس يجعلها قليلة غليظة، والرطب
19
يجعلها مائية، والذى يكون بسبب المرار فقد يدل عليه اللون اليرقانى وربما كان معه
20
براز أبيض اذا كانت السدة بين المرارة وبين الأمعاء وأما الكائن بمشاركة الطحال فيستدل
21
عليه بامراض الطحال واللون الغالب عليه السواد وأما المعدى فيستدل عليه بدلائل
22
آفات المعدة وبسؤ الهضم، والمعوى يستدل عليه بالمغص والرياح والقراقر وبالقولنج
23
وما يشبهه والكليى والمثانى يستدل عليه بتغير حال البول عن الواجب الطبيعى وتميل
24
السخنة إلى سؤ القنية والإستسقاء؛ والذى يكون بسبب الأعضاء الصدرية فيدل عليه
25
سؤ التنفس وسعال يابس، وربما وجد صاحبه فى المعاليق ثقلا وتمددًا. وأما علامات
26
الأورام والصلابة والقرحة والشق وغير ذلك فسنذكر كلا فى موضعه ويجب أن يرجع إليه.
27
وأما دلائل ضعف القوة الهاضمة فهو ان الغذاء النافذ إلى الأعضاء يكون غير منهضم.
28
أو قليل الهضم أو فاسد الهضم مستحيلا إلى كيفية ردئية. وكثيرًا ما يتهيج له العين
29
والوجه، ويكون الدم الذى يجرى بالفصد ضاربًا إلى مائية وبلغمية؛ اللهم إلا ان يكون
3-547
1
من ضعف الماسكة فلا يمسك ريث الهضم. وشر الاصناف ان لا ينهضم، ثم ان
2
ينهضم قليلا. ثم ان ينهضم ردئيًا. قال بعضهم: ويتبع الأولين اختلاف مختلف الأجزاء
3
والثالث اختلاف كدم غليظ وهذا كلام غير محصل. والغسالى من الإختلاف يدل
4
على ضعف الهضم مع هضم قليل، والأبيض الصرف يدل على ان الحادثة ضعيفة
5
جدًا. والهاضمة ليست تهضم البتة. لاسيما اذا خرجت كما دخلت. وان خرجت أشياء
6
مختلفة دل على فساد الهضم والبول فى هذه المعانى ادل على الهاضمة، والبراز
7
على الجاذبة. وأما دلائل ضعف الحاذبة فكثرة البراز ولينه وبياضه، واذا كان مع
8
ذلك فى البول صبغ دل على ان الافة فى الجاذبة فقط وخصوصًا اذا لم يكن فى
9
المعدة آفة؛ ويوكد ضعف الجاذبة هزال البدن. وأما دلائل ضعف الماسكة فدلائل
10
ضعف الهاضمة لتقصير الإمساك من حيث يتادى إلى الأعضاء غذاء غير محمود النضج
11
وعلى ذلك النحو؛ إلا ان ذلك عن الهاضمة اكثر، وعن الماسكة أقل؛ ويكون الذى
12
يخص الماسكة ان الكبد يسرع عنها زوال الإمتلاء المحسوس بالثقل القليل بعد نفوذ
13
الغذاء. وأما علامة ضعف الدافعة فان يقل تميز الفضول الثلاثة، ويقل البول ويقل مع
14
ذلك صبغه وصبغ البراز، وتقل الحاجة إلى القيام، ولا تندفع السوداء إلى الطحال
15
وتقل شهوة الطعام لذلك، ويجتمع فى اللون ترهل مع صفرة وسواد مخلوطين ببياض.
16
وكثيرًا ما يؤدى إلى الاستسقاء، وقد يودى أيضًا إلى القولنج البلغمى.
17
علاج ضعف الكبد: يجب ان يتعرف السبب فى ضعف الكبد، وهل هو
18
هو لمزاج أو لمرض آلى أو غير ذلك بالعلامات التى ذكرتها. فيعالج كل بالعلاج
19
المذكور فيه. واكثر ضعف الكيد يكون لبردما ورطوبة او يبوسة، او لمواد ردئية
20
محتبسة فيها؛ فلذلك يكون اكثر علاجه بالتسخين اللطيف مع تفتيح وانضاج وتليين،
21
مخلوطًا بقبض مقو ومنع العفونة؛ واكثر ذلك بالأدوية العطرية التى فيها تفتيج وانضاج
22
وقبض مثل الزعفران. وقد ينفع أيضًا الأشياء المزة التى فيها قليل قبض؛ فانها
23
بالحموضة تقوى وتقطع، وبالحلاوة تجلو وتفتح مثل حب الرمان، تم يراعى جانب
24
الحرارة والبرودة بحسب ما يقتضيه المزاج، فيقرن به ما يسخن او يبرد؛ ومن هذا
25
القبيل الزبيب بعجمعه بعد جودة المضغ. واذا دعاك داع الى تحليل فلا تبرئه
26
عن القبض فى اورام كان أو سدد أو غير ذلك، إلا ان يكون هناك مزاج يابس جدًا.
27
وربما اقتصرنا لإحتباس المواد إلى الفصد والإسهال المقدر بحسب المادة؛ ان كانت
28
باردة لزجة فبمثل الأغاريقون، وان كانت إلى رقة قوام وحرارة ما، وكان هناك
29
سدد فبمثل عصارة الأغافث والأفسنتين مخلوطًا بها مايعين. وربما عنف الإسهال
30
والذرب فبادر الطبيب إلى أدوية قابضة فجلب منها ضررًا عظيمًا؛ بل يجب فى
3-548
1
مثل ذلك ان يستعمل المفتحة والمقوية بقبض معتدل وتفتيج صالح، وخصوصًا
2
العطرية، وخصوصًا مطبوخة فى شراب ريحانى فيه قبض. ومن الأدوية المشتركة
3
لأنواع ضعف الكبد وتفعل بالخاصية: كبد الذئب مجففًا مسحوقًا يوخذ منه ملعقة
4
بشراب. واذا عولجت الكبد بالعلاجات الواجبة فيجب ان يقبل حينئذ على لبن اللقاح
5
العرب. ومن الأدوية الجيدة لضعف الكبد هذا الدواء وصفته: لك مغسول
6
راوند صينى ثلاثة، عصارة الغافث، بزر الرازيانج، بزر السرمق خمسة خمسة، افسنتين
7
رومى ستة دراهم، بزر الهندباء عشرة دراهم، بزر الكشوث عشرة دراهم، بزر الكرفس
8
اربعة دراهم يتخذ منه أقراص أوسفوف. ومن الأدوية المحمودة المقدمة على غيرها
9
هذا الدواء: زبيب منزوع العجم خمسة وعشرون مثقالا. زعفران مثقال، وفى بعض
10
النسخ نصف مثقال، قصب الذريرة مثقالان، مقل اليهود مثقالان ونصف، دار صينى
11
مثقال، سليخة نصف مثقال، سنبل ثلاثة مثاقيل، اذخر مثقالان ونصف، مر اربعة
12
مثاقيل، صمغ البطم أربعة مثاقيل، دارشيشعان مثقالان، عسل ستة عشر مثقالا، شراب
13
قدر الكفاية، وربما جعل فيه افيون وبزر البنج. وزعم جالينوس ان هذا الدوا
14
مولف من الأدوية الموافقة بخواصها الكبد، فمنها ما يقبض قبضًا معتدلا مع انضاج
15
ومنها ما يجفف وينقى الصديد الردئى، ومنها ما يصلح المزاج الردئى، ومنها ادوية
16
تضاد العفونة، واكثرها افاوية عطرية كاالدا رصينى والسليخة؛ فانهما يضادان العفونة،
17
ويصلحان المزاج، ويدفعان السبب المفسد، وينشفان الصديد الردئى فيدفعانه ويقاومان
18
الأدوية القتالة والسموم وان كان الدارصينى اقوى من السليخة. وهذان الدوا أن أقوى
19
من جميع الأدوية العطرية الأخر كالسنبل وغيره فى هذا الباب، وأما الدار شيشعان
20
والزعفران فيجمعان إلى القبض انضاجًا وتليينًا واصلاحًا للعفونة؛ وأما الزيب
21
فقد جعل وزنه أقل كثيرًا للحلاوة وليكون أوفق، وهو من الأدوية الصديقة
22
للكبد المشاكلة له، وهذه الصداقة من افضل خواص الدواء النافع، وفيه أيضًا انضاج
23
وتعديل للاخلاط، وهو غير سريع إلى الفساد، والشراب من الأدوية الموافقة ما
24
لم يكن مانع سبق ذكره وفيه مضادة للعفونة، والعسل فيه ما علمت؛ والمقل
25
منضج ملين محلل، وكذلك علك البطن وفيه تفتيح وجلا، والذى يقع فيه الأفيرن
26
وبزر النبج فهو أيضًا شديد المنفعة اذا كان ضعف الكبد مقارنًا لحرارة؛
27
ولذلك صار الفلونيا مشترك النفع لأصناف ضعف الكبد على تسخينه. ومن الأدوية
28
النافعة التى ليس فيها تسخين شديد ان يوخذ من الناردين ثلاثة اجزاء، ومن الأفسنتين
29
الرومى جزءان، ويسحقان ويجمعان بالعسل ويسقى منه. ومن الكمادات الأدوية
3-549
1
العطرية المعروفة مطبوخة بشراب ريحانى قابض، وقذ خلط بها كعك وجعل فيها دهن
2
الناردين ونحوه، يوخذ بصوفة ويكمد بها؛ والضماد المذكور فى انقراباذين وفيه
3
حصرم وعساليج الكرم والورد، وجميع ما ذكر فى باب ضعف المعدة من الضمادات
4
واللخالخ، وضمادات مركبة من السعد، والمصطكى، والسنبل، والكندر، والسك
5
والمسك وجوز السرو، وفقاح الإذخر، والبزور المعروفة ممزوجة بالميسوسن ونحوه،
6
و"الضماد الذى يتلوه''، والضماد الذى من الصبر والمصطكى، واذا كان
7
ضعف الكبد بسبب الحرارة وهو مما يكون فى القليل دون الغالب فيجب ان تامرهم
8
بأكل السفرجل والتفاح الشامى، والكمثرى الصينى والرمان المز والحامض، ان لم
9
يكن سدد كثيرة، وماء الهندباء، وماء عنب الثعلب. ويومرون بتناول مرقة السكباج
10
مصفاة عن دسمة متخذة بالكزبرة، فان لم تكن الحرارة شديدة طيب بالدارصينى والسنبل
11
والمصطكى؛ وتوافقهم المصوصات المحشوة كزبرة رطبة مع قليل نعناع، وان لم يكن
12
الحرارة شديدة جعل فيها الأبازير المذكورة. فاذارأيت تاثير الضعف فى الكبد متوجهًا
13
إلى الهاضمة قويت بما فيه قبض بقدر وعطرية، وفيه انضاج، مثل الأدوية التى يقع
14
فيها سنبل، وبسباسه، وجوزبوا، وكندر، ومصطكى، وقصب الذريرة، والسعد،
15
ونحوه وان كان توجهه إلى الماسكة زدت فى التقوية والقبض، ونقصت من الإسخان
16
أوقرنت بمثل هذه الأدوية أدوية تقابلها فى التبريد مثل الجلنار والورد والطرائيث.
17
وان كان الضعف فى الجاذبة قويته بما فيه قبض أقل جدًا؛ بل بما فيه من القبض قدر
18
ما يحفظ قوة الكبد ولكن تكون فيه عطرية وتسخين. واجتهد فى أن تعالج بالضمادات
19
والأطلية والمروخات، فانها أشد موافقة فى هذا الموضع، واجتهد أيضًا فى تفتيح
20
السدد. وإن كان الضعف فى الدافعة قويتها وسخنت الكلية والأحشاء بما تعلم فى
21
بابه، وفتح المسام. واعلم أنه قد يكون كل ضعف من كل سؤ مزاج فربما كان الواجب
22
ان يبرد حتى يهضم، وحتى يجذب، فتأمل سؤ المزاج الغالب قبل تأملك الضعف،
23
لكن اكثر ما يقع بسبه التقصير فى الهضم هو من البرد، وكذلك فى الجذب. وأوفق
24
الأغذية ما ليس فيه غلظ ولزوجة كاللحمان الخفيفة، والحنطة غير العلكة، وماء
25
الشعير للمحرور على حاله، وللمبرود بالعسل، ومح البيض نيمبرشت وما اشبه ذلك. و
26
من الباجات النافعة لهم رمانية بالزبيب اذا طيب بالدار صينى والفلفل والزبيب نافع
27
لهم جدًا حتى انه يمنع الإسهال الشبيه بماء اللحم.
28
|293va13|فصل فى سدد الكبد
29
السدد قد تعرض فى خلل لحمية الكبد لغلظ الدم الذى يغذوه، ولضعف دافعته،
3-550
1
أو شدة جاذبته. وقد تعرض فى العروق التى فيها إما لضيقها لخلقة أو لعرض من تقبض
2
ونحوه، اولإلتواءها لخلقة. وإما بسبب ما يجرى فيها، واكثر ما يكون من هذا القبيل
3
يكون فى شعب الباب؛ لأن المادة السادة تصل إليها أولا وتتصفى عنها إلى فوهات
4
العروق المتشعبة من العرق الطالع وقد خلف الثفل هناك؛ فلذلك اكثر السدد انما هو
5
فى جانب التقعير. وربما ادى الأمر الى أن تحدث سددًا فى المحدب. والسدد اذا
6
كثرت وطال زمانها فى الكبد تأدت إلى عفونات تحدث حميات، وإلى اورام تودى
7
إلى الاستسقاء، وإلى تولد رياح تحدث اوجاعًا صعبة. وكأن السدد من امهات امراض
8
الكبد. والمادة التى تولد السدد إما خلط يسد لغلظه. او للزوجته، أو لكثرته، أو
9
لإمتلاء منه، وإما ورم، وإما ريح، وإما كيفية مقبضة. وأما ما يذكر من نبات لحم، أوثواول،
10
أو وقوف شىء من الخلط الغليظ فبعيد او قليل نادر جدًا؛ وذلك لان فوهات الأوردة
11
عصبية لاينبت على مثلها شىء وهى كثيرة، فان نبت لم يعم الجميع على قياس واحد.
12
وأما الفاعل للسدة فضعف الهضم والتميز، وضعف الدفع، لسؤ مزاج حار أوبارد أوغير
13
ذلك متولد فيه اومتأد إليه من خارج من هواء وغيره. وأما المنفعل الذى هو مادة السوة
14
فالمتناولات الغليظة من اللحمان ومن الطير خاصة؛ ومثل المشتهيات الفاسدة كالفحم،
15
والجص، والأشنان، والفطر، واجناس الكمثرى، ومثل الذعرور وما أشبهه. والأصل
16
فيه غلظ، فانه ربما كان باردًا لطيفًا رقيقًا فلم يحدث سدة. وربما كان حارًا غليظًا فبسبب
17
حرارته وغلظه بادرت السدد وقد قلنا فيما سلف ان الشىء ربما كان غليظًا بالقياس
18
إلى الكبد ليس غليظًا بالقياس إلى ما بعده اذا انهضم فى الكبد كالحنطة العلكة. و
19
كثيرًا ما تقوى الطبيعة على دفع المواد السادة اويعينها عليه علاج، فتخرج إما فى البراز ان
20
كانت السدة فى الجانب المقعر، وإما فى البول ان كانت السدة فى الجانب المحدب،
21
وتظهر اخلاطًا مختلفة غليظة.
22
العلامات: جملة علامات السدد أن لا يجذب الكبد الكيلوس؛ لأنه لا يجد
23
منفذًا، ولأن القوة الجاذبة لا محالة تصيبها آفة، فيلزم ذلك أمران: احدهما فيما يندفع،
24
والأخر فيما يحتبس. والذى فيما يندفع ان يكون رقيقًا كيلوسيًا وكثيرًا؛ أما الرقة فلان
25
المائية والصفو لم يجدا طريقًا إلى الكبد، وأما الكيلوسية فلان الكبد لم تتمكن
26
فى فعلها فيه فيحليها عن الكيلوسية إلى الدموية، وأما الكثرة فلان ما كان من شانه ان
27
يندفع فى البراز ثفلا قد انضاف إليه ما كان من شانه ان ينفذ إلى الكبد، فيستحيل كثيرًا
3-551
1
منه دما، وينفصل كثيرًا منه مائية، وينفصل بعضًا منه صفراء، وبعضه سوداء، كل هذا
2
قد انضاف الى ما كان من شانه ان يبرز برازًا فكثر ضرورة. وأما الذى يلزم فيما يحتبس فيه
3
فالثقل المحسوس فى ناحية الكبد؛ وذلك لأن المندفع الى الكبد اذا حصل فيه فقبل
4
ان يندفع إلى البراز ثانيًا، او ان كان لا يندفع عليه الى غيره اصلا فانه يكثر ويمتلى منه
5
ما ينفذ فيه الى السكر الحابس عن النفوذ ويثقل، فكيف اذا كان لا يندفع. والثقل
6
يكون فى الورم أيضًا؛ لكنه اذا كان هناك ورم كان الثقل فى جنبة الورم فقط ولم
7
يكن كثيرًا ولم يكن شديدًا جدًا؛ لكن الوجع يكون أشد منه [و] فى السدد الخالصة
8
التى لا يكون معها سبب آخر لا يكون وجع كبير؛ فان كان فشىء قليل، ولا يكون حمى.
9
وقد يدل على الورم دلائل الورم وما يخرج من جانب البول والبراز وغير ذلك مما يقال
10
فى باب الأورام. وصاحب السدد يكون قليل الدم فاسد اللون. واذا كان هناك ريح
11
دل عليه مع الثقل تمدد مثقل. وأما الذى يكون على سبيل التقبض فيدل عليه تقدم
12
الأسباب المقبضة مثل شرب المياه القابضة جدًا، ويدل عليه اليبس الظاهر فى البدن
13
وقد يتبع السدد عسر فى النفس أيضًا لمشاركة اعضاء النفس للكبد.
14
علاج السدد: الأدوية المحتاج اليها فى علاج سدد الكبد الحادثة عن الأخلاط
15
هى الأدوية الجالية، والتى فيها اطلاق معتدل، وادرار بحسب الحاجة. واذا كانت
16
السدد فى الجانب المعقر استعمل ما يطلق، واذا كانت فى الجانب المحدب استعمل
17
ما يدر، والأجود ان يقدم عليها ما يقطع ويفتح ويجلو واذا ازمنت السدد احتيج إلى
18
فصد الباسليق وإلى مسهل. وأما وقت السقى وما يجب ان يراعى بعد السقى من مثل
19
ماء الأصول ونحوه فقد ذكر فى القانون الكلى وهذه الأدوية الجالية ربما سقيت فى اصول
20
الهندباء وماءه، أو فى مثل لبن اللقاح العربية المعلوفة مثل الرازيانج والهندباء، والشيح
21
والبابونج، والأقحوان، والإذخر، والكشوث، والشاهترج، أو فى الشراب، او فى
22
الشراب، او فى طبيخ البزور، أو فى طبيخ الأفسنتين. وان لم ير فى البول رسوب ظاهر
23
وعلامة نضج فلا يجب ان يسقى القوية. وأما اذا كان السبب ورمًا اوريحًا فيجب ان
24
تعالج السبب بما يذكر فى بابه. وينتفح فى مثله بسقى لبن اللقاح، وإعقابه اسهال بالبقول
25
و<اسهال> بالخيار شنبر ونحوه، وادرار لطيف بماليس فيه تهييج وحرارة مما يذكر فى
26
بابه. وان كان السبب فيه ضيق الخلقة وفساد وضع فى هذه العروق دبرتديير من به
27
صغر الكبد، وان كان لتقبض حدث ويبس دبر بالملينات المنضجة من الألبان وغيرها
3-552
1
مما يذكر فى باب ترطيب الكبد. والأدوية المفتحة منها باردة، ومنها قريبة من الإعندال،
2
ومنها حارة يحتاج اليها فى المزمنات. وأما الباردة فمثل الهندباء البستانى والبرى،
3
والطرخشقوق. وماء لسان الحمل مع ورقه وأصوله، وجميع ما يدر مع تبريد والكشوث
4
مفتح جيد وليس ممعنا فى الحر، وكذلك الراوند، و<كذلك> الأفسنتين أيضًا فان كانت
5
فيه حرارة ما فلابأس باستعماله فى السدد المقارنة للحرارة والبرودة جميعًا ويجب ان
6
يبات عليه او على طبيخه، وخصوصًا فى ماء الكشوث، وماء الهندباء وأصله، و
7
الأغافث، واللوز المر، فانها كلها متقاربة. ويقرب من هذا عصارة الراز يانج الرطب
8
وعصارة الأفسنتين بالسكنجبين القوى البزور. وان احتيج إلى حرارة اكثر فبالعسل وماءه
9
وبالسكنجبين العسلى. وأما القريبة من الإعتدال فالترمس، فانه أفضل دواء يرادبه تفتيح
10
سدد الكبد من غير اسخان وتبريد، والكما فيطوس يقرب منه، إلا أنه أسخن منه
11
قليلا. وان سقى بماء الهندباء اعتدل. وخل العنصل، والسكنجبين العنصلى، والهليون،
12
واصل السوسن من هذا القبيل، واللك أيضًا. وهذه تشفى بحسب الواجب إما بمثل
13
ماء الهندباء وماء الكشوث ان كان المزاج الى حرارة. وإما بالشراب وماء البزور، وماء
14
الترمس، وطبيخ الأفسنتين، ونحوه. والسكنجبيات البزورية على طبقاتها، وخل الثوم،
15
وخل الإنجدان، وخل الزير، وخل الكبر، وأما التى إلى الحرارة فالمدرات القوية مثل الأسارون
16
والسليخة وفطرا ساليون والزراوند المد حرج، والفوة، والإيرسا والفستق، والأغاريقون،
17
والأفتيمون، والعنصل، والجعدة، والقنطوريون الدقيق وعصارته، والجنطيانا،
18
والترمس، والسكنجبات العسلى والعنصلى الذى يتخد بالفوة ونحوه والتين المنقوع
19
فى دهن اللوز، ومن الأدوية المركبة القوية اقراص عدة ذكرنا نسخها فى انقراباذين،
20
مثل اقراص اللك والأفسنتين، واقراص اسقولوقند ريون، ودواء اللك، ودواء الكركم،
21
وأمروسيا واثاناسيا، وترياق الأربعة، وشجرينا، وارسطون، ومعجون جنطيانا، و
22
معجون الراوند بسقمونيا وبغير سقمونيا، ومعجون فخارسطون، ومعجون الإنجدان
23
الأسود، والشهرياران، والمعجون الفلافلى والفوذنجى خاصة، والفلونيا، ودواء المسك
24
المر، ومعجون ذكرنا به فى الأنقراباذين يتخذ من المسك، وسفوفات وحبوب ذكرناها
25
هناك، وأدوية ذكرناها فى باب صلابة الكبد والطحال. ومعجون قوى فى تفتيح
26
سدد الكبد والطحال [عجيب الغاية] اشق أوقية مصطكى وكندر من كل واحد
27
خمس كرمات، قسط وغافث من كل واحد أربع كرمات فلفل ودار فلفل من كل واحد
28
ست درخميات ساذج ثمانى كرمات، سنبل الطيب وبعر الأرنب من كل واحد تسع كرمات
3-553
1
يعجن بعسل منزوع الرغوة. والشربة ملعقة فى شراب يقع فيه بعض الأدوية السددية،
2
أو فى ماء الأصول. ومما هو اخف من ذلك: ان يوخذ من السنبل الرومى ثلاثة اجزاء
3
اومن الأفسنتين جزء يدق ويعجن بعسل ويعطى. وأيضًا غاريقون مع عصارة الغافث
4
نافعة جدًا. ومن ذلك أن يسقى أصول الفا وانيا مع السكنجبين.
5
طبيخ نافع من سدد الكبد والطحال: يوخذ العنصل والبرشاؤ شان واللوز المر،
6
والحلبة، واطراف الأفسنتين اجزاء سواء ويطبخ ويوخذ طبيخه مع عسل.
7
معجون نافع من سدد الكبد القريبة العهد: يوخذ من الفلفل أوقية ونصف،
8
ومن السنبل الطيب ثلاث كرمات أوست بحسب اختلاف النسخ، ومن الحلبة، ومن
9
القسط، والأشق، والأسارون، من كل واحد ست كرمات، ومن العسل رطل ونصف
10
يعجن به. والشربة ملعقة مع بعض الأشربة الموافقة لهذا الشان. ومن الأشربة السكنجبين
11
البزورى السكرى، وأقوى منه العسلى البزورى والعنصلى، وماء العسل المطبوخ فيه
12
الأفاوية العطرية التى لها قبض طبخًا قويًا. ومطبوخ الترمس المر، وقد يجعل فيه
13
عصارة الأغافث، ومطبوخ جعل فيه اصول الكبر، واصول الرازيانج، واصول الكرفس
14
والإذخر، واللك، والفوة، والحلبة، ومطبوخ الغافث، وشراب الأفسنتين ونقيعه،
15
والنقيع المتخذ من الصبر والأنيسون واللوز المر. وأما المسهلات الموافقة لهذا الباب
16
حين ما يحتاج إلى الإسهال ولا يجب ان يستعمل منها القوى إلا عند ضرورة شديدة،
17
بل يجب ان يكون خفيفة، لأن المادة فى القرب من الدواء ولأن العضو ان كان به قوة
18
كفاه أدنى معين عل الدفع والأدوية الجيدة لهذا الشان: ايارج فيقرا، والبسفائج، و
19
الغاريقون، والأفسنتين يسقى من ايارج فيقرا القوى الى مثقال ونصف، والضعيف إلى
20
مثقال، وهو بدهن الخروع أقوى وأجود وسفوف التربد مع الجعدة المذكورة فى
21
انقراباذين نافع جدًا، فانه يفتح ويسهل معًا. واذا احتيج إلى مسهلات أقوى لم يكن
22
بد من مثل حب الإصطمخيقون وحب السكبينج. وربما احتيج إلى مثل المثروديطوس
23
واللوغاذيا. وأما الأضمدة فمثل الضماد المتخذ من الجعدة، ودقيق الترمس، والبزور
24
المدرة، ومثل الضماد المتخذ بالحلتيت، <وبا لحلبة>، والأشق، والأفسنتين،
25
والكما دريوس، والمصطكى، والزعفران بدهن الناردين والشمع، وأما تدبير الغذاء فيجب
26
ان يجتنب كل غليظ من اللحمان، والخبز الفطير، والخبز المتخذ من سميذ لزج علك،
27
والشراب الغليظ والحلو، والأرز، والجاورس، والأكارع، والرؤس، والقلايا المجففة،
28
والأشربة المجففة بل المطبوخ اوفق له، والتمر، والحلاوات كلها، خصوصًا ما فيها
29
لزوجة وغلظ كالأخبصة، والبهط، والفالوذج، والقطائف. ويجتنب جميع ما
3-554
1
ذكرناه مما يولد السدد، ويجب ان لا يعقب طعامه الحمام فتجلبه الطبيعة بدل ما ينحل
2
عنه ولا ينهضم. وكذلك يجب ان لا يستعمل عليه حركة ولا رياضة، ولا يشرب عليه كثيرًا.
3
ويبعد من الأكل والشرب، وخصوصًا شرب الشراب؛ فانه يدخل الطعام الى الكبد
4
غير منهضم، ويجب ان يكون عجين خبزه كثير الخمير والملح مدركا. والشعير، و
5
الخندروس، والحمص، والحنطة الخفيفة الوزن، والباقلى كلها جيدة له، ولابأس بالشراب
6
العتيق الرقيق الصرف. ويجب ان يخلط فى اغذيته الكراث ونحوه. والهليون نافع
7
له والكبر.
8
|294va37|فصل فى النفخة والريح فى الكبد
9
قد يجتمع فى اجزاء الكبد وتحت اجزاء غشاءه بخارات، فاذا احتبست وكثفت
10
واستحالت ريحًا نافخة، لا تجد منفذًا إما لكثرتها، وإما لسدد فى الكبد فذلك هو النفخة
11
فى الكبد، وقد يحس معه بتمدد كثير، ولا يكون فيه ثقل كثير كما الورم والسدد،
12
ولاحمى، كما يكون فى الورم، ويحدث إما لضعف القوة الهاضمة، اولأن المادة
13
الغذائية أو الخلطية من شانها ان تهيج ريحًا، وربما كانت هذه الريح محتبسة تحت الكبد
14
كما تحتبس تحت الطحال فيحركه الغمز ويحدث القرقرة. واكثر ما يدل على الريح تمدد
15
يبتدىء ثم يزيد وفيه انتقال ما ولا يتبعه تغير حال فى السحنة واللون خارج عن المعتاد.
16
وربما سكن الغمز النفخة وحللها وبدد مادتها.
17
علاج النفخة والريح فى الكبد: يقرب علاجه من علاج السدد بالأدوية المحللة
18
الملطفة المذكورة فيه، والمعجونات المذكورة، وينفع منه الحمام على الريق، و
19
الشراب الصرف والشراب على الريق، وقلة شرب الماء البارد، والتكميدات بالخرق
20
المسخنة وبالأفاوية المحللة، والضماد المتخذ بالمصطكى، والإذخر، والسنبل، وحب
21
البان، والمراهم المتخذة من مثل دهن الناردين والمصطكى بالبزور. وان كان التكميد
22
يحرك فيجب ان يراعى جانب المشاركة، فانه ان امتد الوجع إلى ناحية المعى اسهلت
23
أولا ثم حللت الريح. وان امتد الى ناحية الحجاب والشراسيف وإلى خلف استعملت
24
المدرات أيضًا ثم محللات الرياح.
25
|294vb17|فصل فى وجع الكبد
26
الكبد يحدث بها وجع إما من سؤ مزاج مختلف فى ناحية غشاءه، وإما من ريح
27
ممددة، واما من سدد، وإما من اورام حارة أوصلبة، اذ كانت الباردة لبلغمية قل
3-555
1
ما تحدث وجعًا. وقد يكون لحركة الأخلاط فى البحرانات، وتعرف جهتها من الدلائل
2
المعلومة فى الإنذارات، وقد يكون من الضعف فلا يحتمل ما يصير اليها من الغذاء
3
فتتأذى به لفافته وقد يحدث فى حركات المواد البحرانية فيحدث ثقلا ووجعًا فى نواحى
4
الكبد. والوجع الشديد جدًا لا يكون إلا من ورم حار او من ريح فلذك اذا لم تكن
5
حمى وكان وجع شديد فسببه الريح، ولذلك ما كانت الحمى الطارئة عليها يحللها
6
كما ذكر ابقراط وقد ذكر عن ابقراط فى كتاب منسوب إليه يزعمون انه وجد فى قبره.
7
انه اذا عرض وجع فى الكبد مع حكة شديدة فى القمحدوة ومؤخر الرأس وابهامى الرجلين
8
وظهر فى القفا بثر شبيه الباقلى مات العليل فى الخامس قبل طلوع الشمس. ومن
9
عرض له هذا اعتراه عسر البول الشديد مع تقطير لافة فى العضلة اقول: يشبه ان يكون
10
المائية الخبيثة اذ لا تند فع فى البول تنفذ بوجه من وجوه النفوذ فى الأطراف فتحدث
11
طراريتها وبورقيتها حكة شدة.
12
العلامات: قد علمت علامة كل شىء مما ذكرنا فى بابه.
13
العلاج: قد ذكرنا أيضًا كل شىء فى بابه، لكن الناس قد ذكر والأوجاع الكبد
14
ادوية ذكروا انها تنفع منه قولا مطلقًا، واكثر نفعها فى النوع الضعيفى منه، ونحن نورد
15
بعضها، والمعول على ما ذكرناه؛ قالوا: ينفع من ذلك اقراص الراوند [بنسخها المختلفة
16
ومعجون الراوند] ودواء الكركم، ومعجون السذاب المسهل ومعجون قرد مانا،
17
ومعجون قرديانوس، ومعجون قيصر و<معجون> أثانا سيا الصغير والكبير، والتمرى،
18
وقوقيا، ومعجون اسقلبيارس، واقراص العشرة، ومعجون جالينوس المنسوب إلى
19
موماف. قالوا ومما ينفع منه او قيتان من عصارة ورق الصنوبر الغض بالسكجبين،
20
أوسلاقة مع الراوند وزن نصف درهم، والزعفران وزن ثلاثه دراهم، ومع يشئ من
21
بزر الكرفس والرازيانج وأيضًا يوخذ من الورد اربعة دراهم، ومن السنبل والمصطكى
22
درهمان درهمان، ومن عصارة الغافث، وعصارة الأفسنتين، واللك، والراوند، و
23
الزعفران، وفقاح الإذخر، وفوة الصبغ، والأسارون، والبزور الثلاثة، والعود الخام
24
من كل واحد درهم، عود البلسان نصف درهم. واذا كان <هناك> وجع مع إسهال
25
فقد وصفوا هذا الدواء: يوخذ دردى الخمر المطبوخ، ولك، وراوند، وسنبل
26
من كل واحد مثقال، خيث الحديد سبعة دراهم شرب على أو قيتين من ماء الكزبرة. و
3-556
1
يجب فى جميع ذلك ان يجتنب الغليظ من الأغذية واللحمان، ويقتصر على الخفيف
2
اللطيف من الطبور وغيرها كما علمت، وخصوصًا إذا كانت هناك حرارة. ومن
3
الأضمدة ضماد القرد مانا، وضماد الفربيون، وضماد اكليل الملك، وضمادات
4
منسوبة [الى يحيى بن ما سويه].
5
|295ra24|المقالة الثالثة
6
فى اورام الكبد وتفرق اتصالها
7
|295ra26|فصل فى قول كلى فى اورام الكبد ومايليها
8
الأورام الحادثة فى نواحى الكبد منها ما يحدث فى نفس الكبد. ومنها ما
9
يحدث فى العضلات الموضوعة عليها، ومنها ما يحدث فى الما ساريقا والذى يحدث
10
فى نفس الكبد فمنها ما يحدث فى اجزاءها العالية وإلى الجانب المحدب، ومنها
11
ما يحدث فى اجزاءها السافلة وإلى الجانب المقعر، ومنها ما يحدث فى حجبها و
12
أغشيتها وفى عروقها، وهذا القسم فى الأقل، وربما عم الورم أصنافًا من أجزاءها
13
ثم الورم نفسه لا يخلو إما ان يكون فلغمونيا دبيلة أو غير دبيلة، اوصفراويًا، او بلغميًا،
14
أوصلبًا سرطانيًا، أو غير سرطانى. وإما نفخة ريحة، واسباب ذلك مزاج حار مع حميات
15
منهكة أو بغير حميات، او مزاج بارد يمنع الهضم والدفع، أو ضعف فى المعدة، او
16
سدة تجمع الأخلاط، ثم ينفذها فى أجزاء الكبد تنفيذًا غير طبيعى؛ والصغر أيضًا ونحو
17
ذلك من اسباب هذه السدة. واذا كانت السدة إلى جانب المرارة جعلت الدم يغلى و
18
يتشرب فى اجزاء الكبد تشربًا غير طبيعى لكثرة المرار، وبالجملة فان كثرة المرار احد اسباب
19
ورم الكبد الحار. وربما كانت الافة لمشاركة المعدة فيفسده الهضم والأغذية المسخنة
20
والغليظة والتى لا تنهضم جيدًا معينة على حدوث الأورام فى الكبد. وكذلك اذا كانت
21
الكبد شديدة الجذب فتجذب فوق الذى ينبغى، ويتبعه مما حقه ان يندفع شىء صالح
22
فيهيئ الورم وقد يحدث لضربة او وثى، وكل ورم فى الكبد يبحرن، فانه ان كان
23
من جانب التحديب كان بحرانه بعرق، او إدرار، اورعاف، وان كان فى جانب التقعير
24
بحرن بعرق أو قىء، اواسهال. والورم الذى فى الحدبة اردأ. من الورم الذى فى التقعير
25
وكل ورم يحدث فى الكبد حارًا او باردًا فانه بمايسد لا يخلى إلى البدن إلا دمًا مائيًا،
26
ومع ذلك يضعف الكبد عن تميز المائية، ومع ذلك فيحبس كثيرًا من المائية فى
3-557
1
الماساريقا. وهذه هى أسباب الإستسقاء اللحمى والزقى. واذا انتقل الورم الحار من
2
الكبد إلى الطحال فهو جيد. واذا انتقل من الطحال إلى الكبد فهو ردئى.
3
علامات كلية لاورام الكبد بالشركة: أما العلامات العامة فأن يجد العليل ثقلا
4
تحت الشراسيف لازمًا. ويجد هناك وجعًا يشتد احيانًا لا كما فى السدد، فانها تخلو
5
عن الوجع القوى وتتغير معه السخنة لا كما فى النفخة فلاتتغير، ويكون معه انجذاب
6
القرقرة إلى اسفل فى كثير من الأوقات ليس دائمًا، وانما يكون هذا الإنجذاب لتمدد
7
الأجوف والمعاليق ولا يعرض فى اورام الكبد الحارة وغيرها ضربان، لأن الشريانات
8
تتفرق فى غشاءها ولا ثقل فيها إلا قدرًا غير محسوس وقد يشارك اضلاع الخلف اوجاع
9
الكبد وأورامها العالية والصاعدة وان لم يكن بمشاركة دائمة. وأصحاب اورام الكبد
10
خصوصًا الحارة والعظيمة لا يقدرون ان يناموا على الجانب الأيمن، ويثقل عليهم النوم
11
أيضًا على الجانب الأيسر لتمدد الورم إلى أسفل، بل اكثر ميلهم إلى النوم المستلقى فان
12
كان الورم فى جانب الحدبة وجد الثقل هنال، واحس بامتداد عند المعاليق ووقع اللمس
13
على الورم وقوعًا أظهر، وخصوصا فى القضيف، وحدث سعال يابس وضيق نفس
14
وخصوصًا اذا تنفس بقوة لمشاركة الحجاب والرئة اياهما فى الأذى، وقل البول. و
15
ربما احتبس أصلا اذا كان الورم عظيمًا بما يحدث من السدة فى الجانب المحدب، ومن
16
ضعف الدافعة والثقل فيه اكثر مما فى الكائن عند التقعير، لأن جانب التقعير معتمد على
17
المعدة، ويكون الثقل فيه أكثر وانجذاب الترقوة إلى اسفل من اليمين أقل، وخصوصًا
18
فيمن كانت خلقة كبده غير شديدة الإلتصاق والملاقا للاضلاع. وأما انجذاب الترقوة
19
إلى اسفل ومشاركة الترقوة فى الوجع للكبد فهو فى متصل الكبد بالأضلاع اكثر
20
وأظهر. والفواق يقل فى الحدبى، ويكثر فى التقعيرى لبعد الحدبة. عن
21
فم المعدة وأما اذا كان الورم فى التقعير والجانب الأسفل، كان الثقل أقل لإعتماده
22
على المعدة، ولم يكن سعال وضيق نفس يعتد به، ولم يقع تحت المس وقوعًا يعتدبه،
23
ولكن كان الوجع اشد للمزاحمة الكائنة هناك، وخصوصًا اذا انجذب المراق. و
24
اذا كانت اورام الكبد عظمية مال الطبع إلى الإستلقاء عن الاضطجاع، فان افرط تعذر
25
الإستلقاء وأيضًا. وأورام الجانب المقعر يستصحب اورام الما ساريقا كثيرًا. وبالجملة
26
اذا كان الورم فى الجانب المقعر كانت المعدة أشد مشاركة، وظهر الفواق والغثيان
27
والعطش ان كان الورم حارًا. وزعم بعضهم ان المشاركة بينهما بعصبة دقيقة تصل
28
بين الكبد وبين فم المعدة ولذلك يحدث الفواق وقال بعضهم: لا يحدث الفواق إلا عند
29
ورم عظيم يضغط فم المعدة ويرى جالينوس: ان السبب فيه ما ينصب إلى المعدة فى فمها
3-558
1
من الوم الحار ومن خلط حاد. وبالجملة فان الفواق عند الجماعة لا يظهر إلا عن ورم
2
عظيم؛ لأن المسافة بعيدة بين الكبد وبين فم المعدة. وان كانت عصبة تصل بينهما
3
ويتشاركان فيها فهى دقيقة جدًا. وبالجملة ما لم يكن ورم عظيم لم يكن بين المعدة
4
والكبد مشاركة فى اكثر الأمر. والكائن من اورام الكبد بقرب الأغشية والعروق اشد وجعًا
5
واضعف حمى ان كان حارًا. وأما اذا كان الورم فى الجانبين جميعًا ظهرت العلامات
6
التى للجانبين جميعًا. وربما شارك جانب جانبًا إلى حد غير كثير. وقد يودى جميع
7
اصناف اورام الكبد الباردة والحارة الى الإستسقاء. واعلم ان ورم الكبد اذا قارنه اسهال
8
فهو مهلك.
9
|295va40|فصل فى الفرق بين ورم الكبد وبين ورم العضلات الموضوعة عليه فى المراق
10
يعرف الفرق بينهما من جهة الوضع، ومن جهة الشكل، ومن جهة الأعراض
11
أما من جهة الوضع فلان ورم العضل يظهر دائمًا، وورم الكبد قد لا يظهر، وخصوصًا
12
التقعيرى وفى السمين؛ إلا ان يكون امرًا متفاقمًا، والعضلى وضعه إما فى العرض،
13
وإما فى الطول او فى وراب ياخذ اخذ العضلة، فقد دللنا عليها فى التشريح. وأما فى
14
الشكل فلان شكل ما يظهر من ورم الكبد هلالى بحسب وضع الكبد يحس بفصل انقطاعه
15
المشترك؛ وأما العضلى فهو مستطيل احد طرفيه غليظ، والأخر دقيق فكانه ذنب الفارة،
16
ولذلك لا يحس بفصل انقطاعه المشترك؛ بل تراه يلطف فى طوله قليلا قليلا. وربما
17
لم يحس ان ينال منها إلا شىء فى الغور مستطيل اذا كان فى العضل الغائرة الموربة
18
وهى أشبه باورام الكبد. وأما من جهة الأعراض فان الأعراض الخاصة والمشاركة التى
19
تعرض للاورام التى فى الكبد لا يكون منها فى أورام العضل شىء يعتد به وإذا رأيت المراق
20
صادرًا إلى القحل واليبوسة فاحدس ان الورم كبدى.
21
|295vb7|فصل فى الورم الحار
22
اسبابه من جملة اسباب الورم الذى ما فيه حرارة. وأما علاماته فالعلامات المذكورة
23
للاورام الجامعة والتى فى بعض الأجزاء. ويكون هناك حمى حادة اذا كان الورم فى
24
اللحمية، ويشتد العطش، ويقل الشهوة، ويحدث الفواق والغثيان، وقىء الصفراء
25
اولا، ثم الزنجارى، والكراثى، ثم السوداء، ويحدث برد الأطراف، واسوداد اللسان،
26
والغشى، وكل ذلك، وخصوصًا اذا كان الورم تقعيريًا، ويكون سؤ التنفس والم
27
ممتد الى خلف وإلى الترقوة، ولذع، وخصوصًا اذا كان الورم فى الحدبة؛ واذا
3-559
1
كان فى التقعير فانما يوثر فى امر التنفس اذا استنشق هواءً كثيرًا جدًا لتمديد الورم الحجاب
2
وضغطه إياه، وضائق الإستنشاق. وربما احدث سعلة ويعرض للسان كيف كان
3
اصفرار او احمرار شديد، ثم يضرب الى السواد، ثم يتغير لون الجلد كله، خصوصًا اذا
4
كان الورم فى الحدبة، واذا كانت القوة قوية، وخصوصًا قوة المعدة، وخصوصًا
5
والورم فى التقعير استمسكت الطبيعة فان كانت القوة فى البدن والمعدة ضعيفة استسهلت.
6
قال ابقراط: البراز الخاثر الأسود فى أول الأمراض الحادة دليل على ان فى الكبد ورمًا
7
حارًا عظيمًا. هذا. ويكون النبض موجيًا عظيمًا متواترًا سريعًا. والورم الحار إما ان
8
ينحل فتبطل اعراضه، وإما ان يجمع فتكون معه علامات الدبيلة وسنذكرها. وإما ان
9
يصلب فينتقل أيضًا إلى علامات الورم الصلب وتبطل علامات الحار. واكثر سبب
10
انتقاله إلى الصلابة الإفراط فى التبريد والتقبيض، واستعمال المغلظات فى الورم
11
الحار. والفرق بينه وبين ذات الجنب ان السعال لا يعقب نفثًا، وان الوجع يكون
12
فى اليمين وثقيلا و<يكون> لون اللسان [ولون البدن] متغيرأ معه، والنبض لا يكون
13
منشاريًا جدًا؛ وينال باليد ان كان عند الحدبة، ويدل عليه تكلف النفس العظيم و
14
الإستنشاق الكثير ان كان فى المقعر لضغط الورم الحجاب وتمديده اياه. وربما هاج
15
حينئذ سعال، وبحران اورام الكبد الحارة الحديثة واورام عضلها أيضًا الحارة يكون
16
برعاف، وخصوصًا من الأيمن، او بعرق، او ببول محمودين، والتقعيرية تكون بعرق،
17
او اختلاف مرارى، أو قىء.
18
|295vb54|فصل فى الماشرا فى الكبد
19
الثقل فى الماشرا أقل، واللهيب واللذع واسوداد اللسان وانصباغ البول اكثر،
20
ويكون اللون إلى الصفرة، ويكون نوائب اشتداد الحمى غبًا، ويكون انتفاعه
21
بالباردة الرطبة أشد، والنبض أصلب واشبه بالمنشارى منه بالموجى الصرف، واصغر
22
وأشد تواترًا وسرعة.
23
|296ra6|فصل فى الفلغمونى
24
يدل عليه علامات الورم الحار، ومخالفة مانسبناه إلى الماشرا فى الخواص، و
25
حمرة الوجه، ودرور العروق.
3-560
1
|296ra11|فصل فى الأورام الباردة فى الكبد
2
هذه الأورام يكون فيها ثقل <أكثر>، ولكن لا يكون عطش ولا حمى ولا سواد
3
لسان، ويحس معه فى المعدة شبه تشنج، ويدل عليه السن والتدبير والمزاج واللون
4
على ما علمت.
5
|296ra17|فصل فى الورم البلغمى
6
يدل عليه تهيج الجلد ورصاصية اللون، وان لا يحس بصلابة، وشدة لين النبض
7
مع سائر علامات الورم البارد.
8
|296ra22|فصل فى الورم الصلب والسرطانى
9
اكثر ما يحدث يحدث عن ورم تقدمه وقد يحدث ابتداء وقد يحدث عن ضربة
10
فيبادر إلى الصلابة ويدل عليه المس فيمن ينال المس ناحية كبده، ولولا مبادرة
11
الإستسقاء إلى صاحبه لظهر للحس ظهورًا جيدًا؛ فان المراق يهزل معه ويضعف
12
فيشاهد ورم هلالى من غير وجع بل ربما اذى عند ابتداء تناول الطعام وخف عند الجوع
13
وهو طريق إلى الإستسقاء. وقد يدل عليه شدة الثقل جدًا بلاحمى، وهزال البدن،
14
وسقوط الشهوة، وكمودة اللون، وان يقل البول وربما اعقب امراض الورم الحار،
15
فانها اذا زالت ولم يبق إلا الثقل فازداد لذلك عسر النفس، دل على ان الورم الحار
16
صلب وعسر النفس والثقل بلاحمى مشتركان للصلب والسدد، ويفترقان بسائر ما قيل و
17
ويتبعه الإستسقاء خصوصًا اللحمى لضعف تمييز المائية إلا الرشح الرقيق منه، فتجرى المائية
18
مع الدم فى الأعضاء، ويحدث اللحمى والتهيج. والكثيف من المائية قد يصير أيضًا
19
الى فضاء البطن على ما نذكره فى باب الإستسقاء فيكون الزقى ويهلكون فى الأكثر
20
بانحلال الطبيعة لإنسداد المسالك إلى الكبد فتنحل قواهم، وهؤلاء لايعالجون إلا فى الإبتداء؛
21
فربما ينجع العلاج، واذا طالت العلة لم ينفع العلاج. وان كان الصلب سرطانيًا و
22
كان هناك إحساس بالوجع اشد كان احداث الأفة فى اللون وفى الشهوة وغير ذلك
23
اكثر؛ وربما احدث فواقًا وغثيانًا بلا حمى؛ وان لم يحس بالوجع كان فى طريق إماتة
24
العضو. واعلم ان الكبد سريعة الإنسداد والتحجر، وخصوصًا اذا استعملت المغلظة
25
والمقبضة فى الورم الحار استعمالا مفرطًا.
3-561
1
|296rb4|فصل فى الدبيلة
2
اكثر ما تكون بعد ورم حار. فان أخذ يجمع صار دبيلة، وان أخذ يجمع اشتدت
3
الحمى والوجع والأعراض اولًا، ثم حدثت قشعريرات مختلفة، وتعذر الإستلقاء فضلا
4
عن النوم على الجانب، فاذا جمع لان المغمر. وسكنت الأعراض فاذا انفجر حدث نافض،
5
واستطلق قيحًا ومدة، وأشياء كالدردى، ووجد بذلك خفًا وانحلالا من الثقل
6
المحسوس. وانفجاره يكون إما إلى ناحية الأمعاء ويخرج بالبراز، وإما إلى ناحية
7
الكلى فيخرج بالبول، وإما إلى <ناحية> الفضاء الذى فى الجوف فيجد خفًا وضمورًا
8
ولا يشاهد استفراغًا فى براز أوفى بول. والدبيلة قد تكون غائرة فى لحم الكبد وقد
9
تكون الى ظاهرها. وغير غائرة والمدة تختلف فيهما فى الغائرة سوداء، وفى غير الغائرة
10
الى البياض.
11
|296rb24|فصل فى ورم الماساريقا
12
يشارك فى علاماته ورم الكبد لكن الحمى فى الحار منه تكون ضعيفة ليست فى
13
شدة حمى الورم الكبدى، ويكون الثقل مع تمدد اغور الى البطن والمعدة. وقد يكون
14
فيه التمدد اكثر من الثقل. فاذا لم تجد علامات سدد الكبد ولا علامات اورام الكبد،
15
ووجدت البراز كيلوسًا رقيقًا ليس بسبب ضعف الهضم فى المعدة ودلائله، وكان
16
هناك تمدد وحمى خفيفة، فاحكم بان فى الماساريقا ورمًا حارًا. وأما الورم الصلب
17
فيعسر الفرق بينه وبين السدد فى الماساريقا؛ إلا بحدس بعيد فان خرج شىء صديدى
18
بعد ايام فاعلم انه عن ورم وهذا الصديد يفارق الصديد الكائن عن مثله فى الكبد فان
19
ذلك إلى الحمرة والدموية، وهذا الى القيحية والصفرة.
20
|296rb42|فصل فى علاج الورم الحار الدموى
21
اول ما يجب عليك ان تنظر حال الإمتلاء وحال القوة والسن والوقت وغير ذلك
22
مما تعرفه؛ وتطلب منها رخصة فى الفصد، فتفصد ان امكنك من الباسليق، والإفمن
23
الأكحل، وإلا فمن القيفال. وان كانت القوة قوية اخذت ما تحتاج إليه من الدم
24
دفعة واحدة، وإلا فرقته وشرحته فى مرات واعلم انك اذا لم تفصد وتركت المادة فى
25
الكبد واستعملت القوابض والروادع أوشك ان يصلب الورم، وان استعملت المحللات
26
أوشك ان يهيج الألم والورم، فافصد اولا، ولا تقتصر فى ذلك ان لم يكن مانع قوى،
3-562
1
واخرج دمًا وافرًا. واعلم انك تحتاج فى ابتداءه إلى ما هو القانون فى مثله من الردع
2
والتبريد؛ لكن عليك حينئذ بان تتوقى جانب الصلابة فما اسرع ماتجيب الى الصلابة.
3
ولذلك يجب ان يكون مخلوطًا بالملطفات والمفتحات. والأطلية الباردة ربما أدى
4
أدى افراط استعمالها إلى التصليب. وربما كفاها دخول الحمام وربما انفجرت إلى
5
الكلية. واعلم ان كثيرًا من الأدوية التى فيها قبض ما وبرد، وكذلك من الأغذية التى
6
بهذه الصفة مثل الرمان والتفاح والكمثرى؛ فانها تضر من جهة اخرى؛ وذلك لانها
7
تضيق المنفذ الذى إلى المرارة فلا يتحلب الصفراء ويكون ذلك زيادة فى الورم وشرًا
8
كثيرًا. والتقبيض مع انه لا بد منه فى أول العلة وفى آخره أيضًا، وعند وجوب التحليل
9
لحفظ القوة، يخاف منه خلتان: التحجر وحبس الصفراء فى الكبد. فانك تحتاج
10
لذلك أيضًا الى ان تبادر الى تدبير التحليل فى هذه العلة اكثر من مبادرتك فى سائر الأورام
11
خوفًا من التحجير والصلابة، ودفعًا لما عسى ان يرشح من صديد ردئى لا يخلو عن
12
ترشحه الأورام الحارة؛ لكن التحليل والتفتيح ربما أوخى القوة وقرب الموت؛ كما حكى
13
جالينوس من حال طبيب كان يعالج اورام الكبد بالمرخيات التى يعالج بها سائر الأورام
14
مثل اضمدة متخذة من الزيت والحنطة والماء، واطعامه الخندروس، وكان الواجب
15
ان يطعم ما فيه جلاء بلالزوجة ولا غلظ، وان يخلط بالمحللات أدوية فيها قبض و
16
تقوية وعطرية كالسعد وقصب الذريرة والأفسنتين، وان يستعمل من هذه مقدار ما
17
يحفظ القوة ولا يفرط، وتكون العمدة فى أوله الردع بقوة، وفى وسطه التركيب،
18
وفى آخره التحليل مع قوابض من هذا القبيل وان كانت الحاجة الى [تقوية] التحليل
19
وتعجيل وقته ماسة، فلم يقبل من جالينوس، وانذره جالينوس فى مريض آخر اجتمعا عليه
20
ان هذا المريض يموت بانحلال القوة وبعرق لزج يسير يظهر عليه، فمات العليل، وكان الأمر
21
على ماظنه جالينوس فهذا التحليل هو ذا يحتاج ان يبادر به فى وقت وجوب الردع
22
ويحتاج ان لا يخلى عن القبض والتقوية فى حال وجوب التحليل الصرف، ومراعاة
23
جميع هذا أمر دقيق. واعلم ان هذا العضو كما هو سريع القبول للتحجر كذلك هو سريع
24
القبول للتهلهل. وربما كان التفتيح والتحليل سببًا للتفجير. واذا استعملت محللا فلا
25
تستعمله من جنس ما يلذع فيهيج الورم. وماء العسل وان كان يجلو بلا لذع فانه حلو،
26
والحلو يورث السدد؛ فلذك كان فى ماء الشعير مندوحة كافية، لانه يجلو بلالذع ولا
27
يحدث سدة، ثم يمكن ان يقوى تفتيحه وجلاءه بما يخلط <به> ان احتيج إلى زيادة
28
قوة واللذاعة والقابضة اكثر ضررًا بالمقعر منها بالمحدب؛ لانها تغافص بقوتها، و
29
تحدت السدة فى اول المجارى، وفى الحدبة يكون مكسور القوة، وتلاقى آخر الفوهات
30
ثم يجب ان تعرف الجانب المعتل فاياك أن تدر والعلة فى المعقر، او تسهل والعلة
3-563
1
فى المحدب، فتجعل المادة فى الحالين جميعًا أغور؛ بل يجب أن يستفرغ من أقرب
2
المواضع، فتستفرغ من الورم الذى فى المقعر من جانب الإسهال، والذى فى المحدب
3
من جانب الإدرار. واياك ان تترك الطبيعة تبقى مستمسكة؛ فان فى ذلك اذى عظيمًا
4
وفيه خطر خطير. ولا أيضًا أن تتركها تنطلق بافراط فتسقط القوة وتخور الطبيعة، بل
5
يجب عليك ان تحل المستمسك باعتدال وتحبس المستطلق باعتدال. فأما الأدوية
6
الصالحة لأورام الكبد فى ابتداء الأمر اذا كانت هناك حرارة مفرطة فماء الهندباء وماء عنب
7
الثعلب مع السكنجبين السكرى، وماء الشعير، وماء عصا الراعى، وماء لسان الحمل،
8
وماء الكاكنج، وماء الكزبرة الرطبة والقرع والقثاء، وماء الكشوت. ويجب ان يخلط
9
بها شىء من مثل الأفسنتين، وقصب الذريرة، واقراص على هذه الصفة: يوخذ لحم الأمبر
10
باريس عشرة دراهم، ورد وطباشير من كل واحد خمسة دراهم، لب بزر الخيار، ولب
11
بزر القرع، وبزر البقلة الحمقاء، وبزر الهندباء من كل واحد ثلاثة دراهم، بزر الرازيانج
12
درهم، يقرص ويسقى منه وزن مثقالين. وان احتيج إلى زيادة تطفية جعل فيه كافور
13
قليل. وان أريد زيادة تقوية للكبد جعل فيه لك وراوند. وان كان هناك سعال جعل
14
فيه رب السوس وشىء من الكثيرا ومن الترنجبين. وأما الأدوية التى هى أقوى واصلح
15
لما ليس فيها من الحرارة المقدار البالغ فى الغاية فماء الرازيانج، ولسان الثور، والإذخر
16
والكرفس الجبلى، واللبلاب كل ذلك بالسكنجبين، وهذه ونحوها ينفع من فى
17
التى فى الطبقة الأولى اذا اخذت فى النضج يسيرًا، وأقراص الورد أيضًا، وخصوصًا
18
للذى فى التقعير. وكثيرًا ما كان سبب الورم وابتداءه وثى وضربة، ومما يمنع حدوثه
19
بعدهما بعد الفصد ان يسقى من الفوة ومن الراوند الصينى وزن درهم كل يوم ثلاثة
20
ايام. فاذا علمت ان الورم فى الجانب المقعر فالأولى ان تستعمل ماء اللبلاب مخلوطًا بما
21
بجب خلطه به من المبردات المذكورة، وماء السلق، وجميع ما ينضج ويردع ويلين
22
الطبيعة. وينفع عند ظهور النضج الخيارشنبر مع ماء الرازيانج، وماء عنب الثعلب،
23
وماء اللبلاب، وان تجعل فى الأغذية شىء من بزر القرطم وشبهه من الأنجرة والبسفائج
24
فاذا انحط استعملت القوية مثل الصبر والغاريقون والتربد. وقوم يستعملون الهليلج
25
الأصفر، وانا اكرهه؛ لما فيه من قوة القبض للمزمن، فاخاف ان يخرج الرقيق ويحجر
26
وقد يستعمل فى مثل هذا الوقت مثل بزر القرطم، ومثل الأنجرة والبسفائج فى
27
الطعام، والأفتيمون بلا احتشام. وربما اقدمنا على مثل الخربق بحسب الحاجة.
28
وأما الحقن فى اوائل الأمر وحيث يتفق ان تكون الطبيعة مستمسكة فمثل عصير ورق
29
السلق بالعسل والملح والبورق، أو بالسكر الأحمر، وعند الإنحطاط تقوى وتجعل
30
فيه البسفائج والقنطوريون والزوفا والصعتر، وربما جعل فيه حنظل. وأما اذا كان
3-564
1
فى جانب الحدبة فيجب ان يبتدأ بالمدرات الباردة، ثم المعتدلة، ثم اذا ظهر النضج
2
استعملت القوية الجيدة، وانما يجب هذا التاخير خوفًا من التحجر. وأما هذه الأدوية
3
فمثل الفوة، والفطرا ساليون، والأسارون والإذخر، واقراص امبر باريس الكبير و
4
أقراص الأغافث القوى، وسائر المدرات القوية المذكورة فى الواح النفض وفى
5
باب المدرات. وأما الأضمدة فلا يجب ان يستعمل باردة كما على الأورام الأخر بل فاترة
6
والتى يجب ان يبادر بها عند ما يحدس ان الورم هوذا يبتدئى بالعصارات الباردة القابضة،
7
وعصارة البقلة الحمقاء والقرع وحى العالم، وماء الورد، والصندل، والكافور، و
8
الضمادات المتخذة من عساليج الكرم والورد اليابس والسويق. ولا يجب ان يكرر
9
امثال هذه؛ بل اذا صح ان الورم قد تكون فاجود الضمادات هى المتخذة من السفرجل
10
مع أدوية أخر؛ من ذلك ان تدق السفرجل مع دقيق الشعير وماء الورد وتضمد به،
11
او السفرجل المطبوخ بالخل والماء حتى ينضج تخلطه مع صندل، وتجعل عليه شىء
12
من دهن ورد وتستعمله. ومن ذلك ان يطبخ السفرجل بشراب ريحانى فيه قبض و
13
يضاف إليه عصا الراعى وتقويه بمثل قليل سنبل وافسنتين وسعد، وتقوم بسويق
14
الشعير وتستعمل وربما جعل معه دهن السفرجل، او دهن المصطكى ودهن الحناء.
15
ومن المياه ماء الأس وماء ورق التفاح وماء السفرجل ونحوه. وقد يتخذ ضماد
16
من السفرجل المطبوخ بطبيخ الأفسنتين. واذا اريد أن يرفع إلى درجة من التحليل جعل
17
فيها مصطكى، وبابونج واكليل الملك، ودقيق الشعير، والحلبة مع اشياء فيها عفوصة
18
وبزر الكتان والدهن دهن الفستق، ودهن البابونج والحلبة، ومن الضمادات المتخذة
19
ضماد سليوس، وضماد فيلغريوس، وضماد اكليل الملك، وضماد قريطون.
20
وضمادات ذكرناها فى انقراباذين.
21
نسخة ضماد يسكن الإلتهاب: يوخذ بسر وعصارة العوسج من كل واحد جزء
22
زعفران ومصطكى من كل واحد نصف جزء دهن الورد اربعة أجزاء شمع مقدار الحاجة
23
إليه: وفى آخره يستعمل الضمادات المفتحة المحللة مخلوطة بقوابض تحفظ القوة مثل
24
الضمادات المتخذة من الإيرسا، والأسارون، والأشنة والجعدة، والصعتر، والشيح،
25
وبزر الكرنب، والمقل ونحوه وقد زيد فيها مقويات والأضمدة المتخذة من الأس،
26
وفوة الصبغ، وحب الغار، والزعفران، والمر، والمصطكى، والشمع، ودهن
27
الزنبق، والأدهان التى ربما خلط بها دهن النرجس ودهن السوسن الأزاد.
28
نسخة ضماد محلل لأورام الكبد منسوب الى قابوس محمود مجرب: يوحذ
29
من الميعة ومن الشمع من كل واحد عشرة درخمى، ومن المصطكى والزعفران و
3-565
1
الحماما من كل واحد اريع درخمى، ومن دهن شجرة المصطكى ودهن الورد من كل واحد
2
وزن درخمين، شراب قوطولان ونصف، يذاب الشمع والدهن ويخلط به الجمع.
3
آخر نافع: سوسن، حماما، ساذج من كل واحد درخميان، أشق ميعة، شمع
4
من كل واحد عشرون درخميًا. كندر، اسارون، زعفران من كل واحد در خمى، دهن
5
شجرة المصطكى مقدار الحاجة.
6
آخر جيد: صبر ثلاث أواق مصطكى أوقية بابونج واكليل الملك من كل واحد
7
اربع أواق، زعفران، وفوة وقصب الذريرة. واسارون من كل واحد او قيتان، شمع
8
وأشق من كل واحد ست أواق دهن السوسن مقدار الكفاية.
9
آخر محلل قوى: زعفران أوقيتان، مقل سبع اواق، وسخ الكور اربع أواق مصطكى
10
ثلاث أواق، ميعة وزفت وشمع وأشق من كل واحد تسع أواق، حماما وسنبل
11
رومى وحب البلسان من كل واحد ست اواق، دهن السوسن مقدار الكفاية يخلط و
12
يستعمل.
13
وأما ان كان مع الورم اسهال مضعف يوجب الإحتياط حبسه، وجب ان يسقى
14
اقراص الأمبر باريس واقراص الراوند الممسك. وأما الغذاء فاجوده كشك الشعير،
15
فانه يبرد ويجلو ولا يورث سدة ويسرع نفوذه. وأما الخندروس ــ وأشد منه الحنطة ــ
16
فلا بد فيه من غلظ ومزاحمة للورم. فان لم يكن بد من خبز فالخبز الذى ليس من سميذ
17
ولا من حنطة علكة، وقد خبز فى التنور. ويجب ان يعنى بالغذاء غاية من العناية. ومن
18
البقول السرمق والخس، ومن الفواكه الرمان الحلو لمن تستحيل الحلاوة فى معدته
19
الى الصفراء. ويجب ان يجتنب الحلاوات ما أمكن.
20
علاج الحمرة: علاج الحمرة قريب من علاج الفلغمونى؛ ولكن يجب ان
21
يكون الاسهال والإدرار أوفق، وبما هو اميل الى البرودة. وتوضع الأدوية عليه مبردة
22
بالثلج، ولا يزال يجدد ذلك حتى يجد العليل غوص البرد. ويتخذ اضمدة من النيلوفر
23
وماء الكاكنج وماء السفرجل والصندل والكافور ونحوه. ولا تستعمل المسخنات ما
24
امكن.
25
علاج الدبيلة: ان الدبيلة يجب ان يستعمل فى اولها وحين ما يبتدئى ورم حار
26
يحدس انه يجمع الرادعات من الأضمدة باعتدال والأطلية ويسقى ماء الشعير و
27
السكنجبين. فان او جب الحال الفصد فصد من الباسليق، او يحجم مما يلى الظهر من
3-566
1
الكبد. وربما احتيج إلى اسهال. فاذا لم يكن بد من ان يجمع فالواجب ان يستعجل
2
الى الإنضاج والتفتيح، ولا بد ان يعان بالتقطيع والتلطيف، اذلا بد من اخلاط غليظة
3
تكون فى مثل هذه الأورام قد تشربها العضو؛ ولابد من ملين ليجعل الخلط مستعدا
4
للتحليل. فاذا ظهر النضج ولم ينفجر اعين على ذلك بالمفتحات القوية شربًا وضمادًا،
5
ثم أعينت الطبيعة الى دفع المادة ان احتاجت إلى معونة. ونظر الى جهة الميل [فان]
6
وجب ان تسهل أو تدر فعلت ولم تدر بشىء قوى وشىء حاد فيورث ضررًا فى المثانة.
7
فان حفظ المثانة فى هذه العلة عند انفجار القيح اليها بنفسه، او بدواء مدر واجب فاذا
8
انقجر انفجارًا واندفع القيح اندفاعًا، احتيج الى غسل بقايا القيح بمثل ماء العسل ونحوه،
9
ثم احتيج الى مايد مل القرحة. وان احتملت القوة الإسهال كان فيه معونة كثيرة على
10
الإدمال اذا لم يكن افراط. والإسهال يحتاج اليه لامرين: احدهما قبل الإنفجار لتقل
11
المادة وتخف على الطبيعة، والثانى بعد الإنفجار، او عند قرب الإنفجار، وتمام النضج
12
اذا علم ان المادة الى جهة المعى أميل، وان الدبيلة فى جانب التقعير. ومما يستسهل
13
به قبل لإنفجار على سبيل المعونة للطبيعة فالخفيف من ذلك الترنجبين، والشيرخشت
14
والخيارشنبر، والسكر الأحمر، وامثال ذلك فى مياه اللبلاب والهندباء مشروبًا. و
15
أقوى من ذلك قليلا طبيخ البزور والأصول، قد طبع فيها الغافث وأديف فيه الترنجبين
16
والشيرخشت والخيارشنبر ونحوه، وربما جعل فيه الصبر والأفسنتين. ومن الحقن
17
الحقن الخفيفة المعروفة. وأما المسهلات التى تكون بعد النضج وتعين على النضج
18
أيضًا وعلى التفجير فان يسقى فى طبيخ الأصول والغافث دهن الحسك وزن اربعة دراهم،
19
والزبنق وزن درهمين مع نصف أوقية سكر ونصف اوقية خيارشنبر. وأما ان كانت المادة
20
نحو الحدبة فلا يجب ان يستعمل المسهلات، اللهم إلا على سبيل المعونة، والتخفيف
21
فى أول الأمر وقبل النضج. وأما عند النضج فيجب ان يستعمل المدرات المذكورة
22
على ترتيبها، وكلما كان النضج ابلغ استعمل الأقوى وأما الأدوية المشروبة المعينة على
23
النضج فمثل لبن الأتن بالسكر الأحمر، اوبسكر العشر؛ ومثل ماء الأصول والزبيب
24
والتين والبرشاؤ شان والحلبة بدهن اللوز الحلو او المر، ودهن الحلبة او دهن الحسك.
25
وان اريد اقوى من ذلك جعل فيه التمر. ويسقون على الريق طبيخ الجعدة وشراب
26
الزوفا القوى. ويطعمون العسل المصفى من رغوته بالطبخ، والتين وماء العسل فى
27
ماء الشعير، أويوخذ من الطرحشقوق اليابس وزن درهم ومن بزر المرو درهم ونصف،
28
ومن دقيق الحلبة درهم، يسقى فى ثلاث اواق لبن الأتن مع السكر. ويستعملون الأدوية
29
التى فيها تفتيح وتلطيف، وأيضًا تقوية، مثل الأفسنتين، والزعفران، والسنبل، و
3-567
1
اصول الفاوينا، واصل الحاشا، واصل الفوة، والمصطكى، والسنبلان، وحب
2
الفقد، وعصارة الغافث وأصول القنطوريون. ومن الأدهان دهن الناردين، ودهن
3
شجرة المصطكى، ودهن السوسن. وأما الأضمدة المعينة فمثل الأضمدة التى يقع فيها
4
الدقيق، واكليل الملك، والبابونج، واصل السوسن، والفوتنج، واصول الخطمى.
5
والتين، والزبيب والجميز، والبصل المشوى، ودهن البزر. فان احتيج الى اقوى
6
من ذلك استعمل ضماد من دقيق الشعير. والبورق وخرء الحمام، والفوتنج، وعلك
7
البطم والزفت، ودقاق الكندر ونحوه ويجب اذا احس بالنضج ان ينام على كبده، و
8
يديم الإستحمام بالماء الحار، وربما احتاج ان يرتاض ويتمشى ان امكنه ذلك. فاذا
9
انفجر فيجب ان يتناول عليه ما يغسله وينقيه مثل ماء العسل الحار، ثم يتبع ما ينفضه
10
من جهة ميله إما الإسهال وإما الإدرار ان احتاج إليها، اويخلط شىء من ذلك بماء العسل
11
ولا يجب ان يسقيه المدرات القوية جدًا فتنكى مجارى البول فان اتفق ان تقرح او أضر
12
القيح لمجارى البول والمثانة فالصواب ان يغذى باغذية فيها جلاء من غير لذع، بل مع
13
تغرية ما كماء العسل المطبوخ طبخًا معتدلا وقد خلط فيه يسير نشاء وبيض ودهن ورد
14
وأيضًا مثل الخبازى بالخندروس. وبالجملة ان تدبره تدبير قروح الأعضاء الباطنة، وعلى
15
ما يجب ان يجرى عليه الأمر فى قروح الكلى. فاذا تنقى نقاءً بالغًا فيجب ان تسقيه فى
16
الغدوات ماء الشعير والسكنجبين فاذا مضى ساعتان أخذت من الكندر ودم الأخوين
17
مثقالا مثقالا وبزر الهندباء وبزر الكرفس والمصطكى من كل واحد مثقال، وتسقيه فى
18
سكنجبين، او جلاب، اوماء العسل، وبعد ذلك فتقويه بالغذاء، وتعالج قرحته بمثل
19
ما نذكر فى قروح الكلى. واذا اتفق ان تنصب المدة الى فضاء الجوف فلا بد حينئذ من
20
ان يشرح الجلد عند الأربية، وينحى العضل حتى يظهر الصفاق الداخل المسمى باريطاون،
21
ثم يثقب فيه ثقبة، ويوضع فيه ابنوبة، يسيل منها القيح، ثم تعالج بالمراهم. وأما
22
الاغذية فيجب ان يستعمل فى الإبتداء تلطيف الغذاء وتقتصر على كشك الشعير والسكنجبين،
23
ثم بعد ذلك تستعمل الأغذية المفتحة التى ذكرناها، وصفرة البيض النيمبرشت، والاحساء
24
الملينة فاذا انفجر وتنقى احتيج الى ما يقوى مثل ماء اللحم، ولحوم الحملان، والجداء
25
والطيور الناعمة ومرقها الحامضة بالأباريز، وصفرة البيض النميرشت ونحو ذلك، و
26
قليل شراب ويستعمل الشمومات المقوية.
27
علاج الأورام الباردة: تحتاج أن تستعمل فيها الملطفات الجالية، ويقرب علاجها
28
من علاج السدد، ومن علاج الدبيلات التى تهيأت للانضاج وقد عرفت الأدوية المنضجة،
29
والمدرة، والمفتحة، والملطفة. ويجب ان يكون فيها قوة قابضة مقوية عطرية، و
30
يقع فيها من الأدهان دهن الخروع، ودهن الياسمين، ودهن الزنبق، وفى
3-568
1
الأضمدة المتخذة لها. واجود اضمدتها ضماد فولادكيون، ومرهم فيلغريوس ومرهم
2
الإصطمخيقون، ومرهم البزور، وينفع منها دواء الكركم ودواء اللك ونحو ذلك وللفستق
3
منفعة عظيمة فيها، وأقراص السنبلين. ومن الأشربة شراب البزور بكماذريوس والجعدة
4
قد طبخا فيه. ومما ينفع فيها، وخصوصًا مما يضرب الى الصلابة، وينفع أيضًا
5
من اوجاع الكلى والطحال، الدواء المعمول بالعنصل على هذه اللصفة: يوخذ عنصل
6
مشوى، وسوسن أسما نجونى، واسارون، ومو، وفو، وبزر الكرفس، وانيسون،
7
وسنبل الطيب، ومليخة، وجند بيدستر، وفوذنج جبلى، وكمون، وفوتنج نهرى
8
ووج، واشراس، وعاقرقرحا [ودار فلفل] وجزر برى، وحماما، وأفريبون، وبزر
9
الخطمى، واسطوخودس، وجعدة، وسيساليوس، وبزر السذاب، وبزر الرازيانج،
10
وقشور اصل الكبر، وزراوند مد حرج، وقرفة وزنجبيل، وحب الغار، وافيون وبزر النبج،
11
وقسط، ونانخواه، وبزر الكراويا الأبيض من كل واحد جزء يعجن بعسل منزوع الرغوة يستعمل.
12
دواء معمول من الثوم البرى يفعل الفعل المذكور بعينه: يوخذ ثوم وجنطيانا
13
ابيض، وغافث، وقسط، وزراوند، وكاشم، وسيساليوس، ودار فلفل من كل احد
14
ثلاثون درخمى، بزر الكرفس، واسارون، ومو وفو، وجزر برى، ونانخواه، وانجدان
15
أسود من كل واحد خمسة عشر درخمى، ورق السذاب اليابس، وفوذنج جبلى، وكمون،
16
وفوتنج نهرى، وصعتربرى من كل واحد [عشر درخميات، جند بادستر، وباذ آورد من
17
كل واحد] اثنا عشر درخمى، تحل هذه بالشراب وتسحق الباقية ويخلط [الجميع]
18
خلطأ يصيربه شئيًا واحدًا، ثم يجمع بعسل منزوع الرغوة.
19
علاج الورم الصلب فى الكبد: انه لم يبرأ من الورم الصلب المستقر المستحكم
20
أحد، والدين برؤا منه فهم الذين عولجوا فى ابتداءه وكان قانون علاجهم بعد تنقية
21
البدن من الأخلاط الغليظة بأدوية مركبة من عقاقير، فيها تليين معتدل، وتحليل وتلطيف،
22
واسخان معتدل، وتفتيح السدد اغلب من التليين، وتقوية، وقبض، وعطرية بمقدار
23
ما يحتاج إليه، دون ما يعاوق الغرضين الأخرين. واكثر هذه الأدوية يغلب عليها مرارة
24
وقبض يسير وهذه الأدوية تستعمل مشروبات، وتستعمل اضمدة، وتستعمل نطولات
25
ويجب ان تلين الطبيعة ان كانت معتقلة بالأشياء الخفيفة والحقن خاصة. وقد يفعل
26
ذلك حب الصنوبر الكبار، وبزر الكتان، وعلك البطم مع نفع الورم ويجب
27
ان لا يقدم على اسهال البطن بالأشياء الشديدة الحرارة فتولم وتزيد فى الأذى. ويجب
28
ان يكون نومه على الجانب الأيمن فان ذلك مما يعين جدًا على تحليله. وأما الأدوية
3-569
1
المفردة النافعة من ذلك فحب الصنوبر، والمخاخ، والشحوم المعتدلة وإلى الحرارة،
2
ودقيق الحلبة فيه تليين ما مع انضاج. والقسط شديد المنفعة، فانه اذا سقى منه نصف
3
درهم الى مثقال بطلاء ممزوج أوبشراب نفع نفعًا بينًا. وقد ينفع منه سقى دهن الناردين،
4
اودهن البلسان، او دهن القسط بماء طبخ فيه السذاب والشبث والشربة من دهن الناردين
5
وزن أربعة دراهم، يستعمل ذلك اسبوعًا فينفع نفعًا عظيمًا، ومما ينفع من ذلك عصارة
6
الشيح الرطب اذا استعمل اياما ومما ينفع من ذلك بزر الفنجنكشت وزن درهم فى بعض
7
الأشربة؛ والغافث وزن درهم بماء الكرفس، اوالرازيانج، او الهندباء، ولسان الحمل
8
المجفف وزن مثقال؛ وطبيخ الترمس وقد جعل فيه سنبل <الطيب> الى نصف درهم،
9
اوفلفل أقل من ذلك، واللوز المر فى الشراب. واصل شجرة دم الأخوين نافع أيضًا،
10
ولحاء شجرة الدهمشت، وحب الغار، وأصل الفوة، واصل اللوف، والحمص الأسود
11
والجعدة والكماذريوس والكراث ومن الأدوية المركبة النافعة من ذلك قرص المقل
12
وهذه صفته: ورد مطحون عشرة دراهم، سنبل الطيب درهمان، زعفران درهم، مر درهم،
13
قسط درهم ونصف، مصطكى درهم، لوزمر درهم ونصف، مقل ثلاثة دراهم، يدق
14
الأدوية، ويحل المقل بالشراب ويعجن به الأدوية ويقرص، والشربة وزن ثلاثة دراهم
15
بماء العسل، او بطبيخ البزور، فان كانت حرارة فبماء اللبلاب والهندبا. ومن ذلك دواء
16
اسقليدس المتخذ بمرارة الدب، فانه مجرب نافع لما فيه من صنوف الأدوية النافعة
17
من ذلك على شرائطها التى ذكرناها ونسخته: يوخذ كما فيطوس، وفراسيون، وبزر الكرفس
18
الجبلى، وجنطيانا، وبزر الفنجنكشت، ومرارة الدب، وخردل، وبزر القثاء واسقولو
19
قندريون، واصول الجاؤشير، وخواتيم الحيرة، وفوة الصبغ، وبزر الكرنب، والراوند،
20
والفلفل، والسنبل الهندى، والقسط، وبزر الكرفس البستانى، وبزر الجرجير، والبقلة
21
اليهودية، والجعدة، والأفيون، والغافث، وحب العرعر، اجزاء سواء تعجن بعسل،
22
والشربة منه قدر بندقة بشراب معسل قدر قرايوس. ومما ينفع ذلك دواء الكركم،
23
والأناثاسيا، وترياق الأربعة، والسنجرينا ومن المركبات الخفيفة من ذلك دواء طر حشقوق
24
المذكور فى باب الدبيلة، وادوية ذكرناها فى باب الأورام الباردة مطلقًا واذا استعمل
25
كل يوم من اقراص الأمبر باريس اسبوعًا بشراب او فى الماء ويبتدأ من وزن درهم ونصف
26
إلى درهمين ونصف كان نافعًا. وان جمع شىء من الماء استعمل اقراص اللص ــ هو
3-570
1
الكبر ــ والشبرم متدرجًا من ثلث درهم <ونصف درهم> الى درهم، وتجتهد ان لا يوقعه
2
ذلك فى قيام وتفتح السدد. ومن الأشربة التى تشرب سلاقة القسط، وقضبان الأغافث،
3
والحلبة، والزبيب وزن اربع اواق مع اوقية دهن اللوز، او دهن الجوز الطرى، او سلاقة
4
تتخذ من جنطيانا، والأفسنتين، واكليل الملك، والزبيب، والتين؛ او سلاقة من الراوند،
5
والأفسنتين، والسذاب، وفقاح الاذخر، والزبيب، والحلبة، وسلاقة الترمس والقسط
6
والأفسنتين بدهن الخروع. ومن الأضمدة الجيدة لذلك ان يضمد بالحماما الرطب واليابس
7
المطبوخ بشراب عفص، او السنبل بدهن الفستق مع الفراسيون والفراسيون مع الشبث
8
المطبوخ. اوضماد متخذ من دقيق الحلبة والتين والسذاب واكليل الملك والنطرون.
9
او يوخذ من الأشق وزن مأته درهم، ومن المقل وزن خمسة وعشرين درهمًا، ومن
10
الزعفران وزن اثنى عشر درهمًا، يسحق الجميع بقيروطى متخذ من الشمع ومن دهن
11
الحنا بحسب المشاهدة. اوضماد متخذ من دقيق الحلبة، وبعر الماعز، وقردمانا، و
12
فوتنج، وكرنب، والأشنة، والسذاب، والذى يكون سببه ضربة وقد ابتدأ يرم ويصلب
13
فاوفق الأضمدة له مرهم المورد اسفرم. ومن التدبير الجيد انه اذا استعمل المشروبات
14
والأضمدة ان يوضع على العضو محجمة مسخنة ولا يشرط؛ بل يعلق على الموضع العلق
15
ثم يستعمل الأدوية التى هو أقوى فى التلطيف والتحليل، ويلزم الموضع مثل النطرون
16
والكبريت الأصفر، يلزم الموضع فى كل خمسة ايام او اسبوع، ثم يستعمل الطلاء بالخردل
17
فى كل عشرة ايام، ثم يقيئ العليل بالفجل. فان استعصى الورم استعمل الخربق الأبيض.
18
واذا صار الورم سرطانيًا قل الرجاء فيه؛ فان نفع فيه شىء فدواء اسقلبيادس الذى فى
19
انقراباذين بغير مرارة الدب. وأما الأغذية فمما يسرع انهضامها مثل صفرة البيض نيمبرشت
20
ومثل كشك الشعير، وغذاء من به سدد فى كبده. والرقيق القليل من الشراب جيد و
21
يحتنبب اللحم.
22
علاج اورام المراق والعضل: هو قريب من علاج اورام الكبد من جهة الأدوية،
23
إلا ان الجسارة على ردع المادة اولا وعلى تحليلها ثانيًا يكون أقوى، ولا يخاف منه من
24
القبض والتحليل ما يخاف فى اورام الكبد.
25
علاج اورام الماساريقا: هى مثل علاج اورام تقعير الكبد.
26
|298vb1|فصل فى الضربة والصدمة والسقطة على الكبد
27
انه قد يعرض صدمة اوسقطة او ضربة على الكبد فيحتاج ان يتدارك لئلا يحدث
28
منه نزف <دم> اوورم عظيم. فان عرض ورم عولج بما ذكرنا من علاج الورم الذى يعقب
3-571
1
الضربة. وربما عرض منه ان الزائدة الكبيرة من زوائد الكبد تزول عن موضعها، وخصوصًا
2
ان كانت كبيرة فيحدث وجعًا تحت الشراسيف اليمنى عقيب ضربة، او وثبة: او
3
سقطة، وهذا يصلحه الهز والنفض مع انتصاب من صدر الذى به ذلك وقيام منه،
4
فيسكن الوجع دفعة لعود الزائدة إلى موضعها؛ فأما غير ذلك فيحتاج ان يبدأ فيفصد.
5
فان كانت الحرارة شديدة فيسقى ويطلى بالمبردات الرادعة. فان خرج دمه فاجعل معها
6
القوابض، فان لم يكن حرارة شديدة ولا سيلان دم، او كان قد سكن ما كان من ذلك
7
وانتهى، فانما وكدك ان تحلل دمًا ان مات، فاستعمل المحلل ولا مثل الطلا بالموميائى
8
ودهن الرازقى. وينفع من جميع ذلك الأدوية المذكورة فى باب الأورام الحادثة
9
عن الصدمة. دواء جيد نافع من ذلك فى الابتداء وعند حرارة والتهاب، وسيلان
10
<كثير> دم يخاف: يوخذ من الراوند والجلنار، ودم الأخوين والشب اليمانى
11
اجزاء سواء، والشربة منه مثقال بماء السفرجل. فان لم يكن هناك حرارة كثيرة وأردت ان
12
تستعمل ادوية فيها ردع مع تحليل ما وتغرية فينفع من ذلك هذا التركيب. كهرباء عشرة
13
دراهم، اكليل الملك عشرة دراهم، ورد خمسة دراهم، أقاقيا اربعة، سنبل هندى زعفران
14
من كل واحد ستة دراهم، مصطكى، قشور الكندر من كل واحد اربعة، طين أرمنى سبعة،
15
جوز السرو ثمانية، تعجن بماء لسان الحمل وتقرص؛ كل قرصة مثقال.
16
دواء جيد: يوخذ من بافيلون عشرة، ومن اللك المغسول سبعة، ومن الراوند
17
الصينى وزن اربعة دراهم ومن الزعفران وزن ثلاثة دراهم ونصف، الحاشا وزن اربعة،
18
حمص اسود وزن سبعة دراهم، مر وزن خمسة، طين ارمنى وزن عشرة يلت بدهن السوسن
19
وقد جعل فيه الموميائى ويتخذ منه اقراص ويسقى؛ والشربة الى ثلاثة دراهم. والراوند
20
الصينى والطين المختوم اذا خلط بشىء من حب الأس كان انفع الأشياء لهذا فيما جربته
21
انا وأما فى آخر الأمر وحين لايتوقى ما يتوقى من الإلتهاب والتورم فيجب ان يسقى من
22
هذا القرص: راوند صينى، لك زنجبيل يتخذ منها اقراص. وربما جعل معها شىء من
23
الزرنيخ الأصفر، وإنه عجيب القوة فى الرض وتحليل الدم، يسقى من هذا، ويطلى
24
عليه من مثل هذا الطلاء يوخذ من العود، والزعفران وحب الغار، ومقل، وذريره و
25
مصطكى وشمع ودهن الرازقى، وميسوسن يجعل ضمادًا.
26
|298vb58|فصل فى الشق والقطع فى الكبد
27
زعم ابقراط انه من انخرقت كبده مات، ونعنى به تفرق اتصال عام فيه لجرمه
3-572
1
وعروقه؛ وأما دون ذلك فقد يرجى. وربما حدث هناك بول الدم واستسهاله بحسب
2
جانبى الكبد
3
المعالجة: علاج ذلك يكون بالأدوية القابضة والمغرية على ماتعلم، وعلى
4
ماقيل فى باب نفث الدم؛ وربما نفع سقيه وزن درهمين من الورد بماء بارد، او سقيه
5
جلنار، او يضمد بهما.
6
|299ra14|المقالة الرابعة
7
فى الرطوبات التى تعرض لها بسبب الكبد ان تندفع باردة او تحتقن كامنة
8
|299ra17|فصل فى اصناف اندفاعات الأشياء من الكبد
9
قد تختلف الإندفاعات فى جوهر ما يندفع، وقد تختلف بالسبب الذى له يندفع
10
فأما جوهر ما يندفع فقد يكون شئيًا كيلوسيًا، وقد يكون مائيًا، وقد يكون غساليًا، وقد
11
يكون مريًا، وقد يكون صديديًا، وقد يكون مديًا، وقد يكون اسود رقيقًا، واسود
12
كالدردى، واسود سوداويًا؛ وقد يكون منتنًا، وقد يكون غير منتن؛ وقد يكون
13
دمًا خالصًا، وربما اندفع مثله من طريق المعدة بالقىء ويدل عليه عدم الوجع؛ وقد
14
يكون شيئًا غليظًا اسود وهو جوهر لحم الكبد. واما السبب الذى له يندفع فربما كان
15
ورمًا انفجر، اوسدة انفتحت واندفعت اوفتقًا وشقًا عرض فى جرمه او عروقه سببه قطع
16
اوضربة اووثى أوقرحة اوتأكل؛ او ضعف من الماسكة فلايمسكك ما يحصل، او لضعف
17
من الجاذبة فلا تجذب، او من الهاضمة فلاتهضم ما يحصل فيه، فاذا تهضمه لم يقبله البدن
18
كله ودفعه، او قوة من الدافعة، أوسؤ مزاج حار مذيب أو بارد مضعف من اسباب مبردة
19
فمنها الإستفراغات الكثيرة، اويكون لإمتلاء وفضل تحتاج الطبيعة الى دفعه، وربما كان
20
الإمتلاء بحسب البدن كله. وربما كان فى نفس الكبد اذا احسن توليد الدم؛ لكن
21
مكث فيه الدم فلم ينفذ فى العروق لضيقتها، او لضعف الجذب فيها، او لسدد اورام
22
ذكرناها. وقد يكون سبب الإمتلاء الذى يندفع ترك رياضة، اوزيادة فى الغذاء، او قطع
23
عضو على ما ذكرنا فى الكتاب الكلى؛ اواحتباس سيال معتاد من باسور، اوطمث، او
24
غير ذلك، وقد يكون السبب لذعًا وحدة فى المادة يحوج الطبيعة الى الدفع وان كانت
25
القوى لم تفعل بعد فيها فعلها الذى تفعله لو لم يكن هذا الأذى؛ وربما استصحب ما
26
يجده فى الطريق وصار له عنف وعسف، وقد يكون مثل هذا البحرانات وربما لم يكن
27
السبب فى الكبد نفسها، بل فى الما ساريقا. وان كان ليس يمكن فى الما ساريقا جميع
28
وجوه هذه الأسباب فيمكن ان تكون من جهة اورام اوسدد. وان كان يبعد اولا يمكن
3-573
1
ان يكون الكبد تجذب والما ساريقا لا يجذب فيعرض منه امر يعتدبه، فان الجذب الأول
2
للكبد لا للما ساريقا، وليس جذب الما ساريقا وحده جذبًا يعتدبه؛ وكثيرًا ما يكون
3
القيام الكبدى؛ لأن البدن لا يقبل الغذاء ويرجع لسدد اولغير ذلك. وجميع اصناف
4
هذه الإندفاعات تستند فى الحقيقة إما إلى ضعف او الى قوة فيكون الفتقى والقرحى
5
والمنسوب إلى سؤ مزاج وضعف القوى من جنس الضعفى. وفتح السدد وتفجير
6
الدبيلات من جنس القوى، فان القوة مالم تقو لم تندفع قيح الدبيلة وفضل الدم الفاسد
7
لكثرة الإحتماع، وقلة الإمتياز منه، وفضل الدم الكثير وغير ذلك واذا خرج الدم منتنًا فليس
8
يجب ان يظن به ان هناك ضعف فانه قد ينتن لطول المكث ثم يندفع وهو كالدردى
9
الأسود اذا فضل دفعته الطبيعة كما ينتن أيضًا فى القروح، لكن الذى يندفع عن القوة
10
يتبعه خف فيكون مع صحة الأحوال. فاذا لم يكن المنتن فى كل حال ردئيًا فالأسود
11
أولى ان لا يكون فى كل حال ردئيًا. ولذلك قد يكون فى اندفاعات الوان مختلفة شفاء
12
اوخف. ويخطئ من يحبس هذه الألوان المختلفة فى كل حال، وأشد خطأ منه من
13
يحبسها بالمسددات المقبضة. وليعلم انه لا يبعد ان تكون القوة كانت ضعيفة لا تميز
14
الفضول ولا يندفع الإمتلاء، ثم عرض لها ان قويت القوة أو حصل من استعداد المواد
15
للاء ندفاع وانفتاح السدد ما يسهل معه الدفع المتعصب فاندفعت الفضول، والسبب
16
فى الاسهال الكيلوسى الذى بسبب الكبد بما يليه إما ضعف القوة الجاذبة التى فى الكبد
17
او السدد والأورام فى تقعيره وفى الماساريقا، حتى لا تجذب ولا تغير البتة. وسنذكر حكم
18
هذا السددى فى باب الأمعاء، وهو مما اذا أهمل اذبل واسقط القوة؛ واذا حبس
19
نفخ فى الأعالى وآذاها، وضيق التنفس. وأما كثرة المواد الكيلوسية وكونها ازيد من
20
القوة الجاذبة التى فى الكبد فتبقى عامتها غير منجدبة؛ وربما كان السبب فى ذلك شدة
21
شهوة المعدة وافراطها. والسبب فى الإسهال الغسالى هو ضعف القوة المغيرة والمميزة
22
التى فى الكبد، اوزيادة المنفعل عن الفاعل، اولضعف الماسكة، فيكون حنيئذ نسبة
23
الإسهال الغسالى من الكبد الضعيف نسبة القىء والهيضة عمالا تحتمله المعدة [من المعدة]
24
الضعيفة فيندفع قبل تمام الفعل لضعف الماسكة، واذا لم يكن لضعف الماسكة فهو
25
لضعف المغيرة. والضعفان يتبعان كل سؤ مزاج، لكن اكثر ضعف الماسكة لحرارة
26
ورطوبة، واكثر ضعف المغيرة لبرودة، فلا تجزم القضية ان الغسالى يكون لحرارة فقط
27
اولبرودة فقط، وفى الحالين فان الغسالى يستحيل إلى ما هو اكثر دموية لشدة الإستتباع
28
من البدن ثم الى ماهو خائر، وللكائن عن الحرارة علامة أخرى وللكائن عن البرودة علامة
29
أخرى سنذكرهما. والسبب فى الإسهال المرارى كثرة المرار وقوة الدافعة. والسبب فى
30
الصديدى احتراق دم واخلاط وذوبها؛ وربما ادت إلى احتراق جرم الكبد نفسه و
3-574
1
اخراجه بعد الأخلاط المختلفة، وقد يكون الصديدى لسبب ترشح من ورم اودبيلة
2
وكثيرًا ما يكون الرشح من الكبد، و<قد> يكون للقيام ادوار. والسبب فى الخاثر
3
الذى يشبه الدردى إما انفجار من دبيلة، وإما سدد انفتحت وإما تاكل وقروح متعفنة،
4
وإما احتراق من الدم وتغيره فى نواحى الكبد لقلة النفوذ مع حرارة الكبد ومايليها،
5
اوتغيره فى العروق اذا كانت شديدة الحرارة فافسدته فلم تميز منها البدن فغلظ، وصار
6
كالدردى منتنًا شديد النتن، وفيه الزبدية للغليان والذوبان، ومرارة الغلبة الحرارة.
7
واذا فسد هذا الفساد دفعته الطبيعة القوية، ودلت على فساد مزاج فى الأعضاء، ويكونون
8
لا محالة نحفاء مهزولين. ويفارق السوداء باللون والقوام والنتن، فانه دونها فى السواد، و
9
اغلظ منها فى القوام ونتنه شديد ليس للسوداء مثله، او برد يخثر الدم ويجمد، او ضعف
10
من الكبد تأدى له الأمر عن الغسالى الى الدموى الى الدردى؛ ولا يكون بغتة إلا فى
11
النادر. واكثر ما يكون بغتة هو عن مزاج حار محرق، فان البارد يجعله سيالا غير نضيج،
12
والحار المحترق يخثره كالدردى. وإما لخروج نفس لحم الكبد محترقًا غليظًا. والسبب
13
فى المنتن عفونة عرضت لتأكل وقرحة، او لكثرة احتباس واحتراق والسبب فى الدم
14
النقى قوة قوية لم تحتج ان تزاول الفضل الدموى مدة يتغير فيها وتدفعه. وقد يكون
15
لإنحلال فرد. قال ابقراط: من امتلات كبده ماء ثم انفجر ذلك <الماء> الى الغشاء الباطن
16
فاذا امتلاء بطنه ماء مات. واعلم ان الإكثار من شرب النبيذ الطرى يوقع فى القيام الكبدى.
17
واذا كان احتباس القيام يكرب وانحلاله يفيد الراحة فهو مهلك. واعلم ان الشيخ
18
الطويل المرض اذا اعقب مرضه قيامًا وهو بحيث اذا احتبس قيامه تأذى فقيامه كبدى
19
وبدنه ليس يقبل الغذاء لجفاف المجارى.
20
العلامات: أما الفرق بين الإسهال الكبدى والمعوى ان الأخلاط الردئية [الخارجة]
21
والدم الخارج من الأمعاء يكون مع سحج مولم ومغص وقليلا قليلا على اتصال، والكبدى
22
يكون بلا ألم. ويكون كثيرًا، ولا يكون دائمًا متصلا فى كل حين. وقد يفرق بينهما
23
الإختلاط بالبراز والإنفراد عنه والتاخر عنه، فان اكثر الكبدى يجئ بعد البراز قليل الإختلاط به
24
وأما الفرق بين الإسهال الكبدى والمعدى: ان الكبدى يخرج كيلوسًا مستويًا قد قضت
25
المعدة ما عليها فيه، وبقى تاثير الكبد فيه. ولوكان معديًا لسال مايسيل شىء غير منهضم،
26
ولثقل عن المعدة، وكان معه آفات المعدة. وربما خرج شىء غير منهضم لابسبب
27
المعدة وحدها؛ بل بسبب مشاركة الكبد أيضًا للمعدة، لكنه ينسب الى المعدة؛ فان الأفة
28
فى فعلها، والفرق بين الإسهال الكيلوسى الذى من الكبد والذى من الماساريقا: ان
29
الذى من الماساريقا لا تكون معه علامات ضعف الكبد فى اللون وفى البول وغير ذلك
3-575
1
وأما الفرق بين الصديد الكائن عن قرحة اورشح ورم، وبين الكائن من الجهات الأخر
2
ان الأول تكون قبله حمى، وهذا الأخر يبتدئى بلاحمى فان حم بعد ذلك فلسبب آخر
3
والصديدى الذى ذكرنا انه من الما ساريقا ومن اورام فيه، يكون معه اختلاف كيلوس
4
صرف من غير علامات ضعف فى نفس الكبد من ورم، أو وجع يحيل اللون، وتكون
5
حماه التى تلزمه ضعيفة. وبالجملة فان الصديدى الكبدى اميل إلى بياض وحمرة و
6
كانه رشح عن قيح ودم، والما ساريقائى اميل إلى بياض وصفرة كانه صديد قرحة.
7
وأما الفرق بين الخائر الذى عن قروح وتاكل، ودبيلات، والذى عن قوة، ان هذا
8
الذى عن القوة يوجد معه خف، وتخرج معه الوان مختلفة عجيبة، ولا تكون معه علامات
9
اورام وربما كانت قبله سدد، وكيف كان ولا يتقدمه حمى ولا ذبول، ولا يتقدمه اسهال
10
غسالى، اودموى رقيق، او صديدى. والذى يكون بسبب اورام حبست الدم وافسدته،
11
وليست دبيلات، فعلامته ان يكون هناك ورم، وليس هناك علامة جمع، ويكون
12
اولا رقيقًا صديديًا رشحيًا، ثم يغلظ آخر الأمر. والذى يكون لضعف الكبد المبتدىء من
13
الغسالى أو الصائر الى الدردى فأن يتقد مه ذلك وقلما يكون بغتة. فان كان بغتة
14
مع تغير لون وسقوط شهوة فهو أيضًا عن ضعف. واذا كان السبب مزاجًا مادل عليه
15
علاماته. والدردى الذى سببه حرارة يشبه الدم المحترق، ويتقدمه، ذوبان الأخلاط
16
والأعضاء، واستطلاق صديدى، والعطش، وقلة الشهوة وشدة حمرة الماء؛ وربما
17
كانت معه حميات، ويكون برازه كبراز من به حمى من وباء فى شدة النتن والغلظ،
18
واشباع اللون، ثم يخرج فى آخره دم اسود. والذى سببه البرودة فيشبه الدم المتعفن
19
فى نفسه ليس كاللحم الذائب، ولا يكون شديد النتن جدًا، بل نتنه اقل من نتن الحار
20
ويكون أيضًا اقل تواترًا من الحار واقل لونًا. وربما كان دمًا رقيقًا أسود كانه دم متعكر
21
بعكر ما ليس بجامد، ويكون استمراره غساليًا اكثر، ويكون العطش فى اوله قليلا،
22
وشهوة الطعام اكثر، ثم ربما تادى فى آخره للعفونة الى حميات فتسقط الشهوة أيضًا،
23
ويؤدى الى الإستسقاء؛ وبالجملة هو اطول بامتداد حال. ويستدل على ما يصحب
24
المزاجين من الرطوبة واليبوسة بحال ما يخرج فى قوامه وبالعطش. والذى يكون
25
عن الدبيلة فقد يكون قيحًا غليظًا، او دمًا عكرًا، واخلاطًا كثيرة كما يكون فى السدد؛
26
لكن علامات الدبيلة ونضجها وانفجارها يكون كما قد علمت ووقفت عليها من قبل.
27
وربما سال عن الدبيلى والورمى فى اوله صديد رقيق ثم عند الإنفجار تخرج المدة، وقد
28
يسيل معهادم. والذى يكون عن قرحة او اكلة فيكون مع وجع فى ناحية الكبد، ومع
29
قلة ما يخرج ونتنه، وتقدم موجبات القروح والأكال. والذى يكون الخارج منه نفس
30
لحم الكبد فيكون اسود غليظًا. ويصحبه ضعف يقرب من الموت، وآفات سالفة.
3-576
1
والذى يكون لإمتلاء وعن احتباس سيلان، أو قطع عضو، او ترك رياضة، اونحوه
2
فيدل عليه سببه، ويكون دفعة مع كثرة، وانقطاع سريع ونوائب. وكل ما تادى امره
3
فى الخلفة الطويلة كان ذربًا درديًا اوصديديًا اوغير ذلك إلى ان يختلف الأسود قل
4
فيه الرجاء. وربما نفعته الأدوية القوية القابضة الغذائية قليلا ولكن لم يبالغ مبالغة تؤدى
5
إلى العافية. وأما علاج هذا الباب فقد اخرناه الى باب <علاج> الإسهالات.
6
|299va58|فصل فى سؤ القنية
7
اذا فسد حال الكبد واستولى عليها الضعف حدث اولا حال يكون مقدمة
8
الإستسقاء تسمى سؤ القنية، وتخص باسم فساد المزاج، فاولًا يستحيل لون البدن والوجه
9
الى البياض والصفرة، ويظهر تهبج فى الأجفان والوجه، واطراف اليدين والرجلين،
10
وربما فشا فى البدن كله حتى صار كالعجين، ويلزمه فساد الهضم، وربما اشتدت الشهوة،
11
وكانت الطبيعة من استمساكها وانحلالها لا على ترتيب؛ وكذلك حال النوم وغثيانه
12
تارة، والسهر وطوله أخرى، ويقل معه البول والعرق، ويكثر الرياح، ويشتد انتفاخ
13
المراق. وربما انتفخت الخصية؛ واذا عرض لهم قرحة عسر اندمالها لفساد المزاج
14
ويعرض فى الدرادر وفى اللثة حرارة، وحكة بسبب البخار الفاسد المتصعد، ويكون
15
البدن كسلانًا مسترخيًا. وقد يعرض حال شبيهة بسؤ القنية بسبب اجتماع الماء فى الرئة،
16
تصير سحنة صاحبه مثل سحنة المستسقى.
17
|300ra44|فصل فى الإستسقاء
18
الإستسقاء مرض مادى سببه مادة غريبة باردة تتخلل الأعضاء فتربوبها إما الأعضاء
19
الظاهرة كلها وإما المواضع الخالية من النواحى التى فيها تدبير الغذاء والأخلاط. واقسامه
20
ثلاثة: اللحمى ويكون السبب فيه مادة مائية بلغمية تغشو مع الدم فى الأعضاء. والزقى
21
ويكون السبب فيه مادة مائية تنصب إلى فضاء الجوف الأسفل وما يليه. والطبلى و
22
يكون السبب فيه مادة ريحية تفشو فى تلك النواحى. وللاستسقاء اسباب واحكام عامة،
23
ثم لكل استسقاء سبب وحكم خاص وليس يحدث استسقاء من غير اعتلال الكبد خاصًا
24
او بمشاركة وان كان قد تعتل الكبد ولا يحدث استسقاء. واسباب الإستسقاء بالجملة
25
إما خاصية كبدية، وإما بمشاركة. والأسباب الخاصية اولاها واعمها ضعف الهضم
26
الكبدى، وكانه هو السبب الواصل. وأما الأسباب السابقة فجميع امراض الكبد المزاجية
3-577
1
والألية كالصغر، والسدد والأورام الحارة والباردة، والرهلة، والصلبة المسددة لقم
2
العرق الحالب، وصلاية الصفاق المحيط بها؛ والمزاجية هى الملهبة. ويفعل الاستسقاء اكثر
3
ذلك بتوسط اليبس او المبردة. وكل يفعل ذلك بتدريج من تحليل الغزيزة، اوباطفاءها دفعة
4
اعنى بالتحليل ههنا ما تعارفه الأطباء من ان الغزيرة يعرض لها تحلل قليلا قليلا او طفرة
5
كانا من حر أو يرد كشرب الماء البارد على الريق وعقيب الحمام والرياضة والجماع
6
والمرطبة المفرطة والمجففة بعد الذوبانات، والإستفراغات المفرطة يالعرق. والبول
7
والإسهال، والسحج، والطمث، والبواسير واضر الإستفراغات استفراغ الدم. فأما الأمراض
8
الألية فقد قيل فى باب كل واحد منها انه كيف يودى الى الإستسقاء وأما أسباب الإستسقاء
9
بالمشاركة فاما ان تكون بمشاركة مع البدن كله بان يسخن بدنه جدًا، او يبرد جدًا بسبب
10
من الأسباب، او يكون بسبب برد المعدة وسؤ مزاجها خصوصًا اذا اعقب ذربًا، او يكون
11
بسبب الماساريقا، او يكون بمشاركة الطحال لعظمه لأورام فيه صلبة اولينة اوحارة،
12
اوكثرة استفراغ سوداء يودى افراطه بماتيسر من قوة السوداء المتحركة إلى نهك الكبد
13
وتبريدها وايصال اذاها إليه كما يوصل الى الدماغ فيشوش. وعظم الطحال يودى
14
إلى الإستسقاء او الى تضعيف الكبد لسيين: أحدهما كثرة مايجذب من الكبد فيسيلها
15
قوتها والأخر بانها كله قوة الكبد على سبيل مضادة لها، ومنعه اياها عن توليد الدم
16
الجيد. وقد يكون بمشاركة الكلية لبرد الكلية، او لحرارتها خاصة، او لسددفيها وصلابة،
17
فلا يجذب المائية وان كانت الكبد لا قلبة بها، وقد يكون بسبب المعاء وامراضها،
18
وخصوصًا الصائم لقربه منها، او لأجل المثانة، او الرحم، او الرئة، او الحجاب.
19
وليس كلما حدث بسبب مشاركة الكلية كان لمزاجها؛ بل قد يكون لسددها واورامها
20
فلا تجذب. وكذلك الحال فيما يحدث بمشاركة الأمعاء؛ فانه ليس كله يكون لتغير حال
21
الأمعاء فى الكيفيات فقط؛ بل قد يكون لأوجاع المعاء من المغص والسحج والقولنج
22
الشديد الوجع وغير ذلك، فيضعف ذلك الكبد. وكذلك يكون بمشاركة الرحم لا فى
23
كيفياتها بل بسبب أوجاعها واحتباس الطمث منها. وربما كان بمشاركة المقعدة لإحتباس
24
دم البواسير، وكذلك فى الأعضاء الأخر المذكورة واكثر ما يشارك اعضاء الثفل بالتقعير
25
واعضاء الإدرار والنفس بالحدبة؛ لكن اكثر المشاركة المودية إلى الاستسقاء هى المشاركات
26
مع الكلية، والصائم والطحال، والماساريقا، والمعدة. قال بعضهم: انه قد يعرض
27
الإستسقاء بسبب الأورام الحادثة فى المواضع الخالية خصوصًا النازلة لسؤ مزاجها المعتدى
28
الى الكبد والضار بها او الدم السوداوى الذى كثيرًا ما يحتقن فيها، ويولد السدد فيما
3-578
1
يجاوره بالوصول إليه والذرب، ويكون الأول مؤديًا إلى الإستسقاء بعد مقاساة الم
2
راسخ فى نواحى الحقو لا يكاد ينحل بدواء و<لا> استفراغ. وهذا كلام غير مهذب.
3
واردا الإستسقاء ما كان مع مرض حاد. ومن الناس من يرى ان اللحمى أشر من غيره،
4
لان الفساد منه يعم الكبد، وجميع عروق البدن واللحم حتى يبطل جمهور الهضم الثالث
5
ومنهم من يراه أخف من غيره وحتى من الطبلى، لكن الأولى ان يكون الزقى اصعب
6
ذلك كله، ثم من اللحمى ما هو اخف الجميع، ومنه ما هو ردئى جدًا، وذلك بحسب
7
اعتبار الأسباب الموقعة فيه وفى ظاهر الحال. واكثر ما تخرجه التجربة يجب ان يكون
8
عامة اصناف اللحمى اخف، وليس يجب ضرورة ان يكون الكبد فيها من الضعف على
9
ماهى [عليه] فى سائر ذلك واشد الناس خطرًا اذا اصابه الإستسقاء هو الذى مزاجه الطبيعى
10
حار يابس؛ فانه لم يمرض ضد مزاجه إلا لأمر عظيم. والإستسقاء الواقع بسبب صلابة
11
الطحال اسلم كثيرًا من الواقع بسبب صلابة الكبد، بل [ذلك] مرجو العلاج وربما
12
غلبت مادة الاستسقاء حتى احدثت الربو وضيق النفس والسعال، وذلك يدل على قرب
13
الموت فى الأيام الثلاثة. وربما غير النفس للمزاحمة لاللبلة وهذا أسلم. وربما حدث
14
بهم بقرب الموت قروح الفم واللثة لردأة البخارات؛ وفى آخره قد يحدث فى البدن قروح
15
لسؤ مزاج الدم. وقيل انه اذا نزل من المستسقى مثل اللحم أنذر بهلاكه، ومن عرض
16
له الإستسقاء وبه المالنخوليا انحل مالنخوليا بسبب ترطيب الإستسقاء اياه. واعلم ان الإسهال
17
فى الإستسقاء مهلك. وصاحب الإستسقاء يجب ان يتعرف اول ما انتفخ منه أهو العانة،
18
ام الرجلان، او الظهر، اوناحية الكلتين والقطن، [او] من المعاء. ويجب ان تكون
19
طبيعته فى اللين واليبس معلومة. فان [كون] طبيعة يابسة اجود منها لينة، خصوصًا فى
20
المبتدى من القطن والكليتين والمبتدى من القطن يكثر معه لين الطبيعة لإرتداد رطوبات
21
الغذاء منها إلى الأمعاء واليبس فى المبتدى من قدام اكثر. ويجب ان يتعرف حال مواضع
22
الثينة والعانة هل هى ضعيفة او لحيمة تدل على قوة وعلى احتمال اسهال، وينظر
23
أيضًا هل الصفن مشارك فى الإنتفاخ أو ليس. واذا شارك الصفن خيف الرشح، و
24
الرشح معن معذب موقع فى قروح خبيثة [عسرة البرء].
25
|300vb36|فصل فى سبب الاستسقاء الزقى بعد الأسباب المشتركة
26
السبب الواصل فيه ان تفضل المائية ولاتخرج من ناحية مخرجها فتتراجع ضرورة
3-579
1
وتغيض إلى غير مغيضها الضرورى إما على سبيل رشح، او انفصال بخار يحيله الحقن
2
[ماء] <إما> لكثرة مادة، او لشدة من دفع تدفعه الطبيعة عن ضرورة قاهرة فى المجارى
3
التى للفضول الى فضاء البطن والخلاء الباطن الذى فيه الأمعاء. واكثر وقوفه انما هو
4
بين الثرب وبين الصفاق الباطن لا يتخلل الثرب إلا لتاكل الثرب. وقد علمت ان
5
الدفع الطبيعى ربما انفذ القيح فى العظام فضلا عن غيرها. وإما على سبيل انصداع
6
من بعض المجارى التى للغذاء الى الكبد فتتحلب المائية عندها دون الكبد. وإما على
7
سبيل ما قاله بعض القدماء الأولين، وانتحله بعض المتاخرين: ان ذلك رجوع فى
8
فوهات العروق التى كانت تاتى السرة فى الجنين فياخذ منها الغذاء، والفوهات التى
9
كانت تأتيها فيخرج منها البول فان الصبى يبول فى البطن عن سرته، والمنفوس قبل
10
ان يسر يبول أيضًا من سرته، فاذا امتنع من ذلك الجانب انصرف الى المثانة، فاذا اضطرت
11
السدد ومقاومة القوى الدافعة من الجهات الأخر نفذت المائية فى تلك العروق الى ان
12
تجئ الى فوهاتها، فاذا لم تجد منفذًا الى السرة انفتقت الى البطن وانفتحت، وصارت
13
واسعة جدًا بالقياس الى خلقتها الأولى، وانضمت المنافذ التى عند الحدبة؛ فانها
14
ضيقة وأزيد ضيقًا من التى عند التقعير. ولا يبعد ان يكون استفراغ المائية من البطن
15
واقعًا من هذه الجهات والسبل لجذبها الدواء الى الكبد ثم الى الأمعاء. واسباب هذا
16
السبب الواصل إما فى القوة المميزة، وإما فى المادة المتميزة، وإما فى المجارى. أما
17
السبب الذى فى القوة المميزة فلان التمييز مشترك بين قوة دافعة فى الكبد وقوة جاذبة
18
فى الكلية؛ فاذا ضعفتا أو احدهما، او كان فى المجرى سدة خصوصًا اذا كان فى الكبد
19
ورم صلب لم تتميز المائية ولم يقبلها البدن ولم يحتملها المجارى فوجب احد وجوه
20
وقوع الإستسقاء الزقى؛ فلهذا قد يحدث الإستسقاء لضعف وعلة فى الكبد وحدها. وأما
21
السبب الذى فى المتميزة فان تكون المائية كثيرة جدًا فوق ما تقدر القوة على تمييزها، او
22
تكون غير جيدة الإنهضام. والمائية تكون كثيرة جدًا لشرب الماء الكثير <البارد> وذلك
23
لشدة عطش غالب لمزاج فى الكبد معطش، اولسبب آخر يعطش، او لسدد لا ينجذب
24
معها الى الكبد ما يعتد به فيدوم العطش على كثرة الشرب، اولأن الماء نفسه لا ينفع العطش
25
لانه حار غير بارد، او لأن فيه كيفية معطشة من ملوحة او بورقية او غير ذلك. وأما القسم
26
الأخر فاذا لم يستو هضم الغذاء الرطب قبل البدن او الكبد بعض الغذاء الرطب
27
ويرد بعضه فملا المجرى؛ فربما ادى إلى سبب من الإستسقاء الزقى المذكور ان غلبت
28
الماهية، او الطبلى ان غلبت الريحية، وذلك فى الهضم الثانى. وأما السبب الذى
29
فى المجارى فان تكون هناك اورام وسدد تمنع المائية عن ان تسلك مسالكها وتنفذ
3-580
1
فى جهتها، بل تمنعها وتعكسها الى غير مجاريها واذا دفعت الطبيعة من المستسقى مائية
2
الإستسقاء بذاتها كان ذلك دليل على الخلاص. وفى اكثر الأوقات اذا بزل المستسقى
3
عاد الإنتفاخ فى مدة ثلاثة أيام، وفى الأكثر يكون ذلك من ريح قال بقراط: من كان به
4
بلغم كثير بين الحجاب والمعدة يوجعه، فانه اذا جرى فى العروق الى المثانة انحلت علته
5
عنه. قال جالينونس: الأولى ان ينحدر البلغم الى العانة لا إلى جهة المثانة، وكيف
6
يرشح اليها وهو بلغم وليس بمائية رقيقة. واقول: ان لا يبعد ان يتحلل ويرق ولا يبعد
7
ان يكون اندفاعه على اختيار الطبيعة جهة ما للضرورة، او يكون فى الجهات الأخر سبب
8
حائل كما يدفع قيح الصدر فى الأجوف الى المثانة. وأما هذا النفوذ فليس هو باعجب
9
من نفوذ القيح فى عظام الصدر. والذى قال بعضهم انه ربما عنى بالبلغم المائية فهو
10
بعيد لا يحتاج إليه وقد يعرض ان ينتفخ البطن كالمستسقى فيمن كان به قروح المعاء
11
ثم انثقبت فلم يبت الى ان يموت، ويكون لان الثفل ينصب الى بطنه ويعظم <هذا>
12
وهذا عندى ــ وان قال به قوم ــ لبعيد، فان الموت اسبق من ذلك، وخصوصًا اذا كان
13
الإنخراق فى العليا.
14
|301rb17|فصل فى اسباب اللحمى [بعد الأسباب] المشتركة
15
السبب المقدم فيه فساد فى الهضم الثالث الى الفجاجة والمائية والبلغمية، فلا
16
يلصق الدم بالبدن لصوقه الطبيعى لردأته، وربما كان المقدم فى ذلك فساد الهضم الثانى
17
او الهضم الأول، او فساد ما يتناول او بلغمية. واذا ضعفت الهاضمة والماسكة و
18
المميزة فى الكبد، وقويت الجاذبة فى الأعضاء وضعفت الهاضمة فيها كان هذا الاستسقاء؛
19
واكثره لبرد فى الكبد فى نفسها، او بمشاركة وان لم تكن اورام وسدد تمنع نفوذ
20
الغذاء، ويكون كثيرًا لبرودة عروق البدن وامراض عرضت لها، وسدد كانت فيها من
21
اكل اللزوجات والطين ونحوه وقد يكون بسبب تمكن البرد فيها من الهواء البارد الذى
22
قد اثر اثرًا قويًا فيها. وقد يحدث بسبب حرارة مذيبة للبدن وللاء خلاط. فاذا وقعت سدة
23
لا يمكن معها انتفاض الخلط الصديدى الذوبانى فى نواحى الكلى تفرق فى البدن،
24
واكثر هذا يكون دفعة. والإختلاف ربما كان نافعًا جدًا فى اللحمى. والطبيعة قد
25
تجهد فى ان تدفع الفضل المائى فى المجارى الطبيعية وغير الطبيعية؛ ولكن ربما عرجت
26
عن ذلك الدفع. وربما سبق نفوذها الغير الطبيعى فى الوجوه المذكورة استيلاء دفع
27
دفع الطبيعة عليها. وربما لم يقلبها المجارى. وربما كانت الدافعة تدفعها الى جهة الكبد
3-581
1
لأنها مائية ومن جنس ما يندفع الى الكبد. فاذا لم يقيلها الكبد وما يليها لضعف
2
اولكثرة مادة، ولأن البدن لا يقبلها بسبب سدد اوغير ذلك، تحير بين الدفعين. قال ابقراط:
3
من امتلأت كبده ماء، ثم انفجر ذلك الماء الى الغشاء الباطن امتلاء بطنه ومات. قال
4
جالينوس: يعنى به النفاطات الكثيرة التى تحدث على الكبد قتجمع ماء فانها اذا انفجرت
5
وكانت كثيرة حصلت فى الفضاء وقلما ينفذ فى الثرب الا لتاكل من الثرب من تلك
6
الجهة. قال: وهذا الماء كماء المستسقين. وقد يستسقى من لا يموت بل يخرج ماءه، و
7
يعيش إما بطبع او بعلاج. وكذلك لا يبعد فى هذا ان ينذر اويبعد ان يعيش. وانا اظن
8
انه بموت، لأن هذا الماء يكون اردأ فى جوهره فيفسد فى الفضاء ويهلك ببخاره، ولان
9
الكبد منه يكون قد فسد صفاقه المحيط.
10
|301va4|فصل فى اسباب الطبلى
11
اكثر اسباب الطبلى فساد الهضم الأول لأجل القوة، اولأجل المادة؛ فانها اذا
12
لم تنهضم جيدًا، وقد ''عملت فيهًا" الحرارة الضعيفة فعلا غير قوى وكرهها البدن و
13
مجها، كان اولى ما يستحيل اليه هو البخارية والريحية. وربما كانت هذه المواد موادًا
14
مطيفة بنواحى المعدة والأمعاء. وربما فعلت مغصًا دائمًا: لأن الحرارة الغير <الطبيعة>
15
المستعلية فعلت فيها تحليلا ضعيفًا احالها رياحًا، وخصوصًا اذا كانت المعدة باردة
16
رطبة فلم تهئ لهضم الكبد. ثم كان فى الكبد حرارة ما تحاول ان تهضم شئيًا لم يعد بعد
17
لهضمها. وربما كان ذلك لحرارة شديدة غريبة فى المعدة والكبد تبادر الى الأغذية الرطبة
18
ورطوبات البدن قبل ان يستولى عليها الهضم الذى يصدر عن الحرارة الغريزية؛ فتفعل فيها
19
فعلا غير طبيعى فيحللها رياحًا قبل الهضم، فيكون سبب الطبلى ضعف الهضم الأول
20
لضعف الحرارة، او لشدة الحرارة المستولية التى لاتمهل ريث الهضم، او الأغذية. و
21
قد يعرض فى الحميات الوبائية وفى الأكثر من آخر الأمراض الحادة انتفاخ من البطن،
22
كانه طبل يسمع منه صوت الطبل اذا ضرب باليد، وهو علامة ردئية جدًا.
23
|301va28|العلامة المشتركة
24
جميع انواع الإستسقاء يتبعها فساد اللون، ويكون اللون فى الطحال الى خضرة
25
وسواد. وفى جميعها يحدث تهيج الرجلين لضعف الحرارة الغريزية، ولرطوبة الدم
3-582
1
اوبخاريته، وتهيج العينين، وتهيج الأطراف الأخر. وجميعها لا تخلو من العطش المبرح
2
وضيق النفس. واكثره يكون مع قلة شهوة الطعام وشدة شهوة الماء؛ إلا بعض ما يكون
3
عن برد الكبد، وخصوصًا عن شرب ماء بارد فى غير وقته. وفى جميعه وخصوصًا
4
فى الزقى ثم اللحمى يقل البول وفى اكثر احواله يحمر لقلته فيجتع فيه الصبغ الذى يفشو
5
فى الكثير؛ وأيضًا لقلة تميز الدموية والمرة الحمراء عن اليول، فلا يجب ان يحكم
6
بسبب صبغ الماء وحمرته على حرارة الإستسقاء. ويعرض لهم كثير حميات فاترة. وكثيرًا
7
ما يعرض لهم بثور تتفقأ عن ماء اصفر، ويكثر الذرب فى اللحمى والطبلى واذا كان
8
ابتداء الإستسقاء من ورم فى الكبد اشتدت الطبيعة وورم القدمان وكان سعال بلانفث
9
ويحدث اورام فى الجانب الأيمن والأيسر يغيب ثم يظهر، واكثر ذلك فى الزقى. وان
10
ابتدأ من الخاصرتين والقطن ابتدأ الورم من القدمين، وعرض ذرب طويل لا ينحل،
11
ولا يستفرغ معه الماء. والإستسقاء الذى سببه حار يكون معه علامات الحرارة من الإلتهاب،
12
والعطش، واصفرار اللون، ومرارة الفم، وشدة يبس البدن، وسقوط الشهوة للطعام
13
والقىء الأصفر والأخضر، وتشتد حرقة البول فى آخره لشدة مراريته فاذا كان من جنس
14
ما كثر فيه الذوبان واندفع لا إلى المجرئين الطبييعين دل على كثرة الصفراء،
15
وعلامات الذوبان وتقدم براز، او بول غسالى وصديدى؛ ويبتدئى من ناحية
16
الخاصرتين والقطن. وكذلك جميع الاستسقاء الكائن عن امراض حادة. والاستسقاء
17
الذى سببه بارد يكون بخلاف ذلك. وقد يشتد معه شهوة الطعام جدًا
18
كما فى برد المعدة. ثم اذا افرط المزاج سقطت. والإستسقاء الذى سببه ورم صلب
19
فيعرف بعلاماته. وبالذرب الذى يتبعه، وبقلة الشهوة للطعام. والذى يكون سببه
20
ورم حار فانه يبتدئى من جهة الكبد وتنعقل معه الطبيعة ويكون سائر العلامات التى
21
للورم الحار. والطحال يدل عليه لون الى الخضرة وعلل سابقة فى الطحال، وقد لا
22
يسقط معه الشهوة وكذلك اذا كان السبب فى الكلى لم تسقط الشهوة فى الوقت وفى
23
سقوطها فى الكبدى، ويتقدمه علل الكلى واورا مها وقرحها.
24
|301vb23|علامات الزقى
25
الزقى يكون معه ثقل محسوس فى البطن. واذا ضرب البطن لم يكن له صوت بل
26
اذا خضخض سمع منه صوت الماء المخضخض. وكذلك اذا انتقل صاحبه من جنب
27
الى جنب، ومسه مس الزق المملو ليس الزق المنفوخ فيه، ولا تعبل معه الأعضاء
28
ولا يكثر حجمها كما فى اللحمى؛ بل يذبل. ويكون على جلدة البطن صقالة الجلد الرطب
3-583
1
الممدود، وربما ورم معه الذكر، وحدثت قيلة الصفن. ويكون نبض صاحبه صغيرًا
2
متواترًا مائلا الى الصلابة مع شىء من التمدد لتمدد الحجب؛ وربما مال فى آخره الى
3
اللين لكثرة الرطوبة. واذا كان الإستسقاء الزقى واقعًا دفعة بعد حصاة خرجت من غير
4
اسباب ظاهرة فى الكبد. واعلم ان احد المجريين الحالبين من الكلية قد انخرق.
5
|301vb42|علامات اللحمى
6
اللحمى يكون معه انتفاخ فى البدن كله كما يعرض لجسد الميت، وتميل الأعضاء
7
فيه وخصوصًا الوجه الى العبالة ليس الى الذبول. واذا غمزت بالإصبع فى كل موضع
8
من بدنه انغمس، وليس فى بطنه من الإنتفاخ والتخضخض، اوالانتفاخ وخروج السرة،
9
والتطبل ما فى بطن الزقى والطبلى. وفى اكثر الأمر يتبعه ذرب ولون طبيعته الى البياض
10
ونبضه موجى عريض لين. وقد قيل انه اذا كان بوجه الإنسان اوبدنه اويده اليسرى
11
ترهل وعرض له فى مبدا هذا العرض حكة فى انفه مات فى اليوم الثانى او الثالث.
12
|302ra1|علامات الطبلى
13
الطبلى تخرج فيه السرة خروجًا كثيرًا، ولا يكون هناك من الثقل ما يكون فى
14
الزقى، بل ربما كان فيه من التمدد ما ليس فى الزقى؛ بل قد يكون كانه وتر ممدود،
15
ولا يكون فيه من عبالة الأعضاء ما <يكون> فى اللحمى؛ بل تاخذ الأعضاء الى الذبول
16
واذا ضرب البطن باليد يسمع صوت كصوت الزق المنفوخ فيه ليس الزق المملوء ماءً
17
ويكون مشتاقًا الى الجشاء دائمًا. ويستريح إليه والى خروج الريح. ونبضه اطول
18
من نبض غيره من المستسقين، وليس بضعيف؛ اذليس تنتهك القوة بكيفية او ثقل
19
انهاك الزقى، وهو فى الأكثر سريع ومتواتر مائل الى الصلابة والتمدد، ولا يكون فيه
20
من تهيج الرجلين ما يكون فى غيره.
21
|302ra18|المعالجات
22
علاج سؤ القنية: ينظر هل فى ابدانهم اخلاط مختلفة مرارية فيسهلون بمثل ايارج
23
فيقراء؛ فانه يخرج الفضول دون الرطوبات الغريزية. فان علم ان اخلاطهم لزجة غليظة
24
اسهلوا بايارج الحنظل، او بما يقع فيه الصبر، والحنظل، والبسفائج، والأغاريقون مع
25
سقمونيا. والأوزان فى ذلك على مقدار ما يحدس من رقة الأخلاط وغلظها وقوة البدن
26
وضعفه. وربما اضطروا الى مثل الخربق ان لم ينجح غيره فى التنقيه واخراج الفضل
3-584
1
اللزج ومع هذا كله فيجب ان يرفق فى اسهالهم، ويفرق عليهم السقى. وكلما تخيل
2
ان مادة قد اجتمعت لم يمكن من الثبات؛ بل عودوا الإستفراغ؛ ومع ذلك فيجب ان
3
يراعى امر معدهم لئلا تتأذى بالمسهلات، ويجعل مسهلاتهم عطرة بالعود الخام ونحوه.
4
وان كانت القوة قوية فلا تكثر الفكر فى ذلك وتزح بالمبلغ الكافى. وبالجملة
5
يجب ان يكون التدبير مانعًا لتوليد الفضول؛ وذلك بالإستفراغات الرفيقة المتواترة. و
6
ليجتنبوا الفصد ما امكن فان كان لا بدمنه لإمتلاء من دم اقدم عليه بحذر وتفاريق فى
7
ايام ثلاثة او اربعة. واكثر ما يجب الفصد اذا كان السبب احتباس دم بواسير اوطمث.
8
والأولى ان يستفرغ اولا بما ينقى الدم مثل الأيارج ونحوه؛ ثم ان لم يكن بد كفى اخذدم
9
قليل. وفى اكثر الأحوال بهم حاجة الى استفراغ ما يخرج الأخلاط بالإسهال ويفتح
10
السدد، ثم بما يدر ويفتح السدد. والحقن الملطفة المحللة للرطوبات المسهلة لها
11
نافعة جدًا. فاذا استفرغوا فان اولى مايعالجون به الرياضة المعتدلة، وتقليل شرب الماء،
12
والإستحمام بالمياه البورقية والكبريتية والشبية، وان يقيموا عند قرب البحر [والحمأت].
13
وأما الحمامات العذبة فتضرهم الا ان يستعملوها جافة؛ ويتعرقوا فى اهويتها الحارة،
14
وان يستعملوا القىء قبل الطعام، فانه نعم التدبير لهم. ويجب ان يكون فى اوائل
15
الأمربفجل ينقع فى السكنجبين وفى آخره بالخربق. وان يقبلوا على التجفيف ما امكن
16
وعلى التفتيح. وان يستعملوا فى اضمدتهم ومشروباتهم الادوية المجففة المفتحة
17
الملطفة العطرة، مثل السنبل والسليخة والدار صينى، والأدوية الملطفة مثل الأفسنتين،
18
والكاشم والغافث، وبزر الأبخرة، والكمافيطوس، وزراوند مدحرج، وعصارة قثاء
19
الحمار، وقنطوريون، وورق المازريون، والجاؤشير، والكاكنج بالخاصية. ويقع فى اضمدتهم
20
الكرنب، وعصارة قثاء الحمار، واصل المازريون وورقه، ونطرون، ورماد السوسن،
21
وزبد البحر، وهذه وامثالها تصلح لدلوكاتهم فى الحمام، وينفعهم الميبة والحنديقون
22
والشراب الريحانى القليل الرقيق، وشراب السوسن. ومما ينفعهم جدًا شراب الأفسنتين على الريق
23
<والمثروديطوس> ومن المعاجين وخصوصًا بعد التنقية الترياق، والمثر وديطوس ودواء
24
الكركم ودواء اللك والكلكلانج البزورى. وربما سقوا من البان الإبل [الأعرابية] وابوالها،
25
وخصوصًا فى الأبدان الجاسية القوية، وخصوصًا اذا ازمن سؤ القنية و كاد يصير اسسقاء
26
وربما سقوا اوقيتين من ابوال الإبل مع سكبينج الى نصف مثقال اكثره؛ وكذلك فى
27
ابوال المعز. وربما كان الأصوب ان يخلط بها الهليلج الأصفر ان كانت المواد رقيقة
3-585
1
صفراوية وينفع من الكمادات تكميد المعدة والكبد بالسنبل والسليخة ونحوها، و
2
اتخاذ ضماد منها بالميسوسن ونحوه. ويدام تمريخ بطونهم بمثل البورق والكبريت بالأدهان
3
الحارة المعروفة. وينفعهم من الضمادات ضماد الكعك بالسفرجل. وان عصى طلوا
4
باخثاء البقر وبعر الماعز. وأما غذاء صاحب سؤ القنية فما فيه لذة وتقوية للطبيعة مثل الدراج
5
والقيح ومرقهما والزيرباج المطيب جدًا بمثل القرنفل، والدار صينى، والزعفران، و
6
المصطكى، وكذلك المصوصات. ومن الفواكه الرمان الحلو والسفرجل القليل منه
7
لا يضر. ويجب ان يخلط أيضًا باطعمتهم مثل الخردل والكراث والثوم وما يجرى مجراه
8
من غير ان يكثر جدًا.
9
|302rb51|فصل فى علاجات الإستسقاء الزقى
10
الغرض العام فى معالجتهم التجفيف واخراج الفضول ولو بالقعود فى الشمس
11
حيث لاريح، واصطلاء النيران الموقدة من حطب مجفف والأكل بميزان، وترك الماء
12
وتفتيح المسام، والإدرار المتواتر، واسهال المائية بالرفق وبالتواتر، والمصابرة على العطش
13
وتدبيره، والإمتناع عن روية الماء فضلاعن شربه ما امكن، وان لم يكن بد من شربه شربه
14
بعد الطعام بمدة وممزوجًا بشراب اوغيره، وتقليل الغذاء وتلطيفه جدًا، هو افضل علاج.
15
والرياضة ذكرناها فى باب اللحمى، ومراعاة القوة وتقويتها بالطيوب العطرة، والمشمومات
16
اللذيذة، وروائح الأطمعة القوية، وتقويتها بالشراب العطر، وليس كثرة شرب السكنجبين
17
فيها بالمحمود. ومما ينفعهم القذف، وخصوصًا قبل الطعام وأيضًا بعده غبًا وريعًا
18
وخسًا؛ فانه ينفعهم جدًا. والتعطيس بالأدوية والنفوخات وغير ذلك ينفعهم بما يحدر
19
المائية ويحركها الى المجارى المستفرغة. وأما الفصد فيجب ان يجتنبه كل صاحب
20
استسقاء [ما امكن الا الذين بهم استسقاء] من احتباس الدم، فان القصد يمنع اعضائهم
21
الغذاء وهى قليلة الغذاء، ومع ذلك يبرد اكبادهم، فالقصد ضار فى غالب الأحوال. وان
22
كان هناك ورم اعتنى به اول [كل] شىء. واذا اشتكى المستسقى الجانب الأيسر الكثير
23
الشرائين فليس اشتكاه للتمدد الذى به، فان الجانبين مشتركان فى ذلك؛ بل ذلك للدم،
24
فليفصد اولا ثم يعالج علاج الإستسقاء. فان كان ورم صلب فلا يطمع فى برء الإستسقاء
25
الزقى الذى يتبعه. ولو استقرغ الماء اى استفراغ كان [ولو] مائة مرة عاد وملأ. واعلم
26
ان الإستفراغ بالأدوية أحمد من البزل ومن الإسترشاح لتعذر الحامهما. ويجب ان يقع
27
الإستفراغ <بالأدوية> [فى] وقت لاتكون حمى وان كان التدبير ربما جفف الإستسقاء
3-586
1
فان الورم يعيده. ويجب ان يقلل عنه الأقراص القابضة وان كانت مقوية مثل قرص
2
الأمبر باريس، وخصوصًا عند انعقال الطبيعة. ويجب ان يقع التجفيف فى الإستسقاء
3
البارد بكل حار ملطف مفتح. وأما فى الإستسقاء الحار فعلى وجه آخر سنفرد له
4
كلامًا. واعلم ان دهن الفستق واللوز نافعان فى جميع انواع الإستسقاء. وأما الأدوية
5
المفردة الصالحة لهذا الضرب من الإستسقاء اذا كان باردًا فمثل سلاقة الحند قوقى الشديدة
6
الطبخ، ويسقى منه كل يوم اوقيتين؛ او يطبخ رطل من العنصل فى اربعة اقساط شراب
7
فى فخار نظيف حتى يذهب ثلث الشراب، ويسقى كل يوم أولا قدر ملعقة كبيرة، ثم
8
يزاد حتى يبلغ خمس ملاعق، ثم ينقص حتى يعود الى واحدة. وأيضًا يسقى كل يوم
9
عصارة الفوتنج اوقية. وقد ذكر بعضهم انه يجب ان ياخذ الذرا ريح فيقلع رؤسها واجنحتها،
10
ثم يحل اجسادها فى ماء العسل، ويدخل العليل الحمام ثم يسقى ذلك، وياكل الخبز
11
به. وهذا شىء عندى فيه مخاطرة عظيمة واكثر ما اجسر ان اسقى منه هو قيراط فى شربة
12
من المياه المعصورة المعلومة. وقيل: انه اذا نقى البدن فشرب كل يوم من الترياق قد رحمصة
13
بطبيخ الفوتنج احد وعشرين يومًا واقتصر على اكلة خفيفة واحدة وجبه براء. وزعم
14
بعضهم ان سقى بعر الماعز بالعسل نافع، او بول الشاة، او بول الحمير بالسنبل والعسل،
15
اوزراوند مد حرج وزن ثلاثة دراهم فى شراب. وقد حمد لهم بعضهم كل يوم
16
اوكل يومين قدر باقلاة من الشبث الرطب مصفى فى الماء. ومن الأدوية النافعة
17
الكلكلانج ودواء اللك خاصة [للزقى ويرجى بكل استسقاء] ودواء الكركم معجون
18
ابوريطوس خاصة، وجوارشن السوسن، ودواء الإسقيل، وشراب العنصل والترياق
19
واعلم ان الترياق ودواء الكركم والكلكلانج نافع جدًا فى آخر الإستسقاء البارد. ومن
20
الأدوية العجيبة النفع اقراص شبرم دانق. آخر: شبرم وهليلج اصفر بالسواء والشربة
21
متدرجة من دانق ونصف الى قدر درهم يشرب فى كل اربعة ايام مرة، وفيما بينها يشرب
22
اقراص امبر باريس وقد يركب ادوية من الراوند والقسط وحب الغار، والحلبة،
23
والترمس، والراسن، والجنطيانا، وصمغ اللوز، والقنة، وهى ادوية نافعة. وأما التدابير
24
المستفرغة المائية فالمسهلات والشيافات والحقن خاصة؛ فانها اقرب إلى الماء، و
25
اخف على الطباع، وابعد عن الرئيسة. وانواع من الإستحمامات بالحمأت والتعريق
26
بالتنانير، والمياه المطبوخة فيها الملطفات مثل البابونج والإذخر، وانواع من المروخات
27
والضمادات والكمادات ويدخل فى جملة ذلك سقى لبن الماعز ولبن اللقاح،
28
ومن هذا القبيل البول. ولبن اللقاح موافق للزقى اذا اخذ اسبوعًا مع اقراص الصبر
3-587
1
اولا نصف درهم مع نصف درهم طباشير الى ان يبلغ درهمًا وبعد الأسسوع ان استفرغ
2
الماء بوزن درهمين الكلكلانج ثم عاود اقراص الصبر اسبوعًا ولم يزل يفعل هكذا فربما
3
برأ. والضعيف لا يسقى من اقراص الصبر ابتداء الاقدر دانق ونسخة اقراص الصبر فى انقراباذين
4
[وكذلك الكلكلانج] فأما المسهلات فلا يجب ان يكون فيها ما يضر بالكبد، وان
5
اضطر الى مثله مضطر وجب ان يصلح. ويجب ان لا يكون دفعة بل مرات؛ فان ما يكون
6
دفعة قاتل، واقل ضرره تضعيف الكبد. والصبر وحده ردئى جدًا للكبد، فينبغى ان
7
يبعد عن الكبد إلا لضرورة او مع حيلة اصلاح. ويجب ان يتبع المسهلات صوم،
8
فلاياكل المستسهل بعدها يومًا وليلة ان امكن، وان يتبع ما يقوى ويقبض قليلا مثل
9
قرص الأمبرباريس ومثل مياه الفواكه التى فيها لذاذة وقبض حتى يقوى الكبد؛ وخصوصًا
10
بعد مثل الأفريبون والمازرون والأشق ونحوه، ثم يستعمل مصلحات المزاج كالترياق
11
ودواء الكركم فى البارد، وماء الهندباء فى الحار. و"من كان شديد المحرورية لم
12
يلائمه لبن اللقاح ويبتدأ اللبن اللقاح وزن اربعين درهمًا ويزاد كل يوم عشره عشرة"،
13
ويجب اذا كانت حرارة ان لا يسهل الصفراء؛ فانها مقاومة للمائية بوجه، ولان المائية
14
يحتاج الى اسهالها فيتضاعف الإسهال وتلحق القوة أفة؛ بل الأوجب ان يطفى الصفراء
15
ويسهل المائية، إلا ان تكون الصفراء مجاوزة للحد فى الكثرة، فليقتصر حينئذ على مثل
16
الهليلج فنعم المسهل هو فى مثل هذه الحال، كما ان السكبينج نعم المسهل فى حال
17
البرد وكل افراط من الإستفراغ فى الكمية وفى الزمان ردئى، وهو فى الحار أصلح
18
ومن الملينات الجيدة مرق القنابر ومرق الديك الهرم، خصوصًا بالبسفائج [والشبث
19
ونحوه] واذا استفرغت قرابة عشرة ايام بشىء من المستفرغات الرقيقة، وبألبان اللقاح
20
ومياه الجبن، وغير ذلك، فنقص الماء وخف الورم. فمن الصواب ان يكوى على البطن
21
لئلا يقبل الماء بعد ذلك، ويكون الكى بعد الحمية، وترك المسهل يومين او ثلاثة،
22
وهى ست كيات: ثلاث فى الطول يبتدئى من القص والى العانة، وثلاث فى العرض
23
من البطن، وليصبر بعده على الجوع والعطش ومن الصواب ان يسقى فيما بين مسهلين
24
شئيًا من المفتحات للسدد مثل اقراص اللوز المر. وأما سقى البان اللقاح والماعز، و
25
خصوصًا الأعرابيات، وخصوصًا المعلوفات بما يسهل المائية، ويلطف ويدر مثل
26
الشيح والقيسوم والباقلى وغير ذلك. وفى المحرورين ما يوافق مع ذلك الكيد مثل
27
الكشوث والهندباء وغير ذلك. فلا يلتفت الى ما يقال من انه دسيس السوفسطائيين
28
ومن ان طبيعة اللبن مضادة للاستسقاء، [بل] اعلم انه دواء بالغ لما فيه من الجلاء
3-588
1
برفق ولما فيه من خاصية. وربما كان الدواء المطلق مضادًا لما يطلب من علاج الكيفية؛
2
لكنه يكون موافقًا بخاصيته. او امر آخر كاستفراغ ونحوه، كما يقع الهندباء فى معالجات
3
الكبد التى بها امراض باردة، وكما يفزع الى السقمونيا فى الأمراض الصفراوية؛ <بل>
4
اعلم ان هذا اللبن شديد المنفعة فلوان انسانًا اقام عليه بدل الماء والطعام ليشفى به. وقد
5
جرب ذلك فى قوم دفعوا الى بلاد العرب فقادتهم الضرورة الى ذلك فعوفوا. والبان اللقاح
6
قد تستعمل وحدها، وقد تستعمل مخلوطة بغيرها من الأدوية التى بعضها يقصد بها قصد
7
تدبير غير مسخن جدًا، مثل الهليبج مع بزر الهندباء وبزر الكشوث والملح النفطى،
8
وبعضها يقصد فيه قصد تدبير مسخن ملطف؛ مثل السكبينج وحبه وبعضها يقصد فيه
9
قصد منع افراط الإسهال؛ مثل القرط ونحوه. وقد يخلط بابوال الإبل. وقد يقتصر
10
عليها طعامًا وشرابًا. وقد يضاف اليها طعام غيرها. وفى الحالين يجب ان يتحقق
11
من امره انه هل يمتار منه البدن فلا يطلق، او يطلق قليل، اويطلق اكثر من وزنه بقدر
12
محتمل، اويفرط، او يسهل فوق المحتمل، او يتجبن فى المعدة وفى المجارى، او
13
يودى الى تبريد، او يخلف خلطًا بلغميًا، او خلطًا محترقًا لعفونة ان قبلها. واعلم ان افضل
14
اوقات سقيه الربيع الى أول الصيف. ومن التدبير الحسن فى سقيه ماجر بناه مرارًا فنفع:
15
وهو ان يشرب لبن اللقاح على خلاء من البطن، وطى من ايام وليال قبله ولا يتناول
16
فيها إلا قليلا جدًا. وان امكن طيها فعل. ولا بد من طى الليلة التى قبلها، ثم يشرب
17
منه الحليب فى الوقت والمكان مقدار او قيتين او ثلاثة، واجوده اوقيتان منه مع اوقية
18
من بول الإبل. ويهجر الماء ايامًا ويراعى ايامًا ثلاثة، فيجد ما يخرج بالإدرار قريبًا مما
19
يشرب، وبعد ذلك ربما استطلق البطن بما يشرب منه وربما لم يستطلق به الا بثفل قليل؛
20
وانما لا يستطلق به لأن البدن يكون امتار منه فان استطلق بدنه فوق ما شرب كف عنه
21
يومًا، او خلط به ما فيه قبض. وان لم يستطلق فيجب ان يخاف شاربه التجبن ويهجره.
22
فكذلك ان استطلق دون ماشرب وحينئذ فيجب ان يشرب شئيًا يحدر ما فى معدته منه،
23
وان يعاود مخلوطًا به سكبينج ونحوه، بل من الإحتياط ان يستعمل فى كل ثلاثة ايام
24
شئيًا من حب السكبينج ونحوه بقدر قليل يخرج ما عسى تجبن من بقاياه اويولد منه،
25
وخصوصًا اذا تجشى حبشاءً حامضًا ووجد ثقلا. ومن التدبير النافع فى مثل هذه الحال
26
الحقن فى وقت. ويجب أيضًا فى مثل هذه الحال ان يترك سقى اللبن يومًا اويومين
27
ويفرغ إلى الكمادات والضمادات التى يضمد بها البطن فيحلل فان كان سقى اللبن
28
لا يحدث شئيًا من ذلك، ويخرج كل يوم شئيًا غير مفرط بل الى قدر كوزين صغير بن
29
مثلا، اقتصر عليه كان وحده أومع السكبينج والحبوب المسهلة السكبينجية وغيرها.
3-589
1
وان افرط الإسهال قطع عنه اللبن يومًا او يومين، ثم درج فى سقيه، فيسقى منه لبن نجيبة
2
قد علفت القوابض، وخلط به ساعة يحلب خبث الحديد البصرى المرضوض المغسول
3
بخل الخمر المقلو قدر عشرين درهمًا قرظ وطراثيث من كل واحد خمسة دراهم
4
بزر الكرفس ثلاثة دراهم، باقات من سعتر وكرفس وسذاب يترك فيه ساعة، ثم يصفى
5
ويشرب، ثم يدرج الى الصرف، ثم الى المخلوط بما يسهل ان احتيج إليه. وأما المدرات
6
النافعة فى ذلك فيجب ان لا يلزم الواحد منها، بل ينتقل من بعضها الى بعض، فادويته
7
مثل فطر اساليون، والنانخواه، والفوذنج، والأسارون، والرازيانج. وبزر الكرفس،
8
وسيساليوس، وايرسا، والأنجدان، وكما فيطوس، والوج، والسنبلان، ودوقو،
9
وفو، ومو، والهليون، وبزره، واصل الجزر البرى، والكاكنج، ويجب ان ينعم سحقًا،
10
حتى يصل بسرعة الى ناحية الحدبة، واذا استعمل المدرات القوية فيجب ان يستعمل
11
بعدها شئيًا من المرق الدسمة مثل مرقة دجاجة سمينة. وأما الأضمدة فالقانون ان لا يكثر
12
فيها ما يجفف ويحلل مع قبض قوى يسد مسام ما يتنفس، ويتحلل الاشئيًا قليلا قدر
13
ما يحفظ القوة ان احتيج اليها مثل السنبل والكندر والسعد بقدر قليل جدًا فان ذلك
14
يحفظ قوة المراق وما فيه أيضًا، ويجعله أيضًا غير قابل وأما الأدوية الضمادية المفردة
15
والضمادات المركبة النافعة فى هذه العلة فقد ذكرنا كثيرًا منها فى الأنقراباذين <ما هو
16
مجرب> والذى نذكره ههنا مما هو مجرب نافع: اخثاء البقر وبعر الماعز الراعيتين
17
للحشيش دون الكلاء نسخة ضماد منها: يوخذ من هذه الأخثاء شىء ويغلى بماء وملح
18
ثم يذر عليه كبريت مسحوق، ويجعل على البطن. وأيضًا بعر الماعز مع بول صبى.
19
وأيضًا زبل الحمام وحب الغار والإيرسا. ومن القوى فى هذا الباب أخثاء البقر بعر الماغز
20
يجعل فيه شىء من خربق والشبرم، ويجمع ببول اللقاح ويضمد به. ومن الضمادات
21
ان يلصق الودع المشقوق، ويترك على بطن المستسقى بحاله بعد الدق بصدفه،
22
ويصبر عليه إلى ان يجف بنفسه. ومن الضمادات الجيدة ان يتخذ ضماد من ريتيانج
23
ونطرون، وراسن، ودقاق الكند ربشحم البقر ضماد موافق للاستسقاء: يطبخ التين اللحيم
24
بماء ويخلط معه ما زريون جزء، نطرون جزءان كما فيطوس جزء ونصف. آخر قوى
25
جدًا: يوخذ صمغ الصنوبر، وشمع وزوفا رطب، وزفت، وصمغ البطم من كل واحد
26
ثلاثة درخمى، ميعة وهو الإصطرك ومصطكى، وصبر وزعفران، واطراف الأفسنتين،
27
واشق من كل واحد درخمى، جند بيدستر، وكبريت، وحماما، وصدف السمك المعروف
3-590
1
بسيفًا من كل واحد نصف درخمى، ذرق الحمام وحرف بابلى وزهر القصب فى
2
البحيرة من كل واحد ثلاث درخميات [سوسن آسما نجونى اربعة درخميات] بورق احمر
3
درخمى، يخلط بدهن البابونج. واذا كان فى الكبد ورم نفع الضماد المتخذ من حشيش
4
السنبل، والزعفران، وحب البان، والمصطكى واكليل الملك وعساليج الكرم، و
5
البابونج، والأدهان المطيبة. ومن المراهم مرهم بهذه الصفة: يوخذ المار قشيتا،
6
والكبريت الأصفر، والنطرون، والأشق من كل واحد جزء ومن الكمون جزءان وثلثا جزء،
7
يجمع بشمع وعلك البطم وشراب، ويوضع على البطن. ومرهم الجند بيدستر، ومرهم
8
الأفسنتين، ومرهم الإيرسالنا، ومرهم الفربيون، ومرهم شحم الحنظل، والمرهم المتخذ
9
بالخلاف، ومرهم حب الغار، ومرهم البزور، ومرهم بولورحيدس. ومن الذرورات
10
نطرون وملح مشويين يذر على البطن، وخصوصًا بعد [دهن حار مثل] دهن قثاء
11
الحمار ودهن الناردين. وقد يستعمل عليهم الأدوية المحمرة. وربما ضربوا اعضاءهم
12
الطرفية بقضبان دقاق، وذلك غير محمود عندى. وربما علقوا على احقابهم وما يليها المثانات
13
المنفوخ فيها، ولا اعرف فى ذلك كثير فائدة. وأما البزل من المراق فاعلم انه قلما نجع
14
الافى قوى البدن جدًا اذا قدر بعده على رياضة معتدلة، وعطش، وتقليل غذاء. ويجب
15
ان لا يقدم عليه ما امكن علاج غيره. والصواب ان لا يكون فى دفعة واحدة فيستفرغ
16
الروح دفعة ويسقط القوة بل قليلا قليلا وان لا يتعرض به لمنهوك. وأما صفة البزل فان
17
انطيلس يأمر بان يقام قيامًا مستويًا ان قدر عليه، ويجلس جلوسًا مستويًا ويغمز الخدم
18
اضلاعه ويدفعوا بها الى اسفل السرة، ثم يشتغل بالبزل. فان لم يقدر على ذلك فلا تبزله.
19
وان اردت ان تبزله، فيجب ان تبزل اسفل السرة قدر ثلاث اصابع مضمومة ثم تشق ان
20
كان ابتداء الإستسقاء عن الأمعاء وان كان من جانب الكبد فلتجعل الشق من الجانب
21
الأيسر من السرة. وان كان من جانب الطحال فلتجعله من الجانب الأيمن من السرة،
22
وارفق كيلا تشق الصفاق؛ بل يسلخ المراق عن الصفاق قليلا الى اسفل من موضع شق
23
المراق، ثم يثقب المراق ثقبًا صغيرًا على ان يكون ثقب المراق اسفل من ثقب الصفاق
24
[قليلا] حتى اذا خرجت الأنبوبة انطبق ذلك، فاحتبس الماء لإختلاف الثقبين ثم ليدخل
25
فيه انبوبة نحاس، فاذا اخذت الماء بقدر انمته مستلقيًا، ويجب ان تراعى النبض، فاذا
26
اخذ يضعف قليلا قليلا حبست الماء. واذا اخرجت الماء اخر الإخراج بقدر بقيت شئيًا
27
يكفى الخطب فيه الأدوية المسهلة. وقد يكوى بعد البزل الكى الذى ذكرناه وقد
3-591
1
تكوى المعدة، والكبد، والطحال، واسفل السرة بمكاوى دقيقة وربما تلطفوا فاجرؤا
2
المائية إلى الصفن فبزلوا من الصفاق قليلا قليلا وهو تدبير نجيح نافع، وذلك بالتعطيس
3
وبكل ما يدفع المائية إلى اسفل؛ ويجب حيئنذ ان يتوقى لئلا يقع منه الفتق، وان
4
يكون ذلك بما ليس فيه ضرر آخر. وربما نخسو الادرة بابر كثيرة ليكون للماء مراشح كثيرة
5
وربما اعقب البزل مغصًا ووجعًا، فيجب ان يستعمل صب دهن الشبث ودهن البابونج
6
والأدهان الملينة على المغص وموضع البزل، وتوضع عليه الضمادات المعمولة بالحلبة
7
وبزر الكتان وبزر الخطمى ونحوه. وربما اقتصر على ماء حار ودهن يصب على البزل
8
فاذا سكن المغص ازيل. وأما الإستفراغات الجزئية لهم بالأدوية فلنورد منها ابوابًا، وهذه
9
الأدوية المسهلة للمائية، وقد عددناها فى الجداول؛ والقوية منها مثل البان اليتوعات
10
وشجرها. وافضل ما يكسر غايلتها الخل، والتفاح، والسفرجل، وحب الرمان،
11
وخصوصًا خل ربى فيه السفرجل ونحوه، او طبخ فيه، او ترك فيه ايامًا، اورش عليه
12
عصارته. ومما يعجن به اليتوعات مثل لبن الشبرم ونحوه والميبختج يعجن به ويحبب.
13
والسكنجبين افضل من ذلك اى اذا حل فى الأوقية منه دانق من مثل الشبرم، وخصوصًا
14
الشجرة التى يتخذ منها الترياق "الفراوى والبوشنجى". واظن انه اللاغية. والفربيون دواء
15
يسقى منه وزن درهم فى صفرة البيض النيمبرشت، فانه قد ينفع فى الأقوياء مرارًا مع
16
خطر عظيم فيه. والروسختج، وتوبال النحاس، وخصوصًا معجونًا بلب الخيز محببًا،
17
وحشيشة يسمى منداربا، وعصارة قثاء الحمار، والشراب المنقوع فيه شحم الحنظل
18
والمازريون من جملة اليتوعات قوى فى هذا الباب؛ واصلاحه ان ينقع فى الخل،
19
وقد يتخذ من خله سكنجبين. والأشق قد يسقى إلى درهمين بماء العسل ومما هو
20
اقرب الى الاعتدال السكبينج، والإيرسا، وبزر الأنجرة مقشرًا من قشره معجونًا بعسل وماء
21
ورق الفجل. وأما التى هى اسلم واضعف فماء القاقلى نصف رطل مع سكر العشر، وماء
22
الكاكنج، وماء عنب الثعلب. وسكنجبين المازريون ولبن اللقاح المدبر، وماء الجبن
23
المدبر بقوة الإيرسا، وتوبال النحاس، والمازريون ونحوه. نسخة ماء الجبن. يجعل
24
على كل رطل منه درهم ملح اندرانى، وخمسة دراهم تربد مسحوق يغلى برفق، وتوخذ
25
رغوته ويصفى ويبدأ، ويسقى منه ثلث رطل، ثم يزاد قليلا قليلا الى رطل فانه ينقص
26
الماء بلاتسخين. واجود ماء الجبن ما اتخذ من لبن اللقاح، وابرده وافضله
27
للمحرورين المتخذ من لبن الماعز ولبن الأتن. ومن الأدوية المقاربة لذلك وينفع
28
الإستسقاء الحار ان ينقع فلق من السفرجل فى الخل ثلاثة ايام، ثم يدق مع وزنه من المازريون
3-592
1
الطرى دقًا شديدًا حتى يختلط ويلقى عليه نصف قدر الخل سكر، ويطبخ حتى يصير
2
فى قوام ويخلط الجميع. وقد يقرب من هذه الحبوب المتخذة من بزر المازريون مع سكر
3
العشر، وهو مما لاخطر فيه للحارة أيضًا. ومن المعجونات: الكلكلانج، ومعجون لنا
4
بخبث الحديد والمازريون فى انقراباذين، ومعجون لبعضهم: يوخذ من بزر الهندباء
5
وبزر الكشوث عشرة عشرة، عصارة الطرخشقوق مجففة وزن عشرين درهما، عصارة
6
امبر باريس خمسة عشر درهمًا، لك مغسول راوند صينى من كل واحد خمسة دراهم،
7
عصارة الأفسنتين سبعة دراهم، عصارة قثاء الحمار وشحم الحنظل خمسة خمسة، غاريقون
8
سبعة دراهم، يعجن بالجلاب ويسقى بماء البقول.
9
هذا دواء جيد ذكره بعض الأولين وانتحله بعض المتأخرين وهو آمن جانبًا من
10
الكلكلانج، وفيه تقوية واسهال قوى. ومن الأشربة شراب الإيرسا لنا. وشراب بهذه
11
الصفة: يوخذ نحاس محرق مثقال يدق جيدًا ويسحق. وذرق الحمام مثقال وثلاثة من
12
قضبان السذاب، وشىء يسير من ملح العجين يشرب ذلك بشراب.
13
ومن الحبوب حب فيلغريوس وصفته: توبال النحاس، وورق المازريون، وبزر
14
الأنيسون من كل واحد جزء يتخذ منه حب، ويسقى القوى منها مثقالا والضعيف درهمًا.
15
وأيضًا حب الشعثا، وحب بهرام، وحب الخمسة، وحب السكبينج، وحب المازريون
16
وهو غاية للزقى كما ان حب الراوند غاية للحمى، وحب المقل، وحب الشبرم،
17
وحبوب ذكرناها فى الأنقراباذين وحب بهذه الصفة: لبن الشبرم، عصارة الأفسنتين،
18
سنبل، تربذ، من كل واحد دانق، غاريقون ورد من كل واحد نصف درهم يحبب بماء
19
عنب الثعلب ويشرب.
20
حب جيد أيضًا: قشر النحاس كما فيطوس انيسون اجزاء سواء يحبب، ويبدأ
21
منه بدرخمى واحد ويتصاعد. وأيضًا من الأقراص قرص الراوند الكبير المسهل، و
22
اقراص المازريون بالبزور واقراص مازريون بنسخة أخرى معروفة.
23
وأما الإستحمامات فيكره لهم الرطب منها، واجوده لهم اليابس، واجود
24
اليابس تنور مسجور بقدر احتمال المريض ان يدخله، وخصوصًا صاحب اللحمى،
25
واذا دخل يترك رأسه خارجًا الى الهواء ليتأدى الهواء البارد الى ناحية القلب والرئة،
26
فيبرد قلبه ولا يعظم عطشه، ويتحلل بدنه عرقًا غزيرًا نافعًا، وان كان الرطب بمياه الحمأت
27
الحارة البورقية والكبريتية والشبية المعروفة المجففه، انتفع بها جدًا فى منتهى العلة خصوصًا
28
صاحب اللحمى. يتكرر فيه فى اليوم مرات. وان لم تسقط قوته، وامكنه ان يقيم فيها
29
يومًا بطوله فعل. ومن هذا القبيل ماء البحر اذا فتر وسخن. وأما البارد والسباحة فيه
30
فذلك فى آخر الأمر شديد الموافقة. ومن فضائل مياه الحمأت التمكن من تدبير النفس
31
البارد الذى يغور مثله فى الحمام. فان لم يحضر مياه الحمأت واحتال للمياه العذبة بما
3-593
1
يخلط بها من الأدوية، ويطبخه فيها مثل البورق، والكبريت، والأشنان، والخردل، و
2
النورة، والعقاقير الأخر المعلومة التى تشاكلها فلا بأس وهذه المياه يجب ان يلقى من
3
صاحب الزقى والطبلى بطنه، ومن اللحمى جميع البدن. وأما الإستسقاء الحار وهو إما
4
تابع لورم حار، اوتابع لمزاج حار بلاورم اضعف القوة المغيرة، وليس حمرة الماء دليلا
5
على هدا النوع من الاستسقاء لا محالة؛ فربما كان صبغه لقلته؛ بل اعتمد فيه على سائر الدلائل
6
ثم عالج. ويجب ان يجنب هذان جميعًا الأدوية الحارة البتة، فتزيد فى السبب وتزيد فى
7
العلة؛ بل يكون فيه خطر عظيم. ولا يجب ان يلتفت الى من بقول ان الإستسقاء لا يبرأ
8
إلا بالأدوية الحارة. وكثيرًا ما يبرأ فيما شاهدنا وفيما جرب قبلنا بأن عالجنانحن ومن
9
قبلنا الأورام بعلاجها، والمزاج الحار بالتبريد. ورأيت إمرأة نهكها الإستسقاء وعظم عليها،
10
فاكبت على شىء عظيم من الرمان نستشنع ذكره فبرأت، وكانت دبرت نفسها وشهوتها
11
بهذا التدبير. ومع هذا أيضًا فيجب ان تراعى جانب المائية المجتمعة، فانك ان راعيت
12
جانب الحمى وحدها كان خطرًا، وان راعيت جانب المائية <وحدها> كان خطرًا.
13
فيجب ان يجمع بين التدبيرين برفق، والتفرغ الى المعتدلات ومقاومة الأغلب. واعلم
14
انك ان اجتهدت فى ابراء الإستسفاء والورم والحمى قائمان لم يمكنك. والتدبير فى
15
مثل هذا ان يستعمل ماء عنب الثعلب وماء الكاكنج، وماء الكرفس، وماء القاقلى، وماء
16
الطرخشقوق وهو ــ اليعضيد المر ــ؛ ويجب ان يخلط بهذه شىء من اللك والراوند و
17
الزعفران، والراوند مع هليلج اصفر. وان يستعمل أيضًا عند الضرورات ما جعلناه فى
18
الطبقة السافلة من المسهلات المازريونية وغيرها. ويجب ان يتامل ما قال جالينوس
19
فى علاج مستسقى حار الإستسقاء <وكيف أبرأه> وكتبناه بلفظه. قال جالينوس ممادبرت
20
به الشيخ صديقنا من استسقاء زقى مع حرارة وقوة ضعيفة غذوته بلحم الجدى مشويًا،
21
وبالقيح والطيهوج ونحوها من الطيور وخبز خشكار، والقريص، والمصوص. والهلام
22
بها، والعدس بالخل عدسية صفراء؛ واوسعت عليه فى ذلك لحفظ قوته، ولم أذن له فى
23
فى المرق البتة إلايوم عزمى على سقيه دواء. وكنت ذلك اليوم آذن له فى زيرباج قبل
24
الدواء وبعده. وكان لا يكثر عطشه، وأمرته ان ياكل هذه بخل متوسط الثقافة، و
25
اسهلته بهذا المطبوخ: هليلج اصفر سبعة دراهم شاهترج اربعة دراهم، حشيش الأفسنتين
26
درهمان، حشيش الغافث درهمان. هندباء غض باقة، سنبل الطيب درهمان، بزر الهندباء
27
درهمان، ورد درهمان، يطبخ بثلاثة ارطال ماء حتى يصير رطل، ويمرس فيه وزن عشرة
28
دراهم سكر ويشرب، وأيضًا بهذا الحب: لبن الشبرم ومثله سكر عقدته، وكنت اعطيته
29
قبل غذاءه، وربما عقدته بلحم التين واعطيته منه حمصتين أوثلاثة، وسقيت بعده رب
3-594
1
الحصرم والريباس، وضمدت كبده بالباردة. وبحب فيدس وبالمازريون المنقع بالخل
2
ومن أطليته على البطن الطين الأرمنى بالخل والماء، ودقيق الشعير، والجاورس، و
3
اخثاء البقر، وبعر الماعز، ورماد البلوط والكرم، وفى الأحانين البورق والكبريت كلها
4
بخل، وحتى ضمدت كبده بالضماد الصندلى، وربما وضعت ضماد الصندل على
5
ناحية الكبد، والمحللة على السرة والبطن. وقد اسهلته أيضًا بشراب الورد بعد ان انقعت
6
فيه مازريون، ومرة دفت فيه لبن الشبرم، واذنت له فى الفواكه من التين اليابس واللوز
7
والسكر، وامرته بمصابرة العطش. وان افرط عليه مزجت له خلا بماء وسقيته. وقد دققت ورق
8
المازريون ونخلته وعجنته بعسل التين، وكنت اعطيته منه قبل الأكل وبعده وجملة،
9
فلم ادعه يومًا بلانفض فهذا قوله. وأما الغذاء لأصحاب الإستسقاء فيجب ان يكون
10
قليلا ووجبة، وان امكنه ان يهجر الخبز من الحنطة للزوجته وتسديده فعل. ويقتصر
11
على خبز الشعير المبزر. وان كان لا بد فيجب ان يكون من خبز تنورى خشكار نضيج
12
مجفف لئلا يفطر، وليكن من حنطة غير علكة. ومن الناس من يجعل فيه دقيق الحمص،
13
وان يكون دسمهم من مثل الزيت الإنفاق. ومن اغذيتهم الخل بالزيت المبزر و
14
المفوه فانه يوافقهم. ومرق الدجاج نافع لهم فانه يجمع إلى الإدرار واصلاح الكبد.
15
والطعام الذى تتخذه النصارى من الزيتون والجزر والثوم. ويجب ان يكون مرقهم ماء
16
الحمص، ومرقة القنابر، والديك الهرم والدجاج، وخصوصًا بحشيش الما هوندانه.
17
ويكون اللحوم التى ربما تناولوها لحوم الطير الخفاف مثل الدراج، والقيح، والشفانين،
18
والفواخت، والقنابر، ولحوم القطا، ولحوم الغزلان والجدى، وصغار السمك المبزرة
19
بالملطفة والحريفة المقطعة. وملح الأفعى جيد لهم جدًا؛ ولكنه ربما افرط فى التعطيش
20
وبقولهم مثل الكرفس، والسلق، والبقلة اليهودية، والهندباء، والشاهترج، وقليل
21
من السرمق، والكراث، والسذاب، وورق الكراويا، والفوذنج، والثوم، والكبر، و
22
الخردل؛ والحبوب كلها تضرهم خاصة اصحاب الطبلى فأما اللبوب: فالفستق والبندق
23
واللوز المر. وربما رخص لهم فى وقت يسترق فى التمر والزبيب ولا رخصة لهم فى
24
الرطبة البتة، إلا الرمان الحلو. وأما الشراب فلا يقربن منه صاحب الإستسقاء الحار. وأما
25
صاحب الإستسقاء البارد فيجب ان لا يشرب منه إلا الرقيق العتيق القليل لا على الريق ولا على
26
الطعام، بل بعد حين واذا علم انحدار الطعام عن المعدة. وأما الحقن والشيافات فالحقن
27
المتخذة من المياه المخرجة للمائية مثل السكنجبين والإيرسا ونحوه.
3-595
1
شياف يستفرغ الماء استفراغًا جيدًا: يوخذ من بزر الأنجرة خمسون عددًا، حب
2
الما هوندانه ثلاثون عددًا، غاريقون سبعة قراريط، قشر النحاس ثلاثون درخمى يخلط
3
مع لب الخبز ويعمل شياف، ويتناول منه ستة قراريط اوتسعة. وأما المدرات فجميع
4
المدرات تنفعهم. ومما هو جيد لهم دواء يدر البول: يوخذ بزر الأنجرة سبعة قراريط،
5
خربق اسود مثله، كاكنج درخمى، سنبل هندى درهمان يخلط ويتناول الشربة منه مثقال
6
بشراب الأفاوية. آخر يدر البول: عيدان البلسان، وسنبل وسليخة، وكمون، و
7
أصل السوسن: واوفاريقون، وفقاح الإذخر ولوز وقسط وجزر برى، وحماما،
8
وسموربيون وهو صنف من الكرفس البرى، وفطر اساليون وهو بزر الكرفس الجبلى
9
وقصب الذريرة، وفلفل، وكاكنج، وسيساليوس وهو الأنجدان الرومى من كل وحد
10
درخمى يخلط الجميع والشربة منه درهمان.
11
|305ra50|فصل فى علاج الاستسقاء اللحمى
12
الأصول الكلية نافعة فى الإستسقاء اللحمى، ومع ذلك فقد ذكرنا فى باب الإستسقاء
13
الزقى اشارات الى معالجات اللحمى وقد تقع الحاجة فيه الى الفصد ان كان السبب
14
احتباس دم طمث او بواسير، وكان هناك دلائل الإمتلاء، فان فى الفصد حيئبد ازالة
15
الخانق المطفى. والفصد اشد مناسبة للحمى منه للزقى ولين الطبيعة منهم صالح لهم.
16
واذا كان مع اللحمى حمى لم يجز اسهال بدواء ولا فصد ما لم يزل. واقراص الشبرم
17
وشربها على ما وصفنا فى باب الزقى اشد ملائمة للحمى منها لسائر الأنواع الإستسقاء
18
<جدًا>. ولا يجب ان يحبس بل يجب ان يطلق دائمًا ولو بالدواء المعتدل. وينفع
19
القذف، وينفع الغراغر المنقية للدماغ. وينفع الإسهال؛ وافضله ما كان بحب الراوند.
20
وللاستسقاء؛ وخصوصًا اللحمى رياضة يبتدى اولا مستلقيًا، ثم متمكنًا على ظهر الدابة،
21
ثم ماشيًا قليلا على ارض لينة رملية. ويصحبهم من يمسح العرق لئلا ينشؤ بترك الوسخ
22
الأول على الثانى سددًا، ويتعرض بعد الرياضة للتسخين، وخصوصًا بالشمس؛ فانها
23
قوية الغوص. واذا اشتد حر الشمس وقى الرأس لئلا يصيبه علة دماغية، ويكشف سائر
24
الأعضاء كلها ويكون مضجعه الرمل ان وجده، وبالذرورات المذكورة، فاذا درمنه
25
العرق مسحه ودهن بمثل دهن قثاء الحمار ونحوه ويتوقى مهاب الرياح الباردة. ويجب
3-596
1
ان يشرب دواء اللك ودواء الكركم والكلكلانج أيضًا ويستعمل المدرات المذكورة و
2
المسهلات التى فيها تلطيف وتجفيف. ومنها اقراص الغافث مع الأبهل فى ماء الأصول
3
وفى السكنجبين البزورى ان كانت حرارة. والأدوية المفردة فى الزقى نافعة فى هذا كله
4
حتى السكبينج والقسط، والمازريون والأفربيون. وطبيخ الأبهل نافع جدًا وان طبخ
5
وحده بقدرما يحمر منه الماء ثم يوخذ منه وزن ثلاثة دراهم ابهل، ويشرب من ذلك الماء عليه
6
ويسقى أيضًا نانخواه وكمون وملح الطبرزد. وأما الذى عن سبب حار فيجب ان يفصد
7
ليخرج الصديد الردىء ويدر فاذا نقيت العروق اصلح مزاج الكبد عن الإلتهاب الى المزاج
8
الطبيعى. وتغذية اللحمى البارد والحار وتعطيشه كما فى الزقى البارد والحار بعينه.
9
|305rb53|فصل فى علاج الاستسقاء الطبلى
10
القانون فى علاجه ان يستفرغ الخلط الرطب ان كان هو لإحتباسه سببًا للنفخة.
11
وربما احتيج إلى الإستفراغ للمائية والى البول أيضًا كالزقى، وان يقوى المعدة ان كان
12
السبب ضعفها، او يعدل الكبد بالأطلية وغيرها حتى لا يفرط تبخيره. والفصد لا يدخل
13
فى هذا الباب إلا فى النادر؛ بل الأولى ان يسهل الطبيعة برفق ويجب ان لا يستكثر من
14
المسهلات ويجب أيضًا ان يستعمل المدرات، ولكن لا يفرط فيها، فان الإفراط فيها
15
يودى الى تولد ابخرة كثيرة، ثم يستعمل المجشيات ومحلات الرياح، ويدلك بطنه فى
16
اليوم مرارًا، ويكمد بالجاورس والنخالة ان نفعه. وكذلك حبوب مشروبة وحمولات.
17
وربما احتاج الى وضع المحاجم الفارغة على بطنه مرارًا ويجب ان يجتنب الحبوب
18
والبقل، ويجتنب الألبان والفواكه الرطبة. وان كان الإستسقاء الطبلى من سؤ مزاج حار
19
فيجب ان يسقى مثل مياه الرازيانج، والكرفس، واكليل الملك، والبابونج، والحسك.
20
فان كان الإستسقاء الطبلى من سؤ مزاج بارد فيجب ان يسقى الكمون، والأنيسون، و
21
الجندبيدستر، والنانخواه؛ وان يمضغ الكمون والكندر دائمًا. وينفعه معجون الوج
22
والشونيز وهو مذكور فى انقراباذين. وأيضًا نانخواه، وابهل، وكمون وملح طبرزد.
23
الحمولات: يوخذ كمون وبورق وورق السذاب ويستعمل منه شيافه. ومن الحقن
24
دهن السذاب نفسه اومع البزور المحللة للرياح.
3-597
1
|305va28|فصل فى اوجاع نواحى الشراسيف
2
ان الشراسيف يحدث فيها اوجاع لذاعة وممددة ريحية وغير ذلك وقد يكون
3
بسبب الكبد. وقد يكون كثيرًا بسبب الحجاب. وقد يكون بسبب الطحال. وقد يكون
4
بسبب ورم فى الأعضاء اللحمية التى فى الأضلاع ولا خطر فيه. وقد يعرض ذلك فى الحميات.
5
وكثيرًا ما يكون بحركة فى البحرانات. فان كان لا وجع فيه وكان وجع قليل الى فوق
6
والخلط مائل الى نواحى الرأس فتوقع البحران هناك وان كان مع مغص ووجع إما
7
مائل الى السرة والأربيتين، او الى الظهر والقطن فتوقع البحران باسهال او ادرار بول.
8
وربما تمددت الشراسيف ومراق البطن بسبب يبس يتبع سؤ مزاج اورام باطنه وتمدد
9
الشراسيف يكثر فى الحميات الوبائية.
3-598
1
|305va48|الفن الخامس عشر
2
|305va49|فى احوال المرارة والطحال وهو مقالتان المقالة الاولى
3
فى تشريح المرارة والطحال وفى اليرقان
4
|305va51|فصل فى تشريح المرارة
5
ان المرارة كيس معلق من الكبد الى ناحية المعدة من طبقة واحدة عصبانية،
6
ولها فم الى الكبد، ومجرى فيه يجذب الخلط الرقيق الموافق لها، والمرار الأصفر.
7
ويتصل هذا المجرى بنفس الكبد، والعروق التى فيها يتكون الدم. وله هناك شعب
8
كثيرة غائصة؛ وان كان مدخل عمودها من التقعير، وفم، ومجرى الى ناحية المعدة،
9
والأمعاء، يرسل فيهما الى ناحيتهما فضل الصفراء على ما ذكرناه فى الكتاب الأول.
10
وهذا المجرى يتصل اكثر شعبه بالأثنى عشرى. وربما اتصل شىء صغير منه بأسفل المعدة.
11
وربما وقع الأمر بالضد، فصار الأكثر المتصل بالمعى الأغلظ الى اسفل المعدة، والأصفر
12
الى الإثنى عشرى. وفى اكثر الناس هو مجرى واحد يتصل بالإثنى عشرى. وأما مدخل
13
الأنبوبة المصاصة للمرارة فى المرارة فقريب من مدخل انبوبة المثانة فى المثانة. ومن
14
عادة الأطباء الأقدمين: ان يسموا المرارة الكيس الأصغر، كما من عادتهم ان يسموا
15
المثانة الكيس الأكبر.
16
ومن المنافع فى خلقة المرارة: تنقية الكبد عن الفضل الرغوى، وأيضًا تسخينها
17
كالوقود تحت القدر، وأيضًا تلطيف الدم، وتحليل الفضول، وتحريك البراز، وتنظيف.
18
الأمعاء، وشد ما يسترخى من العضل حوله. وانما لم يخلق فى الأكثر للمرارة سبيل إلى
19
المعدة لتغسل رطوباتها بالمرة كما تغسل بها رطوبات الأمعاء، لأن المعدة تتأذى بذلك،
20
وتغثى، ويفسد الهضم فيها بما يخالط الغذاء من خلط ردئى. وياتيها من العرق الضارب،
21
والعصبة التى تتصل بالكبد شعبتان صغيرتان جدًا. والمرارة كالمثانة طبقة واحدة مولفة
22
من اصناف الليف الثلاثة، واذا لم تجذب المرارة المرة اوجذبت فلم تصفو عنها حدثت
23
<عنها> آفات، فان الصفراء اذا احتبست فوق المرارة ورم الكبد واورثت اليرقان. وربما
24
عفنت، واحدثت حميات ردئية. واذا سالت إلى اعضاء البول بافراط قرحت. واذا
3-599
1
سالت الى عضوما احدثت الحمرة، والنملة. واذا دبت فى البدن كله ساكنة غير هائجة
2
احدثت اليرقان. واذا سالت عن المرارة الى الأمعاء باقراط اورثت الإسهال المرارى،
3
والسحج.
4
|305vb47|فصل فى تشريح الطحال
5
ان الطحال بالجملة مفرغة ثفل الدم، وحراقته، وهما السوداء الطبيعى والعرضى
6
وله شان ما وقوة، [فهو] يقاوم القلب من تحت، والكبد والمرارة من جانب. فاذا
7
جذب كدورة الدم هضمها واذا حمضت او عفصت، وصلحت لدغدغة فم المعدة
8
ودباغته فاعتد لجيدة وارسله إليه فى وريد عظيم. واذا ضعف الطحال عن تنقية الكبد
9
وما يليها من السوداء حدثت فى البدن امراض سوداوية، مثل السرطان، والدوالى،
10
وداء الفيل، والقوباء، والبهق الأسود، والبرص الأسود، بل من المالنخوليا، والجذام
11
وغير ذلك.
12
واذا ضعف عن اخراج مايجب ان يخرج عن نفسه من السوداء وجب أيضًا
13
ان يكبر، ويعظم، ويرم، وان لا يكون لمايتولد من السوداء مكان فيه، وان يحتبس فيها
14
ما يدغدغ فم المعدة. واذا ارسله بافراط اشتد الجوع. فان كان حامضًا؛ وكان ليس
15
بمفرط فيغثى، ويقئ. وربما احدث فى الأمعاء سحجًا سوداويًا قتالا. واذا سمن الطحال
16
هزل البدن، وهزل الكبد، فهو أشد ضدًا للكبد. وربما احترقت السوداء فى الطحال
17
الى الحموضة المعتدلة. وربما انصب كثيرًا فاحشًا الى المعدة، واحدث القىء السوداوى.
18
وربما كان له ادوار، وعرض منه [المرض المسمى] انقلاب المعدة. واذا كثر استفراغ
19
السوداء؛ ولم تكن هناك حمى؛ فهو لضعف الماسكة، والقوة الدافعة. واذا كثر احتباسها
20
فبالضد.
21
والطحال عضو مستطيل لسانى متصل بالمعدة من يسارها إلى الخلف وحيث
22
الصلب، يجذب السوداء بعنق يتصل بتقعير الكبد تحت مفصل عنق المرارة، ويدفعها
23
بعنق نابت من باطنه. وتقعيره يلى المعدة، وحدبته تلى الأضلاع [وليس تعلقها بالأ
24
ضلاع] برباطات كبيرة، وقوية؛ بل بقليلة ليفية مشتدة باغشية الأضلاع؛ ومن هذا
25
الجانب يتصل بالعروق الساكنة، والضاربة. وجانبه المقعر المسطوح يقبل على الكبد
26
والمعدة، وان كان موازيًا لأسفل الكبد، واقعًا عند اسفل المعدة. ويصل بينه وبين
27
المعدة عرق يلتحم بكل واحد منهما، وفيه تعلقيه أيضًا. ويدعمه الصفاق المطوى
3-600
1
طاقين بشعب تتفرق منه فيه كثيرة العدد، صغيرة المقدار، تداخل الطحال والثرب.
2
وفى الطحال عروق ضوارب، وغير ضوراب كثيرة، ينضج فيها الدم، وتشبهه
3
بجوهره، ثم تدفع الفضل، وجرمه سخيف ليسهل قبوله للفضل الغليظ السواداوى الذى
4
يداخله. ويغشيه غشاء نابت من الصفاق، ويشارك الحجاب بسبب ذلك، فان منشأ
5
غشاء الحجاب أيضًا من الصفاق.
6
|306ra52|فصل فى اليرقان الأصفر، والأسود
7
اليرقان: تغير من لون البدن، فاحش الى صفرة، اوسواد؛ لجريان الخلط الأصفر،
8
او الأسود الى الجلد وما يليه بلا عفونة؛ ولو كانت <عفونة> لصجها غب فى الصفراء،
9
او ربع فى السوداء. وسبب الأصفر فى اكثر الأمر من جهة الكبد، ومن جهة المرارة.
10
وسبب الأسود من الطحال، وقد يكون من الكبد. وقد يتفق: ان يكون سبب الأصفر
11
والأسود معًا هو المزاج العام للبدن. فلنتكلم <الأن> اولًا فى اليرقان الصفراوى.
12
[فنقول: ان اليرقان الصفراوى] إما ان يكون لكثرة تولد الصفراء، اولإمتناع
13
استفراغها. وكثرة ما يتولد منها إما بسبب العضو المولد، أوبسبب المادة التى عنها يتولد،
14
اولأسباب غريبة. والعضو المولد فى الطبع هو الكبد؛ فانه اذا أسخن جدًا للاسباب
15
المسخنة، اولأ ورام فى الكبد وفى مجارى الصفراء، او لسدد تحبس المرة ''عن المرارة"
16
اولحرارة مزاج المرارة فتسخن <مزاج> الكبد جدًا؛ احدث الصفراء على ما علمت فى
17
مواضعه. وأما المولد لا فى الطبع فهو جميع البدن اذا سخن سخونة مفرطة، واحال
18
ما فيه من الدم الى <المرة> الصفراء. والمادة هى الأغذية؛ واذا كانت من جنس ما
19
يتولد عنها الصفراء إما لحرارة مزاجها، وإما لسرعة استحالتها الى الحرارة كاللبن فى المعدة
20
الحارة؛ لم تخل عن توليد الصفراء الكثيرة.
21
وأما الأسباب الغريبة: فمثل حر من خارج يشتمل عليه، او يفشو فيه بسبب
22
مثل اللسع من جرارة، اوحية، او ضرب من الزنانير الخبيثة، اوعض مثل قملة النسر،
23
<والرتيلا>. وقد يفعله الدواء المشروب كمرارة النمر، والأفعى اذا كانا بحيث لا يقتلان،
24
والسمى فى الأكثر يظهر دفعة. وما يكون من اليرقان لكثرة الصفراء؛ فقد يكون انتشارها
25
من نفسها لشدة الغلبة على الدم. وقد يكون على سبيل دفع من الطبيعة؛ وهو اليرقان
26
البحرانى. وهذه الكثرة قد يتفق ان تتولد دفعة، وقد تتولد قليلا قليلا، وفى الأيام
27
اذا كان ما يتولد لا يتحلل لكثافة الجلد، او لغلظ المادة. ولهذين السببين ما يكثر اليرقان
3-601
1
عند هيجان الرياح الشمالية، وفى الشتاء البارد، وعند احتباس العرق المعتاد. وكثرة
2
تولد الصفراء قد يكون فى الكبد، وقد يكون فى البدن كله على ما علمت، ويكون
3
بسبب الأورام الحارة حيث كانت لما تغير من المزاج الى الحرارة، فيكثر من تولد الصفراء
4
فيحدث اليرقان عن مجاورة اورام حارة لتغييرها المزاج، وان كانت قد يحدث ذلك
5
أيضًا على سبيل التشديد، ومنع الإستفراغ. والباردة اولى بتوليد المرار الأسود؛
6
فهذا هو الكائن بسبب الكثرة.
7
وأما الكائن بسبب عدم الإستفراغ: فاما ان يكون عدم الإستفراغ عن الكبد،
8
اوعن المرارة، اوعن الأمعاء، والأعضاء الأخر. واذا لم تستفرغ عن الكبد فاما ان يكون
9
السبب فى الفاعل، او يكون فى الألة. والسبب الذى فى الفاعل فهو ضعف القوة
10
المميزة، اوضعف القوة الدافعة. والسبب الذى فى الألة فهو انسداد المجرى، اومابين
11
الكبد والمجرى. ومن هذا القبيل ما يتولد عن اورام الكبد الحارة، والصلبة. ومن هذا
12
القبيل اليرقان الذى يكون مع برد يضعف الكبد؛ فينقبض مجاريه، والذى يكون
13
عن انضغاط أيضًا، وسائر اسباب السدد. واعلم: انه اذا حصلت سدة تحبس الصفراء
14
فى الكبد، فى اى المواضع كانت من الكبد والمرارة، وجب منها ان تصير الكبد اسخن
15
مما هى، فيتولد المرار أيضًا اكثر مما كان يتولد فى حال السلامة.
16
وأما الكائن بسبب المرارة: فامأ لضعفها عن الجذب من الكبد؛ لا سيما اذا كان
17
مع ضعف الكبد عن التمييز والدفع، او لشدة قوة جاذبتها فتملاءها جذبًا دفعة واحدة،
18
ولا يسعها غير ما يملاها، ويمددها ثم يسقط قوتها فلا تجذب. وإما لوقوع سدة فى
19
مجراها الى الأمعاء. وقد تكون تلك السدة بسبب شدة اكتناز منها لما سال اليها من
20
الصفراء دفعة لكثرة تولد، أو شدة دفع من الكبد، او جذب من المرارة، فينطبق على فم
21
المجرى ما يحتبس؛ ومع ذلك فان القوة للاذى تضعف. وقد يكون لسائر اسباب
22
السدد. والذى يكون فى القولنج فيكون لأن الخلط اللزج يغرى وجه المجرى، ولا
23
ينصب المرار الى الأمعاء. وهذا هو الذى سببه القولنج [وقد يكون من اليرقان ما هو
24
القولنج وليس سببه القولنج] بل هما جميعًا مشتركان فى سبب واحد؛ وهو سدة
25
سبقت الى مجرى المرارة قبل حدوث القولنج؛ فمنعت المرار ان ينصب الى الأمعاء
26
ويغسلها، فلما منعت عرض ان الأمعاء لم تنغسل، وكثر فيها الرطوبات، وهاج القولنج
27
و"عرض ان الصفراء رجعت" الى البدن فهاج اليرقان. وكل سدة فى مجرى الكبد
28
الى المرارة، اوفى مجرى المرارة الى الأمعاء كانت من التحام او ثولول؛ لم يرج برءها.
3-602
1
وأما الكائن عن الأمعاء: فهو ماظنه قوم من انه قد يعرض ان يجتمع فى الأمعاء؛
2
وخصوصًا قولون صفراء كثيرة قد انصبت اليها وليست تخرج عنه لسبب حائل؛ فلا
3
تجد المرة التى فى المرارة موضعًا يفرغ فيه؛ وان كان المجرى مفتوحًا، وهذا قليل جدًا؛
4
وكانه بعيد؛ لأن المرة اذا كثرت، وحصلت فى الأمعاء اخرجت نفسها وغيرها؛ إلا ان
5
يكون عرض للحس أن بطل، وللدافعة أن سقطت. وأما اليرقان الأسود الطحال: فقسه
6
فى وجوه تكونه على اليرقان المرارى؛ من حيث كونه لسدد المجريين، ومن حيث
7
تكونه لضعف بعض القوى وقوة بعضها.
8
وأما اليرقان الأسود الكبدى: فربما كان لشدة حرارة الكبد، فيحرق الدم الى
9
السوداء، او يكثر السوداء فى البدن. فان اعانه من الطحال، والمجارى معاون ثم الأمر.
10
وربما كان لشدة بردها؛ فيتعكر له الدم، ويسود. وقد يكون ذلك البرد مع يبس. وقد
11
يكون مع رطوبة. وقد يكون بسبب اورام باردة، وصلبة. وأما اليرقان الأسود الذى
12
بسبب البدن كله: إما لشدة حرارة البدن كله، فيحرق الدم سوداء، او لشدة برده فتجمده
13
وتسوده. وكل يرقان اصفر، او اسود يكون سببه البدن كله، فهو بسبب العروق
14
المنبثة فى البدن <كله> فيكون فساد استحالة الدم اليها على قياس فساد استحالة الدم
15
الى مادة الإستسقاء اللحمى الكائن [منه] وان لم يكن هناك فساد ظاهر فى الكبد؛
16
بل كان فى العروق فقط. وقد يمكنك ان تقسم فتعلم ان اليرقان الأسود قد يكون
17
للكثرة، وقد يكو للإحتباس على ما قيل فى الأصفر.
18
وقد يجتمع اليرقانان معًا إما لأن الصفراء المنتشرة يعرض لها، ولما خالطه من الدم
19
الإحتراق فتصير سوداء، ويتركب الخلطان، اولأن فى الجانبين جميعًا أفة؛ اعنى جانب
20
الكبد والمرارة، وجانب الطحال. وقد ظن قوم: ان الأصفر قد يعرض بغتة، والأسود
21
لا يعرض بغتة. وذهبوا الى ان سبب تولد الصفراء اقوى من سبب تولد السوداء. و
22
السوداء يتولد قليلا قليلا. وليس الأمر كذلك، وان كان الأكثر على ما قالوا. وقد
23
يتفق أيضًا: ان يكون اليرقان الأسود بحرانًا لأمراض الطحال، وما يشبهها اذا لم تهتد
24
الطبيعة الى جهة النفض بسبب معوق. واكثر اصحاب اليرقان الأصفر تعتقل طبيعتهم
25
لإحتباس المنبه اللذاع الذى علمته.
26
ومن كان به يرقان؛ وترك؛ فلم يعالجه، ولم تتحلل مادته، خيف عليه الخطر،
27
وكثير منهم يصيبه الموت فجأة. وشر اصناف اليرقان الكبدى ما كان عن ورم هو الذى
28
ذكره بقراط. فقال: اذا كانت الكبد فى الماروق صلبة فذلك دليل ردئى. وقد قال بقراط
3-603
1
فى بعض ما ينسب اليه: ان من اليرقان ضربًا ردئيًا [سريع الإهلاك] يكون فى بول
2
صاحبه شبيه بالكرسنة، ويكون معه غرز فى البطن، وحمى وقشعريرة ضعيفة، ويكون
3
ضعيفًا فى الكلام من الدوار، وهذا يقتل الى اربعة عشر يومًا.
4
فصل علامات اسباب الأصفر
5
اعلم: ان اكثر اليرقانات الصفر والسود؛ فان زبد البول ينصبغ فيها. وكلما
6
كان البول اكثر صبغًا فهو احمد، وادل على سلامة الكبد، وقوتها. وأما الكائن
7
عن سؤ مزاج حار فى الكبد فعلاماته: العلامات المعلومة، كانت تلك العلامات مع
8
علامة الورم الحار، او لم تكن؛ اذا لم يبيض معه الرجيع ابيضاضه فى السددى؛ بل ربما
9
انصبغ اكثر، ولا يحس بثقل يحس فى السددى، وتقل الشهوة، ويكثر العطش، و
10
ينحف البدن، ويحمر البول، وقلما يكون دفعة. وان كان سببه شدة حراقة المرة فى
11
المرارة، والتهابها فيها فعلامته دوام اصفرار لون البدن، وسواد الوجه وحده، وبياض
12
اللسان، والهزال، واعتقال الطبيعة لشدة تجفيف المرارة للثفل، وبياض البول، ورقته
13
فى الأول لإحتباس المرار فى البدن دون الدافع، ثم شدة اصفراره، ثم اسوداده، وغلظه،
14
وشدة نتن رائحة فى الأخر.
15
وأما الكائن عن سؤ مزاج حار فى البدن كله: فأن يكن البدن كله حار الملمس؛
16
وفيه حكة، وتكون الشهوة قليلة مع قبول الغليظ والحلو، ويكون البراز قريبًا من المعتاد
17
الى اللين، وكذلك البول؛ وان تكون العروق تحس حارة جدًا متغيرة اللون، ولا يكون
18
من بياض الرجيع، وثقل ناحية الكبد والمرارة ما يكون فى حال السددى؛ بل ربما
19
كان البراز منصبغًا، والبدن خفيفًا. ولا يختص بالكبد شىء من علاماته المفردة له،
20
ولا يكون دفعة كون ضرب من سذدى. وان كان لورم حار، او صلب علمت علاماته
21
مما ذكر.
22
وأما السددى فمن علاماته اللازمة: ابيضاض الرجيع فى اكثر الأوقات، اوقلة
23
صفرته، وشدة اصفرار البول فى لونه، وثقل فى المراق فى الجنب الأيمن، ووجع،
24
ونفخ عند الغذاء، وحكة فى جميع البدن، ويخف النوم على الجانب الأيسر، لكن
25
المرارى منه يبيض معه البراز دفعة ابيضاضًا شديدًا، فيبيض البراز اولا، ثم يحدث اليرقان.
26
والكبدى لا يبيض معه البراز إلا بتدريج، فان المرارة ترسل ما فيها من مرة قليلا قليلا الى
27
ان تفنى، ولذلك يبيض البراز قليلا قليلا الى ان يتم بياضه، وقد ظهر اليرقان، واذًا
3-604
1
وقعت السدة فى مجرى المرارة الى الأمعاء، ولم تكن فى افعال الكبد آفة سالفة ولا فى
2
الوقت إلا بعد ما يتأذى به من احتباس مرة فيها، ولا تجد سبيلا الى المرارة الممتلئة،
3
وتكون مرارة الفم أشد، والعطش قويًا. والمرارى كثيرًا ما يهيجه القولنج، او يصحبه
4
على الوجه الذى اومأنا إليه. وما كان من السددى سببه برد، او تقبض دل عليه الأقوال
5
الماضية. ومن جملتها حال البدن كله،. وان كان سببه خلطًا غليظًا دل عليه التدبير المقدم.
6
وأما ان كان سببه نبات شىء او التحام، دل عليه الدوام من اليرقان، ودوام علامات
7
السدد، وقلة نفع استعمال مفتحات من حقن وغيرها.
8
وما كان السبب فيه ضعف القوة الدافعة من الكبد، او المميزة لم يكن
9
صبغ البول فيه شديدًا جدًا، كما يكون فى السددى فى حال ما يكون القوة المميزة الدافعة
10
قويتين، ولا ابيض البراز ابيضاضًا ناصعًا، ولم يحس بالثقل الذى يكون من السدة، و
11
وجد فى سائر افعال الكبد ضعف، وربما صحبه ذرب، وعلامات ضعف الكبد.
12
وما كان السبب فيه ضعف من قوى المرارة كان مع غثيان شديد، ومرارة [فم]
13
من غير ثقل، وكان تولده قليلا قليلا، وكان الصبغ فى البراز بين الأبيض والأصفر،
14
ولكنه يكون فى البول قويًا جدًا يرقانيًا اذا لم يكن هناك ضعف من قوى الكبد [المميزة
15
و] الدافعة. وقد ظن بعضهم: ان الذى يكون من المرارة مع صلاح من الكبد، فان
16
البول يكون فيه على لونه، واحواله الطبيعة، وهذا محال، فان الكبد الصالحة تدفع
17
المرار اولا الى المرارة، فان لم يمكن فالى البول، وتمنع نفوذه فى الدم ما امكن و
18
لكنه اذا كثر بقاء البول ابيض مع اليرقان، اوقليل الصبغ فهو اخبث وأخوف ان يقع
19
صاحبه فى الإستسقاء، لأنه يدل على ان السدد من برد.
20
وأما السمى فيدل عليه النهشة ان كان عن حيوان. وأما ان كان عن سم فانما
21
يدل عليه [سبوق] الصحة، وجودة الأخلاط، ثم عروض ذلك دفعة من غير تغيير
22
البراز الى البياض. واما البحرانى منه فعلاماته: ان يكون فى الأمراض الحادة ذوات
23
البحرانات بها، ويكون معه علامات أخر للبحران؛ مثل غثيان، وتهوع، وقىء مرارة،
24
وشدة سهر، وعطش، وقلة شهوة الطعام، ومرارة الفم، وصغر النفس، ويبس
25
الطبيعة. والبحرانى يدل عليه البحران فقط. وأما الجودة من الردأة فتصح بالدلائل
26
المقارنة كما نتكلم فى بابها. والنبض فى اليرقان الأصفر فى اكثر الأحوال ''صغير لضعف
3-605
1
القوة." لكنه ليس شديدًا؛ لأن المرة خفيفة حارة؛ لكنه صلب لشدة اليبوسة، وليس
2
بذلك السريع، لأن القوة ليست بتلك القوية لردأة المزاج. واليرقان الأصفر كثيرًا ما [يخرج]
3
معه عرق اصفر.
4
|307rb50|فصل فى علامات اسباب اليرقان الأسود
5
أما الكائن عن الطحال وحده: فقد يدل عليه ان لا يكون كان اصقر ثم صار
6
اسود، فان الأصفر لا يكون من الطحال البتة؛ وان كان الأسود قد يكون من الكبد؛
7
لكن الأسود الطحال اشد سوادًا، ويقارنه علامات صلابة الطحال وعظمها، واوجاعها
8
التى فى الجانب الأيسر. وقد يكون فيه البراز والبول اسودين. وربما خرج فى البراز
9
دردى اسود، وهذا دليل قوى. وربما سلم البول اذا لم يكن فى الكبد آفة، او كان
10
لم يتعد اليها الأفة تعديًا مفرطًا، فتكون سلامتها دليلا على ان اليرقان طحالى، وفى
11
هذا اليرقان قد يكون المراق متمددة مع وجع وثقل. وفى اكثر الأحوال تكون الطبيعة
12
معتقلة. وربما لانت فيكون الهضم ردئيًا، ويكون معه خبث نفس، وغم، ووسواس
13
بلا سبب. وربما خرج معه عرق اسود.
14
والكائن لسدة فى المجارى يدل عليه الثقل الشديد، وصعوبة النوم على الجانب
15
الأيسر. والكائن للورم الحار، والصلب يكون معه علاماتهما. والكائن للضعف لا يكون
16
معه ثقل، فان كان الضعف من الكبد أيضًا دل عليه علاماته. والكائن عن الكبد فيدل
17
عليه ان الأفات الأولى تظهر فى الكبد، ويكون الطحال سليمًا، أو ماؤفًا، إلا ان يكون
18
معه آفات الكبد الفاعلة للسوداء، ولا يكون السواد شديد خالصًا كما فى الطحال،
19
ويدل عليه الأفة فى البول. وان كان الفساد من جانب الحرارة، واليبوسة؛ كان السواد
20
إلى الصفرة، وان كانت من جانب الحرارة، والرطوبة؛ كان هناك صفرة مع حمرة
21
كشقرة ما. وان كان من جانب البرد، واليبوسة؛ والبرد اغلب، كان إلى الخضرة،
22
او اليبس اغلب كان الى السواد. وان كان من جانب البرد، والرطوبة اغلب، كان
23
الى صفرة ما وفستقية. وان كانت البرودة اغلب كان الى الخضرة. والطحال فلونه
24
واحد.
25
|307va32|فصل فى علاج اليرقان الأصفر
26
اعلم: ان القصد فى علاج اليرقان متوجه نحو أمرين: احدهما ازالة اليرقان
27
نفسه بما يحلله عن الجلد، وعن العين "بالأدوية المعروفة بالغسالة" وبالسعوطات
3-606
1
للعين، وبالأدوية المسهلة للمادة الفاعلة لليرقان. والثانى ينحو نحو السبب فيقطعه، و
2
هو إما اصلاح مزاج، وإما تقوية قوية، وإما تدبير ورم، وإما تفتيح سدد، وإما استفراغ
3
بقصد باسليق، او أسليم، او العرق الذى تحت اللسان مما وصفه بعضهم. وان لم يمكن
4
ذلك فحجامة فوق موضع الكبد تحت الكتف اليمنى، او تحتها فى الفضاء الذى تحت
5
الأضلاع، او استفراغ باسهال يستفرغ المدد للمادة وان لم يستفرغ المادة، والاستفراغ
6
يالقىء فانه نافع فى كل يرقان، وإما معالجة ضررسم. ولأن قطع السبب أولى ما ينبغى
7
ان يقدم فيجب ان يشتغل به اولا. فاليرقان الذى سببه<سؤ> مزاج حار فى الكيد، أوفى البدن،
8
او فى المرارة بسبب من الأسباب غير المشروب والماكيل، او منهما فان علاجه ان
9
كان هناك امتلا دموى او صفراوى، فاستفراغهما اول شىء. أما للدم فبالقصد من
10
مثل الباسليق. وأما للصفراء فبالإسهال بمثل الهليلج، والشاهترج، ويمثل السقمونيا
11
فى الرايب. وبالجملة فمسهلات الصفراء، وانواع ماء الجبن المقواة الهليلج، والسقمونيا،
12
ونحوه،
13
نسخة ماء الجبن جيدة: يوخذ من لبن الماعز ثلاثة ارطال، ومن القرطم كف،
14
يدق ويمرس فى اللبن ساعة، ثم يصفى، ويترك اللبن لينعقد فى الليل، ثم يصفى عن
15
جينه، وتوخذ مائيته، ويلقى عليه شىء من العسل، او السكر، ومن الملح الهندى
16
وزن درهمين، وان شئت ان تجعله قويًا جعلت فيه من السقمونيا دانقًا، ويشرب منه على
17
ما يحتمل ثلاثة ايام. ومما يجمع تنقية اليرقان مع اسهال المادة: ان يوخذ من ماء
18
ورق الفجل وزن اوقية، ومن الخيارشنبر سبعة دراهم، ومن بزر القطف درهم، ومن
19
الصبر دانق، وهذا اصلح لما كان من ورم حار فى الكبد او فى المجارى، وحمى
20
أيضًا. ويكون الغذاء مثل ماء الشعير والبقول وعلى ما علمته فى باب اورام الكبد
21
ليس فى تطويل الكلام فيها فائدة. واذا ظهر النضج جسرت على ما فيه السقمونيا، و
22
الصبر ونحوه اذا كسرته بمثل مياه الكشوث، والهندبا وغير ذلك مما عرفته.
23
وبالجملة ما لم يزل الورم، ولم يصلح الحال فلا تطمع فى علاج اليرقان نفسه.
24
وأما ان لم تكن حمى، وكانت القوة قوية، وذلك دليل ان لاورم، ثم كان التهابًا،
25
فعليك بالمصوصات، وقريص السمك، وقريص البقر والجدى، ومياه الفواكه،
26
وعصارتها، وخصوصًا ماء الرمانين على الريق، وسكباج البقر، وسكباج السمك،
27
وعصارات البقول الباردة، فان كثيرًا من هذه وان كان من الأغذية، فان لها خاصية
28
اقوى ادوية "هذا الباب فى النفع''، واصلاح المزاج. ومن علاجات مثل هذه الحال:
29
عصارة ورق الفجل، وعضارة التوث بالسواء يشرب منهما وزن ثلاثين درهمًا؛ فانه أيضًا
3-607
1
يقصد قصد نفس اليرقان؛ وكذلك ان كان الإلتهاب فى المرارة. وينفع هؤلأء لبن الأتان
2
يطبخ مع قشر فجل ويسقى، او عصارة الأفسنتين بماء بارد. وقد ينفع ان يطعم العليل
3
خبزًا فطيرًا، وملحًا جريشًا، وهندباء كثيرًا سبعة ايام، فان هذا يغسل المرارة، ويزيل
4
عفونتها، ويغلظ ما يكون فيها. وهؤلاء لا يطلق لهم ان يشربوا الشراب إلا ممزوجًا
5
كثير المزاج، ولا ان يتعرضوا إلا لما خف من اللحم، ولمرق لحوم الطير.
6
وكل من به يرقان من سبب حار فيجب ان يهجر السهر، والغضب، والحركة
7
الكثيرة والحمام. واذا كانت الحرارة فى البدن كله فبردت الكبد، والمثانة؛ بردت العروق؛
8
وخصوصًا اذا استعملت الحمام بمياه بارده، وفاترة طبخ فيها الأدوية الباردة الرطبة. وأما الماء البارد
9
بالفعل والذى فيه قوى ادوية مقبضة فقد يمنع تحلل اليرقان. وقد يستعمل فى علاج الكبد
10
والمرارة الحارين ضمادات عليها. وقد تسقى اقراص: منها: قرص مولف من حب الخيار،
11
وبزر الهندباء، وبزر الخس، وحب القرع، والصندل، والطباشير، والورد الأحمر
12
اجزاء سواء يطرح على كل درهمين منه قيراط كافور، ويقرص ويشرب. وقد جرب منفعته
13
تضميد الكبد فما يليه بالعصارات المبردة على الثلج بالصند لين، والكافور حتى يحس
14
ببرد باطن، فانه يزول اليرقان ويبيض الماء فى اليوم.
15
وأما ان كان السبب ضعيفًا فى الكبد والمرارة عولج بالتدبير المذكور فى ضعف
16
الكبد؛ فان علاج المرارة نفسها ذلك العلاج أيضًا. وأما تدبير الورم فقد اشرنا اليه ههنا،
17
واكدنا القول فى باب الكبد. وأما السدى فالذى يعم كل سدة علاج السدة المذكورة
18
فى باب الكبد من الفصد، ومن الإدرار، ان كانت السدة فى الحدبة، ومن الإسهال،
19
ان كانت فى التقعير بحسب الحاجة، واجتناب كل ما يقبض ويجفف. وان كان
20
حارًا فانه يضيق المجرى، ويقوى السدة. ومن الصواب: ان يقدم تليينها، وترطيبها،
21
ثم يتبعه التفتيح، ويكون الملين تارة حارًا رطبًا، وتارة باردًا رطبًا كما توجبه الحال.
22
واذا فتحت اخيرًا، او ابتداءً فمن الصواب ان تتبعه اسهالا بحسب ما يحتمل، وبحسب
23
ما سلف من الإسهال.
24
واعلم: انك اذا بدأت بالاسهال فلم يوثر اثرًا فعليك بالمفتحات القوية ثم
25
بمسهل قوى. ويجب ان يسقى دفعة واحدة بحسب <الحاجة فى > القوة. فان كانت
26
السدة من <نبات> شىء [قد ينبت فى المجرى مثل زيادة لحمية] فما اقدر ان له دواء،
27
وقد ذكر بعضهم ان له دواء وقال: يوخذ عصارة البقلة الحمقاء النية، وعصارة ورق
28
الفجل النى ، وماء ورق الحماض كل واحد ما خوذًا بالدق، فيغلى الجميع معا، و يصفى،
3-608
1
ويجعل فيه عصارة ماء الحماض مع شىء من الكرسنة المدقوقة. وقال: يسقى منه أيضًا
2
شىء مع بزر الفجل، وبزر البطيخ مقشرين مخلوطين بربعهما مر، وقسط. فان كانت
3
السدة من يبس، وقحل؛ وذلك مما يدل عليه البدن، فليستعمل الملينات من المطلقة
4
للصفراء، او مثل اللعابات، ومثل السبستان ونحوه بدهن اللوز. وأما ان كانت السدة
5
من ورم حار فعلاجها علاجه. فاذا نضج فأقدم على سقى المدارت مثل الأنيسون،
6
والرازيانج بلاخوف، وكذلك على اسهال الصفراء. وان كان الورم صلبًا فالأمر فيه
7
صعب؛ فانه ينبغى ان يعالج الورم الصلب، وإلى ان يفعل ذلك ينبغى ان يقصد قصد
8
اليرقان نفسه بما سنذكره، والأدوية المفردة المستعملة فى هذا الباب مذكورة فى باب
9
سدد الكبد.
10
ومن المفتحات الجيدة الخاصة بهذا الباب: العنصل، والأسارون، وأقراص
11
تتخذ من اللوز المر والأفسنتين، والأسارون، والأنيسون، والفاريقون. وما فيه مع التفتيح.
12
معان أخر: و[هوأن] يوخذ حب الصنوبر الكبار ثلاثة دراهم، ومن الزبيب المنزوع
13
العجم خمسة دراهم، ومن الكبريت الأصفر نصف مثقال، ومن الأفتيمون، وبزر
14
الكرفس الجبلى، والحمص الأسود، والكندر الأبيض، درهمان درهمان يدق وينخل،
15
ويوخذ من جميعه "درهم ونصف" بماء الرازيانج؛ يستعمل ايامًا كذلك، فانه شاف معاف
16
قد جر بناه مرارًا. والشنجار من اجود ادوية اليرقان.
17
واصعب هذا ما يكون السدد فيه فى المجرى المرارى، لكن الحقن والمسهلات
18
اوفق فيه، ويتخذ مسهلاته من مثل الأفتيمون، والبسفائج [والغاريقون، والقرطم،
19
والملح النفطى، وما اشبه ذلك وكذلك حقنة] يجعل فيها هذه الادوية.
20
نسخة جيدة لذلك: يوخذ من حب الصنوبر ربع درهم، ومن الغاريقون ثلثا
21
درهم، ومن عصارة الغافث ثلاثة دراهم يحبب [بعصارة الهندباء ويشرب منه وزن
22
درهم، ويكرر مرارًا. <ومن الأدوية النافعة الخفيفة المؤنة: ان يسقى وزن درهمين
23
رب سوسن مع سكنجبين>. فاذا ازمن اليرقان السددى فالجأ إلى دواء الكركم، والترياق
24
ونحوه ليفتح بقوة، وكذلك دواء اللك. واذا كان مع السدد حمى فالقطف جيد جدًا،
25
فانه مفتح، مطفىء. وكذلك اصل خس الماء يوخذ فيه وزن درهمين بعسل. وكذلك
26
ماء الكشوث والهندباء المر، بفلوس الخيارشنبر مع دهن اللوز المر، او الحلو.
27
وأما المعالجات اليرقانية التى تقصد قصد المرض نفسه، وتحليله؛ وان كان
28
فيها تفتيح للسدد، وسائر المنافع فمنها: مشروبة، ومنها غسولات، ومنها سعوطات
29
واكثر منافعها فى العين والوجه، ومنهاما هو تدبير عام مثل استعمال الحمام المتواتر،
3-609
1
فان المدار عليه، وعلى ما يجرى مجراه من استعمال الأبزن بالمياه المقوية. واذا
2
اخذه البول بال فى الأبزن؛ فانه علاج واذا خرج من الحمام تدثر لئلا يصيبه البرد البتة،
3
وينام مدثرًا. وأما ما هو غير الحمام مما استعماله استعمال الدواء فهى التى تخرج من الجلد
4
اليرقان. والأدوية التى تخرج ذلك فقد تخرجه إما بالإسهال وإما بالإدرار القوى،
5
وإما بالعرق. واجوده ان يكون على رياضة، وتعب، وعطش، وخصوصًا اذا كان
6
المعرق شرابًا. وكذلك عقيب الحمام. ومن اريد معالجة يرقانه بالتحليل ضره البروز
7
للشمال؛ إلا ان يرادبه مقاومة الدواء الحار، وجمعه كما يسقى الفلفل، ثم بعد ذلك يقعد
8
فى ماء بارد. وقد قيل ان اصحاب اليرقان ينتفعون بالنظر فى الأشياء الصفر؛ فان ذلك
9
يحرك الطبيعة الى دفع المادة الصفراوية كلها الى الجلد فتخف مؤنة العلاج؛ واما
10
انا فلست عمن ينكر مثل هذه المعالجات انكارًا كثيرًا ممن يتفلسف لهًا.
11
ومن الأدوية المشروبة المعرقة فمنها: ان يسقى وهو فى الآبزن اوقيتين من عصارة
12
الفجل، بنصف درهم بورق، واوقية طلاء؛ فانها لا تلبث ان تخرج منه الصفار.
13
وايضًا: يوخذ حزمة من الهليون، وكف حمص، ويطبخ فى برنية مع خمسة اقساط
14
ماء، ويسقى منه ممزوجًا بشراب ان لم يكن حمى؛ وان كانت حمى سقى وحده،
15
ويجلس فى آبزن ماء طبخ فيه البرشياؤ شان فيخرج منه الصفار. وأيضًا: زهر النطرون
16
وزن درهمين بشراب عتيق يترك ليلة تحت السماء، ويسقى، ويفعل من التحميم ما قيل؛
17
او يسقى اسقيل مشوى مع ستة اجزاء ملح محرق. والشربة فلنجاران على الريق؛ او يسقى
18
كرنب بحرى وزن درهمين مذرورًا على بيض نيمبرشت ويتحسى؛ او قشور الرمان وزن اربعة
19
دراهم، زرنيخ وزن درهمين، يوخذ منهما معًا ما يحمله الإبهام، فيسقى بثلاث اواق من لبن
20
الأتان؛ اووزن درهم، فما فوقه حلبة يسقى بثلاث اواق من لبن الأتان، اووزن درهم فما فوقه
21
حلبة يسقى بعسل وماء، ويقعد فى آبزن ما بارد؛ او يوخذ برشياؤ شان مدقوق،
22
ويوخذ منه وزن اربعة دراهم بماء طبيخ الأنيسون؛ او عصارة الحماض بشىء من الشراب؛
23
اوخرء الكلب الآكل للعظام ابيضا لا سواد فيه وزن اربعة دراهم بالعسل. او ورق السلق
24
المجفف وزن ستة دراهم بماء العسل. او بعر الشاة بمطبوخ. او فوذنج مجفف وزن
25
اربعة دراهم بشراب ممزوج، ويفعل ذلك ثلاثة ايام. او حمص اسود رطل، برشا وشان
26
كف يطبخ حتى يذهب الثلث، ويسقى منه أوقيتين؛ اوعصارة الفجل او قيتان، الشراب
27
اوقية. او حمص اسود رطل، حب البلسان، كندر، رازيانج من كل واحد كف، يطبخ
3-610
1
فى ستة اقساط من الماء حتى يذهب الثلث، ويشرب منه او قيتان، وان لم تكن حمى
2
شرب بشراب. او دارصينى مقدار ماتحمل ثلاثة اصابع مع شراب، وعسل مناصقة قدر
3
اوقية ونصف، او مع ماء وشراب. او حب المحلب المقشر من قشريته يسقى منه وزن
4
درهمين. او فوة الصبغ وزن درهم يسقى فى البيض النيمبرشت. او يوخذ من برادة
5
قرن الأيل ثمانية عشر قيراطًا فيسقى مع شراب قروساطيقون. او يوخذ حب الصنوبر،
6
ونانخواه، وميويزج، ويسقى القليل منه. اوفلفل وخرء الكلب الأبيض الآكل العظام
7
[قدر] ملعقة بشراب. او تملأ الحنظلة الملقى ما فيها شرابًا، وماء، ويشرب. او يسقى
8
من مرارة الدب فى شراب. اويوخذ من قرن الأيل درهم وثلث، ومن الكبريت وزن
9
دانقين ويشرب ذلك، ويشرب عقيبه شراب. او يوخذ؛ وخصوصًا للسددى، راوند
10
هيو فاريقون، وبرشاؤ شان، وكندس، وفوة الصباغين اجزاء سواء، والشربة وزن درهم.
11
والأدوية المفردة التى تدخل فى هذا الباب وهى المفتحة أيضًا: افسنتين،
12
انيسون، اسارون، وج. فوة الصباغين، جنطيانا، عيدان البلسان، غاريقون، كندس،
13
جوز السرو، قسط، زراوند. ومما ذكر: وهو خفيف ان يسقى دماغ القبجة فى شراب
14
صرف. او يوخذ مخ بيضتين نيتين، وينقعان فى نصف اسكرجة شراب، ويشرب،
15
ومما هو ممدوح مدحًا شديدًا: ان يسقى من الخراطين المجففة فانه ينقى فى الحال،
16
وكذلك مرارة الدب. ومما جرب أيضًا: ان يسقى اصول الحماض، ويقام فى الشمس،
17
ويمشى بعد ذلك ساعة حتى يحمى، ويعطش، ثم يسقى طبيخ برشاؤشان، [فانه يعرق
18
فى الحال عرقًا شديدًا اصفر، وخصوصًا ان كان مع برشاؤشان] فوة الصبغ، ونعناع
19
وكذلك ان سقى عقيب الحمام.
20
ومن المدرات الخاصة به: ان يوخذ من جوز السرو وزن درهمين، ويسقى مع
21
وزن درهم سليخة منقاة، بالطلاء العتيق، ثم يعد وصاحبه شادا، فانه يبول اليرقان كله.
22
وقد ينتفعون بلحم القنفذ لقوة ادراره، وتنقيته، وموافقته للكبد، وهو غذاء. وماء
23
الكشوث اذا سقى منه اسكرجة مع بزر الكرفس، والسكر الطبرزد كان نافعًا. ومن
24
المسهلات الخاصة به. ان يقور الحنظل، ويرمى بما فيها. ويملا طلاء، ويغلى على
25
الجمر، ويصفى، ويسقى. ومما جربناه: ان يوخذ من الصبر نصف درهم، ومن
26
السقمونيا دانق، ومن الملح النفطى ربع درهم ومن قوة الصباغين، والغاريقون
3-611
1
والأدوية التى ذكرناها قبل. وقد ذكرنا حقنًا فى انقراباذين لهذا الباب.
2
ومن السعوطات: عصارة يسعط بها مثل عصارة قثاء الحمار، وعصارة ورق
3
الحرف، وعصارة الفراسيون، أو عصارة العرطنيثا كما هى، اويرض عرطنيثا، وينقع
4
فى لبن امرأة ليلة ثم يعصر من الغد، ويفتر ويقطر، اوعصارة اصل الرطبة يعصر، ويغلى
5
مع الزنبق غلية خفيفة وفيه قليل سك، ويسعط به؛ او عصارة <اصل> فجل مدقوق
6
بورقه. ومن العصارات التى ليست بحارة جدًا عصارة السلق. ومن العصارات الباردة
7
مثل عصارة حى العالم. او عصارة الأسفيوس النهرى. والخل نفسه اذا استنشق،
8
وامسك ساعة؛ والعليل فى حوض الحمام؛ فانه نعم العلاج. وكذلك ان نقع فيه الشونيز
9
يومًا وليلة ثم صفى، وسعط، وشم منه وحده وممزوجًا. ومن غير العصارات يوخذ
10
من الميويزج ربع درهم يسحق، ويشرب بماء الكزبرة، ودهن اللوز بالسوية عشرة دراهم
11
يسعط به وهو فى الأبزن اوبركة الحمام. وربما مزج به شىء من صعتر يابس، وشئ
12
من خل خمر. وأما العين نفسها فيدام غسلها بماء الورد، وبماء الكزبرة، وبماء الثلج.
13
وأما الغسولات لأصحاب اليرقان: فمياه طبخ فيها البرشاؤشان، والشيح،
14
والمرزنجوش، والجعدة، والبابونج، والأقحوان خاصة، والحسك، والشبث اصل فيه.
15
وقد يجعل بسبب الحار من اليرقان فيها حماض الأترج، فانه شديد الجلاء بتقطيعه لكل
16
صبغ. وقد يتخذ من هذه الأشياء ضمادات ويتخذ منها ادهان يمرخ بها مثل دهن الأقحوان
17
ودهن البابونج، ودهن الشبث، وأيضًا دهن عقيد العنب، ودهن السوسن.
18
وأما اليرقان البحرانى: فيجب اذا نقصت العلة ان يقصد فيه قصد نفس العلة
19
بالغسولات والمدرات المنقبة. وربما لم يحتج الى اسهال. وربما كفى الحمام وحده.
20
فان رأيت فى ابوالهم واثفالهم قلة انصباغ فاعلم ان المادة فيها غلظ فقو ماتعامله [به]
21
من الغسولات من المعرقات ونحوها. وأما السمى: فعلاجه الترياق والمثروديطوس
22
ليقاوم السم، ثم يشرب مثل ماء التفاح الحامض، وماء الرمان، وعصارة الهندباء والبقلة
23
الحمقاء، ولعاب بزر قطونا، والأمبر بيرس، وجميع ما فيه تبريد مع ترياقية وقد جرب
24
فيه فى ابتداء عروضه، وخصوصًا ان كان السم مسقيًا ان يشرب اللبن دائمًا مع دهن اللوز.
25
وأما تدبيرهم بالأغذية فقد عرفناه فى المزاج الحار بلاضعف ظاهر ولا سدد. وأما
26
السددى، والضعفى: فتعرفه بما قيل فى باب الكبد. وغذاء اصحاب اليرقان: ماخف،
3-612
1
ولطف، وكان فيه تفتيح. ومرق السمك ينفعهم، خصوصًا مع مايدر، و يلطف
2
مما سنذكره فى أخر الأبواب.
3
|309ra31|فصل فى علاجات اليرقان الاسود واجتماع اليرقانين
4
أما الطحال منه فتنظر هل هناك امتلاء دموى كثير، فتفصد الباسليق الأيسر،
5
والاسيلم بعده، ثم تشتغل بالطحال، واصلاح سدده، واورامه، وضعفه. وان كان
6
السبب كثرة السوداء بسبب ما يولدها من القوى والأغذية على ما قلنا وجب أيضًا استفراغها
7
بما يستفرغها، من ذلك طبيخ اسقولو قندريون بالخربق المذكور فى انقراباذين، ويستفرغ
8
به مرارًا، او مطبوخ الأفتيمون على هذه الصفة: يوخذ من الهليلج الأسود ومن الكابلى
9
من كل واحد عشرة عشرة، شاهترج، سقولو قندريون، بسبائج، فقاح الكبر خمسة [خمسة]
10
اصل الكرفس، والرازيانج من كل واحد حفنة، الخربق الأسود وزن درهمين يطبخ فى
11
ثلاثة ارطال من الماء حتى يبقى الربع، ويلقى عليه من الأفتيمون خمسة دراهم ويغلى
12
غلية خفيفة، ثم يصفى ويركب معه ايارج فيقرا ثلثا درهم. وكذلك الحبوب المتخذة
13
من الهليلج الأسود، والأفتيمون، والملح الهندى، والغاريقون، وقشر اصل الكبر. و
14
اذا استفرغ يسقى لبن اللقاح، وان لم يوجد فماء الجبن المتخذ بالسكنجبين البزورى،
15
والإذخر، والجعدة، والأدوية الطحالية من اسقولو قندريون، ومن <قشر> اصل الكبر
16
ونحوه ومياه طبخ فيها ورق الطرفاء والأصول، وماء ورق الكبر، وماء ورق الفجل،
17
وسكنجبين. وكذلك ماء عنب الثعلب وماء الكرفس ان كانت حرارة، والسكنجبين
18
المطبوخ فيه اسقولو قندريون، وورق الكبر، وثمر الطرفا، والجعدة.
19
وان كان فى الطحال ورم حار فيجب ان لا يفرط فى المسخنات. وان كان
20
فيه سدد فالمفتحات القوية المذكورة فى باب <سدد> الكبد نافعة فيه أيضًا. وسيذكر
21
فى باب سدد الطحال ادوية تخصه. وان كان بسبب ضعف حدث من الطحال
22
فمن الواجب ان يضع عليه المحاجم بلاشرط، وان يشتغل بالرياضة، والضمادات
23
التى تقوى الطحال مثل ما يتخذ من الأفسنتين، والقرد مانا، وفقاح الإذخر، والحاشا،
24
والقنطوريون، واصل الكبر من كل واحد جزء، ومن الورد جزء ان، ومن المقل جزء
25
ونصف، ومن الأشق سبعة اجزاء وعشر جزء يضمد به. واذا غسل غسل بخل ثقيف
26
يغلى فيه الشبث، والبورق، والملح، والسذاب، والفوذنج، وان كان السبب فى
27
اليرقان الأسود حرارة الكبد عالجت الكبد بالمطفيات. وان كانت برودة عالجته بالترياق
3-613
1
الأكبر خاصة وبالأدوية المعلومة له. وان كان السبب فيه البدن بكليته فعلت اولا مايجب
2
بالكبد لينفعل عنه العروق ثم بالبدن. وأما نفس اليرقان فعالجه بما تعالج به نفس اليرقان
3
الأصفرو بالقوية منه.
4
واذا اجتمع اليرقانان نان معًا وكان امتلاء، واحتيج الى الفصد؛ فصد من
5
من اليدين جميعًا، او يخلل بينهما ايام، ويجمع بين التدبيرين، ويسقى بينهما مطبوخ
6
الأفسنتين، والأفتيمون، وتجمع مياه اوراق الفجل، والطرفا، والخلاف من كل واحد
7
اوقية ونصف، ماء عنب الثعلب ثلاث اواق، ماء ورق الكبر اوقيتان، يجمع، ويغلى
8
جميعًا مع عشرة دراهم خيارشنبر، ويلقى عليه وزن ثلثى درهم ايارج فيقرا، ووزن دانقين
9
زعفران، ووزن ثلاثة قراريط سقمونيا مشوى فى السفرجل، ثم يصبر يومين، وبعد ذلك
10
يشرب ماء الجبن، والسكنجبين.
11
وأما الأغذية فى جميع ذلك فالأغذية الخفيفة المعلومة، والسمك الرضراضى،
12
ومرق الفراريج المسمنة؛ ومن البقول الهندباء والكرفس المر بيان [خاصة والكبر
13
المخلل].
14
|309rb46|المقالة الثانية
15
فى باقى احوال الطحال
16
|309rb48|فصل فى كللام كلى فى امراض الطحال
17
يعرض للطحال جميع اصناف الأعلال المذكورة من امراض المزاج، والتركيب
18
كالسدد، وتفرق الإتصال ونحوهما، والأورام باصنافها. واعلم: ان الطحال اذا
19
سمن هزل البدن، لأنه اولا يوهن قوة الكبد ايهانًا شديدًا بالمضادة، فيقل تولد الدم، ومع
20
ذلك فانه يجذب من دم ذلك العليل شئيًا كثيرًا لعظمه. وبالجملة: فان هزال الطحال
21
يدل على جودة الأخلاط [وسمنه على رداءة الأخلاط] وقد تؤل امراض الطحال
22
الى حميات مختلطة كما انها قد تتولد عن تلك الأمراض، فانها تتولد كثيرًا عن الغب
23
غير الخالصة، ومن الحميات الوبائية، والحميات المختلطة.
24
واكثر امراض الطحال خريفية، ولون صاحبه الى صفرة، وسواد. وقد تتعدى
25
امراض الطحال إلى المعدة، وربما زاد فى شهوة، وربما ابطل شهوتها؛ وربما احوجها
26
عند مقاربة الهضم الى القذف لشىء حامض تغلى منه الأرض بعداذى، وبعد وجع.
3-614
1
والبول الدموى جيد فى آخر امراض الطحال؛ وكذلك الغليظ الذى فيه ثفل منتشب،
2
والذى فيه مثل علق الدم. وربما انحل به حمى "من حماه'' من امراض الطحال فانحل
3
به طحاله.
4
|309va22|فصل فى علامات امزجة الطحال
5
الحار يدل عليه عطش، والتهاب فى اليسار، وفساد قئ، وقوة جذب منه
6
للسوداء. والبارد فيدل عليه ضعف جاذبته، وسقوط الشهوة وتكدر الملتحمة، وكثرة
7
القراقر والجشاء. واليابس فيدل عليه صلابة، ونحافة البدن، وغلظ الدم. وشدة
8
اسوداد اللون. والرطب فيدل عليه لين الجانب الأيسر، ورهل البدن، وسواد يضرب
9
الى بياض اسربى.
10
علاج ذلك: هى قريبة من علاجات الكبد، ويحتاج الى ان يكون الأدوية
11
اقوى، وانفذ، ويحتال لنفوذها بما ينفذ، وبما يحفظ القوة عليها الى ان يفعل فعلها.
12
واعلم: ان الفرق بين المعالجات الطحالية والكبدية هو فى القوة، والضعف، و
13
العنف، والرفق، فان الكبد اولى ان يرفق به، ولا يفرط فى تقوية ما يعالج به، ولا يورد
14
عليه الأدوية الحادة جدًا مثل الخل الثقيف، إلا فى ضرورة، والطحال بخلاف ذلك.
15
والطحال يحتاج ان تعان ادويته بما يحفظ قوة الأدوية، وبما ينفذ. وللطحال ادوية
16
هى اخص به: مثل قشور اصل الكبر، ومثل سقولو قندريون، والأشق، والثوم البرى
17
وقد تحوج امراض الطحال الى فصد الباسليق الكبير، وفصد الصافن، بل فصد الوداجين.
18
|309va56|فصل فى اورام الطحال الحارة والباردة الصلبة وصلابتها التى دون الورم
19
اعلم: انه يقل فى الطحال عروض الأورام الحارة، وثباتها معًا، بل متى
20
حدثت بالطحال اورام حارة اسرعت الى التصلب، لأن الدم الذى يصل إليه لغذاءه ــ
21
وهو الدم الغليظ ــ يتراكم فى الورم فيصلب. فاكثر اورام الطحال هى الصلبة. وأما الرهلة
22
فقد تكون فى الأحيان. واكثر ما يعرض فيه من الورم الحار هو الدموى. والصفراوى
23
يعرض احيانًا، كما ان اكثر ما يعرض فيه من البارد الصلب. ويكون فى اسفل الطحال
24
لثقل المادة. واشكاله اربعة: المستدير، والعريض، والطويل الغليظ، والطويل الرقيق.
25
وأما البلغمى فيعرض نادرًا. والمطحول هو الذى به صلابة فى طحاله إما لغلظ جوهره،
26
وان لم يبلغ مبلغ الورم. وإما لورم صلب فيه فالأول اخف.
3-615
1
قال بقراط: ان وجد المطحول وجعًا باطنًا فهو أسلم، وذلك لأنه رخو بعد".
2
قال: واذا اصابه اختلاف دم فهو خير، اى يرجى معه انحلال مادة طحاله، فان دام
3
حدث به زلق الأمعاء، والإستسقاء، وهلك، والسبب فيه استيلاء البرد على المزاج. وقيل:
4
من كانت به نوازل لم يعرض له طحال، وفى هذا نظر، وعسى ان يكون كثرة نوازله تدل
5
على رطوبة مزاجه، فيكون ذلك قرينة لاسببًا.
6
وفى كتاب قبر بقراط قال: من كان به وجع فى طحاله، وسال منه دم احمر،
7
وظهر ببدنه قروح بيض لا تولم، مات فى اليوم الثانى، واولا يسقط شهوته. وقد تبحرن
8
اورام الطحال بالرعاف أيضًا، وخصوصًا من الجانب الأيسر، وبأورام عند الأذنين عسرة
9
التقيح، والإنفتاح لغلظ المادة. واحمد ابوالهم هو الغليظ الدموى. والبول الذى فيه
10
ثفل متشتت قد يدل على برء الطحال، وابلاله. وقالوا: اذا كان فى البول كعلق الدم،
11
وبالمحموم طحال ذبل طحاله. وقد يتفق فى بعض الناس ان يولد عظيم الطحال،
12
ويبقى عليه. وقد يعرض له عظم الطحال، ويبقى عليه زمانًا طويلا، ويكون على سلامة
13
من احواله الظاهرة مدة عمره. وان كان قد تعرض من عظم الطحال آفات كثيرة أيضًا
14
بحسب المادة الفاعلة، وبحسب قوة الطحال. واعلم: ان الطحال قد يرم بعد ورم الكبد
15
على سبيل الإنتقال، وذلك افضل من ان ينتقل ورم الطحال الى الكبد.
16
العلامات: تشترك اورام الطحال كلها فى الثقل وفى العظم، وفى وجع يمتد
17
إلى الحجاب من الجانب الأيسر، وربما علا الى الترقوة، والم المنكث الأسير بمشاركة
18
الترقوة. وربما جعل النفس مضاعفًا يكون على هئية نفس بكاء الصبى؛ لأن الورم يعاوق
19
الحجاب عن ان يستمر فى حركة النفسية، فيقف وقفة للاذى ثم يعود، وما لم يكن الورم
20
عظيمًا لم يزاحم الحجاب. فان مشاركة الطحال للحجاب اقل كثيرًا من مشاركة الكبد
21
للحجاب، واقل من مشاركة المعدة أيضًا، [وأيضًا] فان الحس يصيب انتفاخ الطحال
22
والبدن ينحف. وقد يعرض من اورام الطحال ــ و خصوصًا اذا كانت فى الناحية السفلى
23
منه ان يرق الدم؛ لأن الطحال يشتد جذبه لثقل الدم، وعكره. وقد يعرض ان تحمى
24
قد ماه وركتباه [وكفاه]، وذلك لأن فم المعدة مشارك لأسفل الطحال لأنه يصعد منه
25
الوريد النافض للخلط السوداوى، فاذا هزم حرارته الغريزية هازم، طارت الى الأطراف
26
القوية.
3-616
1
وقد يعرض لطرف انفه، واذنيه ان يبرد لما يعرض من رقة الدم، وسرعة
2
الإنفعال لها، وقلته أيضًا. وهذه الأعضاء شديدة الإنفعال من المبردات. والورم يفارق
3
النفخة لعدم الثقل، وان الورم يوجعه المس. والنفخة وربما سكنها الغمز، وازال
4
المها، واحدث قرقرة وجشاء. وتشترك اورامه الحارة مع الأعراض المذكورة فى
5
الإلتهاب، والحمى، والعطش، لكن الصفراوى يكون التهابه أشد، وعطشه اقوى، و
6
ثقله أقل، ويكون الوجع الى الإلتهاب اميل منه الى التمدد، ويكون اللون إلى الحمرة
7
وأما اورامه الصلبة فيخبث معها النفس، ويهيج <منها> الغم. والوسواس فى بعض
8
الأوقات.
9
وأما اختلاط الذهن القوى فلن يعرض إلا عند كثرة [مادة] غالبة؛ لأن المادة
10
السوداوية متحركة الى غير جهة الرأس؛ وان كان قد يعرض من جهة أخرى، وهو بمشاركة
11
الطحال للحجاب ثم الحجاب للدماغ. وقد يسود اللسان من صلابات الطحال [و
12
يسود اللون] ويحس صلابة من غير قرقرة عند الغمز؛ اللهم إلا ان تجامعها النفخة؛
13
ولا يكون معها حمى لازمة؛ بل ربما كانت لا على نظام؛ وربما كثر معها قروح الساقين،
14
وتاكل الأسنان واللثة لغلظ الدم الذى ينزل فى قروح الساقين، وفساد البخار الذى
15
يصعد إلى اللثة فتاكل نواحى اللثة والأسنان. وربما كان فى قروح الساقين بحران لذلك؛
16
فان كثيرًا من الذين بهم طحال اذا عرضت لهم رياضات عنيفة انجذبت المواد الى
17
الساقين فبثرت، وخرج بها البثور التى تسمى البطم.
18
وكثيرًا ما تكون قارورة المطحول كالسليمة؛ ولكنه اذا راض نفسه تحلل سوداءه
19
إلى القارورة، واورثتها سوادًا لم يكن، ولو كان السبب فيه الكلى لدام ذلك، ولوفى
20
وقت الراحة. والفصد الكثير يورم طحاله اكثر، والخريف عدوه. واذا كانت الصلابة
21
بعد ورم حار تقدمت اعراض الحار، ثم بطلت الى اعراض الصلب. وكثيرًا ما يقوى
22
الطحال دفعة بنفسه، اوبما يقويه فيقدم على جميع ما فيه من المادة الردئية فيسهله
23
درديًا كثفل الزيتون؛ ويدل على انه من الطحال دون الكبد براءة الكبد من العلل، و
24
مقاساة الطحال لها، وضموره لما يعرض لها من ذلك.
25
وأما الأورام الباردة البلغمية: فتكون معها علامات الورم مع لين من الملمس،
26
ومع بياض من اللون فيه قليل سواد. والمطحولون ازيد شهوة للطعام من غيرهم؛ لكن
3-617
1
القئ يعسر عليهم جدًا، وتكون طبائعهم معتقلة فى الأكثر، ويحتاجون فى القىء و
2
الإسهال الى ادوية قوية جدًا.
3
|310rb17|فصل فى معالجات اورام الطحال الحارة جدًا
4
تقرب معالجتها من معالجات امثالها فى الكبد من غير حاجة الى كل ذلك،
5
والمراعاة لجانب القبض لكن مع حذر التسخين الشديد، لئلا تسرع المادة الى الغلظ
6
والصلابة،، ويشارك فى هذا الكبد أيضًا، فانهما مستعدان لأن ينتقلا من الأورام الحارة
7
الى الصلبة، ولكن يجب ان تخلط بها ادوية فيها تقطيع ما مع حرارة باعتدال، وقبض،
8
وقوة باردة مثل الشب، واعلم: ان الخل دخال جدًا فى علاج علل الطحال كلها،
9
ويجب ان يستعمل جميع الأدوية فى علاجاته [به] ويجب ان يبتدأ اولا بالفصد من
10
الباسليق، ثم يسقى العصارات والمياه المذكورة فى علل الكبد. والذى يخص الطحال
11
اكثر هو ماء ورق الخلاف، وماء الطرفا، وماء ورق الغرب، وماء بقلة الحمقاء، وماء
12
البرشاؤ شان الرطب. ومما ينفع فيها: ان يسقى وزن درهمين بزر بقلة الحمقاء بالخل،
13
فان لها خاصية فى تحليل اورام الطحال وصلاباتها، وان يستف من لسان الحمل كل
14
يوم قدر ملعقة. والغذاء ما ذكرناه فى باب الكبد. وللزرشكية خاصة نفع، وخصوصًا
15
اذا كسر نايبسه بالسكر، والترنجبين.
16
|310rb44|فصل فى معالجات صلابات الطحال
17
اذا علمت ان السبب فى ذلك مدد من دم كثير سوداوى فيجب ان
18
تفصد الباسليق والأسيلم، ويترك الأسيلم من نفسه ان احتبس قبل سقوط القوة.
19
وربما اضطررت الى ان تفصد الوداج الأيسر، وربما احتجت ان تتبعه الإستفراغ بما
20
بخرج السوداء بما قيل فى باب اليرقان الأسود. ويجب ان لاتنسى القانون المذكور
21
فى علاج الصلابات من تليين يتبع كل تحليل لئلا يتحجر الخلط، فان، فرغت من ذلك،
22
اولم تحتج اليه كان الواجب عليك ان تستعمل الأدوية الجلاء المقطعة التى ليس فيها
23
كثير حرارة. وربما وجدت هذه الأغراض فى الأدوية المفردة؛ وربما احتجت إلى تركيب.
24
والأدوية المفردة التى تفعل ذلك هى الأدوية التى يوجد فيها مرارة، وقبض،
25
او حرارة معتدلة، وقبض. وقد تجد ادوية مفردة تفعل ذلك بخاصيات فيها. فاذا وجدت
26
دواء فيه مرارة فقط فاخلطه بخل؛ وبشىء من شب؛ فان الشب يفيد بقوته تلطيفًا. و
27
الكى المذكور فى مرض الطحال على العرق الذى فى باطن الذراع اليسرى وان لم يكن
3-618
1
ظاهر الحال فيما اشر نااليه. وربما كفى التدبير الملطف فى شفاء الطحال. وقد يتفق
2
ان ينفع منه التدبير المخصب للبدن اذا لم يوقع سددًا، ولم يكن مغلظًا للدم؛ وان كان
3
كذلك لكن الكبد يقوى على اصلاحه، فان التدبير المخصب مما يرطب الدم، ويعدله،
4
ويصلحه بكسر السوداء، وقد يبلغ صلابة الطحال الى ان لا يكفى فى علاجه الإستعانة
5
بما يشرب دون ما يضمد به. وكل لبن غير لبن اللقاح ردئى للطحال.
6
والأدوية المفردة التى تستعمل لهذا السبب يشبه ان يكون افضلها قشر اصل الكبر؛
7
فانه كثيرًا ما اخرج بولا، وغائطًا دمويًا درديًا، وشفى؛ وخصوصًا اذا شرب مع السكنجبين
8
البزورى الضارب الى الحموضة، وليس هو وحده بل مثل قنطوريون، وعصارته،
9
وخصوصًا الدقيق، واصل السوسن، وزهرة الملح، والوج معجونًا بالعسل كل يوم
10
ملعقة. وحب الفقد والأشق، والكما فيطوس، والكمادريوس، والحبة الخضراء
11
مع السكنجبين، والفراسيون، خصوصًا بماء الحدادين الذى سنذكره. والعنصل
12
جيد غاية، والأجود سكنجبينه. واسقولوقندريون بعصارة الطرفاء، والحرف، والشونيز،
13
والغاريقون وحده بالسكنجبين، اوالقنطوريون. والشربة من ايهما كان مثقال الى
14
درهمين. والأفيتمون وزن خمسة دراهم، فى اوقية من السكنجبين؛ فان هذا اذا كرر
15
أسهل ما فى الطحال، واضمره. والأشق، والترمس لاسيما طبيخه بالسكنجبين، و
16
طبيخ الشويلا بالماء القراح، ويشرب بالسكنجبين، اوبماء طبيخ الجعدة. والحماض
17
البرى بخل مع السكنجبين. وعصارة الشوك الطرى او الشبث اليابس يوخذ منه كل يوم
18
وزن درهمين [ويتبع ببول الإبل اوعصارة الغافث وزن درهمين] بماء طبيخ الأفسنتين. و
19
الإنتفاع بالبان الإيل وابوالها شديد جدًا، ويتناول منها الضعيف والقوى كل بحسبه.
20
واجودها ما تكون الناقة قد رعت الغرب، والشيح، والكرفس، والرازيانج. فاذا ظهر
21
من شربها انهضام فى الورم، وظهر فى الثفل استفراغ سوداوى اقبل بعده بالقوية. او
22
تاخذ البطم المنقوع فى الخل الثقيف سبعة ايام، ثم يتناول من ذلك البطم كل يوم
23
ثلاث ملاعق، ويتحسى من ذلك الخل على اثره. او يسقى من بزر الفجل وزن درهم
24
ونصف بخل ثقيف. او طبيخ ورق الجوز الطرى مطبوخًا بخل الإشقيل. اوماء ورق الكبر
25
بالسكنجبين. او الناردين بخل العنصل ومما يجرى مجرى ماله خاصية: وزن درهمين
26
بزر البقلة الحمقاء بالخل. او البسد المسحوق جدًا وزن مثقال بشىء من الأشربة الطحالية.
27
أو جرادة القرع الرخص، او القرع نفسه يدق بعد التجفيف ويشرب منه وزن درهمين
28
بالسكنجبين. وأيضًا: بزر القصب، وبزر الكشوث، وورق الخلاف لمرارته وقبضه.
29
وبزر الحماض، وبزر السرمق، وثمرة الطرفاء وورقها. ورئة الثعلب، أو كبده وزن درهمين
30
فى السكنجبين. او من طحال حمار الوحش. او طحال الفرس والمهر من ايهما كان
3-619
1
وزن درهمين مجففًا. أو تاخذ خشافين وتدبحهما وتجففهما وتدقهما وتاخذ منهما
2
ما تحله ثلاثة اصابع. او تاخذ سبع خفافيش سمينة وتدبحهن، وتنتقهن وتجعلهن
3
فى قدر خزف تغمر بالخل الثقيف، ويطين ويترك فى تنور مسجر، فاذا نضج يترك
4
القدر فيه إلى ان يبرد، ثم يخرج ويمرسن فى الخل، ويسقى منها كل يوم وزن درهمين،
5
وهذا علاج مجرب. وامثال هذه الأدوية المفردة المذكورة اولا وآخرًا يصلح ان يشرب
6
بالسكنجبين والخل، وان يتخذ منها اضمدة تقوى بالخل.
7
وأما الأدوية المركبة المشروبة: فمثل اسقولو قندريون، والطباشير يشرب منهما
8
وزن درهمين بالسكنجبين، واقراص الكبر، واقراص الفنجيكشت بالسكنجبين، و
9
اقراص الزراوند المتخذ بقشور اصل الكبر، يسقى فى خل شديد الحموضة، وذلك
10
اذا لم تكن نفخة، واقراص الفوة، وترياق الأربعة جيد جدًا اذا لم تكن حمى. او
11
يوخذ من الحرف جزء، ومن الشونيز نصف جزء يعجن بعسل منزوع الرغوة، والشربة
12
وزن ثلاثة دراهم بالخل الممزوج. او سفوف من زراوند، وهليلج كابلى يوخذ منه
13
ملعقة ببول الإبل، وببول المعز. او قشور الكبر اربعة دراهم، وزراوند طويل درهمان،
14
بزر الفنجكشت، وفلفل من كل واحد ستة دراهم، يتخذ منه اقراص. ومما ينفع برشاؤ
15
شان، وقشور اصل الكبر، وبزر البقلة الحمقاء وبزر السذاب، وبزر الفنجكشت، و
16
الزوفا اجزاء سواء. والشربة ثلاثة دراهم فى السكنجبين. أو تاخذ قشور اصل الكبر،
17
والزبيب، وبزر الشلجم، والزوفا يدق ذلك كله، وينقع فى الخل يومًا وليلة، وتطبخه
18
فى ماء كثير حتى يرجع إلى القليل، ويمزج به السكنجبين القوى البزورى، ويشربه.
19
أو يسقى من خل قد طبخ فيه الأبهل، وجوز السرو طبخًا شديدا حتى يبقى القليل،
20
ويشرب منه ما يقدر عليه ويضمد بثفله. اولبن اللقاح على شرطها يسقى بحب ورق الغرب
21
وأيضًا: يوخذ من الفوه اثنا عشر درهمًا، ومن قشور اصل الكبر، ومن الزراوند
22
الطويل، ومن الإيرسا من كل واحد وزن درهمين يسحق جدًا، ويعجن بالسكنجبين
23
الحامض؛ ويقرص، والشربة مثقال بماء الأفسنتين، وقشور اصل الكبر مطبوخين معًا.
24
او يوخذ ورق العليق الطرى، او قشور اصل الكبر، وثمرة الطرفا، وسقولو قندريون،
25
وعنصل مشوى، وفلفل ابيض، اجزاء سواءً يقرص. والشربة مثقالان بالسكنجبين،
26
او يوخذ طحال حمار الوحش وطحال المهر مجففين ويسحقان ويشرب منهما من مثقال
27
إلى درهمين بشراب ممزوج. وقيل: ان امثال هذه الأدوية اذا سقيتها الخنازير ايامًا
28
لم يوجد لها طحال. يوخذ افتيمون، وقشور اصل الكبر مناصفة يعجن بعسل؛
3-620
1
ويشرب منه قريب خمسة مثاقيل. او يوخذ قشور اصل الكبر، واسقولو قندريون،
2
وثمرة الطرفا، ولحاء الخلاف، وفوه، واسارون، ووج يطبخ بالخل الحاذق ثم يصفى،
3
ويتخذ منه سكنجبين عسلى، ويشرب فى الشربة منه وزن درهم اشق فانه عجيب. و
4
المطحول اذا اشتكى قيامًا لادم فيه، ولا مغص، اخذ سفوف الحب رمان ثلاثة ايام او
5
اربعة كل يوم وزن ثلاثة دراهم، وجعل غذاءه نصف ما كان يغتذى به؛ فان قيامه طحالى
6
والسبب فيه ان البدن ليس يقبل الدم. واعلم: ان الأشياء الحارة ليست بكثيرة الموافقة
7
للمطحولين بما يصلب ويجفف فيمنع من التحلل. واذا كانت فى القارورة حرارة
8
فالأجود أيضًا ان لا يسقى اقراص امبر باريس ونحوها.
9
دواء نافع من الصلابة المزمنة العارضة فى الطحال: يوخذ اصل الجاؤشير،
10
واشق، وقشور اصل الكبر، والنوع من اللبلاب المعروف بانطرونيون، ولب العنصل
11
المشوى، وحب البان، والثوم البرى من كل واحد جزء، يخلط الجميع ويوخذ منه
12
درخمى واحد بالغداة مع السكنجبين اوخل ممزوج ــ آخر: يوخذ لب حب البان ثلاث
13
درخمى، ثوم برى ستة در خمى، قشر اصل الكبر اربعة در خمى، قسط در خمى،
14
انطروفيون ستة در خمى، جعدة ثلاثة در خمى اصل النبات المعروف بقوطوليدن.
15
وهو النوع المعروف بالسكرجة ــ در خميان؛ زعموا: ان هذا نوع من السكرجات وهو
16
نبات ورقه يشبه الأس وفى وسطه كخاتمة ما تشبه بالعين شبيه بحى العالم الأكبر، وحب
17
اللبلاب الأكبر خمسة وعشرون عددًا، اشق اربعة در خمى، بارزد در خمى، بزر شجرة
18
مريم در خمى، او اصله ثلاثة درخمى، قرد مانا درخمى ونصف، حب الإشقيل وهو
19
العنصل مقلو ستة عشر درخمى، يخلط معًا ويستعمل منه. مع السكنجبين. والشربة منه
20
درخمى ونصف، وفى الأكثر درخميان.
21
اقراص آخر تفعل ذلك الفعل: يوخذ بزر السوسن اربعة درخمى، فلفل ابيض
22
وسنبل سورى واشق من كل واحد درهمان يقرص وتستعمل مثل التى قبلها. اقراص
23
نافعة للمطحولين جدًا. يوخذ اشق وثمرة العوسج من كل واحد ثمانية درخمى، قشر
24
اصل الكبر، وثمرة الطرفا، وفلفل ابيض، وثوم برى، وعنصل منقى مشوى من كل واحد
25
درخميان، يعجن بماء ويقرص القرص درخمى والشربة واحد منها بشراب العسل. آخر:
26
يوخذ لب العنصل المشوى رطلان، اصل الفاشرا وهو اصل الكرم ــ ثمانية ارطال،
27
وفلفل ابيض، وفطراساليون، وجزر برى، ودقيق الكرسنة، وحب الصنوبر من كل واحد
28
تمان اواق، وسوسن آسمانجونى، واصل الجاوشير من كل واحد ثلاث اواق يعجن
3-621
1
واذا استعملت شئيا من هذه فالأحسن ان تهجر الماء، او تقل شربه ليكون الدواء محفوظ.
2
القوة، ولا ينجذب إلى نواحى الحدبة من الكبد لمعونة الماء الكثير.
3
وأما الأضمدة فالأجود فى استعمالها: ان يستعمل قبلها الحمام الطويل على
4
الريق، ويكثر المقام فى آبزن. واذا خرج العليل منها تناول المقطعات الحريفة المعطشة
5
مثل السمك المالح، والقديد، والخردل، والصحناء، ويسقى شرابًا ممزوجًا بماء البحر
6
ونحوه، ويلطف تدبيره، يفعل ذلك ثلاثة ايام، وفى الرابع يراض حتى يعرق ويتواتر
7
نفسه، ثم يضمد هذا ان كان الأمرقويا، وان كان اضعف من هذا اقتصر على ما هو
8
اخف من هذا. وأما ماهية الأضمدة فقد تتخذ من تلك المفردات التى ذكرناها. و
9
الأشق نفسه وبعرالغنم اذا ضمد بهما بالخل كان ضمادًا قويًا. وبعر الشاة محرقًا [اذا استعمل
10
بخل ضماد] ورماد الأتون ضماد جيد اذا عجن بالخل وضمد به. وكذلك الضماد
11
باصل الكرمة البيضاء بالخل. واذا اخذت اخثاء البقر الراعية فجففت اولا ثم طبخت بالخل
12
كان منها ضماد جيد. وربماذر عليها كبريت اصفر أيضًا، اوكبريت بخل، اوورق اليتوع
13
بالخل او السذاب بالخل. والتضميد بزهرة الملح عجيب ومن ذلك ثجير حب البان
14
بالخل. وأيضًا: الحرمل مع بزره يطبخ فى الخل حتى يتهرأ ويضمد به. ومما هو اقرب
15
إلى الإعتدال السلق المطبوخ بالخل واصول الخطمى معجونًا بالخل.
16
ومن المركبات: مرهم الباسليقون، ومرهم جالينوس، ومرهم اسقلا فيدوس،
17
والضماد الذهبى، وضماد الصبر لجالينوس، ومرهم يتخذ من قشور اصل الكبر ينقع
18
فى الخل ساعات حتى يلين ثم يجفف، ويدق ناعمًا، ويتخذ منه مرهم بالشمع ودهن
19
الحناء. او يوخذ سواد قدور النحاس فيتخذ منه ومن دقيق الشعير والخل والسكنجبين
20
فانه ضماد نافع بالغ. او يستعمل ضماد الخردل فانه قوى.
21
آخر يحلل الصلابة: اشق، وشمع، وصمغ الصنوبر، من كل واحد ثمانية درخمى،
22
علك البطم، والمقل، والبارزد من كل واحد ستة درخمى كندر، ومر، ودهن قثاء الحمار،
23
من كل واحد اربع درخمى. تنقع الذائبة فى الخل واخلطها واستعملها.
24
آخر: يوخذ حلبة، ودقيق الكرسنة من كل واحد او قيتان، اشق، وصمغ البطم
25
من كل واحد خمس اواق، قشر اصل الكبر، وحب القفد، واصل الثوم البرى، و
26
فوه من كل واحد درخمى، شمع رطلان ينقع فى الخل، ويخلط فى زيت عتيق ويستعمل.
27
او دقيق الحلبة، وخردل ونطرون، اوتين مطبوخ فى الخل يجعل عليه سدسه اشق.
3-622
1
أويوخذ عسل الشهد ويطلى عليه على قطعة من طرس بقدر الورم، ويذر عليه الخردل،
2
ويضمد به الطحال، ويترك ما احتمل. او يوخذ من التين [السمان] عشرة فينقع فى الخل
3
الجميع [بالسحق] وربما جعلوا معه اشق، ومازريون بقدر الحاجة. ويتخذ من جميعها
4
طلاء وضماد. او الحلبة، والقرد مانا، والنورة والبورق بالخل. اواشق، ولوز ومر،
5
وكندر بالسوية بخل ثقيف يطلى على قطنة، ويوضع على البطن ويترك الى ان يقع نفسه.
6
ومما جرب واختاره الكندى: سذاب، وقشر اصل الكبر، وافسنتين، وفوذنج،
7
وسعتر، يطبخ بخل حاذق، ويوخذ على قطعة لبد ويضمد بها حارة، ويجدد كلما برد
8
احد وعشرين مرة على الريق. ومن الأضمدة الجيدة جدًا. ان يوخذ من دبق البلوط
9
رطلان فيذاب على جمرة، ويلقى عليه رطل نورة، ويخلطان ويتخذ منهما ضمادًا. و
10
يوخذ بورق، ونورة، وعاقر قرحا، وخردل يجمع الجميع بالقطران، ويطلى ولا يصلح
11
مع حمى. او يوخذ من العاقر قرحا خمس اواق، ومن الخردل خمسة عشر درهمًا،
12
ومن حب المازريون اربع اواق، ومن القرد مانا ثلاث اواق، ومن الجوز الطيب اوقية،
13
ومن الفلفل اربع اواق يجمع بخل العنصل، ويكمد به الطحال ثلاث ساعات بعد ان
14
يغسل الموضع بخردل ونطرون. وللمزمن طلاء من ألاشق، ومن اللوز المر عشرة عشرة،
15
ومن ورق السذاب خمسة يتخذ منه طلاء بخل، اوبعر المعز، والخردل الطرى معجونًا
16
ببعض العصارات النافعة وقليل خل. ومن النطولات ما طبخ فيه الترمس، والسذاب والفلفل.
17
ومن الأضمدة الشديدة القوة: ان يوخذ من الخربق الأسود ثلاث اواق، ومن
18
الخربق الأبيض اربع اواق، ومن الأشق ثلاث اواق، نطرون ثلاث اواق، سقمونيا
19
او قيتان، فلفل ثلاثون حبة، يقوم الشراب بعلك البطم تقويما يحتمل الخلط بهذه
20
كالمراهم، ويطلى على الموضع بعد تسخينه بالدلك، وهذا أيضًا مسهل. واذا لم تنفع
21
الأدوية فيجب ان يضع المحاجم، ويشرط عليها، وربما وجب عند غلبة الخلط السوداوى
22
والدم ان يفصد الوداج الاسير ويكوى على خمسة مواضع من الطحال أوستة، ثم لا يدعها
23
بترًا، فان لم يصبر على النار استعملت الكاويات من الأدوية مثل ضماد التين والخردل،
24
ومثل ضماد الثافسيا وغير ذلك.
25
وان غلبت الحرارة ولم يحتمل العليل الأضمدة القوية بخر طحاله ببخارخل
26
من حجر حام او يستلقى على الريق ويوضع على طحاله قطعة من لبد مغموسة فى الخل
27
المسخن، وخصوصًا المطبوخ فيه السذاب [او دردى الخل المسخن] واجود ذلك
3-623
1
ان يدخل العليل الحمام الحار على الريق اذا كان محتملا لذلك، ويستلقى فيه، ولا تزال
2
توضع عليه اللبود المغموسة فى الخل واحدة بعد اخرى ما احتمل، ويكرر عليه ايامًا،
3
فانه علاج قوى. ومما يقرب من هذا اويصلح للحار ان بزر الهندباء وبزر البقلة الحمقاء،
4
والقرع المجفف، وبزر الفنجنكشت يسقى ذلك مثقالين بالسكنجبين الشديد الحموضة،
5
ثم يعالج بعد ذلك بعلاج لبود الخل وكثير ممن به طحال مع حرارة يشفيه ماء الهندباء
6
بالسكنجبين اذا كرر عليه. وأما الأغذية فبماخف، ودسم من المرق المتخذة مماخف
7
ولطف، وسخن باعتدال، والكبر المخلل، وجهة الخضراء المخللة، وسائر ما علمته
8
فى موضع آخر. ويجب ان يستعمل مع ذلك الملطفات مثل الخردل وما اشبه ذلك.
9
ومشروباتهم ماء الحدادين، او كل ماء طفىء فيه الحديد المحمى مرارًا.
10
|311vb30|فصل فى علاج الورم البلغمى فى الطحال.
11
علاج الورم البلغمى فى الطحال: علاجه هو المعتدل من معالجات الصلب
12
مع استفراغ البلغم، والسوداء؛ فان بلغمه سوداوى، والضمادات المتخذة من اكليل
13
الملك، والشبث، وقصب الذريرة، والسذاب اليابس، وغير ذلك.
14
|311vb37|فصل فى سدد الطحال
15
قد تكون من ريح، وتكون من ورم، وتكون عن اخلاط على ما علمت. و
16
الريحى يكون معه تمدد شديد مع خفة. والورمى يكون مع علامات الورم. والسدد
17
الأخر تكون مع ثقل، ولا يصحبها اعلام الورم.
18
المعالجات: وهى بعينها القوية من معالجات سدد الكبد، فقد اشرنا اليها هناك أيضًا.
19
|311vb49|فصل فى الريح والنفخة فى الطحال
20
النفخة فى الطحال هى ان يحس فيها تمدد، وصلابة، ونتو، ينغمز إلى قرقرة،
21
وجشاء من غير ثقل الأورام.
22
العلاج: اعلم: ان الأدوية الصالحة لعلاج صلابة الطحال مقارنة فى القوة
23
الصالحة لعلاج النفخة؛ فانها تحتاج أيضًا الى مفتح جلاء محلل مع قوة قابضة قوية اكثر من
24
قوة التحليل؛ لأن المادة ريحية خفيفة، وهذا بخلاف ما فى الأورام ومع ذلك فانها
25
أدوية هى بها اشبه، وفيها اعمل، ولها اصلح مثل: الفنجيكشت، والكمون، والسذاب،
26
وبزر السذاب، والنانحواه، وما اشبه ذلك. وينفع من ذلك منفعة عظيمة وضع المحاجم
27
بالنار على الطحال. ويجب ان يجوع، ولا يتناول الغذاء دفعة واحدة؛ بل تفاريق قليلة
28
المقدار جدًا، ولا يشرب الماء ما قدر؛ بل يشرب نبيذًا عتيقًا رقيقًا مراءً قليلا، ولا ينام
3-624
1
حتى يخف بطنه. واذا هاج على امتلاء بطنه وجع ليلا، اونهارًا غمزه غمز بعد غمز، واحتال
2
للبراز، ونام، فان لم ينفع ذلك كمد. واذا علمت ان المادة السوداوية كثيرة، وتنفخ
3
بكثرتها، استفرغت.
4
اقراص بهذه الصفة: يوخذ الحرف الأبيض وزن ثلاثين درهمًا، يدق، وينخل،
5
ويعجن بخل خمر حاذق، ويتخذ منها اقراص دقاق صغار، ويخبز فى التنور اوطابق إلى
6
ان يجف ولا يحترق. ويوخذ قرصة من وزن ثلثين درهما فى الأصل قبل الخبز، و
7
يسحق، ويخلط به من حب الفقد، ومن ثمرة الطرفاء خمسة خمسة، ومن اسقولو قندريون
8
سبعة، ويقرص، وللشربة منه ثلاثة دراهم بسكنجبين. وينفع أيضًا اقراص الفنجكشت.
9
أو يوخذ: كزمازك وزن عشرة دراهم، حب المرو وزن عشرة دراهم، بزر الهندباء، و
10
بزر البقلة الحمقاء من كل واحد خمسة دراهم، ويقرص. والشربة ثلاثة دراهم بسكنجبين
11
سكرى. وقد ينفعه ان يستف من الفنجكشت، والنانخواه، وقشور اصل الكبر، والسذاب
12
اليابس، والوج مثقالا بشراب عتيق، او بطبيخ الأدوية النافعة له.
13
وأما المروخات والضمادات، فمن الأدهان: دهن الأفسنتين، ودهن الناردين،
14
ودهن القسط. ومن المراهم: مرهم يتخذ من الكبريت، والشبث، والنطرون،
15
والزفت، والجاوشير. وأما الضمادات: فمثل الضمادات المذكورة فى الأبواب الماضية،
16
مثل ضماد التين بالخل مع السذاب، والنطرون، وبزر الفنجكشت، واكليل الملك،
17
والبابونج، وأما النطولات: فخل طبخ فيه تلك الأدوية، وخاصة على ما ذكرناه من
18
استعمالها يقطع اللبود، وخصوصًا الخل المطبوخ فيه الكبر الغض، والكرنب، وثمرة
19
الطرفا، وسقولو قندريون، ومرق الفنجكشت، وجوز السرو، والسذاب، وان اريدان
20
تكون بقوة؛ و<ان> لم تكن حمى جعل فيها الأشق، والمقل، ونحوه. وأيضًا: الفوذنج،
21
والسذاب، والأشنة، والبورق مطبوخًا فى الخل مع شىء من شب. والغذاء فى ذلك
22
مثل ما قيل فى غيره.
23
|312ra56|فصل فى وجع الطحال
24
وجع الطحال: إما ان يكون لريح، اونفخة، او لورم عظيم، او لتفرق اتصال،
25
اولسؤ مزاج، وقد علمت علاماتها، وعلاج كل صنف منها. واذا كان الوجع انما
26
يصيبه الجس فى نهاية الطحال عند الجنب فهو ريح متشكبة بين الغشاء والصفاق.
27
وان كانت الطبيعة يابسة فلتحل، واستعمل الحمام، ولا تفصد؛ وان قضى به عامة
28
الأطباء؛ إلاعند الضرورة يسيرًا.
3-625
1
|312rb9|الفن السادس عشر
2
فى احوال المعاء والمقعدة وهو خمس مقالات
3
|312rb11|المقالة الاولى: فى تشريحها وفى الاستطلاق المطلق
4
|312rb12|فصل فى تشريح الامعاء الستة
5
تشريح الامعاء الستة: ان الخالق تعالى جده لسابق عنايته بالانسان، وسابق علمه
6
بمصالحه، خلق امعاءه التى هى الات دفع الفضل اليابس كثيرة العدد، والتلافيف، و
7
الاستدارات؛ ليكون للطعام المنحدر من المعدة مكث صالح فى تلك التلافيف،
8
والاسدارات. ولوخلقت الامعاء معى واحدا، اوقصيرة المقادير لانفصل الغذاء سريعا عن
9
الجوف، واحتاج الانسان كل وقت الى تناول الغذاء على الاتصال؛ ومع ذلك الى التبرز،
10
والقيام للحاجة؛ فكان من احدهما فى شغل شاغل عن تصرفه فى واجبات معيشته،
11
ومن الثانى فى اذى، ووصب، وضرر، وكان ممنوا بالشره، والمشابهة للبهائم؛ فكثر
12
الخالق تعالى عدد الامعاء وطول مقادير كثيرة منها لهذا من المنفعة، وكثر استداراتها لذلك
13
ولمنفعة اخرى: وهى ان العروق المتصلة بين الكبد، وبين الات الهضم هضم الغذاء،
14
انما تجذب اللطيف من الغذاء بفوهاتها النافذة فى صفاقات المعدة، بل فى صفاقات المعاء.
15
وانما تجذب من اللطيف ما يماسها، واما مايغيب عنها، ويتوغل فى عمق الغذاء
16
البعيد عن ملامسة فوهات العروق، فان جذب ما فيه إما غير ممكن، وإما يعسر؛ فتلطف
17
الخالق وكثر التلافيف، ليكون ما يحصل منعمقا فى جزء من المعى يعود ملامسا فى
18
جزء اخر؛ فتتمكن طائفة اخرى من العروق من امتصاص صفاوته التى فاتت الطائفة الأولى.
19
وعدد الامعاء ست: اولها المعروف بالاثنا عشرى، ثم المعروف بالصائم، ثم
20
معى طويل ملتف يعرف بالدقاق، واللفائف، ثم معى يعرف بالأغور، ثم معى يعرف بالقولون
21
ثم معى يعرف بالمستقيم، وهو السرم. وهذه الامعاء كلها مربوطة بالصلب برباطات تشدها
22
على واجب اوضهاعها. وخلقت العلى منها رقيقة الجوهر، لان حاجة ما فيها الى الانضلج
23
ونفوذ قوة الكبد إليه؛ اكثر من الحاجة فى المعاء السفلى؛ ولان مايتضمنه لطيف؛ لا يخشى
24
فسخه لجوهر المعى بنفوذه فيه، ومروره به، ولاخدشة له، والسفل مبتدئة من الاعور
3-626
1
غليظة، ثخينة، مشحمة الباطن؛ لتكون مقاومة للثقل الذى انما يصلب، ويكشف اكثره
2
هناك. وكذلك انما يتعفن [اذا اخذ يتعفن] فيه. والعلى لا تشحيم عليها، ولكن لم
3
تخل فى الخلقة من تغرية سطحها الداخل برطوبة لزجة مخاطية تقوم لها مقام التشحيم.
4
والمعى الاثنا عشرى متصل بقعر المعدة؛ وله فم يلى المعدة ويسمى البواب، و
5
هذا بالجملة مقابل المرى، وكما ان المرى انما هو للجذب الى المعدة من فوق؛ فكذلك
6
هذا انما هو للدفع عن المعدة من تحت؛ فهو اضيق من المرى، واستغنى فى الخلقة
7
عن توسيعه توسيع المرى لا مرين:
8
احدهما ان الشىء الذى ينفذ الى المرى اخشن، وأصلب، واعظم حجما. و
9
الذى ينفذ فى هذا المعى الين، واسلس، وارق حجما؛ لانهضامه فى المعدة، واختلاط
10
الرطوبة المائية به.
11
والثانى ان النافذ فى المرى لا يتعاطاه من القوى الطبيعة إلا قوة واحدة. فان كانت
12
الارادة تعينها؛ فانما تعينها من جهة واحدة، وهى الجاذبة؛ فاعينت بتفسيح السبيل،
13
وتوسيعه. واما النافذ فى المعى الاول فانه ينفعل عن قوتين: احداهما الدافعة التى هى
14
فى المعدة، والاخرى الجاذبة التى هى فى المعى. ويرافد هماء الثقل الذى يحصل لجملة
15
الطعام، فيسهل لذلك اندفاعه فى السبيل المعتدل للسعة. وهذه القصبة تخالف المرى
16
كجزء من المعدة؛ مشاكل لها فى هئية تاليفها من الطبقات.
17
واما هذه القصبة فكشىء غريب، ملصق بها، مخالف لها فى جوهر طبقاتها
18
لطبقتى المعدة؛ اذ كانت المعدة تحتاج الى جذب قوى؛ لايحتاج الى مثله المعى؛
19
فلذك الغالب على طبقتى المعى الليف الذاهب فى العرض؛ ولكن المعى المستقيم قد
20
يظهر فيه ليف كثير بالطول؛ لانه منق للامعاء، عظيم الفعل يحتاج الى جذب لما فوقه،
21
يستعين به على جودة العصر، والدفع، والاخراج؛ فان القليل عاص على العصر
22
ولذلك خلق واسعا، عظيم التجويف.
23
وخلق للمعى طبقتان للاحتياط فى ان لا يغشو الفساد، والعفن المهيأ لهما المعى
24
عند ادنى افة تلحقها سريعا؛ لا ختلاف الفعلين فى الطبقتين. وخلقت هذه القصبة
25
مستقيمة الخلقة، ممتدة من المعدة الى اسفل؛ ليكون اول الاندفاع متيسرا؛ فان نفوذ
26
الثفل فى الممتد المستقيم الى اسفل اسرع منه فى المعوج، او المضطجع.
27
وكانت هذه الخلقة فيها ايضا نافعة فى معنى اخر: وهو انها اذا بعدت مستقيمة
28
خلت يمنتها، ويسرتها مكانا لسائر الاعضاء المكتنفة للمعدة من الجانبين؛ كشطر من
3-627
1
الكبد يمنة، وكالطحال يسرة، وسائر الامعاء. ولقبت بالاثنى عشرى لان طولها هذا القدر
2
من اصابع صاحبها، وسعتها سعة فمها المسمى بوابا.
3
والجزء من المعاء الدقيقة التى تلى الاثنا عشرى يسمى صائما. وهذا الجزء فيه
4
ابتداء التلفف، والا نطواء. والتلوى؛ فكان فيها مخازن كثيرة. وقد سمى هذا المعى
5
صائما؛ لانه يوجد فى الاكثر خاليا، فارغا. والسبب فى ذلك تعاضد امرين: احدهما
6
ان الذى يتحلب اليه من الكيلوس يسرع اليه الانفصال عنه. وطائفة تنجذب نحو الكبد؛
7
لان العروق الما ساريقية اكثرها يتصل بهذا المعى، لان هذا المعى اقرب الامعاء من الكبد
8
وليس فى شىء من الامعاء من شعب الما ساريقا ما فيه، وبعده الاثنا عشرى. وهذا المعى
9
يضيق، ويضمر، ويصفر فى المرض جدا. وطائفة اخرى تنغسل عنه الى ماتحته من الامعاء،
10
لان المرة الصفراء تتحلب من المرارة إلى هذا المعى؛ وهى خالصة غير مشوبة؛ فتكون
11
قوية الغسل، شديدة تهييج القوة الدافعة باللذع؛ فبما تغسل تعين على الدفع الى اسفل،
12
وبما تهيج الدافعة تعين على الدفع الى الجهتين جميعا اعنى الى الكبد، وإلى اسفل،
13
فيعرض بسبب هذه الاحوال ان يبقى هذا الجزء من المعى خاليا؛ ويسمى لذلك صائما.
14
ويتصل بالصائم جزء من المعى، طويل، ملتف، مستدير استدارات واحدة
15
بعد اخرى. والمنفعة فى كثرة تلافيفه، ووقوع الاستدارات فيه ما قد شرحناه فى الفصول
16
المقدمة؛ وهو ان يكون للغذاء فيه مكث؛ ومع المكث اتصال بفوهات العروق الماصة
17
بعد اتصال. وهذا المعى اخرى الامعاء العليا التى تسمى دقاقا. والهضم فيها اكثر منه
18
فى الامعاء السفلى التى تسمى غلاظا؛ فان الامعاء السفلى جل فعلها فى تهئية الثفل للبراز؛
19
وان كانت ايضا لا تخلو عن هضم؛ كما لا تخلو عن عروق كبد تأتيها لمص، وجذب.
20
ويتصل باسفل الدقاق [المعى] ويسمى بالاعور، سمى بذلك لانه <معى> ليس
21
له الافم واحد، وهو كالكيس [منه] يقبل ما ياتيه من فوق؛ ومنه ايضا يخرج؛ و
22
يدفع [ما يدفعه. ووضعه] الى الخلف قليلا، وميله الى اليمين. وقد خلق لمنافع:
23
منها ان يكون للثفل مكان يحصر فيه؛ فلا يحوج الى القيام كل ساعة، وفى كل وقت
24
يصل إلى الامعاء السفلى قليل منه؛ بل يكون مخزن يجتمع فيه بكليته، ثم يندفع عنه بسهولة
25
اذا تم ثفلا. ومنها ان هذه المعى هو مبدأ فيه تتم استحالة الغذاء الى الثفلية؛ والتهئية
26
لا متصاص مستانف؛ يطرأ عليها من الما ساريقا. فان كان ليس فيها ذلك الامتصاص
27
وهو متحرك، ومنتقل، ومتفرق، بل انما يتم اذا سلم من الكبد، وقرب منه لياتيه منه
3-628
1
بالمجاورة هضم بعد هضم المعدة التى كان بالسكون، والمجاورة [بعد] وهو مجتمع،
2
محصور فى شىء واحد؛ يبقى فيه زمانا طويلا، وهو ساكن مجتمع؛ فتكون نسبته الى المعى
3
الغلاظ نسبة المعدة الى الدقاق. ولذلك احتيج الى ان يقرب من الكبد ليستو فى من
4
الكبد تمام الهضم، واحالة الباقى ممالم ينهضم، ولم يصلح لمص الكبد الى اجود
5
ما <يكون> يمكن ان يستحيل إليه؛ اذ كان قد عصى فى المعدة، ولم يصل إليه تمام
6
الهضم بسبب كثرة المادة، وسبوق الانفعال الى ما هو اطوع لغمور ما هو اطوع لما هو
7
اعصى، والان فقد تجرد ما هو أعصى؛ واذا اتته قوة فاعلة؛ صادفته مهيأة، ومجردة الاعن
8
الفضل الذى من حقه ان يستحيل ثفلا، وكان موجودا فى الحالين جميعا؛ لكنه كان فى
9
المعدة مع غامر اخر، وفى الاعور كان هو الغامر وحده. وكان الذى يخالطه اولى
10
بان ينفعل خصوصًا، ولم يخل [فى] المعدة عن انفعال ما. وانهضام، واستعداد لتمام
11
الا نفعال. والا نهضام اذا خلا لتاثير الفاعل، فمعى الاعور معى يتم فيه هضم ما عصى
12
فى المعدة، وفضل عن المنهضم الطائع، وقلما يغمره، ويحول بينه، وبين القوة الفاعلة
13
من الكيموس الرطب، وصار بحيث القليل من القوة يصلحه اذا وجد مستقرا، يلبث فيه
14
قدر مايتم انهضامه، ثم ينفعل عنه الى معى "يتصل به المقعدة".
15
واما قوم فقالوا: ان المعى الاعور خلق اعور، ليلبث فيه الكيلوس، ليستنظف
16
الكبد ما بقى فيها من جوهر الغذاء بالتمام. وحسبوا: ان الما ساريقا انما ياتى الاعور؛
17
وقد اخطأ فى ذلك هذا المحدث؛ وانما المنفعة مابيناه. وهذا المعى كفاه فم واحد؛
18
اذ لم يكن وضعه وضع المعدة على طول البدن.
19
ومن منافع عوره: انه مجمع الفضول التى لوسلك كلها فى سائر الامعاء، خيف
20
حدوث القولنج، فاذا اجتمعت فيه تنحت عن المسلك، وامكن لاجتماعها ان تندفع
21
عن الطبيعة جملة واحدة؛ فان المجتمع ايسر اندفاعا من المتشتت. ومن منافعه: انه
22
ماوى لما لابد من تولده فى المعى، اعنى الديدان، والحيات، فانه قلما يخلو عنها بدن؛
23
وفى تولدها منافع ايضا اذا كانت قليلة العدد، صغيرة الحجم. وهذا المعى اولى الأمعاء
24
بان يخدر فى فتق الاربية؛ لأنه مخلى، غير مربوط، ولا مشدود بما ياتيه من الما ساريقا،
25
فانه ليس ياتيه من الما ساريقا شىء فيما يقال.
26
ويتصل بالاعور من اسفله المعى المسمى بقولون، وهو معى غليظ صفيق
27
كما يبعد عن الاعور يميل ذات اليمين ميلا جيدا؛ ليقرب من الكبد، ثم ياخذ ذات اليسار
3-629
1
منحدرا. واذا حاذى جانب الايسر مال الى اليمين، والى خلف منحدرا ايضا، فهناك
2
يتصل بالمستقيم، وهو عند مجازة بالطحال يضيق. ولذلك ما كان ورم الطحال يمنع
3
خروج الريح مالم يغمز عليه. والمنفعة فى هذا المعى جمع الثفل، وحصره، وتدريجه
4
الى الاندفاع؛ بعد استقصاء فضله من الغذاء ان كانت فيه. وهذا المعى يعرض فيه
5
القولنج فى الاكثر، ومنه اشتق اسمه.
6
و المعى المستقيم وهو أخر الأمعاء، ويتصل باسفل القولون، ثم ينحدر منه على
7
الاستسقامة، فيتصل بالشرج؛ متوكيا على ظهر القطن، متوسعا يكاد يحكى المعدة؛
8
وخصوصا اسفله. ومنفعة هذا المعى قذف الثفل الى خارج. وقد خلق الخالق تعالى
9
جده له اريع عضلات كما علمته. وانما خلق هذا المعى مستقيما؛ ليكون اندفاع الثفل
10
عنه اسهل. والعضل المعينة على الدفع ليست فيه؛ بل على المراق، وهى ثمان عضل
11
فليكن هذا المقدار كافيا فى تشريح المعاء، وذكر منفعته. وليس يحرك شىء من الأعضاء
12
التى هى مجرى الغذاء بعضل الا الطرفان اعنى الرأس، وهو المرى، والحلقوم، والاسفل
13
وهو المقعدة. وقد ياتى الامعاء كلها اوردة، وشرائين، وعصب اكثر من عصب الكبد
14
لحاجتها الى حس كثير.
15
|313rb32|فصل فى استطلاق البطن من جميع الوجوه والاسباب حتى زلق الامعاء والهيضة والذرب و
16
اختلاف الدم واندفاعات الأشياء من الكبد والطحال والدماغ ومن البدن وفى الزحير
17
اعلم: ان كل استطلاق؛ فاما ان يكون من الاطعمة، والاغذية، والهواء المحيط؛
18
واما ان يكون من الاعضاء. ولنتكلم اولا فى الكائن من الأعضاء. فا لكائن من الاعضاء
19
اما من المعدة، واما من الما ساريقا، واما من الكبد، واما من الطحال، واما من الرأس
20
واما من الامعاء، واما من جميع البدن. ويشترك جميع ذلك فى اسباب، فانه اما ان
21
يتبع ذلك سؤ مزاج؛ يضعف الماسكة، او الهاضمة، او الدافعة، او يقوى الدافعة.
22
وكل ذلك اما من سؤ مزاج مفرد، واما من سؤ مزاج مركب؛ مع مادة مشتبكة فى الاعضاء،
23
او لاطخة لوجهها، أومرض الى [من رض] اوقرحة، اوفتق.
24
والكائن عن الكبد فقد فرغنا عنه، وذكرنا فيها ما يكون بسبب مزاجاتها، و
25
اورامها، وسددها، وغير ذلك. وكذلك ذكرنا ما يكون من الما ساريقا. والكائن عن
26
الدماغ، فهو الذى يكون بسبب نوازل تنزل منه الى المعدة، والامعاء؛ فيفسد الغذاء،
27
وتنزله، وتنزل هى بنفسها معه لزلقها، ولدفع الدافعة.
28
واما الكائن عن المعدة؛ فليس كله يكون غير منهضم، بل قد يكون منهضما
29
انهضامًا ما. وسبب ذلك ضعف القوة الماسكة فى المعدة، فلاتطيق حمل الغذاء
3-630
1
الا إلى زمان ما، قد ينهضم [فيه] وقد لا ينهضم، ثم لا تقدر على تدريج ارساله، واخراجه،
2
وذلك لضعف يكون لسؤ المزاج البارد فى الاكثر، ويكون للحار، والرطب، واليابس.
3
واخطأ من ظن ان كل ذلك للبلغم لا غير؛ وللمزاج البارد الرطب؛ وان كان هذا هو الغالب،
4
وهو المودى بطوله الى الاستسقاء، وهو فى الجملة صعب العلاج اذا استحكم.
5
وكثيرا ما يكون السبب <فيه> بقية من قوة؛ من ادوية مسهلة؛ لزمت سطح الامعاء،
6
والمعدة، وفوهات عروق المعدة، والا معاء. وهذه ربما حفظت ادوارًا؛ وكثيرا ما
7
يودى الى سحج ردى، وقروح. وقد يكون هذا المعدى بسبب ضعف الهضم؛
8
فيفسد، ويستدعى الدفع. وقد يكون لزلق فى المعدة؛ لرطوبات؛ فلا يمكنه من الثبات
9
قدر الهضم. وليس هذا فى الحقيقة خارجا مما ذكرناه الا انا خصصناه بالايراد فى
10
التفصيل للتنبية. وهذا اكثر فى ان ذلك يودى إلى الاستسقاء. ويحمد بقراط فيه الجشاء
11
الحامض، لانه يدل على نشور حرارة تبخر بخاراما وان لم تكن تامة بعد ما كانت ميتة،
12
ولان الحموضة ربما قطعت، ودبغت المعدة، واورثت امساكا، فيحمد كذلك من
13
حيث هو دليل، ومن حيث هو سبب.
14
وقد يكون مثل هذا الزلق من قروح فيها، اوفيما يجاورها من المعى؛ فتشاركها
15
المعدة للوج، اولا نداب قروح؛ وذلك فى المعدة قليل. وقد يكون الاسهال المعدى
16
وازلاق المعدة لما تحويها اخلاط ردئية تنصب اليها من البدن، فيفسد الطعام، وان كان
17
جيد الجوهر، ويحوج الى قذفه، وانزاله. وان كانت الناحية العليا اقوى لم يندفع اليها،
18
ولم يخرج بالقى، بل بالاسهال.
19
وربما لم يكن اسهال تلك الاخلاط لسبب افساد الطعام، واحواج المعدة الى
20
قذفه؛ بل يكون فيه قوة تكرهه المعدة؛ فتدفعه، وما معه، او يكون فيه نفسه قوة مسهلة،
21
اومزلقة، او مقطعة ساحجة؛ كما تفعله كثرة انصباب السوداء إلى فم المعدة؛ فيصير ذلك
22
سببا للاسهال المعدى. وقد يكون ذلك بسبب رياح، ونفخ، تولدت؛ فافسدت الهضم؛
23
فعرض ما ذكرناه.
24
وقد يكون الزلق ليس بسبب شىء غير الماكول من ضعف ماسكة، او مخالطة
25
مفسد؛ بل فى الما كول، ولا لكيفيته؛ بل لكمية؛ فانه اذا كثر، وقهر القوة الماسكة؛
26
خرج كما دخل. وقد يكون بسبب انه فسد إما لكثرته، واما لقلته كما علمت، وإما لسؤ
27
ترتيبه ثم استتبع. وربما كان الاسهال المعدى بسبب اوجاع تكون فى المعدة، اوما يجاورها؛
28
فيعرض ضعف القوة الماسكة فيها؛ وتلك الاوجاع قد تكون عن رياح، وعن اورام، و
29
عن سؤ مزاج مختلف جميع ذلك منها، اويتأدى اليها مما يجاورها. [واما الكائن من
3-631
1
الطحال فلقوة دافعة وكثرة السوداء، او لضمور صلابة وتحلل مادتها، اولا نفجار اورامه]
2
واما الكائن عن الامعاء فلنذكر اولا ما يكون من الامعاء الخمس العليا ونقول: ان
3
الاسهال الكائن منها اما ان يكون مع سحج، واما ان لا يكون. والسحج هو "وجع انجراد
4
من سطح المعاء". وذلك الجارد اما مواد صفراوية، او دموية حادة، اوصديدية، اومدية،
5
اودردية، تنبعث عن نفس الامعاء اوعما فوقها، فتصير الى الامعاء والكبدى من هذا
6
القبيل، وقد سلف كلامنا المستقصى فيه.
7
والكبدى الورمى اسلم من الكبدى الضعيفى؛ واقبل للعلاج. والسحج، والاسهال
8
الطحالى، والمرارى والسددى، والذى من قروح فى المعدة. والمرى كله، من قبيل
9
ما يبعث المادة الى المعاء، وليس كلامنا الان فيه؛ بل فى الذى عن نفس المعاء؛ وذلك اما
10
لورم فى الأمعاء، او للذع مرار، اودم انصب من الكبد شديد الحرارة، او انفتاق عرق فى
11
فى الاعالى، والاسافل، اولدواء مسهل جرح الامعاء؛ مثل شحم الحنظل، او من قلاع
12
وقروح مع عفونة وتاكل، او قروح بلاعفونة وتأكل، اوقروح نقية، اوقروح وسخة؛
13
وهى إما ان تكون فى المعاء الغلاظ وهى اسلم، أوفى الامعاء الدقاق وهو اصعب،
14
وخصوصا الواقع فى <المعى> الصائم، فانه يشبه ان لاتبرا قروحه فضلا عن خرقه لكثرة
15
عروقه، وعظمها، ورقة جسمه، وسيلان المرار الصرف اليه من المرارة من غير خلط؛ ولأنه عظيم
16
غائلة الاذى لقربه من عضو رئيس <الذى> هو الكبد، فليس شىء من الامعاء اقرب اليه من
17
الصائم، والدواء ايضا لايقف عليه؛ بل يزلق عنه. والقروح تكون من سحج ثفل، و
18
حدة مرار، او ملوحة، او شدة تشبثه؛ للزوجة؛ فاذا انقلع جرح؛ اولا نفجار الاورام،
19
وسائر الاستفراغات المختلفة الموذية بمرورها.
20
وما كان من سحج السوداوى واقعا على سبيل الابتداء فهو قتال؛ لانه يدل
21
على سرطان متعفن. وما كان فى أخر الحميات فهو قتال جدا؛ وان لم يصر بعد سحجا؛
22
بل كان بعد اسهالا سوداويا؛ وخصوصا الذى يغلى على الأرض، وله رائحة حامضة.
23
وان كانت القوة باقية بعد؛ بل وان كان فى الصحة ايضا؛ فان هذا الصنف من السوداوى
24
لا يبرا صاحبه. واما اذا لم تكن له هذه الخاصية، ولم يكن يغلى، ولا رائحة حامضة؛
25
فهو فضل سوداوى تدفعه الطبيعة، وقد ترجى معه العافية.
26
والقرحة [قد] تتولد عقيب الورم، وتكون عن شىء قاشر، أو جارد ابتداء مثل
27
دواء مسهل، اوغذاء لزج يلزم ثم ينفصل قاشرا جاردا؛ اوغذاء صلب يسحج بمروره وقد يكون
28
عن اخلاط اسهلت، تم قرحت. وحد زمان تولد القرحة عن الاسهال المرارى اسبوعان،
3-632
1
وعن البورقى شهر، وعن السوداوى من اربعين يوما الى اكثر من ذلك، وكثير اما تنثقب
2
الامعاء من صاحب القروح فيموت فى الاكثر. وربما كان بعضهم قويا فيبقى مدة، و
3
يجتمع الثفل فى بطنه، كانه يستسقى، ثم يموت. واما فى اكثر الامر: فاذا بلغ القرح
4
ان يخرج من جوهر الامعاء شئياله حجم ادى الى العفونة، والى اسقاط القوة بمشاركة
5
المعدة، والى الموت، فكيف اذا انثقب؛ وخصوصا الامعاء العلياء.
6
وقد حكى قوم انه قد انثقب بعض الامعاء السفلى، ثم انثقب البطن، والمراق
7
لورم حدث بها محاذيا للثقب، ومشاركا لتلك العفونة، والافة؛ فانثقب البطن ايضا
8
هناك، وكان يخرج الرجيع منه، وعاش الرجل. وهذا وان كان فى جملة الممكن؛
9
فهومن جملة الممكن البعيد، وابعد منه ان يعيش؛ والثفل ينصب الى فضاء البطن. قالو
10
اذا وقع انثقاب المعى، والبطن بازاء الصائم لم يسكن الجوع، ولم يلبث شىء فى
11
المعدة، وذبل صاحبه، وانتفخ بطنه، ومات.
12
واصناف السحج: دموى، وصديدى، ومدى؛ وخراطى، ومخاطى، ومرى،
13
وزبدى، وقشارى. والمرى سليم يتدارك؛ وكثيرا ما يكون من امراض حادة، وحميات
14
محرقة، وغبية، واكثر ما يكون بحرانًا لها.
15
والمدى اذا ابتدأ مديا؛ فاما ان يكون سببه انفجار دبيلات، واورام فى الاحشاء،
16
دفعته الطبيعة الى الامعاء، وهو اسلم. وهذا القسم لا يكون بالحقيقة معويا. وكثيرًا ما
17
يودى الى المعوى، ويحدث منها فساد فى أخر الامر، وكثيرا ما يتبعه اختلاف مدى
18
لا يحتبس، فيكون اكثر ذلك قيحا مديا، وربما خالطه دم. وإما ان لا يكون سببه ذلك
19
ولا يكون فى الاعضاء الباطنه ورم نضيج ينفجر؛ فيكون من جهة سرطان متعفن فى الامعاء؛
20
ولا برءله، لكثرة ما يصاك، وقلة ما يجد من السكون، ولصعوبة العلة فى نفسها.
21
وأما الصديدى: فاما عن ذوبان، وإما عن رشح من ورم هو فى طريق النضج،
22
واكثره ليس بمعوى. واما الدموى: فمنه واقع دفعة، ومنه واقع يسيرا يسيرا. والاول
23
سببه انفتاح عروق، وانحلال فرد. واذا لم يصحبه وجع ما فليس من الامعاء؛ بل من
24
احشاء أخر؛ وخصوصا اذا اقترن بذلك علامات اخر. وقد يكون من الا معاء ايضًا
25
وجع؛ اذا كان على سبيل انفتاح فوهات عروقها من غير سببب اخر، وهو اسلم. و
26
اذا كان الشتاء يابسا شماليا، ثم اعقبه ربيع مطير جنوبى، وصيف مطير كثر اسهال الدم،
27
وكذلك اذا كان الشتاء جنوبيا، والربيع شماليا، قليل المطر، وخصوصا فى الا بدان
28
الرطبة، وابدان النساء. واذا جاء صيف ومد بعد ربيع شمالى، وشتاء جنوبى كثر الاسهال،
29
والسحج؛ وكان سببهما كثرة النوازل. وقد يكثر اسهال الدم فى البلاد الجنوبية، ومع
3-633
1
هبوب الجنائب، وكثرة الامطار لتحريكها المواد، وارخاءها المسام؛ وخصوصا عقيب
2
نوازل مالحة.
3
وأما الذى يكون من اسهال الدم بعد الاسهال المرارى، وسحج مرارى، ومع
4
وجع فهو ردئى؛ وخصوصا اذا سبقت الخراطة ثم جاء دم صرف؛ فان ذلك يدل على ان
5
العلة توغلت [فى] جرم الامعاء. وأما الخراطى: فانه عن انجرادما بصفيحة الامعاء.
6
واما المخاطى: فهو لرطوبة غليظة. وربما وقع الاختلاف المخاطى فى الحميات
7
المركبة، وضرب من الحميات سنذكره فى بابه فى الحميات الوبائية. واكثر ما يكون
8
فى الوبائية يكون زبديا.
9
واما القشارى: فقد يكون عن قروح المعدة، ويخرج بالاسهال؛ ولكن لا يكون
10
هناك سحج. واذا كان مع سحج فهو عن نفس طبقات الامعاء، ويستدل على
11
الغلاظ دائما بالغلظ، وفى الاكثر بالكبر، وعلى الدقاق بالضد. وهذه القشارات تخرج
12
عند القيام، ويكون اكثر خروجها عند الحقن الغسالة. قال بقراط الخلفة العتيقة
13
السوداوية لا تبرأ.
14
قال بقراط: اذا كان الاستفراغ مثل الماء، ثم صار مثل المرهم؛ فهو ردئى.
15
واذا وقع عقيب الاستسقاء اسهال، خصوصًا الاستسقاء المائى الحادث عن ورم الكبد
16
كان ردئيا؛ ويكون ذربا فيسهل غير المائية، ولا ينقطع. قال: كل خلفة تعرض بعد
17
مرض بغتة فهو دليل موت قريب. قال: وقد يكون مع الاستسقاء ذرب لا ينقطع ولا
18
يفيد؛ لانه لا يسهل المائية؛ بل يسهل مايضعف به البدن. وقد يؤدى السحج، وقروح
19
الا معاء الى الاستسقاء. ومن كان به مع المغص كزاز وقئ وذهول عقل؛ دل على موته.
20
وفى كتاب بقراط: من كان به ذوسنطاريا، وظهر خلف اذنه اليسرى شىء
21
اسود شبيه بالكرسنة، واعتراه مع ذلك عطش شديد، مات فى العشرين؛ ولا يتاخر ولا ينجو.
22
واعلم ان الحمى الصعبة الدالة على عظم الورم؛ وأيضًا سقوط الشهوة الدالة على
23
موت القوة التى فى فم المعدة، والاسهال الأسود فى قروح المعى كل ذلك ردئى.
24
واما الذى يكون من الا معاء من غير سحج، ودم، ومن غير سبب من فوهاتها؛
25
فيشارك زلق المعدة فى الاسباب؛ لكن الكائن عن انداب القروح فيها اكثر مما فى المعدة؛
26
بل كانه لا يكون الا فيها، وان كانت قلاعية؛ وكانت المادة الفاعلة لها لاتزال تسيل ادى
27
ذلك لا محالة الى سحج دموى والى اطلاق دم قوى؛ ويشاركها فى سبب لزوم قوة
28
من دواء مسهل لفوهات العروق التى لها، ولسطحها، فيسهل.
3-634
1
والذى يكون عن ضعف المعى، والمعدة فيسمى مادة البطن. واكثر السبب فى ذلك:
2
ضعف، وقروح، واندابها. وربما اتفق ان ينعقد شىء من هذا الدم المنصب فى
3
البطن؛ فيدل عليه برد الاطراف دفعة بغتة، وانتفاخ البطن، وسقوط النبض؛ وتادى
4
الى الغشى.
5
واما الذى يكون عن المعى المستقيم وهو المعى السادس: فمنها ان يكون
6
مع وجع؛ ويسمى زحيرا، وهو وجع تمددى، وانجرادى فى المعى المستقيم، ومنه
7
ما يكون بلاوجع. وسبب الزحير اما ورم حار يسيل منه شىء اوورم صلب، اوريح،
8
او استرخاء العضلة فتخرج معه المقعدة؛ أو تمدد يعرض، وكزاز؛ فيمنع العضل الحابسة
9
فى ناحية المقعدة عن فعلها، وفضل مالح، او بورقى، او كيموس غليظ، اومرار
10
مداخل [اواستتباع لذ وسنطارية] او برد يصيب العضو؛ اوطول جلوس على صلابة،
11
او غلظ ما يخرج من الثفل، وصلابة، او اخلاط حادة، او نوامير، او بواسير، او شقاق،
12
او قروح، اوتاكل، اوثفل محتبس. واكثر ما يكون عن خلط مخاطى، وبعد ان يكون
13
مخاطيا يصير خراطيا، ثم نقط دم. وربما خرج بالزحير شىء كالحجر على ما حكاه بعضهم.
14
وجالينوس يستبعده.
15
واكثر ما يعرض الزحير لاصحاب البلغم العفن، فانه لعفنه يبقى اثره فى المعى
16
المستقيم عند مروره كل وقت بما يكون لزجا، لازقا، موذيا، وربما اوهم العليل ان فى
17
مقعدته ملحا مدرورا لبو رقيته. واسهل الزحير [برءًا] ما لم يكن عقيب الذ وسنطاريا،
18
او متولد اعن الذ وسنطاريا. وقد يعرض ان تكزز المقعدة، والمستقيم، او يتمدد؛
19
فيعرض لعضله ان لا يحبس ما يصل اليها، كما انه يعرض لها ان تكزز، فلا تقدر على
20
استنزال ما فوقها اليها.
21
واما الذى يكون عن المقعدة بلاوجع؛ فيكون [انما يجيب] دما لاغير، ويكون اكثره
22
على سبيل دفع الطبيعة لفضل فى البدن، وحصره فى البدن اسباب <اما> الفضل من
23
الاغذية، او احتباس سيلان، اولقطع عضو، او لترك رياضة، اوسائر ما قيل فى
24
موضعه. وهذا لا يجب ان يحبس إلاان يخاف سقوط النبض؛ والقوة. فهذا هو
25
اصناف السيلان المعوى من الامعاء الست.
26
واما الكائن عن جميع البدن: فاما على سبيل البحران، وقوة القوة الدافعة.
27
واما على سبيل سقوط من القوة الماسكة، كما يعرض للخائف المذعور، وللمسلول،
28
وللمدقوق فى اخر عمره. واما على سبيل الذوبان، ويبتدئى رقيقا، ثم يصير خاثرا،
3-635
1
ويشتد الجوع ويسقط الشهوة، وتعرص حميات. وربما عرض غثيان، وعسر
2
البول، ورياح، وقراقر، وكمودة اللون، وبرد الاطراف، وجفاف اللسان، وإما
3
على سبيل استحالة الاخلاط الى فساد لحميات ردئية، وسموم ضارة، وما على سبيل
4
انتقاض من امتلاء شديد؛ لما يعرف من ترك الاستفراغ، او طرؤ احتباس سيلان معتاد،
5
او قطع عضو، او ترك رياضة، او قلة تحلل من البدن، وسائر ما عرفته، او لتراكم التخم
6
الكثيرة فى دفعات، فيرجع على سبيل مرض حاد، وهو من جملة الهيضة. واما على
7
سبيل امتناع من نفوذ الغذاء لسدد من العروق، وغير ذلك.
8
وأما الهيضة: فهى حركة من المواد الفاسدة غير المنهضمة الى الانفصال من
9
طريق المعى راجعات إليه عن البدن على حدة، وعنف من الدافعة، فان الاغذية اذا لم
10
تنهضم جيدا استحالت الى اخلاط غير موافقة للبدن، وتحركت الطبيعة الى دفعها،
11
اذا ثقلت عليها من الجهات باصناف من القى المرى، والمائى، والزنجارى احيانا.
12
واصناف من الاسهال. وما كان من الهيضة سببه من. فساد طعام، فهو اسلم ما يكون
13
بسبب تواتر فساد بعد فساد.
14
والهيضة الردئية تبتدئى اولا ابتداء خفيفا، ثم يحدث وجع، ومغص فى البطن،
15
والامعاء، وينبسط، ويصعد الى المعدة لكثرة مايوذيها [من] الاخلاط الحادة
16
المتجهة اليها. وفى الاكثر يكون اسهال، وقئ معا. واذا اندفعت استتبعت اخلاط
17
البدن لما عرف من السبب، فيبدأ الاسهال مرارى ثم مائى خالص، زهك منتن ثم ربما
18
ادى الى اختلاف كغسالة اللحم الطرى زهم الرائحة، ثم يودى الى استرخاء النبض،
19
والتشنج، والعرق البارد، والى الموت.
20
واصحاب الهيضة يكثر فيهم العطش، وكلما شربوا ماء، وسخن فى المعدة
21
تقيؤه. والصبر على العطش نافع لهم. وكثيرا ما يعرض لهم بطلان النبض على سبيل
22
الضغط، والتاذى، وبسبب الاعراض الفاحشة؛ فاذا سكنت الاعراض عاد النبض.
23
ومن كان معتاد الهيضة لم يكن له منها خطر، من لم يكن معتاد الها. وهى فى الصبيان اكثر.
24
واكثر ما يعرض الهيضة: فانما تعرض فى الصيف، والخريف لضعف الهضم
25
فيهما. وتقل فى الشتاء، والربيع. وقد يكثر حدوث الهيضة من شرب ماء بارد على
26
الريق يتبع غذاء غليظا؛ لاسيما فى الفطر من الصوم. والمشمش والطبيخ مما يهيجان
3-636
1
الهيضة. وكثير اما تحتبس الهيضة، فيميل بقية مادتها الى اعضاء البول فيحدث
2
حرقة فى البول.
3
واما الاسهال الواقع بسبب امتناع نفوذ الغذاء وهو السددى فهو الذى يسمى
4
الاسهال الكائن بادوار؛ لان العروق المنسدة تمتلىء فى مدة معلومة الى ان لا تحتمل،
5
ثم يستفرغ راجعة، وفيما بينها حال كالصحة. واكثر النوبة عشرون يوما، وربما تقدم،
6
او تاخر لما يعلم من الاسباب.
7
واما الكائن بسبب الاغذية: فقد ذكرناها مرة فى المعدى؛ ولا بأس لواعدنا
8
ذلك، وزدناه شرحا فنقول: ان الكائن من الاغذية: فاما لقلتها؛ فتفسد فى المعدة
9
الحامية كما علمت؛ ولا تقبلها الطبيعة فتدفعها. وإما لكثرتها؛ فتمدد وتكظ فلا تقبل
10
الهضم، وتفسد؛ أو لثقلها ايضًا فتهبط. وإما للذعها كالبصل. وإما لقوة سمية كالفطر،
11
او لسرعة استحالة الى الفساد كاللبن، او لشدة رقتها فترشح، ولا تحتبس عند الباب.
12
او لرطوتبها، ولزوجتها فتلزق. او لكثرة الحركة عليها، او لكثرة شرب الماء عليها؛
13
فتكظ وتزلق. او لكثرة ما تجد من الاخلاط المزلقة كالبلغم، او الجالية كالصفراء،
14
اولكونه غذاء كذبا؛ وهو الكثير الكمية، القليل الغذاء؛ مثل البقول، او لترتيب
15
يوجب الازلاق، مثل تقديم الغذاء اللين الخفيف الهضم المزلق، وتاخير الغذاء القابض
16
العاصر، أو تاخير سريع الا ستحالة، فيفسد ويفسد ماتحة، وتستدعى الطبيعة الى الدفع.
17
واما الكائن بسبب الهواء المحيط: وهو ان الهواء الحار محلل مجفف،
18
والبارد يجمع فيجفف؛ والجنوب، وكثر الامطار، والبلاد الجنوبية تطلق. وربما كان
19
الرياح سببا للاسهال بما يفسد من الهضم، ويحرك من الغذاء. قال بقراط: اللثغ
20
يعرض لهم الذرب كثيرا يعنى اللثغ الذين لا يفصحون بالراء. والسبب فى ذلك ان الرطوبة
21
مستولية على اعضائهم العصبية، وعلى معدهم بمشاركة ادمغتهم، او بسبب [غم]
22
الدماغ، وغيره. وهؤلاء ايضًا يجب ان يسهلوا برفق.
23
قال بقراط: من كان فى شبابه لين الطبيعة اوصلبها فهو عند الشيخوخة بالضد،
24
ولكن من كان دائم لين الطبيعة فى الشباب لم يوافقه فى شيخوخته دوامه. وكل خلفة
25
تكون بعد مرض شديد يعرض بغتة فهو دليل موت، لانه يدل على فساد [الاخلاط]
3-637
1
دفعة. واما الزلقى منه: فيدل على الفرق بينه، وبين زلق المعدة هضم يسير يكون فى
2
الطعام فاذا انحدر عن المعدة؛ لم يلبث فى الامعاء؛ بل بادر الى الخروج. فان كان
3
سببه قروح دل عليه السحج؛ وما يخرج من دلائل القروح. وان كان هناك بلغم لزج
4
دل عليه ايضًا البلغم الذى يخرج معه، والرياح، والقراقر. وفى البلغم يحس بزلق
5
شىء يثقل، وفى القروحى بالوجع تحت مكان المعدة. فان كان زلق ليس عن قروح
6
ولا عن بلغم، بل لسؤ مزاج، دل على ذلك عدم خروج علامات القروح والبلغم.
7
والفواق اذا حدث بصاحب البطن؛ وخصوصًا كصاحب الزحير فذلك دليل
8
سؤ يدل على اليبس المذبل. واذا غذى المبطون الضعيف فلم يزد نبضه فلا تعالجه.
9
والمبطون يموت، قليلا قليلا يسقط نبضه ويصير دوديا، ونمليا؛ وهو مع ذلك يعيش
10
ويعقل، ثم يبطل نبضه وهو يعيش، ثم يموت. واعلم ان من يختلف اصنافا كثيرة
11
من المرارى، والزبدى، والفنون السمجة ولا يضعف فلا تحبسه، فيودى به الى امراض
12
صعبة، واورام ردئية خبيثة.
13
العلامات: قيل: انه اذا كان البول فى الحميات الصفراوية ابيض مع سلامة
14
الدلائل؛ اى ثبات العقل، وفقد الصداع، ونحوه فتوقع سحج الامعاء. والفرق بين
15
الدماغى، والمعدى: ان المعدى لا ترتيب له؛ ولا أوقات باعيانها يثور فيها؛ بل يكون
16
بحسب التدبير. [وان كانت الهاضمة ضعيفة خرج بلاهضم] وان كانت الماسكة،
17
والدافعة جميعا ضعيفتين خرج سريعا، ولم يخرج كثيرا دفعة؛ بل تواتر القيام قليلا قليلا
18
واكثره من برد. وان كان الضعف فى غير الهاضمة خرج ما يخرج غير عادم للهضم
19
كله؛ بل خرج وله هضم ما بحسب زمان لبثه فى المعدة.
20
والذى يكون عن زلق رطوبى يخرج معه رطوبات. والذى يكون عن زلق قروحى
21
او بثورى فتكون معه علامات قروح المعدة من القى القشارى، والبثور فى الفم، والوجع
22
وقد قال بقراط: من كان به زلق الامعاء؛ فالقىء له ردئى، وهذا حكم خفى العلة.
23
واما الدماغى فاكثره بعد النوم الطويل محفوظ النوائب، ومعه علامات النوازل، وفساد
24
مزاج الدماغ. وفى الكتاب الغريب: اذا ظهر فى زلق الامعاء على الاضلاح بثر بيض
25
تشبه الحمص، ودر البول، وكثر مات من ساعته. واما الكبدى فقد ذكرنا علاماته فى
26
ابواب امراض الكبد، وكذلك الما ساريقائى.
27
واما الطحالى فاكثره سوداوى، وقد ذكر فى بابه، ومثل الدردى، وقد ذكرنا
28
ما فى ذلك من العلامات الردئية، والسليمة، وفرقناه بين الكبدى، ودللنا على انه
29
يكون عند اوجاعها، واحوالها الخارجة عن الطبيعة فى باب امراض الطحال، وفى
30
هذا نفسه، وعند ذكر الاندفاعات الكبدية.
3-638
1
واما المعوى دموية، وغير دموية فيدل عليه وجع الامعاء، والمغص، ويخالف
2
الكبدى بما علمته من ان ذلك اكثر، وله نوائب، وفترات. وكل نوبة اردأ من التى
3
قبلها، وانتن، واضراره بعبالة البدن اشد، وعلامات فساد الكبد معه اظهر. واعلم:
4
ان حال الوجع، والمغص، والخراطة اعظم ما يرجع اليه، فيعلم عند وجوده انه من
5
المعى لا محالة: وان كان مع عدمه قد يكون ايضًا من المعى، والسحج، واسهال
6
الدم الخاص. والا معاء يدل عليه ايضًا الوجع، والمغص ايضًا. وربما كان اسهال دم
7
عن انفتاح عروق، ومعه سحج اذا تقرح. وربما كان التقرح اولا ثم يتبعه اسهال دم؛
8
ويدل على انه معوى الخراطة، والجرادة. وربما كانت القرحة قلاعية بعد؛ فلا تظهر الخراطة
9
الابعد حين؛ ولكن يكون زلق موجع فى موضع معلوم، ويكون قدر ما يخرج قليلا
10
ومتصلا؛ وطويل المدة. وخروج القشار فى الاسهال بلاسحج يدل على انه فى المعدة،
11
وفيما يليها؛ ويدل عليه وجع المعدة، وما علم فى بابه. واعلم: ان الخراطة، و
12
الجرادة دليلان قاطعان على القروح، واذا كان مع ذلك منتنة الريح دلت على تأكل.
13
وان كانت مع النتن سوداوية خيف ان تكون سرطانية.
14
ويعرف مكان القرحة او الافة، ومبدأ خروج الدم من مكان الوجع هل هو
15
فوق السرة، او تحتها، ومن قوة الوجع، فان وجع الدقاق شديد، يشارك الاعضاء
16
الفوقافية. ومن القشور هل هى رقيقة، او غليظة؛ فان الغليظة تكون دائما عن الغلاظ،
17
والرقيقة تكون فى اكثر الامر من الدقاق. والكبيرة تكون فى الاكثر من الغلاظ، و
18
الصغيرة من الدقاق، ومن الاختلاط؛ فان شديد الاختلاط بما يخرج يدل على ان القرحة
19
فى العليا. والمنحاز عنه يدل على انها فى السفلى. وكثيرا ما يكون الذى فى السفلى، و
20
فى المقعدة يخرج دمه قبل البراز. ومن زمان ما بين الوجع، والقيام؛ فانه ان كان الزمان
21
اطول فهو فى الدقاق. ومن حال ما يصحيه من البراز، فانه ان كان كيلوسيا، وشبيها
22
بماء اللحم فهو فى الدقاق. ومن النتن فان ما ينزل من الدقاق انتن. ومن الوجع فان
23
وجعها أشد. ومن الدم الذى ربما خرج، فانه يكون فى الدقاق غساليا لا يختلط بالزبل
24
نفسه.
25
واعلم ان الداء اذا كان قرحة وكان مزمنا، وكان ما يخرج له قدر، ثم لم يكن
26
وجع بحسبه فالقرحة كثيرة الوسخ. والفرق بين القرحة المتوسخة، والمتأ كلة: أن
27
المتاكلة أشد وجعا، وما يخرج منها اشد نتنا، والى السواد، واقل. والوسخ من القروح
28
يكون صديده مائيا، والى بياض، وزهوكة. واذاخرج بعد الخراطة دم كثير دل على
29
ان القرحة غارت، والعلة قويت، وفنى ما على وجه الامعاء، ووصل الى جرم المعاء.
3-639
1
وكثيرا ما تكون القروح عقيب اورام سبقت؛ فدلت باوجاعها وبسائر ما نذكر
2
من العلامات على انها اورام. وكثير اما تكون لاسباب اخر مما ذكرناه؛ فان كان السحج
3
لانفتاح عروق تقدمه استفراغ دم صرف له اختلاط ما. وربما كان معه وجع، وربما لم
4
يكن. وربما كان له ادوار؛ كما يكون ايضًا فى غير الحادث من المعاء وتقدمه علامات
5
الامتلاء فان كان عن بواسير، واشياء سرطانية فى اعلى الامعاء كان عفنيًا، ومعه دم اسود،
6
ويكون قليلا متصلا [وربما كان له ادوار] بحسب امتلاء البدن، واستفراغه. وان
7
كان عن رطوبات مالحة، وبورقية، او غليظة لزجة، دل عليها استفراغها المتقدم،
8
وحدوث الرياح والقراقر، وعدم الصبغ فى البراز، وما يحس من ان شئيا انقلع من موضع،
9
ويكون الوجع كلازم لا ينتقل الى حين، ويحس معه كالثقل، ويخالط الخراطة بلغم.
10
وان كان عن صفراء سحجها دل عليه استفراغها المتقدم. والمخالط لخراطة ان كانت،
11
او لبراز فيشتد صبغه. وكذلك السوداوى الردى. والسليم يدل عليه تقدم ذلك النمط من السوداء
12
ومخالطة لما يخرج حامضا فى ريحه غالبا على الارض، اودرديا اسود غير حامض فى ريحه
13
ولاغال، ويكون معه كرب شديد، وربما ادى الى غشى.
14
واعلم ان سبب السحج والذ وسنطاريا ان كان قائما بعد يخرج مع الخراطة
15
<مدة> مثل صفراء، او سوداء، اودم حار، اوبلغم عفن، اوزجاجى، اوثفل يابس؛
16
فالعلة فى طريق الازدياد ملازمة السبب. فان انقطع ذلك، وبقيت الخراطة، والجرادة،
17
[والدم] ونحو ذلك؛ فان السبب قد انقطع، وبقى المسبب، والاثر الحاصل عنه؛
18
فيجب ان يقصد هو وحده بالعلاج. وعلامة الاسهال الدموى المعوى الردى؛ ان
19
يتبع سحجا مولما او اسهالا متواترا، ثم تبطل معه الشهوة، وينقلب النفس، ويودى الى
20
الجرادة، والخراطة، ويهلك كثيرا.
21
واما الكائن دفعة بلاوجع كثير، ولا أفة يتبعه فى الشهوة، وغيره فهو سليم، وان
22
كان عن غلط الثفل فيدل عليه حال الثفل، وحدوثه مع مرور الثفل، وسكون الوجع
23
عن حال لين الطبيعة. وكثيرا ما يكون ما يخرج عصارة تنفصل عن الثفل عند ما يغلظ،
24
ويجف للسبب الذى يجففه، فيظن اسهالا فيحبس، وفيه الهلاك. وعلامة ذلك ان
25
لا يكون شىء منه عند لين الطبيعة، ومفارقة الثفل؛ وان يتقدم الثفل ثم يخرج بعده ثفل
26
يابس. واما القسم الذى قيله؛ فاكثره يخرج بعد الثفل الذى يسحج.
27
واما الزقى منه فيدل على الفرق بينه، وبين زلق المعدة هضم يسير؛ يكون
28
فى الطعام. واذا انحدر عن المعدة لم يلبث فى الامعاء؛ بل بادر الى الخروج. فان كان
29
سببه قروحا دل عليه السحج؛ وما يخرج من دلائل القروح. وان كان هناك بلغم لزج
3-640
1
دل عليه ايضا البلغم الذى يخرج معه، والرياح، والقراقر. وفى البلغمى يحس بزلق
2
شىء يثقل، وفى القروحى بالوجع تحت مكان المعدة. وان كان زلق ليس عن قروح،
3
ولاعن بلغم؛ بل لسؤ مزاج دل على ذلك عدم خروج علامات القروح، والبلغم.
4
واما البدنى، والذوبانى: فتدل عليه سلامة الاحشاء فى انفسها، وبرأتها من
5
الدلائل الموجبة للاسهال عنها، واشتعال البدن، وحرارته، وملازمة حمى دقيقة
6
واختلاف لون وقوام، ونتن رائحة. فما كان من ذوبان الاخلاط كان صديدا مائيا،
7
وما كان من ذوبان الشحمى كان صديد اغليظا كما فى القروح مع دسومة، والوان
8
مختلفة؛ ثم يصير له قوام الشحم من غير اختلاف فى قوامه، ولا مائية وكذلك حال ذوبان
9
اللحم الاحمر؛ الا انه يعدم الدسومة، ويكون أخره دردى اللون. واما الكائن عن فضل
10
وامتلاء تدفعه الطبيعة من البدن لما ذكر من اسباب احداث الفضل، والامتلاء فتدل
11
عليه الاسباب، ويدل عليه ان المستفرغ يكون دمًا صرفا نقيًا مع كثرة بلاوجع، ولا
12
يستتبع استرخاء، وضعفا، وتكون له نوابى.
13
واما الزحيرى: فيدل على اقسامه ما يخرج مما يرى، والاسباب الموجودة من
14
برد واصل، او جلوس على صلابة، او من بواسير وشقاق، وغير ذلك، وما تقدم من
15
اسهال، وسحج، او لم يتقدم. ومما يغلط فيه ان يكون هناك ثقل محتبس يولم،
16
ويوجع، يرسل عصارة يتوهم انها سيلان زحير. وربما خرج خراطة كالبلغم فيوهم
17
ان الزحير بلغمى، ولايجب ان يغتر بذلك، بل يجب ان يتامل السبب من وجهه على
18
ما علمت. والفرق بين قروحه وقروح المعى التى فوقه ان ما يسيل من المستقيم يقل
19
فيه النتن؛ اولا يكون فيه نتن. واذا عرض لصاحب قروح الامعاء، وصاحب اسهال
20
الدم ان يجمد الدم فى بطنه عرضت العلامات التى ذكرناها فى باب اسباب هذه العلة،
21
من انتفاخ البطن، وبرد الاطراف دفعة، ومن سقوط القوة، والنبض. فاذا عرض
22
لصاحب هذه العلة شىء من هذا، فاعلم ان الدم عرض له.
23
واعلم: ان القيام الاسود الكائن للاحتراق اذا اتجه الى الاخضرار؛ فقد اخذت
24
الطبيعة فى التلافى؛ فيحضر، ثم يصفر، ثم يقف. واعلم: انه تقام أشياء كالغدد فيتوهم
25
انها خرط لصهروج الامعاء، وذلك لا يكون الامع مغص، فذلك ليس بخرط؛
26
بل فضول خلط. واعلم: انه من كان به قيام، واحتبس، وهو باق على حاله لاتثوب
3-641
1
اليه قوته؛ فالسب فيه ان بدنه ليس يقبل الغذاء. واعلم: ان من يقوم بالنهار اكثر منه
2
بالليل؛ بل يعتريه قيام كلما تناول شهوته نهارا، فالسبب ضعف معدته؛ واذا كان
3
بالليل اكثر فالسبب ضعف كبده، ورده الغذاء. واعلم انه كثيرا ما اعقب القيام باخراجه
4
اللطيف، وتخليفه الكثيف قولنجا شديدا.
5
علاج الاسهال مطلقا: اقول اولا: يجب ان يستعان بما قيل فى باب افراط
6
اسهال الادوية المشروبة، ويقرأ ذلك الباب مع هذا الباب، ثم نقول: ان الاسهال
7
يمنع من حيث هو اسهال بالمقبضات، ومغلظات المواد، وبالمغريات، وربما احتيج إلى
8
الى المخدارت. وايضا قد يعالج الاسهال بالمدرات، والمعرقات، وموسعات المسام،
9
وبالمقئيات، فان هذه جميعا تحرك المادة الى خلاف جهة الاسهال. فان خالط الاسهال
10
حرارة جعل معها مبردات؛ او اختير منها مبردات، واستعملت الموسعات للمسام، و
11
المعرقات من خارج البدن. فان خالطها برد جعل معها مسخنات؛ او اختير منها مسخنات
12
واكثر ما يحتاج الى المسخنات اذا كانت القوة الهاضمة ضعيفة، ثم اذا كانت سدد من
13
اخلاط لزجة، ويستعان مما قيل فى باب ضعف الهضم. واكثر ما يحتاج الى المبردات
14
اذا كانت الماسكة ضعيفة. والحرارة قد تعين على حبس الطبيعة، بما ينفذ الغذاء بسرعة،
15
وبما يدر ويعرق، وربما فعل الشراب الصرف القوى العتيق هذا، فان من به اسهال
16
ربما شرب اقداحا من هذه الصفة بعضها خلف بعض، حتى يكون دائما كالسكران،
17
فتحتبس طبيعته.
18
واعلم: ان التنويم من انفع الأشياء [لمن به اسهال] واذا كان مع الاسهال
19
سعال ترك ما فيه؛ حموضة شديد، وقبض، واقتصر على ماليس فيه ذلك من الاطعمة،
20
والاغذية؛ فتختار الباردة، والمغرية. وكذلك كل ما جرمه صلب، وفيه تقوية للبدن
21
الذى يتغذى منه، مثل الاسوقة، ويضرهم كل ما يسيل من الاحساء، والمراق،
22
واعلم: ان الربوب المحلاة كثيرا ما ضرت بتهييج العطش.
23
ومن حوابس الاسهال الحمام، والدلك بما يوسع المسام، فكثيرا ما يجذب
24
المادة الى ظاهر البدن من المروخات، والدلوكات. ومنها الا دهان الحارة، كدهن
25
الشبث، ونحوه. ومن حوابس الاسهال وضع المحاجم على البطن، وقد جرب
26
وضع المحاجم على بطون من بهم اسهال، وسحج؛ اذا تركت عليهم الى اربع ساعات
27
احتبست؛ ونحن قد جربنا ذلك. ومن حوابس الاسهال الاضمدة للمعدة، والامعاء،
28
يتخذ من المسخنات القابضة، ومن المبردات القابضة بحسب الحاجة. ومن حوابس
3-642
1
الاسهال الاسهال؛ وذلك اذا كان سبب الاسهال خلط ينصب الى المعدة، والمعى،
2
فينزل الطعام، ويسهله، ويستفرغه، ويلزم استفراغه ان تتبعه الاخلاط. فاذا استوصل
3
ذلك، واستفرغ، هان وجه التدبير واذا استعملت الادوية فابداء بالمفردة، فان لم
4
لم ينجع فحينئذ تصير الى المركبة. والحابسة وإما مجففة ميبسة، وإما مقبضة، وإما
5
مبردة مخثرة، وإما مغرية مسددة للمسام التى منها تنبعث.
6
والادوية المفردة الباردة مطلقا، او بحسب قوة الحابسة: هى مثل الجلنار،
7
والعفص، والاقاقيا، والورد، والصمغ الاعرابى، والطين المختوم، والطين الارمنى
8
والطراثيث، والطباشير، وخصوصا المقلى، وخصوصا الذى ربى بالكافور، وثمرة
9
الطرفا، والعليق، وحب الرمان، والسماق، والامبر باريس، والراوند، وبزر الحماض
10
وبزر القطونا المقلى، والكزبرة، وبزر لسان الحمل، وعصارة لحية التيس، وبزر
11
الورد جيدة، وثمرة التوت الفج، وخصوصا من السحج، وعصارات القابضة مجففة،
12
وربوبها، وعصارة بزر البقلة الحمقاء اوقية واحدة يشربها، فيكون نافعا. والرائب
13
المطبوخ الذى لازبد فيه اصلا.
14
والادوية المفردة الحارة اليابسة، فهى مثل الكمون المقلو، والنانخواه،
15
والانيسون المقلى، وقشار الكندر، والمر، والميعة اليابسة، والدار شيشعان، ومثل
16
اللاذن نفسه يسقى منه وزن درهم بمطبوخ. والجبن العتيق المقلو يوخذ كما هو، و
17
يطبخ فى عصارة قابضة؛ لكنه يعطش. وافضل تدبيره ان يغسل بالماء، والملح مرات،
18
ويطبخ طبخا يخرج ملحه ثم يجفف، فان الدرهم منه يحبس، وهو أقوى كل شىء.
19
والصبيان فقد يشوى لهم الجوز المقشر، ويدق، ويعطى بسكر مقلو، وماء بارد قدر
20
جلوزة. والزاجات، والانفحات، عاقلة. وانفحة الجدى قد يسقى منها الصبى
21
وزن ربع درهم [فى ماء] بارد، وللكبير فوق ذلك، والى درهم واحد. وايضا من
22
انفحة الارنب فانه يحبس البطن فى الوقت، ويجب ان يبتدى من سقى الا نافح من
23
دانق، فان لم ينفع زدت فيها الى مالا يجاوز فى الوزن وزن درهم. والجبن العتيق الذى
24
سلف <ذكره> وتدبيره اذا سقى منه وزن درهم [فهو] اقل ضرا، وأقوى فعلا من
25
الانفحة.
26
وقد زعم بعضهم: ان المسح اذا احرق قطعة منه حتى يسود، ثم سقى منه
27
وزن نصف درهم فانه يحبس. وقد حدثنى صديق لى من المعالجين بتصديق ذلك
3-643
1
تجربة له. وخرء الكلب الآكل العظام وحده اذا سقى منه وزن درهم ونصف بمطبوخ
2
حبس بقوة، خصوصا اليابس الماخوذ فى ماه تموز. ومما لاينسب إلى احد الطرفين
3
بنسبة كثيرة قوانص النعام مجففة. والشربة وزن ثلاثة دراهم يجفف، ويرد بالمبرد،
4
ويسقى منه هذا القدر من كان به ذرب فى رب الاس، او فى رب السفرحل بحسب
5
ميل مزاجه. وايضا لبن المعز المطبوخ حتى يغلظ، او المرضوف بالرضف يلقى فيه
6
ثلاث مرار، وربما جعل فيه قليل ارز مقلو. وايضا مح البيض مسلوقا فى الخل.
7
ومن المركبات المائلة الى البرد: اقراص الطباشير الممسك، واقراص
8
العليق المسمى فلند يقون، واقراص الطين المختوم، واقراص الخشخاش
9
الممسك، واقراص الجلنار، واقراص الفليز هرج، واقراص الطراثيث، واقراص
10
الزعفران، واقراص الابيون، وحب الابيون، وحب اليبروج، وسفوف حب الرمان
11
وحب السندروس. وللاسهال المفرط وزن درهمين من الصدف المحرق، ومن
12
الطين الارمنى مناصفة، واصناف المقلياثابالطين المختوم، وبغير الطين المختوم،
13
ولا يجب ان يفرط فى قليها فيذهب قوتها، بل يجب ان يحمى القدر ويرفع عن النار،
14
وتترك هى عليه، وتحرك حتى تنشوى.
15
ومن المركبات المائلة الى الحر: قليلا كان او كثيرا اقراص الافاوية، والجوارشن
16
الخوذى، وجوارشنات ذكرناها فى انقراباذين، وجوارش البروز القابضة، واقراص
17
الزعفران، واقراص الكهرباء. وايضا يوخذ عفص غير مثقوب اخضر، وقشور الرمان،
18
وسماق، وفلفل، من كل واحد نصف درهم يدق، وينخل، ويعجن ببياض البيض، و
19
تقور رمانة؛ وتلقى هى فيها، ويسد بابها بالشحم، وتوضع على الجمر. ومن ذلك
20
ان يوخذ دقيق الحنطة ويخلط بشىء من نانخواه، وثمرة الطرفاء، وحرف، ويلت
21
بزيت انفاق، ويعجن، ويخبز ويجفف فى التنور، ثم يوخذ منه وزن عشرة دراهم
22
مدقوقا، ويشرب فى ماء بارد، وقليل شراب.
23
ومن هذا القبيل ايضا مما يعالج به الصبيان اذا عرض لهم اسهال عند نبات
24
اسنانهم: يوخذ خشخاش، وحب الأس، وكندر ذكر، وسعد، من كل واحد نصف
25
درهم فينعم سحقه، ويداف فى لبنه الذى يرضعه، ويسقى. ومن هذا القبيل دواء
26
جيد مجرب: يرخذ حب الزبيب المجفف، وينعم سحقه حتى يصير كالغبار، ويوخذ
27
العظام المحرقة، ويوخذ لب حب البلوط، والانفخة، والكزبرة المقلوة، وسماق
28
وخرنوب الشوك، وبزر الكرفس، والكمون المنقع فى الخل، والخيز الفطير اليابس
3-644
1
والكندر، والنانخواه، اجزاء سواء يسحق جيدا جدا؛ ويرفع ولك ان تجعل الانفحة
2
أقلها، او نصف جزء ثم يتناول كل ساعة منه قميحة مقدار ما يكون قد يتناول فى اليوم
3
عشرين درهما ان كان من الانفحة جزءًا، واقل من ذلك ان كانت الانفحة اكثر،
4
فتحتبس الطبيعة فى يوم واحد.
5
ومن هذا القبيل: ان يوخذ السعد، والسنبل، والجلنار، ودقاق الكندر، وشىئ
6
من العفص، مقدار نصف جزء يطبخ فى الماء طبخا، ثم يصفى ذلك الماء، ويذر عليه
7
من السك الممسك، والعود الخام الجيد، شىء بحسب ما يوجبه الحال ويشرب.
8
ومن هذا القبيل زنجبيل، زاج الاساكفة، سماق بالسوية يستف منه درهمان الى مثقالين.
9
ومن هذا القبيل واقرب الى الاعتدال: ان يوخذ برشاؤ شان، وسنبل الطيب،
10
وبزر الثيل الاملس، ولب الثيل، والباذا ورد، واصل شجرة الصنوبر، ويتخذ
11
منه قرص. واعلم: ان الحاجة الى الطباشير حبس الدم، والحاجة الى البزور حبس
12
الاسهال المعدى، والحاجة الى بزر قطونا، ولسان الحمل المقلى هو للمغص، والا
13
فان نفس الاسهال تزيله الاسوقة؛ وخصوصا مكررة القلى، والغذاء ما ذكرناه. وللبيض
14
المسلوق منفعة فى الاسهال الكائن عن عقر المعاء، وليس بموافق للكبدى، والمعدى
15
بل ربما ضر.
16
واما المخدرات: فان فيها خطرا، وان كان قد تعرض اليها الحاجة، فانها
17
قد تنفع من حيث تغلظ المادة، ومن حيث تنوم، وتبطل الحاجة والى القيام بسبب
18
حس اللذع، وكيف كان فلا يجب ان يستعمل ما كان عنها مندوحة. واذا وجب
19
استعمالها فلا تستعمل "على من برد" بدنه، وضعفت قوته، وظهر ذلك فى النبض، فان
20
لابد خلط بها مثل الجند بيد ستر، والزعفران، ونحوه. وقد شاهدنا من احتمل الافيون
21
شيافة فمات. واذا امكن ان يستعمل فى شياف لم يستعمل مشروبا. واذا امكن
22
ان يستعمل فى ضمادات لم يستعمل حمولا، وشيافة.
23
ومن الضمادات المخدرة: ان يوخذ من الافيون، ومن بزر البنج، جزء جزء،
24
ومن جفت البلوط، والجلنار، والا قاقيا، والكندر، والمر، من كل واحد خمسة
25
اجزاء، تجمع بعصارة البنج، او عصارة قشور الخشخاش، او طبيخهما، ويطلى، فانه جيد.
26
مخدر مشروب قوى القبض: يوخذ من انفحة الارنب وزن دانقين، ومن
27
الافيون مثله، ومن العفص وزن نصف درهم، ومن الكندر وزن نصف درهم، يتخذ
28
منه اقراص، والشربة نصف مثقال. ومنها: عفص فج جزء، كندر وافيون، من كل
3-645
1
واحد نصف جزء، والشربة وزن درهم. وايضا: بزر البنج، والابيون، والخشخاش
2
والطباشير، والجلنار، والكندر بالسوية، والشربة الى درهم. وايضا: ابيون، سندروس،
3
دقاق الكندر، مر، زعفران، يسقى منه حبتين مثل حمصتين.
4
واصلح من ذلك: جند بيدستر، افيون، ميعة سايلة، بزرنبج، مر، زعفران،
5
اسارون، كندر، نانخواه بالسوية، يعجن بعسل مصفى من رغوته؛ والشربة منه نبقة.
6
وايضا: مرد اسنج ربع درهم، انفحة نصف درهم، عظام محرقة درهم، عفص درهم،
7
افيون دانق. وايضا: اقراص بزر النبج، ومعجون البنج. وايضا: اقاقيا، عفص،
8
افيون، صمغ، من كل واحد، جزء يتخذ منه اقراصا. وايضا: مخدر مشروب يحبس
9
فى يومين: يوخذ نانخواه، وبزر الكرفس، وقشور رمان حامض، وعفص، وابهل،
10
بالسوية من كل واحد جزء، ابيون نصف جزء، يسحق الجميع كالكحل، والشربة من
11
درهم الى مثقال بالغداة، ومثله بالعشى، وللصبى من دانق الى دانقين.
12
ومن ادوية الاسهال ما يوافق من به مع الاسهال سعال: مثل الأس، والمصطكى
13
والصمغ الأعرابى، والكندر، وبزر القطونا المقلو، والطباشير، [والنشاء] و
14
الشا هبلوط، والجوز، واللوز المشوى، وبا لجملة: يجب ان يعطى ما لبس فيه حموضة،
15
وعفوصة شديدة، بل تسديد، وتغرية، فان لم يكن بدا اعطرا العفصة؛ ثم اتبعوا
16
باللعوقات الملينة للصدر. وكثير من اللعوقات المتخذة من الخشخاش، والكثيراء،
17
والصمغ، والخرنوب، وثمرة الاس، والنشا المقلو، ولعابات اشياء قليت أولا ثم
18
احتيل فى اخراج لعاباتها يجمع بين الامرين.
19
واما أغذيتهم: فيجب ان لا يكون فيها لذع، ولا ملوحة كثيرة، ولا حموضة
20
موذية، فيحرك القوة الدافعة. وهذه فمثل ما ذكرناه من اللبن المطبوخ المرضوف؛
21
وخصوصا الذى اطفى فيه الحديد مرات. وابرد من ذلك: الرائب المنزوع الزبد،
22
مع ارز، وجاورس مقلوين. ويجرب مبلغ ما يستمرئه، فاذا لم يستمر شئيا تناوله تناول
23
اقل منه. واشد الالبان المطبوخة تقوية لبن البقر. وأوفقها للمحرورين لبن الماعز،
24
مع انه اقبض. والرائب افضل للمحرورين من غير الرائب. ومثل لباب السميذ المقلو
25
المبرد المجفف، ومثل الخبز المعجون دقيقه بالخل يخبز جيدا، وهو لمحرورين غاية.
26
ومثل العدس المطبوخ فى ماءين، يصبان عنه، ثم يطبخ فى الثالث حتى يثخن، ويحمض
27
اولا يحمض، ومثل الحماضية. واما الحوامض: فمثل ما يتخذ من السماق، ومن
28
حب الرمان بالكعك والكزبرة، وربما جعل فيه ارز، والباقلا المطبوخ بالخل جيد لهم.
3-646
1
ومن اغذيتهم التى تغذوا وتكون فى نفسها علاجا جيدا: ان يوخذ من سويق
2
الشعير حفنتان، ومن بزر الخشخاش حفنة، ومن قشر الخشخاش حفنة، يطبخ جيدا،
3
ويصفى، ويتناول. وان حمضته بسويق التفاح الحامض، او حب الرمان، والسماق
4
كان صوابا. ويكون ملحهم الملح الا ندرانى يدق ثم يقلى قليا جيدا، ثم يخلط به.
5
حب الرمان والكزيرة، والسماق، وان لم تكن حرارة شديدة خلط به جبن عتيق مقلو
6
مدقوق. ويجب ان لا يسقوا الا البارد كيف كان، فان البارد يعقل، ويجزى، و
7
الفاتر يحل، ويحوج إلى كبير، اللهم الا فى الهيضة على ما يشرط، وفى السدى،
8
والورمى.
9
واللحمان التى ترخص لهم فيها: هى لحمان الطياهج، والقباج، والدراريج
10
والعصافير، والقنابر، ولحم الارنب، والقطا، والشفانين، والفواخت، ولحم السودانى.
11
خاصة، والاصوب ان يكون مشوية مبزرة، او محمضة. وايضا: صفرة البيض مصلوقة
12
فى الخل. والمصوصات المتخذة منها: بمثل حب الرمان، والزبيب الكثير العجم،
13
والكزبرة، وبمثل السماق، وما اشبه ذلك من ثمرة العليق، وعساليج الكرم، وورق
14
الحماض، وورق لسان الحمل، والكرنب المكرر الطبخ، والسمك الصغار المطبوخة
15
بالخل. ومن الذى يجرى مجرى الابازير زهرة الفستق، وزهرة الزعرور، والكزبرة،
16
وحب الأس.
17
واذا لم تنهضم اللحمان اتخذت لهم مدققة من لحم الدراريج، والقباج،
18
ونحوها، وطبخت بقوة، وخلط بها ارز، اوجاورس قليل؛ ثم صفى، واعيد على النار،
19
حتى يقرب من الانعقاد، ثم يحمض بسماق، او حب رمان، ونحوه. والكردناك
20
نافع لهم اذا لم يفسد الهضم جدا. ويجب ان لا يملح الاقليلا، وان يسيل منها بالغرز
21
رطوبة كثيرة. والاكارع شديدة النفع لهم، اذا طبخت فى الازر المقلو. وليجتنبوا
22
الفواكه اصلا، وان كانت قابضة، الا عند نفرة المعدة من الاطعمة الاخر. و
23
الشاهبلوط لا يضرهم؛ وكذلك القسب. وان كان الطعام اللطيف يفسد فى معدهم،
24
اطعموا الاطعمة التى فيها غلظ ما مثل الاكارع بالربوب القابضة ومثل الاحساء القوية
25
المتخذة من الارز، والجاورس. وربما انتفع بعضهم بقريص البطون، ونحوه، و
26
السكباج المتخذ من اطائب البقر ياكل السكباج وحده بالثريد، وياخذ معه ان اشتهى
3-647
1
من الاطائب شئيا بقدر قوة هضمه [فيجود هضمه ويعتدل مزاجه] وليس موافقة البطون
2
عامة لجميع اصحاب القيام.
3
ومن الاحساء المحمودة لهم: ان يوخذ الخشخاش، ويقلى قليا قويا، و
4
يتخذ منه، ومن الارز، والجاورس حسو، ويحمض ان شاء بالسماق، وحب الرمان،
5
ونحوه اويتخذ احساء من العك اليابس، والارز، وشحم كلى الماعز، او ينقع السماق
6
فى ماء المطر يوما وليلة، ويغلى غلية خفيفة، ويصفيه تصفية شديدة، ثم ينقع فيه الرز
7
حتى ينتفخ، ثم تطبخه، ثم تمرسه فيه بقوة، ثم تصفيه وترمى الثفل، ثم لا تزال تحركه
8
على النار بعود حتى يصير مثل الغراء، ثم تطيبه بالملح قليلا، وتجعل دسمه شحم الجدى
9
اواللوز المقلو، وقليل زيت، ولا تكثرفيه الملح، والدسومة، وهذا يكون للغذا
10
حارا، او باردا. ومن دسوماتهم زيت الانفاق.
11
ويجب ان يكون ماءهم: ماء المطر، فان فيه قبضا، واظن ان كثر نفع ذلك
12
لسرعة انحداره الى الكبد، وسرعة تحلله؛ فلا تبقى فى الكيلوس رطوبة. ويكره لهم
13
الشراب، فان لم يكن بد وكانت القوة تقتضيه لتنتعش به؛ فالاسود القابض الطعم،
14
القليل. والا صوب لهم: ان لاياكلوا الاغذية الكثيرة الاصناف، ولا مرارا؛ بل
15
يجب ان يقتصروا على طعام واحد قليل المقدار؛ ويكون مرة واحدة وان يقدموا على
16
الطعام ما هو أقبض وان يمصوا قبله شئيا من السفرجل، والرمان الحامض، ولا يشربوا
17
عليه الماء. وان صبروا على ان لا يشربوا البتة كان علاجا جيدا بنفسه، خصوصًا
18
اذا لم يتحركوا البتة. ويجب ان تغمز اطرافهم العالية ليجذب الغذاء اليها، وان تضمد
19
معدهم بالادوية القابضة، الممسكة الباردة، والحارة، والمخلوطة بحسب موجب الحال.
20
ويجب ان يقع فيها السنبل، والمصطكى، والمر، والكعك. والميسوسن كثير النفع
21
اذا وقع فى هذه الأدوية.
22
طلاء جيد: بطلى به مابين الكبد والمعدة اذا كانا متشاركين فى الاسهال:
23
يغلى عشرة دراهم افسنتين بشراب، ويصفى، ويجعل على الموضع بخرقة، ثم يوخذ
24
من الورد، والجلنار، والأس اليابس، والاقاقيا، وهيو قسطيداس وعفص، اجزاء
25
سواء يخلط بماء الأس، وبخمر الافسنتين المذكور ويضمد به. واعلم: ان الترياق
26
نافع لهم جدا لكل اسهال يغثى فيسقط القوة، ولا يكون سببه ورم، أو حمى شديدة.
27
والذى ليس يستقل عن ضعفه، وقد احتبس قيام كان به؛ ولكن بدنه ليس
28
يقبل الغذاء؛ فالراى له اكل العصافير، والنواهض صدورها دون اطرافها العظيمة البطئية
3-648
1
الانحدار مطجنات، ومجردنات، وكذلك ايضا فان من يكثر شهوته، ويقل هضمه،
2
يعطى هذه الاشياء، واللحم الاحمر مقليا بالزيت مذرور اعليه الدار صينى. وينفع ذلك
3
ايضا فى شراب السفرجل، والتفاح.
4
|317vb43|المقالة الثانيه
5
فى معالجات أصناف الاستطلاقات المختلفة المذكورة بعد الفراغ من العلاج الكلى
6
علاج الاسهال الكبدى: قد علمت اسباب الاسهال الكبدى، وعلمت علاج،
7
كل سبب، فيجب ان ترجع الى ذلك فعالج سؤ مزاجه، وضعفه، وورمه، وسدده،
8
وامتلاءه، كلا بما قيل فى بابه، فانك اذا فعلت ذلك فقد عالجت. والذى يقع فى
9
هذا الباب من الخطاء هو ان يعطى من به اسهال كبدى سدى أدوية مقبضة: زائدة فى
10
التسديد مقوية لها ليعقلوا الطبيعة، ويودى ذلك إلى خطر عظيم. وكثيرا ما طلى الجاهل
11
الكبد فى هذا القيام بمخثرات للدم، مطفيات للكبد، مما هو بارد، وفى ذلك هلاك،
12
واعداد للعفونة، بل يجب اذا علمت ان السبب فيه سدد فى الكبد والما ساريقا ان تعنى
13
يتفتيح السدد، وقد مدحوا الزبيب السمين فى هذا الباب حتى ان قوما زعموا: انه
14
يبرى الاسهال الغسالى الصعب، وقد جربنا ذلك فكان الامر غير بعيد مما يقولون.
15
وفى ابتداء القيام الكبدى الأولى ان لا يقرب الخبز، فان الكبد لا يقبله، انما
16
الصواب الاقتصار على ماء السويق فى اليوم مرتين ثلاثة، فان احتمل فى أخره خلط
17
الجاورس به طبخا ثم تصفيه فعل، وان احتمل اكل المطبوخ غير مصفى فعل، ويطبخ
18
سكرجة سويق بعشرين سكرجة ماء الى ان يغلظ. فاذا لم يكن فى القارورة تشويش
19
فشحم الدجاج لاباس به، واذا كان القيام دمويا كبديا كالسيل فلايجب ان يحبس من
20
تحت، لئلا يحتبس شىء موذى [من فوق] فيجذب آفة، بل يجود التدبير والعلاج
21
من فوق.
22
علاج الاسهال امعدى والمعوى بلاسحج: ونبدأ منها بالزلقى قد علمت
23
فى باب المعدة انه كيف يعالج زلق المعدة باصنافه، وعلاج زلق المعاء قريب من ذلك
3-649
1
مناسب له؛ ومع ذلك فانا نورد اشربة، وأضمدة، وقوانين هى اولى بهذا الموضع.
2
والقانون لهم فيما ليس قروحيا ان يخلط ادوية من القابضة القوية القبض مع القابضة
3
المسخنة شربا، وضمادا، وان يستعملوا الادوية التى تعين الطبيعة، وتقوى الروح؛
4
مثل الترياق الفاروق، ومثل الامروسيا، واثاناسيا. ويجب ان يستعمل المدرات،
5
فانها قوية النفع من هذه العلة. فان دلت الدلائل على كثرة البلغم اشتغل باستفراغه،
6
وان لم ينحج الادوية القريبة القوة والقوية قوة معتدلة فربما افتقر الى مثل الخربق.
7
واما استفراغ مادة هذه العلة بالقىء فهو صعب ردئى، وقلما يستفرغ القىء البلغم
8
النازل الى الامعاء. ولايجب ان يشرب الماء ما امكن، ثم ان شربه لم يجز ان يشربه
9
حارا البتة. والشراب العتيق الرقيق الصرف القليل ينفعهم، وما يخالف ذلك يضرهم.
10
وليتنقلوا ان احبوا ان يتنقلوا بمثل سويق الغبيراء، وسويق القسب، وسويق الخرنوب،
11
وسويق حب الرمان، وسويق النبق، <وسويق الكزبرة>. واما الكزبرة فانها قوية التاثير
12
فى حبس الطعام فى المعدة.
13
ومن المركبات الجيدة لهم: بزر لسان الحمل، والانيسون، من كل واحد
14
وزن درهم، قشور الرمان، دم الاخوين، من كل واحد نصف درهم، وهو شربة يجب ان
15
يشرب فى شراب عفص، وان كان هناك حمى فبماء المطر. ومن المركبات النافعة لهم
16
جوارشن العفص، وجوارشن الكندر، وجوارشن الخرنوب. وينفعهم من الاضمدة:
17
مثل ضماد بزر الكتان مع التمر، ويقوى بمثل عصارة السفرجل، والشبث الرطب، و
18
الطراثيث، والاقاقيا، والجلنار، والمصطكى، والورد، والعوسج، والأس، اجزاء
19
سواء. وربما اتخذ من هذه الادوية: مراهم بشمع ودهن المصطكى، ودهن السفرجل،
20
ودهن الورد، ومثل ضماد انطولوس، وضماد دروريوس، وضماد الفوفل اذا كانت
21
حرارة.
22
واما الكائن من قبل قروح الامعاء: فعلاجه علاج القروح، وكثرة استعمال
23
المجففات القابضة من الاغذية الباردة، كالحصرمية، والسماقية، ويعالج بعلاج ذو
24
سنطاريا الذى نذكره. واذا كان هناك سبب مرارى هو الذى ينصب، فيقرح، فالاؤلى
25
ان تستفرغه، فى الصيف بالقىء، ولا تستفرغة من طريق القروح. وان كان سببه بلغما
26
احتجت الى ان تخرج البلغم بحقن البلغم المذكورة فى بابه، وخففت الغذاء، وسخنته،
27
وجعلته من الاشربة، والقلايا المتخذة من لحمان خفيفة الغذاء، وقللت شرب الماء،
28
ثم ان احتجت الى اقوى من ذلك كالخربق إما ابيضه فللمعدة، وإما اسوده فللا معاء السفلى.
29
وهو ايضا مع ما يستفرغ يبدل المزاج، ويسخنه. دواء جيد للزلق الرطب وهو كالغذاء:
3-650
1
يوخذ الزيتون الاسود، ويطبخ، ويسحق بعجمه، ويخلط به قشور الرمان، وفلفل
2
ابيض، وزيت انفاق، ويوكل مع الخبز. ويجب ان يخلط بما يستعمله فيه من القوابض
3
الباردة مصطكى، وكندر، وان احتمل الفلفل؛ فالفلفل.
4
واذا ازمن الاستطلاق الزلقى، وكادت القوة ان يسقط، فالواجب فى ذلك ان
5
يبتدئى بتبديل المزاج، وتسخينه، وتروض العليل رياضة يحتملها، او تدخله الحمام،
6
وتغمزه غمزا لطيفا، وتدلك ظاهر بدنه، ثم تحسيه وهو نائم ليس بمنتصب، بل وركه
7
اعلى من كل مافوقه فى نصبته ــ شئيا من ماء اللحم القوى مخلوطا به شراب قابض، وكعك
8
يابس. فان احتملت قوته، ومزاجه ان تتبعه بشىء منفذ مثل الفلا فلى القليل، والفوذنجى،
9
فعلت ذلك حتى ينفذه، فانك اذا فعلت هذا، جذب الكبد شيئا من ذلك الغذاء، و
10
تقوى به.
11
واما سائر اصناف الاسهال المعدى الذى هو دون الزلق، فيقرب علاج اكثره
12
من علاج الزلق. فما كان سببه المرة الصفراء، الكثيرة الانصباب الى المعدة، والمعاء
13
فيجب ان يعدل العضو الذى يتولد فيه المرار، وينبعث عنه الكبد، والمرارة، بما عرفت
14
فى بابه، فتستفرغ الفضل الصفراوى ان كان كثيرا. واصوب ذلك بالقىء ان امكن،
15
وهان، او بالاسهال ان لم يكن فى القوة ضعف، ولم تخفف حدوث القروح، او انها
16
حاصلة، وبعد ذلك تتدارك بالمبردات المقبضة المذكورة. وكثيرا ما يشفى هذا الاذى
17
سقى الهليلج الاصفر، فانه يخرج الصفراء ويعقب قوة مبردة، مقبضة. ومما ينفعهم
18
استعمال الرائب خصوصا بالطباشير، وكذلك ماء سويق الشعير.
19
وان كان سببه البلغم عولج بما يخرج البلغم من المشروبات، والحقن، ان
20
كانت كثيرة جدا، ثم عولج بما يقبض ويسخن تسخينا معتدلا. ومما يصلح لذلك جوارشن
21
حب الرمان الذى بالكمون، والجوارشن الخوذى، واقراص الافاوية. وان كان
22
البلغم زجاجيا لم يكن بد من مثل اقراص اسقلبيادس. ومن سفوفات تتخذ من
23
الانجدان، والنانخواه، والكمون المخلل المقلى، وبزر الكتان المقلى، والسك، و
24
والجلنار، والكرويا، والمر، والكندر مع الطباشير على ما تستصوبه من التقدير بالمشاهدة.
25
وان كان هناك بلغم، ومرة معًا دل عليها خروج ما يخرج، وسائر العلامات،
26
انتفعوا: بان يوخذ من الهليلج الاصفر جزء ومن الحرف نصف جزء، يخلط به من السكر،
27
وحب الأس، والسماق، والجز مازج من كل واحد سدس جزء. وان كان السبب
28
سوداء تنصب اليه فلنفرد له بابا نخصه باب الاسهال السوداوى، وننسبه إلى الطحال.
29
واما الذى بحسب الا طعمة، والاغذية: فانا ايضا نفردله بابا. وان لم يكن
30
الا ضعف القوى، وسؤ المزاج؛ تاملت سؤ المزاج بعلاماته. واكثرسؤ مزاج الامعاء
3-651
1
يكون مشاركا لسؤ مزاج المعدة؛ وعلاماته علاماته. وان كان الضعف فى الهاضمة
2
وحدها، وكان لبرد انتفع بالجوارشن الخوزى، وانتفع بجوارشن لنا على هذه الصفة
3
يوخذ من العود الخام، ومن الكمون المخلل المقلو، ومن النانخواه، ومن الكراويا
4
[والكندر] والمر، والزنجبيل المقلو، والقاقلة، وعجم الزبيب المدقوق، اجزاء سواء،
5
يتخذ منها سفوف. والشربة الى ثلاثة دراهم وان كان هناك رياح كثيرة جعلنا فيها بزر
6
الشاهسفرم، وبزر السذاب، وايضا تركيب لبعضهم كثير الفائدة فى هذا الباب: يوخذ
7
من الزنجبيل، وبزر الرازيانج، والانيسون، والدار فلفل، والقافلة من كل واحد ثلاثة دراهم
8
ومن بزر النانخواه، وبزر الكرفس، من كل واحد اربعة دراهم، ومن السليخة، وقصب
9
الذريرة، والسعد، والعود الخام، من كل واحد اربعة دراهم ونصف، ومن السك
10
خمسة دراهم، ومن زعفران اربعة دراهم، ومن القرنفل، واظفار الطيب، والجوزبوا
11
من كل واحد ثلاثة دراهم وسدس، وحب الاس عشرون درهما، يقرص منه اقراص،
12
والشربة بمقدار المشاهدة. وينفع فيها اقراص المرماخور خصوصا ان كانت القوة الدافعة
13
ضعيفة ايضا. وتنفع فيها الاضمدة المذكورة المسخنة. وان كان مع ضعف الدافعة
14
خلطها بالافسنتين.
15
واما ان كان فساد الهضم للحر استعملت الأدوية المبردة وفيها قبض ما،
16
وغلظت الغذاء وعملته من جنس البارد الغليظ مما ذكرناه. ويجب ان نستعين
17
بما ذكرناه فى باب سوء الهضم. واما ان كان الضعف فى الماسكة، لبرد، اوحر
18
استعملت القوابض المذكورة فى اول الباب الحارة، والباردة. وان كانت الدافعة
19
ايضا ضعيفة استعملت سفوف خبث الحديد بجوربوا فى شراب النعناع، واستعملت
20
الأدوية بحسب الواحب.
21
علاج الاسهال المرارى: ذكرناه فى باب المعدة وهو يتعلق فى أخر الامر بمعالحات
22
احوال الكبد، والمرارة، والمعدة المولد للصفراء، ويجب ان يطلب من هناك.
23
|318ra27|فصل <فى> علاج الاسهال السوداوى وهو الطحالى الذى ليس فيه سحج
24
يجب ان يقصد قصد علاج الطحال ويتعرف حاله فيقابل بالواجب فيه. وان كان
25
هناك كثيرة من سوداء، ووفور من القوة استفرغ بطبيخ الافتيمون، ونحوه واذا كان
26
غليظا كالدردى، ولم يكن عن ورم، بل لغلظ السوداء نفسه، فاستعمل فيه هذا المسهل
27
ان كانت القوة قوية: يوخذ من الملح الدرانى جزء، ومن الشوكة المصرية ثلاثة [جزاء]
28
ومن الخربق الا سود جزء ان، فاطبخ الشوكة والخربق فى الماء طبخا بقوة، وادف فيه
3-652
1
الملح، وصفه، واسقه. وهذا طريق اسهاله وتنقيته عما يسهل. فان وجب الفصد
2
فصد، وقوى الكبد وقوى فم المعدة.
3
وان كان السبب فى الاسهال معديا سوداويا، لما ينصب إلى المعدة من
4
الاخلاط السوداوية وضع على الطحال المحاجم، فيحبس بها ما يفيض منها الى المعدة
5
والا معاء، وبعد ذلك يدبربما هو لطيف، مقوى، مثل هذا التركيب الذى لنا: يوخذ
6
من حب الرمان عشرة دراهم، ومن البهمن الاحمر المقلو درهم، ومن الزرنباد المقلو
7
درهم، ومن الكهرباء درهم، ومن بزر السذاب، [درهم] وبزر الشا هسفرم درهم
8
<ارز درهم> ويتخذ منه سفوف. والشربة ثلاثة دراهم. وايضا: يوخذ حب الرمان،
9
والزبيب الاسود، يدق بخل، وماء، ويعصر عنه، ويصفى، ويلقى عليه قليل ملح،
10
وسعتر، ويصطبغ به، فان احتيج إلى اقوى من هذا اخذ من الكندر، والسعد،
11
وجوز السرو، والسك، من كل واحد نصف درهم، ومن الكعك درهم، فيشرب فى
12
شراب عتيق صرف.
13
علاج اسهال الدم بغير سحج:
قد علمت ان هذا يكون من البدن، ويكون من14
الكبد، ويكون من المعدة والامعاء العليا والسفلى، ويكون من المقعدة، وعرفت
15
علاماتها. وما كان منه صديديا، أو درديا، او غساليا فعلاجه، من جهة علاج الكبد،
16
واصلاح مزاجها، وتفتيح سددها. والتدبير المقدم فى علاج ذلك مراعاة حال البدن
17
فى الامتلاء، ومراعاة الاسباب الموجبة له. فما لم يكن له وجع، وحدست انه من
18
الكبد، او من البدن، ولم يسقط قوة لم تحبسه. وان خفت ان سيلانه ربما اورث
19
سحجا، او اورث ضعفا فصدت، واخرجته من ضد جهة حركته، ثم استعملت الادوية
20
القابضة الحابسة للدم. والذى يحدث من فتق فى عروق المعاء فربما ادى الى سحج
21
عاجل، فيجب ان تصرف الاعتناء الى حبسه، وامالته إلى ضد الجهة، ان كان هناك
22
امتلاء اشد واكثر.
23
واعلم: ان المشروبات من الحوابس اوفق لما كان من المعاء العليا، وما يليها،
24
وما فوقها. والحقن اوفق لما كان من المعاء السفلى، ومابين ذلك، والاصوب ان
25
يجمع فيها بين العلاجين. وجميع الادوية الباردة القابضة، والمغرية المذكورة فيما سلف
26
حوابس للدم، لا سيما اذا وقع فيها الشب، والشاذنج المسحوق كالغبار، ودم الاخوين،
27
والكهرباء، والبسد، واللولؤ مشروبة، ومحقونًا بها. وربما احتيج الى مخدرات.
28
وربما احتيج الى تقويتها بما فيه مع القبض قوة، ولا قراص الجلنار فى جملة ما يشرب
29
قوة قوية. واقراص بزرالحامض، واقراص الشاذنج بما علمناه. ولعصارة لسان الحمل،
30
وعصارة ورق القطونا، والعصارة لحية التيس فى هذه الابواب منفعة، وخصوصا
3-653
1
اذا جعل فيه الادوية المفردة المذكورة، والاقراص المذكورة اولا. وايضا: يوخذ
2
تفاح، وسفرجل، وورد يابس من كل واحد نصف رطل، يطبخ بخمسة ارطال من ماء
3
حتى يبقى رطل واحد ونصف، ثم يصفى، ويلقى عليه مثله دهن ورد، ويطبخ فى اناء
4
مضاعف حتى يذهب الماء، ويبقى الدهن، فيستعمل هذا الدهن فى المشروبات.
5
واما الحقن الحوابس: فمن هذه العصارات، ومن مياه طبخ القوابض المعروفة،
6
وذر عليها مما يطبخ فيها، وجعل دسمها من شحم كلى الماعز، ومن دهن الورد الجيد
7
البالغ، وسنذكرها فى انقراباذين، ونذكرها ايضا فى باب السحج، ولنختر منها السلمية
8
المعتدلة التى ليس فيها ادوية، واقراص حارة، ونورد بعضها ههنا.
9
حقنة جيدة مما الفناه: يوخذ من قشور الرمان، ومن لسان الحمل، ومن خرنوب
10
الشوك، ومن سويق النبق، ومن سويق الارز من كل واحد ثمانية دراهم، ويوخذ من
11
العفص الفج عفصتان، ومن الجلنار، والورد من كل واحد اربعة دراهم، ويصب عليه
12
من الماء منًا بالصغير، وان كان ذلك الماء ماء عصا الراعى كان جيدا، ثم يطبخ بالرفق
13
حتى يبقى قريب من ثلثه ويصفى، ويوخذ من الشب وزن نصف درهم، ومن دم الاخوين،
14
والاقاقيا، والشاذنج، والجلنار، وعصارة لحية التيس، والصمغ المقلو، واسفيذاج
15
الرصاص، والصدف المحرق، والطين الارمنى، من كل واحد وزن درهم، ومن دهن
16
الورد ستة دراهم، ومن اهالة شحم كلى الماعز وزن ستة دراهم، ومن شاء جعل فيه
17
من الابيون من وزن دانق الى دانق ونصف، وحقن. واذا كان الغرض بالحقنة امساك
18
الدم، لم يحتج ان يغلظ بالمغريات من الازر، والجاورس، ونحوه. واذا كان الغرض
19
فيه تدبير السحج، أوتدبير هما جميعا احتاج الى ذلك. ويجب ان تجتهد حتى لاتدخل
20
فى الحقن ريح.
21
ومن الشيافات القويه فى هذا الباب: ان يوخذ من القاقيا، ومن الصمغ العربى،
22
ومن بزر النبج، ومن الافيون، ومن اسفيذاج الرصاص، ومن الطين الارمنى، ومن
23
الكهرباء، ومن العفص الفج اجزاء سواء، تسحقها، وتجمعها بالدواء المطبوخ حارا،
24
وتجعلها بلاليط. واما من المقعدة فيكفيه ان يستعمل هذه الادوية: يوخذ مرد اسنج
25
وجلنار، واسفيداج الرصاص، وصدف محرق، ويستعمل على الموضع بعد الغسل
26
والتنقية. فاذا فعلت هذا، ولج عليك المرض، ولم يحتبس، لم تجديدا ان تربط اليدين
27
من الابط بشد شديد، وتدلك أطرافهم دلكا، وتجلس العليل فى الماء البارد، صيفا،
28
وفى الهواء البارد شتاء، وتسقيه الماء البارد، وتصب على احشاءه العصارات الباردة
29
المبردة، والاشربة الحابسة، مثل رب الحصام، ورب الريباس، ونحو ذلك مبرد ابالثلج.
30
|318rb30|علاج السحج وقروح الأمعاء:
يجب ان لا يغلظ فى السحج، فربما لم يكن31
ذلك الذى يحتاج الى ما فيه قوة شديدة، وكان فى استعماله فيه هلاك، وكان نفس
3-654
1
التبريد الشديد، واعطاء مثل البطيخ الهندى [والخس] وبقلة الحمقاء كافيا فى العلاج.
2
فاذا استعملت الحقن التى تقع فيها ادويه كاوية كان الهلاك. ويجب ان تعالج كما
3
علمت ما كان فى الأمعاء العليا بالمشروبات، وما كان فى السفلى بالحقن، وما كان
4
فى الوسط فبا لعلا جين.
5
ثم اول ما يجب ان تراعى حال السبب الفاعل للسحج، ولقروح الأمعاء، هل هو بعد
6
فى الانصباب، وهل سببه الاقدم من انفتاق، او امتلاء، او ورم باق، او هو محتبس
7
منقطع قد بطل، وبقى اثره من السحج والقرحة. وقد اعطيناك العلامات فى ذلك،
8
فان كان السبب بعد ينصب فدبر فى قطعه، وحسمه بما قد عرفته فى مواضعه. وان كان
9
لا بد من استفراغ لردأة الخلط فعلت بحذر وتقية، واجتهدت ان يكون المسهل ليس
10
شديد الضرر بالأثر والقرحة، بل مثل الهليلج، او اصلحه بما يخلط به من مثل الكثيراء،
11
او ما يشبهه. فان امكنك ان تمنعه من الغذاء يومين، ليصير البدن بخيلا بما ينصب عنه
12
فعلت. واذا اردت ان تغذوه غذيته باللبن المرضوف، والمطبوخ على ما مضى فى بابه.
13
وهذا غذاء على سبيل الدواء.
14
واما الغذاء نفسه عند الحاجة، وظهور الضعف، فما يقل حجمه، ويظهر تقويته
15
كاكباد الدجاج المسمنة، والقليل من خبز السميذ، والمائل الى فطوره، وخصى الديوك،
16
والبيض الذى ارتفع عن النيمبرشت، وانحط عن المشوى القوى. وربما انتفع جدا
17
بالسمك المشوى الحار، والاكارع مطبوخة فى حليب الارز المقلو جيد لهم جدا
18
اذا مصوها. ويجب ان يحفظ قوتهم ايضا بربوب الفواكه. والا غذية المذكورة فى
19
الباب الاول نافعة لهم. ويجب ان يكون ملحه درانى ومقلو. ويجب ان لا يشرب
20
الشراب إلا اذا لم تك حرارة، فحينئذ يشرب منه قليلا من الاسود القابض، وماءه الماء
21
البارد. وليس يصلح ان نبدأ اولا بالادوية الصرفة المودية بكيفياتها المقبضة، و
22
الحابسة. "والجاذبة".
23
واذا اشتد الوجع احتجت ضرورة الى المغريات لتصير كالستارة،، والطلى على
24
وجه المرض. وجميع الأدوية المبردة المقبضة المخلوطة بالمغرية نافعة فيها، إلا ان
25
يقع تأكل، فربما احتجنا الى الجالية والكاوية مخلوطة بما يجفف بلا لذع. ويجب ان
26
يسقى صاحب السحج ما يسقاه من البزور وغيرها فى ماء بارد، لا فى ماء حار. وللراوند
27
خاصية عجيبة فى قروح الامعاء، واسهال الاغراس. وخصوصا اذا سقى فى مثل
3-655
1
ماء لسان الحمل، بقليل شراب عتيق. وللبلوط المشوى، والخرنوب قوة قوية مجموعين،
2
ومفردين. وبزر الورد عجيب جدا.
3
وقد جربنا ما ذكره بعضهم: ان المبتدى اذا سقى اربعة دراهم صمغ، بماء
4
بارد زالت علته. واما الطين المختوم فانه نافع جدا من كل سحج، حتى المتاء كل يشفى
5
منه بعد تنقية التاكل، والوسخ بحقنة من الحقن التى تذكر. وكذلك اذا حقن بالطين
6
المختوم فى عصارة لسان الحمل، وكوكب شاموس ايضا، وعصارة البقلة الحمقاء.
7
ومما ينفع من ذلك عصارة التوث الذى لم ينضج. وكذلك شرب حشيشة ذنب الخيل،
8
<و عصارة حشيشة الصباغين الاصفر>، وعصارة الورد شربا، وحقنة.
9
وذكر بعضهم فى ادوية هذا الباب رجل العقعق؛ واظن انه رجل الغراب. وقد
10
قيل: ان ابقراط اذا ذكر رجل العقعق يعنى به ورق التين. وهذا فما يصلح فى هذا
11
الباب. وشرب انفحة الأرنب جيد لهم. والجبن المنزوع عنه ملحه على ما ذكرناه فى
12
الباب الأول شديد النفع لهم، وان بلغوا فى التأكل. فاذا وقع السحج بسبب دواء
13
مشروب، فمن الاشياء النافعة: ان يحقن بالسمن، ودم الاخوين يجعل فى وزن ثلاثين
14
درهما من السمن، درهم من دم الاخوين إلى ثلاثة ذراهم.
15
ومن المركبات النافعة لهم: الاقراص، والسفوفات الباردة المذكورة. ومما
16
هو جيد لهم اذا ذر على الخبز وسقى وشرب بعده ماء بارد: ان يوخذ من رماد الودع
17
اربعة اجزاء، ومن العفص جزء ان، ومن الفلفل جزء، يسحق وينخل [ويترك]
18
منه وزن درهم على الطعام، ويشربه بالماء البارد. والفلونيا نافع لهم ايضا اذا شربوه بماء بارد.
19
واما الحقن، والحمولات الصالحة لهذا فمثل الحقن والحمولات الصالحة
20
لاسهال الدم المطلق، مزيد افيها فى اول الامر المغريات القابضة، وفى أخره ان ادى
21
الى تأكل المنقيات، والكاويات، والى ان يذهب ترصيص المعاء وينقى ظاهره،
22
فلا يجب ان يحاوز المغريات، والقابضة. وقال بعضهم: ان الاقاقيا يجب ان لا يقع
23
فى الحقن اذا لم يكن فى العلة دم. وليس هذا بشىء ثم اذا بقيت القرحة، فالمجففة
24
القابضة مع، المغرية، والدسمة، ثم فى أخره ان أدى الى تأكل، المنقيات، والكاويات.
25
ومن الناس من يخلط شئيا من القلقنديقون فى بعض العصارات والحقن
26
السلمية، فينفع منه منفعة عظيمة، لكن اذا لم تدع الضرورة الى ما هو حاد، والى
27
ما هوحامض، الاولى ان لا يستعمل. ويجب ان تنتقل اولا الى الحوامض، ثم الى
3-656
1
الحاد، واذا دعتك الضرورة، والتاكل فلاتبال، ولو بالقلقنديقون، وتستعمل حاجتك
2
فيه. وربما كان من الصواب: ان تبدأ بشىء مخدر، ثم تستعمل الحقن الحادة، اذا لم
3
يحتملها العليل. وهذه الحادة، والرزنيخية يخاف عليها ان تكشط جلدة بعد جلدة، حتى
4
يثقب المعاء. ولذلك يجب ان تكون المبادرة الى استعمالها، كما تعلم ان القرحة قد
5
فسدت، ولا توخر الى وقت يخاف معه ان يحدث ثقبا، لاتساع القروح، وغورها.
6
واعلم: ان لشحم الماعز فضيلة على كل ما يجمع الى الحقن من المغريات،
7
فانه يبرد، ويسكن اللذع، ويجمد على موضع العلة بسرعة. وهذا ايضا انما يحتاج
8
[اليه] فى اول العلة، واذا تادى الى المدة احتجت الى المنقية، ثم الى ما هو أقوى
9
[منها] واحتجت ان تهجر الدسومات، والمغريات الحائلة بين الدواء، والعلة. فاذا
10
علمت ان القروح وسخة، فنقها بمثل ماء العسل، وأقوى من ذلك ماء الملح، والماء
11
الذى ربى فيه الزيتون المملح، وطبيخ السمك المليح. ولا بدلك مع المدة من مثل
12
اقراص الزرانيخ، تستعملها لا محالة، اذا جاوزت العلة الطراءة [و] لا يمنع عنها مانع.
13
واعلم: ان الحقن الدسمة المغرية تسكن وجع من به قرحة فى معاه متاكلة؛
14
ولكن لا يشفى انما يشفى ما ينال التاكل بالادوية النافعة من التاكل، وهى المنقية الجلاءة
15
مع تجفيف، وقبض. والذى يتخذ منها الأقراص، ولا ينبغى ان يكثر عليها المغريات،
16
والدسومات فتحول بينها وبين التاكل. والنافعة للتاكل ربما اوجعت وآلمت،
17
ولم يلتفت الى ذلك واعلم: انك نقيت بالحقن الحادة فيجب ان تتبعها بالمدملة
18
المتخذة من القوابض، والمغريات، وذلك حين تعلم ان اللحم الصحيح ظهر.
19
واذا اجتمعت الحمى، والضعف، والتاكل، وكانت حرارة، ولم يجسر
20
المريض على استعمال مثل اقراص الزرانيخ وحدها؛ وجب ان يداف فى مياه الفواكه
21
القابضة الباردة كالحصرم، والسماق، والريباس، والورد، وما اشبه ذلك، ثم يجفف،
22
ويكرر عليه ذلك، ويستعمل. وربما لم يكن بد من خلط البنج، والابيون بها، او
23
تقديم المخدرات عليها، واعطاء المريض طعاما قليلا محمودا، واكثر مبالغ هذه الأقراص
24
نصف درهم الى درهمين. وربما كان الاصوب ان يجعل فى مياه المبردات القابضة،
25
ومنها العدس، وجفت البلوط، وذلك يعين فى احداث الخشكريشة، ومما يشتد
26
وجعه، ومنفعته جميعا: ان يحقن باقراص الزرانيخ فى ماء الملح عند شدة غلظ المادة.
3-657
1
وربما اغنى المحموم، والضعفاء، والذين يشتد حسهم، ولا يحتملون الحاد من الحقن
2
هذا التدبير: يبادرون فيحقنون بماء العسل، ثم بعد اربع ساعات بماء الملح، ثم يسقون
3
الطين المختوم بخل ممزوج بماء، فانه برءه.
4
ومن التدبير فى باب الحقن: ان يحقن قليلا قليلا فى مرات، فاذا اشتد اللذع،
5
فتدارك بدهن الورد تحقن به. واما الحقن المستعملة فى حبس الدم، ومنع اسهاله فهى
6
احرى، وقريبة من حقن منع الاسهال، وقد اتخذ لها اقراص ايضا يستعمل فى مائياتها
7
ولندكر الأن نسخ حقن وشيافات واقراص تقع فى الحقن.
8
فمن الحقن الخفيفة فى هذا، وفى الاسهال الحار: ان يحقن بماء لسان الحمل
9
وحده، اومع بعض الاقراص التى تذكر، او يحقن بالخبز السميذ الفطيرمد وفا فى عصارة.
10
ومن الحقن الخفيفة: ان يوخذ ماء الشعير، ودهن اللوز، ومخ البيض، وماء أرز
11
مطبوخ بشحم كلى الماعز الحولى مصفى، ويلقى طين مختوم. وكذلك حقنة سلاقة
12
الارز المقلو المطبوخ بشحم الماعز. وربما جعل معه قشور الرمان والعفص. وكذلك
13
حقنة ماء السويق، والطين المختوم.
14
وايضا حقنة نافعة عند الحرارة الشديدة: عصارة جرادة القرع، والبقلة الحمقاء،
15
ولسان الحمل، وعصا الراعى، وحب الأس، والعدس المصبوب عنه الماء مرتين:
16
يجمع هذه العصارات، ويخلط بها دهن الورد، واسفيداج، وطين ارمنى، واقاقيا،
17
والتوتيا. وان احتيج الى الافيون جعل فيها بحسب الحال والحاجة.
18
نسخة حقنة تصلح للسحج ايضا:
يوخذ اللوز، وقشور الرمان، والعفص،19
والسماق، وورق العليق، واصل الينبوت؛ فيسلق بالشراب حتى يثخن، ثم يصفى، و
20
ويسحق بعض اقراص الحقن، ويجعل فيه مع دهن الأس.
21
وأما الشيافات للسحج فان أمهات أدويتها: المر، والكندر، والزعفران، و
22
السندروس، والشب، والميعة، والجندبيدستر، اذا كان [فيه] افيون، والحضض،
23
والقرطاس المحرق، ودم الاخوين، وقرن الايل المحرق، والقيموليا، والاطيان
24
التى تجرى معه، والاقليميات، والمرداسنج، وما اشبه ذلك، وربما احتيج الى الزاجات
25
والزنجار.
26
شياف للسحج والزحير:
مر، زعفران، كندر، ابيون، يعجن ببياض البيض.27
آخر: سندروس، ميعة، مر، زعفران، يعجن بماء لسان الحمل. آخر: ابيون، جندبيدستر،
28
صمغ، حضض، يعجن بعصارة لسان الحمل. وقد يتخذ من امثال هذه الأدوية مراهم
29
بدهن الورد، والاسفيذاج، ويستعمل على خرق، وقطع من قطن، ويدس فى المقعدة
3-658
1
على ميل، فاذا اندس فيها يلف الميل حتى يستوى ذلك، ويبقى. فاما الأقراص
2
للحقن السحجية فمثل اقراص الكوكب، واقراص الزرانيخ للمتأكل ويجب ان يحفظ
3
فى ثجير العنب ليحفظ عليه القوة واقراص القرطاس المحرق.
4
نسخة قرص: قراطيس محرقة عشرة دراهم، الزرنيخان المحرقان، وقشور النخاس،
5
والشب اليمانى، والعفص، والنورة التى لم تطفى، من كل واحد اثنا عشر درهما،
6
يتخذ منه اقراص بعصارة لسان الحمل، كل قرصة وزن اربعة دراهم، والصغير يستعمل منه
7
له وزن درهم، وللكبير قرصة واحدة بتمامها. قرصة أخرى: يوخذ السماق، واقماع
8
الرمان، وسو فرطين، وجلنار، وحب الحصرم، وقلقند، وقلقطار، ورصاص محرق،
9
واثمد، من كل واحد جزء، زنجار نصف جزء: يتخذ منه اقراص.
10
قرصة قوية: يوخذ النورة، والقلى، والا قاقيا، والعفص، والزرنيخ مربى بالخل
11
اياما، ويقرص، ومن قوتها ربما كفى ان يحقن بماء لسان الحمل. وأما الاضمدة و
12
الاطلية النافعة فى ذلك، فالاضمدة المذكورة فى باب علاج الإسهال المطلق، وقد جرب
13
طلاء اقراص الكوكب بماء الأس، فانتفع به جدا. واذا لم يهدأ الوجع اقعد العليل فى
14
أبزن قد طبخ فى ماءه القوابض المعلومة، مع شىء من الشبث، والحلبة، والخطمى.
15
وان اشتد العطش، والكرب فى السحج الصفراوى استعملت الرائب
16
المطبوخ، وماء سويق الشعير مبردين. وان اشتد الوجع حتى قارب الغشى، لم يكن
17
بد من المخدرات، وقبل ذلك فاحقن بشحم البقر مع السويق الشعيرى من غير مدافعة؛
18
فربما سكن الوجع، وانقطع المرض لما يعرض من اعتدال الخلط وان لم يسكن تعالج
19
بما تدرى، وان شئت حقنت فى مثل ذلك الوقت بهذه الحقنة، يوخذ ماء كشك
20
والارز، وشحم كلى الماعز، ودهن الورد، والصمغ الاعرابى، والاسفيذاج، و
21
مخ البيض يضرب الجميع فى مكان واحد، وان شئت جعلت فيه الابيون، واستعملته.
22
فان كان السحج بلغميا: فالواجب ان تبدأ بعلاجه بما يقطع البلغم، ويخرجه،
23
ويريح منه، ويغذى بمثله حتى يكون غذاءه ايضا السمك المالح، والصباغات، والخردل
24
بالسلق، والمرى، والكواميخ. ويكون صباغاته من مثل حب الرمان بالزبيب مع
25
الابازير، والخردل، وما يقطع. فاذا اكثر من البسر المقلو مغتذيابه ويكون قد تناول
26
شئيا من الادوية التى الى الحرارة مثل الجوزى والفلافلى انتفع به. وقد ذكر بعضهم:
27
ان بعض من به قروح الا معاء انتفع بجاؤشير كان يسقاه كل يوم مع السذاب، ثم يغذى البسر
28
المقلو، وفعل ذلك اياما [فبرأ]، ويشبه ان يكون ذلك من هذا القبيل.
3-659
1
وقد ذكروا ان رجلا كان يعالج الذوسنطاريا المتقادم بعلاج يقتل، أو يريح، فى
2
يوم واحد، كان يطعم الرجل خبزا ببصل حريف، ويقلل شربه ذلك اليوم، ويحقنه من
3
الغد بماء مالح حار، ثم يتبعه بحقنة من دواء اقوى من الحقن المدملة، فاذا احتمل وجع
4
ماعالجه به برأ، وإلامات. ويكون حقنهم مثل هذه الحقنة: مرزنجوش، كمون <كرمانى>،
5
ملح، ورق الدهمشت الرطب، [وهو حب الغار] شبث، سذاب، اكليل الملك، من
6
كل واحد اوقية، ومن الزيت قسطان، يطبح فى الزيت حتى يذهب الثلث، وصفى؛
7
ويستعمل ذلك الزيت حقنة. وايضا: تنفعهم الحقنة بطبيخ الازر، وقد جعل فيها سمك
8
مالح.
9
قيروطى موصوف فى هذا الصنف من العلة:
يوخذ من التمر اللحيم رطلان10
ونصف، ومن المصطكى أوقية، ومن الشبث الرطب ست اواق، ومن الصبر اوقية،
11
ومن الشمع عشر أواق، ومن الشراب، ودهن الورد، مقدار الكفاية، وقد يجعل فى
12
بزوره الحرف، وخصوصا اذا احس بالبرد، والبلغم الزجاجى.
13
فاما السحج السوداوى: فبعد تدبير السوداء والطحال على ما ذكرناه فى موضع
14
قبل هذا، وبعد اصلاح التدبير فينفع منه سفوف الطين. وتنفعهم الحقن الارزية،
15
وفيها افاوية عطرية، والبزور الحارة اللبينة، ومبردة قابضة، ويجعل فيها دهن الورد،
16
وصفرة البيض. واغذيتهم بما يحسن توليد الدم عنه. واذا كانت القرحة خبيثة لم
17
يكن بد من الحقنة بماء الملح الدرانى، ثم اتباعها ان احتيج اليه بما ينقى جدا، حتى يظهر
18
اللحم الصحيح، ثم يعالج بالمدملات من الحقن. والحقن اللينة لهذه: مثل حقن تقع
19
فيها الشوكة المصرية ثلاثة اجزاء، الخربق الأسود جزء ان، يطبخ بماء، وملح اندرانى
20
فان لم ينفع ذلك فاقراص الزرانيخ.
21
واما السحج الثفلى: فيعالج بما يلين الطبيعة وفيه لين، ودسومة، وتغرية، و
22
ازلاق، ويقدم على الطعام مثل صفرة البيض النيمبرشت، ومثل مرقة الديك الهرم، ومثل
23
مرق الاسفيدباج المتخذة من الفراريج الرخصة السمينة. وتستعمل الحقنة الملينة من
24
العصارات المغرية المزلقة معا مع دهن الورد، وصفرة البيض، ونحو ذلك. وقد ينفع
25
اذا طال لبث هذا السحج: ان يوخذ بزر الكتان، وبزر قطونا، وبزرمرو، وبزر الخطمى،
26
ويوخذ لعابه، ويسقى قبل الطعام، فانه يجمع الى الازلاق اسكانا للوجع، وتغرية.
27
ويتناول الاجاص قبل الطعام، فربما ازال هذا العارض.
28
واما السحج الكائن عقيب شرب الدواء، فينفع منه الادوية المبردة المغرية المذكورة.
29
وينفع منه الكثيراء المقلو، يشرب فى الرائب منه وزن <ثلاثة> دراهم ونصف؛ فما
3-660
1
فوقه. وينفع منه جدا ان يحقن بسمن البقرالطرى الجيد، وقد جعل فيه شىء من دم الاخوين.
2
وقد ينتفع بمرقة بطون البقر فى بعض السحج المرارى، وليس هو بدواء جامع.
3
|320vb23|علاج الاسهال الكائن بسبب الاغذيه:
العلاج المعلوم له اولا: ان لايمنع عن4
انحدارها مالم يحدث هيضة قوية مفرطة. أما ان كان من كثرة الغذاء فعل ذلك، واستعمل
5
الجوع بعده، واذا انحدر تنوول بعض الربوب القابضة، وان احدث ضعفا تنوول
6
الخوزى، اوسفوف حب الرمان. وان احس بضعف فى المعدة مع ما اتفق من الاكثار،
7
ودل عليه ما يحدث من القراقر، والنفخ، اخذ من الجلنار، والكندر، والنانخواه،
8
اجزاء سواء، يعجن بزبيب مدقوق بعجمه، ويوخذ كل غداة مقدار جوزة. وايضا يأخد دواء
9
الوج والكزمازك المذكور فى انقراباذين.
10
وأما ان كان من فساد الاغذية فى نفسها، ووقتها، ولكيفيات ردئية فيها،
11
اوسرعة استعجاله فيها، فيجب ان يتناول بعدها اغذية حسنة الكيموس، قابضة، وتعالج
12
الاثر الباقى من الحر، والبرد، بما تعلمه من الجوارشنات القابضة الباردة، والحارة.
13
[وان كان السبب لزوجتها، وزلقها هجرها الى ما فيه مع الخفة قبض، واما حرها، و
14
بردها، فعلى ما يوجبه] فان كان السبب تقديم المزلق قدم القابض.
15
وان كان السبب تاخير ما يسرع هضمه، غير التدبير، وتناول الطباشير ببعض
16
الربوب، لتصلح المعدة عن اثرما ضرها فغيرها، فانه فى الاكثر يحدث سخونة. وان
17
احدث فى الندرة برودة لحموضة الطعام فى بعض احوال مثل هذا التدبير تناول الطباشير
18
بالخوزى. وان كان السبب قلة الطعام، او لطافة جوهره، يغذى بعده باللحوم الغليظة
19
مصوصات، وقرائص، ومحللات، والسمك الممقور، ونحوه قدرًا بالعدل فان خاف
20
مع ذلك ضعفا من الهضم بزرها.
21
|321ra2|علاج الاسهال الدماغى:
يجب ان لا ينام صاحبه البتة على القفا. واذا انتبه من22
النوم فيجب عليه ان يستعمل القئ ليخرج الخلط <الغليظ> المنصب الى المعدة من
23
الراس الفاعل للاسهال، وان يستعمل ما ذكرناه فى باب النزلة من حلق الرأس، ودلكه
24
بالاشياء الخشنة من كمادات الرأس، واستعمال المحمرة الكاوية عليه، ومن تقويتها،
25
واصلاح مزاجها، وربما احتاج الى الكى.
26
ولا يجب ان يشتغل بحبسه عن المعدة بالأدوية القابضة، فيعظم خطره، بل يجب ان
27
يخرج ما اجتمع منه فوق المعدة بالقىء وما ينزل، فبطريق الامعاء، ولو بالحقن، ويحبس
28
ما ينزل منه إلى البطن لابما يقبض، فيحبس فى البطن، بل ما يحبس به عن الصدر مما ذكر
3-661
1
فى بابه، بماعرفناه فى باب علاج النزلة من حسم الاسباب الموجبة للنزلة، واصلاحها.
2
|321ra24|علاج الاسهال السدى:
الاسهال السدى واكثره الكائن بادوار؛ كان عن البدن كله،3
اوكان عن سدد فى الكبد، اوبين الكبد والمعدة، فمن الخطأ ايقاع الزيادة فى السدد
4
بالقوابض، بل يجب ان يعان المندفع عن السده بالاستفراغ، فاذا خلت المسالك عنه
5
سرحت الادوية المفتحة للسدد لتفتحها. وربما احتيج فى تفتيح السدد الى مسهل قوى
6
يجذب المواد الغليظة المورثة للسدد، والى حقن قوية الجذب، والتفتيح. والقىء
7
من انفع الاشياء لذلك، اذا وقع من تلقاء نفسه، كما شهدبه بقراط.
8
والصواب لصاحب هذه العلة ان ياكل غذاءه فى مرات، لا فى مرة واحدة ياكل،
9
بل كل مرة القدر الذى يصيبه من غذاءه، ثم يجب ان يفرق. ويجب ان يتبع غذاءه بما
10
يعين على التنفيذ بسرعة، ويفتح السدد للغذاء. وافضل ذلك كله عند جالينوس هو
11
الفوذنجى، ويعطى منه قبل الطعام الى مثقال، واذا انهضم الطعام اعطى ايضا قدر
12
نصف درهم. والشراب العتيق القوى الرقيق القليل جيد جدا، اذا استعمل بعد الطعام
13
والترياق انفع شىء لذلك. واذا صح انهضام الطعام استحم.
14
واما الدلك: فيجب ان لا يفتر فيه قبل الطعام، وبعده، واذا ضعف البدن
15
احتيج الى دلك شديد بالخرق الخشنة للظهر، والبطن. وربما احتيج الى ان يطلى بدنه
16
بالزفت، وبالأدوية المحمرة. واما تفتيح السدد فقد علمته ويجب ان لا يجبنك هزال
17
العليل عن ذلك؛ فانك اذا عالجته، وفتحت سدده، واسهلت الاخلاط السادة، نفذ
18
الغذاء الى بدنه، ولم يعرض ذرب بعد ذلك، وقوى بدنه.
19
|321rb1|علاج الاسهال الذوبانى:
اما فى مثل الدق، والسل، وما يجرى هذا المجرى20
فلاطمع فى معالجة، الا كالطمع فى معالجة سببه. واما ما كان دون ذلك، فيعالج البدن
21
بالمبردات المرطبة، والاهوية، والنطولات بحسب ذلك، ويطفى بمثل اقراص الطباشير
22
واقراص الكاقور، وبالأطلية، والاضمدة المبردة على القلب، والصدر، والكبد.
23
ويجعل الاغذية من اللحوم الخفيفة هلامات، وقريصات، ومصوصات، ولحم السمك
24
سكباجا بالخل، والخبز السميذ الجيد العجن والتخمير والخبز اذا قلى، وربما اتخذ له
25
منه حسو مخلوطا بالصمغ، والنشأ، وكذلك الحماضية ونحو ذلك. ولا يحبس الاندفاع
26
دفعة واحدة، بل يحبس بالتدريج بمثل هذه المعالجات، وباقراص الطباشير الممسكة
27
خاصة، وباقراص على هذه الصفة: يوخذ الطين الأرمنى، والطباشير، والشا هبلوط،
28
وبزر الحامض المقشر، والامبرباريس، والورد، والصمغ المقلو، والسرطانات المحرقة،
29
يدق الجميع، ويعجن بماء السفرجل.
3-662
1
|321rb23|علاج الكائن عن المتكاثف:
قد اشرنا الى علاجه حيث عرفنا تدبير جذب المواد2
الامتلائية الى ظاهر البدن. والاولى ان تخرج الاخلاط بالفصد، والاسهال المناسب
3
الذى فرغنا منه، ويستعمل الحمامات بمياه مفتحة، وهى التى طبخ فيها المفتحات،
4
وبالغسولات المفتحة. ويكثر من آبزنات اليرقان ان كان التكاثف شديد، ويستعمل
5
الدلك بالمناديل الخشنة، وبالليف حتى يحمر الجلد، ثم يصب عليه الماء الحار، والمياه
6
التى فيها قوة مفتحة مما ذكرنا.
7
|321rb37|علاج الهيضة:
للهيضة تدبير فى اول ما تتحرك، وتدبير فى وسط حركتها، و8
تدبير عند هيجانها الردئى وعصيانها الخبيث، وتحرك اعراضها المخوفة، واذا ظهرت
9
علامات الهيضة؛ واخذ الجشأ يتغير عن حاله، ويحس فى المعدة بثقل، وفى المعاء
10
بوخز وربما كان معها غثيان فيجب ان لا يتناول عليه شىء البتة، ولا بعد ذلك، الا عند
11
ما يخاف سقوط القوة، فيدبر بما سنذكره. فاولى ما يبنغى ان يعمل به هو قذفه بالقى ان
12
كان الطعام بعد قريبا من فوق، وان لم يكن كذلك اتبع بما يحذره مما يلين البطن،
13
وان يكون المقىء والملين بقدرما يخرج ذلك القدر، دون ان يخرج فضلا عليه، أوشئيا
14
غريبا عنه.
15
ويجب ان يقذفوا بما ليس فيه خلتان، ارخاء المعدة، واضعاف قوتها، مثل ما فى
16
دهن الحل، وما فى دهن الزيت، والماء الحار، ولا <بما> فيه تغذية، وهم مفتقرون
17
الى ضد التغذية مثل ماء العسل، والسكنجبين الحلو، بالماء الحار الالضرورة، بل مثل
18
الماء الحار وحده، او مع قليل من البورق، او بالملح النفطى، اوماء حار، ومع كمون
19
قليل. وكذلك ان كانوا يتقئيون بانفسهم، فيعتريهم تهوع غير مجيب؛ فيوذيهم، فهنالك
20
ايضا يجب ان يعالجوا، فان بقراط ذكر: ان القئ يمنع بالقىء والاسهال قد يمنع بالاسهال
21
والقى يمتنع بالاسهال، والاسهال يمتنع بالقى. واسهاله يجب ان يكون بحمول خفيف من
22
الترنجبين، والسكر، والملح، او بحقنة خفيفة من ماء السلق مقدارستين درهما، والبورق
23
القليل عليه مقدار مثقال، والسكر الاحمر مقدار عشرة دراهم، ودهن الورد، او الخل،
24
مقدار سبعة دراهم، او بشىء يشرب مثل الكمونى، فانه نافع جدا فى مثل هذا الموضع.
25
واذا علمت ان المواد فى البدن صفراوية هائجة، وانها ربما كانت من المعاون
26
على حدوث الهيضة، وليس الخوف كله من الغذاء؛ لم تجد بدًا من تبريد المعدة حينئذ
27
من خارج بما يبرد، ولو بالثلج، بعد معونة على القى ان مال اليه بقدر محتمل. وفى ذلك
28
التبريد تسكين للعطش ان كان. واذا امعن القى فمما يحبسه ايضا تبريد المعدة بمثل
29
ذلك، وتوضع المحاجم على البطن بغير شرط. وان كان البارد المبرد من عصارات
3-663
1
الفواكه كان ايضا انفع. وان خلط بها صندل، وكافور، وورد، وطليت بها المراق
2
كان نافعا. وربما احتيج الى شد الاطراف. وان لم يكن حرارة قوية، عولج بدواء
3
الطين النيسا بورى المذكور فى انقراباذين.
4
ثم يجب ان تراعى ما يخرج، فمادام يخرج كيلوس، وشىء مجانس له، وطعام،
5
لم يجز حبسه البتة، بوجه من الوجوه، فان فيه خطرا عظيما. فاذا تغير عن ذلك تغيرًا
6
يكاد يفحش، وجب حبسه، وذلك حين ما يخرج شىء خراطى لزج، أومرى، أو غير ذلك
7
مما يضعف البدن، ويوثر فى النبض، ويجعله متواتر اعلى غير اعتدال، ومنخفضا،
8
ويظهر فى البدن كالهزال، وفى المراق كالتشنج. وربما حدث عطش، وحمى يدل
9
على ان الاستطلاق انتقل الى الصحيح. وينبغى ان يستعان فى حبسها بالربوب القابضة،
10
وربما طيبت بمثل النعنع. وان قذفوها اعيد عليهم، واعطوها قليلا قليلا. ولا يجب
11
ان تكف عن سقيه الادوية الحوابس، والربوب القابضة، بسبب قذفهم، بل يجب
12
ان يكرر عليهم، وينتقل من دواء، الى أخر، وتكون كلها معدة. وماء الورد المسخن
13
يقوى معدهم، وينفع من مرضهم.
14
وهذه الربوب يجب ان لاتكون من الحموضة بحيث تلذع المعدة ايضا، فتصير معاونة
15
للمادة، بل ان كان بها شىء من ذلك، كسر بشىء ليس من جنس ما يطلق، اويقئ.
16
والحموضات موقعة فى السحج، وكذلك ما كان شديد البرودة من الاشربه بالفعل،
17
وربما لم بوافقهم لما يقرع المعدة. واكثر ما يوافق مثله للصفراوى منها، فيجب ان
18
يجرب حال قبولهم له. وشراب النعناع المتخذ من ماء الرمان المعصور بشحمه، مع
19
شىء من النفاع جيد، لهم، ويمنع قيئهم. وكذلك ماء الرمان الحامض، وقد جعل
20
فيه شىء من الطين الطيب الماكول. وكثير منهم اذا شرب الماء الحار القوى الحرارة،
21
انتشرت القوة فى عروقه، فارتدت المواد المنصبة إلى العروق. ويجب ان يفزع ايضا
22
الى الكمادات، والمروخات من الادهان التى فيها تقوية، وقبض، وتسخين لطيف
23
على الشراسيف، مثل دهن الناردين، والسوسن، والنرجس، ودهن الورد ايضا. و
24
الدهن المغلى فيه المصطكى مروخ جيدلهم، وخصوصا لمن كانت هيضته عن طعام غليظ.
25
واما المفاصل فتدهن <فى الصيف> بمثل دهن الورد المطيب، وبمثل دهن
26
البنفسج بشمع قليل، وفى الشتاء بدهن الناردين، والشمع القليل. وتضمد معدهم
27
بالاضمدة القابضة المبردة الشديدة القبض، وفيها عطرية ما مما قد عرفت واذا اوجب
28
عليك الخوف ان تمنع الهيضة، ولم تستفرغ جميع ما يجب استفراغه من طعام فاسد،
29
اوخلط ردئى هائج، فيجب ان تعدله بالاغذية الكاسرة له، ثم تستفرغه بعد ايام بما
3-664
1
يليق به. واذا أحسست بان السبب كله، ليس من الغذاء، لكن هناك تقوية من برد
2
المعدة؛ دبرت بحسب قيهم بعد قذفهم المقدار الذى يجب قذفه بشراب النعناع
3
ممزوجا بالميبه القليل، أو بقوة من العود، وجعلت اضمدتهم اميل الى التسخين.
4
وجعلت ما تنومهم عليه من الغذاء مخلوطا به قوة من الفراخ، ومعها افاوية بقدر ما
5
تحدس، والخبز المنقوع فى النبيذ ايضا.
6
فاذا فعلت بصاحب هذا العارض من السقى، والتضميد ما ذكرناه فالواجب ان
7
تحتال فى تنويمه على فراش وطى، بالحيل المنومة، وبالاغانى، والاراجيح، والغمز
8
الخفيف بحسب ما ينام عليه، وبما نذكره فى تنويم من يغلب عليه السهر. ويجب ان
9
يكون موضعه موضعا لاضؤ فيه كثير، ولا برد، فان البرد يدفع اخلالهم الى داخل؛ و
10
حاجتنا الى جذبها الى خارج ماسة. فان اخذ النبض يصغر، ورأيت شئيا من اثر التشنج،
11
او الفواق، بادرت فسقيته شئيا من الشراب الريحانى الذى فيه قبض ما مع ماء السفرجل،
12
والكعك، او لباب الخبز السميذ حارًا ما امكن. فان احتيج إلى ما هو اقوى من ذلك
13
اخذ لحم كثير من اللحم الرخص الناعم من الطيور، والحملان، ودقق، وجعل كما
14
هو فى القدر، وطبخ طبخا الى ان يرسل مائية، ويكاد يسترجعها، ثم يعصر عصرا قويا،
15
تم يطبخ ما انعصر منه قليلا، ويحمض بشىء من الفواكه المبردة، وخيرها الرمان،
16
والسفرجل. ومن الناس من يجعل معه شئيا خفيا من الشراب، ويحسى. وان مرس
17
فيه خبز قليل لم يكن به بأس، ثم ينوم عليه. ولا بأس لهم بالعنب المعلق الذى اخذ
18
الزمان منه اذا اشتهوه، وتناولوا منه قليلا، ما ضغين له بعجمه مضغا جيدا.
19
فان كان لا يحتبس فى معدهم شىء من ذلك وغيره، ويميل الى القذف، فركب
20
على اسفل بطنهم محجمة كبيرة عند السرة بلا شرط، فان لم يقف عليها فعلى مابين الكتفين
21
مائلا إلى الاسفل. وان امكن تنويمه كذلك كان صوابا. وان كان الميل هو الى
22
اسفل ربطت تحت ابطيه، وعضديه، ونومه ان امكن. واذا نبهه وجع المحجمة،
23
او العصابة، فاعدهما عليه، ولا تغيرهما الى ان تامن، وياخذ الغذاء الانحدار عن القئ،
24
او يسكن حركة الانحدار فى الاسهال، فحنئيذ يرخى ايهما كان قليلا قليلا.
25
وان كان لا يقبل شئيا، بل يسهله؛ فاجمع فى تغذيته بين القوابض، وبين ما فيه
26
تخذيرما، مثل النشأ المقلو، يجعل فى طبيخ الخشخاش، ويجعل عليه سك المسك،
27
ولا يجعل فيه الحلاوة، فان الحلاوة ربما صارت سببا للكراهة، واللبن، والاسهال،
28
وانطلاق الطبيعة. فان اعطيته مثل هذا نومته عليه. فان كان هناك اتبع ذلك بملعقة
3-665
1
من شراب النعناع، اوربه. وان كان اسهال قدم عليه مص ماء السفرجل القابض، و
2
الزعرور، والكمثرى الصينى والتفاح الشامى المز، والغبيرا. واما عطشهم فيكسر
3
بمثل سويق الشعير، او سويق التفاح بماء الرمان.
4
ويجب ان لا تفارقهم الروائح المقوية، ويجربون عليها؛ فايتها تحرك عليهم
5
تقلب النفس نحى الى غيرها. وربما كره بعضهم رائحة الخبز. وربما التذ بها بعضهم
6
[وربما كره بعضهم رائحة المرق. وربما التذبها بعضهم.] وكذلك الشراب، وكذلك
7
البخور. واما رائحة الفواكة فاكثرهم يقبلونها. ويجب ان لا يطمعوا شئيا مالم يصدق
8
الجوع. فان جاعوا قبل النقاء لم يطعموا، بل ادخلوا الحمام، وصب على رؤسهم
9
ماء فاتر، واخرجوا، ولم يمكثوا. فان ظهر التشنج فاستعمل على المفاصل القيروطيات
10
اللينة حارة غواصة، وتكون فى الشتاء بدهن الناردين، والسوسن، وفى الصيف بدهن
11
الورد، والبنفسح. وكذلك ألق عليها خرقا مغموسة فى ادهان مرطبة ملينة، وفى الزيت
12
ايضا. ويجب ان تعتنى بفكيه فلا يزال يرخى موضع الزرفين، والعضل المحركة اللحمى
13
الاسفل الى فوق بالقيروطيات.
14
واذا سكنت ثائرة الهيضة وناموا، وانتبهوا سقيتهم شئيا من الربوب، و
15
ادخلتهم الحمام، برفق، ولا يكثرون الليث فيها، بل قدر ما ينالون من رطوبة الحمام،
16
ثم تخرجهم، وتعطرهم، وتغذوهم غذاء قليلا خفيفا حسن الكيموس، وترفهم،
17
ولا تدعهم يشربون كثيرا. ويفرقون بين الماء، والشراب، أو يتناولون القوابض على
18
الطعام. وبعد ذلك فيدبر فى تقوية معدهم، بمثل اقراص الورد الصغير، والكبير،
19
وبمثل الحلنجبين، والطباشير، وبمثل الخوذى. وكثيرا ما تصير الحمام سببا لانتشار
20
الاخلاط، وزيادة هيضة، وحدوث تكسر فى الاعضاء.
21
|322rb18|تدبير الاسهال الدوائى:
هذا قد افردنا له بابا حيث نذكر تدبير الادوية المسهلة،22
والمقئية واستعمالها، ومع ذلك فانا نقول على اختصار: انها فى ابتداءها يجب
23
ان يعالج بالالبان، والادهان، وخصوصا اذا احتيل فى الالبان بأن تكون قابضة،
24
وفى الادهان بان يكون فيها شىء من ذلك، فان هذه تعدل السبب الفاعل للذع. وربما
25
اقتصر فى اول الابتداء على اللبن، والدهن، والماء الحار. وربما كان الشفاء فى شرب
26
هذه دفعة على دفعة، وشرب الماء الحار، وخصوصا اذا لحج من جوهر الدواء شىء
3-666
1
بالمعدة، والامعاء، فانه يزيل عاديته. ثم اذا اتبع ذلك بحقنة مغرية معدلة، او غذاء كذلك
2
نفع. [ودخول الحمام ربما يقطع الاسهال].
3
|322rb33|تدبير الاسهال البحرانى:
لايجب ان يحبس البحرانى اذا لم يود إلى خطر.4
فان افرط عولج بقريب مما يعالج به الهيضة، الا انه لا يجب ان يطعم ماء اللحم، ان
5
كانت العلة حادة جدا، بل بطعم ما فيه تبريد، وتغليظ، مثل حسو متخذ من سويق
6
الشعير، وسويق التفاح. فان احتمل اللحم غذى بمثل <الطير>، والسمك الطرى،
7
المطبوخ بحب الرمان، او ماءه المبزر بالقوابض من الكزبرة المخللة المجففة، ونحوها.
8
|322rb46|فى الزحير
9
اول ما يجب ان تعلم من حال الزحير انه هل هو زحير حق، او زحير باطل.
10
فالزحير الباطل ان يكون وراء المقعدة، ثفل يابس محتبس. وربما انعصر منه شىء. وربما
11
جرد المعاء بما يتكلف من تحريكه، فانه ربما كان ذلك، فظن ان هناك زحيرا. فان كان
12
شىء من ذلك فيجب ان تعالجه بالحقن اللينة، والشيافات اللذاعة. فان لم يجب بالحقن
13
اللينة حددتها ــ مع لينها، ورطوبتها تحديد اما، ليخرج الجاف منها ثم ان احتجت فى
14
الباقى الى لين، ورطوبة ساذجة اقتصرت عليهما. وربما احتجت إلى ان تشرب حب
15
المقل، او صمغ البطم ان كان هناك غلظ مادة. وان كانت حرارة احتجت الى مثل
16
خيارشنبر، وشراب البنفسج، ونحوه، والى مثل الحب المتخذ من لب الخيارشنبر برب
17
السوس، والكثيرا،.
18
فاما ان كان زحير صدق: فان كان سببه برد، اصاب المقعدة عالجته بالتكميدات
19
بالخرق الحارة، او النخالة يكمد به المقعدة، والعجان، والعانة، والحالبان، و
20
يحلبس على جاورس، وملح مسخنين [فى صرة، او يكمد باسفنج، وماء حار، او باسفنج
21
يابس مسخن] ويدهن بقيروطى من بعض الادهان الحارة القابضة، ويد فى مكانه.
22
وان نطلته بشراب مسخن، وزيت انفاق، او تامره بان يدخل الحمام الحارة، ويقعد
23
على ارض حارة. واعلم: ان البرد يضر بالزحير، فى اكثر الأوقات، ولذلك كان التسخين
24
اللطيف ينفع منه فى اكثر الاحوال. ولذلك فان اكثر انواع الزحير ينفعه التكميد، كما
25
يضره التبريد. واكثر انواعه يضره تناول الادوية التى تولد كيموسا غليظا، ولزوجة.
26
فان كان سببه صلابة شىء تمطاه انسان ارخاه بقيروطى من دهن الشبث، او
27
البابونج بالمقل، والشمع، او بزيت حار تجعل فيه اسفنجة، ويقرب من الموضع. وان
3-667
1
كان سببه ورما حارا فاهتم بحبس ما يجرى الى الورم فى طريق العروق، او من طريق الاسهال
2
وبتدبير الورم منه، وبتعديل الخلط الحار. ويجب ان يعالج فى ابتداءه بالفصد ان
3
وجب، وبتقليل الغذاء جدا، بل بالصوم ان امكنه يومين، وان يستعمل عليه فى الاول
4
المياه، والنطولات التى تميل الى بردما مع ارخاء، وتمنع ما ينصب اليه. ومما ينفع
5
من ذلك لبدة مغموسة فى ماء الأس، والورد مع الحناء القليل. ويحقن ايضا فى الاول
6
بمثل ماء الشعير، وماء عنب الثعلب، وماء الورد، ودهن الورد، وبياض البيض.
7
وان كان المنصب اسهاله حبسته بما تدرى، ثم نطلت، وضمدت بالمرخيات
8
من البابونج، والشبث، مخلوطة بما تعرفه من القوابض، ثم تستعمل المنضجات. وان
9
كان هناك جمع استعمل المفتحات بعد النضج. وقد علمت جميع ذلك فى المواضع
10
السالفة. وقد تنفع الحقنة بالزيت الحلو، مطبوخا بشى من القوابض. واذا تغذى
11
فاجود ما يغتذى به: اللبن الحليب المطبوخ، فانه يحبس السيلان من فوق، ويلين الموضع.
12
ومن الادوية الجيدة اذا اردت الانضاج والتحليل وتسكين الوجع: ضماد
13
الحلبة، والخباز، او ضماد اكليل الملك، وضماد من الكرنب المطبوخ. فان احتيج
14
الى اقوى جعل معه قليل بصل مشوى، وقليل مقل. ومن المراهم المجربة عند ما يكون
15
الورم ملتهبا مولما: ان يوخذ من الرصاص المحرق المغسول، ومن اسفيذاج الرصاص
16
المعمول بالتكريج ومن المرداسنج المربى اجزاء سواء، يعجن بصفرة البيض، ودهن
17
ورد، متناه بالغ، وان شئت قطرت عليه ماء عنب الثعلب، اوماء الكزبرة، وان شئت
18
زدت فيه الاقليميات. وقد ينفعهم القيموليا وحده بصفرة البيض، ودهن الورد.
19
وان كان سبب الزحير ورما صلبا عالجته ما تعرفه من علاج الاورام الصلبة.
20
ومما جرب فى ذلك: ان يوخذ المقل، والزعفران، والحناء، والخيرى الاصفر اليابس،
21
واسفيذاج الرصاص، ثم يجمع ذلك باهال شحوم الدجج، والبط، ومخ ساق البقر،
22
وخصوصا الايل مخلوطا بصفرة البيض، ودهن الورد، ودهن الخيرى، ويتخذ منه
23
مرهم. واما ان كان سببه خلطا عفنا متشربا هناك من بلغم او مرار، او كان بلغما لزجا
24
عالجته بالعسل، وأجوده بمثل ماء الزيتون المملوح، يحقن بقدر نصف رطل منه، حتى
25
يخرج ما يكون هناك، او بحقنة من عصارة ورق السلق مع قوة من بنفسج، وتربد، ثم
26
تعالجه بمسكنات الاوجاع من شيافات الزحير. وربما اخرج البلغم الى شرب حب المنتن.
27
وان كان السبب بقية مما كان ينحدر وقتًا، فان كان هناك اسهال حبسته، فاذا
28
حبست نظرت؛ فان كان العليل يحتمل، وكان الاسهال لا يخشى عوده، حقنت
3-668
1
باخف ما يقدر عليه، اوحملت شيافة من بنفسج مع قليل ملح، ان كانت المادة صفراوية،
2
ومن عسل الخيارشنبر المعقود مع قليل بورق، وتربد، ان كانت المادة بلغمية. وان
3
لم تحبسر على ذلك دافعت بما يرخى، ويخدر، ويسكن الوجع، من النطولات، ومن
4
الشيافات.
5
فاذا استصعب الزحير، ولم تكن هناك مادة تخرج؛ وانما هو قيام كثير متواتر؛
6
وربما كان السبب ورما صلبا، وربما كان بردا لازما، فادم تكميده بصوف مبلول بدهن
7
مسخن، مثل دهن الورد، ودهن البنفسج، والأس، والبابونج، وقليل شراب، و
8
اصب بذلك الدهن الشرج، والعانة، والخصية. فان لم يسكن فاحقنه بدهن الشيرج
9
المفتر؛ وليمسكه ساعات، فانه شفاء له. وهذا تدبير ذكره الاولون، وانتحله بعض
10
المتاخرين، وقد جربناه وهو شديد المنفعة.
11
وان كان عن قروح، وتاكل؛ نظرت فان كانت الطبيعة صلبة لم ترض بتيبيسها،
12
بل اجتهدت فى تليينها بمعتدل مزلق، ليحدر البراز، فان يبس البراز فى مثل هذا الموضع
13
ردئى جدا. ويجب ان لا يغذو بمر، ولا مالح، ولاحريف، ولاحامض جدا، فان
14
هذا كله يجعل البراز لذاعا، مولما، ساحجا. وبالجملة يجب ان تعالجه بعلاج تاكل الامعاء،
15
وقلاعها معولا على الشيافات. وان احتجت الى تنقية بدأت بحقنة من ماء العسل،
16
مع قليل من ملح تمزجه به. وان تكون حقنته هذه حقنة لا تعلوا فى الامعاء، او اتخذت
17
شيافة من عسل، وبورق، واستعملتها، ثم اشتغلت بعلاج القروح. وان كان عن بواسير،
18
ونواصير، وشقاق، عالجت السبب بما نذكره فى بابه.
19
|323ra5|باب الشيافات التى يحتملونها للزحير
20
واما الشيافات التى يحتملونها للزحير، فاجودها: ما كان أقبضها، منها شياف
21
الاسكندر المعروف، ومنها شياف السندروس، وشيافات كثيرة من التى فيها تخدير،
22
قد ذكرناها فى علاج القروح. نسخة شياف للزحير: ابيون، جندبيدستر، كندر، زعفران
23
يتخذ منها شياف يتحمل به. وايضًا: عفص فج، اسفيذاج الرصاص، كندر، دم
24
الاخوين، وابيون.
25
وأما الاضمدة: فهى اضمدة تتخذ من صفرة البيض، ومن لب السميذ،
26
ومن البابونج، أومائه المعصور من رطبه، ومن الشبث اليابس، والخطمى، ولعاب
27
بزر الكتان، ونحو ذلك. ومن جيد ما يضمد به مقعدته: الكراث الشامى المسلوق،
28
مع سمن البقر، و دهن الورد، وقليل شمع مصفى.
3-669
1
واما البخورات: فبخورات معمولة لهم يستعملونها، اذا اشتد الوجع، بان
2
يجلسوا على كرسى مثقوب تسوى عليه المقعدة، ويجعل من تحتها قمع يبخر فيه. فمن
3
ذلك ان يبخر بالكبر، وبنوى الزيتون، وبعر الابل. وان يبخر بكبريت كثير، دفعة انتفع
4
به. واما المياه التى يجلس فيها اما لتسكين الوجع، فمثل مياه طبخ فيها الخبازى،
5
والشبث، والبابونج، والخطمى، واكليل الملك. واما لحبس مايسهل، فالمياه المطبوخ
6
فيها القوابض، ويجب ان يجمع بين المياه بحسب الحاحة. فان خرجت المقعدة غسلت
7
ونظفت، وأعيدت، وقعد صاحبها فى المياه القابضة جدًا، او ضمدها بعد الاعادة،
8
والرد، بالقوابض المقوية مسحوقة، مجموعه، ببعض العصارات القابضة.
9
|323ra39|المقالة الثالثة فى ابتداء القول فى اوجاع المعاء فى المغض
10
<أسباب المغض>: اسباب المغص إماريح محتقنة، او فضل حاد لذاع، او
11
[بورقى مالح لذاع او] غليظ لحج لا يندفع، أو قرحة، او ورم، اوحيات، وحب
12
القرع. ومن المغص ما يكون على سبيل البحران، ويكون من علاماته. وكل مغص
13
شديد، فانه يشبه القولنج، وعلاجه علاج القولنج، إلا المرارى، فانه ان عولج بذلك
14
العلاج كان فيه خطر عظيم، بل المغص الذى ليس معه اسهال، فانه اذا اشتد كان
15
قولنجا، او ايلاؤس. واذا تأدى المغص إلى كزاز، وقئ وفواق، وذهول عقل،
16
دل على الموت.
17
|323ra56|العلامات:
اما الريحى؛ فيكون مع قراقر، وانتفاخ، وتمدد بلاثقل، وسكون18
مع خروج الريح. واما الكائن عن خلط مرارى، فيدل عليه الثقل مع شدة اللذع الملتهب،
19
والعطش، وخروجه فى البراز، ويشبه القولنج. فان عولج بعلاجه كان خطرا عظيما.
20
وأما علامة الكائن عن خلط بورقى، فلذع مع ثقل زائد، وخروج البلغم فى البراز.
21
وعلامة الكائن عن خلط غليظ لزج، الثقل، ولزوم الوجع موضعا واحدا،
22
وخروج اخلاط من هذا القبيل فى البراز وعلامة الكائن عن القروح علامة السحج
23
المعلومة. وعلامة الكائن عن الورم علامات الورم المذكورة فى باب القولنج. وعلامة
24
الكائن عن الديدان العلامات المذكورة فى باب الديدان.
25
|323rb13|العلاج:
يجب فى كل مغص مادى لمادته مدد؛ أن يقيئ صاحبه، ثم يسهل.26
واما المغص الريحى، فيعالج اولا بالتدبير الموافق، واجتناب ما تتولد منه الرياح، و
3-670
1
قلة الاكل، وقلة الشرب للماء على الطعام، وقلة الحركة على الطعام، ثم ان كانت الريح
2
لازمة، فيجب ان يعالج المعى بحقنة، ليستفرغ الخلط المبخر منها، ويستعمل فيها شحم
3
الدجاج، ودهن ورد، وشمع، او بمشروب، ان كان المغص فوق مثل الشهر ياران
4
والتمرى، والايارج فى ماء البزور، وكذلك السفرجلى. ثم يتناول مثل الترياق والشنجرينا
5
ونحوه، ومثل البزورالمحللة للرياح.
6
صفة حقنة: يطبخ البسفائج، والقنطوريون، والكمون، والشبث، والسذاب
7
اليابس، والحلبة، وبزر الكرفس، اجزاء سواء فى الماء طبخا ناعما، ثم يوخذ منه قدر
8
مائة درهم، ويحل فيه السكبينج، والمقل، ومن كل واحد نصف درهم، او أقل،
9
اواكثر، بحسب الحاجة، ويجعل فيه من دهن الناردين وزن عشرة دراهم، او دهن السذاب،
10
ومن العسل وزن عشرة دراهم، صفة سفوف: يوخذ الكمون، وحب الغار، والسذاب،
11
والنانخواه، من كل واحد وزن نصف درهم، ومن الفانيد، السجزى خمسة دراهم،
12
يتخذ منه سفوفًا وهو شربة. وايضًا: يوخذ من القنطوريون الغليظ وزن مثقال بمطبوخ.
13
ومما هو عجيب النفع عند المجربين: كعب الخنزير يحرق، ويسقاه صاحب المغص
14
الريحى، او يسقى من حب الغار اليابس وحده ملعقتان. ومما ينفع منه، ومن البلغمى
15
حب البان، وحب البلسان، من كل واحد درهم، يشرب منه فى الماء الحار بالغداة،
16
وبالعشى.
17
ومن الضمادات المشتركة لهما: البندق المشوى مع قشره، يضمد به
18
الموضع حاميًا. وكذلك التكميدات مثل السذاب، والشبث، والمرزنجوش اليابس.
19
وتضميد السرة بحب الغار، مدقوقا، يعجن بالشراب، أوبماء السذاب، ويحفظه الليل
20
كله، نافع جدا. والغذاء للريحى، والبلغمى: من مثل مرق القنابر، والديوك الهرمة
21
المغذاة بشبث كثير، وافاوية، وابازير، ويقتصر على المرق. ويكون الخبز خبزا مملوحا
22
جيد الخبز، والخشكار اصوب له، والشراب العتيق الرقيق. ويجب ان يستعملوا الرياضة
23
اللطيفة قبل الطعام. والقنفذ المشوى فيما قيل نافع من المغصين جميعا.
24
واما الكائن من بلغم لزج فيقرب علاجه من علاج الريحى؛ إلا ان العناية،
25
يجب ان يكون بالتنقية اكثر، إما من تحت، وإما من فوق. ومما ينفع منه ان لم يكن
26
اسهال: سفوف الحماما. وينفعه سقى الحرف مع الزبيب، وأقراص الافاوية. فاما
27
الكائن من البلغم المالح: فيجب ان يبادر الى استفراغه بحقن تربذية، بسفائجية، فيها
28
تعديل ما بمثل السبستان، والبنفسج. وان يستفرغ ايضا قبل الايارج الفيقرا، والسفرجلى،
3-671
1
ثم يستعمل الاغذية الحسنة الكيموس الدسمة دسومة جيدة مثل الدسومة الكائنة من
2
لحوم الحملان الرضع، والدجج، والفراريج المسمنة، ويقل الغذاء مع تجويده، ويشرب
3
الشراب الرقيق القليل. ومما ينفع فى كل مغص بارد: سقى ماء العسل مع حب الرشاد،
4
والانيسون، والوج، وحب الغار، وورق الغار، والزراوند، والقنطوريون، وعود
5
البلسان، مفردا او مركبا.
6
واما الكائن عن الصفراء: فيجب ان ينظر، فان كان هناك قوة قوية، ومادة
7
كثيرة، استفرغ بمثل طبيخ الهليلج، او بمثل ماء الرمانين، وقليل سقمونيا، او بغير سقمونيا،
8
بل وحده، ويتبعه الماء الحار، وبمثل طبيخ التمر هندى، والخيارشنبر، والشيرخشت،
9
وما اشبه ذلك، ثم تعدل المادة بمثل البزر قطونا مع دهن الورد، وماء الرمان، وعصارة
10
القثاء مع دهن الورد، ويضمد البطن بالاضمدة الباردة، وفيها عنب الثعلب، وفقاح
11
الكرم. ويجب ان يخلط بها ايضا مثل الافسنتين.
12
والاغذية: عدسية، وسماقية، واسفا ناخية، وامبر باريسية، ونحو ذلك. و
13
يجب ان يحترز عن غلظ يقع فيه فيظن انه قولنج فيعالج بعلاجه، فيعطب المريض.
14
على انا سنعود الى تعريف تمام ما يجب ان يعالج به هذا القسم من المغص، اذا تكلمنا
15
فى اصناف القولنج المرارى، فلينظر تمام القول فيه هناك. واما الكائن عن القروح
16
فعلاجه علاج القروح، وقد ذكرناه. واما الكائن عن الورم فعلاجه علاج الورم. واما
17
الكائن عن الديدان فعلاجه علاج الديدان.
18
|323va45|القراقر خروج الريح بغير ارادة
19
القراقر تتولد من كثرة ريح ولدتها اغذية نافخة، او سؤ هضم، بسبب من اسباب
20
سؤ الهضم يكون فى الاعضاء، او يكون فى الاغذية. واكثر ما يكون فى الاعضاء،
21
انما يكون بسبب البرودة، او لسقوط القوة، كما فى أخر للسل. واكثر ما يكون <يكون>
22
مع لين من الطبيعة، وهيجان الحاجة الى البراز. وقد يكون فى الامعاء العالية الدقاق،
23
فيكون صوتها احد، وتكون فى الغلاظ، فيكون صوتها اثقل، واذا خالطتها الرطوبة
24
كانت الى البقبقة. وقد تكون القراقر علامة للبحران [ومنذرة بالاسهال] وقد تعرض
25
بمشاركة الطحال. وقد تعرض للماروقين للسدد كثيرا، بسبب ان امعاءهم تبرد. وقد تكون
26
اذا حدث فى الكبد ضعف. واما خروج الريح بغير ارادة فقد يكون لاسترخاء المستقيم،
27
وقد يكون لاسترخاء الصائم، ويفرق بينهما مايرى من قلة حس المقعدة، أو من بروزها.
3-672
1
العلاج: يدبر باجتناب الأغذية النافخة، والكثيرة، وبالصبر على الجوع، و
2
تقوية الهضم بما قد علمته، وتحليل الرياح بالادوية التى نذكره فى باب القولنج الريحى.
3
ومن الجيد فى ذلك فى اكثر الأوقات: الكمونى، وايضا الفلافلى، وايضا الوج المربى.
4
فان كان مع اسهال، فالخوزى. وايضا يوخذ من الكمونى، ومن النانخواه، ومن
5
الكاشم، ومن الكراويا، من كل واحد جزء، ومن الانيسون جزءان، ويستف منه بالفانيذ
6
السجزى قميحة قدر خمسة دراهم. و يعالج خروج الريح بغير ارادة بعلاج فالج
7
المقعدة، او بتناول الترياق، ودهن الكلكلانج؛ وتمريخ ما فوق السرة بدهن القسط،
8
ونحوه ان كان بسبب الصائم.
9
|323vb24|القولنج واحتباس الثفل
10
القولنج مرض معوى، مولم، يعسر معه خروج ما يخرج بالطبع. والقولنج
11
بالحقيقة هو اسم لما كان السبب فيه فى الامعاء الغلاظ: قولون، وما يليها. وهو وجع
12
[تمددى] يكثر فيها لبردها، ولكثافتها، ولبردها ما كثر عليها الشحم. فان كان فى
13
المعاء الدقاق فالاسم المخصوص به بحسب التعارف الصحيح هو: ايلاؤس، ولكن
14
ربما سمى الايلاوس فى بعض المواضع قولنجا لشدة مشابهته له.
15
واسباب القولنج: اما ان تقع خاصة فى قولون، او تقع فى غيره، وتأدى
16
إليه على سبيل شركة. واسبابه التى تقع فيه خاصة إما سؤ مزاج مفرد حار، أو بارد، أو
17
يابس، <اورطب>، فالحار يفعله بتجفيفه، وبشدة توجيهه الغذاء الى الكبد، ودفعه اياه
18
اليها. والبارد بتجميده، او لحدوث سؤ المزاج الموذى، واكثره فى البلدان الباردة،
19
وعند هبوب الشمال. والبرد قد يفعل ذلك من جهة شده، لعضل البطن، فيتصل تسخينه
20
بالجوف، فيجف الثفل، وشده لعضل المقعدة، فيدفع الاثفال وما معها إلى فوق
21
واليابس يفعل لعدم ما يزلق الثفل، ووجود ما يجففه، وينشفه.
22
واما سؤ المزاج الرطب المفرد فلا يكون سباذاتيا للقولنج، اللهم إلا ان يعرض
23
منه عارض، يكون ذلك سببا للقولنج، باردا، اورطبا ماديا. واما سؤ مزاج مع مادة
24
[اما] حارة تلهب، وتلذع، وتفرق الاتصال، وتجاوز حد المغص الى حد القولنج،
25
أو باردة فتوجع لسؤ المزاج المختلف البارد. واما بما يحدث من تفرق الاتصال بممرها
3-673
1
وان كان [ذلك] غير صميم القولنج. وقد يحدثه البارد بما يتولد عنه الريح فى
2
جرم المعاء ساعة بعد ساعة. وربما كان الخلط الفاعل لهذا الوجع، أولما يقاربه، سوداء.
3
وربما كان عروضه بنوائب، وعند اكل الطعام. وربما سكنه قذف شىء حامض سوداوى،
4
وان كان مثل هذا القذف فى مثل هذا الالم، فى الاكثر، بلغما ولده برد الاعضاء،
5
وسؤ الهضم، والاغذية، والفواكه، والبقول.
6
وإما ان يكون سبب القولنج الخاص سدة تمنع البراز، والاخلاط، والرياح
7
عن النفوذ، وهى تندفع فيحدث وجع، وتمدد عظيم، واكثر هذه السدة اذا لم يكن ورم،
8
فانه يقع بعد ان يمتلى الاعور، ثم يتادى الى القولون، وهذه السدة اما ورم فى المعاء
9
واكثره حار، واما من خلط بلغمى لزج يملا فضاءه، ويسده، وهو الكائن فى الاكثر
10
وهو الذى ينتفع بالحمى، واما من ريح معرضة. واما لالتواء قاتل للمعاء لريح فتلت،
11
اوانهتاك رباط، أو فتق، أو قيلة، واندفاع من المعاء إلى نواحى الاربية، والخصية،
12
او فتق فوق ذلك. واما لديدان مزد حمة.
13
واما لثفل يابس، وهذا الثفل ييبس؛ إما لانه ثفل اغذية يابسة، وإما لانه
14
بقى زمانا طويلا فيبس، وكان سبب بقاءه ضعف الدافعة فى الامعاء. وكثيرا ما يكون
15
هذا البقاء لسبب شىء مخدر، يخدر القوى الفعالة فى الثفل، ومع ذلك فيجمد ايضا، او
16
لضعف القوة العاصرة فى عضل البطن، كما يعرض لمن يكثر من الجماع، او بطلان
17
حس المعاء، اوقلة انصباب المرار الدفاع الغسال.
18
وإما لان الما ساريقا تنشف منه رطوبة كثيرة لادرار عرق مفرط، او رياضات معرقة،
19
أو شدة تخلخل البدن لمزاج، فيذ عن لجذب الهواء المحيط الحار، ولذلك كان
20
الاستحمام بالماء الحار مما يحبس الطبيعة، أولهواء يبلغ مع تسخينه، ان يجذب
21
الرطوبات، ولو من غير متخلخل، اولتخلل ناصورى. وقد يكون بسبب صناعة
22
تحوج الى مقاساة حرارة مثل الزجاجة، والحدادة، والسلك أو لمزاج فى البطن نفسه حار
23
جدا يجفف بحرارته، أو يكون السبب فى تلك الحرارة فى اقل الاحوال كثرة مرار حار،
24
ينصب الى البطن، فيحرق الثفل، اذا صادفه متهئيا [لذلك] لقلته، اوليبوسة جوهره،
25
وهذا فى الأقل، واما فى الاكثر فانه يطلق الطبيعة.
26
واذا عرض هذا القولنج فى الأقل؛ آذى، وألم المعاء ايلا ما شديدا غير محتمل.
27
وربما كان سبب تلك الحرارة شدة برد الهواء الخارج، فيحقن الحراة من داحل، ومع
3-674
1
ذلك يدر البول، ويشد المقعدة، فتدفع الثفل إلى فوق. أو لمزاج يابس فى الامعاء،
2
والبطن، فييبس الثفل. أولزحير، وورم المستقيم يحبس الثفل. وقد زعم بعضهم:
3
انه ربما تحجر المحتبس، وخرج حصاة.
4
واما الذى بالمشاركة: فمثل ان يعرض فى الكبد، أو فى المثانة، اوفى الكلية،
5
أوفى الطحال، ورم فيشاركه المعاء بما يضغط ذلك الورم من جوهره، ويقبضه، ويشده،
6
ومثل ان يشارك الكلية فى اوجاع الحصاة، فيضعف فعله من دفع الاخلاط، فيحتبس
7
فيه، ويحدث قولنج بمشاركة الحصاة، على ان وجع الحصاة مما يشبه وجع القولنج،
8
ويخفى إلا على من له بصيرة. وسنذكر الفرق بينهما فى العلامات.
9
وقد يعرض القولنج، وايلاؤس على سبيل عروض الامراض الوبائية الوافدة؛
10
فيتعدى من بلد إلى بلد، ومن انسان إلى انسان، وقد حكى ذلك طبيب من المتقدين.
11
وذكر: انه كان يودى بعضهم الى الصرع، وكان صرعا قاتلا، وبعضهم الى انخلاع
12
معاء قولون، واسترخاءه مع سلامة من حسه، وكان يرجى مع مثله الخلاص، وكان
13
اكثره ايلاؤس، وكان يضر بقولون على سبيل الانتقال الشبيه بالبحران. قال: و
14
كان بعض الاطباء يعالجهم بعلاج عجيب، فانه كان يطعمهم الخس، والهندبا، ولحم
15
السمك الغليظ، ولحم كل ذى خف، والا كارع، كل ذلك مبردا، والماء البارد،
16
والحموضات، فيشفيهم بذلك حتى شفى جميع من لم يقع فى الصرع، والفالج المذكور،
17
وشفى بعض من ابتدأ به الصرع.
18
وقد يعرض القولنج لاصحاب التمدد، فيعجزون عن دفع الثفل، والاخلاط
19
عن الامعاء العالية، كما انهم يعجزون عن حبس ما يكون فى السافلة. وربما كان
20
برد مزاجهم سببا للقولنج. واكثر ما يعرض القولنج يكون عن بلغم غليظ، ثم عن ريح
21
تسد، أو تنفذ فى طبقات المعاء وليفها، فتفرق اتصالها، لان الريح تنفش فى المعدة
22
بسبب سعة المعدة، وبسبب حرارة المعدة، وقرب الاعضاء الحارة منها، وتنفش فى
23
المعاء العليا بسبب رقة الأمعاء العليا، وتحتبس فى الامعاء الأخرى، لاضداد ذلك من
24
بردها، وضيقها، وكثرة التعاريج فيها، وصفاقة طبقتها. والقولنج الريحى، وان لم يكن
25
الامن مادة تمد الريح، فانها لا ينسب إلى تلك المادة، لان المادة وحدها لا تسد الطريق
26
على ما يخرج، ولا توجع بذاتها، بل بما يحدث عنها. والبلغمى مولم بذاته، ويسد
27
بذاته. واما سائر الاقسام فاقل منها.
3-675
1
ومما يهيئ الامعاء للقولنج وخصوصا الريحى هو الشراب الكثير المزاج،.
2
البقول، وخصوصا القرع، والفاكهة الرطبة، وخصوصا العنب، وشرب الماء عليها
3
والحركة عليها، والجماع، والمدافعة باطلاق الريح، ووصول برد شديد الى المعاء،
4
فيبردها، ويكثفها. ومما يهيئ الامعاء للثفلى اكل البيض المشوى، والكمثرى، و
5
السفرجل القابض، والفتيت، والسويق، والجاورس، والارز، وما اشبه ذلك. و
6
ايضا: فان المدافعة بالتبرز قد يوقع فيه، والمجامعة الكثيرة، وخصوصا على طعام غليظ.
7
وكل قولنج من خلط غليظ، او من اثفال، فان الاعور يمتلى من مادته اولا
8
فى اكثر الأمر، ثم يتأدى الى غيره. ومالم يستفرع المادة التى فى الأعور لم يقع تمام البرؤ.
9
وربما كان القولنج مستمدا من فوق، وكلما حقن، او كمد نزلت المادة، فتضاعف
10
الالم. والحمى نافعة فى كل ما كان من اوجاع القولنج، سببه ريح غليظة، أو بلغم،
11
اوسؤ مزاج بارد، وهى احد الامور الشافية للريحى.
12
والقولنج كثير اما ينتقل إلى الفالج، ويبحرن به، وذلك اذا اندفعت المادة الرقيقة
13
الى الاطراف، ويتشر بها العضل. وكذلك قد يبحرن باوجاع المفاصل، وربما انتقل
14
الى وجع الظهر البلغمى، او الدموى النافع منه الفصد، لانضاج الحرارة الوجعية،
15
والادوية القولنجية للمواد الفجة. واذا انتقل إلى الوسواس، والمالنخوليا، والصرع
16
فهو ردئى. وربما ادى الى الاستسقاء بما يفسد من مزاج الكبد.
17
واذا وافق القولنج أوجاع المفاصل ونحوها، لم يظهر تلك الاوجاع لاسباب
18
ثلاثة: لان الوجع الأقوى يغفل عن الاضعف، ولان المواد تكون متوجهة الى جهة
19
الالم المعوى، ولان الالم والجوع، والسهر يحلل الفضول. واذا طال احتباس الثقل
20
انفج البطن، وقتل. واذا قويت اعضاء القولنج فلم يقبل الفضول، فكثير اما تترقى
21
الفضول، فتمرض الرأس. وكثير اما يحدث القولنج عقيب استطلاقات تخلف الغليظ.
22
وكثير اما يحدث علاج القولنج، والمغص فواقًا.
23
|324va41|علامات القولنج مطلقا:
اما اعراض القولنج الحقيقى ''الذى لم يستو استحكامه''24
فان يقل ما يخرج من الثفل، ويتدافع نوبة البراز، وتقل الشهوة، بل تزول اصلا،
25
ويعاف صاحبها الدسومات، والحلاوات، وانما يميل قليل ميل الى حامض، او حريف،
26
او مالح، ويكون مائلا الى التهوع، والغثيان، خصوصا اذا تناول دسما، او شم رائحة
27
دسم، او حلاوة، ويضعف استمراءه جدا، ويجد كل ساعة مغصا، ويميل الى شرب
28
الماء ميلا كثيرا، ويجد وجعا فى ظهره، وفى ساقيه، ثم تشتد به هذه الأعراض؛ فتشد،
3-676
1
وتحتبس الطبيعة، ولا يكاد يخرج <ثفل ولاريح> وربما احتبس الجشأ ايضا، ويشتد
2
المغص، فيصير كانه يثقب بطنه بمثقب، او كانما أودع امعاءه مسلة قائمة، كلما تحرك الم
3
واشتد العطش، فلم يرو صاحبه وان شرب كثيرا، لان المشروب لا ينفذ الى الكبد،
4
لسدد عرضت فى فوهات الماساريقا، التى تلى البطن.
5
وربما كثر <فيهم، او> بعضهم القشعريرة بلاسبب. وان احتيل فى اخراج شىء
6
من بطن القولنجى خرج رطوبات، وبنادق كالبعر الكبير، والصغير، وشىء يطفو فى الماء،
7
ويتواتر القىء المرارى، والبلغمى، ويتبدئ فى اكثر الامر بلغميا، ثم مراريا، ثم ربما قذف
8
شئيا كراثيا، وزنجارا. وربما قذف شئيا من جنس السوداء منقطعا، لان الاخلاط قد تفسد،
9
وتحترق من الوجع، والسهر، والادوية الحارة.
10
وانما يتواتر القىء بمشاركة المعدة للامعاء، ولكثرة المادة، وفقد انها الطريق الى
11
اسفل، ولان طريق المرار إلى الامعاء فى اكثر الأمر ينسد، فينقذف الى فوق، ولذلك
12
يحمر البول فيه، لان جل المرار يتوجه الى الكلية، اذلم يجد طريقا الى المرارة المرتكزة،
13
لما امامها من السدة، ولان الوجع يحمر الماء، ولان الكلية تشارك فى الالم، وكذلك
14
ربما احتبس البول ايضا. وقد يكون البول فى اوائله على لون ماء الحمص، أو ما
15
الجبن. وربما اصابه خفقان عظيم، فاحتاج صدره إلى امساك باليد. وربما اندفع الأمر
16
الى العرق البارد، والغشى، [وبرد الاطراف، واختلاط الذهن].
17
|324vb32|علامة سلامة القولنج:
اسلم القولنج ما لا يكون الاحتباس فيه شديدًا، ويكون18
الوجع منتقلا، وربما خف كثيرا، وان كان يعود بعده، ويجد صاحبه بخروج الريح،
19
والبراز، واستعمال الحقن، راحة بينة كما ان ضده أصعب القولنج.
20
|324vb40|العلامات الردئية فيه:
شدة الوجع، وتدارك القىء والعرق البارد، وبرد الأطراف21
لشدة وجع البطن، وميل الدم والروح اليه. واذا ادى الى الفواق المتدارك، وإلى
22
الاخلاط، والكزاز، واحتبس كل ما يخرج، فلا يخرج ــ ولا بالحيلة ــ قتل. وفى علامات
23
<القولنج> الغريبة: من كان به وجع البطن، فيظهر بجناحيه اثار وبثور سود كالباقلى،
24
ثم يقرح، وبقى إلى اليوم الثانى، او اكثر فانه يموت. وهذا الانسان يصيبه السبات،
25
وكثرة النوم فى ابتداء مرضه، وجودة النفس حيئنذ قليلة الدلالة على الخلاص، فكيف
26
برداءته.
3-677
1
|324vb58|فرق فيمابين القولنج وحصاة الكلية
2
قد تعرض فى حصاة الكلية الاعراض القولنجية المذكورة جلها، لان قولون نفسه يشارك
3
الكلية، فيعرض له الوجع الذى يخصه، ويعرض له اعراضه التى تناسب ذلك الوجع،
4
لكن الفرق بينهما قد يكون من حال الوجع، ومن جهة المقارنات الخاصة، ومن جهة
5
ما يوافق، ولا يوافق، ومن جهة ما يخرج، ومن جهة مبلغ الاعراض، ومن جهة الاسباب،
6
والدلائل المتقدمة.
7
أما حال الوجع فيختلف فيهما بالقدر، والمكان، والزمان، والحركة. اما القدر:
8
فلان الذى للحصاة يكون صغيرا كانه سلاة، والقولنجى كبيرا. واما المكان: فان
9
القولنجى يبتدئى من اسفل اليمين، ويمتد الى فوق، والى اليسار. واذا استقر انبسط
10
يمنة، ويسرة. وعند قوم انه لايبتدئى قولنج البتة من اليسار، وليس ذلك بصحيح،
11
فقد جربنا خلافه، ويكون إلى قدام، ونحو العانة اميل منه الى خلف. والكليىء يبتدئى
12
من أعلى، وينزل قليلا إلى حيث يستقر، ويكون اميل الى خلف. واما الزمان:
13
فلا الكليى يشتد فى وقت الخواء، والقولنجى يخف فيه، ويشتد عند تناول شىء و
14
القولنجى يبتدئى دفعة، وفى زمان قصير. والحصوى قليلا قليلا، ويشتد فى أخره، وان
15
الكليى يكون اولا وجع فى الظهر، وعسر فى البول، ثم العلامات الذى يشارك فيها
16
القولنج، وفى القولنج تكون تلك العلامات، ثم الوجع. واما الحركة: فلان القولنجى
17
يتحرك إلى جهات شتى، والكلى ثابت. واما من جهة المقارنات الخاصة: فلان
18
الاقشعرار يكثر فى الكلى، ولا يناسب القولنج.
19
واما الفرق الماخوذ من جهة ما يوافق، ولايوافق، فلان الحقن، وخروج
20
الريح، والثفل يخفف من وجع القولنج، ولا يخفف من وجع الكلية تخفيفا يعتدبه
21
فى اكثر الاحوال. والادوية المفتتة للحصاة تخفف وجع الكلية، ولاتخفف القولنج.
22
واما من جهة ما يخرج فان الكلى ربما لم يكن معه احتباس لشىء، اذا خرج كان كالبعر،
23
والبنادق، وكاخثاء البقر، وطافيا. وربما لم يكن احتباس اصلا، وقراقر، ونحوها.
24
والقولنجى لا يخلو من ذلك.
25
واما من جهة مبلغ الاعراض فلان وجع الساقين، والظهر، والقشعريرة، فى الكلى
26
اكتر، لكن سقوط الشهوة، والقئ المرارى، والبلغمى، وقلة الاستمراء وشدة الالم،
3-678
1
والتادى الى الغشى، والعرق البارد، والانتفاع بالقئ فى الكليى اقل. وأما من جهة الأسباب،
2
والدلائل المتقدمة، فان تواتر التخم، وتناول الاغذية الردئية، ومزا ولة المغص،
3
والقراقر، واحتباس الثفل يكون سابقا فى القولنج. والبول الرملى، والخلطى سابقا
4
فى الكليى. واولا يكون فى الكليى بول رقيق، ثم خلطى غليظ، ثم رملى.
5
|325ra57|علامات تفاصيل القولنج
6
علامات البلغمى منها: قد تدل على ان القولنج بلغمى تقدم الاسباب المولدة
7
للبلغم من التخم، ومن اصناف الاغذية، والسن، والبلد، والوقت، وسائرما علمت.
8
ويدل عليه خروج البلغم فى الثفل قبل القولنج، ومعه عند الحقن، وبرودة الاسافل،
9
وثقل محسوس، وشدة الاحتباس جدًا، فلا يخرج شىء من ثفل، اوخلط، أوريح،
10
فان خرج؛ فشىء منتفخ كاخثاء البقر كما يخرج فى الريحى، لكن الريحى يكون أخف،
11
ويكون الوجع طويل المدة. ولا يجب ان تغتر بما يشتد من العطش، والالتهاب،
12
ويحمر من الماء، فيظن ان العلة حارة، فان ذلك مشترك للجميع.
13
علامات الريحى: علامات الريحى تقدم اسبابه المعلومة، مثل كثرة شرب
14
الماء البارد، وشرب الشراب الممزوج، والبقول النفاخة، والفواكه، واتفاق طعام
15
لم ينهضم، وقراقر، واحساس انفتال فى الامعاء، وتمزق شديد، كانما تثقب
16
الامعاء بمثقب، وكانما اودع الامعاء مسلة. وهذا قد يكون فى البلغمى اذا حبس
17
الريح، أو ولده، لكنه يكون فى الريحى أشد، ولا يحس فى الريحى بثقل شديد، و
18
ويكون قد تقدم فى الريحى قراقر كثيرة، ورياح قد سكنت، فلا تقرقر الأن، ولا تخرج،
19
وانما لعلها ان تقرقر عند التكميد، والغمز.
20
وربما ثبت الوجع ولم ينتقل. وربما عرف الانتفاخ باليد، وفى الاكثر
21
ينتفع بالغمز. وربما نفع التكميد منه. وربما لم ينفع، وذلك اذا كانت المادة الفاعلة،
22
للريح ثابتة؛ كلما وجدت حرارة، وتسخينا؛ فعلت ريحا. وقد يدل عليه الثفل الخثوى
23
الذى يطفو على الماء لكثرة ما فيه من الريح. وربما كان البطن معه لينا، وربما اسهل،
24
واخرج اخلاطا؛ فلم ينتفع بها؛ لاحتباس الريح الغليظة فى الطبقات. والذى يكون فيه
25
انتقال وجع اسلم، والذى والذى يكون انتفاخ البطن كالطبل ردئى.
26
|325rb17|علامات الثفلى
27
علامات الثفلى تقدم أشياء هى احتباس الثفل قبل حدوث الالم بمدة.
28
ويكون هناك ثقل شديد جدا، ويحس كان المعاء ينشق عن نفسه، فاذا تزحر
3-679
1
لم يخرج شىء؛ بل ربما خرج شىء لزج؛ فيغلظ. لكن الثفلى المرارى يدل عليه صبغ الثفل
2
وكثرة ما يخرج من المرار، والحرقة، والالتهاب، واللذع، والتاذى السالف باسهال
3
المرة، وجفاف اللسان. والثفلى الكائن عن تخلخل البدن فيدل عليه سبوق قلة الثفل،
4
ولين البدن، وسرعة تاذيه من الحر، والبرد الخارج.
5
والثفلى الكائن من حرارة البطن، او يبوسة، فيدل عليه وجود الالتهاب فى المراق،
6
أو يبس المراق، وقحولتها، ونتن البراز، وسواده الى حمرة ما. والثفلى الكائن
7
عن تحليل الهواء، والرياضة، والتعرق، وغير ذلك، فيدل عليه سبوق قلة الثفل، مع
8
وقوع الاسباب المذكورة.
9
وعلامة الكائن من احتباس الصفراء المنصب الى المعاء [ثقل] وانتفاخ بطن،
10
وبياض لون البراز، وعسر خروجه مع وجع ممدد للثفل، والمزاحمة الكائنة منه فقط؛
11
وربما قارنه يرقان. وعلامة الاحتباس الكائن بسبب البرد من الكبد أو غيره، ان لا يكون
12
نتن، ويكون اللون الى الخضرة. وعلامات الكائن من السوداء حموضة الجشاء،
13
وسواد البراز، وانتفاخ من البطن مع قلة من الوجع.
14
|325va22|علامات القولنج الورمى
15
اما علامات الكائن عن الورم الحار فوجع متمدد، ثابت فى موضع واحد
16
مع ثقل، وضربان، ومع التهاب، وحمى حادة، وعطش شديد، وحمرة
17
فى اللون، وتهيج فى العين، واحتباس من البول وهو علامة قوية وتاذ
18
بالاسهال؛ وربما كان هذا الوجع مع لين الطبيعة؛ وربما تادى الى برد الاطراف
19
مع حر شديد فى البطن؛ وربما احمر ما يحاذيه من البطن. وان كان الوم صفراويا
20
كان التمدد، والضربان، والثقل اقل، والحمى، والالتهاب، واللذع أشد.
21
واما علامات الكائن من ورم بارد بلغمى وهو قليل فان يكون وجع متصل يظهر
22
فى موضع واحد؛ وخصوصا عند انحدار شىء مما ينحدر عن البطن، وينال باليد انتفاخ
23
مع لين، وتكون السحنة سحنة المترهلين. ويكون قد سبق ما يوجبه ذلك من تناول
24
الالبان، والسمك، واللحوم الغليظة، والفواكه، والبول الباردة الرطبة. ويكون المنى
25
باردا رقيقا، فانه علامة موافقة لهذا، ويكون البراز بلغميا.
26
|325va46|علامة الالتواء والفتقى
27
وعلامة الالتوائى حدوثه دفعة؛ بعد حركة عنيفة كوثبة شديدة، اوسقطة،
3-680
1
اوضربة، او ركض، او مصارعة، اوحمل [حمل] ثقيل، او فتق، أو ريح
2
شديدة؛ ويكون الوجع متشابها فيه؛ لا يبتدئى ثم يزداد فيه قليلا قليلا. وقد يدل
3
الفتق على الفتقى.
4
|325va56|علامات الاصناف الباقية من القولنج الخفيف مثل الكائن عن برد او عن ضعف
5
حس اوعن ديدان او فتق
6
وعلامة الكائن من برد الأمعاء قلة العطش، وظهور البراز، و
7
انتفاخه، واحساس برد فى المعاء، وخفة الوجع، وربما كان المنى معه
8
باردا. وعلامات الكائن من المرة الصفراء الاسباب المتقدمة، والسن، والبلد، والسخنة،
9
والفصل، وغير ذلك، وما يجده من لذع شديد، وتلهب، واحتراق، وتاذ بالحقن
10
الحادة، وتأذ بما يسهل، وينزل المرار، وتاذ بالجوع، وانتفاع بالمعدلات المبردة،
11
واستفراغ مرار ان لم يكن المادة متشربة، وهيجان فى الغب؛ وربما صحبته حمى؛
12
وربما لم تصحبه. ولا تكون حماه كحمى الورمى فى عظم الاعراض. وربما صحبه
13
وجع فى العانة كأنه نخس بسكين، ولا تكون ريح.
14
وعلامة الكائن من ضعف الدافعة ان يكون قد تقدمه لين من الطبيعة، وحاجة
15
الى قيام متواتر؛ لكنه قليل قليل، وتقدم أسباب مما ينهك القوة من حر، او برد واصل
16
او متناول. وكثيرًا ما يتفق ان يكون البطن لينًا، او معتدلا وتكون كمية البراز، وكيفيته
17
على المجرى الطبعى، لكنه يحتاج فى ان يخرج الثفل الى استعمال ألة، او حمول؛
18
وربما كان ذلك لناصور.
19
وعلامة الذى من ضعف الحس ان تكون المتناولة المائلة بكيفية البراز الى اللذع
20
لا يتقاضى بالقيام، وهذه مثل الكراث، والبصل، والجبن، والحلبة. وايضا: ان
21
تكون الحمولات الحادة لا يحبس بأذاها اذا احتملها. ويكون البطن ينتفخ بما يتناول
22
فيحتبس، ولا يوجع وجعا يعتدبه وقد يتفق ان يكون هناك ناصورا افسد الحس
23
وعلامات الكائن من الديدان علامات الديدان، وتقدم خروجها.
24
|325vb40|المقالة الرابعة
25
فى علاج القولنج والكلام فى ايلاؤس وفى أشياء جزئية من أمراض المعاء وأحوالها
26
فانون علاج القولنج
27
يجب ان لا يدافع بتدبير القولنج؛ فانه اذا ظهرت علامات ابتداءه
28
وجب ان يهجر الامتلاء، ويبادر الى التنقية التى بحسبه. وان كان يعقب طعام
3-681
1
اكله؛ قذفه فى الحال؛ وقذف معه ما يجب من الاخلاط حتى يستنقى. والقئ
2
قد يقطع مادة القولنج الرطب، والصفراوى. وان افرط حبس بحوابس القئ. ومما هو
3
جيد مجرب فى ذلك: ان يجعل فى شراب النعناع المتخذ من ماء الرمان شىء من كمون
4
وسماق. ومما لا استصوب فيه ان يسارع الى سقى المسهل من فوق؛ فانه ربما كانت
5
السدة قوية، وكان اخلاط وبنادق كثيرة؛ فاذا توجه اليها خلط من فوق فربما لم يجد
6
منفذا، وادى التدبير إلى خطر عظيم؛ فالواجب ان يبتدئى اولا بتحسى الملينات المزلقة
7
مثل مرقة الديك الهرم التى سنصفها من بعد، بل قد وصفناها فى الواح الادوية المفردة
8
ثم يستعمل الحقنة الملينة. وان كان هناك حمى فبدل ماء الديك ماء الشعير، لياخذ
9
الاخلاط، والبنادق من تحت قليلا قليلا. فاذا احس بان البنادق والاخلاط الغليظة
10
جدا قد خرجت. فان وجب سقى شىء من فوق فعل، وان امكن ان ينقى من فوق
11
بالقىء المتواتر فعل.
12
وانما يشتد الحاجة الى السقى من فوق اذا كانت المادة مبداها المعدة. والامعاء
13
العلياء؛ وعلم ان المعدة كانت ضعيفة، وكثيرة الاخلاط؛ ووجد الامتلاء فوق
14
السرة. والثقل. فان كان [كل] هذا يستدعى ان يسهل من فوق؛ وكذلك ان عرض
15
القولنج عقيب السحج فالعلاج من فوق أولى. وهذه الضرب من القولنج هو الذى
16
ابتداءه من المعدة، والا عالى، وان يكون فيها مادة مستكنة؛ ثم انها ترسل إلى المعاء
17
الماؤفة مادة بعد مادة؛ فكلما وصلت إليه اعادت الوجع، واحتاجت الى تنقية مبتدئة
18
فاذا شرب المسهل فاما ان يخرجها ويريح منها، واما ان يحدرها الى اسفل الى موضع
19
واحد فتنقيها حقنة واحدة، او اقل عددا مما يحتاج اليه قبل ذلك.
20
واذا لم يجب سقى الدواء من فوق لضرورة بينة؛ فالاحب ان لايسقى من فوق
21
البتة شىء، ويقتصر على الحقن؛ وذلك لان اكثر القولنج يكون سببه خلطا غليظا؛
22
لحج لحوجا لايخرج بتمامه بالمستفرغات. واذا شرب الدواء من فوق استفرغ لامن
23
المعدة والمعاء وحدهما؛ بل من مواضع أخر؛ لا حاجة بها الى الاستفراغ البتة <منها>،
24
وذلك يورث ضعفا لا محالة. فاذا كان هذا ثم كانت الحاجة الى تنقية المعاء داعية
25
الى حقن كثيرة، واستفراغات مواترة، وضعفت القوة جدا؛ فبالحرى ان يقتصر ما امكن
26
وما يجرى مجراها؛ فانها ما وجدت فى المعا خلطا لم يجذب من مواضع اخر، و
27
لم يستفرغ من سائر الاعضاء استفراغا كثيرا.
28
وان كررت الحقنة مرارا كثيرة، بحسب لحاج الخلط المولد للوجع، لم يكن من
3-682
1
الخطرفيه ما يكون اذا استفرغ من فوق، بادوية تجذب من البدن كله. واذا كانت الحقنة
2
لا تخرج شئيا؛ فالمادة لم تنضج، فتصبر ولا تحقن؛ خصوصا بالحقن الحادة؛ فان وقتها
3
بعد النضج؛ على ان الحقن الحادة يخاف منها على القلب والدماغ. وكثير اما يحقن
4
فلايسهل؛ بل يصدع، ويثير؛ فيجب ان يعان من فوق. وربما كان استطلاق من فوق،
5
وسدة من أسفل؛ فيحتاج ان ينحى ما فوق بالقوابض؛ حتى يصير الجنس واحدا؛ ثم
6
يستفرغ.
7
ويجب ان يلين الحقن اذا كان هناك حمى، ويكثر دهنها؛ لتكسر ملوحة الملح
8
الذى ربما احتيج الى درهمين ونصف منه. واذا كانت الحقنة لا تنزل شئيا فاسق
9
ايارج فيقرا المخمر، او اليابس. وكذلك عقيب تناول مثل الشهرياران، والتمرى. ولا يجب
10
ان يقوى ايارجهم بالغاريقون؛ فانه غواص، مقيم فى الاحشاء. ويجب ان لا يحقن و
11
فى المعدة شىء فيجذب خاما الى اسفل. ويجب ان لا يدارك بالحقن؛ بل يوقع بينهما
12
مهلة. والقولنج الصفراوى يتلقى نوائبه بشرب حب الذهب. وربما اتفق ان كانت الادوية
13
الجاذبة من البدن تجذب الى الامعاء اخلاطا ردئية أخر. وربما جذبت اخلاطا ساحجة؛
14
فيجمع السحج، والقولنج معا؛ وهذا من الافات المهلكة.
15
وأردأ ما يسقى فى القولنج من المسهلات ان تكون كبيرة الحجم، متفرزا منها؛
16
فلا يبقى فى المعدة؛ بل الحبوب، والايارجات. وكل ما هو أقل حجما، واعطر رائحة
17
فهو اولى بالسقى. ويجب ان تكون العناية بالراس شديدة جدا؛ حتى لا تقبل ابخرة ما يحتبس
18
فى البطن، وابخرة الادوية الحارة التى لابد من استعمالها فى اكثر العلل القولنجية؛
19
فربما ادى ذلك الى الوسواس، والى اختلاط العقل، وهو محذور فى القولنج.
20
ومما يتولد بسببه من المضرة: ان الطبيب لا يمكنه ان يتعرف صورة الحال من
21
العليل، فيهتدى الى واجب العلاج. وهذه الغاية تتم بالطيب البارد، وبالادهان
22
الباردة، وسائر ما أشرنا إليه من تدبير مزاج الرأس. وربما اتفق ان تكون الحاجة الى
23
تسخين المعاء مقارنة للحاجة الى تبريد الكبد؛ فتراعى ذلك بالاضمدة المبردة للكبد،
24
وتصان ناحية عن ضمادات البطن، ومروخاتها الحارة؛ وكذلك حال القلب. وأوفق
25
تبريده بالعصارات الباردة مع الكافور، والصندل. ويجب حينئذ ان يجعل بين نواحى
26
الامعاء، ونواحى القلب، ونواحى الكبد حاجز من ثوب، او خمير او نحوه؛ يمنع ان
27
يسيل ما يخص احدهما الى الاخر. والعطش يكثر فيهم، وليس الالشرب القليل والصبر.
28
واذا كان ذلك القليل ممزوجا بشىء من الجلاب، كان انفع شىء للعطش لمحبة الكبد
29
للشىء الحلو، وتنفيذه له.
3-683
1
|325vb43|علاج القولنج البارد:
2
واما تدبير القولنج البارد على سبيل القانون فان لا يبادر فيه الى التخدير؛
3
فان المبادرين الى تسكين الوجع بالمخدرات يركبون امرا عظيما من الخطر؛
4
فان استعمال المخدرات ليس هو بعلاج حقيقى فى شىء وذلك ان العلاج الحقيقى هو
5
قطع السبب، والتخدير تمكين للسبب، وابطال الحس به، وذلك لان السبب ان كان
6
خلطا غليظا صارا اغلظ، اوباردا، او"نفس مزاج برد" صار ابرد، او ريحا ثخينة صارت
7
اثخن، او شدة تكاثف جرم المعاء فلا ينحل منها المحتبس فيها صار اشد تكاثفا؛ ويعود
8
الالم بعد يوم اويومين او ثلاثة اشد مما كان؛ فلا يجب ان يشتغل به ما أمكن
9
وما وجد عنه [مندوحة] بل يشتغل بتبعيد السبب، وتقطيعه، وتحليله، وتوسيع مسام
10
ما احتبس فيه بلزوجاته. واكثر ما يمكن هذا بادوية ملطفة ليست شديدة الاسخان؛
11
فان الشديد الاسخان اذا طرأ على المادة بغتة لم يؤمن ان يكون ما يهيجه من الريح بما
12
يحلل من المادة اكثر مما يحلله من الريح؛ بل يجب ان يكون قدره القدر الذى يفعل
13
فى الريح تحليلا قويا، وفى المادة الرطبة تلطيفا، وانضاجا؛ لا تحليلا قويا، ولذلك
14
ربما كفى هجر الطعام، والشراب اياما ولاء. وكذلك فان التكميد ربما اهاج وجعا شديدا،
15
فيضطر حينئذ الى ترك التكميد، واما على الاستكثار والتكرار له ليحلل ماهيجه الاول
16
من الريح ''هذا ان كان ريحيا" ثم اذا استعمل الحقن المسفرغة فيجب ان كان الثقل
17
محتبسا ان يبتدئى اولا بما فيه ازلاق للثفل للعابات فيه، وادهان، وادوية ثفلية وهى التى
18
تصلح لعلاج القولنج الثفلى الصرف. ثم بعد ذلك يستعمل الحقن المستفرغة للبلغم
19
ان كان بلغميا، او المحللة للريح المستفرغة لها ان كان ريحيا.
20
ويجب ان تعلم: انه ربما استفرغ كل شىء من الاخلاط، وبقى شىء قليل
21
وهو المصاقب لناحية الالم، والفاعل للالم فيجب ان لا يقال ان العلاج ليس ينفع؛
22
بل يستفرغ ذلك ايضا بالحقن. وربما كان ذلك ريحا وحده؛ ويدل عليه دلائل الريح؛
23
فيجب ان يستعمل الحقن المقوية للعضو المحللة للريح بالتسخين اللطيف. وربما كفى
24
حينئذ شرب معجون قوى حار؛ مثل الترياق، ونحوه. وربما كفى وضع المحاجم
25
بالنار على موضع الوجع. وربما كفى شرب البروز المحللة للرياح. و ربما كفى شرب
26
الشراب المسخن. وربما كفته الا ضمدة المحللة، والاقوى منها المحمرة الخردلية؛
27
فانها ربما حللت، وربما جذبت المادة الى عضل البطن.
3-684
1
والمياه الحمائية فى الوجع الشديد؛ اذا استحم بها نفع جدا. والماء النوشادرى
2
عجيب فى ذلك مطلق؛ ولو شربا ان كان بحيث يحتمل شربه. وكذلك الأبزن المتخذ
3
من ماء طبخ فيه الادوية المحللة الملطفة. وربما كفى الدلك اللطيف للبطن مع ذلك
4
قوى الى الساق. وربما هيج الوجع شرب الماء البارد، فهو اضر شىء فى هذه العلة،
5
مع قلة الغناء فى اسكان العطش. والنبيذ الصلب القليل خير منه، والحار اسكن بالوجع.
6
واضر شىء بهؤلاء البرد، والهواء البارد، كما ان انفع شىء لهم هو الحر، و
7
الهواء والماء الحار ان. واذا كان السبب برد الامعاء؛ وكانت المراق رقيقة؛ اسرع
8
الى صاحبه القولنج كل وقت؛ فيجب ان يدفأ بطنه دائما، ويدفع عنه البرد بما يلبس
9
من وبر او يشد عليه منه. واستعمال المروخات من الادهان الحارة، والنطولات
10
الحارة التى سنذكرها نافع فيه. وربما احتيج الى تكميدات، وربما احتيج ان يجعل فى
11
فى ادهانه الحارة الجند بيدستر، والفربيون.
12
وما كان من القولنج البارد سببه ما ذكرناه من تحلب شىء فشىء الى موضع
13
ماؤف، فيحدث حينئذ الوجع، فعلاجه استفراغ لطيف، متفرق، متواتر؛ الا ان يعلم
14
ان هناك مادة كثيرة فتستفرغ. واما الذى على سبيل التحلب، والتولد، فالواجب ان
15
يسقى عند وقت نوبة الوجع، وفى ليله شىء مثل حب الصنوبر، وحب الايارج، و
16
الحب المركب من شحم الحنظل، والسقمونيا، والسكبينج، والصبر يسقى من ايها
17
كان نصف مثقال الى ثلثى مثقال، فان هذا اذا داوموا عليه اياما، واصلحوا الغذاء
18
عوفوا.
19
|326vb32|القوانين الخاصة بالريحى من القولنج البارد
20
يجب ان يستعمل الحقن، والحمولات والاضمدة التى نذكرها، وهجر الغذا اصلا؛
21
ولو اياما ثلاثة؛ وينام ما امكنه؛ ويجتهد فى قلع مادة الريح بالحقنة <بالادوية> الجلائة
22
لمادة، وفى تسخين العضوبها من خارج على النحو الذى ذكرنا قبل. فان لم تخف ان
23
هناك خلطا فسخن العضوبها ماشت ''وكمد ما شئت"، واجتهد ايضا فى وضع
24
المحاجم بالنار من غيرشرط.
25
واذا كانت الطبيعة مجيبة فليستعن بالدلك الرفيق لموضع الوجع، وبالتمريخ
26
بمثل دهن الزنبق، ودهن الناردين، ودهن البان مسخنات، وبالتكميد بالجاورس،
27
و بالملح المسخن على المقدار الذى تراه اوفق. وتجرب اشكال الاضطجاع،
3-685
1
والاستلقاء، والانبطاح ايها اوفق وادفع للريح. ومما ينفعه من المشروبات: ان يسقى
2
الكرويا، وبزر السذاب فى مياه البروز، او فى الشراب العتيق، او فى ماء العسل،
3
او مع الفانيذ. وربما سقى الفلونيا فى هذا الوقت فخلص.
4
|326vb58|صفة المسهلات لمن به قولنج بارد من ريح أو مادة بلغمية منها الحقن
5
|327rb29|حقنة تخرج البلغم والثفل
6
يوخذ من الحسك، ومن البسفائج، ومن الحلبة، ومن القطم، ومن السبستان
7
اجزاء سواء، ومن التربذ وزن درهمين، ومن شحم الحنظل الصحيح غير المدقوق وزن
8
نصف مثقال، ومن التين عشرة عددا، ومن بزر الكتان، وبزر الكرفس، والانيسون،
9
والقنطوريون الدقيق، وحب الخروع المرضوض، ومن كل واحد خمسة دراهم،
10
ومن السذاب باقة، ومن ورق الكرنب قبضة؛ يطبخ فى ماء كثير بالرفق؛ حتى يعود الى
11
قليل، ويمرس، ويصفى؛ ويوخذ منه قريب مائة درهم، ويداف فيه من الخيارشنبر
12
وزن سبعة دراهم، ومن السكر الأحمر وزن سبعة دراهم، ومن السكبينج، والمقل من
13
كل واحد وزن درهم، ومن البورق وزن مثقال، ومن دهن الشيرج وزن خمسة عشر درهما،
14
ويحقن به. وربما جعل فيه شىء من مرارة الثور <الاسود>
15
|327va3|حقنة تخرج البلغم اللزج
16
يوخذ اخلاط تلك الحقنة؛ ويجعل فيها من الشحم اكثر من ذلك. ويوخذ
17
حب الخروع وزن خمسة دراهم، ويحلب فى ماء اللبلاب،؛ ويصب على ما يصفى
18
عنه الحقنة الاولى، ويجعل بدل الخيارشنبر، والسكر، وزن خمسة عشر درهما
19
عسلا، ويجعل دهنه دهن القرطم، ويجعل فيه مثل السكبينج جاوشير اعنى وزن
20
درهم واحد، ويستعمل، وربما جعل فيه دهن الخروع. وكثير اما يقتصر على طبخ البروز،
21
والحاشا، والصعتر، والزوفا، والكمون، وفطرا ساليون، وبزر السذاب، والبسفائج،
22
وقنطوريون، وفوذنج، والانجدان، ثم يداف فيه عصارة قثاء الحمار قريبا من نصف
23
درهم، ويحقن به، < اويطبخ معها اصول قثاء الحمار قريبا من نصف درهم. ويحقن به>.
24
او يطبخ معها اصول قثاء الحمار، وشىء من شحم الحنظل؛ ويداف فيه سكبينج،
25
وجاؤشير، ومقل من كل واحد وزن درهم؛ ويحتقن به. وكثيرا ما طبخت هذه الادوية
26
فى زيت، أو فى دهن حار؛ واحتقن بها. وكثيرا ما يحتقن بالسكنجبينات المقطعة.
3-686
1
صفة سكنجبين عتيقن به اصحاب القولنج
2
يوخذ من الخل قسط، ومن العسل قسط، ومن شحم الحنظل ثلاثة مثاقيل،
3
ومن الفلفل أوقية، ومن الزنجبيل اوقيتان، ومن بزر السذاب البستانى، ومن الحماما،
4
والكاشم، والانيسون، والافتيمون، من كل واحد اربعة مثاقيل، ومن الكمون
5
الكرمانى وزن مثقالين، ومن بزر الشبث مثقالان، ومن البسفائج اوقية؛ يرض
6
ذلك كله، ويطبخ فى الخل والعسل حتى ينتصف، ثم يصفى، ويحتقن به. وربما
7
جعلوا فيه انجدان، وسكبينج، ولست انا مائل الى مثل هذا التدبير.
8
حملان وحقنة مسكنة للوجع لبعض القدماء جيدة
9
صبر، وجند بيدستر، وميعة، وعلك الانباط من كل واحد اوقية، وعصارة
10
بخور مريم طرى أوقيتان، افيون اوقية ونصف، يحتفظ به، ويستعمل منه عند
11
الحاجة قدر باقلاة، ويجعل فى بعض الحقن. وربما جعل فى بعض <الحقن>
12
اهال الشحوم، والأدهان وحقن به.
13
حقنة قوية
14
اذا كان ثفل عاص مع بلاغم شديدة اللزوجة؛ متناهية فى القوة، والعصبان؛
15
فيجب ان بحقن بماء الاشنان الرطب يوخذ منه نصف رطل مع اوقية دهن
16
حل، وخمسة دراهم بورق.
17
وأقوى من هذا
18
ان يوخذ من حب الشبرم، وورق المازريون، والكرمدانة المقشرة، وبخور
19
مريم، وعرطنيثا، وقشور الحنظل، وشحمه، وقثاء الحمار، وتربذ، وبسبائج،
20
يطبخ الجميع فى الماء على الرسم فى مثله؛ ويلقى على سلاقته دهن الخروع،
21
والعسل، ومرارة البقر، ويحقن به، اوتجعل هذه الادوية فى دهن حار؛ ويحتقن بها.
22
ودهن قثاء الحمار اذا احتقن به؛ فربما اخرج بلغما لزجا؛ اذا صبر على الحقنة ساعات.
23
وكذلك دهن الفجل والكلكلائج [والخروع] وربما احتيج عند شدة الوجع ان يجعل
3-687
1
فى هذه الحقن حلتيت، وأشج. وذرق الحمام، خاصة بما يسخن من العضو،
2
والفربيون فى بعض الاوقات.
3
وربما احتقن بالقطران مضروبا فى ماء العسل الكثير الافاوية، فيسكن الوجع،
4
وعصارة بخور مريم عجيبة جدا. وربما احتيج الى سقمونيا، وافربيون وغيره. وقد يمدحون
5
دواء يسمى ذنب الفار اذا وقع فى الحقنة انتفع به. وربما حقن بوزن درهمين جند
6
يدستر فى زيت. وايضا: يوخذ من الزفت وزن ثلاثة دراهم، ويصب عليه من الطلاء،
7
ودهن السذاب والسمن من كل واحد اسكرجة، ويستعمل. وربما جعل فى الحقن
8
القوية ورق التين، ولحاء شجرة.
9
صفة ادوية مشروبة مسهلة للبلغمى
10
من الحبوب القوية النفع من ذلك حب الشبرم بالسكبينج. وايضا: حب
11
السكبينج بالشقاقل. وحب السكبينج بالحرمل. وايضا: يوخذ تربذ وصبر اسقوطرى،
12
وشحم الحنظل اجزاء سواء، سقمونيا ثلث جزء يجمع بعسل منزوع الرعوة، ويحبب
13
حب جيد للبلغمى: يوخذ من شحم الحنظل وزن دانق، ومن التربذ وزن
14
درهم، ومن عصارة قثاء الحمار وزن نصف دانق، ومن الجند بيدستر
15
وزن دانق، ومن الزنجبيل وزن دانق، ومن ايارج فيقرا وزن ثلثى درهم، وان قويته
16
بالسقمونيا جاز. واما المسهلات الأخر: فمثل الاسقفى، والتمرى، والشهريازان،
17
والايارج مقوى بشحم الحنظل؛ ومعه دهن الخروع، ومثل السفرجلى.
18
واذا اختلط ثفل وبلغم وكان الثفل كثيرا متبندقا لا يجيب دعت الضروة الى
19
استعمال مسهلات قوية، منها حب بهذه الصفة: يوخذ فربيون، وحب المازريون النقى،
20
وسقمونيا بالسوية، والشربة منه درهم.
21
مسهل آخر قوى جدا: يوخذ قفيز من زبل الحمام، وحرمة شبث، ودورق
22
ماء يطبخ الى النصف ويصفى، ويسقى منه <اوقية، او> أو قتين؛ وهو شديد القوة،
23
والخطر. وجميع اليتوعات تحل البانها القولنج مثل اللاغية، ومثل الشبرم، ونحوه؛
24
ويعرف حبه بحب الضراط، ومثل ضرب من اليتوعات عليه كاذان الفار، ويشبه المرزنجوش
25
الكثير الورق، ويعالج به من لذع العقرب؛ وله لبن كثير، وقد ذكرناه فى الادوية المفردة.
26
صفة حمولات قوية، يخرج الثفل الكثير مع البلغم اللزج. منها: يطلب الملح
27
الحجرى فيحتمل منه بلوطة، ويجب ان يكون طولها ستة اصابع، ومنها بلوطة كبيرة
28
تتخذ من خرء الفار. او تتخذ فتيلة من فجل، وتلوث بالعسل وتحتمل. او بلوطة من
29
عسل مخلوط بشحم الحنظل. وبلوطة من قثاء الحار، وشحم الحنظل، ومرارة البقر،
3-688
1
والنطرون، والعسل. او شحم الحنظل مع فانيز سجرى وحده. وايضا: شحم الحنظل،
2
عنزروت، فانيذ، وايضًا: عسل، وترنجبين، وشحم الحنظل، وملح نفطى اجزاء
3
سواء. وايضا شىء مشترك للبلغمى والثفلى والريحى: يوخذ من شحم الحنظل، ومن
4
جند بيدستر، من كل واحد مثل نواة، ومن القطران ملقعتان، يستعمل مع شىء من عسل،
5
وعصارة بخور مريم قوية جدا؛ يحتاج اليها اذا لم ينجع شىء فكثيرا ما يحتاج الى استعمال
6
السقمونيا، وبزر الابحرة، والا فربيون.
7
صفة حقنة للريحى. حقنة جيدة: يوخذ من الحاشا، والزوفا، والسذاب اليابس،
8
والصعتر، والوج، وبزر السذاب، وبزر الفنجكشت، وحب الخروع المرضوض،
9
والبابونج، والحسك، والقنطوريون، والشبث، والبزور الثلاثة، والانجدان، والفطرا
10
ساليون اجزاء سواء، يطبخ فى عصارة السذاب، او الفوذنج طبخا شديدا فى عصاة كثيرة؛
11
حتى يرجع الى قليل، تم يوخذ من الزيت جزء، ومن العصاة المطبوخة جزءان، و
12
يطبخان حتى يبقى الزيت وحده، تم يوخذ منه قدر حقنة، يجعل فيه شحم البط، و
13
الماعز، وشىء من جاوشير، وسكبينج، ويحقن به. وان اخذت العصارة نفسها وحل
14
فيها الصموغ المذكورة مع شحومها، وجعل فيها وزن عشرة داهم [عسل] واحتقن
15
به كان نافعا. وادخال الجند بيدستر، والحلتيت فى حقنهم نافع جدا. وربما حقن
16
بوزن عشرين دهما زيتا قد اذيب فيه وزن عشرة دراهم ميعة سائلة فكان نافعا. وربما احتقن
17
بالبورق الكثير المحلول، وعصارة السذاب، والمبلغ الى عشرة دراهم، او من الملح
18
خمسة عشر درهما. وقد يحقنون بدهن السذاب، ودهن الناردين، ودهن البابونج،
19
ودهن الفجل، ودهن الخروع.
20
صفة حمولات للرياح: يسحق السذاب بماء العسل حتى يصير كالخلوق، و
21
ويحل معه نصفه كمون، وربعه نطرون، ويتخذ منه بلوطة طولها ستة اصابع. وايضا
22
حمول: يتخذ من بزر السذاب، والجند بيدستر مع عسل، او مرارة البقر، وبورق، من
23
كل واحد نصف مثقال. وايضا سكبينج، ومقل، وبورق، وحنظل، وخطمى، يتخذ
24
منه بلوطة.
25
|327vb1|فى حقن وحمولات لصاحب برد الامعاء بلا مادة
26
اما حقن من به قولنج من مزاج بارد بلا مادة، وحمولاته، فهو مثل حقن اصحاب
27
القولنج الريحى، وحمولاته. وربما نفعهم القطران وحده؛ اذا احتقن بوزن درهمين
3-689
1
منه فى زيت. وكذلك ينفعهم ذرق الحمام وحده، اذا احتقن به فى عصارة الفوذنج،
2
ودهن الخروع.
3
|327vb11|فى الابزن والحمامات والنطولات
4
الآبزن شديد النفع من اوجاع القولنج وخصوصا اذا كان ماءه ماطبخت فيه
5
الأدوية القولنجية؛ فانه بحرارته المستفادة من النار، وبقوته المستفادة من الأدوية
6
يحلل سبب الورم، وبرطوبته مع حرارته يرخى العضو، فيسهل انفشاش السبب
7
الفاعل للوجع، ويرخى عضل المقعدة. وذلك مما يعين على الدفاع المحتبس،
8
لكن الابزن يجذب الكرب، والغشى، بما يرخى من القوة، فيجب ان يستعمله
9
الضعيف على تحرز، ويقرب منه عند استعماله اياه ما يقوى القوة من روائح الفواكه،
10
والعطر، والكردناك، والخبز الحار، وما يستلذه، ويسكن إليه. ويجتهد
11
حتى لا يغمر الماء صدره، وقلبه.
12
ومياه الحمأت شديدة الموافقة للقولنجى البارد؛ اذا اجلس فيها. كما ان الحمامات
13
العذبة؛ الاولى به ان لا يقربها. واذا ملئ بعض الاوانى من مياه الحمئات، او من
14
مياه طبخ فيها الأدوية القولنجية، وفرق فى اصله ثقوب كثيرة، ولا تكاد تحسها لضيقها،
15
ويستلقى العليل، ويرفع الاناء عنه الى قدرقامة، وترك؛ حتى يقطر منه على بطنه قطرا
16
متفرقا، متواتر؛ كان شديد النفع جدا.
17
|327vb37|كلام فى كيفية الحقن وآلاتها
18
اما ابنوبة المحقنة؛ فاجود شكل ذكر لها الاوائل: ان تكون الانبوبة قد
19
قسم دايرتها بثلاث وثلاثين؛ وجعل بينهما حجاب من الجسد المتخذ منه الانبوبة،
20
وقد الحم بالانبوبة الحاما شديدًا، فصار حجابا بين جزئية المختلفين، ويكون
21
الزق مهندما فى فم الجزء الاكبر من جزئيه، ويكون فم الجزء الاصغرمفتوحا.
22
وان كان الزق مهندما على جملة <رأس> الانبوبة؛ شد رأس الجزء الاصغر بلجام قوى،
23
لئلا يدخله الهواء، ويكون له تحت الزق فى موضع لايدخل المقعدة منفذ يخرج منه
24
الريح فاذا استعملت الحقنة وحفزت بقوة الريح عادت الريح وخرجت [من الجزء الذى
25
لا تدخله الحقنة] فاستفرت الحقنة استقرارا جيدا؛ فان الريح هى التى تعود بها إلى
26
خارج، ويحوج الى القيام بسرعة.
3-690
1
ثم يجب ان يتامل: فان كان الوجع مائلا الى ناحية الظهر حقنت العليل مستلقيا،
2
وهذا اولى بمن قولنجه بمشاركة الكلية، وان كان مايلا الى قدام حقنته باركا وبالجملة
3
فان الحقنة باركا اوصل بالحقنة الى معاطف الامعاء. وقد يحقن مضطجعا على اليسار.
4
وقد يوسد الورك بمرفقة، واشيل الرجل اليمنى ملصقا اياها بالصدر، وتترك اليسرى
5
مبسوطة. فاذا حقن نيم على ظهره؛ وكذلك كل من يحقن. ومن الناس من لايحتاج
6
الى ذلك. ومن الناس من الاصوب له ان يدخل الخنصر فى مقعدته مرارا وقد مسح
7
بالقيروطى حتى يتسع، وتتهندم فيه الانبوبة ومن الناس من لايحتاج الى ذلك.
8
فاذا اردت ان تحقن فاعمل ماتراه من ذلك، ثم امسح الانبوبة، والمقعدة بالقيروطى،
9
وادفعها فيها دفعا لا يوافى محتبسا من الامعاء، بل يجاوز المعى المستقيم؛ واذا وقع
10
كذلك لم تدخل الحقنة. فاذا استويت الانبوبة فى موضعها الحقنة فى الزقيقة،
11
ثم اعصرها بكلتا يديك عصرا جيدا متصلا ليس بذلك العنيف، فكثيرا ما يتفق أن تندفع
12
الحقنة فى مثل ذلك الى بعيد؛ فوق مكان الحاجة. والصواب عند مثل ذلك وعند
13
اندفاع الحقنة الى فوق ان يمد شعر الرأس، ويرش الماء البارد على الوجه. ويعان
14
على جذب الحقنة الى اسفل.
15
واعلم: ان الحقنة اذا استعملت، و"لم تنزل"؛ لم يكن بد من استعمال
16
الحمولات لتحدرها مع العلة. ومع هذا فلا يجب ان يكون زرقك للحقنة بذلك الرفيق؛
17
فلاتبلغ الحقنة مكان الحاجة. فاذا ازعجت الحقنة، ومالت الى الخروج؛ فلا تمنع
18
من ذلك؛ بل اعدها من ساعتها كما هى. ويجب ان لا يحقن المريض وهو يعطس
19
اويسعل. واعلم ان الحقنة المعتدلة القدر لا يبلغ منفعتها الامعاء العالية، واذا كانت
20
كثيرة كثر ضررها، وخيف من افاتها والثخينة تلزم، وتفعل المضرة الكثيرة. والرقيقة لا تنفع
21
وتكون فى حكم القليلة.
22
|328ra45|فى تدبير سقى دهن الخروع فى علاج القولنج البارد ولمن يعتادة
23
إن سقى دهن الخروع من انفع الاشياء لهم؛ اذا قدرت على واجبه، وفى وقته، و
24
[بماء] البروز. وانما يسقى بعد ان ينقى البدن بمثل حب السكبينج، أو غيره، ويسقى
25
فى اليوم الاول وزن مثقالين، وفى اليوم الثانى يزاد نصف مثقال، وكذلك يزاد فى
26
كل يوم نصف مثقال، الى مثقال الى السابع؛ ثم لابأس ان ينزل قليلا قليلا؛ حتى يكون
27
قد وافى مثقالين، وله ان يقف عند السابع. وكلما صبه على ماء البزور خلط به خلطا
28
شديدا بالمخوض. وبجب فى كل يوم يشربه ان يوخر الغذاء مابين ست ساعات؛
3-691
1
الى قريب من عشر ساعات؛ وحتى لايحس بجشاء فيه رائحة. ثم يتغذى عليه بالاسفيدباجات،
2
وان اشتهر الحموضة فالزيرباجات، ويكون شرابه ماء العسل. ويجب ان
3
يحفظ اسنانه بعد شربه بان يدلكها بالملح المقلو، ثم يتبعها دهن الورد الخاص يتدلك به.
4
واذا فرغ عن استعماله شرب بعده ايارج الفيقرا مقوى بشحم الحنظل ونحوه، او غير
5
مقوى ان لم يحتج إليه، فان ايارج الفيقرا يدفع مضرته عن الراس والعين.
6
|328ra56|صفتة ادوية تنفع اصحاب القولنج البارد على سبيل الهضم والاصلاح والخاصية ليس
7
على سبيل الاسفراغ
8
وهذه الادوية مشروبة، وضمادات، وكمادات، ومروخات، وحيل أخر.
9
فمن المشروبات الثوم؛ فان للثوم خاصية جيدة فى تسكين أوجاع القولنج البارد؛ مع انه
10
ليس له تعطيش كما للبصل. وربما تناول منه القولنجى عند احساسه بابتداء القولنج،
11
وهجر الطعام اصلا، وامعن فى الرياضة، ولا ياكل شئيا، بل يبيت على شربة من الشراب
12
الصرف، ويقبل، ويعافى.
13
ومن المشروبات المسكنة لاوجاعهم: ان يسقوا افسنتين، وكمون اجزاء سواء،
14
او يسقوا حشيشة الجاوشير وحدها، او مع كمون. او يوخذ انيسون، وفلفل، وجند
15
بيدستر اجزاء سواء، يسقى منها درهم ونصف، أو يسقوا السنجرينا، والكمون، و
16
الترياق؛ ان لم يكن من ذلك مانع حاضر. والجند بيدستر مع الفوذنج عجيب. ومما
17
جرب ان يسقى اصل السوسن اربعة دراهم، فى ماء طبيخ الفراسيون، أو ماء الجبن،
18
والسوسن نفسه هذا القدر.
19
وايضا: يسقى من الحرف وزن خمسة دراهم فى ماء الفايذ السجزى، واوقية
20
من دهن السمسم. وايضا: لحاء اصل الغرب اربعة دراهم، زنجبيل ثلاثة دراهم، الجوز،
21
والتمر من كل واحد ستة دراهم، الماء العذب قسط، ترض الأدوية، وتطبخ فى الماء
22
حتى يبقى الثلث، ويكون تحريكه بقضبان السذاب، ويسقى له كل يوم أوقيتين.
23
ويوخذ ايضا: قشور الغرب، وقضبان السذاب، والزنجبيل يطبخ فى الماء اربعة امثاله
24
حتى يبقى الثلث، ويسقى منه كل يوم او قيتين، يفعل ذلك ثلاثة ايام، ويراح ثلثة. و
25
يجب ان سقوا ماء العسل ان يكون شديد الطبخ، فان ضعيف الطبخ يورث النفخ،
26
والتى لها فعل يصدر عن خاصية: مرقة الهدهد، وجرمه. وايضا: الخراطين المجففة
27
نافعة فيما ذكرو من اوجاع القولنج.
3-692
1
واما خرء الذئب الذى يكون عن عظام اكلها؛ وعلامته ان يكون ابيض لاخلط
2
فيه من لون أخر، وخصوصا ما طرحه على الشوك فانه انفع شىء ويسقى فى شراب،
3
أو فى ماء العسل، او يلعق فى عسل ملعقات بعد ان يعجن به على الرسم، او يطيب
4
بملح، وفلفل، وشىء من الافاوية. وان وجد فى خرءه عظم كما هو فهو عجيب
5
ايضا. ويدعى ان تعليقها نافع فضلا عن شربها ويامرون ان يعلق فى جلد نمر، أو ابل،
6
او صوف كبش تعلق به الذئب، وانفلت منه. وجالينوس يشهد بنفعه تعليقا ولو فى
7
فضة. وقد قيل ان جرم معى الذئب اذا جفف وسخن كان ابلغ فى النفع من زبله،
8
وليس ذلك ببعيد.
9
ومما يجرى هذا المجرى: العقارب المشوية؛ فانها شديدة النفع من القولنج
10
ويجب ان يجرب هذا على القولنج الصحيح حتى لا يكون مجربوه قد جربوه على قولنج
11
كاذب؛ هو تابع لحصاة الكلى؛ فينفع فى حصاة الكلى بالذات، وفى القولنج بالعرض
12
ومما هو محمود فى اوجاع القولنج، واشتداد الوجع: ان يسقى قرن ايل محرق،
13
فيزعمون انه يسكن الوجع من ساعته.
14
|328rb27|فى اضمدة القولنج البارد
15
واما الاضمدة للقولنج البارد فمنها: اضمدة فيها اسهال ما كاضمدة تتخذ من
16
شحم الحنظل مع لب القرطم. واطلية: تتخذ من مرارة البقر، وشحم الحنظل ونحوه
17
ومنها اضمدة لا يقصدبها الاسهال مثل التضميد ببزر الانجرة مع لب القرطم، والتضميد
18
بالبروز، والحشائش المذكورة التى تقع فى الحقن، ويضمدون بحب الفار وحده.
19
نسخة [ضماد]: شمع ثمان كزمات، علك البطم ست كزمات، تربذ ثلاث
20
كزمات، ميويزج كزمة ونصف، عاقر قرحا، مرزنجوش، حب الغار، بزر الانجرة، ترمس
21
يابس، شحم الحنظل من كل واحد كزمة ونصف، سقمونيا اوقية وثلاث كزمات،
22
مرارة الثور مقدار الكفاية، دهن الغار مقدار الكفاية؛ يتخذ منه طلاء ثخين. وايضا:
23
خربق، بزر الانجرة، افسنتين من كل واحد جزء، مرارة الثور، شمع من كل واحد نصف
24
جزء، شحم الاوز ثلاثة اجزاء، يلطخ من السرة الى اصل القضيب، وان جعل فيه ما هو
25
يدانه فهو اجود؛ وربما زيد فيه قشر النحاس.
3-693
1
|328va36|كمادات القولنج البارد
2
اما الكمادات: فمثل الجاورس، او الدخن المقلو، والمتخذة من البزور،
3
والحشائش المذكورة فى الحقن مسحوقة مسخونة، او مجعولة فى زيت مسخن.
4
وأما المروخات: فمنها دهن قثاء الحمار، ومنها دهن الخردل، ومنها اى دهن
5
شئت من الادهان الحارة بعد ان تجعل فيه جند بيدستر، وفربيون بحسب الحاجة.
6
|328va58|علاج القولنج الصفراوى
7
هذا بالحقيقة يجب ان يعد من باب المغص؛ الا انا جرينا على العادة فيه؛
8
ولانه من جملة اوجاع هذا المعاء وقد يغلط فى علاجه غلطا عظيما؛ فيستعمل
9
الملطفات، والمسخنات. واسهل من هذا ما يكون الخلط منصبا فى فضاء
10
المعاء؛ ليس بذلك المتشرب كله؛ فيكفى فى علاجه تعديل المزاج، والاخلاط،
11
واستعمال الاغذية الباردة المرطبة؛ او الاجاص المغروز بالابرة المنقع فى
12
الجلاب يوخذ منه عشرون عددا، وكذلك اسهال المادة بمثل نقوع الاجاص مع المشمش،
13
وبمثل ماء الرمانين، وبمثل ماء الترنجبين، والشيرخشت، وبمثل قليل سقمونيا بالجلاب،
14
وبمثل البنفسح وشرابه، وقرصه وربه. وربما كفى الخطب فيه ان يتناول حليب
15
القرطم، مع <لبن> التين، او تناول زيت الماء قبل الطعام، او تناول السلق المطبوخ
16
بالزيت، والمرى. وقد تدعو الحاجة فيه الى ان يستعمل حقن من ماء اللبلاب مع بورق،
17
وبنفسج مع مرى، ودهن بنفسج؛ او بماء الشعير بدهن البنفسج، وبورق. واما المتشرب
18
فيحتاج فيه الى مثل ايارج الفيقرا؛ فانه انفع دواء له، او السقمونيا بحب الصبر.
19
ومن الحقن حقن بهذه الصفة: يوخذ من الحسك وزن ثلاثين درهما، ومن
20
ورق السلق قبضة، ومن البنفسج وزن سبعة داهم، ومن الحلبة، والقرطم، واصل
21
الرازيانج، وحب البطيخ المرضوض، من كل واحد وزن خمسة داهم، والسبستان
22
ثلاثون عددا، ومن الترنجبين وزن ثلاثين درهما، ومن الخيارشنبر وزن عشرة دراهم يطبخ
23
الجميع على الرسم فى مثله، ويصفى، ويلقى عليه من المرى وزن اثنى عشر درهما،
24
ومن السكر الاحمر وزن اثنى عشر درهما، ومن الصبر مثقال، ومن البورق مثقال،
25
ويستعمل. وقد يوافق فى هذا الباب ايضا سقى خرء الذئب، أوجعله فى الحقن.
26
والمخدرات اوفق فى هذا الموضع؛ لانها مع تسكين الوجع ربما سكنت حدة المادة
27
الفاعلة للوجع، وأصلحتها.
28
|328vb50|علاج القولنج الكائن من احتباس الصفراء
29
علاجه ان تفتح مجارى المرارة، ويعمل ما اشرنا اليه فى باب اليرقان، ثم
3-694
1
يستعمل الأشياء التى فيها تنفيذ، وجلاء، مثل لب القرطم بالتين، ومثل معجون الخولنجان،
2
وربما كفى فيه تقديم السلق المسلوق المطيب بزيت الماء، والمرى والخردل
3
على الطعام.
4
|329ra1|علاج القولنج الورمى الحار والبارد
5
اما الكائن عن ورم حار: فيجب ان يستفرغ فيه الدم بالفصد من الباسليق ان
6
كان السن، والحال، والقوة، وسائر الموجبات ترخص فيه؛ او توجبه. فان
7
كان الورم شديد العظم؛ وبلغ ان يشاركه الكلى؛ فيحتبس البول؛ فيجب ان
8
يفصد من الصافن ايضا بعد الباسليق؛ ويبدأ فى علاجه اولا بالمتناولات الباردة
9
الرطبة مثل ماء الخيار، ولعاب بزر القطونا، وما أشبه ذلك، غير للقرع؛ فان له
10
خاصية ردئية فى امراض الامعاء. ومن ذلك: ان يوخذ من بزر قطونا وزن اربعة دراهم،
11
ومن دهن الورد الجيد وزن أوقية، ويضرب باوقيتين من الماء، ويشرب لتليين الطبيعة،
12
وماء الرمانين، وماء ورق الخطمى، وماء الهندباء، وماء عنب الثعلب. قد يجعل فى
13
امثالها الشير خشك، والخيارشنبر ويشرب.
14
واذا احتاج فى مثل هذه الحال الى الحقن يحقن بماء الشعير مع شىء من خيارشنبر،
15
وشير خشك. وان كان قد طبخ فى ماء الشعير سبستان. وبنفسج، كان اوفق. وان
16
خلط بماء الشعير ماء عنب الثعلب، والكاكنج: كان اشد موافقة. وانا استحب له الحقن
17
بلبن الاتن ممر وسافيه الخيارشنبر، ودهنه دهن اللوز، ودهن الشيرج. وربما وجدت
18
فى المادة الصفراوية [والحارة] كثرة فاحتجت حينئذ ان يسهل بمثل السقمونيا، وبالصبر
19
على حدة ثم يقبل على التبريد، والترطيب، والعلاج بحسب الورم، ليكون ذلك انجع،
20
وأنفع.
21
و اذا جاوزت العلة هذا الموضع، وظهر لين يسير؛ فالواجب ان يجعل فى الحقن
22
ماء الشعير ماء ورق الخطمى وبزر الكتان، وشىء من قوة الحلبة، والبابونج، والشبث
23
والكرنب، اوعصارتهما، أودهنهما، ويجعل فيه المثلث من عصير العنب، والخيارشنبر
24
وكذلك يجعل فيما يشربه للاسهال سكر أحمر. ويجعل غذاء ماء الحمص المطبوخ مع
25
الشعير المقشر، ويسقى ايضا ماء الرازيانج واما الاضمدة بحسب الاوقات: فمن نفس
26
ما يتخذ منه الحقن بحسب ذلك الوقت تبتدئى اولا بالاضمدة المبردة، وفيها تليين ما
27
بمثل البنفسج، ومثل بزر الكتان، ثم تميل الى الملينات اكثر مثل البابونج، وقيروطيات
28
مركبة من مثل دهن الورد مع دهن البابونج، والمصطكى، والشحوم. فاذا ارتفع قليلا
29
جعلت فيها مثل صمغ البطم، والحلبة، والزفت.
3-695
1
فاما الكائن عن الورم البارد وهو قليل جدًا ــ فمن معالجاته الجيدة: ان يوخذ
2
من دهن الغار جزء ومن الزيت، وشحم الاوز، بالسوية جزء فانه عجيب. وتنفعه
3
الاضمدة المتخذة من القيسوم، والشبث، والاذخر، واكليل الملك، وسائر الادوية
4
التى تعالج بها الاورام الباردة، مما علمت فى كل موضع. ومما ينفع منه جدا ضماد
5
القيسوم المتخذ بقفر اليهود.
6
|329rb3|علاج القولنج السوداوى
7
يجب ان تستفرغ السوداء بمثل طبيخ الافتيمون، وحب اللازورد، ونحوه،
8
ثم يتبع بحب الشبرم، والسكبينج. وان احتيج الى حقن جعل فيها بسبائج، وافتيمون،
9
واسطوخودس. وجعل فى خلال الحقن حجر لازورد مسحوق كالغبار اوحجر أرمنى.
10
وربما جعل فى حقنه قشور اصل التوث، ويضمد <به> بطنه ويكمده بمثل
11
الحبة السوداء، أو الحرمل، والصعتر، والفوذنج، مطبوخة فى الخل.
12
|329rb16|علاج القولنج الثفلى
13
اما الكائن بسبب الاغذية: فان امكن ان يقذف الباقى منها فى المعدة فعل،
14
ويمال بالغذاء الى المزلقات الباردة، او الحارة، والمعتدلة بحسب الواجب. والمزلقات
15
الباردة هى مثل المرق الدسمة وخاصة مرقة ديك هرم يعدى حتى يسقط؛ ولا يبقى
16
فيه قوة، ثم يذبح ويقطع وتكسر عليه عظامه، ويطبخ فى ماء كثير جدا
17
مع ملح وشبث وبسبائج الى ان يتهرأ فى الماء ويبقى ماء قوى فيتحسى ذلك؛ وربما جعل
18
فيه دهن القرطم، ومثل مرقة الاسفا ناخية بالفراريج السمينة، ومثل المرقة الاجاصية، و
19
غير ذلك. وهذه المزلقات إما ان تخرجها، وإما ان تلينها؛ وتجرى بينها وبين جرم
20
المعاء؛ فتفصل بينهما وتعد الثفل للزلق. فاذا شرب مسهل، واستعملت حقنة؛ سهل
21
اخراج الثفل به.
22
وتستعمل الحقن الخفيفة المذكورة فى الصفراوى، وحقنة من عصارة السلق،
23
والبنفسج المسحوق، والمرى، والشيرج، والبورق على ماتعلمه. وحقنة هكذا:
24
يوخذ من السلق قبضة، ومن النخالة حفنة، ومن التين عشرة عددا، ومن الماء سبعة
25
ارطال، ويجعل فيه من الخطمى الأبيض [شئ] ويطبخ حتى يرجع الى رطل، و
26
يصفى، ويلقى عليه من السكر الاحمر وزن عشرة دراهم، ومن البورق مثقال، ومن
3-696
1
المرى النبطى نصف اوقية، ومن الشيرج نصف اوقية، ويحقن به، وتعاد الحقنة بعينها
2
حتى تستخرج جميع البنادق.
3
وحقنة مثل هذه الحقنة: يوخذ من الحسك، ومن البسبائج، ومن الشبث،
4
ومن القرطم المرضوض، من كل واحدعشرة دراهم، ومن الاجاص عشرة عددا،
5
ومن التين عشرة عددًا، ومن البنفسج حقنة، ومن التربذ وزن درهمين، ومن بزر
6
الكتان، ومن بزر الكرفس من كل واحد وزن ثلاثة دراهم، ومن الترنجبين، ومن
7
التمر هندى، من كل واحد وزن ثلاثين درهما، ومن الشير خشك، والخيارشنبر، من
8
كل واحد اثنى عشر درهما، ومن قضبان السلق، وقضبان الكرنب، قبضة قبضة، يطبخ
9
على الرسم فى مثله، [ماء] ويجعل على طبيخه المصفى مرى، وسكر أحمر، من كل واحد
10
خمسة عشر درهما، ومن البورق مثقال، ومن الشيرج عشرة مثاقيل، ويحقن به. فان
11
كان الامر شديدا، ولم ينتفع يمثل هذه الحقن، استعملت الحقن القوية المذكورة
12
فى باب القولنج البلغمى الموصوفة، فانها نافعة من البلغمى الكائن مع ثفل كثير، ومنها
13
الحقنة الاشنانية.
14
واما المشروبات: فمثل التمرى، والشهرياران، والاسقفى، والسفرجلى. و
15
انما يستعمل بعد ان لا يوخذ للمزلقات المذكورة فى باب القولنج الصفراوى كثير نفع.
16
ومما هو بين القوتين: ان يوخذ السكر الاحمر، والفانيذ مدافا فى مثله دهن الحل
17
ويشربه؛ وكذلك طبيخ التين مع السبستان يشربه بالمثلث. فان لم ينفع شىء مما
18
ذكرناه فى الجوارشنات المذكورة لم يكن بد من الحبوب. والاشربة القوية المذكورة
19
فى باب القولنج البلغمى؛ المنسوبة إلى انها شديد المنفعة من الاحتباس الشديد عن
20
البلغم والثفل الكثير. ومن الجيد القوى فى ذلك: ان يطبخ الزبيب، والسبستان و
21
خيارشنبر كما توجبه الحال، ويصفى ماءه، ويجعل فيه ايارج فيقرا وزن مثقال؛ مع شىء من
22
دهن الخروع. وايضا: يوخذ ايارج الفيقرا وزن درهمين، مع وزن سبعة دراهم دهن
23
الخروع، يسقى فى طبيخ الشبث. وايضا: لمن استكثر من اكل مثل السمك البارد،
24
والبيض المسلوق بافراط فيه، ان يستف شئيا كثيرا من الملح، ويشرب عليه ماء حار
25
مقدارما يمكن، ثم يتحرك ويرتاض بعنف [ما] فربما اسهله.
26
واما ان كان السبب شدة تخلخل من البدن وتعريق، او حرارة من البطن ويبس
27
فيجب ان يستعمل العلاجات الخفيفة المذكورة فى باب الصفراوى. ويجب لهم،
28
وللذين قبلهم أن يتناولوا قبل الطعام [شئيا من] المزلقات مثل الاجاص، والسلق المطيب
29
بالزيت العذب، والمرى، والشير خشك، والنيمبرشت، والعنب، والتين، والمشمش.
30
ويتناول المرى على الريق، اوزيتون الماء على الريق، ويكثر فى طعامه الدسومات،
3-697
1
ويتحسى قبل الطعام سلاقة الكرنب المطبوخة بلحم الخروف السمين اوالدجاج المسمنة.
2
وان كان التخلخل فى البدن مفرطا كثفه بدهن الورد ودهن الأس ممزوجا
3
وقيروطيا. واقل من الحمام مع استعمال سائر التدبير المذكور، بل جعل استحمامه بالماء
4
البارد. وان كان السبب كثرة الدرور اخر الثفل بما تعرفه، ثم استكثر من تناول مثل التمر،
5
والزبيب الحلو الرطب والفانيذ، وجميع مايقل البول ويلين الطبيعة.
6
|329va49|علاج القولنج الكائن من ضعف الدافعة
7
هذا الضرب ينفع منه استعمال المقويات، والترياق، والمثروذيطوس،
8
وثباذريطوس، والشنجرينا، والدحمرتا، ويستعمل فى اسهاله مثل ايارج الفيقرا، بماء
9
الافاوية، ودهن الخروع. ويجب ان يكون غذاءه من الاغذية الجيدة مثل الاسفيدباج،
10
والزيرباج، بلحمان خفيفة محمودة.
11
|329vb1|علاج الكائن من ضعف الحس وذهابه
12
هذ الضرب ينفع منه تناول مثل اللوغاذيا، ومثل الانقرذيا، والقندا ديقون،
13
والترياق، والمثروديطوس. ومن الاشربة: مثل الخنديقون، والميسوسن، والشراب
14
الصرف ومن الادهان: شربا، وحقنا؛ دهن الكلكلانج، ودهن الخروع، ودهن
15
القسط خاصة، والقطران فى الزيت، والزفت فى الزيت؛ على ما علمته فى مواضع
16
قد سلفت.
17
|329vb11|علاج الالتوائى
18
افضل علاجه: بان يحلبس صاحبه فى مكان مطمئن، و"تدير امعاءه" باللمس
19
اللطيف، والمسح المستوى المعيد لامعاءه الى الوضع، وكذلك يمسح ظهره، ويشد
20
ساقاه شدا قويا جيدا.
21
|329vb17|علاج الكائن عن الدود
22
يجب ان تتعرف ذلك من كلا منافى الديدان، ومعالجاتها. فان كان فوق السرة
23
استعملت المشروبات. وان كان عند السرة وتحتها فالحقن المذكورة هناك.
3-698
1
علاج القتقى
2
اصلاح الفتق، ثم تدبير القولنج فى نفسه ان لم يزل باصلاح الفتق.
3
|329vb24|تدبير المخدرات
4
قد ذكرنا فى التدبير الكلى كيفية وجوب اجتناب المخدرات فان اشتدت
5
الضرورة ــ لم يكن منها ب ــ فاوفقه الفلونيا، ومعاجين ذكرناها فى انقراباذين، وكل
6
مايقع فيه مع المخدر جندبيدستر ومنها اقراص اسطيرا. نسختها:
7
يوخذ زعفران، وميعة سائلة، وزنجبيل، دارفلفل، بزر البنج، من كل واحد درهم،
8
افيون، جندبيدستر، ومن كل واحد ربع درهم؛ يتخذ منه حبوب صغار؛ والشربة منه من
9
ثلثى درهم الى درهم.
10
دوآء جيد: يوخذ اصل الفاوينا، وزعفران، وقردمانا، وسعد؛ من كل واحد
11
اوقيتان، ورق النعناع انيابس، قسط، مر، دارفلفل، حماما، سنبل هندى؛ من كل واحد
12
ثلاث اواق، بزر الكرفس، انجدان، زنجبيل، حب البلسان؛ من كل واحد اربع اواق،
13
افيون، بزر الشوكران، قشور اليبروج؛ من كل واحد اوقية، عسل مقدار الكفاية، يستعمل
14
بعد ستة أشهر. وايضا يستعمل بعض الحقن المعروفة المعتدلة، ويجعل فيها جند بيدستر
15
وزن نصف درهم، افيون مقدار باقلاة، اواقل. وربما جعل الافيون ونحوه فى الادهان
16
الحقنة للقولنج. وربما جعل مع ذلك سكبينج، وحلتيت ودهن البلسان، وشىء من
17
المسك. وربما اتخذت فتيلة من الافيون، والجندبيدستر مدقوقين فى زيت البزور،
18
وتغمس فيها فتيلة، وتدس فى المقعدة، ويجعل لها هدب خيطى؛ يبقى من خارج
19
يسل كل ساعة، ويجدد عليه الدواء.
20
|330ra1|تغذية القولنجيين
21
أما ان جميع اصناف القولنج تحتاج الى غذاء مزلق ملين، فهو امر لاشك فيه. وأما
22
انه يحتاج الى مقو فامر يكون عند ضعف يظهر عند شدة الوجع وكثرة الاستفراغ.
23
والمقويات هى مياه اللحوم المطبوخة بقوة، وصفرة البيض نيمبرشت، ولب
24
الخبز المدوف فى مرقة، والشراب. واما ان ترك الغذاء اصلا نافع للقولنج البلغمى،
25
والريحى، وغير ذلك، فهو امر يجرى مجرى القانون. وربما احتيج الى ان يجعل التربذ،
26
والسقمونيا فى مرقهم وفى خبزهم. ويجب ان يكون خبزهم خشكار محتمرا غير فطير،
27
ورخفًا غير مكنوز. وينفع اكثر هم أولا يضرهم التين والجميز، والزيب،
28
و"الموز، والرطب"، كل ذلك اذا كان حلوا، والبطيخ الشديد الحلاوة الشديد النضج.
3-699
1
ثم غذاء الورمى، والصفراوى: المزلقات الباردة مثل ماء الشعير، ومرقة العدس
2
اسفيد باجة، ومرقة الاسفاناخ ان لم يخف نفخ الاسفاناخ، والاجاصية، ونحوها.
3
واما مرقة الديك الهرم، والقنابر، والفراخ، فمشترك للثفلى والبارد بأصنافه. ولارخصة
4
فى لحم الديك الهرم. واما لحم القنبرة فقوم لا يرخصون فيها لما يتوقع من اللحم
5
المجلوب قوته من السلق من العقل.
6
وقوم <من الاطباء> مثل روفس، ومثل جالينوس فى كتبه؛ وخصوصا فى كتاب
7
الترياق يقضى بان لحمها نافع ولو مشويا؛ ولحم الهدهد كذلك. وتجرع المرى النبطى
8
قبل الطعام سبع حسوات نافع فى كل مالا حرارة فيه عظيمة. وكذلك النيمبرشت نافع
9
لهم، ثم ما يخص القولنج البارد تناول الثوم والمرى فى طعامهم. [وتدبير طعامهم]
10
بالكراث، وتمليحه، وتفويهه بالدارصينى، والزنجبيل، والسعتر، والكمون، والانجرة،
11
والقرطم. ويجب ان يتناولوا الاسفيد باجات برغوة الخردل. ويكون ملحهم من الدارانى
12
المبزر المخلوط بالقرطم، والشونيز، والكمون، والانيسون. ويجتنبون جميع البقول
13
الا السذاب والسلق. وفى النعناع نفخ ايضا. ومن اشربتهم: الشراب الريحانى الصرف
14
وشراب العسل بالافاوية.
15
|330ra47|ما يضر القولنجيين
16
الاشياء التى تضر بالقولنجبين منها اغذية، ومنها افعال. فاما الاغذية:
17
فكل غليظ من لحم الوحش حتى الارنب، والظبى، والبقر، والجزور،
18
والسمك الكبار خاصة، كان طريا او مالحا، وكل مقلى من اللحمان، ومشوى كيف
19
كان، وجميع بطون الحيوانات، بل جميع اجزاء اللحوم، إلاما استثناه قبل. ويضرهم
20
السميذ، والفطير، ويضرهم السكباج، والمضيرة، والخل بالزيت، والكشكية، و
21
البهط، واللوزينج. والقطائف [اقل ضررًا]، وكذلك الحشكنانكات فكلها ضارة ــ
22
والفتيت، والزلابية، والا لبان، والجبن العتيق والطرى، <والقسب>، وكل ما فيه
23
نفخ من الاغذية، والبقول كلها، سوى ما ذكرناه من مثل السلق، والسذاب البارد.
24
والنعنع قد يضرهم بنفخه وكذلك الجرجير، والطرخون ضار لهم ايضا. ومثل
25
الزيتون، وجميع الفواكه الا المشمش والاجاص الصفراوى والثفلى من حرارة فقط
26
دون غيرهم. والطبيخ الحلو قبل الطعام فى حال الصحة غير ضار لاكثر القولنجيين.
27
واما القرع خاصة، والقثاء، <والخيار>، والقثد، والسفرجل، وبيض الكرنب، وبيض
3-700
1
السلجم، والقنبيط، والكمثرى، والتفاح، وخصوصا الحامض والقابض والزعرور،
2
والنبق، والغبيراء، والكندس الطبرى، والتوث الشامى، والامبر باريس، والسماق،
3
والحصرم، والريباس، وما يتخذ منها، وما يشبهها فأعدى <شئ> للقولنجى؛ و
4
لاسبيل له الى استعمالها. وكذلك يضرهم الجوز، واللوز الرطبان جدا. والباقلى الرطب،
5
والرمان الحلو اقل ضررا من الحامض.
6
واما الافعال التى يجب ان يحذرها فمثل حبس الريح، وحبس البراز، والنوم
7
على براز فى البطن وخصوصا يابس، بل ينبغى ان يعرض نفسه عند كل نوم على الخلاء.
8
واعلم: ان حبس الريح كثيرا ما يحدث القولنج باصعاده للثفل، وحصره اياه؛ حتى
9
يجتمع شئيا واحدا مكتنزًا، وباحداثه ضعفا فى الامعاء. وربما ادى ذلك الى
10
الاستسقاء. وربما ولد ظلمة البصر، والدوار، والصداع. وربما ارتبك فى المفاصل فاحدث
11
التشنج. والحركة على الطعام ردئى لهم، وشرب الماء البارد، والشرب الكثير على الطعام.
12
|330rb31|فى ايلاؤس: وهو مثل القولنج اذا عرض فى الدقاق
13
ان ايلاؤس قد يعرض من جميع الاسباب التى يعرض منها القولنج. ويجب ان
14
يرجع فى اسبابه، واعراضه، وعلاجاته الى ما فصل فى باب القولنج. وقد يعرض بسبب
15
سقى اصناف من السموم تفعل ايلاؤس. وقد يعرض لشدة قوة المعاء الماسكة؛ فتشتمل
16
على ما فيه، ويحبسه. ومما يفارق به القولنج فى احكامه انه كثير اما يكون عن سؤ المزاج
17
المفرد؛ اكثر مما يكون منه القولنج. واكثره من مزاج بارد؛ وخصوصا اذا اتفق ان كانت
18
المعدة حارة جدا فالتوى المعاء، وسد الريح والبلغم. وربما كان سببه شرب ماء بارد
19
على غير وجهه. وان الريحى منه ابلامه. بايقاع الشدة اكثر من ايلامه بتمزيق الطبقات،
20
بل كان جميع مضرته من ذلك، وهذا بخلاف ما فى القولنج. والورمى قد يكثر فيه
21
اكثر مما فى القولنج وهو ردئى جدا ويكثر الفتقى ايضا، والثفلى منه شديد الوجع جدا.
22
وكثيرًا ما ينتقل القولنج الى ايلاوس، وهذا شىء كالكائن فى الغالب. واكثر
23
ما يقتل ايلاؤس يقتل فى السابع؛ وهو يعدى من بعضهم الى بعض ينتقل فى الهواء الوبائى،
24
ومن بلاد الى بلاد انتقال الامراض الوافدة. قال ابقراط: اذا حدث من القولنج المستعاد منه
25
قىء وفواق، واختلاط عقل، وتشنج فكل ذلك دليل ربى. وهذه الاعراض تعرض
26
له بمشاكة المعدة، وبمشاكة الدماغ. قال ابقراط: "اذا حدث من تقطير البول
3-701
1
ايلاؤس'' مات صاحبه فى السابع؛ إلا ان تحدث حمى فيجرى معها عرق كثير. وجالينوس
2
لم يعرف السبب فى ذلك. والبلغمى والريحى منه ينتفع بالحمى ايضا.
3
واذا اشتد تواتر القىء الخبيث، والكزاز، والفواق، قتل. وجودة القارورة فى
4
هذه العلة غير كثيرة الدلالة على الخير، فكيف ردأتها. واردأ الايلاؤس الذى يقذف
5
بالزبل من فوق ويسمى المنتن، ثم الذى يكون فيه العرق منتنا نتن الزبل، ثم الذى
6
يكون النفس فيه منتنا، ثم الذى يكون الجشأ منتنا، ثم الذى يكون الريح السافلة منه منتنا.
7
|330va22|العلامات:
علامات ايلاؤس ان يكون الوجع فوق السرة، ولا يخرج شىء البتة8
من تحت، ولا ينتفع بالحقنة كثير انتفاع كما قال بقراط. وربما اندفع ثفله الى فوق
9
فقاء الثفل، والدود، وحب القرع. وانتن فمه، وجشاءه؛ بل ربما انتن جميع بدنه.
10
وهذه دلائل لا تخلف، واحتباس خروج شىء من اسفل لازم لهذه العلة. واما عظم حال
11
القئ للرجيع فليس بلازم؛ انما يعظم عند الخطر؛ لكن حركة القىء، والتهوع فى هذا
12
اكثر منه فى القولنج؛ لان هذا فى معاء اقرب إلى المعدة. وكذلك اعراض الكرب،
13
والغم، والخفقان، والغشى، والسهر، وبرد الاطراف، فان هذه فى ايلاؤس اكثر منها
14
فى القولنج. ويكون الثفل فى البلغمى، والثفلى أشد مما فى القولنج، لانه فى عضو
15
اشد ارتفاعا، واعظم جرما، واقل استقرارا على البدن.
16
وقد يظهر فيه من نهبج العين اكثر مما فى القولنج، ثم علامات تفاصيله مثل
17
علامات تفاصيل القولنج، مع علامة ايلاوس من موضع الوجع، وحركته، وقلة انتفاعه
18
بالحقن؛ لكن الكائن من السموم يدل عليه عروض دلالات أخر قبل اشتداده؛ فان
19
الذى سببه السم قد يؤدى الى الضعف، والاسترخاء، والخفقان فى اول ما يعرض قبل
20
ان يشتد ويعظم وجعه؛ ويدل عليه ان لا يعرف سبب أخر ظاهر. والكائن من قوة
21
الامعاء فيدل عليه شدة صلابة الثفل، وسرعة قئ الزبل، ولا يكون هناك حمى، ولا يكون
22
سقوط قوة شديدة.
23
|330va56|العلاج:
ان علاج ايلاؤس يقرب من علاج القولنج، الا انه أقوى. والمشروب24
انفع فيه. ولابد ايضا من الحقن، فانه اذا شرب من فوق، وامتنع، فحقن من اسفل
25
كان عونا جيدا للمشروب، وسواء قدمت الحقنة، او أخرت بحسب الحاجة، وايهما
26
قدم وجب ان بجعل الأخرا ضعف. وكثيرا ما سكن وجعه تجرع الماء الحار، لو صوله
27
إليه بالقرب محللا لمايوذى فيه. وقوم يرون ان من الصواب ان يسوى المعاء اولا
3-702
1
بوضع المفتاح فيه بالرفق ثم يحقن حتى تصل الحقنة الى الموضع البعيد وصولا سهلا
2
والفصد ههنا اوجب؛ فانه ان كان ورم لم يكن منه بد، وان كان وجع شديد خيف
3
منه الورم، فوجب الاستظهار فيه. وهذا قد يعرض منه تفرق الاخلاط الردئية فى البدن،
4
لاحتباسها عن الدفع حتى ينتن البدن.
5
فاذا تفرقت اخلاط ردئية فى البدن، وصعب اخراجها بالاسهال، كان الفصد
6
من الواجب. ودلك الاطراف ايضا مما يمنع المادة المولمة بغورها عن الغور. ويكاد
7
ان يكون استعمال المزلقات المائلة الى الحرارة، واللعابات الحارة مع دهن الخروع نافعا
8
من اكثر ايلاؤس؛ اللهم الا المرارى، والورمى الشديد الحرارة. وكذلك سلاقة الشبث
9
بالملح، والزيت المطبوخ معهما. وكذلك تمريخ البدن بالزيت المسخن. ويعالج
10
البلغمى منه بمثل ما قيل فى القولنج من المشروبات، وبمثل حب الصبر، وحب
11
السكبينج، وحب الايارج، وجميع ذلك بدهن الخروع، ويحقن معتدلة تجذب الى اسفل.
12
والريحى يعالج بمثل ما قيل هناك من المشروبات النافعة من الرياح، والحقن، ليجعل له
13
الحقنة عونا لما يشرب، وبالمحاجم الكثيرة توضع فى أعلى البطن. وربما احتيج الى
14
ان يشرط الذى يلى الوجع. وربما جذبت المادة الى المراق.
15
والمزاجى الساذج يعالج بما تعرفه من تبديل المزاج، واستفراغ الخلط؛
16
على ما قيل فى باب القولنج المادى. والورمى الحار يعالج بمثل مار سمناه فى القولنج.
17
والورمى البارد يعالج ايضا بما قيل فى القولنج. وأوفق ذلك شرب دهن الخروع فى ماء
18
الاصول، اومع خيارشنبر، وسائر العلاجات المعلومة. وايضا من السنبلين، ومن
19
الشبث، ومن حب الغار، وبزر الكتان، والحلبة، وبزر الخطمى، وبزر المرو، من كل
20
واحد مثقال، الاصول الثلاثة من كل واحد سبعة مثاقيل، وخمس تينات، وعشرة سبستانات
21
يطبخ ويسقى بدهن الخروع، واللوز المر، والمرارى منه يعالج مثل ما يعالج به نظيره فى القولنج.
22
والالتواى يعالج بمثل ماقيل فى القولنج. والفقى ايضا يعالج بوضع مناسب لعود
23
ما اندفع فى الفتق، وبشده.
24
والذى من شدة قوة الامعاء يعالج بالمزلقات الدسمة، وأمراق الدجاج المسمنة،
25
والفراريج، والحملان، يتناول امراقها الدسمة اسفيد باجة وزير باجة؛ وخصوصا
26
اذا جعل فيها شبث، واصول الكراث النبطى، ودهن اللوز. ويستعمل بعد ذلك حقنة
27
رطبة لينة، خفيفة الحرارة. والثفلى اولا يعالج بحقن لينة ثم يتدرج إلى القوية، ويعقب
28
ذلك بشربه من المسهلات الخاصة بالثفلى ليحدر ما بقى. والسمى يبدأ فى علاجه
29
بالتقيية بمثل الماء الحار، ودهن الشيرج، وربما احتيج الى ان يجعل فيما يقيئه قوة من
3-703
1
التربذ، او من بزر الفجل؛ وبعد ذلك يسقى الترياق الكبير، والفادزهر، وما أشبهه، و
2
يجعل شرابه ماء السكر، وطعامه المرق الدسمة. واذا توالى عليهم القئ ولم يقبلوا
3
الطعام، سقو الدواء المذكور فى مثل هذه الحال من القولنج. وربما حبس قيئهم،
4
وامسك الطعام فى بطونهم، أن يعطوا خبزا مغموسافى ماء حار يفلى. وما يحدث من
5
الاغذية العفصة، والقابضة، واللزجة، فعلاجه قريب من علاج نظيره من القولنج،
6
إلا ان نفع فيه المتحسيات، والمشروبات.
7
|331ra23|البطاء القيام وسرعته
8
ذلك يتعلق اما بالغذاء؛ بان يكون قابضا، او عفصا، او غليظا، او لزجا، او
9
يكون لينا، لزجا، سيالا. وإما بالقوة فان القوة الدافعة ان كانت قوية دفعت، وان
10
كانت ضعيفة لم تدفع. وقوة عضل البطن ان كانت قوية نقت، وان لم تكن قوية
11
لم تكن قوية لم تنق؛ فاحتبس. وقوة حس المعاء ان كانت قوية تقاضت بالقيام،
12
وان لم تكن قوية لم تتقاض. وقوة المزاج فان الحار، والبارد جميعا حابسان. وانت
13
تعرف التدبير بحسب معرفتك السبب.
14
|331ra36|كثرة البراز وقلتة
15
هذان يتعلقان بالغذاء فى كميته، وكيفية، وبحال ما يندفع الى الكبد، فان الغذاء
16
الكثير الرطب المشروب عليه برازه كثير، وضده برازه قليل. واذا اندفع الصفو الى الكبد
17
اندفاعا كثيرا قل البراز، واذا لم يندفع كثر. وانت تعرف مما سلف مقاومة المفرطين
18
منه، وبحسب مضادة السبب.
19
|331ra47|المقالة الخامسة
20
فى الديدان
21
|331ra48|[تولد] الديدان
22
اذا تحصلت مادة؛ وليست مزاجاما أوتيت اصلح ماتحتمله من هئية، و
23
صورة؛ ولم يحرم استعدادها الكمال الطبعى الذى بحسبه من الصانع القدير.
24
ولذلك ما تتخلق الديدان، والذباب وما يجرى مجراها عن مواد عفنة رطبة؛ لان تلك
3-704
1
المواد اصلح ما يمكن ان تقبله من الصورة هو حياة دودية، اوحياة ذبابية، وذلك خير
2
من بقاءها على العفونة الصرفة، وهى مع ذلك تتسلط على العفونات المتفرقة فى العالم،
3
فتغتذى بها للمشاكلة، وتأخذها عن مساكن الناس، وعن الهواء المحيط بهم. و
4
ديدان البطن من هذا القبيل، وليس تولدها من كل خلط، فانها لن تتولد عن المرار
5
الاحمر، والأسود، لان احدهما شديد الحرارة، فلا يتولد منه الدود الرطب، بل هو
6
مضاد لمزاجه والأخر بارد يابس بعيد عن مناسبة الحياة.
7
واما الدم فان الصيانة متسلطة عليه، "والاعضاء شديد الحاجة إليه"، وهو
8
مناسب للحمية الانسان، وعظميته؛ لا للدود، ولاهو أيضا مما ينصب الى الامعاء؛
9
ويبقى فيها ويتولد عنه الدود؛ ولاهئية الدود، واونه يدل على انه من مثل المادة
10
الدموية، بل مادة الديدان هى البلغم اذا سخن، وعفن، وكثر فى الامعاء ويبقى فيها.
11
وانت تعلم اسباب كثرة تولد البلغم من الما كولات، والتخم، وضعف الهضم، بأى
12
سبب كان، ومن مزاج الاعضاء الباردة. ومما يولدها: الاغذية اللينة اللزجة، مثل
13
الحنطة، واللوبيا، والباقلى، ومن سف الدقيق، واكل اللحم الخام، والالبان، والبقول،
14
والفواكه الرطبة، والرواضيل، والدسم؛ والاغتسال بالماء الحار بعد الطعام، وكذلك
15
الاستحمام بعد الأكل، والجماع على الامتلاء.
16
واصناف الديدان اربعة: طوال عظام، ومستديره، ومعترضة وهى حب القرع
17
وصغار. وانما اختلف تولدها بحسب اختلاف ما يتولد منه، واختلاف ما فيه يتولد.
18
فاما اختلاف ما يتولد منه فلان بعضها يتولد عن رطوبة؛ لم يستول عليها الانقسام،
19
والتفرق من جهة جذب الكبد، ومن جهة شدة العفونة. وبعضها يتولد عن رطوبة فرقها،
20
وقللها، وصغرها جذب الكبد المتصل، والعفونة، وكثرة مخاوضة الثفل. واذا تولد
21
أعان على بقاءها صغيرة اخراج الثفل لها قبل ان تعظم لقربها من مخرج ضيق. وبعضها يتولد
22
عن رطوبة من الرطوبتين.
23
وما كان من الرطوبة فى الامعاء العالية يكون من قبيل الرطوبة المذكورة اولا،
24
وما كان من الرطوبة فى المعى المستقيم كان من قبيل الرطوبة المذكورة ثانيا، وما كان
25
فى الاعور، ومعى قولون فهو من قبيل الرطوبة المذكورة ثالثا. فالطوال من قبيل
3-705
1
الأول؛ وربما بلغت فوق الذراع. والمستديرة، والعراض من قبيل الثالث. وان كانت
2
قد تتولد ايضا فى الامعاء العليا، خصوصا العظام الغلاظ منها. وربما لم تتولد إلا فى
3
قولون، والا عور، ثم انتشرت من جانب الى المعدة، ومن جانب الى المقعدة. والصغار
4
من قبيل الثانى. وهذه العراض، والمستديرة كانها تتولد من نفس اللزوجات المتشبثة
5
بسطح المعاء ويجرى عليها غشاء مخاطى يحفها؛ كانها منه تتولد، وفيه تعفن.
6
واقلها ضررا الصغار؛ لانها صغار؛ ولانها بعيدة عن الاصول؛ ولانها بعرض
7
الاندفاع بثفل قوى كثيف؛ لكنها ان عظمت، واتفق لها ان بقيت مدة تعظم فيها كانت
8
شر الجميع؛ لانها من شر مادة. ثم الطوال، فانها ليست فى ردأة العراض، لان مادتها
9
اى مادة العراض اشد عفونة. والعراض والصفار اكثر خروجا من المقعدة، للقرب من
10
المقعدة، وللضعف، فلا يستطيع ان يتشبث بالمعاء تشبث الطوال. وكما ان الطوال اشد
11
تشبثا، فان الصغار اسهل اندفاعا.
12
واذا كان بصاحب الديدان حمى كانت الاعراض قوية، خبيثة، لان الحمى
13
تبيد غذاءها، فتتحرك لطلبه، وتتشبث بالمعاء، ولان الحمى توذيها جوهرها وتقلقها،
14
ولان الحمى تزيد طبيعتها عفونة، وحدة، وقلقًا؛ ولان المرار اذا انصبت إليها فى الحمى
15
آذاها، فاذا التوت هى فى الامعاء، ولذعته اذته اذى شديدا. وقد حكى بعضهم: انه
16
راها ثقبت البطن، وخرجت منه؛ وذلك عندى عظيم. وكذلك ترتفع منه ابخرة ردئية
17
الى الدماغ فتوذى. وربما كان احتباسها فى الامعاء، واحداثها للعفونات سببًا للحمى،
18
وليس حالها فى انها ينتفع بها فى تنقية الامعاء؛ الانتفاع بالذباب، ونحوها فى تنقية
19
عفونات العالم؛ لان الامعاء لها منق دافع من الطباع، ولان نسبة ما يتولد من هذه الى
20
العفونات التى فى الامعاء الفاضلة عن دفع الطبيعة، اعظم من نسبة الذباب، ونحوها
21
الى هواء العالم، وأرضه، ولان هذه تتولد منها أفات أخر من سلبها المحتاج اليه من
22
الغذاء، ومن مضادة حركتها، ومن احداثها القولنج، ومن مضادة الكيفية التى تنبث
23
عنها لمزاج البدن وغير ذلك.
24
وقد يتولد بسبب الديدان، والحيات صرع، وقولنج. وقد يتولد جوع كلبى؛
25
لشدة خطفها الغذاء. وربما ولدت بوليموس، واسقطت الشهوة من فم المعدة؛ بصعودها
26
إليها، وتقديرها لها. وربما تبع الحالين خفقان عظيم.
27
واكثر ما تتولد فى سن الصبى، والترعرع، والحداثة. وحب القرع فى الاكثر
28
يتولد فيمن فارق سن الصبى. واما المدورة فيكون اكثر ذلك فى الصبيان، ثم فى الشبان،
3-706
1
وتقل فى الشيوخ؛ على ان كل ذلك تكون. وهى تتولد فى الخريف اكثر من سائر الفصول
2
لتقدم تناول الفواكه، ونحوها، والعفونة، وهى تهيج عند المساء، ووقت النوم اكثر.
3
والتعب، والرياضة الشديدة قد تسهل الديدان.
4
واذا خرجت الديدان من صاحب الحميات الحادة حية لم تكن شديدة الردأة
5
ودلت على صحة من القوة، واقتدار على الدفع، خصوصا بعد الا نحطاط. وان خرجت
6
ميتة كانت علامة ردئية: وبالجملة: فان خروجها فى الحميات فى البراز ليس بدليل جيد؛
7
وخصوصا قبل الانحطاط؛ لكن الحى أجود. واما خروجها لا فى حال الحمى؛ اذا كان
8
معها دم فهو ردئى ايضا، ومنذرة بأفة فى البدن، والا معاء. واما خروجها بالقى فيدل على
9
اخلاط ردئية فى المعدة.
10
|331vb11|العلامات:
اما العلامات المشتركة: فسيلان لعاب، ورطوبة الشفتين بالليل،11
وجفوفهما بالنهار، بسبب ان الحرارة تنتشر فى النهار، وتنحصر فى الليل. فاذا انتشرت
12
الحرارة انجذبت الرطوبة معها، فجاعت الديدان، وجذبت من المعدة، فجففت السطح
13
المتصل بها من سطح الفم، والشفة، واعانها على تجفيف الشفة الهواء الخارج، فظل
14
المريض يرطب شفيته بلسانه. وقد يعرض لصاحب الديدان ضجر، واشتثقال للكلام،
15
ويكون فى هئية المغضب السىء الخلق. وربما تأدى الى الهذيان لما يرتفع من بخاراته
16
الردئية. وقد تعرض له اعراض فرانيطس؛ سوى انه لا يلقط الزئبر ولا يصدع، ولا تطن
17
اذنه، ويعرض له تصريف الأسنان؛ خصوصا ليلا. ويكون فى كثير من الأوقات كانه
18
يمضغ شئيا، وكانه يشتهى دلع اللسان. ويعرض له توشب فى النوم، وصراخ فيه،
19
وتململ، واضطراب هئية، وضيق صدر على من ينبهه. ويعرض له على الطعام غثيان،
20
وكرب، وينقطع صوته، ويضعف نبضه، وعند الهيجان يكون كالساقط؛ ويكون
21
برازه فى اكثر الامور رطبا. واما سقوط الشهوة، واشتدادها فعلى ما ذكرناه فى باب الاسباب.
22
وربما عرض له عطش؛ لارى معه؛ وكذلك قد تعرض له امراض ذكرنا هناك.
23
وادا اشتدت العلة، والوجع سقطوا، وتشنجوا، والتووا كانهم مصروعون.
24
وربما عرض لهم فى مثل هذا الوقت ان يتقئيوها، وتختلف الوانهم، والوان عيونهم،
25
فتارة تزول الوان وجوههم، وعيونهم، وتارة ترجع. وربما انتفخوا، وتهبجوا، و
26
تمددت بطونهم؛ كالمستسقين؛ وكانما بطونهم جاسية. وربما ورمت خصاهم، ويعرقون
27
عرقا نادرا مع نتن شديد.
28
واما العلامات لتفاصيلها: فمنها مشتركة التفاصيل، وهو خروج ذلك الصنف من
29
المخرج. ثم الطوال يدل عليها دغدغة فى فم المعدة، ولذعها، ومغص يليها، وعسر
3-707
1
بلع، وسقوط شهوة فى الاكثر، وتقزز من الطعام، وفواق. وربما تأذت الرئة،
2
والقلب بمجاورتها، فحدث سعال يابس، وخفقان، واختلاف نبض، فيكون النوم،
3
والانتباه لاعلى الترتيب، ويكون كسل، وتعنن للحركة، والنظر، والتحديق، وفتح
4
العين، بل تميل الى التغميض. ويعرض لعيونهم ان تحمر تارة، ثم تكمد اخرى. وربما
5
تمددت بطونهم، وصاروا كالمستسقيين، وربما عرض لهم اسهال.
6
واما العرض، والمستديرة؛ فان الشهوة فى الاكثر تكثر معها، لانها فى الاكثر تبعد
7
عن المعدة؛ فلا تنكى فيها، وتختطف الغذاء، وتتحرك عند الجوع حركات موذية؛
8
قارضة، منهكة للقوة، مرخية، مقطعة فيمايلى السرة. واما الصغار فيدل عليها حكة المقعدة،
9
ولزوم الدغدغة عندها، وربما اشتدت حتى احدثت الغشى، ويجد صاحبها عند
10
اجتماعها فى معاه ثقلا تحت شراشيف وفى صلبه. وربما ينفع هؤلاء كلهم ان يتحسوا
11
عند النوم شئيا من الخل.
12
|332ra19|المعالجات:
الغرض المقصود فى معالجات الديدان ان يمنعوا عن المادة13
المولدة لها من الماكولات المذكورة، وأن تنقى البلاغم المجتمعة فى المعاء التى منها
14
تتولد، وان تقتل بأدوية هى سموم بالقياس إليها، وهى المرة الطعم، فمنها حارة،
15
ومنها باردة نذكرها. والأدوية تفعل بالخاصية. ثم يسهلوا بعد القتل؛ ان لم تدفعها
16
الطبيعة بنفسها. ولا يجب ان يطول مقامها فى البطن بعد الموت والتجفيف، فيضر
17
بخارها ضرراسميا والادوية الحارة الى الدرجة الثالثة أوفق فى تدبيرها كل وقت، إلا
18
ان يكون هناك حمى، أوورم، فان الحارة المرة تضاد مزاجها بالحرارة، وتضاد الكيفية
19
التى هى احرص عليها اعنى الدسم، والحلو. وقد يوخذ من المشروبات والحقن مايجمع
20
الخصال الثلاث.
21
واما الحمولات فهى أولى بان تخرج من ان تقتل، إلاما كان فى المستقيم
22
من صغار الديدان. فربما جعلت من جنس الدسم، والحلو، لينجذب اليها الدود بالمحبة،
23
ويخرج معها اذا خرجت، واولى مايعالج بالمشروبات وقت خلاء البطن. واذا دست
24
السموم القاتلة لها فى الالبان، وفى الكباب، ونحوه كانت هى على التناول منها
25
أحرص، وكان ذلك لها أقتل. وربما سقى صاحب الديدان مثل اللبن يومين، ثم سقى
26
فى اليوم الثالث فى اللبن دواء قتالا. وربمامص قبله الكباب، فاذا وجدت رائحة اقبلت
27
على المص لما ينحدر اليها. واذا اتبع ذلك هذه الادوية كان اقتل لها.
3-708
1
واذا استعملت الحقن السمية القاتلة فالاولى ان تطلى المعدة بالقوابض؛
2
خصوصا ما فيه قوة قاتلة للدود، مثل السماق، والطراثيت، والاقاقيا مدوفة فى شراب،
3
وكذلك الكبر، والشبث، والشراب. وان لم يحتملوا قبض [مثل] هذه فالطين
4
المختوم بالشراب واذا شربت الاشربة الدودية، فيجب ان تسد المنخران سدا شديدا،
5
ولا تكثر من اخراج النفس، وادخاله ما امكنك؛ فان الاصوب ان لا تختلط فى النفس
6
شىء من روائحها. ومن العلاج المتصل بعلاج الديدان اصلاح الشهوة اذا سقطت. و
7
ربما وجد فى الضمادات، والمشروبات ما يجمع الى تقوية الشهوة قتلا لها، واخراجالها؛
8
مثل الصبر مع الافسنتين شربا كالحب المتخذ منهما، وطلاء منهما. وكذلك الصبر
9
مع الربوب الحامضة.
10
وربما اجتمع مع الديدان اسهال، واحتيج الى ان تقتل فقط؛ فان حركة الطبيعة
11
تخرجها وربما اقتضت الحال ان تقتل بالقوابض المرة، ليجتمع موتها، وامساك الطبيعة
12
اذا اجتمع الاسهال، والديدان، وخيف سقوط الشهوة، وخصوصا بالاضمدة القابضة
13
التى فيها قتل ما للديدان؛ فلا تسقط القوة. ثم انها لتخرج بعد ذلك، إما بدفع الطبيعة،
14
وإما بدوآء مشروب، او محمول. وربما كان معها اورام فى الاحشاء، فاحتيج إلى تدبير
15
لطيف. والادوية التى تقتل حب القرع اقوى من التى تقتل الطوال. والتى حب القرع
16
والمستديرة تقتل ايضا الطوال. والسبب فى ذلك ان حب القرع ابعد مما يشرب،
17
واشد اكتنانًا بالرطوبات الوافية لها. وربما كانت فى كيس، ولانها متولد عن مادة
18
اغلظ، واكثف، واقرب الى المزاج الحار، واشبه بما هو سم، فلا تنفعل عن شكله
19
ما لم يفرط.
20
|332rb38|الادوية الحارة القتالة الديدان وخصوصا الطوال
21
اما المفردة: فمثل الفراسيون، والقردمانا، يشرب منه مثقال، والشيح، و
22
الترمس المر، والسليخة، والفوذنج، وعصارته، وحب الدهمشت، والقسط المر،
23
والافتيمون، والقرطم، والنعنع، والقنبيل، والكمافيطوس، والقنطوريون، و
24
المشكطر مشيع، والثوم خاصة. وربما قتل حب القرع بزر الزاريانج، والاس،
25
والصعتر، والفوفل، والافسنتين، وبزر الكرنب، وقشور الغرب،
26
واصل الراسن المجفف، يشرب منه ثلاث اواق. والكمون المقلو، والقيصوم، و
27
القرنغار، والانيسون، وبزر الكرفس. والحرف قوى فى بابه. والشونيز، وبزر السرمق
3-709
1
يسهلها مع القتل. وكذلك اللبلاب، والبسبائج. واقرب مايسهل به بعد القتل الصبر.
2
واذا شرب الانسان من الزيت شربة وافرة مقدار ما يمكن شربه قتلها، واخرجها، وخصوصا
3
زيت الانفاق، وهو يقتل العراض ايضا، ويقتل بمرارته، ويخرج بلزوجته. وان لم يمكن
4
شربه دفعة شرب شربا بعد شرب ملعقتين ملعقتين. وحب النيل قتال للحيات ومخرج
5
لها؛ وربما نفع فى العراض.
6
وأما المركبة: فان القتالة لها منها ماهى كالترياق الفاروق، والذى يجمع
7
القتل والاخراج فمثل ايارج فيقرا، ومثل ان يوخذ من الشيح، ومن الافسنتين من كل واحد
8
وزن درهم وثلث، ومن شحم الحنظل وزن ربع درهم، ومن الملح الهندى وزن دانق،
9
ويسقى. وربما قتلها سقى الكمون، والنطرون مناصفة، ومن الجملة وزن مثقالين. و
10
ايضا: نطرون، فلفل، قردمانا، سواء، والشربة الى درهم ونصف. وايضا: فلفل،
11
حب النار، وكمون هندى، مصطكى يعجن بعسل. والشربة منه بالغداة ملعقة، وعند
12
النوم مثلها. او راسن، وشيح، وفلفل، وسرخس اجزاء سواء يسقى من دهم ونصف
13
الى ثلاث دراهم. وحب الافسنتين يخرج الطوال. واما العراض فتحتاج الى اقوى
14
من ذلك.
15
|332va20|الادوية هى اخص بحب القرع
16
هى القطرن يستعمل فى الحقن. والاطلية، والبرنج ولبه، والسرخس،
17
والقسط المر، وقشور اصل التوث وعصارته، والقنبيل، وشحم الحنظل،
18
والصبر. والشنجار عجيب فى العراض. وقشور اللبخ من الاشجار، واظن انه
19
ضرب من السدر والازاد درخت. ومما يخرجها بلااذى: ان يشرب ثلاث اواق من عصارة
20
الراسن الطرى فانه عجيب جدا. وقد ذكر العلماء ان الأربيان يخرج حب القرع.
21
ومن الادوية العجيبة فى جميع ضروب الديدان شعر الحيوان المسمى اخريمون.
22
والقلقدليس مما يقتلها مع منفعة، ان كان هناك اسهال. وقد ذكرنا لها فى انقراباذين
23
مطبوخا منه، ومن القنطوريون. وايضا: يشرب اللبن الحليب ثلاثة ايام بالغداة، و
24
يتحسى عليه الاسفيد باج، ثم يوخذ ستة مثاقيل برنج، وثلاثة دراهم سرخس، وثلاثة
3-710
1
دراهم قنبيل، ويدق، ويداف فى خل حامض، اوفى سكنجبين يمضغ شىء من
2
الكباب، لتحرص الديدان، ثم يشرب منه مقدار ما يوجبه الحدس، والتجربة.
3
واما الادوية الباردة والقليلة الحرارة
4
فمثل بزر الكزبرة اذا شرب ايام بالميبجتج، وبزر الكرفس، فانه قوى
5
جدا يقتل كل الدود، ويسقى سكنجبين، أو رائب، أو يشرب طبيخها.
6
والفوفل، وورق الخوخ، وعصارته، والشوكة المصرية وهى غير كثير
7
الحرارة والعليق، وسلاقة قشور شجرة الرمان الحامض، او المزيطبخ فى الماء ليلة جميعها،
8
ثم يصفى ويشرب. وكذلك ماء طبخ فيه اصله. وعصارة لسان الحمل يصلح لمن به
9
دود، وإسهال جميعا؛ او لسان الحمل يابسا. وايضا: السماق الممروس فى الماء
10
عجيب. والطراثيث، والبطن المختوم بالشراب عجيب. والمعزة عجيب ايضا. وبزر
11
البقلة الحمقاء اذا استكثر منها قتلها. وكذلك الهندباء المر، والخس المر، والكرفس
12
المخلل، [والكبر المخلل]. وقيل ان البطيخ يقتلها، ويسهلها. والحسك قيرب من
13
هذه الأدوية، ويبلغ من قوة هذه انها تخرج العراض ايضا اعنى مثل بزر الخلاف، و
14
عصارة الخوخ، والكزبرة، والهندباء المر، والجعدة، وغير ذلك. وهذه تسقى اما
15
بمخيض، اوماء حار، او سكنجبين.
16
|332vb12|تدبير الديدان الصغار
17
قد يقتلها احتمال الملح، والاحتقان بالماء الحار، ويقلع مادتها. واقوى
18
من ذلك حقنة يقع فيها القنطوريون، والقرطم، والزوفا، وفوه، وشحم
19
الحنظل يستعمل حارة، واقوى من ذلك احتمال القطران، والحقنة به، وخصوصا
20
من دهن المشمش المز، اولب الخوخ المز، وقد طبخت فيه الادوية القتالة. وقد
21
يحقن ايضا بالقطران. ومما يحتمل منه العرطنيثا، وبخور مريم، وقشور اصل اللبخ.
22
ومما يلفظ هذه الصغار ان يدس فى المقعدة لحم سمين مملوح، وقد شد عليه مجذب
23
من خيط؛ فانها تجتمع عليه بحرص، ثم يجذب بعد صبر عليه ساعة ما امكن فيخرجها،
24
ويعاود الى ان يستنقى.
3-711
1
|332vb31|الحقن لاصحاب الديدان
2
يحتقنون بسلاقات الادوية المذكورة لهم؛ وقد جعل فيها مسهلات
3
مثل الشحم، والصبر، والتربذ، وقثاء الحمار بحسب القوة والوقت. و
4
يصلح ان يستعمل القطران فى حقنهم، فينفع نفعا عظيما. وتراعى حينئد المقعدة
5
لئلا تنزحر بالشيافات الزحيرية، والمقعدة لئلا تضعف بالاشربة، والا ضمدة المعدية،
6
وقد عرفت جميع ذلك وربما نفعت الحقنة بالمياه المالحة، والمياه الممحلة بالنطرون
7
ونحوه، خصوصا بالقطران وقد نفع فى حقنهم عصارة ورق الخوخ، وسلاقة اصول
8
التوث، وقشور الرمان، وخاصة اذا كانت حرارة.
9
|332vb48|الضمادات لاصحاب الديدان
10
الضمادات ايضا تتخذ من الادوية من هذه؛ وتقوى بمثل شحم الحنظل،
11
ومرارة البقر، وعصارة قثاء الحمار، وبمثل القطران، والصبر. واذا
12
ضمد بالصبر، والافسنتين، او بالصبر، ورب السفرجل، اورب النعناع قتل، وفتق
13
الشهوة. واذا جمع الجميع فهو أصوب. ضماد جيد: يسحق الشونيز بماء الحنظل
14
الرطب، او بسلاقة شحمه، ويطلى على البطن، والسرة، ويقال ان مخ الايل اذا ضمد
15
به السرة نفع من ذلك. وكذلك ادهان الادوية المذكورة اذا طلى بها نفعت، ودهن
16
البابونج، والافسنتين خاصة.
17
تغذيتهم: أما الغذاء الذى يجب بحسب مقابلة السبب فأن يكون حارا يابسا
18
لالزوجة فيه، ويكون فيه جلاءما يجلوها فيخرجها. ويدخل فى اغذيتهم ماء الحمص،
19
وورق الكرنب. ولحوم الحمام ايضا نافعة لهم. وشرب الماء المالح ينفع جميعهم.
20
واذا كان اسهال، وحرارة غذوا باحساء محمضة بالسماق، فانه قاتل حابس. وكذلك
21
ماء الرمان الحامض. واذا اضعف الإسهال احتيج الى ما يغذو بقوة، فان لم يهضم جعل
22
من جنس الاحساء، ومياه اللحوم.
23
وأما الوقت والترتيب: فيجب ان لايجاع فتهيج هى، وتلذع المعدة،
24
وربما اسقطت الشهوة، بل يجب ان يتغذى قبل حركتها فى وقت الراحة، وأن يفرق غذاءهم،
25
فيطعمواكل قليل. واذا خيف الاسهال استعمل على البطن اضمدة قابضة مما تعلمه.
26
واما اصحاب الديدان الصغار: فالاولى ان يجعل غذاءهم من جنس الحسن الكيموس،
27
السريع الانهضام، فان قوته على سبيل المضادة لاتصل اليها البتة. واذا كان حسن
28
الكيموس قل الكيموس الفاسد الذى هو مادة لها.
3-712
1
|333ra31|علاج السقطة والصدمة على البطن
2
الصواب فى ذلك: ان يخرج الدم ان امكن، ويسقى بعد ذلك من الكندر، ودم
3
الاخوين، والطين الأرمنى، والكهربا، من كل واحد وزن درهم بمثلث رقيق، فان كان
4
نزف دم، او إسهاله، اوقيئه جعل فيه قيراط من افيون، وبعد هذا فيجب ان
5
يتأمل ما ذكرناه فى ابواب الصدمات فى الكتاب الذى بعد هذا.
3-713
1
|333ra40|الفن السابع عشر
2
فى علل المقعدة، وهو مقالة واحدة
3
|333ra42|كلام كلى فى علل المقعدة
4
اعلم: ان علل المقعدة عسرة البرء لما اجتمع فيها من انها ممر، وانها
5
معكوسة نافذة من تحت الى فوق، وانها شديدة الحس، وانها موضوعة
6
فى الاسفل، ولانها ممر يأتيها الثفل فى كل وقت، ويحركها، ويزيد فى آلامها، و
7
لفقدها السكون الذى به يتم قبول منافع الادوية، وبه تتمكن الطبيعة من الصلاح،
8
وانها معكوسة يصعب الزام الادوية اياها، ولانها شديدة الحس يكثر وجعها وكثرة
9
الوجع جذابة، ولانها موضوعة فى الاسفل يسهل انحدار الفضول اليها، وخصوصا
10
اذا اجاب الى قبولها ضعف بها من أفة فيها.
11
|333rb3|فصل فى البواسير
12
اعلم: "ان كثيرا ممن بظن ان به" بواسير، وانما به قروح فى
13
المستقيم، وفيما فوقه، فيجب ان يتامل ذلك. والبواسير تنقسم بضرب من القسمة
14
المشهورة الى ثولوية وهى أردية والى عنبية، والى توثية. والثولوليه شبيه الثأليل
15
الصغار. والعنبية مستعرضة مدورة، ارجرانية اللون، اوالى ارجوانية. والتوثية رخوة
16
دموية. وقد يكون من البواسيير بواسير كانها نفاخات. وقد تنقسم البواسير قسمة أخرى
17
الى ناتية، والى غائرة، وهى اردأها وخصوصا التى تلى ناحية القضيب، فربما حبست
18
البول بالتورم. والناتية الظاهرة تكون احدى الثلاثة. واما الغائرة فمنها: دموية، ومنها
19
غير دموية. وقد تنقسم البواسير ايضا الى منفتحة تسيل، وربما سالت شئيا كثيرا
20
لانفتاح عروق كثيرة، والى صم عمى لايسيل منها شىء.
21
واكثر ما يتولد البواسير يتولد من السوداء، والدم السوداوى، وقلما يتولد عن البلغم
22
فاذا تولدت عنه فتتولد كانها نفاطات، وكانها نفاخات بطون السمك. والثولولية
23
أقرب الى صريح السوداء، والتوثية الى الدم، والعنبية بين بين. وليس يمكن ان
3-714
1
تحدث البواسير دون ان تنفتح افواه العروق فى المقعدة، على ما قال جالينوس، ولذلك
2
تكثر مع رياح الجنوب، وفى البلاد الجنويية. والبواسير المنفتحة السيالة لا يجب
3
ان يحبس الدم السائل منها، حتى ينتهى الى ضعف، واسترخاء الركبة، واستيلاء الخفقان،
4
ويرى دم غير اسود، واجوده ان يتحلب قليلا قليلا لادفعة. واذا مال فى النساء دم
5
البواسير الى الرحم فخرج فى الطمث انتفعن به. ويجب ايضا ان يفعل ذلك بالصناعة،
6
ويدر طمثهن. ولا كثر اصحاب البواسير لون يختص بهم، وهو صفرة الى خضرة. و
7
كثير ما عرض لاصحاب البواسير رعاف، فزالت البواسير.
8
العلاج: يجب ان يبدأ فيصلح البدن، ويستفرغ دمه الردئى حتى يفصد الصافن،
9
والعرق الذى خلف العقب، وعرق المابض اقوى منهما. وحجامة مابين الوركين
10
تنفع منها، واخلاطه السوداوية. ويعالج الطحال، او الكبد ان وجب ذلك لاصحاب
11
ما يتولد فيهما من الدم الردى، ثم ان لم يكن وجع، ولاورم، ولا انتفاخ، فلا كثير حاجة
12
الى علاجها، فان علاجها ربما ادى الى نواصير، والى شقاق. تم يجب ان يجتهد فى
13
تليين الطبيعة، لئلا توذى صلابة الثفل المقعدة، فيعظم الخطب، واجود ذلك ان تكون
14
المسهلات، والملينات من ادوية فيها نفع للبواسير؛ مثل حب المقل، ومثل حب
15
الفيلزهرج، وحب الداذى، وحبوب نذكرها. ويجب ان يجتهد فى تفتيح الصم،
16
وتسييل الدم، منها، ما امكن الى ان يضعف؛ ويخرج دم احمر صاف ليس فيه سواد.
17
فان لم يغن فتدبيره ابانة الباسور، واسقاطه بقطعه، او بتجفيفه، واحراقه بما يفعل ذلك.
18
واعلم: ان الدم الذى يسيل من البواسير، ومن المقعدة، فيه أمان من
19
الاكلة، والجنون، والمالنخوليا، والصرع السوداوى، ومن الحمرة، والجاورسية، و
20
السرطان، والتقشر، والجرب، والقوابى، ومن الجذام، ومن ذات الجنب، وذات
21
الرئة، والسرسام. واذا احتبس المعتاد منها خيف شىء من هذه الامراض، وخيف
22
الاستسقاء، لما يحدث فى الكبد من الورم الردئى، والصلب، وفساد المزاج، وخيف
23
السل، واوجاع الرية لاندفاع الدم الردى إليها. واذا احدث السيلان غشيا أخذ سويق
24
الشعير، وطباشير، وطين أرمنى يسقى منه قليلا قليلا.
25
والادوية الباسورية: منها مفتحات لها، ومنها مدملات، ومنها حابسات
26
للدم، ومنها قاطعات له، ومنها مسكنات لوجعه؛ وهى اما مشروبات، واما حمولات
27
واما اطلية، وضمادات، ولطوخات، واما ذرورات واما بخورات، واما مياه يجلس
28
فيها، واما حوابس. وجميع ذلك اما مفردة، واما مركبة. واعلم: ان حب المقل له
3-715
1
منفعة فى البواسير ذوات الا دوار ظاهرة. وليس هو بكثير المنفعة فيما هو ثابت لادورله
2
واذا اجتمع شقاق، وورم عولجا اولا ثم البواسير. ودهن [نوى] المشمش المحلول
3
فيه المقل نافع للبواسير، والشفاق.
4
|333va41|تدبير قطع البواسير وحزمها
5
كانت البواسير عدة لم يجب ان يقطع جميعها معا، بل يجب ان يسمع وصية
6
كانت البواسير عدة لم يجب ان يقطع جميعها معا، بل يجب ان يسمع وصية
7
بقراط ويترك منها واحد، ثم تعالج؛ بل الاصوب ان تعالج بالقطع واحدة بعد واحدة
8
ان صبر على ذلك، وفى آخر الامر يترك منها واحدة؛ يسيل منها الدم الفاسد، والمعتاد
9
فى الطبيعة خروجه منها. وذلك المقطوع ان كان ظاهرا كان تدبيره أسهل، وان كان
10
غائرا كان تدبيره اصعب.
11
والظاهر فان الاجود ان يشد اصله بخيط من ابريسم، او كتان، او شعر قوى، و
12
يترك، فان سقط بذلك؛ والانثرت عليه الادوية المسقطة، وإلاقطع. والغائر يحتاج
13
الى ان يقلب، ثم يقطع. والقلب قد يكون بالالة مثل ما يكون بمحجمة بنار، او كيف
14
يوضع على المقعدة حتى يخرج، ثم يمسك بالقالب، وان خيف سرعة الرجوع ترك
15
المحجمة ساعة حتى يرم الموضع فلا يعود. وربما شدت بسرعة بخيط شدًا مورما يبقى
16
الباسور خارجا. وقد يكون بادوية مقلبة مثل ان توخذ عصارة القنطوريون، والشبث
17
الرطب، والميويزج، ويعجن جميع ذلك بالعسل، وتطلى به المقعدة. او يحتمل فى
18
صوفة؛ فانه يهيج البراز، ويشوق الى ابراز المقعدة، ويسهله، او يستعمل نطرون،
19
ومرارة ثور، او يستعمل فلفل، ونطرون، او يجمع الى ما كان من ذلك عصار بخور مريم،
20
أو ميويزج.
21
ومن الاحتياط فصد الباسليق قبل القطع، والخزم. واذا اراد ان يقطع امسك
22
ما يقطعه مما هو بارزا، او مبرزا بالقالب، ومده الى نفسه؛ ثم يقطعه من أصله بأحد شىء،
23
وانفذه. ولايجب ان يتعدى أصله فينقطع مما دونه شىء، فيودى الى أفات، واورام،
24
وأوجاع عظيمة. وربما ادى الى اسر، وحصر. ويترك الدم يسيل الى ان يخاف عليه
25
الضعف، ثم يحبس الدم بالحوابس التى نذكرها. فان لم يسل دم كثير فصد من الباسليق.
26
وان احتمل ان يدمى بالمفتحات المذكورة، ويسيل الدم بها كان صوابا؛ ان لم يخف
27
سقوطه للقوة من الوجع. وربما كفى فى ذلك مثل عصارة البصل.
28
وان ارادان يخرم خرم الصغير من أصله، والكبير من نصفه، اوعلى قسمة اخرى.
29
ويتدارك لئلا يرم، ويوجع؛ وذلك ان يوضع عليه بصل مسلوق، او كراث مسلوق،
3-716
1
لو مخبص يالسمن، ويجلس المعالج فى المياه القابضة المطبوخة فى القمقم، وفى خل،
2
وماء طبخ فيهما العفص، وقشور الرمان، ثم يعالج بما ينبت اللحم من المراهم لئلايرم.
3
والغرض فى الخرم الاعداد لنفوذ قوة الادوية المسقطة للبا سورفيه. واذا رأيت ترم، و
4
توجع وجعا شديدا من امثال هذه المعالجات، فالو اجب ان يدخن بالمقل، وبسنام
5
الجمل، ويضمد بالضمادات المذكوة، او يضمد بخير حوارى، وصفرة البيض مع
6
قليل اييون. والجلوس فى نبيذ الداذى عجيب النفع فى تسكين وجع القطع، ونحوه،
7
وكذلك الجلوس فى مياه طبخ فيها الملينات، والتنطيل بها، وهى مياه طبخ فيها بزر
8
الكتان، والخطمى، وبزره، والكرنب ونحو ذلك.
9
ومما يخص اورام المقعدة عن البواسير: اسفيداج الرصاص ثلاث اواق،
10
سقولوس اوقية، مرداسنج اوقيتان، مصطكى ثلاثة دراهم، تجمع بعصارة النبج. و
11
يجب تليين البطن، ولايترك الثفل فيها يصلب، ويعالج احتباس البول ان وقع بتليين
12
الورم، على انه يجب ان يمنع من دخول الخلاء يوما وليلة، خصوصا بعد نزف قوى.
13
واما ان لم ترد ان يكون قطع الباسور بالة، اوخرم؛ بل بالدواء؛ نثرعليه دواء
14
حار؛ فانه ياكله، ويفنيه، ويظهر اللحم الصحيح. فان اوجع اجلس فى المياه القابضة،
15
وعولج قبل ذلك بالسمن الكثير، ويوضع عليه، ثم يعالج بمثل مرهم الاسفيداج،
16
والمرد اسنج، والمراهم المتخذة منها، ومن مياه عنب الثعلب، والكاكنج، والكزبرة.
17
وربما حال الوجع دون استعمال الدواء الحاد فى مرة واحدة؛ فاحتيج ان يكرر
18
الدواء الحاد مرارا مع تجفيف؛ فانه اسهل، وفى اخر الامر يسود، ويسقط. والدواء
19
الحاد هو الديك برديك، والقلقند يقون، وما أشبهه. واذا اسودت سلق الكرنب بالزيت،
20
ووضع عليها؛ ليسكن الوجع، ثم عوود حتى يسقط. واما التوثية وما أشبهها: فان
21
نثر الزاجات عليها يجففها، ويسقطها، وقد يقطع ايضا. والفصد والاسهال اوجب
22
فيها. والذرورات، والبخورات، والاطلية اعمل فيها.
23
|334ra25|تدبير تفتيح البواسير وادراردمها
24
يجب اولا ان تلين بالاستحمات، ويستعان على تفتيحها بفصد الصافن،
25
وعرق المابض، و بمروخات من مثل دهن لب الخوخ ولب المشمش
26
المر واهال سنام الجمل، ومخ الايل والمقل، وغير ذلك افرادا،
3-717
1
او مجموعة، ثم يستعمل عليها عصارة البصل القوية، وقد جعل فيها عصارة بخور مريم.
2
وربما جعل مع ذلك شىء من اليتوعات، ومن الميريزج، وذرق الحمام، فانها تفتح
3
لا محالة. وربما عجنت بمرارة البقر. والقنة مما يدخل فى هذا <الباب>، وكذلك ورق
4
السذاب. ودهن الاقحوان [واكل الاقحوان] نفسه يدر الدم، ويوسع المسام.
5
ودواء الهليلج بالبزور مع نفعه من البواسير يدر دم البواسير لما فيه من البزور الملطفة.
6
ومما يدر الدم المحتبس: أن يوخذ من شحم الحنظل ثلاث دراهم، ومن اللوز المر
7
اربعة، يعمل منها فتيلة طويلة، وتمسك فى المقعدة، وتبدل كل ساعة بحيث تكون
8
خمس فتأمل فى خمس ساعات. فان اشتد الوجع جعل فى المقعدة فتيلة من دهن الورد
9
وفصد الصافن ربما فتحها من تلقاء نفسه.
10
|334ra52|الكلام فى الادوية الباسورية والنثورات والذرورات
11
الاصوب ان يلطخ قبل الذرورات القوية بأنزروت مذوب فى ماء وان كان صبورا
12
على الوجع لطخ داخل المقعدة بنورة الحمام، وصبر يسيرا، ثم غسل بشراب قابض، ثم
13
ذرأ الذرور عليه. ويدر على البواسير قشور النحاس المسحوقة وحدها، ومع الرصاص
14
المحرق. وايضا: الزرنيخ، والذراريح، والنوشادر يذر عليها، ويتدارك بما سلف
15
ذكره من السمن، ونحوه. وأقوى هذه ان تكون معجونة ببول الصبيان. وهذه
16
تجرى مجرى الدواء الحار.
17
واما ما هو ارفق من ذلك، والين: فمثل رماد جوز السرو مغسولا بشراب، ورماد
18
قشر البيض، ورماد نوى التمر، والترمس المراليابس المحرق. وما يجرى مجرى الخواص:
19
ان يوخذ رأس سمكة مالحة، ويجفف بقرب النار، ويخلط بمثله جبن عتيق، ويذر على
20
الحلقة، وكذلك رماد ذنب سمكة مالحة. والشونيز من الذرورات الجيدة العجيبة النفع.
21
ومنها البخورات؛ القوى منها هو البلاذر وحده، او مع سائر الادوية، ومع الزرنيخ
22
خاصة. والزرنيخ وحده، والكبريت وحده.
23
واما سائر الأدوية: فمثل اصل الانجدان، واصل الدفلى، والاشترغار، واصل
24
السوسن، واصل الكبر، واصل الكرفس، واصل الحنظل، واصل الحرمل، وعروق
25
الصباغين، وبزر الكراث، والخردل، وبعر الجمال، والقلى، والاشنان، والقنة،
26
والانزروت؛ تستعمل هذه فرادى، ومجموعة. ويجعل فيها شىء من بلاذر، ويعجن بدهن
27
الياسمين، ويقرص، ويحفظ ليتبخربها. ومما يقع فيها: الاشنان، والقنة، و
28
الا نزروت، وبعر الجمال فهو نافع. والطرفا ربما يكفى التبخربه مرارا متوالية.
3-718
1
بخور مركب: يوخذ اصول الكبر، واصل الكرفس، وورق الدفلى، واصل الشوكة
2
التى هى الحاج، ومحروث، واصل السوسن، والبلاذر بالسوية يتخذ منها بنادق بدهن
3
الزنبق، وتستعمل بخورا. وقد يقولون: ان التبخر بورق الأس نافع جدا. وكذلك
4
بجلد الاسود السالخ مع نوشادر. وهذا التبخر قد يكون بقمع مهندم فى مقعدة من طرف
5
[وعلى المجمرة مكبوبة من طرف] ويتبخر فيه. وقد يكون باجانة مثقوبة يجلس عليها.
6
واوفق جمرله جمر بعر الجمال.
7
|334rb43|فى السيالات التى توضع عليها وتنطل بها
8
منها [مياه] قوية حادة، مثل مياه طبخ فيها النورة الحية، والقلى، والزر
9
نيخ، وكرر ذلك؛ ثم عجن بها نورة، وقلى. والمياه الشبية شربا وغسلا
10
بها مما يحبس سيلانها. طلاء: يوخذ حنظلة رطبة، وتشقق أربعة قلق، و
11
توضع فى اناء، ويصب عليها ابوال الابل الراعية وخصوصا الاعرابية غمرها،
12
وتوضع فى شمس القيظ مدة القيظ، ويمد بالبول كلما نقص؛ فانه شديد
13
النفع يسقطها لا محالة. وقد يطلى بالمر مرات فانه اكال للبواسير. وماء الخرنوب الرطب
14
يغمس فيه صوفة، وتوضع على البواسير، فتذ هب بها البتة. وان حل بها دائما فعل
15
ذلك كما يفعل بالثاليل، وكذلك قثاء الكبر الرطب. والمروخات: السمن العتيق، ودهن
16
نوى المشمش، ودهن نوى الخوخ، وودك سنام الجمل، ودهن الخيرى، ودهن الحنا.
17
|334vb11|فى الفتائل والحمولات
18
تغمس قطنة فى عسل، ويذر عليها شونيز محرق، وتستعمل. وقد تكون
19
فتائل محرقة متخذة مع الزرنيخين، ونحوها. وجميع الادوية الذرورية يمكن
20
ان يستعمل منها فتائل بالعسل. ومما هو عجيب، لكنه صعب حاد: ان يقطع
21
اصل اللوف قطعا صغارا، وينقع فى شراب يوما وليلة، ثم يمسك ما امكن.
22
وقد زعم بعضهم: ان النيلوفر، اذا اتخذت منه فتيلة نفع، واظنه [فى] تسكين الوجع.
23
والمشروبات: منها حب المقل على النسخ المعروفة، والذى يكون بالقرع
24
والذى يكون بالودع. ومنها حب الداذى ونسخته: هليلج، بليلج، وشير املج،
25
اجزاء سواء، وداذى بصرى خمس جزء، يلت بدهن المشمش حتى ينعصر، ويعجن
26
بعسل، والشربة من درهمين الى ثلاثة مثاقيل. وحب السندروس ونسخته: سندروس،
3-719
1
قشور البيض، وشيطرج، بزر الكراث اجزاء سواء نوشادر نصف جزء خبث الحديد اربعة
2
اجزاء يحبب كالنبق، والشربة منه بالغداة ست حبات الى سبع حبات، ويهيج الباه.
3
وايضا: يوخذ اهليلج اسود، وبليلج، وأملج من كل واحد عشرة، قرع محرق سبعة،
4
كهربا ثلاثة، زاج درهمان، مقل عشرون درهما، ينقع فى ماء الكراث، ويحبب، ويستعمل.
5
ومما جرب: توبال الحديد، وبزر الكراث، وبزر النانخواه، من كل واحد
6
درهم، ثمر الكبر اليابس ثلاثة دراهم، الشربة كف بماء الكراث. وايضا: يوخذ هليلج
7
اسود مقلو بالسمن البقرى، وبزر الرازيانج من كل واحد جزء، حرف جزء ان يشرب منه
8
كل يوم ملعقة بشراب. وايضا: يوخذ اهليلج اسود مقلو بالسمن مع ماء الكراث، و
9
دهن الجوز، والاطريفل الصغير، والا طريفل بخبث الحديد. وايضا: خبث الحديد
10
المنخول المدقوق ثلاثة دراهم، مع درهمين حرف ابيض، يسقى منه على الريق فى اوقية
11
من ماء الكراث، ووزن درهمين دهن الجوز. وايضا: يوخذ زراوند طويل، وعاقرقرحا،
12
وحسك، ولوزمر، ونانخواه، ويلقى عليه كف من دقيق الشعير، ويعجن بماء الكراث،
13
ودهن المشمش.
14
وايضا: يوخذ الابهل الحديث المنقى وزن عشرة دراهم، وينقع فى ماء الكراث
15
اياما، ويجفف فى الظل، ويسحق، ويضاف إليه من بزر الحرمل، ومن الابحدان
16
الكرمانى، ومن الحرف الابيض، ومن الحلبة، ومن النانخواه من كل واحد ثمانية
17
دراهم، يقلى الحرف، والحرمل بدهن الجوز، ودهن المشمش، ويدق سائر الباقية،
18
ويجمع فى برنية زجاج او مغفرة. والشربة مثقال الى مثقالين. ومما هو مختار مجرب:
19
ان يسقى من القنة اليابسة درهمين، فى ماء <فاتر> فانه يبريه. وان يسقى ثلاث مرات
20
لم يعد. والسكبينج والميعة من جملة الادوية التى تشرب للبواسير. وان كانت الطبيعة
21
لينة نفع سفوف الاهليلج البزور، وهو يدر الدم. ومما ينفعهم: ادمان اكل اصل
22
اللوف بالعسل. واما الاطريفل بالخبث فهو يحبس الدم، وينفع من الباسور.
23
مسكنات الوجع: يوخذ سكبينج، ومقل من كل واحد درهمان، ميعة وزن درهم،
24
ابيون وزن نصف درهم، دهن نوى المشمش اوقية ونصف، يحل الصموغ فيه، و
25
يجعل عليها وزن نصف درهم جند بيدستر. وايضا: نيلوفر مجفف جزء خطمى نصف جزء،
26
وايضا: اكليل الملك، عدس مقثر من كل واحد جزء، يجمع بمح البيض، ودهن
27
الورد. وايضا: ورق الخطمى، واكليل الملك معجونين بمح البيض، ودهن الورد
28
واذا وضع عليها الداخيلون بدهن الورد، وشىء من الزعفران، والابيون، والميبختج،
29
كان نافعا. وشحم البط شديد النفع. وايضا: سرطان نهرى، زوفارطب، شحم
3-720
1
كلى الماعز، شمع ابيض. وايضا: خصوصا اذا تورم ــ يوخذ بابونج، واكليل الملك،
2
وقليل زعفران، يسحق، ويعجن بلعاب بزر الكتان، ومثلث؛ ويضاف الى هذا الباب
3
ما نقوله فى باب ورم المقعدة، فانها تنفع تسكين اوجاع القطع، والخرم، والورم.
4
الحوابس للسيلان: من ذلك ما يحبس سيلان القطع، وهى أقوى، وأوجب
5
ان تكون كاوية. ومنها ما يحبس سيلان الانفتاح، واللواتى تحبس دم القطع فالزاجات.
6
وايضا: مثل ذرائر من الصبر، او الكندر، ودم الاخوين،، والجلنار، وشىء من ماميثا،
7
ونحوه يذر، ويشد شدًا وثيقا. وايضا: وبر الارنب، اونسج العنكبوت يبل ببياض
8
البيض، ويلوث بذرور جالينوس، ويشد الى ان يختم.
9
والقوية: كالقلقطار مع الاقاقيا، والعفص، ثم الشد الشديد. فان لم ينفع
10
شىء كوى بقطنة تغمس فى زيت مغلى؛ فتحبس الدم، ثم تذر عليه الحابسة؛ وفى هذا
11
خطر التشنج. واما ما هو دون ذلك: فالقوابض المعروفة، ومياه طبخ فيها القوابض،
12
او شراب عفص طبخ فيه قشور الرمان، والعفص، ومما يشرب لذلك: الاطريفل الصغير،
13
وقد جعل فيه خبث الحديد المنقوع فى الخل اسبوعا، يصفى الخل عنه، ويقلى على
14
مقلى قليًا يشويه، ثم يسحق مثل الهباء.
15
تغذية المبسورين: يجب ان يجتنبواكل غليظ من اللحمان، والأشياء اللبنية،
16
وكل محرق للدم، من التوابل، والابازير؛ الابقدر المنفعة. ويجب ان ياكلوا ما يسرع
17
هضمه، ويجود غذاءه من اللحمان، وصفرة البيض؛ الاسفيدباجات الدسمة، و
18
الجواذيب، والزيرباجات، وماء الحمص. والشيرج العذب ينفعهم. والجوز
19
الهندى مع الفانيذ ينفعهم. فان كان هناك استطلاق، وسيلان مفرط من الدم نفع
20
الارز، والرمانية بالزبيب. وادهانهم دهن الجوز، ودهن النارجيل، ودهن اللوز، ودهن
21
نوى المشمش، وودك سنام الجمل، والشحوم الفاضلة، والعجة من صفرة البيض،
22
ومن الكراث، وقليل بصل، والفانيذ. والتين خير لهم من التمر.
23
|335ra17|فى الورم الحار فى المقعدة، والحمرة فيها مبتدئين وكائنين بعد أوجاع البواسير وقطعها
24
اورام المقعدة قد تعرض فى الاقل مبتدئة، وفى الاكثر يكون عقيب الشقاق،
25
والحكة، وعقيب انسداد فوه من البواسير، وعقيب معالجات البواسير، بالقطع، و
26
الادوية الحادة. واذا كانت الاورام تجمع، وتصير خراجات خيف عليها ان تصير
27
نواصير؛ فلهذا امر ببطها قبل النضج. ويجب ان يستعمل الفصد فى اوائل هذه الاورام،
28
فربما سكن الوجع وحده، ويستعمل عليها مرهم الاسفيداج، اويطلى ببياض بيض، مسحوق
3-721
1
بدهن ورد فى هاون من رصاص، أو أنك؛ حتى يسود فيه. او يوخذ: مرداسنج خمسة،
2
نشا ثمانية، اسفيذاج درهمان، موم ثلاث اواق، سمن او قيتان، شحم البط اوقية،
3
الشيرج مقدار الكفاية، اويجعل معهما [شىء] من المثلث، والشراب. وشحم البط
4
شديد النفع. وكذلك الخبز المطبوخ بماء اذا جعل ضمادا بالصفرة، ودهن الورد، او
5
خبز نقى رطل، زعفران اوقية، افيون اوقية، يستعمل فى ميبختج. وضماد الكاكج جيد
6
جدا. وكذلك ضماد: يوخذ من صفرة البيضة مشوية يسحق فى شراب قابض، ثم يخلط
7
بشمع، ودهن ورد.
8
واذا جاوز الابتداء، ولم يكن عن قطع، استعمل عليه مرهم داخليون مضروبا
9
بدهن ورد، وقليل مرهم باسليقون، مع صفرة بيض نيمبرشت. وايضا: البصل، و
10
الكراث، مسلوقين مع بابونج، او مرهم الاسفيذاج بالأشق. وان اشتد الوجع اخذ ورق
11
البنج الرطب وعصر، واخذ من ماءه شىء ويمرخ بالماء ايضا، ثم ينقع فيه خبز،
12
ويضاف اليه صفرة البيض دون المعقودة بالشىء جدا ودهن الورد، ويتخذ مرهما.
13
وايضا قد ينفع التكميد المعتدل، والجلوس فى مياه طبخ فيها ما يسكن الوجع مثل بزر
14
والكتان، والخطمى وبزر الخطمى، والملوخيا، ويصب عليه لعاب الحنطة المهروسة.
15
ويجب ان يرجع الى باب الزحير، ففيه علاج جيد لهذا الباب. واذا كانت الاورام
16
القريبة العهد فى المقعدة من جنس ما يجمع المدة؛ فبادر الى البط؛ قبل النضج؛
17
لئلا تميل المادة الى الغور، ويصير ناسورا، قد حكى هذا التدبير عن بقراط.
18
|335rb5|شقاق المقعدة
19
الشقاق فى المقعدة قد يكون ليبوسة، وحرارة تعرض لها؛ فتنشق عن الثفل
20
اليابس، وعن ادنى سبب. وقد يكون لسبب ورم حار. وقد يكون لشدة غلظ الثفل،
21
ويبسه. وقد يكون لبواسير انشقت. وقد يكون لقوة اندفاع الدم الى فوهات عروق
22
المقعدة.
23
العلاج: بعض ادوية الشقاق مد ملة، مجففة. وبعضها ملينة، مرطبة. وبعضها
24
معالجة للورم. ومنها ذاهبة، مذهب الخاصية، او مقارنة لها. فاما المدملات القابضة
25
المجففة فمثل: العفص غير المثقوب ينعم طبخا فى ماء، وقليل شراب عفص، و
26
يستعمل طلاء. واقوى من ذلك: ان يوخذ زنجفر، وجلنار، واسفيذاج، ومرداسنج،
27
ورصاص محرق، وخبث الفضة، واقليميا يستعمل بدهن ورد، وقليل شمع. وايضا:
28
مرهم الاسفيذاج المعروف، او اسفيذاج، وأنك محرق، ودهن الورد، وبياض البيض،
3-722
1
وخبث الرصاص، وبزر الورد يسحق، ويستعمل مرهما، يابسا، ولزوقا. وايضا:
2
الحناء يوخذ منه جزء، ومن الشمع الابيض ثلاثة اجزاء، يذاب الشمع بدهن الورد،
3
ويخلط. وكذلك الخيرى المجفف.
4
وما يجرى مجرى الخواص: رماد الصوف، والنشاستج بالسوية، وورق
5
الزيتون نصف الواحد يطلى به. ومن الادوية النافعة ايضا: مرتك، واسفيذاج،
6
وسحالة الرصاص، ودهن البنج الابيض، وشمع سواء، دهن الورد مقدار
7
الكفاية. وايضا: شحم البط، والكندر، ومخ عظام الايل وبزر الورد،
8
والتوتيا، والا قليميا المغسول، واسفيذاج الرصاص، والأنك المحرق
9
المغسول، والافيون، والزوفا الرطب، وعصارة الهندباء، وعصارة عنب الثعلب،
10
ودهن ورد، وشمع قليل يتخذ منه قيروطى. وهذا فيه مع اصلاح الجراحة منع الورم،
11
واصلاحه، ودفع الالم. ومن المجلوس فيه: ماء قمقم اغلى فيه عنب الثعلب، و
12
عدس، وورد، والشعير المقشر. واذا لم يكن حكاك تبع القيموليا بدهن الأس.
13
ومما هو قوى جامع: أن يوخذ من الشيرج، واللبان، والساذج، والشب المدور من كل
14
واحد وزن درهمين، ومن الزعفران، والمر من كل واحد وزن درهم، علك الانباط،
15
والشمع من كل واحد اثنان وعشرون درهما، يجمع بالطلاء، ودهن الورد.
16
ومن ادوية هذا الباب أدوية تنفع بالتعديل، والتليين بالشحوم، والاوداك،
17
واللعابات، والعصارات، والا دهان، والمغريات مثل النشاستج، وغبار الرحى، و
18
الكثيرا، ونحوه. ويجمع الى ذلك علاج الشق. ومن ذلك هذه النسخة: زوفا رطب،
19
مخ عجل، نشا مغسول، شحم البط، والدجاج، ودهن الورد. ومن ذلك: ان يوخذ
20
مخ ساق البقر، وخمير، والنشا بالسوية، ويطلى. وايضا: مرهم المقل بسنام الجمل.
21
وايضا: مخ ساق البقر، ودقيق الشعير اجزاء سواء. وايضا: مخ ساق الايل،
22
وشحم الايل من كل واحد اوقية، موميائى نصف أوقية، شيرج او قبتتان، نشا اوقية،
23
كثيراء اوقية، والجمع بالشيرج.
24
والادهان النافعة فى الشقاق التى ليس هناك حرارة كثيرة، وورم، بل يبوسة
25
كدهن الخيرى، ودهن السوسن، ودهن نوى المشمش، ودهن نوى الخوخ، و
26
يحل فيها المقل. وينفعهم التبخير بمثل معجون بشحم. واما الورميات فقد عرفتها،
27
وينفع فيها قيموليا بدهن الأس، ويجلس فى القوابض، والزيت الانفاق. وايضا:
28
يطبخ العفص بنطلى، ويضمد به.
3-723
1
واما الباسورية من الشقاق فيحتاج ان يستعمل عليها مرهم [الاسفيداج] [واما الثفلية
2
فيجب ان يدام تليين الطبيعة بالاغذية الملينة] والاشربة. واستعمال حب المقل
3
بالسكبينج يشربه ليلا ونهارا وادا سال من الشقاق شىء اخذ قطنة، وغمسها فى ما
4
الشب، وجففها، ومسح بها المقعدة، ويجنب القوابض المجففة للزبل.
5
الاغذية لاصحاب الشقاق: يجب ان يجتنبوا الحوامض، والقوابض، و
6
المجففات للطبيعة، ولتكن اغذيتهم اسفيدباجات، والاسفاناخيات، والملوخيات؛
7
وودكها من سنام الجمل، وشحوم الدجاج، والبط. وتنفعهم الكرنبية اسفيذباجة،
8
وصفرة البيض نيمبرشت، وخصوصا قبل سائر الطعام؛ وعجة من صفرة البيض،
9
ومن كراث. وبصل بسمن البقرغير شديد العقد. والجوز الهندى. واللوز بالفانيذ ينفعهم.
10
وطريق تغذيتهم طريق تغذية اصحاب البواسير.
11
|335va38|فى استرخاء المقعدة
12
قد يكون من مزاج فالجى، او برد دون ذلك. والمزاج الفالجى قد يكون من
13
رطوبة رقيقة متشربة فى الاكثر. وقد يكون من رطوبة هى الى الحرارة، وحرارتها بسبب
14
تشربها، وتعرف تلك الحرارة باللمس وقد يكون بسبب ناصور، اوخرم باسور وقطعه؛
15
اذا اصاب العضلة أفة عامة. وقد يكون بسبب سقطة على الظهر، او ضربة تضر بمبدأ
16
العصب، اوتهتكه، وهذا يكون دفعة؛ ولا علاج له. واما المزاجى فيحدث قليلا
17
قليلا. ويقبل العلاج، ويعرض من استرخاء المقعدة خروج الثفل بلا ارادة. وربما
18
كان هناك تمدد الى خارج يشابه الاسترخاء، بما يتبعه من خروج الثفل بلاارادة. وكثيرا
19
ما يتبع القولنج لما يصيب العضلة الحابسة من التمدد، ويعرف بلمس الصلابة. وربما
20
كان الاسترخاء مع حس. وربما كان مع بطلان الحس. والذى مع الحس أسلم.
21
العلاج: ان كان سببه بردًا شديدًا بمادة، او مع غير مادة؛ جلس فى مياه القمقم
22
المطبوخ فيها ابهل، وقسط، وجوز السرو، والسنبل، وشىء من مر،
23
والاذخرء. وان احتيج الى اقوى من ذلك حقن بالدواء المسمى افربيونى المتخذ
24
بالافربيون، واستعمل عليه مثل دهن القسط، وغيره. وان كانت المادة المرخية
25
رطوبة فيها حرارة ما تعرف ذلك باللمس اجلسته فى مياه القوابض القوية المائلة الى البرد،
26
ويخلط فيها مسخنة فيها ايضا قبض. فان ظننت ان هناك تمدد، فالمرخيات الملينات
27
من الادهان، والشحوم، وغيرها. وفى أخر ذلك يجب ان يستعمل القارصة، والمحركة
3-724
1
التى فيها تلطيف، وتحليل لتنبه القوة، ويستفرغ المادة مثل الماء المالح، والماء
2
المملوح، والحنظل، وتامل ما قيل ايضا فى الباب الذى بعد هذا، وهوفى خروج
3
المقعدة.
4
|335vb20|خروج المقعدة
5
قد يكون لشدة استرخاء العضلة الماسكة للمعقدة المشيلة اياما الى فوق. وقد
6
يكون بسبب اورام مقلبة. وعلاج الراجع اسهل من علاج المتورم الذى لا يرجع. و
7
علاج كل واحد معلوم. والاصوب ان تعالج بما يعالج به، وترد، وتشد. فان كان
8
لا يرجع استعملت المرخيات. ويجب ان تذكر ادوية مشددة للمعقدة مقبضة لها، فان
9
اكثر الحاجة الى أمثالها، فانه اذا استعملت وردت المقعدة بعدها ان كانت ترتد، و
10
شدت نفعت، فمنها مياه تجلس فيها، وتنطل بها قد طبخ فيها الأدوية القابضة. و
11
اوفق ذلك ان يكون ذلك الماء شرابا قابضا فمن ذلك: ان يوخذ الورد، والعدس،
12
وعنب الثعلب، وسماق يطبخ فى الماء ويستعمل، وهذا نافع ايضا؛ اذا كان هناك ورم.
13
ومنها ذرورات: من ذلك اذا لم تكن حرارة شديدة ان يوخذ قشور شجرة البطم
14
وزن ثمانية دراهم، جوز السرو درهمان، اسفيذاج درهم، يبل الخارج بشراب قابض،
15
ويغسل به، ويذر هذا عليه. وايضا: دقاق الكندر، ومرداسنج، من كل
16
واحد ثمانية دراهم، جوز السرو اليابس، واسفيذاج الرصاص المتخذ بحك الرصاص
17
بعضه على بعض بشراب قابض من كل واحد وزن درهمين، يذر ايضا: خبث الرصاص،
18
وسماق من كل واحد اربعة دراهم، مردرهم، بزر الورد اربعة دراهم. وايضا: يغسل،
19
ويدهن بدهن ورد خام، ويوخذ الشب، والعفص، والكحل، واسفيذاج الرصاص،
20
ويذر عليه، ويرد ان رجع، ويشد.
21
فان كانت المقعدة لا ترتد، ولا ترجع لورم عظيم، فالاولى ان يدبر الورم، و
22
يرخى نتوه بالجلوس فى الماء الحار المطبوخ فيه مسكنات الوجع، والمرخيات للورم،
23
مما قد ذكر فى بابه. ويدهن بعد ذلك بدهن الشبث، ودهن البابونج، فانه يلين،
24
ويرخى، فحينئذ يعالج بماقيل. ومما ينفعهم فى هذا الوقت: مسكنات الوجع المذكورة،
25
خصوصا اللينوفر المذكور، والذى فيه العدس.
26
|336ra3|فى النواصير فى المقعدة
27
قد تتولد هذه النواصير عن خراجات فى المقعدة، وخرمها، وقد تتولد عن
28
البواسير المتاكلة. ونواصير المقعدة منها غير نافذة وهى أسلم، ومنها نافذة وهى اردى
3-725
1
وما كان قريبا من التجويف، والمدخل، فهو أسلم، لانه ان خرم لم ينل العضل كلها
2
أفة، بل بعضها، وفى الباقى بفعلها من الحبس. فاما البعيد اذا خرم وهو العلاج
3
قطع العضلة الحابسة كلها، او اكثرها، فذهب جل الحبس، وتادى إلى خروج الزبل
4
بلا ارادة. وربما كان متصلا باوراد، وعصب؛ وكان فيه خطر.
5
ويعرف الفرق بين النافذ، وغير النافذ بادخال ميل فى الناصور، واصبع فى
6
المقعدة، فيحبس بها منتهى موقع الميل، فيعرف النفوذ، وغير النفوذ. والنافذ قد يدل
7
عليه خروج الزبل منه. ويعرف ايضا هل الخرم ينال العضلة كلها، او بعضها بتدبير قاله بعض
8
المتقدمين الاولين، وانتحله بعض المتاخرين. وذلك ان يدخل الاصبع فى المقعدة، والميل
9
فى الناصور، ويومر العليل حتى يشد المقعدة، ويشيلها الى فوق، فيحس بما ينقبض
10
وبما يبرز من العضلة، وكم عرضه [الذى هو فى طول البدن] وكم بين طرف الميل،
11
وبين اعلى عرضه فى طول البدن قليل، ام كثير. والنافذ قد تكون له فوهة واحدة
12
وقد يكون له فوهات كثيرة.
13
العلاج: اما غير النافذ فان لم يكن منه اذى بسيلان كثير، ونتن مفرط، فلا بأس
14
بتركه. وان كان يوذى جرب عليه أشياف للغرب، وما يجرى مجراه من ادوية النواصير،
15
فان اصلحها، وقلل فسادها؛ والافاستعمل الدواء الحاد؛ ليبين ظاهر الناصور، وهو
16
اللحم الميت ويظهر اللحم الصحيح. وقد يتدارك الالم بالسمن، ويجعل عليه دهن
17
الورد، ثم يدمل الجراحة <بالأدوية>، وبالمراهم المدملة، وخصوصا مرهم الرسل،
18
فانه يبرئه. وان كان ناصورا ايضا لم يعالج "بما يقطع بخرقه" ويبسه، ولكن بالرفق،
19
وفى مدة. ومما يدمله المرهم الاسود.
20
فاما النافذة فعلاجها: الخرم، ويراعى فى الخرم ما قلنا. ومن جيد خرمه:
21
ان تخرم بشعر مفتول، ويكون دقيقا او بابر يسم مفتول يشد به شدا، ويترك. واذا
22
ادى الى وجع شديد، وخيف عروض التشنج، وغير ذلك من الاعراض الردئية،
23
اخذ عنه الخيط، وعولج بما يسكن، ثم عوود بالشدبه.
24
|336rb4|حكة المقعدة
25
قد تكون للديدان الصغار المتولدة فيها. وقد تكون لاخلاط بورقيتة ومرارية
26
تلذعها. وقد تكون لقروح وسخة فيها.
3-726
1
العلاج: اما الكائن عن الديدان، فيعالج بعلاج الديدان. واما الكائن.
2
عن القروح، فيعالج بعلاج القروح. واما الكائن عن الاخلاط المحتبسة فيها، فان
3
كانت تسيل من فوق اصلح الغذاء، واستفرغ الخلط، وان كان محتبسا هناك استفرغ
4
بالشيافات المعروفة الموصوفة فيما ينقى المعى المستقيم من الخلط البلغمى، والمرارى،
5
وقد ذكر فى باب الزحير ويعالج بحمولات معتدلة، وبحمولات مخدرة، والمسح
6
بخل الخمر نافع جدا، وكذلك الحجامة على العصعص.
7
|336rb22|قروح المقعدة
8
تعالج بالمجففات القوية المذكورة فى باب السحج. فان كان الوجع شديدا
9
<جدا> خدر حس الموضع <الوجع>، وينفع منها المرهم الأسود، ومرهم
10
الزنجار، يحتمل كل فى صوفة على رأس ميل.
3-727
1
|336rb29|الفن الثامن عشر
2
فى احوال الكلية [وهو مقالتان]
3
|336rb31|المقالة الاولى فى كليات احكام الكلية وفى تفصيلها
4
|336rb33|فى تشريح الكلية
5
خلقت الكلية ألة تنقى الدم من المائية ''الفضلية" المحتاج كان اليها لحاجة
6
او ضحناها؛ وتلك الحاجة تبطل عند نضج الدم، واستعداده للنفوذ فى البدن، وقد
7
علمت هذا. ولما كانت هذه المائية كثيرة جدا كان الواجب ان يخلق العضو
8
المنقى اياها، الجاذب لها الى نفسه اما عضوا كبيرًا واحدًا. او عضوين زوجين. ولو
9
كان كبيرا واحدا لضيق، وزاحم، فخلق بدل الواحد اثنين.
10
وفى تثنيته المنفعة المعروفة فى خلقة الاعضاء زوجين، وقسمين، واقسامًا
11
اكثر من واحد، لتكون الأفة اذا عرضت لواحد منهما قام الثانى بعض الفعل، اوبجمهوره،
12
واحتيط فى تكنيزجوهر هما، وتلزيزه؛ لمنافع: احداها ليتلافى بالتكنيز تصغير الحجم،
13
والثانية ليكون ممتنعا عن جذب غير الرقيق، ونشفه، والثالثة ليكون قوى الجوهر غير
14
سريع الانفعال عما يمتلى عنه <فى> كل وقت من المائية الحادة، التى يصحبها اخلاط
15
حادة فى اكثر الاوقات. فلما خلقتا كذلك سهل نفوذ الوتين فى مجاورتهما، وانفرج
16
مكانهما لما وضع هناك من الاحشاء.
17
وجعلت الكلية اليمنى فوق اليسرى ليكون اقرب من الكبد، وأخرت عنها
18
ما امكن، فهى بحيث تكاد تماسها بل تماس الزائدة التى تليها. وجعلت اليسرى نازلة
19
لانها زوحمت فى الجانب الايسر بالطحال، وليكون المتحلب من المائية لا يتحيز
20
بين قسمة معتدلة، بل يجذب الى الاقرب اولا، والى الابعد ثانيا، وهما يتراءيان بمقعرهما
21
ومجراهما يلى عظم الصلب.
3-728
1
وجعل فى باطن كل كلية تجويف ينجلب اليه المائية من الطالع الذى يأتيه؛
2
وهو قصير، ثم ينجلب "عنه من باطنه'' الى المثانة، <و> فى الحالب الذى ينفصل
3
عنه قليلا قليلا، بعد ان يستنظف الكلية ما يصحب تلك المائية من فضل الدم استنظافا
4
ابلغ ما يمكنه، فيغتذى بما يستنظف منه، ويدفع الفضل؛ فان المائية لاتاتى الكلية،
5
وهى فى نماية التصفى والتميز؛ بل تاتيها؛ وفيها دموية باقية؛ كانها غسالة لحم غسل
6
غسلا بليغا؛ ولذلك اذا ضعفت الكلية لم تستنظف فخرجت المائية مستصحبة للدموية.
7
وكذلك اذا كانت الكبد ضعيفة فلم تميز المائية عن الدموية تمييزًا بالقدر الذى ينبغى؛
8
وانفذت مع المائية دموية اكثر من المحتاج الى انفاذه، فيفضل ما يصحبها من الدموية
9
عن القدر الذى ينبغى؛ وتحتاج اليه الكلية فى غذاءها؛ وكان ما يبرز ذلك فى البول
10
غساليا ايضا شبيها "بالغسالة التى" تبرز عند ضعف الكلية عن الاغتذاء. وقد تاتى الكلية
11
عصبة صغيرة يتخلق منها غشاءها، ويايتها وريد من جانب باب الكبد. ويايتها شريان له
12
قدر من الشريان الذى ياتى الكبد.
13
|336va42|فى امراض الكلى
14
الكلية تعرض لها امراض المزاج. وتعرض لها امراض التركيب فى صغرالمقدار،
15
وكبره، والسدة، ومن جملتها الحصاة، وامراض الاتصال، مثل القروح، والاكلة، و
16
انقطاع العروق، وانفتاحها. وكل ذلك يعرض [لها] اما فى نفسها، او فى المجارى
17
التى بينها وبين غيرها، وذلك فى القليل. فان عرض فى تلك المجارى سدة من دم،
18
اوخلط، اوحصاة، شارك الكلية فى العلاج. واذا كثرت الامراض فى الكلى ضعفت
19
الكبد حتى تنادى الى الاستسقاء، كانت الكلية حارة، ام باردة. واذا رأيت صاحب
20
اوجاع الكلى يبول بولا لزجا، وغرويا، فاعلم ان ذلك يزيد فى اوجاعه، بما يجذب
21
من المواد الردئية. وربما ولد الحصاة، وتنحل ايضا امراضها بالبول الغليظ الراسب.
22
وكثير اما اورث شدة الهميانات ألمًا وحرارة فى الكلى.
23
العلامات التى بستدل بما على احوال الكلية: يستدل من البول فى مقداره،
24
ورقته، ولونه، وما يخالطه، ومن حال العطش، ومن حال شهوة الجماع، ومن حال
25
الظهر، وأوجاعه، ومن حال الساقين، ومن نفس الوجع، ومن الملمس، ومما يوافق،
26
وينافى. وامراض الكلية قديصحبها قلة البول، ويفارق ما يشبهها من امراض الكبد؛
3-729
1
فان الشهوة لا تكون ساقطة كل السقوط. ومن بال بولا كثير العبب فوقه؛ فبه علة فى
2
كلاه. وكذلك صاحب الرسوب اللحمى، والشعرى، والكرسنى النضيج، لان النضيج
3
من قبل الكلية؛ لكن النضيج اذا كان شديدًا جدا، ومعه خلط من اشياء أخر، فاحدس
4
ان العلة فى المثانة. وان كان نضج دون ذلك ففى الكلية. وان لم ترنضجا فاحدس
5
ان المرض فى الكبد، لان النضج انما يكون بسبب الاعالى ولولا صحتها لم يكن
6
نضج، ولولا أفة فيها لم يكن عدم نضج.
7
|336vb20|دليل حرارة الكلية:
يستدل على حرارة الكلية بالبول المنصبغ بالحمرة، والصفرة،8
وبقلة شحمها، وبما يظهر فى لمسها، وباورام تسرع إليها، مثل الاورام الحارة، و
9
مثل ذيابيطس الحار، ومن قوة شهوة المباضعة، ومن كثرة العطش.
10
|336vb40|دلائل برودة الكلية:
يدل عليه بياض البول واللون، وذهاب شهوة المباضعة،11
وضعف الظهر، ويكون الظهر كظهور المشائخ. وقد تكثر فى الكلية الامراض الباردة،
12
ويضرها البرد.
13
علاج سخونة الكلية: يعالج بشرب لبن الاتان، والماعز المعلوف بالبقول
14
الباردة، وبمخيض البقر ان لم تخف تولد الحصاة، وان خيف اخذ ماء المخيض،
15
فانه شديد التطفية للكلية، وكذلك جميع العصارات، واللعابات التى تعرفها. واذا احتقن
16
بها كان انجع. وقد يحقن بالماء البارد، ودهن حب القثا، فيكون جيدا. وكذلك
17
الضمادات المتخذة منها، والتمريخات بالادهان الباردة. وللكافور تاثير كثير فى تبريد
18
الكلية. وبالجملة ان العطش فى مثل هذا المزاج يتواتر، ولا يجوز منع الماء البارد.
19
علاج برد الكلية: ينفع منه الحقن بالادهان الباردة، وبالا وداك الحارة، وسمن
20
البقر، ودهن السمسم، ودهن الجوز، والكلكلانج، ودهن اللوز المر، ودهن القرطم،
21
وبماء الشبث، والحلبة، ومرق الرؤس، والفراخ، وغير ذلك، وبأن يدهن من خارج
22
بشحم الثعلب، وشحم الضبع وبدهن الغار، وبدهن الجوز، والفستق، ودهن القسط
23
خاصة. وقد يجمع بين هذه المياه وبين الادهان على ما يجب مناصفة، ويحقن ويتخذ
24
ايضا ضمادات من ادوية مسخنة عرفتها. وللكمون منفعة عظيمة فى علاج برد الكلية،
25
خاصة التى سحقت اخلاطه اكثر. والحقنة بدهن القسط قوية جدا، ويتلوها بدهن
26
الحبة الخضراء والفستق. ولدهن الالية اذا حقن بها تاثير جيد من تسخينها، وتقويتها.
3-730
1
|337ra7|هزال الكلية
2
قد يعرض للكلية ان تهزل، وتذبل، ويقل شحمها؛ بل ربما بطل شحمها لسؤ
3
مزاج، وكثرة جماع، واستفراغ.
4
علاماته: سقوط شهوة الباه، وبياض البول، ودرور وضعف الصلب، و
5
وجع لين فيه؛ وربما كان مع نحافة البدن.
6
العلاج: ينفع من ذلك: اكل اللبوب مع السكر؛ مثل لب اللوز، والنارجيل،
7
والبندق، والفستق، والخشخاش، والحمص، والباقلا، واللوبيا، والشحوم مثل شحم
8
الدجاج، والاوز، وشحم كلى الماعز، والخبز المشحم الحار. وتخلط بها الادوية
9
المدرة، والافاوية المقوية، لتكون المدرة موصلة، والافاوية محركة للقوة. وقد يخلط
10
بها مثل اللك، وما فيه لزوجة دسمة، ليقوى جوهر اللحم. وينفع شرب لبن البقر، واللبن
11
المطبوخ مع ثلثه، اوربعه ترنجبين. واذا دققت الكلية، وطبخت، وطيبت، وجعل عليها
12
مايسمن، ويقوى، من الابازير، والافاوية كان نافعا. وتنفعهم الحقن المتخذة من
13
لحوم الحملان، والفراخ، ورؤس الغنم مع الادهان العطرة، وادهان اللبوب المذكورة.
14
ولدهن الألية خاصة. وان جعل فيها كلى سمينة كان نافعا. وكذلك ما أشبهه.
15
حقنة: رأس خروف سمين يجعل فى قدر، ويصب عليه من الماء قسط ونصف،
16
ويطين <رأس> القدرويوضع فى التنور مقدار يوم وليلة، حتى ينفصل اللحم من العظم،
17
بل يكاد العظم ينفصل، ويخلط به سمن، وزنبق، وشىء من عصارة الكراث. وان
18
طبخ معه فرخان، وحسك، ومغاث، وحلبة، وبزر الخشخاش المدقوق، وقوة من
19
البصل كان أجود. وان احتيج الى فرط تسخين جعل فيه دهن الخروع، ودهن القسط
20
والاعتدال دهن القرطم. وايضا فان الحقنة باللبن الحليب حاركما يحلب نافعة جدا.
21
وان احتيج الى ان يسخن على النار قليلا فعل. وذكرنا فى انقراباذين حقنا أخر ومعجونات
22
من اللبوب.
23
|337ra55|ضعف الكلية
24
قد يكون ضعف الكلية لسؤ مزاج ما؛ واردأه المستحكم. وقد يكون لهزال. وقد
25
يكون لاتساع مجاريه، وانفتاحها، وتهلهل اكتناز قواها؛ وهو الضعف الاخص بها،
26
وهو الذى يعجز بسببه عن تصفية المائية عما يصجها الى الكلية. وربما كانت العروق
27
سليمة، وريما لم تكن. وبسبب ذلك هو مثل كثرة الجماع، ومثل كثرة استعمال المدرات
3-731
1
وكثرة البول، والتعرض للخيل وركوبها من غير تدريج واعتياد ومن كل تعب يصيب
2
الكلى، ومن كل صدمة، ومن هذا القبيل القيام الكثير، والسفر الطويل، لا سيما ماشيا.
3
العلامات: ما كان بسبب المزاج فيدل عليه علامات المزاج. وما كان بسبب الهزال
4
فيدل عليه علامات الهزال. وما كان لا تساع المجارى، وتهلهل لحمتها لم يكن معه
5
وجع؛ الافى احيان، ويقل معه شهوة الطعام. ويكون البول قبل الانهضام، والتادى
6
الى العروق فى الاكثر مائيا. واما اذا تادى الغذاء الى العروق؛ ففى الاكثر يكثر <معه>
7
خروج الدم، والرطوبات الغليظة مع البول. ويكون اكثر بوله كغسالة لحم طرى غليظ،
8
لانها لا تغتذى بما يسيل إليها، فلا تميز الغليظ من الرقيق. ويعرض كثيرا ان يرسب دموية،
9
ويطفو شىء يشبه زبد البحر، وذلك اذا كانت العروق سليمة. واما اذا لم يكن سليمة
10
لم يتميز شىء؛ بل بقى البول بحاله لضعف النضج. ويتبع ضعف الكلية كيف كان،
11
وهزالها قلة البول، والعجز عن الجماع، وضعف البصر، والصداع.
12
العلاج: ما كان من المزاج فعلاجه: علاج المزاج فى تبديله، واستفراغ مادته
13
ان كانت. وما كان بسبب الهزال فعلاجه: علاج الهزال وما كان بسبب الاتساع
14
وهو الضعف الحقيقى فيجب ان يقصد فيه قصد منع اسباب الاتساع، والتلزيز، و
15
والتقوية. ومنع اسباب الاتساع هو ترك الحركة والجماع، وهجر الاستحمام الكثير،
16
والالتجاء الى السكون والقرار، وهجر المدرات. واما التلزيز فبالا غذية [والادوية]
17
المغرية المقبضة الملزجة.
18
اما من الاغذية: فمثل السويق، والقسب، والزعرور، والسفرجل، والرمانية
19
بعجم الزبيب مع شحم الماعز، والمصوصات، والقريصات المتخذة من مثل حب الرمان،
20
والعصارات الحامضة، والمرة، والخل المطيب مع الكزبرة، ومايشبهها. ومن الاشربة:
21
نبيذ الزبيب العفص.
22
واما من الادوية: فمثل العصارات القابضة مخلوطة بالطين الأرمنى، والصمغ،
23
واضمدة من السويق، والقسب، والسفرجل، والورد ومايجرى مجراها، والمراهم
24
المذكورة لضعف الكبد والمعدة.
25
واما المقوية: فهى من الاغذية، والحقن، والمعجونات المسمنة المذكورة فى
26
باب الهزال. ويجب ان تزاد فيها القوابض، فيطرح فى مثل الحقن المذكورة القسب،
27
والسفرجل، ويستعمل فيها البان اللقاح، والنعاج، فانها تقوى الكلية، وتجمعها، و
28
تلززها ايضا. والبان النعاج لانظير لها فى علل الكلية من قبل الضعف؛ وخصوصا اذا
3-732
1
خلط بها مثل الطين الارمنى. واكل الكلى مع سائر الماكولات. وخلط النوافع بها
2
كثيرة المنفعة.
3
|337va11|ريح الكلية
4
قد يتولد فى الكلية ويح غليظة تمددها. ويدل على انها ريح وجع وتمدد من غير ثقل،
5
ولا علامات حصاة، ويكون فيها انتقال ما، ويقل على الخوى وعلى الهضم الجيد.
6
العلاج: يجب ان يجتنب الاغذية النافخة، ويشرب المدرات المحللة للرياح مثل البروز،
7
وبزر السذاب، والفقد فى ماء العسل، وفى الجلاب بحسب الحال. ويضمد بمثل
8
الكمونى، والبابونج، والشبث، والسذاب اليابس، ويكمدبها، وبدهن القسط و
9
الزنبق ونحوه
10
|337va26|وجع الكلية وعلاجه
11
يكون من ورم، وريح، وحصاة، او ضعف، أوقروح. وقد يتبع وجعها ضعف
12
الاستمراء، وسقوط الشهوة، والغثيان. وقد علمت علامات الاقسام المذ كورة وعلاجاتها.
13
واذا اشتد الوجع فعليك بمثل الفلونيا، واقراص الكوكب، وما يجرى ذلك المجرى
14
حتى يسكن الوجع، ثم يعالج. والابزنات شديدة المنفعة فى أوجاعها، خصوصا اذا
15
طبخت فيها الأدوية الملينة. والمسكنة للوجع على ما ذكرناها فى الأبواب. وان بنادق
16
البزور ممالا يوجد بدعنه فى معالجات الكلية، والمثانة؛ لاسيماذات القروح، لكن
17
استعمال البزور مع الوجع خطر لما تحدر، وتنزل. والمخدرات ايضا يوجب الحزم
18
اجتنابها، فليقتصر على الماء الفاتر فى التسكين، من غير تطويل فى الاستعال يؤدى الى
19
الخدر، والحدب.
20
|337va46|المقالة الثانية
21
فى اورام الكلية وتفرق اتصالاتها
22
|337va48|الاورام الحارة فى الكلية والدبيلة فيها
23
الاورام الحارة فى الكلية قد تختلف فى المادة؛ فبعضها يكون من دم غليظ،
24
وبعضها من دم رقيق صفراوى. وقد تختلف بحسب امكنتها فيكون بعضها فى جرم
25
الكلية، وبعضها الى جانب التجويف، وبعضها الى جانب الغشاء المجلل لها، وايضا
3-733
1
بعضها الى جهة مجرى الحالب، وبعضها الى جهة المعاء، وبعضها الى جهة الظهر،
2
وبعضها الى جهة المجرى الى فوق. وايضا ربما كانت فى كل كلية، وربما كانت
3
فى كلية واحدة. وايضا ربما جمعت، وربما لم تجمع. واذا جمعت فاما ان تنفجر عند
4
الانفجار الى المثانة وهو اجود الجميع او الى الامعاء دفعًا من الطبيعة عنها الى الامعاء
5
الملاقية، كما تدفع مادة ذات الجنب فى عظام الجنب الى ظهر البدن. وقد يكون على
6
سبيل الرجوع الى الكبد، ثم الى الما ساريقا، ثم الى الامعاء. والذى يدفع الى الامعاء
7
كيف كان فهو ردئى جدا او يدفع الى فضاء الجوف والمواضع الخالية، فيحتاج الى
8
بط مخرج لذلك اولا ينفجر؛ بل يبقى فيها؛ وهذا ايضا قد كان يعالج بالبط.
9
وجميع اورام الكلية مسرعة الى التحجر؛ وكيف لاوهى بيت الحصاة. واذا
10
كان ورم حار فى الكلية فذلك لا يخلو من حمى، ثم يحدث اختلاط العقل، فذلك
11
بمشاركة الحجاب لعظم الورم، وهو قتال، وخصوصا اذا وافقه دلائل ردئية. فان
12
وافقه دلائل جيدة فتوقع الانفجار عن سلامة. وربما خرج فى مثله من شحم الكلية شىء
13
وربما خرج شىء كالشعر الاحمر فى طول شبر واكثر. واسباب ورم الكلى امتلاء فى جميع
14
البدن، او فى اعضاء تشاركها الكلية، إما بحسب كمية الدم، أو كيفيته، او سحج حصاة،
15
والم ضربة، او احتباس بول عند الكلية ممدد وغير ذلك؛ فان امثال هذه تورم الكلى.
16
والاورام الحارة فى الكلية قد يسرع اليها التصلب، وحينئذ تظهر علامات التصلب. و
17
كثيرًا ما اورث الاورام شد الهميان فى الوسط.
18
العلامات: علامة الورم الحار فى الكلية حمى لازمة، ولها ايضا فترات، وهيجانات غير
19
منظومة كانها او ائل الربع. ولا يصغر النبض فى ابتداء نوائبها صغره فى ابتداء سائر
20
الحميات. ويكون حماه مع برد من الاطراف، خاصة اليدين، والرجلين. ويكون
21
هناك اقشعرار يخالط الالتهاب، واحتباس تمدد، وثقل عند ناحية الكلية دائم، و
22
استضرار بكل مدر، <مر>، وحريف، ومالح، وحامض، والا لتهاب بحسب المادة،
23
ووجع يهيج ويسكن، وخصوصا ان كانت دبيلة. واسكن ما يكون هذا الوجع عند
24
ما يكون الورم فى جرم الكلية، واما اذا كان عند الغشاء، وعند العلاقة عظم الوجع،
25
واشتد، ومنع الانتصاب، والسعال، والعطاش، وصعبت النصبة التى لا يكون مستقر
26
الورم فيها على مهاد. واذا استلقوا كان الالم اخف مما يكون عند الا نبطاح المعلق
27
للكلية، وهو اخف نصباتهم عليهم. وربما اشتدث حمى هذه العلة لعظم الورم، وادت
28
الى اختلاط الذهن بسبب مشاركة الحجاب، والى قئ مرة بسبب مشاركة المعدة للكبد.
29
وربما اتصل الوجع الى الوجه، والعينين، وحبس البطن بضغط المادة للمعاء.
3-734
1
وأما البول فيكون فيه ابيض، ثم يصير اصفر نارى غير ممتزج، ثم يحمر، وان
2
دام بياض الماء اذن بصلابة [تكون] او استحالة الى دبيلة. وبا لجملة اذا كان البول
3
فى هذه العلة لزجًا ابيض، ودام عليه فهو دليل ردئى. واذا اخذ يرسب الماء دسوما
4
محمودا فقد اذن الورم بالنضج من غير استحالة الى شىء أخر. واذا جاوز الورم الايام
5
الأول، وبقى البول صافيا رقيقا، فالورم فى طريق الجمع، او فى طريق الصلب.
6
وتعلم ان الورم فى [جرم] الكلية، او بقرب الغشاء بما قلناه فيما سلف. وتعلم ان الورم
7
فى الكلية اليمنى، او اليسرى، بان الا ضطجاع على جانبها أسهل من الا ضطجاع على
8
مقابلها لقلقها، وايضا فان امتد الوجع الى ناحية الكبد، فالورم فى اليمنى. وان امتد
9
إلى ناحية المثانة، فالورم فى اليسرى. وان كانت العلامات جميعا، فالورم فيهما جميعا.
10
واذا صار الورم دبيلة عظم الثقل جدًا، واحس فى الكلية كأن كرة ثقيلة <معلقة>
11
فى البطن، وحدثت نفخة فى المواضع الخالية، واشتدت الأعراض جدًا، وأحس
12
بوجع شديد فى البطن. اما الورم اليسارى فيحس فوق الانثين، ويعظم الوجع فى
13
عضل الصلب فى جميع ذلك. واذا نضج خفت الحمى، وزادت القشعريرة، وغلظ
14
البول، وكثر فيه الرسوب الحسن. واذا انفجر الورم زالت الحمى والنافض البتة.
15
فان كانت المدة بيضاء ملساء غير منتنة، وخرجت بالبول، فهو اجود ما يكون. وكذلك
16
ان كان دما، وقيحا ابيض. وما خاف ذلك فهو أردأ بحسب مخالفته.
17
العلاج: ان العلاج قطع السبب بالفصد من الباسليق ان كان الدم غالبا؛ وربما احتيج
18
ان يتبع ذلك بالفصد من مابض الركبة. فان لم يظهر ذلك العرق فمن الصافن وبالاسهال
19
ايضا، ان كان هناك مع الدم اخلاط حادة، بالحقن اللينة اللعابية ما امكن. و
20
افضل ما يسهل به ماء الجبن، والخيارشنبر. وفى ماء الجبن امالة للماده الى الا معاء،
21
وغسل، وجلاء، وتبريد، وانضاج واصلاح للقروح. وفى الخيارشنبر اسهال ايضًا،
22
وانضاج برفق. وماء السكر، والعسل الكثير المزاج بهذه المنزلة. فان امكن ان يعدل
23
الخلط، ثم يسهل فهو افضل. ويجب ان لا يكون الإسهال عنيفا، وقويا، فيعظم
24
الضر بحسب الخلط الكثير المنصب الى الأمعاء المجاور للكلية. وماء الشعير مما يجب
25
ان يلزمه فيه.
26
ويجب ان لا يدر البتة، ولا يسقى البروز، وبنادقها؛ وخصوصا والبدن غير نقى،
27
فان الاخلاط تنصب حينئذ الى الكلية، حتى اذا صح النضج ادررت ولذلك ما يجب
28
ان يمنع شرب الماء ما امكن فى مثل هذا الوقت. وان كان من وجه علاجًا الى ان ينقى،
29
وان كان الماء موافقا بتبريده، وترطيبه للاورام الحارة؛ ولكن اذا كان بحيث يزعج الادرار
3-735
1
ويزاهم جوهر المنصب الى ناحية الورم، ضر بسبب الحركة مضرة فوق منفعة بسبب
2
الكيفية، ومع ذلك فانه يستصحب مع نفسه اخلاطا الى الكلية يسهل انحدارها اليها
3
بمرافقة الماء. فان كان لابد فيجب ان يسقى الماء العذب الصافى البارد سقيا بالرشف،
4
والمص. ويجب ان لا يكون من برده بحيث يمنع النضج، ويجتنب اللحم والحلاوة.
5
واما الماء الحار فيضرهم، وكذلك كل حار بالفعل قوى الحراة. وبالجملة فان الماء
6
الكثير لايخلو من ان يتعب الكلية بحركته ومروره.
7
وليس للقروح والأورام مثل السكون. والحمامات لا توافقهم، اللهم الابعد
8
الانحطاط للاورام الحارة. ويجب ان يستعمل فى الأول من المشروبات، ومن الاطلية،
9
والحقن وغير ذلك مما هو مانع ثم يخلط بما هو جال، ومرخ، ومنضج [شى]
10
بحسب عظم الررم، وصغره، ثم يستعمل الجوالى والمرخيات. ويجب ان يختار من
11
الجوالى، والمرخيات مالا لذع فيه. فان احتاج الى قوى له لذع لعظم الورم، فالصواب
12
ان يغلب عليها مالا لذع فيه. وكذلك ان كان هنال اخلاط لذاعة لم تستفرغ، فيجب
13
ان تكسر باغذية من جنس الاحساء الموافقة للكلية والاورام، الا انها من جملة ما لا لذع له،
14
فانها تتغذى بها. ويجب ان يتعرف حال الا خلاط فى رقتها، وغلظها، وفى جوهرها؛
15
هل هى من جنس فاسد أوصحيح او خلط أخر، وفى مبلغها هل هى قليلة، او كثيرة،
16
حتى يقابل ذلك بكيفية الدواء وكميته. وما قدرت ان تعالج بما هو اقل حدة لم تفزع
17
الى الحاد. واذا نضج الورم نضجا تاما، وعرف ذلك فى البول سقى المدرات مثل
18
البزور، وبنادقها فى ماء الشعير ونحوه، وقبل ذلك لا يسقى المدرات؛ وخصوصا ان
19
كانت الا خلاط من البدن ردئية. وربما احدث سقى ذلك ثقلا فلاتبال به؛ فان سقى
20
ذلك بعينه يزيله.
21
واولى ما يعالج به فى اصلاح الورم، وفى اسهال الخلط الردئى، الحقن دون
22
المشروبات، فان الحقن اوصل إليها مع ثبات من قوتها؛ ومع ذلك فانها لا تحدر من
23
فوق شيئا احدار المشروبات؛ وخصوصا المسهلة. ويجب ان تكون الحقنة بالحقنة
24
المذكورة فى باب القولنج، لتكون الحقنة سلسة غير مستكرهة ولا مزاحمة فتولم وتضر.
25
والخيارشنبر نعم الشى فى معالجات الكلية، فانه اذا وقع فى الحقن والمشروبات استفرغ
26
بغير عنف، وانضج الورم. واذا علمت ان البدن نقى. وان الورم صغير؛ فربما كفاك
27
سقى ماء العسل، اوماء السكر الكثير المزاج؛ فان جلاء هما، وتلطيفهما، وتقطيعهما،
28
ربما حلله بلا لذع.
3-736
1
ومن الاشياء النافعة فى اول الامر ماء الشعير مع دهن ما، وعصاة الخلاف،
2
والعصارة الباردة، والتضميدات بالمطفئات، وسقى لعاب بزر قطونا. وربما سقى اللبن.
3
وان كان التهاب، فيجب ان يكون اللبن على ما وصفنا، وبعد ذلك فليستعمل الحقن
4
من الخطمى، والخبازى، وبزر الكتان مع شىء من الباردة، ودهن الورد، ويستعمل
5
"تضميدات بدقيق" الشعير؛ ومعه بنفسج، وبا قلى، وفى أخره تترك الباردة، وتزاد الحلبة،
6
والبابونج ونحوه، ويكون الدهن <دهن> الشيرج، ودهن القطم، ويضمد من خارج
7
بما هو منضج، وأشد تسخينا. ومن ذلك ان يكمد بخرقة صوف مغموسة فى ادهان
8
مسخنة، والتى فيها قوة الشبث، والخطمى. ويتخذ ضمادات من دقبق الحنطة،
9
وماء العسل المطبوخ، ومن ورق الحلبة، والكرنب، واصل السوسن، والشبث،
10
والخطمى، والبابونج مخبصة بالشيرج. ولك ان تجعل فى هذه الاضمدة البنفسج،
11
والشحوم الملينة. وبما احتجت بسبب الوجع ان تجعل فيها شئيا من الخشخاش.
12
وقشر اللقاح يوافق فى ذلك.
13
"والذى يكون من الورم من قبل الحصى؛ فيجب ان تدبر بتدبير ذلك بما نقوله.
14
واما تدبير الوجع اذا هاج، وخصوصا عند المثانة لعظم الحصاة فيها، وكسر خادش،
15
او خشونة ساحجة؛ فربما سكن بالحمام، والابزن. واذا افرطا، او ارخيا عاود وجع
16
شديد بعد ساعة. والنطولات البابونجية، والا كليلية، والخطمية، والنخالية، نافعة
17
جيدة. وان كان هناك اعتقال ما من الطبيعة فمن الصواب اخراج الثفل بشيافة، او حقنة
18
غير كبيرة فيضغط ويولم؛ بل الشيافة احب الى. وفى تليين لطبيعة تخفيف كثير،
19
وتسكين للوجع، ولا سبيل الى استعمال المسهل، فانه يولم، ويوذى بما ينزل من فوق.
20
واما الحقنة فاذا جعل فيها شحوم، ودسومات، وقوى مرخية، وقوى مدة، فعل مع
21
الاسهال التليين وكسر الوجع."
22
ومن الاضمدة القوية فى انضاج الدبيلة العارضة فى الكلية: التين المسلوق بماء
23
العسل. وان احتجت الى تقويته بالمازريون، والايرسا فعلت. ومن المشروبات المجربة:
24
بزر الكتان مثقالان، نشأ مثقال، وهى شربتان. واذا تم النضج استعملت المدرات مشروبة
25
ومحقونة. ومن الضمادات: ضمادات متخذة من الكما فيطوس، والجعدة. والفطرا
26
ساليون، وفقاح الأذخر، والسنبل. ويجب ان يتعهد حال الوجع، ويسكن المقلق
27
منه بالمسكنات التى ذكرناها مرارا.
3-737
1
وربما كانت الحقنة المخرجة للثفل مريحة مسكنة للوجع، بما يزيل المزاحم،
2
وبما بلين. وان لم تفعل ذلك احتجت ان تخفف بمثل الفصد وبالمحاجم توضع
3
بالرفق مابين القطن والصلب، ثم يشرط، وبتكميد الموضع بصوف مغموس
4
فى زيت حار وقد يطبخ فيه مثل الخطمى، والقيصوم، والبابونج، وان يضمد
5
بمثل بزر الكتان ونحوه. وربما احتجت ان تقوى الضماد بمثل الجعدة، والكندر،
6
والكرسنة، والشمع، ودهن السوسن. وربما احتجت ان تجعل للدواء منفذا بان تضع
7
محجمة، وتشرط شرطا خفيفا، ثم تكمد بالاكمدة المذكوة. وربما احتجت ان تسقى
8
البزور المدرة الباردة، مع قليل من الحارة اللطيفة؛ وشىء من المخدرات كالانيسون مع
9
كرسنة، وافيون، ومثل فلونيا فهو افضل دواء فى مثل هذا الموضع.
10
واما العلاج الخاص بالدبيلة اذا علمت انه لا بد من جمع فيجب ان تعين
11
بالمنضجة التى ذكرناها، وتزيدها قوة بمثل علك البطم، والانجرة، والافسنتين، و
12
الايرسا، ودقيق الكرسنة. وربما جعل فيها مثل اصل الفاشرا، والمازريون، وزبل الحمام.
13
وربما كفى <فيها> طبيخ التين بالعسل. ويجب ان يستعمل فى الحقن، وفى الاشربة
14
ما ينضج بقوة، وتستعمل الكمادات المذكورة مقواة بما يجب ان تقوى بها.
15
وكثيرا ما كان سبب بطء النضج سؤ المزاج الحار الملتهب، فاذا عدلت نضج
16
وذلك بمثل الالبان المشروبة، والمحقون بها، والاضمدة، وتحيل بالا نضاج على
17
أشياء باردة بالطبع، حارة بالعرض؛ مثل الماء الحار يقعد فيه. وان لم ينفجر استعملت
18
المفجرات، والحقن الحادة حتى التى يقع فيها خربق، وقثاء الحمار، والثوم وظاهرتها
19
بالكمادات، والضمادات من خارج. والمدرات القوية <يسقى> مثل الوج، وبزر
20
الفنجكشت، ولهما خاصية فى ذلك. ومن المفجرات الجيدة: الدارصينى، والحرف.
21
واذا انفجر استعملت ما يدر بقوة لينقى، ثم استعملت ما يلحم من الادوية المعدة لقروح
22
الكلية، وسنذكرها.
23
|339ra7|الورم البلغمى فى الكلية
24
يحدث عن اسباب احداث البلغم.
25
العلامات: يكون ثقل، وتمدد، وقصور فى افعال الكلية، ولا يكون هناك التهاب. وربما
26
كان معه ترهل فى الوجه، والعين، وفى سائر البدن. ويكون المنى رطبا جدا رقيقا باردا،
27
مع فقدان العلامات الخاصية بالصلب.
3-738
1
العلاج: هو بالاضمدة المسخنة، وبالمدرات المنقية. ويجب ان يقع فيه تعويل كثير
2
على الغار، وورقه، ودهنه، وعلى السذاب، ومثل ذلك ايضا يستعمل فى الحقن،
3
[والمشروبات، والاضمدة].
4
|339ra22|الورم الصلبة فى الكلية
5
قد يكون مبتديا؛ واكثره بعد [ورم] حار. وسببه كثرة مادة سوداوية جرت اليه،
6
اوتحجر من ورم حار لبرد حجره اوحر غلظه، وهما السبب فى ان لا يقع نضج، فان
7
النضج تابع لحراة الى الاعتدال.
8
العلامات: يدل على الورم الصلب فى الكلية ثقل شديد ليس معه وجع يعتدبه، إلا فى
9
الكائن بعد ورم حار، فربما هاج فيه وجع. ومن علامات الصلب دقة الحقوين، و
10
خدرهما، وخدرالوركين، وربما خدرت الساقين؛ لكنهما لا يخلوان من ضعف.
11
ويعرض فى جميع هذه الاعضاء السافلة هزال، ونحافة. والبول يكون رقيقا يسيرا فى
12
كمية لقلة جذبها للمائية لضعف القوة، وضعف دفعها، ويكون عديم النضج رقيقا.
13
والسبب فى ذلك السدة، فانها تمنع الكدر ان ينفذ، وكثيرا من الرقيق، بل السدة ربما
14
اسرت البول، والضعف يمنع القوة ان ينضج، وقد يحدث تهبج. وكثيرا ما يودى
15
الى الإستسقاء لانسداد الطريق على مائية الدم، ورجوعها الى البدن؛ فلذك يجب فى
16
مثل هذه العلة ان يدام إدرارها.
17
العلاجات: تتامل الاصول فى معالجات صلابة الكبد، والادوية، فان ذلك بعينه طريق
18
معالجة صلابة الكلى. فان احتيج الفصد لكثرة الدم السوداوى فعل. وقد ينفع
19
منه شرب البزور التى فيها تليين، وتحليل، مثل، بزز المرو وبزر الكتان، وبزر الخطمى
20
والحلبة، والقرطم، ويتخذ منه سفوفات، ويخلط بها مدرات بحسب الحاجة. فلا
21
تفرط فى الادرار فينقى الغليظ، ويتحجر، بل تراعى بوله، وكلما غلظ أدر باعتدال،
22
وكلما وقف انضج.
23
ومن علامات نضجه ان يكثر البول، وتنفع منه المروخات، والكمادات،
24
بمثل دهن القسط ودهن الناردين والزنبق، ودهن البابونج، ودهن الشبث، ودهن
25
الغار. ومن الضمادات: ضماد متخذ من البابونج، واكليل الملك، وبزر الكتان.
26
وربما احتيج الى مثل المقل، والأشج، والسكبينج، وشحم الذئب، وشحم الاسد،
27
ومخ البقر، والايل، وغير ذلك يتخذ منه مراهم، وضمادات، ويستعمل. وربما
3-739
1
احتيج الى ان تداف مثل المقل. والاشج فى طبيخ المدرات. وكذلك البابونج والحسك،
2
والاكليل، والبسبائج، ويسقى منها.
3
|339rb25|فى قروح الكلية
4
اسباب قروح الكلية هى بعينها اسباب سائر القروح، وهى اسباب تفرق الاتصال،
5
ثم التفتيح. وذلك فقد يكون عن انصداع ''عروق، وانفجارها، وانقطاعها، للاسباب
6
المعلومة فى مثله وقد يكون لدبيلة انفجرت. وقد يكون لحصاة خرجت. وقد يكون
7
لاخلاط مرارية، أو بورقية سحجت، او لزجة سحجت با نقلاعها عن ملتزقها بعنف.
8
وقروح الكلية أقل ردأة من قروح المثانة، وقروح المجارى بينهما، وحال قروح المجارى
9
بين الحالين. والسبب فى ذلك ان قروح العضو العصبى أعسر برأ من قروح العضو
10
اللحمى. واكثر ما تعرض القروح فى المجارى هو لكون المادة صفراوية ساحجة، او
11
لحصاة خادشة. وقد تكون هذه القروح متأكلة، وقد لا تكون. وكثيرا ما يحدث
12
من قروح الكلى نواصير لاتهدأ البتة، وان كانت مما تكف عن سيلانها مع نقاء البدن،
13
وتسيل عند الامتلاء فما كان جيد المدة؛ فلا كثير خوف منه؛ ولا يخاف منه الاتساع،
14
والتأكل. واما ردئى المدة فانه يعرض الاتساع، والتأكل، والتأدى الى العطب. ومن
15
الخرق كلاه مات. وكثيرا ما يكون راس الورم مائلا إلى خارج، فينفجر الى خارج.
16
العلامات: قروح الكلية أن تخرج فى البول مدة، واجزاء شعرية <حمى>، وكرسنية،
17
واجزاء لحمية. وربما حس صاحبه بالم فى موضع الكلية. وربما تقدمه بول دم،
18
أو دبيلة كلية، اوالم من انقلاع حصاة. وقد يدل عليه ضربة وقعت، أو صدمة. واما
19
الانفتاح فقد لا يكون معه وجع، ويدل عليه دوام بول الدم قليلا قليلا، فان بول الدم
20
اذا كان من انفجار دبيلة، او انصداع عرق من فوق، جاز ان يدوم يومين او ثلاثة.
21
فاما ان طال ذلك فيكون لانفتاح، أو لقرحة. واذا طال فكان هناك تغير من لون، أو
22
مخالطة بصديد، فليس الا لقرحة فى الكلية، اوالمثانة. وذلك بول موذى مضعف،
23
لانه وان كان المبلغ كل وقت قليلا، فان التواتر يودى الى استفراغ مبلغ كثير.
24
والفرق بين قروح الكلية والمثانة: ان قروح الكلية تكون مع سلس البول،
25
وقروح المثانة مع عسر، والقشور فى قروح الكلية تكون حمراء، وفى قروح المثانة
26
بيضاء؛ إما كبارا غلاظا ان كانت فى المثانة نفسها، وإما صغارًا رقيقة ان كانت فى
3-740
1
المجارى. ويعرف الفرق ايضا بموضع الوجع، فان موضع الوجع فيهما يختلف؛
2
أما فى قروح الكلية ففوق، وأما فى قروح المجارى فى الوسط، وفى مجرى القضيب
3
بعد الجميع. وربما يصعب الوجع فى قروح المجارى، ويكون له هيجان كل ساعة
4
كالطلق. وقد يستدل على الفرق المطلوب بقوة الوجع، فان الوجع فى قروح المثانة
5
اصعب، لانه عضو عصبى قوى الحس، وبول الدم المتواتر. وان كان من دلائل
6
الامرين فهو فى المثانى اقل قدرا، واقل اختلاطا بالبول. فاذا بال صاحب قروح الكلية،
7
او المثانة دما بعد بول المدة؛ فا ستدل منه على التاكل. وقد يستدل على صعوبة القروح
8
فى الكلية وخبثها بقلة قبول العلاج، وطول المدة، وكثرة العكر، واللون الردئى الاخضر
9
فيما يبول، وشدة نتنه.
10
العلاج: اول ما بجب ان يقصد فى علاج قروح الكلية والمثانة تعديل الاخلاط، و
11
امالتها عن المرارية، والبورقية الى العذوبة لئلا يجرح جرحا بعد جرح، واجتناب كل حريف،
12
ومر، ومالح، وحامض، وتقليل شرب الماء، لتقل الحاجة الى البول، وتقل حركة الكلى
13
عمايسيل اليها، وانجرادها به، فان قانون علاج القروح التسكين. ومما يعدل الاخلاط
14
الفصد ان وجب، والاسهال اللطيف والرقيق بلا عنف البتة، ولا اطلاق اخلاط حادة
15
دفعة؛ فان مثل ذلك ينفض عن البدن نفضا لطيفا مع ميل إلى غير جهة الكلية. ومالم
16
يستعمل مسهلا للمرار فهو أولى الالضرورة. والاولى ان يعدل المادة ويخرجها بعد ذلك
17
وخصوصا بالقىء والقىء اجل ما تعالج به قروح الكلية بما ينقى ويستفرغ، وبما يجذب
18
الاخلاط عن ضد جهة الكلية. وربما كان استعمال القئ المتواتر علاجا مقتصرا عليه
19
يغنى عن غيره. والا ولى ان يدبر اولا بالبزور، ثم يقبل على القئ ويجب ان يكون القئ
20
على الطعام بما يسهله، مثل البطيخ ببزره خاصة مع الشراب الحلو، او بمثل السكنجبين
21
بالماء الحار. ويجب ان لا يكون تهيج شديد بعنف. ومما يعدل الاخلاط تناول
22
البطيخ الرقى، والقثاء، والكاكنج، والخشخاش.
23
ومن الاصول التى يجب ان تراعى: انه اذا اشتد الوجع فيعالج الوجع اولا،
24
ثم القرحة. وان كانت القرحة طرية، وكما قد انفجر الورم كان علاجها سهل. و
25
ربما كفى حب النشاء مع شراب البنفسج. واذا ازمنت عسر الأمر. ويجب ان تبادر
26
الى التنقية؛ اما فى الخفيف بالمدرات الخفيفة، ومثل بزر الكاكنج، والخطمى، الى
27
اخذ الرازيانج. واما فى الردئى الخبيث فمثل البر ساؤ شان مع اعتداله، والايرسا،
28
والفرسيون، ودقيق الكرسنة. وتحتاج ان تجمع بين السقى والتضميد اذا كانت العلة
29
خبيثة. وربما نفع فيه الزوفا، والسذاب، ونحوه. فاذا نقيت فاشتغل بالختم، و
3-741
1
الالحام؛ لئلا يقع تاكل. ويجب ان يلزموا السكون، ولا يتبعوا ما امكنهم، بل يجب
2
ان يقتصروا من الرياضة على دلك الاطراف، واستفراغ ما يستفرغ بالرياضة؛ بالتكميد
3
اليابس حين لا يمكنهم المشى وغير ذلك؛ وخصوصا اذا كانوا اعتادو الرياضة، ثم اذا
4
عوفى يدرج برياضة خفيفة؛ الى ان يرجع الى عادته فى حركاته.
5
فاما علاج نفس القرحة: فيجب فيها اولا ان يهجر الجماع؛ فان الجماع ضار
6
جدا بها، ولا تكثر الحركة والرياضة، وليقتصر على التدلك؛ فانه نافع، وجاذب للدم
7
الى البدن. واما تدبيرها بالادوية: فيجب ان يكون بالمجففات الجالية بلالذع. فان
8
كانت القرحة ليست بتلك الردئية كفى المعتدل فى الجلاء والتجفيف. وان كانت
9
خبيثة احتيج الى ما هو اقوى تنقية، وغسلا للوضر، واشد تجفيفا ليمنع الوضر، و
10
بعد ذلك أشد قبضا ومنعا [وهو مثل الاقاقيا، وعصارة لحية التيس. وربما احتيج
11
الى مثل الشبث]، ليمنع انصباب الاخلاط الردئية. فاذا تنقى وجف وحبست عنه
12
المواد كان البرء. ويجب ان تخلط بأدوية القروح كلها مغريات: مثل النشا. والكثيرا،
13
والصموغ الباردة، فان المغرية مما تجعل القروح فى حرز عن سحج ما يمر عليها، وما
14
كان منها دسما كاللك يجعل للحم العضو، ولما يغتذى منه متانة، ولزوما، واستعدادًا
15
للانختام. ويجب ايضا ان تخلط بها مدرات. وادوية ملطفة؛ لتوصل الادوية
16
المصحلة، والخاتمة؛ وان كانت هى فى نفسها تضر وتهيج. وربما احتيج ان تخلط
17
بها المخدرات من الخشخاش، والبنج، واللقاح، والابيون، والشوكران، وذلك
18
لتسكين الوجع، والتخفيف، والردع.
19
واذا علمت ان فى القروح وضرًا فا شرب جاليا فيه قوة من ادرار مثل ماء السكر،
20
وماء العسل ببعض البزور حتى يدر، ويغسل، ثم اتبعه بالمجففة، والادوية المشروبة
21
التى يعالج بها ماليس بالخبيث جدا من قروح الكلية، وهى مثل بزر الخطمى، وبزر
22
المرو، واصولها بماء العسل، وبزر الكاكنج، وماء عنب الثعلب، خصوصا الجبلى،
23
وايضا: القثاء، والطين الارمنى بالجلاب، والبرساؤ شان بماء العسل. ولا صل السوسن
24
تجفيف، وتنقية، وانضاج، وتغرية. وايضا: بزر الكتان، وكثيرا جزء [جزء]، نشاستج
25
جزء ان بماء العسل. وايضا: حب الصنوبر، وبزر الخيار يستف منهما راحة. وايضا:
26
بزر الخشخاش المقلو المسحوق يوخذ منه درهم ونصف فى ماء اغلى فيه الاذخر،
27
واصول السوسن. واقوى مما ذكرنا فطرا ساليون، اودوقو بالشراب الريحانى،
28
وقليل طين أرمنى. وقد ينتفع سقى المقل محلولا مع صمغ البطم، والطين المختوم
3-742
1
اجزاء سواء، والشربة الى مثقال فى شراب حلو. وايضا: دقيق الكرسنة قوى التنقية،
2
والتجفيف معا. فاذا جمع معه مثل الطين المختوم، والاقاقياء، وعصاة لحية التيس،
3
تمت فائدته. والايرسا ايضا قوى يفعل هذ الفعل ونحوه.
4
واما المركبات: فمثل ما يوخذ من بزر القشاء المقشر خمس وثلاثون حبة، ومن
5
حب الصنوبر اثنتا عشرة حبة، ومن اللوز خمس حبات عددا، ومن الزعفران
6
"ما يلون مدقوق'' هذه، ويشرب على الريق. فان كانت الحراة شديدة فيبدل حب
7
الصنوبر بحب الخيار. وايضا: حب الصنوبر عشرون حبة، حب القثاء اربعون حبة،
8
نشاستج وزن درهم ونصف، يسقى فى رطل ونصف ماء اغلى فيه الناردين، وبزر الكرفس
9
من كل واحد وزن ثمانية دراهم، حتى عاد، الى الربع. وايضا: طين مختوم، ودم
10
الأخوين، وكندر، ونشا، وبزر البطيخ، وبزر الكرفس، وبزر القثاء، وبزر القرع،
11
ورب السوسن، ولك، وراوند صينى، ولوز الصنوبر الكبار، والخشخاش، وبزر
12
البنج، اجزاء سواء يسقى على موجب المشاهدة بميبختج. وايضا: حب الصنوبر الكبار
13
ثلاثون حبة، لوز مقشر عشرون، التمر اللحيم خمسة عشر تمرة، كثيرا، اربعة مثاقيل،
14
[رب السوسن اربعة مثاقيل] زعفران سدس مثقال يعجن بميبختج، ويستعمل.
15
فاذا اشتد الوجع فيجب ان يعرض عن علاج القرحة، ويعالج بمثل هذا الدوا:
16
يزر البنج دانق، افيون قيراط بزر الخيار، [درهمان] وبزر الخس درهم، بزر بقلة الحمقاء
17
درهم، فانه يسكن الوجع فى الحال. واذا كان الوجع قليلا سكنه شرب اللبن مكان
18
الماء، وشرب شراب البنفسج. ومن القوية: قوفى، واقراص الكاكنج واقراص
19
اسقليادس، واقراص ديسقوريدس، وسفوف اللك، والراوند ببزر الكاكنج الجبلى،
20
وسفوف كمادروس قوى جدا. وكثيرا ما تنفع الحقن الذوسنطارية على سبيل المجاورة.
21
وقد تستعمل اضمدة من هذا القبيل تجعل على الظهر، وعند مشد الوسط، والمواضع
22
الخالية مثل دقيق الكرسنة مطبوخا بشراب، وعسل. وايضا: ورديابس، وعدس،
23
وعسل، وحب الأس يضمد، وهذا يمنع التعفن، والتوسع.
24
ومن المروخات: دهن الحناء، ودهن شجرة المصطكى، ودهن السفرجل،
25
وربما خلط بها مثل الميعة، وربما احتيج الى مثل شحم البط للتليين. واما النواسير فلا
26
علاج لها الا التجفيف، ومنع الفساد، اما التجفيف فبا دامة تنقية البدن، والا حتراز عن
27
الا متلاء بحسب الكمية، والكيفية. وهذا يكفى فى علاج ما ليس بخبيث. فاما الخبيث
3-743
1
فيجب ان يعالج بهذا. وبما كان اقوى منه مثل اضمدة وأشربة تمنع التعفن مثل القوابض
2
المعروفة مع جلاء لا لذع فيه، وتنقية.
3
الغذاء: يجب ان يكون الغذاء حسن الكيموس من لحوم الطير التى تدرى، والسمك
4
الرضراضى، وبالبقول الجيدة الكيموس الباردة كالسرمق، والبقلة اليمانية. وما دامت
5
القروح ردئية فيجب ان يعطى مشوبة، وافضلها لحوم الطير، والعصافير الجبلية مشوية،
6
ومثل صفرة البيض النيمبرشت، ويتدرج الى الدجاج السمين، والأطرية. والالبان
7
تنفعهم اذا هضموها، فما كان مثل لبن الاتن، وايضا لبن اللقاح تنفعهم، لانها البان
8
تصلح مواد القروح، وتغسلها، وتغريها لجبنتيها. وما كان مثل لبن البقر [والضان]
9
فيجمع الى ذلك زيادة فى تقوية العضو، وتغذيته، إلا ان لبن الاتن، ولبن الماعز
10
ينفع من جهة اصلاح المزاج، والغسل، ومن جهة الخاصية نفعا اكثر من غيرهما،
11
وخصوصا المعلوفة بما يوافق القروح مما علم حاله. ويجب ان يخلط بالبانهم،
12
وأغذيتهم التى يتنارلونها شئيا من الأدوية الصالحة للقروح مثل الكثيرا. "وهذه الالبان
13
يجب ان يسقى بعد التنقية" والنشا، والصمغ، والمجففات ايضا، وشىء من المدرات
14
من البزور المعروفة.
15
واذا شرب اللبن لم يطعم عليه شىء حتى ينحدر. وان ابطأ انحداره خلط به شىء
16
من الملح. وربما جعل فيها ملح، وعسل. واللبن يصلح له مكان الماء والطعام جميعا.
17
وعند نقصان القيح ينفعه لبن النعاج بما يختم ويغرى ويقوى. وله ان يشرب
18
الالبان عند العطش. واما النقل والفواكه التى توافقه: فالبطيخ، والخيار [النضيج]،
19
والكمثرى، والزعرور، والرمان الحلو، والسفرجل، والتفاح. ومن النقل اليابس:
20
لوز، وخصوصا المحمض، والفستق، والبندق، وحب الصنوبر خاصة، والقسب.
21
وليجتنبوا التين اليابس؛ فانه ردئى للقروح يجلوها ويحكها، ويهيجها، وفيه يتوعية
22
خفية. ويجب ان يجتنب كل حامض قوى الحموضة، وكل حريف، <وكل>
23
مالح، وشديد الحلاوة.
24
|340va17|جرب الكلية والمجارى
25
هو من جنس قروحها. واسبابه فى الاكثر: يثور تظهر عليه من اخلاط مرارية،
26
وبورقية، ثم تتقرح.
3-744
1
علاماته: يكون مع علامات القرح فى خروج ما يخرج مع دغدغة، وحكة فى موضع
2
الكلية يخالطها نخس، وربما عظم معها الوجع، والذى يكون فى المجارى يكون الخارج
3
غشائيا.
4
العلاج ينفع: فيه فصد الباسليق ان كان البدن كله ممتلئا. وانفع منه فى كل حال
5
فصد الصافن، والحجامة تحت موضع الكلية، واستعمال تنقية البدن دائما، وخصوصا
6
بالقئ، وبنادق الحبوب مع الطين الارمنى، ورب السوس اجزاء سواء. والغذاء مما
7
يجود هضمه، وكيموسه، مثل صفرة البيض، ومما يبرد ويرطب، مثل الفراريج بالقطف،
8
والبقلة اليمانية، والقرع، والاسفاناج، والفواكه الرطبة، وخصوصا الرمان الحلو،
9
والبقول الرطبة وعلاج جرب المجارى بين علاجى جرب الكلية وجرب المثانة،
10
فانظر فيها جميعا.
11
|340va40|فى حصاة الكلية
12
تشترك الكلية والمثانة فى سبب تولد الحصاة؛ وذلك لان الحصاة يتم تولدها من مادة
13
منفعلة، ومن قوة فاعلة. فاما المادة: فرطوبة لزجة غليظة من البلغم، او <من> المدة،
14
او من دم يجتمع فى ورم دملى؛ وهذا نادر. واما القوة الفاعلة: فحرارة خارجة عن الاعتدال.
15
وللمادة سببان: احدهما مادة المادة، والثانى حابس المادة. فمادة المادة
16
الاغذية الغليظة من الالبان؛ وخصوصا الخاثرة، والاجبان؛ وخصوصا الرطبة، واللحمان
17
الغليظة؛ كلحمان الطير الاجامية، والكبار الجثث، ولحم الجمال، والبقر، والتيوس،
18
وما يغلظ من الوحش، والسمك الغليظ، والمطجنات كلها، والخبز اللزج، والنى
19
والفطير، والاطرية. واللاكشة، والبهط، والسميذ، والحوارى اللزج، والحلوى
20
والفواكه الحامضة، والعسرة الهضم، والتى تولد خلطا لزجا مثل التفاح الفج، والخوخ
21
الفج، ومثل لحم الا ترج، ولحم الكمثرى. ومن المباه الكدرة؛ وخصوصا غير
22
المالوفة المختلفة، والا شربة السود الغليظة؛ وخصوصا اذا كان الهضم ضعيفا لضعف
23
القوة الهاضمة ولكثرة ما يتناول، فينقض القوة، ولسؤ الترتيب والرياضة على
24
الامتلاء. وربما كانت المادة مادة من قرح فيها، او فى غيرها.
25
واما حابس المادة: فضعف الدافعة فى الكلى لمزاج، او لورم حار، او حمرة،
26
او قروح فى الكلية، فتحبس فيها فضول، ورسوبات من كل ما يصل اليها من المائية.
27
وإما شدة حرارة فترمل الفضل، وتحجره، قبل ان يندفع، وتجذبه اليها قبل الهضم
3-745
1
التام فى اعالى البدن. فهذه الحرارة اما لازمة، واما عارضة، لسبب تعب، او تناول
2
مسخن. واما لسدة من فضول مجتمعة، او برد مقبض، او اورام سادة حارة؛ وهو كثير
3
وباردة، وصلبة، او مشاركة اعضاء قريبة، مثل المعاء وغيرها اذا ضغطت الكلية فا حدثت
4
فيها سدة. وهذه الاشيا كلها توجد فى المثانة من الحصاة. وان اقترن الحصاتان
5
فكانت الكلية الين يسيرا، واصغر، واضرب الى الحمرة. والمثانية اصلب واكبر
6
[جدا]، واضرب الى الدكنة، والرمادية، والبياض، وان كان قد يتولد فيها حصاة
7
منتفشة متفتتة. وايضا فان الكلية تتولد فى الاكثر؛ ولم يبل بعد فهى عكر للدم
8
لم يصحبه، وتخلف عنه، والمثانية تتميز فى الاكثر بعد انفصال البول ''فهى رسوب
9
للبول تحتبس معه''.
10
واكثر من تصيبه حصاة الكلية سمين، واكثر من تصيبه حصاة المثانة نحيف.
11
والمشايخ تصيبهم حصاة الكلية؛ اكثر مما تصيبهم حصاة المثانة. والصبيان ومن يليهم
12
فامرهم بالعكس. واكثر ذلك ما بين الطفولة الى اول المراهقة. وذلك لان القوة
13
الدافعة فى الصبيان، والشبان اقوى فتدفع عن اعالى الاعضاء الى اسافلها. واما فى
14
المشائخ فان قوى كلاهم تضعف جدا. وايضا لان الصبيان، والشبان أرق اخلاطا،
15
فلذلك تنفذ فى كلاهم، والمشايخ اغلظ اخلاطا فلا تنفذ فى كلاهم. واكثر ما تتولد
16
الحصاة فى الصبيان هو لشرههم، وحركتهم على الامتلاء، وشربهم اللبن، ولضيق مجرى
17
مثانتهم. وفى المشائخ لضعف هضمهم. ولذلك حكم بقراط انها فى المشائخ لاتبرأ.
18
وكل بول يكون فيه خلط اكثر، فهو أولى بان تتولد منه الحصاة، وهو الذى
19
اذا ترك يتولد منه الملح كان ملحه اكثر؛ فان الملح يتولد عن مائية، فيها ارضية كثيرة
20
قد احرقتها الحرارة. وبول الصبيان اكثر ملحا من بول المشايخ، لا لان ارضيتها اكثر؛
21
بل لان الحرارة فيها اكثر، وأرضيتها فى الاحتراق أوغل؛ ولذلك بولهم كدر لكثرة
22
تخليطهم، ولتخلخل ابدانهم؛ فيتحلل عنهم اكثر المائية بالتحلل الخفى. واولى
23
الصبيان بان تتولد فيه الحصاة هو الذى يكون يابس الطبيعة فى الاكثر حار المعدة،
24
وانما تيبس طبيعته فى الاكثر لانجذاب الرطوبات الى كبده، ثم [الى] اعضاء بوله. و
25
اذا كانت هناك حرارة كان السبب الفاعل حاضرًا. وبالجمله فان يبس الطبيعة يجعل
26
البول اغلظ، واكثر، ومن كثرة الرسوب الرملى فى بوله لم تجتمع فيه حصاة، لان المادة
3-746
1
ليست تحتبس، ولعلها ليست ايضا كثيرة؛ وانها لو كانت كثيرة لكان اول ما يتعقد عنها
2
حجر كبير صلب، اللهم إلا ان تكون كبيرة؛ لكنها رخوة قابلة للتفتيت، والا لما كثر انفصالها
3
فى البول. واذا كانت الصورة هذه علم ان المادة ليست لالسبب فى نفسها، ولا
4
لسبب شدة الحرارة مما تحجر تحجيرا غير قابل للتفتت، ويدل على قوة الدافعة، وهذا
5
حكمه اكثرى، غير ضرورى.
6
واعلم أنه قلما يعرض للجوارى، والنساء، حصاة فى المثانة، لان مجرى مثانتهن
7
الى خارج اقصر، وأوسع، واقل تعاريج. وللقصر فى سهولة الاندفاع فيه ماليس للطول
8
ومن اصحاب الحصاة من تكون له نوائب لتولد حصاته، وبوله اياها. واذا اجتمعت،
9
وكادت ان تخرج بالبول يصيبه كالقولنج. والمدة فى ذلك مختلفة مابين شهر الى سنة.
10
ومن اعتاد مقاساة الحصاة العظيمة استخف باوجاع أخر من اوجاع المثانة، ودل ذلك
11
على ان عضوه غير قابل للتورم سريعا، اذا لم يتورم مثل، ولا للوجع المبرح اذا احقل
12
وجع الحصاة مع كبر الحصاة. وكل واحد منهما لوا نفرد ورم. واعلم ان حصاة الكلى
13
والمثانة مما يورث.
14
|341ra39|علامات حصاة الكلية
15
فاما علامات حصاة الكلية: فاول ذلك فى البول؛ فانه اذا كان البول فى الاول
16
غليظا، ثم اخذ يستحيل الى الرقة، وبرق؛ لاحتباس الكدورة فى الكلية، فا حدس تولدها،
17
على انه ربما بال فى الاول من الامر رقيقا، وكونه فى الاول غليظا ادل على صحة
18
القوة، وسعة المجارى. وربما كان معه رسوب كثير يشبه الرسوب الذى يكون فى امراض
19
الكبد العليلة. وكلما كان البول اشد صفاء، وادوم صفاء، واقل رسوبا؛ دل على
20
ان الحجارة أصلب. وقيل ان الصحيح؛ وخصوصا الشيخ اذا بال بولا اسود بوجع
21
او بغير وجع انذر بحصاة تتولد فى مثانته. ويتم الاستدلال فى جميع ذلك ان رأيت رملا
22
رسب فكان ذلك [لرمل] الى الحمرة، والصفرة، ويقوى ذلك ان يجد ثقلا فى قطنه،
23
ووجعا؛ كانه احتباس شىء اذا تحرك عليه يحس مما يلى القطن؛ وهو دال على قوة
24
القوة، وسعة المجارى.
25
واشد ما يكون من الوجع بسبب حصاة الكلية عند اول التولد، بما يمزق ليتمكن،
26
وعند الحركة، والمرور فى المجارى، وخصوصا فى المجرى الى المثانة. وقد يوجع
27
عند ما يتحرك عليه. واما فى حال انعقادها، وسكونها، وسكون صباحبها على
3-747
1
غير امتلاء شديد، ضاغط، محرك للحصاة، فيوجد احتباس ثقيل فقط والا متلاء من الطعام
2
يجعلها اشد تهيجًا للاوجاع؛ وخصوصا اذا نزل الطعام الى الامعاء فجاوزها، واذا
3
خلا، واندفعت الفضول من الامعاء كانت الاوجاع اسكن. واما علاماة حركة الحصاة
4
فهى تسفل الوجع واشتداده، ونزوله من القطنة الى الاربية، والحالب. وحينئذ
5
يكون الحصاة قد وافت البربخ، واذا سكن ذلك الوجع فقد حصلت فى المثانة.
6
المعالجات: لنذكرههنالمعالجات التى تكون للكلية خاصة، والمشتركة لها مع حصاة
7
المثانة، ثم نفرد لحصاة المثانة بابا مفردا، وعلاجات مفردة خاصية. والاعراض التى يقصدها
8
الاطهاء فى علاج الحصاة قطع مادتها، ومنع تولدها، بقطع السبب، واصلاحه، ثم
9
تفتيتها، وكسرها، وازعاجها، وابانتها من متعلقها، بالادوية التى تفصل ذلك، ثم
10
اخراجها، والتلطيف فيه، وترتيبه، وذلك يتم بالادوية المدرة، اوبمعونات من خارج،
11
ثم تدبير تسكين ما يتبع ذلك من الاوجاع، واصلاح ما يعرض منها من القروح. وقد
12
يتصدى قوم لاخراجها من الشق من الخاصرة، ومن الظهر، وهو خطر عظيم، وفعل
13
من لا عقل له.
14
واما قطع مادتها: فانما يتهيأ اولا بالاستفراغ لها، والاسهال، أو بالقىء، ثم
15
بالحمية عن الاغذية الغليظة، والمياه الكدرة، وبتعديل الماكول، وتقوية المصعدة،
16
واجادة الهضم، وبالرياضة المعتدلة على الخوى، والتدلك مشدود الوسط، وبتليين
17
الطبيعة لتميل الاخلاط الغليظة الى جانب الثفل، فلا يكون من <ميل> الثفل مزاحمة
18
الكلية وسدها. ومما ينفع من ذلك: ادامة الا درار بما يغسل المثانة من البزور المدرة.
19
ومما هو جيد: ماء الحمص، وماء الحرشف، وماء ورق الفجل، والفجل نفسه،
20
خصوصا الرقاق الرطبة. واذا اتى عليه عدة ايام استعمل مدرا قويا. واما الصبيان فقد
21
يمنع تولد الحصاة فيهم سقيهم الشراب الرقيق الابيض الممزوج. وقد ينتفعون بالحقن
22
اللينة المعتدلة بما يخرج الثفل، ويلين الطبيعة، وبما يجعل فيها من الادوية الحصوية
23
فهو موصل القوة عن قريب.
24
ومن الموانع لتولدها القئ على الطعام، والا ستكثار منه، فانه يدفع الفضول
25
الغليظة من طريق مضادة لطريق حركتها إلى الكلية، ويجعل جانب الكلية جانبا نقيا.
26
والحمام، والابزن ربما يوصل الى ازلاقها، وربما جذب المواد الى ظاهر البدن؛ فصرفها
27
عن الكلية. واذا استكثر ارخى القوة، واضعف قوة الكلية. وكذلك اذا استعمل
28
فى غير وقت الحاجة الى تليين، وتسكين وجع، فانه يجعل الكلية قابلة للمواد المنصبة
29
اليها لاسترخاءها. والنوم على الظهرمما ينفع الحصاة.
3-748
1
واما الادوية المفتة لها: فهى اكثر الادوية المرة التى ليست شديدة الحرارة جدا
2
فتزيد فى السبب. وكلما كان تقطيعها أشد، وحرارتها أقل، فهو أفضل. ويجب
3
ان تكون <الادوية> المثانية اشد حرًا من الكلية. وههنا جنس ادوية أخر لاينسب فعلها
4
إلى حر وبرد، بل انما تفعل ما تفعله بالخاصية. والادوية المفتتة منها: ماليست بتلك
5
المفرطة فى القوة، وطبعها أن تفتت الحصاة الصغيرة، والتى ليست بشديدة. ومنها:
6
ما هى شديدة القوة بسبب حصاة الكلية، الا انها قليلة القوة بحسب حصاة المثانة، اولا
7
قوة لها فيها مثل الحجر اليهودى. ومنها: ما هى قوية بحسب الكلية، وقد تفعل فى
8
حصاة المثانة. ومنها: ما قوتها شديدة فى الحصاتين جميعا مثل العصفور المسمى
9
اطراغو ليدوس، ومثل رماد العقارب. واذا ركب من الادوية الحصوية ادوية، فيجب
10
ان تقرن بها ضروب من الادرية تكون معينة لها على فعلها. منها ادوية قوية الادرار
11
ليخرج البول الغليظ، وليخرج ما انقلع من الحصاة، ويفتت. ومنها: ادوية فيها
12
تفتير ما بحركة الادوية الأخر، وتلبيث ليعمل بتلبيثها كمال عملها، وهذه هى ادوية
13
غير سريعة النفوذ لدسومة فيها، ولزوجة؛ وهى مع ذلك منضجة مثل البسبائج.
14
ومنها: أدوية سريعة النفوذ، والتنقية مثل الفلفل وغيره، وادوية تقوى العضو عند
15
اختلاف التاثيرات فيه، والحركات عليه، وهى الادوية الفاد زهرية، ومثل السنبل،
16
والسليخة، ونحوه. ومنها: ادوية فيها قبض لطيف مثل ربوب الفواكه يحفظ قوة العضو.
17
وربما خلط بهذه الادوية ادوية مسكنة للاوجاع بخاصية، او تحذير. فاذا ركبنا
18
الدواء على هذه الصورة تصرفت القوة الطبيعة فيها، فاستعملت الحصوية عند الحصاة،
19
وعطلت المدرة، والمبدرقة؛ عند موافاتها بالادوية الحصاة بعد استعمال تلك المدرة،
20
لتوصل الحصوية الى مكان الحصاة، وحينئذ تستعمل المريثة، والملبثة هناك؛
21
لتريث دواء الحصاة، وتلبثه ليفعل فعله، ولا تحرك المنفذ، والمدرة عن الموضع
22
الذى تحتاج ان تقف فيه زمانا ليفعل فعله بما عطلته القوة المستعملة، وتكون قبل ذلك قد
23
استعملت تلك المنفذة لتستعجل بالحصوية الى الحصاة، قبل ان تنفعل عن الطبيعة
24
انفعالا يوهن القوة التى بها تفعل فى الحصاة. فاذا استعملت المفتتة، والمزعجة
25
ففعلت فعلها عطلت الادوية المريثة، واعجلت المدرة، والمنفذة. واذا اشتد الوجع
26
استعملت المخدرة على ما هو القانون المعروف فى تركيب الأدوية. وربما اجتمع فى
27
دواء واحد مفرد كثير من هذه الخصال.
28
ولنعد الأن الادوية المفتتة للحصاة المخرجة لها: وهى مثل اصل القسط،
29
واصل العليق، والمقل، وأصل الرطبة، وقشور اصل الدهمشت، والحمص الاسود،
3-749
1
وخصوصا ماءه، وبزر الخطمى، وثمرة الفراسيا، وصمغ الذعرور. وفى الذعرور قوة من ذلك
2
والحسك، واصله جيد لذلك، اصل الحناء، والعنصل، وخله، وسكنجبينه، و
3
الكرفس الجبلى، والفوذنج، والافسنتين، والسليخة، واصل الخيار البرى، وعود
4
البلسان، وحب البلسان، ودهن البلسان، ولعله قوى جدا وبزر الخيار البرى، والحرشف،
5
وماء أصله، واسقولوقندريون، وبرشاوشان وزن درهمين بماء الفجل، أو الكرفس، واصل
6
الثيل، والساذج، وعصا الراعى، وخصوصا الرومى، وكمون برى، وبنطافيلون،
7
وماءه، وكما فيطوس، والجعدة، واصل الهليون، وبزر السعد المصرى، وقشور اصل
8
الغار، وبزر الفجل، واسقورديون، واطراف الفاشرا، والسذاب البرى. وايضا: البورق
9
الارمنى يوخذ منه خمسة دراهم، ويعجن بعسل، ويسقى بماء الفجل ثلاثة ايام. وايضا:
10
شواصرا مثقال بماء فاتر.
11
وذكر بعضهم: انه اذا اخذت سبعين فلفلة؛ وانعم سحقها، واتخذ منها سبعة
12
اقراص، ويسقى كل يوم قرصة بول الحصاة. وفى الفستق قوة <ما> بها يفتت حصاة
13
الكلى. ومن القوية بحسب الكلية الحجر اليهودى، والمشكطرامشيع، وكما فيطوس.
14
ومن القوية مطلقا رماد العقارب، ودهن العقارب، وهوزيت شمست فيه العقارب
15
طلاء، وزرقًا بالزراقة فى حصاة المثانة. واما رماد العقارب واجود تدبيره أن تطين
16
قارورة ثخينة بطين الحكمة، ثم تجعل فيها العقارب، وتترك فى تنور حار ليلة، او أقل
17
من غير مبالغة فى الاحراق، وترفع فى غد. والزجاج خير من الخزف الناشف الأخذ
18
للقوة. ورماد الارنب المذبوح على هذه الصفة فهو قوى، والشربة وزن درهمين. وما
19
هو شديد الحل والبراعة الماخوذ عنها رأسها، وأطرافها، المجفف خلفها
20
فى الشمس فى اناء نحاس. وايضا: الخراطين المجففة. وايضا: الزجاج المهئ بالسحق
21
وايضا رماد الزجاج، واجود ذلك ان يحمى على مغرفة من حديد مغربلة، ثم يوضع على ماء
22
الباقلا فينثر فيه ما تكلس، ويعاد احماء الباقى حتى يتذر ركله؛ ثم يسحق الذرور كالهباء،
23
وقد يسقى منه مثقال فى اثنى عشر مثقال من ماء حار. واجوده <من> الزجاج الابيض
24
الصافى.
25
ومما هو قوى جدا: الحجارة التى توخذ من الاسفنج. وايضا دم التيس
26
المجفف. وأجود ما يوخذ فى الوقت الذى يبتدى فيه العنب بالتلون، واطلب قدرًا
3-750
1
جديدة، واغل فيها ماء حتى يذهب ما فيها من طبيعة التربد، والملوحة، وان كانت
2
برامًا كان أفضل، ثم اذبح التيس الذى له اربع سنين على ذلك القدر، ودع اول دمه
3
واخره يسيل، وخذ الاوسط فقط ثم تتركه حتى يجمد، ثم تقطعه اجزاء صغارا، تتخذ
4
منه اقراصا، وتجعلها على مشبكة، او خرقة نقية، وتنشرها للشمس تحت السماء وراء
5
حريرة واقية الغبار وتتركها حتى يشتد جفوفها فى موضع لاتصل اليه نداوة البتة، واحفظ
6
القرص. واذا اردت ان تسقيها سقيت منها ملعقة فى شراب حلو فى وقت سكون الوجع
7
أو فى ماء الكرفس الجبلى فترى امرا عجيبا. ومما هو قوى <جدا> رماد قيض بيض
8
الدجاج بعد انقياضه عن الفرخ.
9
ومما هو شديد القوة، وأفضل من الجميع: العصفور المسمى باليونانية اطراغوليد و
10
يطوس؛ وهو عصفور من جنس الصعو أصغر من جميع العصافير خلا العصفور الملكى،
11
ولون بدنه بين الرمادى والاخضر والأصفر، وعلى جناحيه ريشات ذهبية، وعلى ذنبه
12
نقط بيض، واكثر ظهوره فى الشتاء، وعند السباخ، وعند الحيطان، ولا يبقى ولا يطول
13
طيرانه، بل يطير قليلا، ويقع، ويصفر صفيرا دائما ويحرك الذنب، وهو يوكل نيا كما
14
هو وذلك افضل ويوكل مطبوخا، ومشويا، ومملحا، ومقددا، وقد يحرق كما هو
15
إما فى تنور ليس بذلك الحار بقدر ما لا يستولى عليه احراق معطل للقوة، ويكون فى
16
زجاجة، وعلى الصفة المذكورة للعقرب وغيره. وربما احرق فى قديرة من برام، او برنية،
17
ويشد رأسها، فاذا جاوز حد الشوية الى احتراق ما أخذ؛ وقد يبرز مملوحها ومشويها؛
18
بالفلفل، والساذج، ونحوه، ويشرب مسحوقها عن تقديد، او احراق بشراب صاف
19
[او] بالعسل اوبماء العسل، او بالحنديقون. وكذلك كل واحد من هذه الادوية.
20
وزعم قوم ان هذا العصفور هو عصفور الشول. وههنا طائر يسمى بالا فرنجية صفراغون
21
لا ادرى هو ذلك أو غيره، زعموا انه اذا جفف، وشرب قليلا قليلا اخرج الحصاة من
22
كل موضع. وذكر قوم: ان الحصاة نفسها تخرج الحصاة. وايضا: ذرق الحمام و
23
ذرق الديك رعم الحنين والكندى: انه ان سقى الكبير وزن درهمين، والصغير وزن
24
نصف درهم مع مثله سكر طبرزد اخرج كل حصاة، وربما جعل معه فلفل، وملح، و
25
خصوصا طبيخ المشكطرا مشيع. وايضا الخنافس المجففة. وزعم بعضهم ان
26
تدخين ماتحت الذكر بشوك القنفذ قد يبول إلخصاة؛ وهذا ممالا احققه انا.
27
واما الادوية التى تخلط بهذه الادوية لتنفذ: فمثل الفلفل، والفوذنج، والدارصينى
28
ولهذه مع ذلك معونة فى باب تحريك الحصاة. وأما الأدوية التى تخلط بهذه لتدر بقوة، و
3-751
1
تخرج الفضل الغليظ: فمثل البزور المعروفة؛ خصوصا الجبلية، ومثل الدوقو، و
2
الاسارون، والوج، والنانخواه، والكاشم، والسيساليوس، وبزر الفنجنكشت، و
3
الاذخر، والقردمانا، وربما جسر بعض الناس على استعمال الذراريح. وهذه الادوية مع
4
شدة ادرارها فليست بعادمة للتاثير فى الحصاة. واما الادوية التى تخلط لتربث قليلا قليلا:
5
فمثل الصموغ، وربما كانت فى أنفسها فاعلة فى الحصاة كصمغ البسبائج، وصمغ
6
الجوز. واما الادوية المسكنة للوجع: فمثل بزر الكتان، ولعابه، ومثل الجوز، و
7
والبندق، وبزر الخطمى، ولها تربيث ايضا للادوية الحصوية، وموافقة لجرم الكلية.
8
ومن المخدرات ما تعرفه. واما الادوية المقوية، فمثل البهمن، والزرنباد، والسوسن
9
اليابس، وبزر الفلنجمشك، وايضا: مثل الورد، والجلنار؛ والاذخر، والصندل.
10
وأما الادوية المركبة للحصاة: فمثل المثروذيطوس؛ فانه قوى فاضل فى حصاة
11
الكلية، مثل الشنجرينا، ومثل معجون العقارب المعروف للكلية، والمثانة. وايضا الدواء
12
المتخذ بدم التيس الذى يسمى يد الله لجلالته، والدواء المعروف بالخزائنى المتخذ
13
بدهن البلسان؛ وهو عجيب. ومثل دواء قوى جربناه: يوخذ رماد الزجاج، ورماد
14
العقارب، ورماد أصل الكرنب النبطى، ورماد الارنب، وحجارة الاسفنج، ودم التيس
15
المجفف المسحوق، ورماد قشور البيض المفرخ، وحجر اليهودى، وصمغ الجوز،
16
والوج اجزاء سواء، ومن الفطرا ساليوس، والدرقو ومشكطرا مشيع، والصمغ،
17
وبزر الخطمى، والفلفل من كل واحد جزء ونصف يعجن بعسل، ويحفظ، والشربة
18
منه الى مثقالين، فما فوقهما بماء الحسك المطبوخ مع الحمص الاسود، وهذا صالح
19
ايضا للمثانة.. وايضا: رماد اصل الكرنب النبطى، ورماد البيض المفرخ، وبرادة
20
الحجر اليهودى الذكر والانثى يجمع، ويسقى منه قدر ملعقة فى شراب، اوماء الحسك،
21
وهو ايضا نافع لحصاة المثانة، ويخرجها مثل الطين الابيض.
22
وايضا مما هو قوى جامع: بزر البطيخ، والزجاج المحرق، وقلت <ثلاثة> اجزاء سواء
23
بماء الحمص. وايضا: ذرق الحمام، وذرق الديك يعطى شئيا منهما بماء الفجل، أو
24
بالشراب، او بالماء الحار فهو جامع. ومما هو جامع: ان يوخذ كندس وزن درهم،
25
ذرق الحمام درهم، خنافس نصف دانق، يدق، ويعطى بشراب. وايضا حجارة الاسفنج،
26
واسقولو قندريون، وبرشاؤ شان، وبزر الخطمى، وفطرا ساليون اجزاء سواء، والشربة
27
مقدار الحاجة فى ماء الكرفس، اوماء الاصول، اوماء الحسك اوماء الفجل. وايضا
28
مما هو جامع: حب ثمرة البلسان، وفوذنج برى وحجر الاسفنج، وبزر الخبازى،
3-752
1
والباذروج اليابس اجزاء سواء، يدق، ويعطى منه كل يوم ملعقة بشراب ممزوج نحو اربع
2
اواق.
3
ومما هو اخص بالكلية: ميسوسن وزن درهمين، فلفل وزن اربعة درهم، سمورنيون
4
وزن درهمين، والشربة مقدار ما يحدس بالسكنجبين العنصلى. وايضا: سذاب برى،
5
وخبازى برى، واصل الكرفس اجزاء سواء، يوخذ منها قدر ملعقتين، ويطبخ فى شراب
6
ويصفى، ويشرب. وايضًا: اصل بنطافيلين بالسكنجبين العسلى، أوما العسل وايضا:
7
بزر الفجل، والقلت اجزاء سواء يعطى منهما مثل بندقة بدهن الياسمين. وايضا دواء
8
مجرب: بزر البطيخ، والقرطم، والزعفران، والقلت يسقى سقيا بعد سقى. وايضا: حب
9
المحلب المقشر المد قوق مثقالان، زعفران مثقال، زراوند نصف مثقال، يعجن بعسل،
10
الشربة اربعة دراهم. وايضا: قردمانا وزن درهمين، مع مثله قشور اصل الغار وايضا:
11
بزر الحرمل، والمقل يحبب منهما، والشربة كل يوم الى وزن دراهم واحد <بماء حار، و>
12
بماء ورق الفجل، اوالراسن الرطب، اوبماء الزيتون.
13
|341vb18|دواء يسكن الالم ويخرج الحصاة
14
يوخذ من السمورنيون وهو كرفس برى يعرف بكرفس الفرس اوقية، سعد مصرى،
15
سنبل الطيب، بزر الخشخاش الأبيض، دارصينى، وسليخة، فلفل أبيض، بزر الجزر،
16
ميوزج من كل واحد اوقية ونصف، حجر اليهودى نصف اوقية [الحجرا المحبوب من
17
بلادماقادونيا نصف اوقية] يعجن بعسل، الشربة بندقة بشراب.
18
دواء ينفع من تكون الحصى: يوخذ بزرصامر يوما، ومشكطرا مشيع، وبزر
19
الخطمى من كل واحد درهم، بزر القثاء البستانى، وبزر بطيخ، وكثيراء، من كل واحد
20
نصف درهم، يخلط الجميع، ويتناول، والشربة منه درهمان مع شراب لطيف ممزوج.
21
آخر: توخذ الحجارة الموجودة فى الاسفنج، واصل الحسك، وبزر الجرز من كل واحد
22
درهمان، بزر القثاء، وبزر الخطمى، ونشاء من كل واحد درهمان، بزر الرازيانج،
23
والانيسون، وجعدة من كل واحد ثلاثة دراهم. وقد يسقون مياه طبخت فيها الادوية
24
الحصوبة، ومفتتاتها مثل مياه طبخ فيها كما فيطوس، وجعدة، والفوذنج، و
25
السياليوس، واصل الحسك، وثمرته، والاسقولو قندريون، واصل الخبازى، أو
3-753
1
البرشاؤ شان، وعصا الراعى، واصل النيل، واصل الغافث، وبزر الخطمى، وصامر
2
يوما، وشواصرا، ومشكطرا مشيع، وغير ذلك مع المدرات. واذا استعملوها
3
فى ايام الصحة منعت تولد الحصاة.
4
ومن المطبوخات التى ينتفع بها من حصاة الكلية اذا اومن استعماله فى اوقات
5
النوبة: ان يطبخ ورق الخبازى البرى، ويجعل فى طبيخه سمن، وعسل، ويسقى
6
منه شئيا كثيرا، فانه يزلق الحصاة، ويدر البول، ويلين مسالكها، ويخرجها بسهولة
7
قال روفس: ان كثرة الاستحمام بالمياه، الكبريتية تفتت الحصاة. وهذا تطرق
8
الى ان بعض المياه الحادة التى ربما قرحت الجلد، اذا جعل فيها الادوية
9
الحصوية؛ وغمس فيها خرق وهى حارة ووضعت على موضع الحصاة حللتها،
10
وقد جربت شئيا من هذا القبيل.
11
واما التدبير فى تهيئية الحصاة للانقلاع، والانفصال من الادوية، وسهولة
12
الزلق، والخروج: فيجب ان يستعمل الادهان المرخية، مروخات؛ وكذلك النطولات
13
والضمادات، والقيروطيات المرخية، والحمامات، والأبزن بقدر مالا يرخى القوة
14
بافراط، فتضعف الدافعة، وربما سال بسبب ذلك الى العضو زيادة مادة، فحينئذ يشرب
15
الدواء القالع الحصاة ليسهل عليه القلع، والاخراج. ويجب ان يخلط المرخيات
16
بالمقويات على القانون المعلوم؛ وخصوصا ما لم يكن فيه مع تقوية كثير مضادة للغرض
17
الذى فى التحليل؛ وذلك مثل دهن السوسن، ودهن السنبل، ودهن الحناء،
18
ودهن الخيرى، ''واجرامها ايضا،'' و"دهن الخيرى'' يجمع معان كثيرة ــ ثم يشد
19
الوسط، والخصر، والعانة لتتسع المجارى من فوق، او يدلك باليد، ثم يسقى الدواء
20
المفتت، او ان كان سقى فحينئذ يتبع بالمدرات. ولا بأس ان يشرب ايضا مثل الخيارشنبر
21
بدهن اللوز، وعصارة لزجة من عصارات المدرات التى فيها لزوجة، وازلاق بدهن
22
اللوز.
23
ومما ينفع بعد الارخاء، او عند الا ستغناء عن الارخاء لما تعلمه من ان الحصاة
24
متعلقة متحركة: التكميدات بالاسفنج، ونحوه مغموسة فى ماء وزيت، وبخير بوا
25
والنخالة، والضمادات المسخنة، والمروخات بادهان حارة مسخنة مثل دهن السذاب،
26
اوبالزيت والجندبيدستر. ويحتاج ان تحفظ سخونة الضمادات. فان احتيج الى اقوى
27
من ذلك وضعت المحجمة الفارغة دون الحصاة وموضع وجعها، لتجذبها
3-754
1
ثم تحط عن ذلك الموضع الى مادونه، وتلصق به؛ وكذلك على التدريج، تنزل من موضع
2
الكلتيين على توريب الحالبين الى أسفل؛ فاذا انحدرت الى اسفل المثانة سكن الوجع.
3
وربما كانت الرياضة، والحركة، والركوب على الدواب القطف كافية وكذلك النزول
4
على الدرج، وخصوصا وقد استعمل المروخات. واذا انحدر من المثانة الى مجرى
5
القضيب فربما أوجع، وحينئذ يجب ان يدبر تدبير ذلك الموضع بما نقوله.
6
واما تدبير الوجع اذا هاج؛ وخصوصا عند المثانة لعظم الحصاة، أولاسنان
7
فيها، او كسر خادش، وخشونة ساحجة، فربما أسكن بالحمام، والأبزن. واذا افرطا
8
وارخيا عاود وجع شديد بعد ساعة. والنطولات البابونجية، والا كليلية، والخطمية،
9
والنخالية جيدة نافعة؛ وان كان اعتقال مابين الطبيعة فمن الصواب: اخراج الثفل
10
بشيافة، أوحقنة غير كبيرة؛ فتضغط، وتولم؛ بل الشيافة احب الى. وفى تليين الطبيعة
11
تخفيف كثير، وتسكين الوجع. ولا سبيل الى استعمال المسهل؛ فانه يولم، ويوذى
12
بما ينزل من فوق. واما الحقنة فاذا جعل فيها شحوم، ودسومات، وقوى مرخية،
13
وقوى مدرة؛ فعل مع الاسهال التليين، وكسر الوجع، واعان على اخراج الحصاة.
14
واذا كان الوجع شديدا؛ وكان اذا عولج بما ذكرنا سكن؛ ثم اذا عولج بالادوية
15
الحصوية يثور؛ فالاصوب ان يمسك عن الادوية القوية التحريك، ويستعمل حقنا
16
لينة ملينة، ومروخات، وقيروطيات مرخية، مزلقة. وربما ينفع فى هذا الوقت استعمال
17
القىء وذلك مما يقلل المواد المزاحمة للحصاة. وربما ضر بما يجذب الحصاة الى فوق
18
وان كان الوجع مما ليس يقر البتة فلا بد من سقى ما ينحدر؛ وافضله الفلونيا. وايضا
19
الدواء اللقاحى، والترياق الذى لم يعتق؛ بل هو الى الطراوة وقوة الافيون فيه باقية؛
20
فانه ينفع من وجوه كثيرة؛ فانه ينفع من جهة الترياقية، ومن جهة الادرار، وتفتيت
21
الحصاة، ومن جهة تخدير الوجع. وربما اعان فى الايلام ريح فى الكلية مزاحمة
22
ايضا للحصاة؛ ويعرف بعلامات ريح الكلية، او بريح فى الامعاء مزاحمة له؛ ويعرف
23
بعلامته؛ فيجب حينئذ ان يفزع الى ما يكسر الريح من مثل السذاب، وبزره، وبزر
24
الكرفس، والانيسون، والنانخواه، والكراويا، والشونيز، سقيًا فى مثل ماء العسل،
25
او تضميدا، واتخاذ قيروطى منها فى دهن، واستعمالها فى حقنة.
26
فان كانت الحصاة لورم حار عولج بعلاج ورم الكلية اولا، وكفى بما تعرفه
27
من النطولات، والضمادات، والقيروطيات المبردة التى سلفت لك فى ابواب كثيرة؛
28
مرشوش عليها شىء من خل حتى ينفذ. وكذلك يحقن بهذه العصارات، وبدهن
29
الورد معها؛ وان احتيج الى فصد فعل. وان كانت لورم صلب فمثل اللعابات الحارة
3-755
1
كلعاب بزر الكتان، والحلبة، والخطمى، وبزر المرو، محلوطة بما يبرد وكذلك البابونج
2
واكليل الملك، وحسك، والشبث، وهذه تستعمل مشروبة، وتستعمل حقنا، و
3
تستعل اطلية. واذا استعملت اطلية فيجب ان يجعل فيها مثل الريتبانج، والسكبينج،
4
والاشق، والميعة، والجندبيدستر، ومثل المر. وايضا الادهان الحارة مع تقوية ما.
5
ومن المراهم: مرهم الدياخليون، ومرهم الشحوم، وغير ذلك. واذا رأيت
6
نضجا ادررت حيئنذ. واما اغذية اصحاب الحصى فما يخالف الاغذية الضارة لهم،
7
ولحوم العصافير المشوية الرمادية، وعصافير الدور، والفراخ المهراة بالطبخ لاتضرهم
8
وكذلك مالطف من اللحمان. ولحم السرطان المشوى ينفعهم. ويجب ان يقع فى
9
طعامهم الحرشف، والهليون، وخصوصا البرى، وماء الحمص بالزيت، وبدهن
10
القرطم.
3-756
1
|343rb17|الفن التاسع عشر
2
فى احوال المثانة والبول ويشتمل على مقالتين
3
|343rb19|المقالة الاولى فى احوال المثانة
4
تشريح المثانة: كما ان الخالق تعالى ذكره خلق للثفل وعاءً جامعا يستوعبه
5
كله الى ان يجتمع "ثم يندفع" جملة واحدة، ويستغنى بذلك عن مواصلة التبرز وقتا
6
بعد وقت كما علمته فى موضعه كذلك دبر تعالى فخلق لما ينجلب من فضل المائية
7
المستحقة للدفع والنفض جوبة، وعيبة تستوعب كليتها، او اكثرها حتى يقام الى اخراجها
8
دفعة واحدة. ولا تكون الحاجة الى نفضها متصلة كما يعرض لصاحب تقطير البول
9
وتلك الجوبة هى المثانة. وخلقت عصبية من عصب الرباط لتكون اشد قوة، وتكون
10
مع الوثاقة قابلة للتمدد، منبسطة مرتكزة، لتمتلى مائية. واذا امتلات افرغ ما فيها بارادة
11
تدعو اليها الضرورة.
12
وفى عنقها لحمية تحس بها بمجاورة الفضلة؛ وهى ذات طبقتين؛ باطنتها
13
فى العمق ضعف الخارجة؛ لانها هى الملاقية للمائية الحادة. فتلطف الخالق بحكمته
14
فى جلب المائية اليها، وحلب المائية عنها، فاوصل اليها الحالبين الأتيين من الكليتين،
15
فلما وافياها فرق المثانة طبقتين، وسلكهما بين الطبقتين يبتدئان اولا فينفذان فى
16
الطبقة الاولى ثاقبين لها، ثم يسلكان بين الطبقتين سلوكا له قدر، ثم يغوصان فى الطبقة
17
الباطنة مفجرين اياها الى تجويف المثانة، فيصبان فيها الفضلة المائية، حتى اذا امتلات
18
المثانة وارتكزت انطبقت الطبقة الباطنة على الطبقة الظاهرة مندفعة اليها من الباطن، والقعر،
19
انطباقا يظنان له كطبقة واحدة لا منفذ فيها، ولذلك لاترجع المائية، والبول عند ارتكاز
20
المثانة الى خلف، والى الحالبين.
21
ثم خلق لها البارى جل اسمه عنقا دفاعا للمائية الى القضيب، معرجا كثير التعاريح؛
22
لاجلها لا تستنظف المائية بالتمام دفعة؛ خصوصا فى الذكران؛ فانه فيهم ذو ثلاثة تعاريج
23
وفى النساء ذو تعريج واحد، لقرب مثاناتهن من ارحامهن. وحوط مبتدأ ذلك العنق
3-757
1
بعضلة تطيف بها كالخانقة العاصرة حتى تمنع خروج المائية عنها؛ الا بالارادة المرخية
2
لتلك العضلة المستعينة بعضل البطن على ما عرفت فى موضعه، الا ان تصيب تلك
3
العضلة أفة، او بعضل البطن. ويتصل بكل واحد من جانبيها عصب له قدر، وعروق
4
ساكنة، ونابضة. وكثر عصبها ليكون حسها بما يرتكز، ويتمدد اكثره.
5
|343va19|امراض المثانة
6
قد يعرض ايضا فى المثانة امراض المزاج بمادة او غير مادة، والاورام، والسدد،
7
ومنها الحصاة. وقد يكون فيها امراض المقدار فى الصغر، والكبر. ويعرض لها
8
امراض الوضع من النتو، والانخلاع. ويعرض لها امراض انحلال الفرد بالانشتاق،
9
والانفتاح، والانقطاع، والقروح. وقد تشارك المثانة اعضاء أخر رئيسة وشريفة
10
مثل الدماغ، فانه يصدع معها ويصيبه الدوار وربما تادى الى السرسام بسبب المشاركة
11
لامراض المثانة الحارة، ومثل الكبد ايضا. وكثيرا ما يحدث إلاستسقاء لبرد المثانة.
12
وامراض المثانة تكثر فى الشتاء. وقد يعالج ايضا بمثل ما تعالج به الكلية، وبادوية
13
اقوى، وانقى، ويكون مشروبة، ومرزوقة، ومروخات، وضمادات يضمد بها
14
الحالبان، وتحت السرة، وفى الدرزين الغوريين. وأما أوجاع المثانة تكثر فى الاهوية
15
والرياح والبلدان الشمالية، وفى الفصول الباردة.
16
فيما يسخن المثانة: المدرات الحارة كلها <مما> يسخن المثانة. والمروخات
17
والزروقات من ادهان حارة، وصموغ حارة مثل دهن القسط، والناردين والبان،
18
والكمادات، والضمادات من الادوية المذكورة فى باب الكلية الحارة، يضمد بها
19
حيث تدرى
20
فيما يبرد المثانة: قد يبردها شرب حليب <بزر> الحمقاء، والخيار، والقرع،
21
وشرب الطباشير المكفر بالماء البارد. ومن الاطلية: الصندل، والكافور، والفوفل
22
بالدوغ. وكذلك: العصارات، واللعابات الباردة، والادهان الباردة مثل دهن الورد
23
الجيد، ودهن حب القرع، ودهن الخشخاش، ودهن بزر الخس مع الكافور، و
24
نحوه من الزراقات خاصة ولبن الاتن.
25
|343vb1|فى حصاة المثانة وعلاماتها
26
يجب ان تتأمل ما قيل فى حصاة الكلية ثم تنتقل الى تامل ما قيل فى هذا الباب
27
وقد علمت هناك الفرق بين حصاة المثانة، وحصاة الكلية فى الكيفية، والمقدار. و
3-758
1
<من باب حصاة الكلية> "افترق الحصاتان" فكات الكلية الين يسيرا، واصغر، واضرب
2
الى الحمرة، والمثانية أصلب واكبر جدا، واضرب الى الدكنة الرمادية والبياض.
3
وان كان قد يتولد فيها حصاة متفتة. والمثانية تتميز فى الاكثر بعد انفصال البول.
4
واكثر من تصيبه حصاة المثانة نحيف، وفى الكلية بالعكس. والصبيان ومن يليهم
5
تصيبهم حصاة المثانة.
6
ونقول همهنا ايضا: ان البول فى حصاة المثانة الى بياض، ورسوب ليس
7
بأحمر؛ بل الى بياض، اورمادية. وربما كان بولا غليظا زيتى الثفل، وفى اكثره يكون
8
رقيقا، وخصوصا فى الابتداء. ولا يكون ايجاع حصاة المثانة كايجاع حصاة الكلية،
9
لان المثانية مخلاة فى الفضاء؛ الاعند حبس الحصاة للبول؛ فان وجعه يشتد عند
10
وقوعها فى المجرى، والخشونة فى حصاة المثانة اكثر؛ لانها فى فضاء يمكن ان يركب
11
عليها ما يخشنها؛ ولذلك هى أعظم؛ لان مكانها أوسع. وقد يتفق ان يكون فى
12
مثانة واحدة حصاتان، او اكثر من ذلك؛ فيتساحج ويكثر تفتت الرملية منها. وقد
13
يكون مع الرملية ثفل نخالى لإنجراد سطحها عن الحصاة الخشنة <الجاسية>
14
ويدوم فى حصاة المثانة الحكة، والوجع فى الذكر، وفى أصله، وفى العانة
15
بمشاركة من القضيب للمثانة. ويكثر صاحبه العبث بقضيبه؛ وخصوصا ان كان صبيًا،
16
ويدوم منه الانتشار. وربما تأدى ذلك الى خروج المقعدة، والى الحبس، والعسر؛
17
مع ان ما يخرج يخرج بقوة لا نحفازه عن ضيق عن حافز ثقيل وراءه. وربما بال فى أخره
18
بلا ارادة. وكلما فرغ من بول يبوله؛ اشتهى ان يبول فى الحال. والمتقاضى بذلك هى
19
الحصاة المندفعة باستفراغ البول المجتمع. وكثيرا ما يبول الدم لحد من الحصاة؛
20
خصوصا اذا كانت خشنة كبيرة. وكثيرا ما تحبس فاذا استلقى المحصو، وأشيل وركاه
21
وهز، زالت الحصاة عن المجرى. واذا غمز حنئذ على العانة انزرق البول، وهذا دليل
22
قوى على الحصاة. وربما سهل ذلك بروك المحصو على الركبتبن، وضم اعضاءه
23
بعضها على بعض. وربما سهل ذلك ادخال اصبع فى المقعدة، وتنحية الحصاة على مثل
24
هذه النصبة. وربما سهل ذلك باشكال أخر من الغمز، ولعصر، والا ستلقاء، والبروك
25
يخرجها التجربة.
3-759
1
واذا لم ينفع مثل ذلك استعمل القاثاطير ليدفع الحصاة. فاذا كان هناك شىء
2
يصكه القاثاطير، ويدفعه، ويزرق البول فهودليل قوى. وكذلك ان عسر ادخاله
3
فالاولى حينئذ ان لا يعنف بتكلف. وربما دل القاثاطير بما يصحبه على المادة التى منها
4
تكونت الحصاة. والحصاة الصغيرة احبس للبول من الكبيرة، لانها انشب فى المجرى
5
واما الكبيرة فقد تزول عن المجرى بسرعة. واعلم ان حصاة المثانة تكثر فى البلاد
6
الشمالية؛ خصوصا فى الصبيان.
7
علاجات حصاة المثانة: المثانة تحتاج الى ادوية أقوى؛ لانها أبرد، ولانها
8
ابعد ولان حجارتها اشد تمكنا من شدة الانعقاد. وادويتها: هى الادوية القوية المذكورة
9
فى علاج حصاة الكلية. وينفعهم الشجرينا، والمشروديطوس، اذا كانت الحصاة
10
صغيرة، اولينة. وكذلك الاثاناسيا. وينفعهم اسقولوقندريون أوقية، [مع] محلب
11
مقشر نصف اوقيه.
12
شراب نافع لهم: قلت مرضوض وزن خمسة عشر درهما، برشاؤ شان تسعة
13
دراهم، اسقولو قندريون ثمانية دراهم، حسك عشرة دراهم، دوقو، قطرا ساليون من
14
كل واحد اربعة دراهم، تين ابيض سبعة عددا، يطبخ باربعة ارطال ماء حتى يبقى رطل،
15
و يشرب بعد الخروج من الحمام، والشربة نصف رطل. ويحتاج الى ان تكون
16
الابزنات التى يستعملونها فيها أقوى، ويجعل فيها مع الأدوية المعروفة ادوية مثل ورق
17
الفنجنكشت، والبرشاؤشان، والساذج، والشواصيرا، وورد، وشىء له قبض؛ لئلا
18
يفرط الارخاء. ويجعل فى مروخاته: القنة، والزفت، والاشق، والفربيون، وافضلها
19
ضمادا المقل المكى. وخير الادهان: دهن العقارب، ضمادا، وقطورا، وزرقا،
20
ويخلط بها شىء مقو. وأدوية ضماداتهم اصل اسقولو قندريون، واصل النيل، و
21
الجعدة، والساذج، والخطمى، والبرشاوشان، ويجعل فيها مثل ورق العصا الراعى
22
والعصفور المذكور فى باب حصاة الكلية، وما ذكر معه من طبقة نافع جدا منه.
23
ومما يخصهم فى معالجاتهم: ان يستعملوا ادوية الحصاة فى الزراقة فينتفعون به
24
نفعا شديدا. واذا عسر البول، او احتبس بسبب حصاة المثانة، ولم يكن سبيل
25
الى الشق بحائل، اولجبن، فمن الناس من يحتال فيشق فيما بين الشرج والخصى
26
شقًا صغيرا، ويجعل فيه انبوبا ليخرج به البول فيدفع الموت، وان كان عيشا غير
27
هنئى. فاذا لم تنجع الادوية واريد الشق فيجب ان يختار لشقه من يعرف تشريح المثانة،
3-760
1
ويعرف الموضع الذى يتصل به من عنقها اوعية المنى، ويعرف موضع الشريانات
2
والموضع اللحمى من المثانة، ليتوقى ما يجب ان يتوقاه، فلا يحدث أفة فى النسل،
3
اونزفًا للدم، او ناصورا لا يلتحم. ويجب ان يكمد المعاء، والمثانة قبل ذلك متسفلا.
4
التدبير الذى امربه فيه: هو ان يهيأ كرسى، ويقعد عليه العليل، ويحضر
5
خادم، فيدخل يده تحت ركبتيه، ثم يدبر بالشق، ويجب ان يتقدم بجس الحصاة،
6
وتحصيلها فى الموضع الذى يجب ان يشق، وذلك بادخال الاصبع الوسطى من الرجال
7
والابكار فى المقعدة، ومن النساء المفتضات فى فم الفرج حتى تصاب الحصاة،
8
وتعصر باليد الاخرى من فوق منحدار من المراق، والسرة حتى تنزل الحصاة الى قريب
9
فم المثانة، ويجتهد حتى يدفع الحصاة دفعا تزول عن الدرز بقدر شعيرة. واياك ان تشق
10
عن الدرز، فانه ردئى، والدرز بالحقيقة مقتل. ويجب ان لايقع فى الدفع تقصير، فانه
11
يقع الشق حينئذ واسعا لا يبرأ. فاذا دفعت ورأيت الشق غير نافذ فبط ان لم يؤد عملك
12
هذا القدر إلى الم شديد، والتواء من العنق، وسقوط من القوة، وبطلان من الحركة
13
والكلام، وانكسار من الجفن والعين. فان ادى الى ذلك فحنيئذ لاتبطه؛ فانك
14
ان بططته مات فى الحال؛ ثم يشق عنها شقا الى الوراب يسيرا مع تقية من أن ينال
15
العصب مجتهدا ان تقع الشقة فى عنق المثانة، فانها ان وقعت فى جرم المثانة لم تلتحم
16
البتة.
17
واجتهد ما امكنك ان يصغر الشق. فان كانت الحصاة صغيرة فربما انقذفت
18
بالعصر. واما الكبيرة فتحتاج الى شق واسع. وربما احتاجت الى مجر تجربه. وربما
19
كانت الحصاة كبيرة جدا فلا يمكن ان يشق لها لحجمها، فحنيئذ يجب ان يقبض عليها
20
بالكلبتين، وتكسر قليلا قليلا، ويوخذ ما ينكسر، ولا يترك منه فى المثانة شىء البتة؛
21
فانه ان ترك عظم، وحجم. وقد يتفق كثيرا ان تظفر الحصاة الى عنق المثانة وما يلى
22
القضيب، فحنيئذ يجب ان لاتزال تمسح العانة، وتغمز عليها، ويكون معك معين،
23
حتى اذا نشبت الحصاة فى موضع شق من تحتها، وأخرجت. وربما كان الصواب
24
ان يشد وراءها الى قدام بخيط حتى لاترجع.
25
وان نفذت الى قرب رأس القضيب لم يجب ان يعنف عليها باخراجها منه،
26
فان ذلك ربما احدث جراحة لا تندمل، بل يجب ان يسويها ويشد ماوراءها، ويشق من
27
تحت راس القضيب فيخرج واذا فعلت بالحصاة جميع ما قيل من ذلك، واخرجتها؛
3-761
1
فربما حدث من عصر البطن بالقوة؛ ومن وجع الشق ورم؛ و هو الأمر المتخوف
2
منه. ومما يدفع ذلك ان تكون قد حقنت العليل، واخرجت ثفله، ثم تسقيه بعد ذلك
3
شئيا يلين الطبيعة، ولا تطعمه إلا شئيا قليلا، وإلاملينا. وان احتجت الى الفصد
4
لاستظهار فعلت. وان اردت ان تستظهر اشد، وظهرت علامات الورم، واشتد الوجع
5
جدا، فيجب ان تجلس العليل فى أبزن من ماء، أوطست من ماء قد طبخ فيه الملينات
6
مثل الملوخيا، وبزر الكتان، والخطمى، والنخالة، ويكون قد مزجت بذلك الماء
7
دهنا كثيرا، ومخضتهما، ويكون ذلك الماء فاترا.
8
واذا اخرجته مرخت نواحى العضو بالادهان الملينة مثل دهن البابونج، و
9
الشبث، ووضعت على الجراحة سمنا تصبه فيها، وتجعل فوقه قطنة قد غمست فى
10
دهن ورد، وقليل خل، ثم تستعل الادوية المدملة. وان عظم الورم ادمت اجلاسه
11
فى الأبزن المذكور فى طبيخ الحلبة، وبزر الكتان، فان اشتد الوجع اجلس فى اليوم
12
الثانى، والثالث فى الماء والدهن المفتر. ومن لم يوجعه الشق والجراحة وجعًا يعتد
13
به حل فى اليوم الثالث. ويجب ان يدام تسخين المثانة بدهن السذاب؛ فانها اذا
14
سخنت كان اصلح حالا، وأقل وجعًا، واقل بولا.
15
والبول موذ جدا للمبطوطين، ولذلك يجب ان يسقوا الماء قليلا، وكلما بالوا
16
فيجب ان يكون الخادم يحفظ بيده موضع الرباط، ويغمزه لئلا يصيب البول
17
موضع الشق، ثم لا يخلو إما أن لا يسيل من الدم القدر الذى ينبغى، فيكون هناك
18
خوف من الورم، ومن فساد العضو؛ وخصوصا اذا تغير [لونه] الى فساد
19
عن حمرة؛ وإما ان يسيل ويفرط فيخاف نزف الدم. والاول فيجب ان يعالج
20
كما ترى العلاجات المذكورة؛ بان يشرط من ساعة ليسيل الدم، وان يوضع
21
عليه ضماد من خل، وملح فى خرقة كتان حتى يمنع الفساد. والثانى هو ان يخاف
22
النزف. والصواب فيه ان يحلبس [العليل] فى مياه القوابض المعروفة، ويجعل على الموضع
23
كندر، وزاج مسحوقين، وفوقه قطنة، وفوق تلك القطنة [قطنة] أخرى عظيمة مبلولة
24
بخل وماء. وان علمت ان عرقا عظيما، أو شريانا إنبتر [دبرت] فى علاجه بالشد.
25
وان عصى الدم ولم يرقأ، ولم يكن يبرأ فاجلسه فى خل حاذق. وربما احتجت ان
26
تفصده لجذب الدم. وربما احتجت ان تجعل على العانة، والاربتين المخدرات.
27
ومما يعرض من الشق وسيلان الدم: ان تسيل قطعة من الدم الى المثانة،
28
فيجمد على فمها، فيعسر البول، وحنئيذ لابد من ادخال الاصبع فى البط، وتنحية
3-762
1
الاذى عن فم المثانة، وعنقها، واخراجه. ومعالجة الموضع بالخل، والماء؛
2
حتى يتحلل العلق الجامدة، ويخرج؛ وربما عرض منه انقطاع النسل.
3
واما العلامات الردئية التى اذا عرضت ايقن الطبيب بالهلاك: فهى ان يشتد
4
الوجع تحت السرة، وتبرد الاطراف، وتحتد الحمى، ويعرض النافض، ويسقط
5
الشهوة. ثم اذا ازدادت شدة وجع الموضع المبطوط، وعرض الفواق، وتحرك
6
البطن حركة منكرة فقد قرب الموت. فاما العلامات الجيدة: فان يثوب العقل،
7
وتصح الشهوة، وان يكون اللون، والسخنة صحيحين جدا.
8
|344vb8|الورم الحار فى المثانة، والدبيلة فيها
9
قد يعرض ــ و ان كان ليس بالكثيرة ــ ورم حار فى المثانة من المادة الدموية، و
10
الصفراوية، او المركبة، وهى علة ردئية. واكثر ما يعرض ذلك خصوصا فى الصبيان
11
[بسبب الحصاة]، وايلامها، وشدخها المثانة.
12
العلامات: يدل على ان ورما فى المثانة حارا الحمى، واحتباس البول،
13
وعسره، أو تقطيره، واحتباسه اذا اضطجعوا وانما يقدرون على اراقة شىء منه منتصبين.
14
وربما كان احتباس الغائط وانتفاخ العانة والخاصرة، مع وجع ناخس، وضربان
15
وربما ظهرت الحمرة من خارج، ويستدل عليها من استرواح انعليل الى انكماد. ومن
16
الاعراض التى تعرض معه: وهى عطش شديد، وقئ المرار الصرف، وربو، وبرد
17
الاطراف؛ فلا تكاد تسخن، وهذيان، وسواد اللسان، والاستضرار بكل حريف،
18
ومدر؛ وخصوصا اذا كانت اخلاط البدن حارة؛ ويدل عليه السن، والاسباب السالفة،
19
والحاضرة مما تعلم. واردأه ما يتصل معه حرارة الحمى الحارة، ويشتد الاحتباس
20
من البول والغائط، ويشتد الوجع، ولا يكون فى البول نضج وهو قتال، واكثر ذلك
21
اذا صار دبيلة. واما اذا ظهر فى البول ثفل راسب أبيض أملس فهو أرجى.
22
واما الدبيلة: فيظهر معها من القشعريرات المختلفة،. والحميات المختلفة
23
ما قلناه فى دبيلات الكلية. وكذلك يدل على نضجها اللين، والسكون من الاعراض
24
ونضج البول، ورسوبه، ويدل على انفجارها البول القائح. فان لم تظهر علامات النضج،
25
ولم تنفجر قتل فى الاسبوع. واكثر خراجات المثانة نحوعنقها، وقد تميل الى نواحى
26
اخر، وقد تنفتح الى باطن المثانة، وقد تنفتح الى جهة أخرى.
3-763
1
معالجة ورم المثانة: يجب فى الاول: ان يفصد الباسليق الأيسر [فصدا]
2
بحسب القوة؛ فانه اول علاجاته، وأفضلها. ويستعجل؛ ان كانت هناك حرار كثيرة
3
جدا؛ الى الضمادات الرادعة مدة قصيرة، ولا يفرط فيها، ولا يتطاول؛ فان ذلك ضار،
4
ومصلب للورم بسرعة، بل ان ابتدأ بالمرخيات ولم يكن عن ذلك مانع من حس شديد
5
فهو أولى، لان العضو عصبى. ولذلك مايشتد استرواح العليل الى الكمادات بتكميدات
6
باسفنجات، وصوفات مغموسة فى ماء قد طبخ فيه الملينات المحللة، ومثانات منفوخ
7
فيها، مملوءة ماء حارا، وادهانًا ملينة ملطفة، وقريبا مما قد عرفت فى باب علاج الكلية.
8
ومع ذلك فتلطف بان تزرق ان احتمل من القاثاطير فى الاول مثل لعاب بزر قطونا فى
9
لبن الاتان، أوماء الشعير فى لبن الاتن؛ فانه أسلم. وبعد ذلك لبن الأتن، والشحوم.
10
وبعد ذلك الخيارشنبر فى لبن النساء، على الترتيب الذى ترى بحسب أوقات الورم.
11
وربما نفع الحقن بها على مراتبها.
12
ومن الأضمدة الجيدة بعد اول الابتداء: الخبز السميذ، والسمسم المقشر مع
13
اللبن، ودهن البنفسج، ودهن البابونج ونحوه. وايضا: الشلجم المسلوق جيد جدا.
14
وايضا: الرطبة المسلوقة ضمادا، وكمادا. فان جاوز الاسبوع. وشارف المنتهى؛
15
فدقيق الباقلى، وبزر الكتان، والبابونج بالمثلث، وكماينحط يفصد من الصافن، ويبسط
16
فى استعمال المحللات من الاضمدة، والمراهم المذكورة فى ياب الكلية. وربما احتيج
17
إلى ضماد من الزوفا، والجند بيدستر، والشمع، وخصوصا بعد المخدرات.
18
واعلم: ان ادامة اجلاسهم فى الابزن نافع جدا، حتى انه اذا جاءهم البول
19
فمن الصواب ان ببولوا فيه. واجود مياه آبزناتهم: ما فيه ارخاء مما قد عرفت مرارا.
20
وقد يقع فيها الدارشيشعان، والسعد، وقردمانا، والسنبل، والحماما، والأذخر مع
21
الحلبة، وبزر الكتان؛ فيسكن الوجع والورم. وهذه المياه المرخية التى عرفتها مرارا هى
22
مثل طبيخ بزر الكتان، والحلبة. وايضا: ماء قد طبخ فيه بزر الشلجم، والحسك، و
23
الكرنب. وعلاج دبيلتها قريب من علاج دبيلة الكلية؛ بل يحتاج ان تكون ادويتها
24
أقوى. وقد مدحوا الخشخاش الابيض وزن درهمين ونصف، يسقى فى طبيخ السنبل،
25
والإذخر، وخصوصا اذا كان عسر البول، ووجع.
26
واذا اشتد الوجع وخيف الموت لم يكن بد من المخدرات اطلية وحمولات.
27
اما الأطلية: فمثل طلاء متخذ من البنج، واليبروج، والخشخاش معجونة بزيت، او
28
يوخذ ربع درهم افيون، ويداف فى دهن البنفسج مع قليل زعفران، ويشرب به خرقة
29
ويحمله فى دبره؛ فربما وجد له راحة، ونام مكانه. وربما استعمل منه شئيا فى القاثاطير
3-764
1
ان احتمل. وطلى الافيون من خارج قوى التخدير وأما الاشربة، وسائر العلاج؛ فعلاج
2
السرسام والبرسام
3
|345rb26|الورم الصلب فى المثانة
4
قد يحدث عن مثل اسباب الورم الصلب فى الكلية. [واكثره] بعقب الحار،
5
وبعقب ضربة أوسقطة، وربما كان بعقب الشق.
6
العلامات: يعسر معه البول، والغائط جميعا، ويعرض معه أعراض صلابة
7
الكلية؛ من احتباس ثفل، وخدر فى الساقين، واضطراب، وضعف، وتأد إلى
8
الاستسقاء؛ وان كان دون تأدى صلابة الكلية. ويميز بينهما بالموضع الذى فيه الثفل
9
والذى عرض له الاسباب أولا.
10
المعالجات: هى بعينها معالجات صلابة الكبد من التمريخ بالادهان الحارة
11
والتكميد بها، وسقى المياه المطبوخ فيها البزور المدرة مع العسل، والخيارشنبر. و
12
استعمال الابزنات على تلك الصفة، على التدريجات المذكورة هناك. ومما يخصه ان
13
يستعمل تلك الادهان، والصموغ، والمياه فى القاثاطير، اعنى بزراقة البول ان أمكن.
14
|345vb22|قروح المثانة
15
قد تكون عن اسباب القروح المعلومة؛ وقد عددناها فى باب قروح الكلية.
16
واكثر ما يعرض قروح المثانة من سحج الحصاة، ومن سحج خلط مرارى. وقد تكون
17
بعد ورم انفجر، او بثور تقرحت. ومن دام به بول حاد اعقب الجراحة والقروح وهى
18
أصعب كثيرا من قروح [الكلية]؛ لانها قروح عضو عصبى. ومن انخرقت مثانته
19
مات فى الاكثر، وان شقت لم تلتحم؛ الا ان يقع فى اجزاء من الجزء اللحمى.
20
العلامات: قد ذكرنا فى باب قروح الكلية الفرق بين القرحتين، وذكرنا ان
21
قروح المثانة تعسر البول، وتحبسه، وان وجعه، فى موضع العانة، والخاصرة؛ و
22
انه يخرج معه قشور بيض؛ إما غلاظ كبار ان كانت فى المثانة، او دقاق صغار ان كانت
23
فى المجارى؛ وغير ذلك مما يجب ان تتعرفه من هناك. وعلامات ما فيه تأكل مثل
24
ما قيل فى باب الكلية. والعلامة العامة لقروح الكلى، والمثانة: بول الدم، والمدة
25
قليلا قليلا ليس دفعة، ثم يفترقان بما يفترقان به، وعلامات الانفتاح، والانشقاق،
26
والتاكل ونحو ذلك واحدة فيهما جميعا.
3-765
1
المعالجات: يجب ان يجنبه الطعوم الحريفة، والمالحة، والحامضة، والشديدة
2
الحلاوة، والمستحيلة الى المرار، ويتناول الاغذية العذبة الكيموس الحسنة، و
3
اللواتى تغرى. والرياضة تضرهم بما تحدر، وتلهب؛ فان لم تفعل ذلك فهى نافعة بما
4
يقوى العضو؛ فليجرب قليلا قليلا، وينظر فى القوانين المعطاة فى باب قروح الكلية؛
5
فينقل اكثرها الى هذا الموضع. وكذلك ينظر فيما رسمناه من شرب الالبان؛ فانها
6
على الشرط المذكور نافعة لقروح مجارى البول؛ خصوصا البان الخيل. واعلم: ان
7
الاستظهار فى علاجها هو ان يستعمل اولا تنقية بماء العسل، والسكر المطبوخ بالمدرات
8
شربا، أوزرقا، ثم يتبع سائر الأدوية. فان كانت المدة التى تبال كثيرة فيجب ان يزرق فيها من ماء
9
روق عن رماد شجرة التين، او رماد شجرة البلوط، أو رماد الشيح حتى ينقى تنقية بالغة.
10
واما الادوية المشروبة: فمثل الاسيفوس بدهن الورد، ومثل لبن الاتان،
11
والماعز، والرماك يشرب على الدوام اياما بمقدار الهضم؛ واكثرة الى ثلاث أواق؛
12
وقد علفت القوابض المبردة، واقراص الخشخاش، واقراص الكاكنج وزن مثقال
13
بماء بارد. ومن المراهم الجيدة التى يمرخ بها: أن يوخذ من الميعة السائلة وزن درهم،
14
ومن شحم الاوز ثلاثة الى اربعة، ومن الشمع الابيض استاران، ويضمد به. ومرهم
15
مانع وخصوصا عند التاكل: يتخذ من التمر، والزبيب، والعفص، والأقاقيا، والشب،
16
والطراثيث، وقد يجعل معها الزوفا، والميعة. وقد يستعمل قبل ذلك المرهم، وفيما
17
ليس فيه تأكل؛ الشمع، وشحم البط، ودهن الورد. واستعمل المجففات شربا
18
وزرقا. وقد يستعمل من هذه بعينها حقن، وتستعمل والعليل بارك. واذا لم تنفع
19
المشروبات، وخصوصا فيما كان اقرب الى المجرى، وكان معه تأكل، فعلاجه:
20
الزراقات بالملحمات مدوفة فى لبن النساء. ومن جملتها: اقراص القراطيس، و
21
اقراص اندرونيس مع شىء من المرداسنج، والاسفيداج، والنشاشتج، والنورة
22
المغسولة.
23
نسخة جيدة لها: يوخذ من الطين المختوم، ومن قيموليا، ومن قرن الايل
24
المحرق جدا اجزاء سواء، ومن الشادنج، والشب من كل واحد ثلث جزء،
25
ومن الافيون نصف سدس جزء، ومن الاسفيداج ثلاثة اجزاء ومن الانزروت جزء
26
ونصف، ومن المر، والكندر من كل واحد جزء يجمع الجميع بشىء من دهن الورد
27
والشمع، ويستعمل فى الزرق. وربما زيد فيه زراوند جزء <واحد> واخف من ذلك
28
الانزروت، والنشا، والاسفيداج، يزرق باللبن؛ فان قويته بالرصاص المحرق، والكندر
3-766
1
كان قويا. قرص مجرب: هيوقسطيداس، طين مختوم، بسد، كهرباء، نشا، بزر الخيار،
2
بزر الخطمى، بزر البطيخ مقشر، بزر الكرفس، ودوقو، وفطراساليون، واقراص
3
الكاكنج.
4
دواء آخر: بزر القثاء، وبزر البطيخ، وبزر القثد، وبزر القرع مقشر، من كل
5
واحد خمسة دراهم، نشأ اربعة دراهم، رب السوس ثمانية، بزر البقلة ثلاثة ونصف،
6
لوزحلو مقشر، بندق مشوى، من كل واحد اربعة دراهم، حب الصنوبر ثلاثة ونصف،
7
بزرالكرفس، دوقو، بزر الجرجير، حب المحلب مقشر، من كل واحد درهمان ونصف،
8
بزر الحماض <مقشر> لوزمر مقشر، من كل واحد ثلاثة، كثيرا، وصمغ اللوز، وبزر
9
البنج، وافبون من كل واحد ثلاثة دراهم، حمص اسود عشرة دراهم، زعفران خمسة
10
<دراهم>، يعجن بميبختج، ويقرص درهمين، ويشرب بماء الفجل، اوبماء الكرفس
11
اوبماء الحمص الاسود، وخصوصا على نقاء القرحة. ويجب ان يقلل شرب الماء.
12
واذا اشتد الوجع زرق فيه الاشياف الابيض الذى للعين بلبن النساء. وايضا: يقرب منه
13
خشخاش، وابيون، وشحم دجاج، بحقنة، او حمول، اوتزريق.
14
|345vb28|جرب المثانة
15
يعلم جرب المثانة من حرقة البول ونتنه، ووجع شديد مع حكة، ورسوب
16
نخالى. وربما سال على الدوم رطوبات، وربما سال الدم.
17
العلاج: يجب ان يستعمل الجوالى المنقية، ثم المجففة بغير لذع، ويكون
18
جميع ذلك بالجملة أقوى مما فى سائر القروح. وتستعمل ادوية جرب الكلية مزروقة
19
فيها، ومشروبة. ويشرب ايضا المغريات المبردة: مثل لعاب بزر السفرجل، وبزر
20
القطونا بدهن اللوز. وتنفعه الاغذية العذبة الكيموس اللزجة مثل الاكارع، والامراق
21
الدسمة بدهن اللوز، وماء الشعير، والهريسة بلحم الطير، والالبان مثل لبن الاتان،
22
والماعز، والنعاج، وادامة تنقية البدن.
23
|345vb43|جمود الدم فى المثانة
24
يدل عليه عروض كرب، ومقارنة غشى، وبرد اطراف، وصغر نفس، <مع
25
صغر> نبض مع التواتر، وعرق بارد، وغثيان. وربما كان معه نافض مع سبوق بول
26
دم، أو ضربة، أو سقطة على المثانة.
3-767
1
العلاج: علاجه: علاج الحصاة؛ وربما كفى الخطب فيه شراب السكنجبين؛
2
وان تقيأبه جاز؛ وخصوصا العنصلى، وخصوصا مع شىء من رماد حطب التين،
3
او المطبوخ فيه المقطعات، وادوية الحصاة. وربما زرق فى مثانة انفحة أرنب، والادوية
4
الحصوية، ويحلبس فى الأبزن المطبوخ فيه الحشائش الحصوية. ومما مدح له شربة من
5
حب البلسان وزن درهمين، أومثلها عود الفاوانية، اوحب الفاوانيا، وخصوصا مع
6
عوده، أو مثله اظفار الطيب، او مثقال قردمانا بماء حار مع خل خمر، وزيت انفاق.
7
والسكنجبين الحامض العنصلى احب الى من الخل، فان الخل الذى فيه يقطع، والعسل
8
يحلل ويجلو. وايضا: ابهل، وحلتيت، وأشق، وفوة الصبغ اجزاء سواء يتخذ منها
9
بنادق، والشربة اربعة بنادق بماء الاصول، ويزرق فى الزراقات. واغاريقون، او
10
سيساليوس، او مثقالان من الحلتيت ومن الزراوند الطويل.
11
ومن ذوات الخاصية: كبد الحمار، ومرارة السلحفاة، وانفحة الارنب، و
12
خصوصا فى رماد حطب الكرم. والقيصوم نافع فى ذلك. ولبن التين المجفف
13
اذا زرق منه شىء يسير، واستعمل منه نطولا من قدر درهم، ومن مجففه ايضا بشئ
14
من المياه. وكذلك نطول من وزن مثقال انفحة الارنب. والمياه التى يشرب فيها هذه
15
الادوية مثل ماء الحمص الأسود، وماء الحسك، وماء رماد حطب التين، وماء رماد
16
حطب الكرم، وحطب القيصوم، وطبيخ القيصوم بالسذاب.
17
|346ra30|خلع المثانة واسترخاءها
18
يعرف خلعها من زوالها عن موضعها. ويعرف استرخاءها من قبل خروج البول
19
بغير ارادة. والخلع قد يكون بسبب رطوبة، وبسبب الريح، وبسبب ضربة على الظهر،
20
اوسقطة. والاسترخاء يكون لاسباب الاسترخاء المعلومة. وقد يتبع الاسترخاء والخلع
21
تارة عسر البول، وتارة سلس البول بحسب ما يعرض للعضلة من التمدد، والاتساع.
22
العلاج: اما الكائن من ضربة وسقطة: فان علاجه يعسر، وقد يكون بالرد
23
والشد بالادوية المسخنة المجففة التى نذكرها. واما الكائن عن المزاج الفالجى:
24
فينفعه استفراغ المواد البلغمية الرقيقة، والامتناع عما يولدها. وتدبير اصحاب الفالج
25
فى الماكول والمشروب والحركة وغير ذلك. وينفعه القىء ولو بالخربق الابيض.
26
فان كان البول يخرج بلا ارادة وجب ان يستعمل المقبضات أشد، ولايرخى ارخاء كثيرا،
27
بل يجمع بين التحليل وبين الشد، وعلى قياس معالجات الفالج. وتناول كل ما يغلظ
3-768
1
المائية، ويد سمها، ويولد دما محمودا حارا غليظا مثل الفالوذج. واما ان كان البول
2
بحاله اوالى عسر <ما> فالا قدام على المرخيات بقدر ما ــ مع تحليل جيد، وتقطيع
3
بالغ ــ اقدام واجب.
4
ومن المشروبات النافعة يجمع اصنافه ومن الصرعى والفالجى: الترياق،
5
والمشروديطوس، والشنجرنيا، والأمروسيا، ودبيد كركم، وقوقى. وايضا: زهرة
6
الاقحوان، والسعد، والكندر،ــ معًا وافرادًا ــ والمحلب. وايضا: سلاقة بزر السذاب
7
الرطب، أو زهره مطبوخا فى الشراب. وايضا: الفنجكشت، <وزهره> وبزره، و
8
الجاوشير، والكمون. وربما نفع وخصوصا الذى معه عسر أن يشرب من قشور البطيخ
9
اليابس حقنة مع السكر. ومما يجرى هذا المجرى وينسب الى الخواص: حصى الارنب
10
اليابسة، يشرب مع شراب ريحانى، او حنجرة الديك يحرق ويسقى على الريق فى ماء
11
فاتر. وأما الادوية المزروقة: فمثل دهن السذاب، ودهن القسط ودهن الغار، ودهن
12
الناردين، والزنبق، ودهن قثاء الحمار، ودهن الصنوبر مخلوطابها مثل الجندبيدستر،
13
والحلتيت، والقنة، والجاؤشير. وهذه ايضا تصلح ان تكون مروخات على العانة،
14
والمراق؛ وخصوصا دهن ثافسيا مخلوطًا بالا بازير الطبية الرائحة.
15
واما الاضمدة: فمن الادرية الحارة، وفيها قبض ما كالسعد والدارصينى،
16
والمقل، والسنبل، والبسباس مع البابونج، والشيح، والعسل. وقد يعالج ايضا
17
بحقن مسخنة: متخذة من القنطوريون، والحنظل، والخروع، وغير ذلك مع
18
الادهان الحارة المذكورة. والسباحة فى البحر، والاستحمام فى مياه الحمأت نافع
19
جدا من ذلك.
20
|346rb39|أوجاع المثانة
21
قد تكون من سؤ مزاج مختلف، ومن الحصاة، ومن القروح، والجرب، ومن
22
الاورام، ومن الرياح. وقد علمت كل باب وعلاجه. وكثيرا ما يكون من دلائل
23
البحران المتوقع ببول. واوجاع المثانة تكثر عند هبوب الشمال اذا كان فى المثانة
24
وجع. وقد قيل: انه اذا ظهر بصاحبه تحت ابطه الأيسر ورم كسفر جلة، واعترى ذلك
25
فى السابع مات فى خمسة عشر يوما وخصوصا ان اعتراه السبات.
26
|346rb50|ضعف المثانة
27
قد يعرض ايضا للمثانة ضعف من جهة المزاج؛ واكثره من البرد، ومن جهة ورم
28
صلب، واسترخاء، وانخلاع. وعلاماة الجميع ظاهرة، وعلاجاته معلومة. واذا ضعفت
3-769
1
المثانة لم تحتمل بولا كثيرا، واشتاقت إلى إفراغها. وربما ضعفت عضلتها عن المعونة
2
على الافراغ باطلاق نفسها، وكان من اجتماع الامرين تقطير غير مبسوط.
3
|346rb58|الريح فى المثانة
4
قد تكون محتبسة، وقد تكون منتقلة. والسبب اغذية نافخة، او كثرة رطوبة
5
فى المثانة مع ضعف حرارة.
6
العلامات: علامة الريح تمدد بلاثفل، وخصوصا اذا انتقل.
7
العلاج: انفع علاجاتها بعد الحمية عن المنفخات، وعن سؤ الهضم: ان
8
يشرب دهن الخروع على ماء الاصول، وتطلى العانة بالادهان العطرة المحللة، والصموغ
9
الحارة، وتضمد بالسذاب، والفوذنج، والشبث مع شىء قوى من الجندبيدستر،
10
[والحلتيت]، او المسك، وبان تزرق هذه الادهان مع شىء من جندبيدستر فى
11
الاحليل، او تزرق فيه عصارة السذاب مع المسك، او دهن البان مع المسك، والغالية
12
فى دهن الزنبق. ويذكر ما قيل لك فى باب الكلية؛ ان الكلية؛ والمثانة اذا كانتا وجعتين
13
او معتلتين؛ فلا تقرب بنادق البروز؛ فيزداد الوجع بالجذب؛ ولا المخدرات؛ بل
14
الماء الفاتر بقدر لا يجذب، ولا يخدر شئيا.
15
|346va25|المقالة الثانية فى الافات التى تعرض للبول
16
كيفية خروج البول الطبعى: المثانة تدفع البول بأن تنقبض عليه من جميع
17
الجوانب، وتعصره، وتنفتح عضلتها التى على فمها، وتعصر عضل المراق.
18
|346va26|أفات البول
19
هى حرقة البول، وعسر البول، واحتباسه، وسلس البول. ومن جملته كثرته،
20
<وقلته>، وتقطيره، وذيابيطس فى جملة كثرته.
21
|346va38|فى حرفة البول
22
حرقة البول سببها إما حدة البول، وبورقيته بسبب مزاجى، أوبسبب فقدان
23
ما أعد لتعديله؛ وهى الرطوبة المعدة فى اللحوم الغددية التى هنالك؛ فانها تجرى
3-770
1
على المجرى، وتغريه، وتخالط البول فتعد له، فاذا فنيت فقد الموضع التغرية،
2
والبول التلزيج والتعديل؛ فحدثت حرقة. ومن الذى يفنيها كثرة الجماع؛ فان هذه
3
الرطوبات قد تخرج مع الجماع لمجاورة المنى خروجا كثيرا؛ وايضا العلل المذيبة
4
للبدن. وإما قروح تكون فى مجارى البول القريبة من القضيب، وجرب فتحرق.
5
وعلامة الاول حدة البول؛ وأن لا تكون مدة، وعلامة الثانى بول الدم والمدة. و
6
كثيرا ما يؤدى الاول الى الثانى على ما علمت فيما سلف. فالاول كالمقدمة للثانى
7
مثل اسهال الصفراء. فانه كالمقدمة لقرح الامعاء.
8
علاج حرقة البول: ان كانت مع مدة ودم فعلا جها علاج قروح المثانة
9
ونواحيها، وقد فصل ذلك. نسخة جيدة لذلك: تتخذ اقراصا على هذه الصفة: بزر
10
البطيخ، والخيار، وحب القرع من كل واحد عشرون درهما، كندر، وصمغ، ودم
11
الاخوين، من كل واحده عشرة دراهم، ابيون ثلاثة دراهم، بزر الكرفس درهم،
12
يسقى بشراب الخشخاص، والشربة درهمان بعد ان يجعل منها أقراص. وان لم تكن
13
قرح، ولا مدة؛ فافضل علاجه تعذيب البول باستفراغ الفضول باسهال لطيف على
14
ما علمت فى ابواب امراض المثانة، والقى، والاغذية المبردة المرطبة من الاطعمة،
15
والبقول، والفواكه، واجتناب كل مالح، وحريف، وشديد الحلاوة، واجتناب التعب،
16
والجماع. ومما ينفع شرب اللعابات والزروق بها؛ مثل لعاب بزر المرو، ولعاب بزر
17
قطونا ولعاب حب السفرجل، وشىء من الخشخاش، والبزور الباردة، والمدرة،
18
ويسقى ذلك كله فى ماء بارد، واستعمال كشك الشعير وماءه، والنيمبرشت، والقرعية؛
19
والماشية إما بمثل دهن اللوز، وإما بالفراريج، والدجاج المسمنة.
20
وان كان السبب فيه جفافا عارضا للغدد فعلاجه ترطيب البدن، وترك مايجففها
21
من الجماع وغيره. ومن المزروقات المستعملة فى ذلك: لعاب بزر قطونا،
22
ولعاب بزر المرو، ولعاب بزر السفرجل، والصمغ، والا سفيذاج، وبياض
23
البيض الطرى، ولبن النساء يزرق فيه. وربما كفى ادامة زرق اللبن لبن الاتن، ولبن
24
النساء عن جارية، ولبن الماعز. وربما جعل فيه شىء من اللعابات الباردة، وشىء من الشياف
25
الابيض. وربما كفى زرق بياض البيض وحده؛ أو بشىء من المذكورات مع دهن الورد.
26
وربما جعل فيها مخدرات: فان اشتد الوجع؛ وخصوصا حيث تبال المدة لم يكن
27
بد من ان يجعل فيها شىء من مخدرات؛ وعلى النسخ المذكورة فى باب القروح. نسخة
28
جيدة: يوخذ قشور الخشخاش، والنشا، ورب السوس، يتخذ منها زروق، وان احتيج
29
الى تقوية جعل فيها شىء من الابيون، ومن بزر البنج.
3-771
1
|346vb48|قلة البول
2
تكون لقلة الشرب، اوكثرة التخلخل، وكثرة الاسهال، او لضعف الكلية عن
3
الجذب، او الكبد عن التميز، وارسال المائية كما فى سؤ القينة والاستسقاء. واعلم: أن
4
الحموضات تضرهم، و<أن> الجماع يزيد فى علتهم.
5
|346vb54|عسر البول واحتباسة
6
عسر البول إما ان يكون بسبب فى المثانة نفسها من ضعف، ويتبع من مزاج
7
ردئى، وخصوصا البرد كما يعرض من كثرة هبوب الشمال او ورم، او غير ذلك،
8
فلا يجوز عند الدفع اشتمالها على البول ليخرجه عصرا على ما هو الامر الطبيعى. وربما
9
كان السبب فيه بردا أوحرا من خارج، أو ضربة، اوحبسا للبول كثيرا. وإما ان يكون
10
بسبب فى المجرى الذى هو عنق المثانة والاحليل وإما ان يكون لسبب فى القوة،
11
أولسبب فى الألة؛ وهى العضلة، او لسبب العضو الباعث، أو لسبب فى البول. و
12
السبب فى المجرى إما اولى أوبمشاركة. والاولى إما سدة فيها نفسها، اوسدة بالمشاركة.
13
والسدة فيها نفسها إما بسبب ورم حار، أوصلب فيه، او شىء غليظ كرطوبة، اوعلقة،
14
او مدة. وكثيرا ما تكون المدة سببا للسدة، اوحصاة، أو ريح معارضة، أو ثولول،
15
او التحام من قرحة، أو تقبض من برد، او تقبض من حر شديد؛ كما يعرض فى
16
الحميات المحرقة وفى علل الذوبان. وقد يكون بسبب قرحة فيه، وقد يكون بسبب
17
تمدد يعرض لها شديد <و> ساد؛ كما يعرض من عسر البول وإحتباسه ان افرط فى حبس
18
البول وانزكرت المثانة، وانطبق المجرى. والحبس يكون ليلا للنوم؛ ونهارا للشغل.
19
فالذى يكون للسدة فيه على المشاركة فمثل ان يكون فى المعا والرحم فى النسوة
20
ورم حار، أوصلب، او يكون فيه ثفل يابس، أو بلغم كثير ممدد، اوريح معارضة ممددة،
21
او ورم فى المقعدة مبتدئى، أو لسبب زحير، أو قطع بواسير، أو شقاق مولم؛ مثل ان يكون
22
فى ناحية اسفل الصلب ورم او التواء، ومثل ان يعرض للخصية ارتفاع الى المراق فيزاحم
23
المجرى، ويجذبه الى فوق، ويضيقه، ويعسر خروج البول فيوجع، ويخرج قليلا
24
قليلا. وقد يكون السبب المعسر للبول والحابس له وجعا <شديدًا> لسبب قروح فى
25
المجرى بلاسدة ولاورم. وكلما أراد ان يبول أوجع؛ فلا يعصر البائل مثانته بعضل
26
البطن هربًا من الالم، وخصوصا اذا كان مع ذلك فى العضل ضعف أو تشنج وما
27
أشبه ذلك. وإذا اجهد نفسه بال بوله الطبيعى فى الكم والكيف، وسكن الوجع،
3-772
1
وكذلك إذا قهر. وربما كان صاحب هذا مع عسر بوله مبتلى بتقطيره؛ كانه اذا خرج
2
قليلا قليلا خف واحتمل.
3
واما السبب فى القوة: فاما فى قوة حساسة، أو محركة، وإما طبيعة. والكائن
4
بسبب قوة حساسة فهو أن يكون قد دخل حس المثانة، أو عضلتها أفة، فلا تقتضى من
5
المدافعة الدقع القوى، او الدفع أصلا، او دخل على المبادى هذه الأفة مثل ما يعرض
6
فى قرانيطس، وليثرغس من النسيان، وقلة الحس. والكائن بسبب قوة محركة
7
فأن لا يكون العضلة أن تطلق نفسها، وتتحرك عن انقباضها [الى انبساطها مخلاة من
8
انقباضها] او يكون عضل البطن غير مجيبة لقوتها الى ان يعصر ما فى المثانة بسبب
9
ضعف القوة، او بسبب حال فيها من تمدد ونحوه. والكائن بسبب قوة طييعية فمثل
10
ان تضعف الدافعة لسؤ مزاج مختلق حار وهو فى الأقل ــ و بارد ــ و هو فى الاكثر أو مع
11
مادة كما يكون الحار مع حدة البول، والبارد مع رطوبات مرخية، أو ممددة. وقد
12
يكون سبب هذا الضعف معارضة الاختيار للطبيعة بالحبس، فتضعف القوة الدافعة.
13
واما السبب فى العضلة: فاما أفة مزاجية، اوورم، او أفة عصبية من تشنج، او
14
استرخاء، وبطلان قوة حركية لسقطة أو ضربة، او غير ذلك إما فيها نفسها،
15
أو فى مباديها من شعب العصب، أو النخاع، أو الدماغ. وأما الكائن بسبب العضو
16
الباعث: ان يكون فى الكلية ورم حار، أو صلب، او حصاة، او ضعف جاذبة من فوق،
17
أو ضعف دافعة إلى تحت، او تكون الكبد غير مقتدرة على تميز المائية، واسهالها،
18
للاحوال الاستسقائية. وهذا القسم بشعبه لك ان تجعله بابا تجعله من قبيل قلة البول. واما
19
الكائن بسبب البول: فأن يكون حارا يولم وقد جرب فى كثير من الاوقات. وقيل:
20
من كان به عسر البول فا صابه بعقبه زحيرمات فى السابع، إلا ان تعرض حمى، ويدر
21
إدرارا كثيرا. واعلم: انه ربما عرض بعد حرقة البول وزوالها جفاف فى غدر يزلق عليها
22
البول، ويودى الى تخثير البول، واحتباسه، فيجب ان يستعمل الترطيب لئلا يعرض
23
ذلك.
24
العلامات: واما علامة ماسببه برد المزاج: فبياض البول مع غلظ أورقة وكثرة
25
الحاجة الى القيام قبل ذلك، وكثرة الاستحمام، واحتباس البول والخلو من سائر
26
العلامات. واما علامة ما يكون سببه حرارة: فحدة البول، والا لتهاب المحسوسان.
27
فان كان السبب تقبض عن برد دل عليه نفع الارخاء. وان كان عن ذوبان، وحميات
28
محرقة دل عليه نفع الترطيب. وايضا فان من علاماته ان القليل لايخرج، والكثير يكون
3-773
1
اسهل خروجا مما يرطب ببلته المجرى، ويوسعه. واما علامة ما كان بسبب ورم فى
2
المثانة اوما يجاورها من الأعضاء او خراج فقد علمته فيما سلف لك، وتجد لكل واحد
3
منهما بابا مستقلا بنفسه.
4
ثم من الفرق بين الأسر الكائن عن ورم، والكائن عن غيره، فان الورمى يقع
5
فليلا قليلا [لا دفعة] إلا ان يكون امرا عظيما جدًا. وتعلم ما يكون عن سدد فى
6
المثانة نفسها لمرض فيها اوضاغط لها بانزكار المثانة. وانتفاخها. [وتمددها والذى
7
يكون بسبب العضو الباعث فلا يكون فى المثانة انزكار وانتفاخ] وجميع اصناف
8
سدة تعرض فى المثانة من نفسها؛ او من ضاغط يكون مع وجع ويعرف الورم الساد
9
بما علمت. ويتعرف الشىء الساد من غير ورم بالقاثاطير، وما يخرجه من دم، او خلط
10
أوبما يقف فى وجهه، فلا تدعه يسلك من ثولول، او حصاة، او التحام.
11
والحصاة تعلم بعلا ماتها، وبمس القاثاطير بشىء صلب جدا. والدم والخلط
12
قد يعرف ايضا بالبول السالف. والدم نفسه قد يعرف بعلامات جمود الدم فى المثانة
13
من اصفرار اللون، وصغر النفس والنبض، وتواترهما، والعرق البارد، والحمى النافض
14
والغثيان، وهو ردئى؛ قليل ما يتخلص منه. والخلط الغليظ فيعرف ايضا من الثقل
15
المحسوس ان كان له مبلغ يعتد به، وان يخرج فى البول خام. وأما ما كان من برد
16
مقبض او برد محصف فالاسباب البادية المتقدمة هى الدلائل عليه.
17
وعلامة ما يكون من الريح: تمدد بلا ثقل، وربما كان مع انتقال، وربما كان
18
محتبسا فى المثانة. وعلامة ما يكون من ضعف الحس: ان لا يحس بلذع البول.
19
وعلامة ما يكون من ضعف الدافعة: ان يكون الغمز يخرج البول بسهولة. وعلامة
20
استرخاء العضلة: ضعف الدرور بغير حفز، وأن يحس بأن شئيا من باطن لايجيب الى
21
العصر، ويكون الغمز يخرجه. وعلامة تشنج العضلة ان يكون القليل الذى يخرج
22
بحفز. والكائن لضعف الكلية يدل عليه ما سلف من علامات ذلك. وكذلك الكائن لسبب
23
حصاتها وورمها.
24
وبالجملة: فانه اذا كان الثقل والوجع من ناحية الكلى فالعلة هنالك، وان كان
25
علامات الوم فهنالك ورم. وان كان هنالك ثقل شديد جدا فهنالك بول محتبس؛ او كان
3-774
1
أقل من ذلك فهنالك رطوبة سادة بورم أو غير ورم، وان لم يكن ثقل؛ بل وجع ممدد
2
فهو ريح فى الكلية. واذا كان البطن لينا ولم تكن علامات سدد الكلية والمثانة، وضعف
3
المثانة وغير ذلك موجودا، فالسبب ضعف جذب الكلية. والكائن عن ضعف جذب
4
الكلية، او دافعة الكبد يدل عليه الاحوال الاستسقائية. والكائن بسبب وجع معارض
5
من قرحة، أو حدة البول أن الصبر على الوجع يخرج البول يسكن الوجع، وكذلك
6
القهر عليه، ويكون القروحى مع علامات القروح. وعلامات الكائن عن جفاف
7
البلة فى الاعضاء الغددية تقدم أسبابها المذكورة، وان الترطيب يسلس البول.
8
العلاج لهما جميعا: ان كان السبب مدة، او خلطًا فيجب ان يعالج بالمفتحات
9
والمدرات القوية التى تعرفها ان لم تخف ان الامر أعظم من ان ينفع فيه هذه. ثم
10
اذا استعمل انزل مادة أخرى إلى المثانة؛ فزاد الوجع والتمدد؛ ولم يخرج شىء. ولماء
11
الفجل تاثير قوى فى هذا الباب؛ وحتى يجب ان يكون الادام هو؛ وكذلك لماء الحمص
12
الاسود. واما المدرات: فمثل الفطر اساليون، و الاشق، والدوقو، و المر، والفوه،
13
والحماما، والقسط، والسيساليوس، والوج، والشبث، وبزره، كل ذلك فى ماء الفجل
14
المطبوخ، أوماء الحمص الأسود، أو فى ماء الحسك، أو فى عصارة الكرفس والرازيانج
15
خصوصا البرى و السكنجبين العنصلى نافع جدا. والترياق، والمثروذيطوس شديد
16
المنفعة، ودواء الكركم، والأ مروسيا ودراء قباد الملك. وأما الاطفال فسقون هذا
17
مع لبن الامهات، أو تسقى مرضعاتهم ذلك.
18
صفة مدر قوى: يوخذ الأبهل، والا سارون، والحماما، والنانخواه، والفطرا
19
ساليون، وبزر الكرفس، وفوة الصبغ، واللوز المر، والسنبل من كل واحد عشرون
20
درهما، [بزر البطيخ] اجساد الذراريح المقطعة الرؤس والاجنحة وزن درهم، [الاشق
21
ثلاثة دراهم] يحل الاشق بمثلت رقيق، ويتخذ منه بنادق، والشربة منه الى ثلاثة دراهم
22
وايضا: دواء الابهل، والحلتيت، المذكور فى باب جمود الدم فى المثانة شربا،
23
وزرقا. وقد تؤلف أدوية: يقع فيها الجند بيدستر، والفربيون، والزنجبيل، ودار فلفل،
24
ودهن البلسان. وربما جعل فيها ابيون، وبزر النبج بسبب الوجع؛ فانت تراها فى
25
الأنقراباذين. وجميع ادوية الحصوية نافعة لهذا، ولاكثر الاصناف كذلك عن حر
26
أوبرد بعد ان لا يكون دم، أو قرحة وهى مثل رماد العقارب، وحصاة الاسفنج،
27
ورماد الزجاج. ومما له خاصية ما فيما يقال: مثانة ابن عرس مجففة يشرب منها ثلاثة
28
دراهم فى شراب ريحانى وايضا: السرطان النهرى المحرق وزن درهمين بشراب؛
3-775
1
وخصوصا الصبيان. وقد ذكرنا أدوية أخرى فى علاج ما سببه برد المثانة يجب ان
2
يقرأ لهذا الموضع ايضا.
3
واما الكائن بسبب جمود العلقة فيعالج بما ذكر فى باب جمود العلقة فى المثانة
4
وقد تستعمل اضمدة من هذه الأدوية مع ماء الفجل. وقد يطلى بالترياق، والمصطكى
5
والامر وسيا، و دواء الكركم، ودواء قباد الملك. وربما احتيج الى نطولات قوية:
6
متخذة من مثل الحرمل، والمشكطرا مشيع مع ذرق الحمام. و ايضا من البورق، و
7
العاقرقرحا، والخردل. ضماد جيد مجرب: يوخذ حب الغار، والشبث، وحماما،
8
واكليل الملك، ودقيق الحمص الاسود، وبابونج من كل واحد وزن عشرة دراهم
9
ودوقو، وبزر الفجل، وبزر الكرفس البستانى والجبلى من كل واحد سبعة دراهم،
10
يتخذ منه ضماد بدهن البلسان، أو بدهن السوسن، يعجن بماء الكرنب الأرمنى. صفة مرهم
11
جيد: يوخذ السكبينج، والجاوشير، والمقل، والوج، اجزاء سواء يتخذ منه مرهم بشحم
12
البط، والشمع الاصفر، ودهن السوسن. ومن الزروقات: زروق من القنة، والميعة،
13
والجاؤشير، والفلفل. وربما جعل فيه الحنتيت. وان كان السبب حصاة عولجت
14
الحصاة حيث كانت.
15
وان كان السبب ثولولا، أولحما نابتًا، او التحاما، فالعلاج الابزنات المرخية،
16
والادهان المرخية المعلومة فى باب المثانة، واجتناب الحوامض والقوابض؛ وربما
17
انجع، وربما لم ينجع. وان كان السبب ورما عولج الورم، وأرخى ولين، واستعمل
18
التعريق فى الحمام المائى، والملينات المضمودبها، والمزروقة، والمحتملة فى المقعدة،
19
ويقل شرب الماء، ويهجر المدرات، ويمنع الغذاء ولو يومين. وعندلين الورم قد
20
ينزل البول بالعصر والغمز بعد كثرة ارخاء وتليين. وللكرنب، وللخطمى، وللبصل،
21
وللكراث المسلوقات معونة فى هذا الباب كثيرة اذا ضمدبها. والفصد من أوجب ما
22
يجب ان يقدم من الباسليق ثم من الصافن. وربما در معه البول.
23
وان كان السبب بردا وقبضا عولج بعلاج سؤ المزاج البارد. وان كان حرًا
24
عولج بالأدهان المعتدلة، والباردة التى فيها تليين، وارخاء مثل دهن البنفسج، ودهن
25
القرع مخلوطة بدهن الشبث، والبابونج. وان كان هناك يبسا ايضا استعمل الأبزنات
26
والاهان المرخية، والاغذية المرطبة، وتدبير الناقهين، والحمام. وان كان السبب
27
فالجأ عولج بعلاجه. وان كان السبب تشنج العضلة عولجت بمعالجات التشنج المذكور
28
فى بابه. فان كان السبب مزاجا باردا عولج بالأدهان الحارة، والمعجونات الحارة التى
29
علمتها.
3-776
1
ومما ينفع من ذلك ومن الفالج: ان يوخذ خرء الحمام البرى وزن نصف
2
درهم، فيشرب ببول الاطفال فيدر. أو خرء الحمام وزن مثقال فى طبيخ الشبث. وربما
3
زرقا مع الموميائى، أووزن نصف درهم قانصة الرخمة المجففة مع مثلها ملح هندى بماء
4
حار. وينفعه شراب الناردين بماء حار، او دانقين حلتيت فى لبن الأتن وهذه ايضا
5
تنفع لما كان من خلط غليظ. واما الكائن من حر فيعالج بالبزور الباردة، وبزر الخس
6
بشراب ممزوج و<بماء> الرمان الحامض. وان كان من سقطة، أوضربة قد أورمت
7
او لم تورم، بل ازالت شئيا فالعلاج الفصد أولا والمروخات المعتدلة والابزنات،
8
والاجتهاد فى ان يبول. فان بال دمًا كثيرا فاحبسه باقراص الكهرباء الذى بصمغ الجوز.
9
فان خفت ان يحدث علقة فعالجه، بعلاج العلقة الجامدة. فان فعلت العلقة سدة
10
فعالج سدة العلقة وقد ذكر ذلك. وان كان السبب ريحا عولج بعلاج ريح المثانة.
11
والكائن بسبب الوجع المانع فيعالج باستعمال المخدرات فى الزرق، تم يومر بالبول،
12
وبعد ذلك فيستعل علاج القرحة، او علاج تعديل البول الحاد بالأغذية، والبقول
13
المذكورة. وربما يزرق بمغريات تحول بين حدة البول وبين صفحة المجرى الحساسة.
14
والكائن لضعف الحس فيعالج المبدأ ان كانت العلة منبعثة عن المبدأ، او نفس
15
العضلة والمثانة بالادوية الفاد زهرية من الترياق، والمثروديطوس، والمروخات، و
16
والزروقات الموافقة للروح، مثل دهن الياسمين، والسوسن، والنرجس ودهن الزعفران
17
ودهن البلسان خاصة. ويستعملون أضمدة من ورق اشجار الفواكه، والبقول الحبيبة
18
الى الروح النفسانى من ورق التفاح، والنعناع، والسذاب، ويخلطون بها ادوية منبهة
19
جدا مثل بزر الحرمل، وبزر السذاب الجبلى، ثم يضمدون بها العانة. وان كان <بسبب>
20
ضعف الدافعة روعى المزاج الغالب، والمرض المضعف <مما يعالج> بما تعلم وعولج.
21
واكثر ذلك من برد، وعلاجه بما فيه تسخين وقبض؛ وخصوصا ما ذكرناه فى ضعف
22
الحس. وان كان السبب اطالة الحبس فعالجه بالابزنات المرخية الملينة المتخذة من
23
بزر الكتان، والحلبة، والقرطم، والرطبة، وأضمدة، متخذة من هذه، ثم يستعمل الشديدة
24
الإدرار، والقاثاطير. ولدهن البلسان واخوانه منفعة عظيمة ههنا.
25
فاما الكائن بحسب الكلية، والكبد، والامعاء، والظهر فيجب ان يقصد قصد
26
تلك الاعضاء، وأن يجمع العلاج فيها؛ والا لم ينجع؛ ومع ذلك فلا بد من استعمال
27
المرخيات من الابزنات، والاضمدة، والزروقات، ومن استعمال المدرات؛ إلا ان
3-777
1
يخاف من انزالها مادة كثيرة. واعلم: ان اللبن اصلح شىء لهم اذا لم تكن حمى. و
2
كل وقت تصلح فيه البزور ولا تكون حمى، فالرائى ان يسقى فى اللبن.
3
|348rb49|ذكر أشياء مبولة نافعة فى اكثر الوجوة
4
قال بعضهم: ان خرء الحمام مع الموميائى اذا زرق به يبول. وايضا ما ذكر
5
فى باب علاج السدة الغليظة، وما ذكر فى علاج ما كان عن برد. وقال بعضهم: ماقد
6
جربناه فنجع أن يوخذ حمول من ملح طبرزد، ويحتمل فى المقعدة، فيدرالبول،
7
ويطلق. وقالوا: ان دخل الاحليل قملة، او أخذ القراد الذى سقط من الأسرة وعسى
8
ان يكون المعروف بالفسافس والانجل، وادخل الاحليل أدر البول. وكذلك ان طلى
9
عليه مع ثوم، أو بصل ادر، أو يجعل فى احليل الذكر طاقة من الزعفران. واذا لم
10
يكن ورم بل كانت سدة ــ كيف كانت ــ نفع زرق زيت شمست فيه العقارب البيض التى
11
ليست بردية جدا بزراقة من فضة اعين بالنفخ.
12
فى القاثا طير واستعمالها فى التبويل والزرق: واذا لم تنجع الأدوية لم يكن
13
بد من حيلة أخرى ومن استعمال القاثاطير، والمبولة. واياك ان تستعملها عند ورم
14
فى المثانة، وفى ضاغط لها قريب؛ فان ادخالها يورم، ويزيد فى الوجع. واجود
15
القاثاطبر: ما كان من ألين الأجساد وأقبلها للثثنية. وقد يوخذ لذلك بعض [جلود]
16
حيوانات البحر، وبعض جلود حيوانات البر اذا دبغ دباغة ما ثم اتخذ منه، والصقت
17
بغراء الجبن. وقد يتخذ من الاسرب والرصاص القلعى وهو جيد إيضا. فان كان
18
شديد اللين قوى بشىء قليل يطرح عليه من المسحقونيا، والمار قشيتا، او بكثرة الاذابة
19
والصب، وطرح دم التيس عليه؛ فان قوة دم التيس ناجعة فى هذه الابواب، ومع ذلك
20
فانه يشدد الرصاصين. وحينئذ يجب ان يكون رأسها صلبا مستديرا، ويثقب فيه
21
عدة ثقب، حتى اذا حبس بعضها شىء من دم، أورمل، او خلط غليظ كان لما يزرق
22
من دواء، او يستدر من البول [منفذ] أخر، ولم يحتج الى اخراج إدخال متواتر.
23
وقد يتخذ من الفضة، ومن سائر الأجساد. وقد يعد جميع ذلك نحو حقن شىء به.
24
وقد يعد نحو استخراج شىء منه. والذى يعد نحو حقن شىء به؛ فقد يشد
25
على طرفه المفتوح المطلق شىء كجراب صغير، او مثانة مفروكة ملدنة، و
3-778
1
يصب فيها الدواء ثم يزرق على نحو زرق الحقن. وقد يمكن ان يوخذ على نحو المحقنة
2
المختارة التى ذكرناها فى فى باب القولنج. وان اعدت نحو إلا ستبالة؛ فيحتاج الى
3
الى ان يجرى مجرى الجذابات بسبب استحالة وقوع الخلا؛ وذلك بان يملأ شئيا
4
ثم يجذب ذلك الشىء عنها بقوة، فيجذب خلفه البول المستدر، أو غيره أو يهندم فيها،
5
اوعليها شىء يحصر من الهواء قدراما. واذا جذب ولم يكن للهواء مدخل وجب ضرورة
6
ان ينجذب البول المستدر أو غيره. والذى يملاء ذلك القرحة الباطنة إما صوف منظوم
7
الخيوط مشدود وسط الجملة بخيط، حتى اذا دس عن طرفيه المخليين فى التجويف
8
دسا خفيفا؛ ثم يجذب الخيط؛ استخرج الصوف، وتبعه ما يستتبع. وأما الأخر فعمود
9
نافذ فيه، او علاقات تشتمل عليه مع مقبض ينزع به.
10
وأما استعمال هذه الألة فاجوده ان يجلس العليل على طرف عصعصه فيزعج
11
المقعدة مضبوطا من خلف، وترفع ركتبيه قليلا إلى فوق الأربتين مع تفتيح بينهما،
12
وقد تقدم باحمامه فى الابزنات المرخية، وتضمد بالاضمدة، والمروخات المرخية،
13
ثم يدخل من القاثاطير مبلغا يكون فى طول قضيبه؛ فالاولى أن يكون مبولة كل انسان
14
بحسب طول قضيبه [وقصره] وسعته وضيقه، وقد تقدمت. وطليت القاثاطير
15
بالقيروطيات؛ خصوصا اذا كانت من الادهان المناسبة للغرض. فاذا استوى فيه
16
قدر كقدره نصب الذكر نصبا مستويا كالقائم مع ميل إلى ناحية السرة، ثم يرفق فى دفع
17
القاثاطير فى مجرى المثانة قدر عقد او عقدين، وهناك يفضى الى خلاء المثانة، ويسكن
18
معه الوجع، او يقل، او يحس ان نفوذه قد أدى الى تحريك الشئ. وبالجملة فالنفوذ
19
محسوس، ثم يرد الذكر الى ناحية الأسفل الى حاله الاولى فى نصبته أو أشد تسفلا؛
20
فاذا فعلت ذلك فاجذب شئيا ان أردته، او ادفع شئيا بالحقن ان اردت دفعه. وبالجملة
21
يجب ان تجتهد حتى لا يسجح، ويكون على مهل ورفق حتى لايوجع.
22
|348vb32|فى تقطير البول
23
تقطير البول إما ان يكون لسبب فى البول، أو لسبب فى ألات البول، اما
24
العضلة، وإما جرم المثانة نفسها، أولسبب فى المبادى. والسبب فى البول إما حدته
25
واما كثرته،، وكون الحدة سببا لتقطيره إما لما ذكرناه فى باب عسر البول من أن يكون
3-779
1
استرساله مولما لحدة فيه قوية، واجتماعه، وثقله غير محتمل؛ فيكون له حال بين الاحتباس
2
والاسترسال وهى التقطير. وإما لان كل قليل منه لشدة ايذاءه لحدته يستدعى النفض
3
فتدفعه الدافعة وان لم يكن بارادة. وتكون حدته إمالأغذية، والادوية، والتعب، والجماع
4
وغير ذلك، أو لمزاج الاعضاء المبدائية؛ مثل الكبد و"الكلية وعروقها"، مزاج ساذج
5
اومع مادة من مدة او غير مدة، او البدن كله لكثرة فضل حادفيه فتدفعه الطبيعة.
6
واما كون الكثرة سببا لتقطيره فلتثقيله وازعاجه العضلة الى انفتاح يسير وإن لم تستدع إليه
7
الارادة.
8
واما السبب الخاص بالعضلة ومباديها: فمثل استرخاء مفرد اومع خدر و
9
بطلان حس؛ كما يعرض ايضا للمقعدة، او لورم او لسؤ مزاج مضعف مبتدئى فيها،
10
اوصادر اليها عن مباديها، واكثره عن برد ولذلك من يصرد يكثر تقطير بوله، واذا
11
حدث بها ضعف ضعف انقباضها على المجرى؛ ومع ذلك يضعف اطلاقها نفسها؛
12
وخصوصا اذا شاركها عضل البطن فى الضعف.
13
وأما الكائن بسبب المثانة. فاما ضعف فيها من سؤ مزاج بارد وهو الاكثر؛ ولذلك
14
ــ كما قلنا ــ من يصرد يكثر تفطير بوله. وذلك المزاج، وهذا الضعف يولد تقطير البول
15
من وجهين: احدهما لما تضعف له الماسكة؛ فلا تقدر على امساك كل قليل يحصل
16
حتى يجتمع الكثير فتخلى عنه ليسيل وان لم يكن ارادة. والثانى لما تضعف له الدافعة،
17
فلا تعصر<له> البول الاقليلا. قليلا، وهومن التقطير المخالط للعسر. وقد يكون هذا الضعف
18
فى نفسها. وقد يكون بالمشاركة لاعضاء <أخر> فى قربها، وبسبب اورام، ودبيلات
19
وتفتيحات فى الكلى، وما فوقها تشاركها المثانة، وتتأذى بما يسيل إليها. وقد يكون
20
السبب قروح المثانة، وجربًا، ولا يقدر على حبس البول الوجع. وقد يكون التقطير
21
لسدد مجرى المثانة من ورم فيها، أو فى الرحم والمعا والصلب، او حصاة، او سدة
22
أخرى اذا لم تكن تامة السد؛ وامكن الطبيعة ان تحتال فتخرج البول قليلا قليلا. و
23
قد يكون بسبب وجع المثانة لقروح فيها على ما ذكرناه فى باب العسر. فمن تقطير
24
البول ما يكون معه عسر، ومنه ماليس معه عسر. ومن تقطير البول ما معه حرقة و
25
وجع، ومنه ما ليس معه ذلك. ويشبه ان يكون اكثر تقطير البول لاسباب السلس،
26
ولاسباب العسر، ولأسباب الحرقة.
3-780
1
العلامات: أما الاورام والسدد، والاسباب المادية. والاوجاع، وغير ذلك
2
من اكثر الابواب والأقسام فقد عرفت علاماتها، وعلمت علامة المزاج الحار من لون
3
البول، والتهاب الموضع، وتقدم الأسباب، وعلامة المزاج البارد من لون البول،
4
ووجود البرد، وتقدم الأسباب. وعلامات المشاركات ايضا معلومة، ولا يجب ان
5
يطول الكلام فيها.
6
المعالجات: قد علمنا ايضا علاج باب فى نفسه مفردا مخلصا؛ لكن اكثر ما تعرض
7
هذه العلة تعرض بسبب البرد، وبسبب الفالج. واكثر العلاج له العلاج المسخن المقبض.
8
وكل من يعجز عن الصبر على البول فانه ينتفع بالادوية الباهية. ومن المشروبات
9
النافعة فى ذلك: الترياق، والمثروديطوس، وايارج جالينوس، والانقرديا، والاطريفل
10
الكبير، وجوارشن الكندر، والاطريفل الاصغر مقوى بالانقرديا أو بشنجرينا، ومخلوطا معه
11
بعض المقبضات القوية <المقوية> مثل حب الأس، وجفت البلوط، وما أشبه ذلك.
12
وايضا الحرف نافع، واستعمال الثوم نافع؛ فانه يدر البول المقطع، ويعيده إلى الواجب.
13
ومن المجربات: حب الحاشا بعاقرقرجا. وما جربنا: ان يوخذ الاهليلج الكابلى المقلوجزء،
14
ومن الفوذنج اليابس، وحب الأس ثلث جزء ومن البهمن الابيض نصف جزء ومن
15
السندروس، والمر، والكندر، والسعد، والبسباسة من كل واحد ثلث جزء ومن القرنفل
16
نصف جزء، ومن الراسن المجفف، وحب المحلب جزءان يعجن بعسل الاملج
17
ويحفظ ويشرب.
18
صفة معجون قوى: اهليلج اسود، وكابلى، وسك من كل واحد خمسة دراهم،
19
مر، وجند بيدستر من كل واحد درهم ونصف، كهرباء، وسعد من كل واحد درهمان
20
ونصف، كندر، وحب المحلب من كل واحد عشرة دراهم، يعجن الكل بعسل، و
21
يتناول منه على الدوم وزن مثقال. وايضا: كمون، وقنطوريون، وصعتر من كل واحد
22
درهمان بماء حار. وايضا: حب الأس، وبلوط، وقشار الكندر، وكمون كرمانى
23
من كل واحد جزء والشربة ثلاثة دراهم بشراب عتيق. وايضا: اهليلج كابلى، وبليلج
24
وأملج مقلوان من كل واحد وزن سبعة دراهم، قشار الكندر خمسة دراهم، حب الأس
25
عشرة دراهم، بلت كلما جف بماء أطفى فيه الحديد المحمى مرارا كثيرة، ثم يعجن برب
26
الأس. صفة معجون قوى: يوخذ حب الأس جزء اللاذن ربع جزء، تمرهيرون جزءان
27
يعجن به <أصله> والشربة منه ستة مثاقيل. اوورق الأس، وورق الحناء، وكندر، و
28
جلنار،، وبلوط سواء يشرب مقدار الواجب فى شراب.
29
وايضا معجون نافع ويصلح للبول فى الفراش: يوخذ من كل واحد من الهليلج
30
الكابلى، والبليلج، والأملج عشرة عشرة، ومن البلوط المنقع فى الخل يوما وليلة المقلو
3-781
1
وحده، ومن السندروس، والسعد، والكندر الذكر، والراسن، والميعة اليابسة، و
2
البسد من كل واحد خمسة دراهم، مروزن ثلاثة دراهم يعجن بعسل. وايضا دراء قوى:
3
يوخذ من الجند بيدستر، ومن القسط المر، ومن الحاشا، ومن جفت البلوط، ومن
4
العاقرقرجا اجزاء سواء، يعجن بماء الأس الرطب، والشربة وزن درهم عند النوم. ويشرب
5
الكندر، ودهن الحناء من كل واحد وزن درهم. ومن المعالجات الخفيفة: ان يشرب
6
من بزر القاقلة وزن مثقال. ودقيق البلوط نافع؛ خصوصا اذا نقع البلوط فى خل العنصل
7
يوما وليلة، ثم قلى على طابق وشرب منه، والمبلغ وزن عشرة دراهم. وايضا: التين
8
المبلول بالزيت. وايضا: السعد، والكندر اجزاء سواء، [يستف منهما كل غداة على الريق
9
وزن مثقان. وايضًا: الشونيز، وبزر السذاب اجزاء سواء] والشربة الى درهم. والراسن
10
نعم الدواء. ودهن الخروع ايضا شربا ومروخا. وينفع فيه تناول العسل على الدوام.
11
وللمشايخ دواء نافع: يوخذ جند بيدستر، وافيون، وبزر البنج، وبزر السذاب، يشرب
12
منه مثقال أوقية طلاء. واذا احتمل الموميائى المداف فى الزنبق فى الدبر، وقطر
13
فى الإحليل صبر على البول، وكذلك أكل التين بالزيت.
14
|349va6|سلس البول
15
سلس البول هو ان يخرج بلا ارادة. وقد يكون اكثره لفرط البرد، ولاسترخاء
16
العضلة، ولضعف يعرض لها، وللمثانة؛ كما يعرض فى أخر الامراض. وقد يكون
17
للاستكثار من المدرات، ومنها الشراب الرقيق؛ وخصوصا عند اتساع المجارى فى
18
الكلية، وقوة القوة الجاذبة. وقد يكون لحرارة كثيرة جذابة الى المثانة مرشحة عن
19
البدن.
20
ومن اسبابه: زوال الفقار فتحدث أفة فى العضلة لا يقدرلها ان تنقبض. وربما
21
كان سلس البول لا لسبب فى المثانة، والعضلة، والبول؛ ولكن لضاغط مزاحم يضغط
22
كل ساعة، ويعصر، فيخرج البول؛ مثل مايصيب الحوامل. والذين فى بطونهم ثقل
23
كثير، واصحاب الاورام العظيمة فى اعضاء فوق المثانة. ولا يحتاج بعد ما فصل الى ان
24
يعرف العلامات. والوقوف عليها سهل فيما سلف.
25
العلاج: ما كان من الحرارة ــ وهو فى النادر ــ تنفعه أدوية مبردة قابضة. ومن
26
ذلك سفوف بهذه الصفة: كزبرة يابسة، وورد أحمر من كل واحد وزن خمسة دراهم،
27
طباشير عشرة دراهم، بزر الخس، وبزر الحمقاء، من كل واحد خمسة عشر درهما،
3-782
1
طين أرمنى خمسة دراهم، كافور نصف درهم، صمغ وزن درهمين، يعجن بماء الرمان
2
الحامض. وايضا: كهربا، وطين أرمنى، وهليلج أسود، ولب البلوط، وعدس مقشر
3
من كل واحد وزن درهمين، كزبرة مقلوة مخللة وزن درهمين، والشربة من سفوفه ثلاثة
4
دراهم، يعالج بعلاج ذيابيطس ويقطع العطش بما يمسك فى الفم من المصل، و
5
السماق، ونوى التمر هندى، وحب الرمان.
6
واما البارد فالمعالجات المذكورة فى باب التقطير. وايضا: وج، وسعد،
7
وراسن مجفف، ولب البلوط من كل واحد وزن درهمين، مر وزن ثلاثة دراهم، وهو
8
سفوف. والكمونى نافع جدا خصوصا اذا سحقت عقاقيره جدا. والكمونى ينفع
9
من ذلك طلاء ايضا، وبالجملة هو نافع لما كان من برد شديد فى اعضاء البول. و
10
مما ينفع سقى اربعة دراهم كندر، فانه يحبس السلس، او وزن درهمين محلب،
11
والادهان الحارة مفتوقا فيها المسك، والحلتيت، والجند بيدستر، والفربيون، ونحوه.
12
صفة حقنة جيدة: يوخذ رطل حسك، ووزن عشرين درهما سعد، ووزن عشرة
13
عشرة دراهم محلب يطبخ فى اربعة ارطال من الماء بالرفق بعد الانقاع يوما وليلة؛ فاذا
14
بقى من الماء وزن رطل صفى وصب عليه نصفه دهن حل، ويطبخان، ويستعمل الدهن
15
حقنة. او يوخذ من الماء جزء ومن دهن الغار، والبان، والبندق، والفستق، وحبة
16
الخضراء، والمحلب اجزاء سواء كما يوجبه الحدس، ويفتق فيها قوة من المسك ويحقن
17
به. ودهن البان قوى جدا.
18
|349vb5|البول فى الفراش
19
سببه استرخاء العضلة. وربما أعانه حدة البول. والصبيان قد يعينهم على ذلك
20
الاستغراق فى النوم. فاذا تحرك [بولهم] دفعته الطبيعته، والارادة الخفية الشبيهة بارادة
21
التنفس قبل انتباههم، فاذا اشتدوا، واستوكعوا خف النوم، واستوكع العضو المسترخى،
22
ولم يبولوا.
23
العلاج: علاجهم علاج من به استرخاء المثانة، وتقطير البول، وسلس البول،
24
وخصوصا دواء الهليلجات بالراسن والميعة. ومن المروخات دهن البان غاية. و
25
مع ذلك فيجب أن يناموا وقد خفف الغذاء ليخف نومهم، ولا يشربوا الماء كثيرا،
26
وان يعرضوا انفسهم على البول. وربما كان الواحد منهم يتخيل له كما يتقاضاه القوة
27
الدافعة، والحساسة بالبول ــ وهو نائم ــ انه يوافق موضعا من المواضع فيبول فيه، ويعتاد
3-783
1
ذلك. وان كان ذلك الموضع موجودا، وكان يجرى مجرى الخلاء والكنيف، او
2
الستر الصحراوية جهد حتى غيرها، وبناها مساجد ومساكن أخر، وثبت ذلك فى خياله،
3
فاذا انساق به الحلم إلى ذلك الموضع، ثم تذكر انه صغير عما كان عليه بخلت القوة
4
الارادية منه بتلك السماحة الخفية غير مشعوربها، وعرض لها فى النوم توقف ما مع
5
تقاضى القوة الدافعة فلم يلبث ان ينتبه.
6
ومما جرب لهم: بلوط، وكندر، ومر أجزاء سواء، يطبخ بشراب وزن ثلاث
7
أواق الى ان يرجع الى أوقية ويصفى، ويشرب مع وزن درهم دهن الأس. وقد زعموا:
8
انه اذا جفف كلية الارنب، فيوخذ منها جزء، ومن بزر الشبث [جزء] ومن العاقر قرحا،
9
وبزر الكرفس من كل واحد نصف جزء، والشربة منه وزن نصف درهم فى أوقية ماء
10
بارد كان نافعا من ذلك جدا. وينفع منه دماغ الارنب البرى بشراب. وينفع منه اقراص
11
مخبوزة من عجين قد جعل فيه قوة من خرء الحمام بماء بارد فهو غاية. أومر بشراب على
12
الريق وهو برءه. وقد ينفع منه الحقن بأدوية حابسة للبول، ويزرفها فى المثانة.
13
|349vb58|ذيابيطس
14
هو ان يخرج الماء كما يشرب فى زمان قصير. ونسبة هذا المرض الى المشروب،
15
والى أعضاءه؛ كنسبة زلق المعدة، والا معاء الى المطعومات. وله اسماء باليونانية غير
16
ذيابيطس، فانه قد يقال له ايضا "ذياسقومس" و"قراميس"، ويسمى بالعربية. ''الدورة"،
17
و"الدولاب"، وزلق الكلية. وقال بعضهم: ان هذا المرض يعرض بغتة؛ لانه امر
18
طبيعى غير كائن بالإرادة، وزلق الامعاء قليلا قليلا؛ لان هناك حس وإرادة. وهذا
19
كلام غير محصل. و[قد يقال له] مرض المجاز والمعبر. وصاحبه يعطش فيشرب،
20
ولايروى بل يبول كما يشرب غير قادر على المسك البتة.
21
وسبب ذيابيطس حال الكلية إما لضعف يعرض لها، واتساع، وانفتاح من فوهات
22
المجرى، فلا تنضم ريثما تثبت المائية فى الكلية. وقد يكون ذلك من البرد المستولى
23
على البدن او على الكلية. وربما فعله شرب ماء بارد، أو حصر شديد من برد قارس،
24
وإما لشدة الجاذبة لقوة حارة غير طبيعية مع مادة، أوغير مادة وهو الاكثر، قتجذب الكلية
25
من الكبد فوق ما تحتلمه فتدفعه، ثم تجذب الكبد مما قبله؛ فلا يزال هناك انجذاب
26
متصل للمائية واندفاع. وأنت تعلم انه اذا اندفع سيال ربما أدى الى الذوبان،
3-784
1
وإلى الدق؛ بسبب كثرة جذبه للرطوبات من البدن، ومنعه اياه ما يجب ان يناله من
2
فضل الرطوبة بشرب الماء، وانت تعلم وتعرف العلامات مما قرأت الى هذا الوقت.
3
العلاج: اكثر ما يعرض ذيابيطس يعرض من الحرارة النارية؛ فلذلك اكثر علاجه
4
بالتبريد، والترطيب بالبقول والفواكه، والربوب الباردة مما يدر مثل الخس والخشخاش،
5
وسكون فى الهواء البارد والرطب، والجلوس فى أبزن بارد حتى يكاد يخصر، ويسكن
6
عطشه، وتبرد كليته، وتتشدد عضلته. وينفع فيه شم الكافور، والنيلوفر، ونحوه
7
من الرياجين الباردة. ومما ينفع فى هذا: التنويم، والشغل عن العطش. وتدبير
8
العطش هو التدبير المقدم، فيجب ان يشتغل به، وان يسقى فضلا من الماء. واجود
9
ذلك ان يسقى الماء البارد جدا، ثم بقىء ويكرر عليه هذا. فيجب ان يصرفوا المائية
10
عن الكلية بالقىء والتعريق القوى، وتخدير ناحية القطن مما ينفع باماتة القوة عن
11
التقاضى للماء وعجزها عن جذبه ايضا ومما يجب ان يجتنبوه: اتعاب الظهر،
12
وتناول المدرات. وتليين الطبيعة ينفعهم ولو بالحقن المعتدلة؛ فان اكثرهم يكون
13
يابس الطبيعة. وربما احتاجوا إلى الفصد فى عوائل العلة. ومن المشروبات النافعة:
14
الدوغ الحامض المبرد؛ واجوده اخشره؛ وخصوصا من لبن النعاج، وماء القرع الشوى،
15
وعصارة الخيارببزر قطونا، والرمان الحامض، وماء التوث، وماء الاجص، وامثال
16
هذه. وتكون اشربته من هذا القبيل كشربه الماء ما قدر. ورب النعع ينفعهم جدا.
17
وماء الورد؛ بل عصير الورد فى وقته نافع له، ومسكن لعطشه؛ والشر بة قدرقو طولن،
18
وايضا: الماء المقطر من دوغ البقر، أو دوغ النعاج الحامض ينفعهم، ويسكن
19
عطشهم. ومما ينفعهم فيما يقال: ان تنقع ثلاث بيضات فى الخل يوما وليلة ثم يتحسى.
20
ومما جربناه لهم: ان يتخذ الفقاع من دقيق الشعير، وماء الدوغ الحامض المروق
21
بعد ان يخثر الدوغ يكرر اتخاذ الفقاع لهم منه مرارا، وترويقه ثم استعماله من دقيق
22
الشعير فقاعا، وكلما كرر هذا كان أبرد فيشرب مبردا. ومن الأدوية أقراص الجلنار
23
على هذا الوصف: أقاقيا وزن درهمين، ورد ثلاثة دراهم، جلنار أربعة دراهم، صمغ
24
درهم، كثيراء نصف درهم، يشرب بلعاب بزرقطونا بماء بارد، او بماء القرع. وايضا:
25
اقراص الطباشير بماء القرع، او الخيار، أوبماء الرمان. وايضا: يوخذ من الطباشير،
26
والطين المختوم، والسرطان النهرى المحرق المغسول من كل واحد جزء [ومن اللك
27
ثلث جزء] ومن بزر الخشخاش، وبزر الخس، من كل واحد جزء ونصف، يجمع
28
ذلك بلعاب بزر قطونا ويقرص، الشربة منه كما ترى.
3-785
1
ومن الأضمدة مايتخذ من الأدوية التى فيها تبريد وتسديد. نسخة ضماد: يوخذ سويق،
2
وعساليج الكرم، وان وجد من دهن السفرجل، والتفاح، والزعرور شىء جمع إليها
3
وكذلك الورد الرطب، والريباس، والحصرم، وعصا الراعى، وقشور الرمان يخلط
4
الجميع خلط الضماد، ويستعمل. ومن الاطلية: اقاقيا اربعة دراهم، كندر درهمان،
5
عصارة لحية التين، ولاذن، والرامك من كل واحد درهمان، العفص وزن درهم،
6
يدق، ويعجن بماء الأس الرطب، ويطلى به. ومن الحقن القوية فى هذا المرض
7
الجيدة الحقنة بالدوغ وبالعصارات الباردة القابضة المذكورة فى الأضمدة. وقد يحقن
8
باللبن الحليب، ودهن القرع، ودهن اللوز.
9
واما أغذيتهم: مما لا يسرع استحالته؛ للطافته الى المرارية، أو يكون للطافته،
10
وقلته بحيث يصير بخارا، ويتحلل، ويجف الثفل. وقد يكون جفافه لصرفه المائية
11
عن المعاء إلى الكلية، بل ان كان لطيفا تتحلل ماءيته من غير ان يجتمع فيها كثير بول،
12
ويكون مستصحبا لتلين الطبيعة فهو فاضل؛ فان أفضل شىء من خلال الاغذية التى
13
يومرون بها ان يكون بحيث يتبعها لين من الطبيعة، وكسر من العطش. ومما يوافقهم:
14
حسأ الخندروس، وماء كشك الشعير، والمصوصات، والهلامات؛ وقد خلط بها
15
ما يدرأ عقلها للطبيعة، والاسفيد باجات الكثيرة الدسومة باللحوم الحولية، والدجاج
16
المسنة، والاكارع اكارع البقر، والسمك الطرى المحمص وغير المحمص ان
17
امن العطش، ولبن النعاج المطبوخ بالماء حتى يذهب الماء وشىء من اللبن كل ذلك
18
نافع لهم ويجب ان يتحذروا من الفواكه التى فيها تبريد، وقبض ما مع ادرار كالسفرجل.
19
وأما الكائن عن البرودة وهو مع ذلك لا يخلو من العطش ولم يتفق لنا مشاهدته،
20
فقد دبر له بعض العلماء المتقدمين فقال: يجب ان يلطف لتسكين عطشه ثم يسلهه
21
بحقن لينة مرات، ثم يسهله بحب الصبر احدى عشرة حبة، كل حبة قدر حمصة، ثم يرفهه
22
ثلاثة أيام ويعاود التدبير، ثم يقيئه على الطعام بالفجل وما يشبهه، ثم يسخن البدن
23
بالمحاجم، ويوضع عليها الكمادات، والبخورات، خصوصا اطرافه، وربما احتجت
24
الى ان تستعمل عليها الأدوية المحمرة، ثم يراح أياما، ثم يراض بالركوب المعتدل،
25
والدلك المعتدل؛ وخاصة اطرافه، وتامره بالحمام الحار، ويسقى الشراب الريحانى.
26
|350va32|كثرة البول
27
كثرة البول على وجوه: من ذلك ما يكون على سبيل ذيابيطس، وليس هذا
28
الذى يكون معه عطش فقط، بل الذى يكون معه عطش لايروى ويخرج الماء كما
29
بشرب. ومن ذلك ما يكون معه عطش، وليس له احوال ذيابيطس وقوته. ومن ذلك
3-786
1
مالا يكون معه عطش يعتدبه، وان كان هناك حرقة، وحدة؛ فالسبب فيه حدة البول،
2
أو قروح كما علمت. و ان لم يكن فهناك اسباب سلس البول. والبرد يدر كثيرا بما
3
يعقل، وبما يسخن بالباطن، ومن كثر برازه ورق قل بوله، ومن يبس برازه كثر بوله.
4
وقد عرفت ما يتصل بهذا فيما سلف، وقد مضى علاج جميع ذلك.
5
وسنذكر ههنا ايضا معالجات لما كان من برد فنقول: جميع الأدوية الباهية
6
نافع لمن به بول كثير من برد. وتحسى البيض النيمبرشت على الريق نافع؛ وتناول
7
الالبان المطبوخة. ومما ينفعهم ايضا: طبيخ حب الأس، والكمثرى اليابس، و
8
تمر هيرون كل يوم أوقيتان على الريق. والمر من أدوية الجيدة، وكذلك المحلب،
9
والسعد، وكذلك الكندر؛ وكذلك الخوليخان؛ وكذلك خبث الحديد، والكزبرة.
10
نسخة دواء: يوخذ من الجند بيدستر، وقسط. ومر، وحاشا، وجفت البلوط،
11
وعاقرقرحا بالسوية، يتخذ منه حب بماء الأس الرطب. والشربة منه عند النوم درهم
12
واحد. حقنة جيدة لذلك، ويقوى الكلية: يوخذ عصارة الحسك مطبوخة حتى يقوى،
13
ومخ الضان، وخصاه، وشحم كلى الماعز ينزع ودك جميع ذلك بالسوية، ويجمع
14
ويوخذ من اللبن الحليب، ومن السمن، ومن ودك الالية، ومن دهن حبة الخضراء
15
أجزاء سواء؛ جملتها مثل ما أخذيه أولا، ويوجف بعضه ببعض ويحقن به.
16
|350vb15|فى بول الدم والمدة، والبول الغسالى، والشعرى وما أشبه ذلك من الابوال الغريبة
17
اما بول الدم الصرف فيكون إمادما انبعث من فوق اعضاء الكلى، والمثانة
18
مثل الكبد، والبدن كله لامتلاء صرف مفرط؛ فيفرق اتصال العروق على الانحاء
19
الثلاثة المعلومة، أو ترك عادة <رياضة>، أو قطع عضو، وسائر ما علمت، وعلى
20
نحو بحران، وتنقية فضول او صدمة، أو وثبة، وسقطة، وضربة أزعجت الدم. و
21
كذلك كل ما يجرى مجراها؛ وهذا فى الأقل. واما ان يكون فى نواحى اعضاء البول
22
لإنقطاع عرق، اولا نفتاحه؛ اولا نصداعه لضربة، اوسقطة، اوريح، أوبرد صادع
23
بالتكثيف، أولتاكل. وربما تولد ذلك عن تمدد، وكزاز قويين. وقد يكون ضرب
24
من بول الدم بسبب ذوبان اللحمية دما [رقيقا]، أو بسبب شدة رقة الدم فى البدن؛
25
فان هذا اذا اتفق مع شدة قوة من الكلية جذب الدم الكثير. الأول فله معينان فى تسهيل
26
السيلان من الدم، لأنه يجرى مجرى الفضل، وانه لا قوام له فيعصى. والثانى له معين
27
واحد. واذا جذبها الكلية بقوة دفعها الى المثانة.
3-787
1
واما بول الدم الغسالى فيكون إما لسبب ضعف الهاضمة، والمميزة فى الكلية،
2
وإما لضعفها فى الكبد. واما بول الدم المشوب بأخلاط كثيرة غليظة فيكون اكثره
3
لضعف الكلى؛ وكذلك بول شىء يشبه الشعر؛ فانه ربما كان سببه ضعف هضم الكلى
4
وربما كان طويل جدا نحو شبرين؛ وربما كان الى البياض؛ وربما كان الى حمرة.
5
وانما يطول بسبب تلوية فى تلافيف عروق الكلية أو غيرها. ومن الاغذية الغليظة،
6
والالبان، والحبوب مثل الباقلا ونحوه. وليس فى بوله من الخطر بحسب ما يردع
7
القلب بخروجه ويذعره. واما بول القيح، وبول الدم المخالط القيح، فقد يكون
8
لانفجار دبيلاته فى الاعضاء العالية من الرية، والصدر، والكبد؛ كما علمت كلا فى
9
موضعه. او لورم انفجر فى اعضاء البول، اولقروح فيها ذات حكة، أو غير ذات حكة.
10
واما الابوال الغليظة فتبال إما لسبب تنقية، وبحران، ودفع، ويتبعه خف.
11
وقد يكون لكثرة اخلاط غليظة لضعف هضم. وأما الابوال الدسمة السلسة الخروج
12
فتدل على ذوبان الشحم. ويجب ان نرجع فى باب التفصيل الى كلا منافى البول.
13
قال ابقراط: اذا بال الدم بلاوجع وكان يسيرا فى أوقات فليس به بأس. واما إذا
14
دام فربما حدث حمى، وبول قيح.
15
العلامات: ما كان من بول الدم الصرف للامتلاء وللاسباب المقرونة به؛
16
فيدل عليه أسبابه مما علمت. وما كان لانفتاح عرق [ولانفجاره فيكون] بلاوجع.
17
ويكون نقيا عبيطا؛ لكن دم الانفتاح يكون قليلا قليلا، ودم الانفجار والانشقاق يكون
18
كثيرا. ولا يكون فى المثانة انفتاح وانفجار يبال معه دم كثير كما يكون فى الكلية،
19
فان المثانة تأتيها المائية مصفاة. وامادم الغذاء فتاخذه فى عروق صغار، ويأتى اليها
20
لغذاءها فقط؛ وليس فيها دم غزير. والكلية فيأتيها دم كثير مع المائية، وتتصفى
21
عندها المائية، وتاتيها عروق كبار يمتاز منها دم الى اعضاء أخر؛ فيكون دمها اكثر من
22
المحتاج اليه لها؛ فيكون كثيرا، وعروقها غير موفاة، ولا جيدة الوضع مستوية،
23
وعروق المثانة محوطة غير معرضة للتصدع، والتفجر بوضعها. ودم القروح يكون
24
مع وجع ما. فان كان تأكل كان قليلا قليلا، والى السواد؛ وربما كان معه نتن؛ و
25
يكون اكثره بعد أمراص. وكثيرًا ما يكون معه قشور، ومدة؛ وربما كان معه مدة،
26
وقيح؛ ويتخلل ذلك خروج دم نقى، وكما علمت من علامات القروح، وعلامات
27
ما يخرج منه.
3-788
1
واما الذوبانى: فيدل عليه الذوبان، وأن يكون ما يبال من الدم الرقيق كالمحترق،
2
وكانه نش من كباب. وأما الذى لرقة الدم فى البدن فيدل عليه ان ما يخرج من الفصد
3
يكون رقيقا جدا، ولاتصاب علامة أخرى. واما موضع المدة والدم فيعرف بالوجع
4
ان كان وجع؛ ويعرف بعلامات امراض كانت فى اى الاعضاء كانت كعلامات
5
ورم، ودبيلة، أو قرحة، او امتلاء، ويعرف من طريق الاختلاط، فانه كلما كان أرفع
6
كان أشد اختلاطا بالبول، وكلما كان أسفل كان أشد تبريًا منه. والذى يكون من
7
اسباب قرية من الإحليل فيتقدم البول، والبعيدة من الاحليل فربما تاخرت عن البول،
8
أوخالطته اختلاطا شديدا.
9
واما الغسالى الدال على ضعف الكلية، والكبد: فالكلى منه أشد بياضا،
10
والى غلظ. والكبدى أضرب إلى الحمرة، وأرق، وأشبه بالدم. ويدل على الورمى
11
من ذلك ومن بول المدة علامات الورم المعروفة بحسب كل عضو، وملازمة الحمى.
12
وما كان قيحيا يخرج عن الورم المنفجر فهو كثير دفعة، ولا يودى الى سحج
13
وتقريح وضرر. وما كان من قروح فهو قليل، وبتفاريق؛ وربما أفسد ممره وقيحه.
14
وما كان من هذه الا ندفاعات بحرانيا كان معه خفة، وقوة، وكان دفعة. والذى
15
يكون بسبب الامتلاء، او بسب ترك رياضة، او قطع عضو، فقد يكون له أدوار.
16
المعالجة: أما الكائن عن الامتلاء وما ذكر معه: فقد علمت علاجاته فى
17
الاصول الكلية وبعدها. واما الكائن عن القروح: فقد تعلم ان علاجها علاج القروح
18
والتأكل، وقد بينالك جميع ذلك فى موضعه. وعلاج ضعف الهضم فى الكلية،
19
والكبد، والذوبان، ورقة الأخلاط كله مما علمته، وتعلم البحرانى والذى على سبيل
20
النفض لا يجب حبسه. فان احتيج الى الفصد فالصافن انفع من الباسليق، وليلطف
21
الغذاء بعد الفصد، ولا يتعرض الى قوابض مثل السماقية حتى تدل القارورة على النقاء؛
22
فان القوابض تجمد العلق، وتضيق [المسالك] وربما ارتدت المائية الى خلف وفيه
23
خطر، وكذلك الحامضات. واما بول الشعر فيحتاج ان تستعمل فيه الملطفة المقطعة
24
من المدرات، والادوية الحصوبة، وان يكون الغذاء مرطبا ترطيبا غريزيًا. والذى
25
يجب ان نذكر الأن علاجه علاج بول الدم الصرف الذى بسبب تفرق الاتصال فى
26
العروق.
27
والعلاجات المشتركة بين ما كان بسبب الكلية، والمثانة: فهو التبريد، و
28
التقبيض بالادوية التى ذكرنا اكثرها فى باب نزف الدم الحيض مع مدرات لتنفيذ الدواء،
29
وان يتقدم بجذب الدم الى الخلاف بالمحاجم، والفصد الدقيق القليل من الباسليق،
3-789
1
وتناول اغذية تغلظ الدم وتبرده، والسكون والراحة، وشد الاعضاء الطرفية،
2
ويجب ان يهجر الجماع اصلا ويجب ان يستعمل الابزنات المطبوخ فيها القوابض،
3
ومن العدس المقشر، ومن قشور الرمان، والسفرجل، والكمشرى، والعفص، و
4
عصا الراعى، ونحو ذلك. ومن الأدوية القوية فى حبسه: الحسك، ونشارة خبث
5
النبق، واصل القنطوريون الجليل، وحب الفاوانيا. ومن الأطلية حيث كان: اصل
6
العوسج، والخرنوب النبطى ــ [وهو] خرنوب الشوك ــ والسماق، واصل الاجاص
7
البرى، وقشور الرمان يتخذ منه طلاء بماء الريباس اوالحصوم، اوعصارة الورد. وحى العالم
8
وحده طلاء جيدا؛ خصوصا أصله مع كثيرا، وشىء من العصارات القابضة <و من
9
مخدرات. فان اشتد الوجع وخصوصا حيث المدة، لم يكن بد من ان يجعل فيمازرق
10
شىء من المخدرات، وعلى الفسخ المذكور فى باب القروح>.
11
ومن اللطوخات للظهر والعانة: مر، وزاج، وعفص، وقرطاس محرق، و
12
اقاقيا. ومن المشروبات: قرص الجلنار، ودم الاخوين. ومن القوية ويحتاج اليه
13
فى البول الكائن من المثانة قرص بهذه الصفة: الشب اليمانى، والجلنار ودم الاخوين
14
من كل واحد درهم، كثيرا، درهمان، صمغ نصف درهم، يسقى فى شراب عفص،
15
وفى عصارة الحمقاء. وما دون ذلك، وأسلم يوخذ: من الكثيرا، ومن بزر الخشخاش،
16
والطين المختوم، وعصارة لحية التيس، وصمغ الاجاص الاسود، والكهرباء اجزاء
17
سواء، والشربة الى وزن درهمين [اوالى] ثلاثة. وايضا: أصل حى العالم، والكهرباء
18
من كل واحد جزء، شاذنج نصف جزء، وشب سدس جزء، وطين أرمنى جزء ونصف،
19
الشربة الى مثقال ونصف فى بعض العصارات القابضة. وربما جعل فيه مخدرات مثل
20
هذه النسخة: يوخذ زعفران، وحب الحرمل، وحب الخبازى البرى، ابيون من
21
كل واحد وزن درهمين، لوزمنقى ثلاثة ونصف عددا، الشربة منه مثل جوزة. وايضا:
22
قشور اصل اليبروج المشوى المشوى، والانيسون [المشوى] حب الكرفس المشوى
23
من كل واحد ثلاثة دراهم، خشخاش أسود اثنا عشر درهما، يعجن بطلاء، الشربة منه
24
وزن درهمين وايضا: سفوف من قرن الايل المحرق، وكثيرا اجزاء سواء، ويستف
25
برب الأس. وايضا دواء مدحه القدماء: بزر المغاث منقى ثلاثون حبه [عددًا، وبزر
26
القثاء مثقال] حب الصنوبر اثناعشر عددا، لوز [مر] مقشر تسعة عددا، بزر الخبازى
27
ثلاثة دراهم، الشربة منه درهمان على الريق.
3-790
1
وأما لذى يختص بالمثانة: فان تجعل الادوية المشروبة أقوى، والمدرات فيها
2
أقوى ايضا. ومما ينفع فيها ايضا ان تضمد باسفنجة مغموسة فى الخل، توضع فى
3
جميع جوانيها، وفى الحالبين وغيره، وان يستعمل الأدوية مزروقة بعصارات، مثل
4
عصارة لسان الحمل، وعصارة البطباط، وعصارة بقلة الحمقاء. ومن الأدوية: قرص
5
الشب المذكور، وقرص المخدرات المذكور، وقرن الايل المحرق، والكهربا،
6
والشادنج، والصمغ، والعفص، وعصارة لحية التيس، والجلنار، وشىء من الشب،
7
والرصاص المحرق المغسول، وفوه، <و> من المخدرات الافيونية، والبنجية.
8
ومن تدبير حبس سيلان دم المثانة وضع المحاجم على الخراصر، والأوراك،
9
والعانة، فان ذلك يحبس الدم، ثم يدبر تدبير العلق على ماقيل. ومن الأغذية: خبز
10
مشرود فى الدوغ، والرمانية، والسماقية. وان كانت القوة ضعيفة قويت بمرق
11
القوابض باللحم المدقوق، واطعمة الاسفيذباجات من القباج، والطياهج، والشفانين
12
محمضة بماء الحصرم، وحب الرمان، واللبن المطبوخ، ونحو ذلك. وان لم يكن بد
13
من شراب لسقوط القوة، او شدة شهوة، فالعفص الغليظ الاسود. وإذا برء من يبول
14
دما، او مدة، فليشرب الممزوج ليجلو ويدر، ولا يحبس البول البتة فتعاود العلة.
3-791
1
|351vb9|الفن العشرون
2
فى احوال اعضاء التناسل من الذكران، وهو مقالتان
3
|351vb11|المقالة الأولى فى الكليات وفى الباه
4
فى تشريح الانثيين واوعية المنى: قد خلق الانيثان كما علمت عضوين رئيسين
5
يتولد فيهما المنى من الرطوبة المتحلبة إليها فى العروق؛ كانها فضل من الغذاء الرابع
6
فى البدن كله وهو أنضج الدم وألطفه فيتخضخض فيها بالروح وفى المجارى التى
7
تاتى البيضتين من العروق النابضة الساكنة المتشعبة من عرق نابض وعرق ساكن،
8
هما الاصلان شعبًا كثيرة التعاريج والالتفاق والشعب؛ حتى يكون قطعك لعرق
9
واحد منها شبيه بقطعك لعروق كثيرة لكثرة الفوهات التى تظهر ثم ينصب عنها فى
10
أوعية المنى التى نذكره الى الاحليل وتزرق فى مجامع النساء. وهو الجماع الطبيعى
11
الى الرحم، فيتلقاه فم الرحم بالانفتاح والجذب البالغ اذا توا فى الدفقان معا.
12
والانيثان مجوفتان، وجوهر البيضة من عضو غددى ابيض اللحم أشبه ما يكون
13
بلحم الثدى ويشبه الدم المنصب فيه به فى لونه فيبيض وخصوصا بسبب ما يتخضخض
14
فيه من "هوائيته وبالروح". والمجرى الذى تاتى فيه العروق الى الانثيين هو فى الصفاق
15
الاعظم الذى هو على العانة.
16
وأما الغشاء الذى يغشى الشرائين والأوردة الواردة الى الانثيين فمنشأه من الصفاق
17
الاعظم كما علمته فى موضعه وبذلك يتصل ايضا بغشاء النخاع وينحدر على ما ينحدر
18
من العروق والعلائق فى نواحى الاربية الى الانثيين فيتولد البرنج منه نافذًا، والغشاء
19
المجلل لما ينفذ فى "برنجى الاربية" تولده إيضا منه.
20
وقد علمت فى تشريح العروق ان البيضة اليسرى يأتيها عرق غير الذى ياتى
21
لليمنى بالعدد وان الذى يأتى اليمنى يصب إليها دما انضج وأنقى من المائية. والبيضة
22
اليمنى فى جمهور الناس أقوى من اليسرى، إلا من هو فى حكم الأعسر. وأوعية
3-792
1
المنى تبتدئى كبرابخ، فى عل بيضة بربخ، كانه منفصل عنها غير متكون منها وان
2
كان مماسا ملاقيا. ويتسع كل واحد منهما بقرب البيضة اتساعاله جوبة محسوسة،
3
ثم ياخذ الى ضيق وان كان قد يتسعان جميعا؛ خصوصا فى النساء مرة اخرى عند منتهاها
4
وهذه الاوعية تصعد اولا ثم تميل برقبة المثانة اسفل من مجرى البول.
5
واما القضيب فانه عضو ألى يتكون من أعضاء مفردة رباطية وعصبية وعروقية
6
ولحمية. ومبدأه جسم ينبت من عظم العانة رباطى كثير التجاويف واسعها وان
7
كانت تكون فى اكثر الاحوال منطبقة، وبامتلاءها ريحا يكون الانتشار. وتجرى تحت
8
هذا الجرم شرائين كثيرة واسعة فوق ما يليق بقدر هذا العضو وتاتيه أعصاب من فقار
9
العجز وان كان ليس غائصا كثير غوص فى جوهره. وانما عصب جوهره رباطى عديم
10
الحس؛ والأعصاب التى منها تنتشر عند جالينوس غير الاعصاب المرخية التى منها
11
يسترخى. وقد علمت العضلة الخاصة بالقضيب فى العضل وفى القضيب مجارى
12
ثلاثة: مجرى البول، ومجرى المنى، ومجرى الوذى. ولتعلم ان القضيب تاتيه قوة الانتشار
13
وريحه من القلب، وياتيه الحس من الدماغ والنخاع، ويأتيه الدم المعتدل والشهوة
14
من الكبد. والشهوة الطبيعية له قد تكون بمشاركه الكلية وعندى ان اصلها من القلب.
15
|352ra28|سبب الانتشار
16
الانتشاريعرض لامتداد العصبة المجوفة وما يليها مستعرضة ومستطيلة لما ينصب اليها
17
من ريح قوية يسوقها روح شهوانى متين ينساق معه دم كثير وروح. غليظة ولذلك ما
18
يعرض عند النوم من سخونة الشرائين التى فى اعضاء المنى وانجذب الريح والروح
19
والدم إليها ان ينتشر ومما <يسرع> ويعين على هذا الانتشار كل ما فيه رطوبة غريبة
20
متهيئة لان تستحيل ريحا تهيئًا غير سهل، فلا يقوى الهضم الاول على احالتها ريحا وعلى
21
افناءها أحاله ريحا تحليلا سريعا؛ بل يلبث إلى الهضم الثالث فهنالك ينفح. واستعمال
22
الجماع يقوى هذ العضو ويغلظه، وتركه يذوبه ويذبله؛ فان العمل كما قال بقرط
23
يغلظه، والعطلة تدوبه
24
وسبب الشهوة وحركاتها إما وهمى، وإما بسبب كثرة الريح فى الدم الذى
25
يتولد منه المنى وتغتذى منه ألات القضيب فينتفخ وينتشر، ويكون لذلك ما يتحرك،
3-793
1
من الشهوة لاستعداد عضو لذلك، ولان التمدد يجلب لدعا؛ وايضا اذا حصل المنى
2
فى اعضاء الجماع، وكثر طلب الانفصال منها، وحرك المواد فيها. وقد يكون
3
الانتشار بسبب اللذع من مادة ذاهبة فى الغدد الموضوعة فى جانبى فم المثانة، اومادة
4
رقيقة لطيفة تاتيها [من الكلية] كما يكون لحركة المنى نفسه اذا احتد وكثر ولذع
5
ومدد.
6
|352rb4|سبب المنى
7
المنى فضلة الهضم الرابع الذى يكون عند توزع الغذاء فى الأعضاء راشحة
8
عن العروق، وقد استوفت الهضم الثالث، وهو من جملة الرطوبة القريبة العهد
9
بالانعقاد. ومنها تغتذى الاعضاء الاصلية مثل العروق والشرائين ونحوها. وربما وجد
10
منها شىء كثير مبثوت فى العروق وقد سبق إليه الهضم الرابع، وبقى ان يغتذى به
11
العروق أو يصل الى الاعضاء المجانسة، فتغتذى به من غير احتياج الى كثير تغيير،
12
ولذلك يودى المنى منه إليه.
13
وعند جالينوس والأطباء أن للذكر والانثى جميعا زرعا يقال عليها [اسم] المنى
14
فيهما لا باشتراك الإسم بل بالتواطى. وفى كل واحد من الزرعين قوة التصوير و<قوة>
15
التصور معا؛ لكن زرع الذكران اقوى فى القوة التى عنها مبدأ التصوير باذن الله، و
16
زرع الأنثى اكثر فى القوة التى عنها مبدأ التصور وان منى الذكر يندفق فى قرن الرحم
17
فتنقله فم الرحم بجذب شديد، وان منى الانثى يدفق من داخل رحمها فى أوعية و
18
عروق إلى موضع الحبل.
19
وأما العلماء الحكماء فاذا حصل مذهبهم كان محصوله ان منى الذكر فيه مبدأ
20
التصور فى الامر الخاص به؛ فان القوة المصورة فى منى الذكر تنزع فى التصوير إلى
21
شبه ما انفصلت عنه، إلا ان يكون عائق ومانع، والقوة المصورة فى منى الانثى تفزع
22
فى قبول الصورة الى أن يقبلها على شبه ما انفصلت عنه وان اسم المنى اذا قيل عليهما
23
كان باشتراك الاسم إلا ان يتمحل معنى جامعًا ويسمى له المنيين منيا. وأما فى المعنى
24
الذى يسمى به دفق الرجل منيا فليس دفق الانثى منيا، وبالحقيقة فان منى الرجل حار
25
نضيج ثخين، ومنى المرأة جنس من دم الطمث نضج يسيرا واستحال قليلا، فلم يبعد
3-794
1
عن الدموية بعد منى الرجل. ولذلك يسميه الفيلسوف المتقدم طمثا. ويقولون: ان منى
2
الذكر اذا خالط فعل بقوته، ولم يكن لجرمتيه كثير مدخل فى تقويم جرمية بدن المولود؛
3
فان ذلك من [منى] الأنثى ومن دم الطمث؛ بل اكثر عناية فى جرمية روح المولود؛
4
وانما هو كالانفخة الفاعلة فى اللبن. واما منى الانثى فهو الأس بجرمية بدن المولود.
5
وكل واحد منهما فتغزيره بما يولد دما حارا رطبا روحيا.
6
فاما معرفة صحة احد المذهبين فهو إلى العالم الطبيعى، ولا يضر الطبيب الجهل
7
به، وقد شرحنا الحال فيه فى كتبنا الأصلية. وبقراط يقول ما معناه ان جمهور مادة المنى
8
هو من الدماغ، وانه ينزل فى العرقين اللذين خلف الاذنين؛ ولذلك يقطع فصدهما
9
النسل، ويورث العقر، ويكون دمه لبنيا، ووصلا بالنخاع لئلا يبعدا من الدماغ
10
وما يشبهه مسافة طويله فيتغير مزاج ذلك الدم ويستحيل؛ بل يصبان الى النخاع، ثم
11
الى الكلية، ثم إلى العروق التى تاتى الانثيين، ولم يعرف جالينوس هل يورث قطع هذين
12
العرقين العقر ام لا. وانا أرى ان المنى ليس يجب ان يكون من الدماغ وحده وان
13
كانت خميرته من الدماغ، وصح ما يقوله بقراط من أمر العرقين؛ بل يجب ان يكون
14
له من كل عضو رئيس عين، وان يكون من الاعضاء الأخر ترشح ايضا الى هذه
15
الاصول، فبذلك يكون الشبه. ولذلك يتولد من العضو الناقص عضو ناقص؛ فان ذلك
16
لا يكون ما لم تتسع العروق بالأوراك، ولم ينهض الشهوة البالغة بالنضج التام والمنى
17
ربما تدفعه ريح تخالطه، ولابد من ان يتقدم خروجه خروجها.
18
|352va28|دلائل أمزجة اعضاء المنى الطبيعة
19
علامات المزاج الحار:
ظهور العروق فى الذكر والصفن، وغلظها وخشونتها،20
وسرعة نبات الشعر على العانة ومايليها، وخشونته، وكثرته، وكثافته، وسرعة الإدراك.
21
ومن أحب معرفة مزاج منيه فليصلح التدبير ثم ليتأمل لون منيه.
22
علامات المزاج البارد:
هى خلاف تلك العلامات23
علامات المزاج الرطب:
رقة المنى وكثرته، وضعف الانعاظ.24
علامات المزاج اليابس:
خلاف ذلك؛ وربما خرج المنى فيه متخيطا.25
|352va43|علامات المزاج الحاراليابس:
ثخانة جوهر المنى، وسبوق الشهوة، وتدفق26
عند ادنى مباشرة، وان يعلق كثيرا ويذكر، وتكون شهوته شديدة وسريعة، و
27
الانغاظ قوى؛ إلا انه ينقطع عن الجماع ايضا بسرعة؛ فان افرط الحر واليبس كان قليل
3-795
1
الماء وقليل الانزال مع كثرة الإتتشار. واما الشعر على العانة والفخذين وما يليهما فيكون
2
فى الحار اليابس كثيقا كثيرًا.
3
|352va54|علامات الحار الرطب:
يكون اكثر منيا من الحار اليابس؛ لكنه أقل شعرا،4
واقل اعلاقا، وأشد قوة على كثرة الجماع؛ وليس اكثر شهوة وانتشارا، ويكون متضررا
5
بترك الجماع المفرط ويكون كثير الاحتلام، وسريع الإدراك.
6
|352vb3|علامات البارد والرطب:
هوزعر نواحى العانة، وبطء الشهوة للجماع، ورقة7
المنى، وقلة الاعلاق، وبطء إلانبات وقلته.
8
علامات البارد اليابس: هى غلظ المنى وقلته، ومخالفته الحار الرطب فى
9
الوجوه كلها.
10
|352vb12|علامات الامزجة غير الطبيعة:
هى عروض العلامات التى هى الطبيعية بعد ما لم11
تكن ويدلك على تفاصيله الحس.
12
|352vb16|فى منافع الجماع
13
ان الجماع القصد الواقع فى وقته يتبعه إستفراغ الفضول، وتخفيف الجسد، و
14
تهئية الجسد للنمو، كانه اذا اخذ من الغذاء الاخير شىء كالمغصوب تحركت الطبيعة للاستعاضة
15
حركة قوية يتبعها تاثير قوى، فاعانها ما فى مثل ذلك من الاستبتاع. وقد يتبعه دفع الفكر
16
الغالب، واكتساب البسالة، وكظم الغضب المفرط والرزانة؛ وانه ينفع من المالنخوليا،
17
ومن كثير من امراض السوداء بما يبسط وبما يدفع دخان المنى المجتمع عن ناحية
18
الدماغ والقلب وينفع من اوجاع الكلية الامتلائية ومن أمراض البلغم كلها، خصوصا
19
فبمن حرارته الغزيرية قوية لا يثلمها خروج المنى. ولذلك يقتضى شهوة الطعام، و
20
ربما قطع مواد اورام تحدث فى نواحى الاربيتين والبيضتين.
21
وكل من اصابه عند ترك الجماع واحتقان المنى ظلمة البصر، والدوار،
22
وثقل الراس، واوجاع الحالبيين والحقوين وأورامها، فان المعتدل منه يشفيه. وكثيرا
23
ممن مزاجه يقتضى الجماع إذا تركه برد بدنه، وساءت أحواله. وسقطت شهوته للطعام
24
حتى لا يقبله أصلا ويقذفه. وكل من فى بدنه بخار دخانى كثير فان الجماع يخفف عنه
25
وينفعه ويزول عنه ما يخافه من مضار احتقان البخار الدخانى. وقد يعرض للرجال من
26
ترك الجماع، وارتكام المنى وبرده واستحالته إلى السمية أن يرسل المنى الى القلب
3-796
1
والدماغ بخارا ردئيا سميًا كما يعرض للنساء من <احتقان المنى> اختناق الرحم. وأقل
2
احوال ضرر ذلك وقبل ان تفحش سميته ثقل البدن وبرودته، وعسر الحركات.
3
|352vb54|فى مضار الجماع واحواله ورداة اشكاله
4
ان الجماع يستفرغ من جواهر الغذاء الاخر فيضعف اضعافا لا تضعف مثله
5
الاستفراغات الأخر، ويستفرغ من جوهر الروح شئيا كثيرا للذة، ولذلك اكثرهم
6
التذاذا اوقعهم فى الضعف. وان الجماع ليسرع بمسكثره الى تبريد بدنه وتيبيسه، وتحليل
7
حرارته الغريزية، وانهاك قوته، وتهيجه اولا للحرارة الدخانية الغريبة حتى يكثر عليه
8
الشعر، ثم يعقبه التبريد التام، واضعاف حواسه من البصر والسمع، ويحدث لساقيه
9
فتور و وجع فلا [يكاد] يستقل بحمل بدنه. وقد يشبه حاله حال صرع خفى لذلك؛ وربما
10
غلبت عليه السوداء ثم الصفراء، ويعرض له دوار عن ضعف، وشبيه بدبيب النمل فى
11
اعضاءه يأخذ من رأسه الى أخر صلبه، ويعرض له طنين. وكثيرا ما تعرض له حميات
12
حادة محرقة فيهلكون بها. وقد تحدث بهم الرعشة وضعف العصب والسهر، وحجوظ
13
العينين كما يعرض عند النزع. ويعرض لهم الصلع والأبردة، ووجع الظهر والكلى
14
والمثانة، والظهر يحمى أولا فيجذب مادة الوجع إليه وان يعتقل منهم البطن وقد
15
يورثهم القولنج، ويبخرهم وينتن منهم الفم والعمور.
16
ومن كانت فى بدنه اخلاط ردئيه مرارية يحرك منهم بعد الجماع قشعريرة.
17
ومن كانت فى بدنه اخلاط عفنة فاحت منه بعد الجماع <بساعة> رائحة منتنة. ومن
18
كان ضعيف الهضم حدث به بعد الجماع قراقر. ومن الناس من هو مبتلى بمزاج ردئى
19
فان هجر الجماع كرب، وثقل بدنه ورأسه وضجر، وكثر احتلامه، فان هو تعاطاه
20
ضعفت معدته ويبست. واولى الناس باجتناب الجماع من يصيبه بعده رعدة، أوبرد،
21
وضيق نفس خفى، وخفقان، وغورعين، وذهاب شهوة الطعام. ومن صدره عليل
22
او ضعيف، او هو ضعيف المدة فان ترك الجماع أوفق شىء لمن معدته ضعيفة.
23
وليجتنبه من النساء اللاثى يسقطن.
24
وللجماع اشكال ردئية مثل ان تعلو المرأة الرجل، فذلك شكل ردئى فى الجماع
25
يخاف منه الادرة، والانتفاخ، وقروح الإحليل والمثانة لعنف انزراق المنى، ويوشك
26
ان يسيل شىء فى الاحليل من جهة المرأة. واعلم ان حبس المنى والدافعة به ضار جدا؛
27
وربما أدى إلى تغييب احدى البيضتين ويجب ان لا تجامع والحاجة الثفلية او البولية
28
متحركة، ولا مع رياضة أو حركة، أو عقيب انفعال نفسانى قوى. وايتان الغلمان قيح
3-797
1
عند الجمهور ومحرم فى الشريعة، وهو من جهة أضر، ومن جهة أقل ضررا اما من
2
جهة ان الطبيعة تحوج فيه الى حركة اكثر ليخرج المنى فهو أضر، واما من جهة ان المنى
3
لا يدفق معه دفقا كثيرا كما يكون مع النساء فهو أقل ويليه فى حكمه المباشرة دون الفرج.
4
|353rb4|فى اوقات الجماع
5
يجب ان لا يجامع على الامتلاء؛ فانه يمنع الهضم، ويوقع فى الأمراض التى
6
توجبها الحركة على الإمتلاء ابقاعا أسرع وأصعب، وان اتفق لأحد ذلك فينبغى ان يتحرك
7
بعده قليلا استقرارا للطعام فى المعدة ولا يطفو، ثم ينام ما امكنه ولا يجامع على الخواء
8
ايضا؛ فان هذا اضر وأحمل على الطبيعة، وأقل للحار الغريزى، وأجلب للذوبان والدق؛
9
بل يجب ان يكون عند انحدار الطعام عن المعدة، واستكمال الهضم الأول والثانى
10
وتوسط الحال فى الهضم الثالث.
11
وهذا يختلف فى الناس، فلا يلتفت الى قول من يقول: يجب ان يكون بعد
12
كمال الهضم من كل وجه فان ذلك الوقت وقت الخواء بل عند ما يكون البدن مبتديا
13
فى الامتيار وفى الاعضاء كلها بقية من الغذاء فى طريق الهضم. فمن الناس من يكون
14
وقت مثل هذه الحالة له فى اوأئل الليل، فيكون ذلك أوفق أوقات جماعه من القبيل
15
المذكور، ومن جهة أخرى وهو أن النوم الطويل يعقبه، وتثوب معه القوة، ويتقرر
16
الماء فى الرحم لنوم المرأة. ويجب ان لا تجامع الاعلى شبق صحيح لم يهجه نظر، أو
17
تأمل أو حكة، أو حرقة، بل انما اهاجه كثرة منى والامتلاء واعان جميع ذلك صحة قوته.
18
ويجب ان يجتنب الجماع بعقب التخم، وبعقب الاستفراغات القوية من
19
القىء والإسهال والهيضة والذرب الكائن دفعة، والحركات البدنية والنفسانية،. وعند
20
حركة البول والغائط والفصد. وأما الدرب القديم فربما خففه بتخفيفه وجذبه للمادة
21
الى غير جهة الامعاء. ويجب ان يجتنب فى الزمان والبلد الحارين؛ ويجتنبه الرجل و
22
قد سخن بدنه، اوبرد؛ على أنه بعد السخونة اسلم منه بعد البرودة، وكذلك هو بعد
23
الرطوبة خير منه بعد اليبوسة واجود أوقاته للمعتدلين الوقت الذى قد جرب انه اذا
24
استعمله فيه بعد مدة يهجر الجماع فيها، يجدخفا، وصحة نفس، وذكاء حواس..
25
|353rb48|فى المنى المولد وغير المولد
26
ان منى السكران والشيخ والصبى، والكثير الجماع لايولد، ومنى الماؤف
27
الاعضاء قلما يولد سليما. قال: واذا طال القضيب جدا طالت مسافة حركة المنى
3-798
1
فوا فى الرحم؛ وقد انكسرت حرارته الغريزية فلم يولد فى الأكثر.
2
فى علامة من جامع: يكون بوله ذاخطوط وشعابيب مختلطا بعضه بعض.
3
|353va1|فى نقص الباه
4
اما ان يكون السبب فى القضيب نفسه، أو فى اعضاء المنى، أو فى الاعضاء
5
الرئيسية وما يليها، او العضو المتوسط بين الرئيسة واعضاء الجماع، أو بسبب اعضاء
6
مجاورة مخصوصة، او بسبب قلة النفخ فى أسفل البدن، او قلته فى البدن كله. واما
7
الكائن بسبب القضيب نفسه فسؤ مزاج فيه واسترخاء مفرط. واما الكائن بسبب الانثيين
8
وأوعية المنى فانه سؤ مزاج مفرد مفرط اومع يبس وهو أردأ، أو يكون المستولى اليبس
9
وحده. وقد يكون لقلة حركة المنى وفقدانها اللذع المهيج؛ حتى ان قوما ربما كان
10
فيهم منى كثير واذا جامعوا لم ينزلوا لجموده ويحتلمون مع ذلك ليلا، لان أوعية المنى
11
تسخن منهم ليلا فيسخن المنى ويرفه.
12
واما الكائن بسبب الأعضاء الرئيسية فاما من جهة القلب فتنقطع مادة الروح
13
والريح الناشرة، او من جهة الكبد فينقطع مادة المنى، وأما من جهة الدماغ فتنقطع
14
مادة القوة الحساسة، او من جهة الكلية وبردها وهزالها وامراضها المعلومة، او من
15
جهة المعدة لسؤ الهضم وكل ذلك اما بسبب ضعف المبدأ، او بسبب انسداد المجارى
16
من اعضاء الجماع وكثيرا ما يكون الضعف الكائن بسبب الدماغ تابعا لسقطة
17
أو ضربة.
18
واما السبب الذى بحسب الاسافل فان تكون اما باردة، واما حارة جدا؛ أو يابسة
19
المزاج فيعدم فيها النفخ. والنفخ نعم المعين، حتى ان من يكثر النفخ فى بطنه من غير
20
افراط مولم فانه ينعظ. واصحاب السوداء كثير والا نعاظ لكثرة نفخهم. واما السبب
21
فى المجاورات فمثل ما يعرض لمن قطع منه بواسير، أواصاب مقعدته الم فاضر ذلك
22
بالعصب المشتركة بين المقعدة وعضلتها وبين القضيب.
23
ومما يوهن الجماع ويعوقه أمور وهمية مثل بغض المجامع، او احتشامه،
24
أو سبوق استشعار الى القلب بضعف عن الجماع وبعجز، وخصوصا اذا اتفق مع ذلك
25
وقت ما انعاق. وكلما وقعت المعاودة تمثل ذلك فى الوهم وقد يكون السبب فى ذلك
26
ترك الجماع، ونسيان النفس له، وانقباض الاعضاء عنه، وقلة احتفال الطبيعة بتوليد
27
المنى، كما لا تحتفل بتوليد اللبن فى الفاطمة.
28
واعلم ان الانعاظ سببه ريح ينبعث عن منى أوغير منى والبرد والحر جميعا
29
مضادان للريح، فان البرد يمنع تولده، والحر يحلل مادته، وليس تولده كالرطوبة
3-799
1
المعتدلة، والحرارة التى تكون بقدرها. ومما يعين فى ذلك ركوب الخيل على القصد،
2
ولمن اعتاده ولمن كليته وما يليها رطبة، أو مع ذلك باردة واما من كان يابس مزاج
3
الكلية حارة، ولم يستعمله ايضا باعتدال فهو له ضار يورثه العقر.
4
|353vb4|العلامات:
أما الكائن بسبب استرخاء القضيب أوبرد مزاج عصب فيعرف من5
ان لا يكون انتشار ولا يتقلص فى الماء البارد، وربما كان منى غزير سهل الخروج،
6
وربما كان انزال بلا انتشار، وربما كان معه نحافة البدن وضعفه ولا يكون فى الشهوة نقصان.
7
وأما الكائن بسبب الخصية واعضاء المنى فان كان لبردها دل عليه عسر خروج
8
المنى لاعن قلة وبرد اللمس. وان كان ليبسها وقلة المنى؛ فان المنى يكون قليلا عسر
9
الخروج، ويكون اكثره مع نحافة البدن وقلة اللحم والدم، ويكون الترطيب مما ينفعه
10
اعنى من الاستحمامات والا غذية.
11
وأما الكائن بسبب الاعضاء المتقدمة على اعضاء الجماع فان كان من الكبد
12
والكلية قلت الشهوة؛ بل لم يكن الهضم والشهوة، وتولد الدم على ما ينبغى. وان كان
13
من القلب قل الانتشار؛ وربما كان انزال بلا ابتشار، وكان النبض ضعيفا لينا، وحرارة
14
البدن ناقصة. وان كان من الدماغ قل حس حركة المنى ولم تكن الدغدغة المتقاضية
15
بالجماع مما يهيج وتدل عليه احوال الحواس والعين خاصة، وخصوصا اذا كان بعد
16
ضربة اوسقطة تصيب الدماغ. ولكل من الكبد والقلب والدماغ فى ضعفه علامات
17
قد سلفت، وللكلية فى أمراضها علامات فلتعرف من هناك.
18
واما الكائن لقلة النفخ فى الأسفل فان ترى قوى الاعضاء سليمة، وترى الضعف
19
فى الإنتشار فقط مع قوة القلب والكبد والشهوة والماء. واذا استعمل المنفخات انتفعع
20
بها. وأما الكائن بسبب قلة حركة المنى وقلة لذعه فعلامته ان يخرج عند الجماع شىء
21
كثير جامد، واكثر ذلك يتبع المزاج البارد. وقد يتفق ان يكون المنى كثيرا ولكن ساكنا
22
جدا على ما قلناه. والسمان اعجز عن الباه من المهازيل. ومن اراد كثرة الجماع حق
23
عليه ان يقلل التعريق والاستحمام المعرق، وترك الفصد ما امكن، واستعمال تمريخ
24
القدمين بالادهان الحارة، فان ذلك يقوى الكلية وأوعية المنى.
25
|353vb49|المعالجات:
اذا عرف ان السبب فى الاعضاء الرئيسة فالواجب ان تقصد هى26
فى العلاج؛ فان كان السبب بردها وهو الاكثر فلا شىء كالمثرو ذيطوس، فانه أقوى
27
دواء لذلك؛ بل فى كل عجز عن الباه سببه البرد فى اى عضو كان، ولاء لضعف
28
الكبد مثل دواء الكركم وأمروسيا وشجرينا. وان كان سؤ هضم المعدة قويت
29
المعدة.
3-800
1
واذا كان السبب فى الكلية عولجت الكلية اولا بالعلاج الذى لها. واكثره
2
بالاسخان؛ فان اسخان الظهر والكلية نافع فى الانعاظ. واذا فعل ذلك عولج بباقى
3
العلاج. والاراييح الطيبة والسعوطات الطيبة المرطبة نافعة للدماغ والقلب إيضا.
4
وللقلب دواء المسك والترياق والمشروذيطوس.
5
وان كان السبب قلة النفخ فى الاسافل فان كان سببه شدة البردبها استعملت
6
الدلك اللطيف، والمروخات التى سنذكرها، واستعمال الدارصينى الكثير، واستعمال
7
الحبوب فى الأغذية، مثل الباقلى، واللوبيا، والحمص، والبصل بالملح الواقع فيه شئى من
8
الحلتيت. وان كان السبب فى قلة النفخ حرا استعمل التريد والتعديل بالأبزنات،
9
والمروخات، والأطلية والاغذية، وليتناول ما فيه برد ونفخ مثل الكمثرى والتوث
10
الشامى والباقلى واللبن والماشت.
11
وان كان السبب ضعف البدن قوى البدن بالاغذية المقوية مثل الاسفيدباجات
12
والمطجنات، والاشربة، والكبابات، والهرائس، والبيض النيمبرشت، والشلجم،
13
واللبن، والسمن، والخبز السميذ، واللبوب مثل لب اللوز، ولب الجوز، والنارجيل،
14
والفستق والجلوز، وحبة الخضرا، وما اشبه ذلك متوبلة مبرزة مخلوطة بالبصل، و
15
النعناع، والكراث، والحلبة، والحند قوقا، والجرجير. وكذلك يقوى البدن
16
بالاستحمامات الراخية، والمروخات المقوية مثل دهن السوسن ودهن البان. فان
17
احتاج الى فضل تسخين جعل فيها المسك وجند بيدستر وغير ذلك.
18
فان كان السبب برد أعضاء المنى عولج بالأدوية المسخنة [التى نذكرها،
19
وبالمسوحات المسخنة] وان كان مع ذلك يبس اعينت بالمرطبات الحارة مما يوكل.
20
وان كان السبب حر اعضاء المنى بافراط نفع كل بارد مرطب باعتدال، مثل مأست
21
البقر، اولبن طبخ فيه البقلة الحمقاء. وان كان معه يبس فترطيب معتدل بالحمامات
22
وصفرة البيض، واللبن الحليب مطبوخا، وقد جعل فيه خمساه ترنجبين، والا غذية
23
بالا سفيدباجات، والترطيب بالادهان الباردة حتى دهن الخس والقرع. وان كان
24
السبب اليبس رطب البدن بالاغذية، والالبان، والحمامات، والشراب الرقيق، والأحساء
25
اللبنية من الحبوب، وبالفرح والدعة. فان كان السبب برد اعصاب القضيب وإسترخاءها
26
عولج بالعلاج الذى للاسترخاء والبرد مثل ما قيل فى باب المثانة.
27
ويجب ان يجتنب الجماع بعد الاستفراغات والتعب، وبط الخراج، والحركات
28
النفسانية؛ فان ذلك يضعف الجماع. وليجتنب الجماع المتواتر الكثير، فان عرض
29
ذلك له امسك مليا؛ فان كثرة الباه قد يقطع الباه. وان يجتنب التخم؛ فان عرضت
3-801
1
خفف الغذاء، وأجاد الهضم وقوى المعدة. ويجب ان يقال شرب الماء فان كثرة
2
شرب الماء أضر شئى ويجتنب كل محلل للرياح مجفف بحره؛ كالسذاب، والمرزنجوش،
3
والحرمل، والفوتنج والمرماحوز، والكمون، وبزر الفنجكشت، وكل مجفف مع
4
برد، مثل العدس، والخرنوب، والجاورس، والحوامض، والقوابض لتجفيفها،
5
وكل مبرد شديد التبريد، مثل المخدرات، ومثل الكافور، وبزر قطونا، والنيلوفر،
6
والورد، وبزر الخشخاش. على ان بزرالخشخاش وان كان فيه قليل تخدير، فان دسومته
7
وتهييجه للريح يتلا فى ذلك ويزيد عليه.
8
يجب ان يجتنب جماع الحائض والعجوز والمريضة، وجماع التى لم تبلغ
9
مبلغ النساء، وجماع التى لم تجامع منذحين، وجماع البكر؛ فان جميع ذلك يضعف
10
'قوة اعضاء الجماع'' الخاصية. ويجب ان يتلى عليه اخبار المجامعين، والكتب المصنفة
11
فى احوال الجماع وأشكاله، ويفكر فيها مع ترك الجماع اصلا الى أن يقوى. و
12
يقرب من هؤلاء العاجزون عن الجماع للترك وضبط النفس. وهؤلاء فيجب ان
13
يدر جوا إليه، ويستعملوا المروخات والدلوكات التى نذكر. وليذ كربين ايديهم من
14
اسباب الجماع وأحادثيه وما يتصل به، ولينظروا الى تسافذ الحيوانات.
15
فاما التدبير المخصوص باسم الباهى فاكثره متوجه نحوالتسخين والترطيب و
16
التفتيح، وتسخين الظهر والكلية بما يفعل ذلك من الكمادات والمروخات، مثل دهن
17
البان ودهن حب القطن مسخنة. واما التناولات المخصوصة باسم انها باهية فهى
18
الادوية النافعة من برد العصب مسحًا وشربا، والادوية التى فيها نفخ فى الهضم
19
الثانى والثالث وتسخين، ونفخها لرطوبة غريبة بها تنفتح، والادوية التى تفعل بالخاصية
20
والاغذية التى يتولد منهادم حار رطب غزير، وفيها مع ذلك نفخ ولزوجة ومتانة؛
21
مثل الحمص واللوبيا، وأغذية نذكرها. واحسن استعمالها ان يكون عقيب حمام
22
رطب، وتمريخ بدهن الزنبق والسوسن والنرحبس، أو نحوها، ويحسى البيض النيمبرشت
23
قبل الطعام مذرورا عليه ملح الاسقنفور ونحوه. فاذا طعم الاطعمة الباهية شرب بعد
24
ذلك شرابا ريحانيا قليلا، ثم يأتى إلى فراشه وقد غسل رجليه بماء حار، واستعمال المروخات
25
والمسوحات فراشه المنعظة. ونحن نذكر الأن هذه الأدوية والاغذية، ونشير ايضا الى
26
مواضعها فى الموافقة لاقسام ضعف الباه.
27
واعلم ان اعتماد اكثره على الاغذية، ومنها يتوقع غزارة المادة وانتعاش القوة.
28
ويجب ان يراعى صاحب الرغبة فى الباه اذا استكثر من الأدوية الباهية بدنه، فان رأى
3-802
1
حمى والتهايًا وإمتلاء فصد وعدل الظبيعة، ثم عاود؛ ولا يجب، ان يبالغ فى التسخين
2
فيودى الى التجفيف. واذا استعملت الأدوية والاغذية الباهية فليتبعها بقدح من شراب
3
ريحانى.
4
|354va11|الادوية المفردة الباهية
5
وأما البروز فمثل بزر الشلجم، والكرنب، والانجرة، والتومس والجرجير، و
6
الجزر، والفوتنج البستانى، وهو النعناع وبزر الهليون، وبزر الفجل، وبزر الرطبة وبزر
7
البطيخ، وبزر الكرفس، وفطراساليون، والقردمانا، والقلاقل، والدار فلفل، وهيل
8
بوا، والسمسم، وبزر الكتان، وحب الرشاد، وحب البان ودهنه، وحب القلقل،
9
وحب الزلم، وحب الحلبة، وخصوصا المطبوخة بعسل ثم يجفف. وأما الحبوب
10
فمثل الحمص والباقلى واللوبيا وما أشبهها. وأما القشور والحشائش فمثل القرفة، و
11
الدارصينى، والبسباسة والحسك، والطاليسفر. وأما اللبوب فمثل حب الصنوبر،
12
والسنة العصافير، وحبة الخضراء، وحب القلقل، والفستق، والبندق. وأما الصموغ
13
فالكثيراء والحلتيت؛ فانه حار منفخ جدا. واذا شرب المبرود مثقالا من الحلتيت
14
بالشراب عظم نفعه. وأما الاصول والخشب فمثل اصول اللوف، والبهمنين، والزرنباد،
15
والقسط الحلو، وخصى الثعلب؛ فانه قوى الانعاظ، والهليون، واصل الحرشف،
16
والبصل، وخصوصا المشوى، والاسقيل المشوى، والشقاقل، [والزنجبيل] وخصوصا
17
المربيين، والخوليخان والعاقر قرحا، واصل الحسك، ومر، والزنجبيل، واسارون،
18
وبوزيدان، والمغاث، والسورنجان، واللعبة البربرية خاصة؛ فانها تهيج كحرارة الشراب
19
فى جميع البدن، والسعد ايضا شربا ومسحا.
20
وأما الحيوانات فالضب والورل والاسقنقور، وخصوصا اصل ذنبه وسرته
21
وكلاه وملحه. يوخذ الورل فى ايام الربيع فيذج، وتنقى أحشاءه، ويحشى ملحا،
22
ويعلق فى الظل حتى يجف، فاذا فعلت فخذ ملحه وارم بجسده، ويكفيك من ملحه
23
شئى يسير أقل من ملح الاسقنقور، والجرى، والمار ماهيج، والكوشج من نبات الماء
24
والسمك الحار. والبان الابل تشرب عشرين يوما كل يوم مقدار ما يهضم ولا يثقل.
25
والسمك الصغار النهرية مجففة، والشربة سبعة دراهم، وبيض السمك وبيض الدجاج
26
وخصوصا بيض الحجل، وبيض الحمام، وبيض العصافير، وجميع الادمغة خصوصا
27
من الفراخ، والعصافير، والبط، والفراريج، والحملان مع الملح.
28
ومما يجرى مجرى الخواص أن يوخذ ذكر الثور فيجفف، ثم يسحق ويدر منه
29
شئى يسير على بيض نيمبرشت ويتحسى. وايضا شئى عجب من الحيوانات توخذ
3-803
1
انفحة الفصيل مجففة، ويوخذ منه قبل الحاجة باثنى عشر ساعة قدر حمصة، تداف
2
فى ثلث رطل ماء ويشرب، فان أذى اغتسل بالماء البارد. وايضا العسل يتخذ منه ماء
3
العسل بغير أفاوية ويشرب بالادمان، فان كان فيه قليل زعفران جاز.
4
واما المياه فالماء الحديدى والماء الحدادى، والشراب الحديث، وأما <الشراب>
5
العتيق فيلطف البخارو يحلله ويضر. وأما الفواكه فالعنب الحلو جيد للباه، وخاصة الحديث؛
6
لانه يملأ الدم رطوبة وريحا مع حرارة ومتانة غذاء. ومن البقول وما يشبهها الحسك،
7
وخصوصا ماءه بالعسل المطبوخ حتى يقوم لعوفا. وايضا الجرجير خصوصا اذا شرب
8
كل غذاة من عصارته مع رطل من نبيذ صلب ثم يغتذى بما يجب، فانه حاضر النقع.
9
واما الادوية المركبة المشروبة فراسها المشروديطوس. وايضا دواء المسك
10
لما كان من ضعف القلب. وايضا ثلاثة مثاقيل من جوارشن البزور باوقية من ماء الجرجير
11
الرطب، ومنها دواء الاسقنقور المعروف. وايضا بزر الجرجير البرى وزن ثلاثة دراهم
12
بسمن البقر. ودواء الحسك ودواء التودريجين ودواء المهدى. وايضا ملح
13
الاسقنقور وبزر الجرجير المنخول على صفرة بيض. وايضا خصى الديك مجفف
14
مع مثله ملح الاسقنقور والشربة كل يوم درهمان. وايضا بزر الجرجير وبزر الفجل
15
وبزر البطيخ من كل واحد جزء يشرب بلبن حليب وايضا يوخذ حب الصنوبر وبزر
16
الكرفس الجبلى وبرادة ذكر الايل. وعلك الانباط بالسوية يخلط بعسل ويوخذ منه
17
مثقال وايضا يوخذ شقاقل، وبزر الجرحير، والتودريجان، والزنجبيل، والدار فلفل من
18
كل واحد وزن درهمين، ومن لسان العصافير، ومن أدمغة العصافير والكندر من كل
19
واحد درهم يلت بدهن النارجيل ويعجن بعسل وفانيذ ويستعمل.
20
ومن افرط به البرد فينتفع جدا بسقى معجون الحرف بالعاقرقرحا. وايضا
21
جاوشير وزن ثلاثة دراهم يذوب فى أوقية طبيخ المرزنجوش، ويشرب ذلك فى ثلاثة
22
أيام. وايضا زنجبيل ثلاثة اجزاء، دار فلفل جزء يعجن بعسل، ويعطى منه مثقال بماء حار.
23
وايضا بزر الهليون، شقاقل، زنجبيل خمسة خمسة، تودريج أحمر وأبيض [درهمان
24
درهمان]، بهمن احمر وأبيض ثلاثة ثلاثة، بزر الرطب، وبزر الفجل، وبزر الجرجير،
25
وبزر الانجرة درهمان درهمان، اشقيل مشوى سرة الاسقنقور ثلاثة ثلاثة، السنة العصافير
26
درهمان، سكر اربعون درهما. الشربة اربعة دراهم بطلاء ثلاثة ايام ويكون طعامه باهيا.
3-804
1
وفيها دواء ممالنا قوى جدا: يوخذ من الحلتيت، وبزر الجزر، ومن القاقلة،
2
ومن بزر الجرجير، ومن لسان العصافير، ومن الكرمدانه من كل واحد جزء، ومن
3
البوزيدان. ومن الفلفل من كل واحد ثلاثة اجزاء، ومن المسك سدس جزء، ويلت
4
يدهن الصنوبر الصغار، ويعجن بعسل.
5
صفة دواء شديد القوة: يوخذ من عسل البلادر، وعسل النحل، وسمن
6
اليقر اجزاء سواء ويغلى غلية، ويشرب منه شىء يحتمله الشارب فى نبيذ، فانه
7
عجيب. ومن الأدوية الجيدة التى ليست بشديدة الحرارة المفرطة: أن يوخذ الحلبة
8
والتمر ويطبخان حتى ينضج، ثم يوخذ التمر ويخرج عنه [نواه] ثم يجفف ويدق
9
ويعجن بعسل. والشربة منه مثل جلوزة، ويشرب عليه النبيذ. وايضا ينفع نصف
10
رطل حبة الخضراء ورطل تمر مد قوقين، وينقع فى رطلين من لين الضان، ثم يوكل المنقع
11
ويشرب عليه اللبن فى يومين.
12
ومن الأدوية الجيدة معجون اللبوب ونسخته: يوخذ لوز، وبندق مقشر،
13
وفستق، ونارجيل مقشر محكوك، ولوز الصنوبر وحب القلقل. وحب الزلم. و
14
الحبة الخضراء اجزاء سواء، نارمشك. ودار فلفل وزنجبيل من كل واحد عشرة اجزاء، او
15
اكثر قليلا، يدق الجميع ويعجن بالفانيذ السجزى. والشربة كالبيضة فى كل يوم.
16
|355ra26|المسوحات والقطورات للشرج [والعانة] والانثيين والقضيب:
عاقر قرحا17
نصف درهم يخلط بالزنبق، وربما يخلط به الفربيون والمسك، ويدهن به القضيب
18
والعجان وما يليها. أو عاقرقرها ونصفه مسك يداف مثقال منهما جميعا فى أوقية دهن
19
زنبق. وايضا الخردل بدهن الرازقى، وكذلك بزر الانجرة بدهن الرازقى. وايضا الحلتيت
20
بدهن الزنبق مسوح قوى. وايضا بزر المازريون بدهن حار. وايضا البورق بالعسل مصفى،
21
ومرارة الثور بالعسل مصفى. وايضا دواء جيد: يوخذ من بصل النرجس شىء يسير
22
مع دهن زنبق ويدلك به، اوحب النيل وعاقر قرحا سواء مع دهن، او ميويزج مع دهن
23
حار. وايضا الحلتيت بعسل. وايضا السعد نفسه ويمسح به. أويوخذ قنطوريون،
24
وزفت، وقيروطى مع دهن السوسن، ودهن خيرى، وشمع ومصطكى، وسعد يطلى
25
به الذكور ونواحيه. وجميع الادهان المذكورة فى باب الحقن عجيبة النفع اذا استعملت
26
مروخات، وخصوصا دهن حب القطن، ودهن السعد خاصة، وشحم الاسد شديد
27
القوة فى ذلك.
3-805
1
مسوح لروفس قوى: يوخذ مر، وكبريت لم يطفأ، وحب القرطم من كل واحد
2
درهمان، عاقر قرها، ابولوسين، فلفل أسود ثلاثون حبة، كرمدانة عشرون حبة،
3
يدق مع درهمين بصل [العنصل] دقًا ناعمًا، وان دق كل على حاله كان أجود، ثم
4
بخلط بقيروطى ويسحق حتى يصير فى ثخن العسل، ويمسح به القطن والعجان. و
5
الحلتيت فى القضيب منعظ مهيج، فان خيف حرارته الشديدة اديف فى دهن بنفسج.
6
حمولات: من شحم البط، وحب القطن، وعاقر قرحا بدهن النارجيل.
7
وقيل انه ان احتمل بشيافة من شحم الحمار فهو عجيب. وايضا حمول من مروخ
8
الزفت الذى ذكر. واما الحقن فانها تتخذ من مرق الرؤس والفراخ مع صفرة البيض،
9
وخصى كباش الضان جبدة اذا وقعت فى الحقن، ولها منفعة فى تقوية الدماغ والبدن،
10
وادهانها الإلية، ودهن الجوز، والشيرج، وسمن البقر، ودهن الفستق والبندق،
11
ودهن النارجيل، ودهن المحلب، ودهن حب القطن عجيب جدا. وللمحرورين دهن
12
الحسك، ودهن الخشخاش، ودهن حب القرع، وحب البطيخ ونحو ذلك.
13
|355rb6|حقنةلنا:
يوخذ من الرؤس والفراخ المطبوخة بالمغاث والبوزيدان، والشقاقل14
فى التنور ليلا القوية الطبخ جدًا جزء، ويلقى عليها من اللبن نصف جزء، ومن السمن
15
سدس جزء ومن دهن المحلب ومن دهن النارجيل من كل واحد ثلث سبع جزء، ومن
16
شحم كلى سقنقور والضب ما يحضر، ويكون كالا بازير فيه ويحقن به. حقنة: حسك
17
طرى خمس حزم الحلبة كف، بزر اللفت وبزر الجزر، والجرجير، والهليون [مثله]،
18
ونخاع التيس، وخصيته مرضوضة، ودماغه يصب عليه رطلان ماء، ورطلان لبن حليب،
19
ويطبخ حتى يغلظ، ويحقن بار بع اواق منه وباوقية دهن البطم، يكرر ثلاثة ايام على
20
الريق بعد التبرز.
21
حقنة: توخذ إلية فتشرح، وتجعل فى تشاريحها <وزن> نصف درهم
22
جند بيدستر مدقوق يقسم فيها بالقسط، وتجعل الإلية تحت شىء ثقيل ايامًا ثلاثة،
23
ثم تقطع وتذوب مع ما فيها من الجندبيدستر، ويوخذ ودكها ويحفظ
24
فيوخذ من ذلك الودك اسكرجة، ومن سمن البقر نصف اسكرجة، ومن ماء
25
الكراث نصف اسكرجة، ومن طبيخ الحلبة نصف اسكرجة، ويحقن به عصرا الى
26
ثلاث ساعات من الليل ثم يجدد عند النوم فينام عليه يفعل ذلك ثلاثة أيام.
27
حقنة قوية: رأس ضان وثلاث اوربع من خصاه، وقطعة إلية، وحمص،
28
يطبخ فى تنور، ويوخذ ماءه ودهنه بعد طبخ شديد، ويجعل عليه دهن جوز،
3-806
1
ودهن الحبة الخضراء، وشئى من شحم الاسقنقور ويحقن به. وحقن أخرى
2
مكتوبة فى انقراباذين.
3
|355rb58|الاغذية الصرفة
4
اغذيته ما يتخذ من لحم الجدى السمين الذكر، ولحم الضان، والحمص، والبصل،
5
من غير قلى اللحم؛ فان القلى يمنع تقوية اللحم وكثرة غذاءه، والمغميات ولو محمضة
6
بالمرى جيدة. وكذلك الدجاج والفراخ المسمنة، وخصوصا الانجدانيات، والبيض
7
النيمبرشت، خصوصا المبرز بالدارصينى والفلفل والخوليخان، وملح الاسقنقور،
8
وبيض السمك، ولحم السمك الحار، وان كان هناك برد قو بل بالزنجبيل، والفلفل،
9
والدارفلفل، والقرنفل، والدارصينى، ونحو ذلك يقويهابها، واللفتية، والكرنبية،
10
والجزرية، وخصوصا الجزورية بعد طبخ جيد للحمه. ومما ينفع فيه ادمغة العصافير،
11
والحمام، والسمن، واللبن، وكذلك الهرائيس، والجوذابات، والكبوليات، والارز
12
باللبن، واللحم بلبن الضان. ويقع فى بقوله الهليون، والجرجير، والكراث، و
13
الحرشف؛ والنعنع خاصة؛ فانه يقوى أوعية المنى فيشتد اشتمالها على المنى فتشتد
14
الشهوة، والحندقو قى، والحلبة.
15
ومن الجوذابات الجيدة لهم ما كان بزعفران، والسميد واللبن وماء النارجيل.
16
قالوا من ادمن أكل العصافير وشرب عليها اللبن مكان الماء لم يزل منتشرا كثير المنى.
17
اويقلى البصل بالسمن حتى يحمر ويتهرأ ويفقص عليه البيض. واما المحرور فله
18
مثل الماست، واللبن، والسمك المشوى الحار، والبطيخ، والخيار والقثاء، والقرع
19
والفواكه الرطبة، والبقول الرطبة كلها حتى الخس، وحتى ان بزر البقلة الحمقاء يزيد فى
20
المنى لهم. وبياض البيض كثير النفع لهم مكثرا للمنى، وأدمغة الحيوانات ومخاخها
21
والسرطانات النهرية.
22
|355va40|الاغذية التى فيها شبه بالأدوية:
من ذلك ان يوخذ من اللبن رطل، ويجعل23
عليه من الترنجبين وزن اربعين درهما للمعتدلين، ويطبخ حتى يخثر، ويشرب منه مقدار
24
قدح كل يوم، وهو معتدل للمحرورين. واما المبرودون فيجب ان يسحق لهم وزن
25
عشرة دراهم دارصينى سحقا شديدا، او يخلط برطل لبن ويخضخضه، ويشرب منه
26
قدحا على الريق، او على الطعام مكان الماء، ولا يشرب عليه ماء، وخصوصا اذا كان
27
غذاءه طياهجات، وشحم الضان، وهو ينفع من كان به برد ويبس جميعا.
3-807
1
ومن ذلك ان يوخذ من سمن البقر ملء كوز، ومن لبن البقر ملء كوز، ومن
2
دهن الفستق ملء كوز، يطبخ الجميع حتى يبقى الثلث. والشربة بالغداة ملعقتان بشئ
3
من شراب. وايضا الفانيد رطل، عصير البصل رطل، اللبن الحليب رطل، يطبخ الجميع
4
حتى يغلظ ويخثر، ويوخذ منه كل بكرة قدر أوقية. وايضا يوخذ الحمص الاسود
5
الكبار، وينقع فى ماء الجرجير حتى يربو قليلا، ثم يجفف فى الظل، ثم يسحق مع فانيذ
6
ويعجن. والشربة منه قدر جوزة بالغداة، وقدر بندقة عند النوم ويشرب عليه قدح.
7
وان نقع فى ماء الحسك وربى فيه فى الشمس فى وقاية ولا يزال يسقاه كلماجف،
8
ثم يطحنه ويحتفظ به، ويتخذ منه احساء باللبن الحليب والفانيذ.
9
وايضا يوخذ ثلاثة ارطال لبن حليب، ويلقى فيه نصف رطل ترنجبين، ونصف
10
رطل حبة الخضراء مدقوقة، ويغلى م يمرس ناعما ويصفى، ويوخذ منه نصف رطل
11
ويلقى عليه نصف درهم خوليخان، ويشرب منه مقدار الاستمراء أياما؛ فانه عجيب.
12
وايضا يوخذ ماء البصل ومثله عسل، ويطبخ حتى يبقى العسل. والشربة منه ملعقة او ملعقتان
13
عند النوم بماء حار. وايضا يوخذ الدقيق ويخلط بالماء العذب كالحسو، ثم يعصر عنه
14
[عصيرًا] ويطبخ بلبن حليب <كثير>، ونصف اللبن ماء النارجيل، ويدسم بشحم البط
15
ويتخذ منه كالهريسة. وايضا صفرة البيض يتخذ منه نيمبرشت، وينشر عليه الحلتيت
16
وملح الاسقنقور وهو قوى، وخصوصا عقيب الاستحمام، ويدلك بدهن الياسمين.
17
وايضًا يوخذ صفرة البيض ويضرب بعضها ببعض، وان كان مع بياضها جاز،
18
ثم يجعل عليها وبعها عصارة البصل المدقوق ويجعل نيمبرشت، ويتحسى بشئى من
19
الاملاح والابازير المذكورة. وايضًا يوخذ الجزر ويدقق، والبصل ويدقق، والشلجم
20
ويدقق ويطبخ مع الباقلى والحمص والعسل بلحم رخص جيد، ويبزر بالا بازير الحارة.
21
وايضا يوخذ الباقلى والحمص واللوبيا، وينقع فى الماء، ثم يقطع لحم الضان كما
22
يتخذ الطياهج ويجعل منه ساف، ومن البصل ومن الحبوب ساف، ويذر على كل
23
ساف من ملح الاسقنقور، وقليل حلتيت ودارصينى وقرنفل كثير، ثم ينثر عليها ادمغة
24
العصافير والحمام ساف، ويفعل كذلك، ويكون الساف الاغلظ ساف اللحم المجزع
25
ثم يصب عليها اما ماء الجرجير وحده، أو شئى من الماء يتخذ منه مغماة.
26
وايضا يوخذ ادمغة ثلاثين عصفور ويترك فى اسكرجة من زجاج ليبطل مائيتها
27
و يصير جيث يتعجن، ويلقى عليها مثلها شحم كلى الماعز ساعة يذبح، ويبزر بالقرنفل
28
والفلفل والزنجبيل ويبندق، ويوكل منها واحدة بعد اخرى فى حال ما يريد ان يجامع.
3-808
1
عجة جيدة لنا: يوخذ من ادمغة العصافير عشرون والحمام خمسون عددا
2
ومن صفرة بيض العصافير عشرون، ومن صفرة بيض الدجاج اثنى عشرة، ومن ماء
3
لحم الضان المدقوق المطبوخ جيد المعصور قصعة، ومن ماء البصل المعصور ثلاث
4
اواق، ومن ماء الجزر خمس اواق، ومن الملح والتوابل الحارة قدر الحاجة، ومن السمن
5
قدر خمسين درهما، يتخذ منه عجة فتوكل، ويشرب عليه عند هضمه شراب قوى
6
حار إلى الحلاوة.
7
حلواءلهم: يوخذ من حب الصنوبر النقى جزءان، ومن بزر الجرجير جزء، و
8
من بزر البطيخ جزء، يقلى بالسمن ويلقى عليه يسير فلفل ودارصينى، تم يطرح عليه
9
من العسل مقدار الكفاية ويتخذ حلواء. آخر: يوخذ الحمص وينقع فى الماء، او فى
10
ماء الجرجير، أو فى ماء الحسك حتى ينتفخ، ثم يقلى بسمن البقر قليا خفيفا غير محرق،
11
ومن حب الصنوبر الصغار مثله، ويلقى عليه عسل، ويوخذ ما يعجن به، ويخلط بقليل
12
مصطكى ودارصينى، ويقطع تقطيع الحلوى. آخر: يغلظ العسل بالطبخ، وينثر عليه
13
حب الصنوبر الكبار، وبزر الجزر، ودار فلفل وشقاقل، ودارصينى، وبزر الجرجير،
14
ويتخذ منه كالجوارشن، وان كره الجوارشن والجزر جعل بدله حبة الخضراء وقليل مسك.
15
|356ra26|الاشربة الموافقة لهم
16
الأشربة الحلوة: الزبيبية المتخذة من زبيب صادق الحلاوة التى لها غلظ ما كلها
17
يوافقهم. صفة شراب يوافقهم: يوخذ الجرجير والشلجم والتين يطبخ، بماء ويصفى،
18
ويوخذ نقيع الزبيب المطبوخ المصفى، ويخلط الجميع على السواء، وتزاد حلاوته
19
بالفانيذ ونبيذ حتى يدرك. شراب آخرلنا: يوخذ الحسك والجرجير والشلجم يطبخ
20
فى الماء طبخا شديدا ويصفى ماءه، ثم يجعل فى كل جزء من الماء ربع سدس جزء فانيذ
21
او سكر احمر، وربع سدس جزءتين بستى، ونصف سدس جزء زبيب طائفى حلو جيد،
22
وسدس السبع نارجيل مدقوق وينبذ حتى يدرك. آخر: يوخذ عصير العنب ويجعل فى
23
كل عشرة أمناء منه ثلاثة من من هذا الدواء وهو: بزر الجرجير، والشلجم، ابوزيدان،
24
بزر الهليون، لسان العصافير، حب القلقل، واللعبة البربرية، وبزر الجوز، والبهمنان
25
اجزاء سواء يسحق ويجعل فى صرة يصرفيها صرا مسترخيا، ويجعل فى ماء العصير فى
26
الجب ويحرك كل وقت. شراب آخر: يطبخ الجزر والتين فى ماء كثير، ويصفى و
27
يطبخ فى ماءه زبيب منزوع العجم ويصفى على الفانيذ. ويترك حتى يغلى. والماء الحديدى
28
والماء المطفى فيه الحديد مقوى
3-809
1
|356rb1|فى كثرة الشهوة
2
ان كثرة الشهوة اذا كانت مع قوة البدن ودمويته، وصحة المراج، وشبيبة السن،
3
واقتدار على الباه من غير استعقاب ضعف، فليس مايجب ان يشتغل بتدبيره وكسره؛
4
فان كسره ايهان المزاج، وانهاك القوة؛ إلا لشدة ضرررة. واعلم ان [كثرة] تولد المنى
5
مقوللقلب والبدن، وقلة تولده مفسد اللون، مضعف للذكر والفهم؛ فان اصابهم تخلخل
6
البدن وسهولة العرق استعملوا رياضة الاستعداد، واستحموا ان أمكنهم بالماء البارد.
7
وانما يجب ان يكسر من الشهوة ما كان لفرط الامتلاء من حرارة ورطوبة فيعدل بالا ستفراغ؛
8
وما كان سببه إما حدة فى المنى، وإما كثرة مع ضعف البدن لقوة اوعية المنى وجذبها
9
مادة المنى اليها، وان كان بالبدن فاقة الى قوة كما يتفق ان يتخلق بعض الاعضاء أقوى
10
من بعض فيعقب خفة؛ أو لحكة وثبور فى أوعية المنى، وكما يعرض للنساء لحكة
11
فى فم الرحم فلا تهدأ فيهن شهوة الجماع؛ او لكثرة النفخ.
12
وكذلك قديقع من القراقر التى لا تولم انعاظ شديد، ويشتد انعاظ أصحاب
13
السوداء. والرجال تشتد شهوتهم فى البلدان والأهوية والفصول الباردة لما يجمع ذلك
14
من قوتهم. وحال النساء بالضد <من ذلك> لمايثير ذلك من قوتهن الجامدة ومنيهن البارد
15
جدا. والنوم على الظهر من المنعظات.
16
العلامات: علامة صحة البدن وعلامات الامتلاء مماليس يخفى عليك. و
17
علامة حدة المنى ان يخرج سريعا مع حدة وحرقة، ويحدث فى البول حرقة ويتعبه
18
ضعف. وعلامة الكثرة من المنى وحدته ان لا يكون فى البدن من احوال القوة وكثرة
19
الدم شئى يعتدبه؛ وربما كان معه ضعف الا ان المنى بكثرة الاحتلام يتواتر، وما يخرج
20
يكون كثيرا ويضعف البدن. وعلامة الحكة ان يكون الجماع يزيد فى الشهوة؛ وربما
21
كانت شهوة كثيرة ولاماء، ويتبع الجماع الم. وعلامات النفخة شدة الانعاظ، وتقدم تناول
22
المنفخات، والمزاج المنفخ كالسوداوى.
23
العلاجات: ما كان عن الامتلاء الحار فعلاجه الفصد، وتخفيف الغذاء،
24
وتناول المبردات. وما كان عن الامتلاء الرطب فعلاجه مانورده من المجففات الحارة
25
للمنى مع ادوية باهية لتوصل الأدرية الى الأوعية. وما كان من حدة المنى فعلاجه
26
تعديل الاخلاط وتبريدها يتناول مثل الخس، وبقلة الحمقاء وبزر هما، والهندباء،
27
والقرع، والقثاء، والفواكه، والكزبرة الرطبة، والتضميد بمثل النيلوفر والطحلب،
28
والقيروطيات المتخذة من الادهان الباردة وبعصارة القصب الرطب بالكافور طلاء وشربا،
3-810
1
واستعمال صفائح الاسرب على الظهر، وشرب الماء البارد، والنوم على فرش كتانية
2
وما يشبهها؛ والغذاء من العدس والبقلة الحمقاء، ولمن هو قوى الهضم من قريص
3
اليطون.
4
وما كان من كثرة تولد المنى فعلاجه ايضا بتبريد اوعية المنى بما ذكرناه من
5
المبردات. وما كان من الحكة والبثور فعلاجه الفصد والاسهال للمادة الحارة، و
6
تعديل المزاج، والاطلية المبردة المذكورة. وربما احتيج إلى المخدرات والطلاء مثل
7
البنج وورق الشوكران، والاستنقاع فى الماء البارد جدا. وما كان من المنفخات فعلاجه
8
المبردات ان كانت حرارة شديدة حتى تطفئ الحرارة المنفخة، والمجففات، بقوة
9
والمحللات للرياح ان كان مع برودة شديدة، واستفراغ سودائهم ان كانوا سوداوين.
10
|356va27|مجففات المنى الباردة
11
العدس وماءه خصوصا المطبوخ بالشهدانج وان كان <الشهدانج> حارًا، و
12
النيلوفر، والكزبرة، وبزر البقلة الحمقاء، وعصارة القصب الرطب، وماء الدوغ الشديد
13
الحموضة، ودقيق البلوط، والخل، والشهدانج، وبزر الخس؛ وربما قطع الباه اذا
14
استكثر منه. ومن الادهان فان الزيت مقلل للمنى. والتضميد بالطحلب وحشيش
15
الشوكران والبنج وغيره يجعل على الانثيين والمقعدة؛ وكذلك التلطيخ بالاسفيداج
16
المغسول، والمرادسنج والقيموليا، والخل. وايضا مركب مبرد: بزر الخس، وبزر
17
البنج، وبزر الخيار، وبزر الهندباء، وبزر قطونا، وكزبرة يابسة، ونيلوفر مجفف،
18
يدق الجميع إلابزر قطونا، ويوخذ منه سفوف. ومما قد جربه المجربون المشى حافيا
19
يسقط شهوة الجماع.
20
|356va47|مجففات المنى الحارة
21
الشونيز المقلو وغير المقلو، وبزر الشبث، وبزر السذاب، وبزر الفنجيكشت،
22
والفوذنج، والافربيون، والحند قوقا، والحزاء، والمر الابيض، والكمون. ومن
23
المركبات الكمون مجفف للمنى جدا. وان كان صاحبه محرورا سقى بالخل. مركب:
24
صنوبر مقلو مقشور [غير] مقلو ومقل من كل واحد عشرة دراهم، جلنار وورد من كل
25
واحد خمسة دراهم، بزر السذاب سبعة دراهم، بزر الفنجنكشت خمسة يدق وينخل؛
26
والغرض فى الصنوبر ايصال سائر الأدوية، ويقلى ليكسر من معونته على الباه. وايضا
27
بزر الشبث وزن ثلاثة دراهم، بزر الخس، بزر البقلة الحمقاء من كل واحد اربعة دراهم،
3-811
1
بشرب بماء العدس. وايضا بزر السذاب والجند بيدستر وبزر البنج اجزاء سواء. والشربة
2
درهم واحد بشراب ممزوج.
3
وايضا بزر السذاب درهم، انيسون درهم، جند بيدستر، بزر البنج الابيض من كل
4
واحد وزن درهمين، ورد احمر، جلنار من كل واحد ثلاثة دراهم يدق وينخل. والشربة
5
منه درهمان بماء بارد، او شراب ممزوج. وايضا اصل السوسن درهمان، بزر السداب
6
ثلاثة دراهم، جلنار خمسة دراهم، يوخذ منه وزن درهمين بماء الدوغ. وايضا بزر الخس
7
ثلاثة دراهم ونصف، بزر السذاب درهمان ونصف، يشرب منه وزن درهمين
8
بالسكنجبين. وابضا بزر السذاب درهم، جلنار درهمان، بزر الفنجنكشت درهم وهو شربة.
9
وايضا مركب حار: اصل القصب اليابس، والحبق الجبلى، والمر من كل واحد درهمان،
10
فربيون نصف درهم، بزر السذاب، والحزاء، والفنجنكشت، والمرزنجوش من كل واحد
11
درهم يجمع الجميع. والشربة منه وزن درهم. وايضا اصل النبات المعروف بخصى الكلب
12
وبزر الشهدانج البرى من كل واحد ثمانية مثاقيل، بزر الفنجنكشت المحمص مثقالان،
13
بزر كرنب الماء مثقال. والشربة من الجميع مثقال واحد بشراب اسودقايض قد مدحه
14
القدماء.
15
|356vb23|كثرة درور المنى والودى والمذى
16
السبب فى ذلك إما فى المنى، وإما فى أوعية المنى، وإما فى الكلية، وإما فى
17
العضل الحافظ له، أو فى المبادى. والسبب الذى فى المنى إما كثرته لقلة الجماع
18
وكثرة تناول مولدات المنى؛ فاذا كثر وغص به اوعية المنى احوج إلى حركة دفاعة
19
من الاوعية بانضمامها عليه، ويودى ذلك الى انفتاح المجرى الذى هو مدفع الفضل.
20
واما لرقته فيرشح رشح كل رقيق، واما لحدته وحرافته فيلذع وتحوج الطبيعة الى دفعه.
21
وأما السبب الذى فى اوعية المنى فاما ضعف الماسكة لسؤ مزاج، او لشدة قوة
22
الدافعة، او لمرض ألى من تشنج، وتمدد يضطر الى حركات منكرة فتحرك الدافعة بذلك
23
ويدفع المنى كانه يدفع الموذى الأخر كما يعرض القئى عند نفور المعدة عن الطعام،
24
وبالجملة فان التشنج نفسه عاصر والعصر زراق. واعلم ان تشنج اوعية المنى مسيل،
25
وتشنج عضل المقعدة حابس؛ لان عضل المقعدة خلقت للحبس، وتلك للعصر.
26
واما أن يكون لا سترخاء فيها فلاتمسك [او] لاتساع يعرض للمجارى.
27
واما السبب فى العضل الحافظة فتشنج ايضا واسترخاء. واما السبب فى الكلية
28
فانه ربما عرض لشحمها ذوبان من شدة شهوة او كثرة جماع فيخرج من المجامعين بعد
29
البول منه شئى كثير يعلق بالثوب، وهو ردى [منهك] لقوة البدن. واما السبب فى
3-812
1
المبادى فمثل ان يكثر الفكر فى الجماع والسماع من حديثه، أو يعرض من يشتهى
2
فى الطبع جماع مثله فيحرك اعضاء المنى الى فعلها نحوامن التحريك ضعيفا فيمذى،
3
اوقويا فينزل. وقد يعرض للنساء امذاء كثير لاسترخاء فم الرحم، وضعف أوعية المنى
4
منهن ايضا لهذه الاسباب المذكورة.
5
العلامات: ان كان السبب فيه كثره المنى لم يتبعه ضعف، ونقص مع كثرة
6
الجماع الا ان يكون البدن ضعيفا وأوعية المنى قوية فيدل عليه كثرة ما يخرج، واستواءه
7
مع ضعف ينال البدن منه. وما كان لرقته دلت عليه رقة المنى بالمشاهدة. وما كان
8
لحدته وحرافته احس به عند الخروج وربما كان مع حرقة بول فكان لونه الى الصفرة،
9
وتدل عليه الاسباب السالفة من الاغذية والحركات. وما كان بسبب ضعف فى الألات
10
وفى قوتها الماسكة، فينزل بلا انعاظ؛ وكذلك ان كان هناك استرخاء. وما كان من تشنج
11
كان معه انعاظ، وكذلك ما كان عن شدة القوة الدافعة ثم الاسترخاء والتشنج له علامة.
12
العلاج: يقلل الغذاء ويستفرع، ويستعمل ماقد ذكرناه مما يجفف المنى و
13
يقلله. ومما قد ذكرناه مما يعدل حرافته وقد ذكرنا علاج التشنج والاسترخاء وعرفته.
14
واما تعديل رقته فبما فيه قبض وتسخين مخلوطا بالمجففات وقد عرفتها. ومن الاغذية
15
المغلظات مثل البهط والهريسة. واما تقوية الماسكة فبالمقبضات التى عرفتها شربا
16
وطلاء. واما تسكين قوة الدافعة فبالمروخات والمخدرات يسيرا. والنعناع دواء فاضل
17
فى تغليظ المنى، وتقوية اعضاءه على ضبطه. وفى كتب القوم مركبات تحبس الدرور
18
وأخاف كثيرا منها ان يزيد فى المنى.
19
|357ra49|كثرة الاحتلام
20
اسبابه اسباب الدروروحركة المنى، وربما كان لا يتحرك الاعند النوم، خصوصا
21
على القفا على نحوما فرغنا من علته. وعلاجه ذلك العلاج. ولشد صفائح الاسرب على
22
الظهر تاثير كثير؛ ولكنه ربما أضر بالكلية فيجب ان يراعى هذا ايضا. وكذلك إفتراش
23
الفرش المبردة، والنوم على ورق الخلاف ونحوه.
24
|357rb1|قلة المنى وخروجه متخيطا
25
تكون لأسباب هى ضد اسباب الدرور، وتكثر فى أصحاب التعب والرياضة.
26
ومعالجاته معالجاة الباة، وعلاج الخروج متخبطا ما يرطب.
3-813
1
|357rb8|باب فى تدبير من يضره الجماع وتركه
2
مثل هذا الانسان يجب ان يقبل على تقوية المعدة واجادة هضمه بالمشروبات
3
والاطلية والا ضمدة المذكورة فى باب المعدة ليقع به تدارك الضعف الواقع بما يقع من
4
الجماع للضرورة، وبالادوية القلبية؛ ويستعمل على اعضاء الباه منه الأدوية المبردة
5
الناقصة للمنى مما سنذكره، ويشربون المبردات المضادة للمنى ويستعمل فى مفارشه
6
ومروخاته ما يستعمل اصحاب فريسموس، ويهجرون كل ما يولد المنى ويدمنون
7
رياضة أعالى أبدانهم؛ مثل ضرب الطبطاب، والصولجان، ورفع الحجارة؛ ويجب
8
ان يدر جوا فى تقليل الجماع. واذا جامعوا فى اول ليلة تركوه يوما أويومين الى وقت
9
النوم من ليلة قابلة اوبعدها، واصلحو الغذاء فيمابين، وناموا عقيب الجماع، ثم
10
يدرجوا فى ترك عدد ايام اكثر بالتشاغل واللهو. ومن أغذيتهم التى يتدارك به ضعفهم
11
الخبز الجيد النقى مغموسا فى شراب.
12
|357rb33|فى تدبير من استكثر الجماع فأضّربه وأضعفه، او من اضّره ببصره وحواسه ورأسه،
13
أو بعصبه فحدثت به رعشة
14
يجب ان يشتغل بتسخينه وترطيبه بالاغذية الجيدة التى يغذ وقليلها كثيرا، والحمامات،
15
وبالعطر، والتدثير، والتنويم، والتوديع، والتفريح بملاهى مطربة؛ ولبن الضان
16
والبقر شديد المعونة على تقويته ونعشه اذا تناول منه على الريق، وبقدر ما يستمرئه،
17
وينام عليه، فيجب ان يستعمل رياضة الاستعداد. فاذا استعمل المثروذيطوس أو دواء
18
المسك مع الافراط فى الترطيب انتعش. فان ظهر ضعف فى البصر فسببه الدماغ
19
فيجب ان يدام تدهين راسه بمثل دهن البنفسج، والتسعط به او تقطيره، فى الاذن، و
20
يستعمل دخول الماء العذب وفتح بصره فيه. وأما ان حدثت الرعشة منه فان كانت
21
مادة كثيرة رطبة اسهل بمثل شحم الحنظل، أوقثاء الحمار، والقنطوريون، وبعد ذلك
22
يعالج العصب بمروخات قوية فيها المسك والعنبر، وبدهن القسط، والناردين، والقسط،
23
والسوسن، ودهن السعد والمحلب، ودهن الابهل، وكل دهن حار فيه قبض. وان
24
لم يكن مادة عولج بمروخات الرعشة. ومن عرض له بعده رعدة سقى الجاؤشير فى
25
ماء المرزنجوش بمقدار ما يحتمل، وماء المرزنجوش قدر أوقية.
26
|357va7|فى كثرة الانعاظ لابسبب الشهوة وفى فريسموس
27
السبب القريب لكثرة توتر القضيب هو كثرة الريح الغليظة فى ناحية اعضاء
28
الجماع، فاما ان تكون كثرة هذا السبب النافح فى نفس العصبة المجوفة، او وارد عليها
3-814
1
من الشرائين وأوعية المنى، او الا مرين جميعا. ومادة هذه الريح رطوبة كثيرة، و
2
فاعلها حرارة قليلة. وهذه المادة اما راسخة ثابتة فى اوعية المنى حيث يتولذ فيه، أوغير
3
راسخة. وكيف كان فان ثبات هذه الريح وقوته اما لبرده، واما لغلظه.
4
وقد تعين السبب البادى والفاعلى الاسباب الالية؛ مثل ان يكون فى جلدة القضيب
5
وما يليه تكاثف يمنع التحلل، أو تتسع افواه العروف المتجهة إليه؛ كما يعرض لمن
6
شد خصره كثيرا، ولمن هجر الجماع مدة فتحرك منه المنى والريح بقوة، وربما ادى
7
الى فريسموس.
8
وقد يعين جميع دلك للاسباب المتقدمة اما من الاغذية الحارة الحريفة أو النافخة
9
مثل الحمص والعنب ومخ البيض، والتى تجمع الأمرين كالجرجير، والتى لها خاصية
10
توليد المنى كالشراب الحديث. واما الحالات والاشكال مثل كثرة النوم على القفا
11
فيذوب المنى ريحا. وشد الحقوين بالمناطق والعمائم فتتسع افواه العروق.
12
واما فريسموس فهوأن يقوى شىء من هذا الأسباب فيشتد الاتعاط ويبقى
13
ويتوتر القضيب وان لم تكن شهوة وحاجة وبعد قضاء الحاجة؛ وربما اخذ يعظم و
14
يتوتر ويطول لما ينصب إليه من المواد الكثيرة، واكبر أسبابه الحر. وهذا الاسم منقول
15
الى هذه العلة من صورة تصور قائم الذكر يلعب بها قوم. وهذا المرض اذا لم يعالج
16
فربما أدى الى تمدد اوعية المنى، وحدوث ورم حار بها ويقتل.
17
العلامات: انت تقف على علامات اكثر ماعدد ناه برجوعك الى ما أخذته
18
الى هذه الغاية من الاصول. واعلم انه ان كان الريح يتولد فى نفس القضيب كان
19
هناك اختلاج للقضيب متقدم كثير وان لم يكن كذلك فالسبب قبل القضيب وقد صار
20
إليه من الشرأين وأوعية المنى.
21
العلاج: علاج التوتر الدائم استعمال ما ذكرناه من موانع النفخ من المشروبات
22
ومن الأطلية؛ وأما فريسوس فقانون علاجه الاستفراغ بالقئى والفصد دون الاسهال
23
البتة لمايخاف من احدار الإسهال مواد من فوق. ولذلك يجب ان تكون رياضة الاعضاء
24
العالية باللعب بالطبطاب ونحوه، ويهجر الجماع؛ الالضرورة، ومضرة من مضرات
25
تركه، ثم التبريد فى الماء، وفى المفارش الوردية والخلافية؛ والأطلية والقيروطيات
26
القوية التبريد المذكورة، واستعمال صفالح الأسرب على العانة، والمشروبات المبردة.
27
وللينلوفر والكافور والخس غناء كثير. وفيما بين ذلك وبعد تقليل مادة الريح فقد يجب
3-815
1
ان يستعمل ما يلطف بلا تسخين شديد مثل النطولات البابونجية والفنجنكشت، ويستعمل
2
حينئذ مثل السذاب وبزر الفنجنكشت ونحوه بعد ان يحسم المادة، ويشرب حينئذ
3
الشراب الابيض الرقيق. ويجب ان يهجر الجماع أصلا والفكر فيه، والنظر الى من
4
يحرك الشهوة؛ الا من عرض له فريسموس لترك الجماع على ما قلنا فحينئذ علاجه
5
الجماع. وليغتذ مثل العدس وما يجرى مجراه، ولا يكثر من الحموضات فانها ربما
6
نفخت.
7
|357vb31|فى العذيوط
8
العذيوط هو الذى اذا جامع القى زبله عند الإنزال ولم تملكه مقعدته، واكثرهم
9
بغلب عليه الشبق جدا، وتكثر فيهم اللذة، ويسترخون جدا لتحلل أر واحهم، واكثرهم
10
مترهلو الأبدان.
11
تدبيره: يجب ان يستعمل المراهم والاضمدة القابضة المقوية للعضل، مثل دهن
12
الناردين خاصة، ودهن السر، ودهن الأبهل. ومرهم جيد: يسحق الكهرباء؛ والاقاقيا
13
والسوسن اليابس والحناء ويتخذ منها ومن دهن السفرجل ودهن الحناء مرهم، ويستعمل
14
دائما على عضل المقعدة، ويتخذ حمولات حابسة، وخصوصا عند الجماع؛ مثل
15
ان يحتمل اشيافه من رامك وعفص وكندر وجلنار. وايضا يحتمل الادهان القابضة.
16
واما مايقال من اجادة تغذيتهم، وتبريد أغذيتهم وتلطيفها فأمرلامدخل له فى هذا المعنى؛
17
اللهم الا ان تعنى به باغذية قابضة يطعمونها؛ وكذلك الحقن الدسمة المبردة التى يذكرونها
18
لافائدة فيها عندى؛ بل يجب ان يعنى بما قلنا، وان يعنى بكسر حدة منيهم وتقوية قلوبهم
19
وأدمغتهم.
20
|358ra3|فى الأبنة
21
الأبنة بالحقيقة علة تحدث لمن اعتاد ان يطأه الرجال، وبه شهوة كبيرة وهمية،
22
ومنى كثير غير متحرك، وقلبه ضعيف، وانتشاره ضعيف فى الأصل، أو قد ضعف
23
الأن وكان قد اعتاد الجماع فهو يشتهيه ولا يقدر عليه، أو يقدر عليه قدرة واهية، فهو
24
يشتهى ان يرى مجامعة تجرى بين اثنين، واقربه ما كان معه، فحنئيذ يتحرك شهوته.
25
فاما ان ينزل اذا جومع، اوان ينهض منه عضوه فيتمكن من قضاء شهوته. وبعض
26
منهم انما تنهض شهوته ويتحرك اذا جومع، وحينئذ تغشاه لذة الانزال يفعل فيه ذلك،
27
او بغير فعل. وفريق اذا عوملوا بذلك لم ينزلوا حيئنذ؛ بل يتمكنون من ان يعاملوا
3-816
1
غيرهم، وهو بالجملة من سقوط النفس، وتخنيث الطبع، وردأة العادة، ومزاج الانوثة
2
وربما كانت اعضاءهم اجل من أعضاء الذكران.
3
واعلم ان جميع مايقال غير هذا فهو باطل. واجهل الناس من يريد ان يعالجهم
4
بعلاج، وانما مرضهم وهمى لاطبعى. وان نفعهم علاج فبما يكسر الشهوة من الغموم،
5
والجوع، والسهر، والحبس، والضرب. قال بعضهم ان سبب الانبة هو ان العصب
6
الحساس الذى ياتى القضيب يتشعب فى اولئك شعتبين تتصل دقيقتهما باصل القضيب،
7
والغليظة تتجه نحو الكمرة، فتحتاج الدقيقة الى حك شديد حتى يحس فينتشر على الانسان
8
وحينئذ تتأتى له المعاملة، وهذا شىء كالبعيد، والاول هو المعتمد عليه. وقد سمع
9
من قوم كان لهم من العلم حظ، وفى الصناعة الخبيثة مدخل، وتصادفت حكايات
10
جماعة منهم على ما ذكر.
11
|358ra42|فصل فى الخنشى
12
<ان> ممن هو خنثى من لاعضو الرجال له، ولا عضو النساء؛ ومنهم من له
13
كلاهما، لكن أحدهما اخفى واضعف، والأخر بالخلاف، ويبول من احدهما دون
14
الأخر، ومنه من كلا هما فيه سواء. وبلغنى ان منهم من يأتى ويؤتى، وقل ما اصدق
15
هذا البلاغ. وكثيرًا ما يعالجون بقطع العضو الاخفى وتدبير جراحته.
16
|358ra52|باب عذر الطبيب فيما يعلم من التلزيز وتضييق القبل وتسخينه
17
لاعار على الطبيب اذا تكلم فى تعظيم الذكر، وتضييق القبل، وتلذيذ الانثى؛
18
وذلك لانهما من الاسباب التى يتوصل بها الى النسل. وكثيرا ما يكون صغر القضيب
19
سببالأن لاتتلذذ المرأة به، لانه يخالف لما اعتادته فلا تنزل، واذا لم تنزل لم يكن ولد. وربما
20
كان سببا لان تنفر عن زوجها وتطلب غيره. وكذلك ان لم تكن ضيقة لم يوافقها
21
زوجها، ولم توافق هى ايضا الزوج، ويحتاج كل إلى بدل. وكذلك التلذيذ يدعو الى
22
الإنزال المعاجل فان النساء فى اكثر الامر يتاخر انزالهن، ويبقين غير قاضيات الوطر
23
فلا يكون نسل. وايضا فانها تبقى على شبقها، والتى لاحفاظ لها منهن ترسل فى تلك
24
الحال على نفسها من تجد، وبسبب هذا فزعن الى السحاقة ليتصادفن فيما بنهين فى
25
قضاء الوطر.
3-817
1
|358rb18|ملذذات الرجال والنساء
2
ما يلذذهما جميعا ريق من اخذ فى فمه الحلتيت، وريق الكبابة، وعسل الاملج،
3
وعسل صحن فيه سقمونيا، والزنجبيل، والفلفل بالعسل، وأن يستعملوا اللطوخ خصوصا
4
على النصف الاخير من القضيب؛ فانه لا كثير فائدة فى إستعمال ذلك فى الكمرة وحدها.
5
|358rb27|فيما يعظم الذكر
6
يعظمه الدلك بالشحوم والادهان الحارة بعد الخرق الخشنة، وصب الالبان
7
عليها؛ خصوصا البان الضان، ثم الزاق الزفت عليها ليجذب الدم، ويحبس بلزوجته،
8
ويعقد بدسومته، فيدام هذا طرفى النهار. ولتعلم كيفية الزاق الزفت من كلامنافى الفن
9
والذى فيه الزينة حين تعلم تسمين الاعضاء. ومما يفعل ذلك العلق اذا جففت وطلى بها،
10
الخراطين، والجلبلاب، وهو ضرب من اللبلاب، له لين، وماء الباذروج. يوخذ
11
العلق فيجعل فى نارجيلة فيها ماءها ويترك اسبوعا، فمازاد حتى يجف، ثم يسحق و
12
يطلى به.
13
|358rb45|المضيقات
14
يوخذ عود، وسعد، وراسن، وقرنفل، ورامك، وقليل مسك يسحق الجميع،
15
ويلوث بصوفة مغموسة فى الميسوسن ويتحمل. وايضا عفص فج جزء ان، فقاح
16
الاذخر جزء ينخل فى منخل صفيق ويتحمل بخرق مبلولة بالشراب واحدة بعد أخرى
17
فانه يعيد البكارة. وايضا قشر الصنوبر المدقوق اربعة اجزاء، شب جزءان، سعد جزء
18
يطبخ بشراب ريحانى، ويبل به خرقة كتان ويحتمل. ويجب ان يحفظ فى اناء مسدود
19
الرأس، ويستعمل منه واحدة بعد أخرى، فانها جيدة بها.
20
|358va1|المسخننات للقبل
21
يغلى سك ومسك وزعفران فى شراب ريحانى، ويشرب فيه خرقة كتان ويستعمل؛
22
فانه مطيب. والكرمدانه عجيب فى ذلك.
23
|358va7|المقالة الثانية
24
فى احوال هذه الاعضاء مما لايتصل بالباه
25
فى اورام الخصية الحارة وما يقرب منها من الشرح: الورم قد يكون فى نفس الخصية
26
وقد يكون فى الصفن. والذى فى الصفن فيمكن لمسه وتعرف حال صلابته ولينه
3-818
1
ولونه، والذى فى الخصية يعسر ذلك منه، ويحس بذلك، وهو داخل الصفن؛ وربما
2
كان معه حمى؛ فان العضو شريف متصل بالقلب. وكثيرًا ما يسقط الصفن، ثم يعود،
3
وتبقى الخصيتان معلقتين، ثم ينبت الصفن ويلتحم، ويتخلق له كيس صلب ليس كما
4
كان أولا. وكثيرًا ما تتاكل الخصية فيحتاج الى إخصاء ضرورة لئلا يغشو التأكل. و
5
كثيرًا ما يذهب ورم الخصية بسعال يعرض، فتنتقل المادة الى جهة الصدر.
6
العلاج: يجب ان يفصد وتطلق الطبيعة؛ وخصوصا بما يستعمل من تحت؛ فانه إذا
7
استعملت الحمولات نفعه نفعا عظيما، وجذبت المادة الى المقعدة. وربما احتيج إلى ان
8
يثنى بعد فصد عرق اليد بفصد الصافن. ويجب ان يراعى جانب الوجع فيفصد من جانبه،
9
وان كان فى الخصتيين جميعا اخذ ما يجب أخذه من الدم من اليدين جميعا. ويجب أن
10
يخفف الغذاء، ويهجر اللحم وما يشبهه، ويتدبر بالتدبير اللطيف، ويستعمل اولا على
11
العضو خرق مشربة بالخل وماء الورد، وفى اللعابات والعصارات الباردة مبردة؛ وكما
12
يأخذ فى الازدياد يستعمل مثل هذه الاضمدة والاطلية: يوخذ ماء عنب الثعلب، وماء
13
القرع، وماء القصب الرطب خاصة. وماء الهندباء، ودقيق الشعير والباقلى، وشئى من
14
الزعفران ودهن الورد. وايضا ورق الكاكنج، ودقيق الشعير، ودقيق العدس. وايضا
15
ورق القصب، <ودقيق الشعير، وشئى من زعفران>، ودقيق الباقلى، ودهن الورد. و
16
مما جربناه <ورق الكاكنج> ودقيق الباقلى والبنفسج المدقوق سواء يخبض ويضمد به.
17
وان كانت الحرارة والوجع مفرطين احتيج ان يخلط بالرادعات مثل ورق النبج.
18
وان كان فيه صلابة ما، أوجاوز حد الابتداء مجاوزة بينة فيجب ان يدبربما فيه انضاج.
19
وأقرب المنضجات من درجة الابتداء دقيق الباقلى، والبابونج، والخطمى، ولعاب
20
بزر الكتاب، وميبختج. وايضا دقيق الشعير بعسل وماء. وايضا ورق الكرنب،
21
بدقيق الشعير، ومح البيض، ودهن الورد.
22
واما اذا احتيج الى التحليل ووقف التزيد فمن المجرب الجيد زبيب منزوع
23
العجم وكمون يسحقان ويتخذ منهما ضمادا بطلاء؛ أو ورق الكرنب والحلبة مطبوخين،
24
ودقيق الباقلى، وزبيب دسم منزوع العجم، وكمون يطبخ الجميع فى شراب ممزوج
25
ويطلى. أو دقيق الشعير بخثى البقر منقوع فى الخل مع شىء من الكور وشئى من ماء
26
عنب الثعلب. أورماد نوى التمر وخطمى سواء يعجن بخل، او رماد الكرنب بياض البيض
27
او صفرته، او أصل القثاء البرى مع شراب العسل مع دقيق اصل السوسن مسحوقا كالمرهم
28
او الزبيب المنقى خمسة، حبة الخضراء المسلوقة واحد ونصف، كمون واحد، كرنب
29
سبعة، علك الصنوبر ثلائة يعجن بعسل.
3-819
1
وايضا للورم مع القروح خبث الفضة يطبخ فى الزيت حتى يصير له قوام، ثم
2
يجعل عليه الشمع والراتينج ويرفع. وايضا علك الانباط أشق سواء، دهن السوسن
3
سمن البقر بمقدار الحاجة. وايضا اصل الحبق مع سويق. وايضا الحلبة وبزر الكتان
4
مع ماء وعسل. وايضا دردى شراب عتيق مع سويق. وايضا ما ذكرناه فى ابواب [الاورام]
5
الباردة. وايضا قوى للورم الذى يحتاج ان ينضج، وللباردة والريح فى الخصية: يوخذ
6
حمص أسود وميويزج جزء جزء، عقارب محرقة جزء يضمد به وصب قليل من دهن الزنبق
7
فى الإحليل نافع من ذلك، وللبارد خاصة. وكذلك تعليق فوه الصبغ عليه. واذا كان
8
الورم دبيلة فمن الجائز ان يفتح عند الصفن فلا يجوز ان يفتح ما يلى المقعدة، وربما صار
9
ناصورا ردئيا، بل يجب ان يدام وضع دقيق الازر معجونا بالماء عليه ليمنع تقيحه، وفى
10
أخره يزرق فى الاحليل مسك بدهن الزنبق وهو غاية، أودهن الزنبق مرات؛ فانه علاج
11
كاف.
12
علاج الورم البارد فى الخصية: كثيرا ما تعرض هذه الارام فى حال سؤ القينة
13
والإستسقاء علاجه المنضجات المذكورة فى الورم الحار. ومن ذلك دقيق الباقلى ودقيق
14
الحلبة بمثلث. وايضا كرنب قبضة، التين خمسة عددا يطبخ فى الماء حتى يتهرى
15
ويضمد به. واقوى من ذلك دقيق الحمص، ودقيق الباقلى، والكمون، وشحم
16
الكلى، والبابونج، وإكليل الملك، والشمع، ويتخذ منها مرهما. وايضا المقل يداف
17
فى الميبختج ويستعمل ويقطر الزنبق فى الإحليل مرات نافع عجيب. وايضا يوخذ مصطكى
18
وأنزروت فينقع فى طلاء وفى زنبق، ويطليه على البيضة. ولدهن الخروع تاثير فى اورامه
19
الخاصة، او يقطر فى الاحليل مسك بدهن زنبق فهو غاية.
20
علاج الورم الصلب فى الخصية: يوخذ التين وشحم البط جزء جزء، الزيتون
21
وورق السرو والأشج من كل واحد نصف جزء يجمع بطلاء وسمن البقر. وايضا قلقطار،
22
وزوفا رطب، وشمع ودهن ورد، ومخ ساق الايل، وورق العليق اجزاء سواء يتخذ منها
23
لطوخ. وايضا يوخذ مقل وأشج ويحلان فى مثلث، ويجمعان بقليل دقيق باقلى ودهن.
24
علاج جيد مجرب لذك: توخذ النخالة ولاتزال تدق وتنخل فى منخل صفيق
25
حتى تنتخل، ويحل الأشق بالسكنجبين ويعجن به ويلزم الموضع. وهذا حار معتدل
26
الحرارة، ويعاد عليه دائما وهو نافع لكل صلابة. وايضا للصلب: بابونج، وحلبة و
27
حلتيت، وبا قلى، وسمن، وعقيد العنب، والتين المهرى يضمد به. وايضا رماد
28
نوى التمر المعروف جزء أن بزر خطمى جزء يسحقان بخل ويضمد به.
3-820
1
|359ra28|فى عاقونا وأرساطون
2
هذه علة نادرة وهى فى النساء أندر وهو اختلاج من الذكر فى الرجال، وفى الرحم
3
فى النساء، وتمدد يعرض فى اوعية المنى لورم حار بها ان لم يعاف منها تأدى الى خلع
4
اوعية المنى، واسترخاءها وتمددها، او تشنجها وقتل، وحيئنذ ينتفخ بطن العليل مع
5
عرق بارد.
6
علاجه: اذا ظهر المرض فيجب ان يفصد ويحجم، ويرسل العلق ويسهل،
7
لا دفعة واحدة فينزل شئى الى الاعضاء العليلة؛ بل قليلا قليلا برفق، وذلك بمثل ماء
8
اللبلاب بالخيارشنبر، وماء السلق، وماء عنب الثعلب بالخيارشنبر، وبمرق الحلزون،
9
وبمرق البقول الباردة الملينة للطبيعة؛ وهى بمثل الاسفاناخ والقطف وما يشبهه.
10
ويحقن من السبستان والاجاص، والخطمى، والسلق، والشير خشك، ويبالغ فى
11
الاطلية المبردة جدا على اعضاء الجماع، وعلى الظهر؛ حتى الشوكران والقيموليا،
12
وجميع ما عرفت فى فريسموس الحار، وفى اورام الانثيين الحارة. ولاصل النيلوفر
13
وأصل السوسن موافقة لصاحب هذه العلة.
14
|359ra54|وجع الانثيين والقضيب
15
يكون من سوء مزاج مختلف بارد او حار، ومن ريح، ومن ورم، ومن ضربة، ومن
16
صدمة.
17
العلامات: ما كان من سوء المزاج لم يكن هناك تمدد شديد وعرفت المزاج
18
بالحس، وكان الحار ملتهبا، والبارد خدريا، ولم يكن كثيرا، والريحى يكون معه
19
تمدد وانتقال بلاثقل، وسائر ذلك يكون معه علاماته وسببه.
20
العلاجات: ظاهرة مما قيل فى تسخين الخصية وتبريدها، وعلاج ورمها، و
21
تحليل ريحها. واذا اشتد البرد فعلاجه دهن الخروع مدافًا فيه فربيون. فان اشتد
22
الالتهاب والحرقة فعلاجه بالعصارات المبردة وقد جعل فيه شركران أو أبيون. واما الكائن
23
من ضربة أوصدمة فيجب ان يفصد، ويوخذ العضو بالمبردات الرادعة من غير قبض
24
شديد فيولم، بل تكون معها قوة ملينة مثل البنفسج والنيلوفر والقرع ونحوه، ثم بعد ذلك
25
يستعمل لعاب الخطمى والبابونج ونحوه، وايضا الريتبانج والمر بماء بارد، وبزر الكتان
26
معجونا بماء بارد والسمن، وعلك الانباط سواء.
3-821
1
فى عظم الخصيتين
2
قد يعرض للخصيتين ان تعظما لا على سبيل الورم، بل على سبيل السمن والخصب
3
كما يعرض للثديين.
4
العلاج: يعالج بالأدوية المبردة التى يعالج بها أثداء الأبكار النواهد لئلا تسقط
5
مثل الطلاء بالشوكران والبنج، وكل ما يضعف القوة الغاذية، وحكاكة الأسرب المحكوك
6
بعضه على بعض بماء الكزبرة الرطبة، وحكاكة المسن وحجر الرحى. ومما ينفع من ذلك
7
وبعدله ادامة زرق دهن الزنبق فى الاحليل.
8
|359rb24|فى ارتفاع الخصية وصغرها
9
قد يعرض للخصية ان تتقلص وتصغر لاستيلاء المزاج البارد والضعف؛ وربما
10
غابت وارتفعت الى مراق البطن حتى يعسر البول، ويتوجع عند البول، ويحدث تقطيرا.
11
العلاج: المروخات <والتقطيرات>، والاضمدة المسخنة المقوية والجذابة
12
التى ذكرت فى باب انعاظ، واذا غابت وهربت فالعلاج ادامة الاستحمامات
13
والابزنات المتواترة. وربما احتيج على مارسمه المتقدمون الى ان يدخل فى الاحليل
14
انبوب، وينفخ حتى يتزقق بدنه وتنزل البيضة.
15
|359rb54|دوالى الصفن وصلابته
16
قد يظهر على الصفن وما يليه دوالى ملتوية كثيرة. وربما اختق فيها ريح و
17
يتوالى عليها اختلاج. وكثيرًا ما يتولد عليه ورم صلب، وهو من جنس الأورام الباردة،
18
واكثرما يعرض ذلك فى الجانب الأيسر لضعفه، ولان له عرقا زائدا تنصب اليه المواد.
19
العلاج: علاجه علاج الاورام الصلبة.
20
|359va8|استرخاء الصفن
21
قد يكون الصفن طويلا ومسترخيا، ويكون فيه أمرسمج.
22
علاجه: يجب ان يدام تنطيله بالمبردات المقبضة وتضميده بها، ويقلل الجماع.
23
ومن الأطباء من كان يقطع بعض الصفن والفضل منه، ويخيط الباقى ليعتدل حجمه.
24
والاجود والاحوط ان يخيط اولا ثم يقطع الفضل.
3-822
1
|359va20|الأدر والفتوق
2
انا قد أخرنا للقيل والفتوق بابا يجئ فى أخر المقالات التى لهذا الكتاب الثالث.
3
|359va24|فى تقلص الخصتيين والذكر
4
ويكون ذلك بسبب برد شذيد اوسقوط قوة. ويعرض فى العلامات الردئية
5
لاصحاب الامراص الحادة وسنذكره هناك.
6
|359va29|قروح الخصية والذكر ومبدأ المقعدة
7
القروح اذا عرضت فى هذا الموضع كانت ردئية ساعية؛ لان هذه الاعضاء
8
على هئية تسرع إلى نواحيها العفونة؛ لانها فى كن من الهواء، والى حرارة ورطوبة، و
9
تقارب مجارى الفضول، وتشبه من وجه قروح الاحشاء والفم. واردأها ما يكون فى
10
العضل الذى فى أصل القضيب وفى المقعدة. وذلك لانها تحتاج إلى تجفيف قوى
11
وحسها مع ذلك شديد قوى. وربما احتيج الى قطع القضيب نفسه اذا تعفنت
12
عليه القروح وسعت.
13
العلاج: ما كان من القروح على الكمرة فيحتاج الى ما هو أشد تجفيفا من الكائنة
14
على القلفة والجلدة؛ لان الكمرة أشد يبسًا فى مزاجها. وهذه القروح إما طرية، واما
15
متقدمة، ومنها ما هى خبيثة. والطرية ليس شئى اجودلها من الصبر، ويشبه الصبر
16
المرداسنج والاقليميا المغسول بالشراب والتوتيا، ويقرب من ذلك اللولؤ والودع
17
المحرق عجيب فى ذلك، ورماد الشب والتوتيا ذرورات، وأطلية بماء بارد. واما ان كانت
18
أرطب من ذلك وقد تقيحت فتحتاج إلى ما هو أقوى مثل النحاس المحرق وقشور شجرة
19
الصنوبر الصغار الحب محرقة، وان احتجت <فيه> إلى انبات اللحم اخلط بها الكندر.
20
دواء مركب لما يحتاج الى تجفيف شديد مع الحام: يوخذ من التوتيا، و
21
الانزروت، والصبر. والكندر، والشادنج، ولحاء الغرب المحرق، والشب اليمانى،
22
والزاج المحرق، والعفص والجلنار، والاقاقيا اجزاء سواء، ومن الزنجبار جزء ونصف،
23
ومن اقماع الرمان الحامض جزء ويتخذ منه مرهم بدهن الورد. نسخة أخرى: خبث
24
الحديد، مرداسنج، دم الاخوين، قرطاس محرق، شب محرق، بدهن ورد يتخذ منه
25
ضمادا أو مرهما او أقراصا. وان كانت عتيقة جعل فيها كندر ودقاقه والصبر اجزاء سواء
3-823
1
وأما ان كان هناك أكال فمما ينفعه أن يوخذ رماد شعر الانسان، وانجدان،
2
والعدس الجبلى، ويتخذ منه ذرورا وضمادا. وايضا أقوى من ذلك: يوخذ من كل من
3
الزرنيخين سبعة، ومن النورة عشرة حجارة غير مطفاة، ومن الاقاقيا اثنا عشر يعجن بالخل،
4
وعصير الاسفيوس الرطب، ويقرص منه فى الظل ويستعمل. واقوى من ذلك الزرنيخان
5
والأقاقيا، والزنجار، والميويزج، ورماد الشب، والفلفل يتخذ منه أقراص. فان خبث
6
واسود فالأجود ان يقطع ويبان الموضع الأسود، ويعالج بالمرهم المنبت حتى ينبت.
7
|359vb30|قروح القضيب الداخلة
8
علاج ذلك علاج قروح المثانة؛ وربما احتاج الى مثل دواء القرطاس المحرق،
9
نسخة: يوخذ رماد القرطاس المحرق، والشب المحرق، واقليميا مغسول بعد الاحراق،
10
قشور شجرة الصنوبر الصغار، شادنج، كندر يتخذ منها اقراص، ويستعمل فى الزراقة.
11
|359vb38|الحكة فى القضيب
12
تكون من مادة حادة تنصب اليه او عرق حاد يرشح اليه من نواحيه فيحكه.
13
العلاج: ينفض الخلط بالفصد والاسهال، ثم يوخذ اقاقيا وما ميثا من كل واحد
14
نصف درهم، نوشادر قدر دانق، ومن الصبر دانق، ومن الزعفران نصف دانق،
15
ومثل الجميع أشنان يدق وينخل، ويعجن بالزنبق، فانه مجرب. وربما سكن ان يطلى
16
عليها فى الحمام خل ودهن ورد، وفيه نطرون وشب. وان كان اردأ جعل فيه شىء
17
من ميويزج؛ فاذا خرج من الحمام طلى ببياض البيض مع العسل، وان لم ينتفع بشئ
18
وكان قد فصد واستفرغ فليحتجم من باطن الفخذ بالقرب من ذلك الموضع، وليرسل
19
عليه العلق.
20
|359vb58|أورام القضيب الباردة[*]الباردة probably corrupt for الحارة
21
معالجاتها قريبة من معالجات اورام الانثيين الحارة، لكنها احمل للقوابض فى
22
اول الامر. ومن نسخة الخاصة بها: قشور الرمان وورد يابس وعدس يطبخ بالماء،
23
واذا تهرأ سحق مع دهن الورد واستعمل. وايضا قيموليا بماء عنب الثعلب. وكذلك
24
الطين الأرمنى، والعدس، وورق الكاكنج.
3-824
1
|360ra10|اورام القضيب الباردة
2
القول فيها مثل القول فى اورام الانثيين، ويكثر فى حال سوء القنية والاستسقاء.
3
ومما جرب لها دقيق نوى التمر جزء ان، خطمى جزء يسحق بالخل ويضمد. والدواء
4
المتخذ من النخالة والاشق المذكور فى باب الورم الصلب فى الانثيين، واوفق موضع
5
ذلك الدواء هو القضيب اذا ورم ورما صلبا.
6
|360ra21|الشقاق على القضيب ونواحيه
7
يعالج بعلاج شقاق المقعدة. ومما يقرب نفعه ان يوخذ قيموليا، وتوتيا،
8
وحنا مسحوق، وكثيرا، ويتخذ منها ومن الشمع وصفرة البيض ودهن الورد مرهم.
9
|360ra27|وجع القضيب
10
يحدث وجع القضيب من أسباب مختلفة. وكثيرًا ما يحدث من حبس البول؛
11
ويشفيه الحقن اللينية، والا قتصار على ماء الشعير بالجلاب؛ ولا يقرب البزور لئلا يجذب
12
الفضول، ثم بعد الحقنة يكمد حول العانة والقضيب مقدار مايلين الجلد، ويصب
13
عليه ماء فاتر، ويطلى بنفسجا.
14
|360ra37|الثاليل على الذكر
15
تقطع ويوضع عليها دواء حابس للدم، وتعالج بعلاج سائر الثاليل.
16
|360ra41|علاج البشر الشبيه بالتوث واللحم الزائد على هذه النواحى
17
يوخذ بورق محرق، ورماد حطب الكرم يسحقان بالماء ناعما، ويجعل على التوث
18
وما يشبهه، فاذا لم ينجع قطع، ونثر عليه الزنجاروالزاج. وان كان اردأ من ذلك لم يكن
19
بد من الكى.
20
|360ra50|اعوجاج الذكر
21
يلين الذكر بالملينات من الادهان مثل الشيرج، ودهن السوسن، ودهن النرحبس؛
22
والشحوم اللطيفة المعلومة مثل شحم الدجاج، والبط، ومخاخ سوق البقر، والابابل
23
والشمع، والريتيانج فى الحمام وغير الحمام، ويحقن من هذا القبيل بزراقات، و
24
يحمل على ان يستوى.
3-825
1
|360rb1|الفن الحادى والعشرون
2
"فى أحوال اعضا التناسل" وهو اربع مقالات
3
|360rb3|المقالة الأولى فى الاصول، وفى العلوق، وفى الوضع
4
تشريح الرحم: نقول ان ألة التوليد التى للاناث هى الرحم؛ وهى فى أصل
5
الخلقة مشاكلة لألة التوليد التى للذكران، وهو الذكر ومامعه؛ لكن أحد هما تام متسرح
6
إلى خارج، والاخر ناقص محتبس فى الباطن، وكانه مقلوب ألة الذكران. وكان
7
الصفن صفاق الرحم، وكان القضيب عنق الرحم. والبيضتان للنساء كما للرجال، لكن
8
هما فى الرجال كبيرتان بارزتان متطاولتان الى استدارة، وفى النساء، صغيرتان مستديرتان
9
الى شدة تفرطح باطنتان فى الفرج، موضوعتان عن جنبيه فى كل جنب من قعره
10
واحدة، متمايزتان يخص كل واحدة منهما غشاء لا يجمعها كيس واحد. وغشاء كل واحد
11
منهما عصبى.
12
وكما ان للرجال أوعية المنى بين البيضة وبين المستفرغ من أصل القضيب
13
كذلك للنساء اوعية المنى بين الخصتيين وبين المقذف الى داخل الرحم، لكن الذى
14
للرجال يبتدئى من البيضة، ويرتفع الى فوق، ويندس فى النقرة التى تنحط منها علاقة
15
البيضة محرزة موقبة، ثم ينثنى هابطًا متوربا متعرجا ذا التفافات يتم فيما بينها نضج
16
المنى، حتى يعود ويفضى الى المجرى الذى فى الذكر من أصله من الجانبين، و
17
بالقرب منه مما يفضى إليه ايضا طرف عنق المثانة؛ وهو طويل فى الرجال، قصير فى
18
النساء. واما فى النساء فيميل من البيضتين الى الخاصرتين كالقرنين مقوسين شاخصين
19
الى الحالبين، يتصل طرفا هما بالاربيتين، ويتوتران عند الجماع فيسويان عنق الرحم
20
المفتول بأن يجذباه إلى الجانبين فيتوسع وينتفخ ويبلع المنى؛ وهما أقصر من مثل
21
زرعه فى الرجال؛ ويختلفان فى ان أوعية المنى فى النساء يتصل بالبيضتين وينفذ فى
22
الزائدتين القريبتين شىء ينبت من كل بيضة يقذف المنى الى الوعاء وتسميان قاذ فى المنى.
3-826
1
وانما اتصلت اوعية المنى فى النساء بالبيضتين لان أوعية المنى فى النساء قريبة
2
فى اللين من البيضتين، ولم يحتج إلى تصليبها وتصليب غشاء هما؛ لانهما فى كن،
3
ولا يحتاج الى زرق بعيد. وأما فى الرجال فلم يحسن وصلهما بالبيضتين، ولم يخلط
4
بهما؛ ولو فعل ذلك لكانتا توذهما اذا توترت بصلابتهما؛ بل جعل بينهما واسط يسمى
5
افيد يدومس ياتى المقذف عند الأطبا. والى باطنه وفى داخل الرحم طوق مستدير
6
عصبى ثم فى وسطه كالسير وعليه زوائد كثيرة.
7
وخلقت الرحم ذات عروق كثيرة تتشعب من العروق التى ذكرناها لتكن هناك
8
عدة للجنين ويكون للفضل الطمثى مدر. وربطت الرحم بالصلب برباطات قوية كثيرة
9
الى ناحية السرة والمثانة والعظم العريض فما فوقه؛ لكهنا سلسة. ومن رباطاتها مايتصل
10
بها من العصب والعروق المذكورة فى تشريح العصب والعروق. وجعلت من جوهر
11
عصبى له ان يتمدد كثيرا عند الاشتمال، وأن يجتمع إلى حجم يسير عند الوضع.
12
وليس يستتم تجويفها إلا مع استتمام النمو كالثديين لا يستتم حجمهما الا مع استتمام
13
النمو. لانه قبل ذلك يكون معطلا لايحتاج إليه.
14
وكذلك الرحم فى الجوارى اصغر من المثانات بكثير. ولها فى الناس تجويفان
15
وفى غيرهم تجاويف بعدد حلم الاثداء وموضعها خلف المثانة. ويفضل عليها
16
من فوق كما تفضل المثانة عليها بعنقها من تحت ومن قدام للمعاء، ليكون له من
17
الجانبين مهاد ومفرش لين، وتكون فى حرز. وليس الغرض الاول فى ذلك متوجها
18
الى الرحم [نفسها]؛ بل إلى الجنين، وهو يشغل ما بين قرب السرة إلى أخر منفذ الفرج
19
وهو رقبته. وطولها المعتدل فى النساء ما بين ست اصابع الى احد عشر اصبعا ومابين
20
ذلك. وقد يقصر ويطول باستعمال الجماع وتركه، ويتشكل مقداره بشكل مقدار من
21
يعتاد مجامعته؛ ويقرب من ذلك طول الرحم نفسه. وربما ماست الامعاء العليا.
22
وخلقت الرحم من طبقتين، باطنتهما أقرب الى ان تكون عرقية، وخشونتها
23
كذلك. وفوهات هذه العروق التى هى تنتقر فى الرحم وتسمى نقر الرحم، وبها تتصل
24
اغشية الجنين، ومنها يسيل الطمث، ومنها يغتذى الجنين. وظاهر تهما أقرب إلى أن
25
تكون عصبية. وكل طبقة منها قد تنقبض وتنبسط باستعداد طباعها. والطبقة الخارجة
26
ساذجة واحدة. والداخلة كالمنقسمة قسمين كمتجاورين لا كملتحمين. لوسلخت الطبقة
3-827
1
الخارجة انسلخت عن كرحمين لهما عنق واحد لا كرحم واحد. وبجد أصناف الليف
2
كلها فى الطبقة الداخلة.
3
والرحم تغلظ وتثخن كانها تسمن، وذلك فى وقت الطمث، ثم اذا طهرت،
4
ذبلت ويبست، ولها ايضا ترقق مع عظم الجنين، وانبساطها بحسب انبساط جثة الجنين.
5
واذا جومعت المرأة تدافعت الرحم الى فم الفرج كانها تبرز شوقا إلى جذب المنى
6
بالطبع. واذا قيل ان الرحم عصبا نية فليس نعنى بها ان خلقتها من عصب دماغى؛
7
بل ان خلقتها من جوهر يشبه العصب ابيض، عديم، الدم لدن متمدد. وانما يايتها من
8
الدماغ عصب يسيربه يحس، ولو كانت أشد عصبانية لكانت أشد مشاركة للدماغ.
9
ورقبة الرحم عضلية اللحم كانها غضر وفية؛ وكانها غصن على غصن يزيدها
10
السمن صلابة وتغضرفا، والحمل ايضا، وفى حال الحمل. وفيها مجرى محاذ لفم
11
الفرج الخارج، ومنه تبلع المنى وتقذف الطمث وتلد الجنين؛ ويكون فى حال العلوق
12
فى غاية الضيق لا يكاد يدخله طرف مسلة، ثم يتسع باذن الله فيخرج منه الجنين. واما
13
مجرى البول ففى موضع أخر وهو اقرب الى فم الرحم مما يلى أعاليه. ومن النساء
14
من رقبة رحمها الى اليسار، ومنهن من هى منها إلى اليمين. وقبل افتضاض الجارية
15
يكون فى رقبة الرحم اغشية تنتسج من عروق ورباطات رقيقة جدا، ينبت من كل غصن
16
منها شىء يهتكها الافتضاض، ويسيل ما فيها من الدم.
17
|360vb31|تولد الجنين
18
اذا اشتملت الرحم على المنى فان اول الاحوال التى تحدث هناك زبدية المنى،
19
وهو من فعل القوة المصورة. والحقيقة من حال تلك الزبدية تحريك من القوة المصورة،
20
لما فى المنى من الروح النفسانى الطبيعى والحيوانى، الى معدن كل واحد منها، ليستقر
21
فيه ويتخلق ذلك العضو [منه] على الوجه الذى او ضحناه وقلناه فى كتب الاصول.
22
ولذلك يوجد النفخ كله يندفع الى اوسط الرطوبة اعدادًا لمكان القلب. ثم يكون عن
23
جانبه الايمن وجانبه الاعلى نفخان كالمتشعبين منه، يماسانه الى حين، ثم يتميزان عنه،
24
ويتنحيان عنه، ويصير الأول علقة للقلب والايمن علقة للكبد، ويمتلى الأخر من دم
25
الى البياض. وينفذ الى ظاهر الرطوبة المبثوثة نفذ نفخى ريحى يثقبه لينال منه المدد
26
من الرحم من الروح والدم. ويتخلق السرة، واول ما يتخلق يتبين؛ الا ان نفخات
27
القلب والكبد والدماغ تتقدم لخلق السرة وان كان استتمام هذه الثلاثة يتاخر عن استتمام
28
جوهر السرة. وهذا شىء قد حققناه وبينا الخلاف فيه فى كتب الأصول من علم الطبيعى.
3-828
1
وكما يستقر المنى ويزيد، وينفذ الزبد إلى الغور نفخا للقلب يتولد الغشاء من
2
حركة منى الانثى إلى منى الذكر، ويكون متبريًا ثم لا يتعلق من الرحم الابالنقر لجذب
3
الغذاء. وانما يغشى الجنين بهذا الغشاء مادام الغشاء رقيقا فيها وكانت الحاجة الى
4
قليل من الغذاء. واما اذا صلب فيكون الاغتذاء بما يتولد فى مسامه من المنافذ الواضحة
5
العرقية، ثم ينقسم بعد مدة أغشية.
6
والحق أن اول عضو تكون هو القلب وان كان يحكى عن بقراط انه قال:
7
اول عضو يتكون هو الدماغ والعينان بسبب ما يشاهد عليه حال فراخ البيض، لكن
8
القلب لا يكون اول ما يتخلق فى كل شىء ظاهرا جليا. وقد نبغ فضولى من بعد ذلك
9
يقول: ان الصواب أن يكون اول ما يتخلق هو الكبد؛ لان اول فعل هو التغذى،
10
كأن الامر على شهوته واستصوابه. وقوله هذا فاسد من طريق التجربة، فان اصحاب
11
العناية بهذا الشان لم يشاهدوا الامر على مازعم البتة. ومن القياس وهو انه ان كان
12
الامر على ما يزعم من ان يتخلق اولا ما يحتاج الى سوق فعله؛ والا فلا يغتذى عنده.
13
فليعلم انه لا يغتذى عضو حيوانى ليس فيه تمهيد الحياة بالحرارة العزيزية. فاذا كان <ذلك>
14
كذلك كانت الحاجة الى خلق العضو الدى ينبعث منه الحار الغريزى والروح الحيوانى
15
قبل خلق الغاذى له. والقوة المصورة لاتحتاج فى حال التصوير الى تغذية مالم يقع
16
تحلل محسوس يضر ضررا محسوسا، فيحتاج الى بدله ويحتاج الى الروح الحيوانى والحار
17
الغريزى ليقوم به. فان قال انه حاصل للمصورة من الاب، وكذلك القوة الغاذية مصاحبة
18
المصورة المولدة من جهة الأب فكيف [لا] وتلك أسبق فى الوجود فهذا.
19
والحال الاخرى فى ظهور النطفة الدموية فى الصفاق وامتدادها فى الصفاق
20
إمتداداما، وفى هذه الحال تكون النفاخات قد استحال الرغوى فيها الى دموية ما،
21
واستحالت السرة الى هيئة السرة استحالة محسوسة. وثالث الاحوال استحالة المنى الى
22
العلقة وبعدها استحالة الى المضغة. وهناك تكون الاعضاء الرئيسة وقد ظهرلها انفصال
23
محسوس وقدر محسوس، وبعدها الإستحالة الى ان يتم تكون القلب والأعضاء الأولى؛
24
ويبتدئى تنحى بعضها عن بعض، وبينها الوشائح، وتكون الاطراف قد تخططت،
25
ولم تنفصل تمام الانفصال وأوعيتها ثم الى ان تتكون الاطراف.
26
ولكل استحالة او استحالتين معًا مدة موقوف عليها، وليس ذلك ممالا
27
يختلف؛ ومع ذلك فانها تختلف فى الذكران وفى الاناث من الاجنة، وهى فى الاناث
3-829
1
أبطأ. ولاهل التجربة والامتحان فى ذلك أراء ليس بينها بالحقيقة خلاف، فان كل واحد
2
منهم انما حكم بما صادف الامر عليه بحسب امتحانه، وليس يمنع ان يكون الذى
3
امتحنها فى الأخر واقعا على ما يخالفه؛ فان فى جميع ذلك ما هو اكثرى لا محالة، و
4
الاكثرى فيمن تولد فى الاكثر.
5
اما مدة الرغوة فستة أيام اوسبعة، وفى هذه الايام تتصرف المصورة فى النطفة
6
من غير استمداد من الرحم وبعد ذلك تستمد. وابتداء الخطوط والنقط بعد ثلاثة ايام
7
أخرى فتكون تسعة أيام من الابتداء. وقد يتقدم يوم اويتاخر يوم، ثم بعد ستة ايام أخرى
8
وهو الخامس عشر من العلوق تنفذ الدموية فى الجميع فتصير علقة. وربما تقدم <أو
9
تأخر> يوم أويومين، وبعد ذلك باثنى عشر يوما تصير الرطوبة لحمًا، وقد تميزت قطع
10
لحم وتميزت الاعضاء الثلاثة تميزا ظاهرا، وقد تنحى بعضه عن مماسة البعض، وامتدت
11
رطوبة النخاع. وربما تأخر أو تقدم يومين او ثلاثة، ثم بعد تسعة أيام تنفصل الرأس
12
عن المنكبين، والاطراف عن الضلوع والبطن تميزًا يحس فى بعضهم ويخفى فى بعض،
13
حتى يحس بعد ذلك بأربعة أيام تكملة الاربعين، ويتأخر فى النادر الى خمسة واربعين
14
يوما، والاقل فى ذلك ثلاثون يوما. وذكر فى التعليم الاول ان السفط بعد الاربعين
15
اذا شق عنه السلاء ووضع فى الماء البارد ظهر شىء صغير متميز الاطراف، والذكر
16
اسرع فى ذلك كله من الانثى، فيشبه ان يكون أقل مدة تصور الذكران ثلاثين يوما،
17
واقل الوضع نصف سنة، وسنبين ذكره عن قريب. واما تحديد حال الذكر والانثى فى
18
تفاصيل المدد فامر يحكم به طائفة من الاطباء بالتهور والمجازفة.
19
فاول ما نجد المنى متنفسا يتنفس، واول ما تعمل المصورة انما يعمل مجمع
20
الحار العزيزى، ثم المخارج والمنافذ، ثم بعد ذلك ياخذ الغاذية فى العمل. وعند بعضهم
21
ان الجنين قد يتنفس من الغم، ثم يتنفس به اكثر النفس اذا أدرك فى الرحم، وليس
22
عليه دليل. وعند بعضهم ان الجنين اذا أتى على تصوره ضعف ما تصور فيه تحرك،
23
واذا أتى على تحركه ضعف ما تحرك فيه، حتى يكون الابتداء من الاول من ابتداء العلوق
24
ثلاثة اضعاف المدة إلى الحركة ولد واللبن يحدث مع تحرك الجنين. وقد قيل ان
25
الزمان العدل الوسط لتصوره خمسة وثلاثون يوما، فيتحرك فى سبعين يوما، ويولد
26
فى مائتى وعشرة أيام وذلك سبعة اشهر. وربما تتقدم ايامًا، وربما تتأخر أياما؛ لانه
27
ربما يقع فى خمسة وثلاثين يومًا تفاوت قليل، فيكثر فى التضعيف. واذا كان الاكثر
28
فخمسة واربعين يوما فيتحرك فى تسعين يوما، ويولد فى مأتى وسبعين يوما، وذلك
29
تسعة أشهر. وقد يقع فى هذا ايضا اختلاف فى أيام بمثل ماقيل وهذا شىء لايثبت
30
للمحصل فيحكم.
3-830
1
والمولود لثمانية أشهر ان لم يكن ممن اكثر حكمه ان لايعيش على ما ستعلمه
2
من بعد انما يكون قد تم تمامه على النسبة المذكورة، وولد عند تمامه؛ فانه يكون مدة
3
اربعين يوما ثم ثمانين ثم مائتى وأربعين، وينقص ويزيد على ما علمت. قالوا: ولم يوجد
4
فى الاسقاط ذكر تم قبل ثلاثين يوما، ولا انثى تمت قبل اربعين يوما. وقالوا: ان المولود
5
لسبعة أشهر تدخله قوة واشتداد مع ان ياتى على مولوده سبعة أشهر؛ ''والمولود بعد تسعة
6
أشهر، والمولود بعد عشر أشهر". ونحن نورد فى مدد الحمل والوضع بابا فى المقالة
7
التى تتلو هذه المقالة.
8
واعلم ان دم الطمث فى الحمل ينقسم ثلاثة أقسام: قسم يتصرف فى الغذاء،
9
وقسم يصعد إلى الثديين، وقسم هو فضل يتوقف الى أن يأتى وقت النفاس فينتفض.
10
والجنين تحيط به اغشية ثلاثة: المشيمة وهو الغشاء المحيط به، وفيه تنتسج العروق
11
المتادية ضواربها الى عرقين، وسوا كنها إلى عرقين. والثانى يسمى فلاس وهو اللفايفى
12
وينصب إليه بول الجنين. والثالث يقال له انفس وهو مغيض العرق. ولم يحتج الى
13
وعاء أخر لفضل البراز؛ اذكان ما يغتذى به رقيقا لاصلابة له ولا ثفلية؛ وانما تنفصل
14
منه مائية بول أوعرق.
15
وأقرب الاغشية منه الغشاء الثالث وهو أرقها ليكون مجمع الرطوبة الراشحة
16
من الجنين؛ وفى جمع تلك الرطوبة فائدة فى اقلاله كيلا يثقل على نفسه وعلى الرحم،
17
وكذلك فى تبعيد مابين سرته والرحم؛ فان الغشاء الصلب ليولمه مماسة كما يولم المماسات
18
ما كان من الجلد قريب العهد من النبات على القروح ولم يستوكع بعد.
19
واما الغشاء الذى يلى هذا الغشاء إلى خارج فهو اللفايفى لانه يشبه اللفايف،
20
وينفذ اليه من السرة مصب البول وليس من الإحليل؛ لان مجرى الاحليل ضيق، و
21
تحيط به عضلة موكلة تطلق بالإرادة، وإلى أخره تعاريج. ووقت استعمال مثله هو وقت
22
الولادة والتصرف، فاما هذا فهو واسع مستقيم المأخذ. وجعل للبول مغيض خاص؛
23
لانه لولاقى البدن لم يحتمله البدن لحرافته وحدته وذلك ظاهر فيه. والفرق بينه وبين
24
رطوبة العرق فى الرائحة وحمرة اللون بين؛ ولولاقى ايضا المشيمة لكان ربما أفسد ما
25
يحتوى عليه العرق المشيمية.
26
والشمية هى ذات صفاقين رقيقين تنتسج فيما بينهما العروق، ويتأدى كل جنس
27
منها الى عرقين أعنى الشرائين والاوردة. فاما [عرقا] الاوردة فاذا دخلا استقصرا المسافة
3-831
1
الى الكبد، فاتحدا عرقًا واحدًا ليكون أسلم ونفذ تحديب الكبد لئلا يزاحما مفرغة
2
المرار من تقعيرها. وبالحقتقة فان هذا العرق انما ينبت من الكبد ويتجه الى السرة من
3
المشيمة، ويفترق هناك فيصير عرقين، ويخرج ويتحرك فى المشيمة الى فوهات
4
العروق التى فى الرحم.
5
وهذه العروق تعرض لها شيأن: احدهما انها تكون عند فوهات التلاقى ادق
6
فكانها اطراف الفروع؛ وايضا فانها انما تحمر اولا من هناك؛ لانها تاخذ الدم من هناك
7
فيظن انها تنبت من هناك فان اعتبرت سعة الثقب اوهم ان الاصل من الكبد، وان اعتبرت
8
الاستحالة الى الدموية اوهم ان الأصل من المشيمة، لكن الاعتبار الاولى هو اعتبار
9
الثقب والمنافذ؛ وأما الاستحالات فهى كمالات السطوح المحيطة بالثقب.
10
وكذلك فان الشرائين يجمع الى شريانين ان اخذت الابتداء من المشيمة
11
وجدتهما تنفذان من السرة الى الشريان الكبير الذى على الصلب متوكئين على المثانة؛
12
فانها اقرب الاعضاء التى يمكن أن يستند إليها هناك مشدودين بها باغشية للسلامة،
13
ثم ينفذ ان فى الشريان الدائم الذى لا ينفسخ فى الحيوان الى اخرحياته؛ فهذا هو ظاهر
14
قول الاطباء.
15
واما فى الحقيقة فهما شعبتان منبتهما الحقيقى من الشريان، وعلى القياس المذكور.
16
ويقول الاطباء انهالم يصلح لهما ان يتحدا ويمتدا الى القلب لطول المسافة واستقبال
17
الحواجز. ولما قربت مسافتهما الى المتصل [به] لم يحتاجا الى الاتحاد. ويذكرون
18
ان الشريان والوريد النافذين من القلب والرية لما كان لا ينتفع بهما فى ذلك الوقت فى
19
التنفس منفعة عظيمة صرف نفعهما إلى الغذاء، فجعل لاحدهما الى الأخر منفذ ينسد
20
عند الولادة؛ وان الربة انما تكون حمراء فى الأجنة؛ لانها لا تتنفس هناك؛ بل تغتذى
21
بدم أحمرلطيف؛ وانما تبيضها مخالطة الهوائية.
22
ويقول الاطباء ان الغشاء اللفائفى خلق من منى الانثى وهو قليل، وأقل من منى الرجل،
23
ولم يمكن ان يكون واسعا؛ وجعل طويلا ليصل الجنين بأسافل الرحم، وضاق عن
24
الرطوبات كلها فلم يكن بد من ان يفرد للعرق مصب أوسع، وهذا من متكلفاتهم.
25
والجنين اذا سبق الى قلبه مزاج ذكورى فاض الى جميع الاعضاء وهو بالذكورية
26
ينزع إلى أبيه؛ وربما كان سبب ذكوريته غير مزاج ابيه؛ بل حال من الرحم أو مزاج عرض
27
للمنى خاصة. ولذلك لا يجب اذا أشبه الأب فى انه ذكر أن يشبهه فى سائر الأعضاء؛
28
بل ربما يشبه الام. والشبه الشخصى يتبع الشكل والذكورة لا تتبع الشكل؛ بل المزاج.
3-832
1
وربما يعرض مزاج للقلب وحده كمزاج الأب فيفيض فى الاعضاء. واما من جهة
2
الاستعداد الشكلى فيكون القبول من المادة فى الاطراف مائلا الى شكل الام. وربما
3
قدرت المصورة على ان تغلب المنى وربما قدرت المصورة على ان تغلب المنى وتشكله
4
من جهة التخطيط بشكل الأب؛ لكن تعجز من جهة المزاج ان يجعله مثله فى المزاج.
5
وقد فال قوم من العلماء ــ ولم يبعد واعن حكم الجواز ــ ان من أسباب الشبه ما يتمثل عند
6
حال العلوق فى وهم المرأة او الرجل من الصور الانسانية تمثلا متمكنا. واما السبب
7
فى القدود فقد يكون النقصان فيها من قبل المادة القليلة فى الاول، واما من قبل قلة
8
الغذاء عند التخلق، من قبل صغر الرحم، فلا يجد الجنين متسعافيه كما يعرض للفواكه
9
التى تجرى فى القوالب وهى بعد فجة فلا يزيد عليها.
10
والسبب فى التوأم كثرة المنى حتى يفيض إلى بطنى الرحم فيضًا يملأ كلا على
11
حدة. وريما اتفق لاختلاف مدفع الزرقتين اذا وافى ذلك اختلاف حركة من الرحم فى
12
الجذب؛ فان الرحم عند الجذب تعرض لها حركات متتابعة كمن يلتقم لقمة بعد لقمة،
13
وكما تتنفس السمكة نفسا بعد نفس؛ لانها ايضا تدفع منيها إلى قعر الرحم دفعات
14
كل دفعة يكون مع جذبها المنى من خارج طلبًا من الرحم للجمع بين المنيين. وذلك
15
شىء يحسه المتفقد من المجامعين، ويعرفن هن ايضا انفسهن.
16
وتلك الدفعات والجذبات الافراد لا تكون صرفة؛ بل اختلاجية كأن كل واحدة
17
منها مركبة من حركات؛ لكنها لاتتم إلا عند عدة اختلاجات؛ بل يحس بعد كل جملة
18
اختلاجات سكون ما، ثم يعود فى مثل السكون الذى بين زرقات القضيب للمنى، ويكون
19
كل مرة ثانية اضعف قوة، وأقل عدد اختلاجات.
20
وربما كان المرار فوق ثلاثة او أربع. ولذلك تتضاعف لذتهن؛ فانهن يلتذذن
21
من تحرك المنى الذى لهن، ويلتذذن من حركة منى الرجل فى فم الرحم
22
إلى باطن الرحم، بل يلتذذن بنفس الحركة التى تعرض للرحم. ولا تصدق قول من
23
يقول ان لذتهن وتمامها موقوفان على انزال الرجل، كانها ان لم ينزل الرجل لم تلتذ
24
بانزال نفسها. وان انزل الرجل ولم تحدث لرحمها هذه الحركات ولم تسكن منها،
25
فانها تجد لذة غير قليلة، يكون للرجل ايضا مثلها قبل حركة منيه شبيهة بالحكة والدغدغة
26
الوذئية. ولا قول من يقول ان منى الرجل اذا انصب على الرحم اطفى حرارتها، وسكن
27
لهيبها كماء بارد يصب على ماء حار يغلى؛ فان هذا لا يكون إلا على الوجه الذى ذكرناه
28
عند انزالها وبلعها منى الرجل كما ينزل، وفى غير ذلك الوقت لا يكون قوة يعتدبها.
3-833
1
وربما وافق زرقة ذكرية صبة انثوية فاختلطا، وتلاها زرقات مثل ذلك مرة بعد مرة،
2
فحبلت المرأة ببطون عدة؛ اذكل اختلاط ينحاز بنفسه. وربما اختلط المنيان معًا ثم
3
تقطعا أو تنقطع الواحدة السابقة لسبب ريحى اواختلاجى، أوغير ذلك من الاسباب
4
المفرقة فينحاز كل على حدته. وربما كان ذلك بعد انتساج الغشاء فيكون كثيرة فى شىء
5
واحد؛ فهذا مما لايتم تكونه ولا يبلغ الحياة. وربما كان قبل ذلك، وما جرى هذا المجرى
6
فيشبه أن يكون قليل الا فلاح؛ فانما المفلح هو الذى وقع فى الاصل متميزًا، والمنى
7
الذكورى وحده يكون بعد غير غريز، ولا مالى للرحم، ولا واصل الى الجهات الأربع،
8
حتى يتصل به منى الانثى من الزائدتين القرينتين الشبهتين بالنواة. وكما يختلطان يكون
9
الغليان المذكور، ويتخلق النفخ والغشاء الأول، ويتعلق المنى [كله] حينئذ بالزائدتين
10
القرينتين، ويجد هناك ما يمده مادام منيًا الى ان ياخذ من دم الطمث من النقر التى
11
يتصل بها الغشاء المتولد. وعند جالينوس ان هذا الغشاء كلطخ يخلقه منى الانثى عند
12
انصابه الى حيث ينصب إليه منى الذكروان لم يخالطه معه فيتميز اخيرًا عند المخالطة.
13
وقد تقبل المرأة الحجر منى على منى وتلدهما جميعا.
14
واما الولادة فانما تكون اذا لم يكف الجنين ماتؤديه اليه المشيمة من الدم،
15
وما يتادى اليه من النسيم، وتكون قد صارت أعضاءه تامة فيتحرك حيئنذ عند السابع
16
للخروج كماتتم فيه القوة. واذا ضعف اصابه عجز ما لاتثوب اليه معه القوة الى التاسع
17
فان خرج فى الثامن خرج وهو ضعيف، لم ينزعج عن قوة مستوية، بل عن سبب
18
اخر مزعج موذ. وخروج الجنين انمايتم بانشقاق الاغشية الرطبة، وانصباب رطوبتها،
19
وازلاقها اياه. وقد انقلبت على رأسه فى الولادة الطبيعية ليكون اسهل الانفصال.
20
واما الولادة على الرجلين فهو لضعف الولد، فلا يقدر على الانقلاب، وهو خطر
21
فلا يفلح فى الاكثر. والجنين قبل حركاته الى الخروج فقد يكون معتمدا بوجهه على
22
رجليه، وبراحتيه على ركبتيه، وأنفه بين الركبتين، والعينان عليهما، وقد ضمهما الى
23
قدامه، وهو راكب عقبيه، ووجهه الى ظهر أمه حماية للقلب، وهذه النصبة اوفق
24
للانقلاب. على ان قوما قالوا: ان الانثى تكون نصبة وجهها على خلاف هذه النصبة؛
25
وانما هذا للذكر. ويعين على الانقلاب ثقل الأعالى فى الجنين، وعظم الرأس منه
26
خاصة. واذا انفصل انفتح الرحم الانفتاح الذى لا يقدر فى مثله. ولا بد من انفصال
27
يعرض للمفاصل، ومدد عناية من الله عزوجل معدة لذلك برده عن قريب الى الاتصال
28
الطبيعى، ويكون ذلك فعلا من افعال القوة الطبيعية والمصورة بخاص أثر يتصل من الخالق
3-834
1
لاستعداد لا يزال يحصل مع نموالجنين لا يشعربه؛ وهذا من سر الله تعالى فتبارك الله
2
أحسن الخالقين.
3
فحاصل هذا ان سبب ولادة الجنين الطبيعية احتياجه الى هواء اكثر، [وغذاء
4
اكثر]؛ وعند انتباه قوى نفسه لطلب سعة المجال، والنسيم الرغد، والغذاء الأوفر؛
5
وهرب عن الضيق. وعن عوز النسيم الرغد، وقلة الغذاء. فاذا ولد لم يكن محصل
6
للنوم وللانتباه، فاذا تحصلا منه ضحك بعد الاربعين يوما.
7
|362va46|امراض الرحم
8
قد تعرض للرحم الامراض المزاجية والألية والمشتركة، وتعرض لها امراض
9
الحبل؛ مثل ان لا تحبل وان تحبل وتسقط، وان تحبل ولا تسقط؛ بل تعسر وتعضل و
10
يموت فيها الولد. وتعرض لها امراض الطمث من ان لا تطمث أوتطمث قليلا أورديا، أو فى
11
غيروقته، وان يفرط طمثها، وتكون بها امراض خاصية، وامراض بالشركة بان تشاركها
12
الاعضاء ألاخر كما يكون فى اختناق الرحم. اذا كثرت الأمراض فى الرحم ضعفت
13
الكبد واستعدت لان يتولد عنها إلاستسقاء.
14
فى دلائل امزجة الرحم
15
دلائل الحرارة: حرارة الرحم يدل عليها مشاركة البدن وقلة الطمث، ويدل
16
عليه لون الطمث، خصوصا اذا اخذ على خرقة كتان تحتمل ليلة، ثم جفف فى الظل
17
وينظر هل هو أحمر، اواصفر، فيدل على حرارة وعلى صفراء اودم. اوهو أسود، او
18
ابيض فيدل على ضد ذلك؛ لكن الاسود مع النتن العفن يدل على حرارة، وما سواه
19
يدل على برودة. وقد يستدل على حرارتها من أوجاع فى نواحى الكبد، وخراجات
20
وقروح تحدث فى الرحم، وجفاف شفتى المرأة، وكثرة الشعر، وانصباغ الماء فى
21
الاكثر، وسرعة النبض.
22
دلائل البرد فى الرحم: احتباس الطمث او قلته، ورقته وبياضه، او سواده
23
الشديد السوداوى، وتطاول الطهر، وتقدم أغذية غليظة وباردة، وتقدم جماع كثير،
24
وخدر فى اعلى الرحم، وقلة الشعر فى العانة، وقلة صبغ الماء وفساد لونه.
25
دلائل الرطوبة: رقة الحيض، وكثرة سيلان الرطوبة، واسقاط الجنين كما يعظم.
26
دلائل اليبوسة: الجفاف، وقلة السيلان.
3-835
1
فى العقروعسر الحبل
2
سبب العقر اما فى منى الرجل، أوفى منى المرأة، أوفى اعضاء الرحم، او فى
3
أعضاء القضيب وألات المنى، أو لسبب فى المبادى كالغم والخوف، وأوجاع
4
الرأس، وضعف الهضم والتخمة، اولخطأ طارئى. واما السبب الذى فى المنى
5
فهو مثل سوء مزاج مخالف لقوة التوليد حار اوبارد من برد طبيعى، اوبرد طول احتباس
6
او اسر، أورطوبة، اويبوسة. وسبب ذلك الاغذية غير الموافقة، والحموضات ايضا؛
7
فانها فى جملة ما يبرد وييبس.
8
وقد يكون السبب الذى فى المنى يبس المزاج ليس مانعا للتولد؛ بل معسر له،
9
اومفسد لما ياتى الرحم من غذاء الصبى. وقد يكون السبب فى المنى ان يكون منى
10
الرجل يخالف التاثير لما فى منى المرأة مستعدًا لقبوله اومشاركًا على احد المذهبين،
11
ولا يحدث بينهما ولد ولو بدل كل بصاحبه أوشك ان يكون لهما ولد. وربما كان
12
تخالف المنيين بسبب سوء مزاج فى كل واحد منهما لا يعتدل بالاخر، بل يزيد فيه فسادا،
13
فاذا بدلا صادف كل واحد منهما ما يعدله بالتضاد فاعتدلا. ومن جنس المنى الذى
14
لا يولد منى الصبى والسكران، وصاحب التخمة، والشيخ، ومنى من يكثر الباه،
15
ومن ليس بدنه بصحيح، فان المنى يسيل من كل عضو، ويكون من السليم سليما،
16
ومن السقيم سقيما على ماقال بقراط. وهذه الاحوال كلها موجودة فى المنيين جميعا.
17
وقد قالوا: ان من أسباب فساد منى الرجل ايتان اللواتى لم يبلغن، وهذا يجرى مجرى
18
الخواص.
19
واما السبب الذى فى الرحم فاما سوء مزاج مفسد للمنى، واكثره برد مجمد له
20
كما يعرض من شرب الماء البارد للنساء بما يبرد، وكذلك للرجال، وربما يغير اجزاء
21
الطمث. وربما يضيق من مسام الطمث فلا ينصب الطمث الى الجنين. وربما كان
22
مع مادة ورطوبات تفسد المنى ايضا بمخالطته، او مجفف. أو محلل، او مرطب مزلق
23
مضعف للماسكة وهو كثير، أو مضعف للقوة الجاذبة للمنى فلا يجذب المنى بقوة؛
24
اومضيق لمجارى الغذاء من برد أو حر اويبس؛ أويفسد الغذاء، اومانع اباه عن الوصول
25
لانضمام من الرحم شديد ليبس أوبرد، او إلتحام من قروح، اولحم زائد، أو ثولولى،
3-836
1
أوليبس مستولى على المشيمة فينسد منافذ الغذاء. وربما بلغت من بيسها ان تشبه الجلود
2
اليابسة، أو يعرض للمنى فى الرحم الباردة الرطبة ما يعرض للبزر فى الاراضى النزة،
3
وفى المزاج الحار اليابس ما يعرض فى الأراضى التى فيها نورة مثبوثة.
4
واما لانقطاع المادة وهودم الطمث اذا كان الرحم تعجز عن جذبه وإيصاله.
5
واما لميلان فيها اوانقلاب، أو شدة انضمام من فم الرحم قبل الحبل لسدة او لصلابة،
6
أولحم زائد ثولولى أوغير ثولولى، أو التحام قروح، او برد مقبض، وغير ذلك من
7
اسباب السدة ويبس، فلا ينفذ فيه المنى؛ اوضعف انضمام بعد الحبل فلاتمسكه،
8
أو كثر شحم مزلق.
9
وقد يكون بشركة البدن [كله] وقد يكون فى الرحم خاصة والثرب، أو
10
فى الرحم وحده. فاذا كثر الشحم على الثرب عصر وضيق على المنى وأخرجه بعصره
11
وفعله هذا؛ أو شدة هزال فى البدن كله، أو فى الرحم، اوآفة فى الرحم من ورم و
12
قروح وبواسير، أوزوائد لحمية مانعة. وربما كان فى فمها شىء صلب كالقضيب يمنع
13
دخول الذكر والمنى او قروح اندملت فملست الرحم، وسدت فوهات العروق الطوامث
14
وخشونة فى الرحم.
15
واما السبب الكائن فى أعضاء التوليد فاما ضعف أوعية المنى، وفساد عارض
16
لمزاجها؛ كمن تقطع أوردة أذنه من خلف أوتبط منه المثانة عن حصاة فتشارك الضرر
17
اعضاء التوليد. وربما قطع شئيا فى عصبها ويورث ضعفا فى أوعية المنى، وفى قوتها
18
المولدة للمنى والزراقة له. وكذلك من تربط خصيتيه، أو تضمد بالشوكران، او يشرب
19
الكافور الكثير واما الكائن بسبب القضيب فمثل ان يكون قصيرًا فى الخلقة، او لسبب
20
السمن من الرجل فيأخذ اللحم اكثره أومنها، فيبعد من الرحم، ولا يستوى فيه القضيب،
21
او منهما جميعا، أولاعوجاجه، أو لقصر الوترة فينحنى المجرى عن المحاذاة فلا
22
يزرق المنى الى حاق فم الرحم. واما السبب فى المبادى فقد عددناه؛ فانه لابد من أن
23
تكون اعضاء الهضم واعضاء الروح قوية حتى يسهل العلوق.
24
وأما الخطأ الطارى فاما عند الانزال قبل الإشتمال، واما بعد الاشتمال. فاما عند
25
الانزال يكون المرأة والرجل مختلفى الجماع والانزال فلايزال أحدهما يسبق بانزاله،
26
فان كان السابق الرجل تركها ولم تنزل، وان كانت السابق المرأة انزل الرجل بعد ما انزلت
3-837
1
فدفعت فم رحمها عن حركات جذب المنى فاغرة اليه فغرًا بعد فغر مع جذب شديد
2
تحس ذلك عند انزالها؛ وانما تفعل ذلك عند انزالها اما لتجذب ماء الرجل مع ما يسيل منها
3
من أوعية منيها الباطنة فى الرحم الصابة الى داخله عند قوم، وإما لتجذب ماء نفسها
4
ان كان الحق ما يقوله قوم أخرون إن منيها وان تولد داخلا فانه ينصب الى خارج
5
فم الرحم، ثم يبلعه فم الرحم لتكون حركتها الى جذب منى نفسها من خارج منبهة
6
لها عند حركة منيها، فيجذب مع ذلك منى الرجل؛ فانها لا تحس بانزال الرجل. وأما
7
الخطأ الطارى بعد الاشتمال فمثل حركة عنيفة من وثبة، او صدمة، اوسرعة قيام بعد
8
الإنزال، ونحو ذلك بعد العلوق فيزلق، أو مثل خوف يطرأ، أو شىء من سائر اسباب
9
الإسقاط التى نذكر فى بابها.
10
قال ابقراط: لا يكون رجل البتة ابرد من امرأة؛ اى فى مزاج اعضاءه الرئيسة،
11
ومزاجه الاول، ومزاج منيه الصحى، دون ما يعرض من امزجة طارئة. واعلم ان المرأة
12
التى تلد وتحمل أقل امراضا من العاقر؛ إلا انها تكون أضعف منها بدنا وأسرع تعجيزًا
13
وأما العاقرفتكثر أمراضها ويبطؤ تعجزها، وتكون كالشابة فى اكثرعمرها.
14
العلامات: اما علامة ان العقر من أى المنيين، فقد قيل: أشياء لانحق صحتها،
15
ولانقضى فيها شئيا مثل ما قالوا: انه يجب ان يجرب المنيان فايهما طفأ على الماء
16
فالتقصير من جهته قالوا ويصب البولان على اصل الخس فايهما جفف فاالتقصير
17
منه. ومن ذلك قالوا: انه يوخذ سبع حبات من حنطة، وسبع حبات من شعير، وسبع
18
باقلات، ويصير<الجميع> فى اناء خزف، ويبول عليه احدهما، ويترك سبعة أيام،
19
فان نبت الحب فلا عقر من جهته. وقالوا ماهو أبعد من هذا ايضا. وأحسن ما قالوا فى
20
تجربة المرأة: انه يجب ان تبخر رحم المرأة فى قمع ببخور طيب، فان نفذت الرائحة
21
الى فمها او منخرها فالسبب ليس منها، وان لم ينفذ فهناك سدد واخلاط ردئية تمنع
22
وتفسد رائحة البخور والطيب. قالوا: وتحتمل ثومة فينظر هل تجد طعمها ورائحتها فى
23
فمها. واكثر دلالة هذا على ان بها سددا أوليست. فان كان بها سدد فهو دليل عقر،
24
وان لم يكن بها سدد فلا يبعد ان يكون للعقر اسباب أخر، وللحبل موانع أخرى. وكل
25
امرأة تطهر ويبقى فم رحمها رطبا فهى مزلقة.
26
واما علامات المنى واعضاءه فى مزاجه فيعرف كما علمت حرارته وبرودته
27
من مسه، واحساس المرأة بلمسه، ومن خثورته ومن رقته، ومن حال شعر العانة ومن
3-838
1
لونه ورائحته، ومن سرعة النبض وبطئه، ومن صبغ القارورة وقلة صبغها، ومن مشاركة
2
الجسد. واما الرطوبة واليبوسة فتعرف من القلة مع الغلظ، والكثرة مع الرقة. والمنى
3
الصحيح هو الابيض اللزج البراق الذى يقع عليه الذباب وياكل منه، ورائحته رائحة
4
الطلع اواليا سمين.
5
وأما علامات الطمث واعضاءه فى مزاجه فيستدل <عليه> كما علمت. اما
6
على الحرارة والبرودة فمن اللمس و<من> لون الطمث أهو الى صفرة و<الى> سواد،
7
أو كدورة اوبياض، ومن احوال شعر العانة. ويستدل على الرطوبة واليبوسة من الكثرة
8
مع الرقة، ومن كون العينين وارمتين كمدتين؛ فان العين تدل على الرحم عند ابقراط؛
9
او القلة مع الغلظ. وأية امرأة طهرت فلم يجف فم رحمها [بل كان رطبا] فانها لا تحبل.
10
واما السمن والهزال والشحم، وقصر القضيب واعوجاجه، وقصر الوترة، وانقلاب
11
الرحم، وحال الانزالين فامور تعرف بالاختيار، والفروج الشحمية الثرب تكون
12
ضيقة المدخل بعيدته، قصيرة القرون ناتئة البطون، تبهر عند كل حركة، وتتأذى
13
بأدنى رائحة. ويدل على ميلان الرحم ان يحس داخل الفرج، فان لم يكن فم
14
الرحم محاذيا فهو مائل، وصاحبة الميلان والانقلاب تحس وجعا عند المباضعة.
15
التدبير و العلاج: تدبير هذا الباب ينقسم الى وجهين: أحدهما التأتى للاحبال
16
والتلطف فيه؛ والثانى معالجة الاسباب المانعة للحبل واما العاقر والعقيم خلقة، والمنافى
17
المزاج لصاحبه، المحتاج إلى تبديله وقصر الألة فلا دواء له، وكذلك التى انسدت فوهات
18
طمثها من قروح اندملت فماست؛ والتى تحتاج الى تبديل الزوج فليس يتعلق بالطب
19
علاجها؛ واما سائرذلك فله تدبير.
20
اما تفصيل الوجه الأول فهو أنه يجب ان يختار أوفق الاوقات للجماع، وقد ذكرناه؛
21
ويختار منها ان يكون فى أخر الحيض، وفى وقت مثل الوقت الذى يجب ان يجامع
22
فيه مما ذكرناه. ويجب ان يطاولا ترك الجماع مطاولة لا يبلغ ان يفسد له المنيان الى
23
البرد. فان عرض ذلك استعمل الجماع على جهة لا يعلق، ثم تركاه ريثما يعلم
24
ان المنى الجيد قد اجتمع، فيراعى منها ان يكون ذلك فى اول وقت طهرها. وكذلك
25
فى كل بدن مدة أخرى، ثم يطاولان اللعب، وخصوصا مع النساء اللاتى لايكون مزاجهن
3-839
1
ردئيا فيمس الرجل ثديها برفق، ويدغذع عانتها ويلقاها غير مخالط [اياها] الخلاط
2
الحقيقى. فاذا شبقت ونشطت خالطها محاك مابين شفريها من فوق فان ذلك موضع
3
لذتها، فيراعى منها الساعة التى يشتد منها اللزوم، وتأخذ عيناها فى الاحمرار، ونفسها فى
4
الارتفاع، وكلامها فى التبلبل، فيرسل هناك المنى محاذيا لفم الرحم، موسعا لمكانه
5
هناك قليلا قدر مالا يبلغه اثر من الهواء الخارج البتة؛ فانه فى الحال يفسد، فلا يصلح
6
للا يلاد.
7
واعلم انه اذا لم يرسل المنى فى سعة قليلة، بل كان قضيبه لازما للجدار
8
المقابل فربما ضاع المنى، بل يجب ان ينال فم الرحم تزرق ما ولا يفسد على الاحليل
9
المخرج، ثم يلزمها ساعة، وقد خالط بعد ذلك الاختلاط الذى هو أشد إستقصاء، حتى
10
يرى ان فغرات فم الرحم ومتنفساته قد هدأت كل الهدؤ؛ وبعد ذلك يسيرًا هى فاحجة،
11
مشالة الوركين نازلة الظهر، ثم يقوم عنها ويتركها كذلك هنيهة، ضامة للرجلين، حابسة
12
للنفس. وان نامت بعد ذلك فهو اكد للاعلاق. وان سبق فاستعمل عليها بخورات موافقة
13
لهذا الشان كان ذلك أوفق، وحمولات وخصوصًا الصموغ التى ليست بشديد الحرارة
14
مثل المقل وما يشبهه يحتمله قبل ذلك.
15
ومما هو عجيب ان تكون المرأة تتبخر من تحت الرحم بالطيوب الحارة، ولا
16
تشميها من فوق ثم ياخذ أنبوبة طويلة فيضع أحد طرفيها فى رماد حار، والاخر فى الرحم
17
قد رما يتأدى حرارتها إلى الرحم تاديا محتملا، فتنام على تلك الهئية، أو تجلس الى حين
18
ما تقدر ثم تجامع.
19
وأما الوجه الأخر فانه ان كان السبب الحر والاخلاط الحارة استفرغها، وعدل
20
المزاج بالاغذية والاشربة المعلومة، واستعمل على الرحم قيروطيات معدلة لحرارته
21
من العصارات واللعابات، والادهان الباردة. وان كان السبب البرد والرطوبة فيعالج
22
بما سنقوله بعد وهو الكائن فى الاكثر. وان كان السبب زوال فم الرحم عولج بعلاج
23
الزوال، وبالمحاجم المذكورة فى بابه، وفصد الصافن من الجهة التى ينبغى على ما يقال
24
وان كان السبب كثرة الشحم استعملت الرياضة، وتلطيف الغذاء، وهجر الاستحمام
25
الرطب؛ إلا بمياه الحمئات، والاستفراغ بالفصد، وبالحقن الحادة، والمجففات
26
المسخنة؛ مثل الترياق والثيادريطوس. ويجب ان يهجر الشراب الرقيق الابيض، و
3-840
1
يستعمل الاحمر القوى الصرف القليل. ومن الفرزجات الجيدة لهن عسل ماذى،
2
ودهن السوسن ومر.
3
وان كان السبب رياحا مانعة عن جودة التمكن للمنى عاج بمثل الكمونى،
4
ويشرب الأنيسون وبزر الكرفس، ولاسيما بزر السذاب فى ماء الاصول وبفرازج متخذة
5
منها ومن محللات الرياح مثل الجندبيدستر وبزر السذاب وبزر الفجنكشت. وان كان
6
السبب شدة اليبس استعمل عليها الحقن المرطبة، واحتمالات الشحوم الملينة، وسقى
7
اللبن الماعز، والاسفيدباجات الدسمة. وان كان السبب ضيق فم الرحم فيجب ان
8
يستعمل فيها دائما <مثل> ميل من أسرب، ويغلظ على التدريج، ويمسح بالمراهم
9
الملينة، ويستكثر من الحمام؛ وينفعها اكل الأرنب، ويستعمل الكرفس والكمون
10
والأنيسون ونحوه.
11
واكثر اسباب امتناع الحبل القابل للعلاج هو البرد والرطوبة. واكثر الأدوية
12
المحبلة متوجهة نحو تلافى ذلك. ولا بد من الاستفراغات للرطوبة ان كانت رطوبة
13
بالا يارجات وبالحقن وبالحمولات. فمن المشروبات المعجونات الحارة مثل المشروديطوس،
14
والترياق، والثيادريطوس والدواء الكاكنج. ومن المشروبات ذوات الخواص ان تسقى
15
المرأة بول الفيل؛ فانه عجيب فى الاحبال، ولتفعل ذلك بقرب الجماع وكما تجامع
16
وايضا نشارة العاج، فانه حاضر النفع وايضا شحم الاوزفى صوفة وبزر سيساليوس جيد
17
مجرب وقد تسقى منه المواشى الإناثات ليكثر النتاج.
18
ومن المروخات ما يتخذ بدهن البلسان، ودهن البان، ودهن السوسن. و
19
الفرزجات من القسط الأسود وايضًا شحم الاوز فى صوفة. ومن اظفار الطيب. والمسك،
20
والسنبل والسعد، والشب، والسعتر، والنانخواه، والزوفا، والمقل، وخصى الثعلب،
21
والدار شيشعان عجيب، وجوز السرو، وحب الغار، والسك، والحماما، والساذج،
22
والقردمانا؛ ومن كل مسخن قابض، خصوصا للزلق؛ واحتمال الانفخة، وخصوصا
23
انفخة الارنب مع الزبد بعد الطهريعين على الحبل، أومع دهن البنفسج؛ وكذلك احتمال
24
بعرة، واحتمال مرارة الظبى الذكر على ما يقال؛ وخصوصا ان جعل معها شىء من خصى
25
الثعلب بعسل، واحتمال بعرة، او احتمال مرارة الذئب، او الارنب، او الأسد وزن دانقين.
3-841
1
شيافة جيدة: سنبل، وزعفران، ومصطكى، ومر، ومسك، وجند بيدستر
2
بدهن الناردين. وايضا خذ من المر أربعة دراهم، ومن الايرسا وبعر الارنب درهمين
3
بهيأ منها فرزجة بلوطية وتحتمل وتغير فى كل ثلاثة ايام. وايضا عسل مصفى، وسكبينج،
4
ومقل، ودهن السوسن.
5
فرزجة جيدة: زعفران، حماما، سنبل، اكليل الملك من كل واحد ثلاثة دراهم
6
ونصف، ساذج وقردمانا من كل واحد أوقية، شحم الإوز وصفرة البيض أوقيتين،
7
دهن الناردين نصف أوقية، يحتمل بعد الغسل فى صوفة اسمانجونية ثلاثة ايام يجدد كل
8
يوم. وايضا يوخذ الثوم اليابس او الرطب، ويصب عليه مثله دهن الحل ويطبخ حتى
9
يتهرأ، وتذهب المائية ويحتمل بصوفة فانه جيد وربما احتيج قبل إستعمال الفرزجات
10
الى الحقن بشىء فيه قوة من شحم الحنظل فيخرج الرطوبات، او تحتمل فى فرجها
11
مثل صمغ الكنكر فيخرج منه الرطوبات.
12
ومن البخورات أقراص تتخذ من المر، والميعة، وحب الغار، ويبخر منها كل
13
يوم. وايضا زرنيخ أحمر <جزء> ورق السرو <جزء> يعجن بميعة سائلة ويجنربه
14
فى قمع بعد الطهر ثلاثة ايام ولاء وكذلك مر، وميعة سائلة، وقنة، وحب الغار،
15
والشونيز، ايضا والمقل، والزوفا.
16
علامات الحبل وأحكامه
17
يدل عليه ماسبق من توافى الإنزالين، وحالة كالفتور عقيب الجماع، وتكون
18
الكمرة كانها تمص عند انزالها وتخرج وهى الى اليبوسة ماهى؛ ويعقبه شدة انضمام فم
19
الرحم حتى لا يدخله المرود. وكذلك ارتفاعه إلى فوق وقدام، وتقلصه من غير صلابة،
20
ومن شدة يبس تلك الناحية. ويحتبس الطمث فلاتطمث إلى حين او تطمث قليلا.
21
ويحدث وجعًا قليلا فيها بين السرة والقبل. وربما عسر البول، ويعرض لها ان تكره
22
الجماع بعد ذلك وتبغضه. واذا جومعت لم تنزل، وحدث بها عند الجماع وجع تحت
23
السرة وغثيان.
24
والحبلى بالذكر أشد بغضا للجماع من الحبلى بالا نثى، فانها ربما لا تكره الجماع
25
ثم ما يتبعه من كرب وكسل، وثقل بدن وخبث نفس، وقليل غثيان، وجشاء حامض
26
وقشعريرة، وصداع، ودوار، وظلمة عين، وخفقان، ثم تهيج شهوات ردئية بعد شهر أو
27
شهرين، ويصفر بياض عينيها ويخضر. وربما غارت عينها واسترخى جفنها، واحتد
3-842
1
نظرها، وصفت حدقتها، وغلظ بياضها ولم يصفر فى الأكثر. ولا بد من تغير لون
2
وحدوث أثارخارجة عن الطبيعة وان كانت فى حمل الذكر أقل وفى حمل الانثى اكثر.
3
وربما سكن الحبل أوجاع الظهر والوركين بتسخينه للرحم، فاذا وضعت عاد. وربما
4
تغير ثديها عما كان عليه وانبسط، واصفرت عليه عروقه واخضرت. وفى اكثر الأحوال
5
يعرض للحبالى ان تسترخى ابدانهن فى الابتداء لاحتباس الطمث وزيادة ما يحتبس منه
6
على ما يحتاج إليه الجنين لصغر الجنين وضعفه عن التغذى به، ثم اذا عظم الجنين
7
تغذى بذلك الفضل وانتعش وسكنت اعراض احتباسه.
8
واذا علقت الجارية، ولم تبلغ بعد خمس عشرة سنة، خيف عليها الموت لصغر
9
الرحم. وكذلك حال من يصيبهن من الكبار منهن حمى حادة فتقتل من جهة ما يورث
10
من سوء مزاج للجنين وهو ضعيف لا يحتمل؛ ومن جهة ان غذاءه يفسد مزاجه، من جهة
11
ان الام اذا لم تغتذى ضعف الجنين واذا غذيت ضعفت هى. وكذلك اذا عرض
12
فى رحمها ورم حار، فان كان فلغمونيا فربما رجى معه فى الاقل خلاص الجنين والام،
13
واما الما شرا فردى جدا.
14
وقد يعرف حال الحبل بتجارب: منها ان يسقى من العسل عند النوم أوقيتين
15
بمثله ماء المطر ممزوجا، فيرى هل يمغص أم لا. <فان امغص فهى حبلى>. والعلة
16
فيه احتباس النفخ بمشاركة المعاء؛ على ان الاطباء يتعجبون من هذا، وهو مجرب صحيح
17
الا فى المعتادات لشرب ذلك. وايضا تكلف الصوم يوما وعند المساء تتزمل فى ثياب
18
وتبخر عن اجانة وقمع بخور. فان خرج الدخان بها من الفم والانف فليس بها
19
حبل. وكذلك تجرب على الخوى احتمال الثومة، والنوم عليها، هل تجد طعمها ورائحتها
20
فى الفم ام لا. وما قلناه فى باب الاذكار والايناث من تجربة احتمال الزراوند بالعسل.
21
وبول الحبلى فى أول الحبل أصفر إلى زرقة، كأن فى وسطه قطن منفوش. وقد يدل
22
على الحبل بول صاف القوام عليه شبيه الضباب وخصوصا اذا كان فيه مثل الحب
23
يصعد وينزل. واما فى أخر الحبل فقد يظهر فى قوارير هن حمرة بدل ما كان فى أول
24
الحبل زرقة. واذا حركت قارورة الحبلى فتكدر فهو أخر الحبل، وان لم يتكدر فهو أول
25
الحبل.
26
|364vb33|سبب الاذكار[والايناث]
27
ان سبب الاذكار هو منى الرجل وحرارته، وموافقة الجماع وقت طهرها، و
28
دزور المنى من اليمين، فانه أسخن وأثخن قواما، وياخذ من الكلية اليمنى وهى أسخن
3-843
1
وأرفع وأقرب الى الكبد. وكذلك اذا وقع فى يمين الرحم. وكذلك منى المرأة فى
2
خواصه وفى جهته، والبلد البارد، والفصل البارد، والريح الشمالية تعين على الاذكار،
3
والضد على الضد. وكذلك سن الشباب دون الصبا والشيخوخة. وقال بعضهم: انه
4
ان جرى من يمين الرجل إلى يميينها أذكر، ومن اليسارين أنث. وان جرى من يساره
5
الى يمينها كان انثى مذكرة، او من يمينه الى يسارها كان ذكرا مخنثا. ويقول بعض
6
من تحاذق ان الحبل يوم الغسل يكون بغلام الى الخامس، ويكون بجارية الى الثامن،
7
ثم يكون بغلام الى الحادى عشر، ثم يكون بخنثى. ودم الحبلى بذكر أسخن كثيرا من
8
دم الحبلى بانثى.
9
|364vb57|علامات الذكور والاناث
10
الحامل للذكر احسن لونا، واكثر نشاطا، وانقى بشرة، وأصح شهوة، وأسكن
11
أعراضا، ويحس بثقل فى الجانب الايمن، فانه اكثر ما يتولد الذكر يكون من منى
12
اندفق إلى اليمين من جنبتى <عنق> الرحم، وانما يعرض ذلك اما لسبوق ذلك الجانب
13
الى القبول، أولان الدفق كان من البيضة اليمنى. فاذا تحرك الجنين. الذكر تحرك
14
من الجانب الأيمن. وأول مايأخذ الثدى فى الازدياد وتغير اللون يكون من صاحبة
15
الذكر من الجانب الأيمن، وخصوصا الحلمة اليمنى، واليها يجرى اللبن اولا، ويدر
16
أولا، ويكون اللبن الذى يحلب من ضرعها غليظا لزجا، لا رقيقا مائيا؛ حتى ان لبن
17
الذكريقطر على المرأة وينظر اليها فى الشمس فيبقى كانه قطرة زيبق، أوحبة لؤلؤ لا تسيل
18
ولاتتطامن. وتزداد الحلمة فى ذات الذكر حمرة لاسودا شديدا، وتكون عروق رجليها
19
حمرًا لاسودا، ويكون النبض الايمن منها أشد امتلاء وتواترا.
20
قالوا: واذا حركت عن وقوف حركت اولا الرجل اليمنى، وهو مجرب.
21
واذا قامت اعتمدت على اليد اليمنى. وتكون عينها اليمنى اخف حركة وأسرع، و
22
الذكر يتحرك بعد ثلاثة أشهر والانثى بعد اربعة أشهر. قالوا: ومن الحيل فى معروفة
23
ذلك ان يوخذ من الزراوند مثقال فيسحق ويعجن بعسل، وتحتمله بصوفة خضراء من
24
فدوة الى نصف النهار على الريق. فان حلاريقها فهى حبلى بذكر، وان أمر فهى حبلى
25
بانثى، وان لم يتغير فليست بحبلى. وفى هذه الحيلة نظر، وتحتاج الى تجربة او فضل
26
بحث عن علتها.
27
واما علامات حمل الانثى فاضداد ذلك؛ ومما يوكده قروح الرجلين خصوصا
28
افى الساقين، وكثرة أورامها. وربما كان الحبل بالذكر انما هو بذكر ضعيف مهين،
3-844
1
وكان أسوأ حالا، وأردا علامات من الحمل بالانثى القوية. والنفساء عن الذكر ينقضى
2
نفاسها فى خمسة وعشرين يوما الى ثلاثين يوما إلا أن يكون بهاسقم، والانثى فى خمسة
3
وثلاثين يوما الى أربعين يوما، وذلك فى اكثر الأمر.
4
|365ra45|فى تدبير الاذكار
5
يجب ان يسخن المرأة والرجل بالعطر والبخور، وبالأغذية، ويشرب المثروديطوس
6
وبالبخورات، والفرزجات المذكورة ان احتيج إليها وبالحقن المسخنة والمروخات
7
كلاهما. ولا تلتفت إلى من يقول ان المرأة يجب أن تكون ضعيفة المنى لتولد الذكر؛
8
بل يجب ان تكون ثخينة المنى قويته حارته؛ فمثل هذا المنى أولى بان يقبل الذكورية؛
9
ولكن لايجب ان يعجز عن مينها منى الرجل؛ بل يجب ان يكون منى الذكر أقوى
10
فى هذا الباب منه. ويجب ان يهجر الجماع مدة ليس باعراض عن الجماع اصلا
11
فيفسد المنى على ما قلناه، وان لا يكثرا شرب الماء؛ بل يشربا منه قليلا قليلا، ويتغذيا
12
بالاغذية المقوية المسخنة، ثم يجرب الرجل منيه فما دام رقيقا علم ان الحاجة الى
13
العلاج باقية، وإذا غلظ المنى صبر بعد ذلك أياما، ويستمر على تدبيره حتى يقوى
14
المنى، ويجتمع على الوجه المشاربه، ثم يواقعها المواقعة المشاربها فى أعطر موضع
15
بالعطر الحار مثل الند الاول الممسك، والزعفران، والعود الهندى الخام، ويجتنب
16
الكافور. ويكون فى أستر أحواله وأطيب نفس، وأبهج مأوى، ويفكر فى الإذكار،
17
ويحضر وهمه الذكران الأقوياء ذوى البطش؛ ويقاوم عينه بصورة رجل على أقوم
18
خلقة وأبسل هئية، ويطأ ويفرغ.
19
علامات القبيس والمذكر:
ان القبيس المذكر هو الرجل القوى البدن،20
المعتدل اللحم فى الصلابة والرخاوة، الكثير المنى، الغليظة الحارة، وهو عظيم الأنثيين،
21
بادى العروق، قوى الشبق لا يضعفه الجماع. ومن يزرق المنى من يمينه؛ فان الملقحين
22
ايضا يشدون البيضة اليسرى من الفحل ليصب عن اليمنى. فاذا كان الغلام أولا تنتفح
23
بيضة اليمنى فهو مذكر، أو اليسرى فهو مؤنث، وكذلك الذى يسرع إليه الاحتلام
24
لان عن أفة فى المنى فهو مذكر.
25
|365rb18|علامات اللقوة والمذكرة:
اللقوة المذكرة منهن هى المرأة المعتدلة اللون26
والسخنة، ليست بجاسية البدن ولا رخوه؛ ولاطمثها رقيق قيحى، ولا قليل مائى،
3-845
1
ولا قليل محترق جدًا. وفم رحمها محاذ للفرج، وهضمها جيد، وعروقها ظاهرة دارة.
2
وحواسها وحركاتها على ما ينبغى. وليس بها استطلاق بطن دائم، ولا اعتقاله دائم.
3
وعينها الى الكحل دون الشهل. وهى فرحة الطبع، بهجة النفس. والغزلات من
4
الجوارى المراهقات، وأول ما يدركن، سريعات الحبل لقوة حرارتهن وقلة شحوم
5
أرحا مهن ورطوبتهن. واللاتى يسرع هضمهن أولى بان يذكرن، واللاتى مدة طهرهن قصيرة
6
الى اثنين وعشرين يوما لا إلى نحو أربعين يوما.
7
|365rb51|سبب التوأم وعلامته والحبل على الحبل
8
سببه كثرة المنى وانقسامه الى إثنين فما بعده، ووقوعه فى التجويفيين،
9
وسلامة ولدى المتئم غير كثيرة. وقل ما يكون بين التوأمين أيام كثيرة؛ فانها فى الاكثر
10
من جماع واحد. وفى القليل ما يعلق جماع على حبل، وان أعلق أعلق فى نساء خصيات
11
الابدان، كثيرات الشعور والدم لقوة حرارتهن، وهن اللواتى ربما رأين الدم فى الحبل
12
فلم يبالين به لقوة منهين وقوة ارحامهن، ولم يسقطن مع الحيض، ومع انفتاح ما
13
من فم الرحم. وربما تحيض على الحمل عدة حيض اثنين مما فوقها، فان وقع حبل
14
على حبل على غير القوية جدا، وفى التى انما حبلت لانفتاح فم رحمها لا لقوة رحمها،
15
خيف أن يكون المولود الاول قد ضعف فيفسد فى الثانى. وايضا فان فى القويات
16
فد يخاف جانب وقوع التعاوق والتزاحم بين الولدين. واكثرما يتادى ذلك الى حمى،
17
وتهيج الوجه، وحدوث امراض الى ان يسقط أحدهما. ومن علامات التوأم وما فوقه
18
على ما قالوا وجرب ان تراعى سرة المولود الأول المتصلة بالجنين، فان لم يكن فيه
19
تعجير ولا عقد فليس غير المولود الأول ولد فان كان فيه تعجير فالحمل بعدد العجر.
20
علامة الإقتراب: اذا دخلت الحامل فى مدة قريبة من اجل الولادة، فاحست
21
بثقل فى اسفل البطن تحت السرة وفى الصلب، ووجع فى الأربية، وحرارة فى البطن،
22
وانتفاخ فى فم الرحم شديد محسوس، وترطب منه فقد أقربت؛ واذا استرخى عجزها،
23
وانتفخت أرنبتها، واشتد انتفاح الأزمة، فما بينها وبين الطلق الاقريب.
24
علامات ضعف الجنين: يدل على ضعفه امراض والدته، واستفراغات عرضت
25
لها وخصوصا اتصال درور الحيض المجاور لما يكون على سبيل الندرة والقلة، وعلى
3-846
1
سبيل فضل على الغذاء. وكذلك ظهور اللبن فى أول شهر حبلت فيه، وتحلبه اذا عصر
2
الثدى. ويدل عليه ان لا يتحرك الجنين تحركا يعتد به، أو يتحرك فى غير وقت.
3
علامات ضعف المولود: ان المولود اذا ولد ولم ينفتح سرته ولم يعطس
4
ولم يتحرك، ولم يستهل إلى زمان فانه ضعيف لايعيش.
5
|365va50|المقالة الثانية
6
|365va51|فى الحمل والوضع
7
اما مدد التخلق والتحرك والولادة فقد ذكرناه فى التشريح وما بعده، ويعلم
8
من هناك ان الشهر السابع أول شهر يولد فيه، وهو الجنين القوى الخلقة والمزاج؛
9
الذى أسرع تخلقه وأسرع تحركه، وأسرح طلبه للخروج. وكثيرا ما يموت المولودون
10
لهذه المدة؛ لانهم يقاسون حركات شديدة فى ضعف من الخلقة، فان مثل هذا المولود
11
وان كان قويا فى الأصل فهو قريب العهد بالتكون؛ لكن المولود فى الثامن هو اكثر
12
المولودين هلاكا، وقلما يعيش. وان عاش من المولودين لثمانية أشهر واحد فذلك
13
هو النادر جدا، وقلما يعيش مولود انثى لهذه المدة. وفى بعض البلاد لا يعيش المولود
14
لثمانية أشهر البتة؛ لانه لا تخلو حالهم اما ان يكونوا تأخروا فى التخلق والتحرك،
15
والشوق الى الولاد إلى هذا الوقت، فيدل على ان قوتهم لم تكن قوية فى الأصل.
16
فان حاولوا حركات التفصى فى أول عهد الاستتمام ضعفوا اكثر من ضعف من يحاول
17
<حركات> التقصى فى أول عهد الاستتمام وكانت قوته فى الأصل قوية كالمرلودين
18
فى السابع. فان لم يكونوا كذلك؛ بل كانت خلقتهم وحركاتهم وتهيئهم الشوق الى
19
الولادة، وحركتهم إليه قدتمت قبل ذلك، فيكون مثل هذا الجنين قدرام التفصى عن
20
مأواه وانقلب؛ ''ومما يثوب'' انقلابه الذى لم يبلغ به غرضه به وصبًا، وبقى
21
كذلك منقلبا الى أن يثوب إليه القوة، فاعجزه ضعف قوته، وعرض له لا محالة ما يعرض
22
للضعيف المحاول الحركات المخلصة إذا انبت دون متوجهه اعياءً وعجزًا، فيمرض
23
لا محالة ويضعف وتخلل قوته. فاذا ولد فى مثل ذلك الحال كان حكمه حكم المولود
24
المريض الضعيف، ومن حكمه انه لاترجى له الحياة.
25
فاما المولود فى التاسع فان [كان] قد تمت خلقته، واشتاق إلى الحركة فى
26
السابع، ولم يمكنه أن يتفصى، بل بقى فى الرحم، وعرض له فى الثامن ما قلنا،
3-847
1
انتعش فى مدة شهر انتعاشًا يرد إليه القوة، واستوى عن انقلابه إلى ان يعود منقلبها،
2
واستحكم وتحبك، فاذا ولد سلم. فان لم يكن كذلك بل انما اشتاق الحركة فى ذلك
3
الوفت فحكمه حكم كل ضعيف البنية.
4
واكثر من يولد فى العاشر يكون قد عرض له ان اشتهى الولادة فى التاسع
5
فلم يتيسر له، وعرض له مثل ما يعرض للمولودين فى الثامن. وقليلا ما يتفق روم
6
الانفصال واقعا فى السابع، ثم يمتد الانتعاش الى العاشر، حتى يقع له انتعاش تام فى
7
العاشر، وهذا نادر، ومع ذلك فهو دليل على ضعف القوة؛ إذ أخرت التدارك من
8
السابع إلى العاشر.
9
|365vb43|تدبير كلى للحوامل
10
يجب ان يعتنى بتليين طبيعتهن دائما بمايلين باعتدال؛ مثل الاسفيدباجات
11
الدسمة، ومثل الشيرخشت ونحوه إذا اعتقلت الطبيعة جدا. وأن يكلفن الرياضة المعتدلة
12
والمشى الرفيق من غير إفراط؛ فان المفرط مسقط؛ وذلك لانهن يبتلين لما عرض لهن
13
من إحتباس الطمث بأن تكثر فيهن الفضول. ويجب أن لا يدمن الحمام، بل الحمام
14
كالحرام عليهن الا عند إلاقتراب. ويجب ان لا يدهن رؤسهن، فربما عرض لهن
15
منه نزلة فيعرض السعال، فيزعزع الجنين، ويعده للاسقاط. ويجب ان تجتنب الحركة
16
المفرطة، والوثبة، والضربة والسقطة، والجماع خاصة، والا متلاء من الغذاء والغضب.
17
ولا يورد عليها ما يغمها ويحزنها، ويبعد عنها جميع أسباب الاسقاط، وخصوصا فى
18
الشهر الاول إلى عشرين يوما، وخصوصا فى الأسبوع الاول والى ثلاثة أيام من العلوق
19
فهناك يحرم عليها كل مزعزع. وينظر فيما كتبناه فى <حفظ> صحة الجنين. ويجب
20
ان يدثر ماتحت الشراسيف منها بصوف لين.
21
وأغذيتهن الخبز النقى بالاسفيدباجات والزيرباجات. وتجتنب كل حريف ومر
22
كالكبر والترمس والزيتون الفج، وكل مدر للطمث كاللوبيا والحمص والسمسم. وإن
23
اشتهين الطعام فى يوم العلوق فان ابقراط يأمر بسقيهن السويق بالماء، فانه وان نفخ
24
فهو سريع الغذاء. وشرابهن هو الريحانى الرقيق العتيق. وقد قال بقراط: يسقين شرابا
25
أسود، ويشبه أن يكون عنى به الرقيق الأسود، ويكون سواده لقوته لا لعكره. ونقلهن
26
الزبيب، والسفرجل الحلو، والكمثرى المنبه للشهوة، والتفاح المز والرمان المز
27
واما ادويتهن فمثل جوارشن اللؤلؤ ونسخته: يوخذ لؤلؤ غير مثقوب درهم،
28
عاقرقرها درهم، زنجبيل ومصطكى من كل احد أربعة دراهم، زرنباد، دروبخ، بزر الكرفس،
3-848
1
شيطرج، قاقلة، جوزبوا، بسباسة، قرفة من كل واحد، درهمان، بهمن أبيض، بهمن
2
أحمر، فلفل، دارفلفل من كل واحد ثلاثة دراهم، دارصينى خمسة دراهم، سكر سليمانى
3
مثل الجميع واكثر. الشربة منه ملعقة، فانها تصلح حال رحمها، وحال معدتها. ويجب
4
ان تشتد العناية بمعدهن، وتقوى بمثل الجلنجبين مع العود والمصطكى ونحوه، و
5
الجوارشنات المتخذة من السكر الكثير بافاوية لطيفة ليست بحارة جدا، وبالاضمدة القابضة
6
المسخنة العطرة.
7
|366ra37|تدبير النفساء
8
يجب اذا وضعت ان يجتهد فى درور طمث كاف، ويصلح الغذاء، ولا ينتقل
9
دفعة الى التدبير الغليظ فيحمها، ويضعف القوة المغيرة فى كبدها؛ ويكثر عطشها؛ وربما
10
استسقت. فان صلبت مع ذلك كبدها لم يرجى لها برء. وايام النفاس لها حركات و
11
دوار، وابتداءها وقت حدوث الاصطراب والوجع. واذا جاوز المريض الرابع و
12
العشرين والمرض قائم أو معاود دل على بطء الانقضاء. ولا بد من الاستفراغ فى
13
يوم البحران ان لم يكن ضعف.
14
|366ra52|باب <تدبير> شهوة الحامل
15
وإذا سقطت شهوة الحامل انتفعت بترك الدسم الشديد الدسومة، والحلو
16
الشديد الحلاة، وباستعمال مشى رفيق، وبالقصد فى شرب الماء، والاقتصار من
17
الشراب على الريحانى القليل الرقيق؛ فانه نافع مصلح للشهوة، ولما يعرض من الغثيان
18
والقئ الكثير. ومن الأدوية المعيدة للشهوة كل ما فيه قبض مع حرارة لطيفة؛ مثل
19
عصا الراعى مطبوخا بالشبث تشرب سلاقته، والريوند قبل الطعام وبعده، ويتناول
20
منه قليلا، والضمادات المعروفة المقوية للمعدة المتخذة من السفرجل وقصب الذرير،
21
والسنبل بالشراب الريحانى العتيق، وربما جعل فيها بزر الكرفس والا نيسون والرازيانج
22
وخصوصا ان كان هناك وجع ونفخة.
23
واذا ساءت شهوتها بافراط اجتهد فى تنقية معدتها بمثل ماء الجلنجبين المتخذ
24
بالورد الفارسى، ثم يصلح بالحموضات. ولرب الحصرم وشرابه المتخذ بالعسل أوماء
25
السكر منفعة جيدة فى ذلك وموافقة للجنين. والنشاستج المجفف يوافق مشتهيات الطين
3-849
1
منهن. وربما انتفعن بالحريفات بمثل الخردل ونحوه، فانها تقطع الخلط الردئى،
2
وتنبه الشهوة وهو غاية فى رد شهوتهن. فاذا صدقت شهوتهن للجبن شوى لهن الرطب
3
على الجمر حتى يجف؛ فان ذلك أفضل من اليابس الحريف، فان الأول أقل فضلا،
4
والثانى افتق للشهوة.
5
وأما رياح معدهن ووجعها مثلا فيستعمل لها هذا الجوارشن: يوخذ من الكمون
6
الكرمانى المنقوع فى الخل المقلو بعد ذلك، ومن الكندر والسعتر الفارسى من كل واحد
7
جزء، ومن الجند بيدستر ثلث جزء يستف منه من نصف مثقال الى مثقال. وأما قيئهن على
8
الطعام فيجب ان يعطى بعد الطعام ماله عطرية وقبض كالسفرجل المشوى، وخصوصا
9
وقد غرز فيه شظايا العود الهندى، ويدام غمز أيديهن وأرجلهن. ويستعمل على معدهن
10
الاضمدة المعلومة، ويمسكن فى أفواههن حب الرمان مع ورق النعنع، ويلحسن شيئا
11
من الميبه. والطين الأرمنى ربما سكن غثيهن.
12
|366rb38|خفقان الحوامل
13
اكثر ما يعرض ذلك لهن يكون بمشاركة فم المعدة وبسبب خلط فيها؛ وكثيرا ما
14
يخففه تجرع الماء الحار، والرياضة الخفيفة الحادرة لما فى فم المعدة.
15
|366rb43|تديير سيلان طمث الحوامل
16
تطبخ القوابض التى لاطيب فيها فى الماء، ويستعمل منه الأبزن مثل العدس
17
وقشور الرمان، والجلنار، والعفص، والبلوط ونحوه. وقد يتخذوا من العفص، والجلنار
18
وقشور الرمان، والتين اليابس ضمادا على العانة بالخل.
19
|366rb51|تورم أقدام الحوامل وترهلها
20
تضمد أقدامهن بورق الكرنب، وتطلى بنبيذ ممزوج بخل، وبطبيخ الاترج،
21
أويلطخ بقيموليا. وقد يحمد القصب ضمادا بالخل، والشبث ايضا بالخل.
22
|366rb58|فى الإسقاط
23
اسباب الاسقاط اما بادية من ضربة أوسقطة، او رياضة مفرطة، ووثبة شديدة،
24
وخصوصا الى خلف، فانها كثير ما تنزل المنى العالق بحاه؛ أو شىء من الألام النفسانية؛
3-850
1
مثل غضب شديد او خوف أو حزن، ومن برد الأهوية، وحرها المفرطين. ومن هذا
2
القبيل يكره للحبلى مطاولة الحمام بحيث يعظم نفسها؛ فان الحمام وإن أسقط بالازلاق
3
فقد يسقظ باحواج الجنين الى هواء بارد، وبما يحدث من ضعفه لفقدانه، واسترخاءه
4
بسبب التحلل. ومن آلام بدنية، وأمراض وأسقام، وجوع شديد، واستفراغ خلط،
5
أردم كثير بدواء، أو فصد، أو من تلقاء نفسه، ومن نزف من حيض كثير.
6
وكلما كان الولد اكبر كان التضرر بالفصد فيه اكثر. ومن امتلاء شديد، و
7
تخمة كبيرة مفسدة لغذاء الولد، أوسادة الطريق إليه، أو من كثرة جماع محرك للرحم
8
الى خارج، وخصوصا بعد السابع. وكثرة الإستحمام والاغتسال مزلقة مرخية للرحم
9
مسقطة. على ان الحمام يسقط بسبب استرخاء القوة، واخراج الجنين الى هواء بارد على
10
ماقلنا. فهذه طبقة الأسباب البادية.
11
وقد يكون عن اسباب من قبل الجنين مثل موته بشىء من أسباب موته فتكرهه
12
الطبيعة، وخصوصا اذاى جرى منه صديد ولذع الرحم واذاها، ومثل ضعفه فلا يثبت
13
أوبسبب ما يحيط به من الأغشية واللفائف؛ فانها اذا انخرقت، او استرخت وانصبت
14
منها رطوبتها أذت الرحم، فحركت الدافعة فاعانت ايضا على الإزلاق؛ أو لسبب فى
15
الرحم من سعة فمها، وقلة انضمامه. و<من> رطوبات فى الرحم، أو فى أفواه الاوردة
16
فتزلق <وتنهبل> وتثقل. وقد يكون لسائر اصناف سوء مزاج الرحم من حر أو برد
17
أويبس، وقلة غذاء الجنين. وقد يكون من ريح فى الرحم، ومن ورم، وما شرا،
18
أو صلابة وسرطان. وقد يكون من قروح فى الرحم.
19
واكثر الاسقاط الكائن فى الشهر الثانى والثالث يكون من الريح، ومن رطوبات
20
على فوهات العروق التى للرحم التى تسمى النقر، ومنها تنتسج عروق المشيمة فاذا
21
رطبت استرخى ما ينتسج منها، فيسقط الجنين بادنى محرك من ريح أو ثقل. وقد يكون
22
بسبب سوء مزاج حار مجفف أو بارد مجمد. وايضا مما يسقط فى اول الامر رقة المنى
23
فى الاصل فلا يتخلق منه الغشاء الاول، إلا ضعيفا مهئيا للا نخراق مع اجتذابه للدم،
24
وفى السادس وما بعده من الرطوبات المفرغة فى الرحم المزلقة للجنين. وقد قال قوم:
25
أنه يكون اكثر ذلك من الريح، والصحيح هو هذا القول. واما بعد المدة المعلومة فاكثر
26
الاسقاط انما يكون من ضعف يوذى
27
وقيل: ان شديدة الهزال اذا حملت اسقطت قبل ان تسمن؛ لان البدن ينال
28
من الغذاء اصلاح نفسه، وعود قوته مالا يفضل للجنين ما يغذوه فيضعف. والبلدان
29
الباردة جدًا الا باعتدال، والفصول الباردة جدًا يكثر الاسقاط فيها. "وكذلك العسر"
30
"وكذلك موت الحبالى". والبلاد الجنوبية يكثر فيها الاسقاط. وكذلك الاهوية الجنوبية؛
3-851
1
ويقل فى الشمال منهما، الا أن يكون البرد شديدا موذياللجنين. واذا سلف شتاء جنوبى
2
حار وربيع شالى بارد أسقطت الحبالى اللواتى يضعن عند الربيع بأدنى سبب، وولدن
3
ضعافا. والاوجاع العارضة عند الاسقاط أشد من الاوجاع العارضة عند الولادة؛
4
لان ذلك امر غير طبيعى <والولاد امر طبيعى>.
5
العلامات: اما علامة الاسقاط نفسه فأن تاخذ الثدى فى الضمور بعد الاكتناز
6
الصحى، واما الاكتناز المرضى فقد تصلحه الطبيعة الى إضماد من غير خوف اسقاط
7
وأى ثدى ضمر على الاكتناز الصحى، فان صاحبته تسقط من اليوم ولدًا من ذلك الجانب.
8
فاذا افرط درور اللبن وتواتر حتى ضمر الثدى فهو منذر بأن الجنين ضعيف، وأنه يعرض
9
للسقوط؛ وكذلك كثرة الأوجاع فى الرحم.
10
واذا احمر الوجه جدًا فى حمى، وحدث نافض أو ثقل الرأس، واستولى
11
الاعياء، وأحس بوجع فى قعر العين، دل على ان اسباب الاسقاط متوافيه، وانها تطمث
12
ثم تسقط. وكذلك الأسباب القوية للاسقاط اذا توافت دلت عليه. وأما المزاجات والقروح
13
والاورام، والرطوبات فيعرف مما قيل مرارا. واما الكائن بسبب [ريح فيعرف بعلامات]
14
الريح من تمدد عن غير ثقل، ومن انتقال، ومن ازدياد مع تناول المنفخات. والاسباب
15
البادية إيضا تعرف ببدوها.
16
وأما موت الجنين فيدل عليه تحرك شىء محلى فى الجوف ثقيل كالحجر يميل
17
من جانب إلى جانب، وخصوصا اذا اضطجعت على جنبها، وتبرد السرة، وكانت
18
قبل ذلك حارة، ويضمر الثدى. وربما سبلت رطوبات صديدية منتنة، ويوكد ذلك
19
ان يكون قد عرض للحوامل امراض حادة توذى بحرها أذى شديدا. وان منع الغذاء
20
فيهامات الجنين، وان لم يمنع اشتد المرض، وامراض صعبة أخرى. وقد يعرض
21
عند موت الجنين وقبله، وهو من المنذرات به، أن تغورعين الحبلى الى عمق، فيكون
22
بياض العين كمدًا. وقد ابيض منها الأذن، وطرف الأنف مع حمرة الشفة، وحالة
23
شبيهة بالا ستسقاء اللحمى.
24
|367ra7|فى خفظ الجنين والخرزعن الاسقاط
25
الجنين تعلقه من الرحم تعلق الثمرة من الشجرة، فان أخوف ما يخاف على الثمرة
26
ان تسقط انما هو اما عند ابتداء ظهورها، واما عند إدراكها، كذلك أشد مايخاف على الجنين
27
ان يسقط هو عند اول العلوق وقبل الاقتراب؛ فيجب ان يتوقى فى هذين الوقتين
3-852
1
الاسباب المذكورة للاسقاط. والدواء المسهل من جملة تلك الأسباب، فيجب ان يتوقى جانبه
2
قبل الشهر الرابع وبعد السابع، وفيما بين ذلك إيضا؛ الا انه فيما بين ذلك أسلم، و
3
إليه يصار عند الضرورة.
4
وربما لم يكن بد فى بعض الأوقات من إسهالها وتنقية دمها، لئلا يفسد الجنين
5
لسؤ المزاج، فيجب ان يكون برفق وتلطف. وربما لم يكن الطمث إيضا قبل العلوق
6
طمثًا واجبًا، وبقى فيها فضول من طمثها يحتاج إلى أن تنقى، وحينئذ ان لم تنق قبل
7
فسادها الجنين، فيجب ايضا أن ينقى ذلك باللطف بمنتقيات رفيقة لا تشرب؛ ولكن تحتمل،
8
ولا تحتمل وراء فم الرحم؛ بل تحتمل فى عنق الرحم. ولا ينقى منها ما ينقى فى دفعة واحدة؛
9
بل فى دفعات كثيرة.
10
واذا كانت المرأة يخاف عليها أن تسقط بسبب أمزجة، وأورام، وقروح،
11
وريح، وغير ذلك عولج كل بما فى بابه. وإذا كانت تسقط بسبب باد فان كان يحرك
12
المزاج ايضا عدل، وان كان غير ذلك، وكان مما يميل الى الرحم مادة حارة، و
13
يخاف منه ورم عولج بالرادعات، وبموانع الأورام، وبما يمكن من الإسهال. فان لم
14
يكن كذلك؛ بل اتما يخاف منه ان يلحق الجنين بسببه أذى وألم يسقطه، او يقتله،
15
فيجب ان يعالج بالادوية الحافظة للجنين التى نذكرها.
16
وأما الزلق عن الرطوبات، وهو اكبر الزلق، فيجب ان يستعمل لا جله فى وقت
17
الحبل الحقن الملينة المفرغة للزبل، تم يستعمل الزراقات، والمدرات للبول، والحقن
18
المنقية الرحم.
19
تدبير جيد لذلك: هو ان تسقى ماء الأصول بدهن الخروع، او طبيخ الحسك،
20
او الحلبة بدهن الخروع وتسقى فى كل عشرة أيام شئيا من حب المنتن وتسقى ايارج
21
جالينوس. حقنة جيدة لذلك وللرياح. يوخذ سعتر وأبهل، وكاشم، ونانخواه و
22
عيد ان الشبث، وبابونج، وسذاب، وحسك، وحلبة من كل واحد حقنة، يطبخ بثلاثة
23
ارطال ماء حتى يبلغ النصف، وخذ منه، أقل من رطل، واجمل عليه أستارا من دهن الرازقى،
24
وسكرجة من دهن سمسم، واستعمل حقنة، واحتقنها فى كل أربعة أيام بمثله. ومنها
25
يوخذ حنظلة فتقور ويخرج حبها وتملأ دهن سوسن ويترك يوما وليلة، ثم يهيأ من الغذاء
26
على رماد حار حتى يغلى الدهن غليانًا تامًا، ثم يصفى ويحقن به القبل وهو فاتر، فان
27
هذا عجيب للازلاق الرطب.
28
وبعد مثل هذه الاستفراغات يجب ان يستعمل الادهان العطرة الحارة مروخات
29
ومزروقات، ومحتملات فى صوفات، والمعاجين الكبار، ودواء الكاسكبينج، والد
30
حمرثا والشجريناء فى كل ثلاثة أيام أوخمسة. وكذلك من دواء المسك، ودوا البزور.
3-853
1
وايضا يوخذ قشور الكندر والسعد مرضوضين من كل واحد جزء، ومن المر نصف جزء
2
يطبخ بستة أمناء ماء حتى يبقى الربع، ويصفى ويحقن منه باربع أواقى كل ثلاثة أيام
3
بعد ان يكون قد استفرغت الرطوبة قبلها.
4
ومن البخورات الجيدة: مقل، علك الانباط، وأشق، وشونيز مجموعة ومفردة
5
يستعمل بعد التنقية، ويحمل الزعفران، والسنبل، والمصطكى، والمر، والمسك،
6
والجندبيدستر، والمقل ونحوه فى دهن النازدين، أوشحم الأوز على صوفة خضراء و
7
يحتمل عقيب مايجب تقديمه أنفحة الأرنب، والأدوية الحافظة للجنين فى بطن الأم
8
اذا لم يكن أفة من مزاج حار أوورم ونحوه هى الأدوية القلبية، مثل الزرنباد، والذرونج،
9
والبهمنين، والمفرح، ودواء المسك، والمثروذيطوس.
10
دواء يمنع الاسقاط: يوخذ درونج، وزرنباد، وجند بيدستر، وحلتيت، وسك،
11
ومسك، وهيل بوا، وعفص، وطباشير من كل واحد درهم، زنجبيل عشرة دراهم، والشربة
12
من كل يوم مثقال بماء بارد. وحقن مسخنة من قبيل هذه. ومما ينفع فيه
13
السعتر، والبابونج، والحلبة، والشبث، والنانخواه، ونحوه.
14
|367rb46|فى تدبير الاسقاط وإخراج الجنين الميت
15
إنه قد يحتاج الى الاسقاط فى أوقات. منها عند ما تكون الحبلى صبية صغيرة،
16
ويخاف عليها من الولادة الهلاك. ومنها عند ما يكون فى فم الرحم أفة، وزيادة لحم
17
يضيق عن المولود الخروج فيقتل. ومنها عند موت الجنين فى بطن الحامل.
18
واعلم انه اذا تعسر الولادة اربعة أيام فقد مات الجنين، فاشتغل بتخليص الوالدة،
19
ولا تشتغل بحياة الجنين؛ بل اجتهد فى إخراجه. والا سقاط فقد تفعله حركات،
20
وقد تفعله أدوية والادوية تفعل بأن تقتل الجنين، وبأن تدر الحيض بقوة. وقد تفعل بالازلاق.
21
والقاتلة للجنين هى المرة، والمدرة للحيض هى ايضا المرة والحريفة. والمزلقات هى
22
الرطبة اللزجة تستعمل مشروبات ولحمولات.
23
ومن الحركات الفصد، وخصوصا من الصافن بعد الباسليق، وخصوصا
24
على كبر من الصبى، والاجاعة، والرياضة، والوثبات الكثيرة، وحمل الحمل الثقيل
25
والتقئيية، والتعطيس. ومن التدبير الجيد فى ذلك ان يدخل فى فم الرحم من الحبلى
26
كاغذ مفتول، أوريشة، أوخشبة مبرية بقدر حجم ريشة من اشنان، أو سذاب، او عرطنثيا،
27
او سر خس؛ فانها تسقط لامحالة، وخصوصا اذا لطخت بشى من الأدوية المسقطة
28
كالقطران وماء شحم الحنظل ونحوه.
3-854
1
والادوية المسقطة منها مفردة، ومنها مركبة. وقد ذكرنا المفردة فى جداول
2
الأدوية المفردة، والمركبة فى انقراباذين، لكنا نذكرها ههنا من الطبقتين ما هو أعمل
3
فى الغرض. أما من الادوية المفردة التى هى أبعد من شدة الحرارة فهى مثل الافسنتين
4
والشاهترج. وأما من الادوية المفردة الحارة فبزر الشيطرج وهو يشبه الحرف، وله رائحة
5
حريفة اذا احتمل أسقط. وحب الحرمل ايضا محمولا ومشروبا. ودهن البلسان اذا
6
احتمل اخرج الجنين والمشمية. والحلتيت والقنة قويان ايضا. وبخور مريم قوى فى هذا
7
الباب جدًا شربا وجمولا، حتى ان قوما زعموا ان وطى الحامل اياه يودى الى الإسقاظ
8
وعصارته يفسد الجنين طلاء على البطن، فكيف حمولا. وكذلك عصارة سائر العرطنيثات
9
وان سقى من الأشنان الفارسى وزن ثلاثة دراهم القت الجنين من يومه. واذا تناولت
10
من الكرمدانة دانقين القت الولد، وأورثت حرارة وحكة. وايضًا ان زرق طبيخ
11
شحم الحنظل فى الزراقة الموصوفة على شرطها او احتمل فى صوفة احتمالا صاعدا.
12
ومن الأدوية الجيدة الدارصينى اذا خلط بالفوه؛ فانه يسقط الجنين شربا أو إحتمالا،
13
ومع ذلك فانه يسكن الغثى. ومما له خاصية حافر الحمار فيما يزعمون انه اذا بخربه الجنين
14
الحى والميت أخرجه. وزبله اذا تدخن به فى قمع اخرج الميت بسرعة. وكذلك
15
التدخين بعين سمكة مالحة.
16
ومن الأدوية المركبة المشروبة فى ذلك دواء قوى فى الإسقاط، واخراج الجنين
17
الميت: يوخذ من الحلتيت وزن نصف درهم، ومن ورق السذاب اليابس ثلاثة دراهم،
18
ومن المردرهم، وهى شربة تسقى فى سلاقة الأبهل شربة بالغداة وشربة بالعشى. او
19
يوخذ من الزراوندو الطويل ومن الجنطيانا ومن حب الغار ومن المر والقسط البحرى
20
والسليخة السوداء وفوة الصبغ، وعصارة الافسنتين وقردمانا طرى حريف، وفلفل
21
ومشكطرا مشبع بالسوية. يشرب منه كل يوم مثقالان عشرة أيام.
22
ومن الأدوية الجيدة المسقطة بسهولة مع تسكين الغثيان: دارصينى وقردمانا
23
وأبهل عشرة عشرة، مرخمسة. والشربة ثلاثة دراهم كل يوم. وقد يسهل مع ذلك تنقية النفساء
24
واخراج المشيمة. وترياق الأربعة قوى فى الإسقاط واخراج الميت. وللطفل الميت: يوخذ
25
ثلاث أو اقى ماء السذاب، ومثله ماء الحلبة المطبوخة مع التين طبخا ناعما، وثلاثة
26
دراهم صعتر وتسقى؛ فانها تزلق الميت. وقد يسقى ماء بارد مقدار رطل، ويذر عليه
27
أوقية خطمى، وتسقى وتقيأ وتعطس. وتسقى ماء السذاب الكثير مع دهن الحلبة مطبوخة
28
بالتمر، ويصلح للمشيمة.
3-855
1
ومن الفرزجات: لب الكرمدانة يتخذ منه ومن الأشق فرزجة وتحتمل فرزجة قوية:
2
يوخذ من عصارة قثاء الحمار تسعة قراريط معجونة بمرارة الثور وتحتمل، فانه يخرج حيا
3
وميتا.
4
فرزجة لبولس: يوخذ خربق أسود، وميريزج، وزراويد مدحرج، وبخور
5
مرهم، <ولب الكرمدانة>، وحب المازريون، وشحم الحنظل، والاشق، يسحق الجميع
6
خلا الأشق؛ فانه يحل فى ماء ويجمع به الباقيه، وربما جعل معه مرارة الثور مجففة جزء،
7
ويتخذ منه فرازج. وايضا قوى جدًا. يوخذ نوشادر مسحوق وزن عشرة دراهم، أشق
8
ثلاثة دراهم، يعجن النوشادر بمحلول الأشق، ويتخذ منه فرازج، وتحتمل الليل كله
9
رافعة الرجلين على محاذ؛ ويزرق فيها ايضا مثل طبيخ الافسنتين، ومثل عصارة السذاب،
10
ومثل طبيخ الابهل، ودهن الخروع.
11
|367vb40|فى زراقة الرحم
12
يجب أن تكون الزراقة مثلثة الطرف، طويلة العنق بقدر طول فم الرحم من
13
لمراة المعالجة، ويجب ان يدخل فم الرحم، وتحس المراة انه صارفى فضاء داخل
14
الرحم، ويزرق فيها ما يقتل وما يزلق وما يخرج.
15
|367vb49|تدبير لبعض القدماء فى اخراج الميت
16
ان <أردنا> اخراج الجنين الميت وقطعه بالحديد اذا عسر ولادة المرأة فينظر
17
هل هى تسلم، أم هى غير سليمة. فان كانت ممن تسلم تقدمنا على علاجها؛ والافيبنغى
18
ان يمنع عن ذلك، فان المرأة التى حالها ردئية يعرض لها غشى مع سهر ونسيان، واسترخاء
19
وخلع. واذا صوت لهالاتكاد تجيب، واذا نوديت بصوت رفيع أجابت جوابا ضعيفا،
20
ثم يغشى عليها ايضًا. ومنهن من تتشنج مع تمدد، ويضطرب عصبها، وتمنع من الغذاء،
21
ويكون نبضها صغيرا متواترا.
22
وأما التى تسلم فليس يعرض لها شئى من ذلك فينبغى ان تستلقى المرأة عل سرير
23
على ظهرها، ويكون راسها مائلا إلى أسفل، وساقاها مرتفعتان، وتضبطها نساء من
3-856
1
كلى الجانبين، فان لم يحضرن هؤ لاء ربط صدرها بالسرير برباطات، لئلا ينجذب جسدها
2
عند المد، ثم تفتح القابلة سقف عنق الرحم وتمسح اليد الاخرى بدهن، وتجمع الاصايع
3
جمعا مستطيلا، وتدخل الى فم الرحم، وتوسع بها، ويصب عليه دهن وتطلب اين
4
تبتغى واين تغرز الصنارات التى تجذب بها الجنين، والمواضع المرتفعة لتغرز فيها الصنارات.
5
وهذه المواضع هى فى الجنين الذى ينزل على الرأس العينان، والفم، والقفا،
6
والحنك، وتحت اللحى والترقوة؛ والمواضع القريبة من الا ضلاع وتحت الشراسيف.
7
وأما الجنين الذى ينزل على الرجل فالعظام التى فوق العانة، والاضلاع المتوسطة و
8
الترقوة، ثم تمسك الالة التى تجذب بها الجنين باليد اليمنى، وتدخل اليد اليسرى وتخباء
9
الصنارة فيما بين أصابعها او تغرز فى احد المواضع التى ذكرناها، حتى تصل الى شىء
10
فارغ، وتغرز بحذاءها صنارة أخرى ليكون الجذاب مستويا، ولا تميل فى ناحية ثم يمد.
11
ولا يكون المد مستويا بالحذاء فقط، بل فى الجوانب ايضا كما يكون انتزاع الاسنان.
12
وينبغى فى خلال ذلك أن يرخى المد ثم تدخل السبابة مدهونة، واصابع كثيرة فيما بين
13
الرحم والجسم الذى قد احتبس، وتدار الاصابع حوله، فاذا تبع الجنين على ما ينبغى
14
فلتنقل الصنارة الأولى إلى موضع أرفع. وهكذا تفعل بالصنارات الأخر حتى يخرج
15
الجنين كله بالجذب، فان خرجت يد قبل غيرها، ولم يمكن ردها لانضغاطها فينبغى
16
أن تلف عليها خرقة لئلا يزلق، وتجذب حتى اذا خرجت كلها يقطع من الكتف. وهكذا
17
يفعل ان خرجت اليدان قبل غيرهما، ولم يمكن ردهما. وكذلك يفعل بالرجلين
18
اذا لم يتبعا سائر الجسد يقطعان من الاربية.
19
وان كان رأس الجنين كبيرا، وعرض له ضغط فى الخروج. وكان فى راسه
20
ماء مجتمع، فينبغى ان يدخل فيما بين الأصابع مبضع، اوسكين شوكى، او السكين
21
التى يقطع بها بواسير الأنف، ويشق بها الرأس لينصب الماء [ليضمر] وان لم يكن
22
ماء واحتجت إلى اخراج دماغه فعلت. فان كان الجنين عظيم الرأس بالطبع فينبغى
23
ان يشق الجمحمة، وتوخذ بالكليتين التى تنزع بها الاسنان والعظام ويخرج.
24
وان خرج الرأس وانضغط الصدر فليشق بهذه الألة المواضع التى تلى الترقوة حتى
25
يوصل الى عظام فارغة، فتنصب الرطوبة التى فى الصدر، وينضم الصدر. فان لم ينضم
26
الصدر فينبغى حيئنذ ان يقطع وتنزع التراقى؛ فانها اذا انتزعت اجاب حينئذ الصدر.
3-857
1
فان كان أسفل البطن وارما، والجنين ميت، اوحى فينبغى أن ينزع ايضا بمثل ما وصفنا
2
جميع ما فى جوفه.
3
واما الجنين الذى يخرج على الرجلين فجذبه يسهل، وتسويته إلى فم
4
الرحم يهون. فان انضغط عند البطن أو الصدر فينبغى حينئذ أن يجذب بخرقة،
5
ويشق على ما وصفنا، حتى ينصب ما فى داخله. فان انتزعت سائر الاعضاء وارتجع الرأس
6
واحتبس، فلتدخل اليد اليسرى، فتطلب بها الرأس ويخرج بالاصابع إلى فم الرحم
7
ثم تدخل فيها صنارة اوصنارتين من التى تجذب بها الجنين ويجذب. وان كان فم الرحم
8
قد انضم لورم حار عرض له فلا ينبغى ان يعنف به، بل ينبغى حينئذ ان يستعمل صب
9
الأشياء الدسمة كثيرًا والترطيب، والجلوس فى الأبزن، واستعمال الأضمدة، لينفتح
10
فم الرحم وينتزع الرأس كما قلنا.
11
فاما ما يخرج من الأجنة على جانب فان امكن ان يسوى فليستعمل المذاهب
12
التى ذكرناها. وان لم يمكن ذلك فليقطع الجنين كله داخلا، وينبغى بعد استعمال هذه
13
الأشياء استعمال انواع العلاج للاورام الحارة التى تحدث فى فم الرحم. فان عرض نزف
14
الدم عولج بما فى بابه.
15
|368rb27|تدبير الحامل بعد الاسقاط
16
اذا اسقطت المرأة الجنين فيجب ان تدخن بالمقل، والزوفرا، والحرمل،
17
وعلك البطم، والصعتر، والخردل الابيض ليسيل الدم ولا يغلظ فيحتبس ويوجع.
18
|368rb33|فى اخراج المشيمة
19
اما الحيلة التى تستعمل فيه من غير دواء فأن تعطس بشىء من المعطسات،
20
ثم تمسك المنخرين والفم كظمًا، فيتوتر البطن ويتمدد، وتزلق المشيمة. واذا ظهرت
21
المشيمة فليمد قليلا قليلا برفق؛ لاعنف فيه، لئلا تتقطع. فان خفت الا نقطاع فشد ما
22
تناوله اليد بفخذ المرأة شدًا معتدلا، واستعمل التعطيس. فاذا أبطأ سقوطها فلا تمدها
23
[مدا] بل شدها الى الفخذين شدًا من فوق بحيث لا تصعد. فاذا كانت ملتصقة بقعر
24
الرحم فليتلطف فى ابانتها بتحريك خفيف الى الجوانب لتسترخى الرباطات. ويجب أن
25
لايكون فى ذلك عنف أصلا. وفى ايداع فرجها بالمزلقات. فان لم يغن هذا التدبير
26
استعنت بالأدوية وبالبخورات.
3-858
1
واذا سقيت من الصباح الأدوية المسهلة من الحبوب وغيرها ولم تلد فيجب
2
أن تحسى وقت نصف النهار مرق اللوبيا والحمص بدهن الشيرج. فاذا أمست أمرتها
3
أن تتحمل شئيا من الحمولات التى نذكرها وتنام عليها. واذا أصبحت بخرتها ببعض
4
البخورات التى نذكرها، ثم عاودت سقى الدواء. فان لم تنتفع استعملت طلاء [على]
5
الظهر والسرة بماء السذاب معجونا بدقيق الشيلم. واذا اشتد الوجع وخصوصا فى البرد
6
جعلت فى الفرج دهنا مسخنا. وقد ذكر القدماء الأقدمون فى اخراج الجنين حيلة
7
فى باب الحركات، ونحن تركناها لقلة الرجاء معها.
8
|370ra46|تدبيرمن خرج من جنينها الرجل قبل الرأس
9
يجب ان تلطف وترد الرجل وتقبله باللطف حتى يستوى قاعدا، وتشيل ساقيه
10
قليلا قليلا حتى ينزل برأسه. فان لم بمكن شىء من ذلك شد الجنين بعصابتين وأخرج.
11
فان لم يمكن الا القطع فعل ذلك على قياس ما قيل فى الجنين الميت.
12
|370ra55|قدبير من خرج جنينها على جنبه
13
هو قريب من ذلك، ويسوى بالدفع الى فوق، والا جلاس والنكس بالرفق.
14
|370rb2|قدبير من تلد وفى رحمهاورم
15
تستعمل عليها القيروطيات والادهان ثم تعمل بها مار سمت لك ان تعمل بالسمان
16
من هئية الولادة وغيرها.
17
|370rb8|قدبير من عسر ولادها بسبب عظم الصبى
18
يجب أن تجيد القابلة التمكن من مثل هذا الجنين، وتلطف فى جذبه قليلا قليلا
19
فان انحج ذلك والا ربط بحاشية ثوب وجذبه جذبا رفيقا بعد جذب فان لم ينجع ذلك
20
استعملت الكللاليب وأخرج بها. فان لم ينجع ذلك أخرج بالقطع على مايسهل، ودبر
21
تدبير الجنين الميت.
22
وان كان احتباسها لشدة انسداد وانقباص من فم الرحم احتيل لتنفيسه اما
23
بالاصابع، واما بصب قيروطى حار مرخى فيه على أقرب هئية من نصبة الإمرأة يمكن فيها.
3-859
1
وربما كان انضجاعها أوفق لذلك. وقد يعين على ذلك مروخات وأضمدة ملينة من خارج
2
تحت السرة والقطن. وربما كفى لطخ اصابع القابلة، ثم دبر بالتدابير المعطسة، و
3
البخورات، والأبزنات، والمشروبات. واحتيل بكل الحيلة، فانها فى أدنى مدة تعفن
4
وتنتن. واستعن بالمدرات القوية، واستعمل لها آبزن طبيخ الاشنان؛ فانه يسقط. و
5
مما يسقطها ان يصب فى الرهم مرهم الباسليقون، فانه يعفنها ويخرجها واذا خرجت
6
استعملت دهن الورد ونحوه.
7
ومما يعين على إزلاقها ان يسقى ماء الرماد الطرى مذر وراعليه الخطمى، وان
8
تسقى وتحتمل شئيا من ذرق البازى. واستعمل عليها ما ذكر فى الادوية المسقطة للجنين،
9
والفرزجات، والبخورات. ومن البخورات الجيدة خربق أبيض يبخربه، وزبل الحمام
10
يبخربه، والزراوند يبخربه.
11
ومن القدماء من أمر القابلة أن تلف يدها بخرق وتدخلها وتاخذ المشيمة، وهذا
12
علاج مولم، فاذا لم تخرج المشيمة فانها تنفش، وتخرج بعد أيام الا ان النفساء
13
تعرض لها حالة خبيثة لا بخرة ردئية تصعد من المشيمة الى الدماغ والقلب والمعدة.
14
فيجب ان يستعان على أذاها بالبخورات العطرة، وبشرب الميسوسن ودواء المسك.
15
ويستعمل الطلاء على القلب والمعدة، والادوية القلبية العطرة.
16
وقال بعض القدماء فى إخراج المشيمة قولا حكيناه بلفظه. قال لاويبدوس:
17
فان بقيت المشيمة فى الرحم بعد اخراج الجنين فان كان فم الرحم مفتوحا، وكانت المشيمة
18
ملففة قد التفت، وصارت مثل الكرة فى جانب الرحم، فخروجها سهل، وينبغى ان
19
تسخن اليد اليسرى وتدهن وتدخل فى العمق، ويفتش بها حتى توجد المشيمة لاصقة
20
بعمق الرحم فينبغى أن يجذب لا على حذاء؛ لانا نخاف من ذلك انقلاب الرحم،
21
ولا يجذب شديدًا؛ بل ينبغى ان ينقل أولا برفق إلى الجوانب يمنة ويسرة، ثم يزاد
22
فى كمية الجذب؛ فانها تجيب حيئنذ، وتتخلص من الإلتصاق.
23
وان كان فم الرحم منضما استعمل انواع العلاج الذى ذكرنا لذلك. وان لم تكن
24
القوة ضعيفة فليستعمل أشياء تحرك العطاس، والبخورات الافاوية فى قدر. فان انفتح
25
فم الرحم فانك تدخل اليد وتخرجها على ما ذكرناه. فان لم تخرج المشيمة بهذه الأشياء
26
فلاتقلق من ذلك؛ فانها بعد ايام قليلة تتحل وتسيل كمثل مائية الدم؛ لكن لأن
3-860
1
رداءة رائحتها تصدع الردأس، وتفسد المعدة، وتكرب فبالحرى ان تستعمل الدخنة
2
وينبغى ان لا تقصر فى استعمال الدخنة بالاشياء الموافقة لذلك.
3
قال وقد جربنا فى ذلك دخنة الحرف والتين اليابس. وقال غيره قولا كتبناه
4
على وجهه ايضا. أمرأن تجعل ادوية حريفة كنحو السذاب، والفراسيون، والقيصوم،
5
ودهن السوسن، ودهن الحناء قد رما يبل الادوية اليابسة، تجمع ذلك فى قدرة جديدة
6
ويغطى رأسها، ويثقب فيها ثقبا صغارا، وتدخل فى الثقب انبوبة فيوضع تحتها النار،
7
فاذا غليت غلية واحدة فارفعها، وضعها على الجمر، وقربها الى الكرسى الذى تجلس
8
عليه المرأة، وتوضع الانبوبة فى فرجها، وتغطى بثياب كثيرة من نواحيها لئلا يخرج
9
البخار. وليتركوها على هذه الهئية ساعتين، حتى تستقبل المشيمة. فان لم يكف ذلك،
10
وضعف البخار عن اخراجها فعليك بالضمادات التى تسقط الاجنة، وان استعمالها بعد
11
البخار أقوى وأنفذ قوة.
12
فى منع الحبل
13
الطبيب قد يفتقر إلى منع الحبل فى الصغيرة و المخوف عليها
14
من الولادة، وهى التى فى رحمها علة، والتى فى مثانتها ضعف، فان ثقل الجنين
15
ربما أورث شقًا فى المثانة، فيسلس البول، ولم يقدر على حبسه الى أخر العمر. ومن
16
التدبير فى ذلك أن يؤمر عند الجماع بأن يتوقى الهئية المحبلة التى ذكرناها، ويخالف
17
بين الانزالين ويفارق بسرعة، ويؤمر أن تقوم المرأة مع الفراغ، وتثب الى خلف و
18
ثبات الى سبع وتسع فربما خرج المنى، فاما الطفروالوثبة الى قدام فربما سكن المنى،
19
وقد يعين على ازلاق المنى ان تعطس.
20
ومما يجب ان تراعيه ان تحتمل قبل الجماع وبعده القطران ويمسح به الذكر.
21
وكذلك بدهن البلسان واسفيذاج، وان تتحمل قبل وبعد شحم الرمان والشبث. و
22
احتمال فقاح الكرنب وبزره عند الطهر، وقبل الجماع وبعده قوى فى هذا؛ وخصوصا
23
اذا جعل فى قطران، أو غمس فى ماء فوتنج. واحتمال ورق الغرب بعد الطهر فى
24
صوفة، وخصوصا اذا كان مع ذلك مغموسا فى ماء ورق الغرب. وكذلك شحم الحنظل،
25
والهزارجشان، وخبث الحديد، والكرنب، والسقمونيا، وبزر الكرنب اجزاء سوا،
3-861
1
بجمع بالقطران ويحتمل. واحتمال الفلفل بعد الجماع يمنع الحمل. وكذلك احتمال
2
زبل الفيل وحده أومع التبخربه فى الاوقات المذكورة. ومن المشروبة ان يسقى من
3
ماء الباذروج ثلاث او اقى فيمنع الحبل.
4
فى الرحاء
5
انه ربما عرض للمرأة احوال تشبه احوال الحبالى من احتباس الطمث، وتغير اللون،
6
وسقوط الشهوة، وانضمام فم الرحم. وربما كان مع صلابة [ما]. وربما كان <ما>
7
فيه من الصلابة فى الرحم كلها. ويعرض انتفاخ الثديين وامتلاءهما. وربما عرض تورمهما،
8
وتحس فى بطنها حركة كحركة الجنين، وحجم كحجم الجنين، ينتقل بالغمز يمنة ويسرة.
9
وربما بقيت الصورة كذلك سنين أربعا وخمسا. وربما امتدت الى آخر العمر ولم يقبل
10
العلاج. وربما عرض لها كا الاستسقاء وانتفاخ البطن، ولكن الى صلابة لا إلى طبلية
11
تصوت ضرب الطبل. وربما عرض طلق ومحاض، ولا يكون مع ذلك ولد؛ بل ربما
12
كان السبب فيه تمددًا وانتفاخًا فى عروق الطمث فلا تضع شئيا. وربما وضعت قطعة
13
لحم لها صورة مالا تضبط اصنافها. وربما كان ما يخرج ريحا فقط. وربما كان فضولا
14
اجتمعت فتخرج مع دم كثير مما احتبس. والرحاء من جميع هذا هو القسم الثانى،
15
وهو بعينه المسمى مولى، ولا يقال لغير ذلك مولى ويسمى بالفارسية ''بار دروغى''.
16
والسبب فى تولد هذه القطعة من اللحم على ما يحدس سببان: احدهما كثرة
17
مواد تنصب اليها مع شدة حرارة. والثانى جماع يشتمل فيه الرحم على ماء المرأة، وتمده
18
بالغذاء ولفقدان القوة الذكرية لايتخلق.
19
ومن العلامات المميزة بين الرحاء من هذه الاصناف وبين الحبل الحق ان ذلك
20
الشىء انما يتحرك وقتًا ما، ثم بعد ذلك لا يتحرك، وتكون صلابة البطن معه أشد من
21
صلابة بطن الحبلى بالولد الحق، وتكون المرأة يداها ورجلاها مترهلتين جدًا مع دقة.
22
والعلامات المميزة بين هذه الاصناف الأخر وبين الرحاء ان الرحاء يوهم انه جنين، و
23
يحسن بجسم مضمد فى الرحم.
3-862
1
وكثيرا ما يعرض من الرحاء ما يعرض من ورم الرحم من اعراض القولنج
2
لتضييقيه على الاعور فيحدث وجعا شديدا. على انه كثيرًا ما صحب الرحاء شى من أوجاع
3
القولنج. وقد ينتقع فى القولنج الرحائى بالتمزى والشهرياران ونحوه؛ فانه يحل ذلك
4
الوجع. ومع ذلك فانه يخرج ذلك الرحاء.
5
العلاج: التدبير فيه قلة الحركة، وترك الرياضة، والاستلقاء نائما، مقلا للاسافل،
6
ومنع المواد عن الجانب الأسفل. وان احتيج الى فصد واستفراغ وقئى فعل. ويعالج
7
بسائر العلاجات [اعنى] بعلاج الاورام الجاسية، وبالمرخيات اضمدة، وكمادات،
8
ونطولات، وأبزنات، وبما يسقط بعد ذلك. فربما تحللت المادة الفاعلة للرحاء وما أشبهها،
9
وربما أسقطها. وكثيرًا ما يكفى المهم فيه سقى لوغوذيا ودهن الكلكلانج شديد المنفعة
10
فى ذلك.
11
|369ra54|الاشكال الطبيعة وغير الطبيعة للولادة
12
الشكل الطبيعى للولاد، ان يخرج على رأسه محاذيا به فم الرحم من غير ميل،
13
ويداه مبسوطتان على فخذيه؛ وماسوى ذلك غير طبيعى. وأقربه منه ان يخرج على رجليه
14
و يداه مبسوطتان على فخذيه. فان مال الرأس عن المحاذاة، أو زالت اليدان عن
15
الفخذين، وخرج الرجلان، واحتبس اليدان فهو ردئى. وهئيات الخروج الردئى ربما
16
فتلت الجنين والأم. وربما تخلصت منها الأم، ومات الجنين، لما يصيبه من المشقة،
17
ويعرض له من التورم خارجا اذا طال، ولم يسكن فى ثلاثة أيام. وقد يودى الى أورام
18
للرحم قاتلة فيتخلض الجنين، وتموت الام. وربما اختنق فى أمثالها الصبى، ومات
19
اختناقا.
20
|369rb12|فى عسر الولادة
21
عسر الولاد اما ان يكون بسبب الحبلى، واما بسبب الجنين، واما بسبب الرحم،
22
أو بسبب المشيمة، أو بسبب المجاورات والمشاركات، أوبسبب وقت الولادة، واما
23
بسبب القابلة، واما باسباب بادية.
24
واما الكائن بسبب الحبلى فان تكون ضعيفة قاست أمراضا وجوعًا، أو كانت
25
جبانة، أو غير معادة الحمل والوضع، بل هو أول ما تلد، فيكون فزعها اكثر، ووجعها
26
أشد، او عجوز ضعيفة وتكون كثيرة التخم، أو شديدة السمن ضيقة المازم لا ينبسط
3-863
1
مازمها، ولا تقوى على تزحر وعصر شديد للرحم بعضلات البطن، أو تكون قليلة الصبر
2
على الوجع، أو تكون كثيرة التقلب والتململ، فيودى ذلك إلى سبب أخر، وهو تغير
3
شكل الصبى عن الموافقة.
4
وأما الكائن بسبب المولود فاما بحسبه فان الانثى بالجملة أعسر ولادة من الذكر،
5
واما لكبره او لكبر رأسه، او لغلظ جرمه، أو لصغره جدا، أو خفته فلا يرسب بقوة،
6
او لتغير جبلته عن الاستواء السهل الزلوق مثل الذى له رأسان، أو مزاحمة عدة من الاجنة
7
له؛ فانه ربما كان فى بطن واحد خمسة؛ بل ربما كان عدة اكثر من ذلك صغار مختلفة.
8
وربما كان عدة كثيرة جدا فى كيس. وقد يكون العسر بسبب انه ميت فلا معونة
9
من قبل حركاته، أو ضعيف قليل المعونة من قبل حركاته، وقد يكون العسر بسبب
10
أن شكل خروجه غير طبيعى، مثل أن يخرج على رجليه، أو على جنبه أويده، أو منطويا،
11
أوعلى ركبتيه وفخذيه؛ وذلك لفساد حركة الجنين، أو لكثرة تقلب الوالدة. ومما
12
يومن عنه أن يكون الطلق والوجع مائلا الى أسفل، ويكون التنفس حسيا.
13
واما الكائن بسبب الرحم فانه يكون الرحم صغيرا يضيق فيه المجال؛ أو يكون
14
يابسا جدًا لا مزلق فيه؛ أو يكون فمه ضيقا جدا فى الخلقة او لالتحام عن قروح
15
وسائير اسباب الضيق؛ أو يكون به مرض من الأمراض الردئية كالفلغمونى، أو قروح،
16
اوشقاق، أو بواسير فى فم الرحم، أو تكون قد كانت رتقاء فشق الصفاق عن فم الرحم
17
شفًا غير مستوفى، وكان حالها كحال ضيقة فم الرحم فى الخلقة.
18
وأما الكائن بسبب المشيمة فهو أن تكون المشيمة لا تنخرق لغلظها فلا يجد
19
الجنين مخلصا، او تنخرق بسرعة، وتخرج الرطوبات قبل موافاة الجنين المخلص، فلا
20
يجد مزلقا.
21
وأما الكائن بسبب المجاورات فأن يكون فى المثانة ورم أو أفة أخرى من ارتكازبول
22
وغير ذلك؛ أو يكون فى المعاء ثقل يابس كثير، أو ورم، أو قولنج من جنس أخر،
23
او بواسير، أوشقاق مقعدة، ومثل أن يكون الخصر من المرأة دقيقا.
24
وأما الكائن يسبب وقت الولادة فهو أن يكون الجنين اسرع فى محاولة الولادة
25
وشدد فيها، ولم يرعه أذى، يصعب الامر عليه كما يكون ذلك كثيرا، بل ألح فيعرض
26
ان تعسرت الولادة؛ لان قوته وان كانت قوية بحسب اللحاجة فهى ضعيفة بحسب
27
الحاجة.
3-864
1
وأما الكائن لأسباب بادية فمثل أن يشتد البرد فيشتد انقباض اعضاء الولادة،
2
ولذك يكثر فى البلاد الشمالية والرياح الشمالية، ويكون فى البلدان والفصول الباردة
3
أعسر. وربما أدى مثل هذا العسر إلى انبقار البطن وإنبعاج المراق، أو يشتد الحر
4
فيشتد استرخاء القوة، أو يصيبها غم، ومثل أن تكون المرأة كثيرة التعطر وشم الطيب
5
فيكون رحمها دائم الانجذاب الى فوق؛ فلذلك لا يجب عند تعسر الولادة وسقوط القوة
6
ان تشم الطيب فوق امساس الحاجة فى استرداد القوة ان سقطت.
7
وكثيرا ما يؤدى عسر الولاد من الأسباب المذكورة، ومن البرد المقبض المكثف
8
ان تنقطع العروق فى الصدر والرية فيودى الى نفث الدم والسعال السلى؛ وربما أدى
9
الى انقطاع العصب والعضل لشدة ما يعرض من التمدد مع قلة المواتاة لفقدان اللين
10
واللدونة فيودى الى الكزاز. وقد يبلغ الأمر فى بعضهن الى أن تنشق فيه مراق البطن
11
وذلك اذا افرط التكاثف.
12
|369va40|علامة العسر والسهولة:
وان مال الوجع قبل الولادة وعندها الى قدام وإلى13
البطن والى العانة سهلت الولادة، وان مال الى خلف وإلى الصلب صعبت الولادة.
14
تدبير من ضربها المخاض: اذا أقربت الحبلى فالواجب ان تديم الاستحام
15
والأبزن؛ وأفضله ان يكون خارج الحمام لئلا تضعف فيرخى، وأن تستعمل تمريخ العانة
16
والظهر والعجان بمثل دهن الشبث والبابونج والخيرى وغيره، وتديم احتمال الطيب
17
وتصب فى عجانها القيروطيات الرقيقة، والادهان المرخية، واللعابات المرخية،
18
وإهال مثل شحوم الدجاج، والإوز المسنة مفترة [غير] مبردة، وهى الى الحرارة اقرب
19
خصوصا اذا كانت يابسة الفرج او البدن كله مع الفرج. ويجب ان تسقى العسرة
20
الولادة شهرا واحدا كل يوم على الريق اللعابات: مثل لعاب حب السفرجل مع لعاب بزر
21
الكتان؛ وكذلك تسقيها فى أيام المخاض من ماء الحلبة، ويجعل غذاءها من البقول
22
الملينة، والاسفيذباجات، واللحوم السمينة، والدجاج المسمنة، ويحرم عليها القوابض
23
ويجب أن يبخر فرجها بالمسك والعطر.
24
فاذا حضرت الولادة وأخذ المخاض أكلت شئيا قليل القدر كثير الغذاء، وشربت
25
عليه شرابا ريحانيا. ثم يجب ان تجلس المرأة ساعة، وتمد رجليها، ثم تستلقى على ظهرها
26
ساعة، ثم تقوم دفعة، وتصعد فى الدرج، وتنزل وتصيح فاذا انفتح فم الرحم قليلا
27
ثم أخذ يزداد ينفتح فيجب ان تتزحر ما أمكنها، وخصوصا عند انشقاق الصفاق، و
28
تتكلف العطاس، وتفتح فمها ما أمكنها، وتستدخل هواء كثيرا تستنشقه اكثر ما يمكنها؛
29
فان هذا يخرج الجنين والمشيمة. وأفضل ما تجلس عليه عند الوضع الكرسى والمسند
30
من خلفها، وذلك بعد انفتاح الرحم.
3-865
1
فان كانت المرأة سمينة انبطحت وطأطأت رأسها، وادخلت ركبتها تحت بطنها
2
ليستوى فم الرحم مع فرجها، ثم تمسع فرجها بالملينات المذكورة، ويجب ان يوسع
3
ويفتح الاصابع، فاذا فعل ذلك وضغط بطنها ولدت بسرعة ولادة ذوات الاربع. فاذا
4
ظهرت المشيمة، وعلم أن الجنين قد قرب، فان لم ينشق لغلظه فيجب أن يشق بالأظفار
5
أو بالألة الأسية الماخوذة بين الأصابع برفق لا تصيبن فتوذيه حتى ينشق وتسيل الرطوبة،
6
ويزلق الجنين. فان استعجل انشقاق المشيمة والجنين غير مواف منكبًا على المخلص
7
وطالت المدة، ويبس الفرج اتبع ذلك بصب المزلقات، والقيروطيات الرقيقة، و
8
اللعابات فى الفرج، والشحوم المذابة، وبياض البيض وصفرته.
9
|369vb46|باب فى التدبير من تعسر عليها الولادة من غيرسبيل الأدوية
10
اذا عسرت الولادة فشمها الروائح اللذيذة بقدر قليل ان كانت القوة ضعيفه
11
ونحسيها ماء اللحم، و<غذها> الاغذية الجيدة القليلة القدر، مثل النيمبرشت ونحوه،
12
وتسقيها اقداحا من الشراب الريحانى الطيب، ثم تجلسها وعدل مجسلها. ان كان
13
شتاء فأوقد نارا كثيرة، وان كان صيفا فروحها، واجلسها الى شراسيفها فى الماء الفاتر
14
إلى الحرارة ما هو، خصوصا <فى> قمقم ماء طبخ فيه عشر حزم فوتنج؛ وحملها
15
شيافة من مثل المر، ومرخ <عانتها> واعضاء ولادها وصلبها بالقيروطى والشحوم مفترة،
16
وخصوصا ان كان السبب البرد. وكذلك اللعابات استعملها والمزلقات.
17
وربما احتجت ان تحقنها به فى فرجها بأن تأمر أن توضع تحت وركها وهى
18
مستلقية وسادة، ويشال رجلاها، ويفجج بين فخذيها ما امكن، وتصب فيها المزلقات
19
وغيرها بزرق بالغ فى انبوبة طولها طول الرحم وزيادة، وتدعها ساعة الى أن تشهد النساء
20
بان فم رحمها قد انفتح، وان الرطوبات قد اخذت تسيل فحينئذ عطسها واصعدها،
21
واجلسها على الكرسى، وأمر بان تعصر أسفل بطنها، وكلفها التزحر، واغمز خاصرتها
22
فانها ستلد.
23
وربما احتيج الى ان يفتح فرجها باللولب ليظهر فم رحمها وينفتح. ويجب ان
24
نجرب عليها الأشكال من الانبطاح والبروك والاستلقاء وغير ذلك. وتأمل اى ذلك
25
يقرب رأس الولد من الفرج ويسهل الولادة. واياك ان تمكن قابلة ان تعنف فى القبول.
26
|370rb19|تدبير من عسرعليها ولادها بسبب موت الجنين اولسؤ شكله الذى لايرجى معه حياته
27
يستعمل الأدوية المخرجة للجنين الميت مما قيل ويقال. فان لم ينجع ذلك علق
28
صنانير وقطع اربا اربا وأخرج واستعجل فى ذلك قبل ان ينتفخ. فان كان الرأس عظيما
29
وأمكن شدخه، أو قطعه ليسيل ما فيه فعل.
3-866
1
|370rb29|تدبير غشيها
2
يرش الماء على وجهها ان لم يخف رجوع الولد وتنعش قوتها بالتعطير وايجارها
3
ماء اللحم بالشراب والأفاوية.
4
|370rb34|الأدوية المهسلة للولادة:
جميع الأدوية التى تخرج الديدان وحب القرع5
فانها تخرج الجنين. واذا سقيت المرأة من قشر الخيار شنبر اربعة مثاقيل ولدت مكانها
6
وسقى الحلتيت والجندبادستر جيد بالغ. وسقى الدارصينى جيد بالغ، فانه يسهل الطلق
7
والولادة. وايضا طبيخ ورق الخطمى الرومى بماء وعسل مما يسهل الولادة جدًا.
8
وماء الحلبة يسهل الولادة. وايضا دواء جيد بالغ، وهو ان يوخذ برشاؤ شان فيداف
9
مسحوقا بشراب وشىء من دهن ويسقى. وكذلك المشكطرا مشيع.
10
حب جيد هو لبعض متقدمى المحدثين، وادعاه بعض المتاخرين: الدارصينى
11
والأبهل من كل واحد عشرة دراهم، السليخة الجيدة وزن سبعة دراهم، القرفة، والمر،
12
والزراوند المد حرج، والقسط المر من كل واحد خمسة دراهم، الميعة والأفيون من
13
كل واحد درهمان، المسك وزن ربع درهم، يتخذ منه حب، ويسقى ثلاثة مثاقيل فى
14
أوقيتين من الشراب العتيق؛ والاحب الى ان يقلل الأفيون، ويقتصر منه على وزن درهم
15
<واحد>.
16
حب آخر جيد: يوخذ من الأبهل وزن عشرة دراهم، ومن السذاب وزن خمسة
17
دراهم، ومن حب الحرمل وزن اربعة دراهم، ومن الحلتيت والأشق والفوه من كل واحد
18
وزن ثلاثة دراهم، يتخذ منه حب ويشرب منه ثلاثة دراهم فى طبيخ مدر للطمث؛ مثل
19
طبيخ الأبهل والمشكطرا مشبع والفوه، أو فى طبيخ اللوبيا الأحمر، أوفى عصير السذاب.
20
حب أخر جيد: ابهل درهمان، حلتيت نصف درهم، أشق نصف درهم،
21
فوه نصف درهم وهو شربة. وايضا زراوند طويل، فلفل، مر بالسوية يتخذ منه حب
22
والشربة منه ثلاثة دراهم كل يوم بأوقية ماء الترمس، وهو مسقط مسهل للولاد، منق للرحم
23
بقوة. ومثل ذلك فى أحواله: مقل أزرق ومر ابهل يتخذ منه بنادق ويشرب، يسقط و
24
يسهل الولادة.
25
معجون جيد جدا. قيل انه لا يعدله شىء: يوخذ مروجند بيدستر وميعة من كل واحد
26
مثقال، دارصينى نصف مثقال، ابهل نصف مثقال يعجن بعسل، والشربة منه مثقالان.
27
والأجود أن يسقى فى شراب فانه غاية.
3-867
1
ضمادات واطلية: يوخذ طبيخ شحم الحنظل وعصارته الرطبة أجود، ويخلط
2
به عصارة السذاب، ويجعل فيه شىء من المر، ويطلى به العانة الى السرة.
3
حمولات قوية فى انزال ما ينفصل: تغمس صوفة فى عصارة شحم الحنظل
4
وعصارة السذاب وتحتمل. أو يحتمل الزراوند فى صوفة، أو يحتمل بخور مريم، أو
5
ميويزج، أو قثاء الحمار، أوكندس أو يحتمل أشياف من الخربق، أو يحتمل شئيا من
6
ماء الخربق والجاؤشير، ومرارة الثور، فانه ينزله حيا وميتا.
7
أدوية تفعل بالخاصية. يجب على العسرة الولادة أن تمسك فى يدها اليسرى
8
مغناطيس، أويطلى بطنها برماد حافر حمار، فانه غاية، أو يبخربه. وكذلك حافر
9
الفرس. وكذلك التبخر بعين السمكة المالحة. قيل: وان علق البسد على الفخد اليمنى
10
ينفع من عسر الولادة. وقيل ان علق على فخذها الا صطرك الافريقى لم يصبها وجع.
11
وقيل ان سحق الزعفران وعجن، واتخذ منه خرزة، وعلق عليها طرحت المشيمة.
12
الدخن. دخنها بالمر فانه جيد. وايضا مر، وقنة، وجاؤشير معجون بمرارة البقر،
13
ويبخر منه بمثقال، أو يوخذ كبريت أصفر، ومر أحمر، ومرارة بقر، وجاؤشير،
14
وقنة يبخربها: والتبخير بسلخ الحية أو بخرء الحمام سهل. وربما قتل التبخر الحية
15
والتبخير بالجاؤشير وحده مسهل، وبذرق البازى.
16
تدبير المولود كما يولد: هذا شئى قد فرغنا منه فى الكتاب الكلى فينظر من
17
هناك.
18
|370va56|أحوال النفساء
19
النفاس لايمتد فى الذكران الى اكثر من ثلاثين وفى الاناث الى اربعين يومًا
20
فما فوقه بقليل. وتعرض للنفساء أمراض كثيرة كالنزف واحتباس الدم، فيودى النزف
21
إلى سقوط القوة، ويؤدى احتباس الطمث إلى حميات صعبة والى أورام صعبة.
22
وقد يعرض لها كثيرًا جراح من الولادة <العسرة>. وقد يعرض لها انتفاخ بطن وربما
23
هلكت. ودم النفاس أشد سودًا من دم الطمث، لانه أطول مدة إحتباس.
24
|370vb12|تدبير كثرة دمها:
اذا كثر نزف دم النفساء يجب ان تعصب يداها، وتوضع25
على بطنها خرقة مبلولة بخل، وتحتمل شيافات من مثل الجلنار، والكهربا، والورد،
26
والكندر بالشراب العفص. وينبغى ان تجتنب الادوية الكاوية، فانها ردئية للرحم لعصبا
27
نيتها. ومما له خاصية فى ذلك على ما قيل هو تعليق زبل الخنزير فى صوفة، ويعلق فى
28
فخذها.
3-868
1
تدبير قلة دمها: اذا وضعت أو أسقطت وخفت ان دمها يقل، أو ظهر ذلك
2
فالصواب أن تجتهد فى ادرار دمها وترقيقه، فانه ان احتبس احدث أوراما. والتعطيس
3
نافع فى ذلك ايضا. ومن الأدخنة فى ذلك ان تبخر بالحرمل، وبالخردل، والمقل، والمر.
4
وايضا التدخين بالسمكة المالحة، أوبحافر فرس أوحمار. فان لم يغن ذلك فلا بدمن
5
فصد الصافن ليخرج الدم، ويمنع ضرر الامتلاء والتورم، وربما أدر. وفصد عرق مأبض
6
الركبة أقوى.
7
تدبير حمياتها: ماء الشعير نافع لها؛ فانه مع ذلك لا يحبس الطمث، وكذلك
8
الرمان الحلو. واكثر حمياتها لاحتباس الطمث، فاذا عولجت بفصد الصافن انتفعت به.
9
تدبير انتفاخ بطنها: تسقى الدحمرثا، وتسقى الكلكلاج، وتسقى السكبينج
10
الصغير، والمصطكى بالسوية.
11
تدبير جراحها: تعالج بالمرهم الابيض ونحوه من المراهم الصالحة للجراحات
12
العذب مفترًا.
13
تدبيرجراحها: تعالج بالمرهم الابيض ونحوه من المراهم الصالحة للجراحات
14
على الاعضاء العصبية.
15
|370vb56|المقالة الثالثة
16
فى سائر أمراض الرحم سوى الاورام وما يجرى مجراها
17
فى احكام الطمث: الطمث المعتدل فى قدره وفى كيفيته، وفى زمانه الجارى
18
على عادته الطبيعة فى كل مدة، هو سبب لصحة المرأة ونقاء بدنها عن كل ضار بالكم
19
والكيف. ويفيدها العفة، وقلة الشبق. والمقدار المعتدل للاقراء ان تطمث المرأة
20
فى كل عشرين يومًا الى ثلاثين يوما. واما فوق ذلك ومادونه الذى يقع فى الخامس
21
عشر وفى السابع عشر فغير طبيعى.
22
واذا تغير الطمث عن حاله الطبيعية كان سببا لامراض كثيرة، وقلما يتفق أن
23
يتغير فى زمانه، ومن مضار تغير الطمث الى الزيادة ضعف المراة، وتغير سحنتها،
24
وقلة اشتمالها، وكثرة إسقاطها، وولادها الضعيف الخسيس اذاولدت.
3-869
1
واما احتباس الطمث وقلته فانه يهيج منها امراض الا متلاء كلها، ويهيئها للاورام
2
وأوجاع الرأس وسائر الاعضاء، وظلمة العين، وكدر الحواس، والحميات. و
3
يكثر معه امتلاء أوعية منيها، فتكون شبقة غير عفيفة وغير مائلة للولد من الحبل لفساد
4
رحمها ومنيها. ويودى بها الأمر الى اختناق الرحم، وضيق النفس، واحتباسه، و
5
الخفقان، والغشى. وربما ماتت. ويعرض لها الأسر والتقطير لتسديد المواد. وقد
6
يعرض لها نفث الدم وقئيه، وخصرصا فى الابكار واسهاله. وتختلف فيها هذه الادواء
7
بحسب اختلاف مزاجها. وان كانت صفراوية تولد فيها أمراض الصفراء. وان
8
كانت سوداوية تولد فيها أمراض السوداء. وان كانت بلغمية تولد فيها امراض البلغم.
9
وان كانت دموية تولد فيها أمراض الدم.
10
ومن النساء من يعجل ارتفاع طمثها فيكون فى خمس وثلاثين وأربعين من
11
عمرها. ومنهم من يتاخر ذلك فيها الى ان توافى خمسين سنة. وربما أدى احتباس
12
الطمث الى تغير حال المرأة الى الرجولية على ما قلنا فى باب احتباس الطمث. وربما
13
ظهر لمن ينقطع طمثها لبن فيدل على ذلك. وقد يقع احتباس الطمث لانفتال الرحم.
14
|371ra52|فى إفراط سيلان الطمث
15
الافراط فى ذلك قد يكون على سبيل دفع الطبيعة للفضول، وذلك محمود إذا
16
لم يؤد إلى فحش افراط، وسيلان غير محتاج إليه. وقد يكون على سبيل المرض
17
امالحال فى الرحم، أولحال فى الدم. والكائن لحال فى الرحم اما لضعف فى الرحم
18
واوردته لسؤ مزاج <ما> أو قروح، وآكلة وبواسير، وحكة، وشقاق. واما لانفتاح
19
افواه العروق وانقطاعها، او انصداعها لسبب بدنى، او خارجى من ضربة، أو سقطة،
20
او نحو ذلك؛ أو سؤ ولادة أو عسرها، أو لشدة الحمل.
21
وأما الكائن بسبب الدم فاما لغلبته وكثرته، وخروجه بقوته لا بقوة الطبيعة و
22
إصلاحها. فقد ذكرنا الذى يكون بتدبير الطبيعة، وهما مختلفان وان تقاربا فى انهما
23
لايحبسان الا عند الاضعاف. واما لثقل الدم على البدن لضعف البدن وان لم يكن
24
الدم جاوز الإعتدال فى كميته وكيفيته واما لحدة الدم أورقته، أولطافته. واما لحرارة اولكثرة
25
المائية والرطوبة؛ على ان كل نزف فانه يبتدئى قليلا رقيقا، ثم ياخذ لا محالة إلى غلظ
26
ويستمر غلظه، ثم ينحدر فيصير الى الرقة والقلة والمائية. وهذا هو الحال فى كل نزف
27
دم بأى سبب كان.
3-870
1
والسبب فى ذلك هو ان افواه العروق ومسالك الروح تكون [فى] أولها
2
ضيقة، وفى أخرها تضيق ايضا، ويقضمها اليبس. فاذا أفرط النزف تبعه ايضا ضعف
3
الشهوة، وضعف الإستمراء، وتهيج الأطراف والبدن، ورداءة اللون؛ وربما أدى الى
4
الإستسقاء. وربما ادى كثرة خروج الدم الى غلبة الصفراء فتعرض حميات صفراوية
5
لذاعة؛ ولاشتعال الحرارة اللذاعة التى كانت تتعدل بالدم تعرض قشعريرات. واذا
6
عرضت هذه الحرارة زادت فى سقوط الشهوة للطعام الذى أوجبه ضعف المعدة لفقدان
7
الدم. ويعرض وجع فى الصلب لتمدد الأعصاب الموضوعة فى ذلك المكان. وقد
8
يكشر نزف الأرحام مع كثرة الا مطار.
9
العلامات: اما ما كان على سبيل دفع الطبيعة فعلامته ان لا يلحقه ضرر، بل
10
يؤدى الى المنفعة، ولا يصحبه أذى، ولا تغير من القوة، واكثر ما يعرض فى المنعمات
11
واما ما كان سببه الامتلاء العام [سواء] دفعته الطبيعة أو غلب فاندفع فعلامته امتلاء الوجه
12
والجسد، ودرور العروق، وغير ذلك من علامات الامتلاء. وقد يكون معه وجع
13
وقد لا يكون. ومالم يضعف لم يحبس. ويعرف الغالب مع الدم بأن يجفف الدم،
14
ثم تتأمل هل لونه الى بياض، أو صفرة أو سواد، أو قرمزية فتستفرغ الخلط الذى علمت
15
معه ايضا.
16
وأما الكائن بسبب ضعف الرحم وانفتاح عروقه فيدل عليه خروج الدم صافيا
17
غير موجع. وأما ان كان سببه حدة الدم عرف بلونه، وحرقته، وسرعة خروجه، وقلة
18
انقطاع خروجه.
19
وأما الكائن بسبب رقة الدم عن مائية ورطوبة فيكون الدم مائيا غير حاد وتضرر
20
بالقوايض؛ وربما ظهر عليها كالحبل، وربما ظهر عليها كالطلق فتضع رطوبة، ويكون
21
عضل بدنها شديد الترهل، كانه لبن بعد يريد أن ينعقد [جينًا] وربما ضرها المعالجات
22
المدرة بحرارتها فتزيد فى مائية الدم.
23
وأما الكائن عن قروح فيكون معه مدة ووجع. وأما الكائن عن الا كلة فيخرج
24
قليلا قليلا أسود كالدردى، وخصوصا اذا كان عن الأوردة دون الشرائين. فاذا كانت
25
الاكلة فى عنق الرحم كان اللون أقل سوادًا. واذا كان هناك وعند فم الرحم
26
أمكن ان يمس.
3-871
1
وأما الكائن عن البواسير فيكون له ادوارغير ادوار الحيض؛ وربما لم تكن له ادوار؛
2
بل كان يتبع الامتلاء، وتكون علامات البواسير فى الرحم ظاهرة، ويكون الدم فى
3
الاكثر اسود؛ الا ان يكون عن الشرائين. وربما كان الباسورى قطرة. وكثيرًا ما يصحب
4
البواسير فى الرحم صداع، وثقل رأس، ووجع فى الأحشاء والكبد والطحال. واذا
5
سال الدم من تلك البواسير زال ذلك العرض.
6
علاج نزف الدم وفى أخره علاج الاستحاضة: اما الكائن على سبيل دفع الطبيعة،
7
والكائن عن الامتلاء وثقل الدم على البدن فينبغى ان لايحبس حتى يخاف الضعف.
8
وربما اغنى الفصد عن إنتظار ذلك لدفعه الإمتلاء وجذب المادة الى الخلاف. واذا
9
كان السبب المادة الصفراوية استفرغ الصفراء خصوصا بمثل الشاهترج والهليلج لما
10
فيها من قوة قابضة.
11
وان كان السبب المائية وإحدارها وجدبها إلى الخلف فتسقى صمغ عربى
12
وكثيراء. وان كان السبب ضعف الرحم جمع إلى الأدوية القابضة أدوية مقوية بعطريتها
13
وبخاصيتها. وان كان السبب قروحا عولجت بأدوية مركبة من مغرية وقابضة ومخدرة.
14
والبواسير تعالج بعلاج البواسير وبزر الكتان بالماء الحار.
15
ويجب ان تراعى اوقات الراحة ان كانت هناك ادوار فيعالج حيئنذ، وفى
16
أوقات الادوار يعتمد على التسكين. فاذا أفرط النزف وجب ان تربط اليدان من أصل
17
العضدين والرجلان من أصل الفخذين عند الاربتيين، ثم توضع المحاجم فى أسفل
18
الثدى، وحيث تسلك العروق الصاعدة من الرحم الى الثدى وتمص، وتختار محاجم
19
<كبار> عظام؛ فانها تحبس الدم فى الوقت، ثم يجب ان تتبع بسائر العلاج. وربما
20
حبس النزف وضع المحاجم [على] مابين الوركين.
21
ويجب ان تغذى المنزوفة بمثل صفرة البيض النيمبرشت، وكل سريع الهضم
22
مقو. فربما احتيج إلى ان تغذى بماء اللحم القوى وقد حمض بالسماق. وأما الكباب
23
والأشوية الطيبعة من اللحم الجيد فلا بد منه وكذلك الا خبصة الرطبة من السويق،
24
والنشاء والشراب الحديث الغليظ الحلو القليل، وتجنب العتيق الرقيق. وربما وافقها
25
نبيذ العسل الطرى.
26
وأما الأدوية المشتركة، وخصوصا للنزف الحاد الحار فان لسان الحمل أجودها؛
27
بل لانظير له؛ وربما قطع النزف البتة شربًا وزرقًا، وهو ينفع من المزمن ومن غير المزمن،
28
وشرب الخل ايضا. واستعمال الكافور شربًا وإحتمالا. ومما ينفع من ذلك سقى اللبن
3-872
1
المطبوخ بالحديد المحمى فيه خبث الحديد طبخًا جيدًا يسقى مع بعض القوابض كل
2
يوم ثلاث أواقى. ورب حماض الاترج جيد جدًا. وكذلك سقى الصمغ العربى مع
3
الكثيراء، وبزر الكتان بماء حار، وأقراص الطباشير بالكافور نافع لها جدا. وأقراص الجلنار.
4
صفة دوآء بالغ النفع: [مومياى] طين مختوم، وطين أرمنى، وشب وعفص
5
ودم الاخوين بالسوية، يوخذ من جملتها وزن درهم، ومن الكافور وزن حبتين، ومن
6
السك وزن دانق، يداف فى أوقية من شراب الأس.
7
وايضا اقاقيا جلنار عفص هيوقسطيداس، سماق، <دبق>، منقى، مر، كندر،
8
أفيون، يعجن بخل ثقيف قوى. والشربة نصف درهم. وايضا زاج الاساكفة، جفت
9
البلوط، مر، كندر، ابيون يجعل حبًا، ويسقى منه درهما جيد جدا. وايضا يشرب
10
الودع المحرق وزن درهمين بماء السماق والسفرجل والثلج.
11
وأغذية هؤلاء قبل ان يحتاجوا إلى نعش القوة هو الهلام والقريص، والمصوص
12
من لحوم الجدى والطير الجبلى، والمطنجنات، والعدسيات الحامضة تاكلها باردة.
13
وتجتنب كل طعام حار بالفعل أو بالقوة.
14
ومن الحمولات المشتركة حمولات تتخذ من المرتك، والزاج، والجلنار،
15
والطين المختوم، والطين الأرمنى، والكحل وغير ذلك. نسخته: يوخذ قلقطار،
16
<وزاج>، واقاقيا، وقشور الكندر، وكحل تتخذ منها أقراص، ثم يوخذ منها مثقال،
17
ومن الطين الأرمنى، والصمغ العربى، والكهربا من كل واحد مثقال، ويجعل فى
18
اوقيتين من عصارة قابضة اوماء ويحقن به الرحم على ما علمت من صفة حقنة الرحم.
19
أو يوخذ نصف درهم شب، ودانق بزر البنج، ودانق أفيون ويحتمل.
20
فرزجة جيدة؛ وخصوصا للتاكل والقروح: خزف التنور، وعصارة لحية التيس،
21
وأقاقيا، يتخذ منه فرزجة بماء العفص الفج. وايضا عفص فج، جلنار، نشاء، أفيون،
22
شب، راوندصينى، ورد، حب الأس الاخضر، سماق، عصارة لحية التيس، حب
23
الحصرم، قرطاس محرق، صندل أبيض، وقشور الكندر، والطين المختوم، وأقماع
24
الرمان، شاذنج، خزف جديد، كزبرة يابسة، يحتمل منه أربعة دراهم فى صوفة خضراء
25
مشربة بماء الأس، ويمسكها الليل كله، وايضا جلنار، ووسخ السفود، وقراطيس
3-873
1
محرقة، وشب وزاح، وكمون منقع بخل، وطين أرمنى، ورب القرظ يعجن بماء الخلاف
2
والكزبرة، وتحتمل الليلة كلها.
3
ومن الأبزنات النافعة لهم القعود فى طبيخ الفوذنج وورقه وثمره وأصله مطبوخا
4
مع ورد بالا قماع. والأس، وقشور الرمان، والخرنوب النبطى، وجلنار، ولحية
5
التيس، والعفص الاخضر.
6
ومن الاطلية والمروخات النافعة لهم: طلاء الجبسين على السرة، وتمريخ
7
نواحى الرحم بأدهان قابضة قوية القبض. ولنعاود تفصيل علاج النزف الكائن لرقة الدم
8
ومائيته فنقول: ان الوجه فى ذلك ان تسهل مائيتها، وتحمل عليها بالإدرار والتعريق
9
بمثل طبيخ الأسارون والكرفس والفوه وما أشبه ذلك، ويسهل مرة ويدر أخرى برفق
10
ومداراة، ويعرق. ويدلك بدنها بالخرق [اللينة ثم] الخشنة، ويطلى بدنها
11
بماء العسل وباضمدة المستسقين. وقد ينفعهم القىء. ويجب بالجملة ان يمائل
12
بدواءها وغذاءها الى ما يجفف ويغلظ الدم. واما ان كان السبب قروحا فينفع هذا
13
المرهم: يوخذ الجلنار والمرداسنج ويتخذ منهما ومن الشمع قيروطيا بدهن الورد
14
ويتحمل.
15
وقد أوجب قوم فى علاج الاستحاضة بابًا واحدًا، وهو علاج مركب من
16
تنقية وقبض وتقوية، وهو ان يدر طمثها فى الوقت لئلا يتأخر، ثم تضطرب حركته
17
وينقى رحمها ويقوى، لئلا يقبل الفضول الخارجة عن الواجب فقالوا: يجب ان تسقى
18
من الأبهل وزن عشرة دراهم، ومن بزر النعناع وزن درهم، ومن بزر الرازيانج وزن درهمين
19
يجعل فى قدر ويصب عليه من الشراب الصرف رطلان، ويطبخ حتى ينتصف، ويلقى
20
عليه من الأنزروت والحضض من كل واحد درهمان، ومن سمن البقر والعسل من كل
21
واحد ملعقة، ويسقى منه على الريق قدر ملعقة. و"يوخذ الغذاء العصر'' يفعل ذلك
22
ثلاثة أيام. وأنا أقول: إن هذا وان كان نافعا فى اكثر الأوقات فربما كانت الإستحاضة
23
من اسباب أخر يوجب القبض الصرف وانت تعرفها فيما سلف.
24
|372ra55|فى قروح الرحم وتعفنها
25
قد دللنا ــ فيما ــ سلف على ذلك، وأنت تعلم ان اسباب القروح من اسباب باطنة،
26
ومن سيلانات حادة، وخراجات منفجرة، أو عارضة من خارج لضربة، أو صدمة،
27
اولولادة، أو غير ذلك؛ أو جراحة من دواء محتمل وألة تقطع. وربما كانت مع تعفن.
3-874
1
وقد يكون جميع ذلك مع وضرو وسخ، اومع نقاء بلا وسخ. وقد يكون فى العمق
2
وقد يكون فى غير العمق. وقد يكون مع أكال وغير أكال، ومع ورم وبغيرورم.
3
العلامات: يدل على ذلك الوجع، خصوصا اذا كانت على فم الرحم، وتقرب
4
منه. ويدل عليه سيلان المدة، والرطوبات المختلفة اللون والرائحة، والتضر ربما يرخى
5
من الأدوية، والانتفاع بما يقبض. وعلامة النقية من قروح الرحم ان [يكون] الذى
6
يخرج إلى غلظ وبياض وملاسة بلاوجع شديد ونتن ولذع. وعلامة انها
7
وضره وسخة كثرة الرطوبات الصديدية وما يسيل من غير النقى. فان كان هناك
8
عفونة تكون مثل ماء اللحم. وان توسخ كان منتنا ردئيا. فان كان مع أكال كان الخارج
9
أسود مع وجع شديد وضربان. وعلامة انها مع ورم لزوم الحمى والقشعريرة وما
10
سنذكره من علامات الورم وتعفنه وأكاله.
11
|372rb33|باب تعفن الرحم
12
هذا ايضا شعبة من باب قروح الرحم. ويكون السبب فيه عسر الولادة أو
13
هلاك الجنين، او أدوية حريفية تستعمل، أوسيلان حاد حريف، او جراحات تعفنت
14
ويكون فى القرب والعمق، ويكون مع وسخ وعدم وسخ. والكائن فى العمق لا يخلو
15
من رطوبات مختلفة تخرج، وربما اشبهت الدردى كثيرا.
16
|372rb43|فى اكلة الرحم
17
قد ذكرنا علامة التاكل فيما يخرج وفى حال الوجع فى باب النزف. والفرق
18
بين آكلة الرحم وبين السرطان ان التا كل لاجساء معه ولا صلابة، ويتبعه سكون
19
فى الأوقات، وخصوصا بعد خروج ما يخرج. وليس طول مدته على العلاج الصواب
20
بكثير. وأما السرطان فدائم الوجع، والضربان طويل المدة.
21
العلاج: يجب ان تنظر هل القرحة وضرة او غير وضرة. فان كانت وضرة
22
نقيت اولا بماء العسل ونحوه مزروقا فيها بالزراقة، او بطبيخ الايرسا، وبالمراهم المنقية.
23
وان كان اكال زرق فيها المراهم المصلحة للاكال مع تنقية البدن، واستعمال الاغذية
24
الموافقة، وينظر ايضا هل هى مع ورم أوليست مع ورم. فان كانت مع ورم عولج
25
اولا، وسكن بعلاجات الورم التى سنذكرها. فاذا نقيت الرحم تنقية جيدة فحينئذ تعالج
26
بالمدملات. ومن المراهم المذكورة مرهم ينفع فى اول الأمر اذا كان الجرح بعد
3-875
1
لم ينبت فيه اللحم: فيوخذ من المرتك، والا سفيذاج، والا نزروت، أجزاء سواء، يتخذ
2
منها قيروطى بالشمع ودهن الورد. فان كان هناك وضر جعل فيه زنجار قليل. فاذا
3
اخذ اللحم ينبت وحدس ذلك عولج بمرهم بهذه الصفة: التوتيا المغسول جزأن
4
قليميا الفضة، اسفيذاج، عنزروت من كل واحد جزء يتخذ قيروطى بدهن الورد والشمع.
5
تدبير المفتضه من النساء: من يعرض لها عند الافتضاض أوجاع عظيمة، و
6
خصوصا اذا كانت أعناق رحمهن ضيقة، واغشية البكارة صفيقة، وقضيب المبتكر
7
غليظًا فاذا عرض لهن نزف واوجاع وجب لهن ان يجلسن فى المياه القابضة وفى
8
الشراب والزيت، تم يستعمل عليهن قيروطيات فى صوف ملفوف على انبوب مانع
9
عن الالتحام، وتخفف عليهن المجامعة.
10
العلاج: [ان تقرح] استعمل الأدرية المنقية، ثم بعد ذلك المراهم المذكورة
11
فى القروح وقد خلط به الطين المختوم وما أشبهه.
12
|372va19|شقاق الرحم
13
الشقاق يعرض فى الرحم اما ليبس يطرأ عليه عنيف، وخصوصا عند الولادة.
14
واما لورم يكون فى أول أمره خفيا مستتر الوجع تحت وجع الولادة وبقاياه. ثم
15
يظهر وخصوصا اذا مس. وقد يغلظ الشقاق جدا، وربما صار كالثأليل، ويبقى
16
وان اندمل الموضع.
17
علامة الشقاق: قد يمكن ان يتوصل الى مشاهدة الشقاق بمرأة توضع على
18
المراة بحذاء فرجها، ثم يفتح فرجها، ويطلع على ما يتشج فى المرأة منها. ومما يدل عليه
19
الوجع عند الجماع وخروج الذكرداميًا.
20
العلاج: لا يخلو الشقاق من أن يكون داخلا، واما أن يكون فى العنق وما يليه
21
والداخل يعالج بحمولات نافذة، وقطورات مرزوقة من المياه القابضة مخلوطة بالمراهم
22
المصلحة، مثل المراهم المتخذة من القلييا والمرداسنج، ومرهم شقاق المقعدة،
23
وعلى حسب علاجه ويجنب كل لاذع. فان احتيج الى انضاج ما خلط بها مثل مرهم
24
باسليقون بالشحوم. وان كان مع الشقاق غلظ شديد ويدل عليه طول المدة وقلة
25
قبول العلاج، استعمل مرهم القراطيس مع دهن الورد. فان لم يحتمل ذلك صير معه
26
دهن السوسن وعلك الانباط. فاذا سكن عولج بعلاج الشقاق الساذج، وخصوصا
27
انا تقرح. وربما احتيج الى مثل قشور النحاس منعمة السحق، او الزاج والعفص
3-876
1
او مجموع ذلك. واما الخارج فربما كفى الخطب فيه استعمال التوتيا المسحوق جد
2
مع صفرة البيض: لا يزال يلزم ذلك، ومرهم الإسفيذاج.
3
|372vb16|حكة الرحم وفريسموس النساء
4
قد تعرض فى الرحم حكة عن اخلاط حارة صفراوية، او مالحة بورقية، او
5
اكالة سوداوية بحسب ما يظهر من احوال لون الطمث المجفف، أو بثور متولدة منها،
6
اومن منى حار حاد جدا، فربما افرط حتى تسقط القوة. وقد يعرض لتلك المرأه أن
7
لا تشبع من الجماع، ويصييبها فرليموس النساء. وكلما جومعت ازدات شرًا.
8
علاج حكة الرحم: يجب ان ينقى الرحم بالفصد من الاكحل. وان احتيج
9
ثنى من القيفال واستفرغ الخلط الحاد كل خلط بما تستفرغه مثل الصفراء بحبوب
10
السقمونيا، والبلغم بحب الا صطمخيقون، والسوداء بحب الافتيمون وطبيخه. وكسرت
11
سورة المنى بالادوية المفردة بما يبرد، أو بالادوية المتحرقة له بحسب الحاجة والمشاهدة
12
للمزاج. والطخ فم الرحم بمثل الأقاقيا، وهيوقسطيداس، والصندل والورد، وأشياف
13
ماميثا، والبوش الدربندى، والخل، ودهن الورد. وايضا بمثل عصارة البقلة الحمقاء.
14
وربما خلط مع الادوية بزر الكتان، وينطل بمياه طبخت فيها القوابض، ويضمد بثفلها.
15
وان احتيج الى منق شربت <ماء> العسل بماء بارد جدا.
16
وللحكة مجرب: يوخذ ورق النعناع، وقشور الرمان، والعدس المقشور مطبوخا
17
ينبيذ ويحتمل. وايضا يوخذ زعفران وكافور من كل واحد دانق، مرداسنج دانقان،
18
حب الغار نصف درهم، يدق وينخل ويعجن ببياض، ودهن الورد، وشى من الشراب
19
ويحتمل. وايضا اهليلج وجلنار من كل واحد وزن درهمين، حضض ونشادر والشراب
20
العتيق يسحق وينخل ويلطخ المواضع بدهن الورد ويذر عليه هذا. ومن البخورات
21
الحضض ولب حب الأترج.
22
|373ra1|ناصور الرحم
23
قد يعرض فى الرحم وربما جاوز الرحم، وظهر فيما يجاوره من الاعضاء حتى
24
يفسد عظم العانة ويعفنه وعنق الرحم. وربما أدى إلى حلق شعر العانة. وربما ثقبه ثقبا
25
صغارا. وربما أخذ عن <غير> جهة العانة فاتجه ناحية المقعدة وعضلها، فبعضه يكون
3-877
1
حينئذ يدرك من ظاهر الرحم، وبعضه يكون فى باطن الرحم. وقد يكون فى كل
2
جانب من جوانب الرحم. وما كان منه فى عنق الرحم لم يمكن ان يعالج؛ وكذلك
3
المنتهى إلى المثانة وفمها، والى كل عضو عصبى. والمنتهى الى عضل المثانة وسائير
4
ذلك فله علاج وان عسر. وأعسره المنتهى الى حلق شعر العانة، وخصوصا اذا ثقب
5
العظم ثقبا صغارا.
6
علاماته: طول العفن، ولزوم الوجع، وتقدم قروح لم تبرأ بالمعالجات،
7
وطالت المدة وسال الصديد، ثم أوجاع كاوجاع السرطان. ويعرف مكانه بالمرود
8
حيث يصاب به ويعرف منتهاه انه هل هو فى اللحم بعد، أوجاوز الى العظم بما يحسه
9
طرف المرود من لين وصلابة، وملاسة وخشونة.
10
العلاج: من معالجاته البط. وكثيرًا ما يودى ذلك لعصبية الى الكزاز، وانقطاع
11
الصوت، واختلاط العقل. والبط لايمكن ايضا الا لمثل ما يرى، ويتمكن من
12
قطع اللحم الميت منه، ولكن الاحتياط ان يستعمل عليه أدوية مجففه، وينقى البدن،
13
ويقوى الرحم ويدارى.
14
|373ra35|ضعف الرحم
15
سببه سؤ مزاج وتهلهل نسج ومقاساة أمراص سالفة، فيعرض من ضعف الرحم
16
قلة شهوة الباه، وكثرة سيلان الطمث والمنى وغيرها، وعدم الحبل. وعلاجه علاج
17
سؤ المزاج، وتدارك ما عرض له من الأفات المعروفة بما عرفت.
18
|373ra46|اوجاع الرحم
19
يكون من سؤ المزاج المختلف، ومن الرياح الممددة، ومن الرطوبات
20
المحدثة لها، حتى ربما عرض فيها كما يعرض فى المعاء من القولنج. وقد يحدث
21
وجع الرحم من الاورام، والسرطانات، ومن القروح. ويشاركها الخواصر والاربيتان،
22
والساقان، والظهر، والعانة والحجاب، والمعدة، والرأس خصوصا وسط اليافوخ. وربما
23
انتقلت الأوجاع منها الى الوركين بعد مدة والى عشرة أشهر واستقرت فيها. وأنت
24
تعرف معالجات جميع ذلك مما مرلك، وليس فى تكرير القول فيها فائدة.
25
|373rb1|سيلان الرحم
26
انه قد يعرض للنساء ان تسيل من أرحامهن رطوبات عفنة، ويسيل إيضا منها منى.
27
اما الاول فلكثرة الفضول، ولضعف الهضم فى عروق الطمث اذا تعفن الرحم وله
3-878
1
باب. ويعرف جوهره من لون الطمث المجفف، ومن لونه فى نفسه. واما الثانى
2
فلمثل اسباب سيلان منى الرجل. وان كان بلا شهوة والسبب فيه ضعف الرحم والاغذية
3
واسترخاءها. وان كان بشهوة ما ولذع ودغدغة فسببه رقة المنى وحدته. وربما كان
4
السبب حكة [الرحم] فتودى دغدغته الى الانزال. وصاحبته السيلان يعسر نفسها،
5
وتسقط شهوتها للطعام، ويستحيل لونها، ويصيبها ورم ونفخة فى العين بلا وجع فى
6
الا كثر، وربما كان مع وجع.
7
علاج السيلان: اما سيلان المنى منهن فيعالج بمثل ما يعالج ذلك فى الرجال.
8
واما السيلان الأخر فيجب ان يبتدأ فيه بتنقية البدن بالفصد والإسهال ان احتيج اليهما؛
9
ثم يحقن الرحم اولا بالمنقيات المجففة مثل طبيخ الأيرسا وطبيخ الفراسيون، ويدلك
10
الساقين بادهان ملطفة مع ادوية حادة مثل دهن الاذخر بالعاقرقرحا والفلفل،
11
ثم يتبع ذلك القوابض محقونة ومشروبة. والمحقونة أعمل بعد الاستفراغ، وهى مياه
12
طبخ فيها مثل العفص، والجلنار، وقشور الرمان والأس.
13
|373rb36|احتباس الطمث وقلته
14
الطمث يحتبس اما لسبب خاص بالرحم واما لسبب المشاركة. والذى بسبب
15
خاص اما بسبب غريزى، واما بسبب حادث من وجه أخر. والطمث يحتبس اما لسبب
16
فى القوة، واما لسبب فى المادة، أولسبب فى الالة وحدها. والسبب فى القوة فمثل
17
ضعف لسؤ مزاج بارد أويابس، او حار يابس أوبارد يابس. والبارد اما مع مادة أو بغير
18
مادة.
19
واما السبب فى المادة فاما الكيفية واما الكمية، واما مجموعهما. والذى من
20
الكمية وهو القلة؛ وذلك اما لعدم الأغذية وقلتها اولشدة القوة المستغبلة على الاغذية.
21
فان كثرت فلا تبقى فضولا للطمث. ومثل هذه المرأة يشبه طبعها طبع الرجال، و
22
تقتدر على الهضم البالغ، وانفاق الواجب، ودفع الفضول على جهة ما يدفعه الرجال
23
وهؤلاء هن ''السمر العصبانيات العضلانيات'' منهن القويات المذكرات اللاتى تضيق
24
اوراكهن عن صدورهن، واطرافهن جاسية اكثر؛ أو لكثرة الاستفراغات بالادوية و
25
الرياضات وخصوصا للدم من رعاف، أو بواسير، او جراحة، اوغير ذلك.
26
اما الذى لكيفية المادة فأن يكون الدم غليظا لبرده، او لكثرة ما يخالطه من
27
الا خلاط الغليظة [البلغمية] واكثره للدعة وما يجرى مجراها مما علمت.
3-879
1
واما السبب الذى من جهة الألة فالسدة، وتلك اما لحر مجفف مقبض، او
2
برد مجفف. وكثيرا ما يورثه كثرة شرب الماء فيودى الى العقر، أو ليبس مكثف،
3
او كثرة شحم، او أخلاط غليظة لزجة، وللاورام وللرتق وزيادة اللحم؛ أو لقروح
4
عرضت فى الرحم فاند ملت فسدت باندمالها فوهات العروق الظاهرة؛ أولا عوجاج
5
فيها مفرط وانقلاب، او لقصر عنق الرحم، أو لضربة وسقطة غلقت ابواب العروق،
6
اوعقيب اسقاط.
7
وأما الكائن من احتباس الطمث بسبب المشاركة لاعضاء أخر فمثل الكائن
8
بسبب ضعف الكبد ولا ينبعث الدم ولايميز، او لسدد فيها وفى البدن كله. والسمن
9
يحدث السدد بتضييق المسالك تضيقا عن مزاحمة. والهزال يضيقها تضييقا
10
عن جفاف، ولقلة الدم، والدم يحمل على الرحم بالخروج، فان لم يجد منفذًا عاد،
11
فاذا تكرر ذلك انبسط فى للبدن، وأورث أمراضا.
12
|373vb10|اعراض ذلك
13
قد يعرض لمن يحتبس طمثها امراض منها اختناق الرحم بتشمرها وميلها الى
14
جهة. ويعرض لهن اورام الرحم الحارة والصلبة، واورام الأحشاء، وأمراض فى المعدة؛
15
مثل ضعف الهضم، وسقوط الشهوة وفسادها، والغثيان الشديد، واللذع فى المعدة.
16
وتعرض منه امراض الرأس والعصب من الصرع والفالج وأمراض الصدر من السعال
17
وسؤ التنفس، وكثيرا من امراض الكبد من الإستسقاء وغيره وتتغير معه السحنة.
18
ويعرض لهن ايضا عسر البول وحصره وأوجاع القطن والعنق، ويثقل
19
البدن ويهزل، وتكرب، وتصيبها قشعريرات وحميات محرقة وربما عسر الكلام
20
لتجفف عضل اللسان من البخار الحار. وربما كان ذلك الثقل بسبب وجع فى الرأس.
21
ويعرض لها قلق وكرب لاوجاع العفن والبخار الحار. وربما تورم جميع بدنها و
22
بطنها إيضا الصديدية من الدم إليه. وربما عرض لها فى مزاجها عند احتباس طمثها
23
اذا كانت قوية الخلقة بقدر قوتها على استعمال الفضل المحتبس ان تتشبه بالرحال،
24
ويكثر شعرها، وينبت لها كاللحية، ويخشن صوتها ويغلظ، ثم تموت. وربما صارت قبل
25
الموت الى حال لايمكن مع ذلك ان يدر طمثها. واكثر هؤلاء من اللواتى يلدن كثيرًا،
26
اذا لم يجامعن، وغاب عنهن اوزاجهن احتبس طمثهن، وزال عنهن الخضوع
3-880
1
الذى يوجبه الاستفراغ من الدم، وأخذ الحبل واخذ الجماع. ويعرض لهن أن
2
تصير ابوالهن سود، فيها رسوب صديدى كاللحم، وربما بلن دمًا.
3
العلامات: ما يتعلق بالبرد فعلامته ثقل النوم والتخثر فيه، وبياض لون الجسد،
4
وخضرة الأوراد، وتفاوت النبض، وبرد العرق، وكثرة البول، وبلغمية البراز.
5
وما يتعلق بالحرارة يدل عليها الالتهاب، وجفاف الرحم وسائر علامات حرارته
6
المعلومة فيما سلف. وما تعلق باليبس دل عليه علامات اليبس فيها المعلومة فيما سلف.
7
فيوكد هذه هزال البدن وخلاء العروق. واما الورم والرتق وغير ذلك فهى معلومات
8
العلامات مما قد علمت إلى هذه المواضع.
9
المعالجات: اما المتعلق بالتسخين والتبريد، وتوليد الدم، وترطيب البدن،
10
والعلاج للاورام، وعلاج الرتق ونحو ذلك فهو معلوم من الأصول المتكررة. و
11
الكائن عن الرتق الذى لا يعالج، وعن انسداد افواه العروق عن التحام قروح وغير ذلك،
12
فهؤلاء كالمايوس عنهن. وعلاجه اخراج الدم لئلا يكثر، وتنقية البدن، واستعمال
13
الرياضة. وانما يجب ان نورد الأن ذكر العلاجات المدرة للطمث وهى التى تحرك الدم
14
الى الرحم، وتجعله نافذا فى المسام، وتجعل المسام منفتحة، وقد ذكرنا هذه الأدوية
15
فى المفرادات فى جد اولها وقد ذكرنا فى انقراباذين. وأما ههنا فنريد ان نذكر من
16
التدبيروالمداواة ما هو اليق بهذا المكان.
17
والتدبير فى ذلك تحريك الدم بالقوة الى الطمث. ومما يفعله فصد الصافن،
18
والعرق الذى خلف العقب، وفصد عرق الركبة والمأبض أقوى، والحجاب على
19
الساق والكعب، وخصوصا السمان فانه أوفق. وربما احتيج الى تكرير الفصد على
20
الصافن من رجل أخرى، وإدامة عصب الاعضاء السافلة، وربطها وتركها كذلك ايامًا،
21
ثم إستعمال الادويه التى تفتح المسام، وتسهل الرطوبات اللزجة ان كان السبب الرطوبة،
22
ثم استعمال الأدوية الخاصية بالادرار، وهى الملطفة لدم المفتحة لسدد. ومنها
23
مشروبات مثل الفوذنج وطبيخه بماء العسل [ومنثورة على ماء العسل]، والابهل أقوى
24
منه. والمشكطرامشيع قوى جدا. والدارصيفى، والايارج فيقرا والسكبينج والجاوشبر
25
وثمرته، والجندبيدستر، والقردمانا، وطبيخ الراسن، وطبيخ الاشنان، وطبيخ
26
اللوبيا الاحمر، والمحروث ، والاشترغاز، وبزر المرزنجوش.
27
ومنها حمولات، مثل الخربق الأبيض وشحم الحنظل، واللبنى، والقنطوريون،
28
وصمغ الزيتون البرى، والجاوشير، والجندبيدستر، والحلتيت، والسكبينج، والقردمانا
3-881
1
وعصارة الافسنتين. وقد يحمل الافربيون على قطنة، ويصبر عليه ساعة يسيرة من
2
غير افراط.
3
حمول جيد. مر وفوتنج من كل واحد اربعة دراهم، ابهل ثمانية دراهم، سذاب
4
يابس عشرة دراهم، زبيب منقى عشرون درهما، يعجن بمرارة البقرويتخذ منه فرزجات.
5
وايضا يرخذ جندبيدستر، ومر ومسك، يجعل بلوطة بدهن البان ويحتمل. ودهن
6
الاقحوان يدر الطمث اذا احتمل. وعصارة الشقائق والنسرين. وايضا اشنان فارسى عاقرقرحا،
7
شونيز، وسذاب رطب، فربيون بالسوية، ينعم سحقه ويعجن بالقنة، ويجعل فى جوف
8
صوفة مغموسة فى الزنبق ويحتمل فى داخل الرحم.
9
ومنها ضمادات وكمادات: والتكميد بالافاوية مدر للطمث. ومنها بخورات
10
بمثل الحنظل وحده، فانه يدر فى الحال، ثم كذلك الجاؤشير، والحلتيت، والسكبينج،
11
والقردمانا. ومنها آبزنات من مياه طبخ فيها الملطفات المدرة للطمث كاالفوتنج،
12
والسذاب، والمشكطرامشيع ونحوه.
13
|374ra33|المقالة الرابعة
14
فى افات الرحم واورامها وما يشبه ذلك وهى اربعة عشرفصلا
15
فى الرتقاء: هى التى يجرى على فم فرجها مايمنع الجماع من شئى زائد عضلى
16
أوغشائى قوى؛ او يكون هناك التحام عن قروح اوعن خلقة، اومابين فم الفرج وفم
17
الرحم على احد هذه الوجوه بأعيانها. واما على فم رحمها ما يمنع الحبل وخروج
18
الطمث من غشاء اولا لتحام قرحة، اوما يشبه ذلك، او يكون المنفذ غير موجود فى
19
الخلقة حتى يعرض للجارية عند ابتداء الحيض ان لا تجد للطمث منفذًا لاحد هذه الأسباب
20
فيعرض لها اوجاع شديدة، وبلاء عظيم. فان لم يحتل لها رجع الدم، واسودت
21
المرأة واختنقت وهلكت.
22
وقد يتفق ان تستمسك الرتقاء باتفاق وتحبل فتموت هى وجنينها لا محالة
23
الا أن تدبر وهذا انما يمكن على احد وجوه: اما ان يكون ما يحاذى فم الرحم
24
الرتق متهلهل النسج، أو ذاثقب كثيرة بحيث يمكن للرحم أن يجذب من المنى شئيا
25
وإن قل، فذلك القليل يتولد منه، أو يكون الحق بعضه رأى الفليسوف، وبعضه رأى
3-882
1
جالينوس الطبيب، فيكون المحتاج إليه لتخلق الاعضاء هو منى الانثى على حسب
2
قول الفيلسوف. ويكون ذلك مما يدر الى الرحم من داخل الرحم على قول جالينوس،
3
ويكون منى الرجل يتلقى منه القوة والرائحة على قول الفيلسوف، فانه يرى ان بيض
4
الريح اذا اصاب نزوًا تلقاه منه رائحة منى الذكر استحال بيض الولاد.
5
العلاج: علاج الرتقاء بالحديد لاغير. فان كان الرتق ظاهرا فالوجه ان يخرف
6
شفر الفرج عن الرتق بأن يجعل على كل شفر رفادة بينهما وتوقى الابهامان بخرقة و
7
يمد الشفران حتى ينخرق عما بينهما، او يستعين بمبضع حفى فيشق الصفاق، ويقطع
8
اللحم الزائد ان كان تحت الصفاق قليلا قليلا حتى لا يبقى من الزائد شىء، ولا يأخذ
9
من الاصل شئيا وذلك بالقالب.
10
والفرق بين الصفاق وبين اللحم ان الصفاق لايدمى والدم يدمى. ثم يجعل بين
11
الشفرين صوفة مغموسة فى زيت وخمر، وتترك ثلاثة ايام، ويستعمل عليها ماء العسل
12
ان احتيج إليه. ويستعمل عليها المراهم المزيتة مع توق عن الالتحام والا لتصاق،
13
وخصوصا ان كان المقطوع لحما. فاما الصفاق قلما يقبل الالتحام بعد الشق.
14
واما ان كان الرتق غائرا فالوجه ان يوصل إليه الصنارة ويشق ان كان صفاقا
15
شقا واحدا، ليس بذلك المستوى، فربما يمال الى المثانة وغيرها؛ بل يجب أن يورب
16
عن مكان المثانة ويقطع ان كان لحما قليلا قليلا؛ ويلزم القطع صوفة مغموسة فى
17
شراب قابض عفص، ثم بعد ذلك يجلس فى المياه المطبوخة فيها الأدوية المرخية،
18
ثم يعالج بالمراهم الصالحة للجرع طلاء وزرقا ثم بالحامه. وكما يظهر البرء فيجب
19
ان تلح عليها بالجماع.
20
ويجب ان تتوقى عند هذا الشق والقطع شئيين التقصير فى البضع، والشق
21
القدر الزائد. فان ذلك يكون ممكنا من الحبل عند جماع يقع معسرا للولادة معرضا
22
للجنين، والحامل للهلاك. ويتوقى ايضا ان يجاوز القدر الزائد، فيصاب من جوهر
23
الرحم شىء، فيرم الرحم ويوجع، ويورث الكزاز والتشنج، والأمراض القاتلة. و
24
اذا فعلت هذا فيجب ان تجنبها البرد البتة، وان لا يقرب منها دواء باردا بالفعل البتة؛
25
بل يجب ان يكون جمبع القطورات، والزرقات، والحمولات مسلوبة البرد.
26
فى كيفية محاولة هذا الشق والقطع: يهيأ للمرأة كرسى بحذاء الضؤ، وتجلس
27
عليه مع قليل استناد الى خلف، فاذا استوت الصق ساقيها بفخديها مفحجتين وجميع
28
ذلك ببطنها، وتجعل يدها تحت ما بضيها، وتشد على هذه الهئية وثاقًا. ثم يحاول الطبيب
3-883
1
الشق للصفاق والقطع للحم. وربما احتاج الى استعمال مرأة خصوصا فيما هو داخل.
2
واذا مددت الصفاق بالمراود والصنارات مدًا لا ينزعج معه الرحم وعنق المثانة و
3
صفاقها انزعاجًا يؤدى هذه الاعضاء اولا بالمد، وثانيًا بمالا يبعد مع ابرازها بالمد أن
4
يصيبها من حد الحديد، والمراة تريك ما تصنع من ذلك، وتعرفك ما يصحب الصفاق
5
الراتق من الاعضاء التى تجاور هذا العضو من المثانة وغيرها. فان أفرطت فارسل مامددته
6
ليرجع ما امتد إليك ممالا يحتاج إليه، ثم أعد مد الصفاق الراتق باللطف، ثم شقه على
7
تاديب لا ينال المثانة، ثم انظر فى اول ماتشق. فان خرج الدم يسيرا فانفذ فى عملك
8
بلاوجل، وان كثر سيلان الدم فشق قليلا قليلا يسيرا يسيرا لئلا يعرض غشى وصغر
9
نفس.
10
وربما احتيج الى ان تترك الألة الباضعة المسماة بالقالب فيها الى الغد ملفوفة
11
فى صوفة مربوطة بخرق. فاذا كان من الغد نظر فى قوتها، فان كانت قوية عولجت
12
تمام العلاج، والا امهلت الى اليوم الثالث، ونزعت حينئذ الالة، وتأملت حال الشق
13
بالا صبع تجعلها تحت موضعه ليدلك على مبلغ ما يحتاج ان تشق من بعد. واذا حللت
14
المرأة عما يعالج به فيجب ان تجلس فى ماء طبخ فيه الملينات وهو حار، خصوصا
15
ان ظهر ورم. والا جود ان يستعمل عليها المراهم فى قالب يمنع الانضمام. وأجوده
16
المجوف ذو الثقب ليخرج منها الفضول والرياح. واذا اصاب القطع اللحم الطبيعى
17
فربما حدث سيلان بول لايعالج.
18
|374rb9|فى انغلاق الرحم
19
قد يعرض ذلك للرتق. وقد يعرض لاورام حارة وصلبة، وعلاجها علاجها.
20
|374va45|نتوالرحم وخروجها وانقلابها وهو العفل
21
الرحم تنتقل اما لسبب باد مثل سقطة، أو عدو شديد، او صيحة تصيح بها هى،
22
اوعطسة عظيمة، أو هوة، او صيحة تسمعها هى وتذعر، أو ضربة ترخى رباطات
23
الرحم، او لسبب ولاد عسير، اولولد ثقيل، او عنف من القابلة فى اخراج الولد
24
والمشيمة، أو خروج من الولد دفعة. واما لرطوبات مرخية للرباطات، او لعفونات
25
تحدث بالرباطات. وربما خرجت باسرها، وربما انقلبت، وربما سقط اصلها.
3-884
1
اعراض ذلك وعلاماته: يعرض للمرأة من ذلك وجع فى العانة عظيم، وفى
2
المعدة، والقطن والظهر. وربما كان مع ذلك حميات ويعرض لها كثيرا حصر واسر
3
لعصر الرحم مجرى الثفل والبول. ويعرض لها كزاز ورعشة، وخوف بلاسبب،
4
وتحس بشىء مستدير فى العانة، وتحس عند الفرج بشىء نازل لين المجس، وخصوصا
5
اذا تم الانقلاب فخرج باطنها ظاهرا. واذا لم تحس البقية فاعلم ان اصلها قد انقلب
6
وخرج، وان وجدت البقية قد خرجت كما هى غير منقلبة فانما سقطت الرقبة.
7
العلاج: انما يرجى علاج الحديث من ذلك فى الشابة، ويبدأ اولا باطلاق
8
الطبيعة بالحقن وادرار البول بالمداراة. واذا فرغ من ذلك استلقت المرأة وفحج بين
9
ساقيها، وتأخذ صوفا من المرعوى لينًا وتلزمه الرحم، ثم تأخذ صوفا أخر وتبله
10
بعصارة الأقاقيا، او بشراب أديف فيه شىء قابض، ويوضع على الرحم، ويرد بالرفق
11
الى داخل حتى يرجع الصوف كله الى داخل، ثم تأخذ صوفا أخر وتبله بخل وماء،
12
وضعه على الفرج، وكلف المرأه أن تضطجع على جبنها وتضم ساقيها، وتحتفظ
13
بالصوف حيث هو مهيًا فيها لا يسقطه، وهندم المحاجم على أسفل سرتها وعلى صلبها،
14
وأشمها الروائح الطيبة جدًا ليصعد الرحم بسببها الى فوق. واياك ان تقرب منها قذرًا
15
فيهرب الرحم الى اسفل.
16
واذا كان فى اليوم الثالث فبدل صوفها، واجعله صوفا مبلولا بشراب طبخ
17
فيه الأس، والورد والأقاقيا وقشور الرمان وغيره مفترًا، وانطل من ذلك على سرتها
18
وعانتها. واستعمل عليها اللصوقات المتخذة من السويق، والمتخذة من الطحلب،
19
والمتخذة من العدس بالقوابض؛ فان هذا التدبير ربما ابرأها؛ وتجلسها بعد ذلك فى طبيخ
20
الاذخر والأس والورد. ويجب ان تجبنها المالح والمعطشات والمسعلات، وتودعها
21
وتريحها.
22
|374vb1|فى سيلان الرحم وتفرقها
23
ان الرحم قد يعرض لها ان تميل الى احد الشقين، ويزول فم الرحم عن
24
المحاذاة التى يزرق اليها المنى. وربما كان السبب فيه صلابة من احد الشقين، او
25
تكاثف وتقبض فاختلف الجانبان فى الرطوبة والاسترخاء والتنفس والتشنج. وربما
26
كان السبب فيه امتلاء فى احد عروق الشقين خاصة. وربما كان السبب فيه اخلاطا
27
غليظة لزجة فى احد الشقين فيثقله فيجذب الثانى إليه. وكثيرا ما يحدث عنه اختناق
3-885
1
الرحم. والقوابل يعرفن جهة الميل باللمس بالا صابع. ويعرف انه هل هو عن صلابة،
2
اوعن امتلاء بسهولة تمدد العروق وصلابتها، واحتياجها الى الاستفراغ.
3
العلاج: يجب ان يفصد الصافن من الجهة المحاذية للشق المميل اليه ان احس
4
امتلاء، وزعمت القابلة ان العروق التى فى تلك الجهة ممتدة ممتلئة وهناك غلظ.
5
وان كان هناك تقبض وتشمر ولم يكن غلظ استعملت الملينات، والحقن، والحمولات
6
والمروخات، واستعملت الحمام، وأحسنت الغذاء. وان كان هناك رطوبات استفرغت
7
بما تستفرغها وتسقيها دهن الخروع. واستعمل ايضا فى الحمولات <والمروخات>.
8
وكذلك تمرخ عجانها ويزرق فى رحمها دهن البلسان والرازقى ونحوه. وحينئذ ربما
9
امكن القابلة ان تدخل الاصابع ممسوحة بقيروطى، أو شحم البط او الدجاج، وتسوى
10
الرحم، وتمد المائل حتى يقع الى محاذاة من فم الرحم للفرج.
11
|375ra27|الورم الحارفى الرحم
12
قد تعرض للرحم أورام حارة. والسبب فيه اما باد مثل ضربة أو سقطة، وكثرة
13
جماع، او إسقاط، أو خرق من القابلة عند قبول الولد. وقد يكون السبب فيه احتباس
14
الطمث وامتلاء وكثرة برودة، ونفخ متكاثف لا يتحلل. وقد يكون لارتفاع المنى.
15
وقد يكون فى الرحم. وقد يكون فى قعرها. وقد يكون فى بعض الجهات من الجانبين
16
والقدام والخلف. والردئى منه العام لجهات كثيرة. وقد يصير دبيلة. وقد يستحيل
17
الى صلابة او سرطان.
18
العلامات: قد تدل عليه المشاركات؛ فان المعدة تشاركها فتوجع، ويحدث
19
فيها غم وكرب، وغثى وفواق، ويفسد الاستمراء والشهوة. أو يضعف الدماغ
20
بمشاركته فيحدث صداع فى اليافوخ، ووجع فى العنق وأصل العينين وعمقهما مع
21
ثقل، ويتفشى الوجع حتى يبلغ الاطراف، والاصابع والزندين، والساقين، والمفاصل
22
مع استرخاءها. ويتألم المتنان والأربيتان والعانة وتنتفخ؛ والمراق ايضا ينتفخ
23
ويحس فى جميع البدن ثقل. ويعرض حصر وأسر حتى لا يكون للريح منفذ الى خارج؛
24
وذلك لضغط الورم، وحيث يضغط من المجرى اكثر فهناك يكون الاحتباس أشد.
25
وربما كان حصر دون أسر، وأسر دون حصر. ويعرض فيه ان يضعف النبض.
26
ويصغر ويتواتر.
27
فان كان الورم حارا كانت هذه ألاعراض كلها شديدة مع حمى ملتهبة، مع
28
قشعريرات، وسواد اللسان. ويشتد الوجع والضربان، ويكشر العرق فى الاطراف
3-886
1
وربماء أدى الى انقطاع الصوت، والتشنج والغشى. ويدل على جهة الورم موضع
2
الضربان والمشاركة. <و> ايضا أنه هل الوجع الى السرة اوالى الظهر أوالى الحقوين.
3
وما كان يقرب <من> فم الرحم فهو أشد وأصلب مما كان فى القعر؛ لان فم الرحم
4
عصبانى وهو ملموس، والذى فى القعر يصعب لمسه. وفى أية جهة كان الورم مال
5
الرحم الى خلافها، وصعب النوم على خلافها، وصعب الانتقال والقيام والقعود
6
والمشى، وتلزم العليلة أن تعرج عند المشى. وعلامة أن يستحيل الى الدبيلة ان يكون
7
الوجع يزداد جدًا، والاعراض تشتد، وتختلف الحميات، وتختلط <وتشتد>. و
8
تجد استراحة عند اختلاف البطن، واخراج البول. وعلامة النضج التام ان تسكن
9
الحمى والضربان، ويتحرك النافض. وورم الرحم ودبيلتها اذا كانا فى فم الرحم
10
أمكن ان يرى وان كاغايصا لم يمكن أن يرى.
11
معالجات الأورام الحارة: يحتاج فيها الى استفراغ الدم اذا اعانت الدلائل
12
المشهورة. والفصد من الباسليق وان نفع ذلك ففيه ان يحتبس الطمث ويجذب الدم
13
الى فوق. والفصد من الصافن أشد مشاركة، واجذب للدم منها، وأولى بأن يدر الطمث
14
وانفع، وخصوصا لما كان السبب فيه احتباس الطمث.
15
والأصوب فى الابتداء ان يفصد الباسليق فيمنع انصباب المادة، ثم يتبع ذلك
16
الفصد من الصافن ليجذب المادة من الموضع، ويتلا فى ما يورثه فصد الباسليق من
17
المضرة المشار إليها. ويجب ان يكون الفصد ورجلاها الى فوق وهى منبطحة،
18
ويبالغ فى اخراج الدم. ويجب ان تمنع الغذاء وتقلله فى الايام الأول الى ثلاثة أيام،
19
وتمنع الماء أصلا؛ وخصوصا فى اليوم الأول، وتسكن فى بيت طيب الريح، و
20
تكلف السهرما قدرت. والقئى شديد النفع لها. وربما احتيج إلى استعمال مسهل يخرج
21
الاخلاط.
22
ويجب ان يكون فى أدويتها ما يسكن الغثيان، ويقلل الغذاء عند الحاجة،
23
وتجلس فى الابتداء فى ماء عذب ممزوج بدهن الورد الجيد، وتنظل بالقوابض من المياه،
24
ثم لايلح عليها بالقوابض لئلا يصلب الورم. ومما يصلح استعماله عليها فى هذا الوقت
25
الخشخاش المهرى بالطبخ، يضمد به بزبت الانفاق، اودهن الورد، أو دهن التفاح،
26
ثم تعجل إلى الملينات فتنطل بشراب مع دهن ورد مفترين. وتحمل صوفا مبلولا بمياه
27
طبخ فيها مثل الخطمى، وبزرر الكتان، والحسك، والحرمل الكثير مع قوة قابضة من
28
لسان الحمل، أو البقلة.
29
وكذلك المرهم المتخذ من البيض واكليل الملك مطبوخا مهرأ. وربما جعل
30
فيه دهن الزعفران ودهن الناردين، ثم يقبل على الانضاج. ومما ينضجه التمر المهرأ
3-887
1
المطبوخ بالسويق مع دهن ورد، ودهن حنا، وخصوصا فى منتهاه. وضمادات
2
من زوفا، وشحم الإوز، وسمن البقر، ومخ الايل ونحو ذلك. فاذا انحطت العلة
3
فعالجها حينئذ بالمحللات الصرفة، ومنها النمام، والمرزنجوش، والغار، والريتبيانج
4
ونحوه مما علمت، وغذها وقوها وانعشها. واذا وضع عليها الضمادات وجب
5
ان لاتربط فان الربط يضر بالورم.
6
واما الدبيلة فيجب ان تشتغل بانضاجها وان كانت قريبة من الرحم، وامكن
7
شقها على نحو تدبير الرتقاء <فعل> واما الداخلة فما امكن ان ينتظر نضجها من نفسها،
8
واقتصر على ما يدر ادرارا رفيقا مثل اللبن وبزر البطبيخ مع شىء من اللعابات، وانفجارها
9
من نفسها فعل. وان امكن التدبير والتحليل فهو أولى.
10
واذا انفجرت الدبيلة فربما خرج قيحها من الفرج. ويجب ان يعان على التنقية
11
والتحليل للبواقى بمثل مرهم الباسليقون الصغير يزرق فيه. وربما خرج من المثانة؛
12
وحينئذ لا يجب ان يعان فى تنقيتها بالمدرات القوية فتنصب مواد أخر الى المثانة،
13
ويتظاهر ان على احداث قروح المثانة بل تلطف فيه؛ واقتصر على مايدر إدرارا رفيقا
14
مثل اللبن وبزر البطيخ مع شئى من اللعابات. وربما خرج من طريق البراز. وربما احتجت
15
ان تفجر بالأدوية المذكورة فى دبيلات الرحم وغيره، مثل الاضمدة المتخذة من التين،
16
والخردل، وزبل الحمام. وبعد ذلك فيجب ان ينقى القرحة بمثل ماء العسل، ويعيد
17
ذلك مرارًا ما وجدت قيحا غليظا. واذا نقيت فعالج بعلاج القروح.
18
واذا عظمت الاعراض فى الدبيلة لم يكن بد من استعمال الضمادات الملينة
19
المتخذة من دقيق الشعير، ومن التين، ومن الحلبة، ومن بزر الكتان، واكليل الملك
20
والأبزنات التى بهذه الصفة. ويجب ان تراعى أشياء قلناها فى ابواب أورام حارة، و
21
دبيلات فى ابواب أخر غير الرحم، فتمم ما اختصرناها هنا من هناك.
22
|375vb5|الورم البلغمى فى الرحم
23
الورم البلغمى فى الرحم يدل عليه من دلائل الورم المذكور ما يتعلق بالثفل و
24
الانتفاخ؛ ولكن لا يكون مع وجع يعتد به، ويكون هناك ترهل الاطراف والعانة، و
25
تكون سحنة صاحبه كسحنة اصحاب [الاستسقاء] اللحمى. وعلاجه علاج الاورام
26
البلغمية فى الاحشاء مما ذكرنا فى ابواب كثيرة.
3-888
1
|375vb14|الورم الصلب فى الرحم
2
يدل على الصلبة ادراكها باللمس، وان يكون هناك عسر من خروج البول
3
والثفل اواحدهما. واما الوجع فيقل عروضه معها ما لم يصر سرطانا، وان كان <كان
4
شئيا خفيا وينحف معه البدن ويضعف، خصوصا الساقان، وترم القدمان، وتهزل
5
الساقان. وربما عظم البطن وعرضت حالة كحال الاستسقاء، وخصوصا اذا كانت
6
الصلابة فاشية. وربما عرض منها الاستسقاء بالحقيقة، فاذا لم تنحل الصلابة اسرعت
7
الى السرطانية. وعلامة ان الورم الصلب سرطان أو صار سرطانيا اما اذا كان بحيث
8
يظهر للحس فان يرى ورم صلب غير مستو للشكل، يتفرع منه كالدوالى يولمه المس
9
شديدا، ردئى اللون عكرة الى حمرة كحمرة الدردى؛ وربما ضرب الى الرصاصية و
10
الخضرة. واذا لم يظهر فيدل عليه الثقل، وما يظهر من الم ونخس يشارك فيه العانة
11
والحالبان والحقون والأربيتان، ويتأدى إيلامه الى الحجاب والصلب.
12
وكثيرا ما يعرض معه وجع فى العنيين والصدغين، وبرد الاطراف. وربما
13
كان مع عرق كثير، وربما تبعها حمى تأخذ بلين، ثم تحتد وتشتد مع اشتداد الوجع.
14
واما عسر البول وتقطيره، واحتباس الرجيع، أو أحدهما دون الأخر فهو علامة تشارك
15
فيها الصلابة والفلغمونى. وان كان متقرحا ظهر قيح غير مستوله وسخ، ويكون الوسخ
16
فى الاكثر ردئى اللون اسود. وربما كان اخضر وأحمر، وفى النادر أبيض. وتسيل
17
منه رطوبة حريفة ومرة، وصديد نارى الى الخضرة منتن. وربما سال دم صرف
18
لا يصحب ذلك من التأكل حتى يظن ان ذلك حيض وربما سال شيئ فسكنت الحمى
19
وسكن الوجع. وقد يصحبه علامات الورم الحار فلا علاج له.
20
المعالجات: اما الورم الصلب فيجب ان يداوى ويستفرغ معه البدن عن
21
الاخلاط الغليظة والسوداوية، ويستعمل مراهم مثل دياخيلون وبا سليقون، وما يتخذ
22
من المقل وشحم الاوز، ومخ الايل، وزبد الغنم قيروطيا بدهن السوسن، والرازقى
23
والنرجس، ودهن الشبث، ودهن البابونج، ودهن الحلبة، ودهن الخروع، ودهن
24
الاقحوان. وليكن شمعها الشمع الاصفر. وربما جعل فيها صفرة البيض. وان
25
احتيج الى ان يكون أقوى جعل فيها جندبيدستر والصبر السمحانى، وانفحة الأرنب،
26
والايرسا، والبناست والاقحوان والزعفران وعلك الأنباط وصمغ اللوز. ومن المراهم
3-889
1
المجربة أن ينقع ورق الكرم بماء حتى يلين، ويسحق معه جبن بماء العسل، [ويتخذ
2
مرهم أو تستعمل زهرة الكرم بالجبن وماء العسل] وورق الكرنب وزهرته موافقة
3
عندى لهذا. وايضا فان احتمال وسخ الاذن فيما قيل نافع. ويجب ان تجلس فى
4
مياه فيها قوى الملينات، ويضمد بورق الخطمى الغض مدقوقا مع صمغ اللوز وشحم
5
الإوز. وضمادات تتخذ من المرزنجوش، واكليل الملك، والحلبة، والبابونج والخطمى.
6
وأما السرطان فيجب ان يداوى بالمراهم المسكنة، وبترطيب البدن، واستفراغ
7
الدم من الباسليق دائما، والصافن بعده فى احيان، واسهال السوداء. ولمرهم الرسل
8
خاصية عجيبة فيه. واذا اشتد الوجع فصدت وجربت فى تسكين الوجع الأدوية
9
الحارة والباردة معًا لتعمتد على أوفقها، وخصوصا للمتقرح.
10
والحارة المسكنة للوجع طبيخ الحلبة ونحوه. وقيروطى متخذ من دردى الزيت
11
المتروك فى اناء نحاس ليأخذ من زنجاره قليلا بالشمع الأصفر يطلى من خارج. والباردة
12
فالاضمدة الخشخاشية مع الكزبرة، وعنب الثعلب، ودهن الورد، وبياض البيض،
13
وما يتحلل من الاسرب المحكوك بعضه ببعض بماء الكزبرة. وايضا طبيخ العدس
14
يحقن به. وايضا ألبان الاتن وعصارة لسان الحمل مجموعين ومفردين. واذا حدث
15
من المتقرح نزف استعملت مراهم النزفية.
16
|376ra44|فى اختناق الرحم
17
هذه علة مشبهة بالصرع والغشى يكون مبدأها من الرحم ويتأدى الى مشاركة
18
قوية من القلب والدماغ بتوسط الحجاب، والشبكة، والعروق الضاربة والساكنة. وقد
19
قال بعض العلماء الا طباء: انه لا يعرف سبب الاختناق؛ لكن السبب فيه اذا حصل هو
20
ان يعرض احتباس من الطمث او من المنى من المغتلمات، والمدركات اول الإدراك
21
والابكار، والا يامى. واستحالة ما يحتبس من ذلك الى البرد فى الاكثر، وخصوصا
22
اذا وقع فى الاصل باردا، ويزيده الارتكام والاستحصاف بردا، اوالى الحر والعفونة.
23
وهو قليل. ويعرف من لون كل ما مال إليه فى مزاجه.
24
فاذا ارتكم احد هذين قبل الطمث وفسد الفساد المذكور، ومال الى طبيعة
25
سمية احدث نرعين من المرض: احد هما مرض آلى يلحق اولا الرحم فيتشنج و
26
ويتقلص الى فوق، او الى جانب يمنة ويسرة، وقدامًا وخلفًا بحسب ايجاب المادة
27
المحتبسة فى العروق فلا تجد منفذا: بل توسع العروق وتشنجها بالتوسيع فتألم.
3-890
1
وربما فشا فى جوهر الرحم فغلظه ثم قلصه، اولم يفش فيه؛ بل ورمه ثم قلصه، و
2
يزيده شرًا ان يزد عليه طمث أخر فلا يجد سبيلا فيؤدى ضررا الى الاعضاء الرئيسية
3
فوق الضرر الأول. وربما تقدم التقلص بسبب ورم أوسؤ مزاج مجفف فيعرض انسداد
4
فم الرحم، وفوهات العروق، ثم يعرض الاحتباس، وكذلك الميلان الى جانب.
5
والثانى مرض مادى مما تبعثه المادة المحتبسة الى العضوين الرئيسين من البخار
6
الردئى السمى فيحدث شئى كالصرع والغشى، فلان هذه العلة أقوى من الغشى الساذج
7
فيتقدمها الغشى تقدم الاضعف الاقوى، والطمثى منها اسلم من المنوى؛ فان المنى
8
وان كان تولده من الدم؛ وخصوصا فى النساء قبل الاستحالة، فانه أقبل للاستحالة
9
الردئية من الدم؛ كما ان اللبن المتولد عن الدم أقبل للاستحالة من الدم.
10
وقد تكون لهذه العلة ادوار. وقد يعرض كثيرا فى الخريف. وربما كان
11
ادوارها متباطئة وربما عرضت <فى> كل يوم ''وتواترها قاتل"، وانما لا يعرض مثله
12
عند الولادة، وتلك حركة عنيفة؛ لان حركة الرحم حينئذ متشابهة من جميع الاقطار،
13
وهى متدرجة لادفعة، وهى الى اسفل، وهى فعل من الطبيعة، وليس فيها بعث بخار
14
سمى الى الاعضاء الرئيسية.
15
واصعب الاختناق ما أبطل النفس فى الظاهر وان كان لا بد من نفس ما ربما
16
يظهر فى مثل الصوف المنفوش المعلق امام النفس فيبطل ايضا الحس والحركة و
17
يشبه الموت. واكثر ذلك بسبب المنى وبسبب البارد منه، ويتلوه فى الصعوبة ما لم
18
يبطل النفس؛ بل صغره وأخفه. و الدرجة الثالثة ما يحدث تشنجا وتمددا او غشيانا
19
من غير أذى فى العقل والحس.
20
العلامات: اذا قرب دور هذه العلة عرض ربو، وعسر نفس، وخفقان،
21
وصداع، وحبث نفس، وضعف رأى وبهتة، وكسل، وضعف فى الساقين،
22
وصفرة لون وتغيره مع قلة ثبات على حاله. وربما حدث من عفونة البخار الحارعطش.
23
واذا ازداد فيها حدث سبات، واختلاط، واحمر"الوجه والشفة والعيين، وشخصتًا''.
24
وربما تغمضتا فلم ينفتحا. وضعف النفس جدًا، ثم انقطع فى الاكثر، فيتوهم المريضة
25
كأن شئيا يرتفع من عانتها. ويعرض تحريق الاسنان وقعقعتها، وحركات غير ارادية
26
لفساد العضل. وتغير حالها، وينقطع الكلام، ويعسر فهم ما يقال.
3-891
1
ثم يعرض لاسيما من المنوى منه غشى، وانقطاع صوت وانجذاب من الساق
2
إلى فوق، وتظهر على البدن نداوة غير عامة بل يسيرة. وربما انحل الى قئى بلغمى
3
صرف، وصداع، ووجع ركبة وظهر، والى قراقر، وقذف رطوبة. وربما ادت
4
الى ذات الرئة، والى الخناق، واورام الرقبة والصدر والصلب. والنبض يكون اولا
5
فيه متمددا متشنجا متفاوتا، م يتواترمن غير نظام، وخصوصا عند سقوط القوة وقرب
6
الموت. ويكون البول مثل غسالة اللحم، أو يكون دمويا.
7
والطمثى يدل عليه احتباس الطمث، والمنوى يدل عليه بعد العهد بالجماع
8
مع شهوة وتعفف. والطمثى ربما تبعه درور اللبن. ويكون البدن اثقل، والحواس اضعف،
9
واوجاع العنيين والرقبة، والحميات، والاعراض التى تتبع احتباس الطمث المذكورة
10
اظهر؛ ومع ذلك فان الخلط الغالب فى الدم يظهر سلطانه، وشره السوداوى؛ فانه
11
يحدث وسواسا بشركة الدماغ، وغشيا قويا بشركة القلب. ويعطل النفس بشركتهما
12
جميعا وشركة الحجاب. والبلغمى أثقل وأسكن أعراضا، والصفراوى أحد وأسلم.
13
واما المنوى فيبادر إلى المضرة بالنفس، ويعظم الخطب فيه اعظم من الطمثى. واما
14
سائر الأعراض فلا تظهر فيه. وكثيرا ما تعرض من مس القابلة لرحمها المتشنج دغدغة
15
وشهوة. فتنزل منيا غليظا وتستريح. وربما قذفت ذلك من تلقاء نفسها فتجد راحة.
16
واما الفرق بينه وبين الصرع وإن تشابها فى كثير من الاحكام وفى العروض
17
دفعة فقد يفرق بينه وبين الصرع احتباس ما يصعد من الرحم والعانة. وان العقل
18
لا يفقد جدا ودائما بل فى احوال شديدة جدا. واذا قامت المختنقة حدثت باكثر ما
19
كانت عليه الا ان يكون امرا عظيما متفاقما. والزبد لا يسيل سيلانه فى الصرع الصعب
20
الدماغى. فان سال سكنت العلة فى المكان ولايحتاج إلى ما يفعل غيره. ولترجع
21
الى ما بيناه فى باب الصرع من الفرق.
22
واما الفرق بينه، وبين السكتة فذلك أظهر. وكيف والحس لايبطل فيها فى
23
الاكثر بطلانا تاما، ولا يكون غطيطا. واما الفرق بينه ويين ليثرغس فانه ليس معه حمى،
24
ولانبض ممتلى موجى واشد اوجاعه فى الرأس. ويكون اللون مختلف التغير، وفى
25
ليثرغس يكون ثابتا على حالة واحدة.
26
العلاج: اما ما كان سببه احتباس الطمث فيجب ان يدبر امره ان لم يكن هناك
27
بياض مفرط، ولم يكن سبب الاحتباس كثرة الرطوبة اللزجة، بالفصد من الباسليق
28
والصافن. ولا بد فى كل حال من استعمال المدرات للحيض، خصوصا الحمولات
29
الحارة المدغدغة لفم الرحم، مثل الكرمدانة والفلفل. وأما الفربيون فقوى فى ذلك
3-892
1
جدا ينزل الطمث فى الحال. والدغدغة لفم رحمها ونواحى رحمها نافعة لها كان الاحتباس
2
طمثا أو منيا، فانه يميل الرحم الى اسفل والى الإستواء، ويهيئ الطمث للدرور
3
والغالية عجيبة فى ذلك.
4
والأبزنات من المدرات نافعة، وخصوصا ما اتخذ من الكاشم، والحلبة،
5
وبزر الكتان، والمرزنجوش، والقيصوم. ومياه الحمئات نافعة لها. ويجب ان يكون
6
الفصد من الباسليق الذى يلى ناحية ميل الرحم. فان لم يمل إلى جانب بل تقلص الى
7
فوق فلك ان تفصد أيهماشئت او كلاها. وان احسست برطوبات كثيرة فاستعمل المستفرغات
8
لها مثل ايارج روفس وثيادريطوس. وايضًا فانك اذا فصدت واستفرغت الدم فربما
9
احتيج [بعد السابع] الى اسهال بايارج الحنظل <والى اسهال> بايارج فيقرا. وربما
10
احتيج <بعد> الى ان يكرر عليها. وربما احتيج ان يسقى حب الشيطرج والحب
11
المنتن، ثم يحجم بعد ثلاثة ايام على الصلب والمراق، وتارة على الفخذين والاربية؛
12
ويلطف التدبير، ويسخن الاسافل بالدلك، وبالكمادات والمروخات، ثم يسقى الجند
13
بيدستر والمر بماء العسل، والشنجرينا. والد حمرتا، والفلا فلى. والكمونى.
14
والكاسكينج بماء الانيسون او بماء اللوبيا الاحمر. والقرنفل نافع ايضا.
15
ومن المشروبات الجيدة أن يوخذ من الكمونى مقدار عفصة فيسقى بماء السذاب،
16
أو بماء طبيخ الفنجيكشت. والغاريقون جيد جدا فى هذه العلة اذا سقى بشراب. و
17
الجندبيدستر ربما عافى بالتمام. وكذلك اظفار الطيب. وكذلك العنصل وخله اذا
18
جرع، اوسكنجبينه الحامض، وماء الشوصرا اذا سقى كان فيه البرء. وايضا يسقى
19
وزن درهمين من الداذى فى نبيد قوى. وشرب دهن الخروع نافع جدا. و
20
ايضا يسقى عصارة ورق الفنجيكشت بالشراب ودهن <الخروع>. وايضا يوخذ وزن
21
درهم جاوشير، ودانقين جندبيدستر يسقى فى شراب فانه نافع جدا مدر.
22
ومن الضمادات والكمادات كلما تلطف الدم ويجعله مراريا. ومن الحمولات
23
الجيدة الشنجرينا بدهن الغار اودهن السوسن قدر بندقة. واحتمال اشيافه من الداذى
24
بالشراب. وايضا يوخذ ميعة سائلة ثلاث اواقى، فلفل كندر من كل واحد أوقية،
25
شحم البط اربع أواقى، بزر الانجرة اربعة مثاقيل تجعل <فيه> فتيلة وتحمل. وايضا يستعمل
26
من الحقن والشيافات المتخذة بما يسخن ويدر، ويسهل الاخلاط الغليظة، ويحلل
27
الرياح.
28
فان كان سببه احتباس المنى فيجب ان يفزع إلى الترويح والى ذلك الوقت
29
فيجب ان يستعمل الرياضة. ومجففات المنى كالسذاب، والفوتنج، وبزر الفقد،
3-893
1
وجوارشن الكمونى بمثل طبيخ الأصول. ويجب ان تدخل القابلة يدها الى فرجها
2
ممرخة بدهن السوسن، او الناردين والغار. وتدغذع باب الفرج وباب الرحم دغدغة
3
كثيرة لينة. ولا بد من أن يصحبها مع اللذة وجع، ويكون كحال الجماع، فانها [ربما]
4
تقذف منيا باردًا وتسلم. وكذلك اذا حملتها الأشياء اللذاعة المدغدغة، مثل السنجرينا
5
بدهن الغار؛ ومثل الزنجبيل والفلفل والكرمدانة عجيب فى ذلك. واياك فى مثل
6
هذه الحال والفصد؛ بل استعمل فى هذا القسم ماينبه الحرارة وعالج بعلاج الغشى،
7
وينفع من ذلك و[من] اعراضه الردئية المعجون المعروف بمعجون النجاح منفعة
8
شديدة، والشنجرينا والمشروديطوس ودواء المسك والترياق وان خيف من دواء
9
المسك والمشروديطوس تحريك المنى، فان تقويتهما للقلب، والطبيعة على الدفع
10
تقاوم ذلك وتغلبه. والكاسكنيج والقرنفل عجيبان ايضا.
11
قدبيرهن عند الهيجان: يجب ان يصب على رأسها الدهن العطر المقوى المسخن
12
جدا مثل دهن الناردين أودهن البان، وتبادر الى الدغدغة المذكورة، وخصوصا بالحادات
13
اللذاعات. وتحتمل الأشيافات المدرة، والحمولات الجاذبة للرحم الى أسفل <من>
14
مثل الغالية والادهان العطرة مثل دهن البان والياسمين، ومثل دهن الأقحوان ودهن
15
الساذج، وسائر العطر الحاد الذى تميل اليه الرحم، ومع ذلك ففيه تلطيف وادرار.
16
وكذلك تبخرها من تحت بالمسك والعود، وبدخان الميسوسن المنضوج على حجارة
17
محماة، وتطلى بالخلوق وبالغالية، وتمسك نفسها ومنخرها وتحرك الى القئى بريشة
18
تدخل فى حلقها؛ فانها تجد للقئى خفة [وتعطس]، وتشم النتن، وتلزم أسفلها
19
محاجم كثيرة تجذب الدم والرحم الى أسفل، خصوصا على الحالبين وعلى الفخذين،
20
او على ما يحاذى جهة الميل ان كان ميل لتنجذب الرحم والدم الى اسفل، وتدلك
21
رجلاها بقوة، وتلزم أوراكها، وعانتها، وفخذاها، وساقاها، وتشدان من فوق الى
22
اسفل ويمرخان بمثل دهن الرازقى، والأدوية الحارة المحمرة وفيها مثل <دهن>
23
الأ فربيون. ويحمل مقعدتها مثل ما يحلل الرياح، وتطلى المعدة ايضا بهما، و
24
يصاح بها وتهز. واذا فعل جميع ذلك ولم ترجع إليها نفسها فلا بد من صب الدهن
25
المغلى الحار على رأسها، أو يكوى يافوخها لا بد من ذلك. وربما افاقت بالفصد. و
26
اياك وسقيهن الشراب؛ فان الماء أوفق لهن. [واياك واطعامهن] واللحمان
27
الغليظة وما يزيد فى اللحم والمنى.
3-894
1
|377rb22|البواسير، والتوث، والبشور التى تظهر فى الرحم والمسامير
2
قد يحدث فى الرحم بواسير، ويحدث فيها كالتوث مثل ما قيل فى الذكر.
3
وقد يظهر عليها بثور مختلفة، ويقال لبعضها الحاشا؛ لانه يشبه رؤس الحاشا. وربما
4
كانت بيضاء. وقد يظهر عليها بواسير كالثاليل المسمارية عقيب الشقاق، وعقيب
5
الأورام الصلبة. وانما يمكن ان يبرأ من البواسير ما يكون فى الظاهر خارج الرحم،
6
وقل ما يبرأ الكائن فى العمق. وقد تنتفع التى تحتبس طمثها بظهور البواسير فى مقعدتها،
7
أو ظاهر رحمها؛ فانها ترجى أن تنفتح وتستنقى، ويكون بها أمان من امراض صعبة
8
يوجبها احتباس الطمث. وقد يمكن ان تستلاح البواسير ونحوها فى المرأة المقابل
9
بها الفرج على ما ذكرنا فى باب الشقاق. واذا استلحيت [بالمرأة] لم يخل إما ان
10
تستلاح فى وقت الوجع، وهو وقت احتباس الدم منها، فترى حمراء متصلبة، واما
11
فى وقت سكون فترى ضامرة، وذلك عند سيلان ما يسيل منها من شىء أسود كالدردى.
12
العلاجات للبواسير: هذه البواسير انما توجع يشدة [وقت] انتفاخها و
13
تلززها فيجب ان تلين وتهيأ للاسالة. فان لم ينفع ولم تكن البواسير عريضة واسعة
14
لم يكن يدمن استعمال الحديد على نحو ما يستعمل فى بواسير المقعدة، وبالقالب المعمول.
15
فذلك اذا كانت خارج الرحم فاذا قطعت تجعل على القطع الزاج والشب، ودقاق
16
الكندر، وما يشبه ذلك. فاذا أريد ذلك أدخلت المرأة بيتا باردا، ويقطع ذلك منها فيه،
17
ويرسم لها ان تشيل رجليها إلى الحائط ساعتين، وتلزم عانتها وصليها وعجانها خرقا
18
مبلولة بمياه القابضات مبردة بالثلج. فان لم يكد الدم ينقطع وضع على العانة وعلى
19
الصلب وما يليه محاجم لازمة، وحملت صوفة مغموسة فى ماء طبخ فيه القوابض وقد
20
حل فيه القاقيا وهو قسطيداس والحضض ونحوه، وتجلس فى المياه القابضة. وان
21
كانت البواسير عريضة واسعة فلا يتعرض لقطعها، ولكن استعمل عليها المجففات
22
القوية الحابسة للدم؛ مثل الخرق المبلولة بعصارة الامبرباريس، او الحماض وقد
23
ذر عليها الحضض والا قاقيا ونحوه ولتربط أطرافها بشدة ولتؤمر ان تنام على شكل
24
حافظ لما تحملت. ولتدبر النزف، ولترض من البواسير ان لايرجع لاسالتها الدم المعتدل،
25
وان لا تسقط القوة بمنعك النزف المفرط. ومن تليينها ان تجلس المرأة فى مياه طبخ
26
فيها الملينات، مثل الخطمى، والبابونج، وبزر الكتان، والحلبة، واكليل الملك،
27
ويستعمل عليها من الأدهان مثل الزيت والسوسن ودهن الأكليل الملك.
3-895
1
المسامير
2
يجلس صاحبها فى طبيخ الحلبة والملينات مع الدهن، وتحتمل الفرازج
3
المتخذة من الزوفا والنطرون والريتبانج.
4
|377va30|اللحم الزائد، وطول البظر، وظهور شىء، كالقضيب، والشىء المسمى قيرقس
5
قد ينبت عند فم الرحم لحم زائد. وقد يظهر على المرأة شئى كالقضيب
6
يحول دون الجماع. وربما يتأتى لها ان تفعل بالنساء شبه المجامعة. وربما كان ذلك
7
بظرا عظيما. والقرقس هو لحم نابت فى الرحم وقد يطول وقد يقصر. وانما
8
يطول صيفا ويقصرشتاء. وقد شهد به جماعة من الاطباء كارجيجانس وجالينوس،
9
وانكره انيذقلس الطبيب.
10
العلاج: اما القضيب والبظر العظيم فعلاجه القطع بعد القاءها على قفاها،
11
وامساك بظرها، وقطع ذلك من العمق ومن الأصل لئلا يقع نزف. واما اللحم
12
<الزائد> الأخر فربما امكن علاجه بالأدوية الا كالة اللحم مما ستعلمه فى بابه. وربما
13
لم يكن بد من القطع، وحينئذ يجرى مجرى البواسير. وقيرقس قد يربط بخيط
14
ربطا شديدا. ويترك يومين وثلاثة ثم يقطع. وربما أشير بتركه كذلك حتى تعفن،
15
ثم يقطع ليقل سيلان الدم.
16
|377va58|الماء فى الرحم
17
قد يجتمع فى أرحام النساء ماء ويحتقن فيها.
18
العلامات: علامته ان يتقدم احتباس الطمث، وتكثر القرقرة فى البطن،
19
وخصوصا عند الحركة والمشى. ويعرض فى اسفل البطن ورم رخو. وربما صارت
20
كالمستسقية، ويكثر سيلان الرطوبة المائية. وربما توهم ان بها حبلا. وربما كان
21
فرجها ان يدر عنها ماء كثيردفعة.
22
العلاج: علاجها ان تستعمل الفصد ان احتيج إليه والرياضة، وأن تقعد
23
فى الاشياء المدرة للمائية القوية الإدرار، والاشياء التى تستعمل فى ضمادات الإستسقاء
24
حتى ينضج، ثم تقرب منها مدرات الطمث بالقوة، وتسقى مدرات البول. ولا بأس
25
بان تحقن بحقن المستسقين، وبالشيافات المدرة للماء والطمث. واحتمال الخربق
26
الابيض نافع لها ويخرج ماء كثيرا.
3-896
1
|377vb25|النفخة فى الرحم ومعرفتها
2
ربما كان السبب الاول فى حدوث النفخة والريح فى الرحم ضربة أو سقطة
3
ونحو ذلك، فيضعف مزاجها. وربما كان عن عسر الولادة، وانقلاب فم الرحم،
4
او شدة غلبة بردساد لفم الرحم، حاقن فيه الرياح فى فضاءه وفى خلل ليفه أو فى
5
زواياه. وما كان فى الخلل فهو اصعب، ثم ما كان فى الزوايا، ثم ما كان فى التجاويف.
6
العلامات: قد تشتد قوة احتباس الريح فى فم الرحم، وفى ليفه الى ان
7
يبلغ وجع تمديده العانة، وينبسط فى الاربيتين، ويرتقى إلى الفخذين وإلى
8
الحجاب والمعدة. ويكون له صوت كصوت الطبل والإستسقاء الطبلى. وربما كان
9
منتقلا. ويصحبه مغس وضربان ونخس، يسكنه الكمادات بالقوى الحارة ويعود
10
مع عود البرد، ويفصله الغمز قراقر وتنتو معه العانة. وربما بقى هذا الريح مدة العمر.
11
ويزعمون ان اشتمال الرحم على المنى يحل هذا الريح كأن لم يكن.
12
العلاج: ينفع من ذلك شرب اللوغوذيا والشنجرينا فى ماء الاصول والبزور
13
بعد استفراغ المادة الفاعلة لذلك عن البدن وعن الرحم بمثل الايارج الفيقرا خصوصا
14
وان أزمنت العلة فمثل ايارج اركغانيس. ودهن الكلكلانج نافع من ذلك جدا. وقد
15
يحتمل الشيافات بمثل المقل وعود البلسان وحبه بدهن الناردين ودهن السذاب
16
وقد ينطل بدهن السذاب ودهن الشبث. وقد يوضع على الرحم اضمدة متخذة من
17
مثل السذاب، وبزر الفنجيكشت، والكمون، والقنطوريون، والبرنجاسف، والمرزنجوش،
18
والانيسون، والفوتنج، والسليخة، والنانخواه، وسائر البروز. وقد تجلس فى مياه
19
طبخ فيها ادوية الضماد المذكورة. وقد تبخر بالافاوية الحارة. وقد تلزم العانة والرحم
20
محاجم بالنار.
21
|378ra13|فى رياح الرحم
22
تحس صاحبتها كأن فيها شيئًا مدلى معلق، وترى تفاريق الم منتقل.
23
وعلاجها: ان تاخذ كل يوم درهم ونصف دحمرثا فى عشرة دراهم [ماء]
24
مغلى فيه درهم كمون، ودانق مصطكى.
3-897
1
|378ra20|الفن الثانى وعشرون
2
فى امراض ظاهرة وطرفية للأعضاء وهو مقالتان
3
|378ra22|المقالة الأولى فيما يعرض لها من آفات المقدار <والوضع وهى تسعة فصول>
4
الاول فى هئية الشرب والصفاقين
5
يجب ان تعلم ان على البطن بعد الجلد غشائين: احدهما يسمى الطافى، و
6
يحوى الامعاء، ويسخنها بكثافته ودسومته، ويحوى العضل. والثانى هو الباطن
7
ويسمى باريطون ويسمى المدور لانه اذا انفرد عما يغشيه كان ككرة عليها خمل
8
وزوائد رخوة، وثقب، ويتصل من فوق بالحجاب، ونباته من عل؛ وهو<غشاء>
9
رقيق تحت جلد البطن وغشاءه؛ ويلزمه عضلتان من عضل البطن يمينا ويسارا لزوما
10
شديدا.
11
ثم يتصل ''بعد هذا" بالحجاب واجزائة للحمية اتصال اتحاد، واتصاله بالمعدة
12
بعد استحكام واستحصاف من جوهره، وذلك الاتصال اتصال منبسط؛ لكنه عند
13
اتصاله بالكبد رقيق جدا. وله فى صعوده الى المعدة وانعطافه نازلا عنها تمكين لمجاز
14
عرق وشريان كبير يتعلق به وينخدر من تحت فيصير ثربًا.
15
وقد يجرى على اكثر الباريطون من رقيق العضل المستعرض على البطن صفاق
16
يكاد ان يظن جزء منه لاتصاله ولمشابهته اياه فى العصبية. فاذا افرد عنه الباريطون كان
17
رقيق النسج جدًا؛ وذلك هو الباريطون بالحقيقة، وأرقه وأخلصه عند الخصرين. و
18
نبات الغشاء المستبطن للاضلاع من هذا الغشاء.
19
ومنفعة هذا الصفاق ان يملا مابين عضل البطن والأمعاء ويسد الموضع،
20
و يمنع العضل أن تقع فى المواضع الخالية مع معونة من ديا فرغما من خلف، ويعصر
21
من خلف الامعاء والاحشاء الفراغة للفضول عصرا مستوفا الى دفع ما فيها من
22
الثفل والبول والجنين. ويمنع الانتفاخ الشديد، ويربط الاحشاء بربط قوية، وهو
3-898
1
فى الصلب كشىء واحد. وتتصل كلها من خلف على لحم غددى كالوطاء لها، و
2
للعروق الكبار، والجداول المتصلة ما بين الامعاء والمعدة.
3
قال قوم: ولا يجوز ان يقال ان للصفاق اجناسًا من الليف منسوجة على الجهات
4
المعلومة لليف التى هى الة القوى الثلاث الطبيعية. وهؤلاء القوم لا يمكنهم ان يقولوا
5
هذا فى طبقات العروق والمثانة والرحم؛ الالشىء من الاغشية؛ بل هو جسم مفرد.
6
وهذان الحجابان يقيان احشاء الجوف الاسفل. فاذا انتهيا إلى العانة حصل فيهما
7
ثقبان ضيقان كانهما حجران يمنة ويسرة فينز لان فيه حتى يصيرا كالكيسين للبيضتين،
8
وتحت الحجابين الثرب.
9
والثرب مؤلف من غشائين مطبق احدهما على الأخر، بينهما شريانات كثيرة،
10
وعروق دونها؛ وشكله كالكيس. هو مربوط بالمعدة، والما ساريقا وبالقولون.
11
ومنشاءه مما ينزل من فضلة باريطون عند المعدة والاثنى عشرى. وما يصعد من فضلة
12
وعند العانة فاول ما يلقى من البطن الجلد، ثم تحته الغشاء الاول، ويسمى مجموعهما
13
مراقا، ثم العضل ثم باريطون، ثم الثرب ثم الأمعاء.
14
|378rb30|فى الفتق وما يشبهه
15
الفتق يكون بانحلال الغشاء عن فرديته ووقوع شق فيه، ينفذه جسم غريب
16
كان محصورا فيه قبل الشق. اولاتساع ضيق فى مجاريه وانحلال. فاذا وقع ذلك بحيث
17
اذا سلك النافذ تأدى إلى الخصيتين سمى أدرة وقيلة، وما سوى ذلك يسمى باسم العام.
18
واكثر ادرة الخصية ودواليها وصلابتها، وصلابات الصفن يقع فى الثربى؛
19
فانه قد يعرض أن يتسع الثقبان المذكوران لضعفهما، أو ينخرق ما يليهما من رطوبة
20
مغرية لها بالة أو مرخية او لمعونة من صرخة أو حركة أو سقطة، اوامساك منى
21
متحرك ومنعه عن الدفق، أو صعود المرأة على الرجل، او اتعاب نفس فى الجماع
22
وخصوصا على الامتلاء. وكذلك الجماع على التخمة، واجتماع الريح والبراز فى
23
البطن، فينزل اما ثرب، أو حجاب، أو هما، والمعاء، وخصوصا الاعور؛ لانه
24
مخلى غير مربوط، او رطوبات تنصب إليها من دفع الطبيعة، أو تتولد عنها لبردها،
25
واحالتها الدم الى المائية.
26
ربما حدث لها غشاء خاص. وربما كانت الرطوبة دما ودموية ودردية حين
27
يكون سببه الضربة والسقطة، أورياح نافخة. وربما نفع علاج الحديد. وربما نبت
3-899
1
هناك لحم. وربما غلظ الصفن، أو صلب من ورم، أوسمن، فاشبه الأدرة، و
2
ويسمى ادرة اللحم. وربما كان كذلك فى الأربية. وربما انتفخت عروقه، ويسمى
3
ادرة الدالى. وربما استرخى استرخاء شديدا من غير فتق، وطال واشبه الأدرة ايضا.
4
وربما وقع الفتق فوق الخصيتين، وحصل عند الاربية وما فوقها فى السرة،
5
وفى الحالبين. والذى يقع فى السرة فهو قليل نادر بالقياس الى غيره، لان ذلك
6
الموضع مدعوم بالعضل، وما تحته يوافى اطراف العضل. وقد يعرض للسرة نتو، وهو
7
من قبيل الفتق ايضا. وما كان من الفتق فوق السرة فهو ردئى الاعراض وان كان
8
قليل التزيد، ولم يولم فى الأول؛ لان المندفع فيه يكون المعاء الدقاق وهى متزاحمة
9
متضاغطة. ويحتبس الثفل ويتقيأه، ويكون من جنس ايلاؤس فى قلقه وكربه؛
10
ولكن ما كان من تحت أشد قبولا للاتساع، وأذهب فى الازدياد، ولا يولم فى الاول.
11
واعلم ان قيلة المعاء والثرب مرض قوى عسر وان كانت صغيرة. وقيلة الماء مرض
12
سهل وان كانت كبيرة.
13
|378va26|العلامات:
اما العلامة المشتركة للفتوق فزيادة تظهر وتحس بين الصفاق14
الداخل وبين المراق، ويزداد ظهورها عند الحركة وحصر النفس. وما كان للاتساع
15
عن المجرى فعلامته انه يظهر قليلا قليلا فى الصفن من غير حركة عنيفة وصيحة و
16
غير ذلك، وتكون أدرة الخصية. واما ما فوق فهو لانخراق لا محالة، ولا ينفع فيه
17
التجفيف.
18
وعلامة المعوى النافذ فى الشق عوده بسرعة عند ما يستلقى، واحساس قراقر،
19
وخصوصا عند الغمز. واما الثربى الصفاقى فيدل عليه حدوثه قليلا قليلا، ويكون
20
الى العمق مع الاستواء فى الوضع، ولا يحس فى تلك الأدرة بقرقرة. وفى الاكثر
21
يكون صغير الحجم فى العمق. وربما خرج بأسره، و كان له حجم كبير، وكان
22
عسر البرء، وليس كقيلة المعاء، لكن مسه يكون مخالفا لمس قيلة المعاء، والماء والريح.
23
والمعوى والثربى رجوعهما أعسر من الريحى. وقيلة الماء يعرف باللمس
24
وبتمدد الصفن وبالترفق والملاسة. وهذا ايضا يرجع ولا يدخل. وقيلة الريح
25
معروفة، فان الانتفاخ الريحى ظاهر. والريحى يعود من غير مزاحمة ووجع. وقد
26
يرجع فى الحال، والاستلقاء لا يجعله أسرع رجوع من وقت أخر؛ فان حكمه فى
27
الاستلقاء وغير الاستلقاء متشابه؛ اذ لاثقل له ولا زلوق. وفى المعوى مختلف، وهو
28
عند الاستلقاء اسهل يسيرا وقد يعرض فيها اوجاع شديدة بما يمدد الصفن وبما يعصر
29
الخصى.
3-900
1
واللحمى علامته ان يكون فى نفس الصفن لا فى داخله، ويكون مع صلابة
2
وغلظ، واختلاف شكل. وربما كان تحجر من ورم صاب ويسمى كورس.
3
واما أدرة الدوالى فتعرف من العروق الممتلئة، ومن الالتواء العنقودى فيها
4
مع استرخاء من الانثيين، وممانعة عن الاحضار والحر كات. وما كان فى الشرائين
5
فان الكبس بالا صابع يبدده، وما لم يكن فيها، بل فى الاوردة الغاذية لتلك الاعضاء،
6
لم يبددها الكبس.
7
|378vb12|المعالجات:
اما التدبير الكلى لاصحاب الفتق فهو ترك الامتلاء، وترك8
الحركة الكثيرة والوثبة، والنهوض دفعة، والجماع. وشر هذه الاحوال ما كان
9
على الا متلاء. ويجب ان يترك الاغذية النافخة، ولا يستكثر من شرب الماء، ويهجر
10
جميع الاشياء المرخية حتى الحمامات واذا اكل استلقى، ويكون عند الجلوس مشدود
11
الفتق، وعند الجماع خاصة، وليكن جماعه على خفة من بطنه.
12
ولتعلم ان الغرض فى علاج الفتق هو الحام الشق ان امكن، او حفظه لئلا
13
يزداد، وتجفيف ما أرخى ووسع، ورد النازل فيه ان كان ثربًا اومعاءً، وتحليل المجتمع
14
فيه ان كان ماءً اوريحًا، ومنع مادته التى تمده. فان لم يتحلل دبر فى اخراجه، ثم
15
الحام الشق وحفظه لئلا يزداد، يكون بالأدوية المقوية والمغرية التى فيها قبض،
16
وكلما كان الشق أقل كان الالحام أسهل. وربما استعين فيه بالكى. وتجفيفه يكون
17
بالادوية المحللة، ورد النازل يكون بالرد والرباط. واما تحليل المجتمع فيكون
18
بالضمادات الاستسقائية وما يشبهها. ومنع مادته يكون بالاستفراغ، وتعديل الغذاء.
19
واخراجه يكون بالادوية المعرفة بقوة، وبعمل الحديد.
20
|378vb41|علاج فتق المعاء والثرب:
ان كان نزولها الى الصفن امكن ردهما؛ ولكن21
يعسر بالقياس الى ردهما من فتق من فوق؛ فان ذلك يسهل مع الاستلقاء وأدنى الغمز
22
باليد. فان زاد الفتق اخذ فى تجفيف ما اتسع لرطوبته، وضم ما انشق ويحتال فى الحامه.
23
واذا استعصى الرد أجلس العليل فى ماء حار. وضمد الفتق بالملينات، او كمد بخرق
24
حارة حتى يرجع، م يشد موضوعا عليه الادوية الجامعة، ويترك ثلاثة وهو مستلقى
25
ويكون الشد بالرفائد المربعة. والرفائد المهيأة لجمع شفتى الشق. وربما كوى
3-901
1
"على هذا الشد" والنصبة. ولا يستعمل الرفائد الكرية فانها توسع. وأما العظيم فلا بد
2
من اللحام. ولا يجب ان يقرب هذا الفتق الحديد اصلا.
3
والأدوية المشروبة التى ينتفع بها صاحب الفتق الشنجرينا، وطبيخ جوزالسرو،
4
وخصوصا مدرفا فيه الشنجرينا والكمونى. والاضمدة التى تستعمل على الشق يجب
5
ان تستعمل فيه وقد جمع شفتا الشق، وقلصت البيضتان الى فوق، وفرغ من ردما
6
نزل شىء من هذه الا ضمدة التى تتخذ من الأبهل، ومن جوز السرو، ومن ورقه؛
7
فانها أصول الأضمدة مجمع على كثرة نفعها، ومن المقل، والكثيرا، والصمغ العربى
8
وعزاء السمك، الجلود، والدبق، والكمأة اليابسة، ولحوم السرطانات، والورد باقماعه، و
9
جميع القوابض، والمصطكى، والأس، والماشا المقشر، والمداد، وورق الحضض
10
المكى، والشب اليمانى، والسماق، وثمر الطرفاء، والمعزة، والقنطوريون، والصبر
11
السمحانى، والمر.
12
نسخة ضماد: يوخذ أشق، وكندر، وصبر سمحانى، ودبق من كل واحد
13
وزن ثلاثة دراهم، مقل ازرق وزن درهمين، اقاقيا وانزروت من كل واحد درهم، يرض
14
فى الهاون، ويبل من اول الليل فى الخل، ويسحق من الغد بشىء من الأبهل، وتشرب
15
منه قطنة، وتوضع على الموضع وتشد.
16
ضماد خفيف: يوخذ مصطكى، وانزروت، وكندر؛ بالسوية، ويجمع بعزاء
17
محلول اذيب فى نبيذ الزبيب ويطلى فوق كاغذة ويشد. ومثل ذلك صبر وعزاء و
18
كندر.
19
وايضا يوخذ جوز السرو، وكندر، وأقاقيا، وجلنار. وانزروت، ودم الاخوين
20
ومر، وحضض، وابهل اجزاء سواء، وينعم سحقها، ويعجن بصمغ ويلزم البيضة
21
البيضة، اواى موضع كان الفتق حتى يسقط.
22
ضماد جيد: ربما الحم فتق الصبيان: يوخذ قشور الرمان وزن عشرة دراهم
23
عفص فج خمسة دراهم، يطبخ بشراب قابض وزن خمسة اواق طبخا <جيدا> شديدًا،
24
ويرد الامعاء، وينطل الموضع بماء بارد ويلزم هذا الضماد. ولا يحل الا فى الاسبوع
25
و فى كل عشرة أيام مرة.
26
ضماد عجيب. مصطكى، قشور الكندر، وجوز السرو، عزاء السمك، مر
27
انزروت اجزاء سواء، يداف العزاء بخل خمر، ويجمع به الادوية ويتخذ منه ضماد.
28
وربما كفى الصبيان ضماد من الجلنار، ومن بزر القطونا، واصل السوس البرى.
29
وربما كفاهم التضميد بعدس الماء، وهو من جملة الطحلب. وربما كفى ان يطلى
3-902
1
فتقهم بالمقل المحلول فى دهن الزنبق وشراب، او مع جندبيدستر، وخصوصا لما
2
كان مائيا. وايضا ربما كفى الأشراس مع سويق الشعير.
3
|379rb1|فى فتق الماء
4
قد تستفرغ المائية بالبزل المدرج. وقد تستفرغ بالا ضمدة المخرجة للمائية،
5
وبعد ذلك قد يكون بالحديد، وبالادوية الحادة المسخنة لما يلقى الفتق من الصفاق
6
فيضيق ولا تنزل المائية. فاما البزل والبضع فيجب ان تشال الخصيتان الى فوق وتبعد ان
7
جدا من الصفن وقد نورت العانة، جردتها من الشعر عن العليل، وان يستلقى
8
على سرير او على دكان واجلس خادما عن يمينه يمدد ذكره الى المراق، ثم ابضع
9
يمبضع عريض. واتق ان تبضع من الدروز شئيا؛ ولكن تيا من أو تياسر موازيا للدرز.
10
واجتهد حتى ينزل جميع المائية، وتستفرغها، ثم لك الخيار <فى ذلك> ان جوزت
11
عوده وامتلاءه بعد حين لتعاود العلاج ان شئت بالبزل، وان شئت كويته.
12
والكى ان تاخذ حديدة دقيقه فيها تعقف، وتحمى حمى الكاوى، وتربط
13
الخصيتان ابعد ما يمكن من الموضع، وتدار المكاوى. على الصفن حتى لا يصيب
14
الخصية ويصيب الصفن والباريطون فيضيقه ويشنجه، فلا يدخله الماء بعد ذلك. وما
15
وسع المدخل فهو اجود، ثم تعالج الخشكريشة وتدمل. وربما قطعوا من الباريطون
16
شئيا ثم كووه، ويجعل على الشق القوابض، ويمنع العليل شرب الماء.
17
وأما الاضمدة لقيلة الماء فمن جنس اضمدة الإستسقاء والطحال؛ ومثل ان
18
يوخذ ميويزج وكمون، ويجمع بزبيب منزوع العجم جمعا بالدق، ويصير كالمرهم
19
ويضمد به. وايضا يوخذ فلفل، وحب الغار، وبورق، وشمع، وزيت عتيق يجعل
20
منه مرهم ويوضع عليه. وايضا يوخذ رماد البلوط، ويعجن بالزيت مقوم بالطيخ
21
ويضمد به فهو بالغ جدا. ويوخذ نطرون ثلاثون درهما، ومن الشمع ست اواقى،
22
ومن الزبيب ست أواقى، ومن الفلفل مائة حبة، ومن حب الغار ثمانون حبة، ويتخذ
23
منه ضماد لازم. والمقل الاعرابى بريق الانسان ربما حلل قيلة الماء من الصبيان.
24
علاج فتق الريح: التدبير فى ذلك ان يهجر النوافخ من البقول والحبوب،
25
والامتلاء المفرط المؤدى الى القراقر، وسؤ الهضم، ومن شرب الشراب الممزج
26
والشراب النيى النفاخ. ويسقى الأدوية المحللة للرياح مثل الكمونى، والشنجرينا
27
والاطريفل الكبير كل ذلك بطبيخ الخولنجان.
3-903
1
معجون جبد لهم: يوخذ ورق السذاب اليابس، وزوفا، وكمون، ونانخواه
2
وبزر الفنجنكشت، وبورق، وفوتنج اجزاء سواء، ومن الافيتمون مثلها اجمع،
3
يجمع بعسل. ويضمد بشراب، والكمونى، والفنجنكشت، والفوذنج، والوج،
4
وحب الغار، والمرزنجوش، والشيح، والميعة. و لتكن الادهان التى تمرخ بها مثل
5
دهن القسط والزنبق، ودهن الناردين خاصة، ويكمد بمحللات الرياح المذكورة كثيرا.
6
واذا اشتد الوجع استعمل شيافات مصلحة من العسل، والنطرون، وورق السذاب،
7
وبزره، والسكبينج، والجاؤشير، والكمونى والجندبيدستر كلها أو بعضها بحسب
8
الحاجة.
9
|379rb47|فى قيلة اللحم والدوالى
10
علاجها علاج الاورام الصلبة. وكثيرا ما يكفى فى قيلة الدوالى التمريخ بمرهم
11
الباسليقون والشحوم الملينة والمخاخ.
12
|379va16|فى نتو السرة
13
قد يعرض فى السرة نتو. وتارة يكون على سبيل الفتق المعلوم. وتارة يكون
14
على سبيل الاستسقاء، بان تجتمع فى ذلك الموضع وحده رطوبة أوريح. وتارة يكون
15
بسبب وريد او شريان اسال إليه دمًا. وتارة يكون بسبب ورم صلب، او زيادة لحم
16
تحت الجلدة.
17
|379va24|العلامات:
ما كان مع خروج ثرب أومعًا فان اللون يكون لون الجسد بعينه.18
ويكون الوضع مختلفا، وخصوصا فتق الأمعاء، ويصحب فتق الامعاء وجع ما،
19
ويغيب بالكبس؛ وربما غاب بقرقرة، ويزيده استعمال المرخيات من الحمام
20
والتمريخ والحركة عظمًا. وما كان من رطوبة لايرده الغمز ويكون لينا، ولا يغير
21
من قدره الكبس، ويكون لونه لون البدن. وما كان من ريح كان ألين، وأقل مدافعة
22
من الرطوبة، ويكون له طبلية صوت. وما كان من دم فانه يكون دموى اللون وأسود.
23
وما كان من نبات لحم، أو صلابة فيكون جاسيا صلبا غير منكبس انكباس غيره.
24
|379va41|العلاج:
ما كان من انفتاح عرق نابض، أو غير نابض او من ريح فلا يجب25
ان يتعرض لعلاجه. فان تعرضت لذلك لزمك ان تتعرض لقطع أو خياطة. واما غيره
26
فعالجه بان تقيم المريض وتكفله ان يمدد بطنه، ويحبس نفسه حتى يظهر النتؤ،
27
قادر حوله دائرة بلون متميز، ثم تستلقيه، ثم تحيز على الدائرة بعد حيزها صنارة تمر
3-904
1
على المراق وحدها من غير ان تأخذ ماتحته، وتدخل فيها ابرة تخيط من حيث لا تلقى
2
جسما تحته، ثم تبط بطا يكشف عما تحت المراق وحده فان كان تحته معا دفعته المعا
3
الى اسفل. وان كان ثربًا مددته وقطعت الفضل، ثم خطت الموضع المنتفق بخيوط
4
متقابلة صلبة تمدد بعضها إلى بعض، وتشده على القطن وتخيطه وتترك للخيوط
5
اربعة رؤس، وتراعى ان تسقط الفضل وتدمل الباقى؛ وتجتهد فى ان يندمل غائرا
6
غير بارز حتى يكون غير قبيح. واما الريحى فتدبيره ايضا البزل والقطع، والخياطة
7
بعد ذلك على نحوه ما قبل.
8
|379vb7|فى الحدبة ورياح الأفرسة
9
الحدبة زوال من الفقرات اما الى داخل الظهر والى قدام، وهى حدبة المقدم.
10
وقوم يسمونها التقصيع. فاذا وقع بشركة من عظام القس سمى القعص والتقصع.
11
واما الى خارج الظهر والى خلف وهى حدبة الموخر. واما الى جانب يقال له الالتواء.
12
واسبابه اما باد كضربة أوسقطة وما يجرى مجراه. واما بدنية من رطوبة مائية
13
فالجية مزلقة مرخبة للرباطات. او رطوبة مشنجة. واكتر ما يكون عن رطوبة فالجبة
14
ويكون التوائيا ليس الى قدام وخلف. وقد تكون الحدبة لريح قاصعة مشبكة،
15
اوورم وخراج تمدد الصفاقات فى جهته.
16
وكثيرا ما يبرأ الورمى اختلاف الدم الدال على نصج الورم وانفجاره. وكثيرًا ما
17
يكون ذلك الورم صلبا. وقد يكون لتشنج الرباطات، وهو قليل الوقوع وسريع
18
القتل. وكل ذلك اما على اشتراك بين فقرات عدة وعلى تدريج. واما ان لا يكون
19
كذلك. والحدبة وخصوصا التى الى داخل تضيق على الرئة المكان فيحدث سؤ
20
النفس.
21
واذا حدث فى الصبى منع الصدر ان يمعن فى انيساطه واتساعه فتخلف اعضاء
22
النفس ماؤفة يضيق عليها النفس. ولذلك قال ابقراط: من اصابته حدبة من ربو
23
اوسعال قبل ان ينبت [له الشعر] فانه يهلك؛ وذلك لانه يدل على انتقال المادة الفاعلة
24
لهما الى الفقرات، واحداثها فيها خراجا قويا ثابتا حادثا عن مادة غليظة، لولا غلظها
25
لما حدث منها الحدبة. واذا كان كذلك لم يتهيأ للصدر ان يتسع لريته فيحسن النفس؛
26
بل لابدمن ان يسؤ النفس <به>، ويؤدى ذلك الى العطب.
3-905
1
والصبيان تحدث فيهم الحدبة ورياح الافرسة اذا اطعموا قبل الوقت، فغلظت
2
اخلاطهم، ومالت الى الفقار، ودق الساق من صاحب الحدبة لما يوجب الحدبة
3
من سدد بعض المجارى والمنافذ التى تنفذ الغذاء.
4
|379vb50|العلامات:
علامة الكائن عن الاسباب البادية وقوعها. وعلامة الكائن عن5
الرطوبة علامة السحنة والملمس، وقلة انتشاق الموضع لدهن يمرخ به، وبطؤ انتشافه
6
اياه، وتقدم التدبير المرطب، وعلامات الكائن عن الورم لمس الموضع، ووجعه
7
الناخس خاصة، والحميات التى تعرض لصاحبه. وعلامة الكائن عن اليبوسة دلائل
8
يبوسة البدن، ومقاساة حميات حادة، واستفراغات، وسرعة نشف الدهن.
9
|380ra4|علاج الحدبة ورياح الأفرسة:
اما الرطب واليابس فعلاجه علاج الفالج10
والتشنج الرطب، واليابس فى وجوب الاستفراغ وتركه، وكيفية الضمادات و
11
النطولات وما يشبه ذلك. وقانون أدوية ما ليس بيابس منه ان تكون قابضة لتشد الرباطات
12
التى استرخت فميلت الفقار، ومسخنة لتقويها، ومحللة لتبدد الرطوبات المرخية
13
اوالمعينة على الارخاء؛ فانه اذا وقع الاقتصار على القوابض أمكن ان تقوى الروابط؛
14
لكن اذا لم تتحل المادة جاز ان تنتقل الى عضو أخر. واكتر ما تنتقل الى الرجلين
15
فيحدث منها فالج أو نحوه بحسب المادة فى رقتها وغلظها، وبحسب مخالطتها من تشرب
16
اواندساس. فان سبقت التنقية لم يكن بأس باستعمال القوابض.
17
وربما اجتمع القبض والتسخين والتحليل فى شىء واحد كما يجتمع فى جوز
18
السرو وورقه، وورق الغار، وقصب الذريرة، والاشنة، والراسن. وربما ألفت
19
دواء من القوابض الباردة مثل الورد، والقاقيا، والجلنار مع الحارة والمسخنة المحللة
20
مثل حب الغار، وجندبيدستر، وورق الدفلى، والوج.
21
وأما الادهان النافعة للرطب منه فادهان الاشياء الحارة القابضة مثل دهن السرو،
22
ودهن السذاب. و"اضمدة فأدوية'' محللة قوية التحليل كورق الدفلى، والوج، والجند
23
بيدستر، والسذاب. ومن الادهان دهن السذاب، ودهن الجندبيدستر، ودهن العاقر
24
قرحا، ودهن الفربيون، المتخذ على هذه الصورة: يفتق الفلفل، والجندبيدستر،
25
والعاقر قرحا، وشحم الحنظل، وفربيون، والحلتيت فى. دهن السذاب للاوقية
26
من الادوية رطل، ثم يشمس ويصفى بعد اسبوعين، ويجدد عليه الأدوية، ويفعل
27
ذلك مرارا اقلها ثلاث <مرات> ويستعمل.
28
دهن قوى للرطوبى والريحى معًا. يوخذ أبهل، وشيح، وراسن، وجوزالسرو،
29
وعاقرقرحا، ومرزنجوش، واكليل الملك، وقردمانا، واذخر، وسليخة، يطبخ
3-906
1
بالماء ناعمًا ويصفى، ويصب عليه نصف الماء دهنًا ويطبخ ويكرر دفعات، ويطرح
2
فيه جندبيدستر وفربيون وابهل مسحوقين ويستعمل. وفيه تقوية للعضو، وتفشية
3
الرياح، وتحليل الرطوبات الغربية الغليظة.
4
ضماد للحدبة الريحية: يوخذ من الميعة اليابسة، ومن القط، ومن قصب
5
الذريرة، ومن الابهل أوقية اوقية، فربيون وزن درهم، دهن الناردين قدر الحاجة.
6
واما الورمى فعلاجه علاج الاورام العسرة النضج والانفجار، والتحليل الخاص بالاورام
7
الصلبة.
8
ذكر ضمادات للحدبة الرطبة: ضماد جيد: يوخذ الوج والراسن ويطبخان
9
فى ماء السرو، ويضمد به الموضع. ضماد نافع للرطب والريحى جميعا: يوخذ
10
راسن، وابهل، ووج يهرأ فى الشراب طبخًا فيه، ويحل معها المقل حتى يصير كالمرهم
11
ويستعمل. واذا لم ينجع المعالجات بالمشروبات والمضمودات ونحوها استعمل
12
الكى ليزول الاسترخاء ويصلب الموضع.
13
|380rb11|الدوالى
14
هو اتساع من عروق الساق والقدم لكثرة ما ينزل اليه من الدم، واكثره الدم
15
السوداوى وقد يكون دمًا نقيًا غير سوداوى. وقد يكون دما غليظا بلغميا،
16
وكيف كان فيكون دما لا عفونة فيه والا لما سلمت عليها الرجل من التقرح والاورام
17
الخبيثة. واكثر ما يعرض للفيوج، والمشاة، والحمالين، والقوامين بين يدى الملوك.
18
واكثر ما يعرض عقيب الأمراض الحادة فيدفع المادة الى هناك من المستعدين
19
لها من المذكورين. وقد يعرض ابتداء كما تعرض اوجاع المفاصل ابتداء. ويعرض
20
لاصحاب الطحال من المذكورين كثيرا.
21
وهذه الدوالى قد لاتقبل العلاج. وقد تقطع فيعرض من قطعها هزال العضو
22
لعدم سواقى الغذاء. ويعرض فى السوداوى منه اذا قطع ومنع امراض السوداء و
23
المالنخوليا. واما اذا كان دمه نقيا فقطعت ونزعت لم يخف عروض المالنخوليا. و
24
وكثيرا ما يتعفن ما فى الد الى فيودى الى القروح.
25
|380rb34|داء الفيل
26
هو زيادة فى القدم وسائر الرجل على نحو مايعرض فى عروض الد الى فيغلظ
27
القدم ويكثفه. وقد يكون لخلط سوداوى وهو الاكثر. وقد يكون لخلط بلغمى
3-907
1
غليظ. وقد يعرض من اسباب عروض الدوالى، ومن الدم الجيد اذا نزل كثيرًا،
2
واغتذى به الرجل اغتداء ما فيكون أولا أحمر ثم أسود. وسببه شدة الا متلا وضعف
3
العضو لكثرة الحرارة، وشدة جذبه لشدة الحرارة الهائجة من الحركة. ويعين عليه
4
الاحوال المعينة على الد والى.
5
|380rb47|العلاجات:
يميز كل واحد من سببه باللون، وبالتدبير المتقدم. والسوداوى6
جاس الى الحرارة، والا حمر منه أسلم من الاسود، والبلغمى إلى لين. وربما
7
اسرع السوداوى إلى التشقق والتقرح، والدموى معلوم.
8
|380rb55|علاج الدوالى وداء الفيل:
اماداء الفيل فخبيث قلما يبرأ. ويجب ان يترك9
بحاله ان لم يوذى فان تأدى الى التقرح وخيف الاكلة لم يكن الا القطع من الأصل.
10
واذا تدورك فى ابتداءه امكن ان يمنع بالاستفراغات، وخصوصا بالقىء العنيف،
11
وبما يخرج البلغم والسوداء، وبالفصد ان احتيج إليه، ثم تستعمل القوابض على
12
الرجل. واما اذا استحكم فقل ما يرجى ان ينفع. وان رجى فليعلم ان جملة علاج
13
المرجو من هذه العلة هو المبالغة فى علاج الدوالى، واستعمال المحللات القوية.
14
وقيل: ان القطران ينفع فيه لعوقا ولطوخا.
15
واما تدبير الدوالى فيجب أن يستفرغ الدم من عروق اليد، ويستفرغ السوداء
16
والا خلاط الغليظة، ويصلح التدبير، ويهجر كل مغلظ، ويهجر الحر كات المتعية
17
والقيام الطويل، ثم يقبل على هذه العروق فيفصدها، ويخرج جميع ما فيها من الدم
18
السوداوى، ويفصد فى أخرها الصافن، ثم يتعاهد كل قليل بتنقية البدن، بمثل الايارج
19
الفيقرا ليمنع مع شىء من الحجر اللازورد، ويداوم ما امكن، ويتعاهد شرب الافتيمون
20
فى ماء الجبن، ويترك الحركة أصلا. ويستعمل الرباط على الرجل يعصبه من
21
اسفل الى فوق العقب والى الركبة؛ ومع ذلك يستعمل الاطلية القابضة، خصوصا تحت
22
الرباط. والأولى به ان لا ينهض ولا يمشى الاوهو معصب الرجل.
23
واما ما يطلى به الموضع، وخصرصا بعد التنقية بالفصد من اليدين <والرجلين>
24
والعروق نفسها فرماد الكرنب، ودهن زيت مذرور عليه الطرفاء، والترمس المطبوخ
25
طلاء ونطولا بماءه، وبعر المعز، ودقيق الحلبة، وبزر الجرجبر من هذا القبيل. وان
26
لم ينجع الاالقطع شققت اللحم، واظهرت الدالية، وشققها فى طولها، واتقيت ان
27
تشقها عرضًا، او ورابا فيهرب ويوذى. واذا فعلت هذا فاخرج جميع ما فيها من الدم.
28
ويجب ان يسيل منها ما امكن تسييله، ثم تنقيه بالشق طولا. وربما سلت سلا،
29
وقطعت اصلا. ويجب حيئنذ ان تستأصل والا أضر. وافضل السل بالكى، فان الكى
30
اخير من التبر. وانما يجب ان تسل الحمر درن السود. واما السود فتفعل بها ما رسمناه
31
اولا فى فى التنقية.
3-908
1
وقد يعرض ان لاتبرأ القرحة ما لم يبالغ فى التنقية، ولم تسهل بعده الاخلاط
2
السوداوية. والغليظة فيجب بعد القطع والسل او الكى ان يهجرما يولد الخلط السوداوى،
3
ويدام تنقية البدن حتى لا يتولد الفضل السوداوى، فيعا ودالداء اذا كان وجه المادة
4
اليه غير مسدودة، ويتحرك ما كان معتاد الحركة عن الرجل الى اعضاء هى أشرف
5
على ان للبط والشق خطر رد المندفع الى العضو الخسيس، فيصير الى الاعضاء العالية؛
6
فلذلك الصواب ان لا يبط، ولا يعمل فيه شىء الابعد التنقية البالغة. وربما اشبهت السعلة
7
داء الفيل فيغلظ فيه، ولكن السلعة تمس تحت اليد، وأما داء الفيل فهو كما قلنا.
8
|380vb2|المقالة الثانية
9
فى أوجاع هذه الاعضاء <وهى تسعة فصول>
10
فى وجع الظهر
11
وجع الظهر يكون فى العضل والاوتار الداخلة والخارجة المطيفة بالصلب،
12
وكيف كان فاما ان يحدث لبرد مزاج، وبلغم خام، او لكثرة تعب، او لكثرة جماع
13
وقد يكون لا سباب الحدبة اذا لم يستحكم بعد، اولمشاركة بعض الاحشاء كما يكون
14
لضعف الكلية ولهزالها؛ ولا متلاء شديد من العرق العظيم الموضوع على الصلب،
15
او لسبب ورم أو جراحة فى قصبة الرئة، فيكون فى وسط الظهر. وقد يكون بمشاركة
16
الرحم كما يكون عند قرب نزول الطمث، او اختناق الرحم، وعند الطلق. ووجع
17
الظهر ايضا قد يكون من علامات البحران.
18
العلامات: اما البارد والذى من الخام فان المشى والرياضة يسكنه فى الاكثر،
19
ويكون ابتداءه قليلا قليلا؛ وربما أحس معه بالبرد. والكائن عن التعب، وحمل
20
الشىء الثقيل، ونحو ذلك، وعن الجماع فيدل عليه تقدم شىء من ذلك. والكائن
21
عن سبب الكلية فيكون عند القطن، ويضعف معه الباه، فيكون مع احد اسباب ضعف
22
الكلية المعلومة. والكائن بسبب الحرارة الساذجة فيدل عليه الالتهاب واللذع مع خفة
23
وعدم ضربان. والكائن بسبب امتلاء العروق فيدل عليه امتداد الوجع فى الظهر مع
24
حرارة والتهاب، وضربان، وإمتلاء من البدن. والكائن لا سباب الحدبة فيدل عليه
25
ما علمناه فى بابها.
26
واوجاع الظهر إما محوجة الى الانحناء، او الى الانتصاب. والمحوجة الى الانحناء
27
هى التى فيها سبب مشنج من ورم صلب، أو غير ذلك من اسباب الحدبة. والمحوجة
3-909
1
الى الانتصاب هى ''التى لا يضطر" فيها الى ما يخالف مراد النفس من تسليم العضل
2
عن العطف واللى الموجعين. واذا اصاب اليد الوجع فالسبب فى الظاهرة، وان لم
3
يصب فالسبب فى الباطنة.
4
علاج وجع الظهر: يجب ان يرجع فيه الى معالجات اوجاع المفاصل التى
5
نذكرها، ومعالجات الحدبة، ورياح الافرسة، فان الطريق واحد. اما البارد من حيث
6
هو بارد فيجب ان يعالج بالمشروبات والمضمودات والمروخات المذكورة فى الأبواب
7
الماضية. ومن جهة ما هناك خام فيجب ان يستفرغ بمثل ايارج شحم الحنظل وحب
8
المنتن. والكائن عن التعب ونحوه فيجب ان يعالج بالغذاء الجيد، والمروخات
9
المعتدلة، والا دهان المفترة. والكائن عن الجماع فعلاجه علاج من ضعف عن الجماع
10
والكائن بسبب الكلية علاجه علاج ضعف الكلية. والكائن بسبب امتلاء العرق الكبير
11
فعلاجه الفصد [من الباسليق و] من مابض الركبة ايضا. وهو فى الحال يسكنه، و
12
خصوصا اذ اتبع بمروخات من دهن ورد ونحوه. والكائن بسبب الحدبة فعلاجه
13
علاج الحدبة.
14
ولان اكثر ما يعرض من وجع الظهر فانما يعرض من برد اولضعف الكلى
15
فجب ان يكون اكثر العلاج من جهتهما. وقد استوفينا فى علاج الكلى. وقد استوفينا
16
الكلام فى تسخين الصلب فى باب الحدبة، لكن من المعالجات الخاصة بوجع الظهر
17
البارد استعمال دهن الفربيون وحده.
18
ومن المشروبات المجربة له ترياق الأربعة او دهن الخروع بماء الكرفس
19
وان يشرب نقيع الحمص الأسود ووج كثير مع اربعة دراهم سمن، ودرهم عسل
20
يستعمل هذه اربعة عشر يومًا. او اكل الهليون وادمانه نافع جدا. والحبوب المسهلة
21
للبارد المزاج من اصحاب هذا الوجع هو حب المنتن.
22
وأما الضمادات فان التضميد بالد فلى يبرئ العتيق منه. والتضميد بمثل الجاوشير
23
والمقل، والأشق، والسكبينج، والجندبيدستر، والفربيون مفردة ومركبة مع دهن
24
الغار وحب الغار، ودهن السذاب، وبزر السذاب، ودهن الميعة، ودهن الخروع
25
نافع جدا. ومن المروخات دهن الفربيون، ودهن القسط، ودهن السذاب. ولدهن
26
السوسن خاصية عجيبة. والأولى ان يسخن بالظهر اولا، ويدلك بخرفة خشنة، ثم
27
يمرخ.
28
|380vb3|وجع الخاصرة
29
هو قريب من هذا الباب. واكثره ريحى وبلغمى، ويقرب منه علاجه. ومن
30
العلاج الخاص به أن يوخذ حلبة، وحب الرشاد، وبزر الكرفس، ونانخواه،
3-910
1
وزنجبيل صينى اجزاء سواء، سكبينج مثل الجميع يتخذ منه بنادق ويستعمل. فان كان
2
لورم فى العضو او فيما يشاركه فعلاجه علاج ذلك. وقلما يكون لسؤ مزاج حار ساذج
3
أومع مادة الاعلى سبيل مشاركة لأعضاء البول والامعاء. والعلامة والعلاج فى ذلك
4
ظاهران.
5
|381ra51|فى اوجاع المفاصل ومايعم النقرس وعرق النساء وغير ذلك
6
السبب المنفعل فى هذه الامراض هو العضو القابل، والسبب الفاعل هو الامزجة
7
والمواد الردئية، والسبب الاول هو سعة المجارى الطبيعية لعارض اوخلقة، أو حدوث
8
مجارى غير طبيعية احد ثتها الحركة والتهلهل والتخلخل لعارض اوخلقة كما فى اللحوم
9
الغددية. ثم ينفصل كل واحد من هذه الاقسام تفاصيل
10
والعضو القابل يصير سببا لحدوث هذه الامراض اما لضعفه بسبب سؤ مزاج
11
مستحكم، وخصوصا البارد، أوضعفه فى خلقته لا من جهة مزاجه، اولشدة جذب حرارته،
12
وخصوصا اذا اعينت بالحركة، وبالأوجاع، وبأسباب من خارج. وان كان هذا
13
القسم ليس ببعيد عن القسم المزاجى، او لسبب وضعه تحت الاعضاء الأخر، وحيث
14
يتحرك المواد بالطبع، ولهذا ما يكثر فى الرجلين والورك.
15
فاما السبب الفاعل فاما [سؤ] مزاج فى البدن كله، أو فى الرئيسية من اعضاءه
16
ملتهبا، اومبرد مجمدا وميبس مقبض، وخصوصا اذا خالطته رطوبة غربة. واما
17
المواد فاما ان يكون دمًا مفردا، او دما بلغميا، اودما صفراويا، او دما سوداريا،
18
او يكون بلغما مفردا وشره الخام، اومرة مفردة، اوخلط مركب من بلغم ومرة،
19
أو شىء من جنس المدة، اورياح متشبكة. واكثر ما يكون عن بلغم مع مدة، ثم عن
20
خام، ثم عن دم، ثم عن صفراء، وفى النادر يكون عن السوداء.
21
واسباب اقسام هذا السبب تعرض من الاسباب الماضية، والنوازل والازكمة
22
من أسبابها. ومعالجة القولنج على النحو الذى تقوى فيه الأمعاء وتدفع فيه الفضول
23
المعتادة، ولا تقبلها فتندفع الى الاطراف <والمفاصل>.
24
ومن أسبابها ايضا الأغذية المولدة للجنس المحدث لذلك الوجع من المواد،
25
وقلة الهضم والدعة والسكون، وترك الرياضة، والجماع الكثير، وتواتر السكر،
26
واحتباس استفراغات معتادة من الحيض والمقعدة وغير ذلك مما كانت العادة جرت
27
به من فصد واسهال ترك.
3-911
1
وايضا الرياضة على الامتلاء او الجماع على الإمتلاء، والحمام على الطعام، و
2
الشراب الكثير على الريق، فانه ينكى العصب والا خلاط النية اذا اجتمعت فى البدن،
3
ثم لم تستفرغ بالطبع فى البراز والبول ولا بالصنعة، لم يكن بد من تاديها الى اوجاع
4
المفاصل اذا اندفعت اليها، وإلى الحميات ان بقيت وعفنت. واما اذا كانت الطبيعة
5
تدفعها فى براز وفى بول فتجد البول معها غليظا دائما غير رقيق فج فبا لحرى ان تومن
6
غايلتها. فان لم يكن كذلك كان احد ما قلنا. وان اعان هذه المواد النية حركات
7
المفاصل متعة، أو ضربة أو سقطة، أوزاد فى ضعف القوة "غضب او سهر"
8
يضعفان القوى ويجذبان المواد النية فتصير نافذة غواصة حدثت اوجاع المفاصل.
9
وهذه الاخلاط اكثرها فضل الهضم الثانى والثالث. وأولى من تكثر فيه
10
هذه المشايخ، واصحاب الامراض المزمنة، والناقهون اذا لم يدبروا انفسهم بالصواب
11
فى ذلك، وذلك لانهم تضعف قواهم عن الهضم الجيد، خصوصا اذا كانوا عولجوا
12
بالتسكين دون الاستفراغ الوافى والدفع البالغ. وانما تكثر الاوجاع فى المفاصل
13
لانها أخلى من سائر الاعضاء، واكثر حركة وأضعف مزاجًا وابرد <دمًا> ووضعها فى
14
الاطراف يبعد عن المدبر الأول.
15
وكثيرامًا تتحجر المواد فى المفاصل وتصير كالجص، وخصوصا الخام
16
منها. وكثيرًا ما ينبت اللحم بين مفاصلهم، وخصوصا بين الاصابع فتلتوى الاصابع
17
وتتفقع، ويشتد الوجع حينا، ويسكن حينا، ويكثر مثل <ذلك>. وهذا انما يكون
18
فى اصحاب الأمزجة الحارة. واكثر ما ينبت اللحم هو اذا ما كانت المادة دموية. و
19
اكثر من تعرض له اوجاع المفاصل يعرض له اولا النقرس.
20
وأوجاع المفاصل من جملة الامراض التى تورث، لان المنى يكون عل مزاج
21
الوالد. وكثيرا ما تصير معالجة وجع المفاصل وتقويتها، ودفع المواد عنها سببا
22
للهلاك، لان تلك الفضول التى اعتادت ان تفضل وتصير الى المفاصل تصير إلى
23
الاعضاء الرئيسية. فان لم تجذب الى المفاصل كرة أخرى أوقعت صاحبها فى خطر.
24
وأولى الازمنة بان تحدث فيها اوجاع المفاصل والنقرس هو الربيع لحركة الدم
25
والاخلاط فيه. والخريف اردأ [لرداءه] الاخلاط والهضم، وسبوق توسع المسام
26
فى الصيف ومن الحرالذى يشتد نهارا.
3-912
1
واذا تدوركت أوجاع المفاصل فى اول ما تظهر سهل علاجها. فان تمكنت
2
واعتادت، خصوصا المتولدة من اخلاط مختلفة لم يعالج. واذا ظهرت الدوالى
3
باصحاب المفاصل والنقرس كان برءهم بها. والمبتلون بأوجاع المفاصل منهم من
4
يجلبها على نفسه سؤ تدبيره. ومفهم من يجلبها على نفسه فساد هئية اعضاءه وسعة
5
مجارى عروقه، وتولد الاخلاط الردئية فيه لسؤ مزاج اعضاءه الأصلية. وقد تهيج
6
أوجاع المفاصل فى الحميات وصعودها كما انها تحدث فى الحميات.
7
واما عرق النساء من جملة اوجاع المفاصل، فهو وجع يبتدئى من مفصل الورك
8
وينزل من خلف على الفخذ؛ وربما امتد الى الركبة والى الكعب. وكلما طالت مدته
9
زاد نزوله بحسب المادة فى قلتها وكثرتها. وربما امتد إلى الاصابع وتهزل منه الرجل
10
والفخذ، وفى أخره يلتذ بالغمز. وبالمشى اليسير على اطراف اصابعه. ويصعب
11
عليه الانكباب وتسوية القامة. وربما استطلقت فيه الطبيعة وانتفع به. وقد يودى
12
الى انخلاع طرف فخذه وهو زمانته عن الحق.
13
وأما وجع الورك فهو الذى يكون ثابتا فى الورك لا ينزل الا اذا انتقل إلى عرق
14
النساء. وكثيرا ما يعرض عن ضعف باطن الورك بسبب الجلوس على الصلابات،
15
وبسبب ضرر يلحقه، وبسبب ادمان الركوب، واشباه ذلك من الاسباب؛ الا ان
16
اكثرما يكون عن خام. وكثيرًا ما ينتقل عن اوجاع الرحم المزمنة الساقية مدة طويلة
17
قرابة عشرة أشهر. وقد يكون عن المواد الحارة والمختلطة ايضا، وعن امتلاء عروق
18
الورك دمًا، وعن الاورام الباطنة فى غور المرضع؛ الا انها لا تظهر لغورها ظهور اورام
19
سائر المفاصل.
20
وقد قيل. من كان به وجع الورك فظهر لفخذه حمرة شديدة قدر ثلاثة اصابع
21
لايوجعه، واعتراه فيه حكة شديدة، واشتهى البقول مات فى الخامس والعشرين.
22
وكل عضوفيه وجع مفاصل فانه ينحف ويهزل واوجاع المفاصل التى هى غير عرق
23
النساء والنقرس اذا عولجت واستوصلت مادتها لم تعد بسرعة، فاما عرق النساء
24
والنقرس فهو مما يعود بسرعة بأدنى سبب، وذلك لوضع العضو. وهذه العلل
25
مما تورث وخصوصا النقرس.
26
ومادة عرق النساء اكثرما تكون [تكون] فى المفصل ينجلب منه فى العصبة
27
العريضة. واذا أوجع تهيأ لانصباب المواد من جميع الجسد من فوق اليه غير المواد
3-913
1
المختنقة فى أول الأمر. وقد يتفق أن لا يكون فى المفصل، بل فى العصبة العريضة.
2
وكثيرا ما تكثر الرطوبة المخاطية فى الحق فيرخى الرباط الذى بين الزائدة والحق
3
فينخلع الورك وقبل ذلك تعرض حالة بين الارتكاز والانخلاع، وهى ان تكون
4
سريعة الخروج سريعة العود قلقة جدًا.
5
وعرق النساء من أشد اوجاع المفاصل، والكى يومن منه. واما النقرس من
6
جملة اوجاع المفاضل فقد يبتدئى من الاصابع من الابهام. وقد يبتدى من العقب.
7
وقد يبتدئى من اسفل القدم. وقد يبدأ من جانب منه ثم يعم؛ وربما صعد إلى الفخذ.
8
وقد يتورم ويشبه أن لا يكون ذلك فى الاوتار والعصبة، بل فى الرباطات والاجسام
9
التى تحيط بالمفاصل من خارج على ما قال جالينوس. ولذلك لم يتفق ان يتأدى حال
10
المنقرسين فى أورامهم وأوجاعهم الى التشنج البتة. ولهذا ما يعرض لاصحاب
11
النقرس ان تطول اصفان خصاهم. والنقرس المرارى كثير اما يجلب الموت فجأة
12
وخصوصا عند التبريد الكثير.
13
العلامات: الذى يحتاج ان تعرفه من اسباب هذه الأمراض وعلامتها اولا
14
هو حال ساذجية المزاج أو تركيبتيه مع مادة. والساذج يكون قليلا ونادرًا، ويكون
15
وجع بلاثقل ولا انتفاخ، ولا تغيرلون، ولا علامة مادة. واما المادى فاول ما يجب
16
ان تعرف فيه جنس المادة. وسبيل تعرفه يكون اما من لون الموضع، واما من لون
17
ورمه مع الوجع كما يكون فى الخام، ومن اللمس هل هو بارد، أو ملتهب، أو على
18
العادة.
19
واما من اعراض الوجع هل هو مع التهاب شديد وضربان، أو مع التهاب
20
معتدل وتمدد، او مع تمدد فقط. واما ماينتفع به ويسكن معه الوجع اذا لم يغلظ التخدير
21
فيظن لاجل موافقته للبارد ان المادة حارة. وانما يكون قد وافق لتخديره، اولم يغلظ
22
ازداد الوجع عند التبريد المكثف فيظن ان المادة باردة. او لم يغلظ سكون الوجع
23
عند التحليل فيظن بان المادة باردة وتكون حارة. فتحللت وسكن ايجاعها، بل يجب
24
ان تراعى كل ذلك.
25
واما من وقت الوجع وازدياده هل هو فى الخلا أو الامتلاء، ومن حال المبادرة
26
الى الورم او الإبطاء فيه. اولعدم الورم البتة فيدل على اخلاط رقيقة حارة أو مركبة
27
وبين بين، أوخام صرف. ومن حال الثقل فان الثقل فى المواد الرقيقة التى يمكن
28
ان يجتمع منها الكثير دفعة واحدة اكثر، وقد يتعرف فى كثير من الاوقات من القارورة
3-914
1
ومما يغلب عليها ومن البراز، هل الغالب عليه شئى صفرارى أو مخاطى وما لونه. ففى
2
اوجاع الورك وعرق النساء يغلب على البراز شىء مخاطى. وقد يتعرف من السن
3
والعادة، ومن التدبير المتقدم فى الماكول والمشروب، والرياضة والدعة وخلافها،
4
ومشاركة مزاج سائر البدن.
5
والمادة الدموية تدل عليها حمرة الموضع ان لم تكن شديدة الغور او لم تظهر
6
بعد. ويدل عليها التمدد [الشديد] والمدافعة، والضربان، والثقل، وسالف التدبير،
7
وما علم من احوال البدن الدموى. وربما كان البدن غليظا لحيما شحيما. و
8
يكون فى عرق النساء الدموى الوجع ممتدا طويلا متشابه الطول يسكنه الفصد فى
9
الحال.
10
والمادة الصفراوية تدل عليها الحرارة الشديدة التى توذى اللامس مع صغر
11
حجم العلة، وقلة ثقل وتمدد، وقلة حمرة، وميل من الوجع الى ظاهر الجلد، او
12
استراحة شديدة إلى البرد وما سلف من التدبير، وسائر الدلائل التى ذكرناها، وحال
13
البدن الصفراوى.
14
والمادة البلغمية يدل عليها ان لا يتغير اللون، او يتغير الى الرصاصية. او يكون
15
هناك قلة التهاب، ولزوم الوجع، وفقد ان علامات الدم والمرة، وان يشتد هناك
16
الوجع فى العرض بان يكون البدن ان كان عبلا ليس بلحيم بل هو شحيم. والدلائل
17
المعلومة لهذا المزاج ما سلف.
18
والمادة السوداوية يدل عليها خفاء الوجع، وقلة التمدد. وقلة الانتفاع بالعلاج
19
وقشف الموضع فلا يكون فيه ترهل ولا اشراق لون، وربما ضرب الى الكمودة،
20
ويدل عليه مزاج الرجل، وحال طحاله، وشهوته المفرطة، وتدبيره السالف،
21
وسائر الدلائل التى أشرنا إليها فى تعرف المزاج السوداوى.
22
وأما المادة المرية فتدل عليها حراة شديدة مع شىء كالحكة مع تضرر شديد
23
بما فيه من التسخين، وانتفاع شديد بما فيه تبريد وقبض ما.
24
واما المادة الريحية فيدل عليها التمدد الشديد من غير ثقل، ويدل عليها انتقال
25
الوجع والتدبير المولد للرياح. واما المراد المختلطة فتدل عليها قلة الانتفاع بالمعالجات
26
الحارة والباردة، واختلاف أوقات الانتفاع بها، فينتفع وقتًا بداء ووقتًا أخر بمضاده.
27
واكثر ما يعرض هذا لا بدان حارة المزاج مرارية فى الطبع استعملت تدبيرا مرطبا مبردا
28
مولد البلغم الخام من الاغذية. ومن الحركات على الامتلاء، فيختلط الخلطان ويندفع
29
الغليظ بما يبدرقه اللطيف الدموى والمرارى الى المفاصل. وهولاء كثيرًا ما ينتفعون
3-915
1
وتسكن أوجاعهم بالغمز الرفيق بالأيدى الكثيرة، لان الخلط النى يتحلل وينضج بها،
2
وينتفعون بالمروخات المعتدلة الحرارة مع سكون؛ فان الحركة مانعة عن النضج
3
معالجات اوجاع المفاصل والنقرس ووجع النساء: انه اذا عرفت ان السبب
4
مزاج ساذج سهل تدبيره؛ فانه كثيرا ما يكون التهاب ساذج بلاورم فيكفى تبديل المزاج،
5
واعظم ما يحتاج اليه استفراغ الصفراء والدم. وكذلك قد يكون جمود وبرد مولم
6
فيكفى تبديل المزاج. واعظم ما يحتاج اليه استفراغ البلغم تسخين الدم. وكثيرا ما
7
يكون يبوسة مشيخة فتحتاج الى ترطيب كما تعلم.
8
واما اذا كان السبب المادة فيجب ان يمنع ما ينصب بالجذب الى الخلاف
9
وبالتقليل، ويقوى العضو لئلا يقبل، ويحلل الموجود ليعدم، ويرجع فى جميع
10
ذلك الى القوانين الكلية. وان كانت دموية اومع غلبة من الدم وجب ان يشتغل،
11
بالفصد من الجهة المضادة وان كان عامًا لمفاصل البدن فمن الجهتين جميعا، ثم
12
يشتغل بالقىء وخصوصا اذا كان الوجع فى الاسافل، فان القئى انفع له من الإسهال،
13
ثم يشتغل بالاسهال، ويبدأ بشىء قوى ان لم يمنع عدم النضج وغلظ المادة. على
14
ان الرفق أسلم، والتدريج أوفق، ثم يتبع بمسهلات [تنقى] على التدريج.
15
ومن الناس من رسم الإبتداء برفق بعد رفق، ويختم بالقوى عند النضج.
16
والصواب فى ذلك ان كانت المادة رقيقة صفراوية يعجل الاستفراغ اذا رأى نضجا.
17
وان كانت غليظة فلا بأس ان تتقدم بما يرققه وينضجه، ويهئيه للاندفاع الى جهة
18
الاستفراغ. وانت فيما بين ذلك تخفف بالاطلاق الرفيق.
19
فاذا كانت المادة مركبة فاجعل المسهل والضماد مركبين. على أن الاحزم
20
ان تدارى فى الابنداء ولا تفصد فينشر الفصد الاخلاط، ويديرها فى البدن، ولا
21
يخرج المحتاج إليه. وكذلك لا يستفرغ. ويلزم ماء الشعير الى ان ظهر نضج.
22
وان احوج الامتلاء نفضًا فليكن بما يقيم مجلسا او مجلسين من مشروب كماء الهندباء،
23
وعنب الثعلب مع خيارشنبر، أو حقنة وهى أصوب. واذا ابتدأ ينحط فلا يجزف
24
باستفراغ غير مدبر، فربما حركت الاخلاط من مواضعها الى العلة. وراع البحرانات.
25
وما يكون فى اليوم الرابع والسابع والحادى عشر. ووقت البحران الفاصل لهم
26
هو الرابع عشر. وان امكن ان يدافع الاستفراغ الى النضج، ويقتصر على التنطيلات
3-916
1
بالماء البارد وبالحار وبالفاتر، وعلى القانون المذكور فى باب التنطيلات فعل، وابتداء
2
بالماء البارد.
3
واما الاطلية الحارة والمخدرات فكلها ضارة. واما الحارة فالجذب، واما المخدرة
4
فبالحبس والتفجيج، وايضا الاطلية المبردة تفجج الغليظ، وتبلد الرقيق، وتطيل
5
العلة. والماء الحار ضار لهم، لانه يرطب المفاصل. والسكنجبين بحموضته غير
6
كثير الموافقة. والبزور القوية كبزر الرازيانج ربما ''احرقت الفضل وحجرته". وذا
7
ثم النضج فتستفرغ بمثل السورنجان والبوزيدان وحبوبهما.
8
وافتصد برفق. وحيئنذ ايضًا اطل <بالخل> مثل الطحلب، واياك أن تسقى
9
فى اول الامر دواء ضعيفا، فانه يحرك المادة، ولا يسهل شئيا يعتد به؛ بل ربما رقق
10
موادًا جامدة أخر، وسيلها الى العضو. ويجب لمن أراد ان يتناول الدواء ان يبكر
11
ويؤخر الغذاء، ثم يتناول بعد ثلاث ساعات عشرة مثاقيل خبزا بشراب وماء قليل،
12
وبعد ست ساعات يدخل الحمام وتقيل. ثم يغتذى بما يوافق، ثم يشتغل بالادرار؛ فان
13
الادرار يحسم مادة أوجاع المفاصل، لانها كما علمت من فضل الهضم الذى من الكبد
14
والعروق، وخصوصا فى النقرس الحار. على ان كثيرا من اهل اوجاع المفاصل
15
الباردة والامزجة المرطبة لا ينتفعون بالاسهال الكثير شربا وحقنة. فان عولجوا بالمدرات
16
عوفوا.
17
ومن الابدان النحيفة ابدان لا تحتمل الاسهالات والا درار الكثير، ويتولد منها
18
فيهم احراق الدم، فليراع جميع ذلك. والترياق ايضا نافع فى البارد، وخصوصا
19
بعد الاستفراغ، فانه ينقى بقايا المواد بالرفق ويحللها، ويقوى جميع الاعضاء.
20
واما ردع المادة عن العضو فليس يجب ان يقع والمادة قوية الانصياب كثيرة
21
المدد: فان ذلك يفعل أمرين رديئين: احدهما انه يعصر المادة ويعارض حركتها
22
فيحدث وجع عظيم. واذا وقع مثل ذلك فكف واشتغل بالملينات والثانى انه ربما
23
صرف المادة الى الاعضاء الرئيسة وأوقع فى خطر. واما اذا لم يكن المادة كثيرة
24
وكانت قليلة المدد فلابأس بردعها اول ما يكون الا فى عرق النساء؛ فان الردع
25
فيه حابس لمادة فى العمق فيجب ان يكون قليلا ضعيفا، أو يترك ويشتغل بالاستفراغ
26
واما فى أخره فيجب ان يشتغل بما يحلل ويلطف، ويخرج المادة من الغور الى الظاهر
27
ولوبالمحاجم بالشرط والمص، وبالكى، وبالمحمرات، وبالمنفطات تسيل بها
28
المواد، ولا يدمل إلى حين.
3-917
1
ومن المنفطات الثوم والبصل، ولاكعسل البلادر، وبعده البان اليتوع ولبن
2
التين. ويجب ان يخلط بالتحليل والتنفيط ملين والا أدى الى تحجير المفاصل؛ فان
3
التنفيط ايضًا كالتحليل بما يخلف الغليظ. وينفع ان يخلط بالمحللة والمنفطة الشحوم،
4
ويجتنب البرد. ولا يجب ان يقرب منها المحللات القوية فى اول الامرقبل الاستفراغ
5
فيجذب موادا كثيرة ثم يحلل لطيفها، ويكثف الباقى ويحبسه. ويجب ان يراعى
6
ذلك فى اكثر الأمر ايضا، وخصوصا اذا كانت المادة لزجة اوسوداوية.
7
واذا اشتدت الاوجاع ولم تحتمل لم يكن بد من تسكين الوجع مشروبة ومطلية
8
اما ان تسكن بتلطيف وتحليل المادة او بالتخدير. ولا يستعمل المخدر الا عند الضرورة
9
وقدر ما يسكن سورة الوجع. واستعمالها فى الحار بجرأة وإقدام اكثر. وكثيرًا ما
10
يقع التخدير من حيث تغلظ المادة المتوجهة فتحتبس. وليعلم ان الصواب التنقل
11
فى الأدوية، فربما كان دواء ينفع عضوا دون عضو. وربما كان ينفع فى وقت ثم كان
12
بعد ذلك يضر ويحرك الوجع.
13
ويجب ان يهجروا الشراب اصلا الى ان يعافوا منه معافاة تامة، وتأتى عليه
14
اربعة فصول. ويجب ان يترك العتاد على تدريج ويستعمل عند تركه المدرات. و
15
الشراب العسل بالمدرات ينفعهم.
16
والسوداوى من أصحاب المفاصل يجب ان يصلح طحاله، ويستفرغ سوداءه،
17
و يرطب بدنه، ويلين بالاغذية والمروخات ونحو ذلك. ولا يلح عليه بصرف
18
التحليل دون التليين الكثير كما علمت فى الأصول الكلية.
19
ويجب ان يهجروا اللحم حتى فى البارد من هذه العلة. فان كان ولابد فلحم
20
الطير الجبلى، والارنب، والغزال، وكل لحم قليل الفضل. فان حدث الوجع فى
21
الظهر اولا ثم انتقل إلى اليدين فصدت من اليد ليخرج الخلط من جهة ميله.
22
الاسهال لهم. يجب ان لا يسهلوا بلغما وحده؛ بل مع صفراء، فانهم ان
23
أسهلوا البلغم وحده انتفعوا فى الوقت، وعادت الصفراء تسيل البلغم الى العضو مرة
24
اخرى ولا يجب ان تكون مسهلاتهم شديدة الحرارة [قوية] جدا فتذيب الا خلاط
25
وترد إلى العضو مثل ما أخذ منه أضعافا مضاعفة. والسورنجان معتقد فيه كثرة النفع
26
لإسهاله فى الحال الخلط البارد. وفيه شىء أخر [وهو] انه يعقب الاسهال قبضا و
27
تقوية، فلا يمكن معهما ان ترجع الفضول المجذوبة بالدواء الذى لم يتفق لها ان
28
تستفرغ، ويمنع مارق ايضا بقوة الدواء المسهل من السيلان فى المجارى. وهذا من
29
فعل السورنجان خلاف لسائر المحللات والمستفرغات الحارة، واكثرها الذى توسع
3-918
1
المنافذ وتتركها واسعة؛ لكن السورنجان ضار بالمعدة. فيجب ان يخلط بمثل الفلفل
2
والزنجبيل والكمون. وقد يخلط به مثل الصبر والسقمونيا ليقوى اسهاله. وذكر بعضهم
3
ان رجل الغراب له فعل السورنجان وليس له ضرر بالمعدة والحجر الارمنى مانع
4
لاوجاع المفاصل.
5
ومن المعروفات حب النجاح وحب المنتن. وايارج روفس عظيم النفع
6
من عرق النساء والنقرس. وحب النيل، وحب الملوك والبوزيدان، والماهيز
7
هرج، ورعى الحمام، والقنطوريون، والحنظل والصبر، والفاشرا والفاشرشنين،
8
والحرمل يجعل معها الأشق، والا نزروت والمقل والتربذ والعاقر قرحا.
9
نسخة مسهل رفيق. زنجبيل درهم فلفل نصف درهم غاريقون نصف درهم،
10
لب القرطم درهمان، اصل رجل الغراب ثلاثة دراهم. الشربة ثمانية عشر قيراطا الى
11
اربعة وعشرين قيراطا، يجلس مجالس ستة أوسبعة نافعة.
12
وايضا كمون كرمانى وزتجبيل وسورنجان، من كل واحد درهم، وصبر وزن
13
درهمين، يستف منه وزن درهمين ونصف بطبيخ الشبث، فانه نافع فى الوقت.
14
وايضا يوخذ دهن الجوز، وانزروت اودهن الخروع وانزروت يوما مع ايارج
15
فيقرا، ويوما وحده سبعة ايام وانما يأخذه بماء الشكوهج والشبث مطبوخين.
16
وايضا يوخذ سورنجان، وبوزيدان، وماهيز هوج، وفلفل، وزنجبيل، و
17
انيسون، ودوقو يعجن بعسل، ويشرب منه كل يوم. وايضا يوخذ من السورنجان
18
وزن ثلاثين درهما، ومن شحم الحنظل وزن عشرة دراهم، يطبخان بوزن خمسة عشر
19
رطلا من الماء حتى يبقى ثلاثة أرطال ماء. والشربة منه فى كل يوم نصف رطل مع ثلاث
20
اواقى سكر فهو عجيب جدا.
21
نسخة مسهل خفيف جدا: أنزروت احمر وزن ثلاثة دراهم، السورنجان ثلاثة
22
دراهم يسحقان ويخلطان بدهن مائية جوزه ويسقى على ماء الشبث؛ فانه يسهل من غير
23
عناء ويجفف. مقى قوى ينفع اصجاب الرطوبة والسوداء من اصحاب أوجاع المفاصل
24
وعرق النساء: يوخذ من الصبر أوقية، ومن بزر الخربق الاسود أوقية، ومن السقمونيا
25
اوقية، ومن الفربيون نصف او قية، ومن النطرون نصف أوقية، يعجن بعصارة
26
الكرنب. واذا قئى به قلع اصل العلة.
3-919
1
المشروبات لعين الاسهال: ومما ينفعهم دواء البسد بهذه الصفة: يوخذ
2
من البسد وقد قال قوم: انه الخيرى الأحمر مثقال ونصف، ومن القرنفل خمسة
3
دراهم، ومن المر والفاوينا وحب الشبث من كل واحد أوقية. ومن الجعدة اثنا
4
عشرة نواة. وزراوندان من كل واحد أو قيتان، يسقى منه نواة بماء العسل، ولا يطعم
5
تسع ساعات يفعل ذلك عشرة ايام ايضا.
6
وايضا دواء يسقى مستعمل كل وقت فينقى بالادرار: كما فيطوس كما دريوس،
7
جنطيانا من كل واحد تسع أواقى، ورق السذاب اليابس تسع اواقى يدق وينخل. و
8
الشربة منه كل يوم ملعقة على الريق بعد هضم الطعام السالف فى ثلاث اواق ماء بارد.
9
وايضا دواء البسد على قول من يزعم انه الخيرى الأحمر الزهرة وهو قريب من النسخة
10
الاولى: يوخذ راوندصينى فاواينا، مر، سنبل من كل واحد أو قيتان، ساذج هندى
11
أوقية، قرنفل خمسة عشر حبة، البسد الذى هو الخيرى المذكور نصف أوقية، الزراوندان
12
من كل واحد اربع اواقى. الشربة منه كل يوم ثلاثة قراريط يبدأ بشربه عند الاستواء
13
الربيعى خمسين يومًا، ويترك خمسة عشر يوما، ثم يعاود على هذا النسق السنة كلها،
14
الا مع طلوع الشعرى إلى شهر ونصف، وبحسب البلاد. فان لم يقدر على ان يشربه
15
السنة كلها شربه فى النصف البارد. واذا شربه السنة واذا جاوز مائتى يوم لم يكن بأس
16
بان يشربه يوما ويوما [لا]، أو يومًا ويومين لا. ويجب ان يبعد عنه ألاكل ما أمكنه
17
ولوالى العصر، ويصلح سائر التدبير. ويجتنب كل ما يضر باصحاب اوجاع المفاصل.
18
وزعم قوم انه من المجرب الذى لا يخلف البتة ان يسقى عظام الناس المحرقة
19
وقد كان يستعمله قوم من المتهورين فيشفون به من النقرس واوجاع المفاصل.
20
و ايارج هرمس عظيم النفع من شربه فى الربيع ايامًا تقوت مفاصله. وهو يخرج
21
الفضول اكثر ذلك بالتعرق وإلا درارفيبرى من عرق النساء.
22
واذا ازمنت الاورام واوجاع المفاصل انتفعوا بهذا التدبير المنسوب إلى حنين:
23
يوخذ من الابهل اليابس ربع كيلجة يطبخ <نعمًا> بغمرة ماء على نار لينة ليسود الماء،
24
ويوخذ من مصفاه رطل ويصب عليه ثلاث اواقى من دهن الشيرج، ويشربه العليل
25
وياكل عليه حصرمية. ولوجع الورك تدبير خفيف ان لم يسكنه الحمام والماء الحار
26
والبزور عشاء خصوصا بعد طعام ردئى يسكنه القئى على ماء الحمص، والا ستسهال
27
بمياه البقول وخيارشنبر.
3-920
1
الضمادات النافعة من أوجاع المفاصل الغليظة الخلط واللاتى فى طريق التحجر.
2
ضماد جيد: يوخذ من حب الخروع المنقى وزن ثلاث أواقى فيسحق باوقية من سمن
3
البقر نعما ويلقى عليه اوقية من العسل ليلزجه ويضمد به، خصوصا على المفاصل
4
الميبسة. وربما جعل معه من الخل الثقيف أوقية. والتضميد بزبل البقر قوى جدا فى
5
اوجاع المفاصل والظهروالركبة، وكانه أفضل كثيرا من غيره.
6
ضماد قوى: يوخذ من الزيت العتيق رطل ونصف، ومن النطرون الاسكندرانى
7
رطل، ومن علك البطم رطل، ومن الأفربيون أوقية، ومن الايرسا أو قيتان،
8
ومن الحلبة رطل ونصف. وايضا مقل جاؤشير، شحم مذاب نافع جدا لما يكون
9
من الخام فى الركبة والمفاصل. ضماد محلل مصاص: نطرون دانق اشق نورة
10
[مثله] يتخذ منه ضمادا. او يوخذ الافربيون ويسحق بدهن السوسن ويطلى.
11
ضماد قوى: يوخذ بورق، وسك، وعاقر قرحا، وميويزج ونورة يخلط
12
الجميع ويطلى به المفاصل بالعسل وشئى من الخل. ضماد جيد محلل: أشق وحضض
13
يالسوية، يسحق بشراب عتيق وزيت انفاق ودقيق باقلى، وضمد به حارا. والضماد
14
برماد العرطنيثا بخل وعسل عجيب جدا. ومن الاضمدة ضروب يحتاج اليها لتقوية
15
العضو وتحليل البقايا، وانما يحتاج اليها بعد الاستفراغ التام، منها هذا الضماد: يوخذ
16
من الابهل ومن جوز السرو ومن العظام المحرقة اجزاء سواء ومن الشبث سدس
17
جزء، ومن الزاج سدس جزء، ومن عزاء السمك قدر الكفاية للجميع.
18
آخر: يفعل فى أمراض كثيرة، وذلك انه يفتح ويجذب الشوك، والعظام
19
العفنة من العمق، وينفع من الاسترخاء منفعة بينة: يوخذ بزر الانجرة منقى، وزبد
20
البورق، ونوشادر، وزراوند مدحرج واصل الحنظل، وعلك الانباط من كل واحد
21
عشرون مثقالا، حلبة وفلفل ودار فلفل من كل واحد عشرة مثاقيل، اشق اثناعشر
22
مثقالا، مقل، وقردمانا، وعيدان البلسان، وكندر، ومر، وشحم المعز، وراتينج،
23
من كل واحد عشرة مثاقيل، شمع ثلاث أرطال، دبق ثمانية ارطال، لبن التين البرى
24
ثمانية مثاقيل، دهن السوسن مقدار ما يكفى فى اذابة الأدوية الرطبة، وشراب فائق
25
القدر الذى يكفى فى عجن الادوية اليابسة، يخلط الجميع ويدعك ويستعمل.
26
آخر: ينفع فى الوقت من عرق النساء والم اليد والرجل ووجع سائر المفاصل:
27
يوخذ حلبة وتطرح فى اناء خزف، ويطرح عليها خل ممزوج مقدار الكفاية، ويطبخ
28
على الجمر الى ان يتهرأ، ثم يطرح عليها عسل مقدار الكفاية، ويغلى ثانيًا على الجمر
29
ويهرآ [ويسحق سحقًا ناعمًا ويحتفظ] ويعسل ويغلى ثانيًا ويحتفظ به. آخر.
3-921
1
ومثل ذلك: زيت مغربى ثلاثة أرطال دردى الخل اليابس محرقا رطلان، بورق رطل
2
ونصف، صمغ الصنوبر وشمع وكبريت غير محرق، ومبويزج من كل واحد رطل،
3
عاقر قرحا نصف رطل قردمانا قسط واحد.
4
المروخات فى مثل المعنى المذكور: دهن الحنظل دهن الجندبيدستر ودهن الخردل
5
ودهن الجوز الرومى وخصوصا اذا أحرق فسال ودهن القسط غاية، وخصوصا مع الميعة،
6
ودهن الحنظل الماخوذ من طبيخ عصارته بدهن الورد حتى يذهب الماء او دهن القسط
7
مع الحلتيت. ومن المروخات النافعة: الزيت الذى تطبخ فيه الافعى وهو مما يبرئى
8
إبراء تاما. ومنها دهن الخفافيش وصفته: ان يوخذ اثنا عشر خفاشا مذبوحة ويوخذ
9
من عصير ورق المرما حوز ومن الزيت العتيق رطل [رطل] ومن الزراوند اربعة دراهم،
10
ومن الجندبيدستر ثلاثة دراهم، ومن القسط ثلاثة دراهم يطبخ الجميع معا حتى يذهب
11
الماء ويبقى الدهن.
12
النطولات فى ذلك المعنى: نطول مسكن نافع: يوخذ شعير وخس يطبخ
13
بالخل حتى ينضج ويتهرأ وينطل به ويصلح الحار. وايضا مرزنجوش، شبث. و
14
ورق الغار، سذاب، سعتر، كمون يطبخ وينظل به. ومما ينفع ايضا تبخير المفاصل
15
والركبة ببخارخل جعل فى كل جزء منه سدس جزء حرمل مدقوق، يطرح عليه الحجارة
16
المحماة، ويبخر به تحت كساء أو نحوه. ويجلس فى طبيخ حمار الوحش الذى جمع
17
فبه جميع اعضاءه مطبوخا بشبث وملح والبزور ونحوه. وطبيخ الضبعة والثعلب،
18
وصفة ذلك ان يغلى الماء غليانا شديدا بقدر ان ينقص ثلثه، ويطرح فيه ضيع وثعلب
19
حيين او مذبوحين بدمهما ويطبخ حتى يتفسخ ويصفى الماء. ويجلس فيه أو يطرح
20
على ذلك الماء زيت ويطبخ حتى يمتزجا، أو حتى يذهب الماء ويبقى الزيت ويجلس
21
فيه. وقد يطبخ فى الدهن كما هو.
22
الاستحمامات لامثالهم: اما الاستحمامات المرطبة الحارة فانها تضرهم
23
بما تذيب من الاخلاط وبما توسع فى المنافذ، اللهم إلا فى مياه الحمأت. واما
24
الاستحمامات اليابسة مع التدلك بالنطرون والملح والتدفن فى الرمل الحار، والتعرق
25
فهو نافع لهم.
26
مسكنات الاوجاع الحارة اللينة: توخذ الحلبة وتسحق بخل ممزوج سحقا
27
مهريا، ثم يصب عليه العسل ويطبخ حتى ينعقد، ويطلى بعد ان يسحق على صلابة
28
كالغالية، ويلزم الموضع بخرقة كتان ويترك يومين ثلاثة، ويتدارك جفافه بدهن ورد؛
29
وهذا صالح فى اوئل العلة، وتصاعدها. وايضا فى الاوائل وفى البقايا لعاب الحلبة
3-922
1
وبزر الكتان يضرب بدهن الشيرج ويغلظ بالعسل وايضا اذا لم يكن وجع شديد
2
جدا يضمد بالكرنب الرطب والكرفس. فان كان قويا ضمد بدقيق الايرسا،
3
ودقيق الحلبة، ودقيق الحمص بشراب العسل مع قليل شراب، ومع شىء من دهن
4
الحناء. وايضا رماد الكرنب مع شحم، والقيروطى المتخذ من دهن البابونج جيد
5
جدا.
6
مسكنات الوجع المخدرة: يوخذ من الابيون اربعة مثاقيل، ومن الزعفران
7
مثقال، يسحق بلبن البقر ويلقى عليه لباب الخبز السمبذ، ويلين ويتخذ منه ضماد،
8
ويغشى بورق السلق والخس، أويجعل بدل لباب الخبز السميذ قيروطى. وايضا
9
يوخذ بزر الشوكران ستة دراهم، ابيون واحد، زعفران واحد، شراب حلو ما يعجن به،
10
ويخلط بقيروطى. وايضا بزر البنج والافيون، وبزر قطونا، واقاقيا، ومغاث يقرص
11
ويطلى بلبن البقر ويحفظ بورقه. وايضا صبر عشرة دراهم، افيون عشرة دراهم،
12
عصارة البنج ستة دراهم، شوكران اربعة دراهم، هيوقسطيداس ستة دراهم، لفاح
13
عشرون مثقالا، زعفران اربعة مثاقيل، يطبخ اللفاح بخل حتى يتهرأ، ويصب على
14
الأدوية ويطلى به. وايضا اليبروج يلقى فى سمن البقر مسحوقا، ثم يمرخ به الوجع
15
وايضا ميعة، وأبيون يتخذ طلاء. ومما يخدر صب الماء الكثير اذا لم تكن قروح
16
وايضا بزر القطونا المنقع فى ماء حار. واذا ربى ضرب بدهن ورد وبرد وطلى.
17
به. ومما يشرب اليبروج وزن دانقين بطلاء وعسل. وعلاج الريحى وهو يجرى
18
مجرى علاج الحدبة الريحية.
19
ما فيه مع المنافع تسكين الوجع بالتخدير: يوخذ جنطيانا، وفوه، ونانخواه،
20
وزراوند، وفوتنج، وبزرالخيار، والشوكران، والبوزيدان، والماهيزهرج، والمغاث
21
اجزاء سواء، الابيون نصف جزء. الشربة الى درهمين.
22
تدبير الكى لهم: ومن الكى الجيد لهم، اوما يقوم مقام الكى ان يضجع العليل
23
على الشكل الذى ينبغى ويمنع الحركة، ويحوط حول الوجع بعجين، ويملأ وسطه
24
ملح، ويجعل عليه قليل زيت، وتوضع عليه خرق، واستحضر مكاوى مختلفة، و
25
احمى المكوى واستعمله بحيث لا يحس او لا بحرارتها، ثم يحس بها، يشتد حتى لا
26
يطيق. فاذا جاوز الطاقة ثقبت العجين، ورسمت له ان يميل قليلا ليخرج الملح والزيت
27
ثم يغطى بصوف ويربط. ويجب ان يكون على رأس العليل اناء مملؤ من الماء وماء
28
الورد، ويمسح به وجهه اذا عرق، واحترز لئلا يحرق اللحم ويقرحه.
29
|384rb52|علاج الحار:
يجب ان يعالجوا بما يبرد ويرطب من البقول، واللحمان30
والاغذية، والفواكه، واللطوخات، والنطولات والقيروطيات، ويرتاضوا باعتدال،
3-923
1
ويستحموا بالماء العذب بعد ان يصيب على اطرافهم ماء بارد الى البيت الاول. واستعمل
2
الابزن الفاتر ثم يغمس فى الماء البارد. وصب على رجليه ماء باردا. ويجب ان يسهل
3
ويدر بما ليس فيه تسخين كثير مثل شراب الورد والسفرجل المسهل.
4
صفة دوآء جيد فيه ادرار، واطلاق. وتسكين للوجع: يوخذ بزر البطيخ، وبزر
5
الخيار، والسورنجان الأبيض، والمغاث من كل واحد جزء، ومن الأفيون ثلث جزء،
6
تجمع الجميع والشربة اربعة دراهم باربعة دراهم سكر، وهو حاضر النفع.
7
الاطلية: اعلم انه اذا كانت مبردة قابضة كالصندل فربما آلمت، بل يحتاج
8
ان يفتر ويلين. واذا تأذى بالمبردات لتمديدها استعملت ما يرخى مثل الميبختج،
9
ودهن الورد؛ و قيروطى. وربما جعل على ذلك خرق مبلولة بماء وخل. ومما جرب
10
عصارة اطراف القصب الرطب؛ فانه اذا طلى بها سكن الوجع من ساعته. وايضا
11
يدق البلوط دقا ناعما. ويطبخ طبخًا شديدًا وينطل به ساعة طويلة. واذا احتمل المبردات
12
ولم توجعه بالتكثيف والتمدد فليس مثل ماء الهندباء، وماء عنب الثعلب، وماء حى
13
العالم، وماء البقلة اليمانية، والقثاء والقرع ونحو وذلك.
14
وكذلك التضميد بالشحوم وأمثالها، وبالبطيخ، فانه يبرد ويلين معا. ولعاب
15
بزر قطونا قوى فى التبريد. وايضا الصندل والما ميثا ونحوه كما يسكن الوجع فيجب
16
ان يرفع ويزال. ومما هو نافع فى أخر بقايا اوجاع المفاصل والنقرس الحارين:
17
ان يوخذ من الصبر والزعفران والمر اجزاء سواء يطلى بماء الكرنب وماء الهندباء بحسب
18
مقدار الحرارة. وايضا قيروطى بدهن البابونج. وايضا دياخيلون مداف فى دهن
19
البابونج.
20
الاستحمامات: يضرهم الاستحمامات الحارة. واما الباردة فربما ينفع وتردع
21
وتقوى وتسكن الوجع.
22
المسهلات: يوخذ من الاهليلج الأصفر وزن عشرة دراهم، ومن السورنجان
23
والبوز يدان [ثلاثة] دراهم، بزر الكرفس والانيسون درهمان [درهمان] يعجن بسكر
24
مذاب. الشربة كل يوم درهمان. وايضا يوخذ من عصير السفرجل رطل، ومن خل
25
الخمر ثلاث أواقى ومن السكر رطل، ومن السقمونيا لكل رطل من المفروغ منه
26
ثمانية دراهم. والشربة من نصف اوقية الى أوقية ونصف. وايضا سورنجان عشرة
27
دراهم، سقمونيا درهم ودانقان، كبابة ثلاثة دراهم، سكر طبرزد وزن ثلاثين درهما.
28
الشربة ثلاثة دراهم.
29
وايضا السقمونيا مطبوخ ''فى مثله ماء" السفرجل الحامض أو التفاح طبخا يراعى
30
فيه قوامه، فاذا أخذ يغلظ سدفم ما هو فيه، وترك حتى يجف، ويوخذ منه
3-924
1
وزن عشرة دراهم، ويوخذ من الطبرزد عشرون درهما، ومن الكبابة المسحوقة كالكحل
2
وزن درهمين يجمع الجميع بجلاب، ويجفف فى الظل. والشربة منه حبتان ثلاث
3
فى كل وقت. واذا كان هناك تركيب ما استعمل ايارج فيقرا.
4
ومما ينفعهم شراب الورد على هذه الصفة: يوخذ من عصارة الورد رطلان، و
5
من العسل اربعة ارطال، ومن السقمونيا المشوى أوقية، ويطبخ الى ان يتقوم. والشربة
6
من فلنجارين الى خمسة فلنجارات. وايضا نقيع التمر الهندى مع خيارشنبر أو خيارشنبر
7
فى ماء الهندباء والرازيانج. وان لم يكن حمى اتخذت مطبوخا من الهليلج، والشاهترج.
8
والا جاص، والتمر هندى، والافسنتين على ما يرى. وايضا بوزيدان، سورنجان،
9
ورد احمر بالسوية، الشربة مثقال ونصف، وفيه تسكين شديد.
10
وهؤلاء ينتفعون كثيرا باغذية باردة غليظه كالعدسية بالخل، وسائر الاغذية
11
الباردة المغلظة للدم كالحصرمية، والبطون المحمضة، وسكباج، <و> لحم البقر.
12
وقد ينتفعون بالاغذية المجففة مثل الكرسنة ولا يجب ان يجوعوا كثيرا. وقد رخصوا
13
لهم من الفواكه فى الكمثرى خاصة، وفى الاجاص، وفى التفاح، والرمان، و
14
والخوخ. وأما أنا فاكره مثل الخوخ والمشمش وما يملأ الدم مائية كثيرة.
15
|384vb31|علاج المفاصل المتحجرة والمتجففة:
هؤلأ هم اصحاب الامزجة الحارة16
والمواد الغليظة، وهؤلأ يجب ان يحللوا بلاتليين؛ بل يجب ان يحللوا ويلينوا معًا.
17
ومما يحترس به عن التحجر اضمدة تتخذ من دقيق الكرسنة والترمس مع السكنجبين،
18
ومن الانجدان الفاشرا مع جزء من الحضض والاشق بشراب عتيق وزيت انفاق،
19
وربما جعل عليه دقيق الباقلى.
20
ومما ينفع من تحجرت مفاصله أوهى فى طريق التحجر الاضمدة التى ذكرناها
21
فى البارد من اوجاع المفاصل الغليظة الاخلاط، والمروخات والنطولات التى ذكرنا
22
معها. ومما ينفعهم دقيق الترمس بالسكنجبين أو الخل الممزوج. وايضا اصول
23
المحروث. وايضا يضمد بالبلبوس مدافا بالماء فانه يمنع التحجر المبتدى. وكذلك
24
نطولات من مياه طبخ فيها الفوتنج والحاشا، أوخل فيه [هذه الادوية] والجبن العتيق
25
مطبوخا خاصة فى مرق الخنازير والنطرون والفربيون، وماء الرماد، والكرنب
26
المحرق.
27
|384vb58|علاج الاقعاد والزمانة:
اعلم ان دهن الحند قوقى شربًا منه وتمريخا انفع28
شىء لهم. واتخاذ هذا الدهن: أن يطبخ الحند قوقا المبزر فى مثله شراب وزيت حتى
29
تذهب المائية. والشربة الى ثلاثة دراهم وأقل. والريحى منه يجرى علاجه مجرى
3-925
1
علاج رياح الافرسة. ومما هو مجرب للمقعد. ان يوخذ سلخ شاة ساعة يسلخ و
2
يترك عليه، ويلطخ بلبن البقر الحليب فينتفع به. واستعمال الحمام اليابس والتعرق
3
فى تنور، اوحضرة محماة نافع.
4
|385ra15|التحرز عن أوجاع المفاصل:
يجب ان يستعمل من يعتاده هذه الاوجاع الفصد5
والإسهال عند الربيع، وعند قرب النوبة، واستعمال التدبير اللطيف المعتدل فى
6
اللطافة. وبالجملة فيجب ان كان السبب فيما يعرض له كثرة الاخلاط ان لا يدعها
7
تكثر بما يستفرغ، وبما يقلل من الغذاء، وبما يستعمل من الرياضة الجيدة. وان
8
كان السبب فسادها فقابل ذلك باستفراغ ما يجتمع، ومضادة التدبير الذى له يتولد؛
9
فان البلغم يتولد بمعونة من المبردات وأنت تعلمها وتعلم مقابلتها والمرار بمعونة
10
من المسخنات وانت تعلمها وتعلم مقابلتها. وكذلك السوداء يتولد مما تعلم وتقابل
11
تولدها بما تعلم.
12
وإذا وقع الاستفراغ فمن الصواب تقوية العضو بالقوابض، لئلا يقبل الفضول،
13
وخصوصا اذا لم يخف انصرافها الى الاعضاء الرئيسة بسبب تقدم التنقية. وهذه
14
مثل الاقاقيا، والجلنار وعصارة عصا الراعى، والحضض، وماميثا. وايضا دلك الموضع
15
بالملح المسحوق بالزيت؛ الا ان يكون يبس شديد. واذا كان الورم بلغمبا فشرب
16
صاحبه الزراوند المدحرج درهمين مرات فى الربيع والشتاء ربما منع دوره. ويستعمل
17
الرياضة المعتدلة والركوب، ولا يفرط فيها فيهيج النقرس والاوجاع. ولا يتعاطى
18
ما لا يتعود منها دفعة واحدة بلا تدريج. فان اتفق ذلك استعملت الادهان المقوية مروخات
19
ويجب ان يجتنبوا اللحوم الغليظة، والموالح كلها، والنمكسود. ويجتنب من
20
البقول مثل السلق والجور والخيار. اما البطيخ فيضرهم بتولده الخلط المائى، وينفع
21
بالإدرار، ويختلف حاله فى الابدان ويجتنب شرب الشراب الكثير والغليظ؛ بل
22
كل شراب. ويغتذوا بما هو جيد الهضم سريعه. ويجب ان يجتنبوا الإمتلاء و
23
البطالة عن الرياضة، ويجتنبوا مع ذلك الافراط فى التعب والرياضة، خصوصا
24
على الإ متلاء، ويجتنب الجماع، ويقل فى الاستحمامات؛ فانها تذوب الاخلاط و
25
تسيلها الى المفاصل.
26
واما مياه الحمأت فانها نافعة لهم فى وقت المرض. ومما ينفعهم فى ابتداء
27
الحمامات، وبعد الفراغ منها، وفى وسط دخولهم فيها صب الماء البارد على المفاصل
28
ان لم يكن مانعا من ضعف العصب. وقد يدفع هذا ضرر الحمامات. ويجب ان
29
لا يناموا على الطعام البتة، فانه من أضر الأ شياء لهم.
3-926
1
العلاج: الذى هو اخص بعرق النساء، واوجاع الورك والركبة الراسخة يجب
2
ان يرجع فى علاجه الى القوانين المعطاة فى اوجاع المفاصل. فان يعلم انهما يفارقان
3
سائر اوجاع المفاصل بان الردع فى الابتداء ربما اضر بهما ضررا شديدا، لان المادة
4
عميقة، والردع يحبسها هناك، ويجعلها بحيث يعسر تحليلها، ويهئى لخلع المفصل،
5
اذهى بغير ردع كذلك؛ بل يجب ان اردت تسكين الوجع فى الابتداء ان تسكنهم
6
بالمرخيات الملينة؛ اللهم الا ان يتفق ان تكون المادة رقيقة جدًا. وقد يصعب علاجه
7
فى البلد البارد والزمان البارد، وفى السمان وفى الشق الأيسر اصعب
8
وأما الدموى فانفغ الأشياء له الفصد. وينتفع فى الحال بالفصد اولا من اليد
9
ثم الرجل. ولا يفصد من الرجل الا بعد الفصد من اليد، وينفع فيه القئ. وأما
10
الاسهال فربما أخر واقتصر على القئ القوى لئلا يجذب الاسهال المادة الى أسفل؛ الا
11
ان تعلم ان المادة قلبلة. ومن الجيد ان يصام يومين ثم يفصد.
12
واعلم ان فصد عرق النساء انفع <فى عرق النساء> من الصافن بكثير؛ اللهم
13
الا ان يكون الوجع ليس ممتدا فى الوحشى، بل يكون ضرب أخر امتداده فى الانسى
14
فيكون الصافن انفع فيه من عرق النساء. على انهما شعبتا عرق واحد ليستا كالباسليق
15
والقيفال فى اليدين؛ لكن جالينوس يذكر الصافن وعرق المابض فقط. وفصد عرق
16
المابض انفع من عرق النساء والصافن جميعا. ومما يفصد العرق الذى بين الخنصر
17
والبنصر من الرجل، ويفصد بعده عرق النساء. وقيل ان هذا العرق انفع من عرق
18
النسا، كما ان الأسيلم انفع من عرق الباسليق فى علل الكبد والطحال.
19
واما البلغمى منه فيجرى مجرى الاورام الغليظة فى استحقاق العلاج. ولذلك
20
لا يجب ان يقدم على استعمال المحللات القوية قبل الاستفراغ لما علمت. وقد ذكرنا
21
ان القىء انفع من الاسهال لتحريكه المادة الى جهات الوجع. والقىء يحركها عنه.
22
ومن الجيد فيه ان يكون بالبورق والخل. واذا قيؤا بالمقئيا القوية المحتاج اليها من
23
اخلاطهم الباردة الغليظة فيجب ان يتبع ذلك بالملطفة المسخنة. وقد يحتاج فى البلغمى
24
ايضا احيانا بل مرارا كثيرة الى الفصد، ويستعمل بعد الاستفراغ بما ذكرناه المدرات
25
والمشروبات النافعة لاوجاع المفاصل، ودواء هرمس خاصة.
26
وهذا الدواء عجيب جدا: كماد ريوس، جنطيانا من كل واحد تسع أواقى، زراوند
27
مد حرج اوقيتان، بزر السذاب اليابس رطل، يدق وينخل بمنخل صفيق. والشربة
28
ملعقة. وتستعمل ايضا الضمادات، والنطولات المحللة، ومياه الحمأت. وان لم
29
يغن فالحقن ثم تستعل المحاجم على الورك بشرط وبغير شرط. وترضع المحمرات
3-927
1
والمنفعطات قلا ندمل حتى تعافا. والضمادات المستعملة فيها تراد حدتها لغرضين:
2
احدهما التحليل والاخر الجذب الى خارج وتكره حدتها لغرض ما وهو انها ربما
3
جففت المادة وحجرتها وتركتها لا تقبل الدواء. ولذلك يجب ان لا يغفل أمر التليين.
4
وربما احتجت الى المحاجم ووضعها للجذب.
5
النطولات والا بزنات. يوخذ من دهن الحنا رطل، ومن الخل نصف رطل،
6
ومن النطرون ربع رطل، ومن القاقلة أوقية ونصف، زوفا اوقيتان ونصف، يغمس
7
فيه صوف الزوفا ويكمد به الموضع. وتستعمل الأبزنات من مياه الأدوية المفردة
8
المحللة المذكورة فى هذا الباب.
9
واما المروخات مثل دهن القسط، ودهن الفرببون، ودهن العاقرقرحا، و
10
دهن الحناء، ودهن الجندبيدستر، تستعمل بعد التنقية. وقيروطيات بالجاوشير،
11
والفربيون والادهان المذكورة. الاطليته والضمادات: ضمادجذاب. محلل للمادة الى الظاهر
12
من العمق: بزر السذاب البرى، حب الغار انجدان نطرون شيح أرمنى، قردمانا، شحم الحنظل،
13
نانحواه من كل واحد اربعة مثاقيل، سذاب طرى ثمن من، زفت ثمن من، شمع ثمن من،
14
اشق ثمن من، بارزدستة مثاقيل، جاؤشير اربعة مثاقيل، كبريت ــ لم يصبه نار ــ اربعة مثاقيل
15
يتخذ منه مرهم. وطلى عرق النسا ببعر المعز بالخل الثقيف كان مثل دواء الخردل
16
وافضل منه.
17
والمراهم المحمرة والمنفطة جيدة جدا. ويجب ان تفقأ النفاطات،
18
يذر عليها دواء مجفف، تم تعيد التنفيط الى ان يقع البرء. وايضا رطل بورق، ورطل
19
زيت يتخذ منهما طلاء. وايضا ضماد نافع: ميويزج رطل ونصف، دردى محرق رطلان،
20
عاقرقرحا نصف رطل، حرف رطل ونصف، بارزد نصف رطل، كبريت نصف
21
رطل، بورق نصف رطل، زيت ثلاث قوطولات، صمغ الصنوبر يشوى مع البارزد
22
ويجعل الجميع مرهما ويستعمل. وايضا يوخذ جزء زفت وجزء كبريت مسحوقا مثل
23
الكحل يطلى على الورك، ويجعل فوقه قرطاس، ويترك الى ان يسقط من نفسه.
24
ومما جرب ان يلقط نبات الشيطرج فى الصيف وهو ناضر فينعم دقا؛ فانه
25
عسر الدق، ثم يجمعه بشحم، ويلزمه الورك وموضع الوجع ويربط عليه ويتركه
26
اربع ساعات الى ست ساعات، ثم يدخل الحمام. فاذا تندى يسيرًا أدخل الأبزن،
27
واخذ منه الضماد، ووضع على الموضع صوف يراح اسبوعا أو عشرة أيام ويعاودبه؛
28
فانه يغنى من الخردل والثافيسا. وايضا الميويزج والذراريح. وايضا الثافيسا وشمع
29
ودهن السذاب. وايضا العاقرقرحا والدبق، وزهرة حجراسيوس، والبورق،
30
والميوزج، يتخذ منه مرهم، وقد يزاد فيه الحرف.
3-928
1
ومما ينفع من ذلك ومن اوجاع الركبة: قيروطى من افربيون. وايضا دهن
2
الحنا ثمانى اواقى، ومن الخل اربع أواقى، ومن النطرون أوقيتان، ومن العاقر قرحا
3
اوقية، وينقع العاقر قرحا بدهن الحنا بعد ان ترضه وتجعله فى الدهن ثلاثة ايام،
4
وتغليه غلية خفيفة، ثم يطرح عليها الخل والنطرون، ثم يشرب فيه الصوف الوسخ،
5
وتضعه على الموضع الإلم من الحقو.
6
وآخر مثل ذلك من الاطلية: يوخذ من الشمع المصفى مأية مثقال، ومن
7
علك الانباط خمسة وعشرون مثقالا، ومن الزنجار ستة مثاقيل، ومن السوسن،
8
والبازرد، والمر من كل واحد ستة مثاقيل، ومن القطران خمسة مثاقيل تجمع هذه و
9
"تصيرها كدواء واحد"، ويطلى به الموضع الالم من الحقو، لاسيما ان كانت المادة
10
المحدثة للالم دمًا قد رسخ فى المفصل نفسه، او بلغم غليظ زجاجى قد تشربه حق
11
مفصل.
12
مرهم يسكن عرق النساء: يوخذ زيت عتيق ثمانى عشرة أوقية، برادة الأسرب
13
وملح العجين وعلك الانباط من كل واحد مأته مثقال برادة النخاس الاحمرثلاث أواقى،
14
زنجار مجرود، وكندس، وأصل المارزيون الأسود، وزراوند، وخردل من كل واحد
15
اوقيتان، وقد يطرح فيها احيانا عاقرقرحا أوقية.
16
آخر: يوخذ انجدان، وبزر السذاب البرى، وحب الغار، وبورق وحنظل،
17
وشيح، ونانحواه، وقردمانا من كل واحد اربعة مثاقيل، سذاب بستانى <رطل>، وزفت
18
يابس، وعلك الانباط، وريتيانج، وأشق، وشحم العجاجيل من كل واحد
19
ستة عشر مثقالا، جاوشير ستة مثاقيل، كبريت غير محرق اربعة مثاقيل، دهن الحنا ثمانى
20
عشرة أوقية.
21
آخر: زفت رطب ثمانى عشرة أوقية، زراوند اوقية ونصف، شمع رطل،
22
صمغ الصنوبر اربعون مثقالا، كبريت غير محرق رطل، بورق رطل ونصف، ميويزج
23
قسط واحد ويكون قوطولين، عاقر قرحا نصف رطل، قردمانا قسط احد، بارزد
24
نصف رطل. اذب الذائبة، واسحق اليابسة، واخلط الجميع، وادلكها على النحو
25
المذكور فيما تقدم على ما يقال بعده.
26
المسهلات: أما الجيدة النافعة فحب السورنجان، وحب الشيطرج، وحب
27
المنتن وحب اللبنى، ولا كحب النجاح، ولا كايارج هرمس، يشرب فى الربيع.
28
ومن شربه اخذت مفاصله الوجعة تندى وتعرق. وليس فيه اسهال كثير؛ بل ينقى
29
بالتلطيف. وعناصر أدويته المسهلة: شحم الحنظل، والقنطوريون، والصموغ و
3-929
1
ماهيز هزج والشيطرج، وعصارة قثاء الحمار، توخذ حنظلتان وتثقبان، ويخرج ما فى
2
جوفهما من الشحم واللحم، وتملأن بدهن الشيرج، ويغطى ثقبهما، ويترك ليلة
3
واحدة، ثم يطرح الحنظلتان من غدوة تلك الليلة مع الدهن الذى فيهما فى قدر، ويصب
4
عليها مثل الدهن مرة ونصف ماء، ويطبخ معًا الى ان تنضج الحنظلتان، فاذا انضجتا،
5
اخرجتا، ورمى بهما، وطبخ الماء والدهن زمانا كافيا، ثم يطرح عليه خيز نقى مدقوق
6
منخول مقدار ينعقد به الماء، ويصير كالخبيض، ويعمل منه بنادق على مقدار البندقة،
7
ويوخذ من تلك البنادق ثمانى عشرة عددا، وتناول المريض بعد الاستحمام. والوجه
8
الاخر يطبخ بالدهن بالعصارة.
9
واذا وقعت التنقية بالاسهال والقئ وطالت العلة فعليك بالحمولات من الادوية
10
المسحجة والمسهلة للدم، مثل طبيخ قثاء الحمار، والحنظل، ومرارة القر، وعاقرقرحا،
11
والقنطوريون، والحرف، والشيطرج، وسلافة السمك كل ذلك نافع لهم فى هذا
12
الوقت. وربما ابرأ؛ وربما جعل فى الحقن فربيون، وقيل ذلك ضار جدا يمنع من
13
سائر التصرف وأما فى أخره فنافع، وخصوصا اذا اتبع التنفط. وكثيرا ما يعرض
14
السحج من نفسه فيقع معه البرء.
15
صفة حقنة خفيفة مسحجة: يطبخ الحنظل والحرف وأصل الكبر، والقنطوريون،
16
وقثاء الحمار، والشيطرج، والفوه ويحقن بالماء ويضمد الورك بالثقل، و[هو]
17
من الحقن النافعة له الخفيفة. وايضا يضمد بخل ونخالة مسخنين. فان كان هناك.
18
دم يموت فيه كوى بالذهب الأحمر موضع الدم كيًا شديدا ليجرى الدم منه.
19
|386rb8|فى البشورالمعروفة بالبطم
20
هذه بثور تظهر فى الساق سوداوية كأنها ثمرة الطرفا أوحبة الخضراء الكبيرة،
21
ومادتها مادة الدوالى وعلاجها من جهة التنقية علاج الدوالى والقروح السوداوية
22
التى يذكر قانونها فى الكتاب الرابع.
23
|386rb15|وجع العقب
24
قد يعرض من صدمة او سقطة او ضغطة خف وغير ذلك، ويشفيه التنطيل
25
الكثير بالماء البارد، وطلاء الما ميثا وطين أرمنى محلول.
26
|386rb21|ضعف الرجل
27
قد يكون فى الخلقة. وقد يكون <ضعف الرجل> من تعب كثير، واسترخاء
28
سابق، ومن انسداد طريق الغذاء اليها كما يعرض للخصيان.
3-930
1
القول فى الداخس: الداخس هو ورم حار خراجى، يعرض عند الاظفار مع
2
شدة الم وضربان. وربما يبلغ ألمه الابط؛ وربما اشتد معه الحمى. فاذا عرض
3
فى اصل الظفر عرض منه انقلاع الظفر. واكثر ما يعرض يعرض فى اليدين، وكثيرا
4
ما يتقرح. وربما تأدى من التقرح الى التأكل وإفساد الإصبع وذلك عند ما يسيل
5
منه مدة منتنة.
6
العلاج: يجب أن يفصد ويسهل ويلطف التدبير، ويمنع فى الإبتداء مما فيه
7
قبض، ثم يفنى اللحم الزائد بما لا يلذع لذعا شديدا. ''والصغير والمبتدئى" يبرئه العسل
8
المعجون به العفص ويمنعه أن يزيد ويجمع. ومما ينفعه فى الإبتداء ان يضمد بخل
9
ونخالة مسخنين. وايضا المرهم الكافورى بالحقيقة لا بالإسم فقط. وهو المتخذ
10
مع ما يتخذ به الكافور إيضا. وايضا الأفيون مع لعاب بزر قطونا المنقع فى الخل.
11
والصبر العربى المغسول بماء الأفاوية ينفعه. والصبر الهندى ينفعه. وكذلك اصل السوسن
12
والكندر المسحوق وحده، ومع غيره نافع لهم.
13
دوآء جيد له: يوخذ الصبر والجلنار والكندر والعفص يتخذ منه ضماد فيبرى
14
الداخس ويمنعه ان يجمع وايضا وسخ الأذن والحضض اذا طلى به قبل الجمع نفع
15
ومنع. وايضا حب الأس مطبوخا بعقيد العنب. ومما ينفعه بالخاصية برادة ناب
16
الفيل. واذا اشتد ايجاعه غمس فى دهن مسخن مرارًا، ثم يضمد ببعض الأضمدة،
17
واذا فعل ذلك فى الأول منع ونفع. واذا اخذ فى النضج وضعت عليه بزر المرو.
18
وبزر قطونا باللبن. واذا جمع فيجب ان يبط بطا إلى الصغر ما هو غير معمق شديد،
19
او ينقى ثم يضمد بسويق التفاح، أو سويق الزعرور وبالعدس والجلنار والورد ونحوه.
20
وان تقيح بنفسه عولج ايضا بقريب من ذلك. وان أخذ يتقرح صلح له
21
دقيق الترمس بالعسل. وان تقرح شديدا عولج بمرهم الزنجار وحده، او مخلوطا
22
بالمرهم الابيض مرهم الاسفيذاج، ويغلى بخرقة مبلولة بشراب وايضا زاج محرق
23
كندر من كل واحد جزء زنجار نصف جزء يسحق بالعسل ويوضع عليه. وايضا قشور
24
الرمان الحامض وعفص، وتوبال النحاس يجمع بالعسل ويتخذ منه لطوخ. ومرهم
25
الجلنار نافع جدا فى هذا الوقت. ويجب ان تقرح ان يبرأ اللحم من الظفر ما امكن
26
لئلا يتأذى بالظفر. وان نخس الظفر اللحم الزائد قلع ذلك الظفر. فان بالغت القرحة
27
فى الترطيب والتوسخ اتخذ فلد فيون من الزاج والزنجار والزرنيخ والنورة فانه مجفف
28
بالغ. وايضا يستعمل عليه نثور من كندر وزرنيخ أحمر بالسوية يكبس عليه بالاصبع
3-931
1
كبسا. واذا رأيت الداخس يسيل منه مدة رقيقه منتنة فقد أخذ فى أكال الاصبع فبادر
2
إلى القاع والكى وربما يتفق لنا معاودة لا مرالد اخس فى غير هذا الموضع.
3
|386rb26|فى أوجاع الاظفار ورضها
4
يقرب علاجها من علاج الرهضة. ومما ينفع فيها الضماد بورق الأس، وبورق
5
السرو ومرهم الشحوم مع بعر الماعز وأخثاء البقر، وينفع فيه جوز السرو والأبهل
6
ضمادا، وينفع منه الفستق المطبوخ ضمادا. ومما يذيب الدم الجامد تحت الظفر
7
دقيق يعجن بالزفت ويوضع عليه.
8
|386rb37|انتفاخ الاظفار والحكة فيها
9
يعالج بماء البحر غسلا بماءه فيزول به، اوبطبيخ العدس والكرسنة، أو بطبيخ
10
الخشى. ومن اضمدته البلبوس والزفت والتين المطبوخ مجموعة، وفرادى.
11
|386va1|آخر الكتاب الثالث
12
والحمد لله كثيرا، وصلواة على خيرته من خلقه وسلامه
13