1
0
كتاب الكليات في الطب
1
/ وبعد حمد الله والصلاة على محمد رسوله
2
بسم الله الرحمان الرحيم صلى الله على محمد وعلى اله وسلم
3
تسليما
4
الغرض في هذا القول في أن نثبت ها هنا من صناعة الطب
5
جملة كافية على جهة الايجاز والاختصار تكون كالمدخل لمن أحب
6
أن يتقصّى أجزاء الصناعة وكالتذكرة أيضا لمن نظر في الصناعة
7
ونتحرّى في ذلك الأقاويل المطابقة للحق وان خالف ذلك أراء أهل
8
الصناعة. فنقول ان صناعة الطب هي صناعة فاعلة عن مباديء
9
صادقة يلتمس بها حفظ صحة بدن الانسان وابطال المرض وذلك
10
بأقصى ما يمكن في واحد واحد من الابدان فان هذه الصناعة ليس
11
غايتها ان تبريء ولا بد بل ان تفعل ما يجب بالمقدار الذي يجب
12
وفي الوقت الذي يجب. ثم تنتظر حصول غايتها كالحال في
13
صناعة الملاحة وقود الجيوش. ولما كانت الصنائع الفاعلة بما
14
هي صنائع فاعلة تشتمل على ثلاثة أشياء: أحدها معرفة موضوعاتها
15
والثاني معرفة الغايات المطلوب تحصيلها في تلك الموضوعات
16
والثالث معرفة الالات التي بها تحصل تلك الغايات في تلك
17
الموضوعات انقسمت باضطرار صناعة الطب أولا الى
18
هذه الاقسام الثلاثة. فالقسم الاول الذي هو معرفة
2
1
الموضوعات يعرف فيه الاعضاء التي يتركّب منها بدن
2
الانسان البسيطة والمركبة ولما كانت الغاية المطلوبة
3
ها هنا صنفين حفظ الصحة وازالة المرض انقسم
4
هذا الجزء الى قسمين أحدهما يعرف فيه ما هي الصحة
5
بجميع ما به تتقوّم وهي الاسباب الاربعة التي هي العنصر
6
والصورة والفاعل والغاية وجميع لواحقها والقسم الثاني يعرف
7
فيه ما هو المرض أيضا بجميع اسبابه ولواحقه
8
ولما كان ايضا ليس في معرفة ماهية الصحة والمرض
9
كفاية في حفظ هذه وازالة هذا انقسم هذان الجزان ايضا الى جزءين
10
اخرين احدهما يعرف فيه كيف تحفظ الصحة والثاني كيف
11
يبطل المرض ولما كانت الصحة ايضا والمرض ليسا بيّنين
12
بانفسهما من اول الأمر احتيج ايضا الى تعرُّف العلامات
13
الصحية والمرضية وصار هذا ايضا احد اجزاء هذه الصناعة
14
واذا كان ذلك كذلك فاضطرار ما انقسمت هذه الصناعة
15
الى سبعة اجزاء عظمى. الجزء الاول يذكر فيه اعضاء الانسان
16
التي شوهدت بالحسّ البسيطة والمركبة والثاني يعرف فيه
17
الصحة وانواعها ولواحقها والثالث المرض وانواعه واعراضه
18
والرابع العلامات الصحية والمرضية والخامس الآلات وهي
3
1
الأغذية والأدوية والسادس الوجه في حفظ الصحة
2
والسابع الحيلة في ازالة المرض ونحن نقصد في ترتيبها ها هنا
3
الى هذه القسمة اذ كانت هي القسمة الذاتية لها ولما كانت
4
الصنائع الفكرية أحد ما تتسلم هي الموضوعات والمبادئ سوا كانت
5
الموضوعات والمبادئ بيّنة بنفسها أو مما شأنها أن تتبين في صناعة
6
اخرى وجب أن نعرف أولا الصنائع الّتي تتسلم عنها هذه الصناعة
7
كثيرا من مباديها. ثم بعد ذلك نشير الى القول في جزء جزء منها
8
فنقول ان هذه الصنائع بعضها نظرية وهي العلم الطبيعي وبعضها
9
عملية وهذه منها صناعة الطب التجريبية ومنها صناعة التشريح
10
اما العلم الطبيعي فانه تتسلم منه كثيرا من اسباب الصحة والمرض
11
ولا سيما الأسباب القصوى كالاسطقسات وغيرها.
12
واما صناعة الطب التجريبية فانه يستفيد منها معرفة قسوى
13
أكثر الأدوية فان الذي يدرك منها بالقياس نزر
14
بالاضافة الى ما يحتاج من ذلك اليه بل بسبيل هذه الصناعة
15
الطبية القياسية أن تعطى اسباب ما أوجدته الطب التجريبية
16
واما صناعة التشريح فانها تتسلم منها كثيرا من أجزاء موضوعاتها
4
1
ولما كان صاحب الصناعة ليس يمكنه بما هو صاحب تلك الصناعة
2
ان يعلم المبادئ المتسلمة في تلك الصناعة بل ان كان فمن
3
حيث هو صاحب صناعة اخرى وجب أن ياخذ/ تلك
4
المبادى في صناعته من حيث هي مشهورة وبخاصة في التي لا
5
يتفق له فيها الوقوف على اليقين في جميع اجزائها كتجربة
6
الأدوية فانه بالاضافة الى الوقوف على هذا الجزء من الصناعة
7
استقصر ابقراط العمر الانساني في قوله العمر قصير
8
واما فى الجزء القياسي منها فليس هنالك قصر وكذلك الأمر في
9
زماننا هذا في كثير من الأعضاء المشاهدة بالتشريح اذ كانت هذه
10
الصناعة قد دثرت. وينبغي أن تعلم ان صاحب العلم الطبيعي
11
يشارك الطبيب اذ كان بدن الانسان أحد أجزاء موضوعات صاحب
12
علم الطباع لاكن يفترقان بان هذا ينظر في الصحة والمرض من حيث
13
هي أحد الموجودات الطبيعيّة وينظر الطبيب فيهما من حيث
14
يروم حفظ هذه وازالة هذا ولذلك يحتاج الطبيب بعد معرفة
15
الكليات التي تحتوي عليها هذه الصناعة الى طول مزاولة وحينئذ
16
يمكن أن يوجدها في المواد فان الكليات المكتوبة في هذه
17
الصناعة يلحقها عند ايجادها في المواد أعراض ليس يمكن أن تكتب.
5
1
فاذا زاول الانسان اعمال هذه الصناعة حصلت له مقدمات
2
تجريبية يقدر بها أن يوجد تلك الكليات في المواد وذلك كالحال
3
في الصنائع العملية التي تستعمل الروية وارسطو يخصّ هذه
4
من بين الصنائع العملية بالقوى ومن هنا يظهر أن ما قيل في
5
حدّ الطب من أنه معرفة الصحة والمرض والاشياء المنسوبة
6
اليهما أنه حدّ غير صحيح وذلك أنه اسقط من هذا الحدّ
7
الفضل الذي به يتميز نظر صاحب هذا العلم من نظر صاحب
8
العلم الطبيعي وكذلك أيضا لا يلتفت الى ما يقولونه من
9
الحال التي ليست بصحّة ولا مرض فانه ليس بين ضرر الفعل
10
المحسوس ولا ضرره وسط وانما يختلف بالاقل والاكثر
11
وليس المتوسط بين الضدّين أن يكون كل واحد منهما في
12
جزء غير الجزء الذي فيه الآخر ولا في زمن غير الزمن الذي
13
فيه الآخر وهذا بيّن مما قيل في العلم النظري.
14
واذ قد تبين من هذا القول ما غرض هذه الصناعة وما أجزاؤها
15
وكيف وجه النظر فيها فقد ينبغي أن نشرع في القول في
16
جزء جزء منها.
6
1
كتاب تشريح الأعضاء
2
الاجزاء المشاهدة بالحس في بدن الانسان صنفان أحدهما الأعضاء
3
المتشابهة الأجزاء اعني التي حدّ الجزء والكلّ منها واحد كاللحم
4
والعظم فان جزء اللحم لحم ضرورة وكذلك العظم. والثاني
5
الأعضاء المركبة وهي التي ليس يشبه أجزاؤها بعضها بعضا
6
كاليد المركبة من لحم وعصب ووتر والأعضاء البسيطة
7
عظام وعصب ووتر وعروق ورباط ولحم وشحم وجلد وغشاء
8
ودم وبلغم ومرة سوداء ومرة صفراء وروح وهو البخار المحسوس
9
في القلب والدماغ فنبتدي أولا بذكر الأعضاء البسيطة ثم
10
نذكر المركبة
11
القول في العظام
12
عظام الرأس ما خلى الأسنان ثلثة وعشرون عظما منها
13
ستة تخصّ القحف وملتقى هذه العظام في ظاهر القحف
14
تسمّى الشؤون واربعة عشر عظما للحي الأعلى فيها الخدّان
15
والأذنان للحي الأسفل وواحد وهو المسمّى وتدا وهو عظم
16
تحت القحف من ناحية خلف فيما بينه وبين اللحى الأعلى
17
وجميع هذه العظام يتّصل بعضها ببعض اتصالا ذرزيا الّا
7
1
عظما الفك الأسفل فانهما يتّصلان اتصالا مفصليا. والأسنان ستة
2
عشر في كلّ لحى منها ثنيتان ورباعيتان ونابان وخمسة
3
اضراس يسرة وربما نقصت الأضراس فكانت أربعا وأصول أضراس
4
الفك الأعلى ثلثة في كل واحد وربما كانت أربعة. أمّا أضراس الفكّ
5
الأسفل فأصولها اثنان وسائرة الأسنان لها أصل واحد فجملة عظام
6
الراس خمسة وخمسون عظما وتتصل بالرأس عند الثقب الاعظم
7
الذي فيه من خلف خرزات العنق وهي سبع فيها ثقب من
8
الجانبين ويتصل بهذه خرز الظهر/ وهي سبع عشرة خرزة اثنا
9
عشر خرزة منها تنسب الى انها خرز الصدر وذلك
10
أن حدّ الصدر عندها ينتهي وخمس منها خرز القطن. فجميع
11
الخرز من الدماغ الى العجز أربع وعشرون خرزة وربما زادت
12
واحدة أو نقصت واحدة وذلك في الأقل ويتصل بالخرز من هذا
13
الموضع عظم العجز وهو مؤلف من ثلثة أجزاء تشبه الخرز
14
ويتصل ايضا بهذا من أسفله عظم العصعص وهو ايضا مؤلف
15
من ثلثة أجزاء والثالث منها بالحقيقة وهو العصعص كأنه
16
غضروف عظمي. وجميع هذه الخرز تتصل اتصالا
17
مفصليا ما خلى الفقارتين الاوليّن من الرقبة وامّا الفقارة
8
1
الاولى فانها تتصل وترتبط معها بزائدتين تتشعبان من
2
قحف الراس وتدخلان في نقرتين من الفقارة الأولى ويتصل من
3
الجانبين بعظم خرز العجز عظما الخاصرين من كل جانب
4
واحد وفيهما حق الورك الذي فيه رأس العجز المسمّى رمانة
5
فهذه هي جميع العظام التي في المؤخّر.
6
واما التي في المقدم مما دون الرقبة فالترقوتان وعظما الكتف
7
وعظام الصدر وعظام اليد وعظام العانة وعظام الرجل. أمّا
8
الترقوة فهو عظم محدب الخارج مقعر الباطن يتصل أحد
9
رأسيه مع المنكب ورأس العضد والطرف الاخر يتّصل بأعلى
10
الصدر حيث نقرة الحلق. وأمّا الكتف فانه من حيث هو
11
موضوع على الظهر هو عريض ويّتصل به رأس غضروفي
12
ومن حيث يقارب الترقوة يستدير وله نقرة يدخل فيها رأس
13
العضد. وامّا عظام الصدر فالقس وهو مؤلف من سبعة أعظم
14
في طرفها الأسفل غضروف وعظام الأضلاع وهي من كلّ جانب
15
اثني عشر محدبة أطولها أوسطها سبعة يتّصل منها أحد طرفيها
16
من خلف بخرز الظهر ومن قدّام بخرز عظام القس
17
بروس غضروفية وخمس منها تنقطع دون الاتصال بالقس
18
وتسمّى ضلوع الخلف ولذلك تنغمز هذه اذا غمزت وليس فيها
9
1
دون القس من البطن عظم الا عظم العانة أسفل. وأما عظام اليد
2
فثلاثون عظما عظم العضد وهو واحد محدب من خارج ومقعر من
3
داخل له رأس يدخل في نقرة الكتف والطرف الأخر منه عند المرفق
4
وله هنالك خرزة شبيهة بالبكرة يدخل فيها طرف الزند الاعلى
5
وعظما الزند وهما عظمان طولهما من المرفق الى الرسغ أحدهما أصغر
6
ويسمّى الزند الأعلى والاخر أكبر ويسمّى الزند الأسفل ولهما في طرفيهما
7
الذين يليان الرسغ زوائد يلتيم بها فيما بينها وبين الرسغ مفصل
8
وثمانية تركب منها الرسغ منضودة في صفين وهي عظام
9
صلبة عديمة المخ متقببة الشكل تقببا يلتئم من اجتماعها
10
هيئة موافقة لما هو عليه الرسغ واربعة يتركب منها المشط يتصل
11
باصل عظم الرسغ برباطات موثقة وخمة عشر للأصابع الخمس ثلاثة
12
في كلّ اصبع وهي التي تدعى السلاميات يتّصل بعضها ببعض
13
وتتّصل هي بعظم المشط بمفاصل موثقة والسلامية الاولى
14
من الابهام تتصل بطرف الزند الأعلى بمفصل واسع سلس.
15
وأمّا عظام الرجل فسبعة وعشرون عظما أولها عظم الفخذ
16
وهو عظم واحد محدّب الخارج أخمص الداخل له طرف مستدير
17
في أعلاه يسمّى رمّانة الفخذ ومن ناحية أسفل طرف يدخل
18
في نقرة الزند الأعظم من زندي الساق والزندان هما من لدن
10
1
الركبة الى عظم الكعب والأعظم منهما يسمّى الزند الأسفل والأصغر
2
يسمى الأعلى ويلتقى طرفا الزندين عند الكعب فيحدث في الرجل ثلاثة
3
مفاصل مدخل عظم الفخذ في الورك من ناحية خلف ومدخل طرفه
4
الأخر في نقرة الزند الأعظم وهو مفصل الركبة وعلى هذا المفصل
5
عظم مطبق عليه مستدير فيه غضروفية تسمّى عين الركبة
6
ويلاصق الكعب. أمّا من قدام فعظم يسمّى الزورقي وأما من
7
أسفله فعظم العقب ويتّصل بهذين عظم الرسغ وهو مؤلف من
8
ثلاثة أعظم يلتئم منها شكل موافق له. ثمّ يتّصل بهذه
9
مشط القدم وهو مركب من خمسة اعظم. ثم سلاميات الأصابع
10
وهي ثلاثة لكل اصبع ما خلا الابهام فان لها سلاميتين. فمبلغ
11
جميع/عظام الانسان على راي جالينوس مائتا عظم وثمانية
12
واربعون عظما سوى الأعظم الصغار التي حشى بها خلل المفاصل
13
وتسمّى السمسمية وسوى عظم الحنجرة والعظم الغضروفي الذي يقول
14
بعض المشرحين أنه في القلب وانّما اضربنا عن أشكال اتصالات
15
هذه العظام بعضها ببعض لان الذي يتصور منه بالقول نزر بالاضافة
16
الى ما عليه الأمر في نفسه.
17
في العروق
11
1
والعروق المحسوسة صنفان ضوارب وغير ضوارب. أمّا العروق
2
الضوارب فهي مؤلفة من طبقتين متشابهتين الأجزاء والداخلة
3
منها ليفها ذاهب عرضا وهي أصلب والخارجة ذاهب بالطول
4
وهذه العروق يظهر بالحسّ انها خارجة من القلب وذلك أنّه
5
يخرج من تجويفه الأيسر. شريانان أحدهما أصغر وطبقته واحدة
6
وهي ارق من احدى طبقتين سائر الشراين وهذا العرق يدخل
7
الى الرئة وينقسم فيها واما الاخر فهو أكبر كثيرا وهو المعروف
8
بالابهر وهذا حيث يطلع تتشعّب منه شعبتان فتصير احداهما الى
9
التجويف الأيمن من تجويفي القلب وهي أصغر الشعبتين والاخرى
10
تستدير حول القلب ثم تدخل اليه وتتفرق فيه ثم ان القسم
11
الثاني من العرق النابت من تجويف القلب الأيسر بعد انشعاب هاتين
12
الشعبتين منه ينقسم قسمين فياخذ احدهما الى أسافل البدن
13
ويأخذ الأخر الى اعاليه. والقسم الاخذ الى اعالي البدن تنقسم
14
منه في مصعده في الجانبين شعب تتصل بما يحاذيها من الأعضاء
15
حتى اذا حاذى الابط خرجت منه شعبة مع العرق الابطي الغير ضارب
16
الى اليد وتنقفسم فيه كتقسيمها أنفا وتتصل منه شعب صغار
17
بالعضل الظاهر والباطن من العضد وهو مع ذلك غاير مندفن
18
حتى اذا صار عند المرفق صعد الى فوق قليلا حتى أن
12
1
نبضه يظهر في هذا الموضع في كثير من الأبدان ولا يزال تحت الابطي
2
ملاصقا له حتى ينزل عن المرفق قليلا ثمّ انه يغوص ايضا في العمق
3
وتشعب منه شعب شعرية تتصل الساعد الى أن تقطع من الساعد
4
مسافة صالحة ثم انه ينقسم قسمين ايضا فياخذ أحدهما الى الرسغ
5
مارا على الزند الأعلى وهو العرق الذي يجسّه الاطباء ثم يأخذ الاخر
6
الى الرسغ ايضا مارا على الزند الأسفل وهو اصغرهما ويتفرقا في
7
الكف وربما ظهر لهما نبض في ظاهر الكف واذا بلغ هذا القسم
8
الأعلى موضع اللبّة انقسم قسمين أخرين وجاوز أحد هذين
9
القسمين الودج الغاير ومرّ صاعدا حتى يدخل القحف ويتصل في
10
مروره منه شعب بالاعضاء الغايرة التي هنالك واذا دخل القحف
11
انقسم هنالك تقسما كثيرا وصار منه الشرع المعروف بالشبكة
12
المفروشة تحت الدماغ ثم انه بعد تقسمه يجتمع ويغور
13
فيخرج من هذه الشبكة عرقان متساويان في العظم كحالهما
14
قبل الانقسام ويدخلان حزم الدماغ فينقسمان فيه. وأمّا القسم
15
الاخر من هذين القسمين وهو أصغرهما فانه يصعد الى ظاهر
16
الوجه والراس ويتفرّق فيما هنالك من الأعضاء الظاهرة وقد
17
يظهر نبض هذا القسم خلف الاذن وفي الصدغ. فاما النبض
18
الظاهر عند الودجين فانه نبض القسم العظيم المجاور للودج
13
1
الغاير ويسمّى هذان الشريانان شرياني السبات. وأمّا القسم النابت
2
من القلب الى اسافل البدن فانه يركب خرز الصلب نازلا الى اسفل
3
وتتشعب منه عند كل خرزة شعب يمنة ويسرة وتتصل بالأعضاء
4
المحاذية لهما وأول شعبة تتشعب منه شعبة تاتي الرية ثمّ شعب
5
تاتي العضل الذي بين الأضلاع ثمّ شعبتان تأتيان الحجاب
6
ثمّ شعب تاتي المعدة والكبد والطحال والشرب والامعاء والكلى والارحام
7
والانثين والمثانة والقضيب وشعب تخرج عنه حتى تتصل بالعضل
8
الخارج المحاذية لهذه المواضع حتى اذا جاء الى اخر الخرز انقسم
9
قسمين واخذ كل واحد منهما نحو احد الرجلين/ وانقسما فيهما كتقسم
10
العروق الا انهما غايران ويظهر نبضهما عند الأريتّين وعند العقب
11
تحت الكعبين وفي ظهر القدمين بالقرب من الوتر العظيم
12
في العروق الغير ضوارب
13
والعروق الغير ضوارب هي من طبقة واحدة وتوجد بالحسّ متشعبة
14
من عرق عظيم في محدّب الكبد واذا طلع هذا العرق لم يمرّ كبير
15
شىء حتى ينقسم بقسمين احدهما وهو الأعظم ياخذ الى اسافل
16
البدن والثاني ياخذ الى اعالى البدن وهذا الاعلى يمرّ حتى يلاصق
17
الحجاب وينقسم منه هنالك عرقان يتفرقان في الحجاب ينفذان
18
في الحجاب فاذا نفذاه انقسمت منه عروق دقيقة واتصلت بالغشاء
14
1
الذي يقسم الصدر بنصفين وبغلاف القلب وبالغدة التي تسمّى
2
التوتة وتفرقت فيها ثمّ تتشعبا منه شعبة عظيمة تتصل بالاذن
3
الايمن من اذني القلب وتقسم هذه الشعبة ثلاثة اقسام احدها
4
يدخل التجويف الايمن من تجويفي القلب وهو اعظم هذه الأقسام
5
والثاني يستدير حول القلب من ظاهره وينبث فيه كله. والثالث
6
يتصل بالناحية السفلى من الصدر ويغذو ما هنالك من الاجسام
7
واذا جاوز القلب مرّ على استقامة الى ان يحاذي الترقوتين وينقسم
8
منه في مسلكه هذا شعب صغار في كل واحد من الجانبين ويخرج
9
منها شعب الى العضل الخارج المحاذي لتلك الاعضاء الداخلة
10
وعند تحاذاته للابط يخرج منه الى خارج شعبة عظيمة تاتي
11
اليدين من ناحية الابط وهو المسمّى الباسليق فاذا حاذى
12
من الترقوة الوسّط وهو موضع اللبة انقسم قسمين فصار احدهما
13
الى ناحية اليمين والاخر الى ناحية اليسار وانقسم كل واحد من
14
هذيّن القسمين الى قسمين فركب احد القسمين الكتف وجاء الى
15
اليد من الجانب الوحشي وهو العرق المسمّى القيفال وانقسم الثاني
16
قسمين في كلّ جانب يمر احدهما غايرا مصعدا في العنق حتى يدخل
17
القحف وفي مروره في العنق الى أن يدخل الدماغ تتشعب منه شعب
18
صغار تتصل بما في العنق من الاعضاء الداخلة ويسمّى هذا القسم
15
1
الودج الغاير وأما الثاني فيمر صاعدا في الظاهر حتى ينقسم
2
في الوجه والراس والعين والانف وهو الودج الظاهر ويتشعب
3
من العرق الكتفي في مروره بالعضد شعب صغار تنبثت في
4
العضد وتتشعب من الابطي ايضا شعب صغار تتصل ايضا
5
بباطن العضد واذا قارب العرق الكتفي والعرق الابطي مفصل
6
المرفق انقسما فاحد اقسام العرق الكتفي يمازج قسما من
7
العرق الابطي وينحدران فيكون منهما عند المرفق العرق
8
المسمّى الاكحل والقسم الثاني من اقسام العرق الكتفي
9
يمتد في ظاهر الساعد ويركب بعد ذلك الزند الاعلى وهو
10
المسمّى حبل الذراع وقسم من العرق الابطي وهو الاسفل
11
مكانا يمر في الجانب الداخل من الساعد حتى يبلغ راس الزند
12
الاعلى ويكون من بعض شعبه العرق الذي بين الخنصر والبنصر
13
المسمّى الاسيلم. واما القسم الذي ياخذ الى اسافل البدن
14
فانه يركب خرز الظهر اخذا الى اسفل وتتشعب أولا منه
15
شعب تاتي لفايف الكلى وأغشيتها والاجسام التي بالقرب منها
16
ثم تتشعّب منه شعبتان عظيمتان تدخلان في تجويف الكلى
17
ثم شعبتان تصيران الى الانثين ثم تتشعب منه
18
عند كل فقارة عرقان يمران في الجانبين ويتصلان بالاعضاء
16
1
القريبة منهما ما كان داخلا كالرحم والمثانة وما كان منها
2
خارجا كمراق البطن والخاصرتين حتى اذا بلغ اخر الخرز
3
انقسم قسمين فاخذ احدهما الى الرجل اليمنى والاخر الى
4
اليسرى وانشعب منه شعب تتصل بعضل الفخذين
5
منها غايرة ومنها ظاهرة حتى اذا بلغ مثنى الركبة انقسم
6
ثلاثة اقسام فمر قسم منها في الوسط واتصل بشعب له
7
بجميع عضل الساق الداخل والخارج ومر قسم في الجانب
8
الداخل من الساق حتى ظهر عند الكعب الد اخل وهو الصافن
9
والقسم الاخر يمر في الجانب الظاهر من الساق وهو غاير الى
10
/ناحية الكعب الخارج وهو عرق النسا ويتشعب من
11
كل واحد من هذين عند بلوغه القدم شعب تتفرق في القدم
12
فتكون الشعب التي هي من القدم في ناحية الخنصر والبنصر
13
من شعب عرق النسا والتي في الابهام من شعب الصافن.
14
في العصب وهذه الأجسام تظهر متصلة
15
روسها اما بالدماغ واما بالنخاع ولذلك قد يظن
16
ان منهما نشو جميعها والنخاع يرى متصلا راسه
17
بمؤخر الدماغ مستجنا بغشايه ممتذا الى ان يبلغ العظم
18
المسمّى العصعص ولذلك قد يظن ايضا انه
17
1
ينشأ من الدماغ ويتصل بالنخاع عند كل ملتقى خرزتين
2
منه رؤس زوج من العصب ياخذ أحدهما يمنة
3
والاخر يسرة حتى ينتهي الى اخر العصعص فيتصل
4
باسفله راس عصبة واحدة وكذلك يتصل بالدماغ روس
5
سبعة ازواج من العصب الزوج الاول عصبتان تظهر كانهما
6
تنشا من الدماغ ويتصل بالعينين وهاتان العصبتان مجوفتان
7
واذا بعدتا من الدماغ اتصلتا وافضى ثقب كل واحد منهما
8
الى صاحبه ثم تفترقان وهما بعد داخل القحف ثم تخرجان
9
وتصير كل واحدة منهما الى العين التي تليها من جانبها
10
والزوج الثاني يرى كأنه ينشا من خلف منشا الزوج الأول
11
ويخرج من القحف في الثقب الذي في قعر العين ويتفرق
12
في عضل العين والزوج الثالث يظهر ايضا كانه ينشا
13
من خلف الزوج الثاني من حيث ينتهي البطن المقدم الى
14
البطن الثاني ويخالط الزوج الرابع الذي بعده ثم يفارقه
15
وينقسم أربعة اقسام احدها ينزل الى البطن الى ما
16
دون الحجاب والباقية منها ما يتفرّق في أماكن من
17
الوجه والاذن والانف ومنها ما يتصل بالزوج الذي بعده
18
والزوج الرابع منشاوه من خلف منشا الزوج الثالث ويتفرق
18
1
في الحنك والزوج الخامس يصير بعضه الى الاذن وبعضه الى
2
عضل الخد والزوج السادس يصير بعضه الى الحلق واللسان
3
وبعضه يصير الى العضل الذي في ناحية الكتف وما حوالها
4
وبعضه ينحدر في العنق ويتشعّب منه في مروره شعب يتصل
5
بعضها بعضل الحنجرة واذا بلغت الى الصدر انقسمت
6
ايضا فرجع بعضها صاعدا حتى يتصل بعضل الحنجرة ويتفرق
7
شىء منها في غلاف القلب والرية والمري وما جاورها ويمر
8
الباقي وهو أكثره حتى ينفذ الحجاب ويتصل بفم المعدة
9
منه اكثره ويتصل الباقي بغشاء الكبد والطحال وسائر الأحشا
10
ويتصل به هنالك بعض اقسام الزوج الثالث. والزوج السابع
11
يبتدئ من مؤخر الدماغ حيث منشا النخاع ويتفرق في عضل
12
اللسان والحنجرة ويظهر بالحس كأنه ينشا من النخاع احد
13
وثلاثون زوجا من العصب وفرد لا مقابل له ثمانية ازواج منها
14
تخرج ما بين خرز العنق واثنا عشر زوجا من خرز الظهر الى
15
حيث يقابل من الظهر الصدر وخمسة ازواج من خرز القطن
16
وهو اسفل الظهر وثلثة من عظم العجز وثلثة من عظم
17
العصعص وفرد لا مقابل له يخرج من طرف عظم العصعص
18
من وسطه فالزوج الاول يخرج من الثقب الذي في الفقارة
19
1
الاولى من فقار العنق ويصعد حتى يتفرق في عضل الراس والثاني
2
يخرج ما بين الثقب الملتيم فيما بين الفقارة الاولى والثانية
3
فينقسم قسمين ويتصل بجلدة الراس بعضه وبعضه بعضل
4
العنق وعضل الكتف والزوج الثالث مخرجه من الثقب الملتيم
5
فيما بين الفقارة الثانية والثالثة وينقسم قسمين بعضه يصير
6
الى بعض العضل الذي في الخدّ وبعضه يتفرّق في العضل الذي
7
بين الكتفين والزوج الرابع منشاه فيما بين الفقارة الثالثة
8
والرابعة وينقسم قسمين ياخذ احدهما في العضل الذي في الظهر
9
والاخر ياخذ الى قدام ويتفرق في العضل الموضوع بحذائه وفوقه. والخامس
10
يخرج فيما بين الفقارة الرابعة/ والخامسة وينقسم أقساما بعضها
11
يصير الى الحجاب وبعضها الى بعض العضل الذي في الراس
12
والرقبة وبعضها الى عضل الكتف والسادس منشاه مما بين
13
الفقارة الخامسه والسادسة والسابع مما بين السادسة والسابعة
14
والثامن مما بين السابعة والثا منة وهي اخر فقار العنق وينقسم
15
العصب الخارج من هذه كلها فيصير بعض في عضل الصدر
16
والرقبة وبعض في عضل الصلب وفي الحجاب خلا الزوج الثامن
17
فانه لا ياتي الحجاب منه شيء وبعضها يصير الى العضد
18
والذراع والى الكتف من الزوج السادس وبعض بعضل
20
1
الكتف وبعض بالعضد ومن السابع يصير بعض الى العضل
2
الذي في العضد وبعض يتفرق في جلدة العضد الباقي وبعض
3
من الزوج الثامن ينبثّ في جلدة الذراع وبعضه يصير
4
في عضل الذراع والزوج التاسع يخرج ما بين الخرزة الثامنة
5
والتاسعة وهو اول خرز الظهر وينقسم بعضه في العضل
6
الذي فيما بين الاضلاع وبعضه في عضل الصلب وبعضه ينزل
7
الى الكتف وينبث فيه والزوج العاشر يخرج ما بين الخرزة التاسعة
8
والعاشرة ويصير منه جزء الى الجلد جلد العضد وباقيه ينقسم
9
فياخذ منه قسم الى قدام ويتفرّق في العضل الذي فيما بين
10
الاضلاع والعضل الملبس على الصدر والاخر يتفرق في عضل
11
الظهر والكتف وعلى نحو هذا يكون خروج العصب وتفرقه
12
الى التاسع عشر والزوج العشرون وهو أول العصب الخارج من
13
خرز القطن ويخرج ما بين الفقارة التاسعة عشرة والعشرين
14
وعلى هذا القياس الى أن تخرج خمسة ازواج من بين هذه الخرز
15
ويصير بعضها الى قدّام فيتفرّق في العضل الذي على البطن
16
وبعض يتفرّق في العضل الذي على المتن ويخالط الثلاثة
17
الاجزاء العليا منه عصب ينحدر من الدماغ والزوجان اللذان
18
تحت هذه الثلاثة ينحدر منها شعب كبار الى الساق حتى يبلغ
21
1
طرف القدم والزوج الخامس والعشرون وهو أول العصب الخارج
2
من اول عظم العجز يخرج من العظم الاول من عظام العجز الاول والثاني
3
من الثاني والثالث من الثالث وكلها يخالط الخارج
4
من اسفل الظهر وينزل منها الى الرجلين شي كثير واما الثلث
5
الخارجة من عظم العصعص والصدر فكلها تنبثّ في القضيب
6
وفي عضل المقعدة والمثانة وفي العضل الموضوع بقرب هذا الموضع
7
وامّا الرباطات فجوهرها فيما بين جوهر العظم وجوهر
8
العصب ومنشاها من أطراف العظام المفصليّة وامّا الأوتار
9
فانها متوسطة بين الرباط والعصب ومنشاها من العصب الجائي
10
الى العضل ومن الرباط النابت من العظم. وأمّا اللحم فانه ثلاثة انواع
11
احدها نوع اللحم المختلط مع العصب والوتر ويقال له العضل
12
وهذا أكثر ما يكون في البدن وهو يذكر في الاعضا الآلية والنوع
13
الثاني نوع اللحم المفرد والليف فيه كثير وهذا النوع أقل مافي
14
البدن والنوع الثالث نوع اللحم الغددي واللحم المفرد منه ما
15
هو في الفخذ ومنه ما في باطن الصلب ومنه اللحم الذي
16
بين الأسنان واما اللحم الغددي فكالذي في الأنثيين والثدين
17
وفي أصل اللسان وكاللحم الذي تحت الأبطين والاربيتين
18
وخلف الاذنين وفي العنق ومن هذا النوع اللحم الذي حول
22
1
المعا والعروق واما الاغشية فسنذكرها عند ذكر الاعضاء المركبة
2
التي في داخل الجوف اذ كان ذلك اخصر واما الاخلاط المشاهدة
3
في بدن الانسان فاربعة الدم والبلغم والمرة الصفراء والمرة السوداء
4
ومن هذه الاعضا البسيطة الجلد والاظفار والشعر والامر فيها
5
بين ومنها الروحان الروح المشاهد في القلب والمشاهد في الراس واما
6
الكبد فليس يظهر بالحس فيها روح فهذه جملة القول في الاعضاء
7
البسيطة التي نظن به أنه كاف في هذا الغرض ومن احبّ هاهنا
8
ان يزيد في ذلك فليزد بعد الاعضاء الالية ونبتديء من ابسطها
9
وهو العضل
10
/القول في العضل
11
العضل جسم مركب من لحم احمر ورباط وعصب وغشاء يعلوه وهو
12
ملبس فوق العظام مرتبط برباطات تنشأ من العظم وذلك ان العصبة
13
اذا بلغت الى الطرف الاعلى من العضلة انقسمت الى اقسام واختلطت بليف
14
لحم العضلة ونبت في العظم الموضوع تحت العضلة رباط واختلط
15
مع العصب واللحم فصار في جملة ذلك الجسم المسمى عضلة فاذا
16
صارت اقسام العصب الى الطرف الاسفل من العضل اتحدت اجزاء العصب
17
مع اجزاء الرباط على الانفراد من غير ان يخالطها شي من اللحم فصار منه جسم
23
1
يسمى وترا ويمر هذا الوتر حتى يتصل من ذلك العضو بالطرف
2
الاسفل وجملة ما في البدن من العضل على راي جالينوس خمس
3
ماية عضلة وتسع وعشرون عضلة وهذه الاجسام فيما زعموا
4
تختلف في الشكل والمقدار والوضع وفيما ينبت منها من الوتر
5
وفي هيئة تركيبه اما اختلافها في المقدار فان منها ما
6
هو عظيم ومنها ما هو صغير فالعظيم بمنزلة العضل
7
الموضوع على الفخذ والصغير كالعضل الموضوع على العين واما
8
اختلافها فى الشكل فان منها ما هو مثالث بمنزلة العضل
9
الموضوع على الصدر ومنها ما هو مدور بمنزلة العضل
10
الموضوع حول المثانة واما اختلافها في التركيب فلان من
11
العضل ما لا يختلط لحمه بالعصب واما اختلافها فيما
12
ينبت من الوتر منها فان منها ما ينبت الوتر فيه من
13
عضلتين ومنها ما ينبت من كل عضلة وتران وثلث وذلك
14
للحاجة واما اختلافها من قبل الوضع فان منها ما وضعه
15
باستقامة العضو ومنها ما ليس كذلك ووصف ذلك في عضل
16
عضل مما يطول وليس له كبير جدوى في هذه
17
الصناعة التي تفعل بالغذاء والدواء واما التي تفعل
24
1
بالحديد فله كبير منفعة وايضا فانه ليس يحصل في
2
تصور ذلك عن القول شيء له قدر وسنعدد هذه العضل عند
3
تعددنا منافعها وذلك في كتاب الصحة.
4
في الراس
5
والراس شكله الطبيعي شكل مستدير فيه تفرطح قليل
6
من الجانبين جميعا كما لو توهمت راس شمعة قد غمزت على
7
جانبها وله في داخله تجاويف يفضي بعضها الى بعض تسمى
8
بطون الدماغ اثنان منها في مقدم الدماغ وواحد في وسطه
9
واخر في مؤخره وعند اتصالات هذه البطون بعضها ببعض اجسام مشكلة
10
بشكل موافق يسدها في بعض الاحاين ويفتحها في اخرى وللدماغ
11
زيادتان تنبتان من بطنيه المقدمين شبيهتان بحلمتي الثدي يبلغان
12
الى العظم الشبيه بالمصفى وهو عظم مثقب ثقبا كثيرة على
13
غير استواء بل مشاشي وموضعه من القحف حيث ينتهي اليه اقصى
14
الانف وللدماغ غشااءن احدهما صلب غليظ والاخر رقيق والرقيق
15
ملاصق للدماغ وهو المسمى ام الراس ويخالطه في مواضع والغليظ
16
ملازق للقحف وملازق للدماغ في امكنة منه وهذا الغشاء الصلب مثقب
17
ثقبا كثيرة في موضعين احدهما عند الثقب الذي في اقصى الانف المسمى
18
المصفى والاخر عند العظم الذي في الحنك وهذا العظم ايضا مثقب وتحت
25
1
الدماغ تحت الغشا الغليظ الشبكة العجيبة التي تكون من الشراين
2
الصاعدة الى الراس واما النخاع فان الفقار محتو عليه احتواء قحف
3
الراس على الدماغ ويحيط به غشاان منشاهما من غشائي الدماغ ومنه
4
يخرج العصب الذي يتصل به.
5
في هيئة العين
6
العين مركبة من سبع طبقات وثلاث رطوبات واولها مما يلي القحف
7
طبقة غشائية تنشا من الغشا من اغشية الدماغ وتسمى الطبقة
8
الصلبة ثم يليها الى خارج طبقة اخرى غشائية تنشا من الغشا
9
الرقيق من اغشية الدماغ وتسمى هذه الطبقة المشيمة ثم يلي هذه
10
طبقة شبيهة بالشبكة تنشا من نفس العصبة الخارجة من الدماغ
11
ثم في وسط هذا الغشا جسم لين رطب تسمى الرطوبة الزجاجية
12
وفي وسط هذا الجسم جسم كروي/ الا ان فيه ادنى تفرطح شبيه بالجليد
13
في صفايه وتسمى هذه الرطوبة الجليدية وهذا الجسم معوم في
14
الرطوبة الزجاجية الى النصف ثم يلي النصف الاخر الذي لجهة
15
الهواء من الرطوبة الجليدية جسم شبيه بنسج العنكبوت في غاية
16
الصقالة والصفاء تسمى الطبقة العنكبوتية ثم يلي هذا الى خارج
17
رطوبة في لون بياض البيض تسمى الرطوبة البيضية
26
1
ويعلو هذه الرطوبة الى خارج جسم رقيق
2
مخمّل الداخل حيث يلي البيضية املس الخارج ويختلف لونه
3
في الابدان فربما كان شديد السواد وربما كان دون ذلك
4
وربما كان ازرق وفي وسطه حيث يحاذي الجليدية ثقب
5
يتسع ويضيق في حال دون حال بمقدار حاجة الجليدية
6
الى الضوء فيه فيضيق عند الضوء الشديد ويتسع في الظلمة
7
وهذا الثقب هو المسمى حدقة وهذا الغشا يسمى الطبقة العينية
8
ويلي هذه الطبقة مفشيا لها جسم كثيف صلب صاف شبيه
9
صفيحة رقيقة من قرن ابيض وتسمى القرنية وهي تتلون
10
بلون الطبقة التي تحتها ويعلو هذا الجسم جسم ابيض اللون
11
صلب يسمى الملتحم الا انه لا يغطي منه موضع سواد العين
12
وهذا هو بياض العين ونباته من الجلد الذي يلي القحف من
13
خارج ونبات القرنية من الطبقة الصلبة ونبات العنبية
14
من المشيمية ونبات العنكبوتية من الشبكية
15
في هيئة الأنف
27
1
مجريا الأنف اذا عليا تقسّما قسمين فيفضي احدهما
2
الى اقصى الفم ويمر الاخر صاعدا حتى ينتهي الى العظم الشبيه
3
بالمصفى الموضوع في وجه زائدتي الدماغ الشبيهتين بحلمتي الثدي
4
وهذه المجاري ملبّسة بغشاء غليظ منشاه من غشاء الفم.
5
في هيئة الاذن
6
ان مجرى الاذن في عظم صلب يسمى الحجري وهو الكثير التعاريج
7
ويمر كذلك الى ان يلقى العصبة الخامسة النابتة من الدماغ الذي
8
ينشا منها الغشاء الذي ينبسط على العظم الحجري واما الجسم
9
الغضروفي الذي من خارج وهو المسمى الاذن فامره بين.
10
في هيئة اللسان
11
اللسان لحم رخو ابيض قد التفت فيه عروق صغار كثيرة
12
فيها دم وفيه عروق وشريانات واعصاب كثيرة فوق ما يستحق
13
قدره من العظم وهو مغشى بغشا الفم وتحته فوهتان يفضيان
14
الى اللحم الغددي الموضوع تحت أصله
15
في هيئة الحلق والفم
16
ان اقصى الفم يفضي الى مجريين احدهما من قدام وهو الحلقوم
17
ويسمى قصبة الرية والاخر موضوع من خلف ناحية القفا على
18
خرز العنق ويسمّى المريء وفيه ينفذ الطعام والشراب فاما
28
1
الحلقوم فانما يخترقه وينفذ فيه الريح التي تدخل وتخرج بالتنفس
2
وقد جعل له صمام يلزمه وينطبق عليه في وقت الازدراد لان لا
3
يدخل فيه شي مما يزدرد لانه متى دخل فيه شي أهاج ذلك
4
سعالا وقد هيئى في هذا الموضع الة يكون بها الصوت اعني عند
5
فم الحلقوم وهذه الالة هي العضو المسمى الحنجرة وهو مؤلف
6
من ثلثة غضاريف تاليفا موافقا لكون الصوت وذلك انه يلتيم
7
من هذه الثلثة غضاريف انبوب شبيه بانبوب المزمار وفي هذا
8
التجويف هو الجسم الشبيه بلسان المزمار وهنالك عضل كثير.
9
في هيئة الصدر والرية
10
ان تجويف البطن كله من لدن الترقوة الى عظم الخاصرة ينقسم
11
الى تجويفين عظيمين احدهما فوق يحوي الرية والقلب والثاني اسفل
12
يحوي المعدة والامعاء والكبد والطحال والمرارة والكلى والمثانة والارحام
13
ويفصل بين هذين التجويفين العضو الذي يسمّى الحجاب وهذا الحجاب
14
ياخذ من راس القس ويمر بتاريب الى اسفل في كل واحد من الجانيين
15
حتى يتصل بخرز الظهر عند الخرزة الثانية عشر ويصير حاجزا بين
16
ما فوقه وما تحته ثم ينقسم هذا التجويف الارفع الى قسمين يفصل
17
بينهما حجاب ويمر في الوسط حتى يلصق ايضا بخرز الظهر ويسمى
18
هذا التجويف الاعلى كله صدرا وحدّه من فوق الترقوتان ومن اسفل الحجاب
19
القاسم للبطن
29
1
/عرضا فهذه هيئة الصدر وأمّا هيئة الرية فان قصبتها تبتدي من أقصى
2
الفم على ما ذكرنا حتى اذا ما جاءت الى دون الترقوة انقسمت قسمين وينقسم
3
كل قسم منها اقساما كثيرة وانتسج واحتشا حواليها لحم الرية فصارمن
4
جملة هذا القصب المنقسم والعروق التي تحتها واللحم الذي يحتشي
5
حواليها بدن الرية فنصف الرية في تجويف البطن الايمن والنصف الاخر
6
في تجويف البطن الايسر فاما قصبتها فانها مهيّاة مؤلفة من غضاريف
7
هي على شكل الدوائر لاكنّها ليست بدوائر تامة بل مقدار ثلث دائرة
8
ويتصل بين طرفيها غشاء ليس يمرّ على خطّ مستقيم ويصل ما بين
9
هذه الحلق اغشية لينة ليفية. فاما الحلق نفسها فصلبة غضروفية
10
وحدبة هذه الحلق تلي ظاهر البدن وتلمس باليد. فاما الموضع المستقيم منها
11
فيلاصق المري فان انت توهمت انبوبتي قصب تشق احداهما على الثلث
12
والثلتين والصق على ما ينشق منه كاغد ثم جيء به فضم الى الانبوبة
13
الاخرى والصق بها حيث هذا الكاغد كنت قد لاحظت هيئة قصبة
14
الرية والمري على كنهما
15
في هيئة القلب
16
شكل القلب كشكل صنوبرة منكوسة راسها المخروط الى اسفل البدن واصلها الى اعاليه
17
وله غلاف من غشاء كثيف يحيط به غير انه ليس بملتصق به كله
18
لاكن عند اصله وهو موضوع في وسط الصدر الا ان راسه يميل الى ناحية اليسار
19
قليلا والشريان العظيم انما ينبت من هذا الجانب فيتبيّن النبض في
30
1
هذه الجهة ولذلك ظن قوم ان القلب موضوع في هذا الجانب وللقلب
2
بطنان عظيمان احدهما في الجانب الايمن والاقرب في الجانب الايسر وعند
3
اصله ومنبته بالغضروف وكأنّه قاعدة لجميع القلب ومن البطن الايمن
4
الى الايسر منافذ وللبطن الايمن فوهتان احداهما فوهة العرق المتصل
5
بالكبد الذي يرى جالينوس انه نابت من الكبد ويرى ارسطو انه نابت
6
من القلب وعلى هذه الفوهة اغشية ثلاثة تنفتح عند دخول الدم
7
منه ثم تنسدّ انسدادا محكما والفوهة الثانية هي فوهة العرق
8
الذي يتصل من هذا التجويف بالرية وهو عرق غير ضارب الا ان اغشيته
9
غلاظ وهو شبيه بالشريان وعلى هذه الفوهة اغشية تنفتح الى خارج
10
ولا تنفتح الى داخل بخلاف الاغشية التي على الفوهة الاخرى وفي
11
البطن الايسر فوهتان احداهما فوهة الشريان الذي يتصل بالرية وعلى
12
هذه الفوهة غشاء ينفتح من خارج الى داخله وله زائدتان شبيهتان
13
بالاذنين احداهما يمنة والاخرى يسرة والرية مجللة للقلب وهو
14
ذو ليف كثير مختلف الوضع.
15
في هيئة المعدة والمريء
16
قد قيل ان في اقصى الفم منفذان احدهما منفذ النفس الى الرية
17
وهو المسمى قصبة الرية والثاني منفذ الطعام والشراب وهو
18
المريء وهذا المجرى المسمى مريئا مؤلف من طبقتين احداهما من خارج
19
وهي طبقة لحمية ليفها ذاهب عرضا والاخرى من داخل عصبية
31
1
ليفها ذاهب طولا وفيه شي من الليف ذاهب ورابا وهو موضوع
2
خلف على خرز العنق ويمتد نازلا الى اسفل حتى ينفذ الى الحجاب
3
وهو مشدود مع الخرز بأغشية تربطه حتى اذا نفذ الحجاب اتسع
4
ويكون هنالك العضو المسمى المعدة واذا هو نفذ الحجاب مال الى
5
الجانب الايسر قليلا فلذلك راس المعدة مايل الى الجانب الايسر وقعرها
6
مايل الى الجانب الايمن وان انت توهمت قرعة مستديرة طويلة
7
العنق يتصل بها من اسفلها عنق اخر كنت قد لاحظت هيئة
8
المعدة والمريء غير ان المعدة من الجانب الذي يلي الظهر مستطيلة
9
قليلا واحد راسيها وهو الاعلى هو المريء والاسفل هو ابتداء المعى وهو
10
المسمى البواب وهي مربوطة مع الفقار ومع غيره من الاغشاء برباطات
11
وثيقة تمسكها وجسم المعدة مؤلف من ثلث طبقات احداها ياخذ
12
ليفا ذاهبا طولا وفيها ليف ذاهب ورابا وهي الداخلة وهذه الطبقة
13
عصبانية والخارجة لحمية وليفها/ذاهب عرضا.
14
في هيئة الامعاء
15
الامعاء مؤلفة من طبقتين ولها ليف ذاهب عرضا فقط وعلى
16
الطبقة الداخلة لزوجات قد البستها الطبيعة اياها وجميع الامعاء
17
ستة ثلاث دقاق وهي العليا وثلاث غلاط وهي السفلى فاول
18
الدقاق هو المعي المتصل باسفل المعدة ويسمى الاثنى عشر اصبعا
32
1
ويتلوه معى يسمى الصايم وهذان جميعان منتصبان قايمان ممتدان
2
في طول البدن والفوهات التي بها تتصل بالكبد في هذه المعى اكثر منه
3
في سائر الامعاء ويتلوا الصايم معا يسمى الرقيق ملتف تلافيف وسعة
4
هذه الامعا الثلاث كلها بقدر سعة المعا المسمى البواب ويتلوه المعروف
5
بالاعور وهو معى واسع وليس له منفذ ولا مجرى لاكن كأنه وعاء
6
او كيس لان له فما واحدا يدخل اليه ما ينزل في وقت ويخرج
7
منه في اخر من ذلك الفم بعينه وهو موضوع في الجانب الايمن ويتلوه
8
المعى المسمى قولون وابتداؤه من الجانب الايمن وياخذ في عرض البطن
9
الى الجانب الايسر ويتلوه المعى المستقيم وهذا المعى له تجويف
10
واسع يجتمع فيه الثفل كما يجتمع البول في المثانة وعلى فمه عضل
11
في هيئة الكبد
12
الكبد موضوعة في الجانب الايمن تحت الضلوع العالية من ضلوع
13
الخلف وشكلها هلالي لها تقعير في الجانب الذي يلي المعدة
14
وزوايد ربما كانت اربعا وربما كانت خمسا وتحتوي على الجانب
15
الايمن من المعدة وحدبتها تلي الحجاب وهي مربوطة بربوط
16
تتصل بالغشاء التي عليها. وينبت من مقعد الكبد قناة تسمى
17
باب الكبد صورتها صورة عرق لاكنها لا تحوي دما وتنقسم
18
اقساما كثيرة ثم تنقسم تلك الاقسام الى اقسام كثيرة جدا
33
1
وتاتي منها اقسام كثيرة الى قعر المعدة والى المعى المسمى اثنا
2
عشر اصبعا واقسام كثيرة الى المعى الصايم ثم الى ساير الامعاء
3
حتى يبلغ المعنى المستقيم والقناة التي في باب الكبد تنقسم
4
ايضا في داخل الكبد الى اقسام في دقة الشعر ويظهر من
5
حدبة الكبد عرق عظيم منه تفرّع جميع العروق التي في
6
البدن على ما ذكرنا في تشريح العروق واصل هذا العرق ينقسم في
7
الكبد الى اقسام في دقة الشعر فتلتقي مع الاقسام المنقسمة
8
من المجرى الذي يسمّى الباب والغذاء الكيلوسي يدخل الكبد من بابه
9
وينطبخ في تلك العروق حتى يعود دما ثم يخرج من العرق
10
العظيم الذي في حدبته
11
الطحال مطاول الشكل وهو موضوع في الجانب الايسر مربوط
12
بربوط تتصل بالغشاء الذي عليه ويلزم المعدة من جانب وضلوع
13
الخلف من جانب اخر وينبت منه قناتان احداهما تتصل بفم
14
المعدة والاخرى بالكبد عند تقعيره
15
في هيئة المرارة
16
والمرارة موضوعة على الكبد ولها مجريان احداهما يتصل تقعير
17
الكبد والاخر يتشعّب فيتصل بالامعاء العليا وباسفل المعدة
34
1
في هيئة الكلى
2
الكليتان موضوعتان عند جنبتي خرز الصلب بالقرب من الكبد
3
والكلية اليمنى ارفع موضعا ولكل واحدة منهما عنقان يتصل احدهما
4
بالعرق العظيم الطالع من حدبة الكبد والثاني يمرّ سلفا حتى يتصل
5
بالمثانة اتصالا عجيبا وهذان المجريان يسميّان الحالبين.
6
في هيئة المثانة
7
المثانة بين الدبر والعانة وهي مؤلفة من طبقتين وعلى فمها عضل
8
والبول يجيئها من الكلى في عنقيهما اللذان يسمّيان الحالبين
9
وهذان المجريان ياخذان على تاريب ويمران طويلا حتى ينفذا الى
10
داخل المثانة وينشا من جرمهما قشرة شبيهة بالغشاء ينفتح الى
11
لمثانة وينسدّ الى جهة الكلى وذلك لا شك لان لا يرجع من البول
12
شيء الى الكلى.
13
في هيئة مراق البطن
14
ان تحت العضل الملبس على البطن غشاء مدمجا يسمى الصفاق ووراءه
15
الثرب ووراء الثرب الاغشاء ومنفعة هذا الغشاء الا تبرز الامعاء كما
16
يعتري ذلك في الفتوق. ومنفعة الثرب تسخين الاحشاء وهذا اليق
17
بكتاب الصحة /
18
في هيئة الانثيين
35
1
والقضيب ينبت من عظم العانة جسم عصبي كثير التجاويف
2
واسعها وتحته شريانات كثيرة واسعة فوق ما يستحقه قدره من
3
العظم وهذا الجسم هو القضيب وينزل من الصفاق مجريان شبه
4
البربخين ثم يتسعان فيكون منه الطبقة الداخلة من كيس البيضتين
5
وفيه البيضتان وتجيء الى ناحية البيضتين من اقسام العروق المنسغلة
6
شعب وتلتف لفائف كثيرة ويحتوى عليها لحم غددي ابيض.
7
وللانثين مجريان يفضيان الى القضيب.
8
في هيئة الثدي
9
الثدي مركب من شراين وعروق وعصب قد حشيت بنوع من اللحم
10
غددي ابيض وهذه الشراين والاوراد تنقسم في الثدي الى اقسام
11
رقاق وتستدير وتلتف لفايف كثيرة
12
في هيئة الرحم
13
الرحم موضوعة فيما بين المثانة والمعا المستقيم الا انها تفضل
14
على المثانة الى ناحية فوق وهي مربوطة برباطات سلسة وهي في
15
نفسها عصبية يمكن فيها ان تمتدّ وتتسع وتنضمّ وتتقلص ولها
16
بطنان ينتهيان الى فم واحد وفي كل واحد من البطنين مواضع
17
مقعرة يقال لها النقر وهي افواه العروق التي يصير فيها دم
18
الطمث الى الرحم زايدتان تسميان قرني الرحم وخلف هاتين الزايدتين
36
1
بيضتا المرأة وهي اصغر من التي للرجل ورقبة الرحم تنتهي الى
2
الفرج من المرأة وللفرج زوايد توقيه من البرد وفم الرحم من البكر
3
مغضنة وقد نشأت في ما بين تلك الغضون عروق دقاق وهو ذو
4
طبقة واحدة مؤلفة من ليفين احداهما ذاهب بالطول وهو اقل ما فيه
5
والاخر ذاهب بالعرض وهذا القدر من القول في تشريح الاعضاء كاف
6
ها هنا ومن شاء ان ينقل الى ها هنا اكثر منه فليفعل.
7
بلغت مقابله باصل المؤلف رضي الله عنه
37
1
كتاب الصحة
2
الصحة هي حالة في العضو بها يفعل الفعل الذي له
3
بالطبع او ينفعل الانفعال الذي له وهذا الحد للصحة هو من الحدود
4
الظاهرة بانفسها ولما كانت الاعضاء على ما يشاهد بالحس صنفين
5
اما متشابهة واما الية وجب ان ننظر في صنف صنف منها ما هي
6
هذه الحال ونعطي انواعها وفصولها ثم بعد ذلك نعرف ما
7
الفعل الذي يخص عضوا عضوا وما الانفعال فانّا اذا فعلنا
8
ذلك نكون قد احطنا بمعرفة ما هي الصحة على التمام ولنبدا
9
بالقول في الأجسام المتشابهة الاجزاء فنقول اما الحال التي بها يفعل
10
العضو المتشابه الفعل الذي له او ينفعل الانفعال الذي له فالسبيل
11
الى الوقوف على ما هي هذه الحال تكون في هذه الصناعة بعد ان
38
1
نتسلم في ذلك اشياء تبينت في العلم الطبيعي وذلك انه قد لاح
2
هنالك ان جميع الاجسام المتشابهة الاجزاء بما هي اجسام متشابهة الاجزاء
3
مركبة من الاسطقسات الاربعة التي هي النار والهواء والماء والارض
4
وذلك في كتاب الكون والفساد ولاح ايضا هنالك ان تولدها منها انما
5
يكون بجهة الاختلاط والمزاج وتبين مع هذا في الرابعة من الاثار
6
ان الاختلاط والمزاج انما يكون بالطبخ وان الطبخ انما يكون بالحرارة وان فصول
7
هذه الاجسام المتشابهة انما هي في مقادير الحرارة والبرودة الموجودة
8
فيها وفي مقادير الرطوبة واليبوسة وبالجملة فتبين هنالك انه ليست
9
صورها شيا غير صورة الامتزاج وان الاعراض الخاصة بصنف صنف
10
منها انما توجد تابعة لمثل هذه الصور المزاجية فهذه احد الاشياء التي
11
ينبغي ان يصادر ها هنا عليها وهي اشياء قد تبينت في العلم الطبيعي
12
بالبراهين الخاصة المناسبة والاطباء اذا راموا التكلم في هذه الاشياء في
13
هذه الصناعة كانت اقاويلهم / في ذلك غير خاصة ولا مناسبة وذلك انهم
14
يرومون بيان امور عامة لموجودات خاصة فتكون محمولاتهم غير
15
اول ولا من طريق ما هو فيقعون دون ما يرومونه من البرهان وتصير
16
اقاويلهم جدلية وارفع رتبتها ان تكون منطقية وهذا لايح لمن
17
زاول صناعة المنطق ونظر في كتبهم فلنرجع الى حيث كنا
18
فنقول انه اذا كانت هذه الاشياء على ما وصفنا فليست هذه الحال
39
1
التي بها نقول في العضو المتشابه انه يفعل فعله او ينفعل انفعاله
2
شيا غير الصورة المزاجية المتولدة عن مقاليد اختلاط الاسطقسات
3
الاربعة ولما كانت الاشياء المختلطة انما توجد في المختلط على
4
ضربين احدهما ان تكون متساوية المقادير وهذا الاختلاط يسمى
5
معتدلا بالاضافة الى الاطراف اذ كان هو الوسط بينها. والوجه
6
الثاني ان تكون مختلفة المقادير وهذا الاختلاف ضروب وبضروب هذا
7
الاختلاف اختلفت امزجة الانواع فصار مثلا مزاج الفرس انما يخالف
8
مزاج الانسان لان مقادير الاسطقسات امتزجت فيه على نسبة مخالفة
9
لنسبة امتزاج مقاديرها في الانسان. ولما كانت هذه الصورة المزاجية
10
التي تخص نوعا نوعا يوجد فيها في النوع الواحد بعينه الاختلاف
11
بالاقل او الاكثر ولذلك اطراف لا يخرج الاختلاف عنها الا اذا فسدت
12
صحة النوع وجب ان يوجد في المزاج النوعي الواحد بعينه النوعين معتدل
13
وخارج عن الاعتدال وذلك اما في كيفية واحدة من الكيفيات
14
الاربع واما في اثنين منها مما يمكن ان يتركب منها وهي الفاعلة
15
والمنفعلة التي ليست باضداد مثل الحرارة والرطوبة والحرارة واليبوسة
16
واذا كان ذلك كذلك فامزجة المتشابهة الاجزاء تكون ضرورة تسعة
17
امزجة اما معتدل واما حار واما بارد واما يابس واما حار رطب واما حار
18
يابس واما بارد رطب واما بارد يابس واما هل توجد هذه التسعة
40
1
في بدن الانسان بالاضافة الى اطراف الاسطقسات فانه انما يمكن هذا
2
ان امكن ان يوجد جسم متشابه الاجزاء مقادير الاسطقسات فيه متساوية
3
فان في ذلك موضع فحص لكن يظهر ان ذلك غير ممكن في كمية
4
اجرامها اعني الثقل والخف وذلك ان الاجسام المتشابهة الاجزاء
5
الغالب عليها الماء والارض ولذلك كان لها قوام واما وجود هذا التعادل
6
في الكيفية فذلك ممكن كما يقول جالينوس في لحم اليد وبخاصة
7
اللحم الذي على الانملة واذا كان هذا كله كما وصفنا فالحال
8
التي بها يفعل المتشابه الاجزاء فعلها او تنفعل هي ضرورة احد
9
هذه الامزجة التسعة سواء كانت المتشابهة جزء حيوان او لم
10
تكن ولهذا ما ينبغي ان يعرف المزاج الطبيعي من هذه التسعة
11
لواحد واحد من الاعضاء المتشابهة الأجزاء الذي للانسان فان
12
ذلك المزاج هو المعتدل بالاضافة الى فعل ذلك العضو او
13
انفعاله وهو الاعتدال الذي يقال بالاضافة الى النوع وهو الذي
14
ينبغي ان نقصد بالحفظ في هذه الصناعة او الاسترداد اذا ذهب
15
وبالوقوف على واحد واحد من اعضاء الانسان المتشابهة الاجزاء
16
نقف على مزاج العضو المركب من اكثر واحد واحد منها فان
17
المزاج قد ينسب الى العضو الالي من جهة الاعضاء المتشابهة الاجزاء
18
الذي تركب منها لا من جهة ما هو ألي واذا وقفنا بهذا الوجه
41
1
على مزاج عضو عضو من الاعضاء الالية قدرنا ان نقف بذلك على
2
المزاج المعتدل المنسوب الى جملة البدن فان المزاج ايضا انما
3
ينسب الى جملة البدن من جهة وجوده للاعضاء الالية التي تركب
4
منها وللاعضاء الالية من جهة المتشابهة وينبغي ان تعلم قبل
5
ان هذه الاعضاء المتشابهة الاجزاء منها ما يتركب عن الاسطقسات تركيبا
6
اوليا ومنها ما يتركب تركيبا ثانيا ويتوسط المركبات تركيبا
7
اوليا والاعضاء المتشابهة التي هي اجزاء الحيوان هي من هذا الصنف
8
وذلك انها انما يتولد عن الدم فقط والدم يتولد عن الاغذية
9
والاشربة وليس المني مما يمكن ان يتولد / منه جزء عضو بسيط
10
ولا عضو اصلا على ما لاح في علم الطبيعي ولا ايضا المرة السوداء
11
والصفراء والبلغم اسطقسات هذه الاعضاء المتشابهة على الجهة التي نقول
12
ان الدم هو اسطقستها وانها متولدة عنه وذلك ان الشيء المتولد عن
13
اكثر من شيء واحد انما يتهيا ذلك بان تختلط تلك الاشياء الكثيرة
14
حتى تصير واحدا كالحال في السكنجبين الذي يكون عن اختلاط الخل
15
والعسل والماء وليس في الرحم مرة سوداء بالفعل ولا صفراء تختلط
16
بالدم حتى يتولد منها هذه الاعضاء بل المرة الصفراء والسوداء في بدن
17
الانسان لمنافع ستبين بعد. فاما البلغم فانه مادة بعيدة
18
وذلك ان الاعضاء انما تتولد منه بتوسط الدم. فاما المرتان فليستا
42
1
بمادة للاعضاء لا قريبة ولا بعيدة اذ كان ليس يمكن فيها
2
ان تستحيل الى الدم وانما هي موجودة في الدم بالقوة والدم اذا
3
فسد اكثر ذلك استحال اليها وانما غلطهم في ذلك موضع
4
اللاحق وذلك ان الاسطقسات موجودة في المركب منها بالقوة وليس
5
ينعكس هذا حتى يكون كل ما هو موجود في الشي بالقوة فهو
6
اسطقس له بل الدم يكون هيولي لهذه والفرق بين القوتين لمن
7
زاول العلم الطبيعي بين ولذلك لا نقول ان الدردي والرغوة
8
اسطقسات الشراب بل انما يتكون الشراب بتمييز هذه منه وذلك
9
انها فضول هيولاه تميز عند الطبخ وكذلك الحال في المرتين مع
10
الدم واذ قد تبين هذا فلنرجع الى حيث كنا وننظر في واحد
11
واحد من امزجة الاعضاء المتشابهة الاجزاء التي هي جزء حيوان.
12
فنقول اما العظام فظاهر من امرها غلبة البرد واليبس عليها
13
وكذلك الغضاريف والاظفار والشعر والرباطات والاوتار والعصب والعروق
14
والاغشية وذلك ان البرد هو عاقدها ولذلك كانت الحرارة تلينها
15
وهي في هذا متفاضلة وذلك انه يشبه ان يكون ايبس هذه هو الشعر
16
وبعده العظم وبعده الغضروف ثم الرباط ثم الوتر ثم الغشاء ثم
17
العروق الضوارب وغير الضوارب ثم العصب واما تفاضلها في البرد فالشعر
18
اولا ثم العظم ثانيا
43
1
ثم الغضروف ثالثا ثم الرباط ثم الوتر ثم الغشا ثم العصبة ثم العروق
2
غير الضوارب ثم الضوارب لان الحرارة لهذه انما هي موجودة بضرب من العرض واما
3
الاعضاء الغالب عليها الحرارة والرطوبة فهي الدم واللحم والارواح وهذه
4
ايضا في الحرارة والرطوبة على مراتب فاحرها الارواح ثم الدم ثم اللحم
5
وارطبها الروح ثم الدم ثم اللحم اذ كان الروح من جنس الهواء والهواء
6
ارطب من الماء على ما لاح في العلم الطبيعي. واما الاعضاء الباردة الرطبة
7
فالشحم ثم السمين ثم المخ وهيفي الرطوبة على هذا الترتيب
8
وهذا الترتيب ينبغي ان يتقصاه ها هنا من الواقع له فراغ ونظر
9
في كتابنا واما المرة الصفراء فحارة يابسة والسوداء باردة يابسة والبلغم
10
بارد رطب وبالجملة فينبغي ان تسلم امزجة هذه الاعضاء صاحب
11
هذه الصناعة من العلم الطبيعي واذ قد تبين امزجة الاعضاء
12
المتشابهة الاجزاء فقد يمكن ان نقف بذلك على مزاج عضو عضو
13
من الاعضاء الالية فنقول ان القلب اذ هو مؤلف من اغشية ورباطات
14
ولحم وعروق وغضروف ودم وروح هو ضرورة حار لمكان الروح
15
العظيم الذي فيه والدم اذ كان كالمستوقد لجميع البدن واما
16
هل هو يابس كما يقول الاطباء او معتدل في ذلك او مايل الى الرطوبة
17
ففيه موضع نظر والاقرب ان يكون مايلا الى الرطوبة
18
لكثرة الروح الذي فيه واما الكبد فالظاهر من امرها انها حارة رطبة
19
اذ كانت أكثر اجزاءها لحمية دمية وتاتيها ايضا شراين كثيرة
44
1
واما الدماغ فبارد لان أعظم اجزايه هو المخ والعصب والمخ الذي فيه
2
طباعه بارد رطب بخلاف المخ الذي في العظام والدليل على ان مخ
3
الدماغ بارد رطب بخلاف المخ الذي في العظام والدليل على ان مخ الدماغ بارد
4
رطب كذا أكثر من مخ العظام انه ليس فيه جزء دسم واذا
5
طبخ صار جاسيا وذلك أنّ/ الجزء المائي ينفش منه بالحرارة فيبقى الجزء
6
الارضي وكذلك النخاع والطحال والكلى من الاعضاء الحارة الرطبة وان
7
كانت الكلي في ذلك دون الطحال لمكان عكر الدم الموجود في الطحال
8
وهي في هذين أقل من الكبد. واذ قد تبينت امزجة الاعضاء الاليّة
9
والبسيطة فقد يظهر من هذا ما هو المزاج المعتدل في جميع البدن وذلك
10
ان من وجدت هذه الاعضاء فيه على هذه النسب كان معتدل المزاج
11
ضرورة ولحقته تلك الخواص والعلامات التي يصفها جالينوس في
12
المعتدل المزاج وبين ان هذا الاعتدال انما هو بالاضافة الى جملة افعال
13
البدن لاكن لما كانت هذه الاعضا المتشابهة قد يمكن ان تشتد في
14
مزاجها وتخرج اما لكيفيته واحدة واما اكثر من واحدة مما يمكن ان
15
تتركب من غير ان يكون ذلك الخروج ضارا بالفعل وذلك اما لمكان
16
الاقليم او لمكان الهيولي والفاعل او لمكان السن فان الصبي حار
17
رطب والشباب حار يابس والشيخ بارد يابس وهذا بين من افعالهما
18
وقربهما وبعدهما من الكون وكذلك ايضا مزاج الذكر أحر
19
وايبس من مزاج الانثى وذلك ايضا بين من فعلهما وقد
45
1
يختلف الامزجة لمكان المهن والاغذية وبالجملة الامور التي من
2
خارج. واذا امكن هذا في الاعضاء المتشابهة امكن ايضا في الاعضاء
3
الالية ان يوجد فيها هذا الخروج واذا امكن في الاعضاء الالية امكن
4
في جملة البدن بمقايسة بعضها الى بعض واذا امكن ذلك وكان
5
قد تبين ان اصناف خروج الممتزج من جهة ما هو ممتزج يكون
6
الى ثمانية اصناف فاذا الحالات التي يفعل بها عضو عضو افعاله
7
وينفعل انفعاله او جميع البدن هي اصناف تسعة واحد معتدل
8
وهو الطبيعي وثمانية خارجة عن الاعتدال وذلك ان البدن الذي
9
تشتد فيه اعضاؤه اليابسة الحارة او احدها ينسب الى المزاج
10
الحار وكذلك في صنف صنف منها فعلى هذا ينبغي ان يفهم
11
ان اصناف الامزجة الصحية تسعة وبين ان هذا النوع من المزاج
12
هو مشترك للصنفين من الاعضا لاكن هو للبسيطة بالذات وللمركبة
13
بالعرض وثانيا. واذ قد تبين ما هي الحال الصحية الموجودة بالذات
14
في الاعضاء المتشابهة الاجزاء وانواعها وثانيا للعضو الالي ولجميع
15
البدن فلنصر الى بيان الحال الصحية الموجودة بالذات للعضو
16
الالي من جهة ما هو ألي والى انواعها فنقول ان الاعضاء الالية
17
من جهة ما هي مركبة يظهر من امرها انها انما تكون على الحال
18
التي بها تفعل افعالها او تنفعل انفعالها متى كانت من
46
1
كيفيتها اعني الكيفية التي في الكمية بما هي كمية ومن
2
كميتها ومن وضعها على الحال الطبيعية ومن مشاركة بعضها
3
بعضا في اتصالها وانفصالها وكيفية اتصالها وانفصالها اما من
4
كيفيتها فان يكون شكلها الشكل الطبيعي وان تكون التجاويف
5
والمنافذ التي فيها على الحال الطبيعية في السعة والضيق وان
6
تكون سطوحها في الملاسة والخشونة على الحال الطبيعية ايضا
7
واما من الكمية فمتى كان عدد اجزايها العدد الطبيعي وكذلك
8
مقاديرها وان كان المقدار من جهة ما هو متصل اولى ان ينسب
9
الى العضو المتشابه منه الى العضو الالي لان العضو الالي انما
10
يكون بالمقدار الطبيعي متى كان كل واحد من المتشابهة التي
11
تركب منها بالمقدار الطبيعي واما الموضع الطبيعي الذي للعضو
12
فهو ان تكون اجزاؤه محاذية لاعضاء محدودة شانه ان يحاذي تلك
13
الاعضاء وبذلك يكون موضعه من الجسم الموضع الطبيعي
14
الذي له مثل المعدة والكبد وغير ذلك من الاعضاء واما
15
قولنا وان يكون حالها من مشاركة بعضها بعضا حالا طبيعيّا
16
فان من الاعضاء ما هي منفصلة من غير ان تكون مرتبطة كالاصابع
17
ومنها ما هي متصلة برباط او بزوايد يدخل بعضها
18
في بعض او بكليهما. ومن هذه ما يكون اتصالها اتصالا مفصليا
19
ومعنى ذلك انه يمكن ان يتحرك ذلك العضو الذي هو جزء المتصل بذاته
47
1
مثل ذلك الكف فانها جزء من الساعد /واتصالها بها يكون بربط
2
وزوايد وهو مع هذا ايضا اتصال مفصلي فهذه هي انواع الهيئات التي
3
اذا كانت في الاعضاء الالية فعلت بها افعالها التي لها بالطبع وانفعلت
4
انفعالتها الطبيعية وانت قد سلف لك مما ذكر في التشريح كيفية
5
كل عضو وكميته ووضعه ووجه مشاركته لغيره اعني اتصاله
6
وانفصاله فلا معنى لاعادة ذلك ها هنا لاكن لما كان قد يوجد من الامزجة
7
الصحية المنسوبة الى الاعضاء المتشابهة الاجزاء ما هو في غاية الاعتدال
8
وما هو خارج عن الاعتدال لاكن خروجا لا يكون عنه ضرر محسوس في الفعل
9
والانفعال كذلك يشبه ان يكون الامر في الاعضاء الالية فيكون ها هنا كيفية
10
معتدلة وكمية معتدلة ووضع معتدل ومشاركة معتدلة وهذه هي الهيئة الفاضلة
11
التي رام وصفها جالينوس في مقالته المترجمة بالهيئة الفاضلة
12
ويكون ايضا ها هنا من هذه الانواع ما هو خارج عن الاعتدال فتكون
13
على هذا انواع الصحة الموجودة في الاعضاء الالية ثمانية اصناف
14
اربعة معتدلة واربعة ناقصة عن الاعتدال او زايدة عليه واما الجنس
15
الخامس من اجناس هي الهيئات التي يظن انه من احد ما تشترك
16
فيه الاعضاء الالية والمتشابهة وهو نفس الاتصال فيما شانه ان يكون
17
متصلا فان الاتصال قسمان اتصال يكون بالربط وهذا انما هو تماس
18
في الحقيقة ولذلك مثل هذا الاتصال هو خاص بالالية وهو معدود
48
1
في هيئتها الصحية واما الاتصال الذي هو اتصال حقيقي وهو الموجود للعضو
2
المتشابه الاجزاء فيلزم ضرورة ان يكون معدودا في الهيئات الصحية
3
التي للاعضاء المتشابهة الاجزاء فقد تبين من هذا القول جميع
4
انواع الهيئات الصحية للاعضاء البسيطة والالية المشتركة منها والخاصة
5
بواحد واحد منها وتبين مع ذلك في المشتركة على اي جهة شركتها
6
وانما عرض هذا التداخل فيها في الاشتراك لان الحد العام لها لم يكن
7
مقولا بتواطؤ وذلك ان نسبة المزاج الى الاعضاء الالية غير نسبة الى
8
المتشابهة فانه للمتشابهة بالذات وللالية بالعرض. ولما لم يفصل
9
الاطباء هذا التفصيل كانت اقاويلهم في هذه الاشياء اقناعية او منطقية.
10
وقد ينبغي بعد هذا ان نصير الى معرفة الافعال والانفعالات التي
11
تخص عضوا عضوا وهذه هي التي تنزل من معرفة الصحة
12
منزلة الاسباب الغائية والتي سلف القول فيها انما كانت معرفة الاسباب
13
الصورية لها او المادية وقبل هذا فلنقدم ما يجب تقديمه مما
14
قد لاح في العلم الطبيعي. فنقول انه قد تبين هنالك ان كل جسم
15
مركب من مادة وصورة وان المادة انما وجدت من اجل الصورة ومجموع
16
الصورة والمادة الذي هو بها الموجود الطبيعي ما هو انما هو من اجل
17
فعله الذي يخصه ولذلك ما يقول ارسطو ان الطبيعة لا تفعل
18
باطلا مثال ذلك في الامور الصناعية ان خشب السفينة انما
49
1
وجد من اجل صورة السفينة وشكلها ووجد مجموع هذين من
2
أجل فعل السفينة وهو سيرها في الماء واذا كان ذلك كذلك فهذه
3
الاعضاء الانسانية فيها ضرورة شيء يجري هذا المجرى اعني انه
4
يلزم ان يكون شي فيها يلزم يجري مجرى الهيّولي وشي يجري
5
مجرى الصورة وشي ثالث وهو الفعل والانفعال ويكون هذا هو
6
الغاية لمجموع تلك. ولهذا ما ينبغي ان نفحص ها هنا اولا
7
ما الشي الذي يجري من هذه الاعضاء مجرى الصورة وما الشي الذي
8
يجري مجرى الماده وحينئذ نشرع في بيان فعل واحد واحد منها
9
وانفعاله فنقول اما الاعضاء البسيطة فانه يظهر في اكثرها
10
انها شبيهة هيولي للمركب وذلك ان العظام الموجودة
11
في اليد والربط والاعصاب والعروق واللحم والجلد يظهر من أمرها
12
انها انما وجدت من اجل خلقة اليد وخلقة اليد المركبة من هذه ا نما وجدت
13
من اجل الافعال التي تخصها و الانفعالات مثال ذلك ان اليد انما
14
امكنها المد والانبساط والقبض وغير ذلك من افعالها من جهة
15
ما هي مركبة ولاكن وان كانت الاعضاء / المتشابهة انما كونت اولا
16
من اجل المركب فلواحد واحد منها فعل خاص يتميز في المركب
17
مثال ذلك ان اليد انما كان لها قوام تحمل بها الاشياء بما فيها من
18
العظام وانما كان فيها الالتطاء بما فيها من اللحم وهذا
50
1
كله ظاهر بنفسه واذا كان هذا هكذا ووضعنا الاعضاء البسيطة
2
انما وجدت من اجل المركبة فقد ينبغي ان ننظر هل ها هنا شيء
3
من اجله وجد المركب ومجموعتها يلتيم فعل المركب. فنقول اما
4
ان افعال هذه الاعضاء الطبيعية وانفعالاتها انما تكون بحرارة غريزية
5
مبثوثة فيها غير الحرارة المزاجية التي للاعضاء المتشابهة فذلك يظهر
6
مما لاح في التشريح ومما قيل في العلم الطبيعي اما ما ظهر من ذلك
7
في التشريح فهو ان القلب يوجد فيه جسم بخاري في غاية الحرارة
8
متصل منه في السبل المسماة شراين الى جميع الاعضاء على ما قيل
9
بعد وكذلك يظن ان الامر ايضا في الدماغ. واذا كان هذا هكذا
10
واضيف الى هذا ان جميع الافعال والانفعالات انما تكون بالحرارة
11
الغريزية على ما لاح في العلم الطبيعي وعلى ما سيتبين بعد فجميع
12
الاعضاء انما تفعل افعالها النفسانية بصورها المزاجيّة وبما يصل اليها
13
من هذه الحرارة. ومجموع هاتين الحرارتين في العضو هي صورته التي
14
هو بها فاعل او منفعل ومن هنا تظهر رياسة القلب على ساير الاعضاء
15
فانه يظهر من هذا انه مكتف بنفسه في فعله وغيره مضطر في
16
فعله اليه وكذلك ايضا تظهر رياسة الدماغ بهذا المعنى بعينه على
17
الاعضاء التي هو رئيس عليها واذا وضع هذا هكذا فالاعضاء البسيطة
18
انما وجدت اولا من اجل المركبة والمركبة من اجل هذه الحرارة
51
1
المنبعثة من القلب وحده او من الدماغ والقلب فانا لا نبالي ها هنا كيف كان
2
الامر في ذلك وهذه الحرارة هي التي تتنزل منها منزلة الصورة وبمجموعها
3
تكون الافعال والانفعالات التي تخص عضوا عضوا فاما هل في هذه
4
الحرارة كفاية ام ها هنا قوة اخرى تتنزل من هذه الحرارة منزلة
5
الصورة فذلك شي ليس يحتاج الطبيب الى الفحص عنه ولاكن
6
لنضع ان ها هنا قوّي غير هذه الصور المزاجية على ما تبين في العلم
7
الطبيعي وهي المسماة نفوسا. فهذا هو الذي كان ينبغي ان نقدمه
8
قبل النظر في فعل واحد واحد من الاعضاء وانفعالاته. وقد ينبغي
9
ايضا قبل ذلك ان نعرف كم اصناف هذه الانفعالات والافعال وحينئذ
10
نفحص عمّا يخص عضوا عضوا منها والسبيل الى ذلك يكون بان
11
نعرف اولا القوى الصادرة عنها هذه الافعال فنقول ان القوى الموجودة
12
في الانسان ثلاثة اما قوى طبيعية واما قوى حيوانية واما قوى
13
نفسانية ويعنون بالقوى الطبيعية القوة التي بها يكون كذا التغذية
14
والتي بها يكون النمو والتي بها يكون التوليد ويعنون بالقوى الحيوانية
15
القوة النبضيّة التي في القلب والقوة النزوعيّة وهي التي يكون بها
16
الاشتياق الى الشي اوالهرب عنه ويعنون بالقوة النفسانية
17
قوى الحواس الخمس التي هي اللمس والذوق والشم والسمع والابصار
18
قالوا والقوة المحركة في المكان وقوة التخيل والفكر والذكر والحفظ
52
1
وهذه الثلاثة يدعونها بالسياسية فهذه هي القسمة التي جرت عادة
2
الاطباء ان يقسموا اليها قوى النفس وهي وان كانت قسمة غير
3
صحيحة فيشبه ان تكون قليلة الضرر في هذه الصناعة لاكن الاولى
4
ان نضعها نحن ها هنا على نحو ما تبين في العلم الطبيعي فنقول
5
ان هذه الافعال قد تبين من امرها انها ليس يمكن ان تنسب الى الكيفيات
6
الاربع فقط بل الى قوى زايدة عليها وهي المسماة نفوسا:
7
ان النفس ما ينسب الى النبات وهي ثلث قوى احداها الغادية
8
ثم النامية وهذه هي كمال للغاذية ثم المولودة وهذه كانها كمال للنامية
9
ويتبين هنالك ايضا انها انفس اذ كانت الية وانها ليست بقوى
10
طبيعية فلذلك كانت تسميتها قوى طبيعية مجازا هذا ان ارادوا
11
بها انها نفس وان ارادوا بذلك انها قوة مجازيّة ققط فهو خطأ.
12
ومما يدل على انهم يريدون بها هذا المعنى ما يسمع جالينوس يشبهها
13
بحجار المغنطس وياخذه في تقسيمها. واما قوة النبض فهي ضرورة قوة
14
غاذية جرمية رئيسية اذ كان القلب بها يوزع الحرارات على
15
ساير الاعضاء وايضا فانها كالخادمة للقوة الغاذية الرئيسية التي في
16
القلب لان بها تتحفظ ولذلك ليّس يستحق ان توضع قوة اخرى
53
1
من قوى النفس فان الحال في وجود هذه القوة للنفس الغاذية كالحال
2
في الخمس القوى الموجودة لها التي هي القوة الجاذبة والدافعة والماسكة
3
والهاضمة والمميزة وان كانت القوة النبضية خاصة بالحيوان وذلك
4
الموضع افراط الحرارة فيه واما قسمتهم القوى النفسانية الى الحواس
5
والقوة المحركة في المكان والفكر والذكر والحفظ فقسمته صحيحة لاكن
6
القوة المحركة في المكان ليست شيا اكثر من القوة النزوعية اذا
7
اقترن اليها الراي والخيال وكان هنالك اجماع على ما تبين في كتاب
8
النفس وهم يعدّون القوى النزوعية في القوى الحيوانية. ويضعون
9
المحرك في المكان نوع اخر وهذا كله ليس بصحيح بل ليس ها هنا
10
قوى الا غاذية او نامية او مولدة اوحسّيّة اومتخيلة او نزوعية
11
او نطقية ومن رواضع المتخيلة الذاكرة والحافظة ومن رواضع النطقية
12
وخدمها المفكرة والذاكرة والحافظة كما قيل اكثر روحانية من
13
المتخيلة فهذه امور ينبغي ان توضع هنا وضعا وتتسلم من
14
صاحب علم الطباع واذا كان هذا هكذا وتبين ان الاعضاء انما وجدت
15
من اجل هده القوى وهذه القوى من اجل افعالها فاذا ولا عضو واحد
16
في البدن الا هو موجود من اجل فعل واحد من افعال هذه القوى وانفعالاتها
17
ولذلك قد ان ها هنا ان نفحص عن فعل واحد واحد من الاعضا
18
وانفعاله فان بمعرفة ذلك يحصل لنا معرفة صحة
54
1
عضو عضو باسبابه الغائية اذ كنا قد عرفناه بالسبب الصوري والمادي
2
واما المسبب الفاعل فلا حاجة بنا الى معرفته ها هنا اذ كان قد ذهب
3
وبطل اللهمّ الا ما كان من الاسباب الفاعلة يجري مجرى الحافظ
4
فلنشرع في ذلك ونبتديء من منافع الاعضاء البسيطة وينبغي ان
5
تعلم ان الشي يقال انه موجود من اجل الشي على احد وجهين احدهما
6
ان تكون من ضرورة وجود الشي الاخر وجود الاول مثال ذلك ان من
7
ضرورة وجود الاعضاء الالية وجود الاعضاء المتشابهة والثاني ان يكون
8
ليس من ضرورة وجود الاخر وجود الاول بل من جهة ان يوجد الاخير
9
بالحال الافضل ومثال ذلك ان العين انما وجدت من اجل ضرورة الابصار
10
فاما كونها مضعفة فمن جهة الافضل على ما سنبين بعد ونحن
11
انما نذكر من هذه المنافع ما نرى انه اكثر ذلك نافع في صناعة الطب.
12
القول في منافع الاعضاء البسيطة وهذه الاعضاء البسيطة منها عظام
13
وما يشبهها من الغضاريف واظفار وعصب وعروق ورباط وغشاء ووتر
14
ومخ ونخاع وشحم وما اشبهه من الثرب وجلد ودم وبلغم ومرة
15
سوداء وصفراء وروح اما العظام فاشهر منافعها انها جعلت لموضع
16
العمدة والوثاقة وهي بالجملة كالاساس لجملة البدن. والمنفعة الثانية
17
لتجن وتستر كعظام الصدر وعظم القحف. واما كثرتها في البدن
18
فانما جعلت اولا لمكان الحركات الجزئية وذلك ان ما كان تتهيا
55
1
حركة لليد بذاتها لو لم تكن مفصلة من الساعد وكذلك في عضو
2
عضو من الاعضاء المفصلية المتحركة والمنفعة الثالثة بسبب تحلل
3
الفضول البخارية كالشؤون التي في الراس وربما صحبت في ذلك منفعة
4
اخرى وذلك انه متى نزلت باحد العظام افة لم تتعد الى غيره من
5
الاعضاء من جهة ما هو منفصل منه وقد تكون الحاجة الى كثرة العظام
6
لاختلاف اشكالها وكيفياتها بحسب ما اعدّت له ولصغرها ايضا
7
ولكبرها اما اختلافها في الصغر والكبر فمثل سلاميات الاصابع وعظام
8
الساق واما اختلافها في الشكل فمثل ان العظم الذي احتج فيه
9
الى وثاقة مفرطة جعل صلبا مصمتا وما احتج فيه الى الحفّة جعل
10
اجوفا وما احتج فيه الى ان يتصل باللحم جعل لينا كالغضاريف
11
/وهذه المنافع بينة بنفسها والانسان يقدر ان ياتي بجلها من
12
عند نفسه اذا كان ممن ارتاض ادنى ارتاض بالنظر في هذه الاشياء واما
13
الاظافير فانها جعلت لمنفعتين احداهما وهي العامة لوقاية اطراف
14
الاصابع بمنزلة المراكز التي تجعل في الرماح والثانية لتدعم اللحم
15
عند قبض الاصابع على الشي وهذه اخص باظفار اليد وهي اقل
16
في اظفار الرجل واما المنفعة الاولى فهي عامة للانسان والحيوان
17
واما العصب ففي منفعتها شكوك كثيرة اما جالينوس فيرى ان
18
منفعتها انما هي لتودي الحس والحركة الارادية الى جميع
56
1
الاعضاء واما اللازم عن راي ارسطو فان العصب انما جعل لموضع
2
تعديل الحرارة الغريزية حتى يكون بها الحس وذلك تابع لرايهما
3
في منفعة الدماغ واما كونها الة الحركة الارادية ففيه نظر
4
ايضا وما يحتج به جالينوس في اثبات وجود الحس والحركة عن
5
الاعصاب من ان بارتفاع العصب يرتفع الحس والحركة فموضع غير
6
برهاني وقد قيل ذلك في كتاب المنطق لاكن يظهر بالجملة ان منفعتها
7
من جنس منفعة الدماغ ومن هنا يظهر كل الظهور انها نابتة منه
8
لا من كونها مغروزة في الدماغ كما يقول جالينوس واما الرباط والوتر
9
فمنفعتها في الحركة الارادية ظاهرة للحس متى كشطنا الجلد عن مفصل
10
حيوان وجعلناه يتحرك. واما الاغشية فاحتج اليها لمكان السترة والوقاية
11
ولتحمل ايضا الاعضاء التي هي متعلقة وتربطها وان كانت هذه المنفعة
12
اخص بالرباط. ومنفعة الصفاق الموضوع على البطن هي من نوع هذه المنفعة
13
اعني انه يمنع الاحشاء من ان تبرز كما يعري ذلك في الفتق واما العروق
14
فهي قسمان شراين وهي التي تحمل الروح والدم الذي في القلب وهذه لا شك
15
هي من اجل حمل هذا الدم والروح. وانما جعلت متشعبة في جميع البدن
16
ومفترقة فيه لتوصل اليه الشي المبثوث فيها اما من الروح فقط واما
17
من الدم والروح معا والقسم الثاني من العروق وهي الغير ضوارب
18
فليس يوجد بالحس فيها روح اللهم الا ان يودي الى وجود ذلك القول كما
57
1
يزعم جالينوس في الكبد انها معدن الروح الطبيعي التي قلنا نحن فيها
2
انهم يعنون بها القوة الغاذية وانما الظاهر من امر منفعة هذه
3
العروق انها جعلت لتوزع الدم المنطبخ في الكبد على ساير الاعضاء
4
ولذلك جعلت متشعبة كالحال في الشرايين. واما المخ فهو صنفان
5
احدهما الموجود في القحف وهو لا شك هو هيولي الصورة للروح الذي في
6
الدماغ الذي تكون به الحواس. واما المخ الذي في العظام فانه فضلة
7
غذايها والعظام المصمتة ليس لها مخ اذ ليس لها تجويف واسم المخ
8
بالجملة واقع عليها باشتراك الاسم وانما سميناه بذلك لمكان
9
عادة الجمهور فان المخ الذي في العظام فضلة وهذا جوهر رئيس. واما
10
النخاع فطباعه من طباع الدماغ ومنفعته تلك المنفعة بعينها وسياتي
11
تفصيل هذا عن منافع الاعضاء الالية واما اللحم فهو اصناف على
12
ما تبين وارسطو يرى في جميعها انها الة حس اللمس الخاصية التي
13
تنزل منه منزلة العين من الابصار ويستشهد على ذلك من ان الحس البسيط
14
انما يلغى لجسم بسيط وان العصب خادم للحم في هذا الادراك على
15
جهة تعديل الروح المنبث اليه من القلب. وهذه كلها مفاحيص طبيعية
16
فينبغي ان يتسلمها الطبيب ولكن لنعمل ها هنا على ان الحس والحركة
17
احد ما به يتقوم هو الدماغ والاعصاب. واما الجنس من اللحم الذي يسميه
18
جالينوس العضل فهو عضو ألي وهو عنده ألة الحركة المكانية وسنتكلم
58
1
فيه عند الكلام في الاعضاء الالية. واما اللحم الذي في الاربيتين
2
وتحت الاباط فهو مع هذا الموضع دفع الفضول وكذلك لا يبعد ان يكون
3
كثير من اللحم لمكان الاملاء والوقاية وبالجملة فهو العضو البسيط
4
المشترك لجميع الحيوان كما ان القلب هو العضو المشترك الالي لجميع
5
الحيوان ايضا. واما الدم فالامر فيه بين انه انما وضع لاحد شيين
6
اما لمكان الغذاء كالدم الذي في الكبد والعروق التي يظن انها نابتة
7
منه واما لان يكون /مطية للروح الغريزية الذي في القلب وهذا هو دم
8
الشراين. واما البلغم فانه دم غير منهضم ولذلك هو فضلة الدم فاما
9
ان يكون وجوده في البدن من اجل الضرورة ومعنى ذلك ان الغذاء اذا
10
استحال لم يمكن فيه ذلك الا ان يتولد منه فضول بلغمية او يكون
11
مع ذلك ايضا فيه منافع وذلك لانه يندي الاعضاء ويرطبها وكانه
12
غذا معد لها عندما يتاخر عنها الغذاء واما المرة الصفراء والسوداء فان
13
وجودها اولا وبالذات انما هو من اجل الضرورة وذلك ان الغذا الكيلوسي
14
الذي يصير من المعدة الى الكبد ما كان يمكن فيه ان ينهضم حتى يعود
15
دما دون ان تتميز منه هاتان الفضلتان كالحال في عصر العنب الذي لا
16
يمكن ان يكون منه شراب دون ان تتميز منه فضلتان احداهما غليظة
17
ارضية والاخرى رقيقة ولذلك اعدت لها اعضاء خاصة بها ولم يعد
18
للبلغم اعني من
59
1
جهة انه ليس في هاتين الفضلتين استعداد لان يكون منها جزء عضو كالحال
2
في البلغم وقد يظهر مع هذا ان الطبيعة قد استعملتها الات خادمة
3
للقوة الغاذية من جهة الافضل وذلك انه يظهر بالتشريح ان للمرارة
4
التي هي كيس المرة الصفراء مجرى يشعب فيتصل بالامعاء العليا وباسفل
5
المعدة يترسل في هذا المجرى الى المعا من المرة الصفراء ما تهيجها بها
6
على دفع الاثقال ويكون كالجلاء لها وكذلك ايضا الطحال له سبيل
7
يتصل بفم المعدة فيرسل الى المعدة من المرة السوداء ما فيه حمضة
8
ما لتقوي شهوة فم المعدة الى الغذاء اذ كان هذا فعل الاشياء الحامضة
9
فيها واما الشحم فمنفعته في الاجسام الحيوانية التسخين كالحال في
10
منفعة الثرب والشحم هو فضلة الدم المنطبخ الذي تتغذى الاعضاء به
11
ولذلك متى وجد في الحيوان باعتدال دل على صحته اذ كان يدل على
12
فضل قوة في التغذي وحسن حال واذا لم يوجد في الحيوان دل على انه
13
ليس هناك جودة طبخ اذ ليس ثم فضلة بل ما يرد من الغذاء ابدان
14
امثال هذه الحيوانات مقصر عما يحتاج اليه اعضاءها واما متى
15
افرط في الحيوان فانه يدل منه على سوء حال وذلك ان اكثر هيولي
16
الغذ اء حينّذ الذي هو الدم ينصرف اليه فتبرد اعضاء الحيوان فيهلك
17
واما الشعر فمنفعته في الراس والحواجب الوقاية وذلك من امره بين
18
اما للراس فمن الحر والبرد واما شعر الحاجبين فلوقايته العين مما يمكن
60
1
ان ينزل من الراس من المايعات التي تصب عليه وكذلك شعر الاجفان بين من
2
امره انه لمكان الوقاية واما شعر الاباط والسرة وكثير من الشعر الخارج
3
على ظاهر البدن والاظهر فيه انه لمكان ضرورة الهيولي وذلك انه انما
4
يتولد في البدن من البخار الدخاني المحترق ويمكن ان يقال ان الطباع تصرف
5
هذا البخار مادة للشعر حتى يكون الشعر شانه ان يجتذب تلك المادة الردية
6
من الجسم على ما نرى كثيرا من الفلاحين يعمدون الى الارض التي يريدون ان
7
يصلحوها فيزرعون فيها من النبات ما شانه ان يجتذب الجز الارضي المحترق
8
الذي فيها وعلى هذا الوجه فقد يكون له منفعة ما واما الجلد فالظاهر
9
انه لمكان الوقاية والسترة وهو من خارج بمنزلة الاغشية من داخل واما
10
الارواح فاما ان تكون الالة القريبة للقوى المدبرة لجسم الحيوان واما
11
ان تكون هي المدبرة انفسها لاكن الاولى ان نضع انها الالة القريبة والهيولي
12
الخاصة ولذلك كان عدمها في الجسم موتا ضرورة واذ قد قلنا في منافع
13
الاعضاء البسيطة فقد ينبغي ان نقول في منافع الاعضاء الالية وفي منفعة
14
جزء جزء ونتحرى من جميع ذلك الاشهر وما يظن انه ضروري في هذه الصناعة
15
ولنبدأ من القول في الاعضاء التي هي الات القوة الغاذية فان هذه هي القوة
16
الضرورية اولا في وجودنا ولذلك نرى ان اخلال فعلها موت.
17
القول في منافع اعضاء الغذاء. فنقول انه يظهر بالحس ان الاعضاء المعدة
18
في البدن نحو فعل هذه القوة هي المعدة وما يخدمها من الفم والاته والمري ثم
19
المعا والكبد والعروق والكلى والطحال والمرارة والمثانة اما الفم فمنفعته
61
1
/الاولى في الغذاء سحق الطعام ولذلك جعلت فيه الاسنان وقدرت
2
بهيئته موافقة لذلك فجعلت الاسنان للقطع والانياب للكسر
3
والطواحن للطحن وفي الفم مع هذا انضاج ما واما المري فانه المجرى
4
الذي ينفذ منه الطعام من الفم الى المعدة وفعله هذا انما
5
يكون بقوتين من رواضع القوة الغاذية وهي الجاذبة والدافعة
6
لانه يحتاج ان يجذب الطعام من الفم ويدفعه الى المعدة ولذلك
7
من تعطل منه هذا الفعل مات جوعا والالة التي
8
تصّرفها الطباع في هذين الفعلين ينبغي ان تكون مختلفة.
9
ولما كان قد ظهر بالتشريح ان المري مؤلف من طبقتين احداهما
10
ليفها ذاهب بالعرض والاخر بالطول فمن البيّن ان بالطبقة الذاهب
11
ليفها طولا عندما تتقلص وتقصر وترتفع الى الحنجرة نحو الفم
12
يكون الجذب وبالطبقة الذاهبة عرضا يكون الدفع عندما
13
تنقبض وتعصر على الطعام كما يقبض الكف على الاشياء الرطبة
14
فيدفعها واما المعدة فامرها بيّن انها لمكان هضم الطعام الساير
15
اليها من الفم حتى يصير كيلوسا فانه ليس في قوتها ان تصيره دما
16
وذلك ظاهر من امرها ويخدمها في هذا الفعل من القوى الجزئية
17
الجاذبة والماسكة والدافعة والهاضمة. اما الهضم فانه يكون
62
1
فيها بالطبقة الخارجة اللحمية وبما يصل
2
اليها من الشراين والعروق وايضا فهي موضوعة من الكبد بهيئة
3
يسخنها بها الكبد اذ كانت محتوية على الجانب الايمن منها وكذلك
4
وضعها من الطحال اذ كان في الجانب الايسر منها وايضا فان
5
من فوقها الثرب واما جذبها الطعام من المري فيكون بالطبقة
6
الذاهب ليفها طولا ويعينها في هذا الفعل ما فيها من الليف
7
المورّب واما امساكها ودفعها فيكون بالطبقة الذاهب ليفها عرضا
8
وذلك انه اذا ورد عليها الغذاء احتوت عليه من جميع جوانبها الى
9
ان يكمل هضمه وذلك من فعلها بيّن بنفسه فاذا كمل هضمه
10
انقبضت عليه اجزاوها الفوقية فعصرته الى اسفل ودفعته بهذا
11
الليف الذاهب عرضا ويكون لها هذان الفعلان اعني الدفع
12
بها الى اسفل وذلك عند هضم الطعام واما الى فوق فعند
13
القي واما فعل القوة المميزة فليس يظهر كل الظهور في
14
المعدة الا ان نضع انها تغذا بالكيلوس المنطبخ
15
فيها وهذا قد يعضده القياس فانا ان لم نضعها متغذية
16
فلاي سبب تتشوقه وتنضم عليه وتكف الجوع عند الاكل
17
وان كان قد يشكك في هذا ان الاعضاء انما تغذي بالكيلوس
18
بعد ان يصير دما وهو بعد لم يصر في المعدة دما لاكن عسى
63
1
ان يقال في ذلك انها تتغذى منه باليسير وما تصيب من الطعام
2
هو اشبه بالكيفية منه بالكمية وايضا فانه غير ممتنع ان يكون فيها
3
اجزاء تغذا منه برطوبة مّا وان كانت غير دموية فان كثيرا من
4
الحيوان غير ذي دم واما المعى فامرها بين انها ايضا الة من الات
5
الغذاء وذلك انها انما اعدّت اولا لينفذ منها الغذاء المنهضم من
6
المعدة اليها في الثقب الذي يسمى البواب فان المعدة اذا اكملت
7
هضمها فتحت هذا الموضع وارسلت الغذاء الى المعا فتجتذب
8
الكبد منها عصارة ذلك الكيلوس في العروق المتصلة بها فاذا
9
تمّ فعلها دفعت المعا تلك الفضلة الى اسفل وهي الفضلة
10
اليابسة فاذا منفعة المعا منفعتان الاولى انها طريق يسير فيها
11
الغذاء الى الكبد والثانية يدفع الفضلة اليابسة واظهر ما فيها
12
من القوى القوة الدافعة ولذلك كان ليف طبقتيها ذاهبا عرضا
13
واما القوى الجاذبة فليس لها فيها اثر ولذلك لم يكن لها ليف ذاهب
14
طولا وفيها قوة هاضمة اذ كان جوهرها قريبا من جوهر المعدة وانما كانت
15
ذات تلافيف كثيرة ليقف هنالك الغذاء حتى تاخذ منها الكبد حاجتها
16
ولذلك يقول ارسطو ان ما كان من الحيوان قليل التلافيف الامعاء فهو نهم
17
وجعلت ذات طبقين للوثاقة اذ كانت سبيلا للفضول وايضا فان فعل
18
الدافعة يكون بذلك اقوى واما الكبد فامرها بين بالتشريح في انها التي
19
تغير للغذاء حتى يصير
64
1
/دما ثم تبعثه الى جميع اعضاء البدن ولرياستها على جميع الات الغذاء
2
ظن بها جالينس انها الريسة في هذه القوة باطلاق اعني
3
القوة الغاذية وهو ظاهر من امر هذا العضو ان فيه الخمس قوى
4
الهاضمة بفعله للدم والماسكة زمان الهضم والجاذبة اليه الكيلوس
5
من المعى والدافعة منه ما قد انهضم والمميزة الثلاث فضلات
6
اعني الفضلة المائية التي تجذبها الكلى والفضلة المرارية التي تجذبها
7
المرارة والفضلة السوداوية التي يجذبها الطحال فاما هل القوة
8
الغاذية الريسية هي في هذا العضو حتى يكون هو ربس اعضاء
9
هذه القوة ام ها هنا عضو اخر يرأسه في هذا الفعل فذلك
10
يظهر مما تبين في العلم الطبيعي ومما ظهر في التشريح. اما
11
ما تبين من ذلك في العلم الطبيعي فهو ان هذه القوة انما تفعل
12
جزء عضو من المغتذي ولما كانت الاعضاء مركبة من الاسطقسات
13
والمركب من الاسطقسات انما يكون عنه المزج والمزج يكون بالطبخ
14
والطبخ بالحرارة وجب ضرورة ان تكون هذه القوة التها هذه
15
الالة اعني الحرارة لانه لا فرق بين ما يحتاج اليه في تكوين الجزء
16
وتكوين الكل واذا كان ذلك كذلك فالكبد وساير الات التغذي
17
هذه الحرارة ضرورة موجودة فيها لاكن ان كان الامر كما يقول
18
جالينوس ان ساير الاعضاء التي فيها هذه القوة انما استفادت الحرارة
65
1
التي بها تفعل فعلها من حرارة الكبد فمن البين ان الكبد رئيس
2
هذه الاعضاء وذلك ان غيرها من الاعضاء انما يتم لها هذا الفعل
3
بالكبد والكبد بذاتها وما هذا شانه فهو لا شك رئيس وهذا بعينه
4
هو معنى الرياسة في الامور الارادية فانه لا فرق بينهما ولذلك قلنا
5
في مدبر الفلاحين ريس الفلاحين اذ كانت فلاحة اوليك انما تم
6
بتدبيره وفلاحته هو بذاته وكذلك في صنف صنف من اصناف
7
الرياسات فليت شعري هل يمكن جالينوس او غيره ممن يرى
8
هذا الراي ان يضع ان الكبد مكتفية بنفسها في هذا الفعل مع انه
9
يقر انه يصل اليها من القلب شراين كثيرة تحمل اليها حرارة كثيرة
10
فان كانت الكبد مكتفية بنفسها في هذا الفعل فتلك الحرارة عبث
11
لا معنى لها فان قالوا ان هذه الحرارة انما تفيد قوة حيوانية قلنا
12
ما معنى القوة الحيوانية وهل في الاعضاء شي غير قوة تغذ او
13
قوة حس وليس ينطلق اسم الحيوانية على شيء غير هذين وان
14
كان اسم الحيوانية اخص بالحس فان الذي اوقفنا على كثرة هذه
15
القوى و كثرة افعالها وليس ها هنا فعل غير هذين الفعلين
16
اعني التغذي او الحس فان قالوا ان القوة النبضية التي في القلب
17
قوة ثالثة وهي التي نعني بالحيوانية قلنا وان سلمنا لكم هذا
18
فليس يفيد القلب الكبد قوة نبضية فان الكبد لا تنبض عروقها
66
1
ومن هنا يظهر ان القوة النبضية خاصة بالقلب وان بهذه القوة هو
2
رئيس اذ كان بها يوزع القوى على ساير الاعضا مع ان فيها ايضا
3
حفظا له بالتنفس واذا كانت هذه القوة اعني النبضية هي
4
التي بها يفيد القلب غيره اولا التغذي فهي ضرورة منسوبة
5
الى هذه القوة اعني الى قوة التغذي من جهة ما هي غاذية
6
قلبية اذ كانت هي الالة التي تستعملها هذه القوة في افادة
7
التغذي ولو كانت قوة اخرى غير القوة الغاذية لافادها القلب غيره
8
من الاعضاء فانه من المستحيل ان تكون في عضو قوة مباينة بالنوع
9
لساير القوى الموجودة في ساير الاعضاء لا توجد في عضو اخر غيره مع ان
10
يكون ايضا ذلك العضو رئيسا وجالينوس ليس يقول بذلك ولا احد من
11
الاطباء واذا كان هذا كله كما وصفنا وظهر ان نسبة القلب الى
12
الكبد هي النسبة التي يضعها جالينوس بين الكبد
13
وبين ساير اعضاء التغذي فالقلب ضرورة هو رئيس الكبد في هذه
14
القوة اذ كانت الكبد ليس فيها كفاية بان تفعل فعلها بذاته بل
15
بالحرارة المقدرة في الكيفية والكمية التي تصل اليها من القلب وهذه
16
القوة المقدرة التي في القلب هي ضرورة القوة الرئيسية الغاذية
17
فانه لم يزعم قط احد من المشرحين /وجالينوس في جملتهم
18
ان القلب تصل اليه حرارة من غيره من الاعضاء بل هو
67
1
مكتف في فعله بذاته على ما شان الرئيس ان يكون وكونه محتاجا
2
الى الكبد في اعداد الغذا له لا يستحق بذلك الكبد رياسة عليه كما لا
3
يستحق المعدة باعدادها الغذا للكبد رياسة عليه ولا الفلاح
4
باعداد الطعام لرئيس الفلاحين يستحق بذلك رياسة عليه
5
واذ قد تبين ان القوة الغاذية الرئيسية في القلب وكان
6
يظهر بالتشريح انه ولا عضو واحد في البدن الا وتتصل به شراين
7
فالقلب اذا يفيد ساير الاعضاء قوة التغذي لا الكبد والا كانت
8
تلك الشراين عبثا مع ان الكبد ليس يظهر فيها روح بالتشريح
9
ينفذ منها في الاوراد الى ساير البدن بل ما في الاوراد من الدم هو
10
دم غير نضج وانما مطية الروح الدم الشرايني وعسى ان يقول قايل
11
عن هذا الفحص كله مما لا يحتاج الطبيب اليه وانا اقول ان حاجة
12
الطبيب الى هذا امس حاجة وسنبين هذا فيما بعد وما تسمع
13
جالينوس يهزأ فيه باركغانس عند معالجته القوة الذاكرة ويقول
14
له يا هذا ان كنت تزعم ان القوة الذاكرة في القلب فما لك لم
15
تعلق المحاجم على القلب وتقصده بالمعالجة فليس الامر على
16
ما يقوله جالينوس وسنبين هذا فيما بعد فالقلب لما
17
كان رئيس هذه الاعضاء جعل مكانه المكان الاوسط لان هذا حق
18
الرئيس اذ كان يراد ان تكون نسبته الى جميع من يدبره بالسوا
68
1
وايضا فلمكان الوقاية ولذلك جعل له غشاء كثيف
2
يحيط به ووثق رباطه واما جهة تغذيته فانه يتغذى من العرق
3
الواصل بينه وبين الكبد والاغشية التي على هذه الفوهة من القلب
4
انما جعلت تفتح الى داخل لمكان دخول الدم اليه ثم تنسد بعد
5
انسدادا محكما واما الفوهة التي في هذا الجانب وهي فوّهة العرق
6
العرق [كذا مكررة] الذي يتصل من هذا التجويف بالرية فانه يظن
7
ان بهذا العرق يتغذي الرية اذ كانت ليس يتصل بها اوراد والاغشية
8
التي على هذه الفوهة انما جعلت ايضا تنفتح الى خارج ولا تنفتح
9
الى داخل بخلاف الاغشية التي على الفوهة الاخرى لمكان خروج الدم
10
منها الى الرية واما احدى الفوهتين التي في البطن الايسر وهي
11
فوهة الشريان العظيم فانه جعلت فيه تلك الاغشية الثلاثة
12
تنفتح من داخل الى خارج لان يخرج فيها الدم والروح الى الشراين ثم
13
لا يعود والفوهة الاخرى التي في هذا الجانب هي فوهة الشريان
14
الذي يتصل بالرية ومن هذا الشريان يكون تنفسه ولذلك جعلت تلك
15
الاغشية تنفتح من خارج الى
16
داخل واما الطحال فلما كان ليس له الا مجريان احدهما يتصل بالكبد
17
والاخر بالمعدة وكان يلقى فيه عكر الدم ظن به انه لموضع جذب الفضلة
18
السوداوية من الكبد ويبعد ان يكون كبدا مضعفة اذ كان ليس
69
1
فيه عروق تتصل بشيء من الاعضاء واما المرارة فالامر فيها
2
بين انها اعدت نحو جذب الفضل المراري من الكبد والكلى ايضا من
3
الاعضاء الخادمة للكبد وذلك انه يظهر من امرها انها تجتذب
4
الماية التي في الدم ولذلك كانت يتصل عنقها بالعرق العظيم الطالع
5
من حدبة الكبد واما المثانة فالامر فيها ايضا بين انها لمكان الفضلة
6
الرطبة وذلك انها تجذبها من الكلى ومنفعة الغشاء الذي فيما
7
بينها وبين الكلى ان ذلك الغشاء الشبيه بالقشرة فاذا من الفضلة الرطبة
8
تجري اليها ينفتح هو فاذا تم جريها انسد لئلا يرجع شيء من تلك الفضلة
9
الى الكلى وينبغي ان تعلم ان كل واحد من الاعضاء التي اعدت
10
لجذب هذه الفضلات من الدم انها انما يجذبها على جهة الملأمة
11
لها لتغذى بها فتصحب في ذلك المنفعة المقصودة ولذلك فيها
12
ضرورة الخمس القوى الجزية اعني الجاذبة والماسكة والهاضمة
13
والمميزة والدافعة فهذه هي جميع الات التغذى وقد ظهر من ذلك ان
14
الهضوم المشتركة للاعضاء كلها هضمان هضم في المعدة وهضم
15
في الكبد هذا ان لم تجعل للعروق في الدم هضما اخر لاكن ان كان
16
فيسير واما الهضم الثالث فهو الهضم الذي في كل واحد من الاعضاء
17
واذ قد تبين /من هذا القول ما الات اعضاء القوة الغاذية فلنقل ما الات القوة
18
المولدة فانه ليس للقوة النامية اعضاء تخص بها بل هي بعينها اعضاء
19
القوة الغاذية
70
1
في منافع اعضاء التناسل
2
وهذه الاعضاء منها ما يختص به الذكر وهي الانثيان والقضيب ومنها
3
ما تختص به الانثى وهو الرحم والثدي. اما الانثيان فانهما جعلتا
4
لمكان تكوين المني ولذلك جعلت ذات لحم غددي ابيض كالحال
5
في الثديين فان هذا اللحم عندما يحيل الدم لتشبهه به يصير
6
به الى البياض كما ان الكبد لحمرتها عندما تحيل الكيلوس تصرفه
7
احمر وذلك ان الفاعل انما يصير المفعول شبيها به من جميع الوجوه
8
وينبغي ان تعلم ان هذا العضو وان كانت فيه القوة المولدة فليست
9
هي الرئيسية على ما يرى ذلك جالينوس لانه ليس مكتفيا في فعله
10
بذاته بل بما يصل اليه من الروح الذي في القلب المقدر في الكيفية
11
والكمية ولذلك ما نرى ان القوة القلبية التي تقدر له هذه الحرارة
12
حتى يفعل بها فعله هي القوة الرئيسية المولدة وان القوة التي في هذا
13
العضو خادمة او رئيسية جزئية واما الانثيان التي يزعم جالينوس
14
انها توجد للمرأة فيشبه الا يكون لها تاثير في الولادة اذ كان مني
15
النساء المتولد فيها لا مدخل له في الولادة وليس ذلك بغريب فان الثدي
16
في النساء لمكان الولادة وليس لها في الرجال هذه المنفعة فاما من اين
17
يظهر انه ليس لمني المرأة مدخل في الولادة فمن الحس والقياس
18
اما من الحس فان ارسطاطاليس يرى ان المرأة قد تحمل دون ان تمنى
71
1
واما انا فقد سمعت كلام ارسطو لم ازل اتعمد
2
حس ذلك فوجدت التجربة صحيحة والفيت اكثر الحمل الذي بهذه
3
الصفة انما يكون بالذكورة وسالت النساء عن ذلك فاخبرنني ايضا بذلك
4
اعني انهن كثيرا ما يحملن دون ان تكون منهن لدة واما القول الموجب
5
لذلك فلان مني المرأة ان كان يفعل فعل مني الرجل فالمرأة مولدة
6
بذاتها ولا حاجة ها هنا الى الذكر وليس يمكن ان يتصور ان هذا
7
الفعل ينقسم بينهما بالكمية حتى يكون مني المرأة يفعل بعض
8
الاعضاء ومني الرجل يفعل بعضا اخر فان الاعضاء وان كانت كثيرة
9
فانها واحدة بالمبدأ الواحد الذي فيها ومعطي هذا المبدا الذي هو القلب
10
هو معطي جميع الاعضاء بالقوة فان كان في مني المرأة كفاية في عطا
11
هذا المبدا فمني الذكر لا تاثير له في الولاد وان كان مني الرجل هو
12
المعطي صورة هذا المبدا فليس لمني المرأة هذا الفعل اصلا وليس
13
لقايل ان يقول ان مني الرجل ومني المراة ليس لواحد منهما هذا الفعل
14
على الانفراد حتى يمتزجا ويختلطا ويصير لهما كون اخر كما انه
15
ليس في الخل مفردا ولا العسل مفردا ان يفعل فعل السكنجبين لاكن
16
ان وضع هذا ايضا فالمازج اذا لهذين المنيين والمعطي لهما هذه الصورة
17
هو ضرورة المكون بالحقيقة والمنيان يجريان منهما مجرى الهيولي
18
وليس ها هنا شيء يفعل هذا الفعل ويلزم ان يكون العضو الفاعل لذلك
72
1
هو العضو الذي فيه القوة المولدة بالحقيقة فيكون على
2
هذا القوة المولدة انما هي في الرحم واي حاجة ليت شعري كانت الى
3
المني والدم لان يكون منهما مثل هذا الفعل وفي الدم كفاية لان تتكون
4
منه جميع الاعضاء اذ كان يظهر انها تغتذى به واذا كان ذلك كذلك
5
وظهر انه ليس يمكن ان يكون فعل مني المراة وفعل مني الرجل واحدا
6
بالنوع وكان يظهر ايضا ان للمراة تاثيرا في الولادة فمن الواجب ان يكون
7
فعل هذا غير فعل تلك ويكونان يؤمّان بفعلهما غاية واجدة وهو
8
وجود الولد فكل واحد منهما يعطي الولد جزءا مما به يتقوّم وجزءا
9
الشي هما المادة والصورة فاحدهما ضرورة هو معطي المادة والاخر
10
معطي الصورة وليس يمكن ان نقول ان المراة هي التي تعطي الصورة
11
والذكر المادة بل الامر بالعكس فان الذي يعطي الغذاء هو الذي يعطي
12
الهيولي ضرورة فالذكر اذا هو المعطي الصورة كما يرى ذلك ارسطو
13
والانثى تعطي المادة وليس للانثى شيء /يمكن ان نظن انه مادة الا منيها
14
او طمثها دم الطمث فوق الكلمة السابقة لاكن المني هو رطوبة مائية تشبه
15
الفضلة بل هي في الحقيقة فضلة ليس يمكن ان تتغذى بها الاعضاء
16
ولو امكن فيها ذلك لكان في الدم كفاية في ذلك اذ كان هو الذي به
17
تتغذى الاعضاء فانه لا فرق بين مادة الاغتذاء والتكون لان الاغتذا تكون
18
في الجزء والتولد تكون في الكل ومادة الكل والجزء واحدة وايضا فمما
73
1
يشهد على ان مني المراة ليس هو هيولي للمولود ان نساء
2
كثيرة يحملن دون ان ينزلن بالمني كما قلنا وايضا فانا نجد
3
الرحم تقذف بالمني الى خارج وتجذب مني الرجل الى داخل وهذا كله
4
مما يدل على ان مني المراة رطوبة فضلية تسيل عند اللدة كما يسيل
5
اللعاب من فم الجايع المبصر للطعام ومن الدليل عندي على ان مني الرجل
6
يتنزل منزلة الفاعل ان الاعضاء لما كانت انما تغتذى بالحرارة الغريزية
7
القلبية وكانت هذه الحرارة هي الالة الاولى للنفس الغاذية وجب ضرورة
8
ان تكون هي الالة الاولى للقوة المكونة فلذلك ما يلزم ضرورة ان
9
يكون في مني الرجل او في الدم الذي في الرحم جزء كبير من
10
هذه الحرارة الغريزية موجودا بالفعل وليس يمكن ان يكون هذا الا في
11
المني لموضع الحرارة والرطوبة الموجودة فيه فاما الدم الذي يتولد
12
منه الجنين وهو دم الأوراد فانه بعيد جدا عن ان يكون فيه
13
بالفعل مثل هذا الجوهر لانه دم غير منهضم وابعد من هذا ان يكون
14
في مني المراة وليس لقايل ان يقول ان الحرارة الغريزية تتولد في
15
الجنين من ذاتها فانه لا يولد الحرارة الغريزية الا حرارة غريزية
16
كالحرارة الغريزية التي في المتغذي وعلى هذا فليس ينبغي ان تتوهم
17
ان المني انما يفيد كيفية فقط بل حرارة ذات كيفية ولذلك لا
18
حجة لجالينوس ولا لابقراط على ارسطو في الرقاصة التي اخبر ابقراط
74
1
انها اسقطت في اليوم السادس والمني قد احتوى عليه
2
احد الاغشية المحيطة بالجنين ولا ينبغي ايضا ان يطالب ارسطو
3
كما يفعل جالينوس اين ينفش المني ويتحلل وانا اعلم ضرورة ان
4
هذا الفحص غير مهم في صناعة الطب لان اولى المواضع به هو القول
5
في ولادة الحيوان لاكن اثرنا ذكره ها هنا لينقله من شاء الى
6
ذلك الموضع فانه بعد لم يتهيّا لنا فراغ لتلخيص تلك المقالات
7
فلنرجع الى حيث كنا فنقول اما القضيب فمنفعته الاولى ليقذف
8
بالمني الى داخل الرحم وله مع هذا منفعة ثانية وذلك انه سبيل الخروج
9
الفضلة الرطبة واما الرحم فالامر فيها بين انها لمكان الولادة وللرحم
10
مع هذا منفعة اخرى وذلك انها سبيل وطريق لفضول الدم الغير نضج
11
الذي يتكون في النسا وهو دم الطمث وذلك ان النساء لمكان رطوبتهن
12
وقلة للحرارة الغريزية في ابدانهن لا تفي الحرارة بانضاج الدم الوارد
13
على اعضايهن فتدفعه الطبيعة بادوار محدودة من هذا العضو
14
وجعلت ذات ليف كثير ذاهب ورابا لما فيها من القوة الماسكة
15
وفيها بعض ليف ذاهب طولا لما فيها ايضا من القوة الجاذبة
16
للمني واما القوة الدافعة فامرها ايضا بين فيها ولذلك كان فيها
17
ليف ذاهب عرضا واما هل في الرحم قوة مغيرة ففي ذلك نظر
18
وذلك انا لسنا نقدر ان نقول ان الرحم هي تفعل اعضاء الجنين
75
1
بل انما تفعلها القوة المصورة بالحرارة الموجودة في المنى
2
ولو كانت الرحم هي التي تخلق اعضاء الجنين لكانت الانثى مولدة من ذاتها
3
واذا كان ذلك كذلك فالقوة المغيرة التي فيها انما تنزل منزلة الحافظة
4
ولذلك متى صادف المنى الهواء فسد مزاجه فعلى هذا ينبغي ان
5
يفهم ان في الرحم قوة مغيرة واما الثدي فالامر فيها ايضا بين
6
انها لمكان توليد اللبن ولذلك كان لحمها غددي ابيض وهي من
7
الاعضاء المشاركة للرحم ولذلك نجد الرحم متى انصرفت عنها المواد
8
صارت الى الثديين كالحال في اللواتي يرضعن فان امثال هاؤلا اما ان
9
يقل طمثهن واما الا يطمثن البتة حتى ان بعض النساء
10
لا يحملن من يرضعن وكذلك متى انصبت المواد الى الرحم انصرفت
11
عن الثدي فقد قلنا في منافع الات التناسل وينبغي ان نصير الى القول
12
في منافع الات الحس. القول في منافع الات القوى الحساسة
13
/فنقول اما الحواس الاربع التي هي السمع والبصر والشم والذوق
14
فبين ان الدماغ انما جعل لمكانها وانها موجودة فيه وبخاصة السمع
15
والبصر والشم وكذلك ايضا يبين ان لكل واحد منها الة خاصة فالة
16
البصر العين والة السمع الاذن والة الشم المنخر والة الذوق اللسان
17
وسنفصل بعد منفعة جزء جزء من اجزاء هذه الالات واما الة اللمس
18
الخاصية ففيها شكوك كثيرة وجالينوس يرى ان العصب النابت من
76
1
الدماغ هو الالة الخاصة بهذه الحاسة وانه الذي يفيد غيره
2
هذه القوة وذلك فيما شانه من الاعضاء ان يقبلها وارسطو يرى انها
3
اللحم وذلك تابع لرايهما في الدماغ فان جالينوس يرى ان فيه الحواس
4
الخمس ويرى مع ذلك انه رئيس في هذا الفعل اعني انه مستبد
5
فيه بذاته غير محتاج الى غيره واما ارسطو فيرى ان رئاسته رئاسة
6
جزئية خادمة في هذا الفعل لرئاسة القلب سواء وجدت فيه
7
الحواس الخمس او الاربع فقط ولننظر نحن في ذلك على النحو
8
الذي نظرنا في رئاسة الكبد فنقول اما انه يظهر بالتشريح ان شراين
9
عظيمة كثيرة تتصل بالدماغ من القلب فذلك امر يقر به جميع المشرحين
10
وجالينوس في جملتهم فمن هنا يظهر ظهورا اوليا ان الدماغ مضطر
11
في فعله هذا الى القلب لاكن ان كان على ان القلب انما يفيد الدماغ بهذه
12
الحرارة التي يوصلها اليه القوة الغاذية التي بها يتغذى فالقلب ضرورة
13
خادم للدماغ في هذا ومرؤس اذ كان التغذي والقوة الغاذية انما وجدا
14
في الحيوان من اجل الحس والقوة الحساسية وان كان انما يفيده بهذه
15
الحرارة التي يوصلها اليه هذه الاحساسات الخمس فالقوة الحساسية الرئسية
16
الاولى فيه وهذه القوة هي التي تعرف بالحس المشترك وقد تبرهن
17
وجود هذه القوة في كتاب النفس لاكن جالينوس كما قلنا يرى ان هذه
18
القوة المشتركة في الدماغ وارسطو يرى انها في القلب فاما من اين يظهر
77
1
ان القلب هو الذى يعطي الدماغ الحراره المقدرة في الكمية
2
والكيفية بحسب حاسة حاسة من الحواس التي في الدماغ فانه ليس باي
3
حرارة اتفقت تكون اي حس اتفق ولا ايضا الحرارة التي تكون بها القوة
4
الغاذية هي الحرارة التي يكون بها الحس فذلك بين من حال النايم
5
واليقظان فانا نرى ان القوة الغاذية اتم ما تكون فعلا في جميع الاعضاء
6
في وقت النوم وليس هنالك حس واذا كان ذلك كذلك فالحرارة التي
7
يكون بها الحس في وقت النوم غير موجودة في الحواس وابين ما يظهر ذلك
8
في الذي ينام مفتوح العين فانه لولا انصراف الحرارة التي بها يبصر حينئذ من
9
العصبة المجوفة الى داخل لما كان يعدم البصر فليت شعري هذه الحرارة
10
الى اين تنصرف ومن اين تنبعث فان هنالك ضرورة القوة الحساسية
11
المشتركة اما انا فيظهر لي ظهورا اوليا ان منبعث هذه الحرارة من القلب
12
ومنصرفها اليه ولذلك كان ظاهر البدن احر في اليقظة والقوة الغاذية اظهر
13
فعلا عند النوم وظاهر البدن ابرد وليس لاحد ان يقول ان انتشار هذه الحرارة التي بها
14
يكون الحس في اليقظة يكون من الدماغ فان الدماغ عضو بارد والاعصاب اعضاء باردة
15
واكثرها ليس يظهر ان فيها روحا فضلا عن ان يسخن البدن وايضا فقد يظهر بالقول
16
ان الحرارة التي هي هيولي النفس الغاذية هي والحرارة التي هي النفس الحسية
17
واحدة بالموضوع وليست اثنين بالموضوع ولا في عضوين مختلفين وذلك
18
ان النفس الغاذية لما كانت في الجنين مستعدة لقبول النفس الحسية
78
1
وكانت الحسية تتنزل منها منزلة الصورة والكمال
2
والغاذية منزلة الهيولي فحيث الاستعداد للقبول فهنالك ضرورة يكون
3
القبول وبين ان النفس انما صارت مستعدة بموضوعها الذي هو الحرارة
4
الغريزية فقبولها الصورة الحسية يكون ضرورة في هذا الموضوع بعينه
5
وهذه حال الكمالات مع التوطيات وبهذا صار المجتمع منها واحدا اعني
6
بالموضوع واذا كان هذا كله هكذا وظهر ان الحرارة التي بها تتدبّر
7
/ الحواس هي حرارة القلب فالقوة المدبرة الحساسة المشتركة هنالك والدماغ
8
خادم لهذه القوة ورئيس على غيره من الاعضاء لا ان رياسته رياسة مطلقة
9
وقد كان يمكن ان نبين هذه الاشياء بطرق اوضح لاكن قصدنا الايجاز.
10
واذ قد تبين ان الدماغ يخدم القلب في افادته القوى الحسية على
11
جهة ما يخدم صاحب الجيش الملك في تتميم غرضه والملك هو
12
الذي رسم له الغايات التي اليها ينتهي ونحوها يفعل وقد ينبغي ان ننظر
13
اي جهة هي هذه الجهة التي بها نقول ان الدماغ يخدم القلب فانه
14
قد كان ظهر النحو الذي به يخدم الكبد القلب وذلك انه يعد له
15
الغذاء فنقول انه لما كان ليس باي مقدار من الحرارة يتم فعل حاسة
16
حاسة وكان يظهر من امر الحواس انها ليست تحتاج الى حرارة قوية
17
فان الحرارة القوية فيها تعوقها عن ادراك محسوساتها التي من خارج
18
وتشو شها عليها حتى ان الذين تسخن رؤسهم في الامراض الحادة
79
1
يحمل اليه انهم يسمعون اشيا ويبصرونها من غير ان تكون
2
موجودة واكثر ما يظهر هذا المعنى في حاسة اللمس وذلك انه لما اريد فيها ان
3
تدرك المتضادات الاربع ولم يمكن ان تكون التها خلوا منها اذ كانت ممتزجة
4
جعلت في الغاية من الاعتدال ليكون بذلك حسها اصدق ولما كان القلب
5
في الغاية من الحرارة جعل يقابله الدماغ ليعدل من حرارته حتى تظهر
6
المحسوسات على كمالها ولم يمكن ان تجعل هذه البرودة نفسها في
7
خلقة القلب اولا فانه كانت تنقص الافعال الغاذية بذلك نقصانا
8
بينا وكان الطباع لما رام ان يجعل هذين الفعلين في الحيوان الكامل
9
على اتم ما يكون قرن الى القلب الدماغ واما في الحيوان المنباتي المعروف
10
باسفنج البحر وفي كثير من الحيوان الناقص فيشبه
11
الا تكون الحاجة فيه مضطرة مثل هذا الاضطرار الى وجود الدماغ وبخاصة
12
العصب النابت من الدماغ ولذلك متى فصل جزء من ذلك
13
الحيوان النباتي اي جزء كان امكن ان يعيش ويتغذى وينمى حتى
14
يعود الى حاله وهذا هو السبب في انك ترى كثيرا من الحيوان يعيش
15
بعد ان يفصل وهذه الجهة من خدمة الدماغ للقلب هي التي يراها
16
ارسطو وجميع المثاين وانما جعل عظم الراس ليحجب الدماغ
17
وجعل مستدير الشكل لانه ابعد من الافات ومنفعة النخاع من جنس
18
منفعة الدماغ وايضا فكانه مسمار يربط الفقارات
80
1
واذ قد تبين من هذا القول كيف نسبة رياسة الدماغ
2
في الحس الى رياسة القلب وتبين مع ذلك اي منفعة منفعته فقد
3
ينبغي ان نشرع في منفعة عضو عضو من الاعضاء التي اعدت
4
نحو هذه القوى الخمس فنقول اما اللحم فانه الالة الخاصة
5
لحس اللمس اذ كان هو العضو المشترك لجميع الحيوان كما ان
6
اللمس هي الحاسة المشتركة وانما جعل العصب في الحيوان الكامل
7
لمكان تعديل مزاج اللحم وذلك انه لما كان شبيها بجوهر الدماغ
8
لزم ان يكون منفعته من جنس منفعته ولذلك كانت الاعضاء
9
التي لا ياتيها عصب كثيرة عسيرة الحس وهذه القوة منها عامة
10
لجميع اجزاء اللحم وهي الاحساس بالكيفيات كذا المتضادة الاربعة
11
التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ومنها خاصة كاحساس
12
فم المعدة بما يتحلل منه وهذا الاحساس يسمى جوعا وعطشا
13
اما الجوع فانه الاحساس تجلل الجوهر الحار اليابس واما العطش فانه
14
الاحساس تجلل من الجوهر البارد الرطب وكاحساس الكمرة بالدغدغة التي
15
تكون عند الجماع فهذان الصنفان من الاحساس هما ضرورة معدودان
16
في هذا الجنس من الحس واما اللسان فالامر فيه بين انه انما اعد نحو فعل
17
الذوق وان كان مع هذا يصحب فيه امر اخر من جهة الافضل وهو انه الذي
18
به يتهيا تقطيع الحروف وفي اصل اللسان فوهتان يفضيان الى لحم غددي
81
1
يقال له مولد اللعاب ومنفعة هذا اللعاب انه يغسل
2
الاشياء المذوقة حتى يظهر طعمها في الفم واما العينان فالامر فيهما بين
3
انهما الة الابصار لكن لما كانت / على ما ظهر بالتشريح مولفة من سبع
4
طبقات وثلث رطوبات فقد ينبغي ان ننظر في منفعة واحدة واحدة
5
منها وقد يظهر ان الالة الخاصة بهذه الحاسة هي الرطوبة المستديرة
6
الشكل المسماة جليدية اوالشبكة العنكبوتية الموضوعة على هذه الرطوبة
7
وذلك انه قد بين في العلم الطبيعي ان الة هذا الادراك انما يتم
8
بالجسم المشف الذي هو الماء والهواء وليس يظهر جسم في العين في غاية
9
الصقالة والصفا اللتين شانهما ان تتولد عن ممازجة الهواء والماء غير
10
هذين الجسمين وبهذا الصفا الذي فيهما والشفيف امكن ان يقبلا
11
الالوان وانما جعلت استدارة هذه الرطوبة مفرطحة قليلا لتلقى من
12
المحسوسات مقدارا كبيرا واما ساير الرطوبات والطبقات فانما جعلت
13
لمكان هذه الرطوبة الجليدية اما الزجاجية فانها جعلت لتغذوها على
14
جهة الرشح وذلك ان الدم لما كان بعيد الطبع من هذه الرطوبة احتيج
15
الى متوسط يصير اليه الدم اولا ويتحول وحينيذ يمكن ان يكون غذاء
16
لهذه الرطوبة واما البيضية فانما جعلت لتندى هذه الرطوبة وتحفظ
17
مزاجها من الهواء الذي من خارج ولتمنعها ايضا من ملاقات الطبقة التي
18
فوقها وهي العينبية واما الطبقات فان الصلبة منها جعلت لتوفي
82
1
العين من صلابة العظم وان تربط العين بالعظم واما
2
المشيمية فجعلت لتغذو الشبكة بما فيها من الاوراد وتفيدها ايضا
3
الحرارة الغريزية بما فيها من الشرايين واما الشبكية فمنفعتها الاولى أن
4
تؤدى الروح الباصر بما فيها من العصب وهو الحار الغريزي الذي قد تعدل
5
مزاجه في الدماغ وفي العصبتين التين ينفذان الى العينين وايضا فانما تغذي
6
الرطوبة الزجاجية على طريق الرشح وتفيدها حرارة غريزية بما فيها من
7
الشرايين واما الطبقة العنكبوتية فان جالينوس يقر ان هذه الشبكة في
8
غاية الصفا والصقالة وانها ترتسم فيها الاشكال والالوان واذا كان ذلك
9
كذلك فهذه الطبقة هي الالة الخاصة بالابصار اما مفردة بذاتها واما
10
مع عون الجليدية لها على هذا الفعل واما العينبية فزعموا ان لها
11
ثلاث منافع احدها ان تغذو القرنية ولذلك جعلت كثيرة العروق
12
والثانية ان تحجب الجليدية من القرنية لان لا تضر بها صلابة القرنية
13
ولذلك جعلت هذه الطبقة لينة والثالثة
14
لان لا يتبدد الروح وذلك باللون الاسود الذي لها اذ كان من شان هذا اللون
15
ان يفعل هذا والثقب الذي في وسط هذه الطبقة انما جعل ليؤدي صورة
16
الشيء المحسوس الى الرطوبة الجليدية او الشبكة العنكبوتية او كليهما
17
فانه ليس الابصار لشيء يخرج من العين على ما يرى ذلك جالينوس بل
18
العين يقبل الالوان بالاجسام المشفة التي فيها على الجهة التي تقبلها
83
1
المراة فاذا انطبعت الالوان فيها ادركتها القوة الباصرة وهذا
2
كله قد تبين في العلم الطبيعي ولذلك اي جسم من هذه الاجسام التي تركبت
3
منها العين كان اجدى ان تنطبع فيها الالوان لشدة صقالتها فذلك الجسم هو
4
الالة الخاصة بالعين والقرنية ايضا منفعتها الوقاية وجعلت صافية رقيقة
5
لان لا تعوق الرطوبة الجليدية من قبول الصور واما الملتحم فمنفعته
6
ان يربط العين كلها بالعظام قالوا وان يحرك العضل الذي يحرك العين
7
فهذه منافع اجزاء العين على ما يراه جالينوس واكثرها كما ترى منافع حدسية
8
وتخمينية ولاكن لا يشك بالقول المطلق ان في كل واحد منها منفعة ما
9
خاصة وان الجزء الرئيس فيها انما هو الذي شانه ان تنطبع فيه الالوان
10
واما الة السمع فالامر فيها بين انها الاذنان والالة الاولى فيها للسمع
11
هي العصبة التي تاتيها المغشية لثقب الاذن وجعل ثقب الاذن مورّبا
12
زعموا لئلا يكون الهواء باردا في بعض الاوقات فيؤذي الة السمع والاشبه
13
ان يقال في ذلك/انه انما جعل موربا لئلا يلقى الهواء المؤذي للصوت
14
الصماخ بشدة في الاصوات القوية وبالجملة فينبغي ان يعتقد ان لذلك
15
الشكل منفعة ما في تادية الصوت ولذلك جعل الجسم الغضروفي
16
المسمى عند الناس الاذن مقعرا ومن منافع هذا الجسم اما في الانسان فلان
17
يستر الثقب مما ينزل من الراس واما في ساير الحيوان فان فيه منفعة
84
1
اخرى ليلتقي بها الاصوات من اي جهة وردت ولذلك تحركها كذا
2
في الشم وهو ايضا ظاهر ان الة الشم هي الانف وان ذلك يكون في
3
الحيوان المتنفس بالاستنشاق وفي غير المتنفس بغير استنشاق كالزنابير
4
وغير ذلك من الحيوان الذي ليس بمتنفس وارسطو فيما احسب يرى ان
5
الموضع الذى يكون به هذا الادراك هما المجريان الظاهران في الانف وجالينوس
6
يرى ان هذا الادراك انما يكون بمقدمتي الدماغ بالزايدتين التين هما هنالك
7
المشبهتين بحلميتي الثدي ويقول ان لبعد هذا الموضع احتيج الى الاستنشاق
8
وانا اقول انه لو كان الامر كما يقول جالينوس لكنا متى سددنا انوفنا
9
واستنشقنا الهواء على الفم احسسنا الروائح ضرورة اذ كان الحنك
10
منفوذا الى الانف وليس يلقى الامر كذلك وكان يلزم ايضا كما يقول
11
ابو نصر ان نحس بروايح الاطعمة عندما تبتدي تنطبخ في المعدة وليس
12
الاستنشاق دليلا على ان بتلك الزائدتين يكون الشم ولو كان ذلك كذلك
13
لما امكن ان يشم الحيوان الذي لا يستنشق بل انما جعل الاستنشاق
14
لمكان الشم لاحد امرين اما من جهة الافضل واما لغلظ هذه الحاسة
15
في الحيوان المستنشق لانه قد كان يمكن ان يكون البخار يصل من ذاته
16
الى نفس الحاسة لاكن لما كان الحيوان المتنفس فعله احد بين هذين
17
اما اخراج الهواء واما ادخاله ولم يكن يمكن ان يصل البخار المشموم
18
عند اخراج الهواء كان وصوله حاسة الشم عند ادخاله اكثر فان وصول
85
1
ذلك الهواء المشموم يكون بالاستنشاق اكثر منه بغير الاستنشاق
2
ولذلك يكثر من استعماله عند اختيار الروايح ويشبه ان يكون الحيوان
3
الذي يشم دون استنشاق اذكى حاسة من الذي يستنشق كما نرى ذلك
4
في النمل والنحل ولضعف هذه الحاسة في الذي يستنشق يكون ما يصل
5
اليه في غير حين الاستنشاق نزرا لا يحسه والانسان في هذه الحاسة
6
ينقص بالاضافة الى كثير من الحيوان الذي هي ضرورة في معاشه ولذلك
7
يقال في امثال هذه الحيوانات انها تاتي اغذيتها بوحي والهام واذ
8
قد قلنا في الات الحواس الخمس فلنقل في الاعضاء التي جعلت من اجل
9
القوة المحركة.
10
القول في منافع اعضاء الحركة الارادية
11
وهذه القوة المحركة للحيوان هي القوة الخيالية اذا تعدمها نزوع ثم
12
وقع بعد ذلك اجماع وهو تحريك الصورة الخيالية للقوة النزوعية على ما
13
تبين في كتاب النفس لاكن الذي ينبغي ان نفحص ها هنا عنه من امر هذه
14
القوة ما هي الالات التي تستعملها هذه القوة وكم هي فنقول ان هي هذه
15
الحركة الارادية منها كلية ومنها جزئية اما الكلية فهي حركة المشي وهي
16
النقلة التي لجميع البدن واما الحركات الجزئية فمنها حركة جلد الجبهة
17
وحركة العينين والخدين وطرفي الانف والشفتين واللسان وحركة الحنجرة
18
والفك وحركة الراس والعنق وحركة الكتف وحركة مفصل العضد مع الكتف
86
1
وحركة مفصل الكتف مع الساعد وحركة مفصل الساعد مع الرسغ وحركة الاصابع
2
وكل واحد من مفاصلها وحركة الاعضاء التي في الحلق وحركة الصدر للتنفس
3
وحركة القضيب وحركة المثانة في غلقها على البول وحركة طرف المعى
4
المستقيم في منعه خروج الثفل وحركة مراق البطن وحركة مفصل الورك
5
والفخذ وحركة مفصل الساق والفخذ والقدم وحركة اصابع القدم فهذه هي
6
جميع الحركات التي يظن بجلها انها ارادية وينبغي ان نفحص عما يلتيم
7
به هذه الحركات من اعضاء الانسان / فنقول انه ظاهر من امر هذه الحركات
8
انها تلتيم من محرك اكثر من واحد ومثال ذلك ان حركة اليد انما تكون
9
مثلا بالوتر وحركة الوتر انما تكون بالعضل وحركة العضل انما تكون بالعصب
10
مثلا وحركة العصب اما بذاته وامابمحرك اخر وقد تبين في العلم الطبيعي
11
ان كل متحرك له محرك وان المحرك اذا كان جسما فانه انما يحرك بان
12
يتحرك فلذلك ما يحتاج المحرك اذا كان جسما الى محرك اخر فان كان هذا
13
ايضا جسما مر الامر الى غير نهاية او ويكون ها هنا محرك يحرك لا بان
14
يتحرك وذلك بان لا يكون جسما فهذا احد ما يظهر منه ان المحرك الاقصى
15
للحيوان في هذه الحركات ليس بجسم اصلا وانه قوة نفسانية ولننزلها كما
16
قلنا القوة المتخيلة اذا اقترنت اليها النزوعية ووقع هنالك اجماع ولان
17
هذه المحرك الذي ليس بجسم فلزم ضرورة ان يكون المتحرك الاول عنه
18
جسما وذلك بان يكون المتحرك عنه كالهيولي له وهو له كالصورة اذ ليس
19
يمكن في المحرك الاقصى في الحيوان الا يكون في غير هيولي كما يقال ان
20
ها هنا مبادي بهذه الصفة واذا كان ذلك كذلك فلننظر اي جسم هو هذا
21
الجسم وهو ظاهر انه الحرارة الغريزية التي في ابدان الحيوان ولذلك
22
متى بردت الاعضاء بطلت حركتها وبالجملة فهو من البين بنفسه ومما قيل
23
في العلم الطبيعي ان احد ما يوخذ في حد هذه الافعال الحركات هي الحرارة
24
الغريزية
87
1
وبخاصة افعال الغذاء وهذا مما لا خلاف فيه لاكن جالينوس
2
يرى ان ينبوع هذه الحرارة هو الدماغ وانها تنبث منه في الاعصاب الى جميع
3
البدن واما ارسطو فيرى ان الدماغ خادم في هذا الفعل للقلب على جهة خدمة
4
الحواس اعني انه يعد لها وان هذه الحرارة ينبوعها القلب وقد يمكن ان
5
نبين ذلك بمثل البيانات التي تقدمت وذلك انه يظهر ان الماشي في
6
حين مشيه تنتشر في بدنه حرارة لم تكن قبل والعضو الذي شانه
7
ان تنتشر منه الحرارة في جميع البدن هو القلب لا شك فيه ولذلك فان
8
طرأ على الانسان شي يفزعه وانقبضت الحرارة الغريزية الى القلب
9
ارتعشت ساقاه حتى انه ربما سقط ولم يقدر ان يتحرك واذا
10
كان ذلك كذلك فالقوة المدبرة الاولى في هذه الحركة وهي التي
11
تقدر هذه الحرارة في الكمية والكيفية هي في القلب ضرورة وايضا
12
فقد يقر جالينوس وجميع الاطباء ان القوة النزوعية في القلب واذا
13
كان ذلك كذلك وكان ظاهرا ان الحيوان انما يتحرك بالنزوع فهذه القوة
14
المحركة اذا في القلب والدماغ خادم لها على انه معدل لها وسوا توهمت
15
التعديل بجرم العصب وبروح نفساني يسري فيه لا فرق بينهما الا انه
16
ليس من العصب شي يظهر فيه روح على ما يقوله جالينوس الا
17
العصبتان المجوفتان الذان تاتيان العين واما المتحرك الاول عن الحار
18
الغريزي فان جالينوس يرى انه العضل اما في الاعضاء التي ليس فيها
88
1
عظام ولا هي مفاصل فبنفسه واما في المفاصل فبالاوتار النابتة
2
من العضلة الى طرف العظم وذلك ان العضل اذا انقبض الى نفسه
3
انجذب ذلك الوتر ولانه مربوط بطرف العظم يتحرك ذلك العظم بحركته
4
واذا كان للعضو حركتان متضادتان فان كانت له عضلات متضادة الموضع
5
تجذبه كل واحدة منها الى ناحيتها وتمسك المضادة لها عن فعلها فان
6
عملت كلاهما في وقت واحد استوى العضو وتمدد وقام مثال ذلك
7
ان الكف اذا مدها العضل الموضوع في ظهرها انقلبت الى خلف وان
8
مدها العضل الموضوع في باطن الساعد انبثت وان مداها جميعا استوت
9
وقامت والعضل الموجود في البدن كما قلنا على راي جالينوس خمس
10
ماية عضلة وتسع وعشرون عضلة وذلك ان في الوجه خمسا واربعين
11
عضلة اربع وعشرون منها لحركات العين واجفانها واثنا عشر لحركات
12
الفك وتسع لحركات ساير ما يتحرك من اعضاء الوجه بالارادة منها عضلة
13
مستبطنة لجلد الجبهة تعين على شدة فتح العين وعضلتان تحركان طرف
14
الانف وعضلتان تحركان الشفة العليا الى فوق وعضلتان تحركان الشفة السفلى
15
الى اسفل وعضلتان تحركان الخد والعضل الذي يحرك الراس والعنق وهي
16
ثلث وعشرون عضلة منها ما يجذب الراس وحده الى الجهة التي هي موضوعة
17
فيها ومنها /ما يجذب
89
1
الراس والعنق ومنها ما يكون بها جذبه الى
2
فوق ومنها ما يكون بها جذبه الى قدام ومنها ما يكون
3
جذبه الى خلف ومنها ما يجذب الى ناحية اليمين ومنها الى ناحية الشمال
4
وتسع عضلات يحركن اللسان واثنان وثلاثون عضلة لحركات الحلق
5
والحنجرة وسبع عضلات لكل كتف في كل جانب يحركه جميع حركاته
6
وثلاثة عشرة في كل ناحية يحركن العضل جميع حركاته واربع عضلات موضوعة
7
على العضد في كل يد اثنان موضوعتان من داخل يثنيان الذراع واثنتان
8
يبسطانه وسبع عشرة عضلة في كل ساعد عشر منها موضوعة على ظهر الساعد
9
وسبع في باطنه تكون بها حركة الكف الى داخل والى خارج والى ناحية الابهام
10
والى ناحية الخنصر وتقعير الكف وماية وسع عضلات لحركة الصدر منها ما
11
يقبضه ومنها ما يبسطه وثمان واربعون تحرك الصلب جميع حركاته وثمان
12
عضلات ممدودة على البطن من لدن القس الى عظم العانة منها بالطول ومنها
13
بالعرض ومنها بالتاريب تفعل جميع حركات البطن من الضم والعصر وتعين
14
على حركات اخر واربع عضلات للانثيين في الذكورة واربع عضلات تحرك
15
الذكر وعضلة تضبط فم المقعدة لان لا يخرج النجو بغير ارادة واربع عضلات
16
تضبط فم المثانة لان لا يخرج البول بغير ارادة واربع عضلات تضبط المقعد
17
لان لا يخرج النحو بغير ارادة وستة وعشرون عضلة لحركات الفخذين ووضعها
18
فوق الفخذين وعشرون لحركة الساقين ووضعها على الفخذين وثمان وعشرون
19
لحركة القدم وبعض حركات الاصابع ووضعها على الساقين واثنان وعشرون
90
1
لبقية حركات اصابع الرجل ووضعها على القدمين فهذه العضلات هي اول شي
2
يتحرك عن الحار الغريزي وينبغي ان تعلم انه غير ممتنع ان تكون
3
ها هنا حركات ارادية بغير هذا العضل بل بنفس الحار الغريزي او ما
4
يقوم مقامه في الحيوان الذي ليس بدمي وانما هذه العضلات لا شك في
5
الحيوان الكامل ولذلك اعتاص على جالينوس اعطاء عضل يحرك اللسان
6
الى خارج وحركة الانعاظ لانه راى قطعا انه لا تكون حركة الا بعضل بل
7
ليس الامر كذلك واذ قد قلنا في منافع اعضاء الحركات الارادية فينبغي
8
ان نقول في التنقس واعضايه فان جالينوس يرى انه داخل في الحركات
9
الارادية القول في الات التنفس. والات التنفس هي الحجاب والرية
10
وقصبتها والحنجرة واللهاة وقد ينبغي قبل الفحص عن منفعة عضو عضو منها
11
ان نبين ما منفعة هذا الفعل باطلاق اعني التنفس فنقول انه قد جرت
12
عادة الاطباء من جالينوس فمن دونه ان يقولوا ان للتنفس منفعتين
13
احداهما ترويح الحرارة الغريزية التي في القلب باستنشاق الهواء البارد
14
ودفعه اذا سخن مع ما يمكن ان يتحلل من الحار الغريزي من جوهر دخاني
15
غير ملايم وهذه المنفعة لعمري هي حق وهي ضرورية في وجود الحيوان الحار
16
الدموي واما ما كان من الحيوان غير حار ولا دموي فلا ضرورة به الى مثل
17
هذا الفعل بل تكفيه من ذلك حركة الشراين التي في القلب فانا نرى ان ذلك
18
ايضا تنفس ما واما المنفعة الثانية زعموا فليغتذي الروح الغريزي بالهواء
19
الداخل ويخلف منه بدل ما يتحلل وهذا قول في نهاية السقوط وذلك ان
20
المركب ليس يمكن فيه ان يغتذي من البسيط لانه لو امكن ذلك لكان يوجد
21
حيوان بسيط غير مركب بل هو من اسطقس واحد وجالينوس ينكر ذلك ولذلك
22
يقول ان الماء ليس بغاذ وهذا بين بنفسه لمن زاول العلم الطبيعي فلنعمل
23
اذا على ان منفعة التنفس هي المنفعة الاولى واما لاي قوة من قوى النفس هو
24
هذا الفعل فان جالينوس يرى ان ذلك للقوة الارادية ويحتج على ذلك بان لنا
25
ان نتنفس والا نتنفس وايضا فانه يزعم ان الالة الخاصة بهذه القوة هي العصب
26
والعضل وزعم انه اذا بتر العصب الذي يحرك الحجاب لم يعش الحيوان الا مقدارما يعيش المخنوق
27
بالرهق
91
1
واما غيره فيرى انه للقوة الغاذية كالحال في النبض
2
ويمكن ان نحتج لهذا الراي باشياء احدها انا نتنفس في النوم والفعل
3
الارادي انما يكون مع تحيل ونزوع على /ما سلف والثاني انا نرى التنفس
4
الذي لا نتعمده يحاكي النبض حتى ان ابقراط كان يقيمه في اكثر الحالات
5
مقام النبض وذلك حيث لا يكون مرض في الات التنفس لانه اذا كان الامر
6
هكذا دل حينئذ على مزاج القلب كما يدل النبض نفسه وقوم راوا انه
7
مركب من الفعلين جميعا اعني من الارادي والفعل الغير ارادي وهو
8
الفعل المنسوب للقوة الغاذية التي يعرفها الاطباء بالقوة الطبيعية
9
وذلك كحركات كثير من الاعضاء مثل حركة الجفن فان الامر فيها بين انها
10
مركبة وكذلك حركة الازدراد كما نرى ذلك يعترينا عن سقوط
11
الشهو ويشبه ان يكون هذا الراي الاخير اصوب الاراء اعني ان
12
هذا الفعل مركب لاكن ينبغي ان يعتمد ان الاملك به انه فعل
13
طبيعي اذ كان اكثر تنفسنا في حال الصحة وفي حال المرض انما يكون
14
من غير ان نتعمده وبذلك امكن ان يجعل دليلا على مزاج القلب
15
والتنهد الذي يصيب الانسان هو شي غير متعمد له وايضا
16
اذا كثرت حاجتنا الى التنفس فانا لا نقدر الا نتنفس كالحال في
17
السعال وغير ذلك وانما ارفدت الطبيعة هذه القوة بالارادة للحاجة الى
18
ذلك في الموضع الذي لا تفي القوة الطبيعية بما يحتاج القلب من ذلك
92
1
واما ما يحتج به جالينوس على ان هذه القوة ارادية محضة
2
من انها تبطل بقطع العصب فليس في هذا حجة وهو موضع
3
مختل كما قيل غير ما مرة فانه اذا ارتفع العصب فارتفع بارتفاعه
4
حركة ما فليس يلزم ضرورة اذا وجد العصب ان توجد تلك الحركة حتى
5
يكون العصب هو السبب الخاص في ذلك الفعل وقد شوهد ان من شد
6
له عرقا السبات الصاعدان الى الدماغ انه يختل افعاله الاراديه كلها
7
ولذلك سمي هذان العرقان بهذا الاسم وحكى الرازي ان ملوك الهند
8
كانت تقتل بذلك وايضا فما الذي يصنع ان يكون فعل العصب في
9
ذلك انما هو احد ما يتم به هذا الفعل فاذا اختل هوضرورة اختل ذلك
10
الفعل وليس هو سبب خاص بذلك ولا يلزم ان تكون كل حركة للعصب
11
يدخل في وجودها ان تكون ولا بد ارادية محضة وكيف لا وهو
12
يقر ان حركة الاجفان انما تكون بالعصب وهذا كله بين بنفسه
13
واذ قد تبين ما منفعة التنفس واي قوة هي هذه القوة فقد ينبغي
14
ان نشرع في منفعة عضوعضو من الاعضاء المنسوبة الى هذا الفعل
15
فنقول ان اشهر الاعضاء منفعة في هذا الفعل هي الرية وذلك
16
انها اذا انبسطت جذبت الهواء الى داخل واذا انقبضت دفعته
17
الى خارج وبالجملة فما لا شك انها الالة الخاصة بهذا الفعل
18
لاكن مما فيه موضع نظر هل حركتها هذه الحركة التي بها
93
1
يكون ادخال الهواء واخراجه تابعة لحركة الصدر من غير ان
2
يكون لها في نفسها حركة ام حركة الصدر في التنفس شي مصاحب
3
لحركتها وكانه معين لها اما جالينوس فيرى انه ليس لها في ذاتها
4
حركة تخصها وان حركتها انما هي تابعة لحركة الصدر وان حركة
5
التنفس الذي على المجرى الطبيعي انما تكون بالعضلة العظمى
6
التي تسمى الحجاب وهي الفاصلة بين الاعضاء الفوقية والسفلية
7
ويرى ان اخص منافع هذا العضو هو هذا الفعل واما في وقت ارسطو
8
فلم يكن وقف من منفعة هذا العضو على شي سوى انه حاجب بين
9
الاعضاء الرئسية وبين الاعضاء التي تطبخ الغذاء لان لا يصل اليها
10
في حين الطبخ شي من الحرارة وليس مثل هذا بنكير فان الحال فيما
11
يدرك بالتشريح كالحال فيما يدرك من حركات الاجرام السماوية
12
وجالينوس مع ان في زمانه كانت هذه الصناعة اكمل شي يقول انه
13
ليس يمتنع ان يقف غيري من هذه الاشياء على ما لم اقف
14
ولذلك جل الامور الذي يظن بجالينوس انه يناقض فيها ارسطو ليست
15
في الحقيقة مناقضات وانما هي كالتتميمات والزيادة مثال ذلك ما حكاه
16
ارسطو في منفعة الحجاب وما يظن به انه لم يحس الاجسام التي
17
تسمى عصبا لاكن لم يكن ذلك ضارا له فيما يعتقده من الاقاويل
18
الكلية في الحركة والحس في منفعة القلب والدماغ وكما ان من شان
94
1
من ادرك في علم الهيئة حركة زائدة ان يضيفها الى ما/ما ادرك
2
المتقدم كذلك ينبغي في هذه الاشيا ها هنا لا ان ما اتى به جالينوس من
3
الامور الجزئية يناقض تلك الكليات وقد خرجنا عما نحن بسبيله
4
فلنرجع الى حيث كنا فنقول انا انما قلنا فيما يراه جالينوس من ان
5
حركة الرية تابعة لحركة الصدر موضع نظر لانه انما يصح ذلك بانه اذا
6
تعطلت حركة الصدر تعطلت حركة الرية ومات الحيوان وهذا ليس
7
يظهر منه ولا بد ان حركة الصدر هي السبب الخاص لحركة الرية وذلك
8
انه قد يمكن ان يكون الصدر والرية في هذه الحركة كل واحد منهما متحرك
9
من ذاته لاكن ليس يمكن لاحدهما حركة دون الاخر فعلى هذا ايضا
10
متى تعطل احدهما تعطل الاخر وليس ولا واحد منهما سبب لصاحبه
11
في هذه الحركة ولو قدرنا الرية في هذه الحركة غير متحركة على ما يراه
12
جالينوس لتعطلت ضرورة حركة الصدر افترى كنا نقول اذ ذلك ان الرية
13
تحرك الصدر لانه اذا لم تتحرك لم يتحرك الصدر فهذا هو اختلال هذا
14
الموضع هنا فانه غير ممتنع ان تكون حركة الصدر والرية كالمتحركتين
15
معا من تلقا انفسهما في رباط واحد فانه متى لم يتحرك احدهما لم
16
يتحرك الاخر وليس واحد منهما يحرك صاحبه وايضا فليس ممتنعا
17
عندما يتولد بالصدر سوء مزاج من قطع العصب الواصل اليه او شده
18
ان يتعدى ذلك الى الرية على سبيل المشاركة فان احد ما تعتقد به الاعضاء
95
1
هي جهة مشاركتها وجالينوس يقر بذلك وعلى هذا الجهة تكون حركة الصدر
2
كانها معينة لحركة الرية ولا سيما عند الحاجة الى التنفس الشديد وجالينوس
3
لزم في هذا القول اصوله وذلك انه لما كانت هذه الحركة عنده ارادية
4
وكانت الحركة الارادية عنده انما تكون بالعصب فقط ولم يكن ظهر له
5
بالتشريح انه ياتي من العصب للرية ما به يتحس فضلا عما به يتحرك وكانت
6
طريقة الارتفاع عنده يقينية اعني انه وجد حركة الرية ترتفع بارتفاع
7
الصدر حكم حكما باتا ان الصدر يحرك الرية في هذه الحركة وان الرية مستتبعة
8
له ويشبه الا يكون في ايدينا من المقدمات ما نصل به الى اليقين في كثير
9
من هذه المطالب لاكن مع هذا ينبغي ان يقال في ذلك بحسب الطاقة فانه غير
10
ممتنع ان تلوح ها هنا اشيا فيما بعد يمكن منها الوقوف على اليقين في
11
كثير مما لا يمكننا نحق في زماننا هذا وانما قسم الصدر بقسمين وجعلت
12
اجزا الرية مضاعفة ليكون متى اعترى في احدهما شي قام الثاني بالمنفعة
13
مثال ذلك ما يعتري في الجراحات التي تخرق احد التجويفين من تتجاويف الصدر
14
فان القسم من الرية الذي في التجويف الغير منخرق يقوم حينئذ بمنفعة التنفس
15
واما اذا انخرق تجويفا الصدر معا فانه يهلك الحيوان واما قصبة الرية فانها
16
ايضا من اجل ادخال الهوا واخراجه لاكن يصحب اخراج الهوا منفعة اخرى
17
وهو حدوث الصوت ولذلك جعل في طرفها العضو الذي به يمكن ذلك وهو المسمى
18
حنجرة فان هذا العضو خلق خلقة مواتية لحدوث الصوت ولذلك جعل فيه الجسم
19
الشبيه بلسان المزمار ووصل به من العضل ما يتاتى به ان يتشكل باشكال
96
1
مختلفة حتى يحدث عنه اصوات مختلفة وهذه المنفعة في الحيوان هي من
2
اجل الافضل لا من اجل الضرورة فانه ليس الصوت ضرورة في وجود الشخص وكثيرا
3
ما تتوخى الطباع هذا فتصرف العضو الواحد في منفعتين وثلاث اذا امكن
4
ذلك كالحال في الخياشيم فانها جعلت للشم واتفق فيها ايضا ان كانت
5
سبيلا لتنقية فضول الدماغ فهي بهذا الوجه تخدم القوة الغاذية وبالوجه
6
الثاني القوة الحساسة ومن الدليل على ان الحنجرة هي الالة الخاصة بالصوت انا
7
متى نفخنا بشدة في قصبة رية اي حيوان اتفق حدث صوت شبيه بصوت ذلك
8
الحيوان وجعل على فم هذا المجرى غطا يحجب لان لا يصل اليه شي مما يمر
9
بالفم فيهلك الحيوان ولذلك متى ذهب هنالك شي له قدر ما احدث سعالا
10
واما العنبة فان منفعتها ان تمنع ايضا الغبار والدخان وما اشبهه مما
11
يمكن ان يصل الى الحنجرة وهي مع هذا تحجب البرد لئلا يصل الى اعضاء التنفس
12
ولذلك متى افرط في قطعها/ غلب على الصدر والرية البرد حتى ان كثيرا من الناس
13
يهلكون لذلك ويشبه ان يكون لها ايضا مدخل في وجود الصوت فهذا هو القول
14
في منافع الات التنفس.
15
واما القوة المتخيلة والمفكرة والذاكرة والحافظة فانها وان لم تكن الية فلها
16
مواضع خاصة بالدماغ فيها يظهر فعلها اما القوة المتخيلة ففي البطن المقدم
17
من الدماغ وهذه القوة هي التي تحفظ صنم الشي بعد غيبوبته عن الحس واما القوة
18
المفكرة فظهورها يكون في البطن الاوسط من الدماغ وبهذه القوة نزوي في المجهول
97
1
حتى نستنبطه ولذلك لا توجد هذه القوة الا للانسان واما القوة الذاكرة
2
والحافظة فموضعها موخر الدماغ ولا فرق بين الذاكرة والحافظة الا ان الذكر
3
هو حفظ منقطع والفرق بين الذاكرة والحافظة وبين المتخيلة ان المتخيلة
4
تحضر صنم الشي المحسوس بعد غيبية المحسوسات ولذلك لم تكن حسا والقوة
5
الحافظة انما تحفظ معنى ذلك الصنم وكذلك الذاكرة انما تتذكر ذلك
6
المعنى الذي للصنم ومن هنا يظهر انها اكثر روحانية من المتخيلة وينبغي
7
الا يذهب علينا ان هذه القوى وان كان احدها يتم به فعلها هي هذه البطون
8
من الدماغ انه انما وجودها بالحقيقة في القلب وان هذه المواضع انما هي
9
لها بمنزلة الالات فكما ان القوة الباصرة انما تكون بالرطوبة الجليدية
10
مع انها في القلب كذلك هذه القوى ومنفعة هذه المواضع في هذه القوى هي
11
التعديل على ما قلناه في منفعة الدماغ في ساير الادراكات والسبيل التي
12
بها يتبين هذا هي السبيل التي تقدمت وذلك ان هذه القوى انما تفعل بالحرارة
13
الغريزية والحرارة الغريزية المقدرة انما تصل اليها من القلب فالقوة المقدرة ضرورة
14
في القلب فهذه القوى اذا محلها القلب وايضا فان القوة المتخيلة كما قيل
15
انما فعلها في الاثار الباقية من المحسوسات في الحس على ما تبين في كتاب
98
1
النفس والحس المشترك قد تبين قبل ان محله القلب فالمتخيلة ضرورة محلها
2
القلب وايضا فان المتخيلة هي المحركة للحيوان بتوسط النزوعية والنزوعية
3
في القلب فالمتخيلة اذا في القلب وحيث المتخيلة فهناك ضرورة المفكرة فان
4
الفكر انما هو تركيب الخيالات وفعلها وكذلك حيث تكون المتخيلة فثم الذاكرة
5
والحافظة وليس يجب من كون اعتلال هذه القوى باعتلال هذه البطون من الدماغ
6
ان يقال ان هذه القوى في الدماغ فقط كما انه ليس يلزم عن اعتلال البصر
7
باعتلال الرطوبة الجليدية ان يقال ان قوة الابصار الرئيسية انما هي في
8
الجليدية وقد تعتل هذه القوى باعتلال الحجاب وليس احد يظن انها في الحجاب
9
ولما كانت هذه التجاويف من الدماغ انما وضعت اولا من اجل هذه القوى هيئت
10
في امزجتها للفعل الموافق لهذه القوة فالروح الغريزي انما يكون اولا في
11
البطنين المقدمين ومنه يسير الى البطنين الموخرين في المسلك الذي بينهما
12
وللاحتياط والتقدير جعل في تلك المسافة اجسام تنفتح في وقت الحاجة لدخول
13
الحار الغريزي منها ثم تنسد على ما ذكر في كتاب التشريح ولكون الدماغ جسما
14
لينا رطبا وقي بعظم القحف وبالاغشية المحيطة به كم وقي القلب باضلاع الصدر
15
وجعل هذا العظم مستديرا اذ كان هذا الشكل هو احكم الاشكال وذلك انه يحتوي
16
على اكثر مما يحتوي عليه ساير الاشكال المساوية له وايضا فانه ابعد شي
17
عن الافات وجعل الدماغ في ارفع موضع في الحيوان الكامل لمكان الحواس فان
18
الحواس كما يقول جالينوس طلايع البدن ومن شان الطلايع ان يكون في المواضع
99
1
المشرفة فقد قلنا في منافع عضو عضو من اعضاء بدن الانسان بحسب ما
2
راينا انه كاف في غرضنا وقد بقي علينا ان نبين من الافعال الصحية النوم
3
ما هو وباي عضو يكون فانه من الامور الضرورية في وجود الحيوان الذي شانه
4
ان ينام والانسان هو احدها ولذلك كان اختلال هذا الفعل مما يهلك الحيوان
5
وعند تمام القول في هذه القوة نختم هذه المقالة ونشرع /في القول في الامراض
6
واسبابها واعراضها. فنقول اما ان النوم هو سكون الحواس وانصرافها عن
7
الاتها الى داخل البدن فذلك من الامور الظاهرة بانفسها ولذلك تمر بها في
8
تلك الحال المحسوسات فلا تحسها وايضا فقد يظهر ذلك ظهورا ابين فيمن ينام
9
مفتوح العين فانه لو كانت هناك القوة المبصرة لما مر به شي الا راه وليس
10
هذا العارض يعرّض لنا في وقت النوم فقط بل قد يعرض عندما يفكر الانسان في
11
شي ما ولذلك كثيرا ما تمر بنا في تلك الحال محسوسات كثيرة لا نحسها
12
واذا كان جنس النوم انما هو انصراف الحواس الى باطن البدن وكانت الحواس
13
انما يمكن فيها الحركة بحركة الجسم الذي هو الهيولي الخاصة بها وكان هذا
14
الجسم قدتبين من امره انه الحار الغريزي فالنوم اذا ضرورة يكون بانصراف
15
الحار الغريزي الى قعر البدن وقد يشهد لهذا ان ظاهر البدن يبرد عند النوم
16
وايضا فان فعل الهضم يكون اتم عند النوم وذلك ان الحرارة الغريزية التي
17
كانت تستعملها الطباع في ظاهر الجسم في الحس والحركة تنصرف حينئذ داخل
18
الجسم الى انضاج الغذا والفعل فيه ولما كان ابعاث الحرارة الغريزية على
100
1
ما قيل قبل الى ظاهر الجسم انما يكون من القلب فرجوعها ضرورة في وقت
2
النوم انما هو الى القلب وذلك ان الموضع الذي منه تبتدي الحركة اليه
3
تنتهي كالحال في رئيس الجيش فانه الذي اليه تنتهي الاخبار
4
ومنه تبتدي واذ قد تبين من امر النوم انه سكون الحواس وتعطل فعلها
5
لانصراف الحار الغريزي المحمولة فيه الى القلب فلننظر ما سبب هذا الانصراف
6
فان هذا هو الذي يجري من تصور ما هو النوم مجرى الفصل الاخير فنقول ان
7
انتشار الحار الغريزي انما يكون ضرورة يتزيد في كميته والتزيد في الكمية
8
انما تفعله تزيد الحرارة فيه واما انقباضه فهو نقص في الكمية وذلك يكون
9
ضرورة لغلبة البرودة والرطوبة عليه واذا كان هذا كما وصفنا فالنوم انما
10
يعرض لنا عند برد الحار الغريزي الذي في القلب ورطوبته فاذا برد ورطب عاد
11
الى ينبوعه ونقصت كميته ولما كانت منفعة الدماغ انما هو في ان يعدل حرارة
12
القلب ويبسه وجب ضرورة ان يكون القلب انما يلقى اكثر ذلك هذا الفعل من
13
الدماغ وذلك اذا افرط مزاجه في البرد ولكون هذا الفعل انما يكون ذلك
14
عند وقت ورود الغذا عليه وايضا فمع هذا ان القلب اذا ورده الغذا ترطب
15
وبرد ولكون هذا الفعل انما يوجد للقلب اكثر ذلك بتوسط الدماغ وكان من
16
قل نومه نطلنا منه الدماغ بالاشياء المرطبة ظن كثير من الناس ان النوم انما
17
هو فعل خاص بالدماغ وليس
101
1
الامر كذلك ومن الدليل على ان النوم انما يكون بالبرودة والرطوبة ان
2
الاغذية المنومة هي باردة رطبة كالخس وغير ذلك مما شانه ان ينوم والاشيا
3
المسهدة هي الحارة اليابسة وانما صار الحيوان يصيبه النوم كثيرا اثر التعب
4
لان الحيوان اذا تحرك واجهد نفسه في ذلك تبددت الحرارة الغريزية ونقصت
5
كميتها فعادت ضرورة لمكان الاحتياط والتوفر الى مبديها كما يعتريها ذلك
6
عند ورود الاشيا المفسدة عليها والمضادة ان تتراجع الى مبديها فان الجند
7
متى دهمهم امر فانما يقرعون الى الرئيس ولذلك كان هذا العضو اخر عضو
8
يبرد عند الموت وهذا الفعل هو من فعل الطبيعة المدبرة لابد ان الحيوان ولهذا
9
كان النوم من ضرورة وجود الحيوان الكامل فانه لولا النوم لفسدت حواسه
10
بكثرة الاستعمال واذا فسدت الحواس فسد الحيوان ولذلك تصفر وجوه الذين
11
لا ينامون وتعتل افعالهم وبخاصة الغاذية وايضا فان استعمال الحواس مما
12
يبرد الحرارة الغريزية بانتشارها واذا بردت عادت الى عمق البدن ونقصت
13
كميتها وينبغي ان تعلم ان هذا الفعل وان كان انما يكون بمزاج ما في
14
الحرارة الغريزية وهو/مزاج الرطوبة والبرودة فالفاعل بالحقيقة لذلك هي
15
القوة المدبرة التي في القلب والحرارة التي بهذه الصفة هي التها ولذلك قد
16
ينشا ها هنا موضع فحص وهو لاي قوة من قوى النفس ينسب هذا الفعل ويشبه
17
ان يكون ذلك القوة الحسية اذ كانت هي التي تتوفر بهذا الفعل وتكمل افعالها
18
وليس هو للغاذية بما هي غاذية فان النبات ليس له نوم اذ كان ليس له
102
1
حس وهذه القوة هي من قوى الحس للحس المشترك وانما نسبنا هذا الفعل للقوة
2
لانها احد ما يحفظ وجودها به وهذا هو القول في جميع الافعال الصحية بما
3
هي صحية وبين من منافع هذه ما هو ضروري في وجود الحيوان وما ليس بضروري
4
اما اعضاء القوة الغاذية وافعالها فضرورية في وجود الحيوان ما عدا المولدة
5
وكذلك حاسة اللمس ولذلك كان تعطل هذه القوة موتا ضرورة وكذلك التنفس
6
فعل ضروري ومن هنا يظهر ان الاشيا التي تجري من بدن الانسان مجرى الحافظة
7
هو الهواء والماء والغذاء وانما تكون هذه الاشياء حافظة اذا كانت على المجرى
8
الطبيعي ولما كان الهواء انما يكون على صورته الطبيعية بحفظ الشمس والاجرام
9
السماوية له كانت الاسباب القصوى التي تجري من بدن الحيوان مجرى الحافظة له
10
هي الاجرام السماوية وهذا الفعل انما يتم في الهواء بفعل الشمس فيه الفصول
11
الاربع التي هي الربيع والصيف والخريف والشتا وذلك بسيرها في فلكها المايل
12
ولذلك قد يجب على الطبيب ان يعرف ها هنا طبايع هذه الفصول اذ كانت هي احد
13
ما به تتقوم الصحة فنقول اما الربيع فانه الزمان الذي تكون افعال القوة
14
الغاذية فيه اتم فعلا وذلك انما يكون بانما به الحرارة الغريزية في ابدان
15
الحيوان ولما كانت الحرارة الغريزية حارة رطبة قلنا في هذا الفصل ان مزاجه
16
الحرارة والرطوبة فان النظر في مزاجه ها هنا انما هو بالمقايسة الى بدن
17
الانسان والشبان اتم ما يوجدون افعالا في هذا الفصل ولذلك ان شيت فقل فيه
18
انه الفصل المعتدل وذلك بمقايسته الى فعل الانسان واما الصيف فيظهر من امره
103
1
ان الحر واليبس عليه لغلب وكذلك يظهر من امر الشتا ان البرودة والرطوبة
2
عليه غالبة وهذا كله بالاضافة الى زمن الربيع واما مزاج الخريف فمن حيث
3
انه متوسط بين الصيف والشتا قد كان يظن انه يلزم فيه ان يكون باعتدال
4
الربيع ولكن الامر في ذلك بالعكس بل هو في غاية المضادة لزمن الربيع فانه
5
الزمن الذي تهرم فيه القوى وتتشتت وذلك ظاهر من فعله ذلك في نبات وفي
6
الحيوان ولذلك قيل ان البرد واليبس غالبان عليه الذي هو ضد الحرارة والرطوبة
7
واما مزاجه في نفسه فانه وان كان غير مفرط في الحرارة فان اليبس غالب
8
عليه وهو بالجملة متشتت الاجزاء ونسبة الشمس فيه الينا في القرب والبعد
9
فانها وان كانت بعينها هي نسبتها في الربيع فبين النسبتين فرق عظيم
10
لمكان الاستعداد وذلك ان في زمن الخريف قد تناهت فيه القوى وقد استولى
11
اليبس على جميع الموجودات فيكون الاعتدال الموجود في الحرارة في ذلك الوقت
12
لا غنا له في النشي واما الاعتدال الموجود في زمن الربيع فهو وارد على هيولي
13
ملايمة للنشي وهي الرطوبة وهذه الفصول ليس لها حد معلوم في القصر والطول
14
بل تختلف في البلاد وذلك بحسب عرضها واعدل البلاد هي البلاد التي يقصر فيها
15
زمان الخريف ويطول فيها زمان الربيع وتلك هي البلاد التي في الاقليم الخامس
16
وبخاصة ما كان منها قريبا من البحر والخريف في بلادنا هذه وهي بلاد الاندلس
17
هو نحو من شهرين وهي في اول الاقليم الخامس وليس تحت معدل النهار زمان
18
معتدل كما يزعم ذلك كثير من الناس وقد تبين ذلك فيما كتبناه في غير هذا
19
الموضع ولا ايضا تفضيل من يفضل الاقليم الرابع على الخامس شي وجالينوس
20
يرى ان اعدل المواضع هي بلاد يونان ومن هذا بلدة ابقراط ويقول ان هذه
21
البلدة يكاد ان /يكون زمانها كلها ربيعا فقد تبين من هذا القول ما صحة
22
عضو عضو من اعضاء الانسان بجميع اسبابه الاربعة التي هي المادة والصورة
23
والحافظة والغاية وذلك ما قصدنا له من اول الامر
104
1
كتاب المرض
2
فنقول ان حد المرض مفهوم من حد الصحة اذ كان مقابله ولما
3
كانت الصحة هي حال في العضو بها يفعل الفعل الذي له بالطبع
4
او ينفعل الانفعال الذي له لزم ضرورة ان يكون المرض حالة في العضو
5
بها يفعل على غير المجرى الطبيعي او ينفعل وقد ينبغي ان
6
نفعل اولا في تعرف انواع المرض ما فعلنا في تعرف انواع الصحة
7
فنعرف اولا ما هي هذه الحال وانواعها ونعطي اسباب جميع ذلك
8
ثم نعرف بعد ما الافعال التي تكون على غير المجرى الطبيعي وما
9
الانفعال وهو المسمى عند الاطباء عرضا فانا ايضا متى فعلنا ذلك
10
نكون قد احطنا علما بالامراض لجميع الاسباب الاربعة وهي غاية
11
المعرفة بالشي والوقوف على جميع ذلك كما قلنا يكون مما تقدم
12
من معرفة الصحة فان انواع المرض معادة لانواع الصحة ومفهومة
13
منها وان كان يظن ان كثيرا من انواع الامراض اعرف من انواع الصحة
14
لان كثيرا من الامراض لها اسما وليس للصحة المقابلة لواحد واحد
15
منها اسم لاكن لا سبيل هنا الى معرفة الامراض بيقين الا بمعرفة
16
مقابلها ولذلك قيل ان علم الاضداد واحد فنرجع فنقول لما كانت
17
الحال الصحية في العضو صنفين اما مزاج وذلك في الاعضاء المتشابهة
18
واما تركيب وذلك في الاعضاء الالية وجب ان نقسم الامراض اولا
105
1
الى هذين القسمين فنبتدي نحن فنعرف اولا امراض الاعضاء
2
المتشابهة الاجزاء ونعطي اسبابها الفاعلة والمادية ثم نعرف بعد ذلك
3
انواع امراض التركيب ونعطي ايضا اسبابها فنقول لما كانت الاعضاء المتشابهة
4
الاجزاء انما تفعل او تنفعل على المجرى الطبيعي متى كانت مقادير
5
الحرارة كذا والبرودة والرطوبة واليبوسة فيها هي مقادير صنف صنف
6
من اصناف الامزجة الصحية التي عددت في كتاب الصحة لزم ان
7
تكون امراض هذه الاعضاء انما هي خروجها عن تلك المقادير في
8
كيفية واحدة او اثنتين مما يتركب فتكون اصناف امراض هذه الاعضاء
9
ثمانية اما حارة واما باردة واما رطبة واما يابسة واما حارة رطبة واما
10
حارة يابسة واما باردة رطبة واما باردة يابسة وهذه الاصناف من
11
الامراض انما توجد اولا للاعضاء المتشابهة الاجزاء وثانيا للمركب
12
من جهة المتشابهة وذلك كالحال في المزاجات الصحية وهذه الاصناف
13
الثمانية منها مادية ومنها غير مادية الا انه يعسر تصور مرض
14
مادي مفرد بل انما الامراض المادية مركبة وينبغي ان نصير الى
15
اعطاء اسبابها فنقول اما الامراض المادية فاسبابها هي الاخلاط
16
الاربعة اذا خرجت عن الاعتدال اما في كيفيتها واما في كميتها
17
وسبب خروجها في كيفيتها وكميتها يكون اما من قبل الهيولي
18
واما من قبل الفاعل وذلك ان الاعضاء انما تكون على امزجتها الصحية
106
1
اذا كان ما يصل اليها من الدم موافقا في الكمية والكيفية
2
وانما يكون بهذه الحال متى كانت الاعضاء الفاعلة للغذا على امزجتها
3
الصحية وكانت الاغذية التي ترد البدن اغذية طبيعية واستعملت
4
بالمقدار الذي ينبغي وفي الوقت الذي ينبغي وعلى الترتيب الذي ينبغي
5
واما اذا كانت الاغذية غير طبيعية واستعملت على غير المقدار
6
الذي ينبغي وفي غير الوقت الذي ينبغي فانها ليس تكون فقط
7
اسبابا هيولانية لتولد مثل هذه الاخلاط في البدن بل وتكسب
8
للاعضاء الفاعلة للغذا سو مزاج حتى يكون تولد الاخلاط الخارجة
9
عن الطبع من جهتين من قبل الهيولي والفاعل وقد تكون الاغذية
10
طبيعية وتستعمل على المجرى الطبيعي وتكون الاشياء التي من
11
خارج تكسب الاعضاء الفاعلة سوء مزاج موافق لتوليد خلط منها
12
والاشياء التي من خارج /هي مثل الاهوية والمهن وغير ذلك وقد
13
يجتمع الامران جميعا وحينئذ اعظم ما يكون تولد امثال هذه
14
الاخلاط وخروجها في الكمية والكيفية وقد يكون ذلك من رداة مزاج
15
اصلي في خلقة الاعضاء الفاعلة للغذا وكثيرا ما يكون سبب هذا
16
المزاج الاباء اذا كانت امزجتهم منحرفة وبهذه الاستعدادات الاول
17
التي في الخلقة ترى كثيرا من الناس متشابهين في الخلقة الظاهرة
18
وفي التدبير ويختلفون فيما يصيبهم من كثرة الامراض وقلتها
107
1
وفي طول العمر وقصره واذ قد تبين اسباب حدوث هذه
2
الاخلاط باطلاق فينبغي ان ننظر كيف حدوث واحد واحد منها وكم
3
هي الامراض التي تتولد عنه.
4
في اسباب الامراض الحارة اليابسة المادية
5
فنقول ان المرض الحار اليابس انما يحدث متى كانت الاغذية
6
في امزجتها احر مما ينبغي وايبس او كانت قليلة او متباعدة الوقت
7
فان الاغذية التي بهذه الصفة اذا وردت المعدة والكبد استحالت
8
الى احر مما ينبغي وايبس مما ينبغي مع انها تكسب المعدة
9
والكبد مثل هذا المزاج فيكون فعلها ذلك بجهتين واذا كان ذلك
10
كذلك فيكون الدم المتولد عنها احر وايبس مما ينبغي وتكون
11
الصفرا حينئذ احر مما ينبغي او اكثر او كليهما فيختل لذلك فعل
12
المرارة اما انها لا تفي بما يحتاج اليه من جذب الصفرا وذلك لخروج
13
الصفرا عن المجرى الطبيعي في الكمية او في الكيفية او كليهما فتبقى
14
الصفرا مبثوثة في الدم فلا تزال الاعضاء اذا تغذت بمثل هذا
15
تخرج شياء فشياء كذا عن مزاجها الطبيعي الى الحرارة واليبس حتى
16
يتولد فيها امراض كثيرة وهذا المعنى الذي يلحق من امر الاغذية
17
يلحق من الامور التي من خارج اذا يتولد فيها امراض كثيرة احرت
18
ويبست الاعضاء الفاعلة للغذا والاشياء التي تفعل مثل هذا المزاج من خارج
108
1
هي الهواء الحار والرياضة المفرطة والسهر والاعراض النفسانية
2
التي تحر الجسم مثل الغضب والفكر وغير ذلك واعظم هذه الاسباب
3
فعلا هو الهواء والمهنة وقد يفعل ذلك استحصاف المسام لان الحرارة
4
حينيذ كذا تحتقن وقد يكون ذلك كما قلنا عن مزاج اصلي طبيعي
5
والصفرا الغير طبيعية المتولدة في ابدان المرضى عن هذه الاسباب
6
هي في الاشهر اربع أنواع احدها الشبيه لمح البيض وجالينوس يرى
7
ان هذا الصنف احر من الطبيعي واكثر نارية وذلك انه انما غلظ
8
عنده لفعل الحرارة فيه كما قال ولذلك كان ناري اللون واما غيره من
9
الاطباء فانهم زعموا ان هذا الصنف اقل حرارة قالوا وسبب الغلظ
10
فيه انما هو مخالطة البلغم له وهذا ان كان كما قالوا فيجب ان
11
يكون هذا الصنف اقل حمرة من الطبيعية وجالينوس يزعم خلاف
12
ذلك ويكون مع هذا فيه لزوجة ما لمكان البلغم وسبيل الوقوف على
13
هذا الخلاف يكون بالحس والمشاهدة لهذه الاعراض والنوع الثاني نوع
14
اصفر وتولده يكون من مخالطة الصفرا الطبيعية للرطوبة المائية
15
وهذا لا خلاف فيه انه اقل حرارة من الطبيعي لاكن الامراض الحادثة
16
عن هذين الصنفين من الصفرا اعني المحمي على راي من يرى
17
انه انما غلظ لبلغم خالطه والاصفر ليس ينبغي ان يعد في
18
الامراض الحارة اليابسة البسيطة بل في المركبة واما على راي جالينوس
109
1
في المحي فالامراض المتولدة عنه هي الغاية في الامراض
2
الحارة اليابسة واما الصنفان الاخران فهي الزنجارية والكراثية قالوا وتولد
3
هذه انما يكون في المعدة ولا اعلم جالينوس ينسب هذين الصنفين من الاخلاط الى الصفراء
4
البسيطة بل قد صرح في كتابه في القوى الطبيعية ان ساير ضروب الصفراء انما تتولد عن
5
مخالطة المخمة لساير الاخلاط ومما يشهد هذين الصنفين من الصفراء مركب ان تولدهما
6
زعموا انما يكون في المعدة وليس المعدة مما شانها ان تولد الصفراء لا طبيعية ولا غير
7
طبيعية فان الذي شانه ان يولد الطبيعية هو الذي شانه اذا انحرف
8
مزاجه ان يولد صفراء غير طبيعية واذا كان ذلك كذلك فهذه الكراثية
9
والزنجارية ليست صفراء الا باشتراك الاسم ويشبه ان يكون السبب في
10
تولدها انما هي الصفراء الخارجة عن الطبع جدا /في الحر واليبس اذا
11
انصبت الى المعدة ثم خالطها هناك بعض الاخلاط وبخاصة السوداء
12
فتعفنت هنالك ضربا من التعفن وحدث لها مثل هذا المزاج ولذلك
13
امثال هذه الاخلاط في طباع السموم وبخاصة زعموا الزنجارية والامراض
14
المتولدة عنها لا يكاد يتخلص منها لانها لا تجيب الى النضج ولا تنفعل
15
عن الحرارة الغريزية بل تضادها بصورتها الطبيعية كما تضادها السموم
16
وهذه الاخلاط كما قلنا اذا تكونت في البدن حدثت عنها امراض شتى
17
ومن اكثر ذلك حدوثا واشهره هي الحميات الصفراوية والاورام
18
الصفراوية وينبغي ان نقول كيف تولد هذين الجنسين عنها
19
فنقول اما الحميات فيظهر انها حرارة تعم البدن مضرة بجميع
20
افعال الاعضاء وانفعالاتها فمن حيث انها مضرة بافعال الاعضاء
21
وانفعالاتها نرى انها حرارة غريبة ومن حيث ان لها ايضا
110
1
افعال الحرارة الغريزية وذلك انها تنضج الاخلاط ويكون عنها
2
البرء وبالجملة فليست هي مثل الحرارة الغريبة التي تكون في ابدان
3
الموتى قد نرى ايضا انها طبيعية ولذلك الحق من امرها انها حرارة
4
طبيعية خالطها عفونية ما فاشتدت بذلك كيفيتها ومن حيت
5
ايضا ان هذه الحرارة تعم جميع البدن وتنتشر فيه وكان هذا من فعل
6
الحرارة التي في القلب المنبثة في الشراين الى جميع البدن حكمنا ان
7
الموضوع الاقرب لهذه الحرارة هو القلب وايضا فلما كانت حرارة
8
القلب هي التي بهاتفعل جميع الاعضاء افعالها كان الضرر الداخل
9
على جميع افعالها انما هو ضرورة من تغير مزاج هذه الحرارة
10
واذا كان ذلك كذلك فحد الحمى اذا هو انها حرارة ممتزجة من الحرارة
11
الطبيعية والحرارة العفونية تنبعث في جميع البدن من القلب
12
فتضر بجميع الافعال والانفعالات واذ قد تبين ما هي الحمى باطلاق
13
فينبغي ان ننظر في تولد امثال هذه الحرارة في البدن فنقول ان اسبابها
14
هي بعينها اسباب تولد الحرارة الغريبة لكنها على النصف والا كانت
15
حرارة غريبة محضة وقد تبين في الرابعة من الاثار ما اسباب تولد
16
الحرارة الغريبة وكيف تولدها وذلك انه قيل هنالك ان الفاعل للعفونية
17
سببان احدها فاعل بالذات وعلى القصد الاول وهي الحرارة التي من
18
خارج وذلك ان من شان هذه الحرارة ان تبدد الحر الغريزي وبخاصة
111
1
اذا اشتدت كيفيتها كالحال في زمن الحر فاذا تبدد الحر الغريزي
2
المستولي على الهيولي حدثت هناك في هيولاه حرارة غريبة وبخاصة
3
متى كانت رطبة فان الرطوبة سهلة الانفعال عما من خارج عسرة
4
الانفعال من ذاتها واما السبب الفاعل لذلك على القصد الثاني فهي البرودة
5
وذلك انه متى غلبت على الحرارة الغريزية اطفاتها فتولدت في هيولاها من
6
الحرارة التي من خارج حرارة غريبة وبالجملة فتبين هنالك ان المبوجود
7
انما ينحفظ بقاءه ما دامت القوى الفاعلة تقهر المنفعلة وتستولي عليها
8
واعني بالفاعلة البرودة والحرارة وبالمنفعلة الرطوبة واليبوسة واما اذا ضعفت
9
عن تدبيره وفعلت فيه القوى التي من خارج صار في طريق الفساد والاسباب
10
المعينة في بدن المحي على تولد امثال هذه الحرارة فيه هي ضرورة الاسباب
11
المعينة على اطفاء الحرارة الغريزية وذلك اما استعاد الموضوع فقط لتكون
12
الحرارة الغريبة كالحال في الدم اذا تولدت فيه صفرا خارجة عن الطبع في
13
كميتها وكيفيتها واما بكثرة الدم وغلظه ولزوجته فيبرد الحرارة الغريزية
14
ويطفيها بمنزلة الحطب الكثير الاخضر اذا وضع على النار والسدد الحادثة
15
عن امثال هذه الاخلاط مما يعين على ذلك فانها تمنع الحرارة الغريزية من ان تتنفس
16
فيعتريها ما يعتري النار التي لا تتنفس فانها لا تلبث ان تنطفي او تضعف
17
وذلك بين من فعل الذين يعالجون عمل الفحم فانهم يغطونه بالتراب الا تسري
18
النار في جميع اجزائه فيترمد واذ قد تبين ما هي الحمى باطلاق وما اسباب تولدها
112
1
/فقد يمكننا ان نقف على جهة تولد الحمى الصفراوية فنقول ان
2
املك الاسباب في تولد هذه الحمى في ابدان الاحيا يكون لتزيد مزاج الدم في الحرارة
3
واليبس واستعداده لان يتولد فيه مثل هذه الحرارة او استعادات فضلات الهضم
4
واما الغلظ واللزوجة والسدد فليس تتصورها هنا اللهم الا في الصفرا المحية
5
او من جهة الكمية وينبغي ان تعلم انه ليس في بدن الحي صفرا محضة
6
على انها جزء عضو منه على ما سلف من قولنا الا الصفرا الموجودة في
7
المرارة وما تدفعها الطبيعة من الاعضاء او الدم عندما تميزها ولذلك
8
ليس يمكن ان نتوهم ان الموضوع لهذه الحميات الصفراوية هي صفرا
9
محضة بل انما هو دم و رطوبة الصفرا اكثر اجزايها وبذلك امكن ان
10
تقبل النضج وتصير الى الحال الطبيعية فمتى تميزت منه صفرا محضة
11
دفعتها الطباع وما امكن فيه ان يقبل النضج تغذت به الاعضاء وليس يمكن
12
في الصفرا نضج بتة ولا فيها جز تعدى به الاعضاء اصلا واذا لم يمكن
13
ذلك في الطبيعية فكم بالحري ان يكون ذلك في الغير طبيعية وانما هذا
14
الراي من اراء الاطباء مبني على رايهم ان هذه الاخلاط الاربعة اسطقسات
15
المتشابهة الاجزاء وقد بينا الامر في ذلك في كتاب الصحة ولما كانت
16
الحرارة الغريبة انما تتولد في الرطوبة اذ كانت هي اسرع الى العفن من
17
جهة ان الرطوبة تقرت الحرارة الغريزية ان تستولى عليها اذ كانت غير
18
منحصرة في ذاتها وكانت الرطوبات الصفراوية في البدن انما توجد في مواضع
113
1
الهضم وكانت اعظم هذه المواضع اما الموضع الذي فيه
2
الهضم الثاني وهو الكبد والعروق واما مواضع الهضم الثالث وهي التي
3
في الاعضاء انفسها كانت هذه الحميات صنفين صنف يكون في العروق وصنف
4
يكون في الاعضاء انفسها اعني في مواضع الهضم منها لا في نفسها وسنبين
5
في كتب العلامات الفصول التي تنفصل بها هذان الصنفان من الحمى وهذه
6
الحميات يلغى لها فضول اخر ايضا من قبل الاخلاط التي هي اسباب تولدها
7
واذ قد تبين ما هي الحميات الصفراوية وكم انواعها فينبغي ان نقول
8
في الاورام الصفراوية والورم بالجملة انما يحدث عن مثل هذا الاخلاط
9
في عضو عضو على احد وجهين اما ان يندفع الى ذلك العضو من ذلك
10
الخلط ما لا يفي ذلك العضو بهضمه حتى يعرض ذلك العضو ان يتزيد في
11
اقطاره ولذلك يظن بالورم انه مركب من امراض المتشابهة والالية على ما
12
سيظهر بعد وسبب اندفاع هذا الخلط يكون لوفور القوة الدافعة في العضو
13
الدافع وضعفها في المندفع اليه وقد تعين على ذلك سعة المجاري والوضع
14
مثل ان يكون العضو الدافع فوق المندفع اليه وبخاصة متى كان الخلط ارضيا
15
غليظا فاذا اندفع هذا الخلط الى عضو فانغمرت هنالك الحرارة الغريزية
16
وتولدت حرارة غريبة لم يكن الخلط في غاية اليبوسة فان كان الورم
17
في عضو رئيس اتصلت تلك الحرارة الغريبة بالقلب وكانت الحمى
18
وان كان في عضو غير رئيس لم تكن حمى واما الوجه الثاني من تكون
114
1
هذه الاورام فانه يكون متى ضعف العضو عن هضم ما
2
يصل اليه من الغذا اما لخروجه في الكيفية او الكمية ولم يقدر على دفعه
3
فانه اذا كانت حال العضو مع ما يصل اليه هذه الحال لم تزل المادة تكثر
4
في ذلك العضو حتى يعظم في اقطاره وتنطفي حرارته فيحدث هنالك
5
حرارة عفونية والاورام الصفراوية اعني التي الغالب عليها خلط صفراوي
6
الحادثة على هذا الوجه ضربان الضرب المسمى حمرة وهذا يظهر من امره
7
ان فيه خلط دموي صالح لمكان الحمرة الظاهرة فيه وليس يحدث منه في
8
العضو كثير تزيد والضرب الاخر المسمى نملة وهذا الخلط الصفراوي فيه
9
اكثر تميزا ولذلك صار يقرح الاعضاء وياكلها وهذه منها ما يكون التاكل
10
الحادث عنه في الجلد فقط ومنها ما يكون في نفس الاعضاء وهو اشر الصنفين
11
وربما استكن هذا الخلط في تجويف عضو فاضر بفعله مثل المعدة والامعا
12
على ما سنتبين / بعد من غير أن يورمه.
13
القول في الامراض الباردة الرطبة المادية
14
وحدوث هذه الامراض انما يكون ضرورة عن خروج الخلط البلغمي في الكمية
15
والكيفية واسباب خروج هذا الخلط في بدن الحيوان هي بعينها اضداد
16
اسباب خروج المرة الصفرا وانت فقد يمكنك ان تفهم المقابل من مقابله
17
واشهر الامراض المتولدة عنه هي الحميات البلغمية والاورام البلغمية الا ان الذي
18
يعين على تولد هذه الحمى اكثر ذلك في بدن الحي من هذا الخلط هي
115
1
السدد الحادثة عن غلظه ولزجوته وبالجملة انما تحدث
2
العفونة فيه من حيث يطفي الحرارة الغريزية كالحال فيما يلقى على النار
3
من الحطب الاخضر والحمى ايضا المتولدة عن هذا الخلط تكون في العروق
4
وفي موضع الهضم الثالث وهذا الخلط الخارج عن الطبع في كيفيته اربعة
5
اصناف اما مالح وهو ايبس من الطبيعي الذي هو حلو فان الملوحة انما
6
تتولد عن جوهر ارضي متحرق يخالطه رطوبة ما على ما يشاهد من تكون
7
الاملاح. واما حامض وهذا مع انه يابس هو بارد فان الحمضة انما تكون
8
عن البرودة ولذلك ما ترى الفواكه تحمض اولا ثم تحلى وتطيب واما الصنف
9
المعروف بالزجاجي وهذا هو اردى اصنافه اذ كان فيه مع البرد غلظ مفرط
10
واصناف الحميات المتولدة من البلغم تختلف بحسب هذا الاختلاف
11
لاكن اصناف البلغم اكثر امكانا فيها قبول النضج من الصفرا وانما
12
صارت حمياتها اشد خطرا من حميات الصفرا لغلظ هذا الخلط وتسديده
13
وان العفونة لا تكاد تنفك منه لرطوبته الا زمانا يسيرا على ما سيقال بعد.
14
واما الاورام البلغمية فمنها ما تحدث عن بلغم رقيق وربما كان ريحيا
15
اكثره كالذي يكون في اطراف المستسقين ومنها ما يحدث عن بلغم غليظ
16
مثل الاورام المسماة خنازير وهي اورام تحدث اما في اللحم الرخو الذي
17
في العنق او في الاربيتين او في الاباط والمادة المحتقنة في هذه الاورام
18
كان لها غشا خاصا ومنها العقد الغددية وهي اورام في مقدار
116
1
البندقة او الجوزة تحدث في المواضع من اللحم وقريب
2
من هذا الجنس هي الثؤاليل وكانها مسامير العقد الغددية من
3
الاورام الردية المنسوبة الى غلظ الاخلاط الخارجة عن الطبع الاورام
4
المسماة دبيلات وهذه الاورام توجد محتوية على مادة شبيهة بالحماة او
5
الزبل او عكر الزيت اوالطين او الفحم وهذه الاورام اكثر ذلك انما هي
6
مركبة من الخلطين الاسود والبلغم ومن الاورام المنسوبة الى البلغم جنس الاورام
7
المسماة سلعا وهي زعموا اصناف اربعة الشحمية والعسلية والازدهالجية
8
والشرازية. فالشحمية تتولد من بلغم غليظ والعسلية تكون عن بلغم عفن
9
وتحتوي على مادة شبيهة بالعسل والازدهالجية والشرازية تحدث عن بلغم مثل
10
البعلم الذي تحدث عنه العسلية وانما سميت بهذه الاسما من الشبه الذي
11
بين هذه المواد الذي يلفى لها وبين ما اشتقت لها منها هذه الاسما والازدهالجية
12
هو الحسو الذي يعمل من الدقيق والدبيلات هي ايضا منسوبة الى هذا الخلط
13
وقد يحدث عن البلغم امراض كثيرة سنخبر بها عند تصنيفنا الاعراض التي
14
يلفى افعال الاعضاء او انفعالاتها. في الامراض الباردة اليابسة المادية
15
وهذه الامراض انما تتولد عن الاخلاط السوداوية اذا خرجت عن الطبع في كيفيتها او
16
كميتها او كليهما والاشيا المخرجة لهذه الاخلاط هي كما قلنا غير ما مرة اما المواد
17
الشبيهة بها وهي الاغذية الباردة اليابسة واما خروج امزجة الاعضاء الفاعلة للغذا الى
18
البرد واليبس او الحر المفرط واليبس وخروج امزجة الاعضاء يكون من الاشيا التي من خارج
117
1
كالهوا والمهن وقد يجتمع الامران جميعا وقد يكون ذلك
2
شيا كذا في اصل الخلقة ولا سيما في كثير من العلل التي تتولد عن هذا
3
الخلط كالجذام وغير ذلك واكثر/ما يعتري ذلك على جهة الارث عن الاباء
4
فمثل هذا اذا كثرت في البدن لم يف الطحال بجذبها وذلك لخروجها اما في الكيفية
5
واما في الكمية او كليهما فتشيع في الدم فلا تزال الاعضاء تتغذى بها حتى تحدث
6
عن ذلك امراض صعبة عسرة البرء فان هذا الخلط اشد شي منافرة للطباع والسودا
7
الغير طبيعية في الكيفية صنفان صنف يتولد عن احتراق المرة السوداء الطبيعية
8
وصنف يتولد عن احتراق الصفرا الخارجة عن الطبع. وهاذان الصنفان فاعلهما
9
حرارة ويبس وهما في طباعهما باردان قد خالطتهما حرارة غريبة جدا خارجة
10
عن الطبع ويدل على هذا المزاج منهما الحمضة الموجودة فيهما وانهما اذا
11
صبا على الارض احدثا نفاخات وغليانا كما يغلى الخل وكلا هذين الصنفين
12
اكال للاعضاء مقرح لها وبخاصة الذي يكون عن احتراق الصفرا والامراض الحادثة
13
عن مثل هذه الاخلاط منها حميات ومنها اورام والحميات المتولدة عنها منها ما
14
هي في مواضع الهضم الثاني وهي العروق ومنها في الاعضاء انفسها اعني في مواضع
15
الهضم منها واسباب تولد هذه الحميات من هذه الاخلاط هي بعينها اسباب
16
تولد ساير الحميات ويعين على هذه الاشيا انسداد المسام وغلظ الخلط وعسر
17
نضجه واما الاورام الحادثة عنها فمثل الورم المسمى سفيروس وهو يتولد
18
عن الخلط السوداوي الطبيعي ومنه الورم المسمى سرطانا وهذا الورم صنفان
118
1
منها ما يكون بغير تاكل وحدوث هذا عن هذا السودا الطبيعية
2
ومنها ما يكون معه تاكل وحدوث هذا يكون عن السودا الغير طبيعية وربما انتشر
3
هذا الخلط في جميع الاعضاء فحدث عنه المرض المسمى جذاما ولذلك قيل في
4
الجذام انه سرطان عام وهذا ايضا نوعان منه ما لا يكون معه تاكل ومنه ما
5
يكون معه تاكل وهو المتولد عن السودا الخارجة عن الطبع.
6
في الامراض الحارة الرطبة
7
وهذه الامراض انما تحدث عن خروج الدم اما في كميته واما في كيفيته
8
لاكن خروجا قليلا لانه متى خرج خروجا كثيرا نسب ذلك المرض الى طبيعة
9
الخلط الذي خرج اليه لانه اذا استحر اكثر مما ينبغي فانما يكون ذلك لمكان
10
ظهور الخلط الصفراوي فيه ووفوره ولذلك ينسب حينئذ ذلك المرض الى
11
ذلك الخلط وكذلك ان برد جدا ورطب ونسب الى البلغم وينبغي ان يعلم
12
كما قلناه ان هذه الامراض البسيطة ليست موجودة عن هذه الاخلاط صرفا
13
وبخاصة ما كان منها لا يجيب الى النضج ولا يقبله ومهمى قربت الامراض
14
من ان توجد عنها صرفا قتلت ضرورة وبخاصة السوداوية والصفراوية اذ
15
كانت هذه من شانها الا تقبل النضج. وانما معنى البساطة ها هنا نسبتها
16
الى الخلط الاغلب كما ان معنى التركيب فيها انما هو نسبتها الى ظهور
17
خلطين من هذه الاخلاط او اكثر من ذلك فيها. والامراض المتولدة عن الدم
18
هي ايضا في الاكثر حميات واورام. والحميات المتولدة عنه صنفان اما الحميات
119
1
حادثة من قبل تزيده في الكمية فقط فانه اذا تزيدت
2
كميته جدا انسدت المسام وكثرت الحرارة فاصابت منه هذا النوع من الحمى
3
وليس في هذه الحمى في اول حدوثها حرارة عفونية لاكن ان تروخي في علاجها
4
حدثت فيها ضرورة وهذا الصنف من الحميات كانه متوسط بين الحمى
5
العفونية وحمى يوم المتولدة في الارواح. والصنف الاخر من هذه الحميات
6
هي التي تكون مع عفونة ما وهذا النوع من الحميات اعني الدموية انما
7
تكون في العروق فقط اذ كان ليس في البدن دم الا محمول في العروق
8
وجميعها تسمى مطبقة من قبل ان ليس لها نوايب. واما الاورام الحادثة
9
عن هذا الخلط فمنها الورم المسمى فلغموني وحدوت هذا الورم انما يكون
10
عن خروج هذا الخلط في الكمية اكثر ذلك وقد تعين على حدوثه الاسباب
11
التي من خارج بمنزلة الرض والقطع وحرق النار/ وغير ذلك وهذا الورم
12
يختلف بقدر غوره في الجسم وقلة غوره واخفه ما كان قليل الغور
13
واما اذا كان الدم المنصب الى العضو قد خرج في كيفيته خروجا
14
يسيرا فانه يحدت الورم المسمى جمرة خالصة وانما سميت بذلك
15
لان ها هنا جمرات تحدث عن اختلاط الدم بالمرة الصفرا المحترقة
16
وهو اشد اصنافها خطرا والاورام بالجملة ينبغي ان يعلم من امرها
17
انها تختلف من جهة الاعضاء الحادثة فيها وانها متى حدثت في
18
عضو رئيس يتبعها ضرورة مرض اخر وهو الحمى. والحميات التي تكون
120
1
عن الاورام الفلغمونية عظام جدا وربما حدثت في عضو رئيسي
2
يتبعها ضرورة مرض أخر واورام فلفمونية عظام جدا في الاباط وفي
3
الاربيتين او خلف الاذنين فدلت على عفن عظيم في الدم وبخاصة
4
ما كان منها في الاباط لان فضول القلب هنالك تندفع ولذلك تسمى
5
مثل هذه الاورام طواعن وربما حدث في هذه المواضع اورام عن صربات
6
تكون في اطراف الجسم او اورام في غيرها من المواضع وهذه فلا خطر
7
فيها لان هذه الاماكن لما اعدتها الطبيعة مغيضا للفضول وكانت
8
رخوة جدا صار متى اعتل عضو في البدن دفع اليها بقدر طاقته
9
فترم هي لادنى ورم يكون في الاطراف او ما يجاورها لان في
10
كل عضو كما قيل قوة دافعة والجدري والحصبة من الاورام الدموية
11
وهذان النوعان من الامراض لما كان يصيبان جميع الناس في وقت النشى
12
لم يكن يمكن ان يظن ان سبب ذلك هي الاغذية وبالجملة الاشيا التي
13
من خارج اذ الامراض المتولدة عن هذه ليس تصيب جميع الناس وهذا
14
المرض كانه شي طبيعي اي لاحق ولا بد فجعلوا سبب ذلك التغيير ما يكون
15
من المادة الردية المحمولة في الدم الذي تغتذي به الحنين في زمان الحمل
16
وهذا المرض يكون معه ضرورة حمى دموية وربما كان هذا المرض قتالا
17
اذا كان الدم المتولد عنه دم فاسد جدا ــ القول في الامراض المركبة
18
المادية ــ وينبغي ان تعلم انه قليلا ما توجد هذه الامراض التي وصفناها
121
1
عن الاخلاط في الغاية من البساطة التي وصفناها وجعلناها
2
اسبابا لمرض مرض من الامراض المتولدة عن خلط خلط بل انما تلفى اكثر
3
ذلك مركبة من اكثر من خلط واحد من هذه الاخلاط وتركيبها يكون
4
اما في الاورام فعلى جهة المزاج. واما الحميات فقد يكون على جهة
5
المزاج وقد يكون على جهة التجاوز مثل ان يتفق ان يكون بانسان واحد
6
حمى صفراوية في مكان من جسمه وحمى بلغمية في موضع اخر ويتفق
7
ان تكون نوبتها واحدة والمختلطة منها ما هي مخضة الاختلاط ومنها
8
ما هو اولى ان يسمى تركيبا منه اختلاطا. واذا كان ذلك كذلك اشتركت
9
في العلامات والخواص التي تخص البسايط وهذا الامتزاج والتركيب
10
في الاخلاط يحدث انواعا كثيرة من الاختلاط يكاد ان تكون غير متناهية
11
ولما كانت الحمى يلفى فيها هذان الصنفان من التركيب امكن ان توجد
12
حميات مختلطة ليس من نوعين فقط من الاخلاط بل من نوع
13
واحد وذلك اذا كانت في موضعين من البدن مختلفين. واشهر الحميات
14
المركبة هي الحمى المعروفة بشطر الغب وهذه اصناف وهي بالجملة
15
انما تتولد عن البلغم والصفرا فمنها ما يتركب من حمى بلغمية في
16
العروق وصفراوية في موضع الهضم الاخير ومنها ما يتركب عن صفراوية داخل
17
العروق وبلغمية في موضع الهضم الاخير ومنها ما يتركب من بلغمية وصفراوية
18
في موضع واحد وذلك اما في العروق واما في موضع الهضم الاخير والحميات
122
1
تختلف بقدر الكمية والكيفية مثل الحميات التي تسمى محرقة
2
ومثل الحمى البلغمية التي يكون فيها الحر والبرد معا في باطن الجوف وهي المتولدة
3
عن البلغم الزجاجي ومثل الحمى البلغمية ايضا التي يحر صاحبها حرارة شديدة
4
في باطن جوفه وملمسه فاتر وربما كان ظاهر البدن فيه برد شديد
5
وهي تسمى الزمهريرية فهذه هي اشهر الامراض
6
المتولدة عن الاخلاط الاربعة ولجميع هذه الامراض اوقات اربعة ابتداء وتزيد
7
وانتهاء وانحطاط. اما زمان الابتداء فهو الزمان الذي يظهر فيه المرض بالفعل
8
من غير ان يبدو للطبيعة فيه فعل ما فاذا ابتداء الخلط ينضج وظهر
9
فعل الطبيعة فيه فهو زمان التزيد وانما سمي زمان التزيد لان الاعراض
10
فيه تشتد فاذا انتهى النضج فهو زمان الانتهاء وهو اشد وقت تظهر فيه
11
المقاومة بين المرض والخلط فاذا استولت الطبيعة على الخلط وقهرته
12
سمي زمان الانحطاط ومن الامراض ما يتحلل الخلط فيها من غير استفراغ
13
محسوس حتى تكون الصحة ومنها ما تتحلل فيه القوى شيا شيا حتى يؤول
14
ذلك الى الموت. ومنها ما تكون الصحة او الموت فيها باستفراغ محسوس من الطبيعة
15
وهو المسمى بحراقا والتي تكون الصحة به نوعان احدهما ان يكون ذلك الاستفراغ
16
يقع فيه برء تام. والثاني ان تبقى بعد المرض بقية حتى تتحلل ويقع
17
البرء وكذلك يوجد هذان النوعان في البحران الرديء اعني ان منه ما
18
يقع فيه الموت دفعة ومنه ما يؤول الامر فيه بعد الى الموت
123
1
والبحارين انما توجد في الاكثر في الامراض الحادة وهي
2
الامراض التي يكون انقضاؤها في زمن يسير. ولما كانت البحارين انما تكون
3
بعد نضج ما وذلك اما تام كما يكون في البحارين المحمودة واما غير تام
4
وكان النضج انما يتم في زمان ما طوله على مقدار نسبة الفاعل الى القابل
5
فانه ليس في اي زمان اتفق ينفعل اي منفعل اتفق عن اي فاعل بل لكل
6
منفعل زمان خاص باضافة نسبة الفاعل الى المنفعل وذلك ظاهر في
7
الامور الصناعية فان مقادير ازمنة النضج في الاشيا التي تعالج
8
بالمهنة مختلف. ولما كان ذلك كذلك وطال احساس الاطباء للامراض
9
وقفوا منها على الازمنة التي يكون فيها النضج اما محمودا واما مذموما
10
وهي الايام التي تسمى ايام البحران الا انه لما كان النضج المحمود فعل تام
11
من الطبيعة كان زمانه في الاكثر محدودا واما النضج الذي هو غير تام
12
فله عرض فلذلك ليس صدق البحارين الغير محمودة كصدق البحارين
13
المحمودة في الانذارات الدالة عليها. وقد راى قوم ان سبب كون هذه
14
البحارين تجري على نظام وترتيب هو القمر وانت فينبغي لكْ ان تعلم
15
انه وان كان سببا فانما هو سبب بعيد والسبب القريب في ذلك هو ما وصفناه
16
والموت يكون في الازمنة الاربعة فقد يكون في الابتدا وذلك لغلبة
17
الاخلاط الحرارة الغريزية واطفايها دفعة واحدة اما بكميتها واما بكيفيتها
18
واما بكليهما وقد يكون ايضا في التزيد وفي الانتهاء وفي الانحطاط
124
1
ومعنى الانحطاط في الامراض الذي يكون فيها الموت انما هو من
2
ضعف القوة لا من ضعف المرض كالحال في الانحطاط الذي يؤل بصاحبه
3
الى الصحة فان الانحطاط ها هنا انما هو باستيلا القوة على المرض وهذا المقدار
4
من القول في الامراض المادية واعطا اسباب تكونها كاف بحسب غرضنا
5
في الايجاز وينبغي ان نقول في الاصناف الغير مادية.
6
القول في الامراض الغير مادية
7
وهذه الامراض لما لم تكن اسبابها الاخلاط كانت موضوعاتها ضرورة
8
هي اما الاعضاء واما الارواح وكان فاعلها احد امرين اما الاشيا التي من
9
خارج واما الامراض المادية ونحن نعدد من ذلك اشهرها في المرض
10
الحار اليابس والامراض الحارة اليابسة منها ما يكون في الروح الذي في القلب
11
فقط وهذا المرض هو المسمى حمى يوم وانما سمي بذلك لقلة لبثه
12
واسباب هذا النوع من الحميات هي الاشيا التي من خارج وهي بالجملة
13
منحصرة في اربعة اجناس احدها الاشيا التي تلقى ظاهر البدن من
14
خارج وهذه اقسام منها بالذات ومنها بالعرض والذي بالذات منه بالقوة
15
ومنه بالفعل اما الذي بالذات بالفعل فمثل لقاء النار والشمس وبالجملة
16
الاشيا الحارة بالفعل من خارج واما الذي بالقوة فمثل/ الاستحمام
17
بماء فيه ادوية حارة بالقوة بمنزلة ماء الكبريت وغير ذلك. واما التي
18
بالعرض فما يكثف المسام حتى تشتعل الحرارة داخل الجسم كالاستحمام
125
1
بماء الشب وغير ذلك والجنس الثاني الاشيا التي ترد
2
باطن البدن بمنزلة الاغذية الحارة والاشربة الحارة. والثالث الحركة المفرطة
3
اما للبدن بمنزلة الرياضة الشاقة واما للنفس بمنزلة الغضب والهم والارق.
4
والرابع الامراض التي تعرض في ظاهر الاعضاء من الاسباب التي من خارج مثل
5
الاورام التي في الاربيتين وفي الاباط بسبب قروح في اليد او الرجل. ومن هذه
6
الامراض الحميات المسميات بحمى الدق وهذه الحمى هي حرارة غريبة قد تمكنت
7
في الاعضاء انفسها حتى عاقتها عن افعالها الطبيعية ولها عرض فاخفها هي
8
التي تشبتت الحرارة الغريبة فيها بالرطوبات الطبيعية التي في العروق
9
الصغار انفسها ثم يتلو هذا ان يكون في الرطوبات التي في اللحم نفسه
10
الذي يمكن ان يعود بدل ما تحلل منها بالغذا ثم يلي هذه وهو اشدها ان
11
تكون الحرارة في الرطوبات الاصلية التي في الاعضاء وهي التي ليس يمكن
12
ان يخلف الغذا ما تحلل منها بل مقادير اعمار الناس الطبيعية انما هي
13
بقدر وفور هذه الرطوبة في شخص شخص وحدوث هذا الصنف
14
الاول من الحميات يكون في الاكثر عن حمى يوم واما الصنفان الارديان فحدوثها
15
انما يكون في الاكثر عن الحميات الخلطية واما الامراض الباردة اليابسة فمنها
16
المرض المسمى شيخوخة وهو استيلا البرد واليبس على الاعضاء وذلك انه لما كان
17
فاعل الحياة انما هو الحرارة والرطوبة كان هذا المرض لازم للشيوخ ضرورة لاكن
18
انما يسمى مرضا اكثر ذلك اذا عرض لمن هو في غير سن الشيوخ. واما مرض
126
1
حار رطب في غير مادة فيعسر وجوده وكذلك بارد رطب واما يابس
2
مفرد او بارد مفرد او رطب مفرد او حار مفرد فقد يمكن ها هنا ان يتصور وجودها
3
وسنعدد جميع ذلك عند اعطاء الاشياء الضارة بالافعال والانفعالات واذ
4
قد تبين كم انواع الامراض المنسوبة الى الاعضاء المتشابهة واسبابها فقد
5
ينبغي ان نشرع ايضا في امراض الاعضاء الالية القول في أمراض الاعضاء الالية ــ
6
ولانه قد سلف من قولنا ان صحة هذه الاعضاء الالية تكون في الكيفية
7
التي في الكمية وفي الكمية وفي الموضع وفي حال المشاركة في الاتصال
8
والانفصال وكيفية ذلك فقد يجب ان تكون اجناس امراضها هي هذه
9
الاجناس بعينها واما الجنس من المرض الذي هو مقابل الاتصال الطبيعي
10
وهو المعروف بتفرق الاتصال فهو في الحقيقة قسمان تفرق اتصال
11
حقيقي وهو الاتصال الموجود في العضو المتشابه الاجزاء وهذا الجنس من المرض
12
ينبغي ان يكون خاصا بهذه الاعضاء وذلك مثل هذا التفرق انما
13
يوجد للالي من اجل المتشابه والقسم الثاني تفرق الاتصال الذي يكون
14
بالربط وهذا هو احد انواع الاجناس الذي عددناها من امراض الاعضاء
15
الالية وهو جنس مشاركة اتصالها وانفصالها وكيفية ذلك فلذلك
16
ليس تفرق الاتصال كما يقول الاطباء مرضا مشتركا للاعضاء المتشابهة
17
والالية بل معنى التفرق فيهما معنيان اثنان ولما كان جنس الصحة الذي
18
في الكيفية يكون في الشكل وفي المنافذ والتجاويف وفي الملاسة والخشونة
127
1
كانت امراض هذا الجنس تنقسم الى هذه الانواع
2
الثلاثة وكذلك ايضا الامراض التي في الكمية منها ما هي امراض في المقدار
3
وذلك بالزيادة او النقصان وهذه انما توجد اولا للمتشابهة على ما سلف من
4
قولنا لكن جرت عادتهم بذكرها ها هنا ومنها في العدد والتي في العدد
5
صنفان اما زيادة او نقصان والنقصان والزيادة منه ما يجري مجرى الامر
6
الطبيعي مثل زيادة الاصبع السادسة او نقصان اصبع من الخمسة واما
7
زيادة ما هو خارج عن الطبع /مثل الدود وحب القرع. واما مرض الوضع
8
فهو مثل الخلع وغير ذلك مما يمكن ان يفسد وضع العضو واما امراض
9
المشاركة فيكون في الاتصال والانفصال وكيفية الانفصال والاتصال فهذه
10
هي انواع امراض الالية وينبغي ان نسير الى القول في اسبابها فنقول
11
اما المرض الطاري على شكل العضو فانه انما يكون عن سببين اما من قبل
12
الطبيعة واما من قبل الاشيا التي من خارج اما من قبل الطبيعة فان تكون
13
المادة غير ملايمة لفعل القوة المصورة او الالة التي بها تفعل القوة المصورة
14
واما الاشيا التي من خارج فمثل ما يعتري الاطفال في حين الولادة وفي
15
حين التربية وقد يكون ذلك من قبل المعالجة الردية مثل الاعضاء
16
التي تجبر على اعوجاج واما اسباب ضيق المجاري وانضمامها فيكون اما
17
لغلبة البرد واليبس على مزاجها واما لتضاغط يعرض لها من غيرها
18
واما السدة والسدة تكون اما الورم واما خلط غليط متحجر كالحال
128
1
في الحصى او غير متحجرة وربما كان ذلك الخلط دما منعقدا
2
وقد تكون السدة من شيء ينبت في نفس المجرى مثل ثولول او غير ذلك
3
وقد يكون الانضمام لافراط القوة الماسكة او ضعف القوة الدافعة وقد يمكن
4
ان تجمع جميع هذه. واما اسباب سعة المجاري فهي اما حرارة ورطوبة
5
واما خلط لذاع او ادوية فتاحة وقد يكون ذلك من ضعف القوة الماسكة
6
واما اسباب الملاسة فهي الاشيا اللزجة الرطبة مثل الاخلاط الغليظة
7
وغير ذلك. واما الخشونة فسببها الاشيا الحارة الاكالة وذلك اما خلط
8
واما شي من خارج واما امراض العدد فما كان من ذلك زيادة تجري
9
مجرى الامر الطبيعي فانما يكون ذلك من قبل فضل يكون في المادة
10
واما ما كان منها ليس يجري مجرى الطبع كالدود والحب القرع فسببها
11
خلط خارج عن الطبع اما في الكيفية واما في الكمية. واما النقصان فانه
12
يعرض اما عن عفونة كتساقط الشعر وكتير من الاعضاء المتعفنة وبخاصة
13
اذا كانت العفونة عن خلط اكال واما من سبب من خارج. واما
14
عظم الاعضاء فانما يكون سببه اذا كان يجري مجرى الطبع وفور المادة
15
واستيلا القوة المصورة عليها فاما اذا كان غير طبيعي فتزيد خلط
16
من الاخلاط في ذلك العضو وامصبابه اليه واما صغرة اذا كان يجري
17
مجرى الطبع فقلة المادة وما لم يجر منه مجرى الطبع فضعف
18
القوة الغاذية كما يعتري المسلولين. واما اسباب اختلاف وضع العضو
129
1
فسببان احدهما الحركة المفرطة كالذي يحدث من القفز والطفر
2
وبالجملة عما يكون من خارج مثل انخراق المجرى النافذ من الصفاق الى
3
الانثيين فتنزل فيه الامعا والثرب ومثل انخراق صفاق البطن نفسه
4
حتى تخرج الامعا أو الثرب وربما انخرق حتى خرجت زايدة من زوايد الكبد
5
او كالذي يعرض في مفصل الورك عند خروج الزايدة التي في عظم الفخذ
6
عن حفرة الورك. واما السبب الاخر فالاشيا التي من داخل مثل رطوبة
7
مفرطة ترخي العضو حتى تزيله عن موضعه كالذي يعرض ايضا للثرب
8
وللمعي اذا حدث في المجرى النافذ الى الانثيين رطوبة لزجة. واما اسباب
9
فساد مشاركة العضو في الاتصال والانفصال فسبب الاتصال في ذلك شيان
10
احدهما ضعف القوة المصورة او رداة المادة وذلك فيما كان من ذلك خلقة
11
واما ما لم يكن من ذلك خلقة فسببه قرحة تحدث بين اللحمين
12
فيعرض فيها عندما تندمل ان تتصل ما بين ذلك العضوين لفساد المادة او
13
لان العضوين في حال نبات اللحم متصلين. واما اسباب تفرق اتصال
14
هذه الاعضاء فهي بعينها اسباب تفرق اتصال الاعضاء المتشابهة الاجزاء وذلك
15
اما من الاشياء التي من خارج مثل الاشياء التي تقطع وتهتك او ترض واما
16
الاشياء التي من داخل بمنزلة الاخلاط الاكالة او الهاتكة بتمديدها واما
17
/بثقلها اما الريح تتولد منها فهذه هي جميع اجناس اصناف الامراض
18
البسائط ومن عرفها ضرورة عرف المركبات فقد ينبغي بعد ان نقول في
130
1
الاعراض التي تعرض في افعال الغذا وانفعالاتها وننسب واحدا
2
واحدا منها الى المرض الفاعل له فانه بمعرفة هذا يحصل علم الامراض على
3
التمام في عضو عضو. القول في الاعراص. ولان العرض لما كان
4
ليس شيا غير ضرر فعل الاعضاء او انفعالاتها او لاحق من لواحق ذلك
5
كانت اجناس الاعراض الاول معادة لاجناس الافعال والانفعالات وقد
6
تقدم في كتب الصحة ان الافعال منها ما تنسب الى النفس الغاذية
7
ومنها ما تنسب الى النفس الحساسة ومنها ما تنسب الى الحركة ومنها
8
ما تنسب الى قوة التحيل والفكر والذكر. وينبغي ان نبتدي اولا بالاعراض
9
التي توجد في افعال القوى الغاذية اذ كانت هذه الافعال اشد ضرورية
10
في وجود الحيوان فنقول ان الاعضاء التي اعدت نحو افعال هذه القوة
11
كما قيل في كتب الصحة هي الفم والمري والمعدة والكبد والكلى
12
والمثانة والمرارة والطحال والضرر اللاحق بالجملة لافعال الاعضاء
13
وانفعالاتها يكون على ثلث انحاء اما ان يعدم العضو فعله
14
او انفعاله اصلا حتى يكاد يكون تعطلا محضا واما ان ينقص عن
15
الحال الطبيعية واما ان يكون عنه فعل ردي او انفعال ردي وينبغي
16
ان نبتدي من اعضاء الغذا على الترتيب الذي لها في خدمة الغذا
17
فنقول اما الفم فينقص فعله او يتعطل بالبثور الحادثة فيه والاورام
18
وتعفن الاسنان وبالجملة جميع الامراض التي تتولد عن سوء المزاج
131
1
المادي واما المري فانه ايضا يعتل بالاورام الحادثة فيه وهي
2
المسماة خوانيق ومن شان هذه الاورام ان تحدث اما في عضله واما في غشايه
3
وقد يتعطل ايضا فعله بانخزال فقرات العنق الى داخل اما لخلط مخاطي
4
يتزلق به واما لشي من خارج وهذا النوع من الخوانيق اكثر ما يعتري
5
الاطفال لرطوبة مزاجهم وبالجملة يلحقه جميع اصناف امراض سوء
6
المزاج المادي وقد يلحقه ايضا امراض سوء المزاج الغير مادي كما حكى
7
جالينوس ان فتا كان الاطباء تمنعه من الماء فشرب ماء باردا دفعة
8
فاختل فعل القوة الجاذبة والدافعة من مريه ولم يقدر ان يزدرد شيا.
9
في المعدة. واما المعدة فلما كانت يوجد فيها خمس قوى هاضمة وجاذبة
10
وماسكة ودافعة ومميزة وجب ان تكون الاعراض اللاحقة لها معادة لهذه
11
القوى فنبتدي فنخبر بالاعراض اللاحقة لواحد واحد من هذه الافعال.
12
فنقول اما فعل الهضم فيها فانه اذا نقص يتولد عن ذلك حمضة في
13
الطعام وذلك ان الهمضة سببها البرد ولذلك ما يكون هذا العرض
14
لاحقا لها عن سوء مزاج بارد اما مادي واما غير مادي والغير
15
مادي يكون اما من الاسباب التي من خارج واما من الاسباب التي من داخل.
16
اما الاسباب التي من خارج فمنها الاشياء الباردة بالفعل. ومنها الاغذية
17
الباردة بالقوة او الكثيرة الكمية او المتناولة في ازمنة متقاربة. واما
18
الاسباب التي من داخل فهي الاخلاط الباردة وهذه الاخلاط على
132
1
ضربين اما ان تتولد فيها واما ان تنصب اليها من اعضاء اخر
2
والمخصوص بصب الخلط البلغمي اليها هو الدماغ كما ان المخصوص بصب
3
الخلط السوداوي اليها هو الطحال لاكن ما يصب الطحال من ذلك اذا كان
4
مقدرا في الكيفية والكمية كان فعلا طبيعيا واما اذا خرج في احدهما
5
فانه يحدث فيه هذا النوع من المرض وهذه الاسباب بعينها اذا افرطت
6
عليها تعطل فعلها جملة كما يكون ذلك في الهيضة التي يخرج فيها
7
الطعام غير متغير وقد تكون هذه الاخلاط اذا طال مكثها في المعدة سببا
8
لان تكتسب المعدة منها سوء مزاج بارد في نفس جرمها عسير البرء وان تمادى
9
ذلك ال الى المرض المسمى شيخوخة. وقد تكون الاورام الباردة سببا لان
10
يتلقى المعدة مثل هذا العرض ولا سيما اذا يبس الورم وصلب و الاخلاط
11
المتولدة في المعدة بالجملة قد تكون متشربة في جرمها وقد تكون مصبوبة
12
في تجويفها ويتولد ايضا عن نقصان فعل هذه القوة القراقر والرياح وان كنا
13
نرى ان هذا العارض قد يشارك فيه ضعف القوة الماسكة فان المعدة
14
اذا احتوت احتواء جيدا على الطعام فعلت فيه طبخا تاما ومتى
15
لم تحتو عليه طفى الى اعلاها فيبرد هنالك وتولدت فيه رياح لان
16
هذا الجزء منها عصبي كما تبين. وانما كانت الحرارة الضعيفة سببا
17
لتولد الرياح لان القوية تفشها وتحللها تحليلا غير محسوس كما
18
ان البرودة القوية ليس يتولد عنها رياح اذ كانت ليس من شانها ان تفعل
133
1
في الغذا تبخيرا واما رداة الفعل اللاحق لهذه القوة فيلزم عنها
2
بالجملة استحالة الطعام فيها الى كيفية ردية اما دخانية واما سهكة
3
او غير ذلك وهو ظاهر ان هذا العرض انما يعرض لها من جهة الحرارة
4
الغريبة لاكن بالجملة هي خارجة عن الطبع اكثر من الحرارة التي تدخن
5
الاطعمة ولذلك كان المتولد عن هذه في الكيلوس انما هو عفونة وطعوم
6
ردية مثل الجشى السهك والذي رايحته شبيهة برايحة من اكل الفجل
7
فانه يظهر من امر هذه البقلة انها تستحيل في المعدة استحالة ردية
8
واذا كان ذلك وتبين ان هذا العرض انما تلقاه الاطعمة في المعدة من
9
اجل الحرارة الغريبة فالامراض الفاعلة لذلك هي ضرورة سو مزاج حار
10
اما مادي واما غير مادي وغير المادي يتولد من الاطعمة الحارة والاشياء
11
التي من خارج. واما المادي فيكون عن الاخلاط الصفراوية وهذه الاخلاط
12
اما ان تكون منصبة اليها من غيرها من الاعضاء والعضو الاخص بذلك
13
هو الكبد او المرارة في الذين تتصل المرارة بمعدتهم وذلك ان المرارة في
14
بعض الناس يلقى لها مجرى متصل بالمعدة كالحال في الطحال واما ان
15
تكون متولدة فيها لاكن ان قيل لهذه صفرا فباشتراك الاسم والخلط الذي
16
بهذه الصفة اما ان يكون مصبوبا في قعرها واما ان يكون متشربا في جرمها
17
وقد تلقى المعدة مثل هذا العرض بالاورام الحارة الحادثة فيها فهذه هي
18
جميع الاعراض التي تلحق القوة الهامضة واما القوة المميزة التي فيها
134
1
فانه اذا بطل فعلها او نقص تبع ذلك ضرورة ذبول فيها
2
ونقص في ساير افعالها وسبب ذلك احد امرين اما سو مزاج حار يابس قد
3
تشبث بجوهرها الاصلي واما بارد يابس والاول اذا طال به الزمان افضى
4
بصاحبه الى حمى الدق والاخر الى الهرم المسمى شيخوخة وانما كان ذلك
5
كذلك لان المميزة متى ضعفت او بطل فعلها تبع ذلك ان تضعف الغاذية
6
التي فيها او تبطل فانا قد كنا وضعنا ان للمعدة اغتذا ما بالكيلوس والالم
7
لم تحتو عليه. واما القوة الماسكة فانه اذا نقص فعلها تبع ذلك نفخ
8
وقراقر وربما خرج الغذا غير منهضم وسبب هذا هو سو مزاج بارد رطب
9
او بارد فقط مادي او غير مادي فاذا كاد ان يتعطل هذا الفعل جملة حدث
10
عن ذلك المرض المسمى بزلق المعا. واما اذا كان امساكها الطعام امساكا
11
رديا فانه يعرض لها حركة رعشية للمقاومة التي هنالك بين القوة الماسكة
12
التي فيها وبين الثقل الذي في الاغذية ولذلك انما يظهر مثل هذا العرض
13
فيمن شانه ان يعرض فيه اكثر ذلك عند الشبع المفرط والتملي من الطعام
14
وهذا العرض انما تلقاه المعدة عن احد اصناف سو المزلج المادي او غير المادي.
15
واما القوة الدافعة فاما ايضا ان ينقص فعلها وهذا يلزمه ضروره ان
16
تبطيء الاغذية في المعدة وتتعطل فيكون عنه ضرب من المرض المسمى
17
قولنجا وسبب هذا سو مزاج بارد اما مادي واما غير مادي. وقد يتعطل فعل
18
القوة الدافعة لسدة حادثة في الامعاء كما يعتري في القولنج لاكن هذا التعطل
135
1
هو لها عرضي. واما الافراط الحادث في فعل هذه القوة فيتبعه
2
ضرورة ضرب من زلق المعي هو غير النوع الحادث عن تعطل القوة الماسكة
3
ولذلك سبب هذا انما هو شيء يهيج القوة الدافعة الى الدفع حتى يفرط في ذلك
4
كالاخلاط اللذاعة مثل الصفرا والبلغم/المالح البوزي والسودا الحامضة
5
وربما كان ذلك لقروح في سطح المعدة وقد يكون ذلك ايضا لفساد الاغذية
6
واستحالتها الى مثل هذه الاخلاط كما نرى ذلك يعرض في الهيضة العظيمة
7
وربما ارتفعت امثال هذه الاسباب وبقيت القوة الدافعة تتحرك هذه
8
الحركة الردية على ادنى شيء يطرأ عليها وذلك منها على سبيل الغلط
9
لان تلك الحال قد صارت كانها ملكة ثابتة لها ولهذا جعل الاطباء المخدرات
10
من احد ما يعالج به هذا العارض وسنبين هذا في الجزء العلاجي وربما كان
11
سبب ذلك قروحا في سطح المعدة والعارض المسمى فواقا هو منسوب الى
12
هذه القوة وسبب ذلك شيء مؤذ بكيفيته اما بارد واما حار وقد يكون ضرب
13
منه عن سو مزاج حار يابس قد تمكن من جرم المعدة حتى احدث فيها ضربا
14
من التشنج وهذا الصنف برؤه عسير او ممتنع وربما كان هذا التشنج من
15
رطوبة في جرم المعدة العصباني على ما سيقال في اسباب التشنج وكذلك القي
16
هو ايضا منسوب الى فعل هذه القوة لاكن ليس طبيعيا كالدفع الذي يكون
17
لاسفل وذلك سببه انما هو شيء يطفو على فم المعدة اما رطوبة
18
بلغمية او صفراوية وذلك انه متى كان امثال هذه الاخلاط في اعلى المعدة هاج
136
1
عنه القي ومتا كان في اسفلها اج عنها الذرب وربما كانت
2
هذه الاخلاط منصبة الى المعدة من ساير الاعضاء من الكبد ومن غيرها كما
3
نرى ذلك في الذين يفرط بهم القي ويلقون منها برجا شديدا وبخاصة
4
ما يكون عن الاخلاط الصفراوية وقد يكون عن السوداوية وهو رديء جدا. واما
5
اختلال القوة الجاذبة من هذا العضو فاسبابها هي اسباب اختلال المريء
6
واما ما يعرض لها من سقوط الشهو وافراطها فسنذكر اسباب ذلك عند
7
ذكرنا الاعراض التي تلقى القوى الحسية ــ في الامعاء واما الامعاء فلما كانت
8
اظهر القوى فيها هي الدافعة ثم الماسكة كانت الاعراض اللاحقة لها
9
بحسب اختلال هاتين القوتين اما القوة الدافعة فانه اذا تعطل فعلها
10
او نقص كان عنه المرض المسمى قولنجا والعلة في اختلال هذه القوة هو اما
11
سومزاج بارد او حار مادي اوغير مادي اما البارد فالامر فيه بين لانه يخدر
12
القوة. واما الحار فليس ايضا بغريب ان يعرض عنه مثل هذا التعطيل فان
13
الاعضاء انما تفعل افعالها بحرارة مقدرة فمتى خرجت تلك الحرارة في
14
احدى الكيفيتين خروجا كثيرا تعطل فعلها اعني متى خرجت
15
الى البرودة او الى الحرارة الا انه متى خرجت الى البرودة خروجا قليلا نقص
16
فعلها واما اذا خرجت الى الحرارة خروجا قليلا فانه يكون لها فعل رديء
17
مثل الدخانية التي تحدث في المعدة الحارة. وقد يكون السبب ايضا في
18
تعطل فعل هذه القوة في الامعا السدة الحادثة فيها وذلك اما زبل
137
1
غليظ او خلط غليظ او ريح او ورم وان كان الورم يوجد فيه ضرر
2
الفعل بالجهتين اعني من حيث تكتسب المعى به سو مزاج مادي
3
ومن حيث تطمس المجرى والريح تسد المعى بجهتين اما ان يقوم في
4
وجه الثغل كما يعتري ذلك في القنوات التي يسير فيها الماء تحت الارض
5
واما ان ينفتل بها المعى حتى تنسد. وقد تنسد المعى من الحيات المتولدة
6
فيها ويعرض في هذا النوع من اختلال القوة الدافعة اعني التي يكون بالسدة
7
ان ينعكس فعلها فتدفع الثفل الذي فيها الى المعدة فتدفعه المعدة
8
بالقي وقد يكون سبب ضعف هذه القوة انسداد المجرى الذي يتصل
9
بين المعى وبين المرارة فلا ينفذ اليها من المرارة ما يهيجها على دفع الثفل
10
واما اذا كان فعل هذه القوة فعلا رديا فانه يكون عنه اسهال وذلك
11
ان الثفل ليس يمكث فيها الزمان الذي ينبغي له ان يمكث فيها وسبب
12
افراط القوة الدافعة يكون من انصباب الاخلاط اللاذعة اليها اما من الكبد
13
والعروق واما من المعدة واما من المرارة وبالجملة من ساير الاعضاء واذا
14
افرط لذع مثل هذه الاخلاط المعى حتى تنكاها يكون عن ذلك المرض
15
المسمى سحجا. وقد يكون اختلال هذه القوة لموضع كيفية الاغذية
16
اذا كانت منحرفة او دفعتها المعدة اليها غير منهضمة وقد يكون
17
لموضع كميتها/ اذا كانت كثيرة وقد يكون ذلك لموضع انسداد المجاري
18
التي بين الكبد وبين المعى فلا تبصر الى الكبد من الغذا شي فيثقل
138
1
على القوة الدافعة فتدفعه وقد يكون ايضا السبب في ان لا
2
ينفذ الغذاء الى الكبد غلظه في نفسه وهذا الغلظ اما ان يكون من طبيعة
3
الغذا او اما من ضعف فعل المعدة فيه او من كليهما. وقد يكون ذلك ايضا من
4
تعطل فعل القوة الجاذبة التي في الكبد كما نرى يعتري في امراض
5
الكبد. واما القوة الماسكة فانه ايضا من ضعفها متى ضعف فعلها حدث عن
6
ذلك ضرب من الخلفة وسبب ذلك ضرورة يكون سو مزاج اما مادي واما
7
غير مادي. واما متى تعطل فانه يحدث عنه نوع من انواع العلة المسماة
8
زلق الامعاء واما طرف المعا وهو العضو المسمى مقعدة فانه يختل
9
فعله بثواليل تتولد فيه. واما من هتك البراز اليابس للحم الذي
10
في ذلك الموضع واما من انفتاح العروق التي في ذلك الموضع وهذا النوع من
11
الثواليل يكون عنه نزف الدم وربما كان خروج الدم من هذا الموضع على سبيل
12
التنقية ويكون حينئذ محمودا ولذلك ما يقول ارسطو ان الدم الردي
13
يجري من الانف والمقعدة. واما الكبد فانه لما كانت ايضا توجد فيها القوى
14
الخمس كانت الاعراض اللاحقة لها بحسب ذلك فالقوة الهاضمة التي
15
في هذا العضو اما ان ينقص فعلها فيتولد دما بلغميا فلا تزال الاعضاء
16
تغتذي بذلك حتى ينقلب مزاجها الى طبيعة هذا الخلط وحينئذ يحدث
17
المرض المسمى استسقا لحميا وسبب حدوث هذا العرض لها يكون لسوء مزاج
18
بارد يغلب عليها اما مادي واما غير مادي وهذا المزاج قد يكون سببه الاغذية
19
وتدبيرها وقد يكون
139
1
من الامور التي تلقى البدن من خارج وبالجملة الاشيا التي عددنا
2
انها اسباب المزاج البارد وقد يكون ايضا من مشاركة الاعضاء الخادمة له في
3
فعله والمعينة كالمعدة فانها متى قصرت في طبخ الكيلوس وارسلته اليه
4
غير نضج ودام ذلك منها استحالت طبيعة الكبد الى البرد ويشبه ان يكون
5
الطحال يفعل ذلك عند ضعفه فانه اذا لم ينق الدم من الجزء البارد اليابس
6
احال طبيعة الكبد الى البرد وكذلك ايضا تفعل المعا الدقاق فانه قد
7
يستضر الكبد بمشاركتها اعني متى عرض للمعى سو مزاج وسوء المزاج المادي الحادث
8
في الكبد قد يكون مع تورم وقد يكون مع غير تورم لاكن الاورام انما تكون
9
اكثر ذلك سببا لمثل هذا المرض عندما تحجر وتصلب وقد يكون سبب
10
سوء هذا المزاج في الكبد مرض الي كالسدة العارضة فيه فان السدة
11
من شانها ان تطفي الحرارة الغريزية لا سيما اذا كان الخلط الفاعل لها باردا
12
واما اذا كان فعل القوة الهاضمة في هذا الفعل رديا فانه يتبع ذلك من
13
الاعراض احد امرين اما الاستسقا المعروف بالطبلي واما الامراض المتولدة
14
عن المرة الصفراء وذلك انه ينبغي ان تصور من امر هذه الاعضاء انها انما
15
تفعل افاعيلها الطبيعية بحرارة مقدرة بالبرودة فانه قد تبين في العلم
16
الطبيعي ان البرودة الة على جهة التعديل للحرارة التي هي الفاعلة اولا وبالذات
17
واذا كان ذلك كذلك فكل عضو انما يفعل بحرارة مقدرة ملايمة لفعله فمتى
18
تزيدت البرودة في ذلك العضو تزيدا ليس بمفرط ولا تخرج به تلك الحرارة عن
140
1
صورتها الطبيعية نقص فعل ذلك العضو ضرورة كالطعام الذي
2
يحمض في المعدة الباردة والدم البلغمي الذي يتولد في الكبد الباردة ومتى تزيدت
3
الحرارة الفاعلة تزيدا يسيرا ليس يبلغ بذلك ان تخرج تلك الحرارة الفاعلة عن
4
طبيعتها افرط ذلك العضو في فعله كالمعدة التي تدخن الاطعمة والكبد التي
5
تولد مرارا كثيرا واما متى تتزيدت البرودة او الحرارة تزيدا كثيرا حتى يخرج
6
بذلك الحار الغريزي الذي في ذلك العضو عن صورته الطبيعية كان فعله
7
حينئذ مباينا بجوهره للفعل الطبيعي كالمعدة التي تتعفن فيها الاطعمة
8
وتسمك ولذلك امثال اسباب هذه الامراض تكون عن سو المزاج الحار كما تكون
9
عن سو المزاج البارد اعني قد يكونان سببا متقدما لذلك وقد تبين هذا
10
بالقول العام من امر جميع الاعضاء فالكبد اذا اصابها /سو مزاج حار غير مفرط
11
ولدت مرار كثيرا واذا افرط ذلك بها حتى يكاد ان تخرج بذلك عن صورتها
12
الجوهرية كانت بالحرارة التي فيها افعالها حينئذ غريبة عن الافعال الطبيعية
13
فتكون حينئذ اكثر افعالها انما هي من حيث هي حرارة مطلقة لا من حيث
14
هي حرارة كبدية واذا كان ذلك كذلك فالفعل الذي للحرارة بما هي حرارة
15
بسيطة اذا وردت عليها رطوبة مايية هو ان تبخر الجزء الماي الذي فيها
16
وتولد عنها رياحا ولذلك ما يحدث عن مثل هذه الحرارة اذا حصلت في الكبد
17
النوع من الاستسقا المعروف بالطبلي فان كان السبب في انسلاخ
18
الحرارة الطبيعية مرضا حارا نسب اليه وان كان باردا نسب اليه
19
ولذلك ما نرى الاطباء يتحيرون في توفية اسباب هذا النوع من الاستسقا
141
1
لانهم يجدونه يحدث عن الحر كما يحدث عن البرد وهو من اعسر انواع الاستسقا
2
علاجا لهذا السبب بعينه. واما اسباب حدوث سوء المزاج في الكبد فهي بالجملة
3
اسباب حدوث الامراض الحارة المادية وغير المادية ويخص الكبد انه ربما لحقه
4
هذا الضرر من تعطل فعل المرارة اما لسدة تعرض في المجرى الواصل اليه. واما
5
لضعف القوة الجاذبة التي في المرارة واما لانسداد المجرى النافذ من المرارة الى
6
المعي ولضعف القوة الدافعة لان هذا اذا انسد عرض عن ذلك ما يعرض لمن انسد
7
امعاه من انه لا يتشهى الغذا ولا يطلبه وانما كان ذلك كذلك لان كل عضو انما
8
فيه القوة الجاذبة من اجل الغاذية والغاذية انما يتم فعلها بالاربع قوى فمتى
9
تعطلت واحدة تعطل الغير وكذلك ينبغي ان نتصور الامر في الكبد مع المرارة.
10
والعرض المسمى يرقانا انما يحدث ضرورة لاحد امرين اما لتعطل فعل المرارة
11
او نقصان فعلها فيبقى المرارة منبشما في الدم فتقذف به القوة الدافعة الى
12
سطح البدن على جهة ما تدفع الفضول وهذا نوع سالم واما لان الكبد او الاعضاء
13
قد ساء مزاجها وافرط جدا في الحر كما يعرض ذلك عند تولد الورم الصفراوي
14
فيها او شرب السموم الحارة فيكثر توليدها للمرة الصغرا حتى يظهر على سطح
15
البدن ويكون ظهورها لمكان كثرتها لا لمكان الاصلح وتنقية البدن ولذلك كان
16
هذا الصنف مذموما وقد يحدث ذلك في الكبد عن دوا سمي يسقاه الانسان كالبيش
17
وغير ذلك. واما القوة المميزة التي في هذا العضو فانها اذا ضعف فعلها تبع
18
ذلك انتشار الاخلاط في البدن حتى يحدث عن ذلك افات كثيرة. واحد ما يحدث
142
1
عن ذلك هو الاستسقاء الزقي وذلك في المايية المبثوثة في الكيلوس اذا لم تخلصها
2
هذه القوة انتشرت في الدم فتدفع بها الطبيعة الى ما تحت صفاق البطن وقد قيل
3
انها انما تندفع الى ما تحت الصفاق في عروق السرة وذلك ان هذه العروق
4
متصلة بالكبد ومنها تخرج الفضلة المايية التي في الجنين في حين تكونه في
5
الرحم وقد يلقى هذا العرض ايضالضعف القوة الجاذبة التي في الكلى وانسداد
6
المجرى وضيقه واما القوة الماسكة فانها ايضا اذا ضعفت في
7
هذا العضو كان ذلك سببا لان يخرج عنه الدم غير منهضم فجا. والقوة الدافعة
8
اذا ساء فعلها في هذا العضو قذفت بالدم المتولد فيه الى المعى على الجداول
9
التي منها تجتذب الغذاء فيحدث عن ذلك خلفة دموية وذلك لمكان حدة الدم او
10
لسوء مزاج. واما القوة الجاذبة فانها اذا ضعفت او تعطل فعلها حدث عن ذلك
11
خلفة ودرب. وسبب الضرر الداخل على هذه القوى بالجملة يكون اما من الامراض
12
المنسوبة الى الاعضاء الالية او البسيطة لاكن الالي انما يكون ها هنا سببا بالعرض
13
وبتوسط المرض المزاجي المنسوب الى الاعضاء البسيطة وهذان الصنفان من الامراص
14
تضر العضو بجهتين اما بحلوله اولا فيه واما بكونها في عضو مشارك له.
15
وقد يسئل سايل ويقول اذا كان احد ما تختل به افعال الاعضاء هي امراض الاعضاء
16
المشاركة لها وكان على رايكم القلب هو الذي يعطي الكبد الحرارة الغريزية التي
17
بها تكون افعاله فما بال الكبد لا تختل افعالها بامراض القلب. فنقول ان
18
القلب لما / كان هو العضو الرئيس باطلاق لم يحتمل ان يوجد فيه من الامراض ما
19
يضر بالكبد او غير ذلك من الاعضاء والحيوان بعد حي وذلك على الاكثر بل
20
معظم الافات التي يلقاها القلب والحيوان حي هي بالنسبة الى غيره من الاعضاء
21
غير محسوسة لاكن مع هذا ليس يمنع ان يلحق القلب امراض خفية من سوء المزاج
22
هي بالاضافة الى الكبد عظيمة فان ادنى حركة تقع للسكان تكون سببا لحركة
23
عظيمة في مقدم المركب وكذلك يشبه ان يكون حال القلب مع الاعضاء الرئيسية
24
كلها ولذلك ينبغي عند معالجة الكبد ان لا تهمل العناية بالقلب كل الاهمال
25
بل يجب ان يصرف اليه منها مقدار كبير
143
1
وسنبين هذا عند القول في حيلة البرء. واما الهضم الذي يكون في العروق
2
فان الاعراض التي تلحقه هي اكثر ذلك تابعة لامراض الكبد وقد يلقى العروق
3
عرضا خاصا بها وهو انبثاق الدم وسيلانه وسبب ذلك يكون اما في الامراض
4
فالقوة الدافعة وخاصة في البحارين المحمودة. واما ما كان منه عرضا صرفا
5
فالسبب فيه يكون اما لذع الدم وحدته حتى يفرق الاتصال الذي في افواه
6
العروق واما لطافته كما نرى ذلك في الخيلان التي تخرج على الجسم وكما
7
يعتري ذلك في رقاق الزيت واما لموضع كثرة الدم اذا لم يسع تجاويف
8
العروق وقد يكون ذلك بسبب ضعف العروق انفسها وتاتيها لان تنصدع اما
9
لرقتها واما لافراط الصلابة عليها والذي يهتك مثل هذه العروق بسرعة
10
هي اما كثرة الدم واما الاشيا التي من خارج بمنزلة السقطة والطفرة
11
ويلحق عن الامراض الموجودة في هذه الاعضاء وفي الكبد اعراض كثيرة في
12
النزل سنفصلها في كتاب العلامات فان اولى المواضع بذكرها هو ذلك الكتاب.
13
واما الاعراض التي تلحق الهضم الاخير الذي في الاعضاء انفسها فانها ايضا تلك
14
الاصناف الثلاثة بعينها اما ان تبطل افعالها الغاذية فيه كالذي يعرض في السل
15
واما ان تنقص كالذي يعرض في الهزال واما ان تختل فيعرض عن ذلك
16
البرص والبهق وسبب هذه الاعراض يكون اما لسوء مزاج في الاعضاء انفسها
17
واما بالمشاركة مثال ذلك البرص فانه يتولد من احد
18
امرين اما لضعف القوة الهاضمة التي في العضو واما لرداة المادة الواصلة للعضو
19
وذلك لرداتها في نفسها او لضعف الكبد والعروق واما البهق فالسبب فيه
144
1
اكثر ذلك انما هو ضعف القوة المميزة التي في الكبد او ضعف الطحال عن جذب
2
العكر السوداوي او سوء مزاج الكبد والعروق حتى يكثر تولد هذا الخلط عنها وقد
3
يكون ذلك لسوء مزاج في الاعضاء انفسها فان هذا غير ممتنع وقد يكون ذلك
4
لمكان الاغذية انفسها وينبغي ان تفهم عنا عند تعديدنا لاسباب هذه الاعراض
5
انه ليس تعديدنا لاشيا متعاندة لا يمكن ان تجتمع باسرها بل في الاكثر انما
6
تكون الاعراض اللاحقة لها عن اكثر من سبب واحد منها وربما كانت عن جميعها
7
والهضم الذي يكون في الدماغ يلقى عرضا خاصا به وذلك انه تنقص قوته الهاضمة
8
او تتعطل فيلحق عن ذلك سيلان فضول على الانف والحنك غير نضجة وهذا
9
العرض هو المسمى نزلة وهذا المرض يلفى متكونا عن الاشيا الباردة التي من خارج
10
وقد يلفى ايضا عن الاشيا الحارة وينبغي ان ننظر كيف تولد ذلك عنها فنقول
11
القوة الهاضمة لما كانت الفضلة التي تسيل في هذا المرض نية غير نضجة دل ذلك
12
على ان الفاعل لهذا المرض هو ضعف القوة الهاضمة لسو مزاج بارد غلب عليها لاكن اما
13
هذا في النزلات التي سببها الاشيا الباردة من خارج فمطابق لما يظهر من هذا القول. واما
14
النزالات التي تحدثها الاشيا الحارة من خارج فيعسر فيها تصور ضعف القوة
15
الهاضمة لاكن ضعفها في هذا المرض انما يكون بضرب من العرض اعني لكثرة المادة
16
ورطوبتها وذلك ان الحرارة من شانها ان ترطب الاشيا المنعقدة وتذوبها مع
17
انه تجذبها الى الراس من جميع البدن واذا كان ذلك كذلك فتلغى القوة الهاضمة التي
18
في الدماغ مثل هذا العرض اعني انها تبرد مع ان الحرارة الغريبة التي من خارج
19
من شانها ان تبرد الحرارة الغريزية كما تفعل الشمس بالنار فهذا هو القول
20
في جميع الهضوم ان شيت ان تجعلها ثلثة على ما يفعل جالينوس او اربعة على
145
1
/ما يقوله ابن سينا الا ان الاولى ان لا تجعل الهضم الذي في العروق هضما ثالثا
2
اذ كان ليس يلفى فيها للدم انقلاب الى صورة اخرى كالحال في المعدة والكبد
3
والاعضاء انفسها فان المعدة تقلب الغذا كيلوسا والكبد تقلبه دما احمر وسائر
4
الاعضاء تقلبه شيئا ابيض واما العروق فليس له فيه مثل هذا التاثير وان
5
كنا ندرك بالقياس ان لها فيه تاثيرا ما. وقد ينبغي ان نصف الاعراض الداخلة
6
على العضو الرئيس في هذه القوة الغاذية وهو القلب ثم نسير بعد ذلك الى الاعراض
7
التي تدخل على الاعضاء الخادمة للكبد ثم الاعراض الداخلة على اعضاء الات
8
التناسل وبذلك يكمل القول في الاعراض الداخلة على القوة المنسوبة للنبات من قوى النفس.
9
القول في القلب فنقول ان الاعراض التي تلحق القلب هي الغشي والخفقان
10
وبالجملة خروج النبض على المجرى الطبيعي وسبب هذا ضرورة يكون اما
11
شي من خارج واما من داخل. اما الاشيا التي من خارج فالامور النفسانية
12
التي تحر مزاج القلب كالغضب او التي تسير بالحرارة المنتشرة في جميع البدن
13
اليه كالفزع وذلك ان من شان مزاج القلب اذا استحر اكثر مما ينبغي ان
14
تفرط حركته النبضية طلبا لتعديل مزاجه بادخال الهوا واخراجه.
15
واما الاشيا التي من داخل فهي سوء المزاج اما فيه اولا واما في عضو مشارك
16
له. وسو المزاج المتولد في القلب ربما كان غير مادي كحمى الدق وغير
17
ذلك وربما كان ماديا وذلك بان يتغير الدم الذي فيه بعض التغير. واما
18
الورم فلا يحتمله هذا العضو في نفس جرمه بل يبادر الموت
146
1
الى العليل في اول حدوثه قالوا وربما حدث الورم في غشايه
2
فلم يقع الموت فان بادر الطبيب الى علاج ذلك امكن الخلاص منه والا
3
قتل. وقد حكى جالينوس ان من امراضه المادية رطوبة مايية تكون في غشايه
4
يتبع ذلك ذبول البدن قالوا ويعرض فيه ان تراكم على غشايه اشيا صلبة
5
وبالجملة فليس يمتنع عليه جميع اصناف سوء المزاج ما لم يكن مفرطا او
6
لم يكن عن ذلك تورم. واما اذا افرط به سوء المزاج فانه يؤدي ذلك الى الغشي
7
والغشي هو انصراف الحار الغريزي دفعة الى القلب عن ساير الاعضاء وتخليه
8
عن تدبيرها وذلك لقلته وفرط تحلله واما الاعضاء التي يختل بمشاركتها
9
فجميع الاعضاء الضرورية التي لها رياسة ومن اقواها مشاركة فم المعدة
10
ولذلك سمته القدماء فوادا باسمه وذلك انه كثيرا ما يعرض عن الم هذا
11
الموضع العارض المسمى الغشى ولكون مشاركته لهذه الاعضاء كانت الاعراض
12
التي تلحقه في النبض دلائل على اكثر امراض الاعضاء وتعديد انواع هذه الاعراض
13
واعطاء اسبابها كتاب العلامات اولى بذلك واما الاعضاء الخادمة للكبد فقد قلنا
14
ان منها المرارة والطحال والكل والمثانة اما المرارة فقد بينت اسباب الاعراض
15
اللاحقة لتعطل فعل من افعالها عندما ذكرنا اعراض الكبد واما الطحال
16
فاذا تعطلت قوته الجاذبة حدث عن ذلك كما قلنا انتشار المرة السوداء في
17
الدم فربما دفعتها الطبيعة الى سطح البدن فيحدث عن ذلك اليرقان الاسود
18
وبالجملة يلحق هذا العرض جميع الامراض السوداوية واذا افرطت قوته
147
1
الدافعة حدث عن ذلك مرض المعدة وقد يحدث عن ذلك خلفة سوداوية
2
وسبب هذه الاعراض اللاحقة هي ضرورة اسباب ساير الاعراض وذلك اما مرض الي
3
واما سوء مزاج واما مركب عنهما كالورم وهذا العضو لغلظ ما يتغذى به كثيرا ما
4
تصيبه اورام جاسية. واما الكلى فانه يظهر من امرها ان فيها ايضا الخمس قوى
5
فاذ ضعفت القوة المميزة التي فيها او الهاضمة او الماسكة تبع
6
ذلك ان يخرج الدم مبثوثا في البول لان المايية الدموية الواصلة اليها من
7
الكبد لتغتذي بها لا تغيرها. واما متى ضعفت القوة الجاذبة في هذا العضو
8
فانه يحدث عنه الاستسقا الزقي كما قلنا وقد يفرط فعل القوة الجاذبة في
9
هذا العضو فانه يحدث عنه الاستسقا الزقي كما قلنا فيتبع ذلك سلس
10
بول مع شرب ماء كثير وهذه العلة هي المسماة بالبركان ويصحب افراط
11
فعل القوة الجاذبة في هذا العضو ضرورة
148
1
/ضعف الماسكة والهاضمة ولذلك يخرج البول في هذه العلة غير نضج وسبب هذه
2
الاعراض يكون احد اصناف سوء المزاج والامراض الالية او المركبة منها
3
جميعا. وانت فقد ظهر لك من قوة القول المتقدم ما تقدر به من تلقاء
4
نفسك كيف تنسب عرضا عرضا من هذه الاعراض الى صنف صنف من اصناف الامراض
5
لاكن علة البركان هي اولى ان تنسب الى المزاج الحار من جهة ان الجذب انما
6
يكون بالحرارة وغير ممتنع ان يكون شدة الجذب لضعف الماسكة فانها متى
7
ضعفت لم تتغذ الكلى بالمايية التغذي الذي يجب لها لقلة وكوف المايية فيها
8
فتتحرك القوة الجاذبة اكثر مما يجب لاكن هذا الصنف يلزم ان يتبعه قلة
9
وقوف البول في المثانة من غير ان تمتلي وقد تختل القوة الدافعة التي فى
10
هذا العضو بسدد تعرض فيها من اجسام حجرية تتولد فيها عن اخلاط غليظة
11
وحرارة مجففة على جهة ما ينعقد الخزف قالوا واكثر ذلك انما يتولد في
12
جرمه لا في تجويفه وهذا المرض هو الذي يسمى حصاة في المثانة
13
واما المثانة فانه يختل فعل القوة الدافعة فيها لسدة حادثة فيها اما مثل
14
ورم او خلط غليظ او دم جامد واما بالحصى المتولدة فيها ويتبع جميع
15
ذلك عسر خروج البول وقد يكون عسر البول لاختلال القوة الدافعة نفسها وقد
16
يكون تقطير البول لافراط فعل القوة الدافعة التي فيها وسبب ذلك اما قروح
17
فيها واما ان في البول كيفية لذاعة. واما الذين يخرج عنهم البول بغير
18
ارادة اصلا ولا وجع وذلك يكون من استرخا العضلة المحيطة بعنق المثانة
149
1
وهذا سيعدد في الاعراض الداخلة على الحركات الارادية وينبغي ان تعلم ان
2
هذين العضوين اعني الكلى والمثانة كثيرا ما يلحقهما اعراض ردية من امراض
3
الخشونة حتى ربما الت الى التقرح وهذا المرض المسمى في اول الامر جربا وذلك
4
يكون عن اخلاط ردية تنصب اليها اعني في نفس جرمها وفي تجويفها وبالجملة
5
الفاعل لهذا المرض المسمى جربا انما هو سوء مزاج مادي خبيث وحق لمثل
6
هذه الاعضاء ان تلقى مثل هذا العرض اذا كانت طريقا لفضول الجسم ومغيضا لها.
7
في الاعراض الداخلة على الات التناسل. وهذه الاعضاء كما قلنا منها الرحم
8
والانثيان والقضيب والثدي اما الانثيان فانه قد يلحقهما ضعف قوتهما
9
الهاضمة حتى لا تفعل منيا مولدا وذلك ضرورة عن احد اصناف سوء المزاج فانه
10
متى افرط مزاجها في الحر واليبس شيطت المني واحرقته وكذلك ان افرط في البرد
11
واليبس او في الرطوبة او في البرد مفردا لم ينضج المني وخرج رقيقا ماييا
12
وهذه الامزاج منها ما هي في اصل الخلقة وهذه لا سبيل الى برءها ومنها ما
13
هي عرضية وهذه فيمكن برءها وقد يختل فعل هذا العضو من الاورام المتولدة
14
فيه ومن انقطاع معالقه او من المرض الذي يعتريه في المقدار والوضع وهو
15
المسمى ادرة وهذا المرض يحدث من اتساع الثقب الذي فيه معاليق الانثيين
16
وذلك ان هذه المعاليق اذا اتسعت اما لرطوبة فضلية تكون هناك واما
17
لقحل يعرض للمعاليق انفسها انحدر المعى الى هنالك وربما اندفع لى كيسها
18
رطوبة او ريح فيحدث المرض المسمى ادرة وقد يكون هذا المرض عن خرق كبير
150
1
يكون في هذا الثقب حتى يزل في الكيس شي من المعى وهو اردأ اصنافها واما
2
القضيب فانه تختل القوة الدافعة التي فيه بانسداد مجراه او بضعف طاريء
3
عليه او لفساد في شكله عند الانعاظ والفساد في الشكل يعرض اما بقطع الوتر
4
الذي به يكون انعاظه مستقيما وهو المسمى شكالا واما من يبس مفرط واما من
5
ورم متحجر واما الارحام فلما كانت خلقتها لمكان الولادة مع انه صحب ذلك
6
ان كانت سبيلا لفضول الهضم الثاني كانت الاعراض اللاحقة لها داخلة على هذه
7
الافعال انفسها والرحم كما قيل ففيها الاربع قوى الهاضمة وان شئت أن
8
تسميها الحافظة فهو اليق بها ولهذا ما ليس يظهر فيها فعل القوة المميزة
9
اذ كان لا يظن انها تغتذي بما تحتوي عليه وان كان في هذا موضع شك واما
10
الجاذبة والدافعة والماسكة فامرها فيها بين فنبتدي
151
1
/فنخبر بذكر الاعراض الداخلة على واحد واحد من هذه القوى فنقول اما
2
القوة الحافظة التي فيها للجنين فانها متى ضعف او بطلت كان عن ذلك
3
اما قلة الحمل واما الا تحمل المرأة اصلا وسبب هذا يكون ضرورة احد
4
اصناف سوء المزاج المادي والغير مادي الا ان غير المادي منه ما هو في اصل
5
الخلقة وهذا يسمى عقرا ومنه ما هو طاري وجهة ضرر هذه الامزجة بالمنى
6
هي بعينها جهة ضرر سوء مزاج الانثيين به وذلك انها متى كانت حارة يابسة
7
شيطت المني ومتى كانت باردة بردته حتى يعود ماييا واما اذا ضعفت
8
القوة الماسكة فيه فانما تكون سببا للاسقاط والسبب اكثر ذلك في
9
ضعف هذه القوة هي رطوبة مزلقة. واما القوة الدافعة فيه فان ضعفها
10
يكون سببا لعسر الطلق كما ان افراطها في الدفع يكون سبّبا للاسقاط.
11
والقوة الجاذبة في هذا العضو قد تكون سببا لعسر الحمل او لعدمه وذلك
12
اذا تعطل فعلها او نقص وقد تختل جميع هذه القوة في الرحم من الاورام
13
التي تصيبها ومن المرض المعروف باختناق الرحم وهذا المرض ليس يضر
14
بافعال الرحم بل بافعال ساير الاعضاء وذلك ان سبب هذا المرض انما هو
15
عن تولد خلط سمي يتكون في هذا العضو فيترقى منه بخار مضاد بصورته
16
للحرارة الغريزية على جهة ما تضادها السموم فيعتري عن ذلك تعطل
17
افعال الحياة حتى لا يكاد في تلك الحال ان يحس للقلب نبض ولما كان
18
يصيب مثل هذا العرض في الاكثر النساء البعيدة العهد بالجماع ظن ان
152
1
هذا التعفن انما يعرض لمني النساء مع انه اكثر شي استعدادا
2
لان يلقى مثل هذا العرض وليس يمتنع في الابدان الردية ان يتولد في اعضاء
3
منها اخلاط تشبه السموم في جواهرها وبخاصة في هذا العضو لكونه مغيضا
4
لقبول البدن التي هي اكثر شي استعدادا لقبول العفونة ولذلك راى بعضهم
5
ان هذه العلة قد تعرض ان امتناع درور الطمث ولكون هذا العضو مغيضا
6
لهذه الفضلة كان كثيرا ما يصيبه التاكل فيعسر برءه او لا يمكن وهذا
7
العضو يصيبه من امراض الموضع المبطلة لجميع افعاله انه يسترخي حتى
8
يخرج عن موضعه ويتعلق وقد يكون سببه الاشيا
9
التي من خارج كالظفر والولادة وقد يكون سببه رطوبة لزجة وقد يجتمع
10
الامران جميعا ومما يعوق الرحم عن الحمل العلة المعروفة بالرحى وهذه
11
العلة تعرض من تقصير القوة المصورة التي في المني وذلك اما من فساد
12
الالة واما من فساد الهيولي فيتولد في الرحم بعضة لحم ويعرض للمراة
13
ان يكون بطنها شبيها ببطن الحبلى حتى ترمي بتلك البعضة وقد تنضجها
14
الطبيعة الى رطوبات ورياح. واما الاعراض التي تلحق دم الطمث فالفاعلة لها
15
هي الاعراض التي تلحق القوى التي في هضم العروق وذلك ان افراط خروج هذا
16
الدم انما يكون سببه احد امرين اما ضعف القوة الماسكة واما افراط دفع
17
الدافعة واما كليهما اما السبب في ضعف القوة الماسكة فهو احد اصناف
18
سوء المزاح. واما السبب في افراط القوة الدافعة فهو اما خلط لذاع واما الكثرة واسباب
153
1
امتساك هذا الدم هي اضداد هذه الاسباب بعينها الا ان احد ما
2
تضعف به القوة الدافعة او يتعطل فعلها في هذا العرض هي السدد الحادثة
3
عن غلظ الدم ولزوجته. والطمث الطبيعي في النساء اقل زمانه يكون يوما
4
واكثر زمانه سبعة ايام والطهر المتخلل بين هذه الحيض اقل زمانه عشرون
5
يوما واطوله ثلاثون يوما فهذه هي جميع الاعراض الداخلة على القوى
6
المنسوبة للنفس النباتية وقد يظهر في جميع البدن او في عضو منه اعراض
7
تنسب الى القوة الدافعة فقط من خوادم هذه القوة اما التي في جميع
8
البدن فالرعدة والقشعريرة والتميطي واما التي في اعضاء خاصة هذه فكالسعال
9
في الرئة والعطاس في الراس والتثاوب في الفم والفواق في المعدة. ونحن
10
نشير الى اسباب جميع هذه وانما نسبنا هذه الافعال لهذه النفس اذ كانت
11
ليست ارادية وان كان قد يكون للارادية في بعضها مدخل ما. فنقول اما
12
النافض فانه حركة القوة / التي في العضل لدفع الخلط الموذي لها بالحرارة
13
او البرودة ومن الدليل على ذلك
154
1
ان مثل هذا العرض يلقى البدن عن الاشيا التي من خارج مثال ذلك انها متى
2
صب على البدن ماء حار شديد الحرارة اقشعر منه الجسم على المكان وربما ارتعد
3
وكذلك يلقى من الهواء البارد. واذا ضعفت اسباب هذا العرض كان عنه قشعريرة
4
فاذا اشتدت اسبابه كان عنه النافض ولذلك لا يرى نافض لا تتقدمه قشعريرة
5
وهذا النافض انما يكون اكثر ذلك في الحميات وبخاصة النافض الذي يكون عن
6
الاخلاط الحارة. واما الذي يكون عن الخلط البارد البلغمي فقد يكون عنه فيما
7
زعموا نافض بغير عفونة وذلك في النوع الزجاجي منه فقط. وزعموا الاطباء ان
8
النافض الذي يكون عن الخلط الحار اشد لمكان لذعه وان الذي يكون عن الخلط
9
البارد اقل لذعا ونحن نرى الابدان انما تلقا هذا العرض اشد ما يكون عن الهوا
10
البارد واما الهوا الحار فليس يكاد ان يعرض عنه نافض بل انما تعرض عنه
11
قشعريرة والشاهد على هذه الرعدة التي تصيب المقرورين ولهذا ما نرى ان اقوى
12
الاسباب في النافض هو غور الحرارة الغريزية الى باطن البدن وبرد الاعضاء التي من
13
خارج فتحرك الطبيعة الى دفع مايضادها سواء كان باردا او حارا الا ان البارد
14
اشد مضادة واما النافص الذي يكون عند الموت فسببه هو تحرك القوة الدافعة
15
لضعفها عن حمل الاعضاء انفسها ولذلك تنطفي باثره الحرارة الغريزية على
16
المقام وتتحلل حركتها في هذه شبيهة بالحركة الغير محصلة الذي ليس لها
17
سبب الا الضعف فقط كحركة السراج عندما يريد ان ينطفي ولذلك ما نرى الطبيعة
18
عندما يطرأ عليها امر مهلك من خارج مثل ضرب العنق وغير ذلك تدفع بفضول
155
1
الجسم تهيبا منها لما طرا عليها من خارج. واما السعال فانه حركة القوة
2
الدافعة التي في الرئة للاشيا الموذية لالات التنفس وقذفها بها بالهوا الخارج
3
بمعونة الصدر لها ومن هنا يظهر ان للارادة مدخل ما في هذا الفعل. والسبب
4
الفاعل للسعال هو احد اصناف سوء المزاج المادي وغير المادي. اما المادي فانه
5
اما ان يكون من رطوبة تنزل من الراس كما يعتري في النزلات واما من شي
6
يصل الى الرية من الصدر ونواحيه كما يعتري ذلك في الاورام التي فيه واما
7
من شي يتكون في جوهر الرية بمنزلة الورم او القرحة اوالدم المنفجر والدم
8
ينبعث من هذا العضو اما عندما ينشق عرق من عروقه وهو خطر. وقد ينبعث
9
منه الدم على جهة الرشح لتخلخله وقد يصير ايضا اليه من نواحي الصدر وقد
10
زعموا انه كان يرحل سعال شديد حتى قذف حجرا من رياته فسكن سعاله وقد
11
زعموا انه يكون ضرب من السعال عن تولد بعوض في المرية وقد تكون المواد
12
المحركة للسعال امورا تطرأ من خارج بمنزلة الغبار والدخان وبالجملة لاشيا
13
من طبيعتها ان تهيج هذا العرض كالقطن الذي يكون في عليق الكلب واما
14
الامزجة الغير مادية فانها ايضا قد تهيج هذا العرض وان كانت القوة الدافعة
15
لم تعد نحو هذا الفعل لانه ليس يحصل عن ذلك منفعة كالحال في السعال المادي
16
لاكن لحقها ذلك بالعرض وذلك انه لما اريد من هذا العضو ان يتحرك لقذف
17
الا شياء التي ترد عليه جعل فيه قوة جيدة الحس فعندما يحس بادنى شي يصل
18
اليها قذفت به الدافعة فاذا عرض لها سوء مزاج غير مادي واحست به تحركت
156
1
القوة الدافعة على جهة تحركها عن المادي لانه لم يكن في طباعها غير ذلك
2
فان كل ما في الطباع اما ان يكون لمكان الضرورة وهو الذي لا يمكن غيره
3
واما ان يكون لمنفعة وهذا المزاج يعرض اما من الاشياء التي من خارج كما
4
حكى ان بعض الاطباء امر من كان يشكو سعالا ان تضم اطواق ثيابه فبري وربما
5
كان هذا المزاج من خلط متقدم وربما كان من مزاحمة بعض الاعضاء للرية
6
كما يعتري ذلك في تورم الكبد وفي الشبع المفرط. واما العطاس فانه حركة
7
القوة الدافعة التي في الدماغ لتنقية الفضول الذي فيه وقد يصحب فيه مع تنقية
8
الدماغ انه ينقي مع ذلك الفضول التي في الصدر والرية وربما
157
1
/اندفع به بعض ما يكون في فم المعدة ولذلك ما نرى العطاس
2
يهيج الجشا وهذه الحركة للقوة الدافعة انما تكون عند لذع الخلط الموذي
3
بكيفية باطن الانف ولذلك ما نرى الاشياء التي تدخل في الانف تهيج العطاس
4
واما هل يكون هذا الفضل في بطون الدماغ فيهيج منه عطاس قبل ان يسيل
5
منه شي الى المنخرين فيبعد ذلك واما الفواق فهو من حركات القوة
6
الدافعة في المعدة وقد ذكرناه وكذلك الامر في الجشا اعني انه ايضا من حركة
7
القوة الدافعة للرياح المستكنة هنالك واما التمطي فهو تمديد الاعضا
8
لينتفض منها الفضل البخاري المحتقن فيها. والتثاوب هو تمطي في
9
عضل الفكين لتنقية الفضل الذي هنالك. واما الاختلاج فانه يكون عن
10
فضل بخاري تولد في العضو عن تقصير القوة الهاضمة ورداة المادة
11
اعني اذا كانت منفخة. فهذا هو القول في جميع الاعراض الداخلة على
12
القوة الغاذية والقوى المنسوبة اليها وينبغي ان نسير الى القول في الاعراض
13
الداخلة على قوى الحس ونبتديء من ذلك بابسطها وهو اللمس. في اعراض
14
حس اللمس والقوة الرئيسية المشتركة الحساسة وان كانت في القلب كما
15
قلنا فانه لا يتم فعلها الا بالدماغ والنخاع والعصب ولما كانت هذه الاعضاء
16
اعني الدماغ والنخاع والعصب باردة المزاج بالطبع رطبة سهلة الانفعال
17
ولم تكن رئاستها في شرف رياسة القلب كانب الاعراض الداخلة على
18
هذه القوى انما تكون هي اكثر ذلك من جهة الدماغ او النخاع
158
1
او العصب النابت منها. واما القلب فليس يحتمل ان يلقى من
2
الافات والامراض ما يكون عنه تعطل هذه القوى بل الموت يبادر قبل ذلك
3
وان كان ليس منتنعا ان يعرض عنه ضعف في هذه الحواس. والدليل على
4
ذلك انه متى قطع شريان كبير من بعض الشراين التي تاتي للاعضاء عسر
5
حس ذلك العضو وما يعتري عند الغشي من ذهاب الحس والحركة شاهد
6
على ذلك وكذلك ما يعتري عند الفزع من الرعشة وليس استعمالنا
7
هذا الموضع على الجهة التي استعملها جالينوس في الاعصاب لانه قد بين
8
بالقول ان للقلب مدخلا في فعل هذه القوى وانما استعملنا ها هنا موضع
9
الوجود والارتفاع على جهة الاستظهار ولما كان الامر على ما قلنا كان
10
توفية الاطباء اسباب دخول الاعراض على هذه القوى انما هي فقط من جهة
11
الدماغ والنخاع والعصب وانت فينبغي لك ان تفهم الامر على ما قلناه ومتى
12
قصدت بالعلاج الى هذه الاعضاء فلا تهمل امر القلب على ما سنقوله في
13
الجزء العلاجي. واذ قد بين هذا فلنشرع في تعديد الاعراض الداخلة على
14
حس اللمس ثم نسير بعد الى اعطاء اسبابها وهي الامراض الفاعلة لذلك
15
فنقول ان هذه القوة هي من جنس القوى المنفعلة وذلك انها تنفعل عن الكيفيات
16
الاربع متحكم عليها والاعراض الداخلة عليها اصنافها هي اصناف الاعراض
17
الداخلة على ساير القوى وذلك اما ان تتعطل جملة كبالفالج او تنقص مثل
18
الخدر او يكون انفعالها انفعالا رديا مثل حس الوجع لاكن تعطل هذه الحاسة جملة
159
1
في جميع اجزاء البدن هو موت ضرورة واما تعطلها في عضو
2
او نقصها في جميع البدن فذلك ممكن. والاسباب الفاعلة لهذه الاعراض هي
3
ضرورة احد اصناف سوء المزاج المادي او الذي ليس بمادي ولننزل ان هذه الاعراض
4
انما تحدث اكثر ذلك والانسان حي متى كان سوء المزاج الفاعل لذلك اما في الدماغ
5
نفسه واما في النخاع واما في الاعصاب النابتة منها لاكن ينبغي ان ننظر هل
6
هذه الاعراض تحدث عن جميع اصناف سوء المزاج الثمانية ام انما تحدث عن
7
بعضها. فنقول انه لما كانت هذه الاعضاء منها باردة يابسة وهي الاعصاب وباردة
8
رطبة وهي الدماغ والنخاع كان تاثر هذه الاعضاء عن البرد اسرع او عن البرد
9
والرطوبة ولذلك كانت اسباب هذه الاعراض في الاكثر هي البرد مفردا او البرد
10
والرطوبة. واما سوء المزاج الحار فلست امنع ان يعرض عنه هذا العرض فانه
11
اذا تبين /ان كل عضو انما يفعل بحرارة مقدرة فلا فرق في اي جهة كان
12
خروج تلك الحرارة التي بها تفعل في كونها سببا في تعطل فعله واختلاله
13
لاكن ان كان مثل هذا فهو نادر. واما اليبس فلست امنع كذلك ان يتولد مثل
14
هذه الاعراض عنه ولذلك ما نرى الذين علت اسنانهم يعسر حسهم لاكن
15
مثل هذا السبب يبعد ان يحدث دفعة واذ قد بين ان المزاج البارد بما هو
16
بارد هو السبب اكثر ذلك في هذه الاعراض سواء كان رطبا او لم يكن وان كان
17
ايضا المزاج الرطب قد يمكن ان يفعل ذلك بارخايه لاكن يعسر كما قلنا ان
18
يوجد مزاج مادي رطب فقط بل انما يكون مركبا مع برودة او حرارة لاكن
160
1
متى كان مع حرارة بعد ان يولد مثل هذا المرض وان كنت لا امنع ذلك وانما
2
يعسر تصور مزاج مادي رطب فقط لان الحامل لهذا المزاج انما هو خلط خارج عن
3
الطبع في البدن والاخلاط الاربعة هي اما باردة رطبة اوباردة يابسة او حارة
4
رطبة او حارة يابسة واذ قد تبين اي اصناف المزاج يكون في الاكثر سبب الدخول
5
الاعراض على انفعالات هذه الحاسة فلننظر كيف دخولها فنقول ان هذا المزاج اذا
6
حدث في الدماغ تبع ذلك عسر الحس في جميع البدن وحدوثه في الدماغ يكون اما
7
حدوثا اوليا واما بمشاركة فم المعدة واما متى حدث في جانب واحد منه فانه
8
يعتري ذلك الشق من البدن هذا العرض وكذلك ايضا متى عرض في عصب خاص
9
بعضو ما تعطل ذلك العضو والخلط الذي من شانه ان يفعل هذا في العصب انما
10
يفعل ذلك باحد وجهين اما بان يغتذي به العصب قليلا قليلا حتى يسوء مزاجه واما ان
11
يكون العصب مستنقعا فيه وهو مبثوث حواليه وقد يعرض ذلك في العصب
12
المجوف من قبل السدة والسدة تحدث من الورم ومن الخلط الغليظ ومن الضغط
13
وهذا مع انه مرض ألي هو ايضا مرض متشابه فان الورم والخلط الغليظ والضغط
14
يتبعه سوء مزاج. وهذه الاسباب اذا قويت كانت سببا اما لتعطل الحس في
15
عضو واحد او اكثر من واحد واما في جميع البدن واذا كانت يسيرة كانت
16
سببا لنقصه فاما الاحساس الردي وهو المسمى وجعا فان سببه اما سوء مزاج
17
حار واما بارد مادي او غير مادي والوجع انما يحدث متى لم يغلب مثل هذاالمزاج على جملة
18
العضو وهو الذي يعرفه الاطباء بسوء المزاج المختلف واما متى غلب على جميع العضو
161
1
هذا المزاج فانه لا يحسه بتة او يعسر حسه. والسبب في ذلك ان العضو انما يحس
2
بمزاجه الطبيعي فمتى كان فيه سوء مزاج خارج عن الطبع فانما يحسه بمزاجه
3
الطبيعي فاذا افرط سوء المزاج حتى يتغير جملة مزاجه الطبيعي لم يحس به
4
اصلا وكان ذلك شبه موت للعضو والكيفيات المنفعلة التي هي الرطوبة واليبوسة
5
تقبل حدوث مثل هذا العرض عنها مفردة اذ كانت هذه الكيفيات انما من شانها في الاكثر
6
ان تنفعل لا ان تفعل بخلاف الامر في البارد والحار فان الفعل في هذه اكثر كما ان
7
الانفعال في تلك اكثر وليس سبب الوجع تفرق الاتصال كما يقول ذلك جالينوس
8
بل تفرق الاتصال هو سبب في المزاج الذي يحدث الوجع فان تفرق الاتصال انما يكون
9
بحركة والحركة من شانها ان يتبعها سوء مزاج ولا ايضا يكون سبب الوجع من الامرين
10
معا اعني التفرق او الحرارة او البرودة كما يقول ذلك ابن سينا فانه قد تبين في كتاب
11
النفس ان هذه الحاسة انما تحس حسا اوليا الكيفيات الاربع التي هي الرطوبة
12
واليبوسة والحرارة والبرودة واذا كان ذلك كذلك فالالام انما تعتريها في افراط
13
محسوساتها الخاصة على نحو ما تعتري ساير الحواس فان العين انما تالم لافراط الالوان
14
وخروجها عن التوسط وكذلك حال اللسان في الطعوم والسمع والسمع مع الاصوات والشم مع
15
المشمومات ولو كانت هذه الحاسة اعني حاسة اللمس انما يحدث لها الوجع بتفرق الاتصال
16
لكان محسوسها الخاص بها انما هو نفس تفرق الاتصال فقط كما ان العين
17
اذا كانت تالم بالالوان المفرطة فمحسوسها هو جنس الالوان وانما
162
1
/تفرق الاتصال شي يعرض عن الكيفيات المفرطة ونفس الاحساس
2
انما هو للكيفيات وجالينوس يقر بذلك ويقول ان جلدة الكف انما جعلت في غاية
3
الاعتدال من المزاج لتدرك بها المتضادات الخارجة واذا كان ذلك كذلك فافراط
4
المتضادات هو السبب في المها فان الاقل والانقص يلزم ضرورة ان يكون في جنس
5
هو هو واللذة التي هي مقابل الوجع ليست شيا اكثر من ادراك الحاسة المتوسط
6
الشبيهة بها كالحال في استلذاذ حاسة اللمس بالماء اللبني وحاسة البصر
7
باللون الاخضر وحاسة الذوق بالطعوم المركبة والسمع بالالحان المعتدلة
8
والشم بالروايح العطرة فمن هذه اللذات ما يتقدمها اذا قبل فيكون موضع
9
اللذة في ذلك اظهر عند الطباع ومنها ما ليس يتقدمها اذا فانه ليس من شروط
10
اللذة ولا بد ان يتقدمها اذا. والاوجاع منها ما تحدث في جملة البدن
11
ومنها ما تحدث في عضو من اعضايه مثل الاوجاع الحادثة في الراس
12
واوجاع المعدة والاوجاع الحادثة في المعا ونحن نعدد من هذه اشهرها
13
ونعطي اسباب جميع ذلك فنقول انه من الاوجاع ما يحدث بالراس وهو
14
المسمى صداعا وسببه لا شك يكون اما سوء مزاج حار او بارد مادي او غير
15
مادي وينبغي ان تفهم من المادي الريحي وغير الريحي وسوء هذا المزاج
16
ربما حدث اولا في نعس الدماغ وربما عرض له بمشاركة عضو اخر واكثر
17
ما يعرض له ذلك بمشاركة المعدة ومن انواع الصداع نوع مزمن يكون في
18
جوهر الدماغ وهو المسمى بيضة تنوب بادوار وليس يكون هذا النوع الا من قبل رداة
163
1
الاخلاط مع استحالة القوة التي في الدماغ وتوليدها لمثل هذا الخلط فانه
2
هكذا ينبغي ان تفهم الامر في الامراض المزمنة اعني ان الاعضاء لا تزال الاخلاط
3
تغيرها حتى تكتسب سوء مزاج فعال لذلك الخلط ولذلك يعسر برءها او يمتنع. ومن
4
هذا النوع الصداع المسمى شقيقة وهو وجع ياخذ في نصف الراس مع الصدغ الذي
5
في ذلك الجانب والعين. والمادة الفاعلة لبعض انواع هذا المرض قد تكون محمولة في
6
دم الشراين والدليل على ذلك انها قد تبرء بسل الشريان وهذا النوع يحدث عن
7
صنفي سوء المزاج اعني الحار او البارد الا انه لا يكون الا مادي فان الغير مادي قليل اللبث
8
ومن الاعضاء التي يحدث بها الوجع كثيرا المعدة والمعى وذلك لمكان الطبخ الذي يكون
9
فيها. وهي بالجملة انما تحدث فيها عندما يسوء هضمها والاسباب الفاعلة لذلك
10
اما غذاء ريحي واما خلط والاخلاط التي يحدث منها الوجع في المعدة هي اما خلط سوداوي
11
ريحي وبالجملة خلط غليظ وهذا النوع من الاوجاع هو ابرح اوجاعها وقد يحدث
12
ذلك عن خلط صفراوي. واما الاخلاط التي تحدث منها الاوجاع المزمنة في
13
المعى فهي اما خلط غليظ بارد كالبلغم الزجاجي وغيره واما خلط حار. واما الاوجاع
14
الحادثة في جملة البدن فهي المسماة اعياء واصناف الاعياء عند الاطباء ثلاثة
15
الاعياء القروحي والتمددي والورمي وهذه الثلاثة الاصناف منها ما يحدث من
16
خارج ومنها ما يحدث من قبل الاخلاط انفسها فالاعياء القروحي فاعله
17
بالجملة رداة الاخلاط وذلك اما في النوع الذي يحدث عن التعب فيما يذوب
18
منها عند الحركة واما في الذي يسببه خلط مادي فبكثرة مثل هذا الخلط في البدن
164
1
اعني الاخلاط الردية الكيفية واما النوعان الاخران من الاعياء
2
فهما من نوع واحد وانما يختلفان بالاقل والاكثر وذلك ان للتمددي اذا قوي
3
حسه عاد ورميا وفاعل هاذين ايضا اما الاخلاط التي في البدن واما الحركة
4
والتعب والذي يكون منه عن الاخلاط انما يكون ضرورة مع كثرة الاخلاط
5
وتزيدها في الكمية سوا كانت خارجة في كيفيتها او لم تكن والكثرة في
6
الاخلاط انما تكون اما من قبل الاخلاط انفسها او من قبل ضعف القوة او من
7
كليهما والكثرة التي من قبل الاخلاط انفسها مع صحة
8
القوة يعرف عند الاطباء الامتلاء بحسب الاوعية. واما الكثرة التي يكون
9
معها /احد هذه الاعراض فيعرفونه الامتلاء بحسب القوة وذلك ان القوى تكون
10
قد ضعفت من جهة الكمية والكيفية وذلك في الاكثر وغير ممتنع ان
11
يكون ضعفها من قبل الكمية لاكن عند ضعف القوى يصحب ضرورة رداة
12
الكيفية وقد يحدت الاعياء عن سوء المزاج الحار او البارد من غير مادة وبالجملة
13
فالاوجاع تحدث في البدن عن الاورام كما تحدث عن الاخلاط انفسها ولما
14
كان الحس المسمى شهوة يخص فم المعدة فقد ينبغي ايضا ان تنظر
15
ها هنا في الاعراض اللاحقة له فنقول ان الاعراض تدخل على هذا
16
الانفعال على ما من شانها ان تدخل على جميع الافعال والانفعالات وذلك
17
اما بان تبطل واما بان تنقص واما بان يكون انفعالا رديا. والاسباب
18
التي تكون للنقصان هي بعينها سبب البطلان اذا قويت في النفس
165
1
والاشياء التي تبطل هذا الانفعال المسمى شهوة او تنقص منه هي ضرورة
2
احد اصناف سوء المزاج المادي وغير المادي. وهذه الاصناف من سوء المزاج
3
منها ما يحدث بهذا العضو حدوثا اوليا ومنها ما يحدت فيه بمشاركة غيره
4
على ما من شان الاعضاء ان تلقى الافات فالمزاج الذي اذا حدث بنفس هذا
5
العضو اضر بانفعاله هي الحرارة الخارجة عن الطبع واما البرودة فقد يظن بها
6
انها اولى ان تكون سببا لافراط الشهوة منها لبطلانها لان هذا الفعل من
7
هذا العضو انما يتم بالبرودة ولذلك ما كان ما يصير اليه من الطحال من
8
الحمضة معينا على هذا الانفعال وكذلك متى افرطت عليه الرطوبة او اليبوسة
9
فان كل عضو انما يفعل او ينفعل على المجرى الطبيعي بمزاج مقدر في
10
الكيفيات الاربع واما الذي يكون لها بمشاركة غيره فمثل ان يكون سوء المزاج
11
الواصل اليها من قبل الدماغ للمشاركة التي بينها وذلك اما في الدماغ نفسه
12
واما في العصب الواصل اليها منه وقد يكون ذلك من قبل ان البدن يكون
13
مملوا فصولا كثيرة يعسر تحللها فلا تحتاج الاعضاء عند ذلك الى غذا لان
14
حس الشهوة انما يكون عندما يتحلل من ابداننا شي يجب ان يخلف مكانه
15
وليس يمتنع كما يقول جالينوس ان يكون احد اسباب حس هذا العضو انه
16
اذا فقدت الاعضاء الغذا اجتذبت من الكبد فتجتذب الكبد منها وبخاصة
17
بالعروق الواصلة منها الى فم المعدة فيفرط تحلل فم المعدة فيحدث الاشتياق
18
الى بدل ما تحلل مع ما يتحلل ايضا من العضو نفسه والجذب في هذه الحركة
166
1
هو مضاد للجذب الذي يكون على طريق التغذي لان الذي يكون على
2
طريق التغذي هو جذب فم المعدة من الكبد والجذب الذي يحدث تحرك الشهوة
3
هو جذب الكبد من فم المعدة لاكن انا انسنا بهذا القول ان كل واحد من الاعضاء
4
مضطر في ان يخلف فيه بدل ما تحلل منه وليس فيه مع هذا حس بهذا
5
الالم اعني بالتحلل الذي يصيبه واذا كان ذلك كذلك كان جميع الاعضاء انما
6
يحس بالتحلل بهذا العضو وهو خادم لما في هذا ونقول ايضا ان التحلل
7
يصيبه في ذاته هو ابدا كانه مقارن لتحلل الاعضاء انفسها من جهة ما هو
8
عضو واحد منها لا ان الاعضاء من شانها ان تجتذب منه شيئا لاكن لما
9
كان مع تحلل الاعضاء تفرط شهوة هذا العضو وتنقص مع عدم التحلل ظهر
10
ان ذلك لمناسبة ذاتية ومواصلة غير عرضية بينه وبين ساير
11
الاعضاء وكانه كما قلنا سبارها الذي به تحس هذا الالم ولما كان حس هذا
12
العضو واشتياقه الى الحار اليابس وهو الغذا او البارد الرطب وهو
13
الماء وجب ان يكون لقاؤه للاعراض في هذين الصنفين اما تعطل شهوته للحار
14
اليابس او نقصانها فقد وفينا اسباب ذلك واما تعطل شهوة البارد الرطب فانما يكون
15
عن سوء مزاج بارد رطب او بارد فقط واما عن سوء مزاج حار يابس فيعسر تصوره اللهم الا
16
ما يظن ان ذلك يعتري في اواخر الحميات المحرقة عند القرب من الموت. واما
17
اختلال هذا الانفعال وخروجه عن المجرى الطبيعي اما في الكمية واما في
18
الكيفية اما في الكمية
167
1
فمثل الشهوة التي تكون اكثر من الهضم. واما في الكيفية فمثل اشتهاء الاشيا
2
الردية الطعوم مثل اكل الفحم والطفل وغير ذلك فسببه يكون اما في افراط
3
شهوة كمية الطعام باحد امرين اما تخلل مفرط اصاب الجسم كما يعتري الناقهين
4
فان هولاء شهوتهم اكثر من هضمهم واما لبرد فم المعدة اكثر مما ينبغي
5
فان هذا الفعل كما قلنا انما يتقوم ويتم بالبرد فاذا تزيد برده من
6
غير افراط حدثت شهوة كاذبة ولذلك كانت الاشياء الهامضة تهيج الشهوة
7
وهذا السوء مزاج قد يكون غير مادي وقد يكون مادي عن
8
بلغم هامض او سودا والحادث عن سوء المزاج المادي يسمى الشهوة الكلبية
9
واما سبب افراط الشهوة للبارد الرطب فسبب ذلك ضرورة سوء مزاج حار يابس
10
مادي او غير مادي وسوء المزاج المادي الذي يفعل هذا العرض في هذا العضو
11
هو اما مرة صفرا واما بلغم مالح والسوء المزاج الحادث بهذا العضو قد يكون
12
حدوثه فيه اوليا وقد يكون بمجاورة غيره ومشاركته مثل الكبد والرية وغير
13
ذلك وبالجملة وكما قلنا قبيل ان احساس الاعضاء بما يتحلل منها من الحار
14
اليابس انما يكون بهذا العضو عندما تجذب منه كذلك ليست امنع ان يكون الامر
15
في الشهوة البارد الرطب وينبغي ان تعلم انه قد تدخل اعراض ردية على القوة
16
الدافعة او الجاذبة بن تعطل فعل الحس وذلك ان القوة انما تدفع في الاكثر
17
عندما تحس بالموذي كالحال في المعا ولذلك متى تعطل حسه عرض من ذلك
18
نوع من القولنج وكذلك متى تعطل حس فم المعدة تعطلت القوة الجاذبة التي في
19
المعدة. واذ قد قلنا في الاعراض الداخلة على حس اللمس فقد ينبغي ان نقول
168
1
في الاعراض الداخلة على الحركة الارادية فان في الاكثر مع تعطل احدهما تعطل الاخر وبخاصة
2
اذا كان العرض في جملة البدن واما اذا كان في عضو واحد منها فقد يتفق
3
فيه ان يتعطل او يعسر منه الحس والحركة وقد يتفق ان تبطل الحركة ويبقى
4
الحس ويبطل الحس وتبقى الحركة وذلك فيما حكى جالينوس وهذه المشاهدة
5
مطابقة لما قيل في سبب الحس والحركة فان الحرارة النفسانية التي بها يكون
6
الحس غير الحرارة النفسانية التي بها تكون الحركة والمغايرة التي بينهما
7
انما هي في المزاج المقدر في حرارة حرارة من الحرارات المختص بفعل ذلك
8
العضو ولذلك يلزم ضرورة ان تكون امزجة اعصاب الحركة اعصاب الحس لموضع
9
تعديلها للحرارة التي بها يكون هذان الفعلان ولذلك متى بتر او شد عصب
10
الحركة بقي الحس وبطلت الحركة ومتى شد العصبان بطلا معا وهذا العرض اذا حدث
11
في جميع البدن اعني عدم الحركة سمي استرخاء واذا حدث في عضو واحد سمي
12
فالجا وانت فتقدر من نفسك ان تاتي بعرض عرض من الاعراض الداخلة على
13
جميع اعضاء الحركة لعلمك بها مما سلف فانه متى تعطل عصب الصوت انقطع
14
وضعف وكذلك عصب حركة الصدر والحجاب متى تعطل اختنق العليل وبالجملة ساير
15
الحركات الارادية كمايصيب من خدر منه العصب الذي له تكون حركة عضل المثانة
16
او عضل الدم فان هولاء تخرج منهم الفضلة الرطبة واليابسة من غير ارادة. وانت
17
ايضا بمعرفتك بمنابت العصب وباتصاله بعضو عضو قد تقدر ان تعلم اذا اختل
18
عضو ما اي العصب هو السبب في اختلال فعل ذلك العضو والاعراض اللاحقة لهذه الالات
19
اعني الات الحركة هي ايضا ثلاثة اصناف اما ان تعطل فتسمى كما قلنا استرخاء
20
او فالجا واما ان تنقص فيسمى ذلك خدرا. وان كان هذا الاسم انما ينطلق
21
على نقصان الحس والحركة واما ان يجري مجرى رديا وهذا يسمى رعشة وتشنجا
169
1
وينبغي ان تنظر ايضا في اسباب جميع ذلك. فنقول اما اسباب تعطل الحركة
2
او نقصانها فهي بعينها اسباب تعطل الحس وينبغي ما قلناه هنالك من
3
مشاركة القلب ان نتصوره ايضا ها هنا وكذلك ما قلناه في تعديد اصناف
4
سوء المزاج الفاعلة لذلك العرض يجب ان نتصور الامر ها هنا كذلك واما
5
الرعشة فهي
170
1
/ حركة مركبة تحدث للعضو من مقاومة تحدث للعضو من مقاومة
2
القوة المحركة النفسانية لقوة الميل الذي في العضو ومجاذبتها لها اذ لم
3
تستطع القوة المحركة ان تغلبها كل المغالبة بل يحدث بينهما حركة متضادة
4
احيانا الى فوق اذا غلبت القوة المحركة واحيانا الى اسفل اذا غلبت قوة الميل الذي
5
في العضو فيحدث بينهما لذلك تجاذب ما وسبب هذا الضعف يكون احد اصناف
6
سوء المزاج لاكن اكثر ذلك انما يعرض هذا العرض عن المزاج البارد فقط او البارد
7
الرطب والسبب في ذلك ان العصب انما يلقى الافات اكثر ذلك عن هذا المزاج
8
على ما سلف من قولنا. واما التشنج فانه اجتماع العصبة الى نفسها وقصرهافي
9
الطول فيجذب لذلك العضل نفسه حتى يشنج العضو وهذا العضل يلقاه
10
من احد سببين على مثال ما تلقاه الاشيا التي من خارج مثل الاوتار وغيرها وذلك
11
الشيان هما اما سوء مزاج حار يستولي عليه فينقبض ويتشنج كالحال في الاوتار
12
في زمن الحر واما سوء مزاج رطب مادي يملأ العصب ويمده فيضيق عرضه
13
وعندما يضيق عرضه يقص من طوله بذلك المقدار ضرورة والشي الذي
14
يفعل ذلك في العصب حتى يمدده هو استحالة تلك الرطوبة الى هوايية ما
15
فيه فيضيق عند ذلك جرم العصب عنه نظير ما يحترى في الدنان وانما كان
16
ذلك كذلك لان الاجزاء الهوايية اعظم مقدارا من الاجزاء المايية والارضية
17
ولذلك متى استحالت الاشياء الرطبة الى اليبوسة تقبضت واجتمعت بمنزلة
18
السيور التي نلقي على النار ومتى استحالت الى الهوايية كانت اعظم كمية
171
1
وعندما يعرص ايضا هذا التشنج كثيرا ما يحدث مقاومة بين هاتين الحركتين حركة
2
القوة المحركة وحركة التشنج وقد يعتري العصب ضرب اخر من التشنج ليس سببه
3
استيلاء الحر واليبس ولا رطوبة هوايية تمدده بل انما يكون سببه افراط تحرك القوة
4
الدافعة الذي فيه للشي المولم له فيجتمع عند ذلك الى نفسه وينقبض ليقوى
5
على دفع الشي الموذي وهذا النوع متى عرض كان سريع الانحلال واذ قد بينا
6
الاعراض الداخلة على هذه القوة وعلى قوة حس اللمس فلنقل في حاسة الذوق
7
وحاسة الذوق تدخل عليها الاعراض على تلك الاوجه الثلثة وذلك اما ان تبطل
8
او تضعف او تحس حسا رديا والسبب في بطلانها هو احد اصناف سوء المزاج
9
وذلك اذا كان حدوثه اما في الة هذه الحاسة نفسها وهو اللسان او في العضو
10
المشارك له وهو الدماغ او العصب الذي ياتيه منه وضعفه يكون لهذه الاسباب
11
بعينها اذا كانت انقص واما ما يعرض له من ان يحس احساسا رديا فذلك
12
يتفق له على احد وجهين اما ان يحس طعما ما من غير ذوق شي واما ان
13
يجد طعم الاشياء المذوقة على غير كهنها مثل ان يجد الحلوة مرة او حامضة
14
او غير ذلك اما احساسه طعوما من غير ان يذوق شيا من خارج فذلك يعرض
15
له ضرورة من سوء مزاج مادي فيجد طعم ذلك الخلط ان مرا فمرا وان حامضا
16
فحامضا وان حلوا فحلوا واذا تمكن سو هذا المزاج عرض له ان يحس الاشيا كلها بذوق
17
ذلك الطعم المتمكن فيه وذلك انه قد تبين في العلم الطبيعي ان جميع الحواس
18
ينبغي ان تكون التها خالية من جنس مدركاتها والالم تدركها مثال ذلك
172
1
ان ناظر العين لو كان ذا لون لم يقبل الالوان وكذلك الحال
2
في هذه الحاسة ولذلك متى عرض لها هذا العارض احست الاشيا كلها
3
بطعم واحد وقد يعرض لها عندما يكون الطعم الغريب فيها غير متمكن اذا
4
ذاقت الاشيا ان تحس طعوما ممتزجة عن الطعم الغريب الذي في هذه الالة
5
والطعم الوارد عليها من خارج كما يحدث لمن ياكل شيا مرا ثم يشرب ماء ان
6
يجد طعم ذلك الماء حلوا واما حاسة الشم فانه يعرض لها ايضا اما ان تبطل
7
واما ان تنقص واما ان تحس حسا منكرا اما بطلانها فانه يعرض لها لاحد امرين
8
اما لسوء مزاج يغلب عليها واما لسدة تعرض في مجرى هذه الالة ونقصانها
9
يكون من ضعف هذه الاسباب بعينها واما حسها المنكر فانه يكون عندما
10
يعرض في الالة عفونة ما فيحس روايح كرهية واما حاسة السمع فانه
11
يعرض لها
173
1
/اما ان تبطل وذلك اما لسوء مزاج واما لسدة في الة هذه الحاسة وهي
2
الاذن وهذه بعينها يعرض لها ان تنقص واما السمع الكاذب الذي يعرض لها فانما يكون
3
من احد امرين اما من افراط حسها حتى تحس ابدا بادنى حركة تكون للهوى المبثوث
4
في الاذن واما لريح مستكنة خارجة عن المجرى الطبيعي في حاسة البصر وهذه الحاسة
5
تدخل عليها الافات ايضا من ثلثة اوجه وذلك اما الا تبصر اصلا ويسمى ذلك عما واما
6
ان تضعف ويسمى ذلك غشا واما ان تبصر بصرا منكرا والاسباب الفاعلة لهذه الاعراض
7
تدخل على هذه الحاسة من تغير واحد من الاجسام التي اعدت نحو هذا الادراك او
8
اكثر من واحد وانت فقد تبين لك من كم شي تلتيم هذه الحاسة ولذلك قد ينبغي
9
ان نصير الى اعطا اسباب هذه الاعراض من هذه الجهة فنقول اما اسباب العمى فهي امور
10
احدها السدة تحدث في العصبة الاتية من الدماغ الى العينين بالروح الباصر ولست امنع
11
ان يعرض ذلك من قبل سوء مزاج في ذلك الروح فان الاعضاء انما تفعل او تنفعل بامزجة
12
موافقة في الكمية والكيفية وسوء هذا المزاج اما ان يكون باردا فيكثفه ويغلظه
13
حتى لا يمكن فيه انفعال الابصار واما ان يكون حارا فيفرقه ويبدده حتى لا تنضبط
14
فيه الصور وقد يعتري ذلك ايضا من امراض الرطوبة الجليدية او الطبقة العنكبوطية
15
او كليهما وذلك ايضا اذا كدرت وعدمت الصفا جملة حتى لا يمكن ان تنطبع
16
فيها الالوان وكذلك يحدث ايضا من نزول الماء في الرطوبة البيضية حتى تكدر
17
وتعدم الصفا وقد يعرض من انخراق القرنية انخراقا شديدا ونتو العنبية
18
كما يعتري ذلك في قروح العين الردية وكذلك يعتري من سيلان الرطوبة البيضية
174
1
وقد يعتري ذلك من الظفرة النابتة في الملتحم اذا غشت ثقب الحدقة كله واكثر من هذه كلها
2
واحرى ان يكون سببا للعمى هي الاورام العظام التي تحدث في جملة العين حتى
3
تقيح بجميع اجزايها او اكثرها وتسيل وكذلك القروح العظام التي تاكل بها
4
طبقات العين واما اسباب ضعف البصر فهي متشعبة من قبل ان ضعف البصر يعرض
5
للناس على اوجه شتى وذلك ان منهم من لا يبصر الاشياء على بعد ويبصرها على قرب
6
ومنهم من يلقى الامر فيه بخلاف هذا اعني انه يبصر الاشياء على بعد ولا يبصرها على
7
قرب ومن الناس من يكون على القرب والبعد ضعيف النظر لكنه اذا كان على القرب فهو على
8
البعد اكثر وهذا في مقابل الجيد البصر على الاطلاق وذلك ان جودة البصر انماتكون بان
9
تبصر الاشياء على القرب والبعد بقريب من حالة واحدة وبالجملة فقوة البصرانما تنسب
10
الى روية الاشياء على بعد كما يقال في زرقاء اليمامة وذلك انما يكون لصفا الالة
11
وجودة القوة وذكا حسها كما نرى ذلك في الجوارح وفي كثير من الطير فانه يظن ان
12
الانسان اضعف بصرا من كثير من الحيوان بخاصة الطاير وكذلك يظن به في الة السمع
13
والشم وكذلك واذا كان هذا كله كما وصفنا فضعف الابصار الذي هو في مقابل جودة
14
الابصار يكون ضرورة اما لضعف قوة الحس وقلة ذكائها واما لقلة صفا الالة
15
والضعف قد يكون لقوة هذه الحاسة طبيعيا وقد يكون عرضيا مثل ان تكون العين
16
بارزة الى خارج فتضعف من لقا الهوا والنور لها وتمكنها منها وقد يكون ذلك
17
لاتساع الثقب الذي في العنبية فيتمكن الهوا من مزاج العين وتغيرها واسباب اتساع
18
هذا الثقب يكون اما لتقلص يعتري في الطبقة العنبية من جفوف واما لرطوبة تمددها
19
حتى تتشنج واما لكثرة الرطوبة البيضية حتى تمددها وقد يعتري هذا العرض لضيق
20
هذا الثقب اكثر مما ينبغي وذلك يكون يكون اذا استرخت الطبقة العنبية واسترخاؤها
21
يكون اما من رطوبة فيها واما من قبل قلة الرطوبة البيضية فتسترخي العنبية وتقع
22
اجزاؤها بعضها على بعض قالوا واما متى كان ضيق هذا الثقب طبيعيا فهو محمود
23
وقد يكون ضعف البصر عن مرض من امراض الاجفان وقد عددها اصحاب الكنانيش وهي
24
بالجملة انما تتولد عن سوء مزاج مادي وبالجملة فاسباب ضعف البصر هي على النصف
175
1
من اسباب العمى واما الذين يبصرون الاشياء على قرب بصرا جيدا ولا يبصرونها على
2
البعد فاما ان نتوهم ان بصرهم الاشياء على قرب ليس يكون على نحو بصر الذين
3
يبصرون الاشياء على قرب وبعد بصرا جيدا فيكون هولاء من ضعف البصر في الحال
4
المتوسطة بين الضعيف البصر باطلاق وهو الذي يبصر الاشياء بصرا ضعيفا
5
القرب والبعد وبين الجيد البصر باطلاق لانه ليس يمكن ان يكون نظر الاشياء القريبة
6
والبعيدة نظرا واحدا لا في الضعيف البصر باطلاق ولا في القوي البصر ونقول ان الابصار
7
السليمة انما تتفاضل في روية الاشياء البعيدة واما القريبة فتراها على كنه
8
واحد فانه ليس يشك احد انا نبصر الاشياء القريبة منا على نحو ما تبصرها
9
العقبان وانما تفضلنا في النظر الى الاشياء البعيدة واذا كان هذا موجودا في
10
الانواع فكذلك لا يمتنع ان يوجد في الاشخاص واما لم كان بعض الناس يبصرون
11
على بعد ولا يبصرون من قرب فالسبب في ذلك ضعف بصره وقلة اشفافه
12
وذلك ان الاشياء لما كانت انما تبصر بتوسط الضوء كانت الابصار الضعيفة
13
تحتاج الى ضوء اكثر مما تحتاج اليه الابصار الحادة والشي اذا بعد من البصر
14
كان الضوء الواقع بينه وبين المبصر اكثر ضرورة ولكون الالوان انما تبصر
15
بتوسط الضوء صارت المريات اذا وضعت على الحدقة نفسها لم تبصرها
16
ولهذا نرى من ضعف بصره من الشيوخ ليس يمكنه ان يقرا الخط الدقيق
17
الا في الشمس ويشبه ان يكون مثل هذا الضعف في الابصار انما سببه
18
سوء مزاج يابس اما عرضي واما طبيعي او رطوبة كدرة وذلك ان اليبوسة
176
1
كما قيل عسرة الانفعال من غيرها ومن هذا القبيل هو المرض
2
المسمى عشى العين بتخصيص وذلك ان صاحب هذا المرض يبصر بالنهار
3
ولا يبصر بالليل لانه لا يكتفى بشعاع الكواكب ولا بالسرج وهذه هي الاشياء التي
4
تطابق ما قيل من امر الابصار في العلم الطبيعي واما الاسباب التي يروم الاطباء
5
ان يعطوها في هذه الاعراض فتلك اشياء مبنية على اصول فاسدة فانه ليس
6
في العين جسم يمكن ان يتوهم خارجا منها على ما يقولونه اصحاب الشعاعات
7
غير الحار الغريزي الواصل من الدماغ الى العين في العصبتين المجوفتين والحار ليس
8
يمكن فيه ان يفارق البدن طرفة عين فيبقى حارا غريزيا فضلا فيه عن ان
9
يمتد حتى يلقى الكواكب بل كان قبل ذلك يتهيا ويفسد مزاجه من جهة ما
10
هو حار غريزي ولا ايضا العين جسم فلكي ولا ناري فيكون فيها شعاع فتكون
11
مضية بالطبع على ان الشعاع هو المري الاول بذاته ولا يصح ان يكون القابل في
12
جوهره شي من المقبول وهذا كله قد تبين في العلم الطبيعي بل ينبغي
13
ان يوضع وضعا ان الابصار يكون بارتسام الالوان في الهوا المضي والماء المضي
14
وتادية الهوا والماء تلك الالوان بعينها الى الحدقة حتى ترتسم فيها فتدرك
15
معاني تلك الالوان القوة المبصرة ولذلك جعلت الحدقة مركبة من اجسام
16
شفافة وهما الماء والهواء واما الاعراض المنكرة التي تدخل على هذه الحاسة فهي
17
اشياء كثيرة قد تبينت في علم المناظر لاكن الذي ينبغي ان نذكر نحن ها هنا
18
من ذلك ما كان سببه مرضا من الامراض فاقول انه يعرض لها اذا اختلف
177
1
وضعها ان تبصر الشي الواحد شيين مثل ان ترتفع الحدقة الواحدة وتنزل
2
الاخرى وسبب هذا معطى في علم المناظر وقد يعرض لها ان ترى جميع الالوان
3
حمرا او صفرا او سودة والسبب في ذلك الوان الابخرة التي تترقى الى الرطوبة
4
المشفة التي بها يكون الابصار وذلك انه متى كانت صفراوية ابصرت جميع
5
الاشياء صفرا وكذلك متى كانت مسودة وقد يرى ايضا بعض الناس بقا او
6
ذبابا يطير بين يديه والسبب في ذلك ابخرة مشتتة ترقى الى العين
7
قد ينظر الى الاشياء كان فيها كوة والسبب في ذلك بخار اسود يكون في وسط
8
الناظر الا انه لا يبلغ ان يسد جميع الناظر وقد تعرض ايضا احساسات ردية
9
للذين يفسد تخيلهم فانه لما كانت حركة المحسوسات انما تكون من خارج
10
الى داخل لم يمتنع ان ينعكس الامر فيكون من يتخيل شيا ما ويقوى على
11
خياله له تعود تلك الصورة المتخيلة فتحرك الحاسة فترى تلك الصورة
12
كانها خارج العين وقد تبرهن سبب هذا في العلم الطبيعي فهذه جميع
13
الاعراض الداخلة على الحواس الخمس وينبغي ان نقول في الاعراض التي
14
تدخل على التنفس ثم نسير بعد الى الاعراض التي تدخل على قوة التخيل
15
والذكر والفكر ثم اعراض النوم واليقظة ثم نعدد بعد ذلك من الامراض ما يلغى
16
فيما اكثر هذه الاعراض وجميعها مما شانها ان يحدث في الاكثر وبتمام هذا
17
الغرض يتم هذا الجزء من الطب. في اعراض التنفس والاعراض الداخلة
18
على هذه القوة هي من جنس الزيادة والنقصان لان تعطل هذا الفعل موت ضرورة
178
1
وان كان قد يعرض له في كثير من الامراض ان يخفى عن الحس في بادي الراي
2
كما يعتري ذلك في العلة المسماة اختناق الرحم ولما كان هذا الفعل من حركتين
3
ادخال الهواء واخراجه وكان كل حركتين فبينهما سكون وجب ان تكون الزيادة
4
والنقصان يلحقان هذه الاشياء الاربعة اعني الحركتين والسكونين اما السكونان
5
فنقصهما يسمى تواترا وزيادتهما تفاوتا واما الحركتان فتلحقهما الزيادة والنقصان
6
في شيئين احدهما السرعة والبط والاخر قصر المسافة وطولها وهو الانبساط
7
والانقباض والزيادة في هذا المعنى يسمى عظما والنقصان يسمى صفرا فهذه
8
جميع انواع سوء التنفس البسيطة وينبغي ان نقول في الاسباب الفاعلة لواحد
9
واحد منها فان بمعرفة البسيط يعرف المركب فنقول اما سبب العظم فالحاجة
10
الشديدة الى التنفس وذلك يكون مع صحة القوة الفاعلة ومواتات الالات ويكون
11
سبب ذلك اما في ادخال الهواء فشدة الحاجة الى التبريد واما في اخراجه فشدة الحاجة
12
الى نفص الجوهر البخاري ولذلك قد يعظم احدهما ولا يعظم الاخر وكذلك
13
السرعة ايضا سببها شدة الحاجة الى التنفس الا انه ليس يلزم ان يكون ولا بد
14
مع صحة القوة الفاعلة ومواتاة الالات بل كثيرا ما تستعمل القوة السرعة عند عجزها
15
على ان تفعل التنفس العظيم لتستدرك بالسرعة ما فاتها من العظم وكذلك يعتري
16
ذلك عندما تكون القوة قوية والالات غير مواتية لذلك واما التواتر فانه ايضا لمكان
17
الحاجة الشديدة الى التنفس لكن ليس يلزم ان يكون مع صحة القوة ومواتات الالات
18
بل كثيرا ما تستعملها الطباع عندما يفوتها العظم وكذلك قد تستعملها عندما
179
1
تفوتها السرعة لعجز القوة عند ذلك واذا كان هذا كله كما وصفنا فاذا اتفق في التنفس
2
ان كان سريعا عظيما متواترا فهناك شد الحاجة الى التنفس مع صحة القوة وسلامة الالات
3
واما اسباب التنفس في هذه الاشياء فهي اضداد اسباب الزيادة اما الصفر فانه يفعله
4
اما ضعف القوة واما ان الالات لا تواتي وعدم مواتاة الالة يكون اما لسدد في تجاويف
5
قصبة الرية والسدة فيها تكون من اخلاط بلغمية تنصب من الراس وبخاصة في المرض
6
المسمى بصرا ويكون ايضا من الاورام وبالجملة من الاشياء التي تعرض منها السدد وقد يكون
7
ذلك لضيق تجويف الصدر الذي فيه تتحرك الرية اما لورم هناك واما لضغط كما يعتري
8
في اورام الكبد والمعدة وكما يعتري ذلك عند الشبع الكثير وقد يكون سوء التنفس في اناس
9
ان الصدور منهم ليست على نسبة رياتهم وقد يكون ايضا سبب ضيق الصدر القماط
10
وغير ذلك ومن اسباب الصغر الوجع الحادث في الحاجب او الصدر او الاعضاء المشاركة لها واما
11
أسباب البط فالفاعل له شيان اما ضعف القوة واما قلة الحاجة الى ادخال الهوا
12
واخراجه لاكن اذا كان السبب في ذلك قلة الحاجة لم يكن هنالك تواتر واما اذا كان
13
السبب في ذلك ضعف القوة فقط فربما كان هنالك تواتر فهذه جميع انواع التنفس
14
البسيطة واسبابها ولن يخفى عليك المركب مثل التنفس الذي تسميه الاطباء نفس
15
الانتصاب فانه تنفس صغير سريع متواتر والسبب فيه ان القوة قوية والحاجة شديدة
16
والالة غير مواتية وذلك ان هذا التنفس انما يحدث عند الاورام العظام الحادثة
17
في الرية والسدد العظام وانما سمي نفس الانتصاب من هيئة صاحبه وذلك انه لا
18
يستطيع ان يستلقي على ظهره لان اجزاء الرية حينيذ
180
1
/ يقع بعضها على بعض وتقع ايضا اجزاء الصدر عليها فيضرهم الامر الى هذا الموضع وينبغي
2
ان تعلم ان الوقوف الذي يكون بعد ادخال الهوا اقصر مدة في التنفس الطبيعي من الوقوف
3
الذي يكون بعد اخراج الهوا وان حركة الاخراج في النوم اطول من حركة الادخال للحاجة
4
هنالك الى نفض الجوهر الدخاني وهذا الذي قلناه في اعراض التنفس كاف بحسب غرضنا
5
في الايجاز القول في اعراض القوى التي تعرفها الاطباء بالقوى السياسية
6
وهي التخيل والفكر والذكر وهذه القوى يظهر من امرها انها لا يتم فعلها الا بالدماغ
7
ولما كان الدماغ سهل الانفعال لكونه باردا رطبا كانت الاعراض الداخلة على هذه القوى
8
اكثر ذلك انما سببها امراض الدماغ اما مرض اولي فيه واما بمشاركة غيره من
9
الاعضاء وهذه القوى اما ان يعتل جميعها وذلك اذا كانت الافة في جميع الدماغ واما ان يعتل
10
بعضها وذلك اذا كانت الافة في الموضع الذي يخص قوة قوة من هذه القوى فانه متى اعتل
11
مقدم الدماغ اعتل التخيل ومتى اعتل وسطه اعتل الفكر ومتى اعتل مؤخره اعتل الذكر
12
والحفظ وهذه القوى تلقى الاعراض ايضا على الانحا الثلاثة التي لقيتها ساير
13
القوى وذلك اما ان تبطل واما ان تنقص واما ان يجري فعلها مجرى رديا فاما
14
سبب تعطل هذه الافعال او نقصانها فهو سوء المزاج البارد الرطب او البارد فقط
15
وهذا منه مادي ومنه غير مادي والمادي انما يوجد ابدا مزدوجا في كيفيتين
16
مثل ما يعتري ذلك في المرض المسمى سكاتا وسباتا وربما كان المزاج المادي
17
مع تورم مثل العلة التي تعرف بالشر البارد وربما كان هذا الالم للدماغ
18
بتوسط فم المعدة واما السبب في ان يكون فعل هذه القوى فعلا منكرا فهو سوء
19
المزاج الصفراوي او السوداوي وذلك انه متى غلب على الدماغ سوء مزاج صفراوي
20
حدثت تحابيل فاسدة
181
1
وتوثب وارق وغير ذلك من اختلال الفكر والذكر وهذا ربما كان عن سوء مزاج
2
حادث في الدماغ فقط دون تورم وهذا ايضا ربما كان في الدماغ نفسه وربما
3
كان بمشاركة غيره من الاعضاء كما يعتري ذلك في الحميات الحارة من الابخرة
4
الصاعدة من المعدة اليه وربما كان هذا مع تورم والتورم ربما كان في نفس
5
الدماغ وربما كان في الحجاب او عن الاورام التي تكون في فم المعدة واما
6
الفساد الذي يعرض عن سوء المزاج السوداوي فيخصه فزع من غير سبب وافكار و
7
هموم وسوء ظنون وخوف امور غير ممكنة الوقوع واذا كانت هذه السودا
8
محترقة شابتها اعراض الصفرا فكان عن ذلك تهور وتوثب واخلاق سبعية وهذا
9
الفعل للنفس انما هو شي تابع للمزاج السوداوي لا ان سبب ذلك هو ظلام السودا
10
وسوادها كما تسمع الاطبا يقولون ذلك فانه ليس اللون سببا بالذات لاختلال
11
قوة من قوى النفس وانما سبب ذلك احد اصناف سوء المزاج كما انما السبب في
12
جميع الافات وقولهم ان النفس تستوحش من الخلط السوداوي كما يستوحش المؤمن
13
الظلمة قول شعري فان الاذى الذي يلحق النفس في الظلام ليس شيا اكثر من عدم
14
حاسة البصر محسوسها والنفس داخل الجسم ليست مبصرة فتحس سواد الخلط بل ينبغي
15
ان تعلم ان الخلط السوداوي من شانه ان يتبعه هذا العرض كما من شان الدم ان
16
يتبعه الطرب والسرور افترى يلزم ان يكون الدم نيرا وهذا بين بنفسه لمن
17
ارتاض بالعلم الطبيعي وهذه العلة هي المعروفة بالملخونيا وهذه العلة ربما
18
كانت من قبل الدماغ نفسه وربما كانت من قبل القلب اذا احترق دمه وربما
19
كانت من قبل المعدة وهي المعروفة بالمراقية وقد اضطرب الاطباء في اعطاء
20
سبب هذه العلة فقوم راوا ان سببها ورم في قعر المعدة واخرون راوا انها
21
انما تكون عن ورم في الماسريقا واخرون راوا ان السبب في ذلك هو ان الطحال
22
يصب في المعدة خلطا سوداويا خارجا عن الطبع في كيفيتها وراوا ان ما يقول
23
اوليك
182
1
/ ممتنع لمكان ظهور الاعراض التي تعرض في هذه العلة وذلك ان اصحاب هذه العلة يتحبثون
2
حبثا حامضا وتعتريهم نفخة وليس يعطشون عطشا كثيرا فهذا احد ما دفع به
3
من يرى هذا الراي اعني ان يكون سبب ذلك ورم حار وايضا فانهم دفعوا ذلك
4
من جهة ان الاورام الحارة فيما زعموا متى كانت في هذه الاعضاء تبع ذلك حمى ضرورة
5
وهذه العلة ليس يصاحبها حمى اصلا ونحن نقول اما احتجاجهم بانها لو كانت عن
6
ورم حار هنالك لتبع ذلك اعراض الحرارة مثل العطش الشديد واستحالة الغذا
7
الى الدخانية وقلة النفح فليس يلازم ضرورة بل قد قلنا ان الحرارة من جهة
8
ما هي حرارة غريبة غير ممتنع عليها من جهة ما تبدد الحار الغريزي وتضعفه ان
9
يتبعها اعراض البرد في العضو فيتولد فيه شبيها بهذه الاعراض ولا سيما متى اتفق فيها
10
ان كانت بصورتها الطبيعية مضرة بالحرارة الغريزية مضادة لها وانما تشتد افعال
11
الحرارة الغريزية بالحرارة التي ليست مضادة لها بالصورة بل بالكيفية فقط وبخاصة اذا
12
طال للعضو نكؤها واما قولهم ان كل ورم حار يحدث في هذين العضوين يلزم
13
فيه ضرورة ان يحم صاحبه فان شهدت التجربة بذلك فليس يمكن ان تكون هذه
14
العلة بغير حمى عن مثل هذا السبب اللهم الا بعد انحطاط الورم حين ليس يبقى
15
من الحرارة الغريبة ما يصل الى القلب بل ما يضر بالمعدة والدماغ فقط واما كون هذه
16
العلة عن الطحال فذلك ممكن ويشبه ان يكون احد انواعها واما الاعراض الداخلة
17
على النوم فهو استغراقه وهو المسمى سباتا والسبب في ذلك غلبة الرطوبة مع البرودة
18
على الدماغ او على العضو المشارك له ومن الاعراض الداخلة على هذا الفعل السهر وسببه
183
1
هو ضد استغراق النوم وهو الحر واليبس وقد يتركب عن هذين الشيئين مرض
2
يسمى صاحبه المنتبه وسببه برودة ويبوسة اما من حيث البرودة فهو ملقى كالنايم
3
ومن حيث اليبوسة فهو كالساهر فاتح جفنيه فهذا هو القول في جميع الاعراض
4
الداخلة على الا فعال السياسية واعطا اسباب جميع ذلك وها هنا امراض يجتمع
5
فيها جل هذه الاعراض وجميعها ولن يخفى على من عرف هذا المقدار الذي كتبناه
6
اعطاء اسبابها اذا شاهدها او وصفت له ولاكن الاولى ان نذكر نحن منها اشهرها
7
ونوفي اسباب جميع ذلك فنقول ان هذه الامراض منها الدوار ومنها الكابوس
8
ومنها الصرع ومنها السكتة فاما الدوار فان الفاعل له خلط ريحي يصعد الى الدماغ
9
ويتحرك هناك فيحس الانسان كأن الحركة من خارج وذلك معروف من فعل الحواس
10
فانها وان كانت المحسوسات انما تحركها من خارج قد تعود فتتحرك ايضا عن
11
الاخلاط التي من داخل فان سوء مزاج الدماغ جدا لذلك التموج سقط السدر على الارض
12
كانه مصروع هذا البخار قد يتولد في الدماغ نفسه وبخاصة في الشراين
13
وقد يصعد اليه من المعدة او غيرها من الاعضاء واما الكابوس فهو ان يحس الانسان
14
في النوم كأن شيا يضغطه ويثقله ولا يقدر هو على النهوض ومن البين ان ذلك
15
انما هو تعطل ما في القوة المحركة الا انه لما كان ذلك يخل بسرعة ظن ان الفاعل لذلك
16
انما هو خلط بخاري يصعد الى الدماغ فيخدره بكيفيته واما الصرع فانه سقوط الانسان
17
بغتة مع تشنج يعتريه في جميع بدنه يتحرك بذلك حركة منكرة الى ان يزيد
18
فكون الانسان فكون الانسان يسقط الى الارض ويفقد حواسه وجميع قواه
184
1
النفسانية دال على ان ذلك الالم في الدماغ وكونه تتشنج اعضاوه
2
مع حركة منكرة دليل على ان هذا النوع من التشنج هو الذي يعتري عن حركة القوة الدافعة
3
واجتماع الاعضاء لانفسها لتدفع بذلك الشي الموذي وبخاصة الدماغ ولذلك ما نرى
4
ان هذا الخلط في غاية المضادة لمزاج الدماغ اما باحد كيفياته واما بصورته
5
والدليل على ان هذا النوع من التشنج ليس هو الذي يكون لموضع رطوبة العصب
6
واستنقاعه سرعة تحلل هذا/ واما الخلط الفاعل لهذا المرض فيلزم ضرورة من
7
سرعة انقضاء نوبته ومدتها ان يكون لطيفا على ما شانه ان يوجد الامر في
8
الامراض الحادة لاكن لما راينا اكثر الذين يعترهم هذا المرض امزجتهم باردة
9
رطبة كالصبيان او باردة يابسة كالكهول وبالجملة فالاعراض التي تظهر على
10
اكثر من يصيبه هذا الالم تدل على ان الفاعل له خلط غليظ وكان الخلط الغليظ
11
بما هو غليظ ليس يتحلل بسرعة كان جاريا كما يقول جالينوس في مجار واسعة
12
او ضيقة لان معنى التحلل ليس شيا اكثر من ان تستولي الطباع عليه فتنضجه
13
وتغتذي بما شانه منه ان يقبل التغذي وتدفع الباقي وهذا ليس يتفق في الخلط
14
الغليظ بما هو غليظ الا في زمان له عرض على ما اعطت المشاهدة في الامراص
15
ولذلك ما نحدس ان هذا المرض انما يحدث عن ريح تتولد اما في الدماغ نفسه
16
واما في عضو اخر وتترقى منه الى الدماغ كما حكى جالينوس عن الفتى الذي كان
17
يحس كأن ريحا باردة تصعد من بعضه اعضايه ثم يصرع وقد كانت هذه المشاهدة
18
من امر هذا الفتى كافية في ان سبب هذا الالم انما هو ريح لاكن هذه الريح
19
ضرورة هي مضارعة للاخلاط الباردة
185
1
الرطبة او الباردة اليابسة ومثل هذه الاخلاط اذا كانت في البدن هي هيولي هذه الريح
2
ولذلك كان شفاء من شانه ان يقبل الشفا من اصحاب هذه العلة باستفراغ تلك الاخلاط
3
منهم ومع هذا فقد حكى انه قد يكون هذا العارض عن خلط مراري ولست امنع
4
ان يقع مثل هذا فان سرعة انقضاء النوبة تشهد بذلك وقد نرى الذين يصرعون
5
بمشاركة معدهم انما يعتريهم ذلك في الاكثر عند الجوع الشديد والصوم او عند
6
ضيق الخلق فهذا ايضا دليل على ان الخلط الفاعل لذلك مراري وجالينوس يستفرغه
7
بايارج الفيقرا وقد علمنا ان الصبر انما يخرج احد امرين اما صفرا او اما خلط
8
شابته صفرا وزعم بعضهم ان هذا المرض قد يكون عن سوء مزاج غير عادي
9
بارد يابس وهذا يبعد لكون هذا المرض انما يصيب في الاكثر بادوار وايضا فلو
10
كان عن سوء مزاج غير مادي فانما يكون عن الاشياء التي من خارج لان سوء
11
المزاج الغير مادي الذي يكون سببه مزاج مادي هو عسير الانقلاع وليس يمكن
12
عن مثل هذا ان تعتري نوبة الصرع واذا كان ذلك كذلك فانما يكون هذا النوع
13
عن الاشياء التي من خارج لان سوء المزاج المتولد عن مثل هذه الاشياء اعني التي من
14
خارج سريع التحلل لاكن يبعد ان تبلغ رداة مزاج دماغ انسان ما ان يصرع عن
15
الاشياء التي من خارج أعني الهواء البارد لاكن هذا الذي قلناه انما هو استبعاد
16
فان شهدت التجربة بذلك فيشبه ان يكون قليل الوقوع وينبغي ان تعلم
17
انه لا سبيل الى الوقوف في هذا العلم على امكان مرض يحدث اولا امكانه
18
مما لم يشاهد الا بطريق تخميني وذلك في الاكثر بل سبيل جميع الامراض ها هنا
186
1
ان تثبت بالحس والمشاهدة ثم نعطي فيها الاسباب والسبب
2
في هذا معطى في غير هذا الموضع واما السكتة فهي سقوط الانسان
3
بغتة على الارض وانقطاع صوته وجميع افعال الحركة في جميع
4
البدن ما خلى التنفس فانه اذا انقطع في هذه الشكاية مات
5
العليل ولذلك ما يستدل على شدة هذه الشكاية وضعفها
6
من التنفس اعني انه اذا كان التنفس فيها مستكرها دل على
7
عظمها واذا كان سهلا دل على خفتها وابقراط يقول ان
8
السكتة اذا كانت ضعيفة لم يسهل برؤها واذا كانت قوية
9
لم يبر اصحابها فاما سبب هذا المرض فانه يكون ضرورة من
10
تعطل هذه الحركة الكلية والجزئية ولما كان قد تبين ان
11
لحركة الكلية مبدأين مبدأ اول وهو القلب ومبدأ ثان
12
وهو الدماغ وكان الدماغ انما يفعل فعله بالقلب فقد يجب
13
ان يحدث في الدماغ فهذه العلة افة عامة وذلك ضرورة
14
اما بانسداد مجاري الروح التي بين القلب والدماغ وهي
15
العروق المسماة شرايين واما بانسداد بطون الدماغ انسدادا
16
ثانيا اما لان بطون الدماغ اذا انسدت منعت الروح
17
النفساني الذي يبعث منه الى جميع الاعضاء التي به يكون
187
1
الحس والحركة ان كان ينبعث من الدماغ روح نفساني على
2
راي جالينوس كما ينبعث من القلب روح غريزي واما لان مزاج
3
الدماغ اذا فسد التعديل الذي يوجد منه الحار الغريزي حتى
4
يفعل الحس والحركة على ما تقرر من هذه الاشياء في العلم
5
الطبيعي واما ان يحدث هذا المرض لافة نزلت في بطون
6
القلب فليس يمكن ذلك لانه متى حدثت افة في هذه
7
البطون مات العليل من ساعته واذا تقرر بالبرهان ان
8
الافة التي سبب هذه الشكاية تحدث في هذين الموضعين فقد
9
يظهر لك من هذا صدق ما قاله ابقراط في اعطاء سبب هذه
10
الشكاية وما قاله ايضا جالينوس وذلك ان ابقراط قال من انقطع
11
صوته بغتة وسقط على الارض فان افته انطباق عروقه يعني
12
الشرايين التي بين القلب والدماغ وقد اعترف جالينوس من
13
تكون هذه العلة حادثة عن هذا السبب في كتابه في العلل والاعراض
14
وقال في كتاب الاعضاء الالمة انما تحدث عن هذه في بطون
15
الدماغ عظيمة والحق هو الجمع بين القولين اعني انه قد يكون
16
منها ما يحدث عن الامرين جميعا وعلامة ما يحدث منها عن
17
انطباق الشرايين ظهور علامات غلبة الدم على العليل وهذا
188
1
النوع من السكتة يشفي منه الفصد وعلامة النوع الثاني ظهور علامة
2
غلبة الخلط البارد على البدن وهذا الخلط شفاؤه يكون بالاحالة
3
لمزاج ذلك الخلط بالادوية الدرياقية المحيلة واستفراغه بالادوية
4
المسهلة للاخلاط الباردة والحقن واما العلة تعرف بالسبات فانه
5
اقرب الى ان تكون من انسداد الشرايين من ان تكون من
6
انسداد العصب وذلك لانها لا يعرض فيها عسر في
7
التنفس ولاتتحلل الى فالج كالحال في السكتة والسبات
8
ان كان من خلط يابس كان مفتوح العينين وهو الذي يعرفه
9
الاطباء بالجمود وان كان رطبا كان مغموض العينين وهو
10
الذي يخصه الاطباء باسم السبات فقد قلنا في الامراض والاعراض
11
ووفينا اسباب جميع ذلك بحسب ما ظهر لنا انه كاف في
12
غرضنا في الايجاز فان هذا الكتب انما قصدنا فيه ان نجعله
13
كالدستور والقانون لمن احب ان يستوفي اجزاء الصناعة على
14
هذا التقسيم والترتيب وبالجملة فنسبته الى الصناعة يشبه ان
15
تكون نسبة اسطقسات الصناعة الى الصناعة فكما ان الزواقين
16
انما يرسمون اولا الصورة التي يقصدون تصويرها ثم يملون
17
تلك الرسوم بالاصباغ والالوان حتى تحصل تلك الصورة على
189
1
الكمال الاخير كذلك حالنا نحن في هذا الكتاب فان فسح الله
2
في العمر وافرج عن ضيق الوقت فسنكتب في هذه الصناعة كتابا
3
نحتذي به هذه القوانين التي سلكنا ها هنا يكون مستوعبا
4
لجميع اجزاء الصناعة والله الميسر بمنه وعونه وهنا انقضى
5
هذا الجزء من العلم
6
يتلوه ان شاء الله كتاب العلامات والحمد لله كما هو اهله
7
بلغنا مقابله بكتاب مؤلفه رضي الله عنه وعن سلفه فصح
190
1
/ بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وعلى اله وسلم تسليما اللهم يسرعلى عبدك بكرمك
2
كتاب العلامات
3
هذا الجزء ينقسم قسمين القسم الاول نعدد فيه العلامات الدالة على الصحة الموجودة بالفعل
4
في جميع البدن وفي عضو عضو منه والقسم الثاني نعرف فيه العلامات الدالة على الامراض
5
واسبابها. وهذا الجزء ينقسم اقساما اما علامات تدل على امراض حاضرة وهو الاكثر
6
في هذه الصناعة واما علامات تدل في الصحة او في المرض
7
على امراض ستحدت واما علامات تدل على امراض قد حدثت ثم بطلت وهذه
8
قليلة النفع في هذه الصناعة فنبتديء نخن فنخبر اولا بالعلامات الدالة على الصحة الموجودة
9
في جميع البدن وفي عضو عضو منه ثم نردف ذلك بالعلامات الدالة على امراص ستحدث ثم
10
بعد ذلك نسير الى القول في علامات الامراض الحاضرة. واما العلامات التي تدل في الامراص
11
على امراض ستحدث فانها سنذكرها مع هذه العلامات وكذلك التي تدل في الامراض على صحة
12
ستحدث فانها وان كانت صحية فانما اثرنا ذكرها في هذا الجزء لانها احد ما يكتسب
13
منها الطبيب العلاج. وايضا فمع انها علامات صحية هي ايضا بوجه ما مرضية اذ كانت
14
دالة على ارتفاع المرص فنبتدي بالعلامات الصحية فنقول انه لما كانت الصحة كما قيل
15
في حدها حالة في العضو بها يفعل او ينفعل على المجرى الطبيعي وكانت هذه الحال
16
تنقسم قسمين احدهما المنسوبة الى المتشابهة الاجزاء وهي الامزجة التسعة والثانية الى
17
الاعصاء الالية وهي الاربعة الاجناس التي عددت فيما سلف وكانت اكثر هذه الهيئات في
18
الاعضاء منها ما هي غير بينة الوجود من اول الامر وبخاصة ما كان من الاعضاء غير
19
ظاهر للحس وجب ان تعطي ها هنا العلامات الدالة على هيئة هيئة من هيئات الاعضاء
20
التسع الموجودة للمتشابهة الاجزاء اولا وللمركبة ثانيا. وكذلك ايضا نعطي العلامات التي
21
يستدل بها على المعتدل وغير المعتدل في الصحة المنسوبة الى الاعضاء الالية وذلك فيما
22
لم يكن منها ظاهرا من اول الامر والسبيل الى ذلك اولا انما يكون من افعال هذه الاعضاء
23
وانفعالاتها والامور اللازمة عنها اذ كان الافعال والانفعالات والامور اللازمة
24
هي اعرف عندنا ونحن انما نترقى من الاعرف عندنا الى غير المعروف والامور اللازمة عن
25
الافعال هي مثل اللون القضافة والسمن والاعراض هي التي تظهر في الفضول البارزة من البدن
26
وهي فضول التغذي وينبغي ان تعلم ان الاطباء انما جرت عادتهم ان يذكروا من هذه العلامات
27
العلامات الدالة على الصحة المنسوبة الى الاعضاء المتشابهة وذلك في الاكثر. واما العلامات
28
التي تدل على الصحة المنسوبة الى الاعضاء الالية فانهم لم يعرضوا لذكرها الا بالعرض
29
ونحن ينبغي لنا ان نعني بهما جميعا. وينبغي ان نبتدي بالعلامات الدالة على المزاج
30
المعتدل اذ كان هو اقدم بالطبع وايضا فان الاطراف انما تفهم بمقايستها الى المعتدل
191
1
فنقول انه لما كانت الامزجة التسعة قد تنسب الى عضو عضو كما سلف من قولنا وقد تنسب
2
الى جملة البدن بمقايسة الاعضاء بعضها الى بعض وجب ان نعرف اولا العلامات الدالة على
3
مزاج عضو عضو من الامزجة التسعة فان بمعرفتها يمكن الحكم عل مزاج البدن وبخاصة
4
الاعضاء الرئيسة فنبتدي بمعرفة مزاج القلب اذ كان هو العضو المشترك مزاجه لجميع الاعضاء
5
فانه متى كان هذا العضو معتدلا كانت الاعضاء كلها معتدلة وذلك في الاكثر من جهة انه
6
المعطي لجميعها الهيئة المزاجية التي بها تفعل او تنفعل. وايضا فمتى كان مزاج غيره
7
من الاعضاء غير معتدل كانك قلت مزاج الكبد لم يبق مزاج القلب معتدلا للمشاركة التي
8
بينه وبين
192
1
/ سائرها ولذلك ما نرى ان الحكم على مزاج هذا العضو بالاعتدال او الخروج عن الاعتدال
2
حكم على الجميع. في العلامات الدالة على مزاج القلب اما اخص العلامات
3
التي يوقف منها على مزاجه فهي النض ثم يتلوه التنفس وقد يستدل عليه بهيئة الاعضاء
4
التي تجاوره كما انه قد يستدل عليه بامزجة الاعضاء المشاركة له فنقول
5
انه متى كان النبض ليس بالعظيم ولا بالصغير ولا بالسريع ولا بالبطيء ولا بالمتفاوت
6
ولا المتواتر دل ذلك ضرورة على اعتدال مزاج القلب في الحرارة والرطوبة وهذا النبض
7
انما يحس اكثر ذلك في الاناس الذين ينشؤون في الاقليم المعتدل من غير ان تعرض
8
لهم عوارض من خارج ويشبه ان يكون تولد مثل هذه الشخوص في الاقليم المعتدل
9
وفي البلد المعتدل منه كبلدة ابقراط وكثير من بلاد اليونان اكثريا ولذلك ما يقول
10
جالينوس في اهل البلاد الحارة انهم لو تكلفوا جهدهم ان يرونا مزاجا معتدلا لما امكنهم
11
ذلك وليس لقايل ان يقول ان النبض العظيم هو الطبيعي اذ كان قد يوجد كثيرا في الاقاليم
12
الغير معتدلة كما انه ليس للانسان ان يقول ان اللون الاسود هو الطبيعي اذ كان ليس يوجد
13
في بلاد الحبشان ابيض واحد. واما التنفس فحاله في اعتداله دليل ايضا
14
على اعتدال مزاج القلب هذا ان لم تكن الات التنفس اعظم نسبة الى القلب مما
15
ينبغي فانه اذا كان الامر فيها هكذا كان التنفس المعتدل بالاضافة الى القلب غير
16
معتدل بل مفرط فانه ليس يمتنع ان يكون مزاج القلب حارا ويكون الصدر والرية
17
قد اتفق لهما ان كانا اعظم مما ينبغي ان يكون عليه بحسب مزاج القلب فيكون
18
التنفس الغير عظيم لسعة مجاريها وعظمها يفعل ما يفعله التنفس العظيم ان لو كانت
19
الرية والصدر مناسبة لخلقة القلب وان كان عظيم الصدر والرية تابعان
193
1
في الاكثر لحرارة القلب. واما ما يستدل عليه من هيئة الاعضاء فان الصدر متى كان
2
متوسطا بين العظم والصغر دل دلالة اكثرية على اعتدال مزاجه وكذلك يدل على
3
اعتدال مزاجه دلالة ضرورية اعتدال مزاج الكبد واعتدال مزاج الدماغ او كليهما فانه
4
ليس في الكبد ولا في الدماغ حرارة تخصهما الا حرارة الاجزاء المتشابهة التي بها تركبا والحرارة
5
التي بها يفعل كل واحد منهما فعله هي ضرورة الحرارة الواصلة اليه من القلب وهذه
6
الحرارة هي التي تتنزل من هذين العضوين منزلة الصورة. واما الحرارة التي تخصها فمنزلتها
7
منزلة المادة ولما كان اعتدال الشيء وكمال فعله انما هو بصورته وجب ضرورة اذا كان
8
هذان العضوان معتدلين ان يكون اعتدالهما انما هو بصورتهما واعتدال صورتهما انما هو ضرورة
9
باعتدال المعطى لهما تلك الصورة وهو القلب وليس لقائل ان يقول انه قد يمكن ان تكون الحرارة التي
10
يبعثها القلب اليهما احر مما ينبغي او ابرد مما ينبغي ويكون مزاج ذينك العضوين الحاصل عن
11
المتشابهة الاجزاء مضاد لذلك الخروج او الافراط الذي في القلب فيجتمع عن ذلك للكبداو
12
الدماغ اعتدال مزاج فان مثل هذا الاعتدال هو مقول باشتراك. وقد يستدل ايضا على
13
اعتدال مزاج القلب من ملمس الصدر فانه متى كان معتدلا دل ذلك على اعتدال القلب ان
14
لم يكن ذلك من اجل اعتدال اللحم نفسه لاكن اعتدال اللحم اكثر ذلك تابع لاعتدال
15
القلب وبخاصة اللحم الذي على هذا الموضع ولذلك يكون بدن من قلبه هذا القلب ليس
16
بالقضيف ولا السمين المفرط السمن وقد يوقف ايضا على اعتدال القلب بتوسط الانسان
17
في الغضب والحلم والشجاعة والجبن وبالجملة باعتدال جميع افعال النفس وانفعالاتها.
18
واما الاستدلال على اعتدال التركيب في وضعه وفي مقداره وفي خلقته فذلك ايضا يكون
19
بافعاله ومزاجه
194
1
/ فانه متى كان مزاجه معتدلا دل في الاكثر ان وضعه ومقداره وخلقته على الامر الطبيعى وكذلك
2
متى كانت افعاله ملايمة لمزاجه دلت على ذلك ايضا فانه ليس يمتنع ان يكون بعض
3
النبض سريعا لمكان ضيق الشريانات الذي فيه لا لمكان حره كما نرى ذلك يعتري
4
في الذين يفرط سمنهم وبالجملة فكثيرا ما يعتاص اعطاء العلامات الدالة على
5
وضع الاعضاء التي في داخل الجوف وعلى مقدارها وخلقتها ومشاركتها ولهذا نجد
6
الاطباء قد اضربوا عن هذا النوع من علامات الصحة واقتصروا من ذلك العلامات
7
المزاجية وحاجة الطبيب الى ذلك ليست بدون حاجته الى معرفة المزاج ولذلك قد
8
ينبغي ان ننظر في ذلك جهدنا فنقول ومما يدل على ان القلب معتدل التركيب
9
اعتدال تركيب الاعضاء التي خارج الجسم وبخاصة الصدر وما قرب منه وتناسبهما
10
وهذا هو المدعو عند الناس جمالا فان الجمال اكثر ذلك انما هو في التركيب كما
11
ان القوة والوثاقة انما هي اكثر في المزاج. وانما قلنا ان اعتدال الاعضاء دليل على اعتدال
12
القلب لان القوة المصورة انما تصور بساير الاعضاء بتوسط الحرارة التي فيه كما
13
ان القوة والوثاقة انما هي اكثر في المزاج الغاذية انما تفعل فعلها بتوسط مزاجه.
14
وينبغي ان تعلم ان هذا الاستدلال غير منعكس فانه قد يكون القلب معتدل المزاج
15
حسن التركيب ويكون تركيب بعض الاعضاء مؤفا لمكان الهيولي لاكن هذا لعمري
16
يقل وقوعه كما يقل وقوع الاشياء العارضة من قبلها ومع هذا فانها تعود فتفسد
17
مزاج القلب بالمشاركة. واما الاستدلال على خروجه في الكيفيات الاربع
18
فعلامات ذلك اضداد هذه العلامات فانه متى كان النبض عظيما سريعا متواترا
195
1
دل على حرارة مفرطة هناك ما لم يكن هناك ضيق طبيعي في مجاري الشريانات وان
2
كان هذا يقل وقوعه في المزاج الحار فان الحرارة من شانها ان تعظم العضو ما لم يكن
3
يابسا فان اليبوسة عسرة التمدد من غيرها فان انضاف الى هذا صلابة في الحس
4
فهو في الغاية من اليبس وكذلك الحال ايضا في التنفس ما لم يكن الصدر والرية اصغرمما
5
ينبغي او كانت التجاويف التي فيها اصغر مما ينبغي وقد يشهد لهذا المزاج نبات الشعر
6
الذي يكون على الصدر والملمس الحار وبالجملة فتتبع حرارته حرارة ساير الاعضاء الا ان
7
تكون هنالك مقاومة عرضية من الاعضاء التي لها رئاسة في البدن وهما الكبد والدماغ
8
اعني انه قد يتفق لهذين ان تكون امزجتهما التي لهما من جهة الاعضاء المتشابهة التي تركبا
9
منها ابرد مما ينبغي فحينئذ يكون القلب حارا والدماغ باردا لاكن مثل هذا المزاج سيبرد
10
فيه القلب بأخرة وبخاصة اذا كان الدماغ باردا اذ كان هذا العضو انما جعل لتعديل
11
حرارة القلب وقد يستدل ايضا على حره ويبسه من افعال النفس مثل الغضب وغير ذلك فان
12
السريع الغضب حار مزاج القلب ضرورة وان كان بطيء انحلال الغضب فهو يابس وكذلك نب
13
والقضافة في الجسم تدل على يبسه. واما المزاج المفرط في الحرارة والرطوبة فيستدل عليه
14
بعظم النبض ولينه فان كان لينا غير عظيم دل على الرطوبة فقط. ومن علامات الحرارة
15
والرطوبة عظم الصدر وعظم ساير الاعضاء ولذلك ما كان من الحيوان ارطب واحر فهو
16
اعظم جثة ككثير من الحيوانات التي تنشأ في المواضع الرطبة. واما علامات البرودة واليبوسة
17
فمؤلفة من ضد علامات الحرارة ومن علامات اليبس انفسها ولذلك يكون نبص هولا صغيرا متفاوتا بطيا
18
صلبا وتنفسهم ايضا بهذه الحال ويكون ملمس صدورهم باردة وكذلك امزجة ساير اعضايهم الا
19
ان تكون هناك مقاومة عرضية وتكون الصدور من هؤلاء زعرا لا شعر فيها ويكونون في
20
غاية الجبن وعدم الغضب والبلادة وقلة الذكاء وبالجملة فتكون شبيبتهم اشبه شيء بالشيخوخة
21
وشيخوختهم ان وصلوها اشبه شيء
196
1
/ بالموت. واما من اين نقف على رداة خلقة القلب فمن مزاجه ايضا ومن افعاله واذ قد
2
قلنا في العلامات الدالة على صحة القلب المنسوبة الى الاعضاء المتشابهة الاجزاء وعلى صحة
3
المنسوبة الى اعضايه الالية فلنقل الالية فلنقل الالات في العلامات الدالة على صحة
4
الدماغ في علامات الدماغ المعتدل والاعتدال في الدماغ كما في ساير
5
الاعضاء اما ان ينسب الى المتشابهة الاجزاء التي فيه واما الى تركيبه. ولنبدا من القول
6
في علامات المزاج المعتدل والعلامات التي يستدل منها على مزاج الدماغ بعضها
7
ماخوذة من افعاله والافعال التي في الدماغ هي منسوبة اما الى الحس
8
وتوابعه من التخيل والفكر والذكر واما منسوبة الى القوة الغاذية وهي الافعال
9
التي تظهر في الفضول البارزة من الانف والحنك وقد يستدل ايضا على الدماغ من ملمسه
10
ومن الشعر النابت عليه ومن شكله اما الفضول البارزة منه فمتى كانت معتدلة في الكمية
11
والكيفية دلت على اعتدال مزاجه وكذلك متى كانت افعال النوم واليقظة افعالا معتدلة
12
دلت على ذلك ايضا وقد يدل على ذلك ان يكون صاحب هذا الدماغ غير كسلان ولا سريع
13
الحركة معتدل الفهم جيد الحواس ذكيها والملمس من هذا الدماغ يكون معتدلا لا
14
بالحار ولا بالبارد والشعر النايت عليه يكون لا بالسبط ولا بالجعد ولا بالاسود ولا بالابيض
15
واما الاستدلال عليه بالشكل فان شكل الدماغ متى كان معتدلا دل على اعتدال
16
مزاجه وشكل الدماغ المعتدل هو كما يقول جالينوس مثل كرة شمع غمزت عليها
17
باصبعيك من الجانبين وان يكون مع هذا لا بالكبير ولا بالصغير واما الادمغة
18
الحارة فان الفضول التي تسيل منها تكون قليلة نضجة اكثر مما ينبغي فان
19
كانت مع هذا غليظة دلت على يبس وان كانت نضجة مع كثرة دلت على
197
1
حرارة ورطوبة ومتى كانت كثيرة الكمية غير نضجة دلت على برد فان كانت مع هذا
2
مائية دلت على رطوبة وبرودة وصاحب هذا المزاج يقول فيه ابقراط ان صحته اقرب منها
3
ان تكون سقما منها ان تكون صحة واما افعال الدماغ الحار فالسهر وقلة النوم ما لم تكن
4
مع رطوبة فان افراط السهر دليل على اليبوسة واصحاب هذا المزاج يكونون عجولين مبادرين
5
للاشياء من غير تامل لا تستقر خيالاتهم على شيء بعينه ياخذون التشابه بين الاشياء
6
ولا ياخذون التباين كثيرين الخطا والوهم. واما من كان في هذا الاحوال على الضد
7
اعني ان يكون نومة كسلانا بليدا بطيء الفهم لا يقدر على ان ياخذ التشابه بين
8
الاشياء فهو بارد مزاج الدماغ ضرورة فان افرطت فيه هذه الافعال فهو مع هذا
9
رطب وصاحب المزاج البارد اليابس يكون اقل نوما من صاحب المزاج البارد فقط كما ان
10
صاحب المزاج البارد فقط اقل نوما من صاحب المزاج البارد الرطب واللمس ايضا مما به يحكم
11
على هذه الامزجة. واما الاستدلال من الشعر فان الشعر لما كان تولده انماهو من
12
الفضل الدخاني المتولد في البدن كان الشعر الاسود دليل احتراق فان النارية شانها ان
13
تفعل في الابيض التسويد فان اجتمع الى ذلك الجعودة كان ايضا دليل يبس كالحال التي
14
تعرض له عندما يدنى من النار. واما الشعر الابيض فانه يدل على نهوة وقلة طبخ فان
15
كان مع ذلك سبطا فانه يدل على افراط الرطوبة وكذلك الشعر السريع النبات دال على
16
الحرارة والبطيء بخلاف هذا. واما المتوسط في هذه افي كذا اللون والجعودة والسبوطة
17
وسرعة النبات وبطيه فهي علامات مزاج معتدل والشكل المعوج يدل ايضا على رداة المزاج
18
وكذلك الراس الكبير والصغير. والعين ايضا قوية الدلالة على مزاج الدماغ فان العين
19
الحمراء والتي فيها عروق حمر تدل على حرارة الدماغ والعين التي بخلاف هذا تدل على
20
برودة الدماغ وسرعة حركتها ايضا دليل على حرارته كما ان بطء حركتها وقلة اطرافها
21
دليل على مزاج بارد والتوسط في هذه الاشياء دليل على مزلج معتدل وزرقة العين دليل
22
ايضا على برودة مزاج الدماغ كما ان الكحلة دليل على الحرارة والشهولة دليل مزاج
23
معتدل
198
1
/وانما كان ذلك كذلك لان الزرقة انما تحدث عن قلة طبخ وعدم نضج ولذلك كان ذلك اللون
2
قريبا من لون الماء البسيط. واما الكحل فان فاعله هو افراط النضج والطبخ ولذلك كان
3
السواد غالبا عليه لان السواد امارة اجزاء ارضية محترقة غالبة على الشيء. واما الشهل
4
ففاعله طبخ في غاية الاعتدال قد انحط عن أفراط فاعل الكحل وارتفع عن فاعل
5
الزرق وليس هذا فقط هما اسباب حدوث الكحل والزرق بل قد تعين
6
ايضا على ظهور هذه الالوان امور اخر غير المزاج وذلك ان الكحل
7
يدل على كثرة رطوبة العين وتزيدها في عمقها كالحال في الغدران
8
العميقة فانها تظهر سوداء وذلك ان كثرة الماء لا ينفذ فيه الشعاع
9
كل النفوذ ويظهر بهذه الصفة والعين الزرقاء بخلاف ذلك وقد يرى
10
جالينوس ان مما يعين على الزرق كثرة الرطوبة الجليدية وذلك
11
لان لون هذه الرطوبة في لون الجليد كما ان قلتها تعين على الكحل
12
والتوسط في هذه كلها دليل الاعتدال فهذا هو القول في العلامات
13
الدالة على مزاج الدماغ. واما الدلايل والعلامات التي بها يوقف على
14
تركيبه فهي ايضا توخذ من مزاجه ومن افعاله ومما يظهر فيه
15
من هيئات التركيب وذلك ان الشكل والمقدار ظاهران من امر هذا
16
العضو على اي حال هما فيه. وقد وصفنا قبل الشكل الطبيعي لهذا
17
العضو وكذلك ايضا مشاركته ظاهرة للحس فان بعض الروس
18
له عنق مناسب لحمله واقلاله وبعضها الامر فيه بالعكس
199
1
واما ضيق مجاريه او سعتها فيوقف عليها من مزاجه وذلك ان
2
الدماغ الحار الرطب تكون مجاريه وبطونه في الغاية من السعة والبارد
3
اليابس في مقابل هذا و بينهما الحار اليابس والبارد الرطب. والمزاج المعتدل
4
هو الذي تكون مجاريه وبطونه في غاية الاعتدال. واما من افعاله فان
5
الدماغ اذا كان ضيق البطون والمجاري كثيرا ما يعرض لصاحبه السدد
6
والصرع وما اشبه ذلك من الامراض وجوهر الدماغ اذا كان ناقصا
7
بالطبع لحق ذلك افة في الذهن ورعونة فيه كما نرى ذلك
8
يعتري الذين علت اسنانهم وبالجملة فمتى فسد شكل الدماغ
9
الظاهر فسد الباطن فهذا هو القول في العلامات على صحة الدماغ
10
المنسوبة الى المتشابهة التي فيه والى الالية ويتلو ذلك القول
11
في صحة الكبد الكبد العلامات ايضا الدالة على صحة الكبد منها علامات
12
تدل على المزاج ومنها علامات تدل على التركيب ولنبدا بالعلامات الدالة
13
على المزاج وهذه العلامات هي ماخوذة من الافعال وقد توخذ من جهة
14
هيئة العروق واللمس اما الكبد المعتدلة فهي تفعل دما ارجوانيا
15
احمر ويكون لون صاحبها ابيض مشرقا حمره قالوا واللعس
16
دليل على اعتدال الكبد وابدان هولاء تكون لا قضيفة ولا سمينة
17
واذا لمست من هولاء ما على المراق وجدت ذلك الموضع منهم معتدلا
18
وكذلك اذا كانت الاوراد معتدلة في السعة والضيق دلت على اعتدال
200
1
مزاج الكبد. واما المزاج الحار في الكبد فانه يدل عليه كثرة
2
تولدها للمرار الاصفر وبخاصة عند منتهى الشباب. والالوان من هولاء
3
تكون الى الصفرة ما هي وان تزيدت الحرارة واليبس تولد عن ذلك في البدن
4
صفرا محترقة والالوان من هولاء تكون كمدة وخاصة محاجرهم وربما
5
اسودت شفاههم. واما الكبد الباردة فانه يستدل عليها من كثرة توليدها
6
للبلغم ونيية الدم وشدة بياض اللون وجصيته فان كانت مع
7
هذا يابسة كان توليدها للمرة السوداء الطبيعية كثيرا. واما رطوبة
8
مزاج الكبد فانه يستدل عليها بالعفن الذي يعرض لصاحبها كثيرا وغلبة
9
الدم على البدن اذا كانت مع ذلك حارة. واما اذا لم تكن مع ذلك حارة
10
فانه يستدل على ذلك بالترهل الذي يعرض في البدن فان افرط ذلك
11
الى الاستسقاء والعروق تكون في الكبد الحارة واسعة وبخاصة ان
12
اقترن الى ذلك رطوبة وتكون في الكبد اليابسة الباردة على ضد
13
ذلك وهي في الحارة اليابسة على حالة متوسطة وقد يستدل ايضا
14
على مزاج الكبد من الشعر فانه متى كان نابتا /على مراق البطن دل على
15
حرارة الكبد وذلك ايضا بحسب مزاج الشعر في نفسه فان كان خشنا
16
جعدا اسود دل على حرارة ويبس. وان كان لينا زعرا دل على رطوبة
17
هنالك. واما متى لم يكن على مراق البطن شعر فانه يدل على برد الكبد
18
فان كان مع هذا المراق لينا فانه يدل على رطوبتها وان كان يابسا
201
1
فانه يدل على يبسها. واما العلامات الدالة على تركيبها فهي ايضا ماخوذة
2
من المزاج والافعال. اما المزاج المعتدل فانه يدل على اعتدال الشكل والوضع
3
والكبر والصغر وعلى التوسط في سعة المجاري وضيقها. واما المزاج الحار
4
الرطب فانه يدل على عظم الكبد وسعة الاوراد كما ان البارد اليابس
5
بخلاف ذلك وبينها المزاج الحار اليابس او البارد الرطب وينبغي ان تعلم
6
ان الامزجة التي تدل على خلق هذه الاعضاء انما هي الامزجة الطبيعية
7
الحاصلة عند الكون وذلك ان ها هنا امزجة حارة وباردة مكتسبة
8
من التدبير وبالجملة من الاشياء التي من خارج مثال ذلك انه متى
9
وجدنا انسانا سحنة بدنه تدل على البرودة والعلامات التي تدل على
10
مزاج كبده علامات تدل على الحرارة مثل ان تكون عروقه غير ضيقة
11
حكمنا ان مزاجه الطبيعي مخالف للعرضي وكذلك متى الغينا
12
ذلك بالعكس اعني ان يكون انسان مزاج كبده بارد يابس وهو مع
13
هذا عبل والعبالة تدل على الحرارة والرطوبة. واما كيف يستدل على
14
التركيب من الافعال فان الكبد متى كانت ضيقة العروق كانت
15
كثيرا ما يعتري السدد اصحابها من غير ان تكون الاطعمة المتناولة
16
مسددة بطبعها. وايضا فانه متى كانت الكبد صغيرة بالاضافة الى المعدة
17
ولم يكن هنالك عارض يوجب لين الطبع فان طبع هولاء يكون
18
ابدا لينا وذلك دلالة قاطعة على صغر الكبد لانها اذا كانت صغيرة
202
1
لا تفي بجذب الكيلوس الذي تهضمه المعدة فيخرج البراز لينا وقد زعموا
2
ايضا ان قصر الاصابع دليل على صغر الكبد وذكر ارسطو انه قد تكون كبد بعص
3
الناس في الجهة اليسرى في النادر وهولاء اذا اصابتهم امراض الكبد وجدت
4
علامتها من جهة اليسار فهذا هو في العلامات الدالة على صحة الاعضاء الرئيسية
5
وينبغي ان نقول في العلامات الدالة على الاعضاء الخادمة لهذه. في الرئة
6
اذا كانت الرئة معتدلة المزاج كان التنفس متوسطا بين العظم والصغر
7
ولم تتاذ بالهواء الحار ولا البارد والصوت يكون معتدلا من صاحب هذه الرئة في
8
العظم والصغر واما اذا كانت الرئة حارة فانه يكون تنفس صاحبها عظيما ويتاذى
9
بتنشق الهواء الحار ويستلذ البارد ويكون صوته عظيما واما اذا كانت باردة فعلاماتها اضداد
10
هذه العلامات اعني ان يكون التنفس صغيرا والصوت كذلك ويتاذى بالاشياء الباردة
11
واما اليبس في مزاج الرئة فانه يستدل عليه بصفا الصوت وقلة النفث والرطوبة بضد ذلك اعني
12
تكرر الصوت وكثرة النفث واما تركيبها فانه يستدل عليه من مزاجها ومن افعالها
13
اما من مزاجها فان المزاج المعتدل يتبعه ضرورة اعتدال التركيب وذلك في الصغر والعظم والشكل
14
وسعة المجاري وضيقها وغير ذلك واما اذا كانت حارة فانها تكون عظيمة واسعة المجاري
15
وعظم الصوت دال على سعة مجاريها وانما قلنا قبل ان عظم الصوت دال على
16
حرارة مزاجها من قبل ان عظم الصوت يتبع سعة مجاريها والسعة يتبع الحرارة ضرورة. واما المزاج
17
البارد فانه يدل على الصغر وضيق المجاري ولا سيما ان انضاف الى البرودة يبوسة
18
وسرعة التنفس اذا لم يكن مزاج القلب حار قد يدل على صغر الرئة وضيق مجاريها. والصدر المجنح
19
الذي وصفت الاطباء يدل على رداة وضع الرية منه ولذلك قالت الاطباء ان صاحبه
20
كثيرا ما يعتريه قروح الرية ويسرع اليه السل. في المعدة يوقف على مزاجها من
21
افعالها فالمعدة المعتدلة هي التي تستمر في جل الاطعمة ما لم تكن خارجة عن الطبع
22
جدا وليس يلحقها عرض من اعراض المعدة المنحرفة المزاج وتكون شهوتها
23
طبيعية. واما المعدة الحارة فانها تتدخن فيها
203
1
/الطعمة اللطاف وتستمري الغلاظ وتكون شهوتها ناقصة. والمعدة الباردة
2
بعكس ذلك اعني انها تستمري الاطعمة اللطاف وتحمض فيها الاطعمة
3
الغلاظ وتكون شهوتها زائدة. واما المعدة اليابسة فعلامتها فيما زعموا كثرة
4
العطش والاكتفاه فيه بشرب الماء اليسير ومتى تناول صاحبها فضلا قليلا
5
احدث فيها خضخضة. واما المعدة الرطبة فعلامتها قلة العطش
6
وميل الى الاغذية الرطبة كما ان المعدة اليابسة يميل صاحبها الى
7
الاغذية اليابسة هذا اذا كان اليبس والرطوبة فيهما طبيعي. واما اذا
8
كانا عرضين فان الامر فيها يكون بالضد اعني الذي معدته يابسة فيشتهي
9
الاشياء الرطبة والذي معدته رطبة يشتهي الاشياء اليابسة والمعدة قد تكون
10
معتدلة في العظم والصغر ويستدل على ذلك من جهة احتمالها
11
التوسط بين الكثرة والقلة من الاغذية وقد تكون صغيرة ويستدل عليه
12
من قلة احتمالها لكثرة الطعام فاذا قسم عليها جاد هضمها والمعدة
13
الكبيرة الامر فيها بالعكس. في تعرف مزاج الانثيين والعلامات الماخوذة
14
ها هنا هي ايضا من الافعال والاعراض التابعة للافعال اما الافعال فان الانسان
15
متى كان متوسطا في شهوة الجماع دل ذلك على اعتدال مزاجها ومتى كان
16
في ذلك مفرطا دل على حرارة مزاجها فان كان افراطه في ذلك مع احتمال دل على
17
رطوبة هنالك مع الحرارة قالوا ومزاج الانثيين اذا كان حارا يولد لصاحبه
18
الذكور اكثر من الاناث. واما متى كان مزاج الانثيين باردا فان علامته تكون
204
1
ضد هذه العلامات اعني ان صاحبها يكون كسلانا في الجماع يولد له في الاكثر
2
الاناث فان اقترن الى ذلك يبس فيكاد ان يبطل فعلها. واما من كان مفرط
3
الشهوة وهو مع هذا يضعف عن الجماع فان مزاجه مايل الى
4
اليبس. واما الاستدلال على مزاج هذا العضو من قبل الاعراض التي تظهر
5
في المنى فان المزاج المعتدل يكون المنى عنه معتدلا في الكمية والكيفية
6
واما ان كانت الانثيان احر مما ينبغي فان المنى يكون زائدا في الكمية
7
اغلظ مما يجب. واما متى كان مزاجها باردا فان الامر في ذلك يكون بالضد
8
اعني ان المنى يكون غير نضج والرطوبة اكثر ملآمة لهذا الفعل
9
من اليبوسة وقد يستدل على مزاج هذا العضو بالشعر على جهة ما يستدل
10
على امزجة كثيرة من الاعضاء على ما سلف. فهذه هي الدلايل التي بها يوقف
11
على صحة عضو عضو من الاعضاء الرئيسية ومعرفة جميعها والمقايسة بينها
12
يفهم المزاج المعتدل المنسوب الى جملة البدن والمزاج الخارج عن
13
الاعتدال فالبدن الذي مزاجه معتدل يكون ضرورة متوسطا بين الهزال
14
والسمن ويكون لونه ابيض مشرب حمرة وشعره اشقر الى الحمرة ما
15
دام ضبيا فاذا صار الى سن الشباب صار الشعر اسود رجلا وملمس
16
هذا البدن يكون معتدلا في الحرارة والبرودة واللين والجساوة وتكون اخلاقه
17
في غاية الاعتدال وفهمه اجود الافهام متوسطا بين فهم العجول وابطا
18
البليد وبالجملة فان بمجموع الدلايل التي وصفناها يحكم على المزاج
205
1
انه معتدل واما الامزجة الخارجة عن الاعتدال فانه يحكم عليها
2
ايضا بمجموع تلك العلامات اعني العلامات الماخوذة من الافعال
3
والاعراض التابعة لها كالسمن والقضف واللون والشعر وغير ذلك
4
غير انه ينبغي ان تعلم ان دلالة اللون والشعر انما تصدق اكثر
5
ذلك في الاقاليم المعتدلة وان كان يمكن ان تستعمل استعمالا
6
ما في اي اقليم كان بالاضافة الى اهل ذلك الاقليم لاكن هذا لم
7
يتكلم بعد فيه الاطباء فانه قد كان ينبغي ان نقول في العلامات
8
التي بها يوقف على المعتدل مثلا في الصقلب والمعتدل في الحبشان
9
وانما كانت دلالة الشعر واللون غير قاطعة لان الحبشان الوانهم سودا
10
وشعورهم في غاية الجعودة وليس يدل ذلك منهم على امزجة حارة
11
بل هذه الاعراض اولى ان تنسب فيهم الى الحرارة التي من خارج وكذلك
12
ايضا الصقلب وغيرهم من سكان البلاد الباردة ليس الزعر الذي
13
بهم وسبوطة الشعر دليل على برد امزجتهم بل امزجتهم في غاية
14
الحرارة لمكان انعكاس الحار الغريزي في داخل اجوافهم كما يعتري
15
ذلك في الشتوة وهذا المقدار من القول في العلامات الصحية كاف
16
بحسب غرضنا في الايجاز
206
1
/ القول في العلامات المنذرة بالامراض
2
والعلامات المنذرة بالامراض اجناس فبعضها ماخوذة من الامراض التابعة
3
لغلبة الاخلاط على الابدان وبعضها ماخوذة من مزاج البدن والستعداده
4
لمرض مرض وقد يستدل ايضا على الامراض بالتدبير المتقدم والفصول الاربعة
5
انفسها مما يستدل بها على تقدمة المعرفة بالامراض ستحدث ولا سيما
6
التغايير التي تكون فيها على غير المجرى الطبيعي وهذه العلامات مختلفة
7
في القوة والضعف وسنشير الى مراتبها في ذلك فنقول انه قد
8
قلنا فيما سلف ان الدم متى تزيد في الكمية وذلك في جميع البدن
9
حتى يمدده سمي ذلك امتلاء بحسب التجاويف وانه متى تزيد في
10
الكمية مع رداة في الكيفية. واعني بالرداة في الكيفية انحرافه الى واحد
11
من الاخلاط الثلثة او اكثر من واحد سمي امتلاء بحسب القوة وذلك
12
ان من شان هذا الامتلاء ان يخل بالقوة لرداة الكيفية التي فيه ولذلك
13
تتبعه سقوط الشهوة وثقل عن الحركات وبالجملة عن جميع الافعال
14
النفسانية والطبيعية. واما الامتلاء الاول فانه لا يوجد هذا المعنى فيه
15
وعلامات الاول هي علامات غلبة الدم وعلامة الثاني هي علامة غلبة
16
احد الاخلاط الثلاثة على البدن او اكثرها فينبغي ان نصير الى تعديد
17
العلامات الدالة على غلبة واحد واحد من الاخلاط فانه اذا فهمت البسايط
18
فهمت المركبات في علامات كثرة الدم والاعراض التي تلزم
207
1
البدن عن كثرة الدم هي عطم النبض وامتلاء العروق انفسها شراين كانت
2
او اوراد وثقل الراس والعين والاصداغ وكدر الذهن والحواس
3
وبالجملة ان تكون حال البدن شبيهة بحال الاعياء الذي يكون من خارج
4
وحمرة اللون ايضا وسخونة البدن ان لم يكن تصرف الانسان في هواء حار
5
مما يشهد لغلبة هذا الخلط ويتبع هذه الكثرة في البدن استغراق
6
نوم وربما تبع ذلك ان يرى في منامه اشياء حمرا كالرجل الذي حكى
7
لجالينوس انه كان يرى في النوم كانه يعوم في بركة دم وكانت
8
امارات الدم عليه لايحة فامره جالينوس بالفصد فمشى الرجل الى
9
بعض الاطباء الذي كانوا على راي ارسطاطيس في ترك الفصد فامره
10
بالرياضة فعند ما شرع الرجل في الرياضة وذابت اخلاطه انطفى وربما
11
قطر الدم من الانف عندالامتلاء الدموي ورشحت اللثة وقال ارسطو
12
ان الدم اذا فسد سال من الانف او المقعدة والدماميل ايضا والبثور
13
والبول الغليظ كل ذلك دليل على غلبة الدم وحلاوة الفم ايضا دليل
14
على ذلك قالوا وان كان ممن قد اعتاد اخراج الدم فانه سيصيبه حكاك
15
واكال في تلك المواضع واما العلامات الماخوذة ها هنا من المزاج والتدبير
16
والهواء فانها مما يستظهر بها على هذا اذا كانت موافقة مثل ان يكون
17
السن من الشباب والتدبير يوجب ذلك مثل الادمان على الخمر واللحم
18
وكذلك متى كان الفصل ربيعا الا ان هذه العلامات ليس يلزم عنها ضرورة
208
1
غلبة الدم لانه قد يكون المزاج نفسه فعالا للدم سواء كان الفصل
2
ربيعا والسن شبابا والتدبير تدبيرا يوجب ذلك او لم يكن ولا واحد من
3
هذه وان كان التدبير اقوى هذه الاسباب فالعلامات القاطعة على غلبة
4
الدم هي الاعراض التي تتبعه ضرورة في غلبة الصفراء سرعة النبض
5
وتواتره والبول الرقيق الناري والقيء المراري والاختلاف اللذاع ومرارة الفم
6
وشدة العطش ويبس اللسان وخشونته وصفرة اللون وربما كان عن
7
ذلك صفرة بياض العين كما يعتري ذلك في اول حدوث اليرقان
8
فان انضاف الى ذلك ان يكون الزمان صيفا والسن شبابا والاغذية
9
حارة يابسة والرياضة المفرطة اوالمهن المحرة كصناعة الحدادة وغير ذلك
10
فلا شك حينئذ في غلبة هذا الخلط على البدن. في غلبة السوداء
11
سواد البول او حمرته الى الكمودة او حضرته وربما تبع ذلك حرقة
12
في المعدة وهيجان الشهوة الكلبية دليل ايضا على ذلك وكذلك
13
كمدة اللون وسواد المحاجر والدم من هولاء اذا فصدوا /يكون اسود
14
ذا علق كثير واكثر هاولا يكونون مطخولين فان انضاف الى ذلك
15
ان يكون الزمان خريفا والمزاج مزاجا مستعدا لتولد هذا الخلط والتدبير
16
تدبير يوجب ذلك فاقطع على غلبة هذا الخلط على البدن والامزجة
17
التي هي مستعدة لتولد هذا الخلط هي اما الباردة اليابسة او الحارة اليابسة
18
ولذلك قل ما يتولد في الابدان البيض السمان الزعر هذا الخلط ويكثر
209
1
تولده في الابدان القضاف والبهق الاسود اذا ظهر على الجسم دليل قاطع على
2
غلبة هذا الخلط وكذلك القروح الردية. في غلبة البلغم البول الابيض
3
والنبض الصغير المتفاوت اللين وزهل البدن والكسل وغلبة النوم وبطيء
4
الهضم وقلة العطش وكثرة الريق ولزوجته فان انضاف الى ذلك موافقة
5
المزاج والفصل والتدبير فاقطع على ذلك مثال ان يكون امزاج سن الشيخوخة
6
والفصل شتويا والتدبير الدعة والخفض واستعمال الاغذية الباردة الرطبة
7
والتناول منها اكثر مما يجب والاحلام عند غلبة هذه الاخلاط ربما
8
دلت على ذلك فان من غلب على بدنه الصفراء كثيرا ما يرى نيرانا وكانه
9
يحترق وبالجملة اشياء حمراء وكذلك غلبة السوداء يدل عليها روية
10
المخاويف والفزع وروية الامطار والبحار وان يحس الانسان كانه في
11
هواء بارد او ماء بارد يدل على غلبة البلغم. فهذه هي الدلايل التي تدل
12
على غلبة خلط خلط من هذه الاخلاط وهي بالجملة دالة على الامراض
13
التي من شانها ان تحدث عن واحد واحد من هذه الاخلاط او عن اكثر من واحد
14
والاعياء الذي يعرض في البدن من غير سبب متقدم انما يكون ضرورة عن
15
غلبة واحد من هذه الاخلاط او اكثر من واحد الا ان الاعياء المخصوص
16
بالتمددي غلبة الدم عليه اكثر وكذلك الورمي. واما القروحي فرداة الكيفية
17
فيه اغلب من الكمية واذ قد قلنا في العلامات الدالة على غلبة الاخلاط في
18
الابدان فلنقل في التغايير التي اذا حدثت في الهواء دلت على امراض
210
1
ستحدث والطريق التي بها يوقف على هذه التغايير هي التجربة واما هل يمكن ان
2
يوقف عليها ببرهان فذلك مما يعسر او لا يمكن ولذلك قد ينبغي ان نتحرى
3
فيها شهدة القدماء ثم نروم اعطاء اسباب ذلك. قال ابقراط اذا كان الشتاء شماليا
4
عديما للمطر وكان الربيع جنوبيا مطرا عرض من ذلك في الصيف حميات حادة ورمد
5
واختلاف دم واكثر ما يعرض ذلك لمن كان مزاجه رطبا كالنساء والصبيان.
6
والسبب في حدوث هذه الامراض هو ان الابدان اذا كانت الشتوة يابسة تولدت فيها
7
اخلاط يابسة وبالجملة فالاخلاط المحترقة التي تتولد في زمان الخريف ليس
8
تغلب طبيعتها في مثل هذه الشتوة الى البرودة والرطوبة بل تبقى على النصف مما عرض لها في
9
الخريف فاذا كان الربيع مع هذا ارطب مما يجب اجتمعت اخلاط متضادة فاذا دخل الصيف
10
عفنت الاخلاط لموضع الرطوبة العرضية التي فيها ولموضع الانحراف الذي في الاخلاط
11
تكون الحرارة العفونية المتولدة حينئذ انكى شيء واحدّه ولذلك تتولد حينئذ عن ذلك
12
حميات حادة لموضع رداة هذا الامتزاج ويحدث عن ذلك كما قال اختلاف دم ورمد
13
وانما يعرض ذلك لذوي الامزجة الرطبة لسرعة قبولهم التاثر عن مثل هذا الهواء
14
وانما ينسب ابقراط اليبس الى الشمال والرطوبة الى الجنوب لان طبيعة هذين
15
الريحين توجدان بهذين الحالين. فاما السبب في ذلك فقد قيل في غير هذا الموضع
16
قال فان كان في مثل هذه السنة بعد طلوع نجم الكلب مطرمع برد وكان هبوب
17
الريح الشمالية على العادة فان تلك الامراض تكون هادية ساكنة وانما كان ذلك كذلك لموضع
18
برودة فصل الحر لان الامطار تبرد الهواء والشمال ايضا تفعل ذلك مع انها يابسة ومعلوم
19
انه اذا برد الهواء قل العفن وبالجملة فينبغي ان تعلم ان هذه الامراص التي ذكر
20
ابقراط في هذه الفصول انما املك اسبابها تغير طبيعة الهواء وذلك ان
21
الفصول انما جعلت مختلفة الطبايع لمكان نضج الاخلاط وتعديلها مثال ذلك
22
ان رطوبة فصل الشتاء
211
1
/ وبرده انما هي مصلحة ليبس الخريف والصيف وحرهما فاذا كانت الشتوة يابسة
2
بقيت تلك الاخلاط بحسبها وليس تصلحها رطوبة الربيع فانها رطوبة
3
في غير وقتها وذلك انها تلقاها حرارة الصيف بغير متوسط فتحدث هذه
4
الامراض. واما الرطوبة التي تكون في الشتوة فانها تلقاها حرارة الصيف بمتوسط
5
وهي حرارة الربيع ولذلك ليس يرد الصيف الا وتلك الرطوبة قد تنشفت
6
واستعدت الاجسام الا تتاثر عن الحر قال ابقراط متى كان الشتاء جنوبيا دفيا
7
مطرا وكان الربيع شماليا عديما للمطر فانه يعرض اختلاف دم ورمد يابس
8
والكهول يعرض لهم النزلات والسكات والفالج. قال والحوامل يعرض لهن
9
الاسقاط كثيرا. اما كون النزلات والسكات والفالج يحدث في مثل هذا الربيع
10
فامر بين وذلك ان الادمغة تترطب في مثل هذه الشتوة اكثر مما يجب
11
فاذا كان الربيع باردا مع ما فيه من تحريك الاخلاط وتثويرها وبالجملة مع
12
ما فيه من مضادته لمزاجه الطبيعي بردت تلك الاخلاط وسالت فحدث
13
عن ذلك امثلة هذه الامراض. وليس لقايل ان يقول ان فصل الشتاء اذا
14
كان بهذه الصفة اولى بهذه الامراض لان الاخلاط في هذا الفصل جامدة
15
غير متحركة وانما يتحرك في زمان الربيع لموضع الحرارة التي في هذا الفصل
16
فاذا كان ابرد مما ينبغي احدث مثل هذه الامراض
17
واما اختلاف الدم فانما يعنى به السحج الذي يعرض عن النزلات
18
المتولدة عن هذا الاختلاف والنساء ايضا انما يسقطن في مثل
212
1
هذا الاختلاف لان ارحامهن يرطبن اكثر مما ينبغي فتضعف هنالك
2
القوة الماسكة التي فيها مع انه قد يمكن ايضا ان يكون هذا الاختلاف
3
ضارا بالاجنة انفسها وذلك انه اذا رطبت ابدانهن اكثر مما ينبغي
4
ثم دخل عليها برد الربيع حدث للاجنة شبيه بما يعرض للناس من
5
خارج بل الاجنة احرى بذلك لموضع ضعفهن ورطوبة امزجتهن فيموتون
6
قال ابقراط اذا كان الصيف قليل المطر وكان الخريف شديد الحار مطيرا
7
جنوبيا عرض في الشتاء صداع شديد وسعال ونحوحة وزكام وعرض
8
لبعض الناس السل وانما كان ذلك كذلك لان الرؤس تمتلي في مثل هذا
9
الخريف فضولا فاذا ما جاء الشتاء وبردت تلك الفضول ولم يكن فيها ان
10
تنضج احدثت هذه الامراض وذلك انها متى ثبتت في الراس احدثت صداعا
11
ومتى انحدرت حدث عن ذلك سعال ونحوحة وزكام فان تقرحت الرئة
12
حدث عن ذلك سل. قال ابقراط اذا كان الخريف شماليا يابسا حدث لاصحاب
13
الامزجة المرارية رمد يابس وحميات حادة ووسواس سوداوي وهذا ايضا بين
14
من طبيعة هذا الفصل وذلك انه اذا اشتد في اليبس احدث امراضا سوداوية
15
وقد ينبغي ان تفهم ها هنا من الحميات حميات السوداء. واما الرمد فانه يعرض في مثل هذا
16
الوقت اذا اندفعت مثل هذه الاخلاط الى العينين ولذلك قال رمد يابس قال ابقراط
17
ان الامراض التي تحدث عند كثرة الامطار هي في اكثر الحالات حميات طويلة واستطلاق
18
البطن وصرع وسكات وذبحة قال وقلة المطر اصح للابدان والسبب في هذا كله ان
19
الرطوبة اذا كثرت لم تستول عليها الحرارة الغريزية فحدثت هنالك
20
هذه الامراض الا انه ليس ينبغي ان يفهم من قول ابقراط ان الهواء
213
1
اليابس اصح ان هذا القول مطلق بل انما يعني بذلك ما لم يكن في اليبس
2
مفرطا فانه متى افرط احدث امراضا مناسبة له ولذلك قال ابقراط ايضا
3
في فصل اخر اذا احتبس المطر حدثت حميات حادة وابقراط يرى ان الهواء
4
المعتدل هو الهواء الذي لا تغبه الامطار بل تتعهده تعهدا متوسطا ليس
5
بالزايد ولا الناقص وينبغي ان تعلم ان الهواء اذا خرج في احد كيفياته
6
خروجا مفرطا احدث امراضا مناسبة له فاما الهواء الوبي فان ذلك يكون
7
عن تعفن جوهر الهواء وذلك يعرض اما من قبل كثرة الامطار في الصيف
8
كما ذكر ابقراط انه عرض في مدينة قرابون. قال جاء مطر جود في
9
زمان صايف ودام ذلك /الصيف كله فاصابت الناس بثور ردية وحكاك
10
شديد حتى ان بعضهم كان يسقط منهم اذرعهم وارجلهم وقد يكون
11
ذلك لموضع ابخرة عفنة تخالط جوهر الهواء من الجيف والمستنقعات
12
العفنة وغير ذلك وتحدت امراض وبايية من فساد الماء والاغذية
13
كما يعتري ذلك في المجاعات الا ان امراض الهواء اوحى موتا لموضع
14
الععونة التي تتصل بالقلب من الهواء ولذلك الاعراض التي تظهر
15
في حميات هولاء اعراض خبيثة من سوء التنفس و غير ذلك وليس
16
يظهر في حمياتهم عظم ولا يحسون منها كبير الم لموضع استيلاء
17
سوء المزاج على البدن فان الذي يفعل الالم هو المزاج المختلف
18
وينبغي ان تعلم انه ليس كل احد يمرض عند تغير الاهوية وانما
19
يلقى ذلك من في بدنه استعداد
214
1
واما اذا كانت الفصول على طبايعها فليس يكاد ان تكون مسببا
2
للامراض. وان كان يظهر ان ها هنا امراض فهي اخص بفصل فصل وهي
3
الامراض التي تتولد عن الخلط المناسب لفصل فصل مثل الامراض الدموية
4
في زمان الربيع والبلغمية في زمان الشتاء والصفراوية في زمان الصيف والسوداوية
5
في زمان الخريف وان كان يلحق الربيع بالعرض ان تتولد فيه امراض سوداوية
6
مثل الوسواس السوداوي والجنون والقوبى والبهق والصرع واوجاع المفاصل
7
وانما يكون ذلك لموضع تحرك الاخلاط في هذا الفصل في البدن وغليانها
8
فانه يعرص لاخلاط الحيوان في هذا الفصل شبيه بما يعرض للرطوبات
9
التي في النبات وهذا الذي قلناه من العلامات الهوايية المنذرة بالامراض كاف
10
بحسب غرضنا في الايجاز وها هنا امراض صغار تنذر بامراض كبار ينبغي
11
ان نذكر ها هنا منها طرفا وحينئذ نسير الى ذكر العلامات الدالة على
12
طبايع الامراض انفسها وعلى اسبابها وهي الاهم في هذه الصناعة قالوا
13
الصداع الدايم والشقيقة يخشى منها بنزول الماء في العين والانتشار
14
واختلاج الوجه اذا كثر ودام ينذر بلقوة واختلاج جميع الجسد ينذر بتشنج
15
رطب. الخدر ينذر بالفالج حمرة الوجه والعين وظهور العروق فيها والدموع
16
السايلة منها والنفور عن الضوء مع شدة الصداع ينذر بالورم الحار في
17
الدماغ الكابوس والدوار اذا ازمنا وقويا انذرا بالصرع الغم الدايم الذي لا
18
يعرف له سبب ينذر بالملخونيا البق الذي يظهر للانسان امام عينيه
215
1
كانه يطير او الشعر الذي يظهر امام العين هي علامة منذرة بنزول الماء
2
ان لم يكن هذا العارض من قبل المعدة تواتر النزلات يخاف منه السل. العرق
3
الكثير يدل على امتلاء. الخفقان الدايم الشديد ينذر بالموت فجاة. الامتلاء
4
المفرط يخاف منه نفث الدم والسكتة والموت فجاة كدر الحواس وضعف
5
الحركات مع الامتلاء يخاف منه السكتة الثقل في الناحية اليمنى عند
6
ضلوع الخلف والوخز والتمدد ينذر ان بعلة في الكبد البراز الكثير الصبغ
7
ينذر باليرقان. تهيج الوجه والورم في الاجفان والاطراف ينذر
8
بالاستسقاء. نتن البراز يدل على تخم وثغل في العروق. نتن البول ينذر
9
بعفونة وحمى تحدث الاعياء والتكسير من غير سبب باد مع سقوط الشهوة
10
ينذر بالحمى. ذهاب الشهوة مع الغشي والنفخ ينذر بالقولنج الثقل والتمدد
11
في اسفل البطن والخواص مع تغير حال البدن عن العادة ينذر بعلة في الكلى
12
البول الذي يحرق اذا دام اورث قروحا في المثانة والقضيب الخلفة التي تحرق
13
المقعدة تودي الى السحج الحكاك في المقعدة ينذر ببواسير الا ان يكون من
14
داخل ديدان صغار. كثرة الدماميل يخشى منها خراج عظيم
15
كثرة السلع يخشى منها دبيلة. البهق يخشى منه البرص. شدة حمرة
16
الوجه وضيق النفس وبحة الصوت ينذر بجذام. وبالجملة متى تغيرت حال من
17
الاحوال المعتادة دل ذلك على مرض يحدث مثل افراط الشهوة او نقصانها او افراط
18
فيما يبرز من البدن او تقصير فيه او كثرة النوم او قلته الى غير ذلك من الاعراض
19
واذ قد قلنا في هذا الجنس من العلامات فلنقل في علامات الامراض انفسها
216
1
ا/ والعلامات التي نذكر ها هنا هي ضرورة اما علامات تدل على الامراض انفسها
2
واما على اسباب الامراض واما على العضو الذي فيه المرض واما على جميعها
3
كالحال في العلل التي في الاعضاء الباطنة. واما الامراض التي في ظاهر الجسم فانما
4
يستدل على اسبابها اذ كانت هذه الامراض ظاهرة للحس. والعلامات بالجملة
5
انما هي الاعراص الظاهرة في الافعال والانفعالات النفسانية والاعراض اللازمة
6
عنها. ولما كان ها هنا جنسان من العلامات مشتركان لامراص كثيرة وجب ان
7
نبتديء اولا بذكرهما ثم نسير بعد ذلك الى العلامات الخاصة بمرض
8
مرض وهذان الجنسان هما النبض والبول. اما النبض فدلالته تكون من
9
جهة مشاركة القلب لجميع الاعضاء. واما البول فهو دليل على مقدار الطبخ
10
في الكبد وفي العروق وبهذا صارت دلالته ليست مقصرة عن امراض
11
اعضاء القوة الغاذية فلنبدا اولا بالنبض اذ كان اشرف معرفة القول في النبض
12
والنبض لما كان مركبا من حركتين وهي حركة الانقباض والانبساط وسكونين
13
وهما السكون الذي يكون بين الحركتين اذ قد بين ان كل حركتين فبينهما ضرورة
14
سكون. وايضا فان المهرة المرتاضين بهذا العلم يزعمون انهم يدركون هذين
15
السكونين وبخاصة السكون بعد الانقباض لان السكون الذي يكون بعد الانبساط
16
هو ظاهر لغير المرتاض فضلا عن المرتاض كانت الاعراض التي تلحقه بالذات
17
انما توجد في احد هذه الامور اعني في الحركات انفسها وفي الازمنة التي
18
تتخللها ولهذا ما نرى ان اجناس النبض الاول سبعة. فالجنس الاول
217
1
الماخوذ من مقدار الانبساط. والثاني من مقدار زمان الحركة. والثالث من
2
مقدار القوة المحركة. والرابع من زمان السكون. والخامس من مقايسة السكونين
3
الى الحركتين. والسادس من اختلاف النبض واستوايه وتشابهه. والسابع من
4
الانتظام وعدم الانتظام. واما الثلثة الاجناس التي جرت عادة الاطباء ان
5
يذكروها مع هذه الاجناس السبعة فاحدها هو الجنس الماخوذ مما يحتوي عليه
6
جرم الشريان. والثاني من كيفية جرم الشريان والثالث من قوام جرم
7
الشريان. وهذه الثلثة كانها ليست خاصة بالنبض من جهة ما هو نبض
8
اذ كان النبض انما وجوده في الحركة والسكون ونحن نعدد الانواع الداخلة
9
تحت كل واحد من هذه الاجناس ثم نسير بعد الى اعطاء اسباب جنس
10
جنس منها ونوع فانه اذا عرفت اسبابها الفاعلة امكن حينئذ ان
11
تستعمل دلايل على الامراض اذ كانت هي الاسباب الفاعلة لها ولذلك
12
متى كان النوع منها او الجنس عن سبب خاص كان دليلا لازما على
13
وجود ذلك النوع من المرض او الجنس وما كان منها عن اكثر من سبب
14
واحد لم يدل على المرض الفاعل الا بان يضاف اليه استدلال اخر ومثال ذلك
15
ان النبض النملي دليل قاطع على حمى الدق اذ كان عرضا لازما عن وجود
16
هذه الحمى. واما النبض المختلف فلما كان يوجد في الحمى العفونية وفي
17
اوجاع فم المعدة لم يكن بذاته ومفردا دليلا قاطعا على حمى العفونة الا ان
18
يقترن به دليل اخر والدليل الاخر ربما كان من نوع النبض وربما لم يكن
19
ولذلك ما اضطر الاطباء بعد اعطاء اسباب النبض ان يعطوا النبض الخاص
218
1
بمرض مرض فان اكثر مثل هذا النبض انما هو مركب مثل
2
النبص الدال على الاورام الحارة فانه نبض صغير سريع متواتر مختلف
3
اختلافا منشاريا فمثل هذا المرض النبض الخاص به انما هو مركب وقد
4
يكون النبض دليلا قاطعا على مرض ما مع استعمال غيره من العلامات
5
مثال ذلك ان النبض المختلف اذا كان مع حرارة ظاهرة في الجسم
6
وليس في فم المعدة لذع ولا وجع فانه دليل قاطع على حمى العفونة
7
وانه تبين كيف وجه الاستدلال بالنبض بالقول الكلي فلنسر
8
الى تعديد انواعه ثم نعطي بعد اسباب جميع ذلك فنقول اما الجنس
9
الماخوذ من مقدار الانبساط فينقسم الى النبض الكبير والصغير
10
والمعتدل. والى النبض الطويل والقصير والمعتدل في ذلك. والى النبض
11
العريص والدقيق والمعتدل في ذلك. والى الشاخص والغاير والمعتدل
12
ومعنى العظيم هو انبساط الثريان انبساطا مفرطا في جميع
13
اقطاره الثلثة التي هي العمق والعرض والطول. ومعنى الصغر هو ضد هذا
14
والاعتدال في هذا الجنس هو التوسط بين ذلك واما الطويل فهو الذي
15
يكون انبساطه في الطول اكثر منه في العرض والعمق وهو الذي يجاوز
16
الاربع الاصابع من يد الجاس. والقصير هو ضد هذا. والمعتدل هو المتوسط
17
بين هذين واما العريض فهو الذي انبساطه في العرض اكثر في ساير
18
الجهات. والدقيق صد ذلك. والمعتدل في هذا الجنس هو المتوسط بين هذين
219
1
واما الشاخص فهو الذي انبساطه زايد في العمق. والغاير بضده. والمعتدل
2
الوسط بين هذين. وربما تركبت هذه الاصناف بعضها مع بعض لاكن
3
تميز امثال هذه الاشياء بالحس عسير. وانما هي اشياء يوجدها القول اكثر ذلك
4
فهذه هي الانواع الماخوذة من مقدار الانبساط. واما الجنس الماخوذ من زمان
5
الحركة فينقسم الى السريع والبطيء والمعتدل. والماخوذ من مقدار القوة
6
فينقسم الى القوي وهو الذي يقرع الانامل بشدة. والى الضعيف والى
7
المعتدل فيما بين ذلك واما الجنس الماخوذ من زمان السكون فينقسم
8
الى المتواتر والمتفاوت والمعتدل بينهما. وجالينس يقول ان المتواتر هو
9
الذي يكون زمان سكونه بعد الانقباض يسيرا. والمتفاوت بضد ذلك.
10
والمعتدل المتوسط بين هذين وهذا ليس يدركه الا من يدرك السكون الذي
11
بعد الانقباض وذلك امر يعسر اللهم الا انه يشبه ان يكون غير ممتنع
12
على المرتاضين جدا الجيدين الحس فان الناس يتفاوتون في هذا الادراكات
13
لتفاوتهم في الارتياض والذكاء. واما من لم يحس بهذا السكون فليس يفرق
14
بين النبض السريع والمتواتر. واما الجنس الماخوذ من المقايسة بين الاربعة
15
الازمنة التي في النبض فينقسم الى النبض المعتدل الوزن والغير المعتدل
16
الوزن. والمعتدل الوزن هو الذي يكون فيه نسبة الحركتين بعضها الى بعض
17
نسبة طبيعية على المجرى الطبيعي وكذلك نسبة السكون الى
18
السكون ونسبة الحركة الى السكون وهذه المقايسة والمناسبة تختلف
19
بحسب اختلاف الفصول والاسنان والامزجة. وجالينوس يزعم ان هذه
220
1
المناسبات الطبيعية انما تلغى ابدا على احد النسب المتفقة النغم
2
وهي نسبة الضعف ونسبة الجزء ويزعم ان اصغر النسب المحسوسة في
3
النبض هي نسبة الزايد ربعا وهذا ان كان كما قال فامر عجيب. وانما
4
يبعد ادراك مثل هذه النسب في النبض مع ان كثيرا من الناس يدركها
5
في النغم ان النغم لها فضل تمديد حتى يدرك فيها مثلا البعد الارخى
6
وهو الزايد جزأ من ستة وثلاثين. واما في النبض فالازمنة التي توخذ فيها
7
هذه المقايسة قصيرة وايضا فان السكون الذي يكون بعد الانقباض عسير الحس لكون
8
الشريان تحت اللحم ولهذا ما تخيروا من الشريان للاحساس ما كان انشز وهو مع
9
ذلك قريب من المبدأ والتي بهذه الصفة هي الشراين التي تجسها الاطباء واما
10
الجنس الماخوذ من تشابه النبض واختلافه فهذا الجنس يلحق جميع الاجناس
11
التي سلفت وذلك ان التشابه في النبض هو ان تكون الاجناس التي تقدمت على
12
حال واحدة مثال ذلك ان كان النبض عظيما ان يتمادى على عظمه وكذلك ان كان
13
سريعا او متفاوتا او بطيا او غير ذلك. والنبض المتشابه باطلاق هو الذي يتشابه
14
في جميع اجناس النبض. واما النبض المختلف فهو ايضا ضربان اما مختلف في
15
جميع اجناس النبض واما في جنس واحد او اكثر من واحد. والنبض المختلف في
16
اي جنس كان منه ما يكون اختلافه في نبضات كثيرة ومنه ما يكون اختلافه
17
في نبضة واحدة والمختلف ربما كان منتظما وهو الذي يحفظ الاختلاف في ادوار محدودة
18
وربما كان غير منتظم وهو الذي لا يحفظ الاختلاف واحصاء انواع المختلف هو الين باحصاء
19
الانواع المركبة وسنعدد منها فيما بعد اشهرها واما الجنس
221
1
/الماخوذ من كيفية الشريان فاصنافه ثلثة الحار والبارد والمعتدل واما الجنس
2
الماخوذ من قوام الشريان فهي ايضا ثلثة اللين والصلب والمعتدل. واما الجنس الماخوذ
3
مما يحتوي عليه الشريان فاصنافه ايضا ثلثة الممتلي والفارغ والمعتدل. فهذه
4
هي الاصناف البسيطة. وهنا اصناف من النبض مركبة لها اسماء مشهورة قد
5
ينبغي ان نعددها فمنه الغزالي وهو نبض مختلف في نبضة واحدة وذلك في
6
السرعة والبطي وذلك انه يعرض للعرق في هذا النبض ان يسرع ثم يقف
7
وقفة ثم يتم حركته بسرعة وانما سمي غزاليا لشبه هذه الحركة بطفرة
8
الغزال ومنه المسمى ذنب الفارة وهو نبض لا يزال في الاختلاف اخذا اما
9
من زيادة الى نقصان واما من نقصان الى زيادة وهذا الانحطاط او التزيد ربما
10
كان منتظما وربما لم يكن واحد الاختلاف المسمى بهذا الاسم هو الاختلاف
11
الذي يكون في العظم والصغر وقد يكون في غير ذلك من الاجناس. ومنه
12
الموجي وهو المختلف في عظم اجزاء العروق وصغرها او في شهوقها
13
وغورها اوفي دقتها وعرضها وفي التاخير والتقدم مع لين موجود فيه
14
وهو الى الصغر اقرب ما هو لكنه ليس بالصغير جدا وبالجملة انما سمي
15
موجيا لشبه حركته بحركة الموج. ومنه الدودي وهو شبيه به الا انه
16
اصغر منه واشد تواترا. ومنه النملي وهو اصغر من هذين واشد تواترا. ومنه
17
المنشاري وهو شبيه بالموجي في اختلاف الاجزاء الا انه صلب. ومنه ذو
18
القرعتين وهذا ربما اطلق على الاختلاف الذي يكون في نبضة واحدة
222
1
اعني انها تنقطع ثم تعود وربما اطلق على النبضتين
2
الذين بينهما من السكون ما لا يستحق ان يكون سكونا. ومنه المرتعد وهو الذي
3
يحس فيه بحال تشبه الرعدة. ومنه الملتوي وهو الذي يحس فيه كأن العرق يفتل
4
ويلوي. ومنه المنحني وهو الذي يكون في وسطه غليظا شاهقا وفي طرفيه غايرا.
5
فهذه هي جميع الانواع البسيطة والمشهورة من المركبة. وقد ينبغي ان نصير
6
الى اعطاء اسباب ذلك. فنقول اما اسباب عظم النبض فهي صحة القوة
7
والالة وشدة الحاجة الى النبض ولذلك كان هذا النبض دليل غلبة الدم على
8
البدن وبخاصة اذا اقترن الى ذلك سرعة وتواتر لان هذه كلها شواهد على شدة
9
الحاجة مع صحة القوة والالة واما الصغير فاسبابه ضد هذه الاسباب وذلك اما
10
ضعف فقط واما صلابة الالة وقلة مواتاتها واما قلة الحاجة الى النبض ولذلك
11
ان كان الفاعل لهذا النبض ضعف القوة دل ضرورة على سوء مزاج ردي اما
12
مادي فيغمر القوة ويضعفها واما على استفراغ مفرط قد حلل الروح الغريزي واما
13
متى كان الفاعل له صلابة العرق فيدل ضرورة اما على سوء مزاج يابس مادي كما
14
يعتري ذلك في غلبة الصفراء والسوداء او عن استيلاء مزاج يابس غير مادي على البدن
15
مثل حمى الدق واما على جمود من سبب بارد واما على تمدد في الشريان كما يعتري ذلك
16
في الاورام. واما ما سببه قلة الحاجة فيدل على انطفاء الحرارة وقلتها وقد تجمع الاسباب
17
الثلاثة فيدل على جميع هذه واما الاعتدال فاسبابه ضرورة هي كون هذه الاشياء معتدلة
18
واما النبض الطويل فسببه تقصير القوة عن بسط الشريان في العرض والعمق
19
على نسبة بسطه في الطول وذلك انما يكون في الاكثر لقلة مواتاة الالة
223
1
مثل الصلابة او كثافة اللحم واما القصير فاسبابه ضد اسباب الطويل وذلك
2
ضعف القوة وربما كان سبب ذلك الصلابة وربما اجتمع الامران واما العريض
3
فسببه وفور القوة مع لين الالة واسترخايها او سدة فيها والدقيق اسبابه
4
صلابة العرق وضعف القوة والشاهق اسبابه قريبة من اسباب الطويل الا
5
ان القوة فيه اعظم او الالة اكثر مواتاة والغاير اسبابه ضد هذه الاسباب
6
واما السريع ففاعله شدة الحاجة الى النبض الا انه ليس يلزم ان يكون معه
7
النبص عظيما وذلك ان كثيرا ما تستعمل الطبيعة السرعة في النبض
8
اذا فاتها العظم عوضا منه وذلك اما لضعف القوة نفسها او لقلة مواتاة
9
الالة والبطيء اسبابه ضد هذه الاسباب اعني اما /قلة الحاجة الى التنفس
10
واما ضعف القوة واما كليهما ولذلك كان هذا الجنس من النبض يدل اما على
11
سوء مزاج بارد اما مادي او غير مادي واما على ضعف القوة لاستفراغ يكون هنالك
12
او لنكيء اخلاط ردية تحلل الروح الغريزي بكيفيتها واما الجنس الماخوذ
13
من القوة فاسبابه ايضا بينة وكذلك الجنس الماخوذ من التواتر اسبابه
14
ايضا هي اسباب السرعة والطبيعة قد تستعمله حيث يفوتها العظم او السرعة
15
واما التفاوت فسببه ضرورة هو عدم الحاجتة كذا الى التنفس وغلبة البرد
16
واما الجنس الماخوذ من مقايسة الاربعة الازمنة التي يفعلها النبض
17
فسببه الخروج عن المجرى الطبيعي اما اذا كانت حركة الانبساط اعظم
18
نسبة الى حركة الانقباض من النسبة الطبيعية فسبب ذلك هو شدة الحاجة
224
1
الى التنفس مع قلة الحاجة الى اخراج البخار الدخاني واذا
2
كانت حركة الانقباض اعظم نسبة فذلك لشدة الحاجة الى اخراج البخار
3
الدخاني واما اذا كان اصغر نسبة الى الحركة من النسبة الطبيعية فالسبب
4
فيه ضعف القوة مع شدة الحاجة الى التنفس والامر ايضا في اختلاف نسبة
5
السكونين بعضهما الى بعض هو الامر في اختلاف نسبة الحركتين اعني
6
حركة الانقباض و الانبساط واما الجنس الماخوذ من تشابه النبض واختلافه
7
فالامر في ذلك بين ان التشابه انما يفعله جودة القوة كما ان الاختلاف
8
انما سببه اختلال القوة وضعفها والسبب في مثل هذا الاختلاف يكون احد
9
امرين ضرورة اما ما يثقل القوة ويهيضها مثل غلبة الاخلاط واما ما ينكى الحار
10
الغريزي الذي في القلب حتى يبدده مثل الوجع الذي في فم المعدة وربما كان
11
ذلك لضعف القوة نفسها عن حركة الالة كما يعتري ذلك في اواخر الامراض
12
الناكية فان الضعف انما يكون ابدا باضافة فكما انه قد يكون عن كثرة
13
الخلط كذلك لا يمتنع ان يكون في بعض الاحيان عن تحريك الالة نفسها
14
وما كان من هذا الاختلاف في نبضات كثيرة فهو اقل رداءة كما ان المنتظم منه
15
ايضا اقل رداءة من غير المنتظم وذلك ان المنتظم يحفظ دوره في الاختلاف والحفظ
16
انما هو استيلا القوة بوجه ما واما الضروب المركبة من ضروب الاختلاف فنحن
17
نعدد اسبابها في هذا الموضع اما النبض الغزالي فسببه صلابة الالة واما
18
ذنب الفارة فسببه هو سبب الاختلاف لاكن اذا كان من تزيد الى انحطاط دل على
225
1
قوة منحطة فان عاد الى ما كان عليه اولا دل على وثوب
2
القوة وان كان اخذا من انحطاط الى تزيد دل على خلاف هذا واما الموجي
3
فاسبابه هي ضعف القوة ولين الالة وتواتر ما هنالك وكان القوة في هذا
4
النبض انما تشيل جزءا جزءا من العرق حتى تشبه تلك الحركة حركة الموج التي
5
هي مولفة من حركات كثيرة والنبض الدودي اسبابه شبيهة بهذه
6
الا انه اضعف قوة وكذلك النملي الا انه ايضا اضعف قوة ولذلك ما قيل
7
لا يحدث النملي الا ان يتقدمه الدودي واسباب ضعف القوة معلومة اما
8
استفراغ مفرط كما يعتري عند الغشى واما فساد الحار الغريزي في اكثر اجزايه
9
لمضادة الاسباب الفاعلة للمرض له ونكيها واما النبض المنشاري فان سببه
10
ايضا الضعف والصغر وان تتقدم فيه اجزاء وتتاخر اجزاء كالحال في الموجي الا ان
11
اليبس في هذا ظاهر ولما كان اليبس يعرض من التمدد كان النبض المنشاري
12
دليل الاورام الحارة وخاصة اذا كانت في الاعضاء العصبية فان الصلابة تكون
13
هنالك اكثر لموضع العصب واما ذو القرعتين وهو المعروف بالمطرقي شبيه
14
بضرب المطرقة على السندان الذي يعود فيضرب ثانية من تلقايه فالسبب فيه
15
صلابة العرق فكانه ينبو في القرعة الاولى فيقرع الثانية واما الارتعاشي فسببه
16
ضعف القوة واما الملتوي فهو يدل على تشنج ما واما المنحني فسببه ايضا
17
ضعف القوة التي لا تشيل اجزاء العروق باستواء فهذه هي اسباب
226
1
هذه الانواع من النبض بحسب الايجاز والاختصار واما النبض الخاص بالاورام
2
وبالجملة بالامراض انفسها فهي كما قلنا اصناف من النبض مركبة وسنذكرها عند
3
ذكرنا علامات مرض مرض واما الاجناس الثلاثة من اجناس النبض وهي الماخوذة
4
من كيفية الشريان ومن قوامه ومما يحتوي عليه فاسبابها بينة مما تقدمت من اسباب
5
سوء المزاج ولان هذه الانواع من النبض انما تتصور في انسان انسان بالمقايسة الى
6
النبض الصحي وذلك اما في البدن المعتدل المزاج واما في مزاج مزاج من الامزجة
7
الثمانية وكان النبض الصحي يختلف ضرورة في هذه الابدان وجب ضرورة ان نعرف
8
الاختلاف الذي بينهما فانه متى لم نعرف ذلك لم نقدر ان نفهم النبض المرضي
9
اذ كان انما يفهم بالاضافة الى الصحي ولذلك ما يحتاج صاحب هذا العلم ان
10
يعتني بحس ذلك في الاصحاء على اختلاف امزجتهم ولهذا ما يجب عليه ايضا
11
ان يعرف الاشياء التي اذا اقترنت الى الانسان من خارج جعلت نبضه مختلفا
12
فان جميع هذه ايضا متى لم يعلمها الطبيب امكن ان يغلط فيظن بالنبض
13
الصحي انه مرضي في نبض الامزجة المزاج الحار يكون نبضة ضرورة اسرع واعظم
14
من المعتدل وربما كان اكثر تواترا والبارد بضد ذلك اعني النبض معه يكون
15
اصغر من المعتدل وابطا وربما كان اشد تفاوتا واما المزاج اليابس فان النبض منه
16
يكون صلبا مع صغر وذلك ان الصلابة لا تواتي الى الانبساط واما الرطب فان النبض
17
منه يكون لينا الى العظم اذ الرطوبة مواتية وللسمن ايضا تاثيرا بضرب ما
18
في ظهور النبض وذلك ان الابدان القضيفة يظهر فيها النبض اعظم
227
1
منه في الابدان العبلة لان الشراين في الابدان العبلة مستورة وايضا فانها مثقلة
2
بكثرة اللحم ولذلك يكون النبض فيها اشد تواترا لما يفوته من العظم والاسنان
3
ايضا مما يختلف فيها النبض لاختلاف امزجتها فنبض الصبيان لموضع حرارتهم
4
يكون سريعا متواترا وذلك لحرارتهم مع ضعف قوتهم واما نبض الشباب
5
فيكون عظيما لموضع حرارتهم وقوتهم ولذلك فيه من التواتر ما في نبض
6
الصبيان واما المشايخ فنبضهم صغير ضعيف بطيء متفاوت وطبيعة الذكورة
7
والانوثة ايضا مما يخالف بين النبض وذلك ان نبض الذكورة اقوى واعظم
8
من نبض النساء ونبض النساء اصغر من نبض الرجال واضعف ولذلك هو
9
اسرع لكون السرعة تقوم مقام ما فات من العظم فهذه هي الامزجة
10
التي توجب تغير النبض وللنوم ايضا واليقظة تاثير في النبض واما الامور التي من
11
خارج المغيرة للنبض فمنها فصول السنة الاربع ومنها الاغذية والاشربة والاستحمام
12
والعوارض النفسانية مما تغير النبض وانت فتقدر من تلقاء نفسك مما
13
سلف من معرفة النبض ومما يكسبه كل واحد من هذه الامور للبدن من اصناف
14
الحرارة او البرودة اوالرطوبة او اليبوسة ان تعرف مقادر اختلاف النبض عند ذلك
15
مثال ذلك ان الغذاء اول ما يرد البدن يكون النبض صغيرا ضعيفا متفاوتا فاذا
16
انهضم صارالامر بالضد وذلك ان الغذا ما دام لم ينهضم الحرارة مغمورة بمثل
17
الحطب اول ما يوضع على النار فاذا استحال اشتعلت الحرارة الغريزية وكذلك
18
الحال في النوم واليقظة اذ كان النوم انما يعرض عند خمود الحرارة الغريزية
19
بالطعام واليقظة تعرض عند تمام الهضم وذلك في الاكثر واما الفصول فلن
20
يخفى عليك امرها فان الربيع لما كان مزاجه الحرارة والرطوبة
228
1
كان نبضه نبض اصحاب هذه الامزاج وكذلك الامر في الصيف والخريف والشتا
2
واما من زعم ان النبض في الخريف يكون من العظم والاعتدال والتواتر مثله في
3
الربيع فيخطى قطعا وذلك ان القوى في زمان الخريف اكثر شي انحطاطا وكانها
4
في هذا الزمان تشبه قوى الشيوخ فان هذا الزمن في الازمنة يشبه زمان الشيخوخة
5
ولذلك ما تكون فيه شيخوخة كثير من الاشجار والثمار وايضا فانه الفصل الذي
6
تكف فيه القوة المولدة في اكثر النبات وفي اكثر الحيوان وكيف هذه القوة
7
هو هرم او شبيه بالهرم/ ضرورة. وللبلد لن ايضا تاثير في نبض سكانها لكونها
8
ايضا مؤثرة في امزجتهم فهذا القدر من القول في النبض كاف بحسب قصد الايجاز.
9
فلنقل في البول الاعراض التي تظهر في البول كما قلنا تدل على الهضم الذي
10
في الكبد والعروق والاعضاء انفسها وهي ايضا مع هذا تدل على امراض الكلى والمثانة
11
وينبغي ان نعدد الاعراض المحسوسة فيه اولا تعديدا ثم نسير الى تعريف ماذا
12
يدل صنف صنف منها والاشياء التي يستدل منها في البول اكثر ذلك ثلثة اصناف
13
احدها اللون والثاني القوام والثالث الثفل فاللون بالجملة ينقسم خمسة اقسام
14
اللون الاصفر وهذا مراتب كالتبني والاترجي ثم الاشقر ثم الاصغر النارنجي ثم الناري
15
الذي يشبه صبغ الزعفران ثم الزعفراني الذي يشبه شعره وهو الاحمر الناصع
16
والجنس الثاني من الالوان الاحمر وهذا ايضا مراتب كالاصهب والوردي والاحمر
17
القاني والاحمر الاقتم والجنس الثالث اللون الاخضر وهذا ايضا مراتب كاللون
18
الذي يضرب الى الفستقية ثم الزنجارية والاسمانجوني والنيلجي والكراثي
229
1
والجنس الرابع من اجناس اللون الاسود وهذا ايضا مراتب فمنه اسود اخذ الى
2
القثمة ومنه اخذ الى الزعفرانية ومنه اسود اخذ الى الخضرة النيلجية
3
والجنس الخامس من اجناس اللون الابيض وهذا ربما اطلق بالاستعارة على
4
البول الصافي الذي في لون الماء وشفيفه واما الابيض بالحقيقة فهو في
5
لون اللبن وهذا منه ما يشبه المني ومنه ما يشبه اللبن فهذه هي الالوان
6
البسيطة التي تظهر وهنا ايضا الوان مركبة مثل اللون الزيتي واللون الشبيه
7
بغسالة اللحم في القوام واما القوام فمنه الرقيق ومنه الغليظ و البول
8
تعرض له اربعة احوال اما ان يبال رقيقا ثم يغلظ واما ان يبال غليظا ثم
9
يصفو ويرق واما ان يبال رقيقا ويبقى رقيقا واما ان يبال غليظا ويبقى غليظا
10
والقوام ايضا منه الكدر ومنه الصافي والصفا اكثر ذلك انما يكون مع الرقة
11
في الثفل والثفل الذي في البول يستدل منه اكثر ذلك من طبيعته ومن
12
لونه ومن مكانه ومن وضعه اما جوهر هذا الثفل فهو يظهر على اصناف
13
فمنه ما هو ابيض غليظ نضيج وهذا يعرض له ان يكون في اسفل القارورة
14
وان يكون مستوي الاجزاء ويكون شكله في الاكثر شبيه بشكل الصنوبرة
15
هذا هو الطبيعي ومنه نخالي وكرسني وحشيشي ومنه مدي قيحي ومنه مخاطي
16
ومنه دموي علقي ومنه شعري ومنه رملي ومنه شبيه بقطع الخمير ومنه
17
قشوري شبيه بالصفايح وهذه كلها غير طبيعية واما الالوان فمنه الابيض
18
وهو الطبيعي ومنه الاحمر ومنه الاسود ومنه الكمد واما الموضع فمنه
230
1
ما هوفي اعلى القارورة ومنه ماهو في وسطها ومنه ما
2
هو في اسفلها واما الوضع فمنه المستوى الاملس ومنه الخشن او المتفرق
3
الاجزاء واذ قد قلنا في الاعراض المشاهدة في البول فلنقل في دلالتها ونبتدي
4
اولا باللون فنقول اما الالوان الصفر فانها بالجملة على اختلاف مراتبها تدل
5
على مخالطة المرة الصفراء للبول والاترجي منه هذا هو اللون الطبيعي وما عدا ذلك
6
من مراتب الالوان الصفر فدالة على حرارة زايدة وذلك بحسب قربها
7
من لون النار وانصباغها واما الالوان الحمر فانها تدل بالجملة على غلبة
8
الدم وضعف القوة وبخاصة ما كان منها اميل الى القتومة كما ان ما كان
9
اميل الى النارية فهو ادل على المرة وزعموا انه قد يبال في الامراض الحادة دم
10
صرف من غير انبثاق عرق وذلك يدل اما على بحران واما على غلبة الدم
11
واما البول الاسود فانه يدل على الاحتراق ويدل على غلبة البرد وذلك ان
12
من شان الحرارة والبرودة ان تفعل هذين الفعلين والذي فاعله الحر
13
يتقدمه ضرورة احد الالوان الدالة على الحرارة والذي فاعله البرد يتقدمه
14
خضرة او كمدة وبالجملة لون يدل على البرد وقد يكون البول اسود
15
لمخالطة المرة السوداء على جهة الدفع من الطبيعة وهذا البول
231
1
/ اكثر ما يظهر في المطحولين واما الخضرة فانها تدل على برد الا
2
الزنجاري والكراثي فانهما يدلان على احتراق شديد وغير ممتنع ان تكون الخضرة
3
الفستقية والاسمانجونية عن الحر فانا قد نرى ابوال اصحاب اليرقان تخالط صفرة
4
ابوالهم خضرة ما وبالجملة لما كانت الخضرة اول مراتب السواد كانت الاسباب
5
الفاعلة للسواد هي بعينها اسباب الخضرة الا انها في الخضرة اقل واما اللون
6
الابيض الصافي الذي في لون الماء فانه يدل على عدم النضج وضعف القوة الغاذية
7
او السدد او كليهما واما اللبني الذي يشبه المني فهو يدل على اخلاط بلغمية
8
غير نضيجة ولذلك كثيرا ما يكون دليل سكات وغير ذلك من الاعراض التي
9
تتبع هذه والصبيان كثيرا ما يبولون مثل هذا البول اذا اصابهم الصرع وربما
10
كان بهذا البول بحران من الامراض التي تجانس هذا الخلط وربما حدث اللون
11
الابيض في الامراض الحادة وذلك دليل مهلك لانه يدل
12
على تصاعد المرار الى الراس واحداثه هنالك ورما وقد يكون بول احمر وعلة باردة
13
وذلك اما لافراط الوجع كما يعرض في القولنج واما لانسداد المجرى الذي تتصل
14
من المرارة بالمعا فيضطر هذا الخلط ان يخرج في البول واما الالوان المركبة
15
فالشبيه بغسالة اللحم يدل على ضعف قوة الكبد او الكلى واما البول الزيتي
16
فانه اذا كان زيتيا في لونه فقط فهو علامة سل وذلك انه يدل على ذوبان
17
السمين من الاعضاء الا ان يتقدمه سواد فانه علامة صلاح وقد يظهر ايضا
18
هذا البول في الحميات الحارة ويكون فيما زعموا علامة بحران من مواد دسمة
19
وذلك في الاقل في القوام اما البول الرقيق فانه يدل على عدم النضج فان
20
النضج يغلظ المواد ضرورة وعدم النضج يكون اما لفجاجة الاخلاط واما لضعف
232
1
القوى انفسها واما لكثرة ما يرد عليها من الغذاء والشراب ومما يعين على الرقة
2
السدد ولذلك كانت ابوال اصحاب الحصى بهذه الصفة واما الغلظ فان كان ظهوره
3
بعد رقة فانه يدل على ان الطبيعة قد اخذت في الانضاج واما ان كان من اول الامر
4
غليظا وبقي على غلظه فانه يدل على اخلاط هنالك منشورة بالحرارة الغريبة
5
ولذلك كانت علامة ردية واما البول الذي يبال غليظا ثم يرق فانه ان كان
6
الغلظ من فعل الطبيعة فانه يدل على ان الطبيعة قد ضعفت بعد ما اخذت
7
في الفعل وان كان الغلظ انما هو من نشور الاخلاط فانها علامة خير وذلك
8
انه يدل على ان الطبيعة قد اخذت في الانضاج وقد اعترض قوم هذا النحو
9
من الاستدلال وقالوا انما ينبغي ان يستدل بالاعراض التي تظهر في الماء
10
عن فعل الطبيعة واما التي تظهر عن فعل الهوا من خارج فليس ينبغي
11
ان يستدل بها وهاولاء جهلوا ان الهواء يفعل في المياه افعالا مختلفة فالاستعدادات
12
التي فيها من قبل فعل الطبيعة والبول الذي يكون في اول المرض غليظا
13
عن فعل الطبيعة ثم يرق فانه يدل على طول من المرض قالوا وبول الصبيان
14
غليظ بالطبع وبول الشباب رقيق في الثفل اما الثفل الراسب في قعر القارورة
15
الابيض المستوي الاجزاء الشبيه الشكل بالصنوبرة فانه الثفل الصحي باطلاق
16
اما رسوبه فلانه فضلة الهضم الثالث والفضلات ثقيلة واما بياضه
17
فلان الاعضاء انما تغتذي بالدم بعد ان تبيضه وتشبهه بها فيكون لون
18
الفضلة شبيها بلون الغذا وهذا لازم ضرورة متى كانت القوة الغاذية
233
1
تفعل فعلها الطبيعي واما كونه املس مستوي الاجزاء فلاعتدال نضجه وطبخه
2
في جميع اجزايه واما كونه صنوبري الشكل فلتناسب اجزايه في الثقل والخفة
3
واستيلاء فعل الحرارة فيه وذلك ان الاجرام الثقيلة تنبسط اكثر وتتسع والاجزاء
4
الاخف تجتمع الى نفسها طلبا للفوق حتى تخرط مثل ما يعتري ذلك في
5
لهب النار واما دلالته من موضعه فان المتعلق منه في راس القارورة وهو المعروف
6
بالغمامة فانه يدل على ان الطبيعة قد شرعت في الانضاج هذا اذا كان ابيض
7
ولذلك قال ابقراط اذا /ظهرت في البول غمامة بيضاء في اليوم الرابع دلت
8
على ان البحران يكون في السابع واما الذي يكون في الوسط فانه يدل دلالة اكثرية
9
على النضج واما الراسب فانه يدل على تمام النضج والثفل الذي يظهر بهذه الحال
10
في ايام من المرض ثم ينقطع يدل على ضعف الطباع او تخليط المريض
11
واما لون الثفل فاحمرها كما قلنا الابيض وينبغي ان تعلم انه قد يرسب
12
في البول تفل ابيض من مادة بلغمية غير نضجة وهذا يتميز من
13
الطبيعي بانه منشور الاجزاء واما اللون الاصفر فان دلالته على غلبة الصفرا
14
ولذلك هو علامة ردية واما الاحمر فانه يدل على كثرة المادة فقط وعجز
15
الطباع عن احالتها من جهة كثرتها ولذلك كان المرض الذي يظهر فيه هذا
16
الثفل ينذر بطول مع سلامة ما لم يكن معه علامة ردية فان كانت
17
فانه ينذر بهلاك بعد طول والسبب في ذلك ان الذي تظهر فيه علامة
18
ردية يكون كثرة المادة فيه ستغلب القوى ضرورية وتقهرها بالاخرة والذي
234
1
يظهر فيه علامة حميدة يدل على عكس هذا لكن لما كان الفساد
2
ها هنا والمضادة انما هي من قبل الكمية كان في الاكثر دليل سلامة واما اللون
3
الاسود فانه دليل احتراق في الحميات الحادة وانذار بالموت والفرق بينه
4
وبين الخلط الاسود الذي تقذف به الطبيعة على طريق البحران ان هذا
5
يكون مستقرا في قعر القرورة والخلط يكون مبثوثا في جميع اجزاء الماء ولهذا
6
ما تنعكس ها هنا دلالة الموضع وذلك ان الثفل الاسود اذا كان متعلقا
7
كان اقل رداة لانه يدل على ابتدا نضج ردي واما الراسب فانه يدل على تمامه
8
وربما دل الثفل الكمد على برد الطباع وخمود الحرارة الغريزية فاما وضعه
9
فكما قلنا احمدها المستوي الاجزاء واما المختلف فانه يدل على تثور الاخلاط
10
وعدم نضجها واما جواهر هذا الثفل الخارجة عن المجرى الطبيعي فان الجريشي
11
والشبيه بالكرسنة يدل على احتراق الاخلاط وذوبان الاعضاء وانسلالها الى
12
اجزاء مختلفة وهو في الامراض الحادة ردي جدا ويستدل على الخلط المحترق
13
والعضو الذايب بلونه فان كان احمر كان الخلط دمويا او جزا من الكبد او من الكلية
14
قالوا والاصفر اخص بالكلية واما الصفا يحي فانه اردى من هذا الصنف من قبل
15
انه يدل على انحلال الاعضاء الاصلية وتقطعها واما النحالي فقد يكون من جرب
16
المثانة وقد يكون من ذوبان الاعضاء والفرق بينهما حكة في اصل القضيب
17
وبالجملة اعراض امراض المثانة والرملي يدل على حصاة متعقدة او في
18
الانعقاد فان كان احمر دل على حصاة الكلية وان كان غير ذلك دل على المثانة واما
19
المادي فيدل على قرحة منفجرة وبخاصة في اعضاء البول واما الشعري فهو انعقاد
235
1
رطوبة مستطيلة من حرارة غريبة وهذا يكون انعقاده في الكلية واما الخميري
2
فيدل على ضعف المعدة واما الدموي العلقي فانه يدل على جراحة في اعضاء
3
البول وانبثاق عرق هنالك وهذا المقدار من القول في دلالة البول كافية
4
وينبغي بعد ان نقول في دلايل مرض مرض من الاعضاء الظاهرة والباطنة
5
واسبابها والامراض كما قلنا منها ما هي في ظاهر الجسم وهذه بينة الوجود
6
بنفسها وذلك ان القول الذي ترتسم به امثال هذه كافية في معرفتها
7
عند من لم يحسها قط فضلا عمن احسها والاستدلال في هذه انما يكون على
8
اسبابها فقط واما الامراض التي في باطن الجسم فانها تحتاج الى ثلثة
9
احوال من الاستدلال احدها الاستدلال على العضو الالم والثاني الاستدلال على
10
المرض نفسه والثالث الاستدلال على سببه ونحن نبتدي بالاستدلال على
11
الامراض الباطنة فنقول قد قيل ان الامراض المزاجية صنفان مادي وغير
12
مادي وهذه صنفان اما في جميع البدن واما في عضو منه والمادي اذا كان
13
في عضو من البدن فاما ان يكون في تجاويفه واما ان يكون متشربا في نفس
14
العضو مثل الاورام والقروح والذي في التجاويف الاستدلال عليه من جنس
15
الاستدلال على الامراض الباطنة واما الاورام فتكون داخل الجسم وخارجه
16
واما الامراض الالية فان منها ما يكون في ظاهر الجسم مثل الفك والخلع
17
وغير ذلك وامرها بين بالحس ومنها
236
1
/ما يكون داخل الجسم مثل السدد وخشونة الاعضاء وملاستها ولنبدأ من سوء المزاج
2
العام لجميع البدن وهو المسمى حمى في حمى يوم وحمى يوم لا بد ان يتقدمها
3
احد الاسباب التي عددنا انها فاعلة لها وهي الاسباب التي من خارج الا انه ليس
4
ذلك من العلامة الخاصة بل متى وجدت حمى يوم لزم أن توجد تلك ضرورة
5
وليس يلزم عن وجودها وجود حمى يوم ولذلك ما ينبغي ها هنا ان نحرى
6
من العلامات العلامات الخاصة ونستعمل العامة على جهة الاستظهار وايضا
7
فانها نافعة في الابطال والعلامة الخاصة بهذه الحمى علامتان احدهما ان يكون
8
النبض ليس فيه اختلاف وذلك ان الاختلاف انما فاعله في الحميات العفونية
9
كثرة الاخلاط او رداتها والثاني ان يكون في البول الرسوب المعهود لان البول انما
10
يتغير في هذه الحمى في اللون فقط واما اذا خرج الرسوب عن معهوده فانما
11
ذلك لموضع الخلط العفن ولذلك ما يلزم ان يبقى الرسوب في هذه الحمى على
12
حاله وقد يستدل على هذه الحمى بالا تكون فيها اعراض صعبة وان تكون حرارتها
13
لينة غير لذاعة واكثر ما نمكث هذه الحمى نوبة واحدة وقد تعود ثلث مرات
14
قالوا واذا ادخلت صاحبها الحمام فلم يقشعر فتلك علامة قاطعة عليها في الحميات
15
العفونية وهذه الحميات بالجملة صنفان صنف يكون في الهضم الذي يكون في
16
العروق وصنف يكون في الهصم الذي في الاعضاء انفسها والفصل الذي ينفصل به
17
هذان الصنفان هو ان الحميات التي تكون في داخل العروق غير مغترة ولا مرعدة
18
وان كانت نوبتها تشتد احيانا واما التي في الاعضاء فمغترة ونايبة ومرعدة
237
1
والسبب في كون هذه الحميات ذوات نوايب هو ان الخلط المستعد للعفن
2
ليس يعفن كله دفعة واحدة اذا كان غير متشابه الاستعداد للعفن وانما يعفن
3
شيا شيا وذلك يجري على نظام وترتيب اذ كان هذا الفعل طبيعيا بوجه ما
4
اعني ان الطبيعة لها تدبير في هذا الفعل وذلك انه عفن مع نضج ما ولذلك
5
عدم النظام في النوايب دليل ردي وهذا النظام والترتيب يختلف ايضا
6
بحسب طبيعة الخلط الفاعل للحمى وكميه كما سنقول بعد واما السبب
7
في كون الحميات التي في العروق غير مفترة فهو ان الجزء من الخلط العفن اذا
8
اشتعلت فيه الحرارة العفونية ليس يمكن للطبيعة ان تحلله وتخرجه من
9
الجسم حتى يشتعل جزءا جزء وذلك لموضع صلابة العروق لاكن ضرورة يكون
10
وقت النوبة فيها اقوا ولهذا السبب بعينه ليس يكون عنه نافض لان ما
11
يتحلل منه غير محسوس بالاضافة الى الاعضاء الحساسة واما العفونة التي
12
تكون في الهضم التي في الاعضاء انفسها فان الامر فيه بضد هذا اعني
13
ان الاعضاء متخلخلة بالمسام التي فيها ولذلك كانت نوايب هذه الحمى مفترة
14
ومرعدة وذلك لمرور الخلط اللذاع بكيفيته على الاعضاء الحساسة والعلامة
15
الخاصة بحمى العفونة علامتان ان لا يكون في البول رسوب اصلا وذلك ان
16
الطبيعة مغمورة في اول المرض وهو زمان الابتداء او العلامة الثانية ان يكون النبض
17
مختلفا وقد يستدل ايضا على هذه الحميات بظهور العلامات الدالة على
18
صنفي الامتلا اعني الذي بحسب القوة والذي بحسب التجاويف والاعياء المتقدم
19
من غير سبب اذا احدث الحمى دليل على انها حمى عفونة وحرارة ايضا هذه الحمى
238
1
حرارة ردية الكيفية وهي في الاكثر يظهر فيها اعراض ردية فهذه هي العلامة
2
الخاصة بحمى العفونة باطلاق واما العلامة التي تخص حمى حمى من هذه
3
الحميات فهي هذه في حمى الصفرا اما التي تكون من هذه الحميات في الهضم
4
الثالث فعلامتها نافض شديد ناخس والنبض يكون في اول النوبة في هذه
5
الحمى وفي غيرها صغيرا متفاوتا ضعيفا و ذلك لموضع اطفاء الخلط الحرارة للغريزية ولذلك
6
كانت الاجسام في ابتدا النوايب تبرد ضرورة لموضع انسلاخ الحرارة الطبيعية
7
عن الاجسام التي تعفن فاذا اشتعلت فيها الحرارة الغريبة امتزجت مع الطبيعية
8
وانتشرت/ على الجسم ويخص هذه الحصى ان النبض فيها لا يبقى على هذه
9
الصفة بل يعود قويا عظيما وذلك لموضع الحرارة التي تنتشر فيها والبول فى
10
هذه الحمى يكون في الاكثر ناريا ويكون في هذه الحمى ضرورة عطش شديد وربما
11
كان قيء مرة قالوا ونوبتها اذا كانت خالصة اطولها نحو من اثنتي عشرة ساعة
12
ونوايب هذه الحمى تكون غبا الا ان هذا الاستدلال ليس ينعكس وذلك ان
13
النوايب المغبة ليس يلزم ان تكون عن صفرا بل قد يمكن ان تكون ربعين
14
وذلك انما يعرض في أول المرض فهذه هي العلامات الدالة على طبيعة هذه
15
الحمى اعني العلامة الخاصة المنعكسة وقد يستظهر على هذا الاستدلال بامور
16
عامة مثل ان يكون المزاج والهوا والسن والتدبير مناسبا لهذا الخلط والهوا
17
يكون مناسبا بشيئين اما بالوقت مثل زمان الصيف واما بخروجه عن الامر
18
الطبيعي الى الحر واليبس مع انه صيف ولذلك قيل ان من الاستدلال على
239
1
جميع الحميات ان يكون ذلك الجنس من المرض حادثا بكثير من الناس في ذلك
2
الوقت من السنة واما الغير مفترة فتشارك هذه في جميع العلامات سوى النوايب
3
والنافض وفي هذا الجنس تدخل الحمى المسماة محرقة وهي حمى عظيمة
4
داخل الاوراد وبخاصة ما حول فم المعدة منها والكبد ولذلك يصحب في هذه
5
الحمى قلق وكرب عظيم والعطش الشديد علامة خاصة بهذه الحمى واخبث
6
اصناف هذه المحرقة ما كانت عن خلط زنجاري او كراثي والنوبة حينئذ تطول
7
فيها لعسر قبول هذه الاخلاط النضج جدا في دلايل الحمى البلغمية الاعراض
8
الخاصة بهذه الحمى انها تبتديء ببرد في الاطراف ويطول زمان البرد فيها وهو
9
زمن ابتدا النوبة وعندما تريد الحرارة ان تظهر فيها يعود البرد فيغلبها ولهذا
10
تكون مدة النوبة في هذه الحمى نحو من ثمانية عشر ساعة والحرارة في هذه
11
الحمى تكون غير لذاعة ولا هايجة وليس تظهر الا بعد لبث اليد على البدن
12
مدة ما والنبض في هذه الحمى يكون اصغر منه في حمى الصفراء واشد تفاوتا
13
في الازمنة الاربعة من ازمان النوبة الجزئية ويكون البول في هذه الحمى اما
14
رقيقا ابيض او ثخينا كدرا وان كانت الحرارة العفونية شديدة وكان البلغم
15
ليس بخالص ربما حمرته واطراف هاولاء واجفانهم تكون رهلة والاكثر ممن
16
تصيبه هذه العلة يكون فم المعدة منه باردا وان تقيا تقيا بلغما وهذه الحمى
17
تنوب وردا لكن ليس ذلك علامة خاصة فانه متى كانت حماتيين صفرا
18
ويتين امكن ان تفعل مثل هذه النوب وانما طالت النوبة الجزئية في هذه
19
الحمى لموضع فجاجة الخلط وعسر اجابته الى التحلل وكانت نوابها اشد تداركا من
240
1
الصفرا لموضع سرعة اجابة هذا الخلط الى العفن وايضا فبطول نوبته تحدث
2
استعدادا في الخلط الذي لم يعفن وذلك لطول بقاء الحرارة الغريية في الجسم
3
واما الصفراوية فبسرعة ما تنطفي الحرارة الغريبة فيها فلا يتبع ذلك استعداد
4
له قدر فيما لم يعفن منها وبالجملة الحرارة الغريزية في هذه الحمى مغمورة
5
جدا ولذلك تداركت فيها ازمنة حدوث الحرارة العفونية واخبث اجناس
6
هذه الحميات ما يتولد عن البلغم التي الزجاجي وقد يستدل على هذه الحصى
7
بان يكون المزاج والسن والهوا والتدبير مناسبا للخلط الفاعل لهذه الحمى
8
في دلايل حمى الربع وهذه الحمى تبتدي بنافض شديد تصطك به الاسنان
9
ويحس الانسان فيه كأن جسمه يرمي بالبرد وذلك لموضع برد هذا الخلط
10
والنبض ايضا يكون في هذا الحمى بطيئا صغيرا متفاوتا اكثر مما هو في
11
حمى البلغم وذلك في اول النوبة قالوا وهو في حين صعود النوبة
12
وهو اعظم منه في حمى البلغم لان الحرارة في هذه الحمى يظهر اشد
13
واما البول فانه يظهر فيها بالالوان شتى فمرة ابيض رقيقا يضرب الى
14
الخضرة ومرة غليظ اسود واحمر واكثر ما تعتري هذه الحمى اثر حميات
15
اخر ومدة هذه الحمى طويلة واما/ دورها في النايبة منها فتريح يومين
16
وتاخذ في الثالث وهذا كانه علامة خاصة بهذا الحمى اذ لا يتصور مثل
17
هذا الدور في غيرها من الحميات كانت بسيطة او مركبة واصحاب هذه
18
الحمى يكونون في الاكثر مطحولين وقد يستظهر على هذه الدلايل بالتدبير المناسب
241
1
والهوا المناسب والسن والمزاج والعلامات الدالة على غلبة هذا الخلط
2
التي قد سلف ذكرها في الحمى الدموية وهي المطبقة وهذه الحمى تكون
3
ضرورة من غير نافض اذ كان الدم داخل العروق الا ان يكون عن ورم بلغموني
4
في احد الاعضاء الرئيسية كالكبد والحجاب ونوبة هذه الحمى تكون حينئذ
5
شبيهة بنوبة الصفرا اعني غبا وانما كان ذلك كذلك لان الدم اذا
6
استحر مال ضرورة الى طبيعة الصفرا ولذلك ليس تخالف هذه الحمى
7
حمى صفرا التي في داخل العروق الا بالاقل والاكثر فانه كما قلنا ليس يكون
8
في البدن حمى صفراوية محضة بل متى حدثت مثل هذه الحمى قتلت
9
ضرورة لان الصفرا لا تجيب الى النضج الا من جهة ما هي محمولة في الدم
10
او في المادة التي تتغذا بها الاعضاء الاصلية وهو الدم الابيض والعلامات الدالة
11
على هذه الحمى هي علامات غلبة هذا الخلط اعني الدم وقد سلف ذلك
12
والنبض يكون في هذه الحمى في غاية العظم والقوة ويكون البول الاحمر
13
غليظا والكرب والقلق خاص بهذه الحمى وحمى الصفرا الا انه في الصفرا اشد
14
واختلاط الذهن خاص بالحميات الحادة وهذه الحمى انما لها نوبة واحدة فاما ان
15
تقلع واما ان تقتل لاكن ربما ابتدات بخف وجعلت تتصاعد الى ان تبلغ للنهاية
16
من الشدة وربما كان الامر بالعكس وربما ثبتت على حال واحدة فهذه هي الدلايل التي منها
17
يوقف على هذه الحميات البسيطة ومن عرف البسيط عرف المركب ضرورة وانما ذكرت
18
هذه البسايط على جهة الدستور والقانون لان حدوثها اقليا والاكثر انما هو في المركب
19
وايضا فجعل هذه الاعراض التي جعلت ها هنا علامات واحدة واحدة من اصناف هذه
20
الحميات انما تصدق في الحميات التي هيولاها الاخلاط القريبة من ان تكون طبيعية
242
1
مثال ذلك ان الحمى الصفراوية انما تكون اعظم نوبتها نحو من اثنى عشر ساعة متى كانت
2
الصفرا الطبيعية هي التي تعفنت واما متى كانت محية او زنجارية فان النوبة
3
فيها تكون اطول والاعراض اخبث وقلما يفلت من تصيبه امثال هذه وبخاصة
4
الزنجارية اذ كانت لا تجيب الى النضج فانه كلما كان الخلط متميزا في البدن
5
وبالفعل اكثر كانت الحمى اردى عاقبة ومتى كان وجوده اقرب الى القوة كانت
6
اسلم والتركيب يعرض في الحميات اما من قبل الاسباب الهيولانية وذلك على
7
ضروب احدها اذا امتزج خلطان فصاعدا فانه يحدث عن ذلك حمى متوسطة بين
8
البسيطتين اللتين تحدثان عن ذينك الخليطين فتخلط الاعراض والثاني ان تكون
9
الحمى الواحدة عفونية والثانية في الاعضاء الاصلية والوجه الثالث ان يكون الخلط
10
الفاعل للحمى الواحدة مع ورم والثانية بغير ورم وربما تركبت الحمياتين
11
واختلطت نوايبها من غير اختلاط موادها واما من قبل الموضع مثل ان يكون
12
احداهما داخل العروق والاخرى خارج العروق او تكون في موضع واحد لاكن متجاورة
13
لا ممتزجة وربما تركبت جميع هذه الاصناف وقد تختلف الحميات من قبل العظم
14
والصغر واعني بالعظم ان تكون الاسباب الفاعلة لها قوية وبالصغر ضد ذلك وهذه
15
ايضا يتصور فيها التركيب في حمى الدق وهذه الحمى لها مراتب ثلثة كما سلف
16
تختلف فيها اعراضها بالاقل والاكثر ولاكن اعراضها تخفى من اول الامر فمتى
17
رايت في الجسم حرارة دايمة لينة قد اقامت اكثر من ثلثة ايام وليس لها
18
كبير حس عند العليل ولا فيها امارة من امارات حمى العفونة فينبغي ان تظن
19
بها انها دق باطعم العليل ويفقد نبضه والحرارة التي عليه فان رايته بعد
20
اخذ الطعام بثلاث ساعات او نحوها تتزيد الحرارة عليه ويسرع نبضه ويتواتر
243
1
/ويعظم عظما ما فاقطع انها دق والسبب في ذلك هو ان الاعضاء لما صار بهاسوء
2
مزاج حار وكان المغتذي من شانه ان يصير الغاذي شبيها به كان الغذا ضرورة اذا
3
ورد ابدان هولاء اكتسبت حرارة غريبة سواء كان في نفسه باردا او لم يكن فتعظم
4
حينئذ الحمى وتقوى اعراضها وليس يلزم مثل هذا في حمى العفونة فان الحرارة الغريبة
5
فيها لم تتثبت بالاعضاء الفاعلة في الغذا وما يقوله الاطباء في اعطاء سبب هذا العرض
6
فقول خطبي مثالي وذلك انهم يشبهون حال الغذا مع هذه الابدان بمنزلة الماء
7
الذي يرمى على الحجر المطبوخ وهو حجر النورة وهذه الحمى ليس يكاد ان تكون الا
8
بعد اخذ الحميات الاخر اما حمى يوم في الابدان المستعدة لذلك واما بعد اخذ الحميات
9
العفونية وهو الاكثر واذا اشتدت هذه الحمى هزل جسم العليل ويبس جلده وضمر
10
وجهه وغارت عيناه واما اذا صارت الى المرتبة الاخيرة من الذبول فان العين حينئذ
11
تكون كأن عليها رمص بمنزلة من يتصرف في غبار وتنجذب الاجفان الى اسفل بمنزلة
12
من به نعاس وتكون جلدة الجبهة ممتدة يابسة كانها جلدة مشكزة والصدغان
13
لاطيان والاذنان معقفة ولونها اصفر ومراق البطن يابسا ذابلا ويكون النبض في هاولاء
14
صلبا ممتدا كانه وتر متواتر ضعيف واما الماء فيكون زيتي اللون واذ قدقلنا في علامات
15
الحميات فلنقل في علامات الاورام فنقول اما علامة الاورام الدموية فحمرة لونها وشدة
16
الحرارة ووجع الا ان يكون العضو قليل الحس وتمدد وضربان وهذه الاورام تختلف بالعظم والصغر
17
والدم في هذه الاورام يكون بريا من العفن واما متى كان عفنا فانه كما قلنا تحدث عنه
18
الجمر وعلامات هذه الاورام ان يكون اللهب فيها والحرارة اشد منها في الفلغموني
244
1
والحمى اللازمة ومن هذا الجنس الطواعن التي تحدث عنها تحت الابط والاربيتين
2
واما الاورام الصفراوية فعلامتها رقة الخلط والوجع الشديد من غير تمدد ولا
3
ضربان واما النملة فعلامتها سعيها في الجلد واما الاورام البلغمية فعلامتها
4
بياض لونها مع عدم الوجع اذا غمزعليها فضلا عن ان توجع بذاتها وبالجملة
5
فالامر في هذه الاورام ظاهر للحس اعني البسيطة وانما يحتاج الى فضل تمييز
6
فيما تركب عن هذه وذلك يوقف عليه باختلاط هذه الاعراض واما الاورام السوداوية
7
فتوافق البلغمية في عدم الوجع الا انها صلبة كمية الالوان والورم المعروف
8
بالسرطان في هذا الجنس انما يسمى بذلك لان شكله شبيه بشكل السرطان وذلك
9
ان العروق التي حول هذا الورم تظهر مملوة دما اسود كدرا شبيهة بارجل
10
السرطان فهذه هي علامات الاورام التي تكون في ظاهر الجسم واما التي تكون في
11
باطن الجسم فنذكرها عند ذكر العلل الباطنة واما العلل التي تظهر في سطح البدن
12
وهي الجدري والحصبة والجذام والجرب والبهق والبرص فقد عرفت اسبابها والاقاويل
13
الشارحة لها كافية في معرفتها الا ان لبعض هذه العلل علامات تدل على حدوثها
14
قبل ان تحدث مثل الجذام والجدري والحصبة وذلك ان بحوحة الصوت واحمرار الوجه
15
مع خشونة وتعجز وكمدة بياض العين واستدارة شكلها علامة دالة على حدوث
16
الجذام واما الدلايل التي تدل على حدوث الجدري فهي حمى لازمة وانتفاخ الوجه
17
والاصداغ والاوداج وحكة الانف وحمرة الوجه وخشونة الحلق وان يكون العليل ممن
18
لم تظهر به هذه العلة وينبغي ان تعلم ان جميع البثور التي تظهر في سطح
19
الجسم مع حمى انها علامة قاطعة على امراض عفونية خبيثة وبينة اعني انها
20
من جنس الامراض التي تحدث عن الوبا ولا سيما ما كان من هذه البثور سودا
21
باذنجانية واذا انفجرت تصير عليها حشكريثة سودا شبيهة بحرق النار ولما
22
كانت الحميات وبالجملة الامراض الحادة انما تنقضي بحران قد ينبغي ايضا
23
ها هنا ان نذكر العلامات الدالة على البحارين المحمودة او المذمومة في
24
البحارين ومعرفة ذلك تتم باشيا اولها معرفة
245
1
/الامراض التي تنقضي بحران من الامراض التي ليس فيها بحران والثاني معرفة
2
العلامات الدالة على اوقات الامراض الاربعة فانه ليس في اي وقت اتفق منها يكون
3
البحران جيدا والثالث معرفة الشي الذي به يكون الاستفراغ في نوع نوع من انواع الامراض
4
فان الاشياء المستفرغة اذا كانت مناسبة لطبيعة المرض كانت محمودة والا فهي مذمومة
5
والرابع العلامة الخاصة بحضور البحران او بالانذار به والخامس معرفة الايام التي تقع
6
فيها البحارين المحمودة والايام التي تقع فيها بحارين ردية ثم نختم ذلك بذكر
7
العلامة الردية باطلاق في جميع الامراض كان انقضاوه ببحران او لم يكن
8
والعلامات الجياد التي تدل على الخلاص فنقول اما معرفة الامراض التي تنقضي
9
ببحران من غير الامراض التي تنقضي بتحلل غير محسوس فذلك يوقف عليه من
10
معرفة طول زمان المرض او قصره وذلك ان البحارين انما تظهر في الامراض القصيرة
11
الازمان وقصر زمان المرض او طوله يوقف عليه من نفس طبيعة المرض ومن
12
مناسبة الامور التي من خارج له ومضادتها وهي الهوا والبلد والتدبير والمهن
13
وكذلك الامر في السن والمزاج وقد يوقف على العظم ايضا من نفس طبيعة
14
العضو اذا كان شريفا مثل الاورام الكاينة في الاعضاء الرئيسية وقد يوقف عليها
15
ايضا من الاعراض انفسها فانها متى كانت عظاما دلت على ان المرض ينقضي
16
بسرعة ومتى كانت صغارا دلت على ضد ذلك والامراض التي تنقضي بطبيعتها
17
قصر الزمن هي الحميات الدموية والصفراوية كانت مع اورام في اعضاء شريفة
18
او لم تكن وذلك ان الغب الخالصة ليس تمكث اكثر من اربعة عشر يوما النهاية
246
1
وربما انقضت في الاسبوع الاول وفيما دونه وما كان من هذه داخل العروق
2
فشيء اخر وكذلك الامر في الحمى الدموية المسمى مطبقة اعني انها في غاية
3
الحدة وبالجملة فانما كان القدماء يخصون اكثر ذلك بالامراض الحادة التي تنقضي
4
في اربعة عشر يوما فما دون ذلك وهذا ضرورة انما يوجد في هذين الجنسين من
5
الحميات والاورام اعني الدموية والصفراوية واما الحميات البلغمية فطويلة وليس
6
يظهر فيها نضج قبل الثلاثة الاسابيع وهي قد تمكث اشهر وكذلك المركبة من البلغم
7
والصفرا وحمى السودا طويلة المدة حتى انها تبقى الستة اشهر او نحوها والاشيا كما
8
قلنا التي من خارج اذا كانت مناسبة للمرص نفسه والمزاج والسن والتدبير كانت سببا
9
اما في القصر واما في الطول وذلك في الامراض التي تنقضي بطبايها القصر او الطول
10
مثال ذلك شاب حم حمى صفراوية خالصة في بلد حار وزمان حار وقد كان
11
تدبيره تدبيرا حارا ومزاجه مزاج حار فاقول ان مرض هذا ينقضي قبل السابع ضرورة
12
وفي الضد من هذا شيخ مرض من حمى سوداوية في زمن خريف وفي بلد
13
بارد ومزاجه سوداوي وتدبيره يقتضي ذلك فاقول ان مثل هذا ليس تنقضي
14
حمّاه في اقل من ستة اشهر وهذه الاشياء متى كانت غير مناسبة للمرض دلت
15
على امر مضاد لما يقتضيه طبيعة المرض من قصر او طول واما الاعراض التي تدل
16
على قصر المرض فهى شدة الحرارة وسرعة النبض وعظمه وبالجملة شدة
17
حركة المرض وتغيير سخنة البدن في زمن يسير الى الصفرة او الحمرة والقضف
18
والاعراض الدالة على طول المرض هي اضداد هذه والمتوسطة فيما بين هذين
247
1
تدل على ازمنة متوسطة في الطول والقصر واما العلامات الدالة على الازمنة الاربعة
2
من ازمان الامراض التي تنقضي ببحران او بغير بحران فان علامة زمن الابتداهي ان
3
تكون الاعراض بحالة واحدة غير شديدة مثال ذلك الحميات النايبة ان تكون ازمنة
4
النوب والفترات التي بينها متساوية ومما يخص هذا الزمن انه لا يظهر فيه
5
للطبيعة في البول نضج اصلا ولا في النفث ان كان المرض في الصدر واما زمان
6
التزيد فهو الزمن الذي تتزيد فيه اعراض المرض مثال ذلك ان يطول زمن النوب
7
ويقصر زمن تفتيرها واما اعتبار التقدم في النوب فليس بدليل على تزيد المرض
8
ان لم يكن هنالك عظم من النوبة وطول زمن فانه اذا كان /السبب في تقدم
9
النوبة عظم المرض وحفزه تبع ذلك ضرورة طول النوبة وعظمها واما متى
10
كان السبب في تقدمها سرعة نضوج الخلط ورقته مع استيلا الطبيعة عليه
11
لم يصحب ذلك طول ولا نوبة ولا عظم ولذلك ليس تقدم النوبة مجردا دليل
12
تزيد ومما يخص زمان التزيد ان النضج يظهر في البول وذلك اما غمامة متعلقة
13
في الوسط او في اعلى القارورة واقل ذلك في اللون واما زمان الانتهاء فهو الزمان
14
الذي تتشابه فيه الاعراض والنوب وتتساوى ويكمل فعل الطبيعة في النضج
15
وذلك بان يظهر في الول رسوب كثير وزمان الانحطاط هو الزمان الذي تخف
16
فيه الاعراض وتستولي الطبيعة على المرض وتتباعد فيه النوب وتقصر وكما
17
ان تقدم النوبة مفردا ليس دليلا على تزيد المرض كذلك ليس ينبغي ان
18
يكون ها هنا تاخره دليلا على الانحطاط حتى تقترن بذلك قصر النوبة وخفة اعراضها
248
1
فان التاخر قد تفعله قلة المادة وقد يفعله ضعف الطبيعة واما انواع
2
الاستفراغات التي بها يكون البحارين فهي الاسهال والقي والعرق والبول والرعاف
3
وانفتاح افواه العروق من المقعدة ودرور دم الطمث في النساء خاصة وقد تكون
4
البحارين باورام لاكن انما تكون هذه البحارين مسلمة اذا كانت تلك الاورام في
5
اعضاء خسيسة وقد تكون بخراجات في المفاصل وكل نوع من هذه الاستفراغات
6
يخص مرض ما وذلك في الاكثر واذا كان البحران محمودا فالحميات الصفراوية
7
بحرانها يكون بالقي والاسهال والعرق والبول وبالجملة باستفراغ الصفرا والحميات
8
الدموية بالرعاف وانفتاح عروق المقعدة ودرور الطمث في النساء وقد يعين
9
ايضا على نحو الاستفراغ مشاركة العضو العليل فان الدماغ متى ورم كان بحرانه
10
بالرعاف اكثر منه بانفتاح عروق المقعدة والورم الذي يكون في محدب
11
الكبد يكون بحرانه بالبول واما الذي يكون في مقعره فبالاسهال ان لم يكن
12
دمويا ودرور عروق المقعدة والطمث ان كان دمويا واما البحارين الذي تكون بالخراجات
13
والاورام فانها انما تعرض اكثر ذلك في الامراض الطويلة وهي التي تكون بحرانها
14
اكثر ذلك بعد العشرين وربما حدث في الامراض الحادة بحارين مهلكة باورام اعضاء
15
رئيسية ولذلك يوصي ابقراط في مثل هذه الامراض بان تستفرغ الخلط في زمن
16
الابتداء ولا ينتظر النضج في ايام البحران واشهر الايام في كونها محمودة البحارين
17
هي الايام التي تحسب من المرض على جهة التربيع فاولها يوم الرابع والثاني
18
والسابع لان الرابع ها هنا يوجد مشتركا للاربوعين ثم الحادي عشر غير مشترك
249
1
ثم الرابع عشر مشترك ثم السابع عشر مشترك ايضا ثم العشرين مشترك ثم
2
الاربعة وعشرين ثم السبعة والعشرين ثم الواحد والثلاثين ثم الاربعة والثلاثين
3
ثم السبعة والثلاثين ثم الاربعين واما ما بعد الاربعين من الامراض المتطاولة
4
فليس يكاد يظهر فيها بحران محسوس وما قبل العشرين فقوة البحارين فيها
5
تكون للارابيع اعني انها تحدث في الارابيع وتنذر بها الارابيع المتقدمة مثال ذلك
6
ان البحران الذي يكون في السابع يتقدمه انذار في الرابع اذا كانت علامة محمودة
7
مثل الغامة البيضاء المتعلقة واليوم الحادي عشر منذر باليوم الرابع عشر واليوم
8
الرابع عشر منذر بالسابع عشر والسابع عشر منذر بالعشرين ثم ما بعد العشرين انما
9
تكون قوة الانذار فيه في السوابيع وهذه الايام كلها محمودة البحارين والبحارين
10
تكون فيها على الاكثر وان كانت تتفاضل في هذين المعنيين لاكن الامر فيها متقارب
11
وها هنا ايام باحورية دون هذه في كثرة ما يحدث فيها من البحران وفي جودته
12
ولكنها بالجملة محمودة وهي الايام التي ليس يجري فيها البحران على
13
ادوار محدودة وهذه الايام هي الثالث والخامس والتاسع والثالث عشر والتاسع
14
عشر والواحد والعشرين ثم ما بعد العشرين فليس /لهذه الايام قوة اصلا
15
لا في البحران ولا في الانذار والتاسع عشر والواحد والعشرين ثم ما بعد العشرين
16
فليس لهذه الايام قوة اصلا لا في البحران ولا في الانذار والتاسع من هذه الايام
17
كثيرا ما ينذر بالحادي عشر واما الايام المذمومة البحارين فهي اليوم السادس
18
وهذا هو ارداهما وكثيرا ما تقع فيه البحارين الردية وينذر به الرابع
250
1
اذا ظهرت فيه علامة ردية مثل غمامة سوداء ثم يتلو هذا في الرداءة الثاني
2
عشر ثم الثامن ثم العاشر ثم السادس عشر ثم الثامن عشر والثاني عشر
3
قليلا ما يقع فيه بحران وينبغي ان تعلم ان هذه البحارين تعد من وقت
4
الابتداء وهو الوقت الذي يظهر فيه ضرر الفعل الا النفسا فانه متى اصابها مرض
5
عدت بحارينها من وقت الولادة هكذا زعم ابقراط وبين القدما اختلاف في
6
الايام الحميدة من هذه والذميمة لاكن هذه الايام هي التي شهد بها الرجلان
7
المتقدمان في هذه الصناعة وهما ابقراط وجالينوس والظن بهما اوثق والنفس
8
اليهما اميل لاكن مع هذا ينبغي ان تعلم ان هذه امور اكثرية لا امور ضرورية
9
وقد زعم الرازي انه جرب في المارستان نحو من الفين رجلا صدقت في اكثرهم
10
دلالات البحارين وكذبت في الاقل فاما من اين يعلم ان البحران قريب فهي
11
سرعة حركة المرض وهيجانه وظهور علاماته في البول والنفث وعظم النبض
12
وطبيعة المرض مما يوقف به على ذلك وكذلك تقدم نوبة الحمى
13
ان كانت الحمى ذات نوايب واما متى كانت هذه العلامة على خلاف هذا فهي تدل
14
على بطي البحران كما انها اذا كانت متوسطة دلت على توسط في قربه وبعده
15
فاما العلامات الدالة على البحران الحاضر فهي الاعراض الصعبة التي تكون معه مثل القلق
16
الشديد والتوثب واختلاط الذهن والصداع والسبات وحمرة العينين وحمرة الوجه وضيق
17
النفس وخفقان القلب ووجع الرقبة واختلاج الشفة السفلى ولذع في المعدة والنافض
18
والرعدة والرعشة وعسر البول واحتباس الطبيعة والعطش الشديد فمتى ظهرت هذه العلامات
19
او بعضها ليلا دلت على ان البحران يكون من غد وان ظهرت نهارا فانها تدل
20
على البحران في ليلة ذلك اليوم ويستدل في هذه الحال على النوع الذي يكون
21
به البحران من جهة حركة
251
1
الخلط وذلك ان اختلاج الشفة يدل على قي وحمرة الوجه والتاكل في الانف يدل
2
على رعاف وقد يستدل ايضا على ذلك من النوع الذي به وقع الانذار فانه من ذلك
3
النوع يكون البحران مثال ذلك ان كان الانذار برعاف فان البحران يكون بذلك وكذلك
4
بقيء او عرق او اسهال او غير ذلك واذا كان هذا كله كما وصفنا فالبخران المحمود هو
5
البحران الذي ياتي في نهاية المرض بعد نضج محمود وتكون المادة المستفرغة فيه
6
مناسبة للمرض اعني الفاعلة له ويكون مع هذا في يوم محمود وتكون الانذارات
7
التي تدل عليه انذارات محمودة والعلامات الدالة على حضور علامات غير ردية ولا
8
مخوفة مثل الغشي الشديد ووجع الفواد والخفقان واذ قد قلنا في البحارين المحمودة
9
والمذمومة فيما يحتاج اليه في معرفة ذلك وهي الامور التي يوقف منها اكثر ذلك
10
في الامراض الحادة على السلامة او العطب فلنقل في غير ذلك من العلامات والدلايل
11
التي لها قوة في هذا الشان ونبتدي بالعلامة المنذرة بالخلاص والبرء وهذه العلامات
12
هي ماخوذة من الافعال والاعراض التي توجد عن الافعال وقد توخذ عن امراض تحدث
13
عقب امراض فمن الدلايل الماخوذة من الاعراض ان يكون وجه العليل شبيها بوجه
14
الاصحاء او قريبا منه وبخاصة الوجه الصحي له لان الاوجه الصحية تختلف في الناس
15
فان ذلك دليل على السلامة استواء الحرارة في جميع الجسم يدل على سلامة الاحشاء من
16
الاورام البراز المعتدل في الرقة والغلظ المخل الذهبي اللون دليل على سلامة
17
المريض اذ كان هذا البراز يدل على جودة القوى الغاذية البول الاترجي اللون
18
الذي فيه ثفل راسب /ابيض مستوي او متعلق ينذر بسلامة وبخاصة الراسب والبول
252
1
الذي بهذه الصفة انما تحسبه علامة جيدة في الحميات واورام
2
الخوف البصاق الابيض المعتدل الغليظ الذي ينفث بسهولة الغير كريه الرايحة
3
في ذات الجنب وذات الرية دليل على السلامة العرق اذا حدث بمن به حمى حادة
4
في يوم من الايام البحران وكان معتدل الحرارة مستويا في جميع البدن وكان
5
مدة زمانه معتدلة ولونه ابيض ورايحته ليست بالكريهة دل ذلك على سلامة من المرض
6
وانقضايه الرعاف متى كان في يوم من ايام البحران في الحميات الدموية
7
او التي تكون عن اورام الدماغ او اورام الاحشا دل ذلك على السلامة فاما الماخوذة
8
من الافعال فان صحة الذهن في الامراض الحادة وصفا الحواس وسهولة تقلب المريض
9
وحسن اضطجاعه دليل على السلامة التنفس اذا كان حسنا جيدا ليس بالمتواتر
10
ولا بالمتفاوت ولا المنقطع وكان النبض قويا قليل الاختلاف دليل قوي على الامن
11
والسلامة الشهوة الصادقة للغذاء دليل جيد واما الامراض التي تنذر بقلوع
12
الامراض المتقدمة فهي في الامراض التي تكون اسبابها مضادة للامراض المتقدمة
13
او الامراض التي تحرك الاسباب الفاعلة للمرض المتقدم الى جهة اخرى مضادة
14
مثال الاول انه متى كان بانسان تشنج من امتلا وحدث به حمى فانه يبرأ
15
من تشنجه وذلك لمضادة السبب الفاعل للحمى للسبب الفاعل للتشنج وكذلك من حدث
16
به وجع في معدته او كبده او معاه او طحاله من ريح او سوء مزاج بارد فان الحمى
17
اذا حدثت تحله ومثال القسم الثاني اذا تاملته في اقاويل القدماء كثير من ذلك
18
قولهم اذا حدث بصاحب الحمى المطبقة نافض في يوم من ايام البحران كان ذلك دليلا
19
على انقضاء حماه لدفع الطبيعة الخلط الفاعل من داخل العروق الى ظاهر البدن
253
1
ومن ذلك قولهم اذا حدث الدوالي باصحاب وجع النقرس ووجع المفاصل
2
وعلل الكلى انقضى بذلك مرضهم وكذلك قولهم حدوث البواسر في الملخونيا
3
دليل على اقلاعها فان انت تفطنت لهذه الاشياء لم يخف عليك ذلك وقد يكون
4
عرض ما تابع لمرض حدث دليلا على خفة المرض المتقدم اذا كانت اسباب المرض
5
الثاني من جنس اسباب المرض الاول الا انها اقل منه واضعف مثال ذلك
6
قول ابقراط الجشي الحامض في اصحاب زلق المعى دليل محمود واذ قد قلنا في
7
العلامة المخلصة فلنقل في العلامات الردية ولهذه العلامات مراتب في الدلالة
8
ونحن نخص واحدا واحدا منها بلفظ خاص على ما جرت به عادة القدماء
9
وهذه العلامة هي ايضا ماخوذة من الافعال والاعراض اللاحقة عن افعال وذلك
10
اما في ظاهر البدن واما فيما يبرز من البدن وقد تكون ايضا امراضا تحدث بعد
11
امراض متقدمة ولنبدأ من القول بالعلامة التي من الاعراض الوجه الذي يصفه
12
ابقراط وهو الوجه الشبيه بوجه الميت وذلك ان يكون الانف منه حادا والعينان
13
غايرتين والاذنان باردتين وشحمتاهما منقلبتين وجلدة الوجه ممتدة واللون اما كمد
14
واما اخضر او تعلوه غبرة او صفرة فانه يدل على الهلاك اذ كان ذلك انما يعرض في
15
الامراض الحادة لتبدد الحرارة الغريزية وذهابها بالمرض وبشدة مضادة الحرارة الغريبة
16
وبالجملة فهو دليل في الامراض الحادة على عظم المرض اذ كان هذا العرض انما
17
يظهر في الامراض المتطاولة كاصحاب السل وغيرهم اللهم الا ان يكون اصاب العليل
18
استفراغ باسهال او سهر فان دلالة حينئذ تكون اخف اذا كان بياض العين احمر
254
1
وعروقها كمدة او سود كان ذلك دليلا على الهلاك لا محالة وذلك في الامراض الحادة
2
لان السواد يدل على موت الحرارة الغريزية والحمرة تدل على امتلاء الدماغ ونتو العين في
3
الأمراض الحادة ردي اذ لم يكن عن
4
رمد او قيء اذا كان الجفن والشفة والانف متلونة كمدة فالموت قريب برد الاطراف
5
ردي جدا وذلك انه يدل على غوص الحرارة الى باطن الجسم اما الورم عظيم هنالك
6
واما ان ذلك سبب اخلاط باردة كثيرة وبالجملة / فيدل على انطفا الحرارة الغريزية
7
وكذلك متي كان بانسان حمى وظاهر بدنه بارد وباطنه حار فان ذلك دليل على الموت
8
لانه يدل على ورم حار في باطن البدن تنعكس اليه الحرارة وبالجملة الحرارة التي
9
ليست مستوية في جميع البدن دليل ردي لانه يدل على ورم في الاعضاء الشريفة
10
كالدماغ او الكبد او المعدة اذا كان في اللسان بثور مع برد في الاطراف دل ذلك
11
على ان الموت قريب اذ كان ذلك يدل على ان في المري والمعدة قروحا خبيثة
12
اذا كانت الاصابع والاظفار خضرا تضرب الى الكمدة والنبض قد ضعف فالموت قريب
13
وان كانت سودا مع قوة النبض في يوم باحوري دل ذلك على السلامة وان المرض ينقضي
14
بتقيح تلك المواضع او بخراج يخرج. اذا كان في بدن العليل قرحة متقدمة
15
فاخضرت او اسودت فتلك علامة ردية وذلك ان العضو المؤف هو اول عضو تخمد فيه
16
الحرارة الغريزية اذا ظهر في البدن في الامراض الحادة نقط صغار كحب الجاورس فهو
17
ردي وذلك انه يدل على قلة قبول المادة لنضج الفصل الذي يقول فيه ابقراط ان حدوث
18
اليرقان قبل السابع دليل رديء قد اكذبته التجربة في بلادنا هذه وبخاصة
255
1
في الامزجة الحارة والفصل الحار وعسى ذلك كان بالاضافة الى بلاد اليونانيين فان تلك
2
البلاد ابرد. وانما كان عند ابقراط دليلا رديا لانه احد ما تكون به البحارين والبحارين
3
التي تاتي قبل النضج دليل سوء وكانه شاهد في بلاده ان ما كان ياتي من البحارين
4
يرقان قبل السابع فان ذلك يكون عن غير نضج. واما الاستدلال بالاعراض التي تظهر
5
فيما يبرز من البدن فان البراز الاسود والاخضر والمنتن والدسم في الامراض الحادة
6
دليل على الموت لان الاسود يدل على الاحتراق والدسم على ذوبان الاعضاء والشحم والبراز
7
الرقيق الابيض رديء ايضا لانه يدل ايضا على ضعف الهضم وعلى ان المرار ترقى
8
الى اعالي البدن وذلك في الحمى الحادة والحال في ذلك كالحال في الماء الابيض في
9
هذه الحمى والبراز الابيض يدل ايضا على يرقان البراز اللزج اليسير رديء وذلك انه
10
يدل على الذوبان. البراز المختلف الالوان منذر بطول المرض وغلبة الاخلاط
11
المختلفة وكل مرض يخرج في ابتدائه المرة السوداء اما من فوق واما من اسفل فانه
12
يدل على الموت وذلك انه اذا خرج هذا الخلط في ابتداء المرض دل اما على كثرته
13
واما على ضعف القوى او على كليهما السحج الذي يكون عن المرة السوداء الحامضة
14
مهلك. اذا كان البراز مرارا صرفا وذهبت به شهوة الطعام فانه ردي وكذلك
15
سقوط الشهوة التي تتبع اسهال الدم رديء ايضا البول الاسود الثفل دليل على
16
الهلاك. البول الرقيق في الصبيان اذا دام مدة م الزمن طويلة كان رديا وذلك
17
ان البول الطبيعي منهم غليظ وفيه رسوب. والبول الماي في الامراض الحادة
18
ردي مهلك. البول المتثور الذي لا يصفو ردي وذلك انه يدل على قوة الحرارة
19
الغريبة ونشورها. البول السويقي والنخالي والصفايحي كلها مع الحمى الحادة ردية متى
256
1
لم تكن من الكلى والمثانة فانه اذا كانت منها فلاتدل على الهلاك وانما تدل على
2
الهلاك اذا كانت من ذوبان الاعضاء والفرق بين الذي يكون من المثانة والكلى وبين
3
الذي يكون عن ذوبان الاعضاء الوجع الذي يكون هنالك اعني في الكلى والمثانة. والقيء
4
الاسود والزنجاري ردي فان كان مع هذا منتنا دل على الموت. العرق الذي يكون في غير
5
يوم من ايام البحران وليس تسكن بالحمى دليل رديء فان كان مع هذا باردا وكان في
6
الراس والرقبة كان اردى فان كان مع حمى حادة دل ذلك على الموت وان كان مع حمى
7
غير حادة دل على طول المرض. الرعاف التي تكون فيه قطرات قليلة سود فانه يدل
8
على الهلاك في الحميات المحرقة وذلك ان هذا دليل على ورم عظيم في الدماغ
9
واما العلامة الماخوذة من الافعال فهي هذه اذا كانت العينان تحيدان عن الضوء
10
وتدمعان من غير ارادة فذلك دليل ردي. وان كانت مع ذلك حركتها كثيرة وهما
11
مزورتان واحداهما اصغر من الاخرى فانها علامة مهلكة. والازورار في العين
12
يكون لتشنج الدماغ وكذلك تقلص احدهما اذا وجدت العليل ينحدر عن راسه
13
/نحو قدميه كان دليلا على الموت وذلك ان هذا يدل على ان القوة الحاملة للبدن
14
قد بطلت. وبالجملة متى كان وضع العليل وضعا ليس يكون من الاصحاء فان ذلك
15
دليل ردي وكذلك اذا لم تكن من عادته وكذلك التوثب الشديد للجلوس والتعلق
16
بما يجد في وقت المنتهى دليل مهلك. اذا لم يسمع العليل او لم يبصر وقدضعفت
17
قوته فالموت منه قريب. التنفس المتفاوت العظيم ردي لانه يدل على اختلاط
18
العقل وذلك ان من يختلط عقله او يذهل شانه ان يفعل افاعيل من غير نظام
257
1
التنفس المتعثر في مجاريه دليل ردي لانه يدل على تشنج عضل الصدر. اذا كان
2
النوم يحدث وجعا فذلك من علامة الموت واما الدلايل الماخوذة من الامراض فهي
3
كل مرض حدث عقب مرض اخر وكان الحادث اشد من الاول او في عضو اشرف فهو
4
رديء جدا مثال ذلك ورم الذبحة اذا انتقل الى الرية في الرابع فان المريض يموت في
5
السابع. ومنها كل مرض دل على عظم السبب الفاعل للمرض المتقدم مثال ذلك
6
اسوداد موضع في الجنب في صاحب ذات الجنب فانه يدل على الموت السريع. ومنها
7
ان يكون المرض الحادث من جنس السبب الفاعل للمرض الاول مثل حدوث الزكام
8
بصاحب قرحة الرية. والفواق في الامراض الحادة دليل مهلك وذلك انه يدل على
9
التشنج ومنها ان يكون المرض الحادث في الغاية من المضادة للمرض المتقدم كالاستسقاء
10
الذي يحدث بعقب الامراض الحادة. وهذا القدر من العلامات فيه كفاية في التنبيه
11
على ما ذكر الاطباء من ذلك فان كتابنا هذا ليس كتابا حافلا في الصناعة وانما نذكر
12
فيه الاشياء التي تجري مجرى الاصول والامور الكلية من هذه الصناعة والذي بقي
13
علينا القول فيه من العلامات هي علامة امراض الاعضاء الباطنة في دلايل الاعضاء
14
الالمة والاشياء التي نطلب الاستدلال عليها ها هنا هي احد ثلثة اشياء كما
15
قلنا اما العضو الالم وامراضه واما سبب المرض واعني ها هنا بالسبب الفصل
16
الخاص بالمرض والاشياء التي منها يكون الاستدلال على هذه الاشياء في الاكثر
17
هي الاعراض الداخلة على ا فعال الاعضاء وانفعالاتها والاعراض اللازمة عنها وذلك
18
اما في ظاهر البدن واما فيما يظهر في الفضلات البارزة من البدن اما الاعراض
258
1
الداخلة على الافعال والانفعالات فتدل اكثر ذلك على العضو الالم وذلك متى
2
كان الفعل المضرور او الانفعال خاصا بذلك العضو ومساويا مثل سقوط الشهوة
3
الدالة على اعتلال فم المعدة. واما متى لم يكن خاصا فانه لا يدل على العضوالالم
4
منال ذلك عسر حركة الاصابع فانه لا يدل على ان الالم في الاصابع انفسها بل
5
قد يكون ذلك عن اعتلال العصب الواصل اليها وقد يتفق ان يكون العرض الداخل
6
على افعال الاعضاء وانفعالاتها دالا على العضو وعلى المرض نفسه وذلك اذا كان خاصا
7
بهما معا. مثال ذلك الوجع الحاد الناخس فانه يدل على ان العضو الموف غشائي وان
8
فاعله خلط مراري. والجشى الحامض يدل على اعتلال فم المعدة وان الفاعل سبب
9
بارد والمواضع من ظاهر البدن التي يحس بحذايها الالم تدل على العضو الالم اذا كان
10
ذلك الموضع خاصا بذلك العضو مثال ذلك الوجع فيما دون الشراسيف فانه دليل
11
على ان المرض في المعدة. واما متى لم يكن خاصا فانه ليس بدليل مثال ذ لك وجع
12
الخاصرة فانه قد يمكن ان يكون عن مرض في المعا الغلاظ او في الكلية. والاشياء التي
13
برز ايضا من البدن تدل على العضو الالم وذلك اما بطبايعها وخلفها مثل القشر
14
الصفائحي فانه يدل على علة الكلى والنخالي على علة المثانة وذلك اذا لم تكن
15
هنالك حمى حادة واما بمقاديرها مثال ذلك انه متى نفث انسان بالسعال عرقا
16
كبيرا دل على انه من الرية. وان كان صغيرا دل على انه من قصبة الرية واما من
17
موضع خروجها او من جهة خروجها اما من الموضع فمثل خروج الدم من المقعدة فانه
18
يدل على ان المرض اما في المعا واما في مقعر الكبد واذا خرج من طريق البول
19
دل على ان المرض في المثانة او في الكلى واما في محدب الكبد
259
1
/ ومثال جهة خروجها ان الدم الذي يكون بالسعال يدل على ان خروجه من الرية والذي
2
يكون بالتنخع يدل على انه من المري. وللنبض والوجع دلالة قوية على العضوالالم وان كانا
3
من جنس الاعراض الداخلة على الافعال والانفعالات فان تفصيل دلالتهما تجري مجرى
4
القوانين الكلية اما النبض المنشاري فانه يدل على ان العلة في عضو عصبي واما
5
الموجي فانه يدل على عضو لحمي واما الوجع اذا كان ناخسا كانه يستدير عرضا فهو
6
في عضو غشائي وان كان رخوا دل على ان المرض في اللحم فان كان ضاربا دل
7
على ان الالم في عضو كثير الشراين ومعنى ذلك ان الانسان يحس بضربان العنق
8
في موضع الالم وان كان ثقيلا دل على ان العلة في عضو عديم العصب كالكبد
9
والطحال. وان كان ممتدا بالطول دل على ان العلة في عصبة او عرق فان كان
10
شبيها بالثقب والمسلة فهو يدل على ان المرض في عضو غليظ. وذلك اما في
11
الكلى واما في المعى الغليظ. وان كان مكسرا دل على ان الالم في عضو عظمي فهذه
12
هي الطرق التي منها يمكن ان يوقف على العضو العليل ولست احتاج ان افصل لك
13
ها هنا الافعال الخاصة والانفعالات بعضو عضو ولا المشتركة فان ذلك شي قد عرفته
14
من كتب الصحة ولا ايضا مواضع الاعضاء والذي يحتاج فيه ها هنا الى بعض تفصيل هو ان
15
نقول في اصناف دلالات ما يبرز من البدن على العضو فنقول ان الاشياء التي تبرزمن البدن
16
صنفان صنف شانه ان يبرز منه كالبول والغايط والبصاق وصنف ليس شانه ان ييرز
17
منه كالدم وبعض اجزاء الاعضاء فاما الصنف الذي شانه ان يبرز فالاعراض اللاحقة له
18
انما يستدل بها اكثر ذلك على الامراض واسبابها وقد قيل فيما سلف في دلالاتها
19
واما الاشياء التي تبرز من البدن من غير ان يكون شانها
260
1
ان تبرز منه فهي تدل اكثر ذلك على العضو الالم وانت فقد عرفت جواهر الاعضاء
2
من كتاب التشريح فلا يخفى عليك ذلك والذي ينبغي ان نفصل ها هنا هي دلالة خروج
3
الدم فنقول ان الدم اما ان يبرز من اعالي الجسم واما من اسفله. فاما الدم الذي يبرز
4
من اعالي الجسم فاما ان يكون من الفم وخروج هذا يكون بالبطو. واما ان يكون
5
من الحلق وخروج هذا يكون بالتنخع واما ان يكون من المعدة وخروج هذا يكون بالقي واما ان
6
يكون من الرية او من الصدر وخروج هذا يكون بالسعال لاكن الذي يكون من الرية يكون كثيرا
7
ويقذف به دفعة واحدة ويكون مع ذلك دم شرياني زبدي وبغير وجع. والذي يكون
8
من الصدر يكون معه وجع وليس يكون تلك الكثرة ولا يخرج دفعة ولا يكون لونه
9
لون دم الرية ويخرج فيه علق اللهم الا ان ينبثق هنالك شريان. وقد ينزل دم
10
من الراس فيحدث سعالا ويظن به انه من الرية لاكن هذا الدم يخالف دم الرية
11
فلونه وقوامه فان كثيرا ما يكون هذا الدم منعقدا ويستدل ايضا عليه بعلامة
12
الامتلاء في الدماغ وقد يخرج الدم من المري وعلامته الوجع بين الكتفين واما الدم الذي
13
يخرج من اسفل فقد يكون من انفتاح افواه العروق التي في فم المقعدة وهذا
14
تستعمله الطباع على وجه الاستفراغ ما لم يفرط ذلك عند تزيد الدم في كميته
15
وفساد كيفيته وهذا يوقف عليه من الاعراض التي تعرص بفم المقعدة وقد يكون
16
12
17
الدم الذي يخرج من هذا السبيل اما لقرح وسحج في المعى واما لضعف القوة الماسكة
18
في الكبد او لرداة كيفية الدم فتدفعه القوة الدافعة ويعم هذين الصنفين من
19
الدم اعني الذي يكون عن ضعف القوة الماسكة وعن السحج انهما يكونان شبيه الماء
20
الذي يغسل به اللحم اعني انه لا يكون دما صرفا ويخص الذي يكون عن سحج المعا
21
انه يكون بوجع في العضو الالم ويكون خروجه قليلا قليلا ويكون مختلطا بالخراطة
22
التي في الامعاء واما الذي يكون في الكبد فيستدل عليه بالاعراض الدالة على
23
ضعف الكبد مع انه يخرج بغير وجع واما الذي تدفعه الكبد لرداته فيستدل عليه
24
بلونه وذلك انه
261
1
/دم اسود محترق واما الدم الذي يخرج من مجرى البول فقد يكون من المثانة
2
ومن الكلى ومن مقعر الكبد والذي يكون من الكلى يكون خروجه على احد وجهين
3
اما بانفتاح عرق فيها او لانصداعه كما يعتريها في الحصى المتولدة فيها
4
فان هذه الحصى انما تتولد في نفس جرمها ثم تشق اللحم وتخرج وكذلك اذا
5
ابتدات الحصى في السكون ابتدا الوجع حتى تندفع واما لضعف القوة الغاذية التي
6
فيها عن ان تعتري تلك المايية الدموية التي اعدت لغذايها ويستدل على الدم
7
الذي يكون من مقعر الكبد من الاعراض الدالة على ضعف الكبد مع عدم الاعراض
8
الدالة على ضعف الكلى ويستدل على الذي يكون لضعف الكلى بالاعراض التابعة لضعف
9
الكلى مثل الوجع الذي يصيبها لسوء المزاج وهزال الجسم وضعف الباه. واذا كان
10
الدم الخارج عنها لانفتاح عرق فالفرق بينه وبين الدم الذي عن ضعف القوة الغاذية
11
التي فيها ان الدم الذي يكون عن انفتاح العرق يغلب على طبيعة البول حتى
12
يظهر البول كله دموياوذلك في اول الامر. واما الدم الذي يكون من ضعف الكلى
13
فانما يكون غساليا وايضا فان الاعراض التابعة لضعف الكلى ليس تكون في اول
14
الامر ظاهرة في هذه العلة كظهورها في العرض التابع لضعف القوة الهاضمة. واما
15
ان كان لانصراع عرق فيها او تاكله فانه يستدل عليه بالوجع فان هذا شي
16
ينبغي ان يخطره بالك اعني ان الدم الذي يكون عن انفتاح افواه العروق يكون
17
اكثر ذلك بغير وجع كما يعتري المرعوف. واما الذي يكون عن الانصداع او التاكل
18
فانه يكون اكثر ذلك بوجع ما لم يتمكن بالعرق وسوء مزاج مستو. واما الذي
19
يكون من المثانة فانما يكون بوجع لان الدم انما يخرج من هذا العضو اكثر ذلك
20
من جهة الاخلاط التي تسحجه
262
1
ومن الاشياء البارزة عن البدن مما شانه ان يخرج منه مما لم نذكره بعد اذا
2
خرجت عن الطبع في كميتها وكيفيتها دلت على الاعضاء الاليمة العرض المسمى
3
اسهالا فانه قد تبين في كتاب المرض ان هذا العرض قد يكون لضعف المعا ولضعف
4
المعدة ولضعف الكبد او لضعف الاعضاء انفسها واعني ها هنا بالضعف سوء المزاج
5
الغير مادي. وقد يكون هذا العرض ايضا لسوء مزاج مادي حاصل في واحد واحد
6
من هذه الاعضاء او اكتر من واحد وحينئذ لا يدل هذا العرض على العضو
7
الالم فقط بل وعلى السبب الفاعل وينبغي ان نشرع في العلامات التي اذا اقترنت
8
بهذا الاستفراغ دلت على العضو الالم فنقول ان الفرق بين الاسهال الذي يكون
9
عن مرض مادي في واحد من هذه الاعضاء او في اكثر من واحد وبين الذي يكون
10
عن مرض غير مادي ان الذي يكون عن مرض مادي يخرج مع الثفل فيه الخلط الفاعل
11
لذلك المرض فاذا كان الاسهال عن المعدة استدل عليه بالاعراض التابعة لالام
12
المعدة سواء كان مرضها عن سوء مزاج مادي او غير مادي ويخص ذلك ضرورة
13
قلة لبث الطعام فيه وذلك ان الذي يكون من قبل المعدة انما سببه احد امرين اما
14
ما يزعج القوة الدافعة الى الدفع ويرهقها واما لضعف القوة الماسكة واي ما كان
15
فيلزم عن ذلك ضرورة قلة لبث الطعام فيه وقد يكون الاسهال من المعا نفسه
16
كما قلنا ويستدل عليه بالاعراض التابعة لضعف المعا وان تكون مع ذلك المعدة
17
ليس بها ضرر بل يمكث فيها الطعام الزمن الطبيعي للبثه. واما الذي يكون من
18
الكبد او من العروق او من بعض الاعضاء كالراس وغير ذلك فيستدل عليه ان
19
كان ماديا بالعلامات الدالة على غلبة الخلط على ذلك العضو وبالاعراض الخاصة
20
بذلك العضو كما حكى بعض الاطباء ان انسانا كان به اسهال فكان يشتد عقب
21
النوم ويخف في اليقظة فحدس من ذلك ان الخلط الفاعل لذلك في الدماغ فقصد
22
الى معالجته فبري واما النوع من الاسهال الذي يكون عن السدد العارضة في الجداول
23
الواصلة من المعا الى الكبد فانه يستدل عليه بان يخرج
263
1
/الطعام كيلوسيا مع لبثه الطبيعي في المعدة والمعى او قريب من لبثه الطبيعي
2
واذا عرض هذا المرض لحق ذلك هلاس البدن في مدة يسيرة اقصر من مددالزمن الذي
3
يلحق فيه الهلاس من ضروب الاسهال الاخر. واذا تركبت هذه الامراض صعب الوقوف عليها
4
وبالجملة فجل هذه العلامات انما هي حدسية تخمينية من جنس الاقاويل الظنية ولذلك
5
ما ينبغي ان نتحر الاجتهاد فيها فاذا غلب على ظنه شيء ما من ذلك استعمل
6
اولا في ذلك لطيف العلاج وذلك بحسب ما ظن في المرض فان انجح تمادى وعلم ان
7
الذي ظن صادق والا اعرض عن ذلك مثال ذلك انه متى ظن ان السبب في الاسهال هذه
8
السدد استعمل في ادويته يسير تفتح وان راى النجح يتبع ذلك وثق بظنه والا
9
تدارك بعد ذلك خلل ما صنع ولذلك تعد الاطباء السبار الذي يكون بالعلاج احد
10
الاجناس التي يوقف منها على الامراض واسبابها وكذلك متى ظننا ان سبب المرض
11
سبب حار عالجناه بالاشياء المبردة تبريدا يسيرا فان وجدناه ينتفع بذلك
12
وتثقنا بظننا وقوينا على المرض في فعله فهذه هي الطرق التي يوقف منها اكثر
13
ذلك على تعرف الاعضاء الالمة وقد يوقف على ذلك بالاعراض تعرض في العضو المشارك
14
للعضو المريض مثال ذلك السعال الحادث عن ورم الجنب وعن ورم الكبد
15
وانجذاب الترقوة عن ورم الكبد لاكن امثال هذا الاستدلال انما يدل على العضو
16
الالم باقتران غيره اليه من الدلايل مثال ذلك ان السعال والنفث انما يستدل
17
منه على ورم الجنب متى كان هنالك وجع ناخس وحمى حادة والاعضاء الالمة
18
منها ما يكون حدوث الالم فيها حدوثا اوليا ومنها ما يكون بمشاركة غيره
19
من الاعضاء والقانون الطبي في ذلك ان الاعضاء التي يزيد اعتلالها باعتلال اعضاء
20
اخر وتنقص بنقصانها ان تلك الاعضاء مريضة عن غيرها مثال ذلك
21
ان الصداع الذي يزيد عند تهوع المعدة او فساد الاغذية او خلوها من الطعام
22
فانما هو
264
1
عارض للدماغ بمشاركة المعدة. وهذا الموضع هو موضع اقناعي وذلك انه قد
2
يتفق ان يتزيد مرض عضو ما بتزيد مرض عضو اخر بضرب من العرض او لان العضو
3
به مرضان مرض خاص ومرض مشارك فيزيد المرض المشارك في المرض الخاص فيظن به
4
ان مرض ذلك العضو مشارك فقط ولذلك موضع الوجود والارتفاع هو اقوى من هذا
5
وذلك ان العضو الذي يصح بصحة عضو اخر ويمرض بمرضه قد يظن ان ذلك العضو هو
6
السبب في مرضه لاكن في هذا ايضا اختلال ما وذلك انه قد يكون مرضاهما تابعين
7
لمرض عضو اخر. ولموضع وهايه هذا الاستدلال ينبغي للناظر في هذه الصناعة
8
ان يستكثر من الادلة ما امكنه فاذا اقوى ظنه في امر ما امتحن ذلك بالمعالجة
9
الرفيقة فان شهدت بصدق ما ظن قطع بذلك والا استدل على العلة بوجه اخر. واذ
10
قد قلنا في الطرق الكلية التي منها يوقف على الاعضاء الالمة فلنقل في الامور
11
التي منها يوقف على الامراض واسبابها فنقول ان الامراض التي يحتاج الى الاستدلال
12
عليها هي بالجملة اما سوء مزاج مادي او غير مادي. والمادي
13
اما مع ورم واما بغير ورم. اما سوء مزاج المادي فيستدل عليه بالعلامة
14
الدالة على غلبة الخلط على البدن او على العضو الموف وقد تقدم لك ذكر ذلك
15
وقد يستدل ايضا من الاشياء التي تبرز من البدن على الخلط الفاعل لسوء المزاج
16
المادي وذلك فيما يخرج بالقيي او بالبراز. وفي البول علامة صالحة على جنس
17
السبب الفاعل وجميع هذا قد تقدم وكذلك النفث ايضا مما يستدل به على نوع
18
السبب الفاعل مثال ذلك ان النفث الاحمر دليل على غلبة الدم والاصفر دليل على
19
غلبة الصفراء والاسود دليل على غلبة الخلط الاسود المحترق ولذلك كان في امراض
20
الصدر دليل على الهلاك وانما النفث المحمود الابيض الاملس المستوي الذي ينفث
21
ويخرج بسهولة واما الاورام فانه يستدل على الخلط الفاعل لها بالعلامات
22
الدالة على غلبة الخلط.
265
1
/والوجع ايضا دليل على السبب الفاعل وذلك ان الاوجاع الحادة انما تكون بالجملة
2
عن الاخلاط الحارة. واما الوجع المثقبي والمسلي فانما يكون عن الخلط البارد كالوجع
3
الحادث في القولنج او عن خلط متحجر كما يعرض في وجع الحصى. والنبض ايضا له
4
دلالة خاصة على طبيعة الاورام ولذلك قد ينبغي ان نشير الى طرف من ذلك.
5
فنقول ان النبض في الاورام الحارة هو النبض الصلب السريع المتواتر المختلف اختلافا
6
منشاريا اما صلابته فلموضع تمديد المادة للشريان. واما صغره فلموضع صلابة
7
العرق. واما تواتره وسرعته فلموضع الحاجة الى التعديل بل ليستوفي بدل ما
8
فاته من العظم بالسرعة والتواتر. واما المنشارية فسببها ان القوة تضطر الشريان
9
الى ان ينبسط ولانه لا يواتي لذلك فلا تنبسط جميع اجزايه معا بل بعضها يتلو
10
بعضا في الانبساط حتى يعرض عن ذلك شبيه باحساس حركة الميشار. والنبض في الاورام
11
الصفراوية اشد تواترا منه في الدموية لموضع شدة حرارتها واكثر منشارية
12
لموضع يبس الصفرا وتصليبها الشريان. واما الاورام البلغمية فانها تجعل النبض
13
صغيرا متفاوتا بطيئا وسبب هذا هو غلبة البرد وضعف القوة وهذا النبض لا يكون
14
فيه اختلاف منشاري بتة لرطوبة الخلط الفاعل لها واما الاورام السوداوية فان
15
النبض فيها يكون صلبا لموضع يبوسة هذا الخلط رقيقا والمنشارية فيه ظاهرة
16
ويكون مع هذا متفاوتا بطيئا. ومما يتبع الاورام الحادثة في الاعضاء الشريفة
17
الحمى ولذلك كانت احد الدلايل الدالة عليها اذا كانت تلك الاورام مما شانها
18
ان تقيح لان ما ليس شانه ان يقيح فليس تتولد فيه حرارة غريبة كالاورام
19
الريحية او الصلبة وهذه الاعضاء على ما اعطت المشاهدة هي الدماغ والكبد
20
والرية والمعدة
266
1
والمعا الدقاق والطحال والكلى والمثانة والرحم فهذه هي جميع اجناس العلامة
2
التي يستدل منها على نوع المرض الحادث بالعضو الموف واحسبني لو لم اذكر لك العلامات
3
الخاصة بمرض عضو عضو من الاعضاء الباطنة وبالاعضاء انفسها لامكنك من تلقا نفسك
4
ان تاتي بها لاكن الاولى ان نعدد نحن من ذلك امراض الاعضاء المشهورة ونرشد الى
5
العلامة الدالة عليها فان في ذلك رياضة ما واستيفاء امور جزئية ربما لم تنطو في
6
الاقاويل الكلية ولان ايضا كثيرا من هذه العلامات ليس تدل اذا اخذت من حيث هي مفردة
7
لكونها اعم من المرض او من العضو المريض بل اذا اضيف اليها غيرها كان ايضا من الواجب
8
ان نشير الى مجموع الاعراض الخاصة بمرض مرض مثال ذلك ان الوجع الناخس في الجنب مع
9
الحمى والنفث والنبض المنشاري دليل على ورم الغشاء الذي في الاضلاع فلنبدأ بامراض الدماغ
10
واكثر امراض الاعضاء الباطنة التي تحتاج الى الاستدلال عليها هي اما اورام واما سوء
11
مزاج مادي او غير مادي. والدماغ يعرض له اصناف سوء المزاج اعني الحار والبارد
12
والرطب واليابس ويستدل على واحد واحد منها بالعلامات الدالة على غلبة ذلك
13
المزاج على الدماغ مثل حمرة الوجه والعينين وسخونة الملمس التي تدل على غلبة
14
الدم ويخص سوء المزاج الحار او البارد انهما يتبعهما الوجع المسمى صداعا
15
الا انه في المزاج الحار احد واما الرطوبة واليبوسة فليس يكو عنهما وجع بل انما
16
يكون عن الرطوبة ثقل فقط ويستدل على الرطوبة بثقل الراس وكثرة النوم وكدر
17
الحواس وعلى اليبوسة باضداد هذه الاعراض وربما كان هذا المزاج العارض للراس
18
حادثا فيه حدوثا اوليا وربما كان من عضو اخر واكثر ذلك انما يكون عن المعدة
19
ويستدل على ذلك بالصداع الذي تهيج عند تهوع المعدة او خلوها عن الطعام او
20
فساد الاغذية فيها وبالجملة ان يزيد مرض الدماغ بتزيد مرضها وينقص بنقصانها
21
وربما كان بمشاركة العرقين السبايتين كما يعتري في الصداع المسمى شقيقة
22
ويستدل على ذلك بالعلامات الدالة على امتلاء الرقبة وربما
267
1
/ كان ذلك بمشاركة جميع البدن ويستدل عليه بالعلامات الدالة على احد صنفي
2
الامتلاء ويحدث بالدماغ جميع اصناف الاورام الحارة والباردة. والاستدلال ها
3
هنا على العصو الالم وعلى المرض قد يكون من الافعال الخاصة به وذلك ان الدماغ
4
اذا اصابته مثل هذه الافة يتبعها اختلاط ذهن ملازم وانما قلنا ملازم فرقا
5
بينه وبين الاختلاط الذي يكون بمشاركة عضو اخر كالذي يعرض عن ورم الحجاب
6
فاما كيف يستدل من هذه الاعراض الداخلة على الافعال على نوع المرض الفاعل
7
لزلك فان الذي يكون منها صفراويا يعرض لصاحبه خيالات ردية ويخيل اليه كأن
8
زيبرا على ثيابه فهو يلتقطه ويصيبهم سهر. واذا انتبهوا انتبهوا مذعورين واما الذي
9
يكون عن الدم فان السهر فيهم يكون اقل ويعرض لهم ضحك وانبساط كما ان الذي
10
يكون عن الصفراء يكون مع غضب وسوء خلق. واما الذي يكون عن السوداء فان فساد
11
الذهن فيه يكون مع جزع شديد وخوف وبكاء واما الذي يكون عن البلغم فانه يكون
12
عنه تعطل في القوى النفسانية لا تزيد منكر. واما العلامة الخاصة بغلبة خلط
13
خلط من هذه الاخلاط على الاورام الحادثة في الدماغ فهي علامات غلبة الاخلاط
14
مثل حمرة الوجه والعينين وحرارة ملمسهما وعظم النبض الدال على غلبة الدم لا
15
سيما اذا انضاف الى هذا التدبير الملايم والسن والمزاج والوقت وليس ينبغي ان
16
نطالب بتكرير الشي الواحد مرارا كثيرة بل ان تكون انت ذاكرا له مما قيل
17
واما النبض الدال على هذه الاورام فيخصه من حيث هو في عضو غشائي ومن حيث
18
ان حدوثه انما يكون اولا والقوة قوية اختلاف منقطع وارتعاد المجاهدة التي
19
بين القوة وبين صلابة الشريان. واظهر ما يكون هذا العرض في الاورام الحارة
20
واما الاورام البلغمية والسوداوية فتكون فيهما هذه الاعراض اقل وبخاصة في
21
البلغمية حتى يكاد ان يقاوم اللين الذي في النبض اولا لمكان رطوبة الخلط
22
المنشارية التي فيه لمكان العضو والاغشية التي ترم في الدماغ هي
268
1
اما الغشاء الرقيق الذي في ام الدماغ واما الغشاء الذي تحت القحف وقد يرم الدماغ نفسه
2
والخطر في هذا يكون اشد والاعراض اقوى واخطر وذلك انه يتبع هذه الاورام الاسترخا
3
وربما تبع ذلك الاختناق لتعطل حركته. قالوا وقد ترم الشبكة المعروفة بالشبكة
4
العجيبة ويتبع ان يكون الوجع الذي يخص هذا الموضع ضربانيا بكثرة الشراين قالوا ومن
5
العلامة الخاصة بذلك شدة حمرة بياض العين وغلظ جفانها وثقل حركتها والحمى كما قلنا
6
شي لازم لجميع هذه الاورام الا انها في الحارة حادة وفي الباردة لينة هادية فهذه
7
هي الامراض التي تحتاج ان يستدل عليها اكثر ذلك من امراض الدماغ. واما السدر والسكة
8
والصرع وغير ذلك من امراض العصب فكلها ظاهرة للحس والقول في اسبابها قد قيل في
9
كتاب المرض. والذي بقي من امرها هو ان يقال في العلامات التي تخص سببا سببا من
10
اسباب العلة وذلك فيما يلغى منها عن اكثر من سبب واحد وفيما كان منها
11
يوجد للعضو وجودا اوليا وما كان منها يوجد باشثراك عضو اخر مثال ذلك الصرع
12
فانه قد تبين في كتاب المرض ان الخلط الفاعل له قد يكون بلغميا وقد يكون سوداويا
13
وانه قد يكون حدوثه في الدماغ حدوثا اوليا وقد يكون بمشاركة عضو اخر لكن الوقوف على
14
هذه العلامات هي منطوية بالقوة الغريبة فيما تقدم وذلك ان ما كان من هذه الامراض
15
يلغى عن اكثر من سبب واحد فالعلامات الدالة عليه هي العلامات الدالة على غلبة ذلك
16
الخلط وكذلك ما كان يلفى منها بمشاركة عضو اخر فقد قيل في وجه الاستدلال
17
عليه وذلك ان يكون ذلك العضو يزيد اعتلاله باعتلال المشارك له وينقص بنقصانه
18
وان يكون مع هذا الالم في العضو غير ملازم فان جميع هذه الاعراض تدل على
19
ان حدوث المرض بالعضو ليس حدوثا اوليا ويفرق بين اسباب الامراض التي تكون
20
عن سوء مزاج مادي وعن غير مادي ان المادي تظهر فيه علامة غلبة
269
1
/الخلط الفاعل له. واما غير المادي فان كان يسيرا فان الفاعل له تكون الاشياء
2
التي من خارج ويكون لبثه يسيرا مثال الصداع العارض من حرارة الشمس والذرب الحادث
3
عن ملاقات اعضاء الغذاء الهواء البارد. واما ما كان حدوثه ثابتا فان الفاعل له
4
في الاكثر هو المرض الغير مادي مثل حمى الدق والتشنج الحادث عن اليبس ويخص هذا
5
الصنف من المزاج ان حدوثه يكون قليلا قليلا. في العين والعلل الحادثة في
6
العين فاكثرها ظاهرة للحس وسنستوفي ذكرها عند معالجة العين والذي ينبغي ان
7
يستدل عليه من امراضها هو ما يعتري العصب الواصل اليها بالروح النفساني الذي
8
به يكون الابصار او ما يعتري الروح نفسه والعصبة الواصلة الى العين ينالها
9
المضرة اما من سوء مزاج مادي مع ورم او من سدة او من سوء مزاج من غير
10
ورم ولا سدة. وعلامة الورم فيها معلومة وهي الضربان والحمرة والحرارة والسدة
11
علامتها الثقل فقط واما سوء المزاج الحادث بها فعلامته علامة سوء المزاج المطلق.
12
ومن السدد ايضا العارضة في العين العلة المعروفة بنزول الماء وهي سدة تحدث
13
بين الطبقة القرنية والرطوبة الجلدية وامر هذه السدد ظاهر للعين وهي ذات
14
الوان فمنه ما هو ابيض ومنه اخضر ومنه ازرق وتتقدم هذه العلة حدوث
15
خيالات تعرض في العينين وان كان قد تعرض هذه الخيالات عن مشاركة المعدة لما
16
يرقى الى الدماغ من الابخرة التي فيها ويفرق بين ذلك بان الخيالات التي تكون
17
عن فم المعدة تزيد وتنقص وذلك بحسب جودة هضم المعدة وردائته. قالوا والذي
18
يعرض عن المعدة يكون في العينين على السواء. في الاذن والاذن يعرض لها
19
الامراض عن صنفي سوء المزاج المادي وغير المادي ويعرض لها السدد والاورام
20
وبالجملة الامراض التي تعم ساير الاعضاء من الاوجاع والقروح وغير ذلك
21
وعلامات ذلك هي علامات تلك
270
1
الامراض باعيانها. فالورم الحار فيها يحدث عنه وجع ناخس اذ كان في عضو
2
عصبي ونبض منشاري وعلامات غلبة الخلط الفاعل للورم فيها هي بعينها علامة
3
غلبة الاخلاط الا ان اكثر الاخلاط التي تفعل فيها الاورام هي اخلاط رقيقة لصلابة
4
جوهرها وكثافته. وربما تبع الاورام الحادثة حمى ملازمة ولا سيما اذا كان
5
الورم في اصل السماخ. ومن امراضها الخاصة بها حدوث الدوي والطنين فيها وهذا
6
انما يكون لريح هناك متموجة قالوا وربما كان ذلك لفرط ذكاء الحاسة وعلامة
7
ذلك ان لا يكون هنالك دليل من دلايل غلبة الاخلاط. في الانف والانف
8
تصيبه السدة والورم وسوء المزاج. ومن الاورام الخاصة به الورم المشتق اسمه من
9
اسم الحيوان الكثير الارجل ولن يخفى عليك علامات هذه الامراض مما سلف واما
10
الامراض التي للفم فكلها ظاهرة للحس مثل القلاع والورم والتاكل وغير ذلك.
11
في الحلق والحلق تحدث فيه الاورام المسماة ذبحة ويستدل عليها بالوجع الحادث
12
هنالك مع عسر الابتلاع وان زاد تبع ذلك عسر التنفس حتى انه ربما اطفأ ويستدل
13
على السبب الفاعل من العلامات الدالة على غلبة ذلك الخلط على الموضع والنبض
14
يكون في هذا الورم موجيا لانه في عضو عضلي. وهذا الورم يختلف بالعظم والصغر
15
وبذلك يكون اختلافه في الخطر ولا خطر ومن العلامات المحمودة فيه ان يكون
16
في ظاهر الحلق منه ولو اثر مثل انتفاخ او توجع الظاهر منه عند الحس
17
في الرية والرية ايضا تصيبها امراض عامة وخاصة فالعامة كالورم
18
والقروح وتفرق الاتصال والخاصة كالسعال والبهر ويستدل على الورم الحادث فيها
19
بعسر التنفس الشديد والحمى المطبقة لقرب هذا العضو من القلب وثقل الصدر وعلامة
20
غلبة الدم لان الورم الحادث في هذا العضو انما هو اكثر ذلك دموي لانه لرخاوة
21
جوهره لا ثبت فيه الصفراء ولملايمة الرطوبات البلغمية له لا تكاد ايضا ان
22
يحدث فيها ورم بلغمي. واما الوجع فليس له دلالة على تورم هذا العضو
271
1
/اذا كان عديم الحس والنبض فيه يكون ضرورة نبض الاورام الحارة الا ان الموجية
2
فيه ظاهرة لرخاوة هذا العضو واما تفرق الاتصال الحادث فيها فعلامته دم احمر
3
شرياني يخرج دفعة منه مقدار كثير مع سعال وذلك لسبب من الاسباب التي من
4
خارج من نزلة تحدث او ضربة على الصدر. والنفث ايضا علامة على ورم الرية
5
اعني النفث الذي يكون بالسعال وذلك ايضا اذا انضاف الى العلامات المتقدمة
6
لانه قد يكون عن الاورام الحادثة في الغشا المستبطن للاضلاع. ومن العلامات المحمودة
7
في هذه العلة اعني في ورم الرية النفث الابيض المستوي الخارج بسهولة كما
8
ان من العلامات الردية النفث الظاهر عليه غلبة لون خلط من الاخلاط وبخاصة الاسود
9
ودون ذلك الاصفر ثم الاحمر. والنفث المستدير الذي يقول ابقراط علامة ردية
10
في امراض الرية لانه يدل على فناء الرطوبة الطبيعية. واما السعال فانما يستدل
11
منه على السبب الفاعل له ولن يخفى عليك بما قد عرفت من اسباب السعال.
12
في الصدر واشهر الامراض التي تعتري الصدر هي الاورام والسدد. والاورام
13
تكون فيه في الغشاء المستبطن له وهي المسماة شوصا. والعلامات الخاصة بهذه
14
الاورام وجع ناخس ممتد وحمى حادة ونفث وسعال ونبض منشاري وقد يكون في
15
العضل الذي تحت الغشاء وهذه الاورام تسمى بذات الجنب وعلاماتها علامات الشوص
16
اعني من الوجع والنفث والحمى الا ان الاعراض فيها اضعف والخطر اقل والوجع ليس
17
بناخس اذ كان في عضو غير غشائي والنبض ليس يكون فيه منشارية بينة وقد
18
تعتري الاورام في الغشاء الذي يقسم الصدر بنصفين واعراضه هي اعراض اورام
19
الغشاء المستبطن للاضلاع سوى ان الوجع فيه يكون في اللبة وقد يرم الحجاب
20
الفاصل نفسه. واختلاط الذهن يتبع كثيرا اورام الحجاب والاغشية
272
1
في المعدة والمعدة تعتريها اصناف سوء المزاج المادي وغير المادي وتعتريها
2
الاورام والقروح. اما اصناف سوء المزاج الغير مادي فمتى كان يسيرا فسببه
3
هي الاشياء التي من خارج وهي يستدل عليها بهامثل لقاء الهواء البارد أو الاغذية
4
الباردة. واما ما كان منها متمكنا فان الاستدلال عليه يكون بظهور اعراض
5
الهرم عليها والذبول وهذا النوع من المزاج اما سوء مزاج حار يابس وهذا يفضي
6
بصاحبه الى حمى الدق واما بارد يابس وهذا يفضي بصاحبه الى الدق المسمى شيخوخة
7
وعلامة هذين المرضين هي ان تظهر في هذه العضو العلامات التي تظهر في هذين
8
المرضين باطلاق مثل ان يرق جرمها وييبس واذا رقد العليل على ظهره بدت
9
كانها حفرة وتكون جاسية الجلد ويخرج الثفل غير منهضم وبالجملة فتضعف جملة
10
قواها. واما سوء المزاج المادي في المعد فربما كان عن مادة مصبوبة في
11
تجويفها وربما كان عن مادة متشربة في جوهرها وربما تركب الامران جميعا
12
وذلك اما من خلط واحد واما من اكثر من خلط واحد مثل ان يكون متشربا
13
في جرمهاخلط صفراوي ومصبوب فيها خلط بلغمي. والخلط البلغمي اذا كان في المعدة
14
تبعه ضرورة جشا حامضا كما ان الخلط الصفراوي اذا كان في المعدة تبعه جشاء
15
دخاني. ويفرق بين الخلط المتشرب في جرم المعدة والمصبوب ان المصبوب يخرج
16
بالبراز والقيء والمبثوث ليس يخرج ويكون معه تهوع دون قيء ويخص الصفراوي
17
اختلاج الشفة وكذلك السوداوي. ومن علامات غلبة الخلط السوداوي على المعدة
18
فساد الرؤيا وخيالات في البصر وحمضة خلية سالخة للحلق ويفرق بين سوء المزاج
19
المادي منها وغير المادي بالاخلاط الخارجة اما على جهة القيء واما على جهة
20
لتبرز والبول الثخين دليل على ان سوء المزاج الذي في المعدة مادي والمعدة
21
يصيبها الاورام وذلك اما في اسفلها واما في اعلاها. والاورام التي نصيبها
22
ربما كانت حارة وربما كانت باردة وربما كانت من جنس الدبيلات وربما
23
كانت من جنس
273
1
/ الثواليل وربما كانت ريحية. وكل ورم يحدث في المعدة مما شانه ان يقيح
2
فانه يتبعه الحمى ضرورة. والوجع الناخس وبخاصة اذا كان في اعلاها فان هذا
3
الجزء عصبي منها اكثر ذلك وهو شريف لمشاركته الدماغ والقلب ولذلك ما تكون
4
الاعراض الحادثة عن اورام فم المعدة اشد خطرا من الاعراض الحادثة عن اورام
5
قعرها فان الخفقان والغشي واختلاط الذهن كثيرا ما يتبع اورام فم المعدة واما
6
الاورام الباردة فان الوجع فيها يكون افتر والحمى الين واما الثواليل الحادثة
7
فيها والدبيلات فقل ما يتبعها وجع ولا حمى وان تبعت فحمى تشبه الدق او حميات
8
مختلطة. والدليل الخاص بهذه الاورام الجشا الذي يكون في المعدة مع ضعف افعالها
9
مثل ان يخرج الغذاء غير منهضم الى غير ذلك من الاعراض وبالجملة فالعلامات
10
الدالة على غلبة الاخلاط ايضا كثيرا ما يوقف منها على الخلط الفاعل للورم
11
وكذلك ايضا المزاج والسن والتدبير وغير ذلك من الامور التي عدت فيما سلف
12
واما القروح الحادثة فيها فيستدل عليها بالحرقة التي تصيب لادنى شيء لذاع
13
يمر بها. وايضا فانه يكاد ان لا يكون في المعدة قروح الا وهي في الحلق والفم
14
في الكد والكبد يعتريها الاورام والسدد وجميع اصناف سوء المزاج
15
وعلا مة الورم فيها الحمى والسعال والوجع الثقيل وانجذاب الترقوة وبخاصة اذا
16
كان الورم في محدب الكبد والسعال والنفث وكثيرا ما تختلط اعراض ورم الاضلاع
17
باعراض اورام الكبد وذلك ان من اوجاع اورام الكبد ما ينتهي الى اسفل ضلوع
18
لخلف حيث ينتهي اوجاع الاورام الحادثة في الغشا المستبطن للاضلاع فلا يكون
19
للموضع هنا دلالة خاصة. وايضا فان الترقوة تجذب الغشا الوارم لها والسعال
20
في كليهما موجود الا ان النفث لا يكون في ورم الكبد وقد يكون في ورم الغشا
21
16
22
لاكن اذا بدى الورم يقيح فلذلك ليس في
274
1
النفث في اول الامر دلالة كافية وانما يفرق بينهما بنفس الوجع فانه يكون في
2
الشوص ناخسا ممتدا ويكون في الكبد ثقيلا وبالنبض ايضا تقع التفرقة بينهما فانه في
3
الشوص يكون منشاريا وفي الكبد موجيا قالوا وربما احس موضع الورم اذا استلقى
4
العليل حارا وذلك في اورام الكبد. قالوا وربما كان الورم في عضل الكبد ويفرق
5
بينهما بالشكل وذلك ان اورام الكبد شكلها شكل هلالي وورم العضل يكون شكله
6
مستطيلا او مربعا ويكون احد طرفيه اغلظ والاخر ارق. في الطحال
7
والطحال يعرض له اصناف سوء المزاج والورم والسدة والريح النافخة وعلامة الورم
8
الوجع الثقيل والحمى والاعراض التي تظهر في البدن عن مرض هذا العضو. وعلامة
9
السدة الثقل فقط مع اعراضه. وعلامة الريح الوجع الممتد ويتبع كما قيل اورام
10
الطحال وسدده هزال البدن. ولذلك قال ابقراط اذا عظم الطحال هزل البدن واذا
11
هزل هو اخصب البدن في الكلى والكلى يصيبها جميع اصناف سوء المزاج ايضا
12
والاورام والقروح ويخصها من الامراض هي والمثانة تولد الحصى فيها والرمل ومن
13
احد اصناف سوء المزاج الذي يعتريها العلة المعروفة بالبركار وهي علة يعرص
14
فيها شدة العطش وكثرة الاختلاف للبول مع حمى. واما الاورام الحارة فيها فعلامتها
15
الثقل المحسوس في الكليتين والوجع في القطن والحمى وعسر البول واذا اضطجع العليل
16
على الجانب الصحيح احس بالكلية العليلة كانها معلقة وذلك في قرب منتهى الورم
17
وكثيرا ما يحدث عن هذه الاورام باخرة حميات مختلطة مضطربة. واما الاوام
18
الباردة فان اعراض الحمى فيها تكون اخف وانما تتبع الحميات الاورام في الاعضاء
19
لرئيسية متى كانت تلك الاورام مما شانها ان تقيح واما الحصى الحادثة في الكلية
20
فعلامتها وجع مثقب من اول نشيها الى ان تدفعها الطبيعة فانهم زعموا ان
21
هذه الحصى انما تتولد في نفس جرم الكلية ولذلك كثيرا ما يتبع خروج هذه
22
الحصى انفجار الدم وموضع الوجع في هذه العلة مشترك لها ولوجع القولنج. وايضا
23
فان المرضين يشتركان في كثير من اعراضهما
275
1
/ولذلك تصعب التفرقة بينهما وذلك ان الغشيان والقيء يتبعان هذين المرضين كليهما
2
وسقوط الشهوة وانما تصعب التفرقة بينهما في اول المرض وذلك ان باخرة يتميز
3
القولنج باحتساس البطن وتخرج اخلاط بلغمية ورياح كثيرة اذا اراد الانسان
4
التبرز وايضا فان الحصى في الكلية تظهر معها رملية في البول لاكن الوجع في
5
الحصى يرتفع الى نواحي القطن ويلبث في مكان واحد وليس كذلك وجع القولنج
6
وايضا من العلامات القاطعة على ذلك الحقن فانه متى استعملت وجد العليل لذلك
7
خفا كما عرض لجالينوس بلا شك ان الوجع وجع قولنج. واما اذا سا ت حال
8
العليل بالحقنة فلا شك ان الوجع وجع الحصى. وانما تسوء حال العليل بالحقنة
9
لان الحقنة تملا المعا فتضغط الكلى فيشتد الوجع. واما العلامات الدالة على قروح
10
الكلى فهي الوجع في القطن مع غير ثقل ولا تمدد وخروج الدم والمدة وقشرة القرحة
11
في البول وربما خرج شبيه بفتات اللحم وذلك عندما يتاكل جرم الكليتين.
12
في المثانة والمثانة فامراضها المشهورة هي الحصى المتولدة فيها والورم
13
والقرحة وتقطير البول واسره وخروجه من غير ارادة. فاما علامة الحصى فهي
14
الوجع الحادث فيها وحكة القضيب وتوتره احيانا واسترخاوه احيانا من غير
15
سبب وفجاجة البول وبياضه والرمل الخارج مع البول وعسر خروج البول واما اسر البول وامتناع
16
خروجه فيكون اما من قبل العضو الباعث به الى المثانة وهو الكلى واما من قبل
17
السبيل الذي يجري فيها من الكلى الى المثانة ولهذين عرض عام وهو ان البول
18
يحتبس والمثانة فارغة اذا غمز عليها ويكون في الكليتين ضرورة وجع وثقل
19
وكذلك اذا كان من قبل السبيل التي يصل منها البول الى المثانة وهو الحالب
20
احس بالوجع في ذلك المكان. واما ان كان الاسر من قبل المثانة او من السبيل
21
التي يصل منها البول من المثانة ولكلي هذين ايضا عرض عام وهو ان المثانة
276
1
تكون مملوة ويخص الذي يكون من المثانة فقط انك اذا غمزت على المثانة خرج
2
البول واما الذي يكون من قبل انسداد المجرى النافذ في عمق المثانة فيستدل
3
عليه بان البول لا يخرج متى غمزت على المثانة وانسداد هذا المجرى يكون اما
4
لحصاة او لخلط غليظ او لعلق الدم او القيح او لسبب برودة تغلب عليه وقبض
5
او بسبب ورم او ثولول ويستدل على الذي يكون من الحصى بدلايل الحصى وعلى الذي
6
يكون بعلق الدم بسيلان الدم قبل ذلك وعلى الذي يكون بالقيح بخراج متقدم وعلى
7
الذي يكون من خلط غليظ او ثولول بالتدبير المناسب لذلك. وينبغي ان تعلم
8
ان هذه الاسباب قد يجتمع منها اكثر من واحد وتتركب وحينيذ يعسر تمييزها
9
لاكن الطبيب يخمن ويحدس ويستعمل العلاج اللطيف بحسب ما يغلب عليه ظنه. فان
10
انجح كان على ثقة مما ظن والا انتقل والقروح التي تكون في المثانة القشر
11
الخارج عنها يكون شبيها بالنخالة والصفايح. واما التي تكون في الكلى فان
12
القشور تكون شبيهة بفتات اللحم. في المعى والمعى تعرض فيها من الامراض
13
المرض المسمى قولنجا والقرحة والسحج وخروج الدم. فاما خروج الدم من المعى
14
فانه يكون بعد السحج وهذا الدم يخرج مختلطا مع الخراطة في اول الامر وربما
15
خرج بشيء من جرم المعا والعلامة الدالة عليه الوجع الكاين مع استفراغ الاخلاط
16
الفاعلة له وخروج الخراطة والقروح متى كانت في الامعى الغلاظ يدل عليها ان
17
الانسان يقوم للبراز في الوقت الذي يجد فيه اللذع ويكون ما يخرج منها من
18
القشور غير مخالط للبراز. فاذا كان يجد الوجع ثم يقوم للبراز بعد حين
19
فان القرحة في المعى الدقاق ويكون ما يخرج من القرحة حينيذ مخالط للبراز
20
لطول الطريق. والوجع اذا كان في المعى الدقاق احس حول السرة واذا كان في
21
17
22
المعى الغلاظ احس تحتها. فاما القولنج فان الذي يكون منه عن خلط بلغمي يستدل
23
عليه بالوجع المثقبي وبالجشى الحامض والقيء الذي يكون معه البلغم واستمساك
24
البطن الشديد الذي لا
277
1
يخرج معه ريح. وبالجملة بما يستدل به على غلبة هذا الخلط على البدن. واما ما
2
كان منه عن ريح فيستدل عليه بالوجع الذي معه تمدد ولا سيما/ ما كان من ذلك
3
يفتل المعا وانتقاله اعني الوجع الى نواحي المعى مع قرقرة تدل على الريح
4
ايضا. وكذلك ان يكون البراز خفيفا شبيها باحشاء البقر واما ما يكون حدوثه
5
عن الورم فيستدل عليه بالوجع والحمى والعطش واعراض غلبة الخلط الفاعل للورم
6
والنوع من القولنج الشديد المسمى عند القدماء ايلاوش ومعناه رب سلم هو ما كان
7
منه ذو اعراض صعبة حتى يخرج بصاحبه ان يتقيّا الزبل وهذا النوع من القولنج
8
كثيرا ما يكون عن الورم في المعا الدقاق وربما كان عن زبل متحجر فيها
9
وربما كان من خلط غليظ وربما عرض من فتق يعرض للصفاق فتخرج الامعاء
10
هنالك وربما عرض من دواء قتال وهو بالجملة كانه خاص بالمعا الدقاق.
11
في الرحم والرحم يصيبها الامراض المشتركة من اصناف سوء المزاج ولن
12
يخفى عليك مما سلف تعرف ذلك وتصيبها الاورام. وعلامة ذلك الوجع الناخس
13
والنبض المنشاري لكونها عضوا عصبيا والحمى لكونها عضوا رئيسيا. وممايخصها
14
من الامراض العلة المعروفة بالرحا وهذه العلة تصعب التفرقة بينها وبين الحمل
15
في اول الامر اذ كان يشملها من الاعراض امتساك الطمث وانتفاخ البطن والعلامة
16
القاطعة في ذلك ان يمر للمرأة زمان في مثله يحترك الجنين فلا تحس في
17
بطنها حركة والرحم كثيرا ما تصيبها الصلابة وذلك اما لاورام جاسية حادثة
18
بها من اول الامر واما عقب اورام حارة ومن هذا الجنس العلة التي تعرف
19
بانقباب فم الرحم اعني انه بقبة ورم يصلب به فم الرحم فاما اصناف سوء
20
المزاج الحادث بالرحم فيستدل عليها اذا كانت مادية بما يسيل من الرحم
21
واما اذا كانت غير مادية فيستدل عليها بالجفوف التي تكون فيها وبالجملة
22
الدلايل التي تدل على المزاج العام احد ما يستدل به على مزاج الرحم ومن هنا يمكن
23
ان تقف على الاسباب الفاعلة للعقر فيه وهنا انقضى القول في هذا الجزء من العلم
24
بحسب غرضنا والحمد لله
278
1
كتاب الادوية والاغذية
2
ينبغي ان نرسم اولا ما الدواء والغذاء وكم افعالها وكيف تفعل وبخاصة الادوية فان
3
لها افعالا كثيرة مثل الافعال التي يسميها الاطباء قوى اول وثوان وثوالث وخواص ونرسم
4
مع هذا طبايع الادوية الفاعلة بفعل فعل من هذه الافعال ثم ننظر بعد ذلك في هذه الافعال
5
التي للادوية هل يمكن ان تدرك بالقول ام سبيل ادراكها انما هي التجربة ثم نوفي ها هنا
6
بالقول اسباب ما ادركته التجربة ام فيها ما يجمع الامرين جميعا وهذا كله بعد ان
7
نسلم ما يجب تسلمه من صاحب علم الطباع فاذا فرغنا من هذا ذكرنا من اشخاص الادوية
8
والاغذية ما كثرت تجربته في البلاد الطبيعية وشهدت جماعة الاطباء له او الاكثر
9
ثم بعد ذلك نسير الى قوانين التركيب ونذكر من اشخاص المركبات اشهرها ونعرف
10
طبايعها بحسب ما تقتضيه تلك القوانين وبتمام هذا يتم الغرض في هذا الجزء فنقول
11
ان الغذاء هو الذي من شانه ان تصيره الطباع جزا من المغتذي هو هو بالنوع الجز المتحلل
12
واما الدواء فهو الذي من شانه ان تصيره الطباع جزا من المغتذي ليس هو هو بالنوع
13
الجزء المتحلل بل ذو حالة وانفعال مغاير ولذلك متي كان ورود هذه الحالة على
14
حالة مرضية مضادة لها سمي ذلك الفعل تداويا ومداواة والافعال التي تفعلها الادوية
15
في ابدان الانسان منها اول وهي الحرارة والرطوبة واليبوسة ومنها ثوان وهي
16
مثل الانضاج والتليين والتحليل والتفتيح وغير ذلك من الافعال التي سنعددها
17
عند رسمنا طبايع الادوية الفاعلة لذلك ومنها ثوالث
279
1
وهي التي تختص باعضاء ما وينبغي اولا ان نقول كيف تفعل في الابدان هذه
2
الافعال وتنفعل عنها الابدان هذه الانفعالات والوقوف على ذلك يكون / بالوقوف
3
على الجهة التي بها يغتذي المغتذي فنقول انه قد تبين في العلم الطبيعي ان
4
الاغتذاء انما يكون اولا للاعضاء المتشابهة الاجزاء وذلك بان يستحيل اولا
5
الغذاء على مراتبه في الجسم المغتذي الى رطوبة شبيهة بالرطوبة المبثوثة في
6
الاعضاء المتشابهة فتختلط بها على جهة ما تختلط الاشياء الرطبة بعضها ببعض
7
فانه ليس ها هنا وجه تخلف به الطباع به بدل ما تحلل في جميع اقطار العضو
8
غير هذا الوجه اعني الاختلاط فاذا اختلطت تلك الرطوبة استنفعت بها وشبهتها
9
بها الطباع اعني انها تجعل لها قواما شبيها بقوام العضو ويتبين هنالك
10
ان هذا الفعل انما يكون بالطبخ والطبخ بالحرارة التي في المغتذي التي هي
11
احد اجزاء الحيوان المتشابهة لا على ان الحرارة هو المحرك الاول في هذا الفعل
12
بل النفس الغاذية فان افعال الحرارة ليست محدودة ولا مرتبة نحو غاية ما
13
واذ كان هذا كله كما وضع فقد ظهر من قرب كيف نقول في الغذاء انه معتدل
14
وفي الدواء ايضا وكيف نقول في كل واحد منهما انهما خارجان عن الاعتدال
15
وان كان الاعتدال اولا ان ينسب الى الغذا كما ان الخروج عن الاعتدال اولا
16
ان ينسب الى الدواء وذلك ان الغذاء الذي في قوته واستعداده ان يستحيل عن
17
الطباع الى رطوبة شبيهة بالرطوبة الاصلية التي في الاعضاء المتشابهة الاجزاء
18
والى حرارة غريزية شبيهة بالحرارة التي في المغتذي حتى تكون هي هي من
19
جميع الوجود وذلك في المعتدل المزاج او في القريب المعتدل قيل في ذلك
20
الغذاء انه معتدل كالحال في لباب خبز البر المحكم الصنعة ولحوم الدجاج
21
15
22
الفتايا فكان مثل هذه الاغذية انما تفيد الجسم كمية اجزاء هي هي بعينها
23
الاجزاء التي تحللت
280
1
واما الاعتدال في الدواء فهو قريب من هذا المعنى لاكن يخالفه في انه ليس
2
فيه قوة في ان يخلف اجزاء مساوية في الكمية لما تحلل من بدن المغتذي ولذلك
3
ليس يمكن احد ان يغتذي بالدواء المعتدل اعني ان يستعمل منه مقدارما يستعمل
4
من الغذاء بل معنى قولنا في الدواء انه معتدل اي اذا تناول الحيوان منه مقدارا
5
غير محسوس بالاضافة الى كمية الاجزاء المتحللة من جسمه لم يحدث هنالك حالة
6
غريبة في البدن واما لو تناول الانسان من الدواء مقدار ما يتناول من الغذاء
7
لا حدث في جسمه حاله غريبة ضرورة على انه يعسر وجود دواء معتدل في جميع
8
الافعال وعلى هذا المعنى ينبغي ان تفهم ان قولنا في الدواء انه حار او بارد
9
او رطب او يابس وقولنا ذلك في الغذاء انه باشتراك الاسم فانه ليس قولنا
10
في الخمر انها حارة في الدرجة الثانية وقولنا ذلك في الزعفران مثلا بمعنى
11
واحد واذ قد تبين ما هو الغذاء المعتدل والدواء المعتدل وكيف فعلهما في
12
الابدان فقد نقدر ان نقف من ذلك على الجهة التي ينسب اليها الخروج عن الاعتدال
13
وذلك في الكيفيات الاول اعني كيف يسخن الدواء ويبرد ويرطب وييبس وذلك ان
14
الدواء الذي من شانه ان يستحيل الى كيلوس احر من الكيلوس المعتدل يحر المعدة
15
اكتر مما ينبغي والدم الذي يتولد من مثل هذا الكيلوس يكون احر مما ينبغي
16
والحرارة الغريزية التي مادتها الدم تكون ضرورة احر مما ينبغي والرطوبة
17
الاصلية التي يستحيل اليها الدم في الاعضاء الاصلية يكون احر مما ينبغي
18
فتستحر بذلك ضرورة جميع اعضاء البدن واما الدواء البارد فانما يبرد
19
بانه يستحيل في مواضع الهضم الى حرارة انقص من حرارة البدن حتى يكون
20
الكيلوس المتولد عنه في المعدة ابرد مما ينبغي وكذلك الدم والحار الغريزي
21
والرطوبة التي في الاعضاء حتى الاعضاء انفسها وهكذا
281
1
ايصا ينبغي ان تفهم الامر في الرطب واليابس والاطباء لما تخطروا فعل الادوية في
2
الابدان قرب عليهم اعطاء السبب في كيف يسخن البدن وعسر عليهم القول في
3
وجه تبريده حتى نسمع جالينوس يقول ان ذلك يكون بتقسم الدواء الى اجزاء صغار فقط
4
اولو كان الدواء البارد ليس /يحتاج في تدبيره الى اكثر من ان ينقسم فقط لكان باردا
5
بالفعل وانما هذا شيء يشتمل الدواء الحار كما يشتمل البارد وذلك ان الاشياء التي
6
من شانها ان يستحيل اذا انقسمت الى اجزاء صغار كانت اسرع لقبول الاستحالة والدواء
7
وان كان مستحيلا عن البدن فليس ينكر ان يكون البدن مع انه يحيله يستحيل
8
عنه ايضا واذا كان هذا موجودا في الغذاء فكم بالحرا ان يكون موجودا في
9
الدواء ولذلك يقال ان الشجرة المصرية كانت قاتلة فلما نقلت من ارض مصرصارت
10
غاذية وحكى ارسطو انه يوجد في بلاد الروم نهران اذا شربت الغنم من احدهما
11
ولدت خرفانا سوداء واذا شربت من النهر الاخر ولدت حملانا بيضاء وانما كان
12
ذلك كذلك لان الغذاء كما تبين في العلم الطبيعي هو من جهة ضد ومن جهة شبيه وهو ينفعل من جهة
13
شبيه وهو يفعل من جهة الضدية فهذه حال الادوية التي جرت العادة ان تسمى حارة بالقوة
14
وباردة بالقوة اي بالاستعداد الذي فيها كما يقال في شجر الصنوبر انها حارة
15
بالقوة لانه يشبه الا يكون في شيء من المركبات حرارة بالفعل اعني محسوسة
16
لنا ما عدا الحيوان وذلك لكماله فاما ساير الموجودات فهي تحتاج الى الحرراة
17
من خارج اكثر ذلك ولذلك ليس توجد الاسطقسات فيها على تعادل كوجودها في
18
الحيوان فاما الاشياء البسايط التي ليس من شانها ان تغدو اعني الاسطقسات
19
الاربعة فانها تفيد الابدان اذا لقيتها من خارج او من داخل كيفية فقط
20
ولذلك كانت
282
1
هذا اذا لقيت الابدان محركة محضة لا متحركة اذ كانت الكيفيات التي تفعل
2
بها في الابدان موجودة بالفعل كالحرارة في النار والبرودة في الثلج ولما
3
اراد الاطباء ان يخمنوا مقادير الاستعدادات التي في الادوية لما اضطروا
4
اليه من ذلك في المعالجة جعلوها درجا وذلك بالاضافة الى البدن المعتدل واقتصروا
5
على اربع مراتب فقط حار في الاولى وفي الثانية وفي الثالثة وفي الرابعة
6
وكذلك البارد واليابس والرطب الا ان الرطب فيمايظهرلا يتعدى الدرجة الثالثة ولما ما
7
يتجاوز هذا الدرج فهي سموم تفسد الابدان فهذه حال الافعال الاول من الافعال
8
8
9
الادوية ووجه فعلها وقد ينبغي ان نسير الى القول في القوى الثواني والثوالث
10
ونرسم طبايع الادوية الفاعلة لذلك ونقول مع هذا كيف تفعل هذه الافعال فنقول
11
ان الادوية من حيث هي مركبة من الاسطقسات اما ان تفعل عنها الابدان انفعالات
12
شبيهة بما فيها من القوى الاسطقسية مثل ان يحدث فيها حرارة او برودة او
13
رطوبة او يبوسة شبيهة بالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة التي فيها واما
14
ان تفعل انفعالات ليست شبيهة بما فيها من القوى الاسطقسية بل ذلك شيء تابع
15
14
16
للقوى الاسطقسية من جهة الموضع الذي تفعل فيه مثل التصليب والتليين والتسويد
17
والتحمير وغير ذلك والموضع الذي يعرض فيه هذه الانفعالات اذا كان اي عضو
18
اتفق سميت تلك الافعال للادوية ثوانيا واما اذا كان الموضع لها عضوا خاصا
19
سميت افعال ثوالث مثل الادوية التي تدر البول وتنقي الرية فاذ قد تبين ما
20
يعنون بالقوى الثواني والثوالث فقد يجب ان نرسم طبايع الادوية الفاعلة
21
للافعال المشهورة من هذه الافعال ونبتدي اولا بالثواني فنقول ان هذه الادوية
22
منها المنضجة ومنها المقيحة ومنها الملينة ومنها المصلبة ومنها المسددة
23
ومنها المفتحة
283
1
ومنها المخلخلة ومنها المكثفة ومنها الموسعة لافواه العروق ومنها المضيقة
2
القابضة ومنها المسكنة للاوجاع ومنها المحرقة ومنها المعفنة ومنها المذيبة
3
للحم ومنها الداملة ومنها المنبتة للحم ومنها الجاذبة ومنها المقوية ومنها
4
الصحية فهذه هي المشهورات من افعال الادوية التي جرت عادة الاطباء بتعديدها
5
وينبغي ان تعلم /ان الدواء الذي تنسبه الى فعل واحد من هذه الافعال ان تلك
6
النسبة له انما هي بالاضافة الى البدن المعتدل او القريب من المعتدل والطبيب
7
الناظر في هذه الصناعة اذا ورد عليه بدن غير معتدل يخمن في ذلك بمقدارما
8
يحتاج اليه من طبيعة الدوا الفاعل لذلك الفعل في ذلك البدن وللتجربة ها هنا
9
فعل كبير مثال ذلك انا متى علمنا ان الدواء المنضج هو الذي حرازته مساوية
10
لحرارة بدن الانسان فينبغي ان نتامل هذا المعنى في مزاج انسان انسان
11
ونتخير له الدواء الذي يحدس ان هذه نسبته اليه وليس يجب ان نفعل هذا في
12
المزاج بل وفي العضو فان المقيح في الفخذ غير المقيح في الاذن وهذه كلها
13
ينبغي ان تكون من الطبيب بحذا ذهنه وللتجربة كما قلنا في التخمين على
14
هذه الاشياء والحدس قوة عظيمة ولذلك ما يعظم ابقراط امر الكمية واذ قد
15
تبينت جهة المقايسة التي بين هذه الافعال من افعال الادوية وبدن الانسان
16
فقد ينبغي ان نشرع في رسم طبيعة دواء دواء من الادوية الفاعلة لهذه
17
الافعال فنقول ان النضج هو فعل الحرارة الغريزية على ما تبين في غير هذاالموضع
18
وذلك يكون على حسب مراتب الغذاء في الطبخ فنضج في المعدة ونضج في الكبد ونضج في الاعضاء
19
انفسها فاذا اتفق ان ينصب الى عضو ما او تتولد فيه مادة خارجة عن الطبع
20
اما في الكمية او في الكيفية
284
1
او في كليهما وتعفنت تلك المادة تولد ضرورة هنالك حرارة ممتزجة بين الحرارة الغريزية
2
والغريبة فان كانت تلك المادة ملايمة للنضح تقيحت ونضجت وذلك ان القيح الابيض
3
مادة متوسطة بين النضج التام وعدم النضج لحال بياضه وانما تكون المواد اكثر ذلك
4
ملايمة للنضج متى كان خروجها انما هو في الكمية واما متى كان خروجها مع
5
هذا في الكيفية فيعسر نضجها وبخاصة اذا كان خروجها الى الكيفيات الردية
6
مثل الاخلاط المحترقة وما اشبهها واذا كان هذا كله كما وصفنا وكانت الصناعة
7
في مثل هذه الحال قد يببغي ان ترفد الطبيعة لان الحرارة الغريزية في العضو
8
المنصب اليه المادة هي كالمغمورة فمن الواجب ان تكون طبيعة الدواء المنضج
9
طبيعة تفعل ذلك اعني النضج والذي بهذه الصفة هو الدواء الشبيه بالحرارة
10
الغريزية وذلك ان يكون مزاجه معتدلا في الحرارة والرطوبة او يكون مايلا الى
11
الحرارة شيا لمكان برد الحرارة الغريزية في العضو من قبل كثرة المادة فيه او
12
كيفيتها والادوية التي بهذه الصفة اذا قيلت بالمقايسة الى البدن المعتدل قيل
13
انها معتدلة واذا نسبت الى الغالب من اجزاء الاسطقسات فيها قيل انها حارة
14
رطبة وهذه الادوية هي بمنزلة الماء المعتدل الحرارة والزيت العذب اذا نطلت
15
به الاورام وبمنزلة الضماد المتخذ بالطبخ من دقيق الحنطة والماء والزيت وينبغى
16
ان تعلم ان المقيح في مزاج غيره في اخر وكذلك في عضو عضو ولذلك ما ينبغي
17
ان يخمن الطبيب لهذه في نفسه درجات مثال ذلك ان المقيح في الدرجة الاولى
18
هو هو الضماد الموصوف واكثر منه المتخذ بالخبز لموضع الملح واكثر منه
19
المتخذ بالخمير اعني ان يتخذ بالماء والزيت على حسب الضماد المتخذ من الحنطة
20
وقد يقال في الدواء المسدد انه منضج بالعرض مثل القيروطي
285
1
المتخذ بدهن الورد وذلك ان المسام اذا انسدت تسخن العضو فكان عن ذلك نضج
2
وقد يقال في الدواء انه منضج متى كان فعله في المادة فعلا يسهل به على
3
الطبيعة انضاجها او يكون انضاجها بحال افضل مثل ان يعدل كيفية المادة
4
او يلطفها وبهذه الجهة يقال في كثير من الادوية التي ترد داخل البدن انها
5
منضجة وقد يمكن ان يجتمع في الدواء الواحد الانضاج لجميع هذه الوجوه وذلك
6
اما بالصناعة في المركب واما بالطبيعة في المفرد في الملينة والادوية
7
الملينة انما يعني بها في هذه الصناعة في الاكثر المحللة للاورام الصلبة
8
/المتحجرة العديمة الحس وهذه الاورام بالجملة انما تتولد عن الاخلاط الغليظة
9
والتي بهذه الصفة هي اما مرة سوداء او بلغم غليظ او ما يتركب منهماولما
10
كانت هذه الاورام انما تتعقد وتتصلب بالبرودة وجب ان يكون التي تلينها
11
حارة لان ما عقدته البرودة فالحرارة تلينه او تذوبه ان كان مما شانه ان
12
يذوب وذلك مثل العظام والحديد ولما كان ايضا هذه الاورام عند ما تلين
13
تترطب فقد ينبغي ايضا ان تكون الادوية المبرية منها مع انها حارة فيها
14
يبوسة ما لمقاومة تلك الرطوبة والادوية التي شهدت التجربة لها بهذا الفعل
15
هي من الحرارة في نحو الدرجة الثانية او في الثالثة ومن اليبوسة في الاولى
16
وذلك مثل الاشق والمقل الازرق والميعة ومخ ساق الايل ومخ ساق العجل وشحم
17
الماعز والبقر وانما كانت هذه الادوية بهذا القدر من الحرارة واليبس لان
18
الادوية التي هي اشد حرارة ويبسا من هذه من شانها ان تحلل بعنف حتى
19
يبقى من الخلط بقية متحجرة لا تجب الى التحلل وينبغي كما سلف ان تقيم في
20
نفسك لهذه الادوية مراتب من ذلك ان الشحوم اضعف من الاشق والمقل وشحم
21
الدجاج اضعف من شحم البط
286
1
وذلك ان هذا الفعل يختلف في مزاج مزاج وعضو عضو في المصلبة واما الادوية
2
المصلبة فانه يلزم ضرورة ان تكون باردة اذ كانت الصلابة انما هي جمود والجمود
3
انما يفعله البرد فاما اشتراط الرطوبة في هذه الادوية كما يقول جالينوس
4
فلا معنى له لان الرطوبة انما شانها ان ترطب فقط لا ان تصلب ولو اشترط مع
5
البرد اليبوسة لكان اجدر لاكن هذه الكيفيتان اكثر ذلك هي منفعلة لا فاعلة
6
وانما الكيفيتان الفاعلتان للحرارة والبرودة وان كانت افعالها قد تختلف
7
بمعاونة اليبوسة لهما او الرطوبة وقد استقضى افعال هذه الكيفيات وانفعالاتها
8
في الرابعة من الاثار ولهذه الادوية ايضا عرض ومثال هذه الادوية على ما يقول
9
جالينوس هي الطحلب وحي العالم والبقلة الحمقاء والبزر قطونا وهذه وان كانت
10
مصلبة فبالبرودة لا بالرطوبة في المغرية والمسددة وهذه الادوية هي التي
11
تلحج في مسام البدن وثقبه وطبيعة ما هذا شانه يلزم ضرورة ان تكون
12
ارضية من غير لذع لان اللذع مما ينفذ به الدواء عن المجاري بسرعة او تكون
13
لزجة وذلك مثل الصموغ واما الارضي الغير لزج فمثل النشا لاكن كما قلنا هذه
14
الادوية ينبغي ان تكون ابعد شيء من اللذع ولذلك ليس يحتاج ان تكون في
15
مزاجها الا معتدلة او مايلة الى البرد قليلا فاما كيف يسدد البدن مثل هذه
16
الادوية اذا وردته من داخل فقد يمكنك ان تفهمه مما سلف عن القول في فعل
17
الدواء وذلك ان التسديد والتزليق انما تفعله في المعدة والامعاء بالكيلوس
18
المتولد فيها عنها وكذلك في الكبد وتفعله في العروق بالدم المتولد عنها وتفعله
19
في الاعضاء انفسها بالرطوبات المتولدة فيها عنها والادوية المسددة تختلف
20
في فعلها باختلاف امزجة الاعضاء حتى التمر فيها حكوا
287
1
مسدد للكبد ومفتح للسدد في الرية في الادوية الفتاحة والجلاة وهذه الادوية من
2
جنس واحد وانما تختلف بالاقل والاكثر فما كان من الادوية انما يجلوا الوضر
3
الذي على ظاهر البدن ويغسله من غير ان تكون فيه قوة على ان تنفذ في المسام
4
وتفتحها قيل انه دواء جلا بمنزلة ما العسل وبزر البطيخ ودقيق الفول والشعير
5
وما كان من هذه الادوية بالجزء الناري الذي فيه ينفذ في المسام فهي المسماة
6
فتاحة وهذه الادوية منها ما تفعل في ظاهر البدن اكثر مما تفعل في باطنه
7
ومنها ما تفعل في باطن البدن اكثر مما تفعل في ظاهره ومنها ما تفعل في
8
الامرين معا اما الادوية التي تفعل في ظاهر الجسم هذا الفعل فهي الادوية
9
البورقية التي ليس في جوهرها غلظ وذلك انها للطافتها تنفذ في ظاهر الجسم
10
واما اذا وردت هذه الادوية البدن فانها للطافتها وسعة المسام التي في داخل
11
البدن ينفذ فيها من غير ان يذهب /بالاشياء اللاحجة التي فيها فان اجتمع في
12
الدواء مع التفتيح قبض وغلظ الجوهر فعلت في المسالك التي في باطن الجسم وذلك
13
ان بالارضية التي فيها والغلظ يكون كالالة للقوة الفتاحة التي فيها لتنقية
14
تلك المسالك وكذلك القبض تثبت الادوية في تلك المسام حتى تفعل فعلها
15
ولن يخفى عليك كيف هذا الفعل للدواء في داخل البدن مما سلف واما هذه الادوية
16
متى وضعت على ظاهر الجسم فلمكان القبض الذي فيها والارضية وضيق المسام التي
17
في ظاهر الجسم ليس يكون لها فيه نفوذ ولذلك صار الافسنتين مفتح لسدة الكبد
18
غير مفتح لمسام الجسم من خارج لمكان القبض الذي فيه والادوية التي بهذه
19
الصفة هي ضرورة مرة الطعم قابضة قبضا ما واما الادوية التي تفعل الامرين
20
جميعا فهي المتوسطة بين طبيعة هذين
288
1
وهذه هي الادوية التي فيها مرارة مع بورقية ظاهرة من غير قبض مثل السوسن
2
الاسمانجوني والشيجي وغير ذلك وينبغي ان تعلم ان المفتح في عضو غير المفتح
3
في عضو اخر ولذلك ينبغي ان يخطر ببالك لهذا الفعل درجا على ما ينبغي ان تفعله
4
في ساير الافعال التي للادوية والقوى في المخلخلة ولما كان التخلخل انما هو
5
زيادة في كمية العضو المتخلخل والزيادة في الكمية انما تكون باستحرار العضو
6
لزم ضرورة ان تكون الادوية المتخلخلة مسخنة لاكن معتدلة في السخونة لان
7
الادوية الحارة الشديدة الحرارة تستفرغ وتيبس ولا يكون ايضا مع هذا فيها
8
غلظ جوهر لان الحرارة التي في مادة غليظة ناكية وان كانت يسيرة والادوية
9
التي بهذه الصفة هي البابونج والخطمي والزيت العتيق في المكثفة واما المكثفة
10
فهي ضد المخلخلة اعني انها باردة وذلك ان العضو اذا برد صغرت كميته
11
لقربه بالبرد من طبيعة الارض كما انه اذا سخن عظمت كميته لقربه من طبيعة
12
الهواء فانه ليس تزيد الكمية يكون بشيء من خارج ولا نقصانها يكون بتحلل
13
شيء منها ابدا وهذا قد لاح في العلم الطبيعي والادوية التي تفعل هذا الفعل
14
هي بعينها المصلبة لاكن التكاثف انما تفعله اولا فان طال لقاؤها للعضو
15
صلبته وربما احدث فيه موتا وذلك اذا طالت مجاورتها له وذلك في الغاية
16
واما الادوية الموسعة لافواه العروق فهي ادوية حارة المزاج جدا غليظة الجوهر
17
وهي من جنس الادوية المفتحة الا انها اقوى منها فكان هذه الادوية في ثلث
18
مراتب جلا ومفتح وموسع لافواه العروق الا ان حرارة هذه الادوية اعني
19
المفتحة ليست ينبغي ان تكون محرقة فان الاحراق المكثض وهذه الادوية هي بمنزلة
20
الثوم ومرارة الثور ودهن الاقحوان
289
1
في القابضة المضيقة لافواه العروق وهذه الادوية هي ادوية في طبعها باردة ارضية
2
شديدة اليبس ولذلك كان طعمها قابضا وذلك ان جمع افواه العروق انما يكون
3
بالبارد الارضي لان البارد الغيرالارضي ضعيف الفعل وهذا هو الفرق بين المكثف
4
والقابض اعني ان المكثف يكون في جوهر لطيف والقابض في جوهر غليظ وامثلة
5
هذه الادوية هي العفص والجلنار والاقاقيا وغير ذلك في المسكنة للاوجاع فنقول
6
ان الدواء المسكن للوجع يقال على جهات احدها الذي يرفع سبب الوجع والثاني
7
الذي يخدر الحس بمنزلة الافيون والثالث الذي يفعل في العضو الوجع فعلا مضادا
8
للسبب الموجع وهذا هو المسكن بالحقيقة لان الاول يدخل فيه اجناس كثيرة من الادوية مثل
9
الادوية التي تسهل والادوية التي تقطع الاخلاط وتنضجها والثاني ليس مسكنا الا
10
بنوع العرض وذلك انه يحدث في العضو خدر ما وعسر حس ولذلك كان استعمال
11
مثل هذا غير مامون الا في المواضع التي يضطر اليه كما سنبين في حيلة البرء
12
واما النوع الثالث فهي المسكنة بالحقيقة اذ كان ذلك امرا يخصها اعني انها
13
تفعل في العضو فعلا مضادا لفعل السبب الموجع ولذلك ما يلزم ضرورة ان تكون
14
هذه الادوية اما معتدلة وفي /طبيعة الحار الغريزي واما احر بقليل وذلك
15
بحسب ما يبرد الحار الغريزي في ذلك العضو او يتبدد وبذلك امكن ان يسكن الاوجاع
16
التي اسبابها امور حارة وباردة تسكينا واحدا وذلك بزيادتها في الحرارة
17
الغريزية التي هي الة الطبيعة في الشفا والبرء فتستوي الطبيعة على ذلك السوء
18
مزاج الفاعل للوجع فتكسر منه او تسكنه وتذهبه وينبغي مع كون هذه الادوية
19
في هذه الدرجة ان تكون لطيفة غواصة
290
1
سريعة الاستحالة الى الحرارة الغريزية وايضا فانها تعين على الانضاج بالتلطيف
2
ولذلك قد نرى في هذه الادوية انها تسكن الاوجاع بجهتين اما الجهة الاولى
3
فبانمايها الحار الغريزي واما الثانية فباعدادها الخلط الفاعل للوجع الى النضج
4
وسهولة الانفعال عن الطبيعة ولذلك كان ابلغ الاشياء في هذه الادوية الشحوم
5
والادهان كشحم الدجاج وافضل منه شحم الاوز كما يقول جالينوس واما من الادهان
6
فدهن محاح البيض والزيت المسخن سخونة يسيرة له في هذا فعل ليس بالدون واما
7
ساير الادوية الباردة والمسددة ايضا تزيد في الاوجاع بمنعها ما يتحلل من العضو
8
واما المسخفة فتفارق هذه بانها اغلظ جوهرا منها قليلا وبذلك صار لها
9
التفتيح للمسام مع تخلل العضو ولاكن بالجملة طبيعتها قريية من طبيعة
10
هذه الادوية في المنبتة للحم وهذه الادوية ينبغي ان يكون فيها جلا يسير
11
وتخفيف اما الجلا فللوضر الذي في القروح واما التخفيف فللرطوبة فان في هضم
12
كل واحد من الاعضاء توجد هاتين الفضلتين اعني الغليظة واللطيفة في الداملة للقروح
13
واما الادوية الداملة فهي ادوية تحتاج ان تكون ادوية قابضة مجففة باعتدال
14
وذلك ان الجسم الذي ينبغي ان تخلفه الطبيعة بعد نبات اللحم هو الجلدوالجلد
15
ايبس من اللحم فلذلك ما ينبغي ان تكون هذه قوية التجفيف بمنزلة العفص
16
والجلنار في المحرقة واما الادوية المحرقة فهي في مزاجها في غاية الحرارة
17
وهي مع هذا غليظة الجوهر وذلك انها اذا كانت بهذه الصفة فعلت في الجسم
18
ما تفعل الجمرة الملتهبة في الاكالة للحم والمذيبة له وهذه الادوية مفنية
19
للحم الا انه ليس تفعل ذلك بظهور احراق بين فيها كما تفعل الادوية المحرقة
291
1
وذلك لقلة حرارتها عن حرارة الادوية المحرقة ولطافة جوهرها والمذيبة للحم
2
اضعف فعلا من المعفنة وانما سميت عفونية لان تاكل اللحم انما يكون ضرورة
3
عن حرارة غريبة والغريبة هي عفونية ما ضرورية والادوية المعفنة هي بمنزلة
4
الزرنيخ الاحمر والاصفر والادوية المذيبة للحم تستعمل في انبات اللحم في
5
القروح التي فيها لحم زايد كما ان المعفنة تستعمل في الاواكل في الجاذبة
6
والجذب قد يكون بالكيفية الاولى وقد يكون بخاصة والفرق بينهما ان الجذب
7
بالكيفية الاولى يكون لاي شي اتفق واما جذب الخاصة فانه يكون لشيء
8
بعينه مثل جذب حجر المغنطيس للحديد فقط والجذب بالجملة كيف ما كان
9
انما يكون بالحرارة وسنخلص بعد الافعال التي تسى خواص من غيرها من
10
الافعال والادوية الجاذبة بالكيفية الاولى بما هي كيفية مطلقة اعني الحرارة
11
12 13
12
بما هي حرارة صنفان صنف يجذب بحرارة طبيعية بمنزلة المشكطرامشيع ووسيخ
13
الكور وصنف يفعل ذلك بحرارة عفونية بمنزلة الخمير وخرو الحمام واما
14
الادوية البازهرية والمخلصة باكثرها انما تفعل ذلك بجملة جوهرها وتلك
15
هي الخاصة وقد تفعل ذلك بعضها بالكيفيات الاولى التي فيها اذا كانت مضادة
16
للكيفيات الحادثة عن السموم فان السموم ايضا تنقسم هذا الانقسام اعني فيها
17
ما هي سموم بكيفيتها الاولى ومنها ما هي سموم بجملة جوهرها وسنفصل هذا
18
فيما بعد وقد يقال ادوية مصحة وحافظة على الادوية التي تمانع التعفين
19
وذلك اما بتفتيحها السدد واما بمضادتها للعفونة او بكليتهما واما
20
الادوية المقوية للاعضاء فهي الادوية الشبيه مزاجها بمزاج العضو في جملة
21
جوهره
292
1
/ولذلك قيل ان كل عضو فهو مقو عضوا مثله لاكن الادوية المقوية من جهة ما هي
2
ادوية مقوية فقد ينبغي ان تكون حرارتها اشف من حرارة العضو بقليل وكذلك
3
ينبغي ان تكون في اليبس فان الاعضاء انما تسترخي وتضعف بالبرودة والرطوبة وذلك
4
في الاكر وبخاصة الاعضاء الفاعلة وبالجملة انما يضعف فعل العضو في الاكثر
5
من الجهة التي هو معد ان يدخل عليه منها الفساد ولذلك ما ينبغي ان تكون طبيعة
6
الدوا المقوي في عضو عضو مضادة للجهة التي منها يدخل الفساد على العضو في
7
الاكثر مثال ذلك ان الادوية المقوية للكبد ينبغي ان يكون اليبس فيها ظاهرا
8
بخلاف الادوية القلبية والمقوي قد يكون بجملة جوهره مثل الذهب للقلب والدر
9
له وقد يكون بالكيفيات الاولى والثواني مثل القبض الذي في الورد والمرارة
10
والعطارة في الادوية العطرة دليل على الادوية المقوية للاعضاء الرييسة وخاصة
11
لما شهدت بذلك التجربة وبخاصة القلب ولذلك كان المسك يفوق في تقوييته
12
ساير الادوية العطرة لكونه اكثرها عطارة فهذا هو القول في طبايع الادوية
13
التي تصدر عنها هذه الافعال الثواني وقد ينبغي ان نقول في طبايع الادوية
14
التي لها افعال ثوالث فنقول ان هذه الادوية منها المفتتة للحصى ومنها المولدة
15
اللبن ومنها المدرة للطمث ومنها المولدة للمنى ومنها القاطعة للمنى واللبن
16
ومنها المنقية للصدر فاما الادوية المفتتة للحصى فهي في طبيعتها على ما
17
زعم الاطباء حارة حرارة يسيرة لان الحرارة القوية شانها التصليب والتحجيروهذه
18
حال الحرارة الغريبة العاقدة للحصى وينبغي ان تشترط في كونها حارة حرارة
19
يسيرة ان تكون رطبة بالاضافة الى الحرارة العاقدة للحصى
293
1
لطيفة فان ما عقدته الحرارة واليبس فانما تحله البرودة والرطوبة اعني ها
2
هنا بالبرودة حرارة انقص من الحرارة العاقدة وكذلك اعني بالرطوبة وذلك
3
ان هذه الادوية انما تفعل في الحصى فعلا هو فيها شبه نضج ما فتقسمها
4
الحرارة الغريزية وتدفعها ومثال هذه الادوية هي الهليون والحمص واللوز
5
ولست امنع ان يكون هذا الفعل لدواء بجملة جوهره واما الادوية المدرة للبول
6
فينبغي ان تكون حارة لطيفة لان بالحرارة اللطيفة تعين القوة الجاذبة التي
7
في الكليتين على جذب المايية وتعين ايضا المميزة التي في الكبد على تمييز
8
المائية قالوا والادوية التي فيها دفر مما تلايم لجملة جوهرها هذه الاعضاء
9
9
10
اعني اعضاء البول وذلك كالكرفز والرازيانج والذوقو واما الادوية التي تدر
11
اللبن فهي ما كان منها يسخن الاخلاط البلغمية ويعين القوة الهاضمة في الاعضاء
12
الى احالتها الى الدم وقد يدر اللبن الاغذية وهي احق بهذا الفعل والاغذية
13
التي من شانها ذلك هي الاغذية التي تتولد عنها كيموسات معتدلة حرارتها
14
ورطوبتها مساوية لحرارة الدم ورطوبته واما الادوية المدرة للطمث مما يرد
15
البدن فهي من جنس الادوية المدرة اللبن الا انها تحتاج ان تكون اسخن منها
16
لمكان يتفتح افواه العروق وتلطيف الدم وتقطيعه ولهذا متى كان هذا العرض
17
يسيرا اعني امتساك الطمث كفت في ذلك الادوية المدرة اللبن واما اذا انقطع
18
انقطاعا بينا فليس يكفي في ادراره الا امثال الفودنج المشكطرامشير والقسط
19
والسليحة والزراوند واما الادوية والاغذية التي تدر المني فهي الحارة الرطبة
20
النافخة اعني التي يتولد منها في الشرايين نفاخات وروح كثير بمنزلة
294
1
الحمص والبصل وحب الصنوبر والسقنقور واما الادوية المنقية للصدر والرية
2
المعينة على نفث ما فيها من المدة فينبغي ان يكون فيها انضاج ما وتقطيع
3
لطيف ليس بحرارة قوية لان لا تصلب وقد تكون الادوية المعينة على النفث
4
الادوية التي /فيها لزوجة وغلظ وذلك عندما يكون عسرالنفث لرقة المادة وتفرقها
5
على الهواء الدافع لها في السعال الى خارج والادوية التي تنضج وتلطف هو مثل حب
6
الصنوبر الطري والزبد مع السكر واللوز وينبغي ان نتذكر دايما ما لم ازل اذكره لك من ان
7
هذه الادوية تختلف افعالها في الكثرة والقلة وذلك بحسب مزاج مزاج وعضو عضو
8
ولهذا ما ينبغي ان تكون في نفس الطبيب مدرجة والسبيل الى الوقوف على ذلك
9
يكون في الاكثر بالتجربة فانه ليس يمتنع ان يوجد كثيرا من هذه الافعال لادوية
10
ما بخواص فيها واذ قد قلنا في قوى الادوية الاول والثواني والثالث وقلناكيف
11
تفعل وما طبايعها فقد ينبغي ان نعطي الفرق بين الادوية التي يقال فيها انها
12
تفعل بخاصتها وهي التي يعني الاطباء بجملة الجوهر وكيف تفعل فاقول ان افعال الدوا
13
على ضربين اما افعال تنسب الى القوى الاول من القوى الاسطقسية بما هي
14
تلك القوى مثل التسخين للحرارة والتبريد للبرودة فان ذلك شيء ذاتي لهما
15
وتابع لجوهرها وكذلك التقطيع والتلطيف وغير ذلك من الافعال الثواني والثوالث
16
ولهذا امكن بالقول توفية اسباب هذه الافعال واما الضرب الاخر من افعال الادوية
17
فلسنا نقدر ان ننسبها الى قوة اولى من قوى الاسطقس نسبة ذاتية مثال ذلك
18
جذب المغنطيس للحديد فان الجذب بما هو جذب وان كان منسوبا الى الحرارة فانه
295
1
ليس بما هو جاذب مطلق عرض له ان جذب الحديد بل بما هو جاذب ما وهي
2
النسبة والموافقة التي يشبه وبين حجر المغنطيس وهذه النسبة والموافقة انماتحدث
3
عن مقادير اختلاط الاسطقسات فيهما ومن كميتها اعني في الجاذب والمجذوب
4
ولذلك امكن ان توجد في الشيء الواحد خواص لا نهاية لها وذلك بالاضافة الى
5
موجودات لا نهاية لها وكان هذا الفعل عرضيا للقوى الاول من القوى الاسطقسية
6
التي في ذي الخاصة ومعنى ذلك انه ليس ماخوذ في جوهرها ولهذا مالم يمكن
7
ان يتحصل بالقول ذلك المقدار من الاختلاط الذي عنه يحدث ذلك الفعل في
8
ذلك الموجود على ما شان الافعال التي من قبل الهيولي الا تنضبط بالقول فهذا
9
هو معنى الخاصة وجملة الجوهر ويعنون بالمزاج الصنف الاخر من الافعال فاما باي
10
نوع من هذه الافعال تفعل الادوية المسهلة فهو من الظاهر ان فعلها ذلك انما هو بالجذب
11
من جهة انها اذا شرب الدواء الواحد منها اخرج بالاسهال خلطا خاصا به في اي
12
موضع كان ذلك الخلط من البدن سواء كان في اسفله او اعلاه مثال ذلك انا
13
اذا سقينا السقمونيا لمن به نملة في رجله كان شفاه على المكان واذا كان
14
ذلك كذلك فلم يكن المحرك للخلط الصفراوي المستمكن الى خارج غير الدواء وذلك
15
ضرورة على جهة الجذب وليس يوجد للادوية هذا المعنى فقط اعني انها تجذب
16
اخلاطا خاصة بها مثل ما تجذب السقمونيا الصفراء وحجر اللازود السوداء بل
17
وبعضها انما يجذب من اعضاء خاصة مثل ما تجذب الصموغ من الوترات والمفاصل
18
الاخلاط البلغمية الغليظة ويشبه ان يكون للدواء مع فعل الجذب فعل في تمييز
19
الاخلاط وتصييرها بالفعل فان الاخلاط كما قلنا انما هي اكثر ذلك
296
1
موجودة في الدم بالقوة واذا انجذبت الاخلاط من طريق الغذاء الى المعى والمعدة
2
تحركت القوة الدافعة لاخراجها وغير ممتنع ان يكون للقوة الدافعة التي في
3
العضو الذي فيه الخلط معونة على فعل الدواء في ذلك الخلط اعني ان عندما
4
يبتدي الدواء يجذب ذلك الخلط تتحرك القوة الدافعة الى دفعه ولذلك اذا افرط
5
فعل القوة الدافعة حدث عن ذلك استفراغ شديد وبين انه ليس يكون الجذب الا
6
بانفتاح افواه العروق وانفتاح افواه العروق انما تكون بالحرارة وكذلك
7
الجذب ولهذا كله/ ما يظهر ان الادوية المسهلة انما تفعل بحرارة فيها خاصة
8
تجذب ذلك الخلط لكن قد يسئل سايل فيقول لو كان في طبيعة السقمونيا مثلا
9
ان تجذب الصفراء فقط كما في طبيعة حجر المغنطيس ان يجذب الحديد فقط لما
10
امكن فيها اذا تنوول منها اكثر من شربة واحدة ان تسهل جميع الاخلاط وقد
11
يشهد الاطباء انه اذا تنوول منها مقدار اكثر اسهلت الصفرا ثم البلغم ثم
12
السوداء ثم الدم لاكن ينحل هذا بان الحرارة التي في الدواء المسهل الذي بها
13
تجذب ليست موجودة بالفعل في الدواء كحالها في حجر المغنيطس اعني الصورة
14
المزاجية التي بها يجذب بل انما تستفيد تلك الحرارة من البدن واذا كان
15
ذلك كذلك فاذن البدن انما يفعل تلك الحرارة في الدواء في كمية محدودة
16
منه ولذلك متى تنوول منه اي كمية اتفقت لم يلبق لها هذا الفعل وكان
17
جذب الدواء لخلط بعينه انما هو في الادوية التي شهدت التجربة انها تخرج
18
خلطا واحدا فقط لان ها هنا ادوية كثيرة تخرج اخلاطا مختلفة كما يقال
19
ذلك في الغاريقون وايضا فان الاخلاط كلها هي قريب ان تكون من جنس
20
واحد ولذلك ليس ممتنعا ان يكون الدواء المخصوص بخلط ما اذا ضعفت الكمية
297
1
اسهل خلطا اخر ولذلك ما يزعمون ان الادوية التي تجذب السوداء قد تجذب الاخلاط
2
البلغمية التي ضارعت السوداء واما السموم فان فعلها في البدن يكون بجميع
3
ضروب افعال الادوية اعني ان بعضها يفعل ذلك بكيفيات اول مثل الافيون
4
4
5
الذي يخدر ببرده ولذلك يمكن في مثل هذه اذا تنوول منها اليسير وحجبت ان تكون
6
ادوية وبعضها تفعل ذلك بجملة جوهره اعني انه يحيل بدن الحي كالذهب
7
المكلس وهذه فليس يمكن ان تستعمل في المداواة اصلا وبعضها يقتل بشدة
8
5 6
9
جذبه الاخلاط حتى انه يخمق كما يقال في الخربق الابيض وبعضها يسهل
10
الدم واما البازهرات فتفعل الشفا من هذه بمثل هذه الافعال بعينها اعني ان
11
بعضها تحيل بكيفياتها كيفيات السموم وذلك اذ كانت مضادة لها وبعضها تفعل
12
ذلك بجملة جوهرها وبعضها يفعل ذلك بالجذب وهذه البازهرات انما تكون
13
شافية متى تنوولت وفي البدن حال خارجة عن الطبع من احد السموم وذلك انما
14
تفعل حينئذ في البدن فعلا مضادا لفعل السم فيكون عن ذلك برء بالعرض
15
ولذلك متى تناولها الصحيح في جنس واحد كانت سما ومن هنا قال الاطباء
16
انها متوسطة بين السموم والادوية والمتوسط انما يفهم منه اكثر ذلك انه
17
في جنس واحد هو والاطراف وما كان من جنس واحد فهو شبيه وليس الامر
18
كذلك في البازهريات والسم ولذلك الاولى ان نقول ان البازهرات في غاية
19
المضادة للسم فان الضد انما شفاؤه ابدا في كل حال الضد وانما السبب في ان
20
تقتل البازهرات اذا تناولها الصحيح انها انما تفعل الشفا في بدن الحي
21
اذا كان به مزاج
298
1
سمي وكان هذه الادوية لها فعلان اثنان في بدن الانسان فعل سمي وذلك
2
اذا تنوولت من غير ان يكون في البدن فعل سمي وفعل مخلص وذلك اذا تنوولت
3
وفي البدن مزاج سمي فكانها سموم من جهة وادوية من جهة اخرى لانها
4
ادوية من جهة انها سموم وذلك انه ليس ينكر ان تختلف افعال الفاعل
5
الواحد باختلاف احوال موضوعاته فيكون الدواء الحافظ اذا ورد البدن الصحيح كان
6
سما واذا ورد البدن المسموم كان شافيا فهذا هو القول في جميع ما يحتاج اليه
7
من افعال الادوية التي شوهدت وكيف فعلها وقد بقي علينا بعد من هذا
8
القول ان ننظر هل يمكن ان ندرك بالقياس هذه الافعال للادوية التي لم تجرب
9
ام انها سبيل العلم بوجودها لشخص شخص من اشخاص الادوية التجربة ام فيها
10
ما جمع الامرين وان كان فيها ما جمع الامرين فهل الطرق التي افاد
11
الاطباء في ذلك كافية ام لا /فنقول ان افعال الادوية كما سلف من قولنا
12
تحصر في اربعة اقسام افعال اول وثواني وافعال ثوالث وفعل بالخاصة واما الغذا
13
فانما له فعل واحد وهو التغذية والاغذية الطبيعية انما ملاءمتها لنا في
14
جملة جوهرها ولذلك الفحص عن امرها هل يمكن ان يدرك بقياس يشمله الفحص
15
عن الخاصة فنقول ان المقاييس التي تعطي وجود الشيء هو صنفان اما قياس يعطي
16
وجود الشيء وسببه معا وذلك ان يكون الحد الاوسط فيه سببا لوجود المطلوب
17
في ذاته وسببا لعلمنا به واما قياس
299
1
يعطي وجود الشيء فقط وذلك اذا كان الحد الاوسط فيه سببا لعلمنا فقط
2
بالمطلوب لا لوجوده وهذا صنفان اما ان يكون الحد الاوسط فيه امرا متاخرا عن
3
المطلوب واما ان يكون كليهما امرين متاخرين عن شيء واحد بعينه وهذه
4
الافعال للادوية انما يمكن الوقوف عليها ان امكن باحد هذين الصنفين اعني
5
اما برهان السبب واما برهان الوجود او تكون المقاييس التي تنتج وجود هذه
6
الافعال مركبة من هذين الصنفين من المقاييس اعني ان تصير اولا من الامور
7
المتاخرة الى المتقدمة التي هي اسباب لافعال تلك الادوية ثم نسير
8
بعد ذلك من تلك الاشياء التي هي اسباب الى تلك الافعال التي هي متاخرة
9
فيكون الصنف الاول من المقاييس من اصناف الدلايل والصنف الثاني من
10
اصناف البراهين المطلقة وهذا كله بين لمن زاول صناعة المنطق
11
ادنى مزاولة واذا كان هذا كله كما وصفنا فلنجعل فحصنا اولا عن
12
الخاصة فنقول انه ان امكن ان يكون سبيل لنا الى العلم بوجودها بالاضافة
13
الى شيء ما كانك قلت بالاضافة الى بدن الانسان اذ كان هو المفحوص عنه ها هنا
14
فانما يكون ذلك ضرورة باحد امرين اما ان تكون الطبيعة الصادرة عنها ذلك الفعل
15
محصلة عندنا بالمعرفة بها وذلك اما بمعرفة اولى واما بدليل واما ان يكون ها هنا
16
اشياء متاخرة عن تلك الطبيعة حتى تكون هي والخاصة متساويتان في الحمل
17
وتكون مع هذا تلك الاشياء المتاخرة اعرف من الخواص عندنا ومما يمكن بيان الخواص
300
1
بها من غير متوسط فان هذه الانواع من الدلايل وان كانت من انواع ما من العرض
2
فهي صادقة وبودنا لو اتفق لنا في مثل هذا المطلب مثل هذه الدلايل وهو
3
ظاهر مما قيل في رسم الخاصة ان تلك الطبيعة التي بها تفعل غير محصلة عندنا
4
اذ كانت الخاصة انما هي فعل ما صادر من موجود في موجود بالاضافة مقادير
5
الاسطقسات في احدها الى الاخر وبين ان ذلك المقدار ليس يمكن ان يدرك
6
بالقول ولا يوقف منها على اكثر من هذه المعرفة الغير محصلة ولا ايضا يمكن ان
7
يكون ها هنا عرض خاص يدل على هذه الطبيعة دلالة محصلة ولا غير محصلة
8
الا الخاصة نفسها اذا احست فانها تدل كما قلنا على هذه الطبيعة دلالة
9
مجملة واذا لم يمكن ذلك فليس يمكن ايضا ان يكون في ذي الخاصة عرض
10
مساوي للخاصة يدل عليها ويكون اعرف عندنا منها لان هذا انما كان يتفق
11
لو كان ها هنا عرض يدل دلالة محصلة على الطبيعة التي بها تفعل الخاصة ولكون
12
الخاصة انما هي تابعة لموجود موجود امكن ان يوجد في الشيء الواحدخواص لا نهاية
13
لها وما لا نهاية لها فلا سبيل الى تحصيله بالقول ولا الى وجود خواص ودلايل تدل
14
بالذات على هذه الطبيعة لان ما بالذات انما يوجد للشيء من قبل صورته كما ان ما
15
بالعرض انما يوجد له من قبل الهيولي واذ كان هذا هكذا فلا سبيل للوقوف على
16
وجود الخاصة في ذي الخاصة غير الحس ثم نوفي سبب ذلك على النحو الذي يمكن
17
في ذلك واذ قد تبين من الخاصة انها لا تدرك بالقول فلننظر في الافعال الاول
301
1
من افعال الادوية هل يمكن ايضا ان تدرك بالقياس ام لا فنقول ايضا ان السبيل
2
الى الفحص عن ذلك هي تلك السبيل بعينها التي سلكناها في الفحص عن الخواص
3
وذلك انه ان امكن ان تدرك بالقول الدواء المعتدل او الخارج عن الاعتدال الى احد
4
الكيفيات فانما يكون ذلك ضرورة /بتحصيل الطبيعة الفاعلة لذلك ومعنى قولنا
5
في الدواء انه حار او بارد او معتدل انما هو ان في طبيعته واستعداده اذا
6
استحال عن بدن الانسان ان يقبل بدن الانسان عنه كيفية نسبتها الى الكيفيات
7
الطبيعية الموجودة في بدن الانسان هذه النسبة اعني نسبة الاعتدال او الخروج
8
عن الاعتدال واذا كان ذلك كذلك فاي طبيعة هي هذه الطبيعة ليت شعري التي
9
في استعدادها ان يقبل بدن الانسان عنها انفعالا من هذه الانفعالات والى
10
اي شيء نقايسها من حيث هي موجودة بالفعل اعني الى اي شيء نقايس مقادير
11
الاسطقسات التي فيها فان هذا الفعل انما هو بالمقايسة الى بدن الانسان
12
ولذلك ما قد يظهر ببادي الراي ان هذه المقايسة ينبغي ان توجد بين مزاج
13
الدواء او الغذاء وبين مزاج الانسان حتى يكون الدواء او الغذاء الذي مقادير
14
الاسطقسات فيه على كمية مساوية لوجودها في الانسان هو المعتدل ويكون
15
الخارج عن الاعتدال الى احد الاطراف هو الزايد عليه او الناقص عنه في ذلك
16
الطرف الا ان هذا متى لزمناه لزم الا يكون ها هنا غذاء معتدل للانسان الا
17
لحم الانسان ويكون مزاج الدجاج مثلا مساويا لمزاج الانسان وليس مزاج الدجاج
18
بل مزاج الجدي وغير ذلك من الاغذية المعتدلة وايضا فانه لا يكون ها هنا
19
نبات معتدل فضلا عن
302
1
ان يكون احر من الانسان فانه يظهر ان الحيوان بالجملة احر من النبات ولذلك ليس
2
يحسن في النبات حرارة بالفعل واذا لم يكن تحصيل هذه الطبيعة من هذه الجهة
3
اعني الطبيعة والمزاج الذي به يفعل الدواء هذه الافعال فلعل ذلك يمكن من جهة
4
مقادير الاسطقسات في الدواء نفسه حتى يكون الدواء الذي الحرارة عليه في ذاته اغلب
5
هو الدواء الحار والذي عليه البرودة اغلب هو البارد وكذلك في الرطوبة واليبوسة
6
وذلك ان الذي النارية مثلا اغلب على اجزايه قد يظهر انه هو اكثر استعدادا لان تتولد
7
عنه حرارة اكثر وبالعكس كما ترى ذلك يعتري في الكباريت وغير ذلك لاكن هذا ايضا
8
وان كان يلفى فيه الامر هكذا في اشياء كثيرة فهو ايضا ينكسر بان ها هنا اشياء هي
9
في مزاجها احر وهي بالاضافة الى بدن الانسان اذا استعملها ابرد وكذلك هاهنا
10
اشياء هي ابرد مزاجا في ذاتها وهي احر مثال ذلك الخمر الحديثة والخمر القديمة
11
فان الحديثة احر في ذاتها من القديمة ويشهد على ذلك الغليان الذي يلفى لها
12
في ذلك الوقت لاكن القديمة بالاضافة الى بدن الانسان اسخن واعني ها هنا بالقديمة
13
التي قد كملت ولم تاخذ في الهرم وكذلك الامر في الزيت الحديث والعتيق وما
14
الذي احتاج الى هذا او النبات والحيوان كله الغالب على اجزايه الحرارة لاكن بعضه
15
نجده حارا بالاضافة الى بدن الانسان وبعضه باردا وليس باردا فقط بل سلك ببرده
16
والزيت ايضا من الاشياء التي الحرارة والرطوبة اغلب عليه اذ كانت الهوائية فيه
17
ظاهرة جدا ولقايل ان يقول كيف يكون الزيت الغالب على اجزايه الهوائية وهو
303
1
يخثر من البرد وانما يخثر من البرد ويجمد المائية فنقول انما يخثر الزيت من البرد
2
بان يتحول كثير من الاجزاء الهوائية الذي فيه ماء وحينئذ يعرض له هذاوقد تقضي
3
الامر في الزيت وفي طبيعته في الرابعة من الاثار فلهذا ايضا لا يوثق بمثل هذه
4
المقاييس بل التجربة هي القاطعة في ذلك وكيف لا ونحن نرى كثيرا من الاشياء
5
اذا وضعت في النار كانت ابعد شيء ان يستحيل بسرعة واذا تناولها بعض الحيوان
6
وجدناها على المكان قد استحالت عن الحار الغريزي الذي فيه بمنزلة ما يحكي عن
7
النعم انها اذا التقمت الذهب ثم اخرج عن اجوافها على الحين وجد قد نقص
8
هذا مع عسر انفعال الذهب عن النار ولسنا نقدر ان نقول ان ذلك من اجل ان
9
الحرارة في هذا الحيوان اكثر من حرارة النار هذا مستحيل واذا كان ذلك كذلك
10
فاذا انما ذلك شيء تابع لجملة جوهر حرارة ذلك الحيوان وهذا كما قلنا اظهر
11
في الاغذية منه في الادوية وذلك /ان الغذاء لما كان هو الذي في طباعه ان
12
ينقلب جزا من الغاذي حتى يصير هو هو بالنوع فمن البين ان هذه الملايمة التي
13
بين الغذاء والمغتذي انما هي في جملة الجوهر ولذلك ما قد يكون غذاء ما لحيوان
14
ما سما لاخر كالخربق للسماني والبيش للزرازير واما الدواء فمن حيث انه يفعل
15
بالابدان كيفيات اولا ظن ان ذلك قد يدرك بالقول لاكن مع هذا كله نجد جالينوس
16
وساير الاطباء قد راموا ان يضعوا قوانين يستدل منها على افعال الادوية في
17
الابدان الانسانية وهي وان كانت كما قلنا ادلة ظنية بل ان ذهبنا بها مذهب
304
1
الترفيع نقول انها اكثرية لا ضرورية فان لها منافع احدها انها تنبه الانسان
2
الى التجربة فان ساعدته التجربة على ظنه قطع على ذلك ولهذا ما نسمع جالينوس
3
يقول ان الالتين اللتين استنبطت بها هذه الصناعة هما التجربة والقياس
4
وايضا فان هذه الدلايل نافعة بالمقايسة بين الاشياء التي شهدت التجربة
5
انها غذائية ودوائية مثال ذلك انه متى كان غذاءان احدهما هش والاخرلزج
6
قطعنا بسرعة استحالة الهش اذ كان تقسمه عن الحرارة اسرع وبالجملة
7
انفعاله وايضا متى ارتضنا في هذه الاشياء ورمنا ان نعطي فيها الوجود والسبب
8
معا عسر ذلك وكان سهلا علينا اذا شهدت التجربة بشيء ما ان نعطي السبب
9
في ذلك وبالجملة فهذا النظر تكون هذه الصناعة قياسية ويمكننا ان
10
ننتقل من دواء الى دواء ومن غذاء الى غذاء عند ما يقصر عما قصدنا منه في المعالجة
11
واما من ليس عنده من معرفة الادوية الا التجربة فقط فليس يمكنه ذلك
12
وقد اطال جالينوس في الفرق بين القوتين الا ان الادلة والسبارات التي اعطاها
13
جالينوس ومن تبعه من الاطباء في ذلك نزرة بالاضافة الى ما يمكن ان
14
يقال فيها ها هنا وذلك انهم انما اقتصروا من معرفة طبايع الادوية من
15
جهة الطعوم والروايح وسرعة الاستحالة الى النار فقط وهذه كلها اذا جعلت
16
دلايل فانها ضرورة اخص من الطبايع التي تلزم عنها هذه الافعال في بدن الانسان
17
والدلايل الذاتية فينبغي ان تكون مساوية للطبايع الدالة عليها وحينئذ يمكن
18
ان يترقى من المتاخر الى المتقدم ثم من المتقدم الى المتاخر المطلوب وبهذا
305
1
يكمل هذا النظر والا فمتى لم يكن نظر الناظر في هذه الصناعة على هذه الجهة لم
2
تكن عنده طبيعة الدواء الحار بما هو حار محصلة ولاالبارد بما هو بارد مثال ذلك
3
ان الطبيب اذا كان عنده ان الدواء الحار انما هو الدواء الحريف الطعم والمرالطعم والمالح
4
الطعم وان الطبيعة التي تفعل الحرارة هي هذه الطبيعة وانما علم من
5
طبايع الاشياء الحارة طبايع ما فيكون ضرورة نظره في هذه الصناعة ناقصا لان
6
ها هنا اشياء حارة ليس طعومها حريفة ولا مرة كلحوم كثير من الحيوان مثل
7
العصافير والفراخ وغير ذلك لان الاغذية والادوية بالجملة هي اما نبات واما
8
حيوان واما معدن وجسم معدني والطعم انما يوجد متميزا في النبات فاذا
9
اريد ان يكون القول في هذا صناعيا فينبغي ان نرسم ما طبيعة الدواء الحار والدواء
10
البارد واليابس والرطب ثم نروم بعد ذلك احصاء الاشياء التي تدل على هذه الطبايع
11
فلننزل ان الدواء الحار هو الذي اغلب اجزايه الاجزاء الحارة والبارد هو اغلب اجزايه
12
الاجزاء الباردة وكذلك الامر في الدواء اليابس والرطب واذا كان ذلك كذلك فلننظر
13
في الدلايل التي منها يمكن ان يوقف على هذه المقادير من امزجة الادوية فنقول ان
14
الاشياء التي منها يمكن الوقوف على هذه المقادير من الامزجة من جهة ما هي مجهولة
15
هي الاعراض الخاصة بغلبة كيفية كيفية من هذه الكيفيات في الممتزج وذلك
16
يكون من حيث الممتزج جسم متشابه الاجزاء وتلك هي الفصول اللاحقة عن مقادير
17
امزجتها وهذه الفصول منها ما هي عامة لجميع الاجسام المتشابهة الاجزاء اعني انه
18
ليس يخلو من واحدة منها وهذه فقد عددت في الرابعة من الاثار وهي مثل الجامدة
306
1
/وغير الجامدة والذائبة وغير الذائبة واللزجة وغير اللزجة وغير ذلك مما
2
سنعددها ومنها ما هي خاصة ببعض الاجسام المتشابهة الاجزاء وهذه هي الطعوم
3
والروايح والالوان وقد تكون غلبة احد الاسطقسات في المركب بين بنفسه اذا
4
ادركت منه حاسة اللمس انه حار اوبارد وذلك انما يكون في الاشياء التي
5
فيها الحرارة والبرودة بالفعل المحض واما اذا نظر في الادوية والاغذية من
6
حيث هي جزء مركب ألي وذلك شيء يخص الاغذية والادوية التي هي اجزاء النبات
7
واجزاء الحيوان فقد يستدل ايضا عليها من افعالها ومن موضعها وان كانت
8
اجزاء حيوان فمن تدبير ذلك الحيوان ومن نوع غذايه وبالجملة فناخذ في
9
الحيوان الاشياء المناسبة التي اخذناها في تعرف مزاج الانسان من الافعال
10
والتدبير والمكان اعني بالافعال افعال النفس التي هي الغاذية والحسية والنزوعية
11
وغير ذلك من اجزاء النفس التي عددناها وهذه هي الدستورات التي يمكن ان
12
يجرا عليها في هذه الصناعة وهي وان كانت غير وثيقة فليس يمكن غيرها
13
وليس ينبغي لذلك ان يهمل القول فيها بل ينبغي يتكلم في كل شيء بحسب ما
14
يمكن في ذلك الشيء كما يقول ذلك ارسطو فانه ليس ينبغي ان يطلب من الخطيب
15
برهانا ولا من المهندس اقناعا والقول في هذه الاشياء ها هنا انما يكون بان
16
نتسلم من العلم الطبيعي جميع ما يحتاج اليه ها هنا فان تكلف البرهان على
17
هذه الاشياء التي نروم القول فيها حيننا هذا نظر غير مناسب في هذه الصناعة
18
فنقول ان اشهر الاعراض التي منها يمكن ان يوقف على امزجة الاجسام المتشابهة
307
1
الاجزاء هي الجمود والحثورة والترطيب والانحلال والذوبان واللزوجة والهشاشة
2
والرقة والغلظ واللين والصلابة وقبول الاحتراق ولا قبوله والتكاثف والتخلخل
3
اما الاشياء الجامدة فمنها ما يجمد عن الحر ومنها ما يجمد عن البرد والاشياء الجامدة
4
عن البرد منها ما تخثرها الحرارة من قبل ومنها ما ليس تخثرها والخاثرة منها ما
5
تخثر عن البرد ومنها ما تخثر عن الحر ومنها ما تخثر عن كليهما والذايبة ايضا
6
منها ما تذوب عن الحر ومنها ما تذوب عن البرد والرطوبة والمترطبة ايضا منها ما
7
ترطب من الحر ومنها ما ترطب عن البرد اما ما جمده الحر فالحرارة واليبوسة غالبة
8
عليه كالاملاح وضروبها واما ما جمده البرد فان كان الحر يخثره وكانت اقرب الى
9
الخثورة التي تكون عن الهوايية والمايية كخثورة الزبد والسمين فانه ضرورة حار
10
وكذلك الاصماغ والزيوت وما اشبهها واما ما جمده البرد والارضية غالبة عليه فان كان
11
قد خثرته الحرارة فالبرد واليبس غالب عليه بمنزلة العظام والقرون وغير ذلك تخثير واما
12
ما جمده البرد ولم يخثره الحر كبير
13
تخثير فان طبيعته باردة رطبة كالزئبق وغير ذلك والاشياء التي خثرتها الحرارة
14
وجمدها البرودة هي ايضا قريبة من ان تكون معتدلة او حارة كالاقليميا وما
15
اشبهها واما الاشياء التي يذوبها الحر فهي ضرورة الاشياء التي جمدها البرد
16
والاشياء التي يذوبها البرد هي الاشياء التي يجمدها الحر ولذلك باي هذين وقع
17
الاستدلال على طبيعة الشيء صح وذلك انا اذا ابصرنا اشياء يذوبها الحر نظرنا
18
فان كانت جمدها البرودة من غير تخثير الحرارة قطعنا على انها في طبيعتها
19
باردة رطبة وكذلك ان كانت الحرارة خثرتها وهي مع هذا كثيرة الارضية فهي
20
باردة يابسة بمنزلة الحديد وكثير من المعادن وان كانت خثرتها خثورة
21
هوايية فهي حارة رطبة بمنزلة السمين والثرب وكذلك تفعل في الاشياء التي
22
تحللها البرودة والرطوبة كالاملاح وغيرها واما الاشياء التي تخثر عن الحرارة
308
1
فهي حارة الا ان الخثورة ان كانت هوايية بمنزلة المني فهي مع هذا رطبة ومعتدلة
2
كاللبن المطبوخ واما الاشياء التي تخثرها البرودة فان كانت الحرارة فعلت فيها قبل
3
ضربا من القوام فهي رطبة حارة بمنزلة الامراق الدسمة وان كانت خثرتها من غير ان
4
تفعل فيها الحرارة قبل فهي/ باردة رطبة مثل اللبن المنعقد في البرد وينبغي ان
5
تعلم ان الحرارة الفاعلة في هذه الاشياء والبرودة ربما كانت عرضيتين وربما كانت
6
طبيعيتين ولذلك ما كان منها طبيعيا قطعنا بان ذلك المزاج للدواء طبيعيا مثل
7
الخثرة للمني وما كان غير طبيعي كان ذلك المزاج له ايضا عرضيا مثل الخثورة العارضة
8
لعصير العنب بالطبخ واما الاشياء التي تخثر عن الحر والبرد معا فهي هوائية مائية
9
شديد الاتحاد والاختلاط كالزيت وساير الادهان التي يمكن فيها ذلك اما ختورها
10
عن البرد فلمكان انقلاب الاجزاء الهوائية فيه فيجمد واما خثورها عن الحر
11
فلتحلل الاجزاء المائية وغلبة الارضية واما الاشياء التي لا تخثر من كليهما فهي
12
مائية قليلة الارضية فهي تفنى بالحر قبل ان تغلظ وليس يمكن البرد ان
13
يعقدها لان البرد انما يعقد باخراجه الحرارة التي في الشيء فتنفش معها الرطوبة
14
فيعرض اليبس الذي يكون عنه الخثورة او الجمود واذا كان شيان يقبلان الجمود
15
معا في زمن سوا وعن محرك سوا وهما متساويان في الرقة والغلظ فهما من البرد
16
والحر في مرتبة واحدة واما متى كان احدهما اغلظ فانه يكون اسرع جمودا وكذلك
17
متى كان محركه اقوى او كان في طبيعته ابرد واما الاشياء اللزجة فان الغالب عليها
309
1
الماء والارض ولذلك هي باردة غليظة واما الهشة فالغالب عليها الاجزاء الهوائية لكن
2
مع ارضية ما ولذلك صارت سهلة التقسيم اعني من قبل الهوائية المخالطة لها
3
فان هذا الاسطقس من جهة ما هو رطب يقبل التقسيم من غيره ومن جهة
4
اليبس المخالط للاشياء الهشة تقبل الانحصار في ذاته اي ينقسم الى اجزاء صغار
5
واما الاشياء اللزجة فمن جهة الرطوبة المائية التي فيها تقبل الامتداد ومن جهة
6
شدة مخالطة الارضية لها يعسر انقسامها الى اجزاء صغار ولذلك صارت الاشياء
7
الهشة اقرب تناولا على الهضوم لانها سريعا ما تنقسم عن الحرارة الى اجزاء صغار
8
اذا كان ذلك من احد ما يعين على سرعة انهضام الشيء واما الاشياء اللزجة فان
9
عسر تقسيمها مما يبلد الطباع ولذلك صارت عسرة الهضم واما الغلظ فانه يدل
10
من طبيعة الادوية على يبس وذلك ان الارضية غالبة عليه ومتى كان غذائيا
11
عسر انهضامه لان الجوهر الارضي عسر ما تخلع صورته عن مادته واما اللطافة
12
فان كانت هوائية دلت على حرارة ورطوبة وان كانت نارية دلت على حرارة
13
ويبس واما اللين فانه يدل على جوهر رطب ولذلك كانت الاشياء اللينة سهلة
14
الانفعال كالفواكه الخضر واما الصلابة فانها تدل على ضد ما يدل عليه اللين اعني
15
على جوهر ارضي يابس وكان الغلظ واللطافة واللين والصلابة انما تدل على
16
القوى المنفعلة في الشيء التي هي الرطوبة واليبوسة لا على القوى الفاعلة
17
واما التكاثف والتخلخل فانه يقال على وجهتين احداهما وهو الذي ينطلق عليه
310
1
هذا الاسم احق ذلك على زيادة الكمية في نفسها ونقصانها كما نرى العصير يتحلحل
2
في الدنان المطموسة ويصير الى كمية اعظم حتى انه ربما شق الدنان ونرا
3
ايضا الابخرة تكاثف في ذاتها فتعود الى مقدار اصغر مما كانت وذلك من
4
غير ان يخرج من المتكاثف شيء او يزيد في المتخلخل شيء والسبب في هذا ان
5
الهواء اعظم مقدارا من الماء والارض فمهمى قرب الشيء من طبيعة الهواء
6
كان اعظم مقدارا ومتى قرب من طبيعة الماء والارض كان اصغر مقدارا ولذلك
7
كانت الاشياء المتخلخلة هوائية اي حارة رطبة والمتكاثفة باردة يابسة او
8
باردة رطبة ولكون التخلخل يكثر في شيء الاجزاء الهوائية استعمل في خبازة الخبز
9
التخمير ليسهل بذلك هضمه لان الجوهر الهوائي اسهل انفعالا من جهة ما
10
هو رطب وقد قيل ان الرطوبة سهلة الانحصار من غيرها بضد ما هي عليها
11
اليبوسة اعني انها عسرة الانحصار من غيرها ولذلك كانت عسيرة الهضم
12
واما الشيء/الاخر مما يطلق عليه اسم التخلخل والمتكاثف فهي الاشياء التي
13
لها مسام واسعة ومسام ضيقة فان التي لها مسام واسعة قد يطلق عليها
14
اسم المتخلخل والتي لها مسام ضيقة اسم المتكاثف والاعتبار في طبيعة
15
هذه يكون في نفس جرمها لا في ضيق مسامها او سعتها وان كان الشيء اذا كانت
16
مسامة واسعة قد تعين على هضمه من جهة ان ذا المسام الواسعة يسهل
17
تفتته وانقسامه وذو المسام الضيقة بخلاف هذا واما الاشياء المتحرقة فهي
311
1
ضرورة اما نارية كالكباريت واما هوائية كالتبن ولذلك كانت هذه سريعة
2
الاستحالة في الهضم وذلك فيما شانه منها ان يرد الابدان لاكن ينبغي كما
3
يقول جالينوس اذا اريد ان يكون هذا السبار صحيحا ان يشرط في الدواء المتكاثف
4
واللطافة وذلك ان الشيء قد يتفق فيه ان يكون غليظا متخلخلا اعني ذا مسام
5
كبار فينفذ النار في تلك المسام ويتمكن من احراقه وليس يمكن في الحرارة الغريزية
6
ان تفعل ذلك لرطوبتها وضعفها عن حرارة النار وذلك ان سهولة مثل
7
هذا الى الاحتراق هو للشيء بضرب من العرض اي من قبل مسامه كالحال في القصب
8
واما ما كان كذلك في نفس جوهره فقياس النار في ذلك هو قياس الحار الغريزي
9
كالحال في قصب الذريرة واما الاشياء التي لا تقبل الاحتراق فهي الارضية او المائية
10
والتي جمعت الامرين فهذا هو القول في الدلالات التي لهذه الاعراض العامة على
11
طبايع الاجسام المتشابهة الاجزاء وينبغي بعد ان نسير الى القول في الطعوم
12
والروايح والالوان وهي التي جرت عادة الاطباء بذكرها فقط فنقول ان اشهر اصناف
13
الطعوم هو الحلو والدسم والمالح والمر والحريف والعفص والقابض والحامض
14
والتفه اما الحلو فانه يدل على مزاج حار معتدل الحرارة وهو بالجملة مناسب للمزاج
15
الانساني كما يقول جالينوس واما الدسم فالغالب عليه الهوائية مع مائية ما ولذلك
16
صار دون الحلو في الحرارة واما المالح فالغالب على مزاجه جوهر يابس محترق خالطته
17
رطوبة ما وهو فوق الحلو في الحرارة واما المر فطبيعته طبيعة غلب عليها الجوهر اليابس
312
1
الارضي وذلك اما مع برودة واما مع حرارة ويستدل على الذي يكون عن البرودة انه يصير
2
بعد المرارة الى الحلاوة وذلك اما بالطبيعة ككثير من النبات مثل البلوط والقرع وغير
3
ذلك واما الذي يكون عن الحرارة والارضية فانه يصير بعد الحلاوة الى المرارة وكون
4
المر بهذه الصفة يدل على انه يوجد تابعا لهذين الصنفين من الامزجة اعني البارد
5
اليابس والحار اليابس كما ان اللون الاسود يوجد عن الحار والبارد وهذا شيء قد اهمله
6
الاطباء من امر المر وذلك انهم انما نسبوه الى الحرارة فقط وكيف والافيون في غاية المرارة
7
وهو مع هذا مخدر وان كان لقايل ان يقول ان الجزء البارد من الافيون ليس هو المر
8
لاكن هذه الاشياء كما قلنا انما ينبغي ان تسْلم ها هنا من صاحب العلم الطبيعي وهذا الذي
9
قلناه من امر المر قد تبين في كتاب النبات والنوع من المرارة التي تكون عن الحرارة هو احر من
10
المالح اذ كان المالح يخالطه رطوبة ما ومن الدليل على ذلك ان البخار اذا اشتدت ملوحتها
11
تمررت كما يقال ذلك في البحيرة المنشنة ولذلك لا يعيش فيها حيوان لموضع المرارة
12
فان هذا المزاج في غاية المضادة للحيوان وهو بالجملة في مقابل الحلو وانما ضاده بيبسه
13
ولذلك كان اقتل شيء للاطفال الذين هم في غاية الرطوبة وبالجملة فهذا الطعم ليس
14
يكون في جوهر غذائي وانما يكون في الادوية واما الحلو فانه يكون في جوهر غذائي او غذائي
15
دوائي واما الحريف فمزاج غلب عليه الحر واليبس مع اللطافة غلبة شديدة ولذلك
16
كان اشدها حرارة فهذه هي الطعوم التي تدل على اصناف الحرارة وهي في ذلك مراتب
17
كما وصفنا وكل واحد منها له في نوعه مراتب اعني ان الحلو منه ما هو حلو حرارته في الدرجة
18
الاولى ومنه ما هو حلو حرارته في الدرجة الثانية وكذلك المالح منه ما هو في الثانية وامد
19
من ذلك واما الطعوم التي تدل من الادوية
313
1
/على مزاج بارد وهي العفصة والقابضة والحامضة والتفهة وان كان التفه هو ان يكون
2
عديم الطعم احرا منه ان يكون ذا طعم لاكن كل حاسة كما تبين في غير هذا
3
الموضع تدرك محسوسها الخاص وعدمه والعفص والقابض من نوع واحد وانما
4
تختلفان بالاقل والاكثر وهما يدلان من مزاج الشيء على اليبس الشديد والبرد والعفص
5
في ذلك اكثر من القابض واما الحامض فانه يدل على برودة خالطة رطوبة ما وليست
6
تخلو ان تكون برودة خالطته حرارة يسيرة وبذلك صار مقطعا ملطفا ولهذا ما يتلوا
7
العفص والقابض في البرد واما التفه فمائي بارد فهذا هو القول في دلالات الطعوم
8
وهي ايضا قد لا تدل كل الدلالة على جوهر الشيء اذ قد يتفق ان يكون الدواء مركبا
9
من اكثر من جزء واحد ويكون بعض تلك الاجزاء لا طعم له وبعضها له طعم
10
لانه ليس كل ممتزج له طعم كما لاح في غير هذا الموضع فيحكم الانسان على
11
جملة ذلك الدواء وذلك حكم على بعضه لا على كله ولهذا اما نرى كثيرا من الصموغ تفه
12
وهي ما هذا حارة واما الروايح فليست فصولها عندنا بينة كفصول الطعوم ولذلك ليس
13
لها اسماء كما للطعوم ما عدا قولنا رايحة منتنة ورايحة عطرة وانما يشتق لها اكثر
14
ذلك من اسماء الطعوم فنقول رايحة حامضة وحريفة ومرة وغير ذلك ولذلك ما كانت
15
من الروايح بهذه الصفة فمزاجها مزاج ذلك الطعم الغالب عليها واما الروايح العطرة فانما
16
تكون عن مزاج يتولد عن رطوبة غريبة وعن حرارة عفونية ودلالات الروايح ضعيفة جدا
17
وذلك انه قد يتفق ان يكون الدواء مركبا من اجزاء بعضها لا رايحة لها وبعضها لها
314
1
فمتا كذا حكمنا على جميع الدواء برايحته نكون قد غلطنا على الكل بالجزء مثل من
2
ظن ان الورد حار لما كان عطر الرايحة في الالوان واما الالوان فدلالتها ايضا اضعف منْ
3
هذا بكثير اذ كانت الالوان انما هي في سطح المتلون فيتفق كثيرا ان يكون مزاج ذلك
4
الجزء غير مزاج ذي اللون ولذلك ما نرى اللون الواحد بعينه يكون للشيء الحار
5
والبارد مثل البياض الموجود في الملح وفي الكافور لاكن دلالة اللون اصدق في
6
المقايسة بين الشخوص التي من نوع واحد مثل ما بين الدجاج البيض والسود
7
والجمص الابيض والاسود والالوان اصناف كثيرة الا انها بالجملة اما ابيض واما اسود
8
واما مركب منها مثل الغمامي والاصفر والقاني واللون الاسود يكون ضرورة عن الجوهر
9
الارضي اليابس فقد يكون فاعله الحر كالوان الحبشان وقد يكون فاعله البرد كالحال في
10
الاشربة السود واما الابيض فان كان عن مخالطة الارضية الهوائية فهو ضرورة حار او
11
معتدل كالناس الذين الوانهم بيض واما ان كان عن مخالطة المائية الارضية وذلك
12
في الاشياء المياعة فهو يدل على مزاج بارد رطب واما الالوان الحمر كلها فانها تدل على
13
الحرارة لظهور الجزء الناري فيها والصفر متوسطات بين ذلك والخضرة اميل الى السواد
14
كما ان الصفرة اميل الى الطرف الاخر وطبيعة الالوان المتوسطة بالجملة مركبة من طبايع
15
الاطراف فهذا هو القول في دلالة قوى الادوية من الاعراض واللواحق التي تلحق الاجسام
16
المتشابهة الاجزاء وقد ينبغي ايضا ان نقول في الدلالات التي تخصها من حيث هي جزء نبات
17
او جزء حيوان وطبايع النباتات يوقف عليها من اشياء احدها الموضع والثاني البلد والثالث
18
الفصل والرابع الفعل وهذه بالجملة انما تقوى دلالتها اذا استعملت مع الاشياء التي سلفت
315
1
وهي بالجملة مع انها يوقف بها على مزاج الدواء قد يوقف بها ايضا على
2
طريق المقايسة بين الدواين اللذين من نوع واحد كالحال في تلك الطرق المتقدمة
3
فنقول ان النبات منه كامل ومنه ناقص فالناقص هو الذي يظهر فيه غلبة احد
4
الاسطقسين اما الماء وذلك كالنباتات التي تنبت في الماء واما الاسطقس الارضي
5
كالنباتات التي تنبت في المواضع الصلبة ولذلك كانت امثال هذه النباتات ناقصة
6
اعني انه ليس لها زهر وورق وهو/بين ان امزاج مثل هذه النباتات الغالب عليها
7
اما الجوهر البارد الرطب كالحال في الطحلب واما الجوهر البارد اليابس كالحال في
8
الكماة واما النباتات الكاملة فهي النباتات النابتة في الجبال وذلك ان الجبال يظهر
9
من امرها انها اكثر شيء توليدا للنبات وذلك في المعتدلة منها لمكان تخلخلها
10
ولممازجة الحرارة والرطوبة لها لتغلغلها في الهواء او قربها من الاجرام السموية فيها
11
ولذلك امثال هذه النباتات يوجد لها الثمر والزهر والاوراق وايضا النباتات منها
12
برية ومنها بستانية والبستانية ضرورة ابرد وارطب وذلك في النوع الواحد منها
13
مثال ذلك الهندباء البرية والهندباء البستانية وهي التي تدعى بالسريس فاما
14
الاستدلال من البلد فان بعض النباتات تختص بالبلاد البارذة وبعضها بالحارة
15
والتي تختص بالبلاد الحارة في الاكثر حارة كالافاويه التي تجلب من بلاد الهند
16
وغير ذلك وكذلك التي تختص بالبلاد الباردة باردة وذلك في الاكثر وقد يتفق
17
بالعرض ان تكون نباتات حارة في البلاد الباردة كالصنوبر ونباتات باردة في البلاد
18
الحارة
316
1
كالتمر الهندي الموجود في بلاد العرب لاكن انما يعرض مثل هذا ضرورة لاحد امرين
2
اما لان النباتات الذي بهذه الصفة صلب الظاهر او مما شانه ان يتولد في باطن
3
الارص فان النبات الذي بهذه الصفة يعرض له ان يكون في البلاد الباردة حار لموضع
4
هروب الحرارة الغريزية التي فيه من البرد وكذلك يعتري للبرودة في البلاد الحارة في
5
النبات البارد والحال في الاستدلال على النبات بالفصل والوقت من الزمن كالحال في الاستدلال بالبلد
6
والبقول الحارة في الشتوة انما هي التي من شانها ان يتكون معظمها في جوف
7
الارض كالكرنب واللفت وغير ذلك وقد يتفق ان يكون الدواء باردا وهو يتكون في الفصول
8
الحارة من جهة انه ضعيف الحرارة فحرارته تذهب عن ادنى برد يكون في
9
هواء بمنزلة كتير من البقول الصيفية واما الاستدلال من افعال النبات فكثير وذلك ان
10
من النبات ما هو سريع حركة النمو ومنه بطيء والسرعة بالجملة تدل اما على الحرارة
11
واما على اللطافة واما على كليهما والبطء يدل على اضداد هذه وكذلك يستدل ايضا
12
على سرعة النبات في بلوغ اناه في الثمر وبطيه وايضا النبات منه ما له ورق وزهر وثمر
13
ومنه ما ليس ورق ولا زهر والاول اما غليظ ارضي واما مائي والذي له ورق والزهر معتدل
14
وكذلك ايضا من النبات ما هو كثير الشوك والعقد وهو بالجملة ارضي ومنه ما ليس له
15
شوك وهو في مقابل ذلك وبالجملة ففصول النبات التي يمكن منها ان يوقف على
16
مزاجه كثيرة وانما اومانا الى هذه الجملة على جهة الاختصار واما الفصول التي يستدل
17
منها ايضا على طبيعة الحيوان فهي ايضا كثيرة جدا مثل ان الحيوان منه مائي ومنه بري
18
فالمائي بارد رطب والبري حار يابس وايضا الحيوان منه طاير ومنه ماش والطاير اكثر
317
1
هوائية من الماشي وايضا الحيوان منه ذو دم ومنه غير ذي دم وذو الدم حار رطب
2
والعادم للدم بارد يابس وايضا الحيوان منه متنفس ومنه غير متنفس ومنه غير متنفس والمتنفس
3
حار وغير المتنفس بارد وايضا بعض الحيوان يختص بالبلاد الحارة وهذا في الاكثر حار يابس
4
كالجمال والغزلان وما يشبههما وبعضها بالبلاد الباردة وايضا الحيوانات الواحدة بالنوع
5
وغير الواحدة بالنوع تختلف امزجتها من مراعيها والمياه التي ترد والبلاد مثال ذلك
6
السمك الصخري فانه الطف مزاجا واقل فضولا من السمك الذي ياوي في الصخور
7
والحيوان منه ما هو سريع العدو كثير الرياضة وهذا هو حار المزاج ضرورة قليل الرطوبة
8
ومنها ما هو بطيء العدو قليل الرياضة ومزاج هذا بارد رطب وايضا من الحيوان الماشي
9
ما يمشي حين يولد ومنه ما ليس يمشي الا بعد زمن ومن الحيوان ما يولد اولادا
10
كثيرة وهو يدل من مزاجه على الحرارة والرطوبة ومنها ما لا يولد له الا ولد واحد
11
فقط ومنه ما يوجد له الامران جميعا والحيوان يختلف جدا باختلاف مطاعمها
12
فالحيوانات التي تاكل اللحم حارة / المزاج يابسة ولذلك كانت اكثر هذه الحيوانات
13
محرمة في الشرايع واما التي ترعى النبات فمعتدلة كالغنم والبقر في الحيوان الماشي
14
والحمام والدجاج في الطاير والحيوانات ايضا تختلف بعظم جثثها وصغرها فالعظام
15
الجثث ارضية والصغار الجثث بخلاف هذا في الحيوانت البرية واما في المائية فعظم
16
الجثث فيها دليل على رطوبة مفرطة ولذلك ما حمد الاطباء من الحيتان اصغرها
17
جثا وصلابة العظام في الحيوان وكثرة الاجسام الارضية فيه مثل الاظلاف والقرون والفلوس
318
1
والريش دليل على كثرة الارضية في ذلك الحيوان ولذلك كانت كثرة
2
الفلوس في الحيتان دليل محمود لانها تدل منها على مزاج مضاد لمزاجها وكذلك
3
كثرة الشوك في الحيتان والشجاعة ايضا والجبن دليل امزجة الحيوان
4
فالحيوانات الشجيعة حارة ضرورة والباردة بخلاف ذلك والفصول التي منها
5
يستدل على امزجة الحيوانات كثيرة جدا لاكن انما قصدنا ها هنا الى الاذكار
6
بها ليحصيها ها هنا ومن وقع له فراغ ونظر في ذلك فان هذا الكتاب انما
7
قصدنا فيه الايجاز والاختصار وهذه الدلايل كلها من الاعراض اللاحقة
8
للاجسام المتشابهة الاجزاء وغير المتشابهة انما يكون لها دلالة متى جمعت
9
كلها وقويس بين الدلايل المتضادة في الشيء فحكم للاغلب فهذه هي الاجناس
10
الامور التي منها يمكن ان يوقف على الافعال الاول من افعال الاغذية والادوية
11
واما هل يمكن ان يوقف منها على الافعال الثواني من افعال الادوية فذلك
12
ايضا نرى انه ممكن وذلك انا متى علمنا مزاج الدواء في الحرارة واليبس
13
علمنا افعالها الثواني وان كان قد يتفق في بعض الادوية ان تكون افعاله
14
الثواني غير تابعة لمزاجه مثال ذلك ان التلطيف والتقطيع انما هو للجوهر الكثير
15
الحرارة وقد تلفى ها هنا ادوية معتدلة فعلها هذا الفعل مثل كزبرة البير والاذخير
16
وغير ذلك والخل في غاية التلطيف والتقطيع مع انه بارد وانما كان ذلك كذلك
17
لان الحرارة في الخل اعانتها البرودة التي فيه بتغويصها حرارته وتنفيذها الى باطن
18
الشيء وكذلك يشبه ان يكون الامر في تلك الادوية اعني اما ان يكون فيها لطافة
319
1
زايدة او امر عارض به استحفت ذلك الفعل وقد يمكن ان يكون ذلك شيء تابع لجملة
2
جوهرها واما الافعال الثوالث فيضعف القياس عليها لانها تقرب من الفعل بجملة
3
الجوهر فهذا هو القول في جميع ما يحتاج اليه ها هنا من الاقاويل الكلية من
4
امر الادوية والاغذية وينبغي بعد ان نصير الى ذكر شخص شخص منها وتخبر بافعاله
5
على ما جرت عليه العادة عند الاطباء في ذلك ونحن انما نذكر ها هنا من الادوية
6
اشهرها ومن الاشهر ما شهد به جالينوس فانه الرجل الموثوق والمجرب في
7
هذه الصناعة وغيره انما مثله معهم كما يقول هو كمن ينادي على الشيء
8
بصفاته فاذا ابصره لم يعرفه ونبتدي اولا بذكر الاغذية المحضة ثم
9
نسير الى المتوسطة بين الغذائية والدوائية ثم نسير الى الدوائية المحضة
10
القول في اشخاص الاغذية اجمع الاطباء ان الوم الاغذية النباتية للناس
11
الطبيعيين وهم في الاكثر سكان الاقليم الخامس والرابع هو البر لاكن اذا
12
دخلته الصنعة وهو يستعمل على وجوه اما خبز و ذلك اما فطيرا واما
13
مختمرا ويستعمل عصيرا ويستعمل هريسا ويستعمل دقيقه جسوا ويستعمل
14
حبه مقلوا وربما جرش بعد القلي والانقاع ويسمى سويقا وقد يستعمل
15
مطبوخا من غير تجريش والحب الذي يتخذ منه هذه المطاعم اصناف فافضله
16
الرزين المتكاثف الجرم وافضل الاشياء المصنوعة منه هو الخبز اذا اتخذ
17
دقيقه من القمح الذي بهذه الصفة وهو المسمى عندنا وكان دقيقه لا متقص القشر
320
1
وهو المسمى درمكا ولا كثير القشر وهو المسمى خشكارا والذي بهذه الصفة
2
هو المسمى عندنا مدهونا وذلك ان هذا الخبز يوجد قد انحط عن غلظ الدرمك
3
وبطيء هضمه وان كان الدرمك اغذى وقد ارتفع عن يبس الخشكار وانقلابه
4
الى طبيعة السوداء وذلك ان القشر من كل نبات ارضي بارد يابس وان كان هذا
5
الخبز يوجد اسرع انهضاما /للجلا الذي في قشره ثم عجن بعد بملح معتدل وماء
6
كثير حتى يعود في صفة اسفنج البحر في التخلخل ثم يخمر تخميرا معتدلا ثم
7
يطبخ في التنور واما الخبز الفطير فغلظ لزج كما ان الزايد التخمير مستحيل الى
8
اخلاط عفونية لمكان الحرارة الغريبة التي فيه ويتلو الخبز في الجودة الحسا المتخذ
9
من فتاته الا ان لموضع الماء الذي فيه يميل الى البرودة والرطوبة وفتاة الخبز
10
اذا سلق بالماء الحار مرات تولد عنه غذاء في غاية الخفة وسرعة الهضم وهو
11
اخص شيء بالمرضى الذين امراضهم حادة وسويق القمح ايضا نعم الغذاء اذا
12
شرب بالماء الكثير برد وذلك ان الانقاع والقلو يخلخل جوهره ويلطفه واذا عجن بالعسل
13
كان عنه غذاء مسخنا كثير التغذية واما العصايد والهريسة فكلها غليظة لزجة مسددة
14
والقمح المطبوخ بالماء اكثر من ذلك بكثير حتى انه ابطا الاشياء انهضاما وكذلك الحريرة
15
المتخذة من الدقيق ايضا غليظة واما المتخذة من الخمير نفسه ففي غاية اللطافة وهي
16
بردة لموضع الحمضة لاكن لا امن ان تكون مستحيلة ولذلك قد ينبغي ان تجنب
17
في الامراض العفونية واما الخبز المتخذ من الشعير على الصفة التي تتخذ من خبز القمح
18
فهو تال لخبز
321
1
القمح في الجودة ولكنه مايل الى البرودة وسويق الشعير اكثر شيء سرعة في الاستحالة
2
وهو مبرد وبخاصة اذا شرب بالماء وبرده كانه في الدرجة الاولى واما ما الشعير فهو في
3
الادوية ادخل منه في الاغذية وهو من الحمد في الامراض الحادة اليابسة بحيث لا
4
يخفى على احد ممن نظر في هذه الصناعة ادنى نظر وذلك انه مبرد مرطب معدل
5
ذو جلاء حسن الكيموس ليس بمنفخ ولا بطيء الانحدار وهذه خصال معدومة في
6
البارد الرطب شهدت التجربة له بهذا وصنعته ان ينقع الحب صحيحا في الماء
7
يوضع للجزء الواحد منه عشرين جزءا من ماء مقدار اربع ساعات ويطبخ حتى يخمر
8
الماء فان بهذه الحيلة امكن ان لا يكون منفخا وتجريشه خظا فانه لا يقبل الانقاع
9
لان الحبوب انما تجذب الماء بالقوة الجاذبة التي فيها والقوة الجاذبة انما تكون موجودة
10
في الحب ما دام الحب يزرع فينبت وهو اذا جرش وزرع لم ينبت وهذا قد نبه
11
عليه ابو مرون بن زهر في كتابه الملقب بالتيسير وذكر غلط الاطباء في
12
تجريشهم اياه واما الاخباز المتخذة من ساير الحبوب فقوتها قوة تلك الحبوب
13
وسنذكر تلك الحبوب في الاغذية الدوائية وقد كان ذكر ماء الشعير في ذلك الموضع
14
اولى لاكن اجرى ذكره القول هنا القول في اللحوم واما الوم اللحوم لجميع الناس
15
فهي لحوم الدجاج الفتية المصححة ثم يتلوها في الجودة لحوم الجداء وللحوم
16
الدجاج خاصة غريبة في تعديل المزاج ولذلك امراقها تشفي المجذومين كما
17
ان ادمغتها زعموا تزيد في جوهر الدماغ وتحسن الفكر ثم يتلو لحم الجديان في
18
الجودة لحوم الكباش الفتية هذا هو راي القدماء واما الرازي فانه يرى ان لحوم الحملان
322
1
تالية للحوم الجدي والحملان يظهر من امرها انها كثيرة الفضول الهم
2
الا ان تكون تعتدل في تلك البلاد لحرها ويشهد لذلك ان شعورها في البلاد
3
الجنوبية جعدا يابسة قصيرة وهي في هذه البلاد تطول الى السبوطة ولحوم
4
العجاجيل فاضلة وذلك انه ليس فيها الغلظ ولا البرد واليبس الذي في المسن
5
وهو من بين اللحوم عطر وهو يفضل في هذه الخصلة لحم الجدي فان لحم
6
الجدي فيه زفر ما يظهر ذلك منه عند الطبخ كما ان لحم الجدي يفضله في
7
جودة الكيموس ومن اللحوم المحمودة من الطير الحجل وهي مايلة قليلة
8
الى البرد واليبس وهي كانها دجاجة برية وخاصتها امساك البطن وبخاصة
9
متى اكلت مسلوقة واليمام ايضا من الطير الغذاء الا انها مايلة الى الحر
10
واليبس وخاصتها انها تذكي القرايح واما الحمام فحار يابس اغلظ جوهرا
11
من اليمام وفي مزاجها مع هذا رطوبة فضلية تدل على ذلك حركتها كما
12
انه يدل على حرارتها ملمسها وسرعة هضم الاغذية في حواصلها ولذلك
13
الذين يريدون صقال الجوهر يطعمونه الفراخ ويذبحونها ساعة يشبع به
14
فيخرج الجوهر مصقولا لاكن قد قلت/كميته وبخاصة متى ابطي في ذبحها
15
ويذكر ان للحمام خاصة في نفع المجذومين والمفلوجين واما القماري فغليظة
16
الجوهر حارة يابسة والشخش الطف جوهرا منها والذ وفيه عطارة ما واما العصافير
17
كلها فحارة يابسة في الغاية من الحرارة واما السماني فمعتدلة او مايلة الى
323
1
الحر قليلا لطيفة الجوهر حسنة الكيموس تصلح للاصحاء والناقهين واما الزرازير
2
فحارة يابسة بطية للانهضام غليظة الجوهر وافضل لحوم الحيتان الحيتان التي
3
تاوي الصخور الكثيرة التفليس التي ليست بالصغيرة ولا الكبيرة السريعة الحركة
4
القليلة الزهومة ومن الانواع المحمودة عندنا منها البوري ويتلوه الشابل الا
5
انه اعظم جرما منه لاكنه اذا صيد في الانهار بعيدا من البحر كان ضرورة قليل الفضول
6
لان هذا الحوت من طبعه طلب الماء البارد فهو يرتاض لذلك ومن الاغذية
7
الطبيعية الالبان والبيض وافضل البان الحيوان لبن النسا ويليه لبن الاتن
8
ويليه لبن الماعز وذلك ان هذه الالبان في غاية اللطافة واما لبن الغنم فالى
9
الغلط ما هو ولذلك كثيرا ما يتجبن في المعدة واغلظ منه لبن البقر وهذا اللبن مع
10
انه اغلظ فهو اكثر دسما واما الاجبان فالطرية منها باردة رطبة غليظة الجوهر والقديمة
11
حارة يابسة لموضع الملح واما البيض فافضله بيض الدجاج والمح افضل بكثير من
12
بياضه لاكن بياض البيض ليس بمفرط الرداءة اذا لم يطبخ حتى يتعقد ولهذا امرت
13
الاطباء بطبخه ينمرشت اي غير كثير الانعقاد بل ان تكون وعادة واتخذته بالمري والخل
14
والزيت ومن العصارات الغذائية جدا الزيت وهو معتدل او مايل الى الحر قليلا مسمن للكبد
15
ملايم بجملة جوهره للانسان جدا ولذلك ليس تطبخ اللحوم في بلادنا هذه الا به
16
وكذلك الاحساء اعني انه يضاف الى الماء وهذا اعدل استعمال الطبخ في اللحوم اعني
17
الطبخ الذي يكون بالماء والزيت وقليل ملح وبصل وهو المسمى تفايا وابسطها
18
واما المشوية فليس مستوية الطبخ والاخباز المعجونة بالزيت ردية لانها عند طبخها
324
1
يحترق فيها وتصيبه كبريتية ما واما الربوب فكلها حارة يابسة نافعة للاعضاء
2
التي تقبل الخشونة لاكن مع هذا اذا كانت قليلة الطبخ لها معونة في الهضم
3
واما الفواكه فافضلها التين والعنب والتين في مزاجه حار رطب يخل بالمعدة
4
ويلين البطن وفيه جلا بحسب ما فيه من اللينية وافضله اتمه نضجا واما العنب
5
فانه حار حرارة قليلة رطب باعتدال يخصب البدن بسرعة الا انه يكون عنه رياح في
6
الهضوم كلها بخلاف التين فان الرياح المتولدة عنه انما هي في المعدة والامعاء
7
واما الزبيب فحار رطب منضج نافع للكبد بجملة جوهره واما نبيذه فهو اضعف في افعاله
8
من الخمر وهو بالجملة ينوب منابها في المياه فان افضلها على ما يراه ابقراط
9
وساير القدماء هو مياه العيون الشرقية النابعة في الارضين التي ليست بصلبة جبلية
10
ولا دمثة سباخية بل في الارضين المعتدلة فان هذه المياه هي اعذب المياه وافضلها
11
وذلك انها اخف المياه وزنا وهي مع هذا سريعة التاثر عن الحر والبرد واما الرازي فانه يرى
12
ن افضل المياه مياه الانهار الكبار العذبة وابقراط يرى ان مياه الانهار
13
من قبل انها تمر بارضين مختلفة المتشتتة الجوهر وايضا فان الانهار الكبار في الاغلب
14
لا بد ان تقع فيها انهار صغار وتلك الانهار تكون ضرورة مختلفة المياه وانما حمد الرازي
15
الانهار الكبار اظن لموضع فعل الشمس فيها فان الحرارة تفعل في المياه تمييز الاجزاء الغليظة
16
من الرقيقة ولذلك صار الاطباء يطبخون الماء لمضعوف المعد والاكبد وان كان الامر هكذا فما
17
يفعل فيها اختلاف المياه واختلاف الارضين احق ان يعتبر مع انه لا بد في الشتوة
18
من مخالطة مياه الامطار لها والثلوج وقد اجمع على ذمهاولهذه العلة كانت
19
الانهار الكبار ما بعدت من منبعتها اردى ولذلك كان النهر
325
1
/ الكبير عندنا بقرطبة افضل منه عند اهل اشبيلية وايضا يزيد في اشبيلية تثورا بالمد والجزر
2
الذي هناك ومخالطة الماء المالح بالقوة وان لم يتبين بالطعم منه لقرب البحر منها لكن على
3
كل حال الانهار الكبار لا تخلو مياهها من العكر ولذلك يلغى في قيعان الخواني
4
التي يجعل فيها مياه الانهار تراب كثير ورمل كما يعتري ذلك ببلدنا وليس يعتري ذلك
5
عندنا في مياه العيون فهذه هي الاغذية والاشربة الطبيعية للناس بما هم ناس
6
وينبغي ان نقول في الاغذية الدوائية وهذه ايضا منها نبات ومنها حيوان ومنها فضل الحيوان
7
ومنها اشربة والنبات منها جرب فواكه ومنها بقول الباقلي اما ان يكون معتدلا في الحر
8
والبرد واما ان يكون مائلا الى الحر قليلا وبذلك صار يحلل الاورام بالجلا الذي
9
فيه وينضجها وهو كثير الرطوبة ولذلك يتولد عنه نفخ كثيرة وليس في
10
الطبخ قوة على الذهاب بنفخته ولو طبخ كل الطبخ كما يقول جالينوس وزعموا ان
11
خاصتة الاضرار بالفكر وان من تمادى عليه لا يرى رؤيا صادقة الحمص حار باعتدال
12
رطب ذو نفخة ايضا وافعاله الثوالث انه يزيد في المني ويدر البول والطمث ويفتت
13
الحصى الاسود والذي يوكل منه رطبا يولد في المعدة والامعاء فضولا كثيرة والمقلو
14
منه ومن الباقلي اقل نفخة الا انه اعسر هضما اللهم الا ان يخلخله الانتفاع قبل ذلك
15
وخاصته تحمير البشرة وذلك ضرورة لكثرة ما يتولد عنه من الروح ولذلك يعين
16
على الباه العدس بارد يابس يولد دما اسود ويطفي الدم الملتهب
17
ولا سيما اذا طبخ بالخل وافعاله الثوالث انه يقطع الباه ويولد ظلمة البصر وهو
326
1
اذا سلق بالماء حابس للبطن الترمس يابس ارضي مر فاذا انقع في الماء حتى تذهب مرارته كان
2
غذاء طيبا وهو اذا استعمل مرا قتل الاجنة واخرج الحيات من الجوف ويدر البول ويفتح
3
افواه البواسير الارز غليظ الجوهر قريب من الاعتدال في الحر والبرد يقطع الاسهال
4
وهو غذاء لذيذ اذا طبخ باللبن اللوبيا الى الحرارة ما هي والرطوبة تخصب البدن
5
وتدر البول والطمث وتلين البطن وخاصة الاحمر منه وترى احلاما وتسدر الراس
6
الدخن بارد يابس عاقل للبطن قليل الغذاء الذرة باردة يابسة قليلة الغذاء
7
لجلبان بارد يجفف قليل الغذاء الكلام في الفواكه التفاح الحلو حار باعتدال
8
رطب والحامض بارد يابس خاصته تقوية الاعضاء الرئيسية وبخاصة القلب وهو يقوي الدماغ
9
بالشم وهذا كله بعطريته وهو مما يولد رياحا غليظة في الهضم الثاني والثالث حتى
10
انهم زعموا انه ربما كان سببا للسل وذلك انه تخرق الرياح المتولدة عنه شرايين
11
الرئة هكذا حكاه ابو مرون بن زهر ولكن شرابه ليس يتولد عنه هذه النفخة.
12
الكمثرى اما الذي لم يدرك منه ففج بارد يابس واما الذي ادرك فمعتدل او مايل الى
13
البرد قليلا وانما كان كذلك لانه مركب من حلاوة وحمضة وقبض افعاله الثوالث
14
قبض البطن وخاصته قطع العطش السفرجل اغلظ جوهرا من الكمثرى واكثر
15
قبضا ولذلك صار برده اكثر وخاصته انه يشد النفس وينفع من الخفقان
16
شمه كما ينفع الكمثرى وهو في ذلك اقوى الرمان منه حلو ومنه الحامض
17
فكلاهما يرطبان الا ان الحلو ارطب واحر ويكون عنه نفخة يسيرة وخاصته انه
18
يمنع الاغذية من ان تفسد في المعدة الخوخ بارد رطب يحدث اخلاطا زجاجية
327
1
خاصته انه اذا شم نفع من الغشي ينفع اكله من بخر المعدة واما لب نواه فانه يجلوالوجه
2
ودهنه ينفع من ثقل الصمم وعصارته تقتل الديدان واما المشمش فان مزاجه يقرب من مزاج
3
الخوخ الا انه ليس فيه خواص الخوخ العبقر هذا نوعان ابيض واسود وكلاهما اذا
4
اادرك بارد/رطب يكسر برد الصفراء ولين البطن ويرخي فم المعدة بعض ارخاء
5
الجوز حار يابس يغثي المعدة ويلين البطن خاصته زعموا انه اذا اكثر منه ولد عقلة
6
في اللسان وهو اذا اكل بالتين شفا من السموم وينفع الشيوخ ويضر المحرورين وهو بالجملة
7
غير ضار في وقت البرد القوي البندق وهو المعروف بالجلوز هو شبيه بالجوز في جميع
8
احواله الا ان تغثيته للمعدة اقل اللوز حار حرارة فاترة رطب لذيذ المطعم وله
9
خواص كثيرة منها انهم زعموا انه يزيد في جوهر الدماغ وينوم نوما معتدلا ويجلو
10
وينقي مجاري البول وهو بالجملة يصلح لمن يشكو هلائا ونحافة ودهنه افضل الادهان
11
في الترطيب لاصحاب التشنج اليابس وهو افضل بكثير من دهن السمسم لموضع
12
القبض الذي في هذا الدهن وكثرة الارخاء الذي في دهن السمسم وايضا فان دهن
13
السمسم اشد حرارة وخاصته فيما زعموا تبخير الفم لكن جرت عادة الاطباء
14
بان يستعملوه بدله الصنوبر هو حار يابس حرارة كثيرة ولذلك دهنه يشفي من
15
الفالج والاسترخاء الفستق هو حار يابس حرارة كثيرة ولذلك دهنه يشفي
16
باعتدال يقوي المعدة والكبد بجملة جوهره وبالجملة هو من الادوية العظيمة
17
المنافع في البقول والبقول كلها مايلة بطبايعها الى الاخلاط السوداوية وبجملة جوهرها
328
1
الا الخس لبرده ورطوبته والحشيشة المعروفة عندنا بالكحيلا وهي لسان الثور
2
في الكرنب هو حار يابس مولد للخلط السوداوي ضرورة وخاصته ان عصارته تصفي الصوت
3
القرع اما القرع فان الاطباء زعموا انه بارد رطب مائي وان الخلط المتولد عنه بهذه الصفة
4
قالوا ويسرع خروجه اذا اكل مطبوخا من المعدة قالوا وربما فسد في المعدة واستحال
5
استحالة ردية على ما يعرض للاشياء الرطبة التي ليس فيها قبض ولا ارضية ويشبهونه
6
بالتوت والبطيخ وليس القرع في بلادنا هذه بهذه الصفة بل هو اعسر الاشياء انهضاما
7
واغلظها جوهرا حتى ان اصلاحه انما هو بالطبخ الشديد وهو مع هذا كله رديء الكيموس
8
وان كان يبرد ويرطب لانه ليس فيها قوة بما يسهل خروجه اعني ليس فيه قوة جلا لا قليلا
9
ولا كثيرا البطيخ بارد مع رطوبة كثيرة وفيه جلاء وافعاله ادرار البول حتى انهم
10
زعموا ان الادمان على شرب مايه امان من الحصى والقثى ابرد من البطيخ واقل رطوبة
11
وادراره للبول اقل من ادرار البطيخ ولكونه اقل رطوبة لا يسرع اليه الفساد في
12
المعدة كاسراعه الى البطيخ البقلة الحمقاء باردة في الدرجة الثالثة رطبة في الثانية
13
لزجة تطفي العطش عاقلة للبطن مذهبته فيما زعموا للضرس القطف بارد رطب
14
ملين للبطن نافع فيما زعموا لاصحاب اليرقان والاكباد الحارة الاسفيناخ
15
معتدل جيد للحلق والرئة والمعدة يلين البطن وهي في البرودة والرطوبة في الدرجة
16
الثانية البقلة اليمانية قريبة من القطف الا انها اسخن واقل رطوبة وهي
17
المعروفة عندنا باليربوز اللفت حار رطب يولد نفخا ويهيج الباه ويسخن
18
الكلى والظهر وزعموا ان له خاصية في احداد البصر.
329
1
الباذنجان هذه البقلة تستعمل كثيرا عندنا في الاطعمة وهي اذا سلقت وطبخت
2
باللحم لذيذة جدا وهي فيما ارى بعد السلق معتدلة في الحرارة وذلك ان الجزء
3
الحريف منها يذهب بالسلق الا انها شديدة اليبوسة لموضع الغلظ الظاهر في جوهرها والقبض
4
لاكن كما قلنا يعدل من يبوستها اللحم تعديلا كثيرا والاطباء يزعمون ان الخلط المتولد عنها
5
خلط سوداوي شبيه بالخلط المتولد عن الكرنب لكن هي بالجملة مالوفة غذائية ولذلك
6
لا يظهر الضرر اللاحق عنها الا بعد ادمان كثير فهذه هي اشهر الاغذية المستعملة
7
عندنا وفيها /دوائية ما ولنسر الى القول في الادوية القيصوم قواه الاول هو من الحرارة
8
واليبس في الدرجة الثالثة والسبب في ذلك انه مركب من جوهر ارضي محترق
9
والدليل على ذلك انه دواء في غاية المرارة اعاله الثواني يقطع ويحلل ويفتح
10
السدد تفتحا قويا هو في ذلك ابلغ من الافسنتين لمكان القبض الذي في الافسنتين
11
قوته الثالثة الاخلال بفم المعدة لموضع مرارته من غير قبض والمستعمل من هذا
12
النبات هو اطراه وزهره واذا احرق اشتدت يبوسته وحرارته وينفع من داء
13
الثعلب اذا طلي ببعص الادهان الحارة بمنزلة دهن الخروع ورماده بالجملة اشد
14
يبسا وحرارة من رماد القرع المجفف واصول الشبت لبعد مزاجين الدوائين عن هذا الدواء ولذلك
15
صار رماد القرع المحروق والشبث يصلح للقروح التي فيها صلابة مثل القروح الحادثة
16
في القلفة وذلك اذا كانت من غير تورم الفنجنكست وهو المسمى عندنا
17
شجرة ابراهيم قوته الاول من الحرارة واليبس في الدرجة الثالثة والسبب في ذلك
18
ان الغالب على مزاجه جوهر ارضي محترق وقد يخالطه ارضي بارد والدليل على ذلك
330
1
ان مذاقة هذا الدواء حريفة مع عفوصة يسيرة وبين ان الافعال الثواني من مثل هذا المزاج
2
هي التقطيع والتفتح والعفوصة مما تعين على ذلك في الاعضاء الباطنة مثل الكبد والطحال
3
افعاله الثوالث قطع الباه ولذلك يسمى حبه حب الفقد وكان النساء من اهل اثينيا
4
بهذا السبب يفرشنه تحتهن في اعيادهن العظام وبالجملة فقوته قوة السذاب
5
الا لن السذاب اكثر اسخانا منه واكثر تجفيفا وهو مع هذا اعني السذاب ليس فيه
6
قبض الثيل وهو المسمى بالنجيل اصل هذا النبات قوته الاولى حارة يابسة باعتدال
7
والعلة في ذلك انه مركب من جوهر مائي وجوهر ارضي مع قليل نارية يدل على ذلك
8
انه مسيخ الطعم مع شيء من القبض والحرافة واما حشيشته فهي مسيخة الطعم فقط ولذلك
9
كانت قوتها الاولى باردة يابسة باعتدال وقوتها الثانية تدمل الجراحات الطرية بدمها
10
واما اصل هذا النبات فقوته الثالثة تفتت الحصى ومما يشهر ان مزاج هذا النبات
11
هو المزاج الذي وصفنا انه ينبت في الوهاد والارضين الرطبة الشنجار وهو
12
المسمى عندنا برجل الحمامة هذا هو انواع اربعة تختلف بالاقل والاكثر ولم يدرجه
13
جالينوس والذي احدس عليه من مزاجه انه بارد في الاولى يابس في الثانية والعلة في
14
ذلك ان هذا الدواء الغالب على اجزائه جوهر ارضي بارد مع ارضية محترقة ولهذا
15
9
16
كان طعمه قابضا مع مرارة ما فلو كانت المرارة مساوية للقبض لحكمنا له بالاعتدال
17
كما ان القبض لو كان مفردا لحكمنا له بالبرد ولما تعاضدت المرارة مع القبض في
18
دلالتها على اليبوسة جعلناه منها في الدرجة الثانية لانه ليس بشديد القبض
19
ولا المرارة ولذلك لا يخفى ما مزاجه هذا المزاج ما افعاله الثواني والثوالث ولذلك
331
1
صار نافعا لمن به وجع الكليتين ووجع الطحال وهو ايضا يشفي البهق والعلة التي
2
تتقشر فيها الجلد اذا سحق بالخل وطلي على الموضع الغاريقون هذا الدواء لم يدرجه
3
جالينوس والذي يحدس عليه من مزاجه انه حار في الاولى يابس في اخر الثانية وذلك
4
انه مولف من اجزاء باردة ارضية وحارة ارضية وحارة نارية وحارة رطبة يشهد بذلك
5
ان الانسان اذا ذاقه وجد فيه اولا حلاوة ثم من بعد مرارة ثم بعد حرافة
6
مع قبض يسير وذلك ان هذه الطعوم كلها تدل على الحر الا ما يكسر
7
القبض من ذلك كما انها ايضا تدل على اليبوسة الا ما تكسر الحلاوة
8
بتعديلها من ذلك لكن كسر القابض بالبرد اكثر من كسر الحلاوة بالترطيب
9
ولذلك جعلناه ايبس مما احر ولان هذا النبات شبيه باصل الشجر يدل على
10
اغلبة الارضية / عليه لكن مع هذا هو هش متفتت ابيض اللون وهذا كله مما يدل
11
منه على مخالطة هوائية صالحة وانما جعلناه حارا في الاولى وان كانت فيه ثلث
12
طعوم تدل على الحرارة لانها فيه غير قوية ولا ظاهرة وبالجملة ينبغي ان تعتمد في
13
تدريجه على التجربة واما افعاله الغير اول فالتحليل والتقطيع للاخلاط الغليظة
14
وتفتح سدد الكبد والطحال والكليتين والراس واما خواصه فهو ينفع لمن
15
نهشته دابة من الدواب المسمومة زعموا اذا كان سمها تظهر عليه اعراض البرودة
16
والشربة منه للملسوع مقدار مثقال واحد وهو ايضا دواء محمود في الاسهال
17
للاخلاط الغليظة من غير ان يكون فيه ضرر الادوية المسهلة وهو في اول مرتبة
18
من مراتب الادوية الجاذبة من اقصى البدن وله خاصية في تنقية الدماغ ولذلك
332
1
يشفي من الصرع ومن ابتداء الماء النازل في العين والشربة منه من درهم الى درهمين
2
وليس يحتاج الى اصلاح اللهم ما يكسر من يبوسته فقط وليس ينبغي ان يعتقد
3
ان تلطيفه للاخلاط القوية وتقطيعه يدل منه على حرارة قوية كما غلط في ذلك
4
كثير من الحدث البرشاوشان وهو كزبرة البير هذا الدواء شهد له
5
جالينوس انه معتدل في قواه الاولى مع انه دواء له افعال ثوان كثيرة وثوالث
6
منها انه يلطف ويحلل وينبت الشعر فعي داء الثعلب ويحلل الخنازير والدبيلات
7
ويفتت الحصى ويعين في نفث الاخلاط الغليظة التي تخرج من الصدر والرئة
8
وجالينوس يقول فيه انه يحبس البطن والحدث يقولون ان فيه قوة مسهلة
9
ومثل هذا الدواء ينبغي ان يشد اليد عليه اعني الادوية التي لها افعال ثوان وثوالث
10
وهي مع هذا معتدلة لامر ستعرفه بعد حيا العالم هذا النبات انواع منها
11
المسمى الشيان وهو يزرع في الدور ومنه المسمى المصفقات ومنه المسمى عنب السقف
12
وكلها في الدرجة الثالثة من البرودة وذلك انها مسيخة الطعم كثيرة المائية وهما
13
يجففان تجفيفا يسيرا ويدل ايضا على ذلك انها تنبت في المواضع الباردة وفي
14
فصل الشتاء الاقاقيا وهو رب شجرة القرظ هذا الدواء قوته الاولى من البرودة
15
اذا غسل في الدرجة الثانية وفي اليبوسة في الثالثة واذا لم يغسل فهو من البرودة
16
في الاولى وانما كان ذلك كذلك لان الاغلب عليه جوهر ارضي بارد ولذلك
17
كان قابض الطعم وهو مع هذا فيه شيء من جزء لطيف حار يذهب بالغسل في
333
1
الانجرة وهي الحريق ثمرة هذا النبات وورقه يرى جالينوس فيها انها تسخن
2
اسخانا ليس بالقوي وله افعال كثيرة ثوان وثوالث منها انه يحل الخراجات
3
والاورام التي تحدث باصول الاذنين ومنها انه يعين على نفث الاخلاط الغليظة
4
التي في الصدر والرئة وهو ايضا يشفي القروح المتاكلة وبالجملة من كل ما يحتاج الى
5
التجفيف من غير لذع وهذا ادل دليل على ضعف حرارته وهو مع هذا يدر البول ويهيج
6
الباه وهو ايضا يدل على نفخة فيه واما خاصته اعني بزره فاسهال البلغم وقوته في ذلك
7
شبيهة بقوة القرطم الا انه في ذلك اقوى فعلا الشربة منه خمسة دراهم الى
8
عشرة دراهم ومن ظن انه ناري لمكان التلذيع الذي في ورقه فهو مخطيء لان ذلك
9
الجزء الناري الذي في ورقه لطيف يذهب بالمسح فضلا عن الغسل.
10
الباذاورد والشكاعى هذان النباتان باردان يابسان واليبس فيها اغلب من
11
البرد وبخاصة الشكاعى وهما ينفعان من استطلاق البطن بالقبض الذي فيهما ومن
12
نزف الدم ومن اللهاة الوارمة ومن الاورام الحادثة في المقعدة والمستعمل من
13
الباذاورد اصله ومن الشكاعى ثمرته واصله وج وهو المعروف بالاشبطاله
14
باللسان العجمي هذا النبات المستعمل منه اصله قواه الاولى من الحرارة واليبس
15
في الدرجة الثانية وذلك ان اغلب اجزائه هو الجوهر الناري اللطيف وربما
16
خالطته ارضية محترقة والدليل على هذا ان طعمه حريف مع مرارة يسيرة افعاله
17
الثواني يجلو/ ويقطع ويلطف ويفتح السدد افعاله الثوالث يدر البول وينفع
18
من صلابة الطحال ويجلو كل ما يحدث من الغلظ في الطبقة القرنية من طبقات
334
1
العين وبخاصة عصارة اصله الصبر هذا الدواء قوته الاولى هو من الاسخان
2
اما في الاولى ممتدة واما في الثانية مسترخية ومن اليبس في الثالثة والحبب
3
في ذلك انه مركب من جوهر ارضي محترق يخالطه ارضي بارد فهو يكسر من الحرارة
4
التي فيه ويجتمعان في معنى اليبس والدليل على ذلك ان طعمه شديد المرارة مع
5
قبض ومما يدل على ان مزاجه الحرارة انه انما ينبت بالبلاد الحارة وذلك امنا
6
بلاد العرب واما بلاد الهند وما ينبت في البلاد الغير حارة منه فهو ضعيف قواه
7
الثواني يقبض ويردع ويجلو وبذلك صار دواء نافعا لانبات اللحم قواه الثوالث
8
يلزق النواصير والقروح التي في الذكر والدبر ويردع الاورام الحادثة في الفم
9
والمنخرين والعينين وخاصته اسهال الصفراء الرقيقة والغليظة وهو من الادوية
10
المامونة جدا اذ كان ليس فيه اخلال بفم المعدة لقبضه ومرتبته في الاسهال
11
قريب من مرتبة الغاريقون الا انه اضعف جدبا منه وذلك ان الغاريقون يجدب
12
من اقصى البدن والصبر انما يجدب ما في طبقات المعدة وجداول الكبد
13
ولهذا كان خاصا بتنقية المعدة والشربة منه من درهم الى مثقال الوسن
14
هذا الدواء قوته الاولى حار اما في الاولى ممتدة واما في الثانية مسترخية وكذلك
15
في اليبس والدليل على ذلك انه يجلو جلاء يسيرا ويجفف وينقي
16
الكليتين ويذهب الكلف من الوجه وخاصته الذي شهر بها هذا الدواء
17
هي المنفعة من عضة الكلب الكلب نانوخه اكثر ما يستعمل من هذا الدواء
18
بزره قوته الاولى من التسخين واليبس في الدرجة الثالثة ممتدة والسبب
335
1
في ذلك انه مركب من جوهر ناري وارضي محترق والدليل على ذلك ان طعمه حريف
2
تخالطه مرارة ما واما قوته الثانية فبينة من مزاجه وهي التفتيح والتحليل واما قوته
3
الثالثة فادرار البول اللوزالمر قوته الاولى من الحرارة في الدرجة الثانية ومن
4
اليبوسة الا انه يشبه ان يكون في الحرارة ممتدة وفي اليبوسة مسترخية
5
او في الاولى لان الرطوبة في اللوز ظاهرة لمكان الدهنية التي فيه وليس يخفى عليك
6
المزاج الفاعل لهذه الافعال انه مزاج حار فيه ارضية ما والدليل على ذلك
7
طعمه واما قواه الثوالث فيفتح السدد الذي في الكبد ويشفي الاوجاع
8
الحادثة في الاضلاع وفي الطحال وفي الكليتين ويعين على نفث الاخلاط الغليظة
9
اللزجة التي في الرئة والصدر وانا ارا ان اكثر افعاله هذه الافعال ليس بحرارة مفرطة
10
فيه بل بانضاج في هذه المواد لمكان تعديلها بالرطوبة الدهنية التي فيه ولذلك صار
11
اوفق شيء لتفتيح السدد التي في الرئة والصدر اذا كانت هذه الاعضاء تستضره
12
بالخشونة الاشق هذه الصمغة يستدل من افعالها الثوالث بتخمين انها حارة
13
يابسة لكن حرارتها في الدرجة الثالثة مسترخية ويبسها في الاولى اما حرارتها فمن
14
حيث هي صمغ وقد علمنا ان الصموغ قد خثرتها الحرارة وغلظتها لكونها فضلة
15
النبات واما انها في مثل هذه الدرجة من الحرارة فلكونها مليفة وكذلك مرتبتها
16
من اليبوسة ويشهد على ان اليبوسة منها قليلة اللزوجة التي فيها وذلك
17
بين موجود في جميع الاصماغ واما قوتها الثانية والثالثة فالتليين وتحليل
18
الصلابات الحادثة في المفاصل الثواليلية ويشفي الطحال الصلب والخنازير
336
1
الحماما قوى هذه النبات شبيهة بقوى الوج الا ان الوج اكثر تجفيفا والحمامى
2
اكثر انضاجا شقايق النعمن هو من الحرارة واليبس في الثالثة خاصه
3
اذا مضغ اصله اجتذاب البلغم وعصارته تنقي الدماغ من المنخرين اما قواها
4
الثواني فلن تخفى عليك وكذلك الثوالث تجلو الاثر
337
1
/الحادث في العين عن حرقة فيها وتستاصل العلة التي يتقشر معها الجلد وتدر الطمث الشبت
2
هذا هو من الاسخان اما في الدرجة الاولى ممتدة واما في الانية مسترخية وتجفيفه في
3
الدرجة الثانية عند ابتدائها او في الاولى عند انتهائها ولهدا صار متى طبخ بالزيت صار ذلك الزيت
4
يحلل ويسكن الوجع وينصح الاورام اللبنية التي لم تنضج ويجلب النوم وذلك ان الزيت
5
الذي يطبخ به يصير مزاجه قريبا من مزاج الادوية المنضحة الا انه اسخن مها قليلا
6
والطف فهو بهذا السبب يحلل واذا احرق الثبن صار في الدرجه الثانية من الاسخان والتجعيف
7
ولذلك ينفع القروح الكثيرة الرطبة وبخاصة التي تكون في اعضاء التساسل والشبت الطرى
8
اقل حرارة وارطب من اليابس ولذلك صار يجلب الوم وينضج اكثر من اليابس واليابس
9
يحلل اكر منه وبهذا السبب يقول جالبنوس كان القدماء يتخدون منه اكاليلا يضعونها
10
على روسهم في اوقات الشراب البابونج هذا الدواء يسخن ويجعف في الدرحة الاولى
11
وقواه الثواني انه يحلل ويرخي ويوسع مسام الدن وينضج وله خاصة في تسكين اوجاع
12
الجوف الانيسون المستعمل من هذا النبات في الاكثر هو بزره وهو من الحرارة واليبس
13
في الدرجة الثالثة وذلك ان الحوهر النارى غالب عليه والدليل على ذلك انه حريف الطعم
14
مع حلاوة افعاله الثوالث والثواني مذهب للنفخ الحادث في البطن مدر للبول فتاح للسدد
15
زراوند المستعمل من هذا النبات هو اصله وهذا النبات ضربان الزراوند المدحرج
16
والزراوند الطويل والمدحرج اقوى في التقطيع والتلطيف انفع في الجلد وانبات اللحم قواهما
17
الاولى هما من الحرارة واليبس في الدرجة التالثة وذلك انهما مركبان من جوهر ناري
18
قليل وارضي محترق والدليل على ذلك المرارة الموجودة في طعمه مع الحرافة افعاله
19
الثواني وبخاصة المدحرج انه يلطف الاخلاط الغليظة تلطيفا بليغا ولذلك يشفي الاوجاع
20
التي تكون من قبل امثال هذه الاخلاط والسدد ويخرج السل ويذهب العفونة وينقي القروح الوسخة
21
وينبت اللحم فيها. وافعاله الثوالب يجلو الاسنان واللثة وينفع اصحاب الربو واصحاب الفواق
22
واصحاب الصرع واصحاب النقرس اذا شرب بالماء وهو موافق
338
1
جدا للفسوخ الحادثة في اطراف العضل وهذا النبات يدعى عندنا باللسان الاعجمي بالمسمقورة
2
لسان الحمل هذا الدواء قوته الاولى هو بارد يابس في الدرجة الثانية وكذلك ورقه
3
الخضر فاما اصله فاقل بردا منه واكثر يبسا وورقه ايضا اذا جفف كذلك وانما صار هذا
4
الدواء هكذا لانه مركب من جوهر مائي وارضي بارد يدل على ذلك التفاهة التي في
5
طعمه والقبض افعاله الثواني يجفف ويردع نافع للقروح الرديئة الخبيثة كلها والمواد
6
المتعفنة يدمل النواصير افعاله الثوالث موافق للقروح التي في الامعاء قاطع للدم الذي
7
يكون منها وكذلك للرحم اصله نافع من وجع الاسنان ومفتح لسدد الكبد والكليتين وانما
8
كان كذلك لان الاصل من كل نبات احر من الورق ضرورة ولست اخلي ورق هذا النبات من
9
حرارة وذلك انه يظهر من امره انه يجلو القروح وينقيها وذلك من فعله بين لمن شاهده
10
الاسارون الذي ينتفع به من هذه الحشيشة انما هو اصلها وقوتها شبيهة بقوة الوج
11
الا انها اقوى في ذلك. الدارشيشعان قوته الاولى من الحرارة في الاولى ومن
12
اليبوسة في الثانية وذلك انه مركب من جوهر ناري وارضي بارد ولذلك كان حريف الطعم
13
قابض قواه الثواني ينفع من القروح المتعفنة ومن المواد المتحلبة/اللوف
14
المسمى اروق وهو المسمى عندنا بالصارة هذا النبات من التجفيف والتسخين في الدرجة الاولى
15
واصوله انفع ما فيه قواه الثواني تقطع الاخلاط الغليظة تقطيعا معتدلا وقواه الثوالث
16
يسهل النفث من الصدر والناس في المجاعات عندنا يستعملون من هذا النبات خبزا فياكلونه
17
ولكنهم يعود عليهم بضرر كثير هليون هذه الحشيشة معتدلة او الى الحر قليلا
18
وذلك انه يخالط طعمها مرارة لكن يسيرة ولذلك تذهب بالسلق وتوكل الحشيشة قواها
19
الثوالث تفتح السدد في الكليتين وخاصة اصلها وبزرها وتشفي ايضا وجع الاسنان
20
الجعدة هذا اصناف كلها حارة يابسة تدر البول والطمث وزعموا انها تنفع من لذع
21
العقارب اذا شرب منها وزن مثقال بالنبيذ. سقولوفندريون هذه الحشيشة معتدلة في
22
الحرارة الى اليبس كما هى مشهورة بحل صلابة الطحال وتفتح سدده
339
1
كما ان الغافت مشهور بالكبد وهي ايضا تفتت الحصى الخنثى وهو المسمى عندنا بالاعجمية
2
الابج المستعمل منه هو اصله كما يستعمل من اللوف وهو يجلو ويحلل فاذا احرق صار
3
رماده اشد اسخانا واكثر تلطيفا وتحليلا فهو لذلك يشفي من داء الثعلب القرطم
4
المستعمل من هذا النبات هو بزره وهو من الادوية المشهورة في اسهال البلغم مأمون في
5
ذلك وكان في اول مرتبة من مراتب الادوية المسهلة الشربة منه من نحو عشر دراهم الى
6
اثني عشر درهما وهو نافع للشيوخ اذا استعملوه بالتين قبل الطعام وقال فيه
7
جالينوس في المقالة الاولى من ذكره لاشخاص الادوية ان قوته قوة مجففة تسخن باعتدال
8
وقال في الثانية انه في الدرجة الثالثة من الاسخان متى اراد الانسان استعماله من خارج الا انه
9
اطلق القول هنالك اطلاقا فيه وفي الثانية انما ذكر قوة بزره الافسنتين هذا نبات
10
حار في الدرجة الاولى يابس في الثانية عصارته اشد مرارة كثيرا من حشيشته وانما كان
11
مزاجه هذا المزاج لانه مركب من جوهر ارضي بارد وارضي محترق وناري والدليل على
12
ذلك ان طعمه قابض مع مرارة وحرافة قواه الثوالث تقوية المعدة واخراج ما فيها من
13
المرار فالاسهال وذلك شيء يفعله بقوة جاذبة وبالمرارة الغاسلة التي فيه ويفتح سدد
14
الكبد ويدر البول وليس ينتفع به متى تنوول في المعدة بلغم لمكان قبضه وهذا الدواء
15
هو اصناف وافضله العطر ولذلك صار هذا مقويا للمعدة والكبد وبالجملة فشهرة هذا
16
الدواء باختصاصه بالمعدة والكبد شهرة كثيرة حب البان هذا الدواء المستعمل منه
17
ما هو عصارة لبه وجوفه لان ذلك هو الذي يجلب الينا منه وهو من الادوية العطرة ومزاجه
18
حار اما في الاولى ممتدة وامافي الثانية مسترخية وذلك ان جوهره جوهر ارضي محترق
19
ويخالطه جوهر ارضي بارد والدليل على ذلك انه مرالمطعم مع قبض ولما كان هذا النبات
20
قد جمع الى المرارة العطارة والقبض كانت عصارته من انفع الادهان للمعدة الباردة والكبد وليست
21
عصارته مما جرت العادة عندنا ان ترد الابدان من داخل ولا حبه وزعموا انه اذا ورد
22
البدن اهاج القيء واسهل ولن يخفى عليك ما افعال دواء مزاجه هذا المزاج اذا ورد البدن
23
وذلك من الافعال الثواني والثوالث الجلنار هو زهرة
340
1
الرمان البريكما ان جنبد الرمان هو زهرة الرمان البستاني هذا الدواء لنضعه في
2
الدرجة الثانية ممتدة او في الثالثة مسترخية من البرد واما اليبس فلا شك انه في الثالثة
3
وانما قلنا ذلك لان جوهره ارضي بارد واليبوسة في الارض اغلب من البرد ولن يخفى عليك
4
مثل ما فعل هذا الدواء من القبض والتجفيف وقطع الدم والاذمال ولذلك يستعمله الناس كثيرا في
5
مداواة / من ينفث الدم ومن به قرحة في الامعاء ومن يتحلب ايضا الى بطنه تخرج بالاسهال وكذلك
6
النساء اللواتي يتحلب الى ارحامهن الى شيء يخرج بالنزف قال جالينوس وليس من
7
الاطباء الذين وضعوا الكتب الا ويستعمل هذا الدواء العليق وورق هذا النبات واطرافه
8
وزهرته كلها باردة يابسة وان كانت تختلف في ذلك فالورق ارطبها لمكان المائية التي
9
فيه ولذلك في قوته اشفاء القلاع وغيره من قروح الفم واما ثمرتها فاذا كانت غير نضجة
10
فان البرد واليبس غالب عليها لمكان القبض الموجود فيها واما اذا نضجت الثمرة فانها
11
تقرب من الاعتدال لمكان الحلاوة الموجودة فيها وقوة الزهر ايضا قوة الثمر بعينه وكلاهما
12
ينفعان من قروح الامعاء واستطلاق البطن ولضعف المعدة والامعاء ولنفث الدم واما اصله
13
ففيه جوهرما حار لطيف ولذلك يفتت الحصى المتولدة في الكليتين المقل جنسان واحد
14
صقلي وهو اسود وقوته الثانية ملينة وعمل هذه القوة عمل بليغ ولن يخفى عليك من هذا
15
الفعل قوته الاولى والاخر عربي وهو اصفى من المقل الاخر واشد تجفيفا من الادوية المائية
16
اللهم الا ما كان منه حديثا فان قوته قوة الصقلي والعربي يفتت الحصى المتولدة في
17
الكليتين اذا شرب ويدر البول ويذهب الرياح الغليظة التي لم تنضج ويفشها ويشفي وجع
18
الاضلاع وفسوخ العضل والمقل بالجملة من الادوية المسهلة للبلغم الغليظ حتى انهم زعموا
19
ان خاصته الجذب من الوترات والمفاصل وهو وسط في مراتب الادوية المسهلة والشربة منه
20
زنة مثقال القرصعنة هذا النبات يرى جالينوس انه مركب من قوى مختلفة كمثل
21
الورد الا انه ليس بقابض والدليل على ذلك ان في طعمه تفاهة مع حلاوة يسيرة وقليل
22
حرافة وبخاصة في لحاه فاما ان يكون معتدلا واما مائلا الى البرد قليلا وما مزاجه
23
هذا المزاج فمنافعه جمة ولهذا صارت افعاله التحليل والردع واما خاصته
341
1
المشهورة فهي تحليل الاورام الحالبية حتى ان اسمه باللسان اليوناني كان مشتقا من
2
اسم الحالب وهو يشفي هذه الاورام ان جعل عليها ضمادا وان علق تعليقا والحدث يرون
3
ان ذلك شيء يخصه لجميع الاورام وزعموا ان شرب مائه امان من اورام الجوف البلسان
4
قواه الاولى هومن الاسخان والتجفيف في الدرجة الثانية وهو ذو رائحة طيبة واما دهنه
5
فهو الطف شيء وليس كما يقول جالينوس له من الاسخان ما يظنه به قوم غلطا منهم
6
بسبب لطافته ونفوذه واما ثمر البلسان فقوتها من جنس هذه القوة الا انها اقل لطافة
7
من دهنه ولهذا الدهن خواص كثيرة وافعال عجيبة فمن افعاله التواني انه يحلل الامراض
8
البلغمية البطيئة الانحلال ويقلع اسباب الاوجاع التي تكون عن اخلاط غليظة وريح نافخة
9
ومن افعاله الثواني تفتيت الحصى ومتى احتملته المرأة التي لا تحمل بسبب سدة بها حملت
10
واما خواصه فانه بازهز للسموم وذلك انه يشفي من سقي الافيون ومن سقي خانق النمر
11
وكذلك من اكل الفطر والشربة منه من ثلاثة ارباع الدرهم الى ربع الدرهم الابهل
12
هذا الدواء هو من الاسخان والتجفيف في الدرجة الثالثة وهو مع هذا لطيف جدا وذلك انه
13
مركب من جوهر ناري هو الغالب عليه وجوهر ارضي محترق وقليل جوهر ارضي بارد والدليل
14
على ذلك طعمه فان فيه حرافة قوية مع مرارة وبعض قبض افعاله الثواني اكال للعفونة
15
التي في القروح الخبيثة وذلك ان القروح التي ليست فيها عفونة ليس تحتمل مثل هذا الدواء
16
واما العفنة اذا وضع عليها مع العسل فانه ينقيه افعاله الثوالث يدر البول ويحدر الطمث
17
بشدة اكثر من كل شيء يدره ويبول الدم ويفسد الاجنة ويخرج الموتى قال وللطافته
18
والعطرية التي فيه قد يجعلن قوم منه/ مكان الدارصيني ضعف وزن الدارصيني البهار
19
هذا النبات ورده اقوى فعلا من ورد البابونج ومن اجل ذلك هو اقوى تحليلا منه حتى
20
انه يشفي الاورام الصلبة اذا خلط بالشمع المذاب مع الدهن الاشنه هذا النبات
21
يوجد نابتا على البلوط والصنوبر والجوز وهو في الدرجة الاولى من البرودة والدليل
22
على ذلك ان فيه قبضا معتدلا لكن فيه مع هذا قوة محللة ملينة وخاصة فيما يوجد
23
منه على شجر الصنوبر لحرارة هذا الشجر وذلك ان احد ما يتفاضل به النبات هي
24
المادة التي يغتذي منها
342
1
كما قلنا فيما سلف الجنطيانا لنضع هذا الدواء في الدرجة الثالثة من الحر واليبس
2
والدليل على ذلك صدق مرارته واصل هذا النبات فيه قوة بليغة في التلطيف والتنقية
3
وتفتيح السدد عجم الزبيب يجفف في الدرجة الثانية ويبرد في الاولى وذلك ان
4
جوهره ارضي غليظ يعلم ذلك من قبضه وهو نافع غاي