168
1
بسم الله الرحمان الرحيم، اللّهمّ يسّر برحمتك
2
مقالة الاسكندر الأفروديسى فى الحسّ وكيف هو على مذهب
3
أرسطو
4
|86|[ed. Théry]قال الاسكندر انّ أرسطو لمّا فرغ من كتابه الذى يدعى كتاب
5
النفس من القول فى صفة القوّة الغاذية، أردف قوله فى صفة
6
الحسّ وكيف يكون. غير أنّه ذكر أوّلا جميع الحواسّ فقال فيها
7
بقول كلّىّ، ثمّ بيّن كلّ واحد على حدة [ليس فيما فيه كلّ واحد
8
على حدته].
9
|86, 6|[ed. Théry]ثمّ قال انّ الحسّ〈يكون〉 بأن يتحرّك الشىء ويقبل الأثر (فانّ
10
الحسّ انّما يكون بحركة ما وأثر) [لأنّه لا يتغيّر من المغيّر].
11
|86, 9|[ed. Théry]فنقول نحن انّ الفيلسوف عنى بقوله هذا أنّ الحسّ يكون
12
بتغيّر وقبول الأثر، ثمّ ذكر كيف يكون الأثر وكيف يكون المؤثَّر
13
فيه. وذلك أنّ من الأوّلين من قال انّ الشب[ي]ه يقبل الأثر من
14
شبهه ومنهم من قال ان الضدّ يقبل الأثر من ضدّه.
15
|86, 13|[ed. Théry]وانّما ذكر الفيلسوف ذلك، لأنّه ممّا يلائم ما يريد من صفة
16
الحسّ وأىّ شىء هو، فان كان مؤثِّرا، بما أثِّر فيه المؤثَّر فيه،
17
والحس هو أثر من الآثار وانّما أثر من مؤثِّر.
170
18
|86, 16|[ed. Théry]غير أنّ الحكيم طلبه، قبل أن يلخّص الحسّ، فقال لم لا يحسّ
19
الحواسّ ذواتها، اذ كانت محسوسة، لاكنّها تحسّ بالمحسوسات
20
الخارجة فقط؟
21
|86, 19|[ed. Théry]فأطلق |75a|[MS Escorial] هذه المسئلة بأن قال انّ الحسّ انّما هو بالقوّة،
22
ومحسوسه هو الشىء المفارق له الممتاز منه، لأنّه ليس شىء من
23
الأشياء يفعل فى نفسه ولا يؤثّر فيها، وأمّا الحسّ فيكون
24
بالانفعال وقبول الآثار، فاذا لم يكن المحسوس حاضرا، كان
25
|87, 3|[ed. Théry]الحسّ حينئذ بالقوّة. وقال انّ الحسّ ضربان، امّا بالقوّة وامّا
26
بالفعل،〈وكذلك المحسوس ضربان، امّا بالقوّة وامّا بالفعل〉.
27
|87, 4|[ed. Théry]فلمّا فرغ الحكيم من قوله انّ الحسّ يكون بقبول الآثار وانّ
28
الحسّ ضربان امّا بالقوّة وامّا بالفعل، أتبع قوله فقال كيف يكون
29
القابل للاثار وممّا يقبل تلك، أمن شبهه أم من ضدّه.
30
|87, 8|[ed. Théry]فلخّص ذلك بأن قال انّ القابل لللآثار المنفعل يقبل الآثار
31
من المحرّك بالفعل على الهيئة التى يقوى المنفعل المؤثّر فيه
32
على أن يكون عليها. فأرى بقوله هذا أنّ الشىء المنفعل
33
المؤثّر فيه ربّما قبل الأثر والفعل من شبهه وربّما قبل الفعل
34
والأثر من ضدّه.
172
35
|87, 12|[ed. Théry]وذلك أنّ الشىء المنفعل المؤثّر فيه لا يشبه الفاعل المؤثّر
36
قبل أن ينفعل ويقبل الأثر، فاذا انفعل وقبل الأثر صار
37
شبه الفاعل المؤثّر.
38
|87, 15|[ed. Théry]فنرجع الآن الى ما كنّا فيه فنقول انّ الحسّ الكائن بالقوّة
39
لا يشبه المؤثّر الفاعل فيه قبل أن يقبل الأثر والفعل، فاذا
40
قبل الأثر والفعل صار شبهه [لا محالة بل يصير واحدا].
41
|87, 19|[ed. Théry]وقال الحكيم بعد فراغه ممّا ذكرنا وقوله «انّ الحس ضربان
42
أحدهما بالقوّة والآخر بالفعل»، انّ القوّةّ والفعل ينفصل كلّ
43
واحد منهما بفصلين، ليرينا أنّ الحسّ لا يتحرّك ولا ينفعل
44
بالحقيقة، لأنّه ليس خروج كلّ قوّة الى الفعل يكون بالانفعال
45
والحركة.
46
|87, 23|[ed. Théry]فقال انّ كلّ شىء كائن بالقوّة يكون على ضربين: أحدهما
47
كالذى فى قوّته وطبيعته أن يقبل التعليم، وان كان ليس بعالم،
48
والضرب الآخر كالعالم القابل للعلم والحكمة وان كان لا يعلم،
49
فانّه عالم. وكذلك العالم〈بالفعل〉 على ضربين〈أحدهما) العالم
50
الذى لا يعلم والضرب الآخر العالم الذى يعلم.
174
51
|87, 29|[ed. Théry]فلمّا فرغ الحكيم من تحصيل القوّة والفعل وأنّ كلّ واحد
52
منهما على نوعين، قال انّ الشىء اذا كان بالقوّة |75b|[MS Escorial] من النوع
53
الأوّل، أعنى اذا كان ممكنا لقبول الشىء، لا يؤول الى الفعل
54
بغير استحالة، أعنى بغير انفعال وقبول الأثر، واذا كان
55
الشىء بالقوّة من النوع الثانى، أعنى اذا كان قويّا على الفعل
56
مُحكِما له، وان كان غير فاعل، فذلك يؤول الى الفعل بغير
57
استحالة، أعنى بغير انفعال وقبول الأثر، مثل الكاتب الماهر
58
البارع: اذا كتب، لم يستحل.
59
|87, 39|[ed. Théry]فلمّا بيّن الحكيم فقال انّه ليس كل قوّة تؤول الى الفعل
60
وتنتقل اليه باستحالة وقبول الأثر، فصّل الاستحالة أيضا
61
والانفعال فقال انّ الاستحالة نوعان أحدهما الاستحالة
62
الكائنة من القوّة الى الفعل، أعنى القوّة التى من النوع الأوّل،
63
وهى الكائنة بفساد الشىء من ضدّه المخرجة للشىء من حاله
64
التى هو عليها. فأمّا النوع الثانى، فهو الاستحالة الكائنة من
65
القوّة الى الفعل، أعنى القوّة التى من النوع الثانى، وهى
176
66
|88, 1|[ed. Théry]الاستحالة التى يؤول بها الى الفعل بلا دخول ضدّ الشىء
67
عليه ولا خروجه〈من حاله〉، لاكن [تكون من] بحفظ (؟) الشىء〈على حاله〉
68
وانتقاله (؟) الى الفعل والعمل، وهى الاستحالة المتممة
69
|88, 5|[ed. Théry]المكملة للشىء. فأمّا الاستحالة الأولى، أعنى النوع الأوّل، فهى
70
الاستحالة المفسدة، لأنّها لا تكون الّا بفساد الشىء وخروجه
71
|88, 7|[ed. Théry]من حاله. فأمّا الاستحالة التى من النوع الثانى، فتكون بلا
72
فساد الشىء، بل تتممه وتكمله وتظهر كماله، كالعالم الساكن،
73
فانه منتهى التعليم بغير أن يفسد حالا من حالاته…
74
|88, 10|[ed. Théry]… وان يدعى هذا النوع استحالة حقّا، لأنّ الاستحالة
75
الحقّ تؤول من شىء الى شىء وضدّ الى ضدّ. فان سمّاها
76
أحد استحالة، كان جنسا آخر وطبيعة أخرى من طبائع
77
الاستحالات. فانّ العالم قد يعلم بغير استحالة ولا حركة
78
مؤثّرة. فان كان لم يستحل، لم ينتقل أيضا عن حاله، لا
79
انتقالا كيفيّا ولا انتقالا موضعيّا.
80
|88, 16|[ed. Théry]فقد استبان أنّ الحسّ الكائن بالقوّة من النوع الثانى يؤول
178
81
وينتقل الى أن يحسّ بالفعل بالتمام والكمال لا بالانفعال
82
وقبول الأثر.
83
|88, 20|[ed. Théry]فلما فرغ الحكيم من ذكر هذه الأشياء وتلخيصها، فصّل أيضا
84
التنقّل فقال متى تنتقل القوّة الى الفعل باستحالة ومتى تنتقل
85
القوّة الى الفعل بغير استحالة. فقال انّ انتقال القوّة
86
المتهيّئة الى الفعل يكون بغير استحالة، وهى القوّة الكائنة
87
من النوع الثانى، يشبه |76a|[MS Escorial] العلم اذا لم يكن بالتعليم (فانّه يعلم
88
الشىء بغير حركة ولا استحالة، ولا يسمّى حينئذ هذا العلم
89
حركة ولا استحالة)، لاكن〈يكون〉 نوعا آخر من أنواع الانتقال،
90
|88, 27|[ed. Théry]وهو المتمم المكمل〈ل〉ظاهر العلم. فأمّا العلم الكائن بالتعليم،
91
وهو النوع الأوّل من القوّة، فانّه لا يكون الّا(؟) بحركة
92
واستحالة، وقد يسمّى هذا التنقّل حركة واستحالة.
93
|88, 29|[ed. Théry]فان كان هذا على ذا، ينبغى أن نقول انّ [نوع] الاستحالة
94
نوعان أحدهما الاستحالة الكائنة من القوّة الى التهيئة، أعنى
95
تهيئة الفعل، والآخر الكائن من التهيئة الى الفعل.
180
96
|88, 33|[ed. Théry]فلمّا فرغ الحكيم من تلخيص هذه الأشياء، رجع الى الحسّ
97
وبيّن وأوضح الحسّ الكائن بالقوّة من النوع الأوّل وكيف يكون
98
ومن أىّ الأشياء ينتقل الى التهيئة، وما الحسّ الكائن بالقوة
99
من النوع الثانى وكيف يكون ومن أىّ الأشياء ينتقل الى الفعل.
100
|88, 37|[ed. Théry]فقال انّ الحسّ الكائن با<لقوّةّ من ا〉 لنوع الأوّل المنتقل الى
101
التهيئة يكون عند كون الحيوان. فانّ الحيوان الذى فى
102
الكون ليس بمتهيّئ لحسّ الأشياء (؟) بعد، لاكنّه قابل
103
لتهيئة الحسّ. فاذا كوّن وفرغ منه، كان فيه حينئذ تهيئة
104
|88, 43|[ed. Théry]الحسّ، أعنى أنّه متهيّئ للحسّ، فاذا ما كان المحسوس ظاهرا،
105
أحسّ به مكانه شبه العالم المتهيّىء للعلم (فانّه اذا ما أراد،
106
علم) كذلك الشىء، اذا ما كان متهيّئا للحسّ وكان المحسوس
107
حاضرا، أحسّ به مكانه.
108
|88, 46|[ed. Théry]فلمّا فرغ الحكيم من صفة الحسّ الكائن بالقوّتين وكيف يكون
109
كلّ واحد منهما، ذكر بعد ذلك أيضا كيف يكون الحسّ
110
بالفعل فقال انّ الحس بالفعل يكون كالعلم سواءً. غير أنّه
182
111
|89, 2|[ed. Théry]يفترق (؟) الفعلان، أعنى فعل الحسّ وفعل العلم، بخلّة
112
واحدة فقط. وذلك أنّ علّة الحسّ تكون من خارج، لا فى
113
الحاسّ، أعنى أنّ المبصَر لا يكون فى داخل بصر المبصِر ولا
114
المسموع يكون فى داخل سمع السامع، لاكنّه يكون خارجا منه.
115
|89, 6|[ed. Théry]فأمّا الشىء الذى يقال بالعقل والعلم، فعلّته من داخل،
116
لا من خارج.
117
|89, 7|[ed. Théry]ولخّص الحكيم ذلك وبيّنه، وذلك أنّه قال انّ الحسّ ينال
118
الأشياء الجزئيّة التى لا يمكن أن تكون فى داخل الحاسّ،
119
|89, 10|[ed. Théry]فانّ لها أشخاصا ثابتة قائمة. فأمّا العقل〈والعلم〉، فيعرفان
120
الأشياء الكلّيّة التى ليست لها أشخاص ثابتة قائمة، لاكن
121
يكون قوامها وثباتها فى داخل الفكرة والذهن.
122
|89, 13|[ed. Théry]وبيّن الحكيم وأوضح كيف يكون ذلك بأن قال انّ قوام
123
الأشياء الكلّيّة وعلّة |76b|[MS Escorial]كونها هى الأشياء الجزئيّة وفيها ثباتها.
124
وأمّا [قوام] الكلّيّة (فانها كلّيّة عاميّة) فقوامها فى الفكرة. فلذلك
125
صار قوام الكلّيّة فى فكر المفكّر وصارت استطاعة الفكر فيها اليه،
184
126
|89, 17|[ed. Théry]لأنّ الأشياء الواقعة تحت الفكر هى فينا والينا، أعنى أنّا اذا
127
أردنا،〈كانت〉 الينا الكلّيّة (؟)، فصارت لذلك علّة [حسّ] الفكر
128
فينا من باطن. وليست استطاعة حسّ المحسوسات الينا، أقول
129
أنّا اذا شئنا، كانت عندنا فنحسّها.
130
|89, 22|[ed. Théry]ونقول (انّه) كما أنّ الحسّ لا يقدر أن يحسّ محسوسه الّا
131
بحضوره، كذلك الصناعات أيضا لا تقدر أن تفعل شيئا ما الّا
132
بحضور المصنوع، أقول أنّ الصانع لا يستطيع أن يصوغ الأشياء
133
الّا بحضور نحاس وحديد أو شىء من العناصر التى يمكنه أن
134
يَفعل فيها.
135
|89, 27|[ed. Théry]وقد لخّص الحكيم فى كتابه، أعنى كتاب النفس، وبيّن فيه لِمَ
136
صارت استطاعة الفكر فينا ولم تكن استطاعة الحسّ فينا
137
تلخيصا مستقصى.
138
|89, 29|[ed. Théry]فأمّا نحن فنرجع〈الآن〉 الى ما كنّا فيه فنقول بقول جامع
139
انّ الحكيم حدّ الحسّ فقال انّه هو الكائن بالقوّة من النوع
140
الثانى، الكائن كالمحسوس بالفعل. فانّه الذى ينفعل ويقبل
186
141
أثر المحسوس ما كان لا يشبهه، فلمّا انفعل وقبل الأثر، فشبه
142
به وصار مثله.
143
|89, 34|[ed. Théry]وانّما عنى الحكيم بالانفعال الاستحالة، وليس هذا النوع
144
من أنواع الاستحالة الصادقة، لاكن لمّا لم نقدر أن نسمّى
145
الأشياء كلّها على حقائق اسمائها، سميّنا هذا النوع استحالة
146
أيضا (لأنّا قد بيّنّا وأوضحنا آنفا أنّ انتقال القوّة الثانية، أعنى
147
المتهيّئة للفعل، يكون الى الفعل بلا حركة ولا انفعال ولا
148
استحالة).
149
|89, 40|[ed. Théry]فقد استبان الآن وصحّ أنّ حدّ الحسّ هو الانتقال الكائن
150
من القوّة الثانية الى الفعل بلا انفعال ولا استحالة ولا حركة
151
البتّة، كما بيّن الحكيم بأقاويل مضطرّة مقنعة.
152
|89, 43|[ed. Théry][قال المفسّر] انّا نريد الآن أن نذكر نحن رؤوس ما ذكر
153
الحكيم ونبيّنه بقول موجز(؟) مختصر ليقوى الفكر على حفظها.
154
|89, 46|[ed. Théry]فنقول انّ الحكيم ذكر أوّلا الحسّ وبيّنه بأن قال انّ الحسّ
155
يكون بالانفعال والحركة.
188
156
|89, 47|[ed. Théry]ثمّ ذكر الانفعال وفحص عنه وهل ينفعل الشىء من شبهه
157
أم من ضدّه.
158
|90|[ed. Théry]ثمّ سأل فقال لِمَ لا يحسّ الحواسّ ذواتها اذ كانت مححسوسة.
159
|90, 2|[ed. Théry]فأطلق المسئلة بأن قال انّ الحسّ هو بالقوّة، فينبغى أن
160
يكون |77a|[MS Escorial] محسوسه بالفعل، أعنى المحسوس القادر أن يصيّر الحسّ
161
بالفعل حسّا.
162
|90, 4|[ed. Théry]ثمّ فصّل الحسّ فقال انّ الحسّ نوعان أحدهما بالقوّة
163
والآخر بالفعل.
164
|90, 6|[ed. Théry]ثمّ فصّل الفعل والانفعال فقال انّ الفعل حركة من الفاعل
165
والانفعال تحريك من المؤثّر فى المفعول (؟).
166
|90, 7|[ed. Théry]ثمّ ذكر الانفعال فقال انّ الشىء ينفعل ويتحرّك من الفاعل
167
الذى هو بالفعل على الحال التى يقدر المنفعل أن يكون
168
عليها. فلذلك صار الشىء، ما دام فى طريق الانفعال، لا
169
يشبه الفاعل، فلمّا انفعل وقبل الأثر، صار شبهه.
170
|90, 11|[ed. Théry]فقال الحكيم لذلك انّ الحس نوعان، امّا بالقوّة وامّا بالفعل،
190
171
فما دام هو حسّا بالقوّة، فلا يشبه المحسوس، فاذا صار بالفعل
172
حسّا، صار شبه المحسوس.
173
|90, 14|[ed. Théry]ثمّ فصّل القوّة بأن قال انّ القوّة نوعان أحدهما القوّة التى
174
فى ذاتها قبول الفعل، وهى القوّة الهيولانيّة، والنوع الثانى
175
هو القوّة المتهيّئه للفعل.
176
|90, 17|[ed. Théry]ثم فصّل الفعل أيضا بأن قال انّ الفعل نوعان أحدهما
177
هو الفاعل المتهيّئ للفعل، وان كان ساكنا غير فاعل، و<النوع〉
178
الثانى هو بالفعل والعمل، [أى أنّه ليس بساكن (؟)].
179
|90, 21|[ed. Théry]ثمّ ذكر أيضا القوّة فقال انّه ليس كلّ قوّة تؤول الى الفعل تؤول
180
وتنتقل〈اليه〉 باستحالة.
181
|90, 23|[ed. Théry]ثمّ فصّل الاستحالة أيضا فقال انّ الاستحالة نوعان أحدهما
182
يكون بانفعال والآخر بغير انفعال وتحرّك.
183
|90, 25|[ed. Théry]ثمّ فصّل الانفعال أيضا فقال انّ الانفعال نوعان أحدهما
184
بغير فساد من ضدّه ولا خروج من حال الى حال، لا كنّه يكون
185
بحفظ الشىء على حاله وصعوده وذهابه الى تمامه وكماله
192
186
|90, 30|[ed. Théry]<من شبهه〉. ويكون النوع الثانى بفساد الشىء〈من ضدّه〉
187
وخروجه من حال الى حال. فأمّا النوع الأوّل فينفعل من غير
188
خروج من حاله، كما ذكرنا آنفا، لاكنّه يكون بزيادته الى تمامه
189
وكماله من شبهه، فانّ الفاعل بالفعل يشبه المتهيّئ لقبوله
190
بالفعل.
191
|90, 35|[ed. Théry]فقد بيّن الحكيم بقوله هذا أنّ الحسّ، وان انفعل من
192
محسوسه، لاكنّه لا ينفعل كسائر الأشياء التى تنفعل وتفسد
193
وتنتقل من حال〈الى حال〉، بل ينفعل الحسّ كالصاعد الى
194
تمامه وكماله، بلا فساد منه ولا انتقال من حال الى حال،
195
كانتقال الحبّة الى السنبلة والسنبلة الى الحبّة.
196
|90, 39|[ed. Théry]ثمّ ذكر الحكيم الحسّ أيضا فقال انّ هذا [النوع] لا يدعى
197
استحالة حقّا، لأنّه لا ينفعل ويقبل الأثر بفساد، وانّما سمّيناه
198
بهذا |77b|[MS Escorial] الاسم لمّا لم نجد له اسما ملائما له لضيق الاسماء
199
واللغة.
200
|90, 43|[ed. Théry]فلمّا فرغ الحكيم من تلخيص هذه الأشياء، حدّ الحسّ فقال
194
201
|90, 44|[ed. Théry]انّ الحسّ هو [أن يكون] الكائن بالقوّة [التى] من النوع
202
الثانى،〈الكائن〉 شبه المحسوس〈بالفعل〉، فاذا انفعل الحسّ
203
|90, 46|[ed. Théry]من المحسوس، صار شبهه〈بالفعل〉 وصار حسّا بالفعل. وانّما
204
عنى الحكيم بالانفعال هاهنا المعنى الثانى، أقول الانتقال
205
الكائن بغير استحالة ولا تحركّ ولا خروج من حال الى حال،
206
الحافظ لذاته، الصاعد الذاهب الى تمامه وكماله.
207
|91|[ed. Théry]فقد استبان الآن وصحّ بأقاويل مضطّرة〈مقنعة) أنّ الحسّ
208
هو الكائن بالقوّة الثانية، المنفعل المؤثّر (فيه) الذاهب الى
209
الفعل من المحسوس بلا استحالة ولا حركة البتّة.
210
تمّت المقالة فى الحسّ، والحمد لله كثيرا، كما هو أهله